مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٨

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل17%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 445

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 445 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 272831 / تحميل: 4681
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

٢٦ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : مع كل شيء لا بمقارنة وغير كل شيء لا بمزايلة.

٢٧ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله وجاءت الرواية أنّ بعض أحبار اليهود جاء إلى أبي بكر فقال له: أنت خليفة نبي هذه الامة؟ قال له: نعم، فقال له: إنّا نجد في التورية أنّ خلفاء الأنبياء أعلم أممهم فخبرني عن الله اين هو في السماء هو أم في الأرض؟ فقال له أبو بكر: هو في السماء على العرش، فقال اليهودي: فأرى الأرض خالية منه وأراه على هذا القول في مكان دون مكان؟ فقال له أبو بكر: هذا كلام الزنادقة اعزب عنى(١) والا قتلتك، فقال له أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه وأجيب عنه به، وانا نقول أنّ الله جل جلاله أين الأين فلا أين له، وجل أنْ يحويه مكان، هو في كل مكان بغير مماسة ولا مجاورة يحيط علما بما فيها ولا يخلو شيء منها من تدبيره تعالى، وانى مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم تصدق ما ذكرته لك، فان عرفته أتؤمن به؟ قال اليهودي: نعم قال: ألستم تجدون في بعض كتبكم أنّ موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا إذ جائه ملك من المشرق فقال له موسى: من اين أقبلت؟ قال: من عند الله. ثم جائه ملك من المغرب فقال له: من اين جئت؟ قال: من عند الله ؛ ثم جاءه ملك فقال له: قد جئتك من السماء السابعة من عند الله، ثم جائه ملك آخر فقال له: قد جئتك من الأرض السفلى من عند الله. فقال له موسى: سبحان من لا يخلو منه مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان، فقال اليهودي: اشهد أنّ هذا هو الحق وأنّك أحقّ بمقام نبيك ممن استولى عليه.

٢٨ ـ في مجمع البيان وقرء حمزة ورويس عن يعقوب «يتنجون» والباقون يتناجون ويشهد لقرائة حمزة قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليٍّعليه‌السلام لـمّا قال له بعض أصحابه أتناجيه دوننا؟ ما انا انتجيته بل الله انتجاه.

__________________

(١) عزب عنه: بعد.

٢٦١

٢٩ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وقال تعالى في سورة المجادلة:( وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ ) وروى أنّ اليهود أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: السام عليك يا محمّد، والسام بلغتهم الموت، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليكم فانزل الله تعالى هذه الاية.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ ) قال: كان أصحاب رسول الله يأتون رسول الله فيسألونه أن يسئل الله لهم، وكانوا يسألون ما لا يحل لهم، فأنزل الله( وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ) وقولهم له إذا أتوه: أنعم صباحا وأنعم مساء وهي تحية أهل الجاهلية فانزل الله وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله فقال لهم رسول الله قد أبدلنا الله بخير تحية أهل الجنة السلام عليكم.

٣١ ـ وقوله:( إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) قال: فانه حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: كان سبب نزول هذه الآية ان فاطمةعليها‌السلام رأت في منامها ان رسول الله هم أن يخرج هو وفاطمة وعلى والحسن والحسين صلوات الله عليهم من المدينة، فخرجوا حتى جازوا من حيطان المدينة، فعرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين حتى انتهى إلى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاة ذرعاء وهي التي في احدى أذنيها نقط بيض، فأمر بذبحها، فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتبهت فاطمة باكية ذعرة(١) فلم تخبر رسول الله بذلك فلما أصبحت جاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بحمار فاركب عليه فاطمة وأمر ان يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسينعليهم‌السلام من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين كما رأت فاطمةعليها‌السلام حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله شاة كما رأت فاطمة فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة ان يموتوا، فطلبها

__________________

(١) ذعر بمعنى خاف.

٢٦٢

رسول الله حتى وقف عليها وهي تبكي، فقال، ما شأنك يا بنية؟ قالت: يا رسول الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومى وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم لئلا أراكم تموتون، فقام رسول الله فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل! فقال: يا محمد هذا شيطان يقال له الرها وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا، ويؤذى المؤمنين في نومهم ما يغتمون به، فأمر جبرئيل فجائه إلى رسول الله فقال له: أنت الذي أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال: نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات(١) فشجه في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمد: يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياء الله المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياى. ويقرء الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات، فانه ما يضره ما رأى، فأنزل اللهعزوجل على رسوله:( إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ ) «الاية»

٣٢ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي بكر الحضرمي وبكر بن أبي بكر قال: حدّثنا سليمان بن خالد قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله( إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ ) قال: الثاني.

