الإعتقادات

الإعتقادات28%

الإعتقادات مؤلف:
المحقق: عصام عبد السيد
الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 128

الإعتقادات
  • البداية
  • السابق
  • 128 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 63567 / تحميل: 7728
الحجم الحجم الحجم
الإعتقادات

الإعتقادات

مؤلف:
الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

تعالى إليه: « أفتحب أن أحييهم لك ؟ ». قال: « نعم ». فأحياهم الله وبعثهم معه.

فهؤلاء ماتوا ورجعوا إلى الدنيا، ثمّ ماتوا بآجالهم.

وقال تعالى:( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (١) .

فهذا مات مائة سنة ورجع إلى الدنيا وبقي فيها، ثم مات بأجله، وهو عزير(٢) .

وقال تعالى في قصة المختارين من قوم موسى لميقات ربّه:( ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (٣) .

وذلك أنّهم لما سمعوا كلام الله، قالوا: لا نصدّق به(٤) حتى نرى الله جهرة، فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا، فقال موسىعليه‌السلام : « يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم ؟ ». فأحياهم الله له فرجعوا إلى الدنيا، فأكلوا وشربوا، ونكحوا النساء، وولد لهم الأولاد، ثمّ ماتوا بآجالهم.

وقال الله عزّوجلّ لعيسىعليه‌السلام :( وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ) (٥) .

فجميع الموتى الذين أحياهم عيسىعليه‌السلام بإذن الله رجعوا إلى الدنيا

__________________

(١) البقرة ٢: ٢٥٩.

(٢) في ر زيادة: وروي أنّه ارميا.

(٣) البقرة ٢: ٥٦.

(٤) أثبتناها من م.

(٥) المائدة ٥: ١١٠.

٦١

وبقوا فيها، ثمّ ماتوا بآجالهم.

وأصحاب الكهف( لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ) (١) .

ثمّ بعثهم الله فرجعوا إلى الدنيا ليتساءلوا بينهم، وقصّتهم معروفة.

فإن قال قائل: إنّ الله عزّوجلّ قال:( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ) (٢) .

قيل له: فإنّهم كانوا موتى، وقد قال الله تعالى:( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَـٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) (٣) . وإن قالوا كذلك فإنّهم كانوا موتى. ومثل هذا كثير.

وقد صحّ أنّ الرجعة كانت في الأُمم السالفة، وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يكون في هذه الأمة مثل ما يكون في الأُمم السالفة، حذوا النعل بالنعل، والقذة بالقذة  »(٤) .

فيجب على هذا الأصل أن تكون في هذه الأُمّة رجعة.

وقد نقل مخالفونا أنه إذا خرج المهدي نزل عيسى بن مريم فيصلّي خلفه، ونزوله إلى الأرض رجوعه إلى الدنيا بعد موته(٥) لأن الله تعالى قال:( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) (٦) .

وقال:( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) (٧) .

وقال تعالى:( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا ) (٨) .

__________________

(١) الكهف ١٨: ٢٥.

(٢) الكهف ١٨: ١٨.

(٣) يس ٣٦: ٥٢.

(٤) رواه مرسلاً المصنّف في كتاب الفقيه ١: ١٣٠ باب فرض الصلاة ح ٦٠٩.

(٥) في م: الموت.

(٦) آل عمران ٣: ٥٥.

(٧) الكهف ١٨: ٤٧.

(٨) النمل ٢٧: ٨٣.

٦٢

فاليوم الذي يحشر فيه الجميع(١) غير اليوم الذي يحشر فيه فوج.

وقال تعالى:( وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّـهُ مَن يَمُوتُ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) (٢) يعني في الرجعة، وذلك أنّه يقول تعالى(٣) :( لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ) (٤) والتبيين يكون في الدنيا لا في الآخرة.

وسأُجرّد في الرجعة كتاباً أُبيّن فيه كيفيتها والدلالة على صحّة كونها إن شاء الله.

والقول بالتناسخ باطل(٥) ومن دان بالتناسخ فهو كافر، لأنّ في التناسخ إبطال الجنّة والنار.

__________________

(١) في ق، س: الجمع.

(٢) النحل ١٦: ٣٨.

(٣) في ج، وهامش ر زيادة: بعد ذلك.

(٤) النحل ١٦: ٣٩.

(٥) العبارة في م: ونقول في التناسخ باطل.

٦٣

[١٩]

باب الإعتقاد في البعث بعد الموت

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في البعث بعد الموت أنّه حق.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا بني عبد المطلب، إنّ الرائد لا يكذب أهله. والذي بعثني بالحق نبيّاً، لتموتن كما تنامون، ولتبعثنّ كما تستيقظون، وما بعد الموت دار إلا جنّة أو نار ».

وخلق جميع الخلق وبعثهم على الله عزّوجلّ كخلق نفس واحدةٍ وبعثها(١) ، قال تعالى:( مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) (٢) .

__________________

(١) ليست في م. والعبارة في ر: كخلق واحد وبعث نفس واحدة.

(٢) لقمان ٣١: ٢٨.

٦٤

[٢٠]

باب الإعتقاد في الحوض

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الحوض أنّه حق، وأنّ عرضه ما بين أيلة وصنعاء، وهو حوض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنّ فيه من الأباريق عدد نجوم السماء(١) وأنّ الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، يسقي منه أولياءهُ، ويذود عنه أعداءه، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليختلجنّ قوم من أصحابي دوني وأنا على الحوض، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأُنادي: يا ربّ، أصحابي. فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك »(٢) .

__________________

(١) في م: النجوم.

(٢) روى نحوه المصنّف في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٨٧ باب ما ذكر ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من العلل ح ٣٣. وفي ر زيادة: « فأقول: سحقاً، سحقاً، لمن بدّل بعدي ». وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ليردنّ عليّ الحوض رجال ممّن صحبني، حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ رؤوسهم اختلجوا، فأقولن: أي ربّ، أصحابي، أصحابي. فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ».

٦٥

[٢١]

باب الإعتقاد في الشفاعة

قال الشيخرحمه‌الله : اعتقادنا في الشفاعة أنّها لمن ارتضى الله دينه من أهل الكبائر والصغائر، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي »(١) .

وقالعليه‌السلام : « لا شفيع أنجح من التوبة »(٢) .

والشفاعة للأنبياء والأوصياء والمؤمنين والملائكة.

وفي المؤمنين من يشفع في مثل ربيعة ومضر، وأقل المؤمنين(٣) شفاعة من يشفع لثلاثين إنساناً.

والشفاعة لا تكون لأهل الشك والشرك، ولا هل الكفر والجحود، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد.

