وسائل الشيعة الجزء ٢٧

وسائل الشيعة0%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 423

وسائل الشيعة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

الصفحات: 423
المشاهدات: 135170
تحميل: 5392


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27 الجزء 28 الجزء 29 الجزء 30
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135170 / تحميل: 5392
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء 27

مؤلف:
العربية

وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) (٢) فالرادّ إلى الله الآخذ بمحكم كتابه، والرادّ إلى الرسول الآخذ بسنته الجامعة غير المتفرّقة(٣) .

[ ٣٣٣٧٢ ] ٣٩ - أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسيُّ في ( الاحتجاج ) في جواب مكاتبة محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري إلى صاحب الزَّمانعليه‌السلام - إلى أن قالعليه‌السلام : - في الجواب عن ذلك حديثان: أمّا أحدهما: فاذا(١) انتقل من حالة إلى اُخرى فعليه التكبير، وأمّا الآخر: فإنه روي: أنه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية، وكبّر، ثمَّ جلس، ثمَّ قام فليس عليه في القيام بعد القعود تكبير، وكذلك التشهّد الأوَّل يجري هذا المجرى، وبأيّهما أخذت من باب التسليم كان صواباً.

ورواه الشيخ في كتاب ( الغيبة ) بالإِسناد الآتي(٢) .

أقول: يفهم من هذا ومن حديث عمر بن حنظلة(٣) وجه الجمع بين التوقّف والتخيير، وقد ذكرناه، والله أعلم، على أنَّ الاختلاف من غير وجود مرجح منصوص أصلا لا وجود له في أحاديثهمعليهم‌السلام ، إلاّ نادراً كما ذكره الطبرسيُّ في الاحتجاج وغيره.

[ ٣٣٣٧٣ ] ٤٠ - وعن الحسن بن الجهم، عن الرضاعليه‌السلام ، قال: قلت له: تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة، فقال: ما جاءك عنّا فقس على كتاب الله عزّ وجلّ وأحاديثنا، فان كان يشبههما فهو منّا، وإن لم يكن يشبههما فليس منّا، قلت: يجيئنا الرجلان - وكلاهما ثقة - بحديثين

__________________

(٢) النساء ٤: ٥٩.

(٣) في المصدر: المفرّقة.

٣٩ - الاحتجاج: ٤٨٣.

(١) في المصدر: فإنه اذا.

(٢) الغيبة ٢٣٢ واسناده يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٤٨).

(٣) مرّ في الحديث ١ من هذا الباب.

٤٠ - الاحتجاج: ٣٥٧.

١٢١

مختلفين، ولا نعلم أيّهما الحقّ، قال: فإذا لم تعلم فموسّع عليك بأيّهما أخذت.

[ ٣٣٣٧٤ ] ٤١ - وعن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: إذا سمعت من أصحابك الحديث، وكلّهم ثقة، فموسّع عليك حتّى ترى القائمعليه‌السلام ، فتردّ إليه(١) .

[ ٣٣٣٧٥ ] ٤٢ - وعن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قلت: يرد علينا حديثان: واحد يأمرنا بالأخذ به، والآخر ينهانا عنه، قال: لا تعمل بواحد منهما حتّى تلقى صاحبك فتسأله، قلت: لا بدّ أن نعمل ( بواحد منهما )(١) ، قال: خذ بما فيه خلاف العامّة.

[ ٣٣٣٧٦ ] ٤٣ - قال: وروي عنهمعليهم‌السلام أنّهم قالوا: إذا اختلفت أحاديثنا عليكم، فخذوا بما اجتمعت عليه شيعتنا، فإنّه لا ريب فيه.

[ ٣٣٣٧٧ ] ٤٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن عليِّ بن مهزيار قال: قرأت في كتاب لعبد الله بن محمّد إلى أبي الحسنعليه‌السلام : اختلف أصحابنا في رواياتهم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في ركعتي الفجر في السفر، فروى بعضهم: صلّها(١) في المحمل، وروى بعضهم: لا تصلّها(٢) إلاّ على الأرض(٣) ،

__________________

٤١ - الاحتجاج: ٣٥٧.

(١) في المصدر: عليه.

٤٢ - الاحتجاج ٣٥٧.

(١) في المصدر: بأحدهما.

٤٣ - الاحتجاج: ٣٥٨.

٤٤ - التهذيب ٣: ٢٢٨ / ٥٨٣.

(١) في المصدر: أن صلهما.

(٢) في المصدر: أن لا تصلهما.

(٣) في المصدر زيادة: فاعلمني كيف تصنع أنت لأقتدي بك في ذلك.

