مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٦

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 494

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 494 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 338758 / تحميل: 4865
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

تخصيصه(1) بالنصاب. والخبر الاول(2) اوضح دلالة، لانه(3) جعل قطعه كقطعه، وجعله(4) سارقا فيعتبر فيه شروط. وكذا قول علي عليه الصلاة والسلام: انا لنقطع لامواتنا كما نقطع لاحيائنا(5) .

___________________________________

(1) أي تخصيص العام الاول بالنصاب كما علمت في الهامش رقم 1 ص 260.

(2) وهو قولهعليه‌السلام : يقطع سارق الموتى كما يقطع سارق الاحياء المشار اليه في الهامش رقم 1 ص 256 في قولهعليه‌السلام : حد النباش حد السارق، لان الامامعليه‌السلام جعل قطع يد النباش الذي يسرق الموتى كقطع السارق الذي يسرق الاحياء فكما ان سارق الاحياء اذا سرق فلا بد من بلوغ مسروقه حد النصاب، كذلك سارق الاموات فلابد في بلوغ مسروقه منهم حد النصاب فجميع مايشترط في سرقة الاحياء، يشترط في سرقة الموتى من دون فرق بينهما. فهذا الخبر اوضح دلالة من الصحيحة المشار اليها على ماذهب اليه " الشارح "رحمه‌الله من انه لابد من تخصيص العام الاول بعد تخصيص العام الثاني، لتلازم التخصيص كما عرفت.

(3) أي الخبر الاول المشار اليه في الهامش رقم 1 ص 256 كما عرفت في الهامش رقم 2.

(4) أي وجعل الامامعليه‌السلام النباش سارقا في قولهعليه‌السلام : يقطع سارق الموتى كما يقطع سارق الاحياء. فكل ما يعتبر في سارق الاحياء يعتبر في سارق الموتى.

(5) " من لايحضره الفقيه ": الطبعة الرابعة طبعة " النجف الاشرف " سنة 1378. الجزء 4. ص 47. الحديث 24 " لشيخنا الصدوق ". وقد فاتنا ذكر حياة هذا الرجل العظيم عند ما ذكر اسمه الشريف في تضاعيف الكتاب لا سيما في " كتاب الحدود والقصاص ". " مجمل حياة الصدوق -رحمه‌الله - " والآن نستدرك ما فاتنا - ان صدق التعبير. حيث المجال واسع واليك. هو ركن من اركان الدين. علم من اعلام المسلمين. آية من آيات رب العالمين. رئيس المحدثين. المشتهر ب‍ " الصدوق " في الآفاق. شيخ الفقهاء على الاطلاق.

٢٦١

" ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي " رضوان الله عليهم اجمعين. مفخرة من مفاخر الدهر. وحسنة من حسنات العصر. كيف لا يكون كذلك وقد ولد واخوه بدعاء " الحجة المنتظر " عجل الله تعالى له الفرج. فنال بذلك عظيم الفضل والفخر. فعمت بركته الانام. وبقيت آثاره ومصنفاته لدى الانام. وكفاه فخرا ماقاله صلوات الله وسلامه عليه في وصفه ووصف اخيه في قوله عجل الله تعالى له الفرج: " قد دعونا لك بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين ". ما اعظم هذه الكلمة. اجل إنها عظيمة جدا، لانها تدل على جلالة مقامه ورفيع منزلته وانه مورد عناية الله الخاصة.

" ميلاده " ولد في سنة 305 او 306.

" نشأته " نشأ - عطر الله مرقده - في حجر والده العظيم الشيخ الجليل الذي جمع بين فضيلتي العلم والعمل. وحوى سعادتي الدين والدنيا وكان شيخ القميين وفقيههم المشار اليه بالبنان. وله مقام سام في العلم. والورع. والتقوى. ومع ذلك لم يمنعه من اتخاذ وسيلة لمعاشه. كانت له تجارة يديرها غلمانه، ويشرف عليهم بنفسه، ويعتاش مما يرزقه الله من فضله ترفعا عما في ايدي الناس، وخوفا من ان يعيش على حساب الغير او يكون متكلا في رزقه على الناس.

٢٦٢

نعم هذا الشأن رجال الله الاحرار في الدنيا ولهم نظائر في الانبياء والعلماء. فربي شيخنا المترجم قدس الله نفسه تحت رعاية هذا الوالد الحنين العظيم نحو عشرين سنة اكتسب خلالها من اخلاقه، وآرائه ومعارفه. وعلومه ما علا به على اقرانه وللتربية الصالحة اثر كبير في حسن النشأة والتوجيه. فنشأ نشأته الاولى في مدينة " قم " البلد المقدس الذي حف بالمواهب، وخص بالفضائل. وكانت " قم " احدى المراكز العلمية الاسلامية الدينية يوم ذاك وكانت " الجامعة الكبرى " في دورها. ومعهدا من المعاهد العظمى في عصرها. وقد انجبت علماء افاضل، وفقهاء اماجد. سجل التاريخ اسمائهم. فشيخنا المترجم خريج هذه الجامعة. وللتربية والبيئة والمناخ اثرها الخاص في شؤون الطفل وتربيته. فلم تمض برهة من الزمن حتى اصبح هذا الشاب الكامل في عنفوان شبابه آية في الذكاء، وشعلة في الحفظ. له رغبة شديدة بالعلم، وولع كثير بكتبه وحفظها. فاخذ يتردد ويحضر مجالس الشيوخ والعلماء، ويسمع منهم ويروي عنهم حتى اشير اليه بالبنان وهو حدث السن. وليس هذا بعجيب منه وقد ولد بدعاء " الحجة المنتظر " عجل الله تعالى له الفرج.

" ما قيل في حقه " قال " شيخ الطائفة " كان جليلا. حافظا للاحاديث. بصيرا بالرجال. ناقدا للاخبار. لم ير في القميين مثله في حفظه، وكثرة علمه. وقال " النجاشي " شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة، وورد " بغداد " سنة 355 وسمع منه الشيوخ ورجال الطائفة وهو حدث السن. وقال " السيد رضي الدين بن طاووس ": الشيخ ابوجعفر محمد بن علي ابن بابويه المتفق على علمه وعدالته، وهو الثقة في المقال. وقال " العلامة الطباطبائي ": شيخ من مشايخ الشيعة، وركن من اركان الشريعة. رئيس المحدثين.

٢٦٣

" الصدوق " فيما يرويه عن الائمة عليهم السلام ولد بدعاء " صاحب الامر "عليه‌السلام ، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر. وصفه " الامامعليه‌السلام " في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة: بانه فقيه خير مبارك ينفع الله به. ثم قال " السيد الاجل الطباطبائي ": إن هذا التوقيع والاحاديث الواردة في ولادته تدل على عظم منزلة " الصدوق "، وكونه احد دلائل الامام. فان تولده مقارنا لدعوة الامام، وتوصيفه بالنعت والصفة: من معجزاته صلوات الله عليه، ووصفه بالفقاهة والنفع والبركة دليل على عدالته ووثاقته. لان الانتفاع الحاصل منه رواية وفتوى لا يتم إلا بالعدالة التي هي شرط فيها. وهذا توثيق له من " الامام الحجة " صلوات الله عليه وكفى به حجة على ذلك.

وممن صرح ونص على وثاقته " ابن ادريس والعلامة الشهيد "، وجماعة آخرون من عمائنا الاعلام. فوثاقة " شيخنا الصدوق "قدس‌سره أمر جلي معلوم كوثاقة أبي ذر وسلمان اليك نص عبارة " ابن ادريس " قدس الله نفسه " شيخنا ابوجعفر محمد ابن علي بن بابويه " ثقة جليل القدر. بصير بالاخبار. ناقد للآثار. عالم بالرجال وهو استاد الفقيه " محمد بن محمد بن النعمان ".

وقال " الميرزا ابوالقاسم الزاقي " طاب ثراه في " شعب المقال ": شيخ الطائفة وفقيههم، جليل القدر وعظيم الشان. رفيع البنيان. حافظ الاثار. بصير بالرجال. ناقد الاخبار. لم ير في القميين مثله في كثرة العلم والحفظ وقال " الشيخ اسد الله التستري "قدس‌سره في " مقابس الانوار ": " الصدوق " رئيس المحدثين. ومحي معالم الدين. الحاوي المجامع الفضائل والمكارم. المولود هو واخوه بدعاء الامام العسكري. والحجة المنتظر صلوات الله وسلامه عليهما شيخ الحفظة. ووجه الطائفة المستحفظة عماد الدين ابوجعفر القمي الرازي طيب الله ثراه ورفع في الجنان مثواه. وكفاه شأنا وعظمة ما قيل فيه: " انه احد ائمة الحديث.

