الإعتقادات

الإعتقادات28%

الإعتقادات مؤلف:
المحقق: عصام عبد السيد
الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 128

الإعتقادات
  • البداية
  • السابق
  • 128 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 63667 / تحميل: 7743
الحجم الحجم الحجم
الإعتقادات

الإعتقادات

مؤلف:
الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

[٣٠]

باب الإعتقاد في كيفيّة نزول الوحي من عند الله بالكتب

في الأمر والنهي

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أن بين عيني إسرافيل لوحاً، فإذا أراد الله تعالى أن يتكلّم بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل، فينظر(١) فيه فيقرأ ما فيه، فيلقيه إلى ميكائيل، ويلقيه ميكائيل إلى جبرائيل، فيلقيه جبرئيل إلى الأنبياء.

وأمّا الغشوة التي كانت تأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنها كانت تكون عند مخاطبة الله إيّاه حتى يثقل ويعرق(٢) .

وأمّا جبرئيل فإنّه كان لا يدخل عليه حتى يستأذنه إكراماً له، وكان يقعد بين يديه قعدة العبد(٣) .

__________________

(١) في ق، س: فنظر.

(٢) في م، ق، س: حتى ينقل ويعرف.

(٣) في ر: العبيد.

٨١

[٣١]

باب الإعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر(١)

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّ القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلى البيت المعمور(٢) ثمّ نزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة(٣) وأنّ الله عزّوجلّ أعطى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله العلم جملة(٤) .

وقال له:( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) (٥) .

وقال تعالى:( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) (٦) .

__________________

(١) الباب بأكمله ليس في ق، س، إذ عُنون الفصل بهذا العنوان، ولكنّه تضمن ما يأتي في باب الإعتقاد في القرآن.

(٢) العبارة في م: في ليلة واحدة إلى البيت المعمور.

(٣) عبارة: ثم أنزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة، أثبتناها من ج وتصحيح الإعتقاد للشيخ المفيد: ١٠٢، وبحار الأنوار ١٨: ٢٥٠. وراجع أصول الكافي ٢: ٤٦٠ باب النوادر ح ٦. وبدلها في م: ثم فرق في مدة أربعة وعشرين سنة، وكذا في متن ر، ولكن كتب في هامشها ـ بشكل يصعب قراءته ـ ما أثبتناه في المتن.

(٤) في بحار الأنوار زيادة: واحدة.

(٥) طه ٢٠: ١١٤.

(٦) القيامة ٧٥: ١٦ ـ ١٩.

٨٢

[٣٢]

باب الإعتقاد في القرآن

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في القرآن أنّه كلام الله، ووحيه، وتنزيله، وقوله، وكتابه.

وأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه(١) .

وأنّه القصص الحق(٢) . وأنّه قول فصل، وما هو بالهزل(٣) .

وأنّ الله تعالى محدثه، ومنزله، وحافظه، وربّه(٤) .

__________________

(١) في ج، ر زيادة: تنزيل من حكيم عليم. العبارة إشارة إلى الآية ٤٢ من سورة فصّلت.

(٢) إشارة إلى الآية ٦٢ من سورة آل عمران.

(٣) إشارة إلى الآية ١٣ من سورة الطارق.

(٤) في ج، ر زيادة: والمتكلم به.

٨٣

[٣٣]

باب الإعتقاد في مبلغ القرآن

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة.

وعندنا أنّ الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة(١) .

ومن نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب.

وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن، وثواب من ختم القرآن كلّه(٢) ، وجواز قراءة سورتين في ركعة نافلة، والنهي عن القران بين سورتين في ركعة فريضة، تصديق لما قلناه في أمر القرآن وأن مبلغه ما في أيدي الناس.

وكذلك ما روي من النهي عن قراءة القرآن كلّه في ليلة واحدة، وأنه لا يجوز أن يختم في أقل من ثلاثة أيام، تصديق لما قلناه أيضاً(٣) .

بل نقول: إنه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن، ما لو جمع إلى القرآن لكان

__________________

(١) في ر زيادة: والأنفال والتوبة سورة واحدة.

(٢) راجع: ثواب الأعمال: ١٢٥ ـ ١٥٧.

(٣) راجع: عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٨١، والكافي ٢: ٤٥١ باب في كم يقرأ القرآن ويختم.

٨٤

مبلغه مقدار سبعة عشر ألف آية.

وذلك مثل قول جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الله تعالى يقول لك: يا محمد، دار خلقي »(١) .

ومثل قوله: « اتّق شحناء الناس وعداوتهم »(٢) .

ومثل قوله: « عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه. وشرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفّ الأذى عن الناس »(٣) .

ومثل قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أدرد وأحفر(٤) ، وما زال يوصيني بالجار حتّى ظننت أنه سيورّثه، وما زال يوصيني بالمرأة حتّى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلاً يعتق به »(٥) .

ومثل قول جبرئيلعليه‌السلام للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حين فرغ من غزوة الخندق: « يا محمد إن الله يأمرك أن لا تصلي العصر إلا ببني قريظة ».

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض »(٦) .

__________________

(١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٩٥ باب المداراة ح ٢. وفي ج، وهامش م زيادة مثلما اُداري.

(٢) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٢٢٨ باب المراء والخصومة ح ٩. والحديث بتمامه أثبتناه من ج، ر.

(٣) رواه مسنداً المصنّف في أماليه: ١٩٤ المجلس الحادي والأربعين ح ٥، والخصال: ٧ باب الواحد ح ٢٠ باختلاف يسير.

(٤) في بعض النسخ: ( حتّى ظننت أنه فريضة ) مكان ( حتى خفت ).

(٥) روى نحوه مسنداً المصنّف في أماليه: ٣٤٩، المجلس السادس والستين ح ١.

(٦) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٩٦ باب المداراة ح ٤.

٨٥

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّا معاشر الأنبياء اُمرنا أن لا نكلّم الناس إلا بمقدار عقولهم »(١) .

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ جبرئيل أتاني من قبل ربّي بأمر قرت به عيني، وفرح به صدري وقلبي، يقول: إنّ عليّاً أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين ».

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نزل عليّ جبرئيل فقال: يا محمد إنّ الله تعالى قد زوّج فاطمة عليّاً من فوق عرشه، وأشهد على ذلك خيار ملائكته، فزوّجها منه في الأرض، وأشهد على ذلك خيار أمّتك ».

