مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٤

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل11%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 512

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 512 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278916 / تحميل: 5345
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

ومثله ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ )(١) ، وعدّه في حاوي الأقوال في الضعاف(٢) .

وناقش البهبهاني ( ت ١٢٠٥ هـ ) في التعليقة على وقفه ، وقال : الحكم بوقفه لا يخلو من شيء ; لما مرّ في الفوائد ، وأنّ الظاهر أنّ حكم الخلاصة به ممّا ذكر في رجال الكاظم ( عليه السلام ) والكشّي ، وفي الظنّ أنّ ما في رجال الكاظم ( عليه السلام ) ممّا في رجال الكشّي.

وبالجملة : لا يبقى وثوق في عدم كونه منه ، وبعض أشياخ حمدويه غير معلوم الحال ، فليتأمّل ، ورواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى وثاقته ، وكذا رواية علي بن الحسين(٣) ، ورواية الجماعة كتابه تشير إلى الاعتماد عليه ، وكذا كونه كثير الرواية ، وكون أكثرها سديدة مضمونها مفتى به ، معمول عليه ، إلى غير ذلك ممّا مرّ في الفوائد(٤) .

وأجاب الشيخ أبو علي ( ت ١٢١٦ هـ ) عليه : فالتوقّف في وقفه بعد شهادة عدلين مرضيين ، بل وعدول مرضيين ، لعلّه ليس بمكانه ، وقوله سلّمه الله : بعض أشياخ ، إلى آخره ، عجيب! إذ لا شكّ في كونه من فقهائنا ( رضي الله عنه ) ، مع أنّه سلّمه الله كثيراً ما يقول في أمثال المقام : إنّ المراد ليس مجرّد نقل القول ، بل الظاهر أنّه للاعتماد عليه والاستناد إليه ، فتأمّل جدّاً.

وما ذكره سلّمه الله من المؤيّدات لا ينافي الوقف أصلاً.

نعم ، لا يبعد إدخال حديثه في القوي ، وخروجه بذلك من قسم

____________

[ ٢٧٤ ].

١ ـ رجال ابن داود : ٢٤٥ [ ١٨٠ ] ، القسم الثاني ، وانظر : نقد الرجال ٢ : ٢٢٤ [ ١٩٠٩ ].

٢ ـ حاوي الأقوال ٣ : ٤٦٠ [ ١٥٥٣ ].

٣ ـ الظاهر أنّ ( الحسين ) تصحيف ( الحسن ).

٤ ـ منهج المقال : ١٣٨ ، الهامش.

٦١

الضعيف(١) ، ومثله المامقاني في تنقيحه(٢) .

وفي خاتمة المستدرك ـ بعد أن عدّ جماعة من الثقات رووا عنه ـ قال : وهؤلاء جماعة وجدنا روايتهم عن درست في الكتب الأربعة ، وفيهم : ابن أبي عمير ، والبزنطي ، اللذان لا يرويان إلاّ عن ثقة ، وفيهم من الذين أجمعت العصابة على تصحيح أخبارهم ، أربعة : هما ، والحسن بن محبوب ، وعبد الله بن بكير ، ويأتي في شرح أصل النرسي أنّ الإجماع المذكور من أمارات الوثاقة.

وفيهم من الثقات الأجلاّء غيرهم ، جماعة : كالوشّاء ، وابن سويد ، وابن نهيك ، وابن مهران ، وابن معبد الذي يروي عنه صفوان بن يحيى ، والحسين بن زيد ، وأبو شعيب المحاملي ، وابن أسباط ، وإبراهيم بن محمّد ابن إسماعيل ، وسعد بن محمّد ، الذين يروي عنهم علي الطاطري ، وقد قال الشيخ ( قدس سره ) : إنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطريون.

وبعد رواية هؤلاء عنه لا يبقى ريب في أنّه في أعلى درجة الوثاقة ، ورواياته مقبولة وكتابه معتمد ، وقد تأمّل في التعليقة في وقفيّته ، ولعلّه في محلّه ، ولا حاجه لنا إلى شرحه(٣) .

ثمّ إنّه قد يستظهر من قول الكشّي ( القرن الرابع ) أنّه كان من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، ولكنّي لم أجد له رواية عن الرضا ( عليه السلام ) ، وظاهر الكشّي لا يلائم قوله بالوقف كما صرّح به الكلّ.

نعم ، روى الكليني ( ت ٣٢٩ هـ ) رواية عن محمّد بن يحيى ، عن

____________

١ ـ منتهى المقال ٣ : ٢١٦ [ ١١٢٥ ].

٢ ـ تنقيح المقال ١ : ٤١٧ [ ٣٨٨٠ ] ، وانظر : أعيان الشيعة ٦ : ٣٩٥ ، قاموس الرجال ٤ : ٢٧٤ [ ٢٧٦٢ ] ، معجم رجال الحديث ٨ : ١٤٤ [ ٤٤٦٤ ].

٣ ـ خاتمة المستدرك ١ : ٤٣ ، وانظر ٤ : ٢٨٨ [ ١١٣ ] ، و ٧ : ٣٦١ [ ٨٨٥ ].

٦٢

محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبيد الله الدهقان ، عن درست ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام )(١) ، في باب ( ما لا يؤكل من الشاة وغيرها ).

ولكن هذه الرواية رواها البرقي ( ت ٢٧٤ أو ٢٨٠ هـ ) في المحاسن ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد(٢) .

والطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في التهذيب عن محمّد بن أحمد بنفس سند الكليني(٣) .

والراوندي ( ت ٥٧٣ هـ ) في فقه القرآن(٤) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) مجرّداً بدون ( الرضا ) ، وهو ينصرف إلى موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) ، بل إنّ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) ذكرها في الوسائل عن الكليني بدون ( الرضا )(٥) ، فتأمّل.

كما لم أجد رواية أُخرى لإبراهيم بن عبد الحميد عن الرضا ( عليه السلام ) غير ما في الكافي ، وإذا كان هو المُصرّح بوقفه فالمطلوب أوضح.

وبالتالي فإنّ المتيقّن أنّ درست بن أبي منصور كان من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، ولا يعلم أنّه بقي إلى عصر الرضا ( عليه السلام ) أو لا ، أو بالأحرى لا يعلم هل بقي إلى القرن الثالث أو لا ، فلاحظ.

أصل ( كتاب ) درست :

ذكر النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) طريقيه إليه ، وقال : له كتاب يرويه

____________

١ ـ الكافي ٦ : ٢٥٣ ، ح ١ ، باب : ما لا يؤكل من الشاة وغيرها.

٢ ـ المحاسن ٢ : ٢٦٣ [ ١٨٣٦ ].

٣ ـ التهذيب ٩ : ٨٤ [ ٣١٣ ].

٤ ـ فقه القرآن ٢ : ٢٥٨.

٥ ـ الوسائل ٢٤ : ١٧١ ح ١ ، باب ما يحرم من الذبيحة ، وما يكره منها.

٦٣

جماعة ، منهم سعد بن محمّد الطاطري ، عمّ علي بن الحسن الطاطري ، ومنهم محمّد بن أبي عمير ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : حدَّثنا أحمد ابن جعفر ، قال : حدَّثنا حُميد بن زياد ، قال : حدَّثنا محمّد بن غالب الصيرفي ، قال : حدَّثنا علي بن الحسن الطاطري ، قال : حدَّثنا عمّي سعد بن محمّد أبو القاسم ، قال : حدَّثنا دُرست بكتابه ، وأخبرنا محمّد بن عثمان ، قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عمير عن درست بكتابه(١) .

وطريق الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : أخبرنا بكتابه أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمّد بن الزبير القرشي ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن درست ، ورواه حميد عن ابن نهيك ، عن درست(٢) .

وقال الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) في مشيخته : وما كان فيه عن درست بن أبي منصور ، فقد رويته عن أبي ( رحمه الله ) ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّا ، عن درست بن أبي منصور الواسطي(٣) .