٣٣ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا رأى الرجل منكم ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي كان عليه نائما وليقل:( إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) ثم ليقل: عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبيائه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت ومن شر الشيطان الرجيم.

٣٤ ـ في مجمع البيان وقيل ان الآية المراد بها أحلام المنام التي يراها الإنسان في نومه فحزنه، وورد في الخبر عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فان ذلك يحزنه.

__________________

(١) البزاق: البصاق.

٢٦٣

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ ) قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا دخل المسجد يقوم له الناس، فنهاهم الله ان يقوموا له، فقال: تفسحوا أي وسعوا له في المجلس،( وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا ) يعنى إذا قال: قوموا فقوموا.

٣٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن الحسن العسكريعليه‌السلام انه اتصل بأبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريعليهما‌السلام أنّ رجلا من فقهاء شيعته كلّم بعض النصاب فأفحمه بحجته(١) حتى أبان عن فضيحته فدخل على عليّ بن محمّدعليهما‌السلام وفي صدر مجلسه دست عظيم(٢) منصوب وهو قاعد خارج الدست، وبحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست وأقبل عليه فاشتد ذلك على أولئك الاشراف فأمّا العلويون فعجلوه عن العتاب، وأمّا الهاشميون فقال له شيخهم: يا ابن رسول الله هكذا تؤثر عاميّا على سادات بنى هاشم من الطالبيين والعباسيين؟ فقالعليه‌السلام : إيّاكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) أترضون بكتاب اللهعزوجل حكما؟ قالوا: بلى. قال: أليس الله يقول:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ ) إلى قوله( وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) فلم يرض للعالم المؤمن إلّا أنْ يرفع على المؤمن غير العالم كما لم يرض للمؤمن إلّا أنْ يرفع على من ليس بمؤمن، أخبرونى عنه قال:( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) أو قال يرفع الله الذين أوتوا شرف النسب درجات؟ أو ليس قال اللهعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) فكيف تنكرون رفعي لهذا لـمّا وفقّه الله أنْ كسّر هذا فلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها لأفضل له من كل شرف في النسب؟ والحديث

__________________

(١) أفحمه: أسكته بالحجة.

(٢) الدست: الوسادة.

٢٦٤

طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٧ ـ في مجمع البيان( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) وقد ورد أيضا في الحديث أنّه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : فضل العالم على الشهيد درجة، وفضل الشهيد على العابد درجة، وفضل النبي على العالم درجة، وفضل القرآن على ساير الكلام كفضل الله على ساير خلقه، وفضل العالم على ساير الناس كفضلى على أدناهم، رواه جابر بن عبد الله.

٣٨ ـ وقال عليٌّعليه‌السلام : من جائته منيته وهو يطلب العلم فبينه وبين الأنبياء درجة

٣٩ ـ في جوامع الجامع وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بين العالم والعابد مأة درجة.

بين كل درجتين حضر الجواد المضمر(١) سبعين سنة.

٤٠ ـ وعنهعليه‌السلام فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على ساير الكواكب.

٤١ ـ وعنهعليه‌السلام تشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثمّ العلماء ثمّ الشهداء.

٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه: فأنزل اللهعزوجل ألا يكلموني حتى يتصدقوا بصدقة، وما كان ذلك لنبي قط قال اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ ) نجويكم صدقة ثم وضعها عنهم بعد أن فرضها عليهم برحمته ومنه.

٤٣ ـ وعن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) فكنت انا الذي قدم الصدقة غيري؟ قالوا: لا.

__________________

(١) الحضر: الاسم من أحضر الفرس: عدا شديدا. والمضمر: من ضمر بمعنى هزل ودق وكانت العرب تضمر الخيل للغزو والسباق، وذلك بان يربطه ويكثر ماءه وعلفه حتى يسمن ثم يقلل ماءه وعلفه مدة ويركضه في الميدان حتى يهزل ومدة التضمير عندهم أربعون.