٢٦٤

" معاصروه من الملوك كان شيخنا المترجم معاصرا لملوك آل بويه الذين خدموا الدين والعلم والعلماء والبلاد احسن خدمة. وكان بلاطهم عامرا بالعلماء والادباء. والكتاب. والحكام والقضاة. " أمثال الصاحب بن عباد " وكان عصرهم من احسن عصور الملوك الاسلامية. وآثارهم باقية إلى الان وفي الرعيل الاول من هؤلاء الملوك " ركن الدولة البويهي " كان محبا للعلماء وملازما لهم وكان بلاطه محط العلماء والادباء والشعراء ويجري لهم الرواتب وقد حظى بصحبتهم، واستفاد من ملازمتهم دنيا ودينا. واستدعى هذا الامير مع اهالي بلده " الري " من شيخنا المعظم الرحيل إلى " الري " والسكنى فيها. فاستجاب دعوته مؤديا. ما اوجبه الله عليه - " من اخذه على العلماء ان لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم سافر شيخنا المعظم إلى " الري " واقام رحله هناك فاجتمع حوله سكان اهلها يأخذون عنه الاحكام والتف حوله اهل الفضل والكمال فافادهم من علومه وافاض عليهم من معارفه ما تركهم عكوفا على بابه. وفي الحال نفسها لم يفته التردد على الشيوخ والعلماء فاستفاد منهم، وروى عنهم وعلى رأسهم ابي الحسن محمد بن احمد بن علي بن اسد الاسدي المعروف بابن جرارة البردعي. واحمد بن محمد بن الحسن القطان المعروف بابن علي بن عبد ربه الرازي.

" رحلاته " كان لشيخنا المعظم رحلات عديدة من الري إلى بقية البلدان الاسلامية. اليك مختصر رحلاته. سافر شيخنا المعظم إلى " خراسان " في شهر رجب سنة 352 قاصدا زيارة " الامام الرضا "عليه‌السلام بعد ان استجار من الامير " ركن الدولة " واجازته له بالذهاب. يقول شيخنا المعظم: بعد ان اجازني الامير واخذت في السفر دعاني الامير فقال لي: " هذا مشهد مبارك قد زرته وسألت الله تعالى حوائج كانت في نفسي فقضاها لي فلا تقصر في الدعاء لي هناك، والزيارة عني فان الدعاء فيه مستجاب " يقول شيخنا المعظم: فضمنت ذلك له ووفيت به فلما عدت من المشهد على ساكنه التحية والسلام ودخلت عليه. قال لي: هل دعوت لنا وزرت عنا. فقلت: نعم. فقال لي: قد احسنت قد صح لي ان الدعاء في ذلك المشهد مستجاب.

٢٦٥

" الرحلة الثانية ": سافر " شيخنا المعظم " قدس الله نفسه إلى استراباد وجرجان لاجل سماع الحديث من شيوخ تلك البلاد وتدوينه يوم كانت تلك البلاد محط رجال الفقه والحديث والادب. وقد انجبت هذه المدن علماء افاضل، من الادباء. والمفسرين. والمؤرخين والفقهاء. والمحدثين ازدان الدهر بهم، وازدهر التاريخ بعلومهم، وصار حثيثا نحو التقدم باعمالهم وصعد عاليا إلى مراقى النجاح. دخل شيخنا المترجم قدس الله نفسه " جرجان " وسمع الحديث من الشيخ " أبي الحسن محمد بن القاسم "عليه‌السلام بسامراء، ثم رجع من جرجان إلى الري.

" الرحلة الثالثة ": بلاد " خراسان ". سافر " شيخنا المعظم " نور الله مضجعه إلى " نيشابور " التي كانت من امهات البلدان الاسلامية، ومن اعظم مدن خراسان، وتعد ثانية العواصم العلمية الاسلامية في دورها قبل قضاء الكافر الوحشي " جنكيز التتاري " لعنة الله وضاعف عليه العذاب على هذه البلاد وبقية المدن الاسلامية ولاسيما " نيشابور ". ورد " شيخنا المعظم " نيشابور في شعبان 352 واقام فيها مدة. اجتمع اهلها عليه للسؤال منه، والاخذ عنه. وكانت عندهم بلبلة في امر الغيبة كما يقول هو قدس الله نفسه في مقدمة كتابه اكمال الدين واتمام النعمة عن حيرتهم فيها فقد اجتهد وبذل في ردهم إلى الحق والصواب فنال ووفق بذلك سمع من مشايخنا المشهورين كابي علي العطار، وابي منصور احمد بن ابراهيم ابن بكر الخوزي، وابي سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن اسحاق النيشابوري المعروف " بالمعلم ". وابي الطيب الحسين بن احمد بن محمد الرازي. وابن سعيد محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن الصلت القمي. اخذ من هؤلاء الرجال الافاضل الحديث ودونه وقد اثنى على الاخير ثناء كثيرا في مقدمة كتابه اكمال الدين واتمام النعمة.

٢٦٦

" الرحلة الرابعة ": " مروالرود ". ورد " شيخنا المعظم " عطر الله مرقده " مروالرود " وهي من مدن خراسان ايضا وسمع الحديث من ابي يوسف رافع بن عبدالله بن عبدالملك. ومن ابي الحسن محمد بن علي بن شاه الفقيهي المروزي.

" الرحلة الخامسة ": " سرخس " سافر " شيخنا المترجم " قدس الله نفسه إلى " سرخس " التي هي مدينة قديمة من مدن خراسان الواقعة بين نيشابور، ومرو. سمع الحديث من ابي نصر محمد بن احمد بن ابراهيم بن تميم السرخسي الفقيه.

" الرحلة السادسة ": " سمرقند ". سافر " شيخنا المعظم "رحمه‌الله برحمته الواسعة إلى " سمرقند " من بلاد ايران القديمة ومن اهم مدن ماوراء النهر. وردها سنة 368 وسمع الحديث عن ابي اسد عبدالصمد بن عبد الشهيد. وعن عبدوس بن علي الجرجاني.

" الرحلة السابعة ": " بلخ ". سافر " شيخنا المترجم " عطر الله مرقده: إلى بلخ التي كانت من امهات مدن خراسان، ومن اعظم بلاد ايران القديمة. بينها وبين سمرقند اثنان وسبعون كيلو مترا. دخلها سنة 368 سمع الحديث عن ابي علي الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن عمر العطار. وعن ابي عبدالله الحسين بن علي الاشناني الرازي. وعن الحسين ابن احمد الاسترابادي. وعن ابي الحسن محمد بن سعيد بن عزيز السمرقندي. وعن الحاكم ابي حامد احمد بن الحسين بن علي. وأجاز شيخنا المترجم ابوالقاسم عبيد الله بن احمد الفقيه في سمرقند. واجازه ايضا فيها ابوالحسن طاهر بن محمد بن يونس الفقيه.

٢٦٧

" الرحلة الثامنة ": " ايلاق ". سافر " شيخنا المعظم "قدس‌سره إلى " ايلاق " من كور ماوراء ومن محلقات سمرقند وردها سنة 368 وسمع الحديث من ابي نصر محمد بن الحسن ابن ابراهيم الكرخي الكاتب. وعن ابي الحسن محمد بن عمر بن علي بن عبدالله البصري.

" الرحلة التاسعة ": " فرغانة ". سافر " شيخنا المعظم " من الري إلى " فرغانة " من مدن " بلخ " سمع الحديث عن ابي احمد محمد بن جعفر البندار الشافعي. وعن اسماعيل بن منصور بن احمد القضاء. وعن تميم بن عبدالله بن تميم القرشي.

" الرحلة العاشرة ": " همدان ". سافر " شيخنا المعظم " من الري إلى " همدان " التي كانت من معظم البلدان الايرانية قبل الاسلام وبعده. ورد " همدان " سنة 354 عند تشرفه إلى " بيت الله الحرام " سمع الحديث بها عن ابي احمد القاسم بن محمد بن احمد بن عبدويه السراج الهمداني. ومحمد بن الفضل بن زيدويه الجلاب الهمداني وعن احمد بن زياد بن جعفر الهمداني. أجاز شيخنا المعظم ابوالعباس الفضل بن الفضل بن العباس الهمداني.

" الرحلة الحادية عشره ": " بغداد ". سافر " شيخنا المعظم "قدس‌سره إلى بغداد عاصمة الاسلام. اولى العواصم العلمية الاسلامية في عصرها. الزاهر بعد " المدينة المنورة ". عاصمة الثقافة. عاصمة الحضارة. عاصمة كل شئ. ورد بها مرتين.

" الاولى ": سنة 352 فحدث فيها وسمع عنه الشيوخ وسمع عنهم وافاد واستفاد.

" الثانية ": سنة 355 بعد منصرفه من الحج سمع الحديث من الشيخ ابي محمد الحسن بن يحيى الحسيني العلوي وابي الحسن علي بن ثابت الدواليبي. وكان سماعه عن هذا في السفرة الاولى. وسمع عن محمد بن عمر بن الحافظ. وابراهيم بن هارون الهيبستي.

