وسائل الشيعة الجزء ١٥

وسائل الشيعة0%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 391

وسائل الشيعة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 391
المشاهدات: 159669
تحميل: 5258


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27 الجزء 28 الجزء 29 الجزء 30
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 391 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159669 / تحميل: 5258
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ورواه في( صفات الشيعة) وفي( الأمالي) وفي( عيون الأخبار) وفي( معاني الأخبار) (١) كذلك إلّا أنه ذكر في معاني الأخبار: الرضا، بدل الحلم.

ورواه الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى نحوه(٢) .

[ ٢٠٢٢٨ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي( عليه‌السلام ) : يا علي أُوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ثمّ قال: اللّهم أعنه، أمّا الأولى فالصدق لا يخرجنّ من فيك كذبة أبداً، والثانية الورع لا تجترأنَّ على خيانة أبداً، والثالثة الخوف من الله كأنك تراه، والرابعة كثرة البكاء من خشية الله عزّ وجلّ يبني لك بكل دمعة بيت في الجنة، والخامسة بذل مالك ودمك دون دينك، والسادسة الأخذ بسنّتي في صلاتي وصيامي وصدقتي، أمّا الصلاة فالخمسون ركعة، وأمّا الصوم فثلاثة أيّام في كل شهر خميس في أوّله، وأربعاء في وسطه، وخميس في آخره، وأمّا الصدقة فجهدك حتى يقال: اسرفت ولم تسرف، وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الزوال، وعليك بقراءة القرآن على كل حال، وعليك برفع يديك في

____________________

(١) صفات الشيعة: ٤٧ / ٩٧، وأمالي الصدوق: ١٨٤ / ٨، ولم نعثر عليه في عيون الأخبار المطبوع، معاني الأخبار: ١٩١ / ٣.

(٢) الكافي ٢: ٤٦ / ٢.

٢ - الفقيه ٤: ١٣٩ / ٤٨٣، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٣ من أبواب السواك، وأخرى في الحديث ٥ من الباب ٢٥ من أبواب أعداد الفرائض، وأخرىٰ في الحديث ٨ من الباب ٩ من أبواب تكبيرة الإِحرام، واخرى في الحديث ١ من الباب ١١ من أبواب قراءة القرآن، وأُخرى في الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب الصدقة، وأخرى في الحديث ٥ من الباب ٢٢ من أبواب الأمر بالمعروف.

١٨١

الصلاة، وتقليبهما، عليك بالسواك عند كل صلاة(١) ، عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها، عليك بمساوىء الأخلاق فاجتنبها، فإن لم تفعل فلا تلومنّ إلّا نفسك.

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) (٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار(٣) .

ورواه الحسين ابن سعيد في كتاب( الزهد) عن الحسين بن علوان (٤) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن إسماعيل رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله إلّا أنّه قال: أمّا الصلاة في الليل والنهار، ثم قال: وعليك بالسواك لكل وضوء(٥) .

[ ٢٠٢٢٩ ] ٣ - وبإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في وصية النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي( عليه‌السلام ) - أنه قال: يا علي ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة: أن تعفو عمّن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم عمّن

____________________

(١) في التهذيب: عند كلّ وضوء وكلّ صلاة ( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٨: ٧٩ / ٣٣.

(٣) التهذيب ٩: ١٧٥ / ٧١٣.

(٤) الزهد: ٢١ / ٤٧، وفيه: فأما صلاتي فالاحدى وخمسون بمحاسن الأخلاق فارتكبها.

(٥) المحاسن: ١٧ / ٤٨.

٣ - الفقيه ٤: ٢٥٧ / ٨٢٢.

١٨٢

جهل عليك.

[ ٢٠٢٣٠ ] ٤ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن الحميري، عن الحسن بن محمّد بن موسى، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده، وتكون في ولده ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في الحرّ: صدق الناس(١) وصدق اللسان وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف، وإطعام السائل، والمكافأة على الصنائع، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، ورأسهن الحياء.

محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن يزيد بن إسحاق شعر(٢) .

ورواه الطوسي في مجالسه عن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن علي بن الحسين بن بابويه، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله(٣) .

[ ٢٠٢٣١ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لأنسبنّ الإِسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلّا بمثل ذلك، إنّ الإِسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإِقرار، والإِقرار هو العمل، والعمل هو الأداء، إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه، ولكن أتاه من ربّه فأخذ به الحديث.