٢٦٥

٤٤ ـ في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام وتعدادها قال: وأمّا الرابع والعشرون فان الله أنزل على رسوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول الله أتصدق قبل ذلك بدرهم، فو الله ما فعل هذا أحد من أصحابه قبلي ولا بعدي، فانزل اللهعزوجل :( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ ) الآية فهل تكون التوبة إلّا عن ذلك؟

٤٥ ـ وفيه احتجاج عليّعليه‌السلام على أبي بكر قال: فأنشدك بالله أنت الذي قدم بين يدي نجواه لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدقة فناجاه، وعاتب الله تعالى قوما فقال:( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) الآية أم أنا؟ قال: بل أنت.

٤٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) قال: إذا سألتم رسول الله حاجة فتصدقوا بين يدي حاجتكم ليكون أقضى لحوائجكم، فلم يفعل ذلك أحد إلّا أمير المؤمنين فانه تصدق بدينار، وناجى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشر نجوات.

٤٧ ـ حدّثنا أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) قال: قدم عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بين يدي نجواه صدقة، ثم نسختها بقوله:( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) .

٤٨ ـ وباسناده إلى مجاهد قال: قال عليٌّعليه‌السلام : ان في كتاب الله لاية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها بعدي آية النجوى، انه كان لي دينار فبعته بعشر دراهم، فجعلت أقدم بين يدي كل نجوى أناجيها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله درهما قال: فنسختها قوله:( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) إلى قوله:( وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ )

٤٩ ـ في مجمع البيان وقال عليّعليه‌السلام : بى خفف الله عن هذه الأمّة، لم تنزل في أحد قبلي ولم تنزل في أحد بعدي.

٢٦٦

٥٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم: في قوله:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) قال: نزلت في الثاني لأنه مر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأنزل الله تعالى:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ ) فجاء الثاني إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله: رأيتك تكتب عن اليهود، وقد نهى الله عن ذلك فقال: يا رسول الله كتبت عنه ما في التوراة من صفتك وأقبل يقرء ذلك على رسول الله وهو غضبان، فقال له رجل من الأنصار: ويلك أما ترى غضب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليك؟ فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إني انما كتبت ذلك لـما وجدت فيه من خبرك، فقال له رسول الله: يا فلان لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به وهو قوله( اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً ) أي حجابا بينهم وبين الكفار وأيمانهم، أقروا باللسان خوفا من السيف ودفع الجزية وقوله:( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ ) قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم فتعرض عليهم أعمالهم فيحلفون له، انهم لم يعملوا منها شيئا كما حلفوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الدنيا حين حلفوا ان لا يردوا الولاية في بنى هاشم ؛ وحين هموا بقتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في العقبة، فلما اطلع الله نبيه وأخبره حلفوا انهم لم يقولوا ذلك ولم يهموا به حين أنزل الله على رسوله «( يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ ) يقولوا( يَكُ خَيْراً لَهُمْ ) قال: ذلك إذا عرضعزوجل ذلك عليهم في القيامة ينكروه ويحلفوا له كما حلفوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقوله:( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ ) .

٥١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب خطبة للحسينعليه‌السلام خطب بها لـمّا رأى صفوف أهل الكوفة بكربلا كالليل والسيل وفيها: فنعم الرب ربنا وبئس العباد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد ثم انكم رجعتم إلى ذريته وعترته تريدون

٢٦٧

قتلهم ؛ لقد استحوذ عليكم الشيطان فانساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم ولما تريدون، انا لله وانا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين.

٥٢ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بينما موسىعليه‌السلام جالسا إذ أقبل إليه إبليس وعليه برنس(١) ذو ألوان، فلما أدنى من موسىعليه‌السلام خلع البرنس وقام إلى موسىعليه‌السلام فسلم عليه فقال له موسى: من أنت؟ قال: أنا إبليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك، قال: إني إنمّا جئت لأسلّم عليك لمكانك من الله، قال: فقال له موسى: ما هذا البرنس؟ قال: به اختطف قلوب بنى آدم، فقال له موسى: فأخبرنى بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبت نفسه ؛ واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه، وقال: قال اللهعزوجل لداود: يا داود بشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين. قال: كيف أبشّر المذنبين وانذر الصدّيقين؟ قال: يا داود بشر المذنبين إني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم فانه ليس عبد أنصبه للحساب إلّا هلك.