وطريق الصدوق إليه صحيح ، قاله في الخلاصة(٤) ، وقال النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) : رجال السند من الأجلاّء الثقات(٥) ، وقال : وأمّا طريق الشيخ فهو مجهول في الفهرست بأحمد بن عمر بن كيسبة(٦) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ١٦٢ [ ٤٣٠ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ١٨٦ [ ٢٨٨ ].

٣ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ : ٧٨ شرح مشيخة الفقيه.

٤ ـ خلاصة الأقوال : ٤٤١ ، الفائدة الثامنة ، وانظر : عدّة الرجال ٢ : ١٢٩ ، الفائدة السادسة.

٥ ـ خاتمة المستدرك ٤ : ٢٨٨ [ ١١٣ ].

٦ ـ خاتمة المستدرك ٦ : ١٣٩ [ ٢٧٤ ] ، وانظر : معجم رجال الحديث ٨ : ١٤٦ [ ٤٤٦٤ ].

٦٤

والنسخة التي اعتمد عليها صاحب البحار نسخة قديمة تحتوي على أُصول لرواة آخرين ، قال في أوّل البحار : مع أنّا أخذناهما ( يريد أصل النرسي والزرّاد ) من نسخة قديمة مصحّحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسن الآبي ( النصف الأوّل من القرن الخامس ) ، وهو نقله من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمّي ( النصف الثاني من القرن الرابع ) ، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وذكر أنّه أخذها وسائر الأُصول المذكورة(١) بعد ذلك من خطّ الشيخ الأجلّ هارون بن موسى التلعكبري ( رحمه الله ) ( ت ٣٨٥ هـ )(٢) .

ولكنّه لم يذكر أصل درست ضمن هذه الأُصول في النسخة ، وسببه أنّ أوّل أصل درست كان ساقطاً.

قال النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) في خاتمة مستدركه في الفائدة الثانية : وكتاب درست وأخواته(٣) ، إلى جزء من نوادر علي بن أسباط ، وجدناها مجموعة منقولة كلّها من نسخة عتيقة صحيحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسن الآبي ، وهو نقلها من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمّي ، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وذكر أنّه أخذ الأُصول المذكورة من خطّ الشيخ الأجلّ هارون بن موسى التلعكبري ، وهذه النسخة كانت عند العلاّمة المجلسي ( قدس سره ) ( ت ١١١١ هـ ) ، كما صرّح به في أوّل البحار ، ومنها انتشرت النسخ ، وفي أوّل جملة منها وآخرها يذكر صورة النقل.

____________

١ ـ يذكر ثلاثة عشر أصلا ، ولم يذكر أصل درست ، وسيأتي توضيحه في المتن.

٢ ـ البحار ١ : ٤٣ ، توثيق المصادر.

٣ ـ الأُصول المذكورة في كتاب الأُصول الستّة عشر ، ما عدا كتاب ديّات ظريف : ١٣٤ ، ومختصر علاء : ١٤٩.

٦٥

أمّا كتاب درست : فهو ساقط من أوّله(١) ، وفي آخره : تمّ كتاب درست ، وفرغت من نسخه من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيوّب القمّي ( النصف الثاني من القرن الرابع ) أيّده الله ، سماعاً له عن الشيخ أبي محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيّده الله ، بالموصل ، في يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، والحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم تسليماً(٢) .

ولكن في المطبوعة لم ترد صورة النقل في أوّلها ، ولم يذكر اسم الشيخ منصور بن الحسن الآبي وإن جاء اسمه في ضمن الكتاب ، وفي آخرها لا توجد جملة ( تمّ كتاب درست ) ، وإنّما يوجد ما بعدها ، والظاهر أنّه سقط من النساخ ; لأنّ الأحاديث الموجودة عن أصل درست مصدّرة باسمه(٣) .

وعلى هذه النسخة خطّ الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) ، هكذا : إعلم أنّي تتبّعت أحاديث هذه الكتب الأربعة عشر ـ أي عدا ديّات ظريف ومختصر علاء ـ فرأيت أكثر أحاديثها موجوداً في الكافي ، أو غيره من الكتب المعتمدة ، والباقي له مؤيّدات فيها ، ولم أجد فيها شيئاً منكراً سوى حديثين محتملين للتقيّة وغيرها ، حرّره محمّد العاملي(٤) .

وقال الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : وهذا الكتاب أيضاً من الكتب الموجودة الباقية على الهيئة الأوّليّة ، وترتيبها أوّله الحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم تسليماً ، رأيت نسخة منه في

____________

١ ـ الأُصول الستّة عشر : ١٥٨.

٢ ـ خاتمة المستدرك ١ : ٣٨ ، الفائدة الثانية.

٣ ـ انظر الأُصول الستّة عشر من أوّله ، وصفحة ١٥٨ ، وصفحة ١٦٩ ( الأخيرة ).

٤ ـ كتاب الأُصول الستّة عشر : ١٧٠.

٦٦

كربلاء عند السيّد إبراهيم بن السيّد هاشم القزويني المتوفّى ( ٧ ـ ٢ ـ ١٣٦٠ ) ، وهي بخطّ السيّد علي أكبر بن السيّد حسين الحسيني ، فرغ من الكتابة في النجف ( ١٢٨٦ ) وذكر أنّه استنسخها عن نسخة قوبلت من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين القمّي(١) .

ولكن الجملة المذكورة على أنّها في أوّله غير موجودة في المطبوع ، والظاهر أنّه كذلك في النسخة الخطيّة ، لما عرفت من نصّ النوري على أنّها ساقطة الأوّل ، فقد تكون من زيادات الناسخ ; لأنّ هذه النسخة في كربلاء مأخوذة من تلك النسخة ـ الأصل ـ على أنّ آخر أصل درست فيه هذه الجملة ( والحمد لله رب العالمين ) كما عرفت فيما نقلنا من المطبوع ، فلعلّه كان سبق قلم من العلاّمة الطهراني عندما قال أوّلها ويريد آخرها.

____________

١ ـ الذريعة ٦ : ٣٣٠ ( ١٨٨٩ ) ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة ١ ( القرن الرابع ) : ٢٦١ ، ٣٢١ ، ٣٢٩، ٢ ( القرن الخامس ) : ١٩٦.

٦٧
٦٨

(٣) كتاب : الوصيّة

لعيسى بن المستفاد ( النصف الثاني من القرن الثاني )

الحديث :

قال السيّد ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في الطرف(١) :

عن عيسى بن المستفاد ، قال : حدَّثني موسى بن جعفر ، قال : سألت أبي جعفر بن محمّد ( عليه السلام )(٢) .

وعنه ، عن أبيه ، قال : لمّا حضرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الوفاة دعا الأنصار ، وقال : « يا معشر الأنصار ، قد حان الفراق ، وقد دُعيت وأنا مجيب الداعي ، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ، ونصرتم فأحسنتم النصرة ، وواسيتم في الأموال ، ووسعتم في السكنى ، وبذلتم لله مهج النفوس ، والله مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى.

وقد بقيت واحدة ، وهي تمام الأمر وخاتمة العمل ، العمل معها مقرون به جميعاً ، إنّي أرى أن لا يفرّق بينهما جميعاً ، لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من أتى بواحدة وترك الأُخرى كان جاحداً للأُولى ، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا ».

قالوا : يا رسول الله ، فأَبنِ لنا نعرفها ، ولا نمسك عنها فنضلّ ونرتدّ

____________

١ ـ كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد مفقود ، ولا نعرف منه إلاّ ما نقله ابن طاووس في طرفه ، وما أوردناه منه.

٢ ـ طرف من الأنباء والمناقب : ١١٥ ، الطرفة الأُولى.

٦٩

عن الإسلام ، والنعمة من الله ومن رسوله علينا ، فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله ، [ وقد بلّغت ونصحت وأدّيت ، وكنت بنا رؤوفاً رحيماً ، شفيقاً مشفقاً ، فما هي يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟ ](١) .