__________________

(١) رواه المصنّف مسنداً في أماليه: ١٦ المجلس الثاني ح ٤، وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ١٣٦ ح ٣٥.

(٢) رواه المصنّف في كتاب الفقيه ٣: ٣٧٦ باب معرفة الكبائر ح ١٧٧٩.

(٣) في ر زيادة: المحقّين.

٦٦

[٢٢]

باب الإعتقاد في الوعد والوعيد

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الوعد والوعيد أنّ من وعده الله على عمل ثواباً فهو منجزه له، ومن أوعده(١) على عمل عقاباً فهو فيه بالخيار، فإن عذّبه فبعدله، وإن عفا عنه فبفضله(٢) ، وما الله بظلّام للعبيد.

وقد قال تعالى:( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) (٣) .

__________________

(١) في ر زيادة: الله.

(٢) العبارة في ر: وإن عفا فهو بفضله وكرمه.

(٣) النساء ٤: ٤٨.

٦٧

[٢٣]

باب الإعتقاد فيما يكتب على العبد

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّه ما من عبد إلا وله(١) ملكان موكلان به يكتبان عليه(٢) جميع أعماله.

ومن همّ بحسنة ولم يعملها كتب له حسنة، فإن عملها كتب له عشر حسنات، وإن همّ بسيّئة لم تكتب عليه(٣) حتى يعملها، فإن عملها(٤) كتب عليه سيئّة واحدة.

والملكان يكتبان على العبد كل شيء حتى النفخ في الرماد(٥) .

قال تعالى:( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) (٦) .

ومرّ أمير المؤمنين عليعليه‌السلام برجل وهو يتكلّم بفضول الكلام، فقال:

« يا هذا، إنّك تملي على ملكيك كتاباً إلى ربّك، فتكلّم بما يعنيك، ودع ما لا

__________________

(١) له، ليست في ق، س.

(٢) أثبتناها من م.

(٣) أثبتناها من م.

(٤) في ج زيادة: أجّل سبع ساعات، فإن تاب قبلها لم تكتب عليه، وإن لم يتب.

(٥) في م: الرمال.

(٦) الانفطار ٨٢: ١٠ ـ ١٢.

٦٨

يعنيك »(١) .

وقالعليه‌السلام : « لا يزال الرجل المسلم يكتب محسناً ما دام ساكتاً، فإذا تكلّم كتب إمّا محسناً أو مسيئاً »(٢) .

وموضع الملكين من ابن آدم الترقوتان(٣) . صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات. وملكا النهار يكتبان عمل العبد بالنهار، وملكا الليل يكتبان عمل الليل.

[٢٤]

باب الإعتقاد في العدل

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا أنّ الله تبارك وتعالى أمرنا بالعدل، وعاملنا بما هو فوقه، وهو التفضّل، وذلك أنه عزّوجلّ يقول:( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) (٤) .

والعدل(٥) هو أن يثيب على الحسنة، ويعاقب على السيّئة.

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يدخل الجنّة رجل(٦) برحمة الله عزّوجلّ ».

__________________

(١) رواه مسنداً المصنّف في الأمالي: ٣٦ المجلس التاسع ح ٤.

(٢) رواه مسنداً المصنّف في ثواب الأعمال: ٢١٢ باب ثواب الصمت ح ٣، والخصال: ١٥ باب الواحد ح ٥٣.

(٣) في ق، س: النمرقان، وفي بحار الأنوار ٥: ٣٢٧: الشدقان.

(٤) الأنعام ٦: ١٦٠.

(٥) من هنا إلى نهاية الباب ليس في ق، س. والعبارة في ر، ج: والعدل هو أن يثيب على الحسنة الحسنة، ويعاقب على السيئة السيئة.

(٦) في ر، ج زيادة: « بعمله ».

٦٩

[٢٥]

باب الإعتقاد في الأعراف

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأعراف أنّه سور بين الجنّة والنار، عليه رجال يعرفون كلاً بسيماهم(١) والرجال هم النبيّ وأوصياؤهعليهم‌السلام لا يدخل الجنّة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.

وعند الأعراف المرجون لأمر الله، إمّا يعذّبهم، وإمّا يتوب عليهم.

[٢٦]

باب الإعتقاد في الصراط

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الصراط أنّه حق، وأنّه جسر جهنّم، وأنّ عليه ممرّ جميع الخلق.

قال تعالى:( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ) (٢) .

والصراط في وجه آخر اسم حجج الله، فمن عرفهم في الدنيا وأطاعهم أعطاه الله جوازاً على الصراط الذي هو جسر جهنّم يوم القيامة(٣) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: « يا علي إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط، فلا يجوز على الصراط إلا من كانت معه براءة بولايتك »(٤) .

__________________

(١) إشارة إلى الآية ٤٦ من سورة الأعراف.

(٢) مريم ١٩: ٧١.

(٣) في م، ر زيادة: ويوم / يوم الحسرة والندامة.

(٤) وفي م: بولايتكم وفي المطبوعة: براة.

٧٠

[٢٧]

باب الإعتقاد في العقبات التي على طريق المحشر

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّ هذه العقبات أسم كل عقبة منها على حدة اسم فرض(١) ، أو أمر، أو نهي.

فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة اسمها فرض، وكان قد قصّر في ذلك الفرض، حبس عندها وطولب بحق الله فيها.

فإن خرج منه بعمل صالح قدّمه(٢) أو برحمة تداركه، نجا منها إلى عقبة أخرى. فلا يزال يدفع من عقبة إلى عقبة، ويحبس عند كل عقبة، فيسأل عمّا قصّر فيه من معنى اسمها.

فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء، فحيي حياة لا موت فيها أبداً، وسعد سعادة لا شقاوة معها أبداً، وسكن(٣) جوار الله مع أنبيائه وحججه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده.

__________________

(١) العبارة في م: وأمّا العقبات التي على طريق المحشر فاسمها على حدة اسم فرض وفي هامشها: اعتقادنا في ذلك أن هذه العقبات اسم كل عقبة منها اسم فرض ومتن ق، س كهامش م بزيادة: اسمها، بعد: اسم كل عقبة منها. بينما أثبتت عبارة: فاسمها على حدة، بعد عنوان الباب. وما أثبتناه من ر.

(٢) في ر: قد عمله.

(٣) في ر: ويسكن في.

٧١

وإن حبس على عقبة فطولب بحق قصر فيه، فلم ينجه عمل صالح قدّمه، ولا أدركته من الله عزّوجلّ رحمة، زلت قدمه عن العقبة فهوى في(١) جهنم نعوذ بالله منها.