٢٦٨

" الرحلة الثانية عشر ": الكوفة. سافر " شيخنا المعظم " عطر الله مضجعه إلى " الكوفة " عاصمة " امير المؤمنين " عليه الصلاة والسلام عاصمة " العلويين ". عاصمة نبوغ العلوم. عاصمة البلاغة. عاصمة فصاحة. عاصمة الحديث. عاصمة الفقه. عاصمة التفسير. عاصمة الكلام. عاصمة الجدل. وردها سنة 354 عند تشرفه إلى " بيت الله الحرام " سمع الحديث في مسجدها الجامع من كثيرين. وهم محمد بن بكران النقاش. واحمد بن ابراهيم بن هارون الفامي والحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي. وابي الحسن علي بن عيسى المجاور. وسمع من محمد بن علي الكوفي في مشهد " امير المؤمنين " عليه الصلاة والسلام وعن ابي الحسن علي بن الحسين بن شقر بن يعقوب بن الحرث بن ابراهيم الهمداني في منزله بالكوفة.

" الرحلة الثالثة عشرة ": المكة المكرمة. والمدينة المنورة تشرف شيخنا المترجم رضوان الله عليه بزيارة بيت الله الحرام. وقبر " الرسول الاعظم "صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبور " اهل البيت " صلوات الله وسلامه عليهم سنة 354. لم يذكر التاريخ اجتماع شيخنا المعظم في تلك المدينتين المقدستين مع رجال الحديث وشيوخه. وسماعه منهم واخذه عنهم لكنه من البعيد جدا ان لا يجتمع مع احد من شيوخ الحديث ورجاله ولم يسمع منهم ولم يرو عنهم ولم يأخذوا عنه مع كثرة الواردين فيهما من كل حدب وصوب ومع كثرة الولع الشديد. من شيخنا المعظم في سماع للحديث واخذه من اهله مع انهما كانتا محط رجال العلم. والفقه. والحديث والتفسير.

٢٦٩

"الرحلة الرابعة عشرة ": " فيد " وزان قيل موضع بين المكة المكرمة. والكوفة وقيل: بليدة في الحجاز على طريق الذاهب من العراق إلى مكة المكرمة ورد شيخنا المعظم هذه البليدة بعد قضاء الحج وانصرافه منه إلى ايران سمع الحديث فيها عن الشيخ ابي علي احمد بن ابي جعفر البيهقي هذه مجموعة اسفار شيخنا المعظم قدس الله نفسه وقد سمع الحديث فيها عن الشيوخ المذكورين وروى عنهم واخذوا منه. واجازوا له في نقل الحديث عنهم لكن شيخنا المعظم عطر الله مرقده لم يكتف بهؤلاء قط. بل له شيوخ آخرون سمع منهم الحديث واخذ عنهم، واخذوا منه. واجازه جماعة من فطاحل علماء السنة بنقل الحديث عنهم إن لشيخنا المعظم قدس الله نسه شيوخا آخ رين غير الذين اشرنا اليهم في رحلاته تركنا ذكرهم خوفا من الاطالة.

وخروجا عن موضوع الكتاب وله تلامذة تجاوزوا المئات لو اردنا احصائهم واستقصائهم لاحتجنا إلى موسوعة كبيرة لاتقل عن هذا الجزء الذي بأيدينا "

مؤلفاته ومصنفاته " " لشيخنا المعظم " آثار علمية نفيسة ذكرها كلها علماء الرجال وقد تجاوز عددها المئات ليس هنا محل ذكرها. وله هذا الكتاب الشريف: " من لا يحضره الفقيه ".

٢٧٠

" وفاته " عاش سعيدا ومات حميدا. ان حياة " شيخنا المعظم " قدس الله نفسه مشحونة بالمكارم مليئة بالفضائل افنى عمره الشريف في سبيل نشر الحق وبثه. واذاعة كلمة الاسلام. وما اوقف عزمه شئ عن ذلك طيلة حياته مع مالاقاه من تجشم المصاعب. وركوب الاهوال لقطع المسافات البعيدة. فلو امعن النظر القارئ الكريم في اسفار " شيخنا العظيم " ورحلاته إلى تلكم البلاد النائية الجبلية مع وعورة الطريق يوم ذاك وعدم تهيأة الاسباب لاذعن واقر انه كان من المؤيدين ومن الذين اختارهم الله لترويج دينه واعلاء كلمته. اذ لولا هذا التاييد الآلهي والتوفيق الرباني لما امكن لبشر - في ذلك الزمان مع تلك الظروف الخطرة التي لا يأمن الانسان على نفسه - هذه الاسفار وهذه الموفقية. طوى " شيخنا الراحل " آخر صفحة من حياته المجيدة، وختم صحيفة اعماله باكبار وتقدير عندما دعاه مولاه الكريم. فلبى نداء ربه الجليل واجابه في مدينة " الري " سنة 381. فخلف جميل الذكر. وابقى لنا آثاره الخالدة مع ما اهمله التاريخ.

٢٧١

" مدفنه " دفن " شيخنا المعظم " قدس الله نفسه في " الري " في بقعة عالية شرفت به وقبره مزار الخواص. وملجأ العوام يتبركون بدفن موتاهم عنده. وقد زرت قبره الشريف عند اسفاري إلى " ايران " متبركا بتربته الكريمة.

* * *

كرامة على السن الناس مشهورة وفي كتب الاكابر مذكورة. وهي: حصل انشقاق وكسر في بقعته المباركة عزم رجال الخير والاحسان على تجديد عمارته. اخذ المعمار في الكشف عن اساس البقعة فبلغ السرداب الذي فيه جثته الشريفة واذا بها مطروحة على الارض طرية جديدة كانما اقبرت في يومها. مجردة عن الكفن، الا انها ليست مكشوفة العورة. وعلى اصابعه ولحيته الكريمة آثار الخضاب. اشيع الخبر في الري ومدينة " طهران " حتى بلغ إلى عاهل المملكة " السلطان فتح علي شاه " القاجاري فقصد زيارته، وللاطلاع على حقيقة الامر. فجاء مع حاشية بلاطه واركان دولته فدخل الوزراء واركان الدولة مع الشخصيات البارزة السرداب وهو مشرف عليه فرأوا الجثة كما وصفوها. فامر السلطان بتكفين الجثة الطاهرة من جديد وتجديد العمارة. وتزيين القبة والحرم الشريف على احسن طراز على ماهي عليه الآن.

٢٧٢

وقيل: يعتبر النصاب في المرة الاولى(1) خاصة، لانه بعدها(2) مفسد. والا ظهر اشتراطه مطلقا(3) .

(ويعزر النباش) سواء اخذ(4) ام لم يأخذ، لانه فعل مرحما

___________________________________

(1) أي في سرقة الكفن في المرة الاولى يعتبر القطع اذا بلغ المسروق حد النصاب.

(2) أي بعد المرة الاولى مفسد فتشمله الآية الكريمة المشار اليها في الهامش رقم 10 ص 251 و 3 ص 290.

(3) أي اشتراط بلوغ المسروق حد النصاب مطلقا، سواء كان في المرة الاولى، ام فيما بعدها.

(4) وكان المأخوذ اقل من النصاب.

٢٧٣

فيستحق التعزير(1) (ولو تكرر منه) النبش (وفات الحاكم(2) جاز قتله) لمن قدر عليه من حيث إفساده. وقد روي ان عليها عليه الصلاة والسلام أمر بوطء النباش بالارجل حتى مات(3) ، ولو سرق من القبر غير الكفن فلا قطع، لانه ليس بحرز له، والعامة من جملة الكفن المستحب فتعتبر معه في القيمة(4) على الاقوى، لا كغيره(5) كما ذهب اليه العلامة(6) استنادا إلى ماورد في بعض الاخبار من انها ليست من الكفن(7) ،

___________________________________

(1) كما مر عند قول " المصنف ": " ومن ارتكبها غير مستحل لها عزر " اي المحرمات المجمع على تحريمها اذا لم يكن قدر لها حد تعزير.

(2) اي تعزيره.

(3) اي فتعتبر العمامة مع الكفن مجموعا في بلوغ قيمتهما حد النصاب اذن تقطع يد السارق.

(5) اي لا كغير الكفن من الاموال التي توجد في القبر فانها لاتوجب القطع لو سرقت لانها ليست محرزه.

(6) من ان العمامة ليست من الكفن. فلا تضم إلى الكفن في بلوغ النصاب فلو سرقت لاقطع عليها وان بلغت النصاب.

(7) دعائم الاسلام. طبعة مصر ج 1 ص 231 - 232 اليك نصه عن " جعفر بن محمد "عليه‌السلام إن رجلا كان يغسل الموتى سأله كيف يعمم الميت. قال: لاتعممه عمة الاعرابي، ولكن خذ العمامة من وسطها ثم انشرها على راسه وردها من تحت لحيته، وعمه وأرخ ذيلها مع صدره، واشدد على حقويه خرقة كالازار وانعم شدها، وافرش القطن تحت مقعدته لئلا يخرج منه شئ، وليست العمامة والخرقة من الكفن وانما الكفن ماكفن فيه البدن. فان قولهعليه‌السلام : " وليست العمامة والخرقة من الكفن " ظاهر في انها من الاجزاء المستحبة من الكفن. فان العلامة قدس الله نفسه قد استفاد ان العمامة ليست من الكفن اصلا، لا من الاجزاء المستحبة، ولا من الاجزاء الاصيلة. فان سرقت لاقطع وان بلغت حد النصاب، ولاتضم ايضا إلى الكفن.

