ديوان صالح الكواز
0%
مؤلف: صالح الكواز
تصنيف: دواوين
الصفحات: 143
مؤلف: صالح الكواز
تصنيف: الصفحات: 143
المشاهدات: 18018
تحميل: 10399
توضيحات:
مؤلف: صالح الكواز
تصنيف: دواوين
الصفحات: 143
مؤلف: صالح الكواز
وتُـمسي ديـاري مثلُ ما قد عهدتها |
مـلاذُ دخـيلٍ ظـلَّ يـأوي حجالها |
|
فُـنيتم ولـم تـبلغْ كـهولُ قـبيلكم |
مـشيباً ولا الـشبّانُ تـلقى اكتهالها |
|
هـبـّوا إنّـكـم قـاتـلتمُ فـقـتلتم |
فـما ذنـبُ أطـفالٍ تُـقاسي نبالها |
|
رجـالهم صـرعى وأسرى نساؤهم |
وأطـفالهم فـي الأسـرِ تشكو حبالها |
|
فـما لـقصيٍّ أحـجمت عن عداتها |
مـذ اسـتقصت الأوتارَ منها فما لها |
|
وألـويـةُ الأشرافِ آلُ لـويـها |
لـوتها الأعـادي بـعدَ ما اللّهُ شالها |
|
وإنّ قـناةَ الـفخرِ مـن فهرٍ قصّدت |
ولـم تـلقَ من بعدِ الحسينِ اعتدالها |
|
ومـدركةٌ تـدري عـشيّةَ أدركـت |
مـناها الـعدى مـنها ونالت منالها |
|
بـنفسي قـوماً زايـلتني فـلم أزل |
أرى كـلَّ آنٍ نـصبَ عيني خيالها |
|
وكـيفَ انـثنت مـقطوعةً وصلاتها |
ولم ترَ إلاّ بـالنبي اتـصالها |
|
تـعلُ الـقنا مـنهم وتـنتهلُ الضبا |
وتـغـدو دمـاها عـلّها وانـتهالها |
|
مـصائبُ لا نـسطيعُ يـوماً سماعها |
فـواعجباً كـيفَ اسـتطعنا مـقالها |
|
فـيا مَـنْ عليهم تجعلُ الناسُ في غد |
وفـي الـيومِ مـن بعدِ الإله اتكالها |
|
زفـفتُ إلـيكم مـن حـجالِ بديهتي |
عـروسَ نـظامٍ دانَ أهلُ الحجى لها |
|
فـإن قُـبلت هـانتْ عظائمُ عثرتي |
وأيـقـنتُ أنّ الـلّـهَ فـيها أقـالها |
|
فـما ضـرّ ديـواني سوادُ طروسه |
إذا لـقيتُ فـي الحشرِ منكم صقالها |
|
ومـا ضـرّ مـيزاني ثقالُ جرائمي |
إذا كـنـتُ فـيها مـستخفّاً ثـقالها |
|
ولا أخـتشي هـولاً وإن كنتُ طالحاً |
إذا قـيل يـومَ الـحشرِ صالحُ قالها |
وقال في رثائه (عليه السّلام):
رحـلوا والأسـى بـقلبي أقـاما |
جـيرةٌ جـارُهم بـهم لن يُضاما |
|
ذهـبوا والـندى فـعادَ الـمنادي |
لا يرى من يدِ الصروفِ اعتصاما |
|
كـم حبستُ الإنضاءَ بالدلى حتى |
خـلـتها في وقـوفها آكـاما |
|
وسـألتُ الـرسومَ عنهم فما أغنى |
سـؤالي ومـا شـفى لـي سقاما |
|
وإذا ما سـألـتهنَّ أعادت |
فـي لـسانِ الصداءِ منها الكلاما |
|
فـكـأنّي كـنت الـمناشد عـنهم |
وهـي كـانت مـناشداً مـستهاما |
|
يـا سـقى الـلّهُ مـعهداً قد سقته |
سـحبُ أجـفاني الدموعُ السجاما |
|
خـيّلَ الـقلبُ لـي بهِ وهو خال |
عـرباً خـيلهم تـحوطُ الـخياما |
|
مـن بني غالبِ الألى في المعالي |
غـلبوا كـلَّ غـالبٍ لـن يسامى |
|
هـم بـعلمٍ وفـي نـدى ونـزال |
أرشـدوا أرفـدوا أراعـوا حماما |
|
لـستُ أنـسى رئيسهم خيرَ خلق |
الـلّهِ رأسَ الـهدى ثـمالَ اليتاما |
|
يـومَ ثـارتْ عـلوجُ حربٍ لغي |
تبـعـوا فيـه .............. |
|
أيـقـظوا لـلحقودِ مـنهم قـلوباً |
هـي كـانت خوف الحسام نياما |
|
وأحـاطوا بـابنِ الـنبي عـناداً |
لأبـيـهِ ولم يـراعوا ذمـاما |
|
