وسائل الشيعة الجزء ١٥

وسائل الشيعة0%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 391

وسائل الشيعة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 391
المشاهدات: 160635
تحميل: 5301


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27 الجزء 28 الجزء 29 الجزء 30
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 391 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 160635 / تحميل: 5301
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (١) وقال جل ثناؤه:( فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) (٢) وقال تبارك وتعالى:( وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) (٣) قال: وقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إنّ حبّ الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب.

[ ٢٠٣٢٧ ] ٩ - محمّد بن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: من ألفاظ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : رأس الحكم مخافة الله عزّ وجلّ.

[ ٢٠٣٢٨ ] ١٠ - وبإسناده عن الحسين بن زيد(٤) ، عن علي بن غراب قال: قال الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) : من خلا بذنب فراقب الله تعالى فيه واستحيى من الحفظة غفر الله عزّ وجلّ له جميع ذنوبه وإن كانت مثل ذنوب الثقلين.

[ ٢٠٣٢٩ ] ١١ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن علي بن محمّد القاساني، عمّن ذكره، عن عبدالله بن القاسم الجعفي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: الخائف من لم تدع له الرهبة لساناً ينطق به.

[ ٢٠٣٣٠ ] ١٢ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن

____________________

(١) فاطر ٣٥: ٢٨.

(٢) المائدة ٥: ٤٤.

(٣) الطلاق ٦٥: ٢.

٩ - الفقيه ٤: ٢٧١ / ٨٢٨.

١٠ - الفقيه ٤: ٢٩٤ / ٨٩١.

(٤) في المصدر: الحسين بن يزيد.

١١ - معاني الأخبار: ٢٣٨ / ١.

١٢ - معاني الأخبار: ٣١٤ / ١، وأورد قطعة منه في الحديث ١٣ من الباب ٢٣ من أبواب مقدّمة العبادات، وأخرى في الحديث ٧ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

٢٢١

محمّد، عن البرقي، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد الإِسكاف، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: وأمّا المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط.

ورواه البرقي في( المحاسن) بالإِسناد (١) .

[ ٢٠٣٣١ ] ١٣ - وفي( العلل) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن ابن عباس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ قوما أصابوا ذنوباً فخافوا منها وأشفقوا فجاءهم قوم آخرون فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: إنا أصبنا ذنوبا فخفنا منها وأشفقنا، فقالوا لهم: نحن نحملها عنكم. فقال الله تعالى يخافون وتجترئون عليّ؟! فأنزل الله عليهم العذاب.

وفي( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) وذكر نحوه(٢) .

ورواه البرقى في( المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله (٣) .

[ ٢٠٣٣٢ ] ١٤ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن محمّد بن محمّد، عن محمّد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّ أبيه الحسين بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين ( عليهم‌السلام )

____________________

(١) المحاسن: ٤ / ٤.

١٣ - علل الشرائع: ٥٢٢ / ٥.

(٢) عقاب الأعمال: ٢٨٨ / ١.

(٣) المحاسن: ١١٦ / ١٢٠.

٤ - أمالي الطوسي ١: ٢١١.

٢٢٢

قال: إن المؤمن لا يصبح إلّا خائفاً وإن كان محسناً، ولا يمسي إلّا خائفاً وإن كان محسناً، لأنّه بين أمرين: بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به؟ وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات؟ ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، صلوا أرحامكم وإن قطعوكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم، وأوفوا بعهد من عاهدتم، وإذا حكمتم فاعدلوا.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٥ - باب استحباب كثرة البكاء من خشية الله

[ ٢٠٣٣٣ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - في حديث المناهي - قال: ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكلّ قطرة قطرت من دموعه، قصر في الجنة مكلّل بالدر والجوهر، فيه ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

وفي( عقاب الأعمال) بإسناد تقدّم في عيادة المريض (٣) عن رسول الله

____________________

(١) تقدم في الحديثين ٢، ١٢ من الباب ٤، وفي الحديثين ٢، ٤ من الباب ٧، وفي الحديث ١ من الباب ٩، وفي الباب ١٣ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١٣ من الباب ١١ من أبواب آداب الصائم، وفي الحديث ٢ من الباب ١٣٥ من أبواب أحكام العشرة.

