مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٢

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 447

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 447
المشاهدات: 133634
تحميل: 10987


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 447 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 133634 / تحميل: 10987
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 12

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عليهم، منه ولعناه، عليه لعائن الله اتفقوا زاد ابن داود: تترى في الظاهر منا والباطن، في السر والجهر، وفي كل وقت، وعلى كل حال، وعلى كل من شايعه وتابعه، أو بلغه هذا القول منا وأقام على توليه بعده، وأعلمهم.

قال الصيمري: تولاكم الله، قال ابن ذكا: أعزكم الله انا من التوقي قال ابن داود: اعلم اننا من التوقي له، قال هارون: وأعلمهم اننا في التوقي والمحاذرة منه، قال ابن داود وهارون: على مثل ( ما كان )(٣) من تقدمنا لنظرائه.

قال الصيمري: على ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه، وقال ابن ذكا: على ما كان عليه من تقدمنا لنظرائه.

اتفقوا من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم، وعادة الله.

قال ابن داود وهارون: جل ثناؤه، واتفقوا مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة، وبه نثق، وإياه نستعين، وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل ».

قال هارون: وأخذ أبو علي هذا التوقيع، ولم يدع أحدا من الشيوخ الا واقرأه إياه، وكوتب من بعد منهم بنسخته في سائر الأمصار، فاشتهر ذلك في الطائفة، فاجتمعت على لعنه والبراءة منه.

[١٤٢٠٠] ١٠ - وروى محمد بن يعقوب قال: خرج إلى العمري في توقيع طويل اختصرناه: « ونحن نبرأ من ابن هلال لارحمه‌الله وممن لا يبرأ منه، فأعلم الإسحاقي وأهل بلده مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع من كان سألك أو يسألك عنه ».

[١٤٢٠١] ١١ - القطب الراوندي في الخرائج: روي عن أحمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمدعليه‌السلام من أهل الجبل(١) يسأله عمن وقف

__________________

(٣) ليس في المصدر.

١٠ - الغيبة للطوسي ص ٢١٤.

١١ - الخرائج والجرائح ص ١٢٠.

(١) صفة لبعض أصحابنا.

٣٢١

على أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، أتوالاهم أتبرأ منهم؟ فكتب: « أتترحم(٢) على عمك!؟ لا رحم الله عمك، وتبرأ منه، انا إلى الله منهم برئ، فلا تتولاهم، ولا تعد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، سواء من جحد اماما من الله، أو زاد اماما ليست إمامته من الله، و(٣) جحد و(٤) قال: ثالث ثلاثة، ان جاحد امر اخرنا جاحد أمر أولنا، والزائد فينا كالناقص الجاحد أمرنا » وكان هذا السائل لم يعلم أن عمه كان منهم، فأعلمه ذلك.

[١٤٢٠٢] ١٢ - وفي كتاب لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إياكم والركون إلى أصحاب الأهواء! فإنهم بطروا النعمة، وأظهروا البدعة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من تبسم في وجه مبتدع، فقد أعان على هدم الاسلام »، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحدث في الاسلام، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ».

[١٤٢٠٣] ١٣ - الا ميرزا عبد الله الأصفهاني في رياض العلماء: رأيت بخط الأستاذ الاستناد يعني العلامة المجلسي في بعض فوائده، على كتاب من كتب الرجال، ما هذا لفظه الشريف: وكتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي، ويظهر من بعض أسانيده انه كان تلميذ الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي، وروى فيه عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت مولاي أمير المؤمنين عيه السلام يقول: « من ضحك في وجه عدو لنا، من النواصب والمعتزلة والخارجية والقدرية ومخالف مذهب الإمامية ومن سواهم، لا يقبل الله منه طاعة أربعين سنة ».

قلت: ثم استشكل فيه صاحب الرياض، بأن مذهب المعتزلة قد ظهر

__________________

(٢) في المصدر: لا تترجم.

(٣) في المصدر: أو.

(٤) في المصدر: أو.

١٢ - لب اللباب: مخطوط.

١٣ - رياض العلماء ج ٤ ص ٤٧٤.

٣٢٢

بعدهعليه‌السلام ، وأجاب بأن ظهوره كان في أواخر عصرهعليه‌السلام ، كما يظهر من ترجمة واصل بن عطاء أول المعتزلة، وبأنه أخبر عن ذلك المذهب من باب المعجزة، انتهى. ويمكن أن يكون مرادهعليه‌السلام من المعتزلة الذين اعتزلوا عن بيعتهعليه‌السلام ، ولم يلحقوا بمعاوية، كسعد بن وقاص وعبد الله بن عمر وزيد ابن ثابت وأشباههم، وكانوا معروفين بلقب الاعتزال، والله العالم.