فـرمـاهم بـأسهمٍ مـا رمـاها |
يـومَ حـربٍ إلاّ ونـالَ الـمراما |
|
وحـمـاةٌ قـد ارتـضاهم لـديه |
شـيعةً مـثلَ مـا ارتضوه إماما |
|
سادةٌ تـنظر الـوفودُ نـداهم |
مـثـلما تـنظرُ الـعفاةُ الـغماما |
صـيدُ حـربٍ يـستنزلونَ المنايا |
بـالـعوالي ويـرهبونَ الـحماما |
|
وثـبوا لـلوغى بـأسيافِ عـزم |
حـدّها أورثَ الـسيوفَ الـكهاما |
|
وأبـاحوا الـقنا صـدورَ الأعادي |
والـمـواضي نـحورها والـهاما |
|
فـكأنّ الـوغى خـريدةُ حـسن |
أودعـت مـنهم الـقلوبَ غراما |
|
أسـفـروا لـلـلقى ولـلنقعِ لـيل |
كـانَ لـلشمسِ مـن دجـاهُ لثاما |
|
وجلـوهُ بـأوجـهٍ تـتـمنى |
نـيـراتَ الـسما لـهنَّ الـتثاما |
|
وتـعاطوا لدى الوغى كأسَ حتف |
كـمعاطاةِ مَـنْ تـعاطى الـمداما |
|
واحـتسوه كـي لا يساموا بضيم |
وأخـو الـعزّ ذلّـةٍ لـن يـساما |
|
وثووا في الرغامِ صرعى فأضحت |
تـتمنّى الـسما تـكونُ الـرغاما |
|
وعـدا الـسبطُ للعدى فوقَ طرف |
خـيلَ صـقراً على الحمائمِ حاما |
|
فـكأنّ الـرياحَ مـنهُ اسـتعارت |
يـومَ عـادٍ عدواً فأضحت رماما |
|
فـلـقَ الـهـامَ بـالمهندِ حـتى |
مـنـعَ الـدمَ أن يـثورَ الـقتاما |
|
خـضَّبَ الـخيلَ بـالدماءِ إلى أن |
كـانَ مـنها عـلى الـلغامِ اللغاما |
|
غـادرَ الـخيلَ والـرجالَ رماما |
والـقنا الـسمرَ والـنصالَ حطاما |
|
بـطـلٌ كـافحَ الألـوفَ فـريداً |
ولـديه الأمـلاك كـانت قـياما |
|
وأتـى الـنصرُ طالبُ الأذنَ منه |
وإلـيهِ الـزمانُ ألـقى الـزماما |
|
فـأبـى أن يـمـوتَ إلاّ شـهيداً |
مـيـتةً فـاقـتِ الـحياةَ مـقاما |
|
فـكـأنّ الـحـمامَ كـانَ حـياة |
وكأنّ الـحياةَ كـانت حـماما |
بـأبي بـاذلاً عـن الـدينِ نفساً |
هـي نـفسُ الوجودِ حيثُ استقاما |
|
يـا أمـيرَ القضاءِ كيفَ استحلّت |
جـارياتُ الـقضاءِ منك الحراما |
|
أنـتَ ربُّ الـوغى ورُبَّ عـبيد |
كـفـرت مـن إلـهها إلاّ نـعاما |
|
وأبـو الـبيضِ والـقنا رُبّ ولد |
قـد عـصت والـداً كريماً هماما |
|
يـا قـتيلاً شـقت عـليهِ المعالي |
جـيبها واكـتست ضـناً وسقاما |
|
إنّ دهـراً أخـنى عـليكَ لـدهر |
عـيرتهُ الـدهورُ عـاماً فـعاما |
|
بـل ويـوماً قـتلتَ فـيهِ لـيوم |
قـد كـسا ثـوبَ حـزنهِ الأياما |
|
وسـنـاناً أرداكَ فـيـهِ سـنان |
خـزيـهُ غـادرَ الـرماحَ تـماما |
|
لـستُ أنسى كرائمَ السبطِ أضحت |
حـائـراتٍ لِـما فـقدنَ الـكراما |
|
تـشتكي حـرّ ثـكلها وحـشاها |
قـد رأى فـي السباءِ حراً ضراما |
|
أي خـطبٍ مـن الـرزايا تقاسي |
فـي قـلوبٍ أذكـت بـهنَّ أواما |
|
نـهبُ رحـلٍ أم فـقدهنّ حسينا |
وبـنـي هـاشم هـماماً هـماما |
|
وإذا حنَّ فـي الـسبايا يـتيم |
جـاوبـتهُ أراملٌ ويـتـامى |
|
وأمـينُ الإلـهِ فـي الأرض بعد |
الـسبطِ أضـحى مـقيّداً مستضاما |
|
تارةً يـنظرُ الـنساءَ وطـوراً |
أرؤسـاً بـالرماحِ تـجلو الظلاما |
|
كـيفَ يسري بين الأعادي أسيراً |
مَـنْ يـغادرُ وجـودها إعـداما |
|
قـيّـدوه من حـلـمهِ بـقيود |