ومثل هذا(٢) كثير، كلّه وحي ليس بقرآن، ولو كان قرآنا لكان مقرونا به، وموصلاً إليه غير مفصول عنه(٣) كما كان أمير المؤمنينعليه‌السلام جمعه، فلمّا جاءهم به قال: « هذا كتاب ربّكم كما أُنزل على نبيّكم، لم يزد فيه حرف، ولم ينقص منه حرف ».

فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول:( فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) (٤) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « القرآن واحد، نزل من عند واحد على واحد، وإنّما الاختلاف من جهة الرواة »(٥) .

__________________

(١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ١: ١٨ كتاب العقل والجهل ح ١٨، والمصنّف في أماليه: ٣٤١، المجلس الخامس والستين ح ٦، باختلاف يسير في اللفظ.

(٢) في م: ذلك.

(٣) في م، ق، س: منه.

(٤) آل عمران ٣: ١٨٧.

(٥) رواه الكليني في الكافي ٢: ٤٦١ باب النوادر ح ١٢ باختلاف يسير. وصيغة الحديث في ر: « أنزل من واحد على واحد، وإنّما الاختلاف وقع من جهة الرواية ».

٨٦

وكلّ ما كان في القرآن مثل قوله:( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (١) ومثل قوله تعالى:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (٢) ومثل قوله تعالى:( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) (٣) وما أشبه ذلك، فاعتقدنا فيه أنّه نزل على(٤) إيّاك أعني واسمعي يا جارة.

وكلّ ما كان في القرآن « أو » فصاحبه فيه بالخيار.

وكلّ ما كان في القرآن:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فهو في التوراة: يا أيّها المساكين.

وما من آية أولها:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا ابن أبي طالب قائدها، وأميرها، وشريفها، وأوّلها.

وما من آية تسوق(٥) إلى الجنّة إلا وهي في النبي والأئمّةعليهم‌السلام ، وفي أشياعهم وأتباعهم.

وما من آية تسوق(٦) إلى النار إلا وهي في أعدائهم والمخالفين لهم.

وإن كانت الآيات(٧) في ذكر الأوّلين فإنّ كل ما كان فيها(٨) من خير فهو

__________________

(١) الزمر ٣٩: ٦٥.

(٢) الفتح ٤٨: ٢.

(٣) الاسراء ١٧: ٧٤، ٧٥.

(٤) ليست في م، ق.

(٥) في بعض النسخ: تشوّق.

(٦) في بعض النسخ: تخوّف من.

(٧) في م: الآية.

(٨) العبارة في م، ر: فإن / فما كان فيها.

٨٧

جار في أهل الخير(١) وما كان فيها من شرٍّ فهو جار في أهل الشر(٢) .

وليس في الأنبياء خير من النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا في الأوصياء أفضل من أوصيائه، ولا في الاُمم أفضل من هذه الاُمة الذين هم شيعة أهل بيته في الحقيقة دون غيرهم، ولا في الأشرار شرّ من أعدائهم والمخالفين لهم(٣) .

__________________

(١) في ر: الجنة.

(٢) في ر: النار.

(٣) العبارة في ر: والمخالفين من سائر الناس في الاُمة.

٨٨

[٣٤]

باب الإعتقاد في الأنبياء والرسل والحجج(١) عليهم‌السلام

قال الشيخرحمه‌الله : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والحجج صلوات الله عليهم أنّهم أفضل من الملائكة.

وقول الملائكة لله عزّوجلّ لما قال لهم:( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) (٢) هو التمنّي فيها لمنزلة آدمعليه‌السلام ، ولم يتمنّوا إلا منزلة فوق منزلتهم، والعلم يوجب فضله(٣) .

قال الله تعالى:( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) (٤) .

فهذا كله يوجب تفضيل آدم على الملائكة، وهو نبي لهم، بقول الله تعالى:

__________________

(١) ليست في ق، س.

(٢) البقرة ٢: ٣٠ وفي ر وهامش م أكملت الآية بقوله تعالى:( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) .

(٣) في ج وهامش م: الفضيلة.

(٤) البقرة ٢: ٣١ ـ ٣٣.

٨٩

( أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ ) .

ولما ثبت(١) تفضيل آدم على الملائكة(٢) أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، لقوله تعالى:( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ) (٣) .

ولم يأمرهم الله بالسجود إلا لمن هو أفضل منهم، وكان سجودهم لله تعالى عبودية وطاعة لآدم(٤) إكراماً لما أودع الله صلبه من(٥) النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ومن جميع الملائكة المقرّبين، ومن حملة العرش وأنا خير البريّة، وأنا سيّد ولد آدم »(٦) .

وأمّا قوله تعالى:( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّـهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ) (٧) فليس ذلك بموجب لتفضيلهم على عيسى. وإنّما قال تعالى ذلك، لأنّ الناس منهم من كان يعتقد الربوبية لعيسى ويتعبّد له وهم صنف من النصارى، ومنهم من عبد الملائكة وهم الصابئون وغيرهم، فقال الله عزّوجلّ لن يستنكف المسيح والمعبودون دوني أن يكونا عباداً لي.

والملائكة روحانيون، معصومون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما

__________________

(١) في بعض النسخ: وممّا يثبت.

(٢) العبارة في م، ج، ق، س: ومما / ولما يثبت تفضيل آدم على تفضيل ( ليست في م، ج ) الملائكة.

(٣) الحجر ١٥: ٣٠.

(٤) العبارة في م: عبودية ولآدم طاعة، وفي ر: عبودية وطاعة لآدم، وفي ق، س أسقطت كلمة العبودية، وأثبتت في الاولى: وطاعة، وفي الثانية: طاعة. وما أثبتناه هو الأنسب.

(٥) في بعض النسخ: في صلبه من أرواح النبي و ...

(٦) راجع: كمال الدين ١: ٢٦١ ح ٧، أمالي الصدوق: ١٥٧، المجلس الخامس والثلاثين ح ١. « ومن حملة العرش » أثبتناها من ر.

(٧) النساء ٤: ١٧٢.

٩٠

يؤمرون. لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يألمون(١) ، ولا يسقمون، ولا يشيبون، ولا يهرمون. طعامهم وشرابهم(٢) التسبيح والتقديس، وعيشهم من نسيم(٣) العرش، وتلذذهم بأنواع العلوم. خلقهم الله(٤) أنواراً وأرواحاً كما شاء وأراد، وكل صنف منهم يحفظ نوعاً ممّا خلق الله تعالى(٥) .

وقلنا بتفضيل من فضلناه عليهم، لأنّ الحال(٦) التي يصيرون إليها(٧) أفضل من حال الملائكة. والله أعلم وأحكم.

__________________

(١) في هامش ر: ينامون.

(٢) ليست في ق، س.

(٣) في ق: تسنيم.