[١٤٢٠٤] ١٤ - المولى العلامة الأردبيلي في حديقة الشيعة قال: وبالسند الصحيح عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع(١) ، عن الرضاعليه‌السلام ، أنه قال: « من ذكر عنده الصوفية ولم ينكرهم بلسانه وقلبه، فليس منا، ومن أنكرهم، فكأنما جاهد الكفار بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٤٢٠٥] ١٥ - وفي الصحيح عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن الرضاعليه‌السلام ، أنه قال: « قال رجل من أصحابنا للصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام : قد ظهر في هذا الزمان قوم يقال لهم: الصوفية، فما تقول فيهم؟ قال: انهم أعداؤنا، فمن مال فيهم(١) فهو منهم، ويحشر معهم، وسيكون أقوام يدعون حبنا، ويميلون إليهم، ويتشبهون بهم، ويلقبون أنفسهم(٢) ، ويأولون أقوالهم، الا فمن مال إليهم فليس منا، وأنا منهم(٣) براء، ومن أنكرهم ورد عليهم، كان كمن جاهد الكافر بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قلت: والظاهر أنهرحمه‌الله اخذ الخبر عن كتاب الفصول التامة للسيد

__________________

١٤ - حديقة الشيعة ص ٥٦٢.

(١) في المصدر: إسماعيل بن بزيع. وما أثبتناه هو الصواب راجع جامع الرواة ٢: ٦٩ ورجال النجاشي: ٢٣٣ و ٢٣٤.

١٥ - المصدر السابق ص ٥٦٢.

(١) في المصدر: إليهم.

(٢) في المصدر زيادة: بلقبهم.

(٣) في المصدر: منه.

٣٢٣

الجليل أبي تراب المرتضى بن الداعي الحسيني الرازي، صاحب تبصرة العوام، كما يظهر من بعض القرائن، ويأتي في الخاتمة اثبات كون كتاب الحديقة للمولى الأردبيليرحمه‌الله .

٣٨ -( باب وجوب إظهار العلم عند البدع، وتحريم كتمه الا لتقية وخوف، وتحريم الابتداع)

[١٤٢٠٦] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « من رد على صاحب بدعة بدعته، فهو في سبيل الله تعالى ».

[١٤٢٠٧] ٢ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار [ عن محمد بن إسماعيل ](١) عن منصور بن أبي يحيى، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « صعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر، فتغيرت وجنتاه والتمع(٢) لونه، ثم اقبل بوجهه فقال: يا معشر المسلمين، اني إنما بعثت انا والساعة كهاتين قال: ثم ضم السباحتين ثم قال: يا معشر المسلمين، ان أفضل الهدى هدى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخير الحديث كتاب الله، وشر الأمور محدثاتها، الا وكل بدعة ضلالة، الا وكل ضلالة ففي النار ». الخبر.

[١٤٢٠٨] ٣ - نهج البلاغة: قالعليه‌السلام : « ما أحدثت بدعة الا ترك بها سنة،

__________________

الباب ٣٨

١ - الجعفريات ص ١٧٢.

٢ - أمالي المفيد ص ١٨٧، وعنه في البحار ج ٢ ص ٢٦٣ ح ١٢.

(١) أثبتناه لاستقامة السند « انظر: معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ١٩٢ و ج ١٥ ص ٨٤ » كما أثبته محقق الأمالي بين معقوفتين أيضا.

(٢) التمع لونه: ذهب وتغير، يقال للرجل إذا فزع من شئ أو غضب أو حزن فتغير لونه لذلك. ( لسان العرب ج ٨ ص ٣٢٦ ).

٣ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٣٩ ح ١٤١.

٣٢٤

فاتقوا البدع، والزموا المهيع(١) ، ان عوازم(٢) الأمور أفضلها، وان محدثاتها شرارها ».

[١٤٢٠٩] ٤ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رسالته إلى أصحابه: « وقد قال أبونا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن، وان قل أرضى لله [ وأنفع عنده ](١) في العافية من الاجتهاد في البدع واتباع الأهواء، الا ان اتباع الأهواء واتباع البدع بغير هدى من الله ضلال، وكل ضلالة بدعة، وكل بدعة في النار ».

[١٤٢١٠] ٥ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في الخطبة المعروفة بالديباج: « وأفضل أمور الحق عزائمها، وشرها محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وبالبدع هدم السنن ».

[١٤٢١١] ٦ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن جابر، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في خطبة له: « وان أفضل الهدى هدى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ». الخبر.

[١٤٢١٢] ٧ - الشيخ الجليل فضل بن شاذان في كتاب الغيبة: حدثنا علي بن الحكمرضي‌الله‌عنه ، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن سلمان الفارسي رضوان الله عليه، قال: خطبنا رسول

__________________

(١) المهيع: الطريق الواسع الواضح البين ( لسان العرب ج ٨ ص ٣٧٩ ).

(٢) العوازم: جمع عازمة، وهي التي جرت بها السنة من الفرائض والسنن.

أي: الأمور الثابتة بالكتاب والسنة ( مجمع البحرين ج ٦ ص ١١٥ ).