ربَّ حـلـمٍ يـقـيّد الـضرغاما |
|
يـا بـني خـير والـدٍ ليتَ عيناً |
مـا بـكتكم تـسهَّدت لـن تناما |
وفـؤاداً مـا ذابَ شـجواً عليكم |
باتَ لـلوجدِ مـنزلاً ومـقاما |
|
كـلُّ بـاكٍ عـلى سـواكم مـلام |
كـلُّ بـاكٍ عـليكم لـن يُـلاما |
|
وإلـيـكم مـنّي خـريدةُ حـسن |
قـلّدت مـن جـمانِ فكري نظاما |
|
أبـتغي مـنكم الـقبولَ وأرجـو |
جـائـزاتٍ تـنـيلني الإكـراما |
|
فـاقـبلوها يـا سـادتي وأنـيلوا |
فـسوى نـيلُ فـضلكم لن يُراما |
|
كـانَ فـيها عـونُ الإلـه ابتداءً |
فـاجعلوا مـنكمُ الـقبولَ اختتاما |
وله في رثائه (عليه السّلام):
هل بعـد مـوقـفنا عـلـى يـبـرين |
أحيـا بطـرفٍ بـالـدمـوعِ ضـنـينِ |
|
وادٍ إذا عايـنـتَ بين طلـولـه |
أجريـت عـيـنـي لـلـحـسانِ الـعـينِ |
|
فـتـخالُ مـوسـى فـي انـبجاسِ مـحاجري |
مـسـتـسقياً لـلـقـومِ ماءَ جـفـونـي |
|
طلـلٌ نظـرت نؤيَّـه مـحـجـوبة |
نـظـرُ الأهـلّـةِ في الـسحابِ الـجونِ (1) |
|
تـحـنى عـلـى سـفـعِ الـخـدودِ كـأنّـها |
سودُ الإماءِ حـمـلنَ فوق سـفـينِ |
|
لم تـخـب نارُ قـطـينهِ حـتى ذكـت |
نارُ الفـراقِ بـقـلـبي الـمـحـزونِ |
|
الدهـرُ أقرضـهُ الـعـمـارة بـرهـة |
ثمَّ انـتـحـاهُ بـخـلـسةِ الـمـديـونِ |
____________________
1 - النؤي - بالتشديد وضم النون وكسر ما بعدها. والنؤي كهدي -: الحفر حول الخباء والخيمة يمنع مسيل الماء، وأنأى الخيمة عمل لها نؤياً، (ق) وأرق منه قول العلامة السعيد الحبوبي:
يطلبُ الرسمَ فلا يعرفه |
كهلالِ الشكِ يبدو ويزولُ |
وابتـاعَ جدَّتـهُ الزمـانُ بـمـخلق |
ورمى حمـاهُ بـصـفـقةِ الـمـغبونِ |
|
قالِ الـحـداةُ وقد حـبـستُ مـطـيهم |
من بـعـد ما أطـلـقتُ مـاءَ شـؤوني |
|
ماذا وقـوفـكَ في مـلاعـبِ خرّد |
جدَّ الـعـفـاءُ بـربـعـها الـمـسـكونِ |
|
وقـفـوا مـعـي حـتـى إذا ما اسـتيأسوا |
خـلـصـوا نـجـيّاً بـعـد ما تـركـوني |
|
فكـأنّ يـوسـفَ في الـديـارِ مـحـكّم |
وكأنّـنـي بـصـواعـهِ اتـهـمـوني (1) |
|
ويلاهُ من قومٍ أساءوا صـحـبتي |
من بعـدِ إحـسـاني لـكـلِّ قـريـنِ |
|
قد كـدتُ لـولا الـحلمُ مـن جـزعي لِـما |
ألقـاهُ أصفـقُ بـالـشـمالِ يـمـيـنِ |
|
لـكـنّـمـا والدهرُ يـعـلـمُ أنّنـي |
ألقى حوادثـهُ بـحـلـمِ رزينِ |
|
قـلـبـي يقـلّ من الـهـمومِ جـبـالها |
وتـسـيخُ عن حـمـلِ الرداءِ مـتـوني |
|
وأنا الذي لم أجـزعـن لـرزيـة |
لولا رزاياكـم بنـي يـاسـيـنِ |
|
تلـكَ الرزايـا الـبـاعثاتُ لـمـهجتي |
ما ليـسَ يـبـعثهُ لـظـى سـجّـينِ |
|
كيـفَ الـعـزاءُ لـهـا وكلّ عـشـيّة |
دمكـم بـحـمـرتها الـسـمـاءُ تـريـني |
|
والبـرقُ يـذكّـرني ومـيـضَ صوارم |
أردتكـمُ في كفِّ كلِّ لـعـينِ |
|
والـرعـدُ يـعـربُ عن حـنـينِ نـسائكم |
في كلِّ لـحـنٍ لـلـشجونِ مـبـينِ |
____________________
1 - الصواع لغة في الصاع وهو مكيال يسع أربعة أمداد، وجاء في القرآن الكريم (نفقد صواع الملك).
