مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٤

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل11%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 512

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 512 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 279484 / تحميل: 5354
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

والكبير، وإياك أن تكرر العتب فإن ذلك يغري بالذنب، ويهون العتب» .

٧٣ -( باب كراهة ركوب النساء السروج)

[١٦٦٥٤] ١ - أبو محمد الفضل بن شاذان في كتاب الغيبة: حدثنا صفوان بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عمران قال: قال الصادق جعفر بن محمدعليهم‌السلام « إن القائم منا منصور بالرعب » إلى أن قال قال ابن حمران: قيل له: يا بن رسول الله، متى يخرج قائمكم؟ قال: « إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال النساء بالنساء، وركب ذات الفروج السروج، وقبلت شهادة الزور، وردت شهادة العدول، واستخف الناس بالدماء، وارتكاب الزنى، واكل الربا، والرشا » الخبر.

٧٤ -( باب استحباب معصية النساء، وترك طاعتهن وائتمانهن)

[١٦٦٥٥] ١ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تطيعوا(١) النساء على حال، ولا تأمنوهن على مال، ولا تثقوا بهن في الفعال، فإنهن لا عهد لهن عند عاهدهن، ولا ورع لهن عند حاجتهن، ولا دين لهن عند شهوتهن، يحفظن الشر وينسين الخير، فألطفوا بهن(٢) على كل حال، لعلهن يحسن الفعال» .

__________________

الباب ٧٣

١ - الغيبة للفضل بن شاذان.

الباب ٧٤

١ - كنز الفوائد ص ١٧٧.

(١) في نسخة: لا تطلعوا.

(٢) في المصدر: « لهن ».

٢٦١

[١٦٦٥٦] ٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسن الملكة يمن وسوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة » الخبر.

[١٦٦٥٧] ٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود، يرفعه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في حديث: « واتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر، إن أمرنكم بالمعروف خالفوهن حتى لا يطمعن في المنكر ».

[١٦٦٥٨] ٤ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « ثلاث لا يستودعن سرا: المرأة، والنمام، والأحمق ».

وقالعليه‌السلام : « ثلاث مهلكات: طاعة النساء، وطاعة الغضب، وطاعة الشهوة »(١) .

وقالعليه‌السلام : « طاعة النساء غاية الجهل »(٢) .

[١٦٦٥٩] ٥ - دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين ومحمد بن عليعليهما‌السلام ، أنهما ذكرا وصية أمير المؤمنينعليه‌السلام وهي طويلة وفيها: « وإياكم وتصديق النساء، فإنهن أخرجن أباكم من الجنة، وصيرنه إلى نصب الدنيا » الخبر.

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢٣١.

٣ - الاختصاص ص ٢٢٦.

٤ - غرر الحكم ج ١ ص ٣٦٢ ح ٥.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٦٣ ح ٨.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٢.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥٢.

٢٦٢

[١٦٦٦٠] ٦ - ابن شهرآشوب في المناقب: ودخل الغاضري(١) عليه يعني الحسنعليه‌السلام فقال: إني عصيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: « بئس ما عملت، كيف؟ » قال: قال ( صلى الله عليه آله ): « لا يفلح قوم ملكت عليهم امرأة » وقد ملكت علي امرأتي، وأمرتني أن أشتري عبدا فاشتريته فأبق مني، فقال: « اختر أحد ثلاثة إن شئت فثمن عبد » فقال: هاهنا ولا تتجاوز، وقد اخترت، فأعطاه ذلك.

٧٥ -( باب حكم طاعة المرأة، إذا طلبت الذهاب إلى الحمامات، والعرسات، والعيدات، والنائحات، ولبس الثياب الرقاق)

[١٦٦٦١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، أن علياعليهم‌السلام قال: « من أطاع امرأته في أربع خصال، كبه الله على وجهه في النار، فقيل: وما تلك الطاعة يا أمير المؤمنين؟ قال: تطلب إليه أن تذهب إلى العرسات، وإلى النياحات، وإلى المغازات، وإلى الحمامات، وتسأل الثياب الرقاق، فيجيبها ».

ورواه في الدعائم: عنهعليه‌السلام ، إلى قوله: « وإلى الحمامات »(١) .

__________________

٦ - المناقب ج ٤ ص ١٧.

(١) في الحجرية: « القاضري » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تنقيح المقال ج ٣ ص ٥٥ فصل الألقاب ).

الباب ٧٥

١ - الجعفريات ص ١٠٨.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٦ ح ٨٠١.

٢٦٣

٧٦ -( باب كراهة استشارة النساء إلا بقصد المخالفة)

[١٦٦٦٢] ١ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن هارون موسى، عن محمد بن علي، عن محمد بن الحسين، عن علي ( بن أسباط، عن )(١) ابن فضال، عن الصادقعليه‌السلام ، عن أبيه، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « شاوروا النساء وخالفوهن، فإن خلافهن بركة ».

٧٧ -( باب كراهة مشي المرأة وسط الطريق واستحباب مشيها إلى جانب الحائط)

[١٦٦٦٣] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى النساء أن يسلكن وسط الطريق، وقال: « ليس للنساء في وسط الطريق نصيب ».

٧٨ -( باب عدم جواز خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، واحتباء المرأة)

[١٦٦٦٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « ثلاثة من حفظهن كان معصوما من الشيطان الرجيم ومن كل بلية: من لم يخل بامرأة

__________________

باب ٧٦

١ - بحار الأنوار ١٠٣ ح ٢٥ بل عن جامع الأحاديث ص ١٤.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٦٣ و ج ٥ ص ٥١ ).

الباب ٧٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٦.

الباب ٧٨

١ - الجعفريات ص ٩٦.

٢٦٤

لا يملك منها شيئا، ولم يدخل على سلطان، ولم يعن صاحب بدعة ببدعته» .

[١٦٦٦٥] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « ( لا يخلو بامرأة رجل )(١) ، فما من رجل خلا بامرأة، إلا كان الشيطان ثالثهما ».

[١٦٦٦٦] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله البيعة على النساء: أن لا ينحن، ولا يخمشن، ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء ».

[١٦٦٦٧] ٤ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد البرقي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « لما دعا نوح ربه عز وجل على قومه، أتاه إبليس فقال: يا نوح إن لك عندي يدا أريد أن أكافئك عليها إلى أن قال اذكرني في ثلاث مواطن، فإني أقرب ما أكون إلى العبد إذا كان في إحداهن: اذكرني إذا غضبت، واذكرني إذا حكمت بين اثنين، واذكرني إذا كنت مع امرأة خاليا وليس معكما أحد ».

[١٦٦٦٨] ٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: روي أن إبليس قال: لا أغيب عن العبد في ثلاث مواضع: إذا هم بصدقة، وإذا خلا بامرأة، وعند الموت.

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٤ ح ٧٨٨.

(١) في المصدر: « لا يخلون رجل بامرأة ».

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٢٦.

٤ - الخصال ج ١ ص ١٣٢ ح ١٤٠.

٥ - لب اللباب: مخطوط.

٢٦٥

[١٦٦٦٩] ٦ - وفيه مرسلا: أن موسىعليه‌السلام رأى إبليس باكيا إلى أن قال قال يعني إبليس: أعلمك كلمات: لا تجلس على مائدة يشرب عليها الخمر، فإنه مفتاح كل شر، ولا تخلون بامرأة غير محرم فإني لست أجعل بينكما رسولا غيري الخبر.

[١٦٦٧٠] ٧ - الشيخ المفيد في أماليه: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بينما موسى بن عمرانعليه‌السلام جالس إذ أقبل إليه إبليس إلى أن قال ثم قال ( له )(١) : أوصيك بثلاث خصال: يا موسى لا تخل بامرأة ولا تخل بك، فإنه لا يخلو رجل بامرأة ولا تخلو به، إلا كنت صاحبه من دون أصحابي » الخبر.

[١٦٦٧١] ٨ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما شيطان ».

٧٩ -( باب كراهة القنازع والقصة والجمة ونقش الخضاب)

[١٦٦٧٢] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، أن رسول الله ( صلى الله عليه

__________________

٦ - لب اللباب: مخطوط.

٧ - أمالي المفيد ص ١٥٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

٨ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٢٠.

الباب ٧٩

١ - الجعفريات ص ٣١.