(٤) في ج، وهامش ر: زيادة بقدرته.

(٥) الله تعالى، أثبتناها من ر.

(٦) في هامش ر: العاقبة.

(٧) في م، ج زيادة: من أنواع ما خلق الله أعظم و...

٩١

[٣٥]

باب الإعتقاد في عدد الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام

قال الشيخ ـ رحمة الله عليه ـ: اعتقادنا في عددهم أنّهم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، ومائة ألف وصي وأربعة وعشرون ألف وصي(١) ، لكل نبي منهم وصي أوصى إليه بأمر الله تعالى.

ونعتقد فيهم أنّهم جاءوا بالحق من عند الحق، وأنّ(٢) قولهم قول الله تعالى، وأمرهم أمر الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى.

وأنّهمعليه‌السلام لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه.

وأنّ سادة الأنبياء خمسة الذين عليهم دارت الرحى(٣) وهم أصحاب الشرايع، وهم أولو العزم: نوح، إبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوت الله عليهم أجمعين.

وأنّ محمداً سيدهم وأفضلهم، وأنّه(٤) جاء بالحق وصدق المرسلين. وأنّ الذين كذبوا لذائقوا العذاب الأليم(٥) ، وأنّ الذين( آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ

__________________

(١)

(٢) في م، ق: فإن.

(٣) في م: دار الوحي. وراجع الكافي ١: ١٣٣ باب طبقات الأنبياء والرسل ح ٣.

(٤) أثبتناها من م، ج.

(٥) إشارة إلى الآيتين ٣٧، ٣٨ من سورة الصافّات.

٩٢

وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) الفائزون.

ويجب أن نعتقد أنّ الله تعالى لم يخلق خلقاً أفضل من محمد والأئمّة، وأنّهم أحبّ الخلق إلى الله، وأكرمهم عليه(٢) ، وأولهم إقراراً به لما أخذ الله ميثاق النبيين( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ) (٣) .

وأنّ الله تعالى بعث نبيه محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الأنبياء في الذرّ.

وأنّ الله تعالى أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته نبيّنا، وسبقه إلى الاقرار به.

وأنّ(٤) الله تعالى خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته(٥) عليهم‌السلام وأنّه لولاهم لما خلق الله السماء والأرض، ولا الجنّة ولا النار، ولا آدم ولا حواء، ولا الملائكة ولا شيئاً ممّا خلق(٦) ، صلوات الله عليهم أجمعين.

واعتقادنا أنّ حجج الله تعالى على خلقه بعد نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الأئمّة الاثنا عشر: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمد بن علي، ثمّ جعفر بن محمد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمد بن علي، ثمّ علي بن محمد، ثمّ الحسن بن علي، ثمّ محمد بن الحسن الحجة القائم صاحب الزمان خليفة الله في أرضه، صلوات الله عليهم

__________________

(١) الأعراف ٧: ١٥٧.

(٢) ليست في م، ج.

(٣) الأعراف ٧: ١٧٢.

(٤) في م: فإن، وفي ر: ونعتقد أنّ.

(٥) في س: نبيّه.

(٦) العبارة في م: ولا الملائكة ولا الأشياء.

٩٣

أجمعين(١) .

واعتقادنا فيهم:

أنّهم أولوا الأمر الّذين أمر الله تعالى بطاعتهم.

وأنّهم الشهداء على الناس.

وأنّهم أبواب الله، والسبيل إليه، والأدلاء عليه.

وأنّهم عيبة علمه، وتراجمة وحيه(٢) وأركان توحيده.

وأنّهم معصومون من الخطأ والزلل.

وأنّهم الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

وأنّ لهم المعجزات والدلائل.

وأنّهم أمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء.

وأنّ مثلهم في هذه الأُمة كسفينة نوح أو كباب حطّة.

وأنّهم عباد الله المكرمون الّذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

ونعتقد فيهم أنّ حبهم إيمان، وبغضهم كفر.

وأنّ أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهي الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ووليهم ولي الله تعالى، وعدوّهم عدو الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى.

ونعتقد أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه، إمّا ظاهر مشهور أو خائف مغمور.

__________________

(١) اختصرت الفقرة في م كما يلي: ثم الحسين، إلى صاحب الزمانعليهم‌السلام وزيد فيها وهم خلفاء الله في أرضه. وفي ر: ثم محمد بن الحسن الخلف الحجة القائم بأمر الله صاحب الزمان الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار، خليفة الله ...

(٢) وتراجمة وحيه، ليست في ق، س.

٩٤

ونعتقد أنّ حجّة الله في أرضه، وخليفته على عباده في زماننا هذا، هو القائم المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وأنّه هو الذي أخبر به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله عزّوجلّ باسمه ونسبه.

وأنّه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً.

وأنّه هو الذي يظهر الله به دينه، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

وأنّه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، حتى لا يبقى في الأرض مكان إلا نودي فيه بالأذان، ويكون الدين كلّه لله تعالى.

وأنّه هو المهدي الذي أخبر به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه(١) إذا خرج نزل عيسى بن مريمعليه‌السلام فصلّى خلفه، ويكون المصلّي(٢) إذا صلّى خلفه كمن كان(٣) مصلياً خلف رسول الله، لأنّه خليفته.

ونعتقد أنّه لا يجوز أن يكون القائم غيره، بقي في غيبته ما بقي، ولو بقي في(٤) غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره، لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام دلوا عليه باسمه نسبه، وبه نصّوا، وبه بشّروا(٥) صلوات الله عليهم.

وقد أخرجت هذا الفصل من(٦) كتاب الهداية(٧) .

__________________

(١) في م: وأنّه.

(٢) ليست في ق، س.

(٣) كمن كان، ليست في م.

(٤) أثبتناها من ر.

(٥) في م الفقرة كما يلي: وباسمه ونسبه نصّوا به وبشّروا.

(٦) في ر، س: في.

(٧) الهداية: ٧.

٩٥

[٣٦]

باب الإعتقاد في العصمة

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة والملائكة صلوات الله عليهم أنّهم معصومون مطهّرون من كل دنس، وأنّهم لا يذنبون ذنباً، لا صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون.

ومن نفي عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم(١) .

واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام(٢) والعلم من أوائل اُمورهم إلى أواخرها، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا عصيان(٣) ولا جهل.

__________________

(١) في ج، ر زيادة: ومن جهلهم فهو كافر.

(٢) ليست في م.

(٣) أثبتناها من ج، ر.

٩٦

[٣٧]

باب الإعتقاد في نفي الغلو والتفويض

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنّهم كفّار بالله تعالى، وأنّهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية(١) ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلّة، وأنّه ما صغّر الله جل جلاله تصغيرهم شيء.