وأبدع السيد السعيد الحبوبي بقوله من قصيدة:
أحبتنا الذين قد استقلوا |
رويدكم التحمّلَ والزماعا |
|
فإخوة يوسفَ خلصوا نجياً |
وقد صحبوا فؤدى لا الصواعا |
يـنـدبـنَ قـومـاً ما هـتـفنَ بـذكـرهم |
إلاّ تـضـعـضعَ كلُّ ليـثِ عـريـنِ |
|
الـسـالـبـينَ النـفـسَ أوّلَ ضربـة |
والـمـلـبسينَ المـوتَ كلَّ طـعـينِ |
|
لو كلّ طـعـنةِ فارسٍ بـأكـفهم |
لم يُـخـلـقُ الـمـسبارُ لـلـمطعونِ (1) |
|
لا عـيـبَ فـيـهم غـيـرَ قـبـضهمُ الـلـوا |
عـنـدَ اشـتـباكِ الـسمرِ قـبضَ ضـنينِ (2) |
|
سـلـكـوا بحـاراً من دماءِ اُمـيـة |
بـظـهـورِ خيـلٍ لا بطـونِ سـفـينِ |
|
ما سـاهـموا الـموتَ الـزؤامَ ولا اشـتكوا |
نـصـبـاً بيـومٍ بالـردى مقـرونِ |
|
حتـى إذا الـتـقـمتهمُ حوتُ الـقـضا |
وهي الأمانـي دونَ خيـرِ أمـيـنِ |
|
نـبـذتـهمُ الـهـيـجاءُ فوقَ تـلاعـهـا |
كـالـنـونِ يـنـبـذُ بـالـعـرى ذا الـنـونِ |
|
فـتـخـالُ كلاً ثمّ يـونـسَ فـوقـه |
شجـرُ الـقـنا بدلاً عن الـيـقطينِ |
|
خذ في ثـنـائهمُ الـجـميلَ مـقـرّضاً |
فـالـقـومُ قد جـلّـوا عن الـتـأبينِ |
|
هم أفـضـلُ الـشـهداءِ والـقـتلى الأُلـى |
مـدحـوا بـوحـي في الـكـتابِ مـبـينِ |
|
ليـتَ الـمـواكبَ والـوصـي زعـيـمها |
وقفـوا كـمـوقـفهم علـى صـفـيـنِ |
|
بـالـطفِّ كي يروا الأُلـى فـوقَ الـقنا |
رفعـت مـصـاحـفها اتقـاءَ مـنـونِ |
|
جـعـلـت رؤوسَ بـنـي الـنـبي مـكـانها |
وشفـت قديـمَ لواعـجٍ وضـغـونِ |
|
وتـتـبـعت أشقـى ثمـودَ وتبّـع |
وبنـت عـلـى تـأسـيسِ كلِّ لـعـينِ |
____________________
1 - المسبار - ما يسبر به الجرح. والسبر امتحان غور الجرح.
2 - وقد حذا فيه حذو النابغة الذبياني بقوله:
ولا عيبَ فيهم غيرَ أنّ سيوفهم |
بهنَّ فلولٌ من قراعِ الكتائبِ |
وهو من شواهد البديعيين في باب المدح في معرض الذم.
