مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٣

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 314303 / تحميل: 5145
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: ومن قرء سورة الحجرات أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد كل من أطاع الله ورسوله ومن عصاه.

٣ ـ روى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: ما سلت السيوف والا أقيمت الصفوف في صلوة ولا زحوف ولا جهر بأذان، ولا انزل الله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) حتى أسلم أبناء قبيلة الأوس والخزرج.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) نزلت في وفد بنى تميم، كانوا إذا قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقفوا على باب حجرته فنادوا: يا محمد أخرج إلينا، وكانوا إذا خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تقدموه في المشي، وكانوا إذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته، ويقولون يا محمد [يا محمد] ما تقول في كذا كما يكلمون بعضهم بعضا، فأنزل الله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) الاية.

٥ ـ في جوامع الجامع وعن ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس بين شماس وكان في اذنه وقر، وكان جهوري الصوت ؛ فكان إذا كلم رفع صوته وربما تأذى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصوته.

٦ ـ وعن أنس لـمّا نزلت الآية فقد ثابت، فتفقده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبر بشأنه، فدعاه فسأله فقال: يا رسول الله لقد أنزلت هذه الآية وانى جهوري الصوت فأخاف أنْ يكون عملي قد حبط، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لست هناك انك تعيش بخير وتموت بخير وانك من أهل الجنة.

٧ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث طويل يذكر فيه وفات الحسن بن عليعليه‌السلام وما كان من الحميراء عند ذلك وفيه قال: قال الحسينعليه‌السلام : وقد قال اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ ) ولعمري قد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المعاول، وقال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ

٨١

اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ) ولعمري لقد ادخل أبوك وفاروقه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقربهما منه الأذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) فانها نزلت في مارية القبطية أم إبراهيمعليه‌السلام ؛ وكان سبب ذلك أنّ عائشة قالت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ إبراهيم ليس هو منك وإنّما هو من جريح القبطي، فانه يدخل إليها في كل يوم، فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : خذ السيف واتنى برأس جريح، فأخذ أمير المؤمنينعليه‌السلام السيف ثمّ قال: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله إنّك إذا بعثتني في أمرك أكون فيه كالسفود(١) المحمى في الوبر فكيف تأمرنى أثبت فيه أو أمضى على ذلك؟ فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بل تثبت، فجاء أمير المؤمنين إلى مشربة أم إبراهيم فتسلق عليها فلمّا نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة، فدنا منه أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال له: انزل فقال له يا عليُّ اتق الله ما هاهنا الناس إنّى مجبوب(٢) ثم كشف عن عورته فاذا هو مجبوب، فأتى به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما شأنك يا جريح؟ فقال: يا رسول الله إنّ القبط يحبون حشمهم ومن يدخل إلى أهليهم، والقبطيون لا يأنسون إلّا بالقبطيين، فبعثني أبوها لأدخل إليها وأخدمها وأونسها، فأنزل اللهعزوجل ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ ) الآية.

٩ ـ وفي رواية عبد الله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمر بقتل القبطي وقد علم انها كذبت عليه أم لم يعلم، وإنّما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت على؟ فقال: قد كان والله اعلم، ولو كانت عزيمة من رسول الله ما رجع على حتى يقتله، ولكنه انما فعل ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لترجع من ذنبها، فما رجعت ولا اشتد

__________________

(١) السفود ـ كتنور ـ: حديدة يشوى عليها اللحم.

(٢) المجبوب: الخصى. المقطوع.

٨٢

عليها، قتل رجل مسلم بكذبها.

١٠ ـ في مجمع البيان والمروي عن الباقرعليه‌السلام «فتثبتوا» بالثاء والتاء.

١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن الحسين بن عليعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: وما أنت يا وليد بن عقبة فو الله ما الومنك أنْ تبغض عليّاعليه‌السلام وقد جلدك في الخمس ثمانين جلدة، وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر، أم كيف نسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا، وهو قوله:( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) .

١٢ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام للمنصور: لا تقبل في أذى رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فان النمام شاهد الزور وشريك إبليس في الإغواء بين الناس، وقد قال الله تبارك وتعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) .

١٣ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن سعيد بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا نشتري الغنم بمنى، ولسنا نعرف عرف بها أم لا(١) فقال انهم يكذبون لا عليك ضح بها.

١٤ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أبيرحمه‌الله قال حدّثنا سعد بن عبد الله قال حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرفث والفسوق والجدال، قال: اما الرفث فالجماع، وأمّا الفسوق فهو الكذب، ألآ تسمع قول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ ) وأمّا الجدال هو قول الرجل: لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل.

١٥ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد

__________________

(١) قال الشيخ (ره) في التهذيب: ولا يجوز أنْ يضحى إلّا بما قد عرف به، وهو الذي احضر عيشة عرفة بعرفة «انتهى». وبه يفسر هذا الحديث.

٨٣

بن اورمة عن علي بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) يعنى أمير المؤمنين (عليه السلام)( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ) الاول والثاني والثالث.

١٦ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن فضل بن يسار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الحب والبغض من الايمان هو؟ فقال: وهو الايمان إلّا الحب والبغض، ثم تلا هذه الاية:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) .

١٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حرام على قلوبكم أنْ تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن عمير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ) الاول والثاني والثالث.

١٩ ـ في مجمع البيان وقيل: الفسوق الكذب عن ابن عباس وابن زيد وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٢٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) هل للعباد بما حبب الله صنع؟ قال: لا: ولا كرامة.

٢١ ـ عنه عن أحمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة زياد الحذاء عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين إلّا الحب؟ ألآ ترى إلى قول الله( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) أولآ ترون قول الله لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) قال

٨٤

( يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ) وقال: الدين هو الحب والحب هو الدين.

٢٢ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام أنّه قال القتل قتلان قتل كفارة وقتل درجة، والقتال قتالان قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا.

٢٣ ـ في الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن حروب أمير المؤمنينعليه‌السلام وكان السائل من محبينا، فقال له: أنّ الله تعالى بعث محمّدا بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فاذا طلعت من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم «فيومئذ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) وسيف منها مكفوف، وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا، وحكمه إلينا إلى قوله: وأمّا السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل، قال الله تعالى: و( إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمر اللهِ ) فلما نزلت هذه الآية قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، فسئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هو؟ قال: خاصف النعل يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ثم قال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلثا وهذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا السعفات من هجر(١) لعلمنا انا على الحق وأنهم على الباطل، وكان السيرة فيهم من أمير المؤمنينعليه‌السلام ما كان من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة يوم فتح مكة، فانه لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين يوم البصرة نادى فيهم: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح(٢) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق

__________________

(١) السعفات جمع السعفة: أغصان النخل، والهجر ـ بالتحريك ـ: بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين، وإنّما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بها.

(٢) اجهز على الجريح. أسرع في قتله.

٨٥

بابه والقى سلاحه فهو آمن.

٢٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام وقال:( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمر اللهِ ) أي ترجع فان فاءت أي رجعت( فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .

٢٥ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمر اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ ) قال: الفئتان(١) انما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم أهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير ـ المؤمنينعليه‌السلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أنْ لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين(٢) وهي الفئة الباغية كما قال اللهعزوجل فكان الواجب على أمير المؤمنين أنْ يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة، انما من عليهم وعفا وكذلك صنع أمير المؤمنينعليه‌السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأهل مكة حذو النعل بالنعل.