وقال الله تعالى:( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (٢) .

وقال الله تعالى:( لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) (٣) .

واعتقادنا في النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه سمُّ في غزوة خيبر(٤) ، فما زالت هذه الأكلة تعاده حتى قطعت أبهره(٥) فمات منها.

__________________

(١) في ق: والحروبية. وفي ر زيادة الحربية / الحروبية والنورية.

(٢) آل عمران ٣: ٧٩، ٨٠.

(٣) النساء ٤: ١٧١.

(٤) في س: حنين.

(٥) الأبهر: عرق في الظهر، وقيل في القلب إذا انقطع مات.

٩٧

وأمير المؤمنينعليه‌السلام قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله، ودفن بالغري.

والحسن بن عليعليهما‌السلام سمته امرأته جعدة بنت الأشعث الكندي، مات في ذلك.

والحسين بن عليعليهما‌السلام قتل بكربلاء، وقاتله سنان بن أنس لعنه الله(١) .

وعلي بن الحسين سيد العابدينعليه‌السلام سمّه الوليد بن عبد الملك فقتله.

والباقر محمد بن عليعليهما‌السلام سمّه إبراهيم بن وليد فقتله.

والصادقعليه‌السلام سمّه المنصور فقتله(٢) .

وموسى بن جعفرعليهما‌السلام سمّه هارون الرشيد فقتله.

والرضا علي بن موسىعليهما‌السلام قتله المأمون بالسم.

وأبو جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام قتله المعتصم بالسم.

وعلي بن محمدعليه‌السلام قتله المعتضد(٣) بالسم.

__________________

(١) في م: قتله بكربلاء سنان لعنه الله.

(٢) في م: والصادقعليه‌السلام قتله المنصور بالسم.

(٣) أثبتناها من م، وفي النسخ: المتوكل. والظاهر أن أغلب المصادر التاريخية تثبت أنّ وفاتهعليه‌السلام كانت سنة ٢٥٤ وهو يوافق ملك المعتز، بل صرّح بعضهم أنّهعليه‌السلام توفّي في أيامه بينما بويع المعتضد سنة ٢٧٩ وهلك سنة ٢٨٩. راجع تاريخ اليعقوبي ٢: ٥٠٣، الكامل لابن الأثير ٧: ١٨٩، أعلام الورى: ٣٥٥ كشف الغمة ٢: ٣٧٥.

ويحتمل أن تكون تصحيف المعتمد، لقرب عهد الإمام بملكه، ولأنّ هناك قولاً بذلك قد نسب إلى الصدوق بالذات، راجع المناقب لابن شهرآشوب ٤: ٤٠١.

٩٨

والحسن بن علي العسكريعليه‌السلام قتله المعتمد(١) بالسم.

واعتقادنا في ذلك أنّه جرى عليهم على الحقيقة، وأنّه ما شبه للناس أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحدّ فيهم(٢) ، بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة والصحة، لا على الحسبان والخيلولة، ولا على الشك والشبهة. فمن زعم أنّهم شبّهوا، أو واحد منهم، فليس من ديننا على شيء، ونحن منه برآء.

وقد أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام أنّهم مقتولون، فمن قال إنّهم لم يقتلوا فقد كذبّهم، ومن كذبّهم كذّب الله وكفر به وخرج من الاسلام،( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (٣) .

وكان الرضاعليه‌السلام يقول في دعائه:

« اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الحول والقوة، فلا حول ولا قوة إلا بك(٤) .

اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بحق.

اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا.

اللّهّم لك الخلق(٥) ومنك الأمر، وإيّاك نعبد وإيّاك نستعين.

اللّهّم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين.

اللّهّم لا تليق الربوبية إلا بك، ولا تصلح الإلهية إلا لك، فالعن النصارى الّذين صغّروا عظمتك، والعن المضاهين لقولهم من بريّتك.

__________________

(١) في م: المتوكل.

(٢) في ر، ج زيادة: من الناس.

(٣) آل عمران ٣: ٨٥.

(٤) صدر الدعاء أثبتناه من ر، ج، وبحار الأنوار ٢٥: ٣٤٣.

(٥) في ر: الحمد، وفي هامشها: الخلق.

٩٩

اللّهّم إنّا عبيدك وأبناء عبيدك، لا نملك لأنفسنا ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.

اللّهّم من زعم أنّنا أرباب فنحن إليك منه براء، ومن زعم أنّ إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك(١) منه براء كبراءة عيسىعليه‌السلام من النصارى.

اللّهّم إنّا لم ندعهم إلى ما يزعمون، فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يزعمون(٢) .

( رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) (٣) .

وروي عن زرارة أنّه قال، قلت للصادقعليه‌السلام : إنّ رجلاً من ولد عبدالله بن سبأ يقول بالتفويض.

قالعليه‌السلام : « وما التفويض » ؟ قلت: يقول: إنّ الله عزّوجلّ خلق محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلياًعليه‌السلام ثمّ فوض الأمر(٤) إليهما، فخلقا، ورزقا، وأحييا، وأماتا.

فقال: « كذب عدوّ الله، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد( أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) (٥) . فانصرفت إلى رجل فأخبرته بما قال الصادقعليه‌السلام (٦) فكأنّما ألقمته حجراً، أو قال: فكأنّما خرس.

__________________

(١) أثبتناها من ق، ج.

(٢) « واغفر لنا ما يزعمون » أثبتناها من ر، ج وفي بحار الأنوار ٢٥: ٣٤٣: « واغفر لنا ما يدعون ».

(٣) نوح ٧١: ٢٦، ٢٧.

(٤) أثبتناها من م، ج.

(٥) الرعد ١٣: ١٦.

(٦) بما قال الصادقعليه‌السلام ، ليست في ق، س.

١٠٠

وقد فوّض الله تعالى إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر دينه، فقال:( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (١) وقد فوض ذلك إلى الأئمّةعليهم‌السلام .

وعلامة المفوضة والغلاة وأصنافهم نسبتهم(٢) مشايخ قم وعلماءهم إلى القول بالتقصير.

وعلامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلّي(٣) بالعبادة مع تدينّهم(٤) بترك الصلاة وجميع الفرائض، ودعوى المعرفة بأسماء الله العظمى، ودعوى اتباع الجنّ(٥) لهم، وأنّ الولي إذا خلص وعرف مذهبهم فهو عندهم أفضل من الأنبياءعليهم‌السلام .