الواثـبـيـنَ لظـلـمِ آلِ محـمّـد |
ومحـمّـدٌ ملـقـى بلا تـكـفـينِ |
|
والـقـائـلـيـنَ لفاطـمٍ آذيتـنـا |
في طولِ نوحٍ دائمٍ وحـنـينِ |
|
والـقـاطـعينَ أراكةً كـيـمـا تـقـيـل |
بظلِ أوراقٍ لها وغصونِ |
|
ومـجـمّعي حـطـبٍ عـلـى الـبـيتِ الـذي |
لم يـجـتـمع لولاهُ شـمـلُ الـديـنِ |
|
والـداخـلـينَ علـى الـبـتـولةِ بـيـتها |
................................... |
|
والقـائـديـنَ إمامـهـم بنـجـاده |
والـطـهـرُ تدعـو خـلـفـهُ بـرنـيـنِ |
|
خـلّـوا ابنَ عـمّـي أو لأكـشـفَ لـلدعا |
رأسي وأشكـو للإلـهِ شـجـوني |
|
ما كانَ نـاقـةُ صـالـحٍ وفـصـيلها |
بـالـفـضلِ عنـدَ اللّـهِ إلاّ دوني |
|
ورنت إلى الـقـبرِ الـشـريفِ بـمقلة |
عبـرى وقلـبٍ مـكـمـدٍ محـزونِ |
|
قالـت وأظفـارُ الـمـصـابِ بـقـلبها |
غوثـاهُ قلَّ عـلـى الـعـداةِ مـعـيني |
|
أبتاهُ هذا ............... |
تُـبـعـا ومالَ الـنـاسُ عن هرونِ |
|
أي الرزايا أتّقي بـتـجـلـد |
هو في الـنـوائبِ مـذ حـييت قـريني |
|
فـقـدي أبي أم غـصـبَ بـعـلي حـقّـه |
.................................... |
|
أم أخذهـم إرثي وفـاضـلَ نـحـلتي |
أم جـهـلـهم حقّـي وقد عـرفـوني |
|
قهـروا يـتـيـمكَ الـحـسينَ وصـنـوه |
وسـألـتـهم حقّـي وقد نـهـرونـي |
|
باعـوا بـضـائـعَ مـكـرهم وبـزعـمهم |
ربحـوا وما بـالـقومِ غـيـرَ غـبـينِ |
|
ولـربـمـا فرحَ الـفـتى في نـيـله |
إرباً خـلـعنَ عـلـيهِ ثوبَ حـزيـنِ |
|
وإذا أضلّ اللّـهُ قومـاً أبـصـروا |
طرقَ الـهـدايةِ ضـلّـةً في الـديـنِ |
المدائح والتهاني
وقال مادحاً أهل البيت (عليهم السّلام) ومتوسلاً فيهم إلى اللّه (عزّ وجلّ):
مـا انـفكَّ عنّي من زماني مدبر |
مـن صـرفهِ إلاّ دهـاني مقبلً |
|
دافـعتُ مـا لا يُـستطاعُ دفاعه |
وحـملتُ مـن بلواهُ ما لا يُحملُ |
|
حـتى إذا لـم تبقَ لي من حيلة |
قـالت لـي الأيـامُ مـاذا تفعلُ |
|
أوَ مـا درتْ أنّ ابنَ فاطمَ موئلي |
وتـخلّصي فـيهِ ونِـعْمَ الموئلُ |
|
الـكاشفُ الأزماتِ صرحُ محلها |
باجش عـن آلائـهِ يـتهللُ |
|
يـا حـجّةَ الـلّهِ التي بلغت إلى |
الأقـصى وحكمتهِ التي لا تُعقلُ |
|
أوَ لـيسَ تـوبةُ آدمٍ لـو لم يكن |
مـتـوسّلاً بـجـنابكم لا تُـقبلُ |
|
وبـكم نـجا نوحٌ وأغرقَ قومه |
لـججٌ علا الأطوادِ منها الأسفلُ |
|
وعـلى خليلِ اللّهِ قد عادت بكم |
بـرداً لـظى نـارٌ تشبُّ وتُشعلُ |
|
وبكم لموسى حيثُ سُخّرتِ العصا |
بـلغَ الـمرامَ بها وضلَّ المبطلُ |
|
وبـسرّكم عـيسى أجـابَ نداءه |
الأمـواتُ مـنطبقاً عليها الجندلُ |
|
وألانَ داودُ الحديدَ واُعطي الملك |
ابـنهُ فـيكم عـلى مـا يـأملُ |
|
وبـكم لآصفَ عرشُ بلقيسَ أتى |
لا كارتدادِ الطرفِ بل هو أعجلُ |
|
وبـكم دعـا الـلّهَ العظيمَ لضرّه |
أيـوبُ فانكشفَ البلاءُ المعضلُ |
|
ولأجـلكم خـلقَ الـوجودَ وفيكم |
بـينَ الـبريّةِ كلُّ صعبٍ يسهلُ |
|
وبـقضبكم شيدَ الهدى وبها على |
أعـدائهِ نُـصرَ الـنبي المرسلُ |
فـبحقِّ مَنْ أعطاكمُ الفضلَ الذي |
مـا فـوقكم فـيهِ سـواهُ أفضلُ |
|
جـودوا عـليّ بعطفةٍ من منِّكم |
كـرماً فـجودكمُ الأعـمُ الأجزلُ |
|
وتـقبّلوا مـنّي وإن أكُ جـانياً |
فـالعبدُ يـجني والـموالي تقبلُ |
|
عـبدٌ أسـاءَ فـأينَ مـن ساداته |
إحـسانُ عـفوهم الذي لا يجهلُ |
|
فـعلَ الـعظائمَ واستجارَ بعزّكم |
أيـكونُ مـنهُ جـزاؤهُ ما يفعلُ |
|
الـلؤمُ شـأني والـمكارمُ شأنكم |
وعـلى سـجيّتها الـبريّةُ تعملُ |
قال يهنئ العلامة السيد مهدي القزويني طاب ثراه في ولده السيد محمد بقرانه الاول سنة 1289 هـ (1) .