قال لهم : « كتاب الله وأهل بيتي ، فإنّ الكتاب هو القرآن ، وفيه الحجّة والنور والبرهان ، وكلام الله جديد غضّ طريّ ، شاهد ومحكم عادل ، دولة قائد بحلاله وحرامه وأحكامه ، بصير به ، قاض به ، مضموم فيه ، يقوم غداً فيحاجّ به أقواماً ، فتزلّ أقدامهم عن الصراط ، فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

ألا وأنّ الإسلام سقف تحته دعّامة ، ولا يقوم السقف إلاّ بها ، فلو أنّ أحدكم أتى بذلك السقف ممدوداً لا دعّامة تحته ، فأوشك أن يخرّ عليه سقفه فهوى في النار.

أيّها الناس ، الدعّامة دعّامة الإسلام ، وذلك قوله تبارك وتعالى( إليه يصْعَدُ الكَلِمُ الطيّبُ والعَمَلُ الصّالِحُ يرفَعُه ) ، فالعمل الصالح طاعة الإمام وليّ الأمر والتمسّك بحبل الله.

أيّها الناس ، ألا فهمتم ، الله الله في أهل بيتي ، مصابيح الهدى ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ومستقرّ الملائكة ، منهم وصيّي وأميني ووارثي ، ومن هو منِّي بمنزلة هارون من موسى ، علي ( عليه السلام ) ، ألا هل بلّغت؟

والله يا معاشر الأنصار ، [ لتقرُّن لله ولرسوله بما عهد إليكم ، أو ليُضرَبن بعدي بالذلّ.

يا معشر الأنصار ](٢) ألا اسمعوا ومن حضر ، ألا إنّ باب فاطمة بابي ،

____________

١ ـ بين القوسين ساقط في بعض النسخ.

٢ ـ بين القوسين ساقط من بعض النسخ.

٧٠

وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله ».

قال عيسى بن المستفاد : فبكى أبو الحسن ( عليه السلام ) طويلا ، وقطع عنه بقيّة الحديث ، وأكثر البكاء ، وقال : « هُتك ـ والله ـ حجاب الله ، هُتك ـ والله ـ حجاب الله ، هُتك ـ والله ـ حجاب الله ، وحجاب الله حجاب فاطمة ، يا أُمّه يا أُمّه ، صلوات الله عليها »(١) .

عيسى بن المستفاد :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : عيسى بن المستفاد أبو موسى البجلي الضرير ، روى عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، ولم يكن بذاك(٢) .

وذكره الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست ، وسكت عنه(٣) ، ومثله ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم(٤) .

وقال ابن الغضائري ( ت ٤١١ هـ ) : ذكر له رواياته عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، وله كتاب الوصيّة لا يثبت سنده ، وهو في نفسه ضعيف(٥) .

ونقل في الخلاصة كلام النجاشي وابن الغضائري ، أورده في القسم الثاني المخصّص للضعاف أو من يردّ قوله أو يتوقّف فيه(٦) ، ولكن ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) أورده في القسمين ، ورمز له في أصحاب الباقر ( عليه السلام ) ، ونقل في الأوّل عن رجال الشيخ والفهرست والنجاشي أنّه لم يكن بذاك ، مع أنّه غير مذكور في رجال الشيخ(٧) ، وفي الثاني أعاد ما ذكره أوّلا ، ولكنّه

____________

١ ـ طرف من الأنباء والمناقب : ١٤٣ ، الطرفة العاشرة.

٢ ـ رجال النجاشي : ٢٩٧ [ ٨٠٩ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٣٣٢ [ ٥٢١ ].

٤ ـ معالم العلماء : ٨٦ [ ٥٩٤ ].

٥ ـ رجال ابن الغضائري : ٨١ [ ١٠٠ ] ، وانظر : مجمع الرجال ٤ : ٣٠٦.

٦ ـ خلاصة الأقوال : ٣٧٨ [ ١٥٢٠ ] ، القسم الثاني.

٧ ـ رجال ابن داود : ١٤٩ [ ١١٧٦ ].

٧١

نسبه إلى النجاشي فقط(١) .

ثمَّ ترجم في جامع الرواة : ( عيسى الضرير ) و ( عيسى الضعيف ) يرويان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، واستظهر أنّهما واحد لاتّحاد الطريق(٢) ، ووافقه التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في القاموس(٣) ، والسيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) في المعجم(٤) ، وأمّا المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) فأستظهر اتّحادهما مع عيسى بن المستفاد أيضاً(٥) ، مع أنّ صاحب القاموس استبعد ذلك(٦) .

أقول : إنّ ( عيسى الضرير ) أو ( عيسى الضعيف ) لم يرد ذكره في رجال الطوسي ولا البرقي في أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، بل لم يرد ذكره أصلا ، لا في هذين الكتابين ولا في بقيّة كتب الرجال ، وإنّما جاء في سند الروايات عن الإمام الصادق ( عليه السلام ).

نعم ، ذكر الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) عيسى بن عبد الرحمن السلميّ البجليّ ، كوفي(٧) ، ولم يذكر

____________

١ ـ رجال ابن داود : ٢٦٥ [ ٣٨٤ ].

وانظر : نقد الرجال ٣ : ٣٩٦ [ ٤٠٦٢ ] ، إيضاح الاشتباه : ٢٣٤ [ ٤٥٣ ] ، هداية المحدّثين : ١٢٦ ، منتهى المقال ٥ : ١٦٩ [ ٢٢٥٦ ] ، حاوي الأقوال ٤ : ١٥٠ ، عدّة الرجال ١ : ٢٤٦ ، جامع الرواة ١ : ٦٥٤ ، تنقيح المقال ٢ : ٣٦٣ ، مع بعض الاشتباه نبّه عليه التستري في قاموس الرجال ٨ : ٣٣١ [ ٥٨٢٤ ] ، معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٢٤ [ ٩٢٤١ ] ، الوجيزة : ٢٧٦ [ ١٣٨٧ ] ، مجمع الرجال ٤ : ٣٠٦ ، بهجة الآمال ٥ : ٦٤٥.

٢ ـ جامع الرواة ١ : ٦٥١.

٣ ـ قاموس الرجال ٨ : ٣١٩ [ ٥٨٠٢ ] و [ ٥٨٠٣ ].

٤ ـ معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٢٩ [ ٩٢٥٣ ] و [ ٩٢٥٤ ].

٥ ـ تنقيح المقال ٢ : ٣٦١.

٦ ـ قاموس الرجال ٨ : ٣١٩ [ ٥٨٠٣ ].

٧ ـ رجال الطوسي : ٢٥٨ [ ٣٦٦٥ ].

٧٢

عيسى بن المستفاد في أصحاب أيّ إمام من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، مع أنّه ذكره في الفهرست(١) .

فإذا أخذنا بعين الاعتبار اتّحاد الاسم واللقب ، وأنّ المستفاد يمكن أن يكون لقب لعبد الرحمن ، أمكن القول باتّحادهما ، بل باتّحاد الجميع الضرير أو الضعيف وابن المستفاد وابن عبد الرحمن السلميّ البجليّ ، فإنّ الضعيف ـ كما هو الأصحّ على ما أشار إليه التستري ( ت ١٤١٥ هـ )(٢) ويحتمل العكس ـ قد روى عن الصادق ( عليه السلام ) في الكافي والفقيه والتهذيب(٣) ، مع أنّ الشيخ لم يذكره في رجاله.

وقد يكون من القرينة على ذلك ما رواه الرضي ( ت ٤٠٦ هـ ) في الخصائص بسند ، هو : حدّثني هارون بن موسى ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عمّار العجليّ الكوفي ، قال : حدَّثني عيسى الضرير ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، عن أبيه قال : ، وهي الطرفة الخامسة عشر من طرف السيّد ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ )(٤) ، كما وأورد رواية أُخرى بنفس السند ، ولكنّه ذكر الاسم هكذا : أبو موسى عيسى الضرير البجلي ، وهو في الطرفة السادسة عشر من الطرف(٥) .