١٢٢

فوقّععليه‌السلام : موسّع عليك بأيّة عملت.

[ ٣٣٣٧٨ ] ٤٥ - وبإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن ذبيان بن حكيم(١) ، عن موسى بن أكيل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سئل عن رجل يكون بينه وبين أخ منازعة في حقّ، فيتّفقان على رجلين يكونان بينهما، فحكما فاختلفا فيما حكما، قال: وكيف يختلفان ؟ قلت: حكم كلّ واحد منهما للّذي اختاره الخصمان، فقال: ينظر إلى أعدلهما وأفقههما في دين الله، فيمضى حكمه.

[ ٣٣٣٧٩ ] ٤٦ - وبإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن الحسن ابن أيّوب عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ما سمعته(١) منّي يشبه قول الناس فيه التقيّة، وما سمعت منّي لا يشبه قول الناس فلا تقيّة فيه.

[ ٣٣٣٨٠ ] ٤٧ - محمّد بن مسعود العيّاشي في ( تفسيره ) عن سدير قال: قال أبو جعفر وأبو عبد اللهعليهما‌السلام : لا تصدّق(١) علينا، إلاّ ما وافق(٢) كتاب الله وسنّة نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[ ٣٣٣٨١ ] ٤٨ - وعن الحسن بن الجهم، عن العبد الصالحعليه‌السلام قال: إذا جاءك الحديثان المختلفان، فقسهما على كتاب الله

__________________

٤٥ - التهذيب ٦: ٣٠١ / ٨٤٤.

(١) في نسخة: دينار بن حكيم ( هامش المخطوط ).

٤٦ - التهذيب ٨: ٩٨ / ٣٣٠.

(١) في المصدر: ما سمعت.

٤٧ - تفسير العياشي ١: ٩ / ٦.

(١) في المصدر: لا يصدق.

(٢) في المصدر: بما يوافق.

٤٨ - تفسير العياشي ١: ٩ / ٧.

١٢٣

وأحاديثنا، فان أشبهها فهو حقّ، وإن لم يشبهها فهو باطل.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٢) .

ولا يخفى أنَّ الترجيح باعتبار ثقة الراوي إنّما هو عند الشكّ في ثبوت الخبر، فلا يمكن في الخبر المتواتر، ولا المحفوف بالقرائن الكثيرة الآتية في آخر الكتاب، وأنَّ العرض على القرآن وحده لم يصرّح به، بل يحتمل إرادة العرض على الكتاب والسنّة معا بحمل المطلق على المقيّد، ويحتمل الاختصاص بالحديثين الثابتين المتعارضين، ويحتمل التقيّة، والله أعلم.

١٠ - باب عدم جواز تقليد غير المعصومعليه‌السلام فيما يقول برأيه، وفيما لا يعمل فيه بنص عنهمعليهم‌السلام .

[ ٣٣٣٨٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، ( عن أبيه )(١) ، عن عبد الله بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير - يعني: المرادي - عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (٢) فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكن أحلّوا لهم حراماً، وحرّموا عليهم حلالاً، فعبدوهم من حيث لا يشعرون.

__________________

(١) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٣ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٢ من هذه الأبواب.

الباب ١٠

فيه ٣٤ حديثاً

١ - الكافي ١: ٤٣ / ١.

(١) ليس في المصدر.

(٢) التوبة ٩: ٣١.

١٢٤

ورواه أحمد بن محمّد بن خالد في ( المحاسن ) مثله(٣) .

[ ٣٣٣٨٣ ] ٢ - وعن عليِّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني، عن محمّد بن عبيدة قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : يا محمّد ! أنتم أشدّ تقليداً، أم المرجئة ؟ قال: قلت: قلّدنا وقلّدوا، فقال: لم أسألك عن هذا، فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأوَّل، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : إنَّ المرجئة نصبت رجلاً، لم تفرض طاعته، وقلّدوه، وإنكم(١) نصبتم رجلاً وفرضتم طاعته، ثمَّ لم تقلّدوه، فهم أشدّ منكم تقليداً.

أقول: تقدَّم التحذير من طريقة المرجئة، والأحاديث في ذلك كثيرة(٢) .

[ ٣٣٣٨٤ ] ٣ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزَّ وجلَّ:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) فقال: والله ما صاموا لهم، ولا صلّوا لهم، ولكن أحلّوا لهم حراماً، وحرّموا عليهم حلالاً، فاتّبعوهم.

ورواه البرقيُّ في ( المحاسن ) عن أبيه، عن حمّاد مثله(٢) .

[ ٣٣٣٨٥ ] ٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد،

__________________

(٣) المحاسن: ٢٤٦ / ٢٤٦.