وهذه العقبات كلها على الصراط.

اسم عقبة منها: الولاية، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعدهعليهم‌السلام فمن أتى بها نجا وجاز(٢) ، ومن لم يأت بها بقي فهوى(٣) ، وذلك قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (٤) .

واسم عقبة منها: المرصاد، وذلك قوله تعالى(٥) :( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) (٦) .

ويقول تعالى:( وعزّتي وجلالي لا يجوز بي ظلم ظالم) .

واسم عقبة منها: الرحم.

واسم عقبة منها: الأمانة.

واسم عقبة منها: الصلاة.

وباسم كل فرض أو أمر أو نهي عقبة يحبس عندها العبد فيسأل.

__________________

(١) في ر ج زيادة: نار.

(٢) في م، ق: جاوز.

(٣) في م، س: فبقي يهوي.

(٤) الصافّات ٣٧: ٢٤.

(٥) في ق، س: وهو قول الله عزوجل.

(٦) الفجر ٨٩: ١٤.

٧٢

[٢٨]

باب الإعتقاد في الحساب والميزان(١)

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا فيهما أنّهما حق(٢) .

منه ما يتولّاه الله تعالى، ومنه ما يتولّاه حججه. فحساب الأنبياء والرسل(٣) والأئمّةعليهم‌السلام يتولّاه الله عزّوجلّ، ويتولّى كل نبيّ حساب أوصيائه، ويتولّى الأوصياء حساب الأُمم.

والله تعالى هو الشهيد على الأنبياء والرسل، وهم الشهداء على الأوصياء، والأئمّة شهداء على الناس(٤) .

وذلك قوله عزّوجلّ:( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) (٥) .

وقوله عزّوجلّ:( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ) (٦) .

__________________

(١) في ق، وهوامش النسخ: الموازين.

(٢) العبارة في ق، وهامش ر: اعتقادنا في الحساب أنّه حق.

(٣) ليست في ق، س وفي م غير واضحة.

(٤) العبارة في م: وهم الشهداء على الأُمم.

(٥) البقرة ٢: ١٤٣.

(٦) النساء ٤: ٤١.

٧٣

وقال عزّوجلّ:( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) (١) .

والشاهد أمير المؤمنين.

وقال عزّوجلّ:( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم ) (٢) .

وسئل الصادقعليه‌السلام : عن قول الله:( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ) قال: « الموازين الأنبياء والأوصياء »(٣) .

ومن الخلق من يدخل الجنّة بغير حساب.

فأمّا السؤال فهو واقع على جميع الخلق، لقوله تعالى:( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) (٤) يعني عن الدين.

وأمّا الذنب(٥) فلا يسأل عنه(٦) إلا من يحاسب.

قال تعالى:( فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ ) (٧) يعني من شيعة النبيّ والأئمّةعليهم‌السلام (٨) دون غيرهم، كما ورد في التفسير(٩) .

وكل محاسب معذّب ولو بطول الوقوف.

ولا ينجو من النار، ولا يدخل الجنّة أحد بعمله(١٠) ، إلا برحمة الله

__________________

(١) هود ١١: ١٧.

(٢) الغاشية ٨٨: ٢٥، ٢٦.

(٣) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار: ٣١: باب معنى الموازين ح ١. والآية الكريمة في سورة الأنبياء ٢١: ٤٧.

(٤) الأعراف ٧: ٦.

(٥) في بحار الأنوار ٧: ٢٥١: وأمّا غير الدين.

(٦) أثبتناها من م.

(٧) الرحمن ٥٥: ٣٩.

(٨) في ر زيادة: خاصّة.

(٩) رواه مسنداً المصنّف في فضائل الشيعة: ٧٦ ح ٤٣.

(١٠) في م، س: بعلمه.

٧٤

تعالى(١) .

والله تعالى يخاطب عباده من الأوّلين والآخرين بمجمل حساب عملهم مخاطبة واحدة، يسمع منها كل واحد قضيته دون غيرها، ويظن أنّه المخاطب دون غيره، ولا تشغله تعالى مخاطبة عن مخاطبة، ويفرغ من حساب الأوّلين والآخرين في مقدار(٢) ساعة من ساعات الدنيا.

ويخرج الله لكل إنسان كتابا يلقاه منشوراً، ينطق عليه بجميع أعماله، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها(٣) فيجعله الله حسيب نفسه(٤) والحاكم عليها، بأن يقال له:( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) (٥) .

ويختم الله تبارك وتعالى على أفواههم(٦) ، وتشهد أيديهم وأرجلهم وجميع جوارحهم بما كانوا يعملون(٧) ،( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّـهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ) (٨) .

وساُجرد كيفيّة وقوع الحساب في كتاب حقيقة المعاد.

__________________

(١) العبارة في ق: ولا يدخل الجنّة أحداً إلا بعمله وإلا برحمة الله تعالى.

(٢) في هامش م، ر زيادة: نصف.

(٣) في الفقرة هذه إشارة إلى الآية ١٣ من سورة الإسراء، والآية ٤٩ من سورة الكهف.

(٤) العبارة في م: فيجعل الله له محاسب نفسه، وفي البحار ٧: ٢٥١ و س: فيجعله الله حاسب نفسه.

(٥) الاسراء ١٧: ١٤.

(٦) في هامش ر: أفواه قوم.

(٧) في النسخ يكتمون، وما أثبتناه من هامش م، ر، وبلحاظ الآية ٦٥ من سورة يس، والآية ٢٠ من سورة فصّلت.

(٨) فصّلت ٤١: ٢١، ٢٢.

٧٥

[٢٩]

باب الإعتقاد في الجنّة والنار

قال الشيخ أبو جعفررحمه‌الله : اعتقادنا في الجنّة أنّها دار البقاء ودار السلامة(١) . لا موت فيها، ولا هرم، ولا سقم ولا مرض، ولا آفة، ولا زوال(٢) ، ولا زمانة، ولا غمّ، ولا همّ، ولا حاجة، ولا فقر.

وأنّها دار الغنى، والسعادة، ودار المقامة والكرامة، ولا يمس أهلها فيها نصب، ولا يمسّهم فيها لغوب(٣) لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون(٤) .

وأنّها دار أهلها جيران الله، وأولياؤه، وأحباؤه، وأهل كرامته. وهم أنواع(٥) مراتب:

منهم المتنعّمون بتقديس الله وتسبيحه وتكبيره في جملة ملائكته.

__________________

(١) في س: والسلامة، وفي هامش ر: دار السلام.

(٢) ليست في ق، س.