____________________

٤ - الخصال: ٤٣١ / ١١.

(١) في نسخة: البأس ( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٢: ٤٦ / ١.

(٣) أمالي الطوسي ١: ٩.

٥ - الكافي ٢: ٣٨ / ١.

١٨٣

[ ٢٠٢٣٢ ] ٦ - وعنهم، عن ابن خالد، عن أبيه، عن عبدالله بن القاسم، عن مدرك بن عبدالرحمن، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : الإِسلام عريان فلباسه الحياء، وزينته الوفاء(١) ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكلّ شيء أساس وأساس الإِسلام حبنا أهل البيت.

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبدالله بن القاسم مثله(٢) .

[ ٢٠٢٣٣ ] ٧ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن أبي جعفر الثاني( عليه‌السلام ) ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنّ الله خلق الإِسلام فجعل له عرصة(٣) ، وجعل له نوراً، وجعل له حصناً، وجعل له ناصراً، فأمّا عرصته فالقرآن، وأمّا نوره فالحكمة، وأمّا حصنه فالمعروف، وأمّا انصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا الحديث.

[ ٢٠٢٣٤ ] ٨ - وعنهم عن ابن خالد، عن أبيه، عمّن ذكره، عن محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلىٰ، عن أبيه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا، ولا تعرفون حتّى تصدقوا، ولا تصدقون حتّى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أوّلها إلّا بآخرها الحديث.

____________________

٦ - الكافي ٢: ٣٨ / ٢.

(١) في نسخة: الوقار ( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٢: ٣٨ / ذيل حديث ٢.

٧ - الكافي ٢: ٣٨ / ٣.

(٣) العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء، وقد جاءت في الحديث الشريف على سبيل الاستعارة، أُنظر ( مجمع البحرين - عرص - ٤: ١٧٤ ).

٨ - الكافي ٢: ٣٩ / ٣.

١٨٤

[ ٢٠٢٣٥ ] ٩ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبدالملك بن غالب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقوراً عند الهزاهز، صبوراً عند البلاء، شكوراً عند الرخاء، قانعاً بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إنّ العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل أمير جنوده، والرفق أخوه، والبرّ(١) والده.

ورواه الصدوق بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه - في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي( عليه‌السلام ) - وذكر نحوه، إلى قوله: في راحة، إلّا أنّه قال: وقار وشكر وصبر وقنوع(٢) .

ورواه في( المجالس) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد نحوه (٣) .

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب مثله(٤) .

[ ٢٠٢٣٦ ] ١٠ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) (٥) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : الإِسلام(٦) له أركان أربعة: التوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله،

____________________

٩ - الكافي ٣: ٣٩ / ١.

(١) في نسخة: واللين ( هامش المخطوط ).

(٢) الفقيه ٤: ٢٥٥.

(٣) أمالي الصدوق: ٤٧٤ / ١٧.

(٤) الكافي ٢: ١٨١ / ٢.

١٠ - الكافي ٢: ٣٩ / ٢.

(٥) في المصدر زيادة: عن أبيه.

(٦) في المصدر: الإِيمان.

١٨٥

والرضا بقضآء الله، والتسليم لأمر الله عزّ وجلّ.

[ ٢٠٢٣٧ ] ١١ - وعنه، عن أبيه، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: سُئل أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) عن الإِيمان؟ فقال: إنّ الله عزّ وجلّ جعل الإِيمان على أربع دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل والجهاد، فالصبر من ذلك على أربع شعب: علىٰ الشوق، والإِشفاق، والزهد، والترقّب - إلى أن قال: - واليقين على أربع شعب: تبصرة الفِطنة، وتأويل الحكمة، ومعرفة العِبرة، وسنّة الأولين، والعدل على أربع شعب: على غامض الفهم، وغمر العلم، وزهرة الحكم، وروضة الحلم - إلى أن قال: - والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين الحديث.

[ ٢٠٢٣٨ ] ١٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: المؤمن ينصت ليسلم، وينطق ليغنم، لا يحدث أمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته من البعداء، ولا يعمل شيئاً من الخير رياء، ولا يتركه حياء، إن زكّي خاف ما يقولون، ويستغفر الله لما لا يعملون، لا يغرّه قول من جهله، ويخاف إحصاء ما عمله.

وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي حمزة مثله(١) .

____________________

١١ - الكافي ٢: ٤٢ / ١.

١٢ - الكافي ٢: ١٨٣ / ٣.