٤ - الكافي ج ٨ ص ٨.

(١) أثبناه من المصدر.

٥ - تحف العقول ص ١٠١.

٦ - الغايات ص ٦٩.

٧ - الغيبة للفضل بن شاذان:

٨ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٩ و ١٤٣.

٣٢٥

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: « معاشر الناس، اني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب، أوصيكم في عترتي خيرا، وإياكم والبدع، فان كل بدعة ضلالة، ولا محالة أهلها في النار » الخبر.

[١٤٢١٣] ٨ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اتبعوا ولا تبتدعوا، فكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ».

٣٩ -( باب تحريم التظاهر بالمنكرات، وذكر جملة من المحرمات والمكروهات)

[١٤٢١٤] ١ - الشيخ حسن بن سليمان الحلي في كتاب مختصر البصائر: عن شيخه الشهيد الأول، عن السيد عميد الدين، عن العلامة، عن أبيه، عن السيد فخار، عن شاذان بن جبرئيل، عن عماد الدين الطبري، عن أبي علي بن الشيخ الطوسي، عن أبيه، عن المفيد، عن الصدوق، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن الحسن بن معاذ، عن قيس بن حفص، عن يونس بن أرقم، عن أبي سيار الشيباني، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة(١) ، قال: قال: خطبنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « أيها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني » قالها ثلاثا فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال؟ فقالعليه‌السلام : « اقعد فقد سمع الله كلامك، وعلم ما أردت، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل، ولكن لذلك علامات وامارات وهنات(٢) يتبع بعضها

__________________

الباب ٣٩

١ - مختصر البصائر ص ٣٠.

(١) في الطبعة: الحجرية: « ميسرة »، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب « راجع تهذيب التهذيب ج ١٠ ص ٤٢٣ ح ٧٦٣، وتقريب التهذيب ج ٢ ص ٢٦٨ ح ٥١ ».

(٢) في الحديث: « ثم تكون هنات وهنات » أي شدائد وأمور عظام ( النهاية ج ٥ ص ٢٧٩ ).

٣٢٦

بعضا، كحذو النعل بالنعل، فإن شئت أنبأتك بها » فقال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال عليعليه‌السلام : « احفظ، فان علامة ذلك: إذا أمات الناس الصلوات، وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكذب، وأكلوا الربا، واخذوا الرشاء، وشيدوا البنيان، وباعوا الدين بالدنيا، واستعملوا السفهاء، وشاوروا النساء، وقطعوا الأرحام، واتبعوا الأهواء، واستخفوا بالدماء، وكان العلم ضعفا، والظلم فخرا، وكانت الأمراء فجرة، والوزراء ظلمة، والعرفاء خونة، والقراء فسقة، وظهرت شهادة الزور، واستعلن الفجور، وقول البهتان، والاثم والطغيان، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنائر، وأكرم الأشرار، وازدحمت الصفوف، واختلفت القلوب، ونقضت العهود، واقترب الموعود، وشاركت النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، واتقي الفاجر مخافة شره، وصدق الكاذب، وائتمن الخائن، واتخذت القينات(٣) والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وركب ذوات الفروج السروج، وتشبه النساء بالرجال، والرجال بالنساء، وشهد الشاهد من غير أن يستشهد، وشهد الآخر قضاء(٤) لذمام بغير حق عرفه، وتفقه لغير الدين، واثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، وقلوبهم أنتن من الجيفة، وأمر من الصبر، فعند ذلك الوحا(٥) الوحا العجل العجل ». الخبر.

[١٤٢١٥] ٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا بن مسعود، سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيب الطعام وألوانها، ويركبون الدواب، ويتزينون بزينة المرأة لزوجها، ويتبرجن النساء، وزيهن مثل زي الملوك الجبابرة، وهم منافقو هذه الأمة في آخر

__________________

(٣) القينة: المغنية ( لسان العرب ١٣: ٣٥١ ).

(٤) ليس في المصدر.

(٥) الوحا: السرعة ( لسان العرب ج ٥ ص ٣٨٢ ).

٢ - مكارم الأخلاق ص ٤٤٩.

٣٢٧

الزمان، شاربون القهوات، لاعبون بالكعاب(١) ، تاركون الجماعات، راقدون عن العتمات، مفرطون في العداوات(٢) ، يقول الله تعالى:( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) (٣) .

يا بن مسعود: مثلهم مثل الدفلى زهرتها حسنة وطعمها مر، كلامهم الحكمة، وأعمالهم داء لا يقبل الدواء( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها ) (٤) .

يا بن مسعود، ما يغني من يتنعم في الدنيا إذا أخلد في النار( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) (٥) يبنون الدور، ويشيدون القصور، ويزخرفون المساجد، وليست همتهم الا الدنيا، عاكفون عليها معتمدون فيها، ألهتهم بطونهم، قال الله تعالى:( وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون ) (٦) وقال الله تعالى:( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه إلى قولهأفلا تذكرون ) (٧) وما هو الا منافق جعل دينه هواه وإلهه بطنه، كلما اشتهى من الحلال والحرام لم يمتنع منه، قال الله تعالى:( وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة الا متاع ) (٨) .