(٣) في م، س: لغوب. والعبارة إشارة إلى الآية ٣٥ من سورة فاطر.

(٤) إشارة إلى الآية ٧١ من سورة الزخرف.

(٥) في م زيادة: على والعبارة في ر قد تقرأ: وهم على مراتب.

٧٦

ومنهم المتنعّمون بأنواع المآكل والمشارب والفواكه والأرائك والحور العين، واستخدام الولدان المخلدين، والجلوس على النمارق والزرابي، ولباس السندس والحرير.

كل منهم إنّما يتلذّذ بما يشتهي ويريد(١) على حسب ما تعلّقت عليه(٢) همّته، ويعطى ما عبد(٣) الله من أجله.

وقال الصادقعليه‌السلام : « إنّ الناس يعبدون الله تعالى على ثلاثة أصناف: صنف منهم يعبدونه رجاء ثوابه، فتلك عبادة الحرصاء. وصنف منهم يعبدونه خوفا من ناره، فتلك عبادة العبيد. وصنف منهم يعبدونه حبّاً له، فتلك عبادة الكرام »(٤) .

واعتقادنا في النار أنّها دار الهوان، ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان، ولا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك. وأمّا المذنبون من أهل التوحيد، فإنّهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم، والشفاعة التي تنالهم.

وروي أنّه لا يصيب أحداً من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها، وإنّما تصيبهم الآلام عند الخروج منها، فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم، وما

__________________

(١) في ق: ويزيد.

(٢) في ر: به.

(٣) أثبتناها من م، وفي النسخ: عند.

(٤) رواه مسنداً المصنّف في أماليه: ٤١ المجلس العاشر ح ٤، والخصال ١: ١٨٨ باب الثلاثة ح ٢٥٩. وفي م، ر: « ويعبدونه شوقاً إلى جنّته ورجاء ثوابه ». والحرصاء أثبتناها من ق، وفي س: الخدام، وفي م، ر: الخدام الحرصاء. وتمام الحديث في ج، وهامش ر، والمصدرين، هو: « وهو الآمن / وهم الأمناء، لقوله عزّوجلّ:( وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) ». ( النمل ٢٧: الآية ٨٩ ).

٧٧

الله بظلام للعبيد.

وأهل النار هم المساكين(١) حقّاً،( لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ) (٢) و( لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ) (٣) وإن استطعموا أطعموا من الزقوم، وإن استغاثوا( يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) (٤) .

وينادون من مكان بعيد(٥) :( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا ) (٦) ،( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ) (٧) فيمسك الجواب عنهم أحيانا، ثم قيل لهم:( اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ) (٨) ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ) (٩) .

ورُوي(١٠) « أنّه يأمر الله تعالى برجال إلى النار، فيقول لمالك: قل للنار لا تحرقي لهم أقداماً، فقد كانوا يمشون بها إلى المساجد. ولا تحرقي لهم أيدياً، فقد كانوا يرفعونها إليّ بالدعاء. ولا تحرقي لهم ألسنة، فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن. ولا تحرقي لهم وجوها، فقد كانوا يسبغون الوضوء. فيقول مالك: يا أشقياء، فما كان حالكم ؟ فيقولون: كنا نعمل لغير الله، فقيل لهم: خذوا ثوابكم ممن عملتم

__________________

(١) في هامش ر: المشركون.

(٢) فاطر ٣٥: ٣٦.

(٣) النبأ ٧٨: ٢٤، ٢٥.

(٤) الكهف ١٨: ٢٩.

(٥) العبارة في ر: وينادون من كل مكان بعيد ويقولون.

(٦) فاطر ٣٥: ٣٧. والاستشهاد بهذه الآية الكريمة أثبتناه من.

(٧) (٨) المؤمنون ٢٣: ١٠٧، ١٠٨.

(٩) الزخرف ٤٣: ٧٧.

(١٠) في ر زيادة: بالأسانيد الصحيحة.

٧٨

له »(١) .

واعتقادنا في الجنّة والنار أنّهما مخلوقتان، وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد دخل الجنّة، ورأى النار حين عرج به.

واعتقادنا أنّه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنّة أو من النار، وأن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى ترفع له الدنيا كأحسن ما رآها ويرى(٢) ، مكانه في الآخرة، ثم يخيّر فيختار الآخرة، فحينئذ تقبض روحه.

وفي العادة أن يقال(٣) : فلان يجود بنفسه، ولا يجود الإنسان بشيء إلا عن طيبة نفس، غير مقهور، ولا مجبور، ولا مكروه(٤) .

وأمّا جنّة آدم، فهي جنّة من جنان الدنيا، تطلع الشمس فيها وتغيب، وليست بجنّة الخلد، ولو كانت جنّة الخلد ما خرج منها أبداً.

واعتقادنا أنّ بالثواب يخلد أهل الجنّة في الجنّة(٥) وبالعقاب يخلد أهل النار في النار(٦) .

وما من أحد يدخل الجنّة حتى يعرض عليه مكانه من النار، فيقال له: هذا مكانك الذي لو عصيت الله لكنت فيه. وما من أحد يدخل النار حتى يعرض عليه مكانه من الجنّة، فيقال له: هذا مكانك الذي لو أطعت الله لكنت فيه.

__________________

(١) رواه مسنداً المصنّف في ثواب الأعمال: ٢٦٦ باب عقاب من عمل لغير الله، وعلل الشرائع: ٤٦٥ باب النوادر ح ١٨. وفي ق، س: « لتأخذوا ثوابكم ».

(٢) أثبتناها من م، ج. وفي النسخ: ويرفع.

(٣) في ق، س: نقول، وفي ر، ج: يقول الناس.

(٤) في ر وبحار الأنوار ٨: ٢٠٠: مكره.

(٥) في ر: بالجنّة، بدلاً عن: في الجنّة.

(٦) في ر: بالنار، بدلاً عن: في النار.

٧٩

فيورث هؤلاء مكان هؤلاء، وهؤلاء مكان هؤلاء(١) وذلك قوله تعالى:( أُولَـٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (٢) .

وأقل المؤمنين منزلة في الجنّة من له مثل(٣) ملك الدنيا عشر مرّات(٤) .

__________________

(١) وهؤلاء مكان هؤلاء، أثبتناها من م. وراجع تفسير القمي ٢: ٨٩.

(٢) المؤمنون ٢٣: ١٠، ١١.

(٣) في م: فيها، وفي ر قد تقرأ: فيها مثل.

(٤) في ر زيادة نصّها:

واعتقادنا أنّه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى ويعلم ويتيقّن أي المنزلتين يصير إليهما، إلى الجنّة أم إلى النار، أعدو الله أم وليّ الله.