(١) الكافي ٢: ٩١ / ٢.

١٨٦

[ ٢٠٢٣٩ ] ١٣ - وعن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم، عن أبي الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: يا هشام كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: ما عبدالله بشيء أفضل من العقل، وما تمّ عقل امرىء حتى تكون فيه خصال شتّى: الكفر والشر منه مأمونان، والرشد والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف، نصيبه من الدنيا القوت، لا يشبع من العلم دهره، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره، والتواضع أحب إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره، ويستقل كثير المعروف من نفسه، ويرى الناس كلّهم خيراً منه، وأنّه شرّهم في نفسه، وهو تمام الأمر.

[ ٢٠٢٤٠ ] ١٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض من رواه، رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المؤمن له قوّة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وحرص في فقه، ونشاط في هدىٰ، وبر في استقامة، وعلم في حلم، وكيس(١) في رفق، وسخاء في حقّ، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة، وعفو في قدرة، وطاعة لله في نصيحة، وانتهاء في شهوة، وورع في رغبة، وحرص في جهاد، وصلاة في شغل، وصبر في شدة، وفي الهزاهز وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، ولا يغتاب ولا يتكبر، ولا يقطع الرحم، وليس بواهن ولا فظ ولا غليظ ولا يسبقه بصره، ولا يفضحه بطنه، ولا يغلبه فرجه، ولا يحسد الناس يعيَّر ولا يعيِّر(٢) ولا يسرف، ينصر المظلوم، ويرحم المسكين، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، لا يرغب في عزّ الدنيا، ولا يجزع من ذلّها، للناس همّ قد أقبلوا عليه، وله همّ قد شغله، لا يرى في حلمه نقص ولا في

____________________

١٣ - الكافي ١: ١٤.

١٤ - الكافي ٢: ١٨٢ / ٤.

(١) في صفات الشيعة: وشكر ( هامش المخطوط ).

(٢) في الخصال: لا يقتّر ولا يبذّر.

١٨٧

رأيه وهن، ولا في دينه ضياع، يرشد من استشاره، ويساعد من ساعده، ويكيع(١) عن الخنا والجهل.

ورواه الصدوق في( صفات الشيعة) عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه(٢) .

ورواه في( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، وأحمد بن إدريس جميعاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن علي، عن أبي سليمان الحلواني أو عن رجل عنه عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه، وزاد فهذه صفة المؤمن(٣) .

[ ٢٠٢٤١ ] ١٥ - وبهذا الإِسناد عن أحدهما، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه سأل رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن صفة المؤمن، فقال: عشرون خصلة في المؤمن، فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه، إن من أخلاق المؤمنين يا علي الحاضرون الصلاة(٤) ، والمسارعون إلى الزكاة، والمطعمون للمسكين، الماسحون لرأس اليتيم، المطهرون أطمارهم، المتّزرون على أوساطهم، الَّذين إن حدّثوا لم يكذبوا، وإن وعدوا لم يخلفوا، وإن ائتمنوا لم يخونوا، وإن تكلّموا صدقوا، رُهبان الليل، أُسد بالنهار، صائمون النهار، قائمون الليل، لا يؤذون جاراً، ولا يتأذّىٰ بهم جار، الذين مشيهم على الأرض هون، وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى أثر الجنائز جعلنا الله وإياكم من المتقين.

____________________

(١) كاع عن الأمر: هابه وجبن عنه ورجع. ( الصحاح - كيع - ٣: ١٢٧٨ ).

(٢) صفات الشيعة: ٣٤ / ٥٤.

(٣) الخصال: ٥٧١ / ٢.

١٥ - الكافي ٢: ١٨٢ / ٥.

(٤) أضاف في المحاسن: والحاجّون إلى بيت الله الحرام، والصائمون شهر رمضان ( عن نسخة ).

١٨٨

ورواه الصدوق في( المجالس) عن علي بن عيسى، عن علي بن محمّد ماجيلويه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: سألت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وذكر مثله، وزاد بعد قوله: إلى الزكاة والحاجون إلى بيت الله الحرام، والصائمون في شهر رمضان(١) .

[ ٢٠٢٤٢ ] ١٦ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ شيعة علي( عليه‌السلام ) كانوا خمص البطون، ذبل الشفاه، اهل رأفة وعلم وحلم يعرفون بالرهبانية، فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد.