٢٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: سألت جعفر بن محمدعليه‌السلام عن طائفتين من المؤمنين إحديهما باغية والاخرى عادلة اقتتلوا، فقتل رجل من أهل العراق أباه وابنه أو حميمه وهو من أهل

__________________

(١) الفئتان تفسير للطائفتين.

(٢) قال المجلسي (ره): هذا بيان لكذبهم وبغيهم على جميع المذاهب فانّ مذهب المخالفين أنّ مدار وجوب الاطاعة على البيعة. فهم بايعوا طائعين غير مكرهين، فاذا نكثوا فهم على مذهبهم أيضا من الباغين.

٨٦

البغي وهو وارثه هل يرثه؟ قال: نعم لأنه قتله بحق.

٢٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : انما المؤمنون اخوة بنو أب وأم، إذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون.

٢٨ ـ عنه عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبي جعفرعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني، أو أمر ينزل بى حتى يعرف ذلك أهلى في وجهي وصديقي، فقال: نعم يا جابر إنّ اللهعزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، واجرى فيهم من ريح روحه، ولذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه فاذا أصاب روحا من تلك الأرواح في ولد من الولدان حزن حزنت هذه لأنها منها.

٢٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيحلفه.

٣٠ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إنْ اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في ساير جسده، وأرواحهما من روح واحدة، وان روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.

٣١ ـ وباسناده إلى الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.

٣٢ ـ وباسناده إلى حفص بن البختري قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ودخل عليه رجل فقال لي: تحبه؟ فقلت: نعم، فقال لي: ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك.

٣٣ ـ وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، لان اللهعزوجل خلق المؤمنين من

٨٧

طينة الجنان واجرى في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم اخوة لأب وأم.

٣٤ ـ وباسناده إلى علي بن عقبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه.

٣٥ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن رجل عن جميل عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: المؤمنون خدم بعضهم لبعض، قلت: وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم بعضا الحديث.

٣٦ ـ وباسناده إلى المفضل بن يسار قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم، فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفئوا(١) ولزموا أصول الشجر، فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض، فقال: قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء، فقاموا فشربوا وارتووا فقالوا: من أنت يرحمك الله؟ فقال: انا من الجن الذين بايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي.

٣٧ ـ وباسناده إلى ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: والمسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه.

٣٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبي عبد الله أحمد بن محمد السياري وحسن بن معاوية عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه. وذلك أنّ الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السماوات واجرى فيهم من ريح روحه، فلذلك هو اخوه لأبيه وامه.

٣٩ ـ في بصائر الدرجات الحسن بن علي بن معاوية عن محمد بن سليمان

__________________

(١) أي اتخذوا الكفن ولبسوه.

٨٨

عن أبيه عن عيسى بن أسلم عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟ قال: وما هو؟ قال: إنّ المؤمن ينظر بنور الله، فقال: يا معاوية إنّ الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه أبوه النور وامه الرحمة، وإنّما ينظر بذلك النور.

٤٠ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله باسناده إلى أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل ويقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة إنّ لعليٍّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأولين والآخرين، هو أخي في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس.

٤١ ـ في مجمع البيان وروى الزهري عن سالم عن أبيه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلبه، من كان من حاجة أخيه كان الله في حاجته ؛ ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخاري ومسلم في صحيحهما.

٤٢ ـ وفي وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في الله، سر خمسة أميال أجب دعوة الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار.

قال عز من قائل:( فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )

٤٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبي طلحة عن حبيب الأحول قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: صدقة تحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٤٤ ـ عنه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لئن أصلح بين اثنين أحبّ إليَّ من أنْ أتصدق بدينارين.

٤٥ ـ عنه عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن مفضل قال: قال أبو عبد الله

٨٩

عليه‌السلام : إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي(١)

٤٦ ـ ابن سنان عن أبي حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل وانا وختني(٢) نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعماة درهم، فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منها من صاحبه، قال: اما انها ليست من مالي ولكن أبو عبد اللهعليه‌السلام أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أنْ أصلح بينهما وأفتديهما من ماله، فهذا من مال أبي عبد اللهعليه‌السلام

٤٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المصلح ليس بكاذب.(٣)

٤٨ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن معاوية ابن وهب أو معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: أبلغ عنى كذا وكذا ـ في أشياء أمر بها ـ قلت: فأبلغهم عنك وأقول عنى ما قلت لي وغير الذي قلت؟ قال: نعم إنّ المصلح ليس بكذاب.

٤٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وأمّا قوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ ) فانها نزلت في صفية بنت حي بن اخطب، وكانت زوجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وذلك أنّ عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهودية. فشكت ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها: إلّا تجيبهما؟ فقالت: بماذا يا رسول الله قال: قولي إنّ أبي هارون نبي الله وعمّي موسى كليم الله، وزوجي محمّد رسول الله

__________________

(١) من الافتداء، وقال المجلسي (ره): كان الافتداء هنا مجار قال: المال يدفع المنازعة كما أنّ الدية تدفع الدم، أو كما أنّ الأسير يفتدي بالفداء كذلك كل منهما يفتدي من الاخر بالمال فالاسناد إلى النار على المجاز.

(٢) الختن: زوج بنت الرجل وزوج أخته أو كان من كان من قبل المرئة.

(٣) قال الفيض (ره): يعنى إذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الإصلاح لم يعد كلامه كذبا.

٩٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما تنكران منى؟ فقالت لهما، فقالتا: هذا علمك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانزل الله في ذلك:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ ) إلى قوله:( وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ ) .

٥٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما أنشده الرضاعليه‌السلام من الشعر في الحلم وغيره حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدّثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدّثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: حدّثني عمى قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يوما ينشد وقليلا ما كان ينشد شعرا

كلنا نأمل مدا في الأجل

والمنايا هن آفات الأمل

لا تغرنك أباطيل المنى

والزم القصد ودع عنك العلل

انما الدنيا كظل زايل

حل فيه راكب ثم رحل

فقلت: لمن هذا أعز الله الأمير؟ فقال: لعراقى لكم، قلت أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع هذا، إنّ الله سبحانه يقول: ولا تنابزوا بالألقاب ولعل الرجل يكره هذا.

٥١ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل إليه رجل من أهل اليمن، فسلم عليه فردعليه‌السلام وقال له: مرحبا بك يا سعد، فقال له الرجل: جعلت فداك بهذا كنت القب، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا خير في اللقب إنّ الله تعالى يقول في كتابه:( لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ )

قال عز من قائل:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ ) .

٥٢ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن الحسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه إلى قوله بعد نقل حديث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وقيل هذا: علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ونقل حديثا أيضا عنه عن أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال: أمير المؤمنين

٩١

عليه‌السلام في كلام له: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.

٥٣ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا واتبعوا أنفسهم ـ أعمارهم ـ في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي إلى قوله: ولكني برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا والى حسن الظن بى فليطمئنوا.

٥٤ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: وجدنا في كتاب عليٍّعليه‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال وهو على منبره: والذي لا إله إلّا هو ما اعطى مؤمن قط خير الدنيا والاخرة إلّا بحسن ظنه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يحسن ظن بعد مؤمن بالله إلّا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أنْ يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثمّ يخلف ظنه ورجائه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا اليه.

٥٥ ـ وباسناده إلى الرضاعليه‌السلام قال: أحسن الظن إنّ اللهعزوجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بى، إنْ خيرا فخيرا وانْ شرا فشرا(١) .