٢ - الكافي ١: ٤٣ / ٢.

(١) في المصدر: وأنتم.

(٢) تقدم في الحديث ٤٢ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

٣ - الكافي ١: ٤٣ / ٣.

(١) التوبة ٩: ٣١.

(٢) المحاسن: ٢٤٦ / ٢٤٥.

٤ - الكافي ١: ٤٨ / ٢٢.

١٢٥

عن أبيه مرسلاً قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : لا تتّخذوا من دون الله وليجة، فلا تكونوا مؤمنين، فإنَّ كلّ سبب ونسب وقرابة ووليجه(١) وبدعة وشبهة منقطع، إلاّ ما أثبت القرآن.

[ ٣٣٣٨٦ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إيّاكم وهؤلاء الرؤساء الّذين يترأسون، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل، إلاّ هلك وأهلك.

[ ٣٣٣٨٧ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن أيّوب، عن أبي عقيلة الصيرفي، عن كرام، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إيّاك والرياسة، وإيّاك أن تطأ أعقاب الرجال، قلت: جعلت فداك، أمّا الرياسة فقد عرفتها، وأمّا أن أطأ أعقاب الرجال، فما ثلثا(١) ما في يدي إلاّ ممّا وطئت أعقاب الرجال، فقال لي: ليس حيث تذهب، إيّاك أن تنصب رجلا دون الحجّة، فتصدّقه في كلّ ما قال.

ورواه الصدوق في ( معاني الأخبار ) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن حسين بن أيّوب بن أبي عقيلة الصيرفي، عن كرام مثله(٢) .

[ ٣٣٣٨٨ ] ٧ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن

__________________

(١) وليجة الرجل: خاصته وبطانته، « الصحاح ( ولج ) ١: ٣٤٨ ».

٥ - الكافي ٢: ٢٢٥ / ٣.

٦ - الكافي ٢: ٢٢٥ / ٥.

(١) في نسخة: نلت ( هامش المخطوط ).

(٢) معاني الأخبار: ١٦٩ / ١.

٧ - الكافي ٢: ٢٩٢ / ٤.

١٢٦

يونس، عن ابن بكير، عن ضريس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزَّ وجلَّ:( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) (١) قال: شرك طاعة، وليس شرك عبادة، وعن قوله عزَّ وجلَّ:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ) (٢) قال: إنَّ الآية تنزل في الرجل، ثمَّ تكون في أتباعه، قال: قلت: كلّ من نصب دونكم شيئاً فهو ممّن يعبد الله على حرف ؟ فقال: نعم، وقد يكون محضاً.

[ ٣٣٣٨٩ ] ٨ - وعنه، عن أبيه وعن عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: من أطاع رجلاً في معصية فقد عبده.

[ ٣٣٣٩٠ ] ٩ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد ابن محمّد بن إبراهيم الأرمني، عن الحسن بن عليِّ بن يقطين، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدِّي عن الشيطان فقد عبد الشيطان.

[ ٣٣٣٩١ ] ١٠ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن عليِّ بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق النحوي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - قال: والله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا، و(١) تصمتوا إذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين الله عزَّ وجلَّ، ما جعل الله لأحد خيراً في خلاف أمرنا.

__________________

(١) يوسف ١٢: ١٠٦.

(٢) الحج ٢٢: ١١.

٨ - الكافي ٢: ٢٩٣ / ٨.

٩ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ٢٤.

١٠ - الكافي ١: ٢٠٧ / ١.

(١) في المصدر: وأن.

١٢٧

[ ٣٣٣٩٢ ] ١١ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن عليِّ بن الحكم، عن حسان أبي عليّ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - قال: حسبكم أن تقولوا ما نقول، وتصمتوا عمّا نصمت، إنّكم قد رأيتم أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يجعل لأحد(١) في خلافنا خيراً.

[ ٣٣٣٩٣ ] ١٢ - وعن بعض أصحابنا، عن عبد العظيم الحسني، عن مالك بن عامر، عن المفضّل بن زائدة، عن المفضّل بن عمر، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من دان الله بغير سماع عن صادق، ألزمه الله التيه(١) إلى الفناء(٢) ، ومن ادّعى سماعاً من غير الباب الذي فتحه الله فهو مشرك، وذلك الباب المأمون على سرِّ الله المكنون.