[ ٢٠٢٤٣ ] ١٧ - وعنهم، عن سهل، عن محمّد بن أُرومة، عن أبي إبراهيم الأعجمي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المؤمن حليم لا يجهل، وإن جهل عليه يحلم، ولا يظلم، وإن ظُلم غفر، ولا يبخل، وإن بُخل عليه صبر.

[ ٢٠٢٤٤ ] ١٨ - وعنهم، عن ابن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن منذر بن جيفر، عن آدم أبي الحسين(٢) اللؤلؤي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحت سريرته، وانفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفىٰ الناس شره، وانصف الناس من نفسه.

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٤٣٩ / ١٦.

١٦ - الكافي ٢: ١٨٣، وأورده في الحديث ٨ من الباب ٢٠ من أبواب مقدّمة العبادات.

١٧ - الكافي ٢: ١٨٤ / ١٧.

١٨ - الكافي ٢: ١٨٤ / ١٨.

(٢) في نسخة: آدم أبي الحسن ( هامش المخطوط ).

١٨٩

[ ٢٠٢٤٥ ] ١٩ - وعنهم، عن ابن خالد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عمرو بن الأشعث، عن عبدالله بن حماد الأنصاري، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابّون في مودتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إذا غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا، سلم لمن خالطوا.

[ ٢٠٢٤٦ ] ٢٠ - وعنهم، عن ابن خالد، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبدالله بن الحسن، عن أُمه فاطمة بنت الحسين بن علي( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ثلاث خصال من كنّ فيه استكمل خصال الإِيمان: إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه الغضب، من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له.

[ ٢٠٢٤٧ ] ٢١ - وعنهم، عن ابن خالد، عن أبيه، عن عبدالله بن القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إنّ لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، ووفاء العهد، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلّة المواقعة للنساء، - أو قال وقلّة المواتاة(١) للنساء -، وبذل المعروف، وحسن الجوار، وسعة الخلق، واتّباع العلم، وما يقرب إلى الله - إلى أن قال: - إنّ المؤمن نفسه منه في شغل والناس منه في راحة إذا جن عليه الليل افترش وجهه، وسجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا

____________________

١٩ - الكافي ٢: ١٨٥ / ٢٤.

٢٠ - الكافي ٢: ١٨٧ / ٢٩.

٢١ - الكافي ٢: ١٨٧ / ٣٠.

(١) المواتاة: المطاوعة ( الصحاح - أتىٰ - ٦: ٢٢٦٢ ).

١٩٠

فكونوا.

ورواه الصدوق في( صفات الشيعة) عن الحسين بن أحمد بن إدريس (١) ، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن خالد مثله(٢) .

[ ٢٠٢٤٨ ] ٢٢ - وعنهم، عن ابن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمر(٣) ، وعن الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن سليمان، عمّن ذكره، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: سُئل النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن خيار العباد، فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وإذا اُعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا وإذا غضبوا غفروا.

[ ٢٠٢٤٩ ] ٢٣ - وبهذا الإِسناد قال: قال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إنّ خياركم أُولوا النُّهى، قيل: يا رسول الله من أُولو النُّهى؟ قال: هم أُولوا الأخلاق الحسنة، والاحلام الرزينة، وصلة الأرحام، والبررة بالأُمهات والآباء، والمتعاهدون للجيران واليتامىٰ ويطعمون الطعام، ويفشون السلام في العالم، ويصلّون والناس نيام غافلون.

[ ٢٠٢٥٠ ] ٢٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّاد الحناط، عن أبي عبدالله( عليه

____________________

(١) في صفات الشيعة: الحسن بن أحمد بن إدريس.

(٢) صفات الشيعة: ٤٦ / ٦٦.

٢٢ - الكافي ٢: ١٨٨ / ٣١، وأورده عن أمالي الصدوق في الحديث ٨ من الباب ٨٥ من هذه الأبواب.

(٣) في المصدر: سليمان بن عمرو.

٢٣ - الكافي ٢: ١٨٨ / ٣٢.

٢٤ - الكافي ٢: ١٨٨ / ٣٤.

١٩١

السلام) قال: كان علي بن الحسين( عليه‌السلام ) يقول: إنّ المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه، وقلّة مرائه، وحلمه، وصبره وحسن خلقه.

[ ٢٠٢٥١ ] ٢٥ - وبالإِسناد عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: من أخلاق المؤمن الإِنفاق على قدر الإِقتار، والتوسّع على قدر التوسّع، وإنصاف الناس، وابتدائه إياهم بالسلام عليهم.