فاكتفائه في الأوّل بـ ( عيسى الضرير ) ، وأضاف إليه في الثاني ( أبو موسى ) و ( البجلي ) يقرّبنا إلى المراد كما هو واضح ; لأنّ المراد بعيسى الضرير في السند هو ابن المستفاد ، بقرينة ذكر روايته في ضمن الطرف

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٣٣٢ [ ٥٢١ ].

٢ ـ قاموس الرجال ٨ : ٣١٩ [ ٥٨٠٣ ].

٣ ـ الكافي ٧ : ٢٩٥ ح ١ و ٢٧٦ ح ٤ ، من لا يحضره الفقيه ٤ : ٦٩ ح ١٢ ، التهذيب ١٠ : ١٨٧ ح ٣٢ ، كتاب الديّات ، باب : القضايا في الديّات والقصاص.

٤ ـ طرف من الأنباء والمناقب : ١٥٧ ، الطرفة الخامسة عشر.

٥ ـ طرف من الأنباء والمناقب : ١٦١ ، الطرفة السادسة عشر.

٧٣

التي أكثرها عن ابن المستفاد عن الكاظم ( عليه السلام ).

ويبقى ما انفرد به النجاشي من أنّه من أصحاب أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، فالظاهر أن لا رواية له عن الجواد ( عليه السلام ) ، فهل يمكن حمل ( الثاني ) على الاشتباه وأنّه أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، كما عن ابن داود؟ الله أعلم!

كتاب الوصيّة :

لم يصلنا من كتاب عيسى بن المستفاد إلاّ ما نقله ابن طاووس في طرفه ، ولكنّه لم يصرّح بأنّه من كتاب الوصيّة لعيسى ، وإن استظهر الكلّ أنّه منه ; لأنّهم لم يذكروا لابن المستفاد كتاباً غيره ، ولأنّ ما نقله ابن طاووس ينطبق تماماً على اسم الكتاب ، ألا وهو ( الوصيّة ).

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : له كتاب الوصيّة ، رواه شيوخنا ، عن أبي القاسم جعفر ابن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن هلال بن الفضل بن محمّد بن أحمد بن سليمان الصابوني ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو يوسف الوُحاظي والأزهر بن بسطام بن رستم والحسن بن يعقوب ، قالوا : حدَّثنا عيسى بن المستفاد ، وهذا الطريق طريق مصريّ فيه اضطراب ، وقد أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران ، قال : حدَّثنا يحيى بن محمّد القصباني ، عن عبيد الله بن الفضل(١) .

وقال الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : له كتاب ، رواه عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عنه(٢) ، وهو ضعيف بعبيد الله بن عبد الله الدهقان(٣) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٩٧ [ ٨٠٩ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٣٣٢ [ ٥٢١ ].

٣ ـ انظر : خاتمة المستدرك ٩ : ٢٤٦ [ ٥٣٢ ] ، معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٢٤ [ ٩٢٤١ ].

٧٤

وقال ابن الغضائري ( ت ٤١١ هـ ) : وله كتاب الوصيّة لا يثبت سنده(١) .

ولكن المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) قال ـ بعد أن أخرج عدّة روايات من الطرف ـ : انتهى ما أخرجناه من كتاب الطرف ممّا أخرجه من كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد ، وكتاب خصائص الأئمّة للسيّد الرضي ( رضي الله عنه ) ، وأكثرها مرويّ في كتاب الصراط المستقيم للشيخ زين الدين البياضي ( ت ٨٧٧ هـ ) ، وعيسى وكتابه مذكوران في كتب الرجال ، ولي إليه أسانيد جمّة ، وبعد اعتبار الكليني ( رحمه الله ) الكتاب واعتماد السيّدين عليه لا عبرة بتضعيف بعضهم ، مع أنّ ألفاظ الروايات ومضامينها شاهدة على صحّتها(٢) .

ولا يخلو كلامه ( قدس سره ) من المناقشة.

وذكر الكتاب العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة أيضاً ، واستظهر وجود نسخة منه عند السيّد ابن طاووس من خلال كثرة نقله عنه في الطرف(٣) .

____________

١ ـ رجال ابن الغضائري : ٨١ [ ١٠٠ ] ، مجمع الرجال ٤ : ٣٠٦.

٢ ـ البحار ٢٢ : ٤٩٥.

٣ ـ الذريعة ٢٥ : ١٠٣ [ ٥٦٥ ] ، و ١٥ : ١٦١ [ ١٠٥٣ ].

٧٥
٧٦

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة )

القرن الثالث الهجري

٧٧
٧٨

(٤) صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) بسند الطبرسي

للإمام علي بن موسى بن جعفر الرضا ( عليه السلام ) ( ت ٢٠٣ هـ )

الحديث :

حدّثني علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) سنة أربع وتسعين ومائة ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال :

وبإسناده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « كأنّي دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفونني فيهما »(١) .

الراوون عنها :

وعنها الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام )(٢) .

____________

١ ـ صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ٥٩ ح ٨٣. وعنها في إثبات الهداة ١ : ١١٢ ح ٦٢٢ ، فصل (٣١) ، والبحار ٢٣ : ١٤٥ ح ١٠١.

٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٣٤ ح ٤٠ ، الباب (٣١) : في ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) من أخبار مجموعة ، وفيه : « كأنّي قد دعيت » ، وفيه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

٧٩

والقاسم بن محمّد بن علي ( ت ١٠٢٩ هـ ) في الاعتصام بحبل الله المتين(١) .

صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) :

ذكرها الشيخ الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب المعتمدة لديه وقال : رواية أبي علي الطبرسي(٢) ، وذكر طريقه إليها(٣) .

وذكرها المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادره وقال : المسندة إلى شيخنا أبي علي الطبرسي ( رحمه الله ) بإسناده إلى الرضا ( عليه السلام )(٤) ، وقال في توثيقها : وكتاب الرضا ( عليه السلام ) من الكتب المشهورة بين الخاصّة والعامّة ، وروى السيّد الجليل علي بن طاووس منها بسنده إلى الشيخ الطبرسي ( رحمه الله ) ، ووجدت أسانيد في النسخ القديمة منه إلى الشيخ المذكور ومنه إلى الإمام ( عليه السلام ) ، وقال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار : كان يقول يحيى بن الحسين الحسيني في إسناد صحيفة الرضا : لو قرئ هذا الإسناد على أُذن مجنون لأفاق ، وأشار النجاشي في ترجمة عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، وترجمة والده راوي هذه الرسالة إليها ، ومدحها ، وذكر سنده إليها ، وبالجملة هي من الأُصول المشهورة ويصحّ التعويل عليها(٥) .

____________

١ ـ الاعتصام ١ : ١٣٣ ، فصل : فيما ورد من احاديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إنّه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنّته وعترته أهل بيته .

وفيه : وفي صحيفة علي بن موسى الرضى عن آبائه ، أباً فأباً ، إسناداً متّصلا عن علي عليه وعليهم السلام ، قال : « وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كأنّي قد دعيت واُجبت » ، وفيه : « كتاب الله عزّ وجلّ حبل . » ، وفيه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ [ ٣٥ ] الفائدة الرابعة.

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٦ ، الطريق الثاني والأربعون.

٤ ـ البحار ١ : ١١.

٥ ـ البحار ١ : ٣٠.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تزوجوا الزرق فإن في تزويجهن يمنا ».

[١٦٤٤٦] ٢ - دعائم الاسلام، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « تزوجوا الزرق فإن فيهن يمنا ».

٢٠ -( باب استحباب تزويج الجميلة الضحوك، الحسناء الوجه، الطويلة الشعر)

[١٦٤٤٧] ١ - الصدوق في المقنع: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « النظر إلى المرأة الجميلة يقطع البلغم يعني ( بالمرأة )(١) جميلة: الحسنة الوجه والنظر إلى المرأة السوء يهج المرة السوداء يعني السوء: السمجة القبيحة الوجه ».