ومن علاماتهم أيضاً دعوى علم الكيمياء ولا يعلمون منه(٦) إلا الدغل وتنفيق الشبه والرصاص على المسلمين(٧) .

__________________

(١) الحشر ٥٩: ٧.

(٢) في جميع النسخ زيادة: إلى، وهي في غير محلها.

(٣) في بعض النسخ: التحلّي.

(٤) أثبتناها من ج، وفي النسخ: دينهم.

(٥) في بعض النسخ: « ودعوى انطباع الحق » مكان « ودعوى اتباع الجنّ ».

(٦) في ر زيادة: شيئاً.

(٧) راجع البحار ٢٥ / ٣٤٢.

١٠١

[٣٨]

باب الإعتقاد في الظالمين

قال الشيخرحمه‌الله : اعتقادنا فيهم أنّهم ملعونون، والبراءة منهم واجبة.

قال الله تعالى:( وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) (١) .

وقال الله تعالى:( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أُولَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) (٢) .

قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: إنّ سبيل الله في هذا الموضع علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

والأئمّة في كتاب الله تعالى إمامان(٣) : إمام هدى(٤) ، وإمام ضلالة.

قال الله تعالى:( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) (٥) .

وقال الله تعالى:( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) (٦) .

__________________

(١) البقرة ٢: ٢٧٠.

(٢) هود ١١: ١٨ ـ ١٩.

(٣) العبارة في م، ج: علي بن أبي طالبعليه‌السلام والأئمّة، وفي كتاب الله تعالى إمامان.

(٤) أثبتناها من ج، وهامش ر، وبحار الأنوار ٢٧: ٦٠، وفي النسخ: عدل.

(٥) الأنبياء ٢١: ٧٣.

(٦) القصص ٢٨: ٤١، ٤٢.

١٠٢

ولما نزلت هذه الآية( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ) (١) . قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنّما جحد نبوتّي ونبوّة الأنبياء قبلي ».

ومن تولّى ظالماً فهو ظالم.

قال الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (٢) .

وقال تعالى:( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (٣) .

وقال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ) (٤) .

وقال تعالى:( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ) (٥) .

وقال تعالى:( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (٦) .

والظلم وضع الشيء في غير موضعه، فمن ادّعى الإمامة وليس بإمام فهو ظالم ملعون، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون.

__________________

(١) الأنفال ٨: ٢٥.

(٢) التوبة ٩: ٢٣.

(٣) المائدة ٥: ٥١.

(٤) الممتحنة ٦٠: ١٣.

(٥) المجادلة ٥٨: ٢٢.

(٦) هود ١١: ١١٣.

١٠٣

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسله: « من جحد عليّاً إمامته بعدي فقد جحد نبوّتي، ومن جحد نبوّتي فقد جحد الله ربوبيته »(١) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : « يا علي، أنت المظلوم بعدي، من ظلمك فقد ظلمني، ومن أنصفك فقد أنصفني، ومن جحدك فقد جحدني، ومن والاك فقد والاني، ومن عاداك فقد عاداني، ومن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني ».

واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمّة من بعدهعليهم‌السلام أنّه بمنزلة من جحد نبوّة جميع الأنبياء(٢) .

واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين(٣) وأنكر واحداً من بعده من الأئمّة أنّه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « المنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا »(٥) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الأئمّة من بعدي اثنا عشر، أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، من أنكر واحداً منهم فقد أنكرني »(٦) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « من شك في كفر أعدائنا الظالمين لنا فهو كافر ».

__________________

(١) نحوه رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار: ٣٧٢ باب معنى وفاء العباد ح ١.

(٢) العبارة في م: من جحد جميع الأنبياء، وفي س: من جحد نبوة الأنبياء. وفي م زيادة، وأنكر نبوّة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٣) في م، ق زيادة: وجحد.

(٤) العبارة في م: إنه بمنزلة من أنكر بجميع ( كذا ) الأنبياء.

(٥) الهداية: ٧.

(٦) كمال الدين ١: ٢٥٨ ح ٣.

١٠٤

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ما زلت مظلوماً منذ ولدتني اُمّي، حتى إنّ عقيلاً كان يصيبه الرمد فيقول: لا تذروني حتى تذروا عليّاً، فيذروني وما بي رمد ».

واعتقادنا فيمن قاتل عليّاًعليه‌السلام قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قاتل عليّاً فقد قاتلني، ومن حارب عليّاً فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب الله ».

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : « أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم »(١) .

وأمّا فاطمة صلوات الله عليها فاعتقادنا فيها أنّها سيدة نساء العالمين من الأوّلين والأخيرين، وأنّ الله يغضب لغضبها، ويرضى لرضاها(٢) ، وأنّها خرجت من الدنيا ساخطة على ظالميها وغاصبيها ومانعي إرثها(٣) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ فاطمة بضعة منّي، من آذاها فقد آذاني، ومن غاظها فقد غاظني(٤) ، ومن سرّها فقد سرّني »(٥) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ فاطمة بضعة منّي، وهي روحي الّتي بين جنبيّ، يسوؤني ما ساءها، ويسرّني ما سرّها »(٦) .

واعتقادنا في البراءة أنّها واجبة من الأوثان الأربعة ومن الأنداد الأربعة(٧)

__________________

(١) رواه مسنداً المصنّف في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٥٩ ح ٢٢٣، والطوسي في أماليه ١: ٣٤٥.

(٢) في م، ر: زيادة: « وإنّ الله فطمها وفطم من أحبّها من النار ».

(٣) العبارة في م، ر، ج: ومن نفى إرثها من أبيها.

(٤) في ر زيادة: ومن عصاها فقد عصاني.

(٥) (٦) راجع: أمالي الصدوق: ٣٩٣، معاني الأخبار: ٣٠٢، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٦، أمالي المفيد: ٢٥٩، أمالي الطوسي ٢: ٤١.

(٧) العبارة في م، ر: الأوثان الأربعة: يغوث ويعوق ونسر وهبل، والأنداد الأربعة ( وفي البحار ٧: ٦٠٣ والإناث الأربع ) اللات والعزى ومناة والشعرى، وممّن عبدهم.

١٠٥

ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأنّهم شرّ خلق الله.

ولا يتم الإقرار بالله وبرسوله(١) وبالأئمّة إلا بالبراءة من أعدائهم.

واعتقادنا في قتلة(٢) الأنبياء وقتلة الأئمّة أنّهم كفار مشركون مخلدون في أسفل درك من النار.

ومن اعتقد فيهم غير ما ذكرناه فليس عندنا من دين الله في شيء(٣) .

__________________

(١) في ق، س: وبرسله.

(٢) في م: قاتل، وكذا التي بعدها.