فإن كان ولياً لله، فتحت له أبواب الجنّة، وشرعت له طرقها، وكشف الله عن بصره عند خروج روحه من جسده ما أعد الله له فيها، قد فرغ من كل شغل، ووضع عنه كل ثقل.

وإن كان عدوا لله، فتحت له أبواب النار، وشرعت طرقها، وكشف الله عزّوجلّ عن بصره ما أعد الله له فيها، فاستقبل كل مكروه، وترك كل سرور.

وكل هذا يكون عند الموت، وعندكم يكون بيقين [ كذا، ولعلها: يقين ] وتصديق هذا في كتاب الله عزّوجلّ على لسان نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( النحل ١٦: ٣٢ ).

ويقول( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) ( النحل ١٦: ٢٨، ٢٩ ).

٨٠

[٣٠]

باب الإعتقاد في كيفيّة نزول الوحي من عند الله بالكتب

في الأمر والنهي

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أن بين عيني إسرافيل لوحاً، فإذا أراد الله تعالى أن يتكلّم بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل، فينظر(١) فيه فيقرأ ما فيه، فيلقيه إلى ميكائيل، ويلقيه ميكائيل إلى جبرائيل، فيلقيه جبرئيل إلى الأنبياء.

وأمّا الغشوة التي كانت تأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنها كانت تكون عند مخاطبة الله إيّاه حتى يثقل ويعرق(٢) .

وأمّا جبرئيل فإنّه كان لا يدخل عليه حتى يستأذنه إكراماً له، وكان يقعد بين يديه قعدة العبد(٣) .

__________________

(١) في ق، س: فنظر.

(٢) في م، ق، س: حتى ينقل ويعرف.

(٣) في ر: العبيد.

٨١

[٣١]

باب الإعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر(١)

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّ القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلى البيت المعمور(٢) ثمّ نزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة(٣) وأنّ الله عزّوجلّ أعطى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله العلم جملة(٤) .

وقال له:( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) (٥) .

وقال تعالى:( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) (٦) .

__________________

(١) الباب بأكمله ليس في ق، س، إذ عُنون الفصل بهذا العنوان، ولكنّه تضمن ما يأتي في باب الإعتقاد في القرآن.

(٢) العبارة في م: في ليلة واحدة إلى البيت المعمور.

(٣) عبارة: ثم أنزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة، أثبتناها من ج وتصحيح الإعتقاد للشيخ المفيد: ١٠٢، وبحار الأنوار ١٨: ٢٥٠. وراجع أصول الكافي ٢: ٤٦٠ باب النوادر ح ٦. وبدلها في م: ثم فرق في مدة أربعة وعشرين سنة، وكذا في متن ر، ولكن كتب في هامشها ـ بشكل يصعب قراءته ـ ما أثبتناه في المتن.

(٤) في بحار الأنوار زيادة: واحدة.

(٥) طه ٢٠: ١١٤.

(٦) القيامة ٧٥: ١٦ ـ ١٩.

٨٢

[٣٢]

باب الإعتقاد في القرآن

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في القرآن أنّه كلام الله، ووحيه، وتنزيله، وقوله، وكتابه.

وأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه(١) .

وأنّه القصص الحق(٢) . وأنّه قول فصل، وما هو بالهزل(٣) .

وأنّ الله تعالى محدثه، ومنزله، وحافظه، وربّه(٤) .

__________________

(١) في ج، ر زيادة: تنزيل من حكيم عليم. العبارة إشارة إلى الآية ٤٢ من سورة فصّلت.

(٢) إشارة إلى الآية ٦٢ من سورة آل عمران.

(٣) إشارة إلى الآية ١٣ من سورة الطارق.

(٤) في ج، ر زيادة: والمتكلم به.

٨٣

[٣٣]

باب الإعتقاد في مبلغ القرآن

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة.

وعندنا أنّ الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة(١) .

ومن نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب.

وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن، وثواب من ختم القرآن كلّه(٢) ، وجواز قراءة سورتين في ركعة نافلة، والنهي عن القران بين سورتين في ركعة فريضة، تصديق لما قلناه في أمر القرآن وأن مبلغه ما في أيدي الناس.

وكذلك ما روي من النهي عن قراءة القرآن كلّه في ليلة واحدة، وأنه لا يجوز أن يختم في أقل من ثلاثة أيام، تصديق لما قلناه أيضاً(٣) .

بل نقول: إنه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن، ما لو جمع إلى القرآن لكان

__________________

(١) في ر زيادة: والأنفال والتوبة سورة واحدة.

(٢) راجع: ثواب الأعمال: ١٢٥ ـ ١٥٧.

(٣) راجع: عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٨١، والكافي ٢: ٤٥١ باب في كم يقرأ القرآن ويختم.

٨٤

مبلغه مقدار سبعة عشر ألف آية.

وذلك مثل قول جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الله تعالى يقول لك: يا محمد، دار خلقي »(١) .

ومثل قوله: « اتّق شحناء الناس وعداوتهم »(٢) .

ومثل قوله: « عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه. وشرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفّ الأذى عن الناس »(٣) .

ومثل قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أدرد وأحفر(٤) ، وما زال يوصيني بالجار حتّى ظننت أنه سيورّثه، وما زال يوصيني بالمرأة حتّى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلاً يعتق به »(٥) .

ومثل قول جبرئيلعليه‌السلام للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حين فرغ من غزوة الخندق: « يا محمد إن الله يأمرك أن لا تصلي العصر إلا ببني قريظة ».

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض »(٦) .

__________________

(١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٩٥ باب المداراة ح ٢. وفي ج، وهامش م زيادة مثلما اُداري.

(٢) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٢٢٨ باب المراء والخصومة ح ٩. والحديث بتمامه أثبتناه من ج، ر.

(٣) رواه مسنداً المصنّف في أماليه: ١٩٤ المجلس الحادي والأربعين ح ٥، والخصال: ٧ باب الواحد ح ٢٠ باختلاف يسير.

(٤) في بعض النسخ: ( حتّى ظننت أنه فريضة ) مكان ( حتى خفت ).

(٥) روى نحوه مسنداً المصنّف في أماليه: ٣٤٩، المجلس السادس والستين ح ١.

(٦) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٩٦ باب المداراة ح ٤.

٨٥

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّا معاشر الأنبياء اُمرنا أن لا نكلّم الناس إلا بمقدار عقولهم »(١) .