٢٧٤

لان(1) الظاهر انه يريد انها ليست من الكفن الواجب بقرينة ذكر الخرقة الخامسة معها(3) ، مع الاجماع على انها(4) منه. ثم الخصم للنباش: الوارث(5) إن كان الكفن منه، والاجنبي(6) ان كان منه. ولو كان من بيت المال فخصمه الحاكم، ومن ثم(7)

___________________________________

(1) تعليل من " الشارح "رحمه‌الله لقوله: " والعمامة من الكفن " ورد ايضا على العلامة حيث ذهب إلى انها ليست من الكفن اصلا، لابنحو الاستحباب، ولابنحو الوجوب.

(2) اي الامامعليه‌السلام .

(3) اي مع العمامة في قولهعليه‌السلام : والخرقة.

(4) أي على أن الخرقة من الكفن المستحب. وهذه قرينة على ان العمامة ليست من اجزاء الكفن الواجبة، بل هي من الاجزاء المستحبة كما علمت.

(5) اي هو الذي يأخذه إلى الحاكم في إجراء الحد عليه ان كان الكفن من الوارث.

(6) اي الخصم للنباش هو الاجنبي ان كان الكفن منه.

(7) اي ومن اجل ان خصم النباش الوارث لو كان الكفن منه، والاجنبي ان كان منه، والحاكم ان كان من بيت المال.

٢٧٥

لو ذهب الميت بسيل ونحوه(1) وبقي الكفن رجع إلى اصله(2) .

(السبعة تثبت السرقة(3) بشهادة عدلين) مفصلين لها بذكر ما يعتبر في القطع من الشرائط(4) ، (او الاقرار مرتين(5) مع كمال المقر) بالبلوغ، والعقل، ورفع الحجر بالسفه بالنسبة إلى ثبوت المال(6) ، والفلس(7) بالنسبة إلى تنجيزه (وحريته، واختياره) فلا ينفذ اقرار

___________________________________

(1) كما لو اكل الميت ذئب، او اسد، او ضبع.

(2) وهو الوارث ان كان الكفن منه. والاجنبي ان كان منه. والحاكم ان كان من بيت المال.

(3) الموجبة للقطع.

(4) بان كان المسروق بالغا حد النصاب. وكان في حرز وقد هتكه وكانت السرقة سرا. وكان السارق بالغا عاقلا من دون شبهة الملكية.

(5) وينبغي تقييده بما قيد به الشهادة من كونها مفصلة للسرقة بما يعتبر في القطع من الشرائط.

(6) مطلقا فعلا وبعدا. فان المال لايثبت لو اعترف السفيه بسرقة مال معين. بخلاف القطع فانه يثبت لو اقر بان الشئ المعين قد سرقته من فلان مثلا، وفصل بجميع ما يعتبر في القطع ومع كل ما يعتبر في الاقرار من الشرائط. فان المال لايثبت للمقر له. ولكن القطع يثبت على المقر.

(7) بالجر عطفا على مدخول " باء الجارة " اي ومع رفع الحجر عن السارق بالفلس بمعنى انه يعتبر في تنجيز المال المقر به رفع الحجر بالفلس عن المقر. فاذا رفع الحجر عنه بعد ذلك يثبت عليه المال المقر به. راجع " الجزء الرابع " من طبعتنا الحديثة. كتاب الحجر. ص 101 كي تستفيد هناك.

٢٧٦

الصبي(1) وإن كان مراهقا، ولا الجنون مطلقا(2) ، ولا السفيه في المال(3) . ولكن يقطع، وكذا المفلس(4) لكن يتبع(5) بالمال بعد زوال الحجر، لا العبد بدون موافقة المولى، لتعلقه(6) بمال الغير، أما لو صدقه(7) فالاقرب القطع وثبوت المال، وبدونه(8) يتبع بالمال اذا اعتق وايسر، ولا المكره فيهما(9) .

(ولو رد المكره) على الاقرار (السرقة بعينها لم يقطع) على الاقوى، لان وجود العين في يده لا يدل على السرقة. والاقرار وقع كرها فلا يعتدى به. وقيل: يقطع، لان ردها قريبة السرقة كدلالة فئ الخمر على شربها

___________________________________

(1) في القطع والمال.

(2) سواء كان الجنون مطبقا، او ادواريا في حالة جنونه فان الاقرار من المجنون لاينفذ، لا في المال، ولا في القطع.

(3) اي لاينفذ اقرار المفلس بالنسبة إلى المال المقر به في حال الحجر، لكن تقطع يده.

(5) أي يتبع المفلس باخذ المال منه وبعد زوال الحجر عنه، وتقسيم امواله للغرماء. فان المقر له ياتي بعد ذلك ويطالب المفلس بالمال المقر به.

(6) أي يتعلق اقرار العبد بمال المولى. فان العبد مال للمولى فاقراره لاينفذ فلا تقطع يده.

(7) أي لو صدق المولى العبد في السرقة.

(8) أي وبدون تصديق المولى لاقرار العبد بالسرقة يتبع العبد بالمال فاذا عتق وكان موسرا يؤخذ منه المال.

(9) أي ولا ينفذ اقراره المكره، لا في المال ولا في القطع.

٢٧٧

ولحسنة سليمان بن خالد عن الصادقعليه‌السلام في رجل سرق سرقه فكابر(1) عنها فضرب فجاء بها بعينها هل يجب عليه القطع؟ قال: نعم، ولكن لو اعترف ولم يجئ بالسرقة لم تقطع يده، لانه اعترف على العذاب(2) . ولا يخفى ضعف العمل بالقرينة(3) في هذا الباب. والفرق(4) بين القئ والمجئ بالسرقة، فإن القئ يستلزم الشرب، بخلاف المتنازع فيه(5) فانه اعم منه. واما الخبر(6) فظاهر الدلالة، إلا ان اثبات الحكم به(7) مجردا مشكل.

(ولو رجع) عن الاقرار بالسرقة اختيارا(8) (بعد الاقرار مرتين

___________________________________

(1) اي امتنع عن اتيان السرقة.

(2) " الكافي " طبعة طهران سنة 1379. الجزء 76. ص 223 - 224. الحديث 9.

(3) وهو رد العين فان هذه القرينة لا تكفي في باب الحدود، بل المفيد هو العلم لاغير، اذ الحدود مبنية على التخفيف فلايجوز قطع اليد بمجرد رد العين.

(4) اي ولايخفى ايضا وضوح الفرق بين القئ الخمر، وبين رد العين. فان الاول مستلزم للشرب، بخلاف الثاني.

(5) وهو رد العين.

(6) وهو المشار اليه في الهامش رقم 2 ظاهر الدلالة على قطع يد السارق اذا رد العين وان كان الاقرار بالكره.

(7) اي بهذا الخبر المشار اليه في الهامش 2 مجردا عن تاييده بأخبار أخر مشكل جدا، لانه ليس من الاخبار الحسان، بل من الضعاف.

(8) اي كان الاقرار في حال الاختيار.

٢٧٨

لم يسقط الحد)، لثبوته بالاقرار السابق فلا يقدح فيه الانكار كغيره من الحدود.

(ويكفي في الغرم) للمال المسروق (الاقرار به مرة) واحدة، لانه اقرار بحق مالي فلا يشترط فيه تعدد الاقرار، لعموم اقرار العقلاء على انفسهم جائز(1) وانما خرج الحد بدليل خارج كقول الصادقعليه‌السلام في رواية جميل: لايقطع السارق حتى يقر بالسرقة مرتين(2) .

(الثامنة يجب) على السارق (اعادة العين) مع وجودها، وامكان اعادتها (او رد مثلها) ان كانت مثلية، (او قيمتها) ان كانت قيمية (مع تلفها)، او تعذر ردها، ولو عابت ضمن ارشها، ولو كانت ذات اجرة لزمه مع ذلك(3) اجرتها (ولا يغني القطع(4) عن اعادتها)، لانهما حكما متغايران: الاعادة لاخذ مال الغير عدوانا. والقطع حد عقوبة على الذنب.

(التاسعة لا قطع) على السارق (إلا بمرافعة الغريم له) وطلب ذلك(5) من الحاكم (ولو قامت(6) ) عليه (البينة) بالسرقة او اقر

___________________________________

(1) (الوسائل) طبعة طهران. الجزء 16 ص 133. الحديث 2.

(2) الوسائل. طبعة " طهران " سنة 1388. الجزء 18 ص 387. الحديث.

(3) أي مع العين مثلا او قيمة.

(4) أي قطع يد السارق لا يغني عن اعادة المال.

(5) أي القطع.

(6) أي قبل المرافعة. و " لو " هنا وصيلة. اي لا تقطع يد السارق وان قامت البينة على سرقته ما لم يطالب الغريم القطع.