[ ٢٠٢٥٢ ] ٢٦ - وبالإِسناد عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّما المؤمن الَّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإن سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، والّذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدّي إلى ما ليس له بحق.

[ ٢٠٢٥٣ ] ٢٧ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن مهزم، وعن بعض أصحابنا، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن اسحاق الكاهلي، وعن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن ربيع بن محمّد جميعاً، عن مهزم الأسدي قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه يديه(١) ، ولا يمتدح بنا معلناً، ولا يجالس لنا عائبا، ولا يخاصم لنا قالياً، وإن لقي مؤمناً أكرمه، وإن لقي جاهلاً هجره - إلى أن قال - شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل عدونا وإن مات جوعاً الحديث.

____________________

٢٥ - الكافي ٢: ١٨٨ / ٣٦، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣٢ من أبواب العشرة.

٢٦ - الكافي ٢: ١٨٤ / ١٣.

٢٧ - الكافي ٢: ١٨٦ / ٢٧.

(١) في المصدر: بدنه.

١٩٢

[ ٢٠٢٥٤ ] ٢٨ - وبالإِسناد عن يونس، عن محمّد بن عرفة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ألا أُخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أحسنكم خلقاً وأليَنكم كنفاً، وأبركم بقرابته، وأشدّكم حبّاً لإِخوانه في دينه، وأصبركم على الحق، وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفواً، وأشدّكم من نفسه إنصافاً في الرضا والغضب.

[ ٢٠٢٥٥ ] ٢٩ - وعن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن اسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المؤمن حسن المعونة، خفيف المؤونة، جيد التدبير لمعيشته، ولا يُلسع من جحر مرتين.

[ ٢٠٢٥٦ ] ٣٠ - وعن علي بن محمّد بن بندار، عن إبراهيم بن اسحاق، عن سهل بن الحارث، عن الدلهاث مولى الرضا( عليه‌السلام ) قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه ثلاث خصال، الحديث، وذكر فيه كتمان سره، ومداراة الناس والصبر في البأساء والضراء.

محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار )، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن سهل بن زياد، عن الحارث بن الدلهاث مثله(١) .

وفي( المجالس) عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمّد بن

____________________

٢٨ - الكافي ٢: ١٨٨ / ٣٥.

٢٩ - الكافي ٢: ١٨٩ / ٣٨.

٣٠ - الكافي ٢: ١٨٩ / ٣٩.

(١) عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٥٦ / ٩.

١٩٣

أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد، عن مبارك مولى الرضا، عن الرضا( عليه‌السلام ) مثله(١) .

[ ٢٠٢٥٧ ] ٣١ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه - في حديث مرفوع إلى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - قال: جاء جبرئيل فقال: يا رسول الله إنّ الله أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحداً قبلك، قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ما هي؟ قال: الصبر وأحسن منه، قال: وما هو؟ قال: الرضا وأحسن منه، قال: وما هو؟ قال: الزهد وأحسن منه، قال: وما هو؟ قال: الإِخلاص وأحسن منه، قال: وما هو؟ قال: اليقين وأحسن منه(٢) ، قلت: وما هو يا جبرئيل؟ قال: إنّ مدرجة ذلك التوكّل على الله عزّ وجلّ، فقلت: وما التوكّل على الله؟ قال: العلم بأنّ المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لا يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوىٰ الله، ولم يطمع في أحد سوى الله، فهذا هو التوكل، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء وفي الفاقة كما تصبر في الغنىٰ، وفي البلاء كما تصبر في العافية، فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء، قلت: فما تفسير القناعة؟ قال: يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل، ويشكر اليسير، قلت: فما تفسير الرضا؟ قال: الراضي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا( أم لا يصيب) (٣) منها، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الزهد؟ قال: يحب من يحب خالقه، ويبغض من يبغض خالقه، ويتحرج من حلال الدنيا، ولا يلتفت إلى حرامها، فإنّ

____________________

(١) أمالي الصدوق ٢٧٠ / ٨.

٣١ - معاني الأخبار: ٢٦٠ / ١.

(٢) في الأصل زيادة: قال: وما هو؟ قال: اليقين، واحسن منه، قال:

(٣) في نسخة: أم لم يصب ( هامش المخطوط ).