٥٦ ـ وباسناده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: حسن الظن بالله أنْ لا ترجو إلّا الله ولا تخاف إلّا ذنبك(٢) .

__________________

(١) قال المجلسي (ره) هذا الخبر مروي من طرق العامة أيضا، وقال الخطابي معناه أنا عند ظن عبدي في حسن عمله وسوء عمله، لان من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه.

(٢) قال في البحار: فيه اشارة إلى أنّ حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله وإنّما يرجو قبوله من فضله وكرمه ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لا من ربه فحسن الظن

٩٢

٥٧ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب اطرحوا سوء الظن بينكم، فان الله نهى عن ذلك.

٥٨ ـ في نهج البلاغة وقالعليه‌السلام : إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم(١) وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غرر.

٥٩ ـ في مجمع البيان وفي الحديث: إياكم والظن فان الظن الكذب الحديث.

قال عز من قائل: ولا تجسسوا

٦٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أنْ يواخى الرجل الرجل على الدين، فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما. وباسناده إلى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام نحوه بتغيير يسير غير مغير للمعنى.

٦١ ـ وباسناده إلى ابن بكير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله أنْ يكون الرجل يواخى الرجل وهو يحفظ زلاته ليعيره بها يوما.

٦٢ ـ وباسناده إلى محمد بن مسلم أو الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته.

٦٣ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

لا ينافي الخوف بل لا بد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر «انتهى» أقول: لعل معنى كلامه (عليه السلام) أنَّ العبد إذا علم من ربه انه أرحم الراحمين وأرأف بعبده من الولد إلى ولده فلا شيء يدعوه إلى الخوف منه تعالى، وهذا معنى حسن الظن به عزوجل، وأمّا من جهة عصيانه وترك أوامره فهو خائف من انه تعالى عاقبه بذنبه وتجريه على هذا الرب الرءوف فدائما يكون الخوف من الذنب وتبعاته وأمّا بالنسبة إليه تبارك وتعالى فليس له إلّا الرجاء منه تعالى.

(١) الحوبة: المعصية.

٩٣

يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه، لا تتبعوا عثرات المسلمين فانه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه.

٦٤ ـ وباسناده إلى إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ؛ ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته ؛ وباسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله.

٦٥ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة إلى أنْ قال: والمستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه الآنك(١) .

٦٦ ـ عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له: ومن استمع إلى حديث قم وهم له كارهون يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة، قال سفيان الآنك الرصاص.

٦٧ ـ وفيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب: إياكم وغيبة المسلم، فان المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى الله أنْ يأكل لحم أخيه ميتا.

٦٨ ـ عن أسباط بن محمد باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: الغيبة أشد من الزنا، فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله.

٦٩ ـ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاث من كن فيه أو جبن له على الناس أربعا: من إذا حدّثهم لم يكذبهم، وإذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا وعدهم لم يخلفهم، وجب أنْ يظهر في الناس عدالته، ويظهر فيهم مروته، وان تحرم عليهم غيبته، وأن تجب عليهم اخوته.

٧٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من اخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم

__________________

(١) الآنك: الرصاص كما سيأتى في الحديث الآتي.

٩٤

يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته.

٧١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن عامر عن أبان عن رجل لا نعلمه إلّا يحيى الأزرق قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.

٧٢ ـ وباسناده إلى عبد الرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول، الغيبة أنْ تقول في أخيك مما ستره الله عليه، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان أنْ يقول فيه ما ليس فيه.

٧٣ ـ وباسناده إلى داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الغيبة قال هو أنْ تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتثبت عليه امرا قد ستره الله عليه، لم يقم عليه فيه حد.

٧٤ ـ وباسناده إلى السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه.

قال وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجلوس في المسجد انتظار الصلوة عبادة ما لم يحدث قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب.

٧٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل النبي ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كما ذكرته.

٧٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه في مناهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونهى عن الغيبة، وقال من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوءه، وجاء يوم القيامة من فيه رائحة أنتن من الجيفة، تتأذى به أهل الموقف، فان مات قبل أنْ يتوب مات مستحلا لـما حرم اللهعزوجل ، ألآ ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مسجد فردها عنه رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة، فان هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه

٩٥

كوزر من اغتابه سبعين مرة.

٧٧ ـ في مجمع البيان وفي الحديث قولوا في الفاسق ما فيه كى يحذره الناس ٧٨ ـ وعن جابر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا، ثم قال: إنّ الرجل يزني ويتوب فيتوب الله عليه، وان صاحب الغيبة لا يغفر له إلّا أنْ يغفر له صاحبه، وفي الحديث: إذا ذكرت الرجل بما فيه مما يكرهه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.

٧٩ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: يا أبا ذر إياك والغيبة، فان الغيبة أشد من الزنا، قلت: يا رسول الله ولم ذاك فداك أبي وأمّي؟ قال: لان الرجل يزني فيتوب، فيقبل الله توبته، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.

٨٠ ـ في جوامع الجامع وروى أنّ أبا بكر وعمر بعثا سلمان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليأتى لهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد وكان خازن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على رحله فقال: ما عندي شيء، فعاد إليهما فقالا: بخل أسامة ولو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لهما: ما لى أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا: يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما، قال ظللتم تأكلون لحم سلمان واسامة فنزلت.

٨١ ـ في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنفرحمه‌الله عليه‌السلام من اشعارهعليه‌السلام في موقف كربلا:

لقد فاز الذي نصروا حسينا

وخاب الآخرون بنو السفاح

ومنها :

كل ذا العالم يرجو فضلنا

غير ذا الرجس اللعين الوالدين

٨٢ ـ في عيون الأخبار في باب قول الرضا لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه: حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدّثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدّثني أبو عبد الله محمد بن موسى بن نصر الرازي

٩٦

قال: سمعت أبي يقول: قال الرجل للرضاعليه‌السلام ؛ والله ما على وجه الأرض أشرف منك أبا فقال: التقوى شرفهم وطاعة الله اخفضهم، فقال له آخر: أنت والله خير الناس، فقال له: لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى وأطاع له، والله ما نسخت هذه الآية:( وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ )

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا ) قال الشعوب العجم، والقبائل العرب، وقوله:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) وهو رد على من يفتخر بالاحساب والأنساب.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكة يا ايها الناس إنّ الله قد اذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية. وتفاخرها بآبائها، إنّ العربية ليست بأب والد، وإنّما هو لسان ناطق، فمن تكلم به فهو عربي، ألآ انكم من آدم وآدم من التراب، و( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) .

٨٤ ـ أخبرنا الحسين بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليماني قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، وذلك قوله: «وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال» فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلاثا، وذلك قوله:( فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) فانا من السابقين وانا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله:( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) فقبيلتى خير القبائل، وانا سيد ولد آدم وأكرمكم على الله ولا فخر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٧

٨٥ ـ في مجمع البيان وقيل: أراد بالشعوب الموالي، وبالقبايل العرب في رواية عطا عن ابن عباس، والى هذا ذهب قوم فقالوا: الشعوب من العجم والقبايل من العرب والأسباط من بنى إسرائيل، وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٨٦ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه، ورفعتم انسابكم فاليوم ارفع نسبي وأضع انسابكم اين المتقون؟( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) .