حييت من رشأ غرير |
أسفرت عن قمر منير |
|
وبسمت عن شبم اللمى |
شنب المذاق من الثغور |
____________________
1 - لقد تجارى في هذه الحلبة جماعة من الشعراء منهم السيد مهدي بن السيد داود في قصيدة مطلعها:
ابنى النبوة إن عرس محمد |
قرت به أحداق كل موحد |
ومنهم الشيخ علي المطيري في قصيدة أولها:
سقى الفيحاء هطال سجوم |
وخفق في خمائلها النسيم |
وقد أثبتناها مع ترجمته في الجزء الثاني من البابليات، وللسيد حيدر الحلي قصيدة مطلعها:
طلعت كبدر دجى تزف سلافها |
يا حي طلعتها وحي زفافها |
وقد كان صاحب الديوان من السابقين في هذا الميدان.
وأتيت يعطفك النسيم |
تعطف الغصن النضير |
|
تعطو كمثل الضبي لا |
مثل (القطاة الى الغدير) |
|
مَنّ عليَّ لوجنتيك |
وليس بالمنّ اليسير |
|
سلب المدامة لونها |
وهي التي سلبت شعوري |
|
أيام حال شعاعها |
بين البصيرة والضمير |
|
لا نتقي قول الوشا |
ة ولا نبالي في غيور |
|
أمرصعاً شمس الطلى |
بفواقع الشعرى العبور (1) |
|
ذقها وعبّرها اليّ |
تشمني نشر العبير |
|
فلماك عندي والطلى |
(كلتاهما حلب العصير) (2) |
|
واذا سفرت فانما |
سفر الزمان عن السرور |
|
وغدت لياليه جميعا |
مقمرات في الشهور |
|
وغدايتيه تغطرفاً |
ويفوق فخراً في الدهور |
|
ما الفطر ما النوروز ما |
الاضحى أخو الشأن الكبير |
|
اليوم باشرت المسرة |
مهجة الهادي البشير |
|
وغدا عليه الوحي يهبط |
بالتهاني والحبور |
____________________
1 - الشعرى العبور والشعرى الغميصاء اختا سهيل (النجم المعروف).
2 - تضمن فيه جزءاً من قول الشاعر:
كلتاهما حلب العصير فعاطني |
بزجاجة ارخاهما للمفصل |
بسرور ذي القدر الرفيع |
وحجة اللّه القدير |
|
العالم الحكم الذي |
ما خان يوماً في نقير |
|
سيان عند قضائه |
قدر المبجل والحقير |
|
ربّ الخورنق عنده |
(ربّ الشويهة والبعير) |
|
الباعث الدهماء للاضياف |
في اليوم المطير |
|
كبرت بان تمسى أثافيها |
كرضوى أو ثبير |
|
لو كان في عصر بن |
جذعان ووالده البشير |
|
لكفى الوليمة عمّه |
في الراسيات من القدور |
|
يا حاسد المهدي (غض الطرف |
انك من نمير) |
|
اربعْ وكنْ متجرعاً |
عمر المدى حسك الصدور |
|
كم طامع بعلاه قبلك |
طال بالباع القصير |
|
اقعى كما اقعى ابوه لـ |
ـعجز ذي لهث عقور |
|
هيهات تدرك شأوه |
أين الثماد من البحور |
|
ان البحار لقطرة |
من جود (جعفره) الغزير |
|
هو جعفر بن محمد |
والصادق القول المشير |
|
يرمي الغيوب بفكرة |
رمي السهام من الجفير |
|
وتعود وهي كأنما |
كانت لديه من الحضور |
|
سله بكل عويصة |
فلقد سقطت على الخبير |
فهو ابن بجدتها الذي |
اثنت عليه يد المشير |
|
لولا ابو حسن لقال |
الناس كان بلا نظير |
|
هو صنوه وقسيمه |
في كل مكرمة وخير |
|
ما ميز بينهما وهل |
فرقُ لشبَّر من شبيرِ |
|
عن نعته صام العقول |
فليس تلقى من فطور |
|
لو رامه العقل المجر |
د عاد في بصر حسير |
|
وتكاد حدة ذهنه |
لتبين عن ذات الصدور |