٢٦٦

وآله )، قال: « ليس لامرأة حاضت أن تتخذ قصة ولا جمة ».

[١٦٦٧٣] ٢ - وبهذا الاسناد عن عليعليه‌السلام ، أنه نهى عن القصص ونقش الخضاب، وقال: « إنما هلكت بنو إسرائيل، من قبل القصص والخضاب والقنازع ».

٨٠ -( باب جواز وصل شعر المرأة بصوف، أو بشعر نفسها، وكراهة شعر غيرها، وأنه يجوز لها كل ما تزينت به لزوجها)

[١٦٦٧٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا تصل شعر المرأة بغير شعرها، وأما شعر المعز فلا بأس بأن توصل(١) ، وقد لعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سبعة: الواصل شعره بغير شعره » الخبر.

[١٦٦٧٥] ٢ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه لعن الواصلة، والمستوصلة، والواشمة(١) ، والمستوشمة، والواشرة(٢) ، والمستوشرة، وفي رواية: عوض ( الواشرة ) ( الواصمة والمستوصمة )(٣) .

__________________

٢ - الجعفريات ص ٣١.

الباب ٨٠

١ - فقه الرضا ( عليه السلام ص ٣٣.

(١) في المصدر: « يرسل ».

٢ - درر الآلي ج ١ ص ١١٧.

(١) الوشم: ان يغرز الجلد بإبرة، ثم يحشى بكحل أو نيل، فيزرق أثره أو يخضر، وهي واشمة ( النهاية ج ٥ ص ١٨٩ ).

(٢) الواشرة: المرأة التي تحدد أسنانها وترقق أطرافها، تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالشواب ( النهاية ج ٥ ص ١٨٨. )

(٣) ( الواصمة والمستوصمة ) كذا ولعله تصحيف فقد جاء في خطاب الخبر من كتب اللغة ( النامصة والمتنمصة ) وهي التي تنتف الشعر من الوجه ( النهاية ج ٥ ص ١١٩، مجمع البحرين ج ٤ ص ١٨٩، الفائق ج ٤ ص ٢٦ ).

٢٦٧

٨١ -( باب تحريم النظر إلى النساء الأجانب وشعورهن)

[١٦٦٧٦] ١ - دعائم الاسلام: عن سئل ( رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) عن الرجل تمر به المرأة فينظر إليها، فقال: أول نظرة لك، والثانية عليك ولا لك، والنظرة الثالثة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها لله لا لغيره، أعقبه الله إيمانا يجد طعمه» .

[١٦٦٧٧] ٢ - جامع الأخبار: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من ملا عينه حراما، يحشوها الله يوم القيامة مسامير من نار، ثم حشاهما نارا إلى أن تقوم الناس ثم يؤمر به إلى النار ».

[١٦٦٧٨] ٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،: « قال من اطلع في بيت جاره، فنظر إلى عورة رجل، أو شعر امرأة، أو شئ من جسدها، كان حقيقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عورات المسلمين في الدنيا، ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله ويبدي عوراته للناظرين في الآخرة ».

[١٦٦٧٩] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من أطلق ناظره أتعب خاطره، من تتابعت لحظاته دامت حسراته ».

[١٦٦٨٠] ٥ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن تركها خوفا من الله أعطاه إيمانا يجد حلاوته في قلبه ».

__________________

الباب ٨١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٢ ح ٧٣٩.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢ - جامع الأخبار ص ١٠٨.

٣ - جامع الأخبار ص ١٠٩.

٤ - جامع الأخبار ص ١٠٩.

٥ - جامع الأخبار ص ١٧٠.

٢٦٨

[١٦٦٨١] ٦ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لكل عضو من ابن آدم حظ من الزنى، فالعين زناه النظر، واللسان زناه الكلام، والأذنان زناهما السمع، واليدان زناهما البطش، والرجلان زناهما المشي، والفرج يصدق ذلك ( كله )(١) ويكذبه ».

[١٦٦٨٢] ٧ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : « ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أردف أسامة بن زيد في مصعده إلى عرفات، فلما أفاض أردف الفضل بن العباس، وكان فتى حسن اللمة، فاستقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعرابي، وعنده أخت له أجمل ما يكون من النساء، فجعل الاعرابي يسأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل الفضل ينظر إلى أخت الاعرابي، وجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يده على وجه الفضل يستره من النظر، فإذا هو ستره من الجانب نظر من الجانب الآخر، حتى إذا فرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حاجة الاعرابي، التفت إليه وأخذ بمنكبه ثم قال: أما علمت أنها الأيام المعدودات والمعلومات، لا يكف رجل فيهن بصره ولا يكف لسانه ويده، إلا كتب الله له مثل حج قابل ».

[١٦٦٨٣] ٨ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « ما اغتنم أحد بمثل ما اغتنم بغض البصر، فإن(١) البصر لا يغض عن محارم الله إلا وقد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة والجلال، وسئل أمير المؤمنينعليه‌السلام : بماذا يستعان على غض البصر؟ فقال: بالخمود تحت سلطان المطلع على سرك، والعين جاسوس القلب، وبريد العقل، فغض

__________________

٦ - جامع الأخبار ص ١٧٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

٧ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥١ ح ٣.

٨ - مصباح الشريعة ص ٢٤١.

(١) في المصدر: لان.

٢٦٩

بصرك عما لا يليق بدينك، ويكرهه قلبك وينكره عقلك، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : غضوا أبصاركم ترون العجائب، وقال الله عز وجل:( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِ‌هِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُ‌وجَهُمْ ) (٢) وقال عيسى بن مريم للحواريين: إياكم والنظر إلى المحذورات، فإنه بذر الشهوات، ونبات الفسق(٣) ، وقال يحيى بن زكريا: الموت أحب إلي من نظرة لغير واجب، وقال عبد الله بن مسعود لرجل نظر إلى امرأة قد عادها في مرضها: لو ذهبت عيناك لكان خيرا لك من عيادة مريضك، ولا تتوفر عين نصيبها من نظر إلى محذور، إلا وقد انعقد عقدة في قلبه من المنية، ولا تنحل إلا بإحدى الحالتين، إما ببكاء الحسرة والندامة بتوبة صادقة، وإما بأخذ حظه مما تمنى ونظر إليه، فأخذ الحظ من غير توبة، فمصيره إلى النار، وأما التائب الباكي بالحسرة والندامة عن ذلك، فمأواه الجنة ومنقلبه الرضوان» .

[١٦٦٨٤] ٩ - المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن المعروف، عن علي بن مهزيار، عن رجل، عن واصل بن سليمان، عن ابن سنان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « كان المسيحعليه‌السلام يقول لأصحابه إلى أن قال وإياكم والنظرة، فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة » الخبر.

[١٦٦٨٥] ١٠ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أصاب من امرأة نظرة حراما، ملا الله عينه نارا ».

[١٦٦٨٦] ١١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « النظر إلى محاسن

__________________

(٢) النور ٢٤: ٣٠.

(٣) في المصدر: « القسوة ».

٩ - أمالي المفيد ص ٢٠٨.

١٠ - لب اللباب: مخطوط.

١١ - لب اللباب: مخطوط.

٢٧٠

النساء سهم من سهام إبليس، فمن تركه أذاقه الله طعم عبادة تسره» .

وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « لعن الله الناظر والمنظور إليه ».

[١٦٦٨٧] ١٢ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « ان أبصار هذه الفحول طوامح، وهو سبب هبائها(١) ، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة فأعجبته فليمس أهله، فإنما هي امرأة بامرأة ».

وقالعليه‌السلام : « العيون مصائد الشيطان »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « اللحظ رائد الفتن »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « ذهاب النظر خير من النظر إلى ما يوجب الفتنة »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « كم من نظرة جلبت حسرة »(٥) .

وقالعليه‌السلام : « من غض طرفه أراح قلبه »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « من أطلق طرفه جلب حتفه »(٧) .

وقالعليه‌السلام : « من غض طرفه قل أسفه وأمن تلفه »(٨) .

__________________

١٢ - غرر الحكم ج ١ ص ٢٥١ ح ٢٥٩.

(١) هبائها: تصحيف صحته ( هبابها ) هب التيس هبابا: هاج للنكاح والفساد ( لسان العرب هبب ج ١ ص ٧٧٨ ).