٨٧ ـ وروى أنّ رجلا سأل عيسى بن مريم أي الناس أفضل؟ فأخذ قبضتين من تراب ثم قال: أي هاتين أفضل؟ الناس خلقوا من تراب، فأكرمهم أتقاهم، أبو بكر البيهقي بالإسناد عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ اللهعزوجل جعل القسمين فجعلني في خيرهم قسما وذلك قوله: وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلاثا، وذلك قوله «وأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون» فانا من السابقين، وانا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبايل فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله:( وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ ) الآية فانا اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبايل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قولهعزوجل :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فانا وأهلي مطهرون من الذنوب.

٨٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن خالد قال علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : لا دين لمن لا ورع له، ولا أمان لمن لا تقية له، وان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية.

٨٩ ـ في اعتقادات الامامية للصدوقرحمه‌الله وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) قال: أعملكم بالتقية.

٩٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن أبي بكار عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

٩٨

قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج مقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وإنّما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليعلموا( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ ) أتقاهم.

٩١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب، ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح ولتتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولتعلموا( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) ، وكان الزبير أخا عبد الله وأبى طالب لأبيهما وأمّهما.

٩٢ ـ في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن عقبة بن بشير الأسدي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أنا عقبة بن بشير الأسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي؟ قال: فقال: ما تمن علينا بحسبك، إنّ الله رفع بالايمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا، ووضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا، فليس لأحد فضل على أحد إلّا بالتقوى.

٩٣ ـ في كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنفرحمه‌الله من كلامه في موقف كربلا أما أنا ابن بنت نبيكم، فو الله ما بين المشرق والمغرب لكم ابن بنت نبي غيري.

٩٤ ـ ومن كلامهعليه‌السلام للشمر لعنه الله: يا ويلك ومن أنا؟ فقال: الحسين وأبوك عليُّ بن أبي طالب، وأمّك فاطمة الزهراء، وجدّك محمّد المصطفى ؛ فقال له الحسينعليه‌السلام : يا ويلك إذا عرفت بأنّ هذا حسبي ونسبي فلم تقتلني؟ ومن أشعارهعليه‌السلام :

أنا بن عليٍّ الحر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخر حين أفخر

وفاطم أمّي ثمّ جدّي محمّد

وعمّيّ يدعى ذو الجناحين جعفر

ونحن وُلاة الحوض نسقي محبّنا

بكأس رسول الله ما ليس ينكر

٩٩

إذا ما أتى يوم القيامة ظاميا

إلى الحوض يسقيه بكفيّه حيدر

ومن أشعارهعليه‌السلام أيضا :

خيرة الله من الخلق أبي

بعد جدّي فأنا ابن الخيرتين

أمّي الزهراء حقّا وأبي

وارث العلم ومولى الثقلين

فضة قد صفيت من ذهب

فأنا الفضة وابن الذهبين

والدي شمس وأمّي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا(١)

وقريش يعبدون الوثنين

مَن له جدٌّ كجدّي في الوَرى

أو كأمّي في جميع المشرقين

خصّه الله بفضل وتقى

فأنا الأزهر وابن الأزهرين

جوهر من فضة مكنونة

فأنا الجوهر وابن الدُرتين

جدّي المرسل مصباح الدُجى

وأبي الموفى له بالبيعتين

والدي خاتمه جاد به

حين وافى رأسه للركعتين

أيّده الله بطاهر طاهر

صاحب الأمر ببدر وحنين

ذاك والله عليٌّ المرتضى

ساد بالفضل على أهل الحرمين.

٩٥ ـ في روضة الكافي عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن حنان قال: سمعت أبي يروى عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون حتى بلغوا سلمان، فقال له عمر بن الخطاب: أخبرنى من أنت ومن أبوك وما أصلك؟ فقال: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني اللهعزوجل بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كنت عائلا فأغنانى الله بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد، هذا نسبي وهذا حسبي قال: فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يكلمهم، فقال له سلمان: يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء حبست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى إذا بلغوا الى، قال عمر بن الخطاب: من أنت وما أصلك وما حسبك؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : فما قلت له يا سلمان؟ قال: قلت: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز ذكره بمحمد، وكنت عائلا فأغنانى الله عز ذكره بمحمد، وكنت مملوكا فأعتقنى الله عز ذكره بمحمد، هذا حسبي وهذا نسبي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) يفع الغلام: راهق العشرين وقيل: ترعرع وناهز البلوغ.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٦٨ -( باب أن من دفع إليه مال ليفرقه في المحاويج وكان منهم، جاز له أن يأخذ لنفسه كأحدهم، وأن يعطي عياله إن كان منهم، إلا أن يعين له أشخاص)

[١٥١٠٠] ١ - كتاب الحسين بن عثمان بن شريك: عن أبي الحسنعليه‌السلام ، في رجل أعطي مالا يقسمه فيمن يحل له، أله أن يأخذ شيئا منه لنفسه، ولم يسم له؟ قال: « يأخذ لنفسه مثل ما أعطى غيره ».

٦٩ -( باب تحريم الغش بما يخفى، كشوب اللبن بالماء)

[١٥١٠١] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس منا من غش مسلما، أو ضره، أو ماكره ».

[١٥١٠٢] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن شوب اللبن بالماء، إذا أريد به البيع لأنه يكون غشا، فأما من شابه ليشربه، فلا شئ عليه في شوبه.

[١٥١٠٣] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) ، أنه قال: « نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن الخلابة والخديعة والغش، وقال: من غشنا فليس منا » وقد اختلف الناس في معنى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله « من غشنا فليس منا » فقال قوم: يعني ليس(٢) من أهل ديننا، وقال آخرون:

__________________

الباب ٦٨

١ - كتاب الحسين بن عثمان ص ١٠٨.

الباب ٦٩

١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٣٥ ح ١٣.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٩ ح ٥٧.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧ ح ٥٣.

(١) في المصدر زيادة: عن أبيه، عن آبائه.

(٢) في المصدر زيادة: منا.

٢٠١

يعني ليس مثلنا، وقال قوم: ليس من أخلاقنا، ولا فعلنا، لان ذلك ليس من أخلاق النبيين ولا الصالحين، وقال آخرون: لم يتبعنا على أفعالنا، واحتجوا بقول إبراهيمعليه‌السلام :( فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) (٣) وأي وجه من هذه الوجوه كان مراده، فالغش بها منهي عنه.

[١٥١٠٤] ٤ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن خلط الطعام وبعضه أجود من بعض، فقالعليه‌السلام : « هو غش » وكرهه، فهذا والله أعلم إذا كان الجيد منه هو الذي يظهره، فأما إن كان يخفى ويكون الغالب عليه الظاهر في الدون، فليس بغش ولا منهي عنه.

[١٥١٠٥] ٥ - السيد الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « ملعون من غش(١) مسلما، أو غره، أو ما كره ».

٧٠ -( باب تحريم تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال)

[١٥١٠٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد بن الأشعث، حدثنا محمد بن بريد المقرئ، حدثنا أيوب بن النجار، حدثنا الطيب بن محمد، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المخنثين [ من ](١) الرجال المتشبهين بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال. الخبر.

__________________

(٣) إبراهيم ١٤ الآية ٣٦.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨ ح ٥٤.

٥ - نوادر الراوندي ص ١٧.

(١) في المصدر: أسر.

الباب ٧٠

١ - الجعفريات ص ١٤٧.

(١) أثبتناه لاستدامة المعنى.