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ جبرئيل أتاني من قبل ربّي بأمر قرت به عيني، وفرح به صدري وقلبي، يقول: إنّ عليّاً أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين ».

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نزل عليّ جبرئيل فقال: يا محمد إنّ الله تعالى قد زوّج فاطمة عليّاً من فوق عرشه، وأشهد على ذلك خيار ملائكته، فزوّجها منه في الأرض، وأشهد على ذلك خيار أمّتك ».

ومثل هذا(٢) كثير، كلّه وحي ليس بقرآن، ولو كان قرآنا لكان مقرونا به، وموصلاً إليه غير مفصول عنه(٣) كما كان أمير المؤمنينعليه‌السلام جمعه، فلمّا جاءهم به قال: « هذا كتاب ربّكم كما أُنزل على نبيّكم، لم يزد فيه حرف، ولم ينقص منه حرف ».

فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول:( فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) (٤) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « القرآن واحد، نزل من عند واحد على واحد، وإنّما الاختلاف من جهة الرواة »(٥) .

__________________

(١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ١: ١٨ كتاب العقل والجهل ح ١٨، والمصنّف في أماليه: ٣٤١، المجلس الخامس والستين ح ٦، باختلاف يسير في اللفظ.

(٢) في م: ذلك.

(٣) في م، ق، س: منه.

(٤) آل عمران ٣: ١٨٧.

(٥) رواه الكليني في الكافي ٢: ٤٦١ باب النوادر ح ١٢ باختلاف يسير. وصيغة الحديث في ر: « أنزل من واحد على واحد، وإنّما الاختلاف وقع من جهة الرواية ».

٨٦

وكلّ ما كان في القرآن مثل قوله:( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (١) ومثل قوله تعالى:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (٢) ومثل قوله تعالى:( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) (٣) وما أشبه ذلك، فاعتقدنا فيه أنّه نزل على(٤) إيّاك أعني واسمعي يا جارة.

وكلّ ما كان في القرآن « أو » فصاحبه فيه بالخيار.

وكلّ ما كان في القرآن:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فهو في التوراة: يا أيّها المساكين.

وما من آية أولها:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا ابن أبي طالب قائدها، وأميرها، وشريفها، وأوّلها.

وما من آية تسوق(٥) إلى الجنّة إلا وهي في النبي والأئمّةعليهم‌السلام ، وفي أشياعهم وأتباعهم.

وما من آية تسوق(٦) إلى النار إلا وهي في أعدائهم والمخالفين لهم.

وإن كانت الآيات(٧) في ذكر الأوّلين فإنّ كل ما كان فيها(٨) من خير فهو

__________________

(١) الزمر ٣٩: ٦٥.

(٢) الفتح ٤٨: ٢.

(٣) الاسراء ١٧: ٧٤، ٧٥.

(٤) ليست في م، ق.

(٥) في بعض النسخ: تشوّق.

(٦) في بعض النسخ: تخوّف من.

(٧) في م: الآية.

(٨) العبارة في م، ر: فإن / فما كان فيها.

٨٧

جار في أهل الخير(١) وما كان فيها من شرٍّ فهو جار في أهل الشر(٢) .

وليس في الأنبياء خير من النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا في الأوصياء أفضل من أوصيائه، ولا في الاُمم أفضل من هذه الاُمة الذين هم شيعة أهل بيته في الحقيقة دون غيرهم، ولا في الأشرار شرّ من أعدائهم والمخالفين لهم(٣) .

__________________

(١) في ر: الجنة.

(٢) في ر: النار.

(٣) العبارة في ر: والمخالفين من سائر الناس في الاُمة.

٨٨

[٣٤]

باب الإعتقاد في الأنبياء والرسل والحجج(١) عليهم‌السلام

قال الشيخرحمه‌الله : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والحجج صلوات الله عليهم أنّهم أفضل من الملائكة.

وقول الملائكة لله عزّوجلّ لما قال لهم:( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) (٢) هو التمنّي فيها لمنزلة آدمعليه‌السلام ، ولم يتمنّوا إلا منزلة فوق منزلتهم، والعلم يوجب فضله(٣) .

قال الله تعالى:( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) (٤) .

فهذا كله يوجب تفضيل آدم على الملائكة، وهو نبي لهم، بقول الله تعالى:

__________________

(١) ليست في ق، س.

(٢) البقرة ٢: ٣٠ وفي ر وهامش م أكملت الآية بقوله تعالى:( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) .

(٣) في ج وهامش م: الفضيلة.

(٤) البقرة ٢: ٣١ ـ ٣٣.

٨٩

( أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ ) .

ولما ثبت(١) تفضيل آدم على الملائكة(٢) أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، لقوله تعالى:( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ) (٣) .

ولم يأمرهم الله بالسجود إلا لمن هو أفضل منهم، وكان سجودهم لله تعالى عبودية وطاعة لآدم(٤) إكراماً لما أودع الله صلبه من(٥) النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ومن جميع الملائكة المقرّبين، ومن حملة العرش وأنا خير البريّة، وأنا سيّد ولد آدم »(٦) .

وأمّا قوله تعالى:( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّـهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ) (٧) فليس ذلك بموجب لتفضيلهم على عيسى. وإنّما قال تعالى ذلك، لأنّ الناس منهم من كان يعتقد الربوبية لعيسى ويتعبّد له وهم صنف من النصارى، ومنهم من عبد الملائكة وهم الصابئون وغيرهم، فقال الله عزّوجلّ لن يستنكف المسيح والمعبودون دوني أن يكونا عباداً لي.

والملائكة روحانيون، معصومون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما

__________________

(١) في بعض النسخ: وممّا يثبت.

(٢) العبارة في م، ج، ق، س: ومما / ولما يثبت تفضيل آدم على تفضيل ( ليست في م، ج ) الملائكة.

(٣) الحجر ١٥: ٣٠.

(٤) العبارة في م: عبودية ولآدم طاعة، وفي ر: عبودية وطاعة لآدم، وفي ق، س أسقطت كلمة العبودية، وأثبتت في الاولى: وطاعة، وفي الثانية: طاعة. وما أثبتناه هو الأنسب.

(٥) في بعض النسخ: في صلبه من أرواح النبي و ...

(٦) راجع: كمال الدين ١: ٢٦١ ح ٧، أمالي الصدوق: ١٥٧، المجلس الخامس والثلاثين ح ١. « ومن حملة العرش » أثبتناها من ر.

(٧) النساء ٤: ١٧٢.