[١٦٤٤٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « إذا أراد أحدكم أن يتزوج امرأة، فليسأل عن شعرها، كما يسأل عن وجهها، فان الشعر أحد الجمالين ».

ورواه في الجعفريات: بالسند المتقدم، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

٢١ -( باب استحباب حبس المرأة في بيتها أو بيت زوجها، فلا تخرج لغير حاجة، ولا يدخل عليها أحد من الرجال)

[١٦٤٤٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله أخبرنا محمد، حدثني موسى

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٣ ص ١٩٦ ح ٧١٧.

الباب ٢٠

١ - المقنع ص ١٠١

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٦ ح ٧١٨.

(١) الجعفريات ص ٩٤.

الباب ٢١

١ - الجعفريات ص ٩٤، ونوادر الراوندي ص ٣٦.

١٨١

قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،: النساء عورة فاحبسوهن في البيوت، واستعينوا عليهن بالعرى ».

[١٦٤٥٠] ٢ - وبهذا الاسناد عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام : « أن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دخل عليها عليعليه‌السلام وبه كآبة شديدة، فقالت: ما هذه الكآبة؟ فقال: سألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن مسألة ولم يكن عندنا جواب لها، فقالت: وما المسألة؟ قال: سألنا عن المرأة، ما هي؟ قلنا: عورة، قال: فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم ندر، قالت: ارجع إليه فأعلمه أن أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها، فانطلق فأخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ما ذا من تلقاء نفسك يا علي، فأخبره أن فاطمةعليها‌السلام أخبرته، فقال: صدقت، ان فاطمة بضعة ».

ورواهما السيد فضل الله الراوندي في نوادره: باسناده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله.

[١٦٤٥١] ٣ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « اتقوا الله في النساء فإنهن عي وعورة، وانكم استحللتموهن بأمانة الله، وهن عندكم عوان(١) ، فادرؤوا(٢) عيهن بالسكوت، وواروا عوراتهن بالبيوت ».

[١٦٤٥٢] ٤ - وعن عليعليه‌السلام أنه قال: « قال لنا رسول الله ( صلى

__________________

٢ - الجعفريات ص ٩٥، ونوادر الراوندي ص ١٤.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٤ ح ٧٨٩.

(١) العاني: الأسير، وكل من ذل واستكان وخضع، والمرأة عانية، والجمع عوان ( النهاية ج ٣ ص ٣١٤ ).

(٢) في المصدر: « فداووا ».

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٣.

١٨٢

الله عليه وآله ) أي شئ خير للمرأة؟ فلم يجبه أحد منا، فذكرت ذلك لفاطمةعليها‌السلام فقالت: ما من شئ خير للمرأة من أن لا ترى رجلا ولا يراها، فذكرت ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: صدقت، إنها بضعة مني ».

[١٦٤٥٣] ٥ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: نقلا من رسائل الكليني، باسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في رسالته إلى ابنه الحسنعليه‌السلام إياك ومشاورة النساء، فان رأيهن إلى الأفن(٢) ، وعزمهن إلى الوهن، واكفف عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن، فإن شدة الحجاب خير لك ولهن من الارتياب، وليس خروجهن بأشد من دخول من لا يوثق به عليهن، فان استطعت أن لا يعرفن غيرك من الرجال فافعل ».

٢٢ -( باب أنه يجوز لغير الهاشمي تزويج الهاشمية، والأعجمي العربية، والعربي القرشية، والقرشي الهاشمية وغير ذلك)

[١٦٤٥٤] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكة، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: أيها الناس، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بابائها، الا إنكم من ولد آدم وآدم من طين،

__________________

٥ - كشف المحجة ص ١٧١.

(١) في الحجرية: « البصري »وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٢١٢ و ٢٢٢ ).

(٢) الأفن: ضعف العقل والرأي، والحمق ( لسان العرب ج ١٣ ص ١٩ ).

الباب ٢٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٨ ح ٧٢٩.

١٨٣

الا إن خير عباد الله عند الله أتقاهم، ان العربية ليست بأب والد ولكنها لسان ناطق، فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه، ألا إن كل دم في الجاهلية أو إحنة(١) فهو تحت قدمي إلى يوم القيامة ».

[١٦٤٥٥] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله إنما زوجتها المقداد ليتواضع في(١) النكاح، ولتتأسوا(٢) برسول ( الله صلى الله عليه وآله ) ولتعلموا(٣) أن أكرمكم عند الله أتقاكم » وكان الزبير أخا عبد الله أبي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأبيه وأمه.

[١٦٤٥٦] ٣ - وعنهعليه‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، زوج الموالي القرشيات، ليتضع المناكح وليتأسوا فيها جميعا(١) برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ضباعة بنت الزبير عبد المطلب المقداد، وزوج تميم الداري امرأة من بني هاشم بن عبد مناف.

[١٦٤٥٧] ٤ - ابن شهرآشوب في المناقب: قال بعض الخوارج لهشام بن الحكم: العجم تتزوج في العرب، قال: نعم، قال: فالعرب تتزوج في قريش، قال: نعم، قال: فقريش تتزوج في بني هاشم، قال: نعم، فجاء الخارجي إلى الصادقعليه‌السلام فقص عليه، ثم قال: أسمعه

__________________

(١) الأجنة: الحقد والبغضاء ( النهاية ج ١ ص ٢٧ ).

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٩ ح ٧٣٠.

(١) في: ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: « وليتأسوا ».

(٣) في المصدر: « وليعلموا ».

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٩٩ ح ١٣١.

(١) لس في المصدر.

٤ - المناقب ج ٤ ص ٢٥٨.

١٨٤

منك؟ فقال: ( نعم )(١) « قد قلت ذاك » قال الخارجي: فها أنا إذا قد جئتك خاطبا، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : « انك لكفء في دينك، وحسبك في قومك، ولكن الله عز وجل صاننا عن الصدقات وهي وأوساخ أيدي النس فنكره أن نشرك فيما فضلنا الله به من لم يجعل الله له مثل ما جعل لنا » فقام الخارجي وهو يقول: بالله ما رأيت رجلا مثله، ردني والله أقبح رد، وما خرج من قول صاحبه.

[١٦٤٥٨] ٥ - الكشي في رجاله: عن طاهر بن عيسى قال: حدثني أبو سعيد، ( قال: حدثني ) الشجاعي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن خزيمة بن ربيعة يرفعه قال: خطب سلمان ( رضي الله عنه ) إلى عمر فرده، ثم ندم فعاد إليه، فقال: إنما أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية، أم هي كما هي!؟.

[١٦٤٥٩] ٦ - وعن أبي صالح خلف بن حماد الكشي قال: حدثني الحسن بن طلحة المروزي، يرفعه عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمرو اليماني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « تزوج سلمان امرأة من بني كندة فدخل بها » الخبر.

[١٦٤٦٠] ٧ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الاستغاثة: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه زوج ابنة عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب من المقداد، وكان المقداد من موالي كندة، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أتعلمون لم زوجت المقداد من ضباعة ابنة عمي؟ » قالوا: لا، قال:

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - رجال الكشي ج ١ ص ٦٢ ح ٣٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٦ - المصدر السابق ج ١ ص ٦٨ ح ٣٩.

٧ - كتاب الاستغاثة ص ٥٤.

١٨٥

« ليتسع(١) النكاح فيناله كل منكم(٢) ، وليتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم ».

[١٦٤٦١] ٨ - وقيل لأمير المؤمنينعليه‌السلام : أيجوز تزويج الموالي من العربيات؟ فقال: « أتتكافأ دماؤكم، ولا تتكافأ فروجكم!؟ »

٢٣ -( باب أنه يجوز للرجل الشريف الجليل القدر، أن يتزوج امرأة دونه حسبا ونسبا وشرفا حتى الأمة، بل يستحب ذلك)

[١٦٤٦٢] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « نظر أبي إلى امرأة في بعض مشاعر مكة، فرأى منها ما أعجب به(١) من حسن خلق، فسأل عنها هل لها زوج؟ فقيل: لا، فخطبها أبي إلى نفسه، فتزوجته فدخل بها، ولم يسأل عن حسبها، وكان رجل من الأنصار متصل به، فلما سمع بذلك شق عليه، كراهة أن تكون غير ذات حسب، فيقول الناس في ذلك، فلم يزل يسأل عنها حتى وقف على خبرها، فوجدها في بيت قومها شيبانية من بني ذي الجدين، فدخل على علي بن الحسينعليهما‌السلام فذكر له ذلك، فقال له عليعليه‌السلام : قد كنت أراك أحسن رأيا منك اليوم، أما علمت أن الله عز وجل جاء بالاسلام فرفع به الخسيس(٢) ، وأتم به الناقص، وأكرم(٣) به اللوم فلا لوم على امرئ مسلم، وإنما اللوم لوم الجاهلية ».

__________________

(١) في المصدر: ليتضع.

(٢) في المصدر: مسلم.

٨ - كتاب الاستغاثة ص ٥٤.

الباب ٢٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٨. باختلاف يسير.

(١) في الحجرية: « بها »وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في الحجرية: « بالخسيس »وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في الحجرية: « فأكرم »وما أثبتناه من المصدر.

١٨٦

[١٦٤٦٣] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: كان بالمدينة رجل من العرب له أم ولد، فمات عنها فتزوجها علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان، فكتب إليه: أما كان لك في قريش وأفناء العرب(١) كفاية تحجزك عن أم ولد رجل؟ فكتب إليه علي بن الحسينعليهما‌السلام أما، بعد فإن الله تبارك وتعالى رفع بالاسلام الخسيسة، وأتم به الناقصة، ولا لوم على امرئ مسلم، وإنما اللوم لوم الجاهلية، وقد أعتق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمته وتزوجها، وعنده نساء من قريش، وفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسوة حسنة، لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ».

[١٦٤٦٤] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « نروي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نظر إلى ولدي أمير المؤمنين الحسن والحسينعليهم‌السلام ، وبنات جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال: بنونا لبناتنا وبناتنا لبنينا ».

[١٦٤٦٥] ٤ - البحار، عن مصباح الأنوار: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لولا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين لفاطمةعليها‌السلام ، ما كان لها كفء على ظهر الأرض ».

٢٤ -( باب أنه يستحب للمرأة وأهلها اختيار الزوج الذي يرضى خلقه ودينه وأمانته، ويكون عفيفا ذا يسار، وعدم جواز رده إذا خطب)

[١٦٤٦٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى

__________________

٢ - دعائم الاسلام:

(١) أفناء العرب: جماعة العرب ( أنظر لسان العرب ج ١٥ ص ١٦٥ ).

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

٤ - البحار ج ١٠٣ ص ٣٧٥، عن مصباح الأنوار ص ٢٢٨.

الباب ٢٤

١ - الجعفريات ص ٨٩.

١٨٧

قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول الله ( صلى اله عليه وآله ): إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ».

[١٦٤٦٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى أن يرد المسلم أخاه المسلم إذا خطب إليه ابنته رضي دينه وقال:( إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْ‌ضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ‌ ) (١) ».

[١٦٤٦٨] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ان خطب إليك رجل رضيت دينه وخلفه فزوجه ولا يمنعك فقره وفاقته، قال الله تعالى( وَإِن يَتَفَرَّ‌قَا يُغْنِ اللَّـهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ) (١) وقال( إِن يَكُونُوا فُقَرَ‌اءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (٢) ».

[١٦٤٦٩] ٤ - الصدوق في معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس قال: حدثني جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « الكفء أن يكون عفيفا وعنده يسار ».

[١٦٤٧٠] ٥ - وفي المقنع: وإذا خطب إليك رجل رضيت دينه ( وخلقه )(١) وأمانته فزوجه، فان الله تعالى يقول( إِن يَكُونُوا فُقَرَ‌اءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٦ ح ٧١٤.

(١) الأنفال ٨: ٧٣.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣١.

(١) النساء ٤: ١٣٠.

(٢) النور ٢٤: ٣٢.

٤ - معاني الأخبار ص ٢٣٩.

٥ - المقنع ص ١٠١.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٨٨

فَضْلِهِ ) (٢) وقال: أبو جعفرعليه‌السلام : « إذا خطب إليك رجل فرضيتم(٣) دينه وأمانته فزوجوه و( إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْ‌ضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ‌ ) (٤) ».

[١٦٤٧١] ٦ - الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن إبراهيم التيمي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في حديث أنه قال: يا إبراهيم، ما أفاد مؤمن من فائدة أضر عليه من مال يفيده، المال أضر عليه من ذئبين ضاريين في غنم قد هلك رعاتها، واحدة(١) في أولها وواحدة(٢) في آخرها، ثم قال: فما ظنك بهما؟ » قلت: يفسدان، أصلحك الله، قال: « صدقت، أن أيسر ما يدخل عليه أن يأتيه أخوه المسلم فيقول: زوجني، فيقول: ليس لك مال ».

[١٦٤٧٢] ٧ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الاستغاثة: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من جاءكم خاطبا ترضون دينه وأمانته فزوجوه( إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْ‌ضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ‌ ) (١) ».

[١٦٤٧٣] ٨ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أنس بن مالك، قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا يوما، فدخل أعرابي وسلم وقال: يا رسول الله، أيمنع سوادي ودمامة وجهي من دخول الجنة؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله « لا ما كنت خائفا من الله ومؤمنا برسوله »

__________________

(٢) النور ٢٤: ٣٢.

(٣) في الطبعة الحجرية: « فرضيت »وما أثبتناه من المصدر.

(٤) الأنفال ٨: ٧٣.

٦ - كتاب المؤمن ص ٥٥.

(١) في المصدر: واحد.

(٢) في المصدر: وآخر.

٧ - الاستغاثة ص ٥٣.

(١) الأنفال ٨: ٧٣.

٨ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٣٦٩.

١٨٩

فقال: يا رسول الله، والله الذي شرفك بالنبوة، اني قبل ذلك بثمانية أشهر آمنت وأقررت بأن الله واحد وأنك رسوله بالحق، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنت من القوم لك ما لهم وعليك ما عليهم » فقال: فلم خطبت من هؤلاء الحاضرين فلم يجبني منهم أحد؟ ولا أرى مانعا غير دمامة الوجه وسواد اللون، وإلا فأنا في قومي بني سليم ذو حسب وآبائي معروفون، ولكن غلبني سواد أخوالي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ها هنا عمر بن وهب » وكان رجلا من ثقيف صعب الجانب وفيه أنفة، قالوا: لا، يا رسول الله، فقال للا عرابي: « تعرف داره » قال: نعم، قال: اذهب إلى داره ودق الباب دقا رقيقا، وإذا دخلت فسلم وقل: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطاني بنتك » وكانت له بنت ذات جمال وعقل وعفاف، فجاء ودق الباب، فلما فتح ورأوا سواد وجهه ودمامته اشمأزوا منه وأظهروا الكراهة، فقال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطاني بنت فزجروه وردوه ردا قبيحا، فقام وخرج، فلما خرج قالت البنت لأبيها: اذهب واستخبر الحال، فإن كان النبي ( صلى الله ( عليه وآله ) أعطانيه فاني راضية بما فعله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فذهب في أثر الرجل، وأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد كان الرجل شكاه، إليه فقال له رسول ( الله صلى الله عليه وآله ): « يا هذا أنت الذي رددت رسولي فقال: يا رسول الله، فعلت وبئس ما فعلت، وأنا أستغفر الله، وإنما رددته لأنه كان رجلا من العرب ظننته يكذب، والآن يا رسول الله فاحكم في نفوسنا وبيوتنا وأموالنا، وانا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قم يا أعرابي فاني أعطيتك بنته، فاذهب إلى بيتها » فقال الرجل: يا رسول الله، أنا رجل من العرب فقير، وأستحيي أن أدخل بيت المرأة ويدي صفرة، فقال له: « أمرر على ثلاثة من الصحابة، وخذ منهم ما تحتاج إليه، اذهب إلى عند عليعليه‌السلام ، وعند عثمان، وعند عبد الرحمن بن عوف » فأتى علياعليه‌السلام فأعطاه مائة درهم، وكذا

١٩٠

عثمان وعبد الرحمان الخبر.

٢٥ -( باب كراهة تزويج شارب الخمر)

[١٦٤٧٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإياك أن تزوج شارب الخمر، فان زوجته فكأنما قدت إلى الزنى ».

وفي موضع آخر: « ولا يزوج شارب خمر، فان من فعل فكأنما قادها إلى الزنى ».

[١٦٤٧٥] ٢ - جامع الأخبار: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: في حديث: « ومن شرب الخمر فلا تزوجوه » الخبر.

[١٦٤٧٦] ٣ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « شارب الخمر إذا مرض فلا تعودوه إلى أن قال وإذا خطب إليكم فلا تزوجوه، فإنه من زوج ابنته شارب الخمر، فكأنما قادها إلى الزنى ».

[١٦٤٧٧] ٤ - القطب الراوندي في لب اللباب « عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: ليس شارب الخمر أهلا أن يزوج، وأن يؤتمن على أمانة، لقوله:( وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ) (١) ».

[١٦٤٧٨] ٥ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من زوج كريمته من شارب الخمر، فكأنما ساقها إلى الزنى ».

__________________

الباب ٢٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٨.

(١) نفس المصدر ص ٣١.

٢ - جامع الأخبار ص ١٧٨.

٣ - المصدر السابق ص ١٧٧.

٤ - لب اللباب: مخطوط.

(١) النساء ٤: ٥.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٢ ح ٩٢.

١٩١

[١٦٤٧٩] ٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من زوج كريمته من فاسق، نزل عليه كل يوم ألف لعنة ».

٢٦ -( باب كراهة تزويج سئ الخلق والمخنث)

[١٦٤٨٠] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن كتاب نوادر الحكمة، عن الحسين بن بشار قال: كتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام : أن لي قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء، قال: « لا تزوجه إن كان سئ الخلق ».

٢٧ -( باب كراهة مناكحة الزنج والخزر والخوز والسند والهند والقند النبط)

[١٦٤٨١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول ( الله صلى الله عليه وآله ): وإياكم ونكاح الزنج، فإنه خلق مشوه ».

ورواه في الدعائم: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(١)

٢٨ -( باب كراهة تزويج الحمقاء دون الأحمق)

[١٦٤٨٢] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم، عن عليعليه‌السلام قال:

__________________

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٧٢ ح ٩١.

الباب ٢٦

١ - مكارم الأخلاق ص ٢٠٣.

الباب ٢٧

١ - الجعفريات ص ٩٠.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٤.

الباب ٢٨

١ - الجعفريات ص ٩٢.

١٩٢

« قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وإياكم وتزويج الحمقاء، فان صحبتها بلاء، وولدها ضياع ».

٢٩ -( باب أن النكاح الحلال ثلاثة أقسام: دائم ومنقطع، وملك يمين، عينا أو منفعة)

[١٦٤٨٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : اعلم يرحمك الله أن وجوه النكاح الذي أمر الله عز وجل بها أربعة أوجه: نكاح ميراث إلى أن قال الوجه الثاني: نكاح بغير شهود ولا ميراث: وهي نكاح المتعة إلى أن قال والوجه الثالث: نكاح ملك المين إلى أن قال والوجه الرابع: نكاح تحليل المحلل » إلى آخره.

٣٠ -( باب أنه يجوز للرجل النظر إلى وجه امرأة يريد تزويجها، ويديها وشعرها ومحاسنها، قاعدة وقائمة، وأن يتأملها بغير تلذذ، وكراهة مشيها بين يديه، وكذا الأمة التي يريد شراءها)

[١٦٤٨٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، ( عن أبيه )(١) ، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا أراد أحدكم أن يتزوج المرأة، فلا بأس أن يولج بصره، فإنما هو مشتر ».

__________________

الباب ٢٩

١ - فقهعليه‌السلام ص ٣٠.

الباب ٣٠

١ - الجعفريات ص ٩٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٩٣

ورواه في الدعائم: عنه، مثله(٢) .

[١٦٤٨٥] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا أراد أحدكم أن يتزوج المرأة، فلا بأس أن ينظر إلى ما يدعوه إليه منها » قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « قال لنا أبي: ذكرت هذا لجابر بن عبد الله الأنصاري، فقال لنا جابر: لما سمعت هذا الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اختبأت لجارية من الأنصار في حائط(١) لأبيها، فنظرت إلى ما أرد ت وإلى ما لم أرد ».

ورواه الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(٢) .

[١٦٤٨٦] ٣ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من تاقت نفسه إلى نكاح امرأة، فلينظر منها ( إلى )(١) ما يدعوه إلى نكاحها ».

[١٦٤٨٧] ٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: لصحابي خطب امرأة: « أنظر إلى وجهها وكفيها ».

__________________

(٢) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠١ ح ٧٣٦.

٢ - الجعفريات ص ٩٣.

(١) الحائط: البستان من النخيل وغيرها ( النهاية ج ١ ص ٤٦٢ ).

(٢) نوادر الراوندي ص ١٣.

٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٦٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٦٢.

١٩٤

٣١ -( باب استحباب التزويج وزفاف العرائس ليلا، والتكبير عند الزفاف وركوب العروس)

[١٦٤٨٨] ١ - الجعفريات: بالاسناد المتقدم قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : زفوا عرائسكم ليلا، وأطعموا ضحى ».

[١٦٤٨٩] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا سهر الا في ثلاث: متهجد بالقرآن، أو طالب العلم، أو عروس تهدى إلى زوجها ».

ورواهما في الدعائم: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

ورواهما الراوندي في نوادره: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٢) .

[١٦٤٩٠] ٣ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله علي بن محمد، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن النوفلي عن السكوني، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زفوا عرائسكم ليلا، وأطعموا ضحى ».

[١٦٤٩١] ٤ - العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عمن(١) رفعه إلى أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها

__________________

الباب ٣١

١ - الجعفريات ص ١١٠.

٢ - الجعفريات ص ٩٤.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٠ ح ٧٧١.

(٢) نوادر الراوندي ص ١٣.

٣ - البحار ج ١٠٣ ص ٢٦٦ ح ١٠ بل عن جامع الأحاديث ص ١٢.

٤ - تفسير العياشي ج ص ٣٧٠ ح ٦٦.

(١) في الحجرية: « عن السكوني »وما أثبتناه من المصدر هو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ٢٧٦ ».

١٩٥

بالنهار، فإن الله جعل الحياء العينين، وإذا تزوجتم فتزوجوا بالليل، فإن الله جعل الليل سكنا ».

[١٦٤٩٢] ٥ - وعن الحسن علي بن بنت الياس قال: سمعت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول: « إن الله جعل الليل سكنا، وجعل النساء سكنا، ومن السنة التزويج بالليل، واطعام الطعام ».

[١٦٤٩٣] ٦ - وعن علي بن عقبة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « تزوجوا بالليل، فإن الله جعله سكنا ».

[١٦٤٩٤] ٧ - السيد هاشم التوبلي في مدينة المعاجز: نقلا عن كتاب مسند فاطمة قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي قال حدثنا: موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة من عليعليهما‌السلام ، أتاه ناس من قريش فقالوا: انك زوجت عليا بمهر قليل، فقال: ما أنا زوجت علياعليه‌السلام ولكن الله زوجه ليلة أسري بي إلى السماء إلى أن قال فلما كانت ليلة الزفاف، أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ببغلته الشهباء، وثنى عليه قطيفة، وقال لفاطمةعليها‌السلام اركبي، وأمر سلمان أن يقودها، والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يسوقها، فبينا هم في بعض الطريق إذ سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وجبة، فإذا هو جبرئيل في سبعين ألف، وميكائيل في سبعين ألف، قال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما أهبطكم إلى الأرض؟ قالوا: جئنا نزف فاطمةعليها‌السلام إلى زوجها علي بن أبي طالبعليه‌السلام فكبر جبرئيل وميكائيل، وكبرت الملائكة وكبر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧١ ح ٦٧.

٦ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧١ ح ٦٨.

٧ - مدينة المعاجز ص ١٤٨.

١٩٦

فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة ». الخبر.

[١٦٤٩٥] ٨ - وعنه قال: حدثني أبو الحسن محمد بن هارون بن موسى التعلكبري، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن علي بن مهدي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه جعفر، عن أبيه الباقرعليهم‌السلام قال: « حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما كانت الليلة التي اهدى ( رسول الله )(١) فاطمة إلى عليعليهما‌السلام ، دعا بعليعليه‌السلام فأجلسه عن يمينه، ودعا بها فأجلسها عن شماله، ثم جمع رأسيهما ثم قام وقاما وهو بينهما يريد منزل عليعليه‌السلام ، فكبر جبرئيل في الملائكة، فسمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فكبر، وكبر المسلمون، وهو أول تكبير كان في زفاف فصارت سنة ».

[١٦٤٩٦] ٩ - وعنه قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي قال: حدثنا أبو الحسن الأسدي قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة قال: حدثني أبي، عن علي بن عبد الله، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: « لما زفت فاطمة إلى عليعليهما‌السلام نزل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ونزل معهم سبعون ألف، ملك فقال: قدمت بغلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلول(١) وعليها شملة، فأمسك جبرئيل باللجام، وأمسك

__________________

٨ - مدينة المعاجز ص ١٤٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٩ - مدينة المعاجز ص ١٤٨.

(١) كذا ولعل الصواب ( دلدل ) كما هو المعروف من اسم بغلة الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ابن الأثير: ومنه الحديث: ( كان اسم بغلتهعليه‌السلام دلدلا ) ( النهاية ج ٢ ص ١٢٩ ).

وقال الطريحي: والدلدل،، به سميت بغلة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله التي أهديت إليه ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٣٧٣ ).

١٩٧

إسرافيل بالركاب، أمسك ميكائيل بالثفر(٢) ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسوي عليها ثيابها، فكبر جبرئيل، وكبر إسرافيل، وكبر ميكائيل، فكبرت الملائكة، وجرت السنة بالتكبير في الزفاف إلى يوم القيامة ».

[١٦٤٩٧] ١٠ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن كتاب مولد فاطمةعليها‌السلام ، في خبر أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بنات عبد المطلب، ونساء المهاجرين والأنصار، أن يمضين في صحبة فاطمةعليها‌السلام ، وأن يفرحن ويرجزن ويكبرن ويحمدن، ولا يقلن مالا يرضي الله.

٣٢ -( باب استحباب الاطعام عند التزويج يوما أو يومين، وكراهة ما زاد)

[١٦٤٩٨] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه: « أن رسول الهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لما تزوج بميمونة ابنة الحارث، أولم عليها وأطعم الحيس »(١) .

[١٦٤٩٩] ٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « الوليمة أو يوم حق، والثاني معروف، وما كان بعد ذلك فهو رياء وسمعة ».

__________________

(٢) الثفر: سير من جلد يكون في مؤخرة سرج الدابة ( لسان العرب ج ٤ ص ١٠٥ ).

١٠ - المناقب ج ٣ ص ٣٥٤.

الباب ٣٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٤ ح ٧٤٦.

(١) الحيس: الخلط، ومنه سمي الطعام المتخذ من التمر والسمن والدقيق ( لسان العرب ج ٦ ص ٦١ ).

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٥ ح ٧٤٨.

١٩٨

[١٦٥٠٠] ٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه مر ببني زريق(١) فسمع عزفا، فقال: « ما هذا؟ »: قالوا: يا رسول الله نكح فلان، فقال كمل دينه هذا النكاح لا السفاح، ولا ( يكون )(٢) نكاح في السر، حتى يرى دخان، أو يسمع حس دف ».

[١٦٥٠١] ٤ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، فما كان فوق ذلك فهو رياء وسمعة » قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام « وأخبرني أبي قال: دعي أبي الوليمة أول يوم فأجاب، ثم دعي في اليوم الثاني فأجاب، ثم دعي في اليوم الثالث فأمر بالرسول فطرد حتى توارى ».

[١٦٥٠٢] ٥ - السيد هاشم التوبلي في مدينة المعاجز: نقد عن مسند فاطمةعليها‌السلام قال: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن زكريا بن شيبا قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: لما زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة بعليعليهما‌السلام قال حين عقد العقد: محضر نكاح عليعليه‌السلام فليحضر إلى طعامه، قال: فضحك المنافقون وقالوا: ان محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قد صنع طعاما ما يكفي عشرة أناس، وحشر الناس، اليوم يفتضح محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبلغ ذلك إليه فدعا

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٩٥ ح ٧٤٩.

(١) في الحجرية: « رزيق »وما أثبتناه من المصدر هو الصواب « راجع المغازي للواقدي ج ١ ص ١٤٦ و ١٧١ و ٣٠٦ ».

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤ - الجعفريات ص ١٦٤.

٥ - مدينة المعاجز ص ١٧٤.

١٩٩

بعميه حمزة والعباس، فأقامهما على باب داره وقال: أدخل الناس عشرة عشرة، وأقبل على عليعليه‌السلام وعقيل فوزرهما ببردين يمانيين، وقال: انقلا إلى أهل التوحيد الماء، واعلم يا علي أن خدمتك للمسلمين أفضل من كرامتك لهم، قال: وجعل الناس يردون عشرة عشر، فيأكلون ويصدرون، حتى أكل من طعام إملاك عليعليه‌السلام من الناس ثلاثة أيام، والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يجمع بين الصلاتين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة، وجعل الناس يصدرون ولا يردون، قال: يا بن أخي ما في المدينة أحد أو قد أكل من طعامك، حتى أن جماعة من المشركين دخلوا في عداد المؤمنين، فأحببنا أن لا نمنعهم ليروا ما أعطاك الله من المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة، قال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بن عم تعرف عدد القوم قال: لا علم لي، قال: ولكن ان أردت أو أحببت أن تعرف عدد القوم فعليك بعمك حمزة، فنادى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أين عمي حمزة؟ فأقبل يسعى وهو يجر سيفه على الصفا، وكان لا يفارقه سيفه شفقة على دين الله، فلما دخل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فرآه ضاحكا، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما لي أرى الناس يصدرون ولا يردون: قال: لكرامتك على ربك أطعم الناس من طعامك حتى ما تخلف موحد ولا ملحد، قال كم طعم منهم، هل تعرف عددهم؟ قال: والله أنا على رجل واحد أكل من طعامك في أيامك تلك ثلاثة آلاف وعشرة من المسلمين، فضحك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى بدت نواجذه، ثم دعا بصحاف وجعل يغرف فيها، ويبعث به مع عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عقبة إلى بيوت الأرامل والضعفاء من المساكين، والمسلمين والمسلمات، والمعاهدين والمعاهدات، حتى لم يبق يومئذ بالمدينة دار ولا منزل الا ودخل إليه من طعام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الخبر ».

[١٦٥٠٣] ٦ - وروى الشيخ أبو الفتوح في تفسيره حديثا طويلا في تزويج

__________________

٦ - تفسير أبي الفتوح ج ٤ ص ٩٧.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512