٢٠٢

[١٥١٠٧] ٢ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن أبي أمامة، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « أربع لعنهم الله من فوق عرشه، وأمنت عليه ملائكته: الذي يحصر نفسه فلا يتزوج ولا يتسرى لئلا يولد له، والرجل يتشبه بالنساء وقد خلقه الله ذكرا، والمرأة تتشبه بالرجال وقد خلقها الله أنثى ».

[١٥١٠٨] - ٣ كتاب أبي سعيد العصفري عباد: عن العرزمي، عن ثوير بن يزيد، عن خالد بن سعدان، عن ( جبير بن نقير الحضرمي )(١) ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لعن الله وأمنت(٢) الملائكة، على رجل تأنث، وامرأة تذكرت » الخبر.

٧١ -( باب استحباب الاهداء إلى المسلم ولو نبقا(*) ، وقبول هديته)

[١٥١٠٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أهل القرابة تزاوروا ولا تجاوروا، وتهادوا فإن الهدية تسل السخيمة(١) ، والزيارة تثبت المودة ».

__________________

٢ - مجمع البيان ج ٤ ص ١٤٠.

٣ - كتاب أبي سعيد العصفري ص ١٨.

(١) في الطبقة الحجرية: « جوير بن نعير الحضرمي » وما أثبتناه هو الصواب ( راجع المعجم ج ٧ ص ٢٥ و ج ٤ ص ٣٦ ).

(٢) في المصدر: لعنت.

الباب ٧١

* النبق: ثمر السدر ( لسان العرب ( نبق ) ج ١ ص ٣٥٠ ).

١ - الجعفريات ص ١٥٣.

(١) السخيمة: الحقد والضغينة ( لسان العرب ( سخم ) ج ١٢ ص ٢٨٢ )، وفي المصدر: السجية.

٢٠٣

[١٥١١٠] ٢ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تصافحوا فإن المصافحة تزيد في المودة، والهدية تذهب بالغل(١) ».

[١٥١١١] ٣ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الهدية على ثلاثة وجوه: هدية مكافأة، وهدية مصانعة(١) ، وهدية لله تعالى ».

[١٥١١٢] ٤ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أتاه الله برزق لم يتخطا إليه رجله، ولا مد إليه يده، ولم يتكلم به لسانه، ولم يشد إليه ثيابه، ولم يتعرض له، كان ممن ذكره الله تعالى في السماء، وقرأ ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )(١) ».

[١٥١١٣] ٥ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته، أو يتحفه بما عنده، ولا يتكلف له شيئا ».

دعائم الاسلام: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله ومثل ما قبله(١) .

[١٥١١٤] ٦ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « لو دعيت إلى ذراع شاة لأجبت، ولو أهدي إلي كراع لقبلت ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٥٣.

(١) الغل: الغش والعداوة والضغن والحقد والحسد ( لسان العرب ( غلل ) ج ١١ ص ٤٩٩ ).

٣ - الجعفريات ص ١٥٣.

(١) في الطبعة الحجرية: « مصابغة » وما أثبتناه من المصدر.

٤ - الجعفريات ص ١٥٣.

(١) الطلاق ٦٥: ٢، ٣.

٥ - الجعفريات ص ١٩٣.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢٦ ح ١٢٢٨.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢٥ ح ١٢٢٧.

٢٠٤

[١٥١١٥] ٧ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا أكرم أحدكم أخاه بالكرامة فليقبلها، فإن كان ذا حاجة صرفها في حاجته، فإن لم يكن محتاجا وضعها في موضع حاجته - يعني(١) يؤجر فيها صاحبها - ومن كان عنده جزاء فليجز ومن لم يكن عند جزاء فثناء حسن(٢) ».

[١٥١١٦] ٨ - وعنهعليه‌السلام ، أنه أهدي إليه فالوذج، فقال: « ما هذا؟» قالوا: يوم نيروز، قال: « فنورزوا إن قدرتم كل يوم» يعنيعليه‌السلام : تهادوا وتواصلوا في الله.

[١٥١١٧] ٩ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « تصافحوا وتهادوا، فإن المصافحة تزيد في المودة، والهدية تذهب الغل ».

[١٥١١٨] ١٠ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « يا أهل القرابة تزاوروا ولا تتجاوروا(١) ، وتهادوا، فإن الزيارة تزيد في المودة، والتجاور(٢) يحدث القطيعة، والهدية تسل(٣) الشحناء ».

[١٥١١٩] ١١ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « تهادوا تجابوا » وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لو أهدي إلي كراع لقبلت، ولو دعيت إلى كراع لأكلت » وقال: « الهدية تذهب الشحناء من القلوب » وقال: « نعم الشئ الهدية أمام الحاجة ».

__________________

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢٦ ح ١٢٣٠.

(١) في المصدر: حتى.

(٢) في المصدر زيادة: ودعاء.

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢٦ ح ١٢٣١.

٩ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢٦ ح ١٢٣٢.

١٠ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢٦ ح ١٢٣٣.

(١) في المصدر: تتحاوروا.

(٢) وفيه: والتحاور.

(٣) وفيه: تزيل.

١١ - الأخلاق: مخطوط.

٢٠٥

[١٥١٢٠] ١٢ - الصدوق في العيون: عن محمد بن أحمد بن الحسين، عن علي بن محمد بن عنبسة، عن نعيم بن صالح، عن الرضا: [ عن أبيه ](١) عن آبائهعليهم‌السلام [ عن عليعليه‌السلام ](٢) قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الشئ الهدية، مفتاح(٣) الحوائج ».

[١٥١٢١] ١٣ - السيد أبو حامد ابن أخ السيد ابن زهرة في أربعينه: عن الشيخ أبي الحسن أحمد بن وهب بن سليمان الواعظ، عن الفقيه أبي الفتح قال: أخبرنا علي بن محمد الأنباري، قال: أخبرنا أبو عمرو، قال: أخبرنا إسماعيل، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا بكر، قال: حدثنا عائذ(١) بن شريح، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا معشر الملا تهادوا فإن الهدية تذهب بالسخيمة، ولو دعيت إلى كراع - أو ذراع، شك عائذ - لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع - أو كراع شك، عائذ - لقبلت ».

[١٥١٢٢] ١٤ - وعن الشيخ ثقة الدين محمد بن أبي نصر، عن الشيخ أبي الفتح أحمد بن المبارك بن الحسين، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، عن أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز قال: أخبرنا أبو مسلم بن عبد الله بن مسلم الكحي البصري، قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثني إسماعيل المكي، عن الحسن، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يرد الرجل هدية(١) ، فإن أخذ(٢) فليكافئه، والذي

__________________

١٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٧٤.

(١، ٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) وفيه: وهي مفتاح.

١٣ - الأربعين لابن زهرة ص ٦٧ ح ٢٢.

(١) في الطبعة الحجرية: « عاند » وفى المصدر: « عابد » وفى الموضعين الآخرين: « عاند »، والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب « راجع لسان الميزان ج ٣ ص ٢٢٦ ».

١٤ - أربعين ابن زهرة ص ٦٧ ح ٢٢.

(١) في المصدر زيادة: أخيه.

(٢) في المصدر: وجد.

٢٠٦

نفسي بيده، لو دعيت إلى ذراع لأجبت، ولو أهدي إلي كراع لقبلت» .

[١٥١٢٣] ١٥ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « الهدية تجلب المحبة ».

وقالعليه‌السلام (١) : « ثلاثة تدل على عقول أربابها: الرسول، والكتاب، والهدية ».