٩٠

يؤمرون. لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يألمون(١) ، ولا يسقمون، ولا يشيبون، ولا يهرمون. طعامهم وشرابهم(٢) التسبيح والتقديس، وعيشهم من نسيم(٣) العرش، وتلذذهم بأنواع العلوم. خلقهم الله(٤) أنواراً وأرواحاً كما شاء وأراد، وكل صنف منهم يحفظ نوعاً ممّا خلق الله تعالى(٥) .

وقلنا بتفضيل من فضلناه عليهم، لأنّ الحال(٦) التي يصيرون إليها(٧) أفضل من حال الملائكة. والله أعلم وأحكم.

__________________

(١) في هامش ر: ينامون.

(٢) ليست في ق، س.

(٣) في ق: تسنيم.

(٤) في ج، وهامش ر: زيادة بقدرته.

(٥) الله تعالى، أثبتناها من ر.

(٦) في هامش ر: العاقبة.

(٧) في م، ج زيادة: من أنواع ما خلق الله أعظم و...

٩١

[٣٥]

باب الإعتقاد في عدد الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام

قال الشيخ ـ رحمة الله عليه ـ: اعتقادنا في عددهم أنّهم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، ومائة ألف وصي وأربعة وعشرون ألف وصي(١) ، لكل نبي منهم وصي أوصى إليه بأمر الله تعالى.

ونعتقد فيهم أنّهم جاءوا بالحق من عند الحق، وأنّ(٢) قولهم قول الله تعالى، وأمرهم أمر الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى.

وأنّهمعليه‌السلام لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه.

وأنّ سادة الأنبياء خمسة الذين عليهم دارت الرحى(٣) وهم أصحاب الشرايع، وهم أولو العزم: نوح، إبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوت الله عليهم أجمعين.

وأنّ محمداً سيدهم وأفضلهم، وأنّه(٤) جاء بالحق وصدق المرسلين. وأنّ الذين كذبوا لذائقوا العذاب الأليم(٥) ، وأنّ الذين( آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ

__________________

(١)

(٢) في م، ق: فإن.

(٣) في م: دار الوحي. وراجع الكافي ١: ١٣٣ باب طبقات الأنبياء والرسل ح ٣.

(٤) أثبتناها من م، ج.

(٥) إشارة إلى الآيتين ٣٧، ٣٨ من سورة الصافّات.

٩٢

وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) الفائزون.

ويجب أن نعتقد أنّ الله تعالى لم يخلق خلقاً أفضل من محمد والأئمّة، وأنّهم أحبّ الخلق إلى الله، وأكرمهم عليه(٢) ، وأولهم إقراراً به لما أخذ الله ميثاق النبيين( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ) (٣) .

وأنّ الله تعالى بعث نبيه محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الأنبياء في الذرّ.

وأنّ الله تعالى أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته نبيّنا، وسبقه إلى الاقرار به.

وأنّ(٤) الله تعالى خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته(٥) عليهم‌السلام وأنّه لولاهم لما خلق الله السماء والأرض، ولا الجنّة ولا النار، ولا آدم ولا حواء، ولا الملائكة ولا شيئاً ممّا خلق(٦) ، صلوات الله عليهم أجمعين.

واعتقادنا أنّ حجج الله تعالى على خلقه بعد نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الأئمّة الاثنا عشر: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمد بن علي، ثمّ جعفر بن محمد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمد بن علي، ثمّ علي بن محمد، ثمّ الحسن بن علي، ثمّ محمد بن الحسن الحجة القائم صاحب الزمان خليفة الله في أرضه، صلوات الله عليهم

__________________

(١) الأعراف ٧: ١٥٧.

(٢) ليست في م، ج.

(٣) الأعراف ٧: ١٧٢.

(٤) في م: فإن، وفي ر: ونعتقد أنّ.

(٥) في س: نبيّه.

(٦) العبارة في م: ولا الملائكة ولا الأشياء.

٩٣

أجمعين(١) .

واعتقادنا فيهم:

أنّهم أولوا الأمر الّذين أمر الله تعالى بطاعتهم.

وأنّهم الشهداء على الناس.

وأنّهم أبواب الله، والسبيل إليه، والأدلاء عليه.

وأنّهم عيبة علمه، وتراجمة وحيه(٢) وأركان توحيده.

وأنّهم معصومون من الخطأ والزلل.

وأنّهم الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

وأنّ لهم المعجزات والدلائل.

وأنّهم أمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء.

وأنّ مثلهم في هذه الأُمة كسفينة نوح أو كباب حطّة.

وأنّهم عباد الله المكرمون الّذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

ونعتقد فيهم أنّ حبهم إيمان، وبغضهم كفر.

وأنّ أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهي الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ووليهم ولي الله تعالى، وعدوّهم عدو الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى.

ونعتقد أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه، إمّا ظاهر مشهور أو خائف مغمور.

__________________

(١) اختصرت الفقرة في م كما يلي: ثم الحسين، إلى صاحب الزمانعليهم‌السلام وزيد فيها وهم خلفاء الله في أرضه. وفي ر: ثم محمد بن الحسن الخلف الحجة القائم بأمر الله صاحب الزمان الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار، خليفة الله ...

(٢) وتراجمة وحيه، ليست في ق، س.

٩٤

ونعتقد أنّ حجّة الله في أرضه، وخليفته على عباده في زماننا هذا، هو القائم المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وأنّه هو الذي أخبر به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله عزّوجلّ باسمه ونسبه.

وأنّه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً.

وأنّه هو الذي يظهر الله به دينه، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

وأنّه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، حتى لا يبقى في الأرض مكان إلا نودي فيه بالأذان، ويكون الدين كلّه لله تعالى.

وأنّه هو المهدي الذي أخبر به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه(١) إذا خرج نزل عيسى بن مريمعليه‌السلام فصلّى خلفه، ويكون المصلّي(٢) إذا صلّى خلفه كمن كان(٣) مصلياً خلف رسول الله، لأنّه خليفته.

ونعتقد أنّه لا يجوز أن يكون القائم غيره، بقي في غيبته ما بقي، ولو بقي في(٤) غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره، لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام دلوا عليه باسمه نسبه، وبه نصّوا، وبه بشّروا(٥) صلوات الله عليهم.

وقد أخرجت هذا الفصل من(٦) كتاب الهداية(٧) .

__________________

(١) في م: وأنّه.

(٢) ليست في ق، س.

(٣) كمن كان، ليست في م.

(٤) أثبتناها من ر.

(٥) في م الفقرة كما يلي: وباسمه ونسبه نصّوا به وبشّروا.

(٦) في ر، س: في.

(٧) الهداية: ٧.