(٣) في ق، ر زيادة: والله أعلم.

١٠٦

[٣٩]

باب الإعتقاد في التقيّة

قال الشيخرحمه‌الله : اعتقادنا في التقية أنّها واجبة، من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة(١) .

وقيل للصادقعليه‌السلام : يا ابن رسول الله، إنّا نرى في المسجد رجلاً يعلن بسب أعدائكم ويسمّيهم. فقال: « ما له ـ لعنه الله ـ يعرض بنا ».

وقال الله تعالى:( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٢) .

قال الصادقعليه‌السلام في تفسير هذه الآية: « لا تسبّوهم فإنّهم(٣) يسبون عليكم »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « من سبّ ولي الله فقد سبّ الله ».

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: « من سبّك ـ يا علي ـ فقد سبّني، ومن سبّني فقد

__________________

(١) العبارة في م: كان كمن ترك الصلاة.

(٢) الأنعام ٦: ١٠٨.

(٣) أثبتناها من ر، وهامش م. وفي بعض النسخ: فُلانَهم فيسبّوا عليكم.

(٤) في م زيادة: فلما نزلت الآية، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا تسبّوا علياً، فإنّ ذاته ممسوس بذات الله ».

١٠٧

سبّ الله تعالى(١) .

والتقيّة واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائمعليه‌السلام ، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله ودين الإمامية(٢) وخالف الله ورسوله والأئمّة.

وسئل الصادق عن قول الله عزّوجلّ:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ) قال: « أعلمكم بالتقية »(٣) .

وقد أطلق الله تبارك وتعالى إظهار موالاة الكافرين في حال التقية.

وقال تعالى( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) (٤) .

وقال:( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (٥) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « إني لأسمع الرجل في المسجد وهو يشتمني، فأستتر منه بالسارية كي لا يراني »(٦) .

__________________

(١) راجع عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٦٧ ح ٣٠٨، أمالي الصدوق: ٨٧ ح ٢. وفي م زيادة ومن سبّ الله كبّه الله على منخريه يوم القيامة.

(٢) في ق، ر: الأئمّة.

(٣) رواه مسنداً الطوسي في أماليه ٢: ٢٧٤. والآية الكريمة في سورة الحجرات ٤٩: ١٣. وفي ق، ر: « أعلمكم ».

(٤) آل عمران ٣: ٢٨.

(٥) الممتحنة ٦٠: ٨ ـ ٩.

(٦) رواه مسنداً البرقي في المحاسن: ٢٦٠ كتاب مصابيح الظلم ح ٣١٤.

١٠٨

وقالعليه‌السلام : « خالطوا الناس بالبرّانية، وخالفوهم بالجوّانية، ما دامت الامرة صبيانيّة »(١) .

وقالعليه‌السلام : « الرياء مع المؤمن شرك، ومع المنافق في داره عبادة »(٢) .

قال عليعليه‌السلام : « من صلّى معهم في الصف الأوّل، فكأنّما صلّى مع رسول الله في الصف الأوّل »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وصلّوا في مساجدهم »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شينا »(٥) .

وقالعليه‌السلام : « رحم الله عبداً حببّنا إلى الناس، ولم يبغّضنا إليهم »(٦) .

وذكر القصَّاصون عند الصادق، فقالعليه‌السلام : « لعنهم الله يشنعون علينا ».

وسئلعليه‌السلام عن القُصَّاص، أيحل الاستماع لهم ؟ فقال: « لا ».

وقالعليه‌السلام : « من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبدالله وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس »(٧) .

وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول عزّوجلّ:( الشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) (٨) قال:

__________________

(١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ١٧٥ باب التقية ح ٢٠.

(٢) الهداية: ١٠.

(٣) الفقيه ١: ٢٥٠ باب الجماعة وفضلها ح ١١٢٦.

(٤) (٦) راجع: الكافي ٢: ١٧٤ ح ١، أمالي الطوسي ٢: ٥٥، فضائل الشيعة: ١٠٢ ح ٣٩.

(٧) رواه مسنداً المصنّف في عيون أخبار الرضا ١: ٣٠٤ ح ٦٣، الكليني في الكافي ٦: ٤٣٤ ح ٢٤.

(٨) الشعراء ٢٦: ٢٢٤.

١٠٩

« هم القُصَّاص ».

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أتى ذا بدعة فوقّره فقد سعى في هدم الاسلام »(١) .

واعتقادنا فيمن خالفنا في شيء(٢) من اُمور الدين كاعتقادنا فيمن خالفنا في جميع اُمور الدين.

[٤٠]

باب الإعتقاد في آباء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣)

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في آباء النبيّ(٤) أنّهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبدالله، وأنّ أبا طالب كان مسلماً، واُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لن آدم ».

ورُوي أن عبد المطلب كان حجة وأبا طالب كان وصيّه(٥) .

__________________

(١) الفقيه ٣: ٣٧٥ باب معرفة الكبائر ح ١٧٧١.

(٢) في ر، ح زيادة: واحد.

(٣) (٤) في ر زيادة: وعليعليه‌السلام .

(٥) ق، س: وروي أنّ عبد المطلب كانت حجة أبا طالب ووصيه، وفي ر: إن عبدالله كانت حجة وما أثبتناه من ج وبحار الأنوار ١٥: ١١٧.

١١٠

[٤١]

باب الإعتقاد في العَلويّة

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في العلوية أنّهم(١) آل رسول الله، وأنّ مودّتهم واجبة، لأنّها أجر النبوّة(٢) .

قال عزّوجلّ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٣) .

والصدقة عليهم محرّمة، لأنّها أوساخ(٤) أيدي الناس وطهارة لهم، إلا صدقتهم لإمائهم وعبيدهم، وصدقة بعضهم على بعض.

وأمّا الزكاة فإنّها تحل لهم اليوم(٥) عوضاً عن الخمس، لأنّهم قد منعوا منه.

واعتقادنا في المسيء منهم أنّ عليه ضعف العقاب، وفي المحسن منهم أنّ له ضعف الثواب.

وبعضهم أكفاء بعض، لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حين نظر إلى بنين وبنات علي وجعفر ابني [ أبي ] طالب: « بناتنا كبنينا، وبنونا كبناتنا »(٦) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « من خالف دين الله، وتولى أعداء الله، أو عادى أولياء الله، فالبراءة منه واجبة، كائناً من كان، من أي قبيلة كان ».

__________________

(١) في ر زيادة: من.

(٢) في ح: الرسالة.

(٣) الشورى ٤٢: ٢٣.

(٤) في ر، ج زيادة: ما في.

(٥) أثبتناها من ر.