[١٥١٢٤] ١٦ - وقالعليه‌السلام : « ما استعطف السلطان، ولا استسل سخيمة الغضبان، ولا استميل المهجور، ولا استنجحت صعاب الأمور، ولا استدفعت الشرور، بمثل الهدية ».

[١٥١٢٥] ١٧ - الصدوق في كمال الدين: عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عمن ذكره، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام - في حديث طويل في إسلام سلمان، وساق القصة إلى أن ذكر دخول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام وجماعة، في حائط مولاته اليهودية - قال: « قال سلمان: فدخلت على مولاتي، وقلت لها: هيئي لي طبقا من رطب، فقالت: لك ستة أطباق، قال: فجئت وحملت طبقا من رطب، فقلت في نفسي: إن كان فيهم نبي فإنه لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية - إلى أن ذكر أنه وضعه بين يديهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال إنه صدقة فلم يأكل، قال: وحملت طبقا آخر من رطب، فوضعته بين يديه وقلت: هذه هدية، فمدصلى‌الله‌عليه‌وآله يده وقال: بسم الله كلوا » الخبر.

[١٥١٢٦] ١٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « الهدية

__________________

١٥ - غرر الحكم ج ١ ص ١٥ ح ٣٦٨.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٦٥ ح ٢٤.

١٦ - المصدر السابق ج ٢ ص ٧٥٥ ح ٢٥٢.

١٧ - كمال الدين ج ١ ص ١٦٤.

١٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٩٥ ح ١٩١ و ١٩٢.

٢٠٧

رزق الله، فمن أهدي إليه شئ فليقبله» .

٧٢ -( باب استحباب تعجيل رد ظروف الهدايا، وكراهة رد هدية الطيب والحلواء)

[١٥١٢٧] ١ - أبو علي في أماليه: عن أبيه الشيخ الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، قال قال: أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أتتهادون؟ » قال: نعم، يا بن رسول الله، قال: « فاستديموا الهدايا برد الظروف إلى أهلها ».

٧٣ -( باب كراهة قبول هدية الكافر والمنافق وعدم تحريمها، وجواز أخذ ما يهديه المجوس إلى بيوت النيران)

[١٥١٢٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى عن زبد المشركين » يريد: هدايا أهل الحرب.

[١٥١٢٩] ٢ - السيد ولي الله الرضوي في مجمع البحرين في فضائل السبطين(١) : روي في بعض الأخبار: أن نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم، إلى يزيد لعنه الله - إلى أن قال - قال: يا يزيد، إعلم أني دخلت المدينة تاجرا أيام حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد أردت أن آتيه بهدية، فسألت من

__________________

الباب ٧٢

١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣١٠.

الباب ٧٣

١ - الجعفريات ص ٨٢.

٢ - مجمع البحرين:

(١) جاء في هامش الطبعة الحجرية ما نصه: « هذا الكتاب داخل في فهرست البحار وقد ينقل عنه وهو من العلماء الأبرار مذكور في الرياض والأمل » ( منه قده ).

٢٠٨

أصحابه: أي شئ أحب إليه من الهدايا؟ فقالوا: الطيب أحب إليه، فحملت من المسك قارتين، وقدرا من العنبر الأشهب، وأتيته إليه، وهو يومئذ في بيت أم سلمة، فلما شاهدت جماله ازداد لعيني مشاهدة لقائه نورا وزادني سرورا، وقد تعلق قلبي بمحبته، فسلمت عليه ووضعت الأعطار بين يديه، فقال لي: « ما هذه؟ » فقلت: هدية محقرة، أتيت بها إلى حضرتك فقال: « ما اسمك؟ » قلت: عبد الشمس، قال: « أنا أسميك عبد الوهاب، فإن قبلت مني الاسلام قبلت منك الهدية »، الخبر.

ورواه الشيخ الطريحي في المنتخب: مثله(٢) .

[١٥١٣٠] ٣ - ابن شهرآشوب في المناقب: في بغالهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أهدى إليه المقوقس دلدل - وكانت شهباء - فدفعها إلى عليعليه‌السلام ، ثم كانت للحسن، ثم للحسينعليهما‌السلام ، ثم كبرت وعميت، وهي أول بغلة ركبت في الاسلام، ( وفي أفراسه اللزاز وقد أهداه المقوقس )(١) .

٧٤ -( باب أن من أهدي إليه طعام أو فاكهة وعنده قوم استحب له مشاركتهم في ذلك وإطعامهم)

[١٥١٣١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أهديت له هدية وعنده جلساؤه، فقال أنتم شركائي فيها ».

__________________

(٢) منتخب الطريحي ص ٦٤.

٣ - المناقب ج ١ ص ١٦٩.

(١) ليس في المصدر.

الباب ٧٤

١ - الجعفريات ص ١٥٣.

٢٠٩

٧٥ -( باب تحريم عمل الصور المجسمة، والتماثيل ذوات الأرواح خاصة، واللعب بها)

[١٥١٣٢] ١ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، ومحمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إياكم وعمل الصور، فإنكم تسألون عنها يوم القيامة » الخبر.

[١٥١٣٣] ٢ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أكل السحت سبعة - إلى أن قال - والذين يصورون التماثيل » الخبر.

[١٥١٣٤] ٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: روي أنه يخرج عنق من النار فيقول: أين من كذب على الله؟ وأين من ضاد الله؟ وأين من استخف بالله؟ فيقولون: ومن هذه الأصناف الثلاثة؟ فيقول: من سحر فقد كذب على الله، ومن صور التماثيل فقد ضاد الله، ومن تراءى في عمله فقد استخف بالله.

[١٥١٣٥] ٤ - الشهيد الثاني في منية المريد: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أشد الناس عذابا يوم القيامة، رجل قتل نبيا، أو قتله نبي، ورجل يضل الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل ».

__________________

الباب ٧٥

١ - الخصال ص ٦٣٥.

٢ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٧٦.

٣ - لب اللباب: مخطوط.

٤ - منية المريد ص ١٣٧.

٢١٠

[١٥١٣٦] ٥ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إن أهل هذه الصور(١) يعذبون يوم القيامة، يقال: أحيوا ما خلقتم ».

[١٥١٣٧] ٦ - وعن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: « ومن صور صورة، عذب حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ ».

٧٦ -( باب جواز بيع المملوك المولود من الزنى وشرائه واسترقاقه على كراهية، وعدم جواز بيع اللقيط في دار الاسلام)

[١٥١٣٨] ١ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن ثمن ولد الزنى، قال: « تزوج منه ولا تحج ».

[١٥١٣٩] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « ولد الزاني لا خير فيه، ولا ينبغي للرجل أن يطلب الولد من جارية تكون ولد الزنى، ولا ينجس الرجل نفسه بنكاح ولد الزنى، وإن كان ولد الزنى من أمة مملوكة، فحلال لمولاها ملكه وبيعه وخدمته، ويحج بثمنه إن شاء ».

٧٧ -( باب كراهة أكل ما تحمله النملة)

[١٥١٤٠] ١ - نهج البلاغة: قالعليه‌السلام : « والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب(١) شعيره،

__________________

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٨ ح ٩١.

(١) في المصدر: المصورون.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٢٢ ح ٥١.

الباب ٧٦

١ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٩٨ ح ١٧٧٦.

الباب ٧٧

١ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٤٥ رقم ٢١٩.

(١) جلب شعيرة: قشر شعيرة ( لسان العرب ج ١ ص ٢٧١ ).

٢١١

ما فعلته» .