يا بن مسعود، محادثتهم(٩) نساؤهم، وشرفهم الدراهم والدنانير، وهمتهم بطونهم، أولئك شر الأشرار، الفتنة معهم واليهم تعود.

__________________

(١) في المصدر زيادة: راكبون الشهوات.

(٢) في المصدر: الغدوات.

(٣) مريم ١٩ الآية ٥٩.

(٤) محمد ٤٧ الآية ٢٤.

(٥) الروم ٣٠ الآية ٧.

(٦) الشعراء ٢٦ الآية ١٢٩ ١٣١.

(٧) الجاثية ٤٥ الآية ٢٣.

(٨) الرعد ١٣ الآية ٢٦.

(٩) في المصدر: محاريبهم.

٣٢٨

يا بن مسعود، قال الله تعالى:( أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) (١٠) .

يا بن مسعود، أجسادهم لا تشبع، وقلوبهم لا تخشع، يا بن مسعود، الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء، فمن أدرك ذلك الزمان من أعقابكم، فلا تسلموا(١١) في ناديهم، ولا تشيعوا(١٢) جنائزهم، ولا تعودوا(١٣) مرضاهم، فإنهم يستنون بسنتكم، ويظهرون بدعواكم، ويخالفون أفعالكم، فيموتون على غير ملتكم، أولئك ليسوا مني ولا أنا منهم، فلا تخافن أحدا غير الله، فان الله تعالى يقول:( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) (١٤) ويقول:( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا إلى قولهوغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ) (١٥) .

يا بن مسعود، عليهم لعنة الله مني ومن جميع المرسلين، والملائكة المقربين، وعليهم غضب الله وسوء الحساب، في الدنيا والآخرة، وقال الله تعالى:( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل إلى قولهولكن كثيرا منهم فاسقون ) (١٦) .

يا بن مسعود، [ أولئك ](١٧) يظهرون الحرص الفاحش، والحسد الظاهر، ويقطعون الأرحام، ويزهدون في الخير، قال الله تعالى:( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك

__________________

(١٠) الشعراء ٢٦ الآية ٢٠٥ ٢٠٧.

(١١) في المصدر: يسلم، وهو أنسب للسياق.

(١٢) في المصدر: يشيع، وهو أنسب للسياق.

(١٣) في المصدر: يعود، وهو أنسب للسياق.

(١٤) النساء ٤ الآية ٧٨.

(١٥) الحديد ٥٧ الآية ١٣ ١٥.

(١٦) المائدة ٥ الآية ٧٨ ٨١.

(١٧) أثبتناه من المصدر.

٣٢٩

لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) (١٨) يقول الله تعالى:( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) (١٩) .

يا بن مسعود، يأتي على الناس زمان الصابر على دينه مثل القابض على الجمرة بكفه، ( يقال لذلك الزمان: إن كان ذئبا والا اكلته الذئاب )(٢٠) .

يا بن مسعود، علماؤهم وفقهاؤهم ( خونة الا انهم فجرة أشرار )(٢١) خلق الله كذلك واتباعهم، ومن يأتيهم ويأخذ منهم، ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم، أشرار خلق الله، يدخلهم نار جهنم( صم بكم عمى فهم لا يرجعون ) (٢٢) ( مأواهم جهنم ) (٢٣) الآية،( كلما نضجت جلودهم ) (٢٤) الآية، و( إذا ألقوا فيها ) (٢٥) الآية،( كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم ) (٢٦) الآية،( لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ) (٢٧) يدعون انهم على ديني وسنتي ومنهاجي وشرائعي، انهم مني براء، وأنا منهم برئ.

يا بن مسعود، لا تجالسوهم في الملا، ولا تبايعوهم في الأسواق، ولا تهدوهم الطريق، ولا تسقوهم الماء، قال الله تعالى:( من كان يريد الحياة الدنيا ) (٢٨) الآية يقول الله تعالى:( من كان يريد حرث الدنيا ) (٢٩) الآية.

__________________

(١٨) الرعد ١٣ الآية ٢٥.

(١٩) الجمعة ٦٢ الآية ٥.

(٢٠) في نسخة: « فإن كان في ذلك الزمان ذئبا وإلا أكلته الذئاب ».

(٢١) في نسخة: « فجرة الا انهم أشرار ».

(٢٢) البقرة ٢ الآية ١٨.

(٢٣) الاسراء ١٧ الآية ٩٧.

(٢٤) النساء ٤ الآية ٥٦.

(٢٥) الملك ٦٧ الآية ٧.

(٢٦) الحج ٢٢ الآية ٢٢.