(٢) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٢٠، وفي الحديث ٤ من الباب ٢٣، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٦، وفي الحديث ٢ من الباب ٤٣، وفي الحديث ١٤ من الباب ٦٢، وفي الحديثين ٣، ٦ من الباب ٩٦ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٨ من الباب ١٤ من أبواب الأمر بالمعروف.

الباب ١٥

فيه ١٥ حديثاً

١ - الفقيه ٤: ١٠ / ١.

(٣) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

٢٢٣

(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نحوه(١) .

[ ٢٠٣٣٤ ] ٢ - وفي( المجالس) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (٢) ، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) قال: كان فيما وعظ الله به عيسى بن مريم( عليه‌السلام ) ان قال: يا عيسى أنا ربّك ورب آبائك الأولين - إلى أن قال: - يا عيسى ابن البكر البتول ابك على نفسك بكاء من قد ودع الأهل، قلى الدنيا، وتركها لأهلها وصارت رغبته فيما عند الله.

[ ٢٠٣٣٥ ] ٣ - وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان اسم نوح( عليه‌السلام ) عبدالغفار(٣) ، وإنّما سمي نوحاً لأنّه كان ينوح على نفسه.

[ ٢٠٣٣٦ ] ٤ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اسم نوح عبدالملك، وإنّما سمي نوحاً لأنّه بكى خمسمائة سنة.

[ ٢٠٣٣٧ ] ٥ - وعن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن الحسين بن

____________________

(١) عقاب الأعمال: ٣٤٤.

٢ - أمالي الصدوق: ٤١٦ / ١، وأورد مثله عن عدّة الداعي في الحديث ١٣ من الباب ٢٩ من أبواب الدعاء.

(٢) في المصدر زيادة: عن علي بن أسباط.

٣ - علل الشرائع: ٢٨ / ١.

(٣) فيه دلالة على أن نوحاً عربي. ( منه. قدّه ).

٤ - علل الشرائع: ٢٨ / ٢.

٥ - علل الشرائع: ٢٨ / ٣.

٢٢٤

الحسن بن أبان، عن محمّد بن أُرومة، عمّن ذكره، عن سعيد بن جناح، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان اسم نوح عبدالأعلى، وإنّما سمّي نوحاً لأنّه بكىٰ خمسمائة عام.

قال الصدوق: هذه الأخبار متّفقة تثبت له التسمية بالعبودية وهو عبدالغفار والملك والأعلى.

[ ٢٠٣٣٨ ] ٦ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم والحسن بن علي الكوفي، عن الحسين بن سيف (١) ، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ليس شيء إلّا وله شيء يعدله إلّا الله فإنّه لا يعدله شيء، ولا إله إلّا الله لا يعدله شيء، ودمعة من خوف الله فإنّه ليس لها مثقال، فإن سالت على وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلّة بعدها أبداً.

[ ٢٠٣٣٩ ] ٧ - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليهما‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : طوبىٰ لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله لم يطلع على ذلك الذنب غيره.

وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبدالله بن المغيرة مثله(٢) .

____________________

٦ - ثواب الأعمال: ١٧ / ٦، واورد صدره في الحديث ٥ من الباب ٤٤ من أبواب الذكر.

(١) « الحسن بن سيف » ليس في المصدر.

٧ - ثواب الأعمال: ٢٠٠ / ٢.

(٢) ثواب الأعمال: ٢١١ / ٢.

٢٢٥

[ ٢٠٣٤٠ ] ٨ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.

[ ٢٠٣٤١ ] ٩ - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن الرضا( عليه‌السلام ) (١) قال: كان فيما ناجىٰ الله به موسى( عليه‌السلام ) أنّه ما تقرب إليّ المتقربون بمثل البكاء من خشيتي، وما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي، ولا تزيّن لي المتزينون بمثل الزهد في الدنيا عمّا يهمّ الغنىٰ عنه، فقال موسى: يا أكرم الأكرمين فما أثبتهم على ذلك؟ فقال: يا موسى أمّا المتقربون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد، وأمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي فإنّي أُفتش الناس عن أعمالهم ولا أُفتشهم حياء منهم، وأما المتزينون لي(٢) بالزهد في الدنيا فإني أُبيحهم(٣) الجنّة بحذافيرها يتبوؤن منها حيث يشاؤون.

[ ٢٠٣٤٢ ] ١٠ - وفي( عيون الأخبار) عن محمّد بن القاسم المفسر الجرجاني، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : إن الرجل ليكون بينه وبين الجنّة أكثر مما بين الثرى إلى العرش لكثرة ذنوبه فما

____________________

٨ - ثواب الأعمال: ٢١١ / ١، وأورده عن الخصال في الحديث ٧ من الباب ٢٩ من أبواب الدعاء، وعن الفقيه في الحديث ٣ من الباب ٥ من أبواب قواطع الصلاة.

٩ - ثواب الأعمال: ٢٠٥ / ١.

(١) في المصدر: عن أبي أيوب، عن الوصافي، عن ابي جعفر ( عليه‌السلام )

(٢) في نسخة: المتقربون إلي ( هامش المخطوط ).

(٣) في نسخة: أمنحهم ( هامش المخطوط ).

١٠ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٣ / ٤.

٢٢٦

هو إلّا أن يبكي من خشية الله عزّ وجلّ ندماً عليها حتى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته.

[ ٢٠٣٤٣ ] ١١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما من شيء إلّا وله كيل ووزن إلّا الدموع، فإن القطرة تطفىء بحاراً من نار فإذا أغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة، فإذا فاضت حرّمها الله على النار، ولو أن باكياً بكىٰ في اُمّة لرحموا.

وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، ودرست، عن محمّد بن مروان مثله(١) .

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

ورواه في( ثواب الأعمال) عن أبيه عن الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس مثله (٣) .

[ ٢٠٣٤٤ ] ١٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة ومنصور بن يونس، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه، وزاد في أوّله: ما من عين إلّا وهي باكية يوم القيامة إلّا عيناً بكت من خوف الله، وما أغرورقت عين بمائها من خشية الله عزّ وجلّ إلّا حرّم الله سائر جسده على النار.

[ ٢٠٣٤٥ ] ١٣ - وعنهم، عن سهل، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن

____________________

١١ - الكافي ٢: ٣٤٩ / ١.

(١) الكافي ٢: ٣٥٠ / ٥.

(٢) الفقيه ١: ٢٠٨ / ٩٤٢.

(٣) ثواب الأعمال: ٢٠٠ / ١.

١٢ - الكافي ٢: ٣٤٩ / ٢.

١٣ - الكافي ٢: ٣٤٩ / ٣، والزهد: ٧٦ / ٢٠٤، وأورد نحوه عن المحاسن في الحديث ٧ من الباب ١١٤ من أبواب العشرة.

٢٢٧

مثنى الحناط، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: ما من قطرة أحب إلى الله عزّ وجلّ من قطرة دموع في سواد الليل مخافة من الله لا يراد بها غيره.

[ ٢٠٣٤٦ ] ١٤ - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن صالح بن رزين، ومحمّد بن مروان وغيرهما، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة(١) : عين غضّت عن محارم الله، وعين سهرت في طاعة الله، وعين بكت في جوف الليل من خشية الله.

[ ٢٠٣٤٧ ] ١٥ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل من أصحابه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أوحى الله إلى موسى( عليه‌السلام ) أن عبادي لم يتقرّبوا إليّ بشيء أحبّ إليّ من ثلاث خصال، قال موسى: يا رب وما هي؟ قال: يا موسى الزهد في الدنيا، والورع عن معاصي، والبكاء من خشيتي، قال موسى: يا رب فما لمن صنع ذا؟ فأوحى الله إليه يا موسى أمّا الزاهدون في الدنيا ففي الجنّة، وأمّا البكاؤون(٢) من خشيتي ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم فيه احد، وأمّا الورعون عن معاصي فإنّي أُفتش الناس ولا أُفتّشهم.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد) عن ابن أبي عمير، نحوه (٣) ، وكذا الذي قبله والذي قبلهما عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن غيلان رفعه عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) .

____________________

١٤ - الكافي ٢: ٣٥٠ / ٤، والزهد: ٧٧ / ٢٠٦.

(١) في نسخة زيادة: أعين ( هامش المخطوط ).

١٥ - الكافي ٢: ٣٥٠ / ٦.

(٢) في نسخة زيادة: في الدنيا ( هامش المخطوط ).

(٣) الزهد: ٧٧ / ٢٠٧.

٢٢٨

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الدعاء(١) ، وفي قواطع الصلاة(٢) ، وغير ذلك(٣) .

١٦ - باب وجوب حسن الظن بالله، وتحريم سوء الظنّ به

[ ٢٠٣٤٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: أحسن الظن بالله، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي(٤) بي إن خيراً فخيراً وإن شرّاً فشرّاً.

[ ٢٠٣٤٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد(٥) ، عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: فأحسن الظن بالله، فإنّ أبا عبدالله( عليه‌السلام ) كان يقول: من حسن ظنّه بالله كان الله عند ظنه به، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل.

____________________

(١) تقدم في الحديثين ٣، ٦ من الباب ٢٨، وفي الباب ٢٩، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٠ من أبواب الدعاء.

(٢) تقدم في الباب ٥ من أبواب قواطع الصلاة.

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤ من هذه الأبواب، وفي الباب ٢٩ من أبواب قراءة القرآن، وفي الحديث ٣١ من الباب ٤٥ من أبواب وجوب الحج، وفي الحديث ٢١ من الباب ١١٩، وفي الحديث ٦ من الباب ١٢٠ من أبواب العشرة.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ٤٨، وفي الحديثين ٥، ٦ من الباب ٥١ من هذه الأبواب.

الباب ١٦

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٨ / ٣.

(٤) في نسخة زيادة: المؤمن ( هامش المخطوط ).

٢ - الكافي ٨: ٣٤٦ / ٥٤٦.

(٥) في المصدر زيادة: عن عبيدالله.

٢٢٩

[ ٢٠٣٥٠ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: وجدنا في كتاب علي( عليه‌السلام ) أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال على منبره: والذي لا إله إلّا هو ما أُعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنه بالله، ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يعذّب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنه بالله وتقصير من رجائه له، وسوء خلقه، واغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلّا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأنّ الله كريم بيده الخير يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه.

[ ٢٠٣٥١ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: حسن الظنّ بالله أن لا ترجو إلّا الله، ولا تخاف إلّا ذنبك.

[ ٢٠٣٥٢ ] ٥ - وعن محمّد بن أحمد، عن عبدالله بن الصلت، عن يونس، عن سنان بن طريف قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفاً كأنّه مشرف على النار، ويرجوه رجاءً كأنّه من أهل الجنّة، ثمّ قال: إنّ الله تبارك وتعالى عند ظنّ عبده به إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.

[ ٢٠٣٥٣ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده إلى وصية علي( عليه‌السلام ) لمحمّد بن الحنفية، قال: ولا يغلبنّ عليك سوء الظنّ بالله عزّ وجلّ

____________________

٣ - الكافي ٢: ٥٨ / ٢.

٤ - الكافي ٢: ٥٨ / ٤.

٥ - الكافي ٨: ٣٠٢ / ٤٦٢.

٦ - الفقيه ٤: ٢٧٦ / ٨٣٠.

٢٣٠

فإنّه لن يدع بينك وبين خليلك صلحاً.

[ ٢٠٣٥٤ ] ٧ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار فيلتفت فيقول الله جلّ جلاله: أعجلوه، فإذا أُتي به قال له: عبدي لم التفتّ؟ فيقول: يا ربّ ما كان ظنّي بك هذا فيقول الله جلّ جلاله: عبدي ما كان ظنك بي؟ فيقول: يا ربّ كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي وتدخلني جنتك، قال: فيقول الله جلّ جلاله: ملائكتي وعزّتي وجلالي وآلائي وارتفاع مكاني ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيراً قطّ ولو ظنّ بي ساعة من حياته خيراً ما روعته بالنار، أجيزوا له كذبه وادخلوه الجنة، ثمّ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ما ظنّ عبد بالله خيراً إلّا كان له عند ظنّه، وما ظن به سوء إلّا كان الله عند ظنّه به، وذلك قول الله عزّ وجلّ:( وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الخَاسِرِينَ ) (١) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) نحوه(٢) .

[ ٢٠٣٥٥ ] ٨ - وفي( عيون الأخبار) عن جعفر بن نعيم بن شاذان، عن محمّد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قال لي: أحسِن الظنّ بالله فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي بي فلا يظنّ بي إلّا خيراً.

____________________

٧ - ثواب الأعمال: ٢٠٦ / ١.

(١) فصّلت ٤١: ٢٣.

(٢) المحاسن: ٢٥ / ٣.

٨ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨ / ٤٤ ( ضمن حديث طويل ).

٢٣١

[ ٢٠٣٥٦ ] ٩ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه فيقول الله: ألم آمرك بطاعتي؟ ألم أنهك عن معصيتي؟ فيقول: بلى يا رب، ولكن غلبت عليّ شهوتي فإن تعذبني فبذنبي، لم تظلمني، فيأمر الله به إلى النار، فيقول: ما كان هذا ظنّي بك، فيقول: ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني بك أحسن الظن، فيأمر الله به إلى الجنة، فيقول الله تبارك وتعالى: لقد نفعك حسن ظنك بي الساعة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الاحتضار(١) .

١٧ - باب استحباب ذمّ النفس وتأديبها ومقتها

[ ٢٠٣٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن( عليه‌السلام ) يقول: إنّ رجلاً في بني إسرائيل عبدالله أربعين سنة، ثمّ قرب قرباناً فلم يُقبل منه فقال لنفسه: ما أتيت إلّا منك، وما الذنب إلّا لك، قال: فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة.

[ ٢٠٣٥٨ ] ٢ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير

____________________

٩ - المحاسن: ٢٥ / ٤.

(١) تقدم في الباب ٣١ من أبواب الاحتضار، وفي الحديث ٨ من الباب ٣٨ من أبواب وجوب الحج.

ويأتي ما يدل عليه في الحديثين ١ و ٢ من الباب ١٠ من أبواب مقدّمات النكاح.

الباب ١٧

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٩ / ٣.

٢ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٨ / ٣٥٩.

٢٣٢

المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: يا أسرى الرغبة أقصروا، فإن المعرج(١) على الدنيا ما لا يروعه منها إلّا صريف أنياب(٢) الحدثان أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها وأعدلوا بها عن ضراوة عاداتها.

[ ٢٠٣٥٩ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن حمزة بن يعلي، عن عبدالله بن الحسن (٣) بإسناده قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من مقت نفسه دون مقت الناس آمنه الله من فزع يوم القيامة.

وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن حمزة بن يعلى يرفعه بإسناده وذكر مثله (٤) .

١٨ - باب وجوب طاعة الله

[ ٢٠٣٦٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد أخي عرام، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا تذهب بكم المذاهب فوالله ما شيعتنا

____________________

(١) التعريج علىٰ الشيء: الإِقامة عليه يقال عرج على المنزل إذا حبس مطيّته عليه وأقام ( الصحاح - عرج - ١: ٣٢٨ ).

(٢) صريف الأنياب: صوتها عند الأكل، أنظر ( الصحاح - صرف - ٤: ١٣٨٥ ).

٣ - ثواب الأعمال: ٢١٦ / ١.

(٣) في المصدر: عبيدالله بن الحسن.

(٤) الخصال: ١٥ / ٥٤.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٣ من الباب ٨١ من هذه الأبواب.

الباب ١٨

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٩ / ١.

٢٣٣

إلّا من أطاع الله عزّ وجل.

[ ٢٠٣٦١ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: إنّه لا يدرك ما عند الله إلّا بطاعته.

[ ٢٠٣٦٢ ] ٣ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن سالم وأحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، جميعاً، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال لي: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فوالله ما شيعتنا إلّا من اتّقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلّا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة، والبرّ بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلّا من خير وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء - إلى أن قال: - أحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ أتقاهم وأعملهم بطاعته، يا جابر والله ما نتقرّب إلى الله عز وجلّ: إلّا بالطاعة، وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلّا بالعمل والورع.

[ ٢٠٣٦٣ ] ٤ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال - في حديث - والله ما معنا من الله براءة، ولا بيننا وبين الله

____________________

٢ - الكافي ٢: ٦٠ / ٢، وأورده في الحديث ٢ من الباب ١٢ من أبواب مقدّمات التجارة.

٣ - الكافي ٢: ٦٠ / ٣.

٤ - الكافي ٢: ٦١ / ٦.

٢٣٤

قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا نتقرب إلى الله إلّا بالطاعة فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولايتنا، ومن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغتروا، ويحكم لا تغتروا.

[ ٢٠٣٦٤ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن وهب بن وهب، عن الصادق، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، قال الله جلّ جلاله: يابن آدم أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني ما يصلحك.

[ ٢٠٣٦٥ ] ٦ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) عن آبائه (عليهم‌السلام ) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: قال الله عزّ وجلّ: أيّما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري، وأيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه، ثمّ لم أُبال في أي وادٍ هلك.

[ ٢٠٣٦٦ ] ٧ - الحسين بن سعيد في( كتاب الزهد) عن النضر بن سويد، عن حسن، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) (١) قال: يطاع فلا يعصىٰ، ويذكر فلا ينسىٰ، ويشكر فلا يكفر.

ورواه الصدوق في( معاني الأخبار) عن محمّد بن الحسن، عن

____________________

٥ - أمالي الصدوق: ٢٦٣ / ٧.

٦ - أمالي الصدوق: ٣٩٥ / ٢.

٧ - الزهد: ١٧ / ٣٧.

(١) آل عمران ٣: ١٠٢.

٢٣٥

الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن النضر، عن أبي الحسين، عن أبي بصير مثله(١) .

[ ٢٠٣٦٧ ] ٨ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: إن الله جعل الطاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١٩ - باب وجوب الصبر على طاعة الله والصبر عن معصيته

[ ٢٠٣٦٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيقال: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عزّ وجلّ: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قول الله عزّ وجلّ:( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (٤) .

[ ٢٠٣٦٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن

____________________

(١) معاني الأخبار: ٢٤٠ / ١.

٨ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٢ / ٣٣١.

(٢) تقدم في الباب ٣ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٩ من الباب ٥ من أبواب الذكر.

(٣) يأتي في الأبواب ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٣، ٢٤ من هذه الأبواب.

الباب ١٩

فيه ١٥ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٦٠ / ٤.

(٤) الزمر ٣٩: ١٠.

٢ - الكافي ٢: ٧٤ / ١١.

٢٣٦

سنان، عن أبي الجارود، عن الأصبغ قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عليك، والذكر ذكران: ذكر الله عزّ وجلّ عند المصيبة، وأفضل من ذلك ذكر الله عندما حرم الله عليك فيكون حاجزاً.

[ ٢٠٣٧٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن إسماعيل بن مهران عن درست، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) لما حضرت علي بن الحسين( عليه‌السلام ) الوفاة ضمّني إلى صدره، وقال: يا بني أُوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به: يا بني اصبر على الحق وإن كان مرّاً.

[ ٢٠٣٧١ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه رفعه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الصبر صبران، صبر على البلاء حسن جميل، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم.

[ ٢٠٣٧٢ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اصبروا على الدنيا فإنّما هي ساعة فما مضى منه لا تجد له ألماً ولا سروراً، وما لم يجيء فلا تدري ما هو، وإنّما هي ساعتك التي أنت فيها، فاصبر فيها على طاعة الله، واصبر فيها عن معصية الله.

[ ٢٠٣٧٣ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يحيى بن سليم الطائفي، عن عمرو بن شمر اليماني، يرفع الحديث

____________________

٣ - الكافي ٢: ٧٤ / ١٣.

٤ - الكافي ٢: ٧٤ / ١٤.

٥ - الكافي ٢: ٣٢٨ / ٤.

٦ - الكافي ٢: ٧٥ / ١٥، وأورد قطعة منه في الحديث ١٧ من الباب ٧٦ من أبواب الدفن.

٢٣٧

إلى علي( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر عند الطاعة، وصبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتّى يردّها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين درجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش.

[ ٢٠٣٧٤ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) أنّه قال لبعض ولده: يا بني إيّاك أن يراك الله في معصية نهاك عنها، وإيّاك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها الحديث.

[ ٢٠٣٧٥ ] ٨ - وبإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفر( عليه‌السلام ) : لما حضرت أبي الوفاة ضمّني إلى صدره وقال يا بني اصبر على الحق وإن كان مرّاً توفّ أجرك بغير حساب.

[ ٢٠٣٧٦ ] ٩ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: الصبر صبران: صبر على ما تحب، وصبر على ما تكره، ثمّ قال( عليه‌السلام ) إنّ وليّ محمّد من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإنّ عدو محمّد من عصىٰ الله وان قربت قرابته.

[ ٢٠٣٧٧ ] ١٠ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : شتان بين عملين: عمل

____________________

٧ - الفقيه ٤: ٢٩٢ / ٨٨٢، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٦٦ من هذه الأبواب، وقطعة منه في الحديث ٨ من الباب ٨٣ من أبواب أحكام العشرة، وذيله في الحديث ٥ من الباب ١٨ من أبواب مقدمات التجارة.

٨ - الفقيه ٤: ٢٩٣ / ٨٨٨.

٩ - نهج البلاغة ٣: ١٦٤ / ٥٥ و ٩٦.

١٠ - نهج البلاغة ٣: ١٧٩ / ١٢١.

٢٣٨

تذهب لذّته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره.

[ ٢٠٣٧٨ ] ١١ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : اتّقوا معاصي الله في الخلوات فإنّ الشاهد هو الحاكم.

[ ٢٠٣٧٩ ] ١٢ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : إنّ الله وضع الثواب على طاعته، والعقاب على معصيته ذيادة(١) لعباده من نقمته وحياشة(٢) لهم إلى جنّته.

[ ٢٠٣٨٠ ] ١٣ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : احذر أن يراك الله عند معصيته، أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين، فإذا قويت فاقو على طاعة الله، فإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله.

[ ٢٠٣٨١ ] ١٤ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب( العيون والمحاسن) للمفيد قال: أتى رجل أبا عبدالله( عليه‌السلام ) فقال له: يا بن رسول الله أوصني، فقال: لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك، قال: زدني، قال: لا أجد.

[ ٢٠٣٨٢ ] ١٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن محمّد بن محمّد المفيد، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن

____________________

١١ - نهج البلاغة ٣: ٢٣١ / ٣٢٤.

١٢ - نهج البلاغة ٣: ٢٤١ / ٣٦٨.

(١) الذياد: الطرد ( الصحاح - ذود - ٢: ٤٧١ ).

(٢) حاش الصيد: جمعه ووجهه إلى المكان المقصود، أُنظر ( الصحاح - حوش - ٣: ١٠٠٢ ).

١٣ - نهج البلاغة ٣: ٢٤٦ / ٣٨٣.

١٤ - مستطرفات السرائر: ١٦٤ / ٥.

١٥ - أمالي الطوسي ١: ١٠٠، وأورد قطعة منه في الحديث ١٠ من الباب ١١٢ من أبواب أحكام العشرة، وذيله في الحديث ١٥ من الباب ١٥ من أبواب الأمر بالمعروف.

٢٣٩

صباح الحذاء، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد عن الله يقول: اين اهل الصبر؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون لهم: ما كان صبركم هذا الذي صبرتم؟ فيقولون: صبّرنا أنفسنا على طاعة الله وصبّرناها عن معصية الله، قال: فينادي مناد من عند الله: صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٠ - باب وجوب تقوى الله

[ ٢٠٣٨٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: لا يقلّ عمل مع تقوى، وكيف يقلّ ما يتقبّل.

ورواه الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن محمّد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن عقدة، عن محمّد بن هارون بن عبدالرحمن الحجازي، عن أبيه، عن عيسى بن أبي الورد، عن أحمد بن عبدالعزيز، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٣) .

____________________

(١) تقدم في الأحاديث ١، ٩، ١١، ١٤، ٢٤، ٢٨، ٣١ من الباب ٤ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٧ من الباب ١ من أبواب ما تجب فيه الزكاة.

(٢) يأتي في البابين ٢٤، ٢٥ من هذه الأبواب.

الباب ٢٠

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٦١ / ٥.

(٣) أمالي الطوسي ١: ٦٠.

٢٤٠