٧٨ -( باب تحريم الغناء، حتى في القرآن، وتعليمه وأجرته، والغيبة، والنميمة)

[١٥١٤١] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « [ مجلس ](١) الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله(٢) ، والغناء يورث النفاق، ويعقب الفقر ».

[١٥١٤٢] ٢ - وعنهعليه‌السلام : « أنه سئل عن قول الله عز وجل:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ) (١) الآية، قال: « قال أبو جعفرعليه‌السلام : هو الغناء، وقد تواعد الله عليه بالنار» .

[١٥١٤٣] ٣ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن الغناء، فقال للسائل: « ويحك إذا فرق بين الحق والباطل، أين ترى الغناء يكون؟ » قال: مع الباطل والله، جعلت فداك، قال: « ففي هذا ما يكفيك ».

[١٥١٤٤] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سأل رجلا ممن يتصل به، عن حاله، فقال: جعلت فداك، مر بي فلان أمس فأخذ بيدي وأدخلني منزله، وعنده جارية تضرب وتغني، فكنت عنده حتى أمسينا، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ويحك، أما خفت أمر الله أن يأتيك وأنت على تلك الحال، إنه مجلس لا ينظر الله إلى أهله، الغناء أخبث ما خلق الله، الغناء

__________________

الباب ٧٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٧ ح ٧٥٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: والغناء أخبث ما خلق الله تعالى.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٧ ح ٧٥٧.

(١) لقمان ٣١: ٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٧ ح ٧٥٨.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٧ ح ٧٥٩.

٢١٢

شر ما خلق الله، الغناء يورث النفاق، الغناء يورث الفقر» .

[١٥١٤٥] ٥ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت النخل الطلع ».

[١٥١٤٦] ٦ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الغناء بيت لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا تدخله الملائكة ».

[١٥١٤٧] ٧ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن قول الله عز وجل:( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) (١) قال: « من ذلك الغناء والشطرنج ».

[١٥١٤٨] ٨ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لرجل من أصحابه: « أين كنت أمس؟ » قال: الرجل: فظننت أنه قد عرف الموضع، فقلت: جعلت فداك، مررت بفلان فتعلق بي وأدخلني داره، وأخرج إلي جارية له فغنت، قال: « أفأمنت الله على أهلك ومالك!؟ إن ذلك مجلس لا ينظر الله إلى أهله ».

[١٥١٤٩] ٩ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إعلم أن الغناء مما وعد الله عليه النار في قوله:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (١) ».

[١٥١٥٠] ١٠ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « خمسة لا ينظر الله إليهم يوم القيمة - إلى أن قال - والمغني ».

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٨ ح ٧٦١.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٨ ح ٧٦٢.

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٨ ح ٧٦٣.

(١) الفرقان ٢٥: ٧٢.

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٨ ح ٧٦٤.

٩ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٨.

(١) لقمان ٣١: ٦.

١٠ - لب اللباب: مخطوط.

٢١٣

[١٥١٥١] ١١ - وفي الخبر: « إن الله يقول يوم القيامة: ملائكتي من حفظ سمعه ولسانه عن الغناء، فاسمعوه حمدي، والثناء علي ».

[١٥١٥٢] ١٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « طرق طائفة من بني إسرائيل ليلا عذاب، فأصبحوا وقد فقدوا أربعة أصناف الطبالين، والمغنين » الخبر.

[١٥١٥٣] ١٣ - زيد النرسي في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : «( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) (١) الغناء، وإن المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل » الخبر.

[١٥١٥٤] ١٤ - جامع الأخبار: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الغناء رقية الزنى ».

[١٥١٥٥] ١٥ - وروى أبو أمامة، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ما رفع أحد صوته بغناء إلا بعث الله شيطانين على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك ».

[١٥١٥٦] ١٦ - الصدوق في المقنع: وإياك والغناء فإن الله توعد عليه النار، والصادقعليه‌السلام يقول: « شر الأصوات الغناء » وقال الله تعالى:( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) (١) وهو الغناء، وقال:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي

__________________

١١ - لب اللباب: مخطوط.

١٢ - الجعفريات ص ١٦٩.

١٣ - أصل زيد النرسي ص ٥١.

(١) الحج ٢٢: ٣٠.

١٤ - جامع الأخبار ص ١٨٠.

١٥ - جامع الأخبار ص ١٨٠.

١٦ - المقنع ص ١٥٤.

(١) الحج ٢٢: ٣٠.

٢١٤

لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (٢) ولهو الحديث في التفسير هو الغناء.

[١٥١٥٧] ١٧ - عوالي اللآلي: عن البنيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل ».

[١٥١٥٨] ١٨ - وروى ابن عباس، وابن مسعود، في تفسيره قوله تعالى:( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) (١) وقوله تعالى:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ) (٢) إنه الغناء.

[١٥١٥٩] ١٩ - وعنه أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى عن الغناء، وعن شراء المغنيات، وقال: « إن أجورهن من السحت » ولم يجوز الغناء إلا في النياحة إذا لم تقل باطلا، وفي حداء الزمل(١) ، وفي الأعراس إذا لم يسمعها الرجال الأجانب، ولم تغن بباطل.

٧٩ -( باب تحريم استعمال الملاهي بجميع أصنافها، وبيعها وشرائها)

[١٥١٦٠] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ،

__________________

(٢) لقمان ٣١: ٦.

١٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٤٤ ح ١٦٩.

١٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٤٤ ح ١٧٣.

(١) الحج ٢٢: ٣٠.

(٢) لقمان ٣١: ٦.

١٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦١ ح ٤٢.

(١) الزاملة: البعير الذي يحمل عليه الطعام والمتاع. والجمع: زمل ( لسان العرب ج ١١ ص ٣١٠ ).

الباب ٧٩

١ - الجعفريات ص ١٥٨.

٢١٥

قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنهي أمتي عن الزمر والزمار، والكوبات(١) ، والكيوبات(٢) ».

[١٥١٦١] ٢ - وبهذا الاسناد: قال عليعليه‌السلام : « تقوم الساعة على قوم يشهدون من غير أن يستشهدوا، وعلى الذين يعملون عمل قوم لوط، وعلى قوم يضربون بالدفوف والمعازف ».

[١٥١٦٢] ٣ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه رفع إليه رجل كسر(١) بربطا فأبطله.

[١٥١٦٣] ٤ - زيد النرسي في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث فيمن طلب الصيد لاهيا: « وأن المؤمن لفي شغل عن ذلك، شغله طلب الآخرة عن الملاهي - إلى أن قال - وإن المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل، ماله وللملاهي، فإن الملاهي تورث قساوة القلب، وتورث النفاق، وأما ضربك بالصوالج(١) ، فإن الشيطان معك يركض، والملائكة تنفر عنك، وإن أصابك شئ لم تؤجر، ومن عثر به دابته فمات دخل النار ».

[١٥١٦٤] ٥ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه

__________________

(١) الكوبات: من آلات اللهو قيل: النرد، وقيل: الطبل ( لسان العرب ج ١ ص ٧٢٩ ).

(٢) الظاهر أنها « الكبرات »: وهي جمع كبر: وهو الطبل ( لسان العرب ج ٥ ص ١٣٠ ).

٢ - الجعفريات ص ١٤٦.

٣ - الجعفريات ص ١٥٨.

(١) في المصدر: « أكسر ».

٤ - أصل زيد النرسي ص ٥١.

(١) الصولجان: عصا يعوج طرفها تضرب بها الكرة واللاعب على ظهر دابة فرس أو غيرها ( لسان العرب ج ٢ ص ٣١٠ ).