[ ٣٣٣٩٤ ] ١٣ - محمّد بن عليِّ بن الحسين في ( عيون الأخبار ) عن أبيه، عن الحسن بن أحمد المالكي(١) ، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن الرضاعليه‌السلام - في حديث طويل - قال: أخبرني أبي، عن آبائه، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس - إلى أن قال: - يا ابن أبي محمود ! إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا، فانه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه، فإن(٢) أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة: هذه نواة، ثمَّ يدين

__________________

١١ - الكافي ٨: ٨٧ / ٥١.

(١) في المصدر زيادة: من الناس.

١٢ - الكافي ١: ٣٠٨ / ٤.

(١) في نسخة: البتة ( هامش المخطوط ).

(٢) في نسخة: العناء ( هامش المخطوط ).

١٣ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٠٣ / ٦٣.

(١) في المصدر: الحسين بن أحمد المالكي.

(٢) في المصدر: ان.

١٢٨

بذلك، ويبرأ ممّن خالفه، يا ابن أبي محمود ! احفظ ما حدَّثتك به، فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة.

[ ٣٣٣٩٥ ] ١٤ - وعن عبد الصمد بن محمّد الشهيد(١) ، عن أبيه، عن أحمد بن إسحاق العلوي، عن أبيه، عن عمّه الحسن بن إسحاق، عن الرضا، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من دان بغير سماع ألزمه الله البتة إلى الفناء، ومن دان بسماع من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك، والباب المأمون على وحي الله محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[ ٣٣٣٩٦ ] ١٥ - وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن خالد، عن أخيه سفيان بن خالد، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إيّاك والرياسة، فما طلبها أحد إلاّ هلك، فقلت: قد هلكنا إذاً، ليس أحد منّا إلاّ وهو يحبّ أن يذكر، ويقصد، ويؤخذ عنه، فقال: ليس حيث تذهب، إنّما ذلك أن تنصب رجلاً دون الحجّة، فتصدقه في كلِّ ما قال، وتدعو الناس إلى قوله.

[ ٣٣٣٩٧ ] ١٦ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد، قال: قال الصادقعليه‌السلام : كذب من زعم أنّه يعرفنا، وهو مستمسك بعروة غيرنا.

[ ٣٣٣٩٨ ] ١٧ - وفي ( الخصال ) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن

__________________

١٤ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٩ / ٢٢.

(١) في المصدر: عبد الصمد بن عبد الشهيد.

١٥ - معاني الأخبار: ١٧٩ / ١.

١٦ - معاني الأخبار: ٣٩٩ / ٥٧.

١٧ - الخصال: ١٣٩ / ١٥٨.

١٢٩

أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن أُذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: احذروا على دينكم ثلاثة: رجلاً قرأ القرآن، حتّى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره، ورماه بالشرك، فقلت: يا أمير المؤمنين ! أيّهما أولى بالشرك ؟ قال: الرامي، ورجلاً استخفّته، الأكاذيب كلّما أحدث اُحدوثة كذب مدها بأطول منها، ورجلاً آتاه الله سلطاناً، فزعم أنَّ طاعته طاعة الله، ومعصيته معصية الله، وكذب، لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لا ينبغي أن يكون المخلوق حبّه لمعصية الله، فلا طاعة في معصيته، ولا طاعة لمن عصى الله، إنّما الطاعة لله ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولولاة الأمر، وإنّما أمر الله بطاعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه معصوم مطهّر، لا يأمر بمعصية، وإنّما أمر بطاعة اولي الأمر لأنّهم معصومون مطهّرون، لا يأمرون بمعصيته.

[ ٣٣٣٩٩ ] ١٨ - سعد بن عبد الله في ( بصائر الدرجات ) عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، والعبّاس بن معروف، عن حمّاد ابن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.

ورواه الصفار في ( بصائر الدرجات ) عن العباس بن معروف مثله(١) .

[ ٣٣٤٠٠ ] ١٩ - وعن أحمد بن محمّد، عن عليِّ بن الحكم، عن أبي بكر الحضرمي، عن الحجّاج بن الصباح، قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : إنّا نحدّث عنك بالحديث، فيقول بعضنا: قولنا قولهم، قال: فما تريد ؟ أتريد أن تكون إماماً يقتدىٰ بك ؟! من ردّ القول إلينا فقد سلم.

__________________

١٨ - بصائر الدرجات لسعد مفقود ورواه الحلي في مختصر بصائر الدرجات: ٦٢.

(١) بصائر الدرجات للصفار: ٥٣١ / ٢١.

١٩ - بصائر الدرجات لسعد مفقود، ورواه الحلي في مختصر بصائر الدرجات: ٩٢.