(٢٧) الأنبياء ٢١ الآية ١٠٠.

(٢٨) هود ١١ الآية ١٥.

(٢٩) الشورى ٤٢ الآية ٢٠.

٣٣٠

يا بن مسعود، ما بلوى أمتي بينهم(٣٠) العداوة والبغضاء والجدال، أولئك أذلاء هذه الأمة في دنياهم، والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم، ويمسخهم قردة وخنازير « قال: فبكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبكينا لبكائه، وقلنا: يا رسول الله، ما يبكيك؟ قال » رحمة للأشقياء إلى أن قال يا بن مسعود،(٣١) انهم يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا، ففي ذلك يطبع الله على قلوبهم، فلا يكون فيهم الشاهد بالحق، ولا القوامون بالقسط، قال الله تعالى: (كونوا قوامين بالقسط )(٣٢) الآية.

يا بن مسعود، يتفاضلون بأحسابهم وأموالهم، يقول الله تعالى:( وما لاحد عنده من نعمة )(٣٣) الآية إلى أن قالصلى‌الله‌عليه‌وآله يا بن مسعود، والذي بعثني بالحق، ليأتي على الناس زمان يستحلون الخمر يسمونه النبيذ، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، انا منهم برئ، وهم مني براء.

يا بن مسعود، الزاني بأمه أهون عند الله ( بأن يدخل في الربا )(٣٤) مثقال حبة من خردل، ومن شرب المسكر قليلا أو كثيرا، هو أشد عند الله من آكل الربا، انه مفتاح كل شر(٣٥) ، أولئك يظلمون الأبرار، ويصدقون الفجار والفسقة، الحق عندهم باطل، والباطل عندهم حق، هذا كله للدنيا، وهم يعلمون انهم على غير الحق، ولكن( زين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ) (٣٦) ( رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) (٢٧) » الخبر.

__________________

(٣٠) في المصدر: منهم.

(٣١) في المصدر زيادة: اعلم.

(٣٢) النساء ٤ الآية ١٣٥.

(٣٣) الليل ٩٢ الآية ١٩.

(٣٤) في المصدر: ممن يدخل في ماله من الربا.

(٣٥) في المصدر زيادة: يا بن مسعود.

(٣٦) النمل ٢٧ الآية ٢٤. (٣٧) يونس ١٠ الآية ٧ و ٨.

٣٣١

[١٤٢١٦] ٣ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: أخبرني القاضي أبو الحسن محمد ابن علي بن صخر قال: حدثنا أبو شجاع فارس بن موسى العرضي بالبصرة قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شيبة الكوفي ببغداد قال: حدثنا أبو نعيم محمد بن يحيى الطوسي السراج قال: حدثنا محمد بن خالد الدمشقي قال: حدثنا سعيد بن محمد بن عبد الرحمن بن خارجة الرقي قال: قال معاوية بن نضلة قال: كنت في الوفد الذين وجههم عمر بن الخطاب، وفتحنا مدينة حلوان(١) ، وطلبنا المشركين في الشعب فلم نقدر عليهم، وحضرت الصلاة فانتهيت إلى ماء، فنزلت عن فرسي واخذت بعنانه، ثم توضأت وأذنت فقلت: الله أكبر الله أكبر، فأجابني شئ من الجبل: كبرت تكبيرا، ففزعت لذلك فزعا شديدا، ونظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا، فقلت: اشهد أن لا إله الا الله، فأجابني وهو يقول: الآن حين أخلصت، فقلت: اشهد ان محمدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: نبي بعث، فقلت: حي على الصلاة، فقال: فريضة افترضت، فقلت: حي على الفلاح، فقال: أفلح من أجابها واستجاب لها، فقلت: قد قامت الصلاة، فقال: البقاء لامة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى رأسها تقوم الساعة، فلما فرغت من أذاني، ناديت بأعلى صوتي حتى أسمعت ما بين لابتي(٢) الجبل، فقلت: أنسي أم جني؟ قال: فاطلع رأسه من كهف الجبل، فقال: ما أنا بجني ولكن أنسي، فقلت: من أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا ذريب بن ثملا من حواري عيسىعليه‌السلام ، اشهد ان صاحبكم نبي، وهو الذي بشر به عيسى بن مريمعليه‌السلام ، ولقد أردت الوصول إليه فحالت بيني وبينه فرسان كسرى وأصحابه، ثم ادخل رأسه في كهف الجبل، فركبت دابتي ولحقت بالناس، وسعد بن أبي وقاص يومئذ أميرنا،

__________________

٣ - كنز الفوائد ص ٥٩.

(١) حلوان: من مدن العراق في آخر حدود السواد مما يلي الجبال شرقي بغداد، من كبار مدن العراق، مشهورة بالرمان والتين، فتحها المسلمون سنة ١٩ ه. ( معجم البلدان ج ٢ ص ٢٩١ ).