٥٣ ـ الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال جميعا عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال خطب أمير المؤمنين الناس فقال: ايها الناس انما بدو وقوع الفتن أهواء تتبع واحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله يتولوا فيها رجال رجالا فلو أنَّ الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ؛ ولو أنَّ الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجى الذين سبقت لهم من الله الحسنى.

٥٤ ـ في مجمع البيان:( كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )

__________________

(١) البرنس: كل ثوب يكون غطاء الرأس جزءا منه متصلا به.

٢٦٨

وروى ان المسلمين قالوا لـمّا رأوا ما يفتح الله عليهم من القرى ليفتحن الله علينا الروم وفارس ؛ فقال المنافقون أتظنون أنّ فارس والروم كبعض القرى التي غلبتم عليها، فأنزل الله هذه الآية.

٥٥ ـ في عيون الأخبار في باب نسخة وصية موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه موسى بن جعفرعليه‌السلام : وأوصيت إلى عليٍّ إبني إلى قولهعليه‌السلام وأمّهات أولادي ومن أقام منهم في منزله وفي حجابه فله ما كان يجرى عليه في حيوتى إنْ أراد ذلك، ومن خرج منهنّ إلى زوج فليس لها أنْ ترجع إلى حزانتي(١) إلّا أنْ يرى على ذلك، وبناتي مثل ذلك، ولا تزوج بناتي أحد من أحق بهن(٢) من أمهاتهن، ولا سلطان ولا عمل لهن إلّا برأيه ومشورته، فان فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالى ورسوله وحادوه في ملكه.

٥٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليّا وأولادهعليهم‌السلام ألا إنّ أعداء عليٍّعليه‌السلام هم أهل الشقاق هم العادون واخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ألا إنّ أوليائهم الذين ذكرهم الله في كتابه المؤمنون فقالعزوجل :( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) إلى آخر الاية.

٥٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي عن مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام وعنده في البيت أناس، فظننت انه انما أراد بذلك غيري، فقال: اما والله ليغلبن عنكم صاحب هذا الأمر، وليخملن(٣) حتى يقال مات، هلك، في أي واد سلك، ولتكفأن تكفأ السفينة(٤) في أمواج البحر

__________________

(١) الحزانة ـ بالضم ـ: عيال الرجل الذين يهتم بهم ويتحزن لاجلهم.

(٢) كذا في النسخ وفي المصدر «أخواتهن» مكان «أحق بهن» ويحتمل فيه التصحيف.

(٣) خمل ذكره: خفي.

(٤) التكفي: التمايل إلى قدام. وتكفأ في مشيته: ماد وتمايل.

٢٦٩

لا ينجو إلّا من أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه، وأيده بروح منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٨ ـ وباسناده إلى أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سئلته عن قول اللهعزوجل :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) قال: هو الايمان.

٥٩ ـ وباسناده إلى الفضيل قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) هل لهم فيما( كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ) صنع؟ قال: لا.

٦٠ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) قال: هو الايمان.

٦١ ـ وباسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من مؤمن إلّا ولقلبه أذنان في جوفه: اذن ينفث فيه الوسواس الخناس، واذن ينفث فيها الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك، فذلك قوله:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) .

٦٢ ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام فقال لي: ان الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقى، ويغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدى، فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه، وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا، وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرأ أهم بخير فعمله، أو هم بشر فارتدع عنه، ثم قال: نحن نؤيد بالروح بالطاعة الله والعمل له.

٦٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام في قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: هو قوله:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) ذلك الذي يفارقه.

٦٤ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود قال: سئلت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: فقال: هو مثل قول اللهعزوجل :( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) ثم قال غير هذا أبين منه، ذلك قول اللهعزوجل ( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) هو الذي فارقه.

٢٧٠

٦٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه فاما ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح، روح القدس وروح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين، وبها علموا الأشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال اللهعزوجل :( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) ثم قال في جماعتهم:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) يقول أكرمهم بها، فضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم.

٦٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) قال: ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل وكان مع رسول الله وهو مع الائمة.

٦٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد عن العبدي عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: الايمان في القلب واليقين خطرات.