٢٧٩

مرتين (فلو تركه) المالك (او وهبه المال سقط) القطع، لسقوط موجبه(1) قبل تحتمه (وليس له(2) العفو) عن القطع (بعد المرافعة) وان كان قبل حكم الحاكم به، لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لصفوان بن امية حين سرق رداء‌ه فقبض على السارق وقدمه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم وهبه: (ألا كان ذلك قبل ان تنتهي به إلي)(3) . وقال الصادقعليه‌السلام : انما الهبة قبل ان يرفع إلى الامام، وذلك قول الله عزوجل:( والحافظون لحدود الله ) (4) ، فاذا انتهى إلى الامام فليس لاحد ان يتركه(5) ، (وكذا لو ملك) السارق (المال) المسروق (بعد المرافعة لم يسقط) القطع (ويسقط بملكه) له (قبله)(6) لما ذكر(7) .

___________________________________

(1) أي موجب القطع وهو مطالبة الغريم قبل تحتم القطع.

(2) أي ليس للغريم التنازل عن دعواه بعد طلبه القطع من الحاكم وان لم يحكم الحاكم بعد.

(3) (مستدرك الوسائل) الجزء 3 ص 240. الحديث 7. الباب 33. ولا يخفى ان الحديث مخدوش سندا ودلالة. اما السند فلكونه مرسلا. وأما الدلالة فلعدم وجود البينة " لصفوان ابن امية " لعدم وجود حرز ردائه.

(4) التوبة: الآية 112.

(5) (الوسائل) طبعة " طهران " سنة 1388. الجزء 18. ص 330. الحديث 3.

(6) أي قبل المرافعة.

(7) في قول " المصنف: ولو تركه، او وهبه المال سقط القطع ".

٢٨٠

لمن سمى على طعامه أن لا يشتكي منه » فقال ابن الكوا: لقد أكلت البارحة طعاما فسميت عليه ثم آذاني، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « [ لعلك ](١) أكلت ألوانا فسميت على بعضها ولم تسم على بعض يا لكع » قال: كذلك كان والله يا أمير المؤمنين.

ورواه في موضع آخر: عنهعليه‌السلام ، باختلاف يسير، وفي آخره قالعليه‌السلام : « فمن هاهنا(٢) أتيت يا لكع »(٣) .

[١٩٨٨٥] ٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في المكارم: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال لابنه الحسنعليه‌السلام : « يا بني، لا تطعمن لقمة من حار ولا بارد، ولا تشربن شربة و [ لا ](١) جرعة، إلا وأنت تقول قبل أن تأكله [ وقبل أن تشربه ](٢) : اللهم إني أسألك في أكلي وشربي السلامة من وعكه، والقوة به على طاعتك وذكرك وشكرك فيما بقيته في بدني، وأن تشجعني بقوته(٣) على عبادتك، وأن تلهمني حسن التحرز من معصيتك، فإنك إن فعلت ذلك آمنت وعثه(٤) وغائلته ».

٥٤ -( باب استحباب أكل كل شئ ولو خبزا وملحا، قبل الخروج من المنزل)

[١٩٨٨٦] ١ - القطب الراوندي في دعواته: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا صليت الفجر فكل كسرة تطيب بها

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة: هناك.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ١٣٨ ح ٤٨٦.

٢ - مكارم الأخلاق ص ١٤٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في الحجرية: « بقوتها » وما أثبتناه من المصدر.

(٤) الوعث بفتح الواو وسكون العين: الشدة والشر ( لسان العرب ج ٢ ص ٢٠٢ ).

الباب ٥٤

١ - دعوات الراوندي ص ٦١.

٢٨١

نكهتك، وتطفئ بها حرار تك، وتقوم بها أضراسك، وتشد بها لثتك، وتجلب بها رزقك، وتحسن بها خلقك ».

٥٥ -( باب استحباب إطعام جيران صاحب المصيبة عنه، وإرسال الطعام إليه ثلاثة أيام)

[١٩٨٨٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « لما جاء نعي جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأهله وابتدأ بعائشة: اصنعوا طعاما واحملوه إليهم، ما كانوا في شغلهم ذلك ».

٥٦ -( باب عدم وجوب غسل اليدين قبل الطعام ولا بعده)

[١٩٨٨٨] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن علياعليهم‌السلام قال: « خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قبل صلاة الغداة، وفي يده كسرة قد غمسها بلبن، وهو يأكل ويمشي، وبلال يقيم لصلاة الغداة، فدخل فصلى بالناس، من غير أن يمس ماء ».

[١٩٨٨٩] ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن الحسينعليهما‌السلام : « عن أم سلمة زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالت: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فناولته كتف شاة، فبينا هو يتعرقه(١) إذ جاءه بلال

__________________

الباب ٥٥

١ - الجعفريات ص ٢١١.

الباب ٥٦

١ - الجعفريات ص ٢٦.

٢ - الجعفريات ص ٢٥.

(١) تعرق العظم: إذا أخذ ما عليه من اللحم بأسنانه ( النهاية ج ٣ ص ٢٢٠ ).

٢٨٢

يؤذنه بالصلاة(٢) ، فقام وصلى ولم يتوضأ ».

[١٩٨٩٠] ٣ - دعائم الاسلام: روينا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه أتي بكتف جزور مشوية، وقد أذن بلال، فأمره فأمسك هنيئة حتى أكل منها وأكل معه أصحابه، ودعا بلبن فمذق له، فشرب وشربوا، ثم قام فصلى ولم يمس ماء.

٥٧ -( باب كراهة الأكل من رأس الثريد، واستحباب الأكل من جوانبه، وإكثار الطعام وإجادته وإطعامه)

[١٩٨٩١] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى أن يأكل أحد من ذروة(١) الثريد.

[١٩٨٩٢] ٢ - صحيفة الرضا: بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه، فإن الذروة فيها البركة ».

[١٩٨٩٣] ٣ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: « البركة في وسط الطعام، فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه ».

٥٨ -( باب استحباب الأكل مما يليه، لا مما قدام غيره)

[١٩٨٩٤] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه

__________________

(٢) في الحجرية: « للصلاة » وما أثبتناه من المصدر.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٠٢.

الباب ٥٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٤٠٣.

(١) ذروة كل شئ: أعلاه ( مجمع البحرين ج ١ ص ١٥٨ ).

٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٣ ح ٤٦.

٣ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٠.

الباب ٥٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٤٠٣.

٢٨٣

أمر أن يأكل كل أحد مما يليه.

[١٩٨٩٥] ٢ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قدم عليه رجل فاضافه، فادخله بيت أم سلمة، ثم قال: « هل عندكم شئ؟ » قال: فأتونا بجفنة كثيرة الثريد والوذر(١) ، فجعل ذلك الرجل يجيل يده في جوانبها، فأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يمينه بيساره ووضعها قدامه، ثم قال: « كل مما يليك، فإنه طعام واحد » فلما رفعت الجفنة اتونا بطبق فيه رطب، فجعل يأكل من بين يديه، وجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجول في الطبق، ثم قال للرجل: « كل من حيث شئت، فإنه غير طعام واحد » ثم أتونا بوضوء فغسل يده ثم مسح وجهه وذراعيه، وقال: « هذا الوضوء مما مسته النار ».

[١٩٨٩٦] ٣ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا وضعت المائدة فليأكل أحدكم مما يليه، ولا يناول ذروة الطعام، فإن البركة تأتيها من أعلاها، ولا يقوم أحدكم ولا يرفع يده وإن شبع، حتى يرفع القوم أيديهم، فإن ذلك يحجل جليسه ».

٥٩ -( باب استحباب لطع القصعة، ومص الأصابع بعد الأكل)

[١٩٨٩٧] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه كان يلعق الصحفة ويقول: « آخر الصحفة أعظمها بركة، وإن الذين يلعقون الصحاف تصلي عليهم الملائكة، وتدعو لهم بسعة الرزق، وللذي

__________________

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٢٦ ح ٦٢.

(١) الوذر بسكون الذال: جمع وذرة وهي القطعة من اللحم وفي الحديث. وساق قريبا مما في المتن ( النهاية ج ٥ ص ١٧٠ ).

٣ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٠.

الباب ٥٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٠ ج ٤٠٥.

٢٨٤

يلعق الصحفة حسنة مضاعفة » وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أكل لعق أصابعه حتى يسمع لها مصيص(١) .

[١٩٨٩٨] ٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في المكارم: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه كان إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها، فإن بقي فيها شئ عاوده فلعقها حتى تنتظف، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها واحدة واحدة، ويقول: لا يدري في أي الأصابع البركة.

[١٩٨٩٩] ٣ - وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « من لعق قصعة، صلت عليه الملائكة، ودعت له بالسعة في الرزق، ويكتب له حسنات مضاعفة ».

[١٩٩٠٠] ٤ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، أنه قال: « إذا أكل أحدكم طعاما، فمص أصابعه التي أكل(١) بها، قال الله عز وجل: بارك الله فيك ».

[١٩٩٠١] ٥ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الذي يلعق الصحفة تصلي عليه الملائكة، وتدعو له بالسعة في الرزق ».

__________________

(١) المصيص: الصوت الذي يظهر عند مص الإصبع في الفم ( انظر لسان العرب ج ٧ ص ٩١ ).

٢ - مكارم الأخلاق ص ٣٠.

٣ - مكارم الأخلاق ص ١٤٦.

٤ - الخصال ص ٦١٣.

(١) في نسخة: يأكل.