(٦) رواه مرسلاً المصنّف في الفقيه ٣: ٢٤٩ باب الأكفاء ح ١١٨٤. وفي بعض النسخ: بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا.

١١١

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية: « تواضعك في شرفك أشرف لك من شرف آبائك ».

وقال الصادقعليه‌السلام : « ولايتي لأمير المؤمنينعليه‌السلام أحبّ إليّ من ولادتي منه ».

وسئل الصادقعليه‌السلام عن آل محمد، فقال: « آل محمد من حرم على رسول الله نكاحه »(١) .

وقال الله عزّوجلّ:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) (٢) .

وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ) فقال: « الظالم لنفسه منّا من لا يعرف حق الإمام، والمقتصد العارف بحق الإمام، والسابق بالخيرات بإذن الله هو الإمام »(٣) .

وسأل إسماعيل أباه الصادقعليه‌السلام ، فقال: ما حال المذنبين منّا ؟

فقالعليه‌السلام : « ليس بأمانيّكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سُوءاً يجز به »(٤) .

وقال أبو جعفر الباقرعليه‌السلام في حديث طويل: « ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحبّ الخلق إلى الله أتقاهم له وأعملهم بطاعته. والله ما يتقرّب إلى الله عزّوجلّ ثناؤه إلا بالطاعة، ما معناه براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجّة. من

__________________

(١) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار: ٩٣ باب معنى الآل ح ١.

(٢) الحديد ٥٧: ٢٦.

(٣) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار: ١٠٤ باب معنى الظالم لنفسه ح ٢. والآية الكريمة في سورة فاطر ٣٥: ٣٢.

(٤) رواه مسنداً المصنّف في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٣٤ ح ٥. والآية الكريمة في سورة النساء ٤: ١٢٣.

١١٢

كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدّو. لا تنال ولايتنا إلا بالورع والعمل »(١) .

وقال نوحعليه‌السلام :( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) (٢) .

وسئل الصادقعليه‌السلام عن قوله تعالى:( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) قال: « من زعم أنه إمام وليس بإمام » قيل: وإن كان علوياً فاطميّاً ؟ قال: « وإن كان علوياً فاطمياً »(٣) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « ليس بينكم وبين من خالفكم إلا المِطْمَر ». قيل:

فأي شيء المِطْمَر ؟ قال: « الذي تسمونه التُّرّ، فمن خالفكم وجازه فابرؤوا منه وإن كان علويا فاطميّا »(٤) .

وقال الصادقعليه‌السلام لأصحابه(٥) في ابنه عبدالله: « إنه ليس على شيء ممّا أنتم عليه، وإنّي أبرأ منه، بريء الله منه ».

__________________

(١) رواه مسنداً المصنّف في أماليه: ٤٩٩ المجلس الحادي والتسعين ح ٣، والكليني في الكافي ٢: ٦٠ باب الطاعة والتقوى ح ٣.

(٢) هود ١١: ٤٥ ـ ٤٧.

(٣) رواه مسنداً المصنّف في ثواب الأعمال: ٢٥٤ باب عقاب من ادّعى الإمامة ح ١. والآية الكريمة في سورة الزمر ٣٩: ٦٠.

(٤) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار: ٢١٢. وفي النسخ كافة: ( المضمر ) بدل « المطمر »، و « البراءة » بدل « التُّرَّ » وهو تصحيف بيّن. والمِطْمَر ـ بكسر الميم الأولى وفتح الثانية ـ الخيط الذي يقوم عليه البناء، ويسمى التُّرَّ أيضاً. مجمع البحرين ٣: ٣٧٧، النهاية لابن الأثير ٣: ١٣٨.

(٥) أثبتناها من ر، ج.

١١٣

[٤٢]

باب الإعتقاد في الأخبار المفسرة والمجملة

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الحديث المفسّر أنّه يحكم على المجمل، كما قال الصادقعليه‌السلام .

[٤٣]

باب الإعتقاد في الحظر والإباحة

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّ الأشياء كلّها مطلقة حتى يرد في شيء منها نهي.

١١٤

[٤٤]

باب الإعتقاد في الأخبار الواردة في الطب

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب أنّها على وجوه:

منها: ما قيل على هواء مكّة والمدينة، فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية.

ومنها: ما أخبر به العالمعليه‌السلام على ما عرف من طبع السائل ولم يتعد موضعه، إذ كان أعرف بطبعه منه.

ومنها: ما دلّسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس.

ومنها: ما وقع فيه سهو من ناقله(١) .

ومنها: ما حفظ بعضه ونسي بعضه.

وما روي في العسل أنّه شفاء من كل داء(٢) فهو صحيح، ومعناه أنّه شفاء من كل داء بارد.

وما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير(٣) فإنّ ذلك إذا كان

__________________

(١) العبارة بأكملها ليست في م، ق، س، وأثبتناها من ج وبحار الأنوار ٦٢: ٦٤، وقد تقرأ في ر ـ إ ذ كتبت في الهامش ـ: ما وقع وهم فيه وسهو من ناقله.

(٢) رواه مسنداً المصنّف في الخصال ٢: ٦٢٣ باب حديث الأربعمائة ح ١٠.

(٣) المصدر السابق ص ٦١٢.

١١٥

بواسيره من حرارة.

وما روي في الباذنجان من الشفاء(١) فإنّه في وقت إدراك الرطب لمن يأكل الرطب، دون غيره من سائر الأوقات(٢) .

وأمّا أدوية العلل الصحيحة عن الأئمّةعليهم‌السلام فهي آيات القرآن وسوره والأدعية على حسب ما وردت به الآثار(٣) بالأسانيد القوية والطرق الصحيحة.

وقال الصادقعليه‌السلام : « كان فيما مضى يسمّى الطبيب: المعالج، فقال موسىعليه‌السلام : يا رب، ممّن الداء ؟ فقال: منّي يا موسى. قال: يا رب، فممّن الدواء ؟ فقال: منّي. قال: فما يصنع الناس بالمعالج ؟ فقال: يطيب أنفسهم بذلك، فسمّي الطبيب لذلك(٤) .

وأصل الطب التداوي.

وكان داودعليه‌السلام تنبت في محرابه في كل يوم حشيشة، فتقول: خذني فإني أصلح لكذا وكذا، فرأى آخر عمره حشيشة نبتت في محرابه، فقال لها: ما اسمك، فقالت: أنا الخروبية(٥) فقال داودعليه‌السلام : خرب المحراب، فلم ينبت فيه شيء بعد ذلك ».

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من لم تشفه( الحمد لله ) فلا شفاه الله تعالى »(٦) .

__________________

(١) المحاسن: ٥٢٥ باب الباذنجان ح ٧٥٥.