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٦ ح ٧٥٣.

٢١٦

سئل عن اللهو في غير النكاح فأنكره، وتلا قول الله عز وجل:( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا - إلى قوله –تَصِفُونَ ) (١) .

[١٥١٦٥] ٦ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أنهى أمتي عن الزفن(١) والمزمار، وعن الكوبت والكبارات(٢) ».

[١٥١٦٦] ٧ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه رفع إليه رجل كسر بربطا، فأبطله ولم يوجب على الرجل شيئا.

[١٥١٦٧] ٨ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « من ضرب في بيته بربطا أربعين صباحا، سلط الله عليه شيطانا لا يبقي عضوا منه(١) إلا قعد عليه، فإذا كان ذلك نزع منه الحياء، فلم يبال بما قال ولا ما قيل له ».

[١٥١٦٨] ٩ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « مر بي أبي وأنا غلام صغير، وقد وقفت على زمارين وطبالين أستمع، فأخذ بيدي فقال: مر، لعلك ممن شمت بآدم، فقلت: وكيف ذلك يا أبه؟ قال: هذا الذي ترى(١) كله من اللهو(٢) والغناء، إنما صنعه إبليس شماتة بآدم

__________________

(١) الأنبياء ٢١: ١٦ - ١٨.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٧ ح ٧٥٤.

(١) في الطبعة الحجرية: « الزفر » وما أثبتناه من المصدر، الزفن: الرقص ( لسان العرب ج ١٣ ص ١٩٧ ).

(٢) في المصدر: « الكنارات ».

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٧ ح ٧٥٥.

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٨ ح ٧٦٥.

(١) في المصدر: « من أعضائه ».

٩ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٩ ح ٧٦٥.

(١) في المصدر: تراه.

(٢) في المصدر زيادة: واللعب.

٢١٧

عليه‌السلام حين أخرج من الجنة» .

[١٥١٦٩] ١٠ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ونروي: أنه من لقي في بيته طنبورا أو عودا أو شيئا من الملاهي من المعزفة والشطرنج وأشباهه أربعين يوما، فقد باء بغضب من الله، فإن مات في أربعين مات فاجرا فاسقا، مأواه النار وبئس المصير ».

[١٥١٧٠] ١١ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إن الله حرم الدف والكوبة والمزامير وما يلعب به ».

[١٥١٧١] ١٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « نهينا عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند المصيبة مع خمش الوجوه وشق الجيوب، وصوت عند النعمة باللهو واللعب بالمزامير، وإنهما مزامير الشيطان ».

ورواه في عوالي اللآلي(١) : عنه، مثله باختلاف يسير.

[١٥١٧٢] ١٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « اللعب بالكعاب، والصفير بالحمام، وأكل الربا سواء ».

[١٥١٧٣] ١٤ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن الضرب بالدف والرقص وعن اللعب كله، وعن حضوره، وعن الاستماع إليه، ولم يجز ضرب الدف إلا في الاملاك والدخول، بشرط أن يكون في البكر، ولا يدخل الرجال عليهن.

[١٥١٧٤] ١٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا تدخل الملائكة بيتا فيه خمر أو دف أو طنبور أو نرد، ولا يستجاب دعاؤهم، وترتفع عنهم البركة ».

__________________

١٠ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٨.

١١ - لب اللباب: مخطوط.

١٢، ١٣ - لب اللباب: مخطوط.

(١) عوالي اللآلي.

١٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٠ ح ٤١.

١٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦١ ح ٤٤.

٢١٨

[١٥١٧٥] ١٦ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن أبي أمامة، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إن الله تعالى بعثني هدى ورحمة للعالمين، وأمرني أن أمحو المزامير والمعازف والأوتار، والأوثان، وأمور الجاهلية - إلى أن قال - إن آلات المزامير، شراؤها وبيعها وثمنها والتجارة بها حرام » الخبر.

[١٥١٧٦] ١٧ - جامع الأخبار: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يحشر صاحب الطنبور يوم القيامة وهو أسود الوجه، وبيده طنبور من نار، وفوق رأسه سبعون ألف ملك، بيد كل ملك مقمعة يضربون رأسه ووجهه، ويحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم، ويحشر الزاني مثل ذلك، وصاحب المزمار مثل ذلك، وصاحب الدف مثل ذلك ».

[١٥١٧٧] ١٨ - الشيخ الطوسي في مجالسه: عن أبي الحسن علي بن خالد المراغي، عن الحسين بن محمد البزاز(١) ، عن أبي عبد الله جعفر بن عبد الله العلوي المحمدي(٢) ، عن يحيى بن هاشم الغساني، عن أبي عاصم النبيل، عن سفيان، عن أبي إسحاق عن ( علقمة بن قيس )(٣) ، عن نوف البكالي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « فان استطعت أن لا تكون عريفا ولا شاعرا ولا صاحب كوبة ولا صاحب عرطبة فافعل، فان داودعليه‌السلام - رسول رب العالمين - خرج ليلة من الليالي، فنظر في نواحي السماء، ثم قال: والله رب داود، إن هذه الساعة لساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خير إلا أعطاه إياه، إلا أن يكون

__________________

١٦ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٤ ص ٢٦٩.

١٧ - جامع الأخبار ص ١٨٠.

١٨ - بل أمالي المفيد ص ١٣٢ ح ١، وعنه في البحار ج ٧٠ ص ٣١٦ ح ٢٢.

(١) في الحجرية: « الزراري » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تاريخ بغداد ج ٨ ص ١٩٧ ).

(٢) في الحجرية: « المحمدية » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٤ ص ٧٦ ).

(٣) في الحجرية: « أبي علقمة بن قيس » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ١٨١ ).

٢١٩

عريفا أو شاعرا، أو صاحب كوبة أو صاحب عرطبة» .

[١٥١٧٨] ١٩ - السيد الفاضل المعاصر في الروضات: عن رسالة قبائح الخمر للسيد الجليل الأمير صدر الدين الدشتكي، عن الرضاعليه‌السلام : « استماع الأوتار من الكبائر ».

[١٥١٧٩] ٢٠ - ونقل: أنه سمع أمير المؤمنينعليه‌السلام رجلا يطرب بالطنبور، فمنعه وكسر طنبوره ثم استتابه فتاب، ثم قال: « أتعرف ما يقول الطنبور حين يضرب؟ » قال: وصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اعلم. فقال: « إنه يقول:

ستندم ستندم أيا صاحبي

ستدخل جهنم أيا ضاربي ».

 [١٥١٨٠] ٢١ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « المؤمن يعاف اللهو ويألف الجد ».

وقالعليه‌السلام (١) : « لم يعقل من وله باللعب، واستهتر باللهو والطرب ».

٨٠ -( باب تحريم سماع الغناء والملاهي)

[١٥١٨١] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه بلغه عن(١) قوم قدموا الكوفة(٢) فنزلوا في دار مغن، فقال لهم: « كيف فعلتم هذا؟» قالوا: ما وجدنا غيرها! يا بن رسول الله، وما علمنا إلا بعد أن نزلنا، فقال: « أما إذا كان ذلك فكونوا كراما، فإن الله عز وجل يقول:

__________________

١٩ - الروضات:

٢٠ - الروضات:

٢١ - غرر الحكم ج ١ ص ٥٦ ح ١٥٣٩.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٠٢ ح ٢٧.

الباب ٨٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٩ ح ٧٦٦.

(١) في المصدر: « قدوم ».

(٢) وفيه: من الكوفة.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496