وسائل الشيعة الجزء ١٥

وسائل الشيعة0%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 391

وسائل الشيعة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 391
المشاهدات: 159650
تحميل: 5258


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27 الجزء 28 الجزء 29 الجزء 30
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 391 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159650 / تحميل: 5258
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

السلام )، يقول، وذكر مثله إلّا أنّه قال: ولا يأمن البينات من عمل السيئات.

[ ٢٠٥٧١ ] ٧ - وعنه، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: ما من نكبة تصيب العبد إلّا بذنب، وما يعفو الله أكثر.

[ ٢٠٥٧٢ ] ٨ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أبي( عليه‌السلام ) يقول: ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله.

[ ٢٠٥٧٣ ] ٩ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشاء، عن أبان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه الرزق.

[ ٢٠٥٧٤ ] ١٠ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبدالجبار، عن ثعلبة، عن سليمان بن طريف، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: إن الذنب يحرم العبد الرزق.

[ ٢٠٥٧٥ ] ١١ - وعن محمّد بن يحيى، عن عبدالله بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق وتلا هذه الآية:

____________________

٧ - الكافي ٢: ٢٠٧ / ٤.

٨ - الكافي ٢: ٢٠٦ / ١.

٩ - الكافي ٢: ٢٠٧ / ٨.

١٠ - الكافي ٢: ٢٠٨ / ١١.

١١ - الكافي ٢: ٢٠٨ / ١٢.

٣٠١

( إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ *وَلا يَسْتَثْنُونَ *فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ) (١) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن الفضيل مثله (٢) .

[ ٢٠٥٧٦ ] ١٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت حتّى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً.

[ ٢٠٥٧٧ ] ١٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجلٍ قريب أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك لا تقضِ حاجته واحرمه فإنّه تعرّض لسخطي، واستوجب الحرمان منّي.

[ ٢٠٥٧٨ ] ١٤ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبدالجبار، عن ابن فضال(٣) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الرجل يذنب الذنب فيُحرم صلاة اللّيل، وإن العمل السيّيء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم.

____________________

(١) القلم ٦٨: ١٧ - ١٩.

(٢) المحاسن: ١١٥ / ١١٩.

١٢ - الكافي ٢: ٢٠٨ / ١٣.

١٣ - الكافي ٢: ٢٠٨ / ١٤، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦٧ من أبواب الدعاء.

١٤ - الكافي ٢: ٢٠٩ / ١٦.

(٣) في المصدر زيادة: عن ابن بكير.

٣٠٢

ورواه البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن علي، عن ابن فضّال مثله (١) .

[ ٢٠٥٧٩ ] ١٥ - وبالإِسناد عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من هم بالسيّئة فلا يعملها فإنّه ربّما عمل العبد السيئة فيراه الرب تبارك وتعالى فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبداً.

[ ٢٠٥٨٠ ] ١٦ - وعن أبي علي الأشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار، عن القاسم بن عروة، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: ما من عبد إلّا وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادىٰ في الذنوب زاد ذلك السواد حتّى يغطي(٢) البياض فإذا غطّىٰ البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً، وهو قول الله عزّ وجل:( بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (٣) .

[ ٢٠٥٨١ ] ١٧ - وعنه، عن محمّد بن يحيى جميعاً، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن أبي عمرو المدايني(٤) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: كان أبي يقول: إنّ الله قضى قضاء حتماً لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتّى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة.

____________________

(١) المحاسن: ١١٥ / ١١٩.

١٥ - الكافي ٢: ٢٠٩ / ١٧.

١٦ - الكافي ٢: ٢٠٩ / ٢٠.

(٢) في نسخة: تغطّي ( هامش المخطوط ).

(٣) المطففين ٨٣: ١٤.

١٧ - الكافي ٢: ٢٠٩ / ٢٢.

(٤) في المصدر: أبي عمر المدائني.

٣٠٣

[ ٢٠٥٨٢ ] ١٨ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن سماعة قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: ما أنعم الله على عبد نعمة فسلبها اياه حتّى يذنب ذنباً يستحق بذلك السلب.

[ ٢٠٥٨٣ ] ١٩ - وعنه، عن علي بن الحسن بن علي، عن محمّد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه قال: إنّ أحدكم ليكثر الخوف من السلطان، وما ذلك إلّا بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها.

[ ٢٠٥٨٤ ] ٢٠ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس رفعه قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب، ولا خوف أشدّ من الموت، وكفى بما سلف تفكراً، وكفى بالموت واعظاً.

[ ٢٠٥٨٥ ] ٢١ - وعن أحمد بن محمّد الكوفي، عن علي بن الحسن الميثمي، عن العباس بن هلال الشامي قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: كلّ ما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون.

[ ٢٠٥٨٦ ] ٢٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن الحميري، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن علي (١) ، عن عبدالله بن إبراهيم، عن جعفر الجعفري، عن

____________________

١٨ - الكافي ٢: ٢١٠ / ٢٤.

١٩ - الكافي ٢: ٢١١ / ٢٧.

٢٠ - الكافي ٢: ٢١١ / ٢٨.

٢١ - الكافي ٢: ٢١١ / ٢٩.

٢٢ - عقاب الأعمال: ٢٦٦ / ١، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٤٨ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر: الحسن بن علي، ولاحظ الحديث ٥ من الباب ٤٨ من هذه الأبواب.

٣٠٤

جعفر بن محمّد، عن أبيه،( عليهما‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من أذنب ذنباً وهو ضاحك دخل النار وهو باكٍ.

[ ٢٠٥٨٧ ] ٢٣ - وفي( العلل) عن أبيه، عن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: يا مفضّل إياك والذنوب وحذّرها شيعتنا، فوالله ما هي إلى أحد أسرع منها إليكم، إنّ أحدكم لتصيبه المعرّة من السلطان وما ذاك إلّا بذنوبه، وإنّه ليصيبه السّقم وما ذلك إلّا بذنوبه وأنّه ليحبس عنه الرزق وما هو إلّا بذنوبه، وأنّه ليشدد عليه عند الموت وما ذاك إلّا بذنوبه حتّى يقول من حضره: لقد غم بالموت، فلمّا رأى ما قد دخلني قال: أتدري لم ذاك؟ قلت: لا، قال: ذاك والله إنّكم لا تؤاخذون بها في الآخرة، وعجلت لكم في الدنيا.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٤١ - باب وجوب اجتناب المعاصي

[ ٢٠٥٨٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي اسامة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل

____________________

٢٣ - علل الشرائع: ٢٩٧ / ١.

(١) يأتي في الأبواب ٤١، ٤٢، ٤٣ من هذه الأبواب.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٧ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٤ من الباب ٥ من أبواب الذكر.

الباب ٤١

فيه ١٢ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٢٠٧ / ٦.

٣٠٥

والنهار، قلت: وما سطوات الله؟ قال: الأخذ على المعاصي.

[ ٢٠٥٨٩ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن عمرو بن عثمان، عن رجل، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: حقّ على الله أن لا يعصى في دار إلّا أضحاها للشمس حتى تطهرها.

[ ٢٠٥٩٠ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد الجزري قال سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إنّ الله عز وجلّ بعث نبياً من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه أن قل لقومك: إنّه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عمّا أُحبّ إلى ما أكره إلّا تحولت لهم عمّا يحبّون إلى ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عمّا أكره إلى ما أُحبّ إلّا تحولت لهم عمّا يكرهون إلى ما يحبّون، وقل لهم: إنّ رحمتي سبقت غضبي، فلا تقنطوا من رحمتي فإنّه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره، وقل لهم: لا يتعرضوا معاندين لسخطي، ولا يستخفّوا بأوليائي فإنّ لي سطوات عند غضبي لا يقوم لها شيء من خلقي.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب إلى قوله: إلى ما يحبّون (١) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن ابن محبوب نحوه (٢) .

____________________

٢ - الكافي ٢: ٢٠٩ / ١٨.

٣ - الكافي ٢: ٢١٠ / ٢٥.

(١) عقاب الأعمال: ٣٠٢ / ٦.

(٢) المحاسن: ١١٧ / ١٢٣.

٣٠٦

[ ٢٠٥٩١ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم الهاشمي، عن جده محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيدالله، عن سليمان الجعفري، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: أوحىٰ الله عزّ وجلّ إلى نبي من الانبياء إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الورى.

[ ٢٠٥٩٢ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عباد بن صهيب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: يقول الله عزّ وجلّ: إذا عصاني من يعرفني سلّطت عليه من لا يعرفني.

[ ٢٠٥٩٣ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن ابن عرفة، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: إنّ لله عزّ وجلّ في كلّ يوم وليلة منادياً ينادي: مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصي الله، فلولا بهائم رتّع، وصبية رضّع، وشيوخ ركّع لصب عليكم العذاب صبّاً ترضّون به رضّاً.

[ ٢٠٥٩٤ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : قال الله جلّ جلاله: أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري، وأيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثمّ لم أُبال في أيّ واد هلك.

[ ٢٠٥٩٥ ] ٨ - قال: وقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : قال الله عزّ وجلّ، إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلّطت عليه من خلقي من لا يعرفني.

____________________

٤ - الكافي ٢: ٢١٠ / ٢٦.

٥ - الكافي ٢: ٢١١ / ٣٠.

٦ - الكافي ٢: ٢١١ / ٣١.

٧ - الفقيه ٤: ٢٨٩ / ٨٦٥.

٨ - الفقيه ٤: ٢٨٩ / ٨٦٧.

٣٠٧

وفي( المجالس) عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني والحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري جميعاً، عن عبدالعزيز بن يحيى، عن محمّد بن زكريا الجوهري، عن علي بن حكيم (١) ، عن الربيع بن عبدالله، عن زيد بن علي، عن أبيه( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ٢٠٥٩٦ ] ٩ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن سمع أبا عبدالله الصادق( عليه‌السلام ) يقول: ما أحبّ الله من عصاه ثمّ تمثّل:

تعصي الإِله وأنتَ تُظهِر حُبّهُ

هذا مُحال في الفِعالِ بديعُ

لو كان حُبّك صادقاً لأطعتهُ

إنّ المحبّ لمن يُحبُّ مُطيعُ

[ ٢٠٥٩٧ ] ١٠ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: لو لم يتوعّد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكراً لنعمه.

[ ٢٠٥٩٨ ] ١١ - قال: وقال( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من العصمة تعذر المعاصي.

[ ٢٠٥٩٩ ] ١٢ - قال: وقال( عليه‌السلام ) في بعض الأعياد: إنّما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكلّ يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد.

____________________

(١) في نسخة: يعلى بن حكيم ( هامش المخطوط )

(٢) أمالي الصدوق: ١٩٠ / ١٢.

٩ - أمالي الصدوق: ٣٩٦ / ٣.

١٠ - نهج البلاغة ٣: ٢٢٤ / ٢٩٠.

١١ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٥ / ٣٤٥.

١٢ - نهج البلاغة ٣: ٢٥٥ / ٤٢٨.

٣٠٨

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٤٢ - باب وجوب اجتناب الشهوات واللذّات المحرّمة

[ ٢٠٦٠٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبدالله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الجنّة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنّة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن أعطى نفسه لذّتها وشهوتها دخل النار.

[ ٢٠٦٠١ ] ٢ - وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن أبي العبّاس البقباق عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : ترك الخطيئة أيسر مطلب التوبة، وكم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً، والموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لُبّ فرحاً.

[ ٢٠٦٠٢ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد عن آبائه، عن علي( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره.

____________________

(١) تقدم في الأبواب ١٨، ١٩، ٢٣، ٣٢، ٤٠ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الأبواب ٤٢، ٤٣، ٤٥، وفي الحديث ٧ من الباب ١، وفي الحديث ٤ من الباب ٣٧ من أبواب الامر والنهي، وفي الحديث ١٦ من الباب ٣١ من أبواب النكاح المحرم.

الباب ٤٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٧٣ / ٧.

٢ - الكافي ٢: ٣٢٦ / ١.

٣ - الخصال: ٢ / ٢.

٣٠٩

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٤٣ - باب وجوب اجتناب المحقرات من الذنوب

[ ٢٠٦٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي أُسامة زيد الشحّام قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إتّقوا المحقرات من الذنوب فإنّها لا تغفر، قلت: وما المحقّرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبىٰ لي إن لم يكن لي غير ذلك.

[ ٢٠٦٠٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن( عليه‌السلام ) يقول: لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلّوا قليل الذنوب فإنّ قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً، وخافوا الله في السر حتّى تعطوا من أنفسكم النصف.

[ ٢٠٦٠٥ ] ٣ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبدالجبار، عن ابن فضال والحجال جميعاً، عن ثعلبة، عن زياد قال: قال أبو عبدالله( عليه

____________________

(١) تقدم في الحديث ٨ من الباب ١، وفي الحديث ١٤ من الباب ٤، وفي الباب ٩، وفي الحديث ٩ من الباب ١٦ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١ من الباب ١، وفي الحديث ٢٧ من الباب ٩٩ من أبواب ما يكتسب به.

(٢) يأتي في الباب ٤٩ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٥٢ من الباب ١٢ من أبواب صفات القاضي.

الباب ٤٣

فيه ١٤ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٢١٨ / ١.

٢ - الكافي ٢: ٢١٨ / ٢.

٣ - الكافي ٢: ٢١٨ / ٣.

٣١٠

السلام ): إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نزل بأرض قرعاء، فقال لأصحابه: ائتوا بحطب فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب، فقال( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه فجاؤوا به حتّى رموا بين يديه بعضه على بعض، فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : هكذا تجتمع الذنوب، ثمّ قال: إياكم والمحقرات من الذنوب، فإنّ لكلّ شيء طالباً ألا وإنّ طالبها يكتب( مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ) .

[ ٢٠٦٠٦ ] ٤ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: إتّقوا المحقّرات من الذنوب فإنّ لها طالباً، يقول أحدكم: أذنب واستغفر، إن الله عز وجل يقول:( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ) (١) وقال عزّ وجل( إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) (٢) .

ورواه الطبرسي في( مجمع البيان) نقلاً من كتاب( العياشي) بإسناده عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٣) .

[ ٢٠٦٠٧ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن حكيم، عمن حدثه، عن أبي عبدالله( عليه

____________________

٤ - الكافي ٢: ٢٠٧ / ١٠.

(١) يس ٣٦: ١٢.

(٢) لقمان ٣١: ١٦.

(٣) مجمع البيان ٤: ٣١٩.

٥ - الكافي ٢: ٣٣٠ / ١٤، وأورده عن المحاسن في الحديث ٨ من الباب ٢٨ من أبواب مقدّمة العبادات.

٣١١

السلام) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لا يصغر ما ينفع يوم القيامة ولا يصغر ما يضرّ يوم القيامة، فكونوا فيما أخبركم الله عزّ وجلّ كمن عاين.

[ ٢٠٦٠٨ ] ٦ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنه قال: أشدّ الذنوب ما استهان به صاحبه.

[ ٢٠٦٠٩ ] ٧ - قال: وقال( عليه‌السلام ) أشدّ الذنوب ما استخفّ به صاحبه.

[ ٢٠٦١٠ ] ٨ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق( عليه‌السلام ) عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: لا تحقّروا شيئاً من الشر وإن صغر في أعينكم، ولا تستكثروا شيئاً من الخير وإن كثر في أعينكم، فإنّه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الإِصرار(١) .

[ ٢٠٦١١ ] ٩ - وفي( العلل) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن عبدالعظيم الحسني، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن الفضل، عن خاله محمّد بن سليمان، عن رجل، عن محمّد بن عليّ( عليه‌السلام ) أنّه قال لمحمّد بن مسلم - في حديث: - لا تستصغرنّ حسنة إن تعلمها، فإنّك تراها حيث تسرّك، ولا تستصغرنّ سيّئة تعملها فإنّك تراها حيث تسؤوك الحديث.

____________________

٦ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٥ / ٣٤٨.

٧ - نهج البلاغة ٣: ٢١١ / ٤٧٧.

٨ - الفقيه ٤: ١١ / ١.

(١) في المصدر: فإنه لا كبير مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإِصرار.

٩ - علل الشرائع: ٥٩٩ / ٤٩.

٣١٢

[ ٢٠٦١٢ ] ١٠ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير عن ابن أخي الفضيل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتني لا أُؤاخذ إلّا بهذا.

[ ٢٠٦١٣ ] ١١ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في( الإِرشاد) قال: قال( عليه‌السلام ) : إياكم ومحقّرات الذنوب فإنّ لها من الله طالباً، وإنّها لتجتمع على المرء حتّى تهلكه.

[ ٢٠٦١٤ ] ١٢ - محمّد بن علي الكراجكي في كتاب( كنز الفوائد) قال: روي عن أحد الأئمة ( عليهم‌السلام ) أنّه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنّ الله كتم ثلاثة في ثلاثة: كتم رضاه في طاعته، وكتم سخطه في معصيته، وكتم وليّه في خلقه، فلا يستخفنّ أحدكم شيئاً من الطاعات، فإنّه لا يدري في أيّها رضا الله، ولا يستقلنّ أحدكم شيئاً من المعاصي فإنّه لا يدري في أيّها سخط الله، ولا يزرين أحدكم بأحد من خلق الله فإنّه لا يدري أيّهم وليّ الله.

[ ٢٠٦١٥ ] ١٣ - قال: ومن كلامه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : لا تنظروا إلى صغير الذنب ولكن انظروا إلى ما اجترأتم.

[ ٢٠٦١٦ ] ١٤ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبدالله بن بكير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من همّ بالسيّئة فلا يعملها فإنّه ربّما عمل

____________________

١٠ - الخصال: ٢٤ / ٨٣.

١١ - ارشاد القلوب: ٣٣.

١٢ - كنز الفوائد: ١٣.

١٣ - كنز الفوائد: ١٣.

١٤ - المحاسن: ١١٧ / ١٢٤.

٣١٣

العبد السيّئة فيراه الرب فيقول: وعزّتي وجلالي لا أغفر لك أبداً.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ بن فضال (١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٤٤ - باب تحريم كفران نعمة الله

[ ٢٠٦١٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سدير قال: سأل رجل أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجل:( قَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) (٣) الآية، فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضها إلى بعض، وأنهار جارية، وأموال ظاهرة، فكفروا نعم الله وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله فغير الله ما بهم من نعمة، وإن الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيروا ما بأنفسهم، فأرسل الله عليهم سيل العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم، وذهب بأموالهم، وأبدلهم مكان جنّاتهم جنتين ذواتي أُكل خمط(٤) وأثل وشيء من سدر قليل، ثمّ قال:( ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إلّا الْكَفُورَ ) (٥) .

____________________

(١) عقاب الأعمال: ٢٨٨ / ١.

(٢) تقدم في البابين ٤٠، ٤١ من هذه الأبواب، وفي الأحاديث ٣، ٦، ٧ من الباب ٢٨ من أبواب مقدمة العبادات، وفي الحديث ١١ من الباب ٢٣ من أبواب السجدة.

ويأتي ما يدل عليه في الباب ٤٨، وفي الحديث ٢ من الباب ٨٢ من هذه الأبواب.

الباب ٤٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٢١٠ / ٢٣.

(٣) سبأ ٣٤: ١٩.

(٤) الخمط: كل شجر ذي شوك ( مجمع البحرين - خمط - ٤: ٢٤٦ ).

(٥) سبأ ٣٤: ١٧.

٣١٤

[ ٢٠٦١٨ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن جعفر بن محمّد البغدادي، عن عبدالله بن إسحاق الجعفري، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: مكتوب في التوراة: اشكر من أنعم عليك، وأنعم على من شكرك، فإنّه لا زوال للنعماء إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت، الشكر زيادة في النعم، وأمان من الغير.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٤٥ - باب وجوب اجتناب الكبائر

[ ٢٠٦١٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول:( وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) (٣) قال: معرفة الإِمام، واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار.

[ ٢٠٦٢٠ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ

____________________

٢ - الكافي ٢: ٧٧ / ٣.

(١) تقدم في الحديث ٧ من الباب ١٨ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٩ من الباب ٢ من أبواب مقدّمة العبادات، وفي الحديث ١٨ من الباب ٧٦ من أبواب الدّفن.

(٢) يأتي في الحديث ٨ من الباب ٤١، وفي الحديث ١٨ من الباب ١٥ من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الحديث ٢، من الباب ٧، وفي الباب ٨ من أبواب فعل المعروف، وفي الحديث ٥ من الباب ١٧ من أبواب ما يكتسب به، وفي الحديث ٩ من الباب ١٠٤ من أبواب أحكام الأولاد.

الباب ٤٥

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٢١٦ / ٢٠.

(٣) البقرة ٢: ٢٦٩.

٢ - الكافي ٢: ٢١١ / ١.

٣١٥

وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا ) (١) قال: الكبائر التي أوجب الله عزّ وجلّ عليها النار.

[ ٢٠٦٢١ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن حبيب، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : ما من عبد إلّا وعليه أربعون جنة حتّى يعمل أربعين كبيرة، فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن الحديث.

ورواه الصدوق في( العلل) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الأصم مثله (٢) .

وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضال، عن ابن مسكان مثله(٣) .

[ ٢٠٦٢٢ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : من اجتنب الكبائر يغفر الله جميع ذنوبه، وذلك قول الله عز وجل( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا ) (٤) .

[ ٢٠٦٢٣ ] ٥ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن

____________________

(١) النساء ٤: ٣١.

٣ - الكافي ٢: ٢١٣ / ٩.

(٢) علل الشرائع: ٥٣٢ / ١.

(٣) الكافي ٢: ٢١٣ / ذيل حديث ٩.

٤ - الفقيه ٣: ٣٧٦ / ١٧٨١.

(٤) النساء ٤: ٣١.

٥ - ثواب الأعمال: ١٥٨ / ٢.

٣١٦

الفضيل(١) ، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) (٢) قال: من اجتنب الكبائر ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمناً كفّر الله عنه سيئاته.

[ ٢٠٦٢٤ ] ٦ - وفي( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن أحمد بن النضر، عن عبّاد بن كثير النوا قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن الكبائر؟ فقال: كلّ ما أوعد الله عليه النار.

[ ٢٠٦٢٥ ] ٧ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن أبي سعيد الآدمي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحسن بن زياد العطار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: قد سمّى الله المؤمنين بالعمل الصالح مؤمنين، ولم يسمّ من ركب الكبائر وما وعد الله عزّ وجلّ عليه النار مؤمنين في قرآن ولا أثر، ولا نسمهم بالإِيمان بعد ذلك الفعل.

[ ٢٠٦٢٦ ] ٨ - وفي كتاب( صفات الشيعة) عن عبدالواحد بن محمّد بن عبدوس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: من أقرّ بالتوحيد ونفى التشبيه - إلى أن قال: - وأقرّ بالرجعة باليقين واجتنب الكبائر فهو مؤمن حقّاً وهو من شيعتنا أهل البيت.

[ ٢٠٦٢٧ ] ٩ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب

____________________

(١) في نسخة: محمّد بن الفضل ( هامش المخطوط ).

(٢) النساء ٤: ٣١.

٦ - عقاب الأعمال: ٢٧٧ / ٢، وأورده في الحديث ٢٤ من الباب ٤٦ من هذه الأبواب.

٧ - معاني الاخبار: ٤١٢ / ١٠٥.

٨ - صفات الشيعة: ٥٠ / ٧١.

٩ - مستطرفات السرائر: ١٨ / ٨.

٣١٧

موسى بن بكر، عن زرارة قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) أرأيت قول رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : لا يزني الزاني وهو مؤمن؟ قال يُنزع منه روح الإِيمان الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٤٦ - باب تعيين الكبائر التي يجب اجتنابها

[ ٢٠٦٢٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب قال: كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن( عليه‌السلام ) يسأله عن الكبائر كم هي؟ وما هي؟ فكتب: الكبائر من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيّئاته إذا كان مؤمناً، والسبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، والتعرّب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف.

[ ٢٠٦٢٩ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، قال: حدّثني أبو جعفر الثاني( عليه‌السلام ) قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) يقول: دخل عمرو بن عبيد على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فلمّا سلّم وجلس تلا هذه الآية:( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) (٣) ثمّ أمسك، فقال له

____________________

(١) تقدم في البابين ٤٠، ٤١، وفي الأحاديث ٨، ٩، ١١، ١٢، ١٣ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١١ من الباب ٢٣ من أبواب السجدة، وفي الباب ٢ من أبواب مقدّمة العبادات.

(٢) يأتي في الأبواب ٤٦، ٤٧، ٤٨ من هذه الأبواب.

الباب ٤٦

فيه ٣٧ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٢١١ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ٢١٧ / ٢٤.

(٣) الشورىٰ ٤٢: ٣٧.

٣١٨

أبو عبدالله( عليه‌السلام ) ما أسكتك؟ قال: أُحبّ أن أعرف الكبائر من كتاب الله عزّ وجل، فقال: نعم يا عمرو أكبر الكبائر الإِشراك بالله يقول الله:( مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ ) (١) وبعده الإِياس من روح الله لأن الله عزّ وجل يقول:( لا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إلّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (٢) ثمّ الأمن من مكر الله لأنّ الله عزّ وجل يقول:( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إلّا الْقَوْمُ الخَاسِرُونَ ) (٣) ومنها عقوق الوالدين لأنّ الله سبحانه جعل العاق جبّاراً شقيّاً، وقتل النفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ لأَنّ الله عزّ وجل يقول:( فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ) (٤) إلى آخر الآية، وقذف المحصنة لأنّ الله عزّ وجلّ يقول:( لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (٥) وأكل مال اليتيم لأن الله عزّ وجلّ يقول:( إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) (٦) والفرار من الزحف لأنّ الله عزّ وجلّ يقول:( وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الـمَصِيرُ ) (٧) وأكل الربا لأنّ الله عزّ وجلّ يقول:( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الـمَسِّ ) (٨) والسحر لأنّ الله عزّ وجل يقول:( وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) (٩) والزنا لأن الله عزّ وجلّ يقول:( وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *يُضَاعَفْ لَهُ

____________________

(١) المائدة ٥: ٧٢.

(٢) يوسف ١٢: ٨٧.

(٣) الأعراف ٧: ٩٩.

(٤) النساء ٤: ٩٣.

(٥) النور ٢٤: ٢٣.

(٦) النساء ٤: ١٠.

(٧) الأنفال ٨: ١٦.

(٨) البقرة ٢: ٢٧٥.

(٩) البقرة ٢: ١٠٢.

٣١٩

الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) (١) واليمين الغموس الفاجرة لأن الله عزّ وجلّ يقول:( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَٰئِكَ لا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ ) (٢) والغلول لأن الله عزّ وجلّ يقول:( وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (٣) ومنع الزكاة المفروضة لأنّ الله عزّ وجلّ يقول:( فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ) (٤) وشهادة الزور وكتمان الشهادة لأنّ الله عزّ وجلّ يقول:( وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) (٥) وشرب الخمر لأنّ الله عزّ وجلّ نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان وترك الصلاة متعمداً أو شيئاً ممّا فرض الله عزّ وجلّ لأن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: من ترك الصلاة متعمّداً(٦) فقد برىء من ذمّة الله وذمّة رسوله، ونقض العهد وقطيعة الرحم لأنّ الله عزّ وجلّ يقول:( لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (٧) قال: فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه، ونازعكم في الفضل والعلم.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني نحوه(٨) .

وكذا رواه الطبرسي في( مجمع البيان) (٩) .

ورواه في( عيون الأخبار) وفي( العلل) عن محمّد بن موسى بن

____________________

(١) الفرقان ٢٥: ٦٨، ٦٩.

(٢) آل عمران ٣: ٧٧.

(٣) آل عمران ٣: ١٦١.

(٤) التوبة ٩: ٣٥.

(٥) البقرة ٢: ٢٨٣.

(٦) في عيون الأخبار زيادة: من غير علة ( هامش المخطوط ).

(٧) الرعد ١٣: ٢٥.

(٨) الفقيه ٣: ٣٦٧ / ١٧٤٦.

(٩) مجمع البيان ٢: ٣٩.

٣٢٠