(٢) لابتا الجبل: ناحيتاه أو طرفاه ( لسان العرب « لوب » ج ١ ص ٧٤٦ ).

٣٣٢

فأخبرته بالخبر، فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب، فجاء كتاب عمر يقول: الحق الرجل، فركب سعد وركبت معه حتى انتهينا إلى الجبل، فلم نترك كهفا ولا شعبا ولا واديا، الا التمسناه فلم نقدر عليه، وحضرت الصلاة، فلما فرغت من صلاتي ناديت: يا صاحب الصوت الحسن والوجه الجميل، قد سمعنا منك كلاما حسنا، فأخبرنا من أنت يرحمك الله؟ أقررت بالله تعالى ووحدانيته، قال: فاطلع رأسه من كهف الجبل، فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية، له هامة كأنه رحى، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقلت: وعليك السلام، من أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا ذريب بن ثملا، وصي العبد الصالح عيسى بن مريم، سأل لي ربه البقاء إلى نزوله من السماء، وقراري في هذا الجبل، وانا موصيكم: سددوا وقاربوا، إياكم وخصالا تظهر في أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فان ظهرت فالهرب الهرب، ليقم أحدكم على نار جهنم حتى تنطفئ منه، خير له من البقاء في ذلك الزمان.

قال معاوية بن فضلة: فقلت له: يرحمك الله، أخبرنا بهذه الخصال لنعرف ذهاب دنيانا واقبال آخرتنا، قال: نعم، إذا استغنى رجالكم برجالكم، ونساؤكم بنسائكم، وانتسبتم إلى غير مناسبكم، وتوليتم إلى غير مواليكم، ولم يرحم كبيركم صغيركم ولم يوقر صغيركم كبيركم، وكثر طعامكم فلم تروا الا غلاء أسعاركم، وصارت خلافتكم في صبيانكم، وركن علماؤكم إلى ولاتكم، فأحلوا الحرام، وحرموا الحلال، وافتوهم بما يشتهون، واتخذوا القرآن ألحانا ومزامير في أصواتهم، ومنعتم حقوق الله في أموالكم، ولعن آخر أمتكم أولها، وزوقتم المساجد، وطولتم المنائر(٣) ، وحليتم المصاحف بالذهب والفضة، وركب نساؤكم السروج، وصار مستشار أموركم نساؤكم وخصيانكم، وأطاع الرجل امرأته وعق والديه، وضرب الشاب والدته، وقطع كل ذي رحم رحمه، وبخلتم بما في أيديكم، وصارت أموالكم عند شراركم، وكنزتم الذهب

__________________

(٣) في نسخة: المنابر.

٣٣٣

والفضة، وشربتم الخمر، ولعبتم بالميسر، وضربتم بالكبر(٤) ، ومنعتم الزكاة ورأيتموها مغرما، والخيانة مغنما، وقتل البرئ لتغتاظ العامة بقتله، واختلست قلوبكم، فلم يقدر أحد منكم يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وقحط المطر فصار قيظا، والولد غيظا، واخذتم العطاء فصار في السفاط(٥) ، وكثر أولاد الخبيثة يعني الزنى وطففت المكيال، وكلب عليكم عدوكم(٦) ، وصرتم(٧) بالمذلة، وصرتم أشقياء، وقلت الصدقة، حتى يطوف الرجل من الحول إلى الحول ما يعطي عشرة دراهم، وكثر الفجور، وغارت العيون، فعندها نادوا فلا جواب(٨) يعني دعوا فلم يستجب لهم -

[١٤٢١٧] ٤ - أبو يعلى الجعفري في النزهة: قال: قال رسول الله صلى عليه وآله: « الذنوب تغير النعم، البغي يوجب الندم، القتل ينزل النقم، الظلم يهتك العصم، شرب الخمر يحبس الرزق، الزنى يعجل الفنا، قطيعة الرحم تحجب الدعاء، عقوق الوالدين يبتر العمر، ترك الصلاة يورث الذل ».

[١٤٢١٨] ٥ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام قال: « إذا ظهر الزنى في أمتي كثر موت الفجأة فيهم، وإذا طففت المكيال، اخذهم بالسنين والنقص من الأنفس والأموال والثمرات، وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركتها، وإذا جاروا في الاحكام انقطعت من بينهم عصمة الاسلام، وإذا نقضوا عهودهم سلط الله عليهم(١) وإذا قطعوا أرحامهم

__________________

(٤) الكبر: الطبل له وجه واحد وجمعه كبار ( مجمع البحرين كبر ٣: ٤٦٩ ).

(٥) السفط: حقيبة تحفظ فيها الأشياء الثمينة ( انظر لسان العرب ج ٧ ص ٣١٥ وفي المصدر: السقاط ).

(٦) في المصدر زيادة: وضربتم بالذلة.

(٧) في المصدر: وضربتم.

(٨) في المصدر زيادة: لهم.

٤ - نزهة الناظر ص ١٤.