(٢) الغرر ج ١ ص ٣٢ ح ٩٩٣.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٥ ح ١٠٨٩.

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ٤٠٥ ح ٢٣.

(٥) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٥٠ ح ٢١.

(٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١٥ ح ١٤٥٩.

(٧) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١٥ ح ١٤٦١.

(٨) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١٥ ح ١٤٦٢.

٢٧١

٨٢ -( باب تحريم التزام الرجل الأجنبية ولمسها ومصافحتها، حرة أو أمة)

[١٦٦٨٨] ١ - محمد بن الحسن الصفار في البصائر: عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبد الله البرقي، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن أبي كهمش قال: كنت نازلا بالمدينة في دار فيها وصيفة كانت تعجبني، فانصرفت ليلا ممسيا فاستفتحت الباب ففتحت لي، فمددت يدي فقبضت على ثديها، فلما كان من الغد دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال لي: « يا أبا كهمش، تب إلى الله مما صنعت البارحة ».

[١٦٦٨٩] ٢ - وعن محمد بن عبد الجبار، عن أبي القاسم، عن محمد بن، سهل عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة وكانت جارية لصاحب المنزل تعجبني، وإني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت لي الجارية، فغمزت ثديها، فلما كان من الغد دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: « يا هزم، أين كان أقصى أثرك اليوم؟ » فقلت: ما برحت المسجد، فقال: « أما تعلم أن أمرنا هذا لا ينال إلا بالورع ».

ورواه الطبرسي في أعلام الورى: عن كتاب نوادر الحكمة، بإسناده عن إبراهيم، مثله(١) .

٨٣ -( باب حكم سماع صوت الأجنبية، وكراهة محادثة النساء لغير حاجة، وتحريم مفاكهة الأجانب وممازحتهن)

[١٦٦٩٠] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه

__________________

باب ٨٢

١ - بصائر الدرجات ص ٢٦٢.

٢ - بصائر الدرجات ص ٢٦٣.

(١) إعلام الورى ص ٢٧٥.

الباب ٨٣

١ - دعائم الاسلام ٢ ص ٢١٤ ح ٧١٩.

٢٧٢

كان مما يأخذ على النساء في البيعة: « أن لا يتحدثن مع الرجال إلا ذا محرم ».

[١٦٦٩١] ٢ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه كان نهى عن محادثة النساء.

[١٦٦٩٢] ٣ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « محادثة النساء من مصائد الشيطان ».

[١٦٦٩٣] ٤ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « إن خمسة أشياء تقع بخمسة أشياء، ولا بد لتلك الخمسة من النار إلى أن قال ومن مازح الجواري والغلمان، فلا بد له من الزنى ولابد للزاني من النار ».

[١٦٦٩٤] ٥ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « وأقلل محادثة النساء يكمل لك الثناء ».

٨٤ -( باب كراهة النظر في أدبار النساء الأجانب من وراء الثياب)

[١٦٦٩٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن الرجل تمر به المرأة فينظر إلى خلفها، فقال: « أيسر أحدكم أن ينظر الرجال إلى أهله؟ ارضوا للناس ما ترضون لأنفسكم ».

[١٦٦٩٦] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، قال: « ما يأمن الذين ينظرون في

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٤ ح ٧٨٨.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢١٤ ح ٧٨٨.

٤ - لب اللباب: مخطوط.

٥ - غرر الحكم ص ١٧٩ « الطبعة الحجرية» .

الباب ٨٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠١ ح ٧٣٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٢ ح ٧٤٠

٢٧٣

أدبار النساء، أن يبتلوا بذلك في نسائهم» .

[١٦٦٩٧] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن قول الله عز وجل في قصة موسىعليه‌السلام من قول المرأة:( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) (١) قال: « أما القوة فما رأت منه عند سقي الغنم، وأما قولها:( الأمين ) فإنه لما أتته عن أبيها بأن يأتيه وقام معها، فمشت بين يديه(٢) فتقدمها وقال: كوني خلفي وعرفيني الطريق، فإنا قوم لا ننظر في أدبار النساء ».

[١٦٦٩٨] ٤ - الصدوق في كمال الدين: مرسلا في سياق قصة موسىعليه‌السلام : فروي أن موسى قال لها: « وجهيني إلى الطريق وامشي خلفي، فإنا بنو يعقوب لا ننظر في أعجاز النساء » الخبر.

[١٦٦٩٩] ٥ - علي بن إبراهيم في تفسيره: مرسلا قال: فقام موسىعليه‌السلام معها، فمشت أمامه فسفقتها(١) الرياح فبان عجزها، فقال لها موسىعليه‌السلام : تأخري ودليني على الطريق بحصاة تلقيها أمامي أتبعها، فأنا من قوم لا ينظرون في أدبار النساء إلى أن قال فقال لها شعيب: أما قوته فقد عرفته بسقي الدلو وحده، فبم عرفت أمانته؟ فقالت: إنه لما قال لي: تأخري عني ودليني على الطريق، فأنا من قوم لا ينظرون في أدبار النساء، عرفت أنه ليس من القوم الذين ينظرون في أعجاز النساء.

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠١ ح ٧٣٨.

(١) القصص ٢٨: ٢٦.

(٢) في الحجرية: « يديها » وما أثبتناه من المصدر.

٤ - كمال الدين ص ١٥١.

٥ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٣٨.

(١) سفق وصفق سواء وصفقتها الريح: أي ضربتها ( لسان العرب ج ١٠ ص ١٥٨ و ٢٠٢ ).

٢٧٤

[١٦٧٠٠] ٦ - القطب الراوندي في لب اللباب: قال: « قال داودعليه‌السلام لابنه: امش خلف الأسد والأسود، ولا تمش خلف المرأة ».

٨٥ -( باب ما يحل النظر إليه من المرأة بغير تلذذ ولا تعمد، وما لا يجب عليها ستره)

[١٦٧٠١] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: نقلا عن المحاسن، عن آبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قوله جل ثناؤه:( إِلَّا مَا ظَهَرَ‌ مِنْهَا ) (١) قال: « الوجه والذراعان ».

[١٦٧٠٢] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، في قوله عز وجل:( إِلَّا مَا ظَهَرَ‌ مِنْهَا ) (١) قال: « الزينة الظاهرة: الكحل والخاتم» .

وفي رواية أخرى، قال: « الخاتم والمسكة ».

[١٦٧٠٣] ٣ - علي بن إبراهيم في تفسيره: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قوله:( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ‌ مِنْهَا ) (١) فهي الثياب والكحل والخاتم وخضاب الكف والسوار، والزينة ثلاث: زينة للناس، وزينة للمحرم، وزينة للزوج، فأما زينة الناس فقد ذكرناه، وأما زينة المحرم فموضع القلادة فما فوقها، والدملج(٢) وما دونه، والخلخال وما

__________________

٦ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ٨٥

١ - مكارم الأخلاق ص ٢٣٢.

(١) النور ٢٤: ٣١.

٢ - مكارم الأخلاق ص ٢٣٢.

(١) النور ٢٤: ٣١.

٣ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٠١

(١) النور ٢٤: ٣١.

(٢) الدملج: حلي يلبس في المعصم كالسوار ( لسان العرب ج ٢ ص ٢٧٦ ).

٢٧٥

أسفل منه، وأما زينة الزوج فالجسد كله.

٨٦ -( باب حكم القواعد من النساء)

[١٦٧٠٤] ١ - أحمد بن محمد السياري في التنزيل والتحريف: عن محمد بن خالد، عن سيف، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ليس عليهن أن يضعن ثيابهن: الجلباب، والقناع ».

وحدثني محمد بن جمهور، يرفعه نحوه: « إذا صارت مسنة » إلا أنه زاد الإزار فلا.

[١٦٧٠٥] ٢ - علي بن إبراهيم في تفسيره:( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْ‌جُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ‌ مُتَبَرِّ‌جَاتٍ بِزِينَةٍ ) (١) قال: نزلت في العجائز اللاتي يئسن من المحيض والتزويج، أن يضعن النقاب(٢) ، ثم قال:( وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ‌ لَّهُنَّ ) (٣) أي: لا يظهرن للرجال.

٨٧ -( باب جواز النظر إلى شعور نساء أهل الذمة وأيديهن)

[١٦٧٠٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول

__________________

الباب ٨٦

١ - التنزيل والتحريف ص ٣٩.

٢ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٠٨.

(١) النور ٢٤: ٦٠.

(٢) في المصدر: الثياب.

(٣) النور ٢٤: ٦٠.

الباب ٨٧

١ - الجعفريات ص ٨٢.

٢٧٦

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس لنساء أهل الذمة حرمة، لا بأس بالنظر إليهن ما لم يتعمد» .

[١٦٧٠٧] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس لنساء أهل الذمة حرمة، لا بأس بالنظر إلى وجوههن وشعورهن ونحورهن وبدنهن، ما لم يتعمد ذلك ».

٨٨ -( باب حكم قناع الأمة والمدبرة والمكاتبة وأم الولد، في الصلاة وغيرها)

[١٦٧٠٨] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل ( هل على )(١) الأمة(٢) أن تقنع رأسها إذا صلت؟ قال: « لا، كان ( أبي رضوان الله عليه ) إذا رأى أمة تصلي وعليها مقنعة، ضربها(٣) لتعلم الأمة من الحرة ».

٨٩ -( باب عدم جواز مصافحة الأجنبية إلا من وراء الثوب، ولا يغمز كفها)

[١٦٧٠٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « كان رسول ( الله صلى الله عليه وآله )، لا يصافح النساء، فكان إذا أراد أن يبايع

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٠٧.

الباب ٨٨

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٧٧.

(١) في المصدر: عن.

(٢) في المصدر زيادة: هل لها.

(٣) في المصدر زيادة: وقال: يا لكع لا تتشبهي بالحرائر.

الباب ٨٩

١ - الجعفريات ص ٨٠.

٢٧٧

النساء، أتى بإناء فيه ماء فيغمس يده ثم يخرجها، ثم يقول: أغمسن أيديكن فيه، فقد بايعتكن» .

[١٦٧١٠] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا عن المحاسن، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه كره أن يصافح الرجل المرأة، وإن كانت مسنة.

[١٦٧١١] ٣ - وعن سعيدة وأيمنة أختي محمد بن أبي عمير، قالتا: دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقلنا: تعود المرأة أخاها في الله، قال: « نعم » قلنا: فتصافحه، قال: « نعم، من وراء ثوب، كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لبس الصوف يوم بايع النساء، فكانت يده في كمه، وهن يمسحن أيديهن عليه ».

[١٦٧١٢] ٤ - وعن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، قال: « كانت مبايعة رسول الله صلى الله عليه وآله ) النساء، ان غمس يده في قدح من ماء، ثم أمرهن أن يغمسن أيديهن في ذلك القدح، بالاقرار والايمان بالله والتصديق لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ما أخذ عليهن ».

ورواه في تحف العقول: عنهعليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٦٧١٣] ٥ - وفي رواية: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، دعاهن ثم غمس يده في الاناء ثم أخرجها، ثم أمرهن فغمسن أيديهن في الاناء.

__________________

٢ - مشكاة الأنوار ص ٢٠١.

٣ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٣.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٣.

(١) تحف العقول ص ٢٤٠.

٥ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٣.

٢٧٨

٩٠ -( باب جملة مما يحرم على النساء، وما يكره لهن، وما يسقط عنهن)

[١٦٧١٤] ١ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله عز وجل:( وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُ‌وفٍ ) (١) قال: « المعروف أن لا يشققن جيبا، ولا يلطمن وجها، ولا يدعين ويلا، ولا يتخلفن عند قبر، ولا يسودن ثوبا، ولا ينشرن شعرا ».

[١٦٧١٥] ٢ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: روي أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بايعهن، وكان على الصفا، وكان عمر أسفل منه، وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة مع النساء، خوفا أن يعرفها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: « أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا » فقالت هند: إنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيناك أخذته على الرجال، وذلك أنه بايع الرجال يومئذ على الاسلام والجهاد فقط، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولا تسرقن » فقالت هند: ان أبا سفيان رجل ممسك، وإني أصبت من ماله هنات، فلا أدري أيحل(١) أم لا؟ فقال أبو سفيان: ما أصبت من شئ فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال، فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرفها، فقال لها: « وإنك لهند بنت عتبة » قالت: نعم، فاعف عما سلف، يا نبي الله عفا الله عنك، فقال: « ولا تزنين » فقالت هند: أو تزني الحرة؟ فتبسم عمر بن الخطاب لما جرى بينه وبينها في الجاهلية، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولا تقتلن أولادكن » فقالت هند: ربيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا، فأنتم وهم أعلم، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتله

__________________

الباب ٩٠

١ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٣.

(١) الممتحنة ٦٠: ١٢.

٢ - مجمع البيان ج ٥ ص ٢٧٦.

(١) في المصدر زيادة: لي.

٢٧٩

علي بن أبي طالبعليه‌السلام يوم بدر، فضحك عمر حتى استلقى، وتبسم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولما قال: « ولا تأتين ببهتان » قالت هند: والله إن البهتان قبيح، وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق، ولما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولا يعصينك في معروف » قالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا، وفي أنفسنا أن نعصيك.

[١٦٧١٦] ٣ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى النساء أن ينظرن إلى الرجال، وأن يخرجن من بيوتهن إلا بإذن أزواجهن، ونهى أن يدخلن الحمامات إلا من عذر، وقال: « أيما امرأة وضعت خمارها في غير بيت زوجها، فقد هتكت حجابها ».

[١٦٧١٧] ٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى أن تمشي المرأة عريانة بين يدي زوجها، وأن يتعرى الرجل مع أهله.

[١٦٧١٨] ٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى النساء أن يسلكن وسط الطريق، وقال: « ليس للنساء في وسط الطريق نصيب » ونهى أن تلبس المرأة إذ أخرجت ثوبا مشهورا، أو تتحلى بما له صوت يسمع، ولعن المذكرات من النساء، والمؤنثين من الرجال، ونهى النساء عن إظهار الصوت إلا من ضرورة، ونهاهن عن المبيت في غير بيوتهن، ونهى أن يسلم الرجال عليهن.

[١٦٧١٩] ٦ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في حديث طويل في المعراج، إلى أن قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثم

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٤.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٥.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٦.

٦ - تفسير القمي ج ٢ ص ٧.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

إنه قد يكون لأمر عائد إلى المزاج الجسماني و قد يكون لأمر راجع إلى النفس فأما الأول فإنما يكون من غلبة الأخلاط السوداوية و ترمدها و عدم صفاء الدم و كثرة كدرته و عكره فإذا غلظ الدم و ثخن غلظ الروح النفساني و ثخن أيضا لأنه متولد من الدم فيحدث منه نوع مما يحدث لأصحاب الفطرة من الاستيحاش و النبوة عن الناس و عدم الاستئناس و البشاشة و صار صاحبه ذا جفاء و أخلاق غليظة و يشبه أن يكون هذا سببا ماديا فإن الذي يقوى في نفسي أن النفوس إن صحت و ثبتت مختلفة بالذات.و أما الراجع إلى النفس فأن يجتمع عندها أسقاط و أنصباء من قوى مختلفة مذمومة نحو أن تكون القوة الغضبية عندها متوافرة و ينضاف إليها تصور الكمال في ذاتها و توهم النقصان في غيرها فيعتقد أن حركات غيره واقعة على غير الصواب و أن الصواب ما توهمه.و ينضاف إلى ذلك قلة أدب النفس و عدم الضبط لها و استحقارها للغير و يقل التوقير له و ينضاف إلى ذلك لجاج و ضيق في النفس و حدة و استشاطة و قلة صبر عليه فيتولد من مجموع هذه الأمور خلق دني و هو الغلظة و الفظاظة و الوعورة و البادرة المكروهة و عدم حبه الناس و لقاؤهم بالأذى و قلة المراقبة لهم و استعمال القهر في جميع الأمور و تناول الأمر من السماء و هو قادر على أن يتناوله من الأرض.و هذا الخلق خارج عن الاعتدال و داخل في حيز الجور و لا ينبغي أن يسمى بأسماء المدح و أعني بذلك أن قوما يسمون هذا النوع من العنف و الخلق الوعر رجولية و شدة و شكيمة و يذهبون به مذهب قوة النفس و شجاعتها الذي هو بالحقيقة مدح و شتان بين الخلقين فإن صاحب هذا الخلق الذي ذممناه تصدر عنه أفعال كثيرة يجور فيها على نفسه ثم على إخوانه على الأقرب فالأقرب من معامليه حتى ينتهي إلى عبيده و حرمه فيكون عليهم سوط عذاب لا يقيلهم عثرة و لا يرحم لهم عبرة و إن كانوا برآء الذنوب غير مجرمين و لا مكتسبي سوء بل يتجرم عليهم و يهيج من أدنى سبب يجد به طريقا إليهم

٣٤١

حتى يبسط يده و لسانه و هم لا يمتنعون منه و لا يتجاسرون على رده عن أنفسهم بل يذعنون له و يقرون بذنوب لم يقترفوها استكفافا لعاديته و تسكينا لغضبه و هو في ذلك يستمر على طريقته لا يكف يدا و لا لسانا.و أصل هذا الخلق الذي ذكرناه أنه مركب من قوى مختلفة من شدة القوة الغضبية فهي الحاملة لصاحب هذا الخلق على ما يصدر عنه من البادرة المكروهة و الجبة و القحة و قد رأينا و شاهدنا من تشتد القوة الغضبية فيه فيتجاوز الغضب على نوع الإنسان إلى البهائم التي لا تعقل و إلى الأواني التي لا تحس و ربما قام إلى الحمار و إلى البرذون فضربهما و لكمهما و ربما كسر الآنية لشدة غضبه و ربما عض القفل إذا تعسر عليه و ربما كسر القلم إذا تعلقت به شعره من الدواة و اجتهد في إزالتها فلم تزل.و يحكى عن بعض ملوك اليونان المتقدمين أنه كان يغضب على البحر إذا هاج و اضطرب و تأخرت سفنه عن النفوذ فيه فيقسم بمعبوده ليطمنه و ليطرحن الجبال فيه حتى يصير أرضا و يقف بنفسه على البحر و يهدده بذلك و يزجره زجرا عنيفا حتى تدر أوداجه و يشتد احمرار وجهه و منهم من لا يسكن غضبه حتى يصب عليه ماء بارد أو حتى يبول و لهذا ورد في الشريعة الأمر لمن اشتد غضبه أن يتوضأ للصلاة و يصلي.و كان عمر بن الخطاب إذا غضب على واحد من أهله لا يسكن غضبه حتى يعض يده عضا شديدا حتى يدميها.و ذكر الزبير بن بكار في الموفقيات أن سرية جاءت لعبد الرحمن أو لعبيد الله

٣٤٢

بن عمر بن الخطاب إليه تشكوه فقالت يا أمير المؤمنين أ لا تعذرني من أبي عيسى قال و من أبو عيسى قالت ابنك عبيد الله قال ويحك و قد تكني بأبي عيسى ثم دعاه فقال أيها اكتنيت بأبي عيسى فحذر و فزع و أخذ يده فعضها ثم ضربه و قال ويلك و هل لعيسى أب أ تدري ما كنى العرب أبو سلمة أبو حنظلة أبو عرفطة أبو مرة.قال الزبير و كان عمر إذا غضب على بعض أهله لم يسكن غضبه حتى يعض يده عضا شديدا و كان عبد الله بن الزبير كذلك و لقوة هذا الخلق عنده أضمر عبد الله بن عباس في خلافته إبطال القول بالعول و أظهره بعده فقيل له هلا قلت هذا في أيام عمر فقال هبته و كان أميرا مهيبا.و لذلك قال أيضا أبو سفيان في استلحاق زياد أخاف من هذا العير الجالس أن يخرق علي إهابي فإذا هابه أبو سفيان و هو من بني عبد مناف في المنزلة التي تعلم و حوله بنو عبد شمس و هم جمرة قريش فما ظنك بمن هو دونه.و قد علمت حال جبلة بن الأيهم و ارتداده عن الإسلام لتهدده له و وعيده إياه أن يضربه بالدرة و فساد الحال بينه و بين خالد بن الوليد بعد أن كان وليا مصافيا و منحرفا عن غيره قاليا و الشأن الذي كان بينه و بين طلحة حتى هم أن يوقع به و حتى هم طلحة أن يجاهره و طلحة هو الذي قال لأبي بكر عند موته ما ذا تقول لربك و قد وليت فينا فظا غليظا و هو القائل له يا خليفة رسول الله إنا كنا لا نحتمل شراسته و أنت حي تأخذ على يديه فكيف يكون حالنا معه و أنت ميت و هو الخليفة.و اعلم أنا لا نريد بهذا القول ذمهرضي‌الله‌عنه و كيف نذمه و هو أولى الناس بالمدح

٣٤٣

و التعظيم ليمن نقيبته و بركة خلافته و كثرة الفتوح في أيامه و انتظام أمور الإسلام على يده و لكنا أردنا أن نشرح حال العنف و الرفق و حال سعة الخلق و ضيقه و حال البشاشة و العبوس و حال الطلاقة و الوعورة فنذكر كل واحد منها ذكرا كليا لا نخص به إنسانا بعينه فأما عمر فإنه و إن كان وعرا شديدا خشنا فقد رزق من التوفيق و العناية الإلهية و نجح المساعي و طاعة الرعية و نفوذ الحكم و قوة الدين و حسن النية و صحة الرأي ما يربي محاسنه و محامده على ما في ذلك الخلق من نقص و ليس الكامل المطلق إلا الله تعالى وحده.فأما حديث الرضيخة و ما جعل معاوية لعمرو بن العاص من جعالة على مبايعته و نصرته فقد تقدم ذكره في أخبار صفين المشروحة في هذا الكتاب من قبل

٣٤٤

84 و من خطبة له ع

وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ اَلْأَوَّلُ لاَ شَيْ‏ءَ قَبْلَهُ وَ اَلآْخِرُ لاَ غَايَةَ لَهُ لاَ تَقَعُ اَلْأَوْهَامُ لَهُ عَلَى صِفَةٍ وَ لاَ تُعْقَدُ اَلْقُلُوبُ مِنْهُ عَلَى كَيْفِيَّةٍ وَ لاَ تَنَالُهُ اَلتَّجْزِئَةُ وَ اَلتَّبْعِيضُ وَ لاَ تُحِيطُ بِهِ اَلْأَبْصَارُ وَ اَلْقُلُوبُ في هذا الفصل على قصره ثماني مسائل من مسائل التوحيد.الأولى أنه لا ثاني له سبحانه في الإلهية.و الثانية أنه قديم لا أول له فإن قلت ليس يدل كلامه على القدم لأنه قال الأول لا شي‏ء قبله فيوهم كونه غير قديم بأن يكون محدثا و ليس قبله شي‏ء لأنه محدث عن عدم و العدم ليس بشي‏ء قلت إذا كان محدثا كان له محدث فكان ذلك المحدث قبله فثبت أنه متى صدق أنه ليس شي‏ء قبله صدق كونه قديما.و الثالثة أنه أبدي لا انتهاء و لا انقضاء لذاته.و الرابعة نفي الصفات عنه أعني المعاني.و الخامسة نفي كونه مكيفا لأن كيف إنما يسأل بها عن ذوي الهيئات و الأشكال و هو منزه عنها.و السادسة أنه غير متبعض لأنه ليس بجسم و لا عرض.

٣٤٥

و السابعة أنه لا يرى و لا يدرك.و الثامنة أن ماهيته غير معلومة و هو مذهب الحكماء و كثير من المتكلمين من أصحابنا و غيرهم.و أدلة هذه المسائل مشروحة في كتبنا الكلامية.و اعلم أن التوحيد و العدل و المباحث الشريفة الإلهية ما عرفت إلا من كلام هذا الرجل و أن كلام غيره من أكابر الصحابة لم يتضمن شيئا من ذلك أصلا و لا كانوا يتصورونه و لو تصوروه لذكروه و هذه الفضيلة عندي أعظم فضائله ع : وَ مِنْهَا فَاتَّعِظُوا عِبَادَ اَللَّهِ بِالْعِبَرِ اَلنَّوَافِعِ وَ اِعْتَبِرُوا بِالآْيِ اَلسَّوَاطِعِ وَ اِزْدَجِرُوا بِالنُّذُرِ اَلْبَوَالِغِ وَ اِنْتَفِعُوا بِالذِّكْرِ وَ اَلْمَوَاعِظِ فَكَأَنْ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخَالِبُ اَلْمَنِيَّةِ وَ اِنْقَطَعَتْ مِنْكُمْ عَلاَئِقُ اَلْأُمْنِيَّةِ وَ دَهِمَتْكُمْ مُفْظِعَاتُ اَلْأُمُورِ وَ اَلسِّيَاقَةُ إِلَى اَلْوِرْدِ اَلْمَوْرُودِ فَكُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَ شَهِيدٌ سَائِقٌ يَسُوقُهَا إِلَى مَحْشَرِهَا وَ شَاهِدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِعَمَلِهَا العبر جمع عبرة و هي ما يعتبر به أي يتعظ و الآي جمع آية و يجوز أن يريد

٣٤٦

بها آي القرآن و يجوز أن يريد بها آيات الله في خلقه و في غرائب الحوادث في العالم.و السواطع المشرقة المنيرة.و النذر جمع نذير و هو المخوف و الأحسن أن يكون النذر هاهنا هي الإنذارات نفسها لأنه قد وصف ذلك بالبوالغ و فواعل لا تكون في الأكثر إلا صفة المؤنث.و مفظعات الأمور شدائدها الشنيعة أفظع الأمر فهو مفظع و يجوز فظع الأمر بالضم فظاعة فهو فظيع و أفظع الرجل على ما لم يسم فاعله أي نزل به ذلك.و قوله و السياقة إلى الورد المورود يعني الموت و قوله سائق و شهيد و قد فسر ع ذلك و قال سائق يسوقها إلى محشرها و شاهد يشهد عليها بعملها و قد قال بعض المفسرين إن الآية لا تقتضي كونهما اثنين بل من الجائز أن يكون ملكا واحدا جامعا بين الأمرين كأنه قال و جاءت كل نفس معها ملك يسوقها و يشهد عليها و كلام أمير المؤمنين يحتمل ذلك أيضا لأنه لم يقل أحدهما لكن الأظهر في الأخبار و الآثار أنهما ملكان.فإن قلت إذا كان تعالى عالما بكل شي‏ء فأي حاجة إلى الملائكة التي تكتب الأعمال كما قال سبحانه( بَلى‏ وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) و إذا كان تعالى أعدل العادلين فأي حاجة إلى ملك يشهد على المكلف يوم القيامة و إذا كان قادرا لذاته فأي حاجة إلى ملك يسوق المكلف إلى المحشر قلت يجوز أن يكون في تقرير مثل ذلك في أنفس المكلفين في الدنيا ألطاف و مصالح لهم في أديانهم فيخاطبهم الله تعالى به

٣٤٧

لوجوب اللطف في حكمته و إذا خاطبهم به وجب فعله في الآخرة لأن خبره سبحانه لا يجوز الخلف عليه : وَ مِنْهَا فِي صِفَةِ اَلْجَنَّةِ دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلاَتٌ وَ مَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ لاَ يَنْقَطِعُ نَعِيمُهَا وَ لاَ يَظْعَنُ مُقِيمُهَا وَ لاَ يَهْرَمُ خَالِدُهَا وَ لاَ يَبْأَسُ [ يَيْأَسُ ] سَاكِنُهَا الدرجات جمع درجة و هي الطبقات و المراتب و يقال لها درجات في الجنة و دركات في النار و إنما تفاضلت و تفاوتت بحسب الأعمال و لا يجوز أن يقع ذلك تفضلا لأن التفضل بالثواب قبيح.فإن قلت فما قولك في الحور و الولدان و الأطفال و المجانين قلت يكون الواصل إليهم نعيما و لذة لا شبهة في ذلك و لكن لا ثواب لهم و لا ينالونه و الثواب أمر أخص من المنافع و النعيم لأنه منافع يقترن بها التعظيم و التبجيل و هذا الأمر الأخص لا يحسن إيصاله إلا إلى أرباب العمل.و قوله لا ينقطع نعيمها و لا يظعن مقيمها قول متفق عليه بين أهل الملة إلا ما يحكى عن أبي الهذيل أن حركات أهل الجنة تنتهي إلى سكون دائم و قد نزهه قوم من أصحابنا عن هذا القول و أكذبوا رواته و من أثبته منهم عنه زعم أنه لم يقل بانقطاع النعيم لكن بانقطاع الحركة مع دوام النعيم و إنما حمله على ذلك أنه لما استدل على أن

٣٤٨

الحركة الماضية يستحيل ألا يكون لها أول عورض بالحركات المستقبلة لأهل الجنة و النار فالتزم أنها متناهية و إنما استبعد هذا عنه لأنه كان أجل قدرا من أن يذهب عليه الفرق بين الصورتين.و يبأس مضارع بئس و جاء فيه يبئس بالكسر و هو شاذ كشذوذ يحسب و ينعم و معنى يبأس يصيبه البؤس و هو الشقاء

٣٤٩

85 و من خطبة له ع

قَدْ عَلِمَ اَلسَّرَائِرَ وَ خَبَرَ اَلضَّمَائِرَ لَهُ اَلْإِحَاطَةُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ اَلْغَلَبَةُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ اَلْقُوَّةُ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ فَلْيَعْمَلِ اَلْعَامِلُ مِنْكُمْ فِي أَيَّامِ مَهَلِهِ قَبْلَ إِرْهَاقِ أَجَلِهِ وَ فِي فَرَاغِهِ قَبْلَ أَوَانِ شُغُلِهِ وَ فِي مُتَنَفَّسِهِ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ وَ لْيُمَهِّدْ لِنَفْسِهِ وَ قَدَمِهِ وَ لْيَتَزَوَّدْ مِنْ دَارِ ظَعْنِهِ لِدَارِ إِقَامَتِهِ فَاللَّهَ اَللَّهَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ فِيمَا اِسْتَحْفَظَكُمْ [ أَحْفَظَكُمْ ] مِنْ كِتَابِهِ وَ اِسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ حُقُوقِهِ فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً وَ لَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدًى وَ لَمْ يَدَعْكُمْ فِي جَهَالَةٍ وَ لاَ عَمًي قَدْ سَمَّى آثَارَكُمْ وَ عَلِمَ أَعْمَالَكُمْ وَ كَتَبَ آجَالَكُمْ وَ أَنْزَلَ عَلَيْكُمُ اَلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ عَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيِّهُ أَزْمَاناَ حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ وَ لَكُمْ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ اَلَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ وَ أَنْهَى إِلَيْكُمْ عَلَى لِسَانِهِ مَحَابَّهُ مِنَ اَلْأَعْمَالِ وَ مَكَارِهَهُ وَ نَوَاهِيَهُ وَ أَوَامِرَهُ وَ أَلْقَى إِلَيْكُمُ اَلْمَعْذِرَةَ وَ اِتَّخَذَ عَلَيْكُمُ اَلْحُجَّةَ وَ قَدَّمَ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ وَ أَنْذَرَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ السرائر جمع سريرة و هو ما يكتم من السر.و خبر الضمائر بفتح الباء امتحنها و ابتلاها و من رواه بكسر الباء أراد علم و الاسم

٣٥٠

الخبر بضم الخاء و هو العلم و الضمائر جمع ضمير و هو ما تضمره و تكنه في نفسك.و في قوله له الإحاطة بكل شي‏ء و قد بينها ثلاث مسائل في التوحيد إحداهن أنه تعالى عالم بكل المعلومات.و الثانية أنه لا شريك له و إذا ثبت كونه عالما بكل شي‏ء كان في ضمن ذلك نفي الشريك لأن الشريك لا يكون مغلوبا.و الثالثة أنه قادر على كل ما يصح تعلق قادريته تعالى به.و أدلة هذه المسائل مذكورة في الكتب الكلامية.و قوله فليعمل العامل منكم إلى قوله و ليتزود من دار ظعنه لدار إقامته مأخوذ من قول رسول الله ص في خطبته المشهورة

و هي أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم و إن لكم غاية فانتهوا إلى غايتكم إن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به و أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه و من دنياه لآخرته و من الشبيبة قبل الهرم و من الحياة قبل الموت فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب و ما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.و المهل المهلة و التؤدة و الإرهاق مصدر أرهق تقول أرهقه قرنه في الحرب إرهاقا إذا غشيه ليقتله و زيد مرهق قال الشاعر

تندى أكفهم و في أبياتهم

ثقة المجاور و المضاف المرهق

و في متنفسه أي في سعة وقته يقال أنت في نفس من أمرك أي في سعة.

٣٥١

و الكظم بفتحهما مخرج النفس و الجمع أكظام و يجوز ظعنه و ظعنه بتحريك العين و تسكينها و قرئ بهما( يَوْمَ ظَعْنِكُمْ )( و ظعنكم ) و نصب الله الله على الإغراء و هو أن تقدر فعلا ينصب المفعول به أي اتقوا الله و جعل تكرير اللفظ نائبا عن الفعل المقدر و دليلا عليه.استحفظكم من كتابه جعلكم حفظة له جمع حافظ.السدى المهمل و يجوز سدى بالفتح أسديت الإبل أهملتها و قوله قد سمى آثاركم يفسر بتفسيرين أحدهما قد بين لكم أعمالكم خيرها و شرها كقوله تعالى( وَ هَدَيْناهُ اَلنَّجْدَيْنِ ) و الثاني قد أعلى مآثركم أي رفع منازلكم إن أطعتم و يكون سمى بمعنى أسمى كما كان في الوجه الأول بمعنى أبان و أوضح.و التبيان بكسر التاء مصدر و هو شاذ لأن المصادر إنما تجي‏ء على التفعال بفتحها مثل التذكار و التكرار و لم يأت بالكسر إلا حرفان و هما التبيان و التلقاء.و قوله حتى أكمل له و لكم دينه من قوله تعالى( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) .و قوله الذي رضي لنفسه من قوله تعالى( وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ اَلَّذِي اِرْتَضى‏ لَهُمْ ) لأنه إذا ارتضى لهم فقد ارتضاه لنفسه أي ارتضى أن ينسب إليه فيقال هذا دين الحق و أنهى إليكم عرفكم و أعلمكم.و محابه جمع محبة و مكارهه جمع مكرهة و هي ما تكره و في هذا دلالة أن الله تعالى يحب الطاعة و يكره المعصية و هو خلاف قول المجبرة.

٣٥٢

و الأوامر جمع آمر و أنكره قوم و قالوا هاهنا جمع أمر كالأحاوص جمع أحوص و الأحامر جمع أحمر يعني الكلام الآمر لهم بالطاعات و هو القرآن.و النواهي جمع ناهية كالسواري جمع سارية و الغوادي جمع غادية يعني الآيات الناهية لهم عن المعاصي و يضعف أن يكون الأوامر و النواهي جمع أمر و نهي لأن فعلا لا يجمع على أفاعل و فواعل و إن كان قال ذلك بعض الشواذ من أهل الأدب.و قوله و ألقى إليكم المعذرة كلام فصيح و هو من قوله تعالى( أَلْقى‏ إِلَيْكُمُ اَلسَّلامَ ) .و قدم إليكم بالوعيد و أنذركم بين يدي عذاب شديد أي أمامه و قبله مأخوذ أيضا من القرآن و معنى قوله بين يدي عذاب شديد أي أمامه و قبله لأن ما بين يديك متقدم لك : فَاسْتَدْرِكُوا بَقِيَّةَ أَيَّامِكُمْ وَ اِصْبِرُوا لَهَا أَنْفُسَكُمْ فَإِنَّهَا قَلِيلٌ فِي كَثِيرِ اَلْأَيَّامِ اَلَّتِي تَكُونُ مِنْكُمْ فِيهَا اَلْغَفْلَةُ وَ اَلتَّشَاغُلُ عَنِ اَلْمَوْعِظَةِ وَ لاَ تُرَخِّصُوا لِأَنْفُسِكُمْ فَتَذْهَبَ بِكُمُ اَلرُّخَصُ مَذَاهِبَ اَلظَّلَمَةِ وَ لاَ تُدَاهِنُوا فَيَهْجُمَ بِكُمُ اَلْإِدْهَانُ عَلَى اَلْمَعْصِيَةِ عِبَادَ اَللَّهِ إِنَّ أَنْصَحَ اَلنَّاسِ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ وَ إِنَّ أَغَشَّهُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاهُمْ لِرَبِّهِ وَ اَلْمَغْبُونُ مَنْ غَبَنَ نَفْسَهُ وَ اَلْمَغْبُوطُ مَنْ سَلِمَ لَهُ دِينُهُ وَ اَلسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ وَ اَلشَّقِيُّ مَنِ اِنْخَدَعَ لِهَوَاهُ وَ غُرُورِهِ

٣٥٣

وَ اِعْلَمُوا أَنَّ يَسِيرَ اَلرِّيَاءِ شِرْكٌ وَ مُجَالَسَةَ أَهْلِ اَلْهَوَى مَنْسَاةٌ لِلْإِيمَانِ وَ مَحْضَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ جَانِبُوا اَلْكَذِبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلْإِيمَانِ اَلصَّادِقُ عَلَى شَفَا مَنْجَاةٍ وَ كَرَامَةٍ وَ اَلْكَاذِبُ عَلَى شَرَفِ مَهْوَاةٍ وَ مَهَانَةٍ وَ لاَ تَحَاسَدُوا فَإِنَّ اَلْحَسَدَ يَأْكُلُ اَلْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ اَلنَّارُ اَلْحَطَبَ وَ لاَ تَبَاغَضُوا فَإِنَّهَا اَلْحَالِقَةُ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَلْأَمَلَ يُسْهِي اَلْعَقْلَ وَ يُنْسِي اَلذِّكْرَ فَأَكْذِبُوا اَلْأَمَلَ فَإِنَّهُ غَرُورٌ وَ صَاحِبُهُ مَغْرُورٌ قوله فاستدركوا بقية أيامكم يقال استدركت ما فات و تداركت ما فات بمعنى و اصبروا لها أنفسكم مأخوذ من قوله تعالى( وَ اِصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ اَلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ اَلْعَشِيِّ ) يقال صبر فلان نفسه على كذا أي حبسها عليه يتعدى فينصب قال عنترة

فصبرت عارفة لذلك حرة

ترسو إذا نفس الجبان تطلع

أي حبست نفسا عارفة.و في الحديث النبوي في رجل أمسك رجلا و قتله الآخر فقال ع اقتلوا القاتل و اصبروا الصابر أي احبسوا الذي أمسكه حتى يموت.و الضمير في فإنها قليل عائد إلى الأيام التي أمرهم باستدراكها يقول إن هذه الأيام التي قد بقيت من أعماركم قليلة بالنسبة و الإضافة إلى الأيام التي تغفلون فيها عن الموعظة.

٣٥٤

و قوله فإنها قليل فأخبر عن المؤنث بصيغة المذكر إنما معناه فإنها شي‏ء قليل بحذف الموصوف كقوله( وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) أي قبيلا رفيقا.ثم قال و لا ترخصوا نهى عن الأخذ برخص المذاهب و ذلك لأنه لا يجوز للواحد من العامة أن يقلد كلا من أئمة الاجتهاد فيما خف و سهل من الأحكام الشرعية أو لا تساهلوا أنفسكم في ترك تشديد المعصية و لا تسامحوها و ترخصوا إليها في ارتكاب الصغائر و المحقرات من الذنوب فتهجم بكم على الكبائر لأن من مرن على أمر تدرج من صغيره إلى كبيره.و المداهنة النفاق و المصانعة و الادهان مثله قال تعالى( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) .قوله إن أنصح الناس لنفسه أطوعهم لربه لأنه قد صانها عن العقاب و أوجب لها الثواب و ذلك غاية ما يمكن من نصيحتها و نفعها.قوله و إن أغش الناس لنفسه أعصاهم لربه لأنه ألقاها في الهلاك الدائم و ذلك أقصى ما يمكن من غشها و الإضرار بها.ثم قال و المغبون من غبن نفسه أي أحق الناس أن يسمى مغبونا من غبن نفسه يقال غبنته في البيع غبنا بالتسكين أي خدعته و قد غبن فهو مغبون و غبن الرجل رأيه بالكسر غبنا بالتحريك فهو غبين أي ضعيف الرأي و فيه غبانة و لفظ الغبن يدل على أنه من باب غبن البيع و الشراء لأنه قال و المغبون و لم يقل و الغبين.و المغبوط الذي يتمنى مثل حاله و الذي يتمنى زوال حاله و انتقالها هو الحاسد

٣٥٥

و الحسد مذموم و الغبطة غير مذمومة يقال غبطته بما نال أغبطه غبطا و غبطة فاغتبط هو كقولك منعته فامتنع و حبسته فاحتبس قال الشاعر

و بينما المرء في الأحياء مغتبط

إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير

هكذا أنشدوه بكسر الباء و قالوا فيه مغتبط أي مغبوط.قوله و السعيد من وعظ بغيره مثل من الأمثال النبوية.و قد ذكرنا فيما تقدم ما جاء في ذم الرياء و تفسير كونه شركا.و قوله ع منسأة للإيمان أي داعية إلى نسيان الإيمان و إهماله و الإيمان الاعتقاد و العمل.و محضرة للشيطان موضع حضوره كقولك مسبعة أي موضع السباع و مفعاة أي موضع الأفاعي.ثم نهى عن الكذب و قال إنه مجانب للإيمان و كذا ورد في الخبر المرفوع.و شفا منجاة أي حرف نجاة و خلاص و شفا الشي‏ء حرفه قال تعالى( وَ كُنْتُمْ عَلى‏ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ اَلنَّارِ ) و أشفى على الشي‏ء و أشرف عليه بمعنى و أكثر ما يقال ذلك في المكروه يقال أشفى المريض على الموت و قد استعمله هاهنا في غير المكروه.و الشرف المكان العالي بفتح الشين و أشرفت عليه أي اطلعت من فوق.و المهواة موضع السقوط و المهانة الحقارة.ثم نهى عن الحسد و قال إنه يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب و قد ورد هذا الكلام في الأخبار المرفوعة و قد تقدم منا كلام في الحسد و ذكرنا كثيرا مما جاء فيه.

٣٥٦

ثم نهى عن المباغضة و قال إنها الحالقة أي المستأصلة التي تأتي على القوم كالحلق للشعر.ثم نهى عن الأمل و طوله و قال إنه يورث العقل سهوا و ينسي الذكر ثم أمر بإكذاب الأمل و نهى عن الاعتماد عليه و السكون إليه فإنه من باب الغرور.و قد ذكرنا في الأمل و طوله نكتا نافعة فيما تقدم و يجب أن نذكر ما جاء في النهي عن الكذب

فصل في ذم الكذب و حقارة الكذابين

جاء في الخبر عن رسول الله ص إذا كذب العبد كذبة تباعد الملك منه مسيرة ميل من نتن ما جاء به

و عنه ع إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار و إن الرجل ليكذب و يتحرى الكذب فيكتب عند الله كاذبا و عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر ليهدي إلى الجنة و إن الرجل ليصدق و يتحرى الصدق فيكتب عند الله صادقا

و روي أن رجلا قال للنبي ص أنا يا رسول الله أستسر بخلال أربع الزنا و شرب الخمر و السرق و الكذب فأيتهن شئت تركتها لك قال دع الكذب فلما ولى هم بالزنا فقال يسألني فإن جحدت نقضت ما جعلت له و إن أقررت حددت ثم هم بالسرق ثم بشرب الخمر ففكر في مثل ذلك فرجع إليه فقال قد أخذت على السبيل كله فقد تركتهن أجمع

قال العباس بن عبد المطلب لابنه عبد الله يا بني أنت أفقه مني و أنا أعقل منك

٣٥٧

و إن هذا الرجل يدنيك يعني عمر بن الخطاب فاحفظ عني ثلاثا لا تفشين له سرا و لا تغتابن عنده أحدا و لا يطلعن منك على كذبة قال عبد الله فكانت هذه الثلاث أحب إلي من ثلاث بدرات ياقوتا قال الواثق لأحمد بن أبي داودرحمه‌الله تعالى كان ابن الزيات عندي فذكرك بكل قبيح قال الحمد لله الذي أحوجه إلى الكذب علي و نزهني عن الصدق في أمره.و كان يقال أمران لا يكاد أحدهما ينفك من الكذب كثرة المواعيد و شدة الاعتذار.و من الحكم القديمة إنما فضل الناطق على الأخرس بالنطق و زين المنطق الصدق فالكاذب شر من الأخرس.قال الرشيد للفضل بن الربيع في كلام جرى بينهما كذبت فقال يا أمير المؤمنين وجه الكذوب لا يقابلك و لسانه لا يحاورك.قيل في تفسير قوله تعالى( وَ لَكُمُ اَلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) هي في الكذابين فالويل لكل كاذب إلى يوم القيامة.و من كلام بعض الصالحين لو لم أترك الكذب تأثما لتركته تكرما.أبو حيان الكذب شعار خلق و مورد رنق و أدب سيئ و عادة فاحشة و قل من استرسل معه إلا ألفه و قل من ألفه إلا أتلفه و الصدق ملبس بهي و منهل غذي و شعاع منبث و قل من اعتاده و مرن عليه إلا صحبته السكينة و أيده التوفيق و خدمته القلوب بالمحبة و لحظته العيون بالمهابة.

٣٥٨

ابن السماك لا أدري أوجر على ترك الكذب أم لا لأني أتركه أنفة.يحيى بن خالد رأيت شريب خمر نزع و لصا أقلع و صاحب فواحش ارتدع و لم أر كاذبا رجع.قالوا في تفسير هذا إن المولع بالكذب لا يكاد يصبر عنه فقد عوتب إنسان عليه فقال لمعاتبه يا ابن أخي لو تغرغرت به لما صبرت عنه.و قيل لكاذب معروف بالكذب أ صدقت قط قال لو لا أني أخاف أن أصدق لقلت لا.

و جاء في بعض الأخبار المرفوعة قيل له يا رسول الله أ يكون المؤمن جبانا قال نعم قيل أ فيكون بخيلا قال نعم قيل أ فيكون كاذبا قال لا

و قال ابن عباس الحدث حدثان حدث من فيك و حدث من فرجك.و قال بعضهم من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون أخذه شاعر فقال

و من دعا الناس إلى ذمه

ذموه بالحق و بالباطل

و كان يقال خذوا عن أهل الشرف فإنهم قلما يكذبون.و قال بعض الصالحين لو صحبني رجل فقال لي اشترط علي خصلة واحدة لا تزيد عليها لقلت لا تكذب.و كان يقال خصلتان لا يجتمعان الكذب و المروءة.كان يقال من شرف الصدق أن صاحبه يصدق على عدوه و من دناءة الكذب أن صاحبه يكذب و إن كان صادقا.

٣٥٩

و مثل هذا قولهم من عرف بالصدق جاز كذبه و من عرف بالكذب لم يجز صدقه.

و جاء في الخبر المرفوع أن في المعاريض لمندوحة عن الكذب.و قال ابن سيرين الكلام أوسع من أن يكذب ظريف.و قالوا في قوله تعالى( لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ ) لم ينس و لكنه من معاريض الكلام و كذلك قالوا في قول إبراهيم( إِنِّي سَقِيمٌ ) .و قال العتبي إني لأصدق في صغار ما يضرني فكيف لا أصدق في كبار ما ينفعني و قال بعض الشعراء

لا يكذب المرء إلا من مهانته

أو عادة السوء أو من قلة الأدب

لعض جيفة كلب خير رائحة

من كذبة المرء في جد و في لعب

شهد أعرابي عند معاوية بشهادة فقال له كذبت فقال الكاذب و الله المتزمل في ثيابك فقال معاوية هذا جزاء من عجل.و قال معاوية يوما للأحنف و حدثه حديثا أ تكذب فقال له الأحنف و الله ما كذبت منذ علمت أن الكذب يشين أهله.و دخل عبد الله بن الزبير يوما على معاوية فقال له اسمع أبياتا قلتها و كان واجدا على معاوية فقال هات فأنشده

إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته

على طرف الهجران إن كان يعقل

و يركب حد السيف من أن تضيمه

إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل

فقال معاوية لقد شعرت بعدنا يا أبا بكر ثم لم يلبث معاوية أن دخل عليه معن

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512