٦٨ ـ في كتاب الخصال عن سويد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت فما الذي ثبت الايمان في العبد؟ قال: الذي يثبته فيه الورع، والذي يخرجه منه الطمع.

٦٩ ـ عن علي بن سالم عن أبيه قال ؛ قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : ادنى ما يخرج به الرجل من الايمان ان يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدقه إلى قوله.

٧٠ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام فقلت قول اللهعزوجل ( يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة قال الله:( وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ ) وقال :

٢٧١

( وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ) أي بقوة، وقال:( أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) أي قوة منه، ويقال لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة.

٧١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أحمد بن إسحق قال: قلت لأبي محمد الحسن بن عليعليه‌السلام وقد ذكر ان غيبة القائم تطول: وان غيبته لتطول؟ قال أي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ولا يبقى إلّا من أخذ اللهعزوجل ميثاقه لولايتنا وكتب في قلبه الايمان( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٢ ـ وباسناده إلى الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال: سمعت الحسن بن علي بن محمد العسكريعليه‌السلام يقول: إنّ إبني هو القائم من بعدي، وهو الذي يخرج في سير الأنبياءعليه‌السلام بالتعمير والغيبة، تقسو القلوب بطول الأمد فلا يثبت على القول به إلّا من كتب اللهعزوجل في قلبه الايمان وأيده بروح منه.

٧٣ ـ وباسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام انه قال: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق، والمظهر للدين والباسط للعدل، قال الحسين: فقلت له يا أمير المؤمنين وان ذلك لكائن؟ فقالعليه‌السلام : أي والذي بعث محمدا بالنبوة، واصطفاه على البرية، ولكن بعد غيبة وحيرة، ولا يثبت فيها على دينه إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ اللهعزوجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي، ولا الحجب والسموات السبع والأرضون السبع والهواء والريح والطير والشجر والجبال والشمس والقمر والملائكة إلّا صلوا عليه، واستغفروا له وان مات في يومه أو ليله مات شهيدا.

٢٧٢

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرء سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي ولا حجاب ولا السماوات السبع والأرضون السبع والهوام والطير والشجر والدواب والشمس والقمر والملائكة إلّا صلوا عليه واستغفروا له، وان مات من يومه أو ليله مات شهيدا.

٣ ـ وعن أبي سعيد المكاري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام من قرأ إذا امسى وكل الله بداره ملكا شاهرا سيفه حتى يصبح.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ) قال: سبب ذلك انه كان بالمدينة ثلثة أبطن من اليهود بنى النضير وقريضة وقينقاع، وكان بينهم وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عهد ومدة فنقضوا عهدهم، وكان سبب ذلك بنى النضير في نقض عهدهم انه أتاهم رسول الله يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعنى يستقرض، وكان بينهم كعب بن الأشرف، فلما دخل على كعب قال: مرحبا يا أبا القاسم وأهلا وقام كأنه يصنع له الطعام. وحديث نفسه أن يقتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويتبع أصحابه فنزل جبرئيل فأخبره بذلك فرجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المدينة وقال لمحمد بن مسلمة الأنصاري، اذهب إلى بنى النضير فأخبرهم أنّ اللهعزوجل قد أخبرنى بما هممتم به من الغدر، فإمّا أنْ تخرجوا من بلدنا وإمّا أنْ تأذنوا بحرب، فقالوا: نخرج من بلادك، فبعث إليهم عبد الله بن أبيّ: لا تخرجوا وتقيموا وتنابذوا محمّدا الحرب فإنّي أنصركم أنا وقومي وحلفائى، فانْ خرجتم خرجت معكم، وإنْ قاتلتم قاتلت معكم ؛ فأقاموا وأصلحوا بينهم حصونهم وتهيئوا للقتال، وبعثوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول الله وكبر وكبر أصحابه وقال لأمير المؤمنين: تقدم على بنى النضير فأخذ أمير المؤمنين الراية وتقدم وجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأحاط بحصنهم، وغدر بهم عبد الله بن أبي وكان رسول الله إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا اما يليهم وخربوا ما يليه ؛ وكان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه، وقد كان رسول الله أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك

٢٧٣

وقالوا: يا محمّد إنّ الله يأمرك بالفساد؟ إنْ كان لك هذا فخذه، وإنْ كان لنا فلا تقطعه، فلمّا كان بعد ذلك قالوا: يا محمّد نخرج من بلادك فاعطنا ما لنا، فقال: لا ولكن تخرجون ولكم ما حملت الابل فلم يقبلوا ذلك، فبقوا أياما ثمّ قالوا: فنخرج ولنا ما حملت الإبل، فقال: لا ولكن تخرجون ولا يحمل أحد منكم شيئا، فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه، فخرجوا على ذلك ووقع منهم قوم إلى فدك ووادي القرى وخرج قوم منهم إلى الشام، فأنزل الله فيهم( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ) إلى قوله( فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) وانزل الله عليه فيما عابوه من قطع النخل:( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ ) إلى قوله( رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) وأنزل الله عليه في عبد الله بن أبيّ وأصحابه( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ) إلى قوله( ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ) ثمّ قال:( كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) يعنى بنى قينقاع «( قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ ) مقيم» ثمّ ضرب في عبد الله بن أبيّ وبنى النضير مثلا فقال:( كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ ) فيه زيادة أحرف لم تكن في رواية علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت عن أحمد بن ميثم عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبان بن عثمان عن أبي بصير في غزوة بنى النضير وزاد فيه فقال رسول الله للأنصار: إنْ شئتم دفعتها إلى المهاجرين، وان شئتم قسمتها بينكم وبينهم وتركتهم معهم قالوا: قد شئنا ان تقسمها فيهم فقسمها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين المهاجرين، ودفعهم عن الأنصار ولم يعط من الأنصار إلّا رجلين سهل بن حنيف وأبا دجانة فإنهما ذكرا حاجة.

٥ ـ وفيه عن الامام الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه ثمّ يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب، ويتبعهما بريحين شديدين فيحشر

٢٧٤

الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة، ويزلف المتقين وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجب له النار دخلها، وذلك قوله:( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) .

٦ ـ في مجمع البيان: لاول الحشر اختلف في معناه، فقيل: كان جلائهم ذلك أول حشر اليهود إلى الشام، ثم يحشر الناس يوم القيمة إلى ارض الشام أيضا وذلك الحشر الثاني عن ابن عباس والزهري والجبائي، قال ابن عباس: قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اخرجوا، قالوا: إلى اين؟ قال: إلى أرض المحشر.

٧ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وقال في آية:( فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ) يعنى أرسل عليهم عذابا.

٨ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ولا يصح الاعتبار إلّا لأهل الصفا والبصيرة قال الله تعالى:( فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ ) .

٩ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان أكثر عبادة أبي ذررحمه‌الله التفكر والاعتبار.

١٠ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: العجوة أم التمر، وهي التي أنزلها اللهعزوجل من الجنة لادمعليه‌السلام ، وهو قول اللهعزوجل :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها ) يعنى العجوة.

١١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : ان جميع ما بين السماء والأرض للهعزوجل ولرسوله ولأتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة

٢٧٥

فما كان من الدنيا في أيدى المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمولى عن طاعتهما، مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات وغلبوهم عليه مما أفاء الله على رسوله، فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم وإنّما معنى الفيء كلّما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان قد غلب عليه أو فيه، فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء مثل قول اللهعزوجل : «فان فاءوا فان الله غفور رحيم» أي رجعوا ثم قال:( وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) وقال:( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمْرِ اللهِ ) أي ترجع «فان فاءت» أي رجعت( فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) يعنى بقوله «تفيء» ترجع فدل الدليل على ان الفيء كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفيء الفيء عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار فانما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار إياهم.

١٢ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قولهعزوجل إلى أن قال: والاية الخامسة قول الله تعالى:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار واصطفاهم على الامة، فلما نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ادعوا إلى فاطمة، فدعيت له فقال: يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهي خاصة لك دون المسلمين، وقد جعلها لك لـما أمرنى الله به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.

١٣ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب

٢٧٦

أو قوم صالحوا أو قوم أعطوا بأيديهم وكل ارض خربة وبطون الاودية فهو لرسول الله وهو للإمام من بعده يضعه حيث يشاء.