١٣٠

[ ٣٣٤٠١ ] ٢٠ - أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسيُّ في ( الاحتجاج ) عن أبي محمّد العسكريعليه‌السلام في قوله تعالى:( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللهِ ) (١) قال: هذه لقوم من اليهود - إلى أن قال: - وقال رجل للصادقعليه‌السلام : إذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب، إلاّ بما يسمعونه من علمائهم، فكيف ذمّهم بتقليدهم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلاّ كعوامنا، يقلّدون علماءهم - إلى أن قال: - فقالعليه‌السلام : بين عوامنا وعوام اليهود فرق من جهة، وتسوية من جهة، أمّا من حيث الاستواء، فإنَّ الله ذمَّ عوامنا بتقليدهم علماءهم، كما ذمَّ عوامهم، وأمّا من حيث افترقوا، فإنَّ عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح، وأكل الحرام، والرشاء، وتغيير الأحكام، واضطرّوا بقلوبهم إلى أنَّ من فعل ذلك فهو فاسق، لا يجوز أن يصدق على الله، ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله، فلذلك ذمَّهم، وكذلك عوامنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر، والعصبية الشديدة، والتكالب على الدنيا وحرامها، فمن قلّد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الّذين ذمّهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم، فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه، وذلك لا يكون إلاّ بعض فقهاء الشيعة لا كلّهم، فإنَّ من ركب من القبايح والفواحش مراكب علماء العامّة، فلا تقبلوا منهم عنّا شيئاً، ولا كرامة، وإنّما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك، لأنَّ الفسقة يتحمّلون عنّا، فيحرّفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلّة معرفتهم، وآخرون يتعمّدون الكذب علينا. الحديث.

وأورده العسكريعليه‌السلام في تفسيره(٢) .

__________________

٢٠ - الاحتجاج: ٤٥٧ باختلاف بسيط في اللفظ.

(١) البقرة ٢: ٧٩.

(٢) تفسير الإِمام العسكريعليه‌السلام : ١٢٠.

١٣١

أقول: التقليد المرخّص فيه هنا إنّما هو قبول الرواية، لا قبول الرأي والاجتهاد والظنّ، وهذا واضح، وذلك لا خلاف فيه، ولا ينافي ما تقدَّم(٣) ، وقد وقع التصريح بذلك فيما أوردناه من الحديث، وفيما تركناه منه في عدَّة مواضع، على أنَّ هذا الحديث لا يجوز عند الاُصُوليّين الاعتماد عليه في الاصول، ولا في الفروع، لأنه خبر واحد مرسل، ظنّي السند والمتن، ضعيفاً عندهم، ومعارضه متواتر، قطعي السند والدلالة، ومع ذلك يحتمل الحمل على التقية.

[ ٣٣٤٠٢ ] ٢١ - محمّد بن أحمد بن عليّ في ( روضة الواعظين ) في قوله تعالى:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) قال: روي عنهعليه‌السلام : أنّهم ما اتّخذوهم أرباباً في الحقيقة، لكنّهم دخلوا تحت طاعتهم، فصاروا بمنزلة من اتّخذهم أرباباً.

[ ٣٣٤٠٣ ] ٢٢ - قال: وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنّة زالت الجبال، ولم يزل، قال: وهذا الخبر مروي عن الصادقعليه‌السلام ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام .

ورواه الكلينيُّ مرسلاً نحوه(١) .

[ ٣٣٤٠٤ ] ٢٣ - عليُّ بن إبراهيم في ( تفسيره ) عند قوله تعالى:( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) (١) قال: قال أبو عبد الله ( عليه

__________________

(٣) تقدم في الباب ٦ من هذه الأبواب.

٢١ - روضة الواعظين ٢١.

(١) التوبة ٩: ٣١.

٢٢ - روضة الواعظين: ٢٢.

(١) الكافي ١: ٦.

٢٣ - تفسير القمي ٢: ١٢٥.

(١) الشعراء ٢٦: ٢٢٤.

١٣٢

السلام ): نزلت في الّذين غيّروا دين الله، ( وتركوا ما )(٢) أمر الله، ولكن(٣) هل رأيتم شاعراً قطُّ تبعه أحد، إنّما عنى بهم: الّذين وضعوا ديناً بآرائهم، فتبعهم الناس على ذلك - إلى أن قال: -( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) (٤) وهم أمير المؤمنينعليه‌السلام وولدهعليهم‌السلام .

[ ٣٣٤٠٥ ] ٢٤ - الفضل بن الحسن الطبرسيُّ في ( مجمع البيان ) قال: روى العياشي بالإِسناد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: في الشعراء: هم قوم تعلّموا، وتفقّهوا بغير علم، فضّلوا، وأضلّوا.