٩٥

[٣٦]

باب الإعتقاد في العصمة

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة والملائكة صلوات الله عليهم أنّهم معصومون مطهّرون من كل دنس، وأنّهم لا يذنبون ذنباً، لا صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون.

ومن نفي عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم(١) .

واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام(٢) والعلم من أوائل اُمورهم إلى أواخرها، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا عصيان(٣) ولا جهل.

__________________

(١) في ج، ر زيادة: ومن جهلهم فهو كافر.

(٢) ليست في م.

(٣) أثبتناها من ج، ر.

٩٦

[٣٧]

باب الإعتقاد في نفي الغلو والتفويض

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنّهم كفّار بالله تعالى، وأنّهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية(١) ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلّة، وأنّه ما صغّر الله جل جلاله تصغيرهم شيء.

وقال الله تعالى:( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (٢) .

وقال الله تعالى:( لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) (٣) .

واعتقادنا في النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه سمُّ في غزوة خيبر(٤) ، فما زالت هذه الأكلة تعاده حتى قطعت أبهره(٥) فمات منها.

__________________

(١) في ق: والحروبية. وفي ر زيادة الحربية / الحروبية والنورية.

(٢) آل عمران ٣: ٧٩، ٨٠.

(٣) النساء ٤: ١٧١.

(٤) في س: حنين.

(٥) الأبهر: عرق في الظهر، وقيل في القلب إذا انقطع مات.

٩٧

وأمير المؤمنينعليه‌السلام قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله، ودفن بالغري.

والحسن بن عليعليهما‌السلام سمته امرأته جعدة بنت الأشعث الكندي، مات في ذلك.

والحسين بن عليعليهما‌السلام قتل بكربلاء، وقاتله سنان بن أنس لعنه الله(١) .

وعلي بن الحسين سيد العابدينعليه‌السلام سمّه الوليد بن عبد الملك فقتله.

والباقر محمد بن عليعليهما‌السلام سمّه إبراهيم بن وليد فقتله.

والصادقعليه‌السلام سمّه المنصور فقتله(٢) .

وموسى بن جعفرعليهما‌السلام سمّه هارون الرشيد فقتله.

والرضا علي بن موسىعليهما‌السلام قتله المأمون بالسم.

وأبو جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام قتله المعتصم بالسم.

وعلي بن محمدعليه‌السلام قتله المعتضد(٣) بالسم.

__________________

(١) في م: قتله بكربلاء سنان لعنه الله.

(٢) في م: والصادقعليه‌السلام قتله المنصور بالسم.

(٣) أثبتناها من م، وفي النسخ: المتوكل. والظاهر أن أغلب المصادر التاريخية تثبت أنّ وفاتهعليه‌السلام كانت سنة ٢٥٤ وهو يوافق ملك المعتز، بل صرّح بعضهم أنّهعليه‌السلام توفّي في أيامه بينما بويع المعتضد سنة ٢٧٩ وهلك سنة ٢٨٩. راجع تاريخ اليعقوبي ٢: ٥٠٣، الكامل لابن الأثير ٧: ١٨٩، أعلام الورى: ٣٥٥ كشف الغمة ٢: ٣٧٥.

ويحتمل أن تكون تصحيف المعتمد، لقرب عهد الإمام بملكه، ولأنّ هناك قولاً بذلك قد نسب إلى الصدوق بالذات، راجع المناقب لابن شهرآشوب ٤: ٤٠١.

٩٨

والحسن بن علي العسكريعليه‌السلام قتله المعتمد(١) بالسم.

واعتقادنا في ذلك أنّه جرى عليهم على الحقيقة، وأنّه ما شبه للناس أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحدّ فيهم(٢) ، بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة والصحة، لا على الحسبان والخيلولة، ولا على الشك والشبهة. فمن زعم أنّهم شبّهوا، أو واحد منهم، فليس من ديننا على شيء، ونحن منه برآء.

وقد أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام أنّهم مقتولون، فمن قال إنّهم لم يقتلوا فقد كذبّهم، ومن كذبّهم كذّب الله وكفر به وخرج من الاسلام،( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (٣) .

وكان الرضاعليه‌السلام يقول في دعائه:

« اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الحول والقوة، فلا حول ولا قوة إلا بك(٤) .

اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بحق.

اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا.

اللّهّم لك الخلق(٥) ومنك الأمر، وإيّاك نعبد وإيّاك نستعين.

اللّهّم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين.

اللّهّم لا تليق الربوبية إلا بك، ولا تصلح الإلهية إلا لك، فالعن النصارى الّذين صغّروا عظمتك، والعن المضاهين لقولهم من بريّتك.

__________________

(١) في م: المتوكل.

(٢) في ر، ج زيادة: من الناس.

(٣) آل عمران ٣: ٨٥.

(٤) صدر الدعاء أثبتناه من ر، ج، وبحار الأنوار ٢٥: ٣٤٣.

(٥) في ر: الحمد، وفي هامشها: الخلق.

٩٩

اللّهّم إنّا عبيدك وأبناء عبيدك، لا نملك لأنفسنا ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.

اللّهّم من زعم أنّنا أرباب فنحن إليك منه براء، ومن زعم أنّ إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك(١) منه براء كبراءة عيسىعليه‌السلام من النصارى.

اللّهّم إنّا لم ندعهم إلى ما يزعمون، فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يزعمون(٢) .

( رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) (٣) .

وروي عن زرارة أنّه قال، قلت للصادقعليه‌السلام : إنّ رجلاً من ولد عبدالله بن سبأ يقول بالتفويض.

قالعليه‌السلام : « وما التفويض » ؟ قلت: يقول: إنّ الله عزّوجلّ خلق محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلياًعليه‌السلام ثمّ فوض الأمر(٤) إليهما، فخلقا، ورزقا، وأحييا، وأماتا.

فقال: « كذب عدوّ الله، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد( أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) (٥) . فانصرفت إلى رجل فأخبرته بما قال الصادقعليه‌السلام (٦) فكأنّما ألقمته حجراً، أو قال: فكأنّما خرس.

__________________

(١) أثبتناها من ق، ج.

(٢) « واغفر لنا ما يزعمون » أثبتناها من ر، ج وفي بحار الأنوار ٢٥: ٣٤٣: « واغفر لنا ما يدعون ».

(٣) نوح ٧١: ٢٦، ٢٧.

(٤) أثبتناها من م، ج.

(٥) الرعد ١٣: ١٦.

(٦) بما قال الصادقعليه‌السلام ، ليست في ق، س.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128