٥ - الجعفريات ص ١٦٢.

٢٨٥

[١٩٩٠٢] ٦ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أكل طعاما فليمص أصابعه، فإن في مص إحداها بركة ».

[١٩٩٠٣] ٧ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « القصعة تستغفر لمن يلحسها ».

٦٠ -( باب استحباب الأكل باليد بثلاث أصابع، أو بجميع الأصابع، لا بإصبعين)

[١٩٩٠٤] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول الله ( صلى الله عليه آله )، أنه نهى عن الأكل بثلاث أصابع.

وعن عليعليه‌السلام ، مثل ذلك.

[١٩٩٠٥] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه كان يأكل بخمس أصابع، ويقول: « هكذا كان يأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ليس كما يأكل الجبارون ».

[١٩٩٠٦] ٣ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: « الأكل بإصبع واحد أكل الشيطان، وبالاثنين أكل الجبابرة، وبالثلاث أكل الأنبياءعليهم‌السلام ».

قلت: ويؤيد الأكل بالثلاث جملة من الاخبار، إلا أن خبر الدعائم مؤيد باقتصار العامة، كما في البحار الاستحباب عليه، وفي الدروس(١)

__________________

٦ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

٧ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢١.

الباب ٦٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٤٠١.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٤٠٢.

٣ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٠.

(١) الدروس ص ٢٨٧.

٢٨٦

اقتصر على نقل الخبر من دون الحكم بالاستحباب.

٦١ -( باب كراهة رمي الفاكهة قبل استقصاء أكلها، وكراهة رد السائل عند حضور الطعام)

[١٩٩٠٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه نظر إلى فاكهة قد رميت في داره لم يستقص أكلها، فغضب وقال: « ما هذا؟ إن كنتم شبعتم فإن كثيرا من الناس لم يشبعوا، فأطعموه من يحتاج إليه ».

٦٢ -( باب أن الطعام إذا حضر في أول وقت الصلاة، استحب تقديم الأكل، وإلا استحب تقديم الصلاة)

[١٩٩٠٨] ١ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة، فابدؤوا بالعشاء ولا يعجلن حتى يفرغ منه ».

٦٣ -( باب استحباب مناولة المؤمن اللقمة والماء والحلواء)

[١٩٩٠٩] ١ - القطب الراوندي في دعواته: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه كان إذا أكل، لقم من بين عينيه، وإذا شرب سقى من عن يمينه.

[١٩٩١٠] ٢ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قال

__________________

الباب ٦١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٥ ح ٣٨١.

الباب ٦٢

١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٦ ح ٧٧.

الباب ٦٣

١ - دعوات الراوندي ص ٦٠.

٢ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٦.

٢٨٧

 صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من ألقم في فم أخيه المؤمن لقمة حلو، لا يرجو لها رشوة، ولا يخاف بها من شره، ولا يريد إلا وجهه تعالى، صرف الله عنه بها مرارة(١) الموقف يوم القيامة ».

٦٤ -( باب استحباب ترك ما يسقط من الطعام في الصحراء ولو فخذ شاة، وتناول ما سقط في المنزل)

[١٩٩١١] ١ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : « كلوا ما يقع من المائدة في الحضر، فإن فيه شفاء من كل داء، ولا تأكلوا ما يقع منها ومن السفرة في الصحاري ».

[١٩٩١٢] ٢ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: بإسناده عن ميسر بن(١) محمد بن الوليد بن يزيد قال: أتيت أبا جعفرعليه‌السلام ، فوجدت في فناء داره قوما كثيرا - إلى أن قال - ثم عدت من الغد، وما معي خلق ولا ورائي(٢) خلق، وأنا أتوقع أن يأتي أحد، فضاق(٣) ذلك علي حتى اشتد الحر، واشتد علي الجوع، ( حتى جعلت اشرب الماء واطفئ به حرما أجد من الحر والجوع )(٤) ، فبينا أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل خوانا عليه ألوان طعام، وغلام آخر معه طست وإبريق، حتى وضعه بين يدي،

__________________

(١) في المصدر: حرارة.

الباب ٦٤

١ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

٢ - الهداية للحضيني ص ٦٢ - أ.

(١) في المصدر: عن، والظاهر أن الصواب ما في المصدر، حيث ورد جزءا من الحديث في مكارم الأخلاق ص ١٤١ بإسناده عن محمد بن الوليد، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤٣٠ ح ١٤ بنفس الاسناد.

(٢) في المصدر: أرى.

(٣) في المصدر: فطال.

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢٨٨

فقال لي: مولانا يأمرك أن تغسل يدك وتأكل، فغسلت يدي وأكلت، فإذا أنا بأبي جعفرعليه‌السلام قد أقبل، فقمت إليه، فأمرني بالجلوس والأكل، فجلست وأكلت، فنظر إلى الغلام يرفع ما يسقط من الخوان، فقال له(٥) : « كل معه » حتى إذا فرغت ورفع الخوان، ذهب الغلام يرفع ما سقط من الخوان على الأرض، فقالعليه‌السلام له: « ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذ شاة، وما كان في البيت فتتبعه والقطه وكله، فإن فيه رضى الرب، ومجلبة للرزق، وشفاء من كل سقم » الخبر.

٦٥ -( باب استحباب إتيان الفاكهة واللحم للعيال يوم الجمعة)

[١٩٩١٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأروي: أطرفوا(١) أهاليكم في كل جمعة بشئ من الفاكهة واللحم، حتى يفرحوا بالجمعة ».

[١٩٩١٤] ٢ - « وعن بعض أهل الباطن، في قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ادهنوا غبا، بروا أهاليكم وأولادكم جمعة إلى الجمعة بالجماع واللحوم ووسعوا في النفقات، حتى تحبب إليهم الجمعة ».

٦٦ -( باب استحباب الاستلقاء، ووضع الرجل اليمنى على اليسرى بعد الأكل، وكراهة وضع منديل على الثوب وقت الأكل)

[١٩٩١٥] ١ - القطب الراوندي في دعواته: عن الصادقعليه‌السلام ،

__________________

(٥) في المصدر: لي.

الباب ٦٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

(١) في الحجرية والمصدر: « أطرقوا » والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٦.

الباب ٦٦

١ - دعوات الراوندي ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤١٢ ح ٩.

٢٨٩

أنه قال: « الاستلقاء بعد الشبع يسمن البدن، ويمرئ الطعام، ويسل الداء ».

[١٩٩١٦] ٢ - الرسالة الذهبية للرضاعليه‌السلام : « ومن أراد أن يستمرئ طعامه، فليستلق بعد الأكل على شقه الأيمن، ثم ينقلب ذلك على شقه الأيسر حتى ينام ».

٦٧ -( باب استحباب إجابة دعوة المؤمن، والأكل عنده وإن كان المدعو صائما ندبا)

[١٩٩١٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إذا دخل أحدكم على أخيه وهو صائم، فسأله أن يفطر فليفطر، إلا أن يكون صيامه ذلك قضاء فريضة، أو نذر سماه، أو كان قد زال نصف النهار ».

وقالعليه‌السلام : « إذا قال لك أخوك: كل، فكل ولا تلجئه إلى أن يقسم عليك، فإنه إنما يريد به كرامتك ».

٦٨ -( باب استحباب تتبع ما يسقط من الخوان في البيت، ولو مثل السمسم، وأكله وقصد الاستشفاء به)

[١٩٩١٨] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في المكارم: رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أبا أيوب الأنصاري يلتقط نثار المائدة، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « بورك لك، وبورك عليك، وبورك فيك » فقال أبو أيوب: يا رسول الله وغيري، قال: « نعم، من أكل ما أكلت فله ما قلت لك » وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من فعل هذا وقاه الله الجنون والجذام والبرص والماء

__________________

٢ - الرسالة الذهبية ص ٤١ باختلاف في اللفظ.

الباب ٦٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٨ ح ٣٤٨.

الباب ٦٨

١ - مكارم الأخلاق ص ١٤٦.

٢٩٠

الأصفر والحمق ».

القطب الراوندي في دعواته: عنه مثله(١) .

[١٩٩١٩] ٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه قال لعليعليه‌السلام : « كل ما وقع تحت مائدتك، فإنه ينفي عنك الفقر، وهو مهور الحور العين، ومن أكله حشي قلبه علما وحلما وإيمانا ونورا ».

[١٩٩٢٠] ٣ - الصدوق في الخصال: في حديث الأربعمائة: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كلوا ما يسقط من الخوان، فإنه شفاء من كل داء بإذن الله عز وجل، لم أراد أن يستشفي به ».

[١٩٩٢١] ٤ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما يسقط من المائدة مهور حور العين ».

[١٩٩٢٢] ٥ - العياشي: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « وإني أجد اليسير يقع من الخوان فأتفقده، فيضحك الخادم » الخبر.

[١٩٩٢٣] ٦ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أن رجلا شكا إليه وجع الخاصرة، فقال: « عليك بما سقط من الخوان فكله » ففعل فعوفي.

[١٩٩٢٤] ٧ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أكل ما يسقط من المائدة، عاش ما عاش في سعة من

__________________

(١) دعوات الراوندي ص ٦٠، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤٣١ ح ١٥.