١٤ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال: لـمّا ورد أبو الحسن الموسىعليه‌السلام على المهدي رآه يرد المظالم فقال: يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لـمّا فتح على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) فلم يدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هم، فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيلعليه‌السلام ربه فأوحى الله اليه: ان ادفع فدك إلى فاطمةعليها‌السلام فدعاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لها: يا فاطمة ان الله أمرني ان أدفع إليك فدك، فقال: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلائها فيها حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما ولّى أبو بكر اخرج منها وكلائها، فأتته وسئلته أن يردها عليها فقال لها ائتني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجاءت أمير المؤمنينعليه‌السلام وأم أيمن، فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر، فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة، قال أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب، فضعي الحبال(١) في رقابنا، فقال له المهدي: يا أبا الحسن حدها لي، قال: حد منها جبل أحد وحد منها عريش مصر، وحد، منها سيف البحر وحد منها دومة الجندل، فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله ان هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بخيل ولا ركاب، فقال: كثير وانظر فيه.

__________________

(١) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: أي ضعى الحبال في رقابنا لترفعنا إلى حاكم قاله تحقيرا وتعجزيا، وقاله تفريعا على المحال بزعمه أي انك إذا أعطيت ذلك وضعت الحبل على رقابنا وجعلتنا عبيدا لك، أو انك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بأنها ملكك فاحكمى على رقابنا أيضا بالملكية، وفي بعض النسخ «الجبال» بالمعجمة أي ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعي.

٢٧٧

١٥ ـ في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة ان أبا عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج في غزاة، فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق فبينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل فقال: يا محمد قم فاركب. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فركبت وجبرئيل معنى فطويت له الأرض كطي الثوب: حتى انتهى إلى فدك، فلما سمع أهل فدك وقع الخيل علموا ان عدوهم قد جائهم فغلقوا أبواب المدينة ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت خارج من المدينة ولحقوا برؤس الجبال ؛ فأتى جبرئيل العجوز وأخذ المفاتيح ثم فتح أبواب المدينة ودار النبي في بيوتها وقراها، فقال جبرئيل: يا محمد انظر إلى ما خصك الله به وأعطاكه دون الناس وهو قوله( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ) وذلك قوله( فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ ) ولم يعرف المسلمون ولم يطئوها، ولكن الله أتاها على رسوله وطوف به جبرئيل في دورها وحيطانها وغلق الأبواب ودفع المفاتيح اليه، فجعلها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في غلاف سيفه، وهو معلق بالرحل ؛ ثم ركب وطويت له الأرض كطي السجل فأتاهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهم على مجالسهم ولم يتفرقوا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد انتهيت إلى فدك وانى قد أفاءها الله على، فغمز المنافقون بعضهم بعضا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هذه مفاتيح فدك، ثم أخرجها من غلاف سيفه، ثم ركب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وركب الناس معه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد قال: حدّثنا بعض أصحابنا رفع الحديث قال: الخمس من خمسة أشياء، إلى أن قال: وما كان في القرى من ميراث لا وارث له فهو له خاصة، وهو قولهعزوجل :( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى ) .

١٧ ـ في تهذيب الأحكام عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: نحن والله الذين عنى الله بذي القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فقال :

٢٧٨

( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ ) منا خاصة ولم يجعل لنا سهما في الصدقة، أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أو ساخ ما في أيدي الناس.

١٨ ـ في مجمع البيان روى المنهال بن عمر عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال: قلت: قوله:( وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) قال: هم قرباؤنا ومساكيننا وأبناء سبيلنا.

١٩ ـ وقال جميع الفقهاء: هم يتامى الناس عامة، وكذلك المساكين وأبناء السبيل وقد روى ذلك أيضا عنهمعليهم‌السلام .

٢٠ ـ وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان أبي يقول: لنا سهم الرسول وسهم ذي القربى ونحن شركاء الناس فيما بقي، وقيل: ان مال الفيء للفقراء من قرابة الرسول وهم بنو هاشم وبنوا المطلب.

٢١ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام قال: نحن قوم فرض الله طاعتنا، ولنا الأنفال ولنا صفو المال.

٢٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا للمأمون من محض الإسلام وشرايع الدين: والبرائة ممن نفى الأخيار وشردهم، وآوى الطرداء اللعناء وجعل الأموال دولة بين الأغنياء، واستعمل السفهاء مثل معاوية وعمرو بن العاص لعيني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنينعليه‌السلام وقتلوا الأنصار والمهاجرين وأهