مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٢

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 447

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 447
المشاهدات: 133707
تحميل: 10987


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 447 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 133707 / تحميل: 10987
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 12

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وخلفائه إلى أن قالعليه‌السلام .

فلا يحل لاحد أن يسميه أو يكنيه باسمه وكنيته، قبل خروجه صلوات الله عليه ».

[١٤٠٩٦] ٤ - وقال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري قال: لما هم الوالي عمرو بن عوف بقتلي، وهو رجل شديد وكان مولعا بقتل الشيعة، فأخبرت بذلك وغلب علي خوف عظيم، فودعت أهلي وأحبائي وتوجهت إلى دار أبي محمدعليه‌السلام لأودعه، وكنت أردت الهرب، فلما دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه كان وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر، فتحيرت من نوره وضيائه، وكاد أن أنسى ما كنت فيه من الخوف والهرب، فقال: « يا إبراهيم، لا تهرب فان الله تبارك وتعالى سيكفيك شره » فازداد تحيري، فقلت لأبي محمدعليه‌السلام : يا سيدي جعلني الله فداك من هو وقد أخبرني بما كان في ضميري!؟ فقال: « هو ابني، وخليفتي من بعدي.

وهو الذي يغيب غيبة طويلة، ويظهر بعد امتلاء الأرض جورا وظلما، فيملاها قسطا وعدلا » فسألته عن اسمه، فقال: « هو سمي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكنيه، ولا يحل لاحد ان يسميه أو يكنيه بكنيته، إلى أن يظهر الله دولته وسلطنته، فاكتم يا إبراهيم ما رأيت وسمعت منا اليوم إلا عن أهله » فصليت عليهما وآبائهما، وخرجت مستظهرا(١) بفضل الله تعالى، واثقا بما سمعت من الصاحبعليه‌السلام . الخبر.

[١٤٠٩٧] ٥ - الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن أحمد العلوي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن العسكريعليه‌السلام يقول: « الخلف من بعدي الحسن، فكيف

__________________

٤ - الغيبة لابن شاذان.

(١) استظهر بالله: استعان به ( لسان العرب ج ٤ ص ٥٢٥ ).

٥ - الغيبة ص ١٢١.

٢٨١

لكم بالخلف من بعد الخلف؟ ».

فقلت: ولم جعلني الله فداك؟ فقال: « لأنكم لا ترون شخصه، ولا يحل لكم ذكره [ باسمه ](١) » فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: « قولوا: الحجة من آل محمدعليهم‌السلام ».

ورواه الحسين بن حمدان في كتابه(٢) : عن سعيد بن أحمد بن محمد، عن أبي هاشم، مثله.

محمد بن علي الخزاز في كفاية الأثر(٣) : عن علي بن محمد السندي، عن سعد بن عبد الله، مثله.

[١٤٠٩٨] ٦ - وعن محمد بن عبد الله بن حمزة، عن عمه الحسن بن حمزة، عن علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن صالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، فقلت: يا بن رسول الله، أنت القائم بالحق؟ فقال:

« أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملؤها عدلا كما ملئت جورا، هو الخامس من ولدي إلى أن قال(١) وهو الثاني عشر منا، يسهل الله تعالى له كل عسر، ويذلل له كل صعب، ويظهر له كنوز الأرض، ويقرب عليه كل بعيد، ويبير(٢) به كل جبار عنيد، ويهلك على يده كل شيطان مريد، ذلك ابن سيدة الإماء، الذي تخفى على الناس ولادته، ولا يحل

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الهداية ص ٨٧ ب.

(٣) كفاية الأثر ص ٢٨٤.

٦ - كفاية الأثر ص ٢٦٥.

(١) الحديث ملفق من حديثين متتابعين، والقطعة الثانية منه وردت بالسند الآتي: وعنه، عن عمه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي أحمد محمد ابن زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفرعليه‌السلام الخ.

(٢) يبير: يهلك ( مفردات الراغب ص ٦٥ ).

٢٨٢

لهم تسميته، حتى يظهره الله، فيملا به الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما ».

[١٤٠٩٩] ٧ - وعن أبي عبد الله الخزاعي، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسىعليهم‌السلام : اني لأرجو(١) أن تكون القائم من أهل بيت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما.

فقال: « يا أبا القاسم، ما منا الا قائم بأمر الله، وهاد إلى دين الله، وليس(٢) القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملؤها عدلا وقسطا، ( الا )(٣) هو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكنيه ». الخبر.

[١٤١٠٠] ٨ - وعن محمد بن علي، عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى الدقاق، وعلي بن عبد الله الوراق، عن محمد بن هارون الصولي(١) ، عن أبي تراب عبيد الله بن موسى الرؤياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمدعليهما‌السلام ، فلما بصر بي قال لي: « مرحبا بك يا أبا القاسم، أنت ولينا [ حقا ](٢) ».

قال: قلت: يا بن رسول الله، اني أريد ان أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى القى الله عز وجل. فقال: « هات يا أبا القاسم »، فقلت: اني أقول: ان الله تبارك وتعالى واحد ثم ذكر بعض صفاته تعالى، وذكر

__________________

٧ - كفاية الأثر ص ٢٧٧.

(١) في المصدر: لأرجوك.

(٢) في المصدر: ولكن.

(٣) ليس في المصدر.

٨ - كفاية الأثر ص ٢٨٢.

(١) في المصدر: الصوفي.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٨٣

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأوصياءعليهم‌السلام ، إلى أن قال: ثم أنت يا مولاي، فقالعليه‌السلام : « ومن بعدي الحسن ابني.

فكيف للناس بالخلف من بعده؟ » قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟ قال: « انه لا يرى شخصه، ولا يحل ذكر اسمه، حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما » قال: فقلت وأقررت إلى أن قال فقال علي بن محمدعليهما‌السلام : « يا أبا القاسم، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ».

ورواه الصدوق في صفات الشيعة: عن الدقاق، مثله(٣) .

[١٤١٠١] ٩ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: عن سعد بن عبد الله، عن أبي جعفر محمد بن أحمد العلوي، عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: « الخلف بعدي ابني الحسن، فكيف بالخلف بعد الخلف؟ » فقلت: ولم جعلني الله فداك؟ قال: « لأنكم لا ترون شخصه، ولا يحل لكم ذكره باسمه » قلت: وكيف نذكره؟ فقال: « قولوا: الحجة من آل محمد صلوات الله عليهم ».

[١٤١٠٢] ١٠ - وعنه، عن عباد بن يعقوب الأسدي، عن الحسن بن حماد، عن عبد الله بن لهيعة، عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول: « صاحب بني العباس يقتله رجل من ولدي، لا يسميه باسمه الا كافر ».

[١٤١٠٣] ١١ - وعنه، عن علي بن الحسن بن فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضاعليه‌السلام ، يقول: « القائمعليه‌السلام لا يرى جسمه، ولا

__________________

(٣) صفات الشيعة ص ٤٨ ح ٦٨.

٩ - إثبات الوصية ص ٢٠٨، ٢٢٤.

١٠ - إثبات الوصية ص ٢٢٦.

١١ - المصدر السابق ص ٢٢٦.

٢٨٤

يسمى باسمه ».

[١٤١٠٤] ١٢ - وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إياكم والتنويه باسمه، والله ليغيبن امامكم دهرا من دهركم، وليمحصن حتى يقال: ( مات، قتل )(١) هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ». الخبر.

[١٤١٠٥] ١٣ - الحسين بن حمدان الحضيني في كتابه: عن محمد بن علي، عن محمد ابن أحمد بن عيسى، عن عبد الله بن أبي نجران، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إياكم والتنويه باسم المهدي، والله ليغيبن مهديكم سنين من دهركم ». الخبر.

[١٤١٠٦] ١٤ - وعن محمد بن زيد، عن عباد الأسدي، عن الحسن بن حماد، عن عباد بن ربيعة، عن حذيفة بن اليمان، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في خبر في صفة المهديعليه‌السلام قال: « وهو الذي لا يسميه باسمه ظاهرا قبل قيامه الا كافر به ».

[١٤١٠٧] ١٥ - وعن علي بن الحسن بن فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا علي بن موسىعليهما‌السلام يقول: « القائم المهديعليه‌السلام ، ابن ابني الحسن، لا يرى جسمه، ولا يسمى باسمه بعد غيبته أحد حتى يراه ويعلن باسمه فليسمه كل الخلق ».

فقلنا له: يا سيدنا، فان قلنا: صاحب الغيبة، وصاحب الزمان، والمهدي، قال: « هو كله جائز مطلقا، وإنما نهيتكم عن التصريح باسمه الخفي

__________________

١٢ - إثبات الوصية ص ٢٢٤.

(١) ليس في المصدر.

١٣ - الهداية ص ٨٧ ب.

١٤ - الهداية ص ٨٨ ب.

١٥ - الهداية ص ٨٨ ب.

٢٨٥

عن أعدائنا، فلا يعرفوه ».

[١٤١٠٨] ١٦ - الشيخ الطبرسي في إعلام الورى: عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول: « سأل عمر بن الخطاب، أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: أخبرني عن المهدي، ما اسمه؟ فقال: اما اسمه فان حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عهد إلي أن لا أحدث به حتى يبعثه الله، قال: فأخبرني في صفته ». الخبر.

[١٤١٠٩] ١٧ - أحمد بن محمد بن عياش في كتاب مقتضب الأثر: حدثني ( محمد بن جعفر الادمي )(١) ، من أصل كتابه، قال: حدثني أحمد بن عبيد بن ناصح قال: حدثني الحسين بن العلوان الكلبي، عن همام بن الحارث، عن وهب بن منبه قال: إن موسىعليه‌السلام نظر ليلة الخطاب إلى كل شجرة في الطور، وكل حجر ونبات ينطق بذكر محمد واثني عشر وصيا له من بعده صلوات الله عليهم.

فقال موسى: إلهي لا أرى شيئا خلقته، الا وهو ناطق بذكر محمد وأوصيائه الاثني عشر صلوات الله عليهم، فما منزلة هؤلاء عندك؟ ساق الخبر إلى أن قال: قال حسين بن علوان: فذكرت ذلك لجعفر بن محمدعليهما‌السلام ، فقال: « حق ذلك، هم اثنا عشر من آل محمدعليهم‌السلام : علي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، ومن شاء الله » قلت: جعلت فداك إنما أسألك لتفتيني بالحق، قال: « انا وابني هذا وأومأ إلى ابنه موسى والخامس من ولده، يغيب شخصه، ولا يحل ذكره باسمه ».

قلت: وهذه الأخبار وغيرها مما يوجد في الأصل(٢) ، بعد حمل ظاهرها على

__________________

١٦ - إعلام الورى ص ٤٦٥.

١٧ - مقتضب الأثر ص ٤١.

(١) في الطبعة الحجرية: جعفر بن محمد بن الآدمي، وما أثبتناه من المصدر ( راجع لسان الميزان ج ٥ ص ١٠٨ ).

(٢) وسائل الشيعة المجلد ١١، الباب ٣٣، من أبواب الأمر والنهي.

٢٨٦

نصها، صريحة في أن عدم جواز تسمية مولانا المهدي صلوات الله عليه باسمه المعهود، من خصائصه كغيبته وطول عمره، وان غاية هذا المنع ظهوره وسطوع نوره واستيلاؤه وسلطنته، لا يعلم سره وحكمته غيره تعالى، ليس لأجل الخوف والتقية التي يشارك معه غيره من آبائه الكرامعليهم‌السلام ، بل وخواص شيعته، ويشترك مع اسمه هذا كثير من ألقابه الشائعة، فيرتفع بعدمه ولو كان قبل الظهور.

ويؤيد الأخبار المذكورة صنوف أخرى منها:

الأولى: الأخبار المستفيضة في أبواب المعراج، مما أوحى الله تعالى لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذكر له أسامي أوصيائه، فان فيها ذكر جميعهم باسمه، سوى الثاني عشرعليه‌السلام ، فذكره بلقبه فلاحظ.

الثانية: الأخبار الكثيرة التي وردت من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في عددهم، فإنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ذكر كل واحد منهم باسمه، سوى المهديعليه‌السلام فذكره بلقبه، أو قال: اسمه اسمي، أو سميي، وما أشبه ذلك، مع أن الباقر والجوادعليهما‌السلام مثله في ذلك.

الثالثة: كثرة ألقابه وأساميه وكناه الشائعة، وقد أنهيناها في كتابنا الموسوم ب ( النجم الثاقب )(٣) إلى مائة واثنتين وثمانين، وفيها إشارة إلى ذلك، وقد بشر به جميع من سلف، وكل ذلك بألقابه، كما هو ظاهر للمراجع.

وفي زيارته: السلام على مهدي الأمم.

وحمل اخبار الباب على التقية فاسد من وجوه:

الأول: ما عرفت من أن غاية المنع ظهورهعليه‌السلام ، سواء كان هناك خوف أم لا.

__________________

(٣) النجم الثاقب ص ٣٧.

٢٨٧

الثاني: انه لو كان للتقية لعم سائر ألقابه الشائعة، خصوصا المهدي الذي بشر بلفظه في جل الاخبار النبوية العامية.

الثالث: ان الفريقين اتفقوا على أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله بشر بوجودهعليه‌السلام ، وانه يظهر في آخر الزمان، ويملا الأرض قسطا وعدلا، وإنما الخلاف في سلسلة نسبه وولادته وعدمها، وفي جل هذه الأخبار ذكره بلقبه المهدي، وان اسمه اسمي، فكلهم عارفون باسمه، فلم يبق أحد يستر عنه.

الرابع: ان في جملة من الاخبار المنع، وما لم يذكر فيه اسمه، صرح بأنه سمي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فالسامع الراوي عرف اسمه، فان كانت التقية منه فقد عرفه، وإن كان من غيره فلا وجه لعدم ذكره في هذا المجلس، بل اللازم تنبيه الراوي بان لا يسميهعليه‌السلام في مجلس آخر.

الخامس: ان أصل منشأ الخوف، إن كان من جهة ان الجبارين، لما سمعوا بان زوال ملكهم ودولتهم بيده، فكانوا في صدد قتله وقمعه، فاللازم أن لا يذكر بشئ من ألقابه الشائعة، خصوصا المهدي الذي به بشروا وانذروا وخوفوا، فلا وجه لاختصاص الاسم المعهود بالمنع.

السادس: انه لا مسرح للخبر الأول من الباب للحمل على التقية ابدا، فلاحظه. هذا وقد ادعى المحقق الداماد في رسالة ( شرعة التسمية )(٤) الاجماع على التحريم، والسيد المحدث الجزايري في ( شرح العيون )(٥) نسب التحريم إلى الأكثر، والجواز إلى بعض معاصريه، فإنه كما قال، إذ لم يعرف القول بالجواز قبل طبقته، الا من المحقق نصير الدين الطوسي، وصاحب ( كشف الغمة )(٦) ، وصارت المسألة في عصر المحقق الداماد نظرية، وكتب فيه وبعده رسائل في التحريم والجواز.

__________________

(٤) شرعة التسمية:

(٥) شرح العيون:

(٦) كشف الغمة ج ٢ ص ٥٢٠.

٢٨٨

فلما وصلت النوبة إلى صاحب الوسائل، المصر على القول بالجواز، كتب رسالة طويلة واستدل على الجواز باخبار كثيرة تقرب من مائة، ولا يكاد ينقضي تعجبي من هذا العالم، كيف رضي لنفسه التمسك بها!؟ بل أوقع نفسه في مهلكة بعض التكلفات، بل ما يوهم التدليس فيما تمسك به اخبار وردت في فضيلة التسمية بهذا الاسم، التي تأتي في أبواب النكاح.

وما ورد من أن من مات ولم يعرف امام زمانه إلى آخره، فان معرفته لا تتحقق الا بعد معرفة اسمه.

واخبار التلقين للميت، ففيها الامر بذكر أساميهمعليهم‌السلام ، وجملة من الأدعية التي امر فيها بذكرهم بأساميهم.

والأخبار الكثيرة الدالة على أنه سمي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعد اخبار اللوح المختلف متنها جدا، الدال على كتابتهعليه‌السلام فيه بهذا الاسم، وأمثال ذلك مما لا ربط له بالمقام، ولا إشارة له بالمرام، نعم فيها جملة من الاخبار التي ذكرعليه‌السلام فيها باسمه، بعضها من الراوي، وبعضها منهم في مواضع مخصوصة، وكلها قضايا شخصية قابلة لمحامل كثيرة، لا تقاوم الاخبار الناصة الناهية، وليس في جميع ما جمعه خبر واحد نصوا فيه على الجواز.

وهذا الكتاب لا يقتضي البسط في المقال بأزيد من هذا، ومن جميع ذلك ظهر أن اللازم جعل عنوان الباب ما ذكرناه(٧) ، لا ما ذكره، والله العالم.

٣٢ -( باب ترحيم إذاعة الحق مع الخوف به)

[١٤١١٠] ١ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أبي جعفر محمد بن

__________________

(٧) حيث أضاف المصنف « قده » عبارة « إلا المهديعليه‌السلام فإنه لا يسمى باسمه إلى وقت الظهور » على عنوان الباب.

الباب ٣٢

١ - تحف العقول ص ٢٢٧.

٢٨٩

النعمان الأحول قال: قال لي الصادقعليه‌السلام : « ان الله عز وجل قد عير أقواما في القرآن بالإذاعة » فقلت له: جعلت فداك، أين؟ قال: قال: « قوله( وإذا جاءهم امر من الامن أو الخوف أذاعوا به ) (١) .

ثم قال: المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا، رحم الله عبدا سمع بمكنون علمنا، فدفنه تحت قدميه.

يا بن النعمان، اني لأحدث الرجل منكم بحديث، فيتحدث به عني، فاستحل بذلك لعنته والبراءة منه، فان أبي كان يقول: وأي شئ أقر للعين من التقية! ان التقية جنة المؤمن، ولولا التقية ما عبد الله، وقال الله عز وجل:( لا يتخذ المؤمنون ) (٢) . الآية.

يا بن النعمان، ان المذيع ليس كقاتلنا بسيفه، بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا(٣) ، يا بن النعمان، ان العالم لا يقدر ان يخبرك بكل ما يعلم، لأنه سر الله الذي اسره إلى جبرئيل، وأسره جبرئيل إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأسره محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي، وأسره عليعليه‌السلام إلى الحسن، وأسره الحسنعليه‌السلام إلى الحسين، وأسره الحسينعليه‌السلام إلى علي، وأسره عليعليه‌السلام إلى محمد، وأسره محمدعليه‌السلام إلى من اسرهعليه‌السلام ، فلا تعجلوا، فوالله لقد قرب هذا الامر ثلاث مرات، فأذعتموه فأخره الله، والله ما لكم سر الا وعدوكم به منكم(٤) .

يا بن النعمان، ابق على نفسك، فقد عصيتني، لا تذع سري، فان المغيرة بن سعد كذب على أبي وأذاع سره، فأذاقه الله حر الحديد، وان أبا الخطاب كذب علي وأذاع سري، فأذاقه الله حر الحديد، ومن كتم أمرنا زينه الله

__________________

(١) النساء ٤ الآية ٨٣.

(٢) آل عمران ٣ الآية ٢٨.

(٣) تحف العقول ص ٢٢٨.

(٤) نفس المصدر ص ٢٢٩.

٢٩٠

به في الدنيا والآخرة، وأعطاه حظه، ووقاه حر الحديد وضيق المحابس، ان بني إسرائيل قحطوا حتى هلكت المواشي والنسل، فدعا الله موسى بن عمران فقال: يا موسى، انهم أظهروا الزنى والربا، وعمروا الكنائس، وأضاعوا الزكاة.

فقال: إلهي تحنن برحمتك عليهم فإنهم لا يعقلون، فأوحى الله إليه: اني مرسل قطر السماء، ومختبرهم بعد أربعين يوما، فأذاعوا ذلك وأفشوه، فحبس عنهم القطر أربعين سنة، وأنتم قد قرب أمركم فأذعتموه في مجالسكم إلى أن قال(٥) ومن استفتح نهاره بإذاعة سرنا، سلط الله عليه حر الحديد وضيق المحابس ». الخبر.

[١٤١١١] ٢ - وعن عبد الله بن جندب قال: قال الصادقعليه‌السلام : « رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا، كانوا دعاة الينا بأعمالهم ومجهود طاقاتهم، ليس كمن يذيع أسرارنا ».

[١٤١١٢] ٣ - زيد الزراد في أصله: قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « اكتم سرك عن كل اخلائك(١) ، ولا تخرج سرك إلى اثنين، فإنه ما جاوز الواحد فهو افشاء ». الخبر.

[١٤١١٣] ٤ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال لمفضل ابن عمر في حديث: « من أذاع لنا سرا فقد نصب لنا العداوة، سمعت أبي رضوان الله عليه يقول: من أذاع سرنا، ثم وصلنا بجبال من ذهب، لم يزد(١) منا الا بعدا ».

[١٤١١٤] ٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لبعض أصحابه: « اكتم سرنا ولا تذعه،

__________________

(٥) تحف العقول ص ٢٣٠.

٢ - تحف العقول ص ٢٢١.

٣ - أصل زيد الزراد ص ٨.

(١) في المصدر: « أحد ».

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٥٨.

(١) في المصدر: « يزدد ».

٥ - المصدر السابق ج ١ ص ٥٩.

٢٩١

فان من كتم سرنا ولم يذعه، أعزه الله به في الدنيا والآخرة، ومن أذاع سرنا ولم يكتمه، أذله الله به في الدنيا والآخرة، ونزع النور من بين عينيه إلى أن قال والمذيع لأمرنا كالجاحد له ».

[١٤١١٥] ٦ - وعنهعليه‌السلام ، ان قوما من شيعته اجتمعوا إليه، فتكلموا فيما هم فيه، وذكروا الفرج وقالوا: متى نراه(١) يا بن رسول الله؟ فقال(٢) : « أيسركم هذا الذي تتمنون »؟ قالوا: اي والله، قال: « أفتخلفون الأهل والأحبة، وتركبون الخيل وتلبسون السلاح »؟ قالوا: نعم، قال: « وتقاتلون أعداءكم »، قالوا: نعم، قالعليه‌السلام : « قد سألناكم ما هو أيسر من هذا فلم تفعلوه »، فسكت القوم، فقال رجل منهم: أي شئ هو جعلت فداك؟ قال: « قلنا لكم: اسكتوا فإنكم ان كففتم رضينا [ وان خالفتم أوذينا ](٣) فلم تفعلوا ».

[١٤١١٦] ٧ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال ( لقوم من شيعته )(١) ، اجتمعوا إليه وتذاكروا ما يتكلمون به عنده، فقال لهم: « حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يسب الله ورسوله!؟ » قالوا: وكيف يسب الله ورسوله؟ قال: « يقولون إذا حدثتموهم بما ينكرون: لعن الله قائل هذا، وقد قاله الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٤١١٧] ٨ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لبعض شيعته: « ان حديثكم هذا وأمركم هذا تشمئز منه قلوب الجاهلين، فمن عرفه فزيدوه ومن أنكره فذروه ».

[١٤١١٨] ٩ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « رحم الله عبدا سمع من

__________________

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٠.

(١) في المصدر زيادة: يكون.

(٢) في المصدر زيادة: أبو عبد الله.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٠.

(١) في المصدر: لأصحاب له.

٨ - المصدر السابق ج ١ ص ٦٠.

٩ - المصدر السابق ج ١ ص ٦١.

٢٩٢

مكنون سرنا فدفنه في قلبه » الخبر.

[١٤١١٩] ١٠ - محمد بن إبراهيم النعماني في غيبته: عن عبد الواحد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن رباح الزهري، عن محمد بن العباس الحنبلي(١) ، عن الحسن(٢) بن علي بن أبي حمزة البطائني، عن محمد الخزاز(٣) قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا ».

[١٤١٢٠] ١١ - وبهذا الاسناد: عن الحسن(١) عن الحسن(٢) السري قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « اني لأحدث الرجل الحديث فينطلق فيحدث به عني كما سمعه، فاستحق به لعنة الله والبراءة منه ».

[١٤١٢١] ١٢ - وبهذا الاسناد: عن الحسن، عن القاسم الصيرفي، عن ابن مسكان قال: سمعت عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « قوم يزعمون اني امامهم، والله ما أنا لهم بإمام، لعنهم الله، كلما سترت لهم سترا هتكوه ( هتك الله سترهم )(١) ، أقول كذا وكذا، فيقولون إنما عنى كذا وكذا(٢) ، انا امام من

__________________

١٠ - الغيبة للنعماني ص ٣٦.

(١) في المصدر: الحسيني.

(٢) في الحجرية: « الحسين » وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ١٩٩ ).

(٣) في الحجرية: « الحداد » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ٧٤ ).

١١ - المصدر السابق ص ٣٦.

(١) في الحجرية: « الحسين » وما أثبتناه من المصدر، وهو البطائني ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ١٩٩ ) وكذا في الحديث الذي يليه.

(٢) في الحجرية: « الحسين السري » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٤ ص ٣٤٠ ).

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: إنما.

٢٩٣

أطاعني ».

[١٤١٢٢] ١٣ - وبهذا الاسناد عن الحسن(١) ، عن كرام الخثعمي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « اما والله لو كانت على أفواهكم أوكية لحدثت كل امرئ منكم بما له، والله لو وجدت أتقياء لتكلمت، والله المستعان » قال النعماني: يريد أتقياء أن يستعمل التقية.

[١٤١٢٣] ١٤ - وبهذا الاسناد عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « سر اسره الله إلى جبرئيل، وأسره جبرئيل إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأسره محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليعليه‌السلام ، وأسره عليعليه‌السلام إلى من شاء الله، واحدا بعد واحد، وأنتم تتكلمون به في الطريق ».

[١٤١٢٤] ١٥ - وبهذا الاسناد عن الحسن، عن ( حفص بن نسيب بني عمارة )(١) قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أيام قتل المعلى بن خنيس مولاه فقال لي: « يا حفص، حدثت المعلى بأشياء فأذاعها فابتلي بالحديد، اني قلت له: ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله، وحفظ عليه دينه ودنياه، ومن أذاعه علينا سلبه الله دينه ودنياه.

يا معلى، انه من كتم الصعب من حديثنا، جعله الله نورا بين عينيه ( ورفعه )(٢) ورزقه العز في الناس، ومن أذاع الصعب من حديثنا، لم يمت حتى

__________________

١٣ - الغيبة للنعماني ص ٣٧ ح ٩.

(١) في الحجرية: « الحسين » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ١١١ ) وكذا في الحديثين التاليين.

١٤ - المصدر السابق ص ٣٧ ح ١٠.

١٥ - المصدر السابق ص ٣٨ ح ١٢.

(١) في الحجرية: « حفص بن نسيب بن فرعان » وفي المصدر: « حفص بن نسيب فرعان » وما أثبتناه هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ١٥٩ ).

(٢) ليس في المصدر.

٢٩٤

يعضه السلاح أو يموت متحيرا ».

[١٤١٢٥] ١٦ - وعن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن أحمد بن محمد الدينوري، عن علي بن الحسن الكوفي، عن عميرة بنت أوس قالت: حدثني جدي ( الحصين )(١) بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده عمرو بن سعد(٢) ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال(٣) لحذيفة بن اليمان: « يا حذيفة، لا تحدث بما لا يعلمون فيطغوا ويكفروا، ان من العلم صعبا شديدا محمله، لو حمل على الجبال لعجزت عن حمله، ان علمنا أهل البيت ( يستنكر )(٤) ويبطل وتقتل رواته ويساء إلى من يتلوه، بغيا وحسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٤١٢٦] ١٧ - العياشي في تفسيره: عن زيد الشحام قال: سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام ، عن عذاب القبر، قال: « ان أبا جعفرعليه‌السلام حدثنا ان رجلا أتى سلمان الفارسي فقال: حدثني، فسكت عنه، ثم عاد فسكت، فأدبر الرجل وهو يقول ويتلو هذه الآية:( ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ) (١) فقال له: اقبل، انا لو وجدنا أمينا لحدثناه »، الخبر.

[١٤١٢٧] ١٨ - وعن محمد بن عجلان قال: سمعتهعليه‌السلام يقول: « ان الله

__________________

١٦ - الغيبة للنعماني ص ١٤٢، وعنه في البحار ج ٢ ص ٧٨ ح ٦٥.

(١) في الحجرية: الخضر، وما أثبتناه من المصدر « انظر تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٣٨١ ».

(٢) في الحجرية: سعيد، وما أثبتناه من المصدر « انظر تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٣٨١ ».

(٣) في المصدر زيادة: يوما.

(٤) في المصدر: سينكر.

١٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ٧١ ح ١٣٨.

(١) البقرة ص الآية ١٥٩.

١٨ - المصدر السابق ج ١ ص ٢٥٩ ح ٢٠٤.

٢٩٥

عير قوما بالإذاعة فقال:( وإذا جاءهم امر من الامن أو الخوف أذاعوا به ) (١) فإياكم والإذاعة ».

[١٤١٢٨] ١٩ - وعن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، انه تلا هذه الآية: «( ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )(١) والله ما ضربوهم بأيديهم، ولا قتلوهم بأسيافهم، ولكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها، فصار قتلا واعتداءا ومعصية ».

[١٤١٢٩] ٢٠ - تفسير الإمامعليه‌السلام : في قوله تعالى:( هدى للمتقين ) (١) قال: « بيان وشفاء للمتقين من شيعة محمد وعلي صلوات الله عليهما، انهم اتقوا أنواع الكفر فتركوها، واتقوا [ أنواع ](٢) الذنوب الموبقات فرفضوها، واتقوا إظهار اسرار الله تعالى وأسرار أزكياء عباده الأوصياء بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فكتموها، واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين وفيهم نشروها ».

[١٤١٣٠] ٢١ - محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن محمد بن أحمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن أحمد بن محمد، عن أبي اليسر، عن زيد بن المعدل، عن أبان بن عثمان قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ان أمرنا هذا مستور مقنع(١) بالميثاق، من هتكه أذله الله ».

[١٤١٣١] ٢٢ - وعن سلمة بن الخطاب، عن القاسم بن يحيى، عن جده، عن أبي

__________________

(١) النساء ٤ الآية ٨٣.

١٩ - تفسير العياشي ج ١ ص ٤٥ ح ٥٠.

(١) البقرة ٢ الآية ٦١.

٢٠ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٤.

(١) البقرة ٢ الآية ٢.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢١ - بصائر الدرجات ص ٤٨ ح ٢.

(١) المقنع: المغطى من القناع وهو الغطاء ( لسان العرب ج ٨ ص ٣٠١ ).

٢٢ - المصدر السابق ص ٤٦ ح ٢.

٢٩٦

بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « خالطوا الناس بما يعرفون، ودعوهم مما ينكرون(١) ، ولا تحملوا عليب أنفسكم وعلينا، ان أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي مرسل، أو [ عبد ](٢) مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ».

[١٤١٣٢] ٢٣ - وعن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله ابن القاسم، عن حفص [ الأبيض ](١) التمار، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام أيام صلب المعلى بن خنيس، قال: فقال لي: « يا حفص، اني أمرت المعلى بن خنيس بأمر، فخالفني فابتلي بالحديد، اني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين، فقلت له: ما لك يا معلى؟ كأنك ذكرت أهلك ومالك وولدك وعيالك، قال: أجل، قلت: ادن مني، فدنا مني فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ قال: أراني في بيتي، هذه زوجتي، وهذا ولدي، فتركته حتى تملى منهم، واستترت منهم حتى نال منها ما ينال الرجل من أهله، ثم قلت له: ادن مني، فدنا مني، فمسحت وجهه فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة، هذا بيتك.

قال: قلت له: يا معلى، ان لنا حديثا من حفظه(٢) علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه، يا معلى، لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا، ان شاؤوا منوا عليكم، وان شاؤوا قتلوكم.

يا معلى، انه من كتم الصعب من حديثنا، جعله الله نورا بين عينيه، ورزقه الله العزة في الناس، ومن أذاع الصعب من حديثنا، لم يمت حتى يعضه

__________________

(١) في المصدر: « ينكرونه ».

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٣ - بصائر الدرجات ص ٤٢٣ ح ٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: « حفظ ».

٢٩٧

السلاح، أو يموت كبلا(٣) ، يا معلى بن خنيس، أنت مقتول فاستعد ».

الكشي في رجاله(٤) : عن إبراهيم بن محمد بن العباس، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابن أبي الخطاب، مثله.

[١٤١٣٣] ٢٤ - وعن آدم بن محمد، عن علي بن محمد الدقاق، عن محمد بن موسى النعمان، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر قال: كنا عند أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وعنده يونس بن عبد الرحمن، إذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومأ أبو الحسنعليه‌السلام إلى يونس: ادخل البيت، فإذا بيت مسبل عليه ستر، وإياك ان تتحرك حتى يؤذن لك، فدخل البصريون وأكثروا من الوقيعة والقول في يونس، وأبو الحسنعليه‌السلام مطرق، حتى لما أكثروا فقاموا وودعوا فخرجوا، فاذن ليونس بالخروج، فخرج باكيا فقال: جعلني الله فداك، اني أحامي عن هذه المقالة، وهذه حالي عند أصحابي، فقال له أبو الحسنعليه‌السلام : « يا يونس، فما عليك مما يقولون، إذا كان امامك عنك راضيا، يا يونس، حدث الناس بما يعرفون، واتركهم مما لا يعرفون، كأنك تريد أن يكذب الله في عرشه؟ » الخبر.

[١٤١٣٤] ٢٥ - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي جميلة، عن جابر قال: رويت خمسين ألف حديث ما سمعه أحد مني.

[١٤١٣٥] ٢٦ - وعن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن جبلة، عن ذريح المحاربي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن جابر الجعفي وما روى، فلم يجبني وأظنه قال: سألته بجمع فلم يجبني، فسألته الثالثة فقال:

__________________

(٣) الكبل: الحبس والسجن، والمقصود من الخبر أنه يموت في السجن ( لسان العرب ج ١١ ص ٥٨١ ).

(٤) رجال الكشي ج ٢ ص ٦٧٦ ح ٧٠٩.

٢٤ - رجال الكشي ج ٢ ص ٧٨١ ح ٩٢٤.

٢٥ - المصدر السابق ج ٢ ص ٤٤٠ ح ٣٤٢.

٢٦ - المصدر السابق ج ٢ ص ٤٣٨ ح ٣٤٠.

٢٩٨

« يا ذريح، فان السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا أو قال أذاعوا ».

[١٤١٣٦] ٢٧ - وعن جبرئيل، عن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة، عن جابر قال: حدثني أبو جعفرعليه‌السلام تسعين ألف حديثا، لم أحدث بها أحد قط، ولا أحدث بها أحدا أبدا، قال جابر: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : انك قد حملتني وقرا عظيما، بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون، قال: « يا جابر، فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان، فاحفر حفيرة وأدل رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا ».

[١٤١٣٧] ٢٨ - وعن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسن بن هارون، عن علي بن أحمد، عن علي بن سليمان، عن ابن فضال، عن علي بن حسان، عن المفضل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن تفسير جابر، فقال: « لا تحدث به السفلة فيذيعونه، اما تقرأ في كتاب الله عز وجل:( فإذا نقر في الناقور )(١) ان منا اماما مستترا، فإذا أراد الله إظهار امره نكت في قلبه فقام بأمر الله ».

[١٤١٣٨] ٢٩ - وعن جبرئيل بن أحمد، عن الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام وانا شاب، فقال: « من أنت؟ » قلت: من أهل الكوفة، جئتك لطلب العلم، فدفع إلي كتابا وقال لي: « ان أنت حدثت به حتى تهلك بنو أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي، وان أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي، ثم دفع إلي كتابا آخر ثم قال: وهاك هذا، فان حدثت منه بشئ فعليك لعنتي ولعنة آبائي ».

__________________

٢٧ - رجال الكشي ج ٢ ص ٤٤١ ح ٣٤٣.

٢٨ - المصدر السابق ج ٢ ص ٤٣٧ ح ٣٣٨.

(١) المدثر ٧٤ الآية ٨.

٢٩ - المصدر السابق ج ٢ ص ٤٣٨ ح ٣٣٩.

٢٩٩

[١٤١٣٩] ٣٠ - وعن أحمد بن علي السكري، عن الحسين بن عبد الله، عن ابن أورمة، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن عميرة، عن المفضل قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام يوم صلب فيه المعلى، فقلت له: يا بن رسول الله، الا ترى هذا الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم؟ قال: « وما هو؟ » قال: قلت: قتل المعلى بن خنيس، قال: « رحم الله المعلى، قد كنت أتوقع ذلك، لأنه أذاع سرنا، وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرنا، فمن أذاع سرنا إلى غير أهله، لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل ».

[١٤١٤٠] ٣١ - وعن محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن بعض أصحابنا، عن داود بن كثير قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « يا داود، إذا حدثت عنا بالحديث فاشتهرت به فأنكره ».

[١٤١٤١] ٣٢ - وعن حمدوية، عن الحسن بن موسى، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن منصور، عن علي بن سويد السائي قال: كتب إلي أبو الحسن موسىعليه‌السلام ، وهو في الحبس: « لا تفش ما استكتمتك ». الخبر.

[١٤١٤٢] ٣٣ - الشيخ الطوسي في الغيبة: بإسناده عن الفضل بن شاذان، عن محمد ابن علي، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قلت له: ألهذا الامر امد(١) نريح إليه أبداننا وننتهي إليه؟ قال: « بلى، ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه ».

[١٤١٤٣] ٣٤ - وعنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي

__________________

٣٠ - رجال الكشي ج ٢ ص ٦٧٨ ح ٧١٢.

٣١ - المصدر السابق ج ٢ ص ٧٠٨ ح ٧٦٥.

٣٢ - المصدر السابق ج ٢ ص ٧٥٤ ٧٥٥ ح ٨٥٩.

٣٣ - الغيبة ص ٢٦٣.

(١) في الطبعة الحجرية: « أمر » وما أثبتناه من المصدر.

٣٤ - المصدر السابق ص ٢٦٣.

٣٠٠