٥ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

(١) هنا بياض في الطبعة الحجرية.

٣٣٤

جعلت الأموال في أيدي الأرذال منهم، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، ولي عليهم شرارهم، فيدعون فلا يستجاب لهم ».

[١٤٢١٩] ٦ - أبو محمد فضل بن شاذان في كتاب الغيبة: قال: حدثنا صفوان بن يحيى قال: حدثنا محمد بن حمران قال: قال الصادقعليه‌السلام : « القائم منا منصور بالرعب » إلى أن قال قيل: يا بن رسول الله متى يخرج قائمكم؟

قال: « إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادة الزور، وردت شهادة العدل، واستخف الناس بالدماء، وارتكاب الزنى، واكل الربا والرشاء، واستيلاء الأشرار على الأبرار ». الخبر.

[١٤٢٢٠] ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كيف بكم إذا فسق فتيانكم، وإذا طلعت نساؤكم!؟ » قيل: فان ذلك لكائن! قال: « نعم وأشد من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف!؟ » قالوا: وان ذلك لكائن! قال: « نعم، وأشد من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا!؟ ».

وسئل: متى لا يؤمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر؟ قال: « إذا كان الفسق في علمائكم، والعلم في رذالكم، والمداهنة في خياركم ».

٤٠ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الأمر والنهي)

[١٤٢٢١] ١ - تفسير الإمامعليه‌السلام : قال: « قال علي بن الحسينعليهما‌السلام : دخل على أمير المؤمنينعليه‌السلام رجلان من أصحابه، فوطأ أحدهما على حيّة فلسعته، ووقع على الآخر في طريقه من حائط عقرب فلدغته،

__________________

٦ - غيبة الفضل بن شاذان:

٧ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ٤٠

١ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٤٧.

٣٣٥

وسقطا جميعا فكأنما لما بهما يضرعان ويبكيان، فقيل لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال: دعوهما، فإنه لم يحن حينهما، ولم يتم محنتهما، فحملا إلى منزلهما فبقيا عليلين اليمين في عذاب شديد شهرين، ثم إن أمير المؤمنينعليه‌السلام بعث إليهما فحملا إليه، والناس يقولون: سيموتون على أيدي الحاملين لهما، فقالعليه‌السلام : كيف حالكما؟ قالا: نحن بألم عظيم وفي عذاب شديد، قال لهما: استغفرا الله من ذنب أتاكما(١) إلى هذا، وتعوذا بالله مما يحط أجركما ويعظم وزركما، قالا: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال عليعليه‌السلام : ما أصيب واحد منكما الا بذنبه، اما أنت يا فلان واقبل على أحدهما فتذكر يوم غمز على سلمان الفارسي فلان، وطعن عليه لموالاته لنا، فلم يمنعك من الرد والاستخفاف به، خوف على نفسك ولا على أهلك ولا على ولدك ومالك أكثر من انك استحييته، فلذلك أصابك، فان أردت أن يزيل الله ما بك، فاعتقد أن لا ترى مزرئا على ولي لنا، تقدر على نصرته بظهر الغيب الا نصرته، الا ان تخاف على نفسك وأهلك وولدك ومالك، وقال للآخر: فأنت أتدري لما أصابك ما أصابك؟ قال: لا، قال: أما تذكر حيث اقبل قنبر خادمي، وأنت بحضرة فلان العاتي، فقمت اجلالا له لاجلالك لي، فقال لك: أو تقوم لهذا بحضرتي؟ فقلت له: وما بالي لا أقوم، وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه فعليها يمشي، فلما قلت هذا له قام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه وتهددني، وألزمني الاغضاء على القذى، فلهذا سقطت عليك هذه الحية، فان أردت أن يعافيك الله من هذا، فاعتقد أن لا تفعل بنا ولا بأحد من موالينا، بحضرة أعادينا ما يخاف علينا وعليهم منه، اما ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان مع تفضيله لي، لم يكن يقوم لي عن مجلسه إذا حضرته، كما كان يفعله ببعض من لا يقيس معشار جزء من مائة ألف جزء من ايجابه لي، لأنه علم أن ذلك يحمل بعض أعداء الله على ما يغمه ويغمني ويغم المؤمنين، وقد كان يقوم لقوم لا يخاف على نفسه ولا عليهم، مثل ما خافه علي لو فعل ذلك بي ».

__________________

(١) في المصدر: أداكما.

٣٣٦

[١٤٢٢٢] ٢ - عوالي اللآلي: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « التقية معاملة الناس بما يعرفون، وترك ما ينكرون، حذرا من غوائلهم ».