[ ٣٣٤٠٦ ] ٢٥ - أحمد بن محمّد البرقيُّ في ( المحاسن ) عن أبيه، عمّن ذكره، عن عمرو بن أبي المقدام، عن رجل، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) قال: والله ما صلّوا لهم، ولا صاموا، ولكن أطاعوهم في معصية الله.

[ ٣٣٤٠٧ ] ٢٦ - محمّد بن مسعود العيّاشي في ( تفسيره ) عن أبان، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: يا معشر الأحداث ! اتّقوا الله، ولا تأتوا الرؤساء وغيرهم(١) ، حتّى يصيروا(٢) أذناباً، لا تتّخذوا الرجال ولائج من دون الله، أنا - والله - خير لكم منهم - ثمَّ ضرب بيده إلى صدره -.

[ ٣٣٤٠٨ ] ٢٧ - وعن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو جعفر ( عليه

__________________

(٢) في المصدر: بآراهم وخالفوا.

(٣) لم ترد في المصدر.

(٤) الشعراء ٢٦: ٢٢٧.

٢٤ - مجمع البيان ٤: ٢٠٨.

٢٥ - المحاسن: ٢٤٦ / ٢٤٤.

(١) التوبة ٩: ٣١.

٢٦ - تفسير العياشي ٢: ٨٣ / ٣٢.

(١) في المصدر: دعوهم.

(٢) في المصدر: يسيروا.

٢٧ - تفسير العياشي ٢: ٨٣ / ٣٣.

١٣٣

السلام ): يا أبا الصباح ! إيّاكم والولائج، فإنَّ كلّ وليجة دوننا فهي طاغوت، أو قال: ندّ.

[ ٣٣٤٠٩ ] ٢٨ - وعن جابر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) قال: أما أنهم لم يتّخذوهم آلهة، إلاّ أنّهم ( أحلّوا لهم حلالاً فأخذوا به، وحرّموا حراماّ )(٢) فأخذوا به. فكانوا أربابهم من دون الله.

[ ٣٣٤١٠ ] ٢٩ - وعن حذيفة قال: سألته عن قول الله عزَّ وجلَّ:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) ؟ فقال: لم يكونوا يعبدونهم، ولكن كانوا إذا أحلّوا لهم أشياء استحلّوها، وإذا حرّموا عليهم حرّموها.

[ ٣٣٤١١ ] ٣٠ - محمّد بن الحسين الرضيُّ في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبة له، قال: وناظر قلب اللبيب به يبصر أمده، ويعرف غوره(١) ونجده(٢) ، داع دعا، وراع رعىٰ، فاستجيبوا للداعي، واتّبعوا الراعي، قد خاضوا بحار الفتن، وأخذوا بالبدع دون السنن، وأرز(٣) المؤمنون، ونطق الضالّون والمكذّبون. نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقاً - إلى أن قال: - وإنَّ العامل بغير علم ( كالسائر

__________________

٢٨ - تفسير العياشي ٢: ٨٦ / ٤٧.

(١) التوبة ٩: ٣١.

(٢) في المصدر: أحلوا حراماً فاخذوا به وحرّموا حلالاً.

٢٩ - تفسير العياشي ٢: ٨٧ / ٤٩.

(١) التوبة ٩: ٣١.

٣٠ - نهج البلاغة ٢: ٥٧.

(١) الغور: المنخفض من الأرض. « الصحاح ( غور ) ٢: ٧٧٣ ».

(٢) النجد: ما ارتفع من الأرض. « الصحاح ( نجد ) ٢: ٥٤٢ ».

(٣) أَرَزَ: انضم وتقبض واجتمع بعض على بعض، والمراد هنا ان المؤمنين انكمشوا على أنفسهم لما يرون من الظلم والفساد. « انظر الصحاح ( أَرَزَ ) ٣: ٨٦٤ ».

١٣٤

على )(٤) غير طريق، فلا يزيده بعده عن الطريق الواضح إلاّ بعداً عن حاجته، وإنَّ العامل بالعلم كالسائر على الطريق الواضح، فلينظر ناظر، أسائر هو، أم راجع ؟!.

[ ٣٣٤١٢ ] ٣١ - وعن عليّعليه‌السلام في خطبة له قال: وإنّما الناس رجلان: متتبع شرعة، ومبتدع بدعة، ليس معه من الله برهان سنة، ولا ضياء حجّة.