(٢) في س: الآفات.

(٣) في هامش ر: الأخبار.

(٤) رواه مسنداً المصنّف في علل الشرائع: ٥٢٥ ح ١، والكليني في الكافي ٨: ٨٨ ح ٥٢. وفي ق، ر: فسمي الطبيب طبيباً لذلك.

(٥) في بعض النسخ: الخرنوبة.

(٦) نحوه رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٤٥٨ باب فضل القرآن ح ٢٢.

١١٦

[٤٥]

باب الإعتقاد في الحديثين المختلفين

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأخبار الصحيحة عن الأئمّةعليهم‌السلام أنّها موافقة لكتاب الله تبارك وتعالى، متّفقة المعاني غير مختلفة، لأنّها مأخوذة من طريق(١) الوحي عن الله تعالى، ولو كانت من عند غير الله تعالى لكانت مختلفة. ولا يكون اختلاف ظواهر الأخبار إلا لعلل مختلفة.

مثل ما جاء في كفّارة الظهار عتق رقبة.

وجاء في خبر آخر صيام شهرين متتابعين.

وجاء في خبر آخر إطعام ستين مسكيناً.

وكلّها صحيحة، فالصيام لمن لم يجد العتق، والإطعام لمن لم يستطع الصيام.

وقد رُوي(٢) أنّه يتصدق بما يطيق، وذلك محمول على من لم يقدر على الإطعام.

ومنها ما يقوم كلّ واحد منها مقام الآخر، مثل ما جاء في كفّارة اليمين

__________________

(١) في ق زيادة غير.

(٢) في هامش ر: قيل.

١١٧

( إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ) (١) فإذا ورد في كفّارة اليمين ثلاثة أخبار أحدها بالإطعام وثانيها بالكسوة، وثالثها بتحرير رقبة(٢) كان ذلك عند الجهال مختلفاً، وليس بمختلف، بل كلّ واحد من هذه الكفّارات تقوم مقام الاُخرى.

وفي الأخبار ما ورد للتقيّة.

وروي عن سليم بن قيس الهلالي أنّه قال: قلت لأمير المؤمنينعليه‌السلام :

إنّي سمعت من سلمان ومقداد وأبي ذر شيئاً من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله غير ما في أيدي الناس، ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن، ومن الأحاديث عن النبيّ أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أنّ ذلك كلّه باطل، أفترى الناس يكذبون على رسول الله متعمّدين ويفسّرون القرآن بآرائهم ؟.

قال: فقال عليعليه‌السلام : « قد سألت فافهم الجواب: إنّ ما في أيدي الناس: حقّ وباطل، وصدق وكذب، وناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه، وحفظ ووهم.

وقد كُذب على رسول الله على عهده حتى قام خطيباً فقال: أيّها الناس، قد كثرت الكذابة عليَّ(٣) فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار، ثمّ كذب عليه من بعد.

وإنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس:

رجل منافق مظهر للإيمان متصنّع بالاسلام، لا يتأثم ولا يتحرّج(٤)

__________________

(١) المائدة ٥: ٨٩.

(٢) العبارة: فإذا ورد بتحرير رقبة، ليست في ق، س.

(٣) العبارة في م: « قد كثر الكذب عليّ ».

(٤) العبارة في ق، س، ر: لم يأثم ولم / لا يخرج / يجزع.

١١٨

أن يكذب على رسول الله متعمّداً. فلو علم الناس أنّه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدّقوه، ولكنّهم قالوا: هذا صحب(١) رسول الله ورآه وسمع منه، فأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله. وقد أخبر الله تعالى عن المنافقين بما أخبر، ووصفهم بما وصفهم، فقال:( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ) (٢) ثمّ تفرقوا بعده، فتقربوا(٣) إلى أئمّة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان، فولّوهم الأعمال، وأكلوا بهم الدنيا، وحملوهم على رقاب الناس، وإنّما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم(٤) الله. فهذا أحد الأربعة.

ورجل آخر سمع من رسول الله(٥) شيئاً لم يحفظه على وجهه ووهم فيه، ولم يتعمّد كذباً، فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه، ويقول: أنا سمعته من رسول الله(٦) . فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه، ولو علم هو أنّه وهم لرفضه.

ورجل ثالث سمع من رسول الله شيئاً أمر به، ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شيء، ثمّ أمر به وهو لا يعلم، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ. فلو علم أنّه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون إذ سمعوه أنّه منسوخ لرفضوه.

ورجل رابع لم يكذب على رسول الله، مبغض للكذب خوفاً من الله وتعظيماً لرسول الله، لم يسه(٧) بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به كما سمع، لم يزد ولم

__________________

(١) في م: صاحب.

(٢) المنافقون ٦٣: ٤.

(٣) أثبتناها من ج، وهامش م، وفي النسخ: فتفرّقوا.

(٤) في م، ر: عصمه.

(٥) أثبتناها من ر، وفي النسخ: وسمع رجل آخر من رسول الله.

(٦) في م: أنا سمعت رسول الله.

(٧) في م: ينسه، وفي ر: يتشبه به، وفي هامشها: يشتبه به.

١١٩

ينقص، وعلم الناسخ والمنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ.

وإن أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثل القرآن(١) ، ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه. وقد كان يكون من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الكلام له وجهان: كلام عام وكلام خاص، مثل القرآن، قال الله تعالى:( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٢) فاشتبه على من لم يعرف ما عني الله ورسوله، وليس كل أصحاب رسول الله يسألونه ويستفهمونه، لأن فيهم قوما كانوا يسألونه ولا يستفهمونه، لأنّ الله تعالى نهاهم عن السؤال، حيث يقول:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ) (٣) .

فامتنعوا من السؤال حتى إن كانوا يحبون أن يجيء الأعرابي والبدوي فيسأل وهم يسمعون.

وكنت أدخل على رسول الله في كل ليلة دخلة، وأخلو به في كل يوم خلوة، يجيبني عمّا أسأل، وأدور به حيثما دار، وقد علم أصحاب رسول الله أنّه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري، وربّما كان ذلك في بيتي.

وكنت إذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي(٤) وأقام نساءه، فلم يبق غيري وغيره، وإذا أتاني هو للخلوة وأقام من في بيتي لم يقم عنا فاطمة ولا أحد ابناي(٥) .

__________________

(١) في م زيادة: كذلك.

(٢) الحشر ٥٩: ٧.

(٣) المائدة ٥: ١٠١، ١٠٢.

(٤) في م، ر: أخلاني.

(٥) في بعض النسخ: ولا أحدا من أبنائي.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128