[١٤٢٢٣] ٣ - محمد بن علي بن شهرآشوب في المناقب: عن الباقرعليه‌السلام ، أنه قال: « رجع عليعليه‌السلام إلى داره في وقت القيظ، فإذا امرأة قائمة تقول: ان زوجي ظلمني وأخافني وتعدى علي وحلف ليضربني، فقال: يا أمة الله، اصبري حتى يبرد النهار، ثم اذهب معك إن شاء الله، فقالت: يشتد غضبه وحرده علي، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول: لا والله، أو يؤخذ للمظلوم حقه غير متمتع(١) ، أين منزلك؟ فمضى إلى بابه فوقف(٢) فقال: السلام عليكم، فخرج شاب فقال عليعليه‌السلام : يا عبد الله اتق الله، فإنك قد أخفتها وأخرجتها، فقال الفتى: وما أنت وذاك، والله لأحرقنها لكلامك، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر، تستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف، قال: فأقبل الناس من الطرق ويقولون: سلام عليكم [ يا أمير المؤمنين ](٣) فسقط الرجل في يديه، فقال: يا أمير المؤمنين أقلني عثرتي، فوالله لأكون لها أرضا تطؤني، فأغمد عليعليه‌السلام سيفه وقال: يا أمة الله ادخلي منزلك، ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه ».

[١٤٢٢٤] ٤ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه: « ان علياعليه‌السلام مر على بهيمة وفحل يسفدها على وجه

__________________

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٣٢ ح ١٣٢.

٣ - المناقب ج ٢ ص ١٠٦.

(١) في الحديث: حتى يؤخذ للضعيف حقه غير متعتع، أي: من غير أن يصيبه اذى يقلقه ويزعجه ( لسان العرب ٨: ٣٥ ).

(٢) ليس في المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٤ - الجعفريات ص ٨٨.

٣٣٧

الطريق، فأعرض بوجهه، فقيل له: لم فعلت ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: انه لا ينبغي لهم أن يصنعوا ما صنعوا وهو من المنكر، ولكن ينبغي لهم ان يواروه حيث لا يراه رجل ولا امرأة ».

٣٣٨

أبواب فعل المعروف

١ -( باب استحبابه، وكراهة تركه)

[١٤٢٢٥] ١ - كتاب معاوية بن حكيم: عن بريد العجلي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول: « ان بقاء المسلمين وبقاء الاسلام، ان تصير الأموال عند من يعرف فيها الحق ويصنع فيها المعروف، وان من فناء المسلمين وفناء الاسلام، ان تصير الأموال عند من لا يعرف فيها الحق ولا يصنع فيها المعروف ».

[١٤٢٢٦] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: أول من يدخل الجنة المعروف وأهله ».

[١٤٢٢٧] ٣ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : البيت الذي يمتار منه المعروف، البركة أسرع إليه من الشفرة في سنام البعير، أو من السيل إلى منتهاه ».

[١٤٢٢٨] ٤ - أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد بن الأشعث قال: وحدثني الزبير محمد ابن خلف بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان قال: حدثني علي بن

__________________

أبواب فعل المعروف

الباب ١

١ - كتاب معاوية بن حكيم:

٢ - الجعفريات ص ١٥٢.

٣ - الجعفريات ص ١٥٣.

٤ - المصدر السابق ص ١٥٢.

٣٣٩

عبد الله بن الجبار قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن المزني، عن محمد بن عجلان، عن عجلان(١) ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لجماعة من أصحابه، أو في جماعة: « تدرون ما يقول الأسد في زئيره؟ » قال: فقلنا: الله ورسوله اعلم: قال: يقول: « اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف ».

[١٤٢٢٩] ٥ - وبالاسناد المتقدم: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، انه كان يقول: « إنما المعروف زرع من أنمى الزرع، وكنز من أفضل الكنوز، فلا يزهدنك في المعروف كفر من كفره ولا جحود من جحده، فإنه قد يشكرك(١) عليه من يسمع منك فيه، وقد تصيب من شكر الشاكر ما أضاع منه العبد الجاحد ».

[١٤٢٣٠] ٦ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه قال: « اعلم أن ما بأهل المعروف من الحاجة إلى اصطناعه، أكثر مما بأهل الرغبة إليهم فيه، وذلك أن لهم ثناءه وذكره واجره، واعلم أن كل مكرمة تأتيها أو صنيعة صنعتها إلى أحد من الخلق، فإنما أكرمت بها نفسك، وزينت بها عرضك، فلا تطلبن من غيرك شكر ما صنعت إلى نفسك ».

[١٤٢٣١] ٧ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : صنيع المعروف يدفع ميتة السوء ».

[١٤٢٣٢] ٨ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه قال: « لا

__________________

(١) في الحجرية: « العجلائي » وفي المصدر « العجلاني » وما أثبتناه هو الصواب ( راجع تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٣٤١ و ج ١٢ ص ٢٦٤ ).

٥ - الجعفريات ص ٢٣٥.

(١) في الحجرية: « يشركك » وما أثبتناه من المصدر.

٦ - المصدر السابق ص ٢٣٦.

٧ - المصدر السابق ص ١٨٨.

٨ - المصدر السابق ص ٢٣٣.

٣٤٠