٣ - الخصال ص ٦١٣.

٤ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٢ ح ٤٣.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧٣ ح ٧٩.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٧ ح ٥٢٢.

٧ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢١، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٢.

٢٩١

رزقه، وعوفي ولده وولده من الحرام ».

٦٩ -( باب أن من وجد كسرة أو تمرة، استحب له رفعها وأكلها، وإن كانت في قذر استحب له غسلها وأكلها)

[١٩٩٢٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من وجد كسرة خبز ملقاة على الطريق، فأخذها فمسحها ثم جعلها في كوة، كتب الله له حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فإن أكلها كتب الله له حسنتين مضاعفتين ».

[١٩٩٢٦] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « كان أبيعليه‌السلام إذا رأى شيئا من الطعام من منزله قد رمي به، نقص من قوتهم مثله، وكان يقول في قول الله عز وجل:( وَضَرَ‌بَ اللَّـهُ مَثَلًا قَرْ‌يَةً ) (١) » الخبر.

[١٩٩٢٧] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إن التمرة والكسرة تكون في الأرض مطروحة، فيأخذها الانسان فيمسحها ويأكلها، ولا تستقر في جوفه حتى تجب له الجنة ».

[١٩٩٢٨] ٤ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « كان أبي علي بن الحسينعليهما‌السلام ، إذا رأى شيئا من الخبز مطروحا ولو قدر ما تجره النملة، نقص من قوت أهله بقدر ذلك ».

[١٩٩٢٩] ٥ - القطب الراوندي في دعواته: عن النبي ( صلى الله عليه

__________________

الباب ٦٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٤ ح ٨ ٣٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٤ ح ٣٧٩.

(١) النحل ١٦: ١١٢

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٥ ح ٣٨٢.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٥ ح ٣٨٣.

٥ - دعوات الراوندي ص ٦٠ وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤٣١ ح ١٥.

٢٩٢

وآله )، أنه قال: « من وجد لقمة ملقاة، فمسح منها ما مسح وغسل منها ما غسل ثم أكلها، لم تستقر في جوفه حتى يعتقه الله من النار ».

[١٩٩٣٠] ٦ - كتاب التعريف للصفواني: عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من وجد كسرة أو تمرة فأكلها لم تقر في جوفه، حتى يغفر الله له ».

[١٩٩٣١] ٧ - وقال: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من وجد كسرة فأكلها، كانت سبعمائة حسنة ».

٧٠ -( باب استحباب لحس الأصابع من المأدوم، وتحريم الاستنجاء بالخبز ونحوه)

[١٩٩٣٢] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « كان أبيعليه‌السلام ، إذا رأى شيئا من الطعام في منزله قد رمي به، نقص من قوتهم مثله، وكان يقول في قول الله عز وجل:( وَضَرَ‌بَ اللَّـهُ مَثَلًا قَرْ‌يَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِ‌زْقُهَا رَ‌غَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَ‌تْ بِأَنْعُمِ اللَّـهِ فَأَذَاقَهَا اللَّـهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) (١) قال: هم أهل قرية كان الله عز وجل قد أوسع عليهم في معايشهم، فاستخشنوا الاستنجاء بالحجارة، واستعملوا من الخبز مثل الأفهار(٢) فكانوا يستنجون به، فبعث الله عليهم دوابا أصغر من الجراد، فلم تدع لهم شيئا [ مما ](٣) خلقه الله من شجر ولا نبات إلا أكلته، فبلغ بهم الجهد إلى أن رجعوا إلى الذي كانوا يستنجون به من الخبز فيأكلونه ».

__________________

٦ - كتاب التعريف ص ٦.

٧ - كتاب التعريف ص ٦.

الباب ٧٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٤ ح ٣٧٩.

(١) النحل ١٦: ١١٢.

(٢) الفهر: حجر يملا الكف ( لسان العرب ج ٥ ص ٦٦ ).

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٩٣

٧١ -( باب وجوب إكرام الخبز والحنطة والشعير، وتحريم إهانته ودوسه بالرجل، ووطئ السفرة بها)

[١٩٩٣٣] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن الصلاة على كدس الحنطة، فنهى عن ذلك، فقيل له: فإذا افترش ( وكان على السطح )(١) ، فقال: « لا يصلى على شئ من الطعام، فإنما هو رزق الله لخلقه ونعمته عليهم، فعظموه ولا تطؤوه، ولا تهاونوا به، فإن قوما ممن كان قبلكم، وسع الله عليهم في أرزاقهم، فاتخذوا من الخبز النقي مثل الأفهار، فجعلوا يستنجون به، فابتلاهم الله عز وجل بالسنين والجوع، فجعلوا يتتبعون ما كانوا يستنجون به فيأكلونه، وفيهم نزلت هذه الآية( وَضَرَ‌بَ اللَّـهُ مَثَلًا قَرْ‌يَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِ‌زْقُهَا رَ‌غَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَ‌تْ بِأَنْعُمِ اللَّـهِ فَأَذَاقَهَا اللَّـهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) (٢) ».

[١٩٩٣٤] ٢ - الصدوق في العيون: عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، عن محمد بن هارون الصوفي، عن محمد بن عبيد الله بن موسى الروياني قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الإمام محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه، موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام ، قال: « دعا سلمان أبا ذر ( رحمة الله عليهما ) إلى منزله، فقدم إليه رغيفين، فأخذ أبو ذر الرغيفين فقلبهما، فقال سلمان: يا أبا ذر لأي شئ تقلب هذين الرغيفين؟ قال: خفت أن لا يكونا نضيجين، فغضب سلمان من ذلك

__________________

الباب ٧١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٧٩.

(١) في المصدر: فكان كالسطح.

(٢) النحل ١٦: ١١٢

٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٥٢ ح ٢٠٣.

٢٩٤

غضبا شديدا، ثم قال: ما أجرأك! حيث تقلب هذين الرغيفين، فوالله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش، عملت فيه الملائكة حتى القوة إلى الريح، وعملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب، وعمل فيه السحاب حتى أمطر إلى الأرض، وعمل فيه الرعد [ والبرق ](١) والملائكة حتى وضعوه مواضعه، وعملت فيه الأرض والخشب والحديد والبهائم والنار والحطب والملح، وما لا أحصيها لك، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر؟ فقال أبو ذر: إلى الله أتوب، واستغفر الله مما أحدثت، وإليك اعتذر مما كرهت ».

[١٩٩٣٥] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: في مواعظ المسيحعليه‌السلام ، قال: قال: « يا بني إسرائيل، عليكم بالبقل البري وخبز الشعير، وإياكم وخبز البر فإني أخاف عليكم أن لا تقوموا بشكره ».

٧٢ -( باب استحباب التواضع لله بترك أكل الطيبات، حتى ترك نخل الطحين، والافراط في التنعم بأطعمة العجم ونحوها)

[١٩٩٣٦] ١ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: حدثنا الحكم بن سليمان قال: حدثنا النضر بن منصور، عن عقبة بن علقمة قال: دخلت على عليعليه‌السلام ، فإذا بين يديه لبن حامض أذتني(١) حموضته وكسرة يابسة، فقلت: يا أمير المؤمنين تأكل مثل هذا! قال لي: « يا أبا الجنوب، رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل أيبس من هذا، ويأكل أخشن من هذا، فإن أنا لم آخذ بما أخذ به، خفت أن لا ألحق به ».

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - تحف العقول ص ٣٨٦.

الباب ٧٢

١ - كتاب الغارات ج ١ ص ٨٤.

(١) في الحجرية: « آذاني » وما أثبتناه من المصدر.

٢٩٥

[١٩٩٣٧] ٢ - قال: وحدثني إبراهيم بن العباس قال: حدثنا ابن المبارك، عن بكر بن [ عيسى ](١) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن علي، عن أبيهعليهم‌السلام ، قال: « كان [ علي ](٢) عليه‌السلام يطعم الناس بالكوفة الخبز واللحم، وكان طعامه على حدة، فقال قائل من الناس: لو نظرنا إلى طعام أمير المؤمنينعليه‌السلام ما هو، فأشرفوا عليه وإذا طعامه ثريدة بزيت مكللة بالعجوة، وكان ذلك طعامه، وكانت العجوة تحمل إليه من المدينة ».

[١٩٩٣٨] ٣ - قال: وأخبرني أحمد بن معمر(١) قال: أخبرني عبد الرحمن بن معزا، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غفلة قال: دخلت على أمير المؤمنينعليه‌السلام القصر، فإذا بين يديه قعب لبن أجد ريحه من شدة حموضته، فإذا في يديه رغيف يرى قشار الشعير على وجهه، وهو يكسره ويستعين أحيانا بركبته، وإذا جارية قائمة فقلت لها: يا فضة، أما تتقون الله في هذا الشيخ؟ لو نخلتم دقيقه، فقالت: إنا نكره أن يؤجر ونأثم، قد أخذ علينا أن لا ننخل دقيقه ما طبخناه(٢) ، فقال عليعليه‌السلام : « ما يقول؟ » قالت: سله، فقلت له: قلت لها: لو ينخلوا دقيقك، فبكى ثم قال: [ بأبي وأمي من لم يشبع ثلاثا متوالية من خبز بر حتى فارق الدنيا ولم ينخل دقيقه « قال: يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ](٣) .