[ ٣٣٤١٣ ] ٣٢ - محمّد بن أبي القاسم الطبري في ( بشارة المصطفى ) عن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري، عن محمّد بن الحسين بن عتبة، عن محمّد بن الحسين بن أحمد الفقيه(١) ، عن حمويه بن عليِّ بن حمويه، عن محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني، عن محمّد بن عليِّ بن مهدي الكندي، عن محمّد بن عليِّ بن عمر بن طريف الحجري(٢) ، عن أبيه عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام - في حديث - أنّه سئل عن اختلاف الشيعة، فقال: إنَّ دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله، إنَّ الحقَّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد وبالحقّ اُخبرك فأرعني سمعك، وذكر كلاماً طويلاً، حاصله الأمر بالرُجوع إليهمعليهم‌السلام في الأحكام، وتفسير القرآن، وغير ذلك.

ورواه المفيد في ( مجالسه ) عن عليِّ بن محمّد بن الزبير، عن محمّد ابن عليّ بن مهدي مثله(٣) .

__________________

(٤) في المصدر: كسائر في.

٣١ - نهج البلاغة ٢: ١١٥.

٣٢ - بشارة المصطفىٰ: ٤.

(١) في المصدر: محمّد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه.

(٢) في المصدر: محمّد بن علي بن عمر بن ظريف الحجري.

(٣) امالي المفيد ٣ / ٣.

١٣٥

[ ٣٣٤١٤ ] ٣٣ - وقد تقدَّم في حديث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال لأبي حنيفة: فدع الرأي، والقياس، وما قال قوم في دين الله ليس له برهان.

[ ٣٣٤١٥ ] ٣٤ - وحديث الحسين أنّه سأل جعفر بن محمّدعليه‌السلام عن قوله تعالى:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) قال: اُولي العقل والعلم، قلنا: أخاصّ ؟ أو عامّ ؟ قال: خاصّ لنا.

أقول: وتقدم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٣) .

١١ - باب وجوب الرجوع في القضاء والفتوى إلى رواة الحديث من الشيعة، فيما رووه عن الأئمةعليهم‌السلام من أحكام الشريعة، لا فيما يقولونه برأيهم

[ ٣٣٤١٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة، قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجلين من أصحابنا، بينهما منازعة في دين أو ميراث، فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة، أيحلّ ذلك ؟ قال: من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل فإنّما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فانما يأخذ سحتاً، وإن كان حقّاً ثابتاً

__________________

٣٣ - تقدم في الحديث ٢٦ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

٣٤ - تقدم في الحديث ٤١ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

(١) النساء ٤: ٥٩.

(٢) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٥، وفي البابين ٦ و ٧، وفي الأحاديث ٢ و ٧٩ و ٨٣ من الباب ٨، وفي الأحاديث ٢١ و ٣٦ و ٣٧ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الأحاديث ١٣ و ٤٤ و ٤٧ من الباب ١١ وفي الباب ١٢ من هذه الأبواب.

الباب ١١

فيه ٤٨ حديثاً

١ - الكافي ١: ٥٤ / ١٠ و ٧: ٤١٢ / ٥ والاحتجاج ٣٥٥.

١٣٦

له، لأنّه أخذه بحكم الطاغوت، وما أمر الله أن يكفر به، قال الله تعالى:( يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ ) (١) قلت: فكيف يصنعان ؟ قال: ينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فليرضوا به حكماً، فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه، فإنّما استخفَّ بحكم الله، وعليه ردّ، والرادّ علينا الرادّ على الله، وهو على حدّ الشرك بالله. الحديث.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن محمّد بن عيسى(٢) .

وبإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن محمّد بن عيسى نحوه(٣) .

[ ٣٣٤١٧ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن عمّار، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : رجل راوية لحديثكم - إلى أن قال: - فقال: الراوية لحديثنا ( يشدُّ به )(١) قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد.

ورواه الصفّار في ( بصائر الدرجات ) عن أحمد بن محمّد، عن محمّد ابن إسماعيل، عن سعدان مثله(٢) .

[ ٣٣٤١٨ ] ٣ - وعن محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن

__________________

(١) النساء ٤: ٦٠.

(٢) التهذيب ٦: ٢١٨ / ٥١٤.

(٣) التهذيب ٦: ٣٠١ / ٨٤٥.

٢ - الكافي ١: ٢٥ / ٩.

(١) في نسخة: يسدده في ( هامش المخطوط ).

(٢) بصائر الدرجات: ٢٧ / ٦.

٣ - الكافي ١: ٤٠ / ١٣.

١٣٧

سنان، عن محمّد بن مروان(١) ، عن عليِّ بن حنظلة، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنا.

[ ٣٣٤١٩ ] ٤ - وعن محمّد بن عبد الله الحميري، ومحمّد بن يحيى جميعاً، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: سألته وقلت: من اُعامل ؟ ( وعمّن )(١) آخذ ؟ وقول من أقبل ؟ فقال: العمري ثقتي، فما أدَّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون.