|
سروا فليس بمسلم |
من حاد عن هذا السرور |
|
بمحمد بن محمد |
ذي الطول والنسب القصير |
|
بفتى تشبب بالعلى |
طفلا يغذى بالحجور |
|
وتوسمت منه المراضع هيبةَ |
الملك الخطير |
|
حتى ترجل عن سر |
ير وامتطى أعلى سرير |
|
نظر الورى منه ثبيرا |
يجتبي فوق الاثير |
|
وضعت لمنطقه المسا |
مع من صغير أو كبير |
|
فاذا رأيت رأيت منه |
هيبةَ الاسدِ الهصور |
|
واذا سمعت فعن فمّ |
المولى الملقب بالامير |
|
يهنيهم الفرح الذي |
يبقى على أبد الدهور |
|
حتى يضاعفه (الحسين) |
بيوم بشر مستنير |
المنتمي للذروة العلياء |
من مضر البدور |
|
متكهلاً عصر الشبا |
ب بمنسك الشيخ الكبير |
|
وجرى بميدان الرهان |
لغاية الشرف المنير |
|
لا بالبليد ولا اللهيد |
ولا الغبي ولا العثور |
|
من معشر شغلتهم العلياء |
عمن في الخدور |
|
لولا طلابهم بقا |
ء سلالة الهادي البشير |
|
كي لا تبيت الارض خالية |
من الثقل الصغير |
|
وفروا النساء على الخدو |
ر تكرماً فعل الحصور |
|
واذا هم خطبوا لانفسهم |
منيعات القصور |
|
خطبوا الكرائم للاكا |
رم والشموس الى البدور |
|
من كلِّ بيتٍ من بيو |
تات العلى علم شهيرِ |
|
أنظر فهل تلقى سوا |
هم ذا حمى للمستجير |
|
فلكم ذوات حشاشة |
صدعت لمقهورٍ أسير |
|
فزعت إليهم وهو في |
اظفار ذي لبد ظفير |
|
جاؤا به من بين شد |
قي ضيغم عالي الزئير |
|
يا أيها الملك المغلّف |
بالمداد عن العبير |
|
ومن الكتاب وزيره |
أكرم بذلك من وزير |
|
حسدت نمارق كل ملك |
ما وطأت من الحصير |
كم ليلة احييتها |
بهلاك اباء الشرور |
|
بيراعة قلّبتها |
بين المحابر والسطور |
|
و (صوارم) لك ماضيا |
ت في رقاب بني الغرور |
|
امضى عليهم من صوا |
رم يوم (بدر) في النحور |
|
لو تثنين لك الوسا |
دة فهت بالجم الغفير |
|
وابنت عن صحف الخليل |
وصحف موسى والزبور |
|
وابنت عن انجيل عيسى |
والكتاب المستنير |
|
وحكمت في اربابها |
فيما عليهم من أمور |
|
وهديتهم سبل الهدى |
بعد التخبط في الوعور |
|
لكن صمَّت تأسياً |
بمقر شقشقة الهدير |
|
العلم حبوتك التي |
ما نلتها بالمستعير |
|
يبدوا اليك لبابه |
وسواك يخضم بالقشور |
|
فاذا تسمَّى فيه فا |
الاعمى يُسمى بالبصير |
|
وأقول ذا عوداً على |
بدء بلا ريب وزور |
|
لا أحفلن بعاذل |
واللّه في هذا عذيري |
|
صنت الركاب فلم اقل |
الالكم (ياناق سيري) (1) |
____________________
1 - فيه الاكتفاء والتضمين لبيت ابي النجم العجلي وهو من الشواهد:
يا ناق سيري عنقا فصيحا |
الى سليمان فنستريحا |
ابداً وليس لغيركم |
افضيت عما في ضميري |
|
كم لهفة بردتها |
بندى اكفكم الغزير |
|
فاليكها غراء ترفل |
بالثنا لا بالحرير |
|
يلهي الفرزدق حسنها |
عن شتم صاحبه جرير |
|
نهج البلاغة ما تحرر |
لا مقامات الحريري |
|
واسلم نصيراً للهدى |
فلقد تعرى عن نصير |
وله يهنئ الحاج محمد صالح كبه (1) بقدوم ولديه الحاج محمد رضا والحاج مصطفى من الحج سنة 1286.