١٩٤

حلالها حساب، وحرامها عقاب ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتدّ نتنها، ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن يغشاها، وأن يقصر أمله، وكان بين عينيه أجله، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الإِخلاص؟ قال: المُخلص الذي لا يسأل الناس شيئاً حتّى يجد وإذا وجد رضي، وإذا بقي عنده شيء أعطاه في الله، فإن لم يسأل المخلوق فقد أقرّ لله بالعبودية، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راضٍ، والله تبارك وتعالى عنه راضٍ، وإذا أعطى الله عزّ وجلّ فهو على حد الثقة بربه، قلت: فما تفسير اليقين؟ قال: المؤمن يعمل لله كأنه يراه، فإن لم يكن يرى الله فإنّ الله يراه، وأن يعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما اخطأه لم يكن ليصيبه، وهذا كلّه أغصان التوكل ومدرجة الزهد(١) .

٥ - باب استحباب التفكّر فيما يوجب الاعتبار والعمل

[ ٢٠٢٥٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: نبه بالفكر قلبك، وجاف عن الليل جنبك، واتّق الله ربك.

[ ٢٠٢٥٩ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن

____________________

(١) وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٨ من أبواب مقدمة العبادات، وفي الباب ٣، وفي الحديث ٦ من الباب ٢٩ من أبواب الملابس، وفي البابين ١ و ٢ من أبواب العشرة، وفي الباب ٤٩ من أبواب السفر، وفي الباب ٢١ من أبواب أحكام شهر رمضان.

ويأتي ما يدل على بعض المقصود في الأبواب الآتية.

الباب ٥

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٥ / ١.

٢ - الكافي ٢: ٤٥ / ٢.

١٩٥

الحسن الصيقل قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عمّا يروي الناس: « تفكر ساعة خير من قيام ليلة » قلت: كيف يتفكر؟ قال: يمر بالخربة أو بالدار فيقول: أين ساكنوك؟ أين بانوك؟ مالك لا تتكلّمين؟.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد) عن القاسم وفضالة، عن أبان نحوه إلّا أنّه رواه عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) (١) .

[ ٢٠٢٦٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته.

[ ٢٠٢٦١ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاّد قال: سمعت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله عزّ وجلّ.

[ ٢٠٢٦٢ ] ٥ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سهل، عن حماد، عن ربعي قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) (٢) : التفكر يدعو إلى البر والعمل به.

[ ٢٠٢٦٣ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن سعيد بن عمرو، عن إسماعيل بن بشير (٣) قال: كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن

____________________

(١) الزهد ١٥ / ٢٩.

٣ - الكافي ٢: ٤٥ / ٣.

٤ - الكافي ٢: ٤٥ / ٤.

٥ - الكافي ٢: ٤٥ / ٥.

(٢) في المصدر زيادة: قال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ).

٦ - أمالي الصدوق: ٤١١ / ٨.

(٣) في المصدر: إسماعيل بن بشر بن عمار

١٩٦

جعفر( عليهما‌السلام ) عظني وأوجز، قال: فكتب إليه: ما من شيء تراه عينك إلّا وفيه موعظة.

[ ٢٠٢٦٤ ] ٧ - وفي( الخصال) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس بن عبدالرحمن، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكّر والاعتبار.

[ ٢٠٦٢٥ ] ٨ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب أبي عبدالله السياري، صاحب موسى والرضا( عليهما‌السلام ) قال: سمعته يقول: ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنّما العبادة الفكر في الله تعالى.

[ ٢٠٢٦٦ ] ٩ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن) عن بنان بن العباس، عن حسين الكرخي، عن جعفر بن أبان، عن الحسين الصيقل (١) قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : تفكر ساعة خير من قيام ليلة؟ فقال نعم، قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وتفكر ساعة خير من قيام ليلة، قلت: كيف يتفكر؟ قال: يمر بالدار والخربة فيقول: أين بانوك؟ أين ساكنوك؟ ما لك لا تتكلّمين.

____________________

٧ - الخصال ٤٢ / ٣٣.

٨ - السرائر ٤٧٦.

٩ - المحاسن ٢٦ / ٥.

(١) في المصدر: الحسن الصيقل.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٥ من الباب ٣ من أبواب أفعال الصلاة، وفي الحديث ١ من الباب ٣ من أبواب قراءة القرآن، وفي الحديث ١٤ من الباب ٨٣، وفي الحديث ٦ من الباب ١٢٠ من أبواب العشرة.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٦ من الباب ٨، وفي الحديثين ٤ و ٦ من الباب ٩٦ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل على النهي عن التفكّر في ذات الله في الباب ٢٣ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

١٩٧

٦ - باب استحباب التخلق بمكارم الأخلاق وذكر جملة منها

[ ٢٠٢٦٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن محمّد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد قال بكر: وأظنّني قد سمعته من إسماعيل، عن عبدالله بن بكير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّا لنحبّ من كان عاقلاً فهماً فقيهاً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفيّاً إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّ وجلّ وليسأله إيّاها، قال: قلت: جعلت فداك وما هنّ؟ قال: هنّ الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الأمانة.

[ ٢٠٢٦٨ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ألا أُخبركم بخير رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: إن خير رجالكم التقي النّقي السمح الكفّين، النقي الطرفين، البر بوالديه، ولا يُلجئ عياله إلى غيره.

[ ٢٠٢٦٩ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله عزّ وجلّ ارتضى لكم الإِسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق.

____________________

الباب ٦

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٦ / ٣.

٢ - الكافي ٢: ٤٧ / ٧.

٣ - الكافي ٢: ٤٦ / ٤.

١٩٨

[ ٢٠٢٧٠ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : الإِيمان أربعة أركان: الرضا بقضاء الله، والتوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والتسليم لأمر الله.

[ ٢٠٢٧١ ] ٥ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن سنان، عن رجل من بني هاشم قال: أربع من كن فيه كمل إسلامه، وإن كان من قرنه إلى قدمه خطايا لم ينقصه: الصدق والحياء، وحسن الخلق، والشكر.

[ ٢٠٢٧٢ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار) وفي( الأمالي) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال: جاء رجل إلى الصادق( عليه‌السلام ) فقال: يا بن رسول الله أخبرني عن مكارم الأخلاق؟ فقال: العفو عمّن ظلمك، وصلة من قطعك، وإعطاء من حرمك، وقول الحقّ ولو على نفسك.

[ ٢٠٢٧٣ ] ٧ - وفي( معاني الأخبار) بالإِسناد عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) ألا أُحدّثك بمكارم الأخلاق، الصفح عن الناس، ومواساة الرجل أخاه في ماله وذكر الله كثيراً.

[ ٢٠٢٧٤ ] ٨ - وفي( المجالس) عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمه

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٧ / ٥.

٥ - الكافي ٢: ٤٧ / ٦، وأورد مثله في الحديث ٥ من الباب ١١٠ من أبواب العشرة.

٦ - معاني الأخبار ١٩١ / ١، وأمالي الصدوق ٢٣١ / ١٠.

٧ - معاني الأخبار ١٩١ / ٢.

٨ - أمالي الصدوق ٢٩٤ / ١٠، وأورد قطعة منه في الحديث ٢٩ من الباب ١ من أبواب السواك، =

١٩٩

محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) أنّه قال: عليكم بمكارم الأخلاق فإنّ الله عز وجل يحبها وإيّاكم ومذام الأفعال فإنّ الله عزّ وجلّ يبغضها، وعليكم بتلاوة القرآن - إلى أن قال - وعليكم بحسن الخلق فإنّه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وعليكم بحسن الجوار، فإنّ الله جلّ جلاله أمر بذلك، وعليكم بالسواك، فإنّه مطهرة وسنّة حسنة وعليكم بفرائض الله فأدوها، وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها.

[ ٢٠٢٧٥ ] ٩ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة العمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ لله عزّ وجلّ وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجداً، والله سبحانه يحب مكارم الأخلاق، وكان فيما خاطب الله نبيه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :( إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١) قال: السخاء وحسن الخلق.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) ، وقد روىٰ الطبرسي في( مكارم الأخلاق) أكثر الأحاديث السابقة والآتية.

____________________

وأخرى في الحديث ١٠ من الباب ١١ من أبواب قراءة القرآن.

٩ - أمالي الطوسي ١: ٣٠٨.

(١) القلم ٦٨: ٤.

(٢) تقدم في البابين ٣، ٤ من هذه الأبواب، وفي الأحاديث ٩، ١٧، ١٨ من الباب ١ من أبواب المواقيت، وفي الأبواب ١، ٢، ١١٣ من أبواب أحكام العشرة.

(٣) يأتي في أكثر الأبواب الاتية، وفي الحديثين ٩، ١٠ من الباب ٧١ من هذه الأبواب، وفي الحديثين ٢، ٩ من الباب ١٤ من أبواب الأمر بالمعروف.

٢٠٠