قال: وسألت أبا محمّدعليه‌السلام عن مثل ذلك، فقال: العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنّهما الثقتان المأمونان. الحديث.

وفيه: أنّه سأل العمري عن مسألة، فقال: محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول: هذا من عندي، فليس لي أن اُحلّل، ولا اُحرّم، ولكن. عنهعليه‌السلام .

ورواه الشيخ في كتاب ( الغيبة ) بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٢) .

[ ٣٣٤٢٠ ] ٥ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اُذينة، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المتعة، فقال: إلقَ عبد الملك بن جريح، فسله

__________________

(١) في المصدر: محمّد بن عمران العجلي.

٤ - الكافي ١: ٢٦٥ / ١.

(١) في المصدر: أو عمن.

(٢) الغيبة للطوسي ١٤٦.

٥ - الكافي ٥: ٤٥١ / ٦.

١٣٨

عنها، فإنّ عنده منها علماً، فلقيته، فأملى عليَّ(١) شيئاً كثيراً في استحلالها، وكان فيما روى فيها ابن جريح: أنه ليس لها وقت ولا عدد - إلى أن قال: - فأتيت بالكتاب أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: صدق، وأقرّ به.

[ ٣٣٤٢١ ] ٦ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة، قال: بعثني أبو عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابنا، فقال: قل لهم: إيّاكم إذا وقعت بينكم خصومة، أو تدارى(١) في شيء من الأخذ والعطاء، أن تحاكموا(٢) إلى أحد من هؤلاء الفسّاق، اجعلوا بينكم رجلاً(٣) ، قد عرف حلالنا وحرامنا، فإنِّي قد جعلته عليكم قاضياً، وإيّاكم أن يخاصم بعضكم بعضاً إلى السلطان الجائر.

[ ٣٣٤٢٢ ] ٧ - محمّد بن عليِّ بن الحسين قال: قال عليٌّعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهم ارحم خلفائي - ثلاثاً(١) - قيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال: الّذين يأتون(٢) بعدي، يروون حديثي وسنّتي.

__________________

(١) في المصدر زيادة: منها.

٦ - التهذيب ٦: ٣٠٣ / ٨٤٦.

(١) في المصدر: تدارى بينكم، تَدارُؤٌ، والتدارُؤ: التدافع في الخصومة ( القاموس المحيط - درأ - ١: ١٤ ).

(٢) في المصدر: تتحاكموا.

(٣) في المصدر زيادة: ممن.

٧ - الفقيه ٤: ٣٠٢ / ٩١٥، أورده في الحديث ٥٠ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: من.

١٣٩

ورواه في ( عيون الأخبار ) كما مرّ(٣) .

[ ٣٣٤٢٣ ] ٨ - وبإسناده عن أبان بن عثمان: أنَّ أبا عبد اللهعليه‌السلام قال له: إنّ أبان بن تغلب قد روى عنّي رواية كثيرة، فما رواه لك عنّي فاروهِ عنّي.

[ ٣٣٤٢٤ ] ٩ - وفي كتاب ( إكمال الدين وإتمام النعمة ) عن محمّد بن محمّد بن عصام، عن محمّد بن يعقوب، عن إسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمّد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً، قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمانعليه‌السلام : أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك - إلى أن قال: - وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة الله(١) ، وأمّا محمّد ابن عثمان العمري رضي الله عنه، وعن أبيه من قبل، فإنّه ثقتي، وكتابه كتابي.

ورواه الشيخ في كتاب ( الغيبة ) عن جماعة، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، وأبي غالب الزراري وغيرهما، كلّهم عن محمّد بن يعقوب(٢) .

ورواه الطبرسيُّ في ( الاحتجاج ) مثله(٣) .

[ ٣٣٤٢٥ ] ١٠ - وفي ( معاني الأخبار ) وفي ( العلل ) عن عليِّ بن أحمد ابن محمّد بن عمران الدقاق، عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسدي(١) ،

__________________

(٣) مرّ في الحديث ٥٣ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

٨ - الفقيه ٤: ٢٣ كتاب المشيخة، وأورده في الحديث ٤٩ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

٩ - إكمال الدين: ٤٨٤ / ٤.

(١) في المصدر زيادة: عليهم.

(٢) الغيبة: ١٧٦.

(٣) الاحتجاج: ٤٦٩.

١٠ - معاني الاخبار: ١٥٧ / ١، وعلل الشرائع: ٨٥ / ٤.

(١) في المصدر: عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي.

١٤٠