طربت فعمَّ الكرام الطرب |
وضوء ذكاء يمدُّ الشهب |
|
وملت فمالت لك المكرمات |
سروراً لما نلت مما تحب |
|
اذا اهتز من دوحة ساقها |
فلا عجب ان تُهزَّ العذب |
____________________
1 - آل كبة بيت مجد ادب وتجارة واسعة في بغداد قطنت دار السلام منذ العهد العباسي وتنسب اسرتهم الى قبيلة (ربيعة) قال الشيخ حمادي نوح الحلي المترجم في البابليات:
مسحت ربيعة في خصال زعيمها |
في الافق ناصية السماك الاعزل |
وقال والدنا المرحوم الشيخ يعقوب من قصيدة في ديوانه المطبوع:
من القوم قد نالت ربيعة فيهم |
علا نحوها طرف الكواكب يطمح |
ولهم يد بيضاء في تشجيع الحركتين العلمية والادبية في القرن الماضي وكانت مواسم افراحهم واتراحهم مضاميراً تتبارى بها شعراء العراق، ومن مشاهيرهم في القرن الثاني عشر الحاج مصطفى الكبير المتوفى سنة 1232 هـ واشتهر بعده ولده الحاج محمد صالح المولود سنة 1201 هـ وكان على جانب عظيم من الورع والنسك له حظ وافر من العلوم العربية وقسط من علوم الدين غير أن مزاولته للتجارة أدى الى خمول ذكره العلمي وكان محباً للعلم والادب وللعلماء والشعراء عليه عدات يتقاضونها شهرياً وسنوياً، ومن أعماله الخالدة الحصون والمعاقل التي بناها للزائرين وقوافل المسافرين بين بغداد وكربلاء وبين كربلاء والنجف وبين بغداد والحلة وبين بغداد وسامراء وكانت وفاته سنة 1278 هـ وحمل باحتفال عظيم الى النجف ودفن مع أبيه المصطفى في مقبرة لهم قرب باب الطوسي.
وصال على الحزن جيش السرور |
فشرّده وانثنى بالغلب |
|
وخيّم في القلب لا يبتغي |
رحيلا وجودك كان السبب |
|
ولما ابتهجت بدا الابتهاج |
على الخلق من عجمها والعرب |
|
كأن سرورك في العالمين |
يجاري نوالك أنّى ذهب |
|
الى قول قائلهم صادقاً |
كأنا رياض ومنك السحب |
|
ولولا ابتسام وميض الغمام |
لما ابتسم النور فوق القضب |
|
ولا عجب أن تسرَّ الانام |
ولو لم تُسر لكان العجب |
|
ألست الذي قد بعثت السرور |
الى كل قلب عظيم الكرب |
|
وأنت الذي قد ملات الجفان |
مدعدعة قد علون الهضب |
|
ترى الناس من وارد ساغب |
يعود بطيناً عقيب السغب |
|
فلو حاول الطير منها الطعام |
بأم السما نال ما قد طلب |
|
ولو قصد الوحش ادراكها |
لما مسَّه من طِويَّ ما حُجب |
|
وشدت على الطرق للسائلين |
قصور علا شيدَ فيها الحسب |
|
وكم قد تفقدت من مرمل |
وارملة ويتيم سغب |
|
وانعشت أفئدة منهم |
تكابد في الحادثات النوب |
|
وآخر جاءك يشكو اليك |
من الدهر خطباً عليه خطب |
|
فألفاك أسرع مستنجد |
الى ما دعوه اليه وثب |
|
يداوى بك الفقر حتى يزول |
مداواة ذي الطب للمستطب |
فمن كان ذا شأنه في الزمان |
كان حقيقاً على ان يحب |
|
ومن شاطر الناس أمواله |
فقد شاطرته الرضا والغضب |
|
أبا المصطفى قد سبقت الكرام |
لغاياتها واحتويت القصب |
|
فللّه دَرك من ماجد |
عن الحق ما مال فيه غضب |
|
تلذذ في بعد أحبابه |
ليدنو من اللّه أو يقترب |
|
وما لذة البعد فيما يرى |
بأيسر من لذة المقترب |
|
توارثتم الحج جيلا فجيلا |
كما ورث الهاشمي النسب |
|
فكاد يحوّل مولودكم |
عن المهد فوق ظهور النجب |
|
كأن لكم مكة موطن |
يهزكم لحماها الطرب |
|
يشوقكم البرق من نحوها |
ويصيبكم الريح أما يهب |
|
وطأتم ثراها فآثاركم |
مكررة عندها في الكتب |
|
كما ان آثاركم في الزمان |
على أهله واضحات الشهب |
|
فصارت اذا جاءها ابن لكم |
رأت في محياه عنوان أب |
|
فتعرف في شيخكم كهلها |
بسيماء عز عليه غلب |
|
اذا جئتم أرضها رحّبت |
أباطحها فيكم والهضب |
|
لعمري اذا كنتم تسرعون |
الى الحج اول عام يجب |
|
فكيف يفوتكم غيره |
وما غيره مثله في التعب |
|
ارى الحج شاهد عدل لكم |
بتأدية الفرض مهما وجب |