[١٩٩٣٩] ٤ - وعن إبراهيم بن محمد - من ولد عليعليه‌السلام - قال:

__________________

٢ - كتاب الغارات ج ١ ص ٨٥.

(١) في الحجرية بياض وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ - الغارات ج ١ ص ٨٦.

(١) في الحجرية: « شمر » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تهذيب التهذيب ج ١ ص ١٦ ).

(٢) في المصدر: ما صحبناه.

(٣) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

٤ - الغارات ج ١ ص ٨٨.

٢٩٦

كان عليعليه‌السلام ، إذا نعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « لم يك بالطويل الممط - إلى أن قال - بأبي من لم يشبع ثلاثا متوالية من خبز بر حتى فارق الدنيا، ولم ينخل دقيقه ».

[١٩٩٤٠] ٥ - وعن عدي بن ثابت قال: أتي عليعليه‌السلام بفالوذج فأبى أن يأكله.

وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، عن أبيه: « أن أمير المؤمنين علياعليه‌السلام ، أتي بخبيص فأبى أن يأكله، قالوا: تحرمه؟ قال: لا، ولكني أخشى أن تتوق إليه نفسي، ثم تلا:( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ) (١) ».

ورواه المفيد في الأمالي: عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي، عن عبد الله بن راشد الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن أحمد بن شمر، عن عبد الله بن ميمون المكي - مولى بني مخزوم - عن جعفر الصادقعليه‌السلام ، مثله(٢) .

[١٩٩٤١] ٦ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبي من الأنبياء، قل: لقومك يا يلبسوا لباس أعدائي، ولا يطعموا مطاعم أعدائي، ولا يتشكلوا مشاكل أعدائي، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي ».

[١٩٩٤٢] ٧ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه أتي بطبق فالوذج فوضع بين يديه، فنظر إليه فرأى صفاءه وحسنه، فوجأ بإصبعه فيه

__________________

٥ - الغارات ج ١ ص ٨٨.

(١) الأحقاف ٤٦: ٢٠.

(٢) أمالي المفيد ص ١٣٤ ح ٢.

٦ - الجعفريات ص ٢٣٤.

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٥ ح ٣٨٤.

٢٩٧

ثم استلها فلم ينزع منه شيئا، فلمظ إصبعه ثم قال: « إن هذا لحلو طيب، ولكن نكره أن نعود أنفسنا ما لم تعود، ارفعوه » فرفعوه.

[١٩٩٤٣] ٨ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه أتى قبا يوم خميس وهو صائم، فلما أمسى قال: « هل عندكم من شراب؟ » فقام رجل من الأنصار فأتاه بقدح لبن مضروب بعسل، فلما طعمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نزعه من فيه، وقال: « إدامان يجتزأ بأحدهما دون صاحبه، لا أشربه ولا أحرمه، ولكني أتواضع لربي، فإنه من تواضع لله رفعه، ومن تكبر خفضه، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الله رزقه الله ».

[١٩٩٤٤] ٩ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه ترصد غداءه عمرو بن حريث، فأتت فضة بجراب مختوم، فأخرج منه خبزا متغبرا خشنا، فقال عمرو: يا فضة لو نخلت هذا الدقيق وطيبته!؟ قالت: كنت أفعل فنهاني، وكنت اصنع في جرابه طعاما طيبا، فختم جرابه، ثم إن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فته في قصعة، وصب عليه الماء، ثم ذر عليه الملح، وحسر عن ذراعة فلما فرغ قال: « يا عمرو، لقد هانت هذه - ومد يده إلى محاسنه - وخسرت هذه، أن أدخلها النار من أجل الطعام، هذا يجزوني ».

[١٩٩٤٥] ١٠ - ورآهعليه‌السلام عدي بن حاتم وبين يديه شنة فيها قراح ماء، وكسرات من خبز شعير وملح، فقال: إني [ لا ](١) أرى لك يا أمير المؤمنين، لتظل نهارك طاويا مجاهدا، وبالليل ساهرا مكابدا، ثم يكون هذا فطورك، فقالعليه‌السلام :

« علل النفس بالقنوع وإلا

طلبت منك فوق ما يكفيها »

__________________

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٦ ح ٣٨٥.

٩ - المناقب ج ٢ ص ٩٨.

١٠ - المناقب ج ٢ ص ٩٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٩٨

[١٩٩٤٦] ١١ - وقال سويد بن غفلة: دخلت عليه يوم عيد، فإذا عنده فاثور(١) عليه خبز السمراء، وصحفة فيها خطيفة(٢) وملبنة فقلت: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخطيفة: فقال: « إنما هذا عيد من غفر له ».

[١٩٩٤٧] ١٢ - وعن العرني: وضع خوان من فالوذج بين يديه، فوجأ بإصبعه حتى بلغ أسفله، ثم سلها ولم يأخذ منه شيئا، وتلمظ بإصبعه وقال: « طيب طيب، وما هو بحرام، ولكن أكره أن أعود نفسي بما لم أعودها ».

وفي خبر عن الصادقعليه‌السلام : « أنهعليه‌السلام مد يده إليه(١) ثم قبضها، فقيل له في ذلك، فقال: ذكرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يأكله قط، فكرهت أن آكله ».

وفي خبر آخر عن الصادقعليه‌السلام : « أنه قال له: تحرمه؟ قال: لا، ولكن أخشى أن تتوق إليه نفسي، ثم تلا:( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ) (٢) ».

[١٩٩٤٨] ١٣ - وعن الباقرعليه‌السلام ، في خبر: « كانعليه‌السلام ليطعم خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل ».

[١٩٩٤٩] ١٤ - وعن سويد بن غفلة قال: دخلت على علي بن أبي طالب

__________________

١١ - المناقب ج ٢ ص ٩٩.

(١) الفاثور: المائدة، والطست ( لسان العرب ج ٥ ص ٤٤ ).

(٢) الخطيفة: لبن يطبخ بدقيق ( النهاية ج ٢ ص ٤٩ ).

١٢ - المناقب ج ٢ ص ٩٩.

(١) في الحجرية: « إليها » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) الأحقاف ٤٦: ٢٠

١٣ - المناقب ج ٢ ص ٩٩.

١٤ - المناقب ج ٢ ص ٩٩ باختصار، ونقل العلامة المجلسي في البحار ج ٤٠ ص ٣٣١ نص الحديث سندا ومتنا عن كشف الغمة ج ١ ص ١٦٣، ثم قال في آخره: المناقب عن ابن غفلة مثله.

٢٩٩

عليه‌السلام العصر، فوجدته جالسا بين يديه صحفة فيها لبن خاذر(١) أجد ريحه من شدة حموضته، وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه، وهو يكسر بيده أحيانا فإذا غلبه كسره بركبته، وطرحه فيه، فقال: « ادن فأصب من طعامنا هذا » فقلت: إني صائم، فقال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول: من منعه الصوم من طعام يشتهيه، كان حقا على الله يطعمه من طعام الجنة، ويسقيه من شرابها » قال: فقلت لجاريته وهي قائمة بقريب منه: ويحك يا فضة، الا تتقين الله في هذا الشيخ، الا تنخلون له طعاما، مما أرى فيه من النخالة!؟ فقالت: لقد تقدم إلينا أن لا ننخل له طعاما، قال: « ما قلت لها » فأخبرته، فقال: « بأبي وأمي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام، حتى قبضه الله ».

[١٩٩٥٠] ١٥ - القطب الراوندي في الخرائج: في أعلام أمير المؤمنينعليه‌السلام : ومن أعلامه قوله: « واعلم أن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، يسد فورة جوعه بقرصيه، لا يطعم الفلذة(١) في حوله إلا في سنة أضحية، ولن تقدروا على ذلك، فأعيوني بورع واجتهاد » الخبر.

ورواه ابن شهرآشوب في مناقبه هكذا: وفيما كتب إلى سهل بن حنيف: « أما علمت أن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ويسد فاقة جوعه بقرصيه، ولا يأكل الفلذة في حوليه، إلا في سنة أضحية، يستشرف(٢) الافطار على ادميه، ولقد آثر اليتيمة على سبطيه، ولم تقدروا على ذلك » إلى آخره(٣) .

__________________

(١) كذا في الطبعة الحجرية، وفي المناقب: حاذر، وفي البحار: حازر والظاهر أن الصحيح ما في البحار وهو اللبن إذا اشتدت حموضته ( لسان العرب ج ٤ ص ١٨٥ ).

١٥ - الخرائج والجرائح ج ١ ص ١٤٠.

(١) الفلذة: القطعة من الكبد واللحم ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٨٦ ).

(٢) يستشرف: أي تميل نفسه إلى ادميه وهما القرصان المذكور ان نزلهما منزلة الادام ( انظر لسان العرب ج ٩ ص ١٧٢ ).

(٣) المناقب ج ٢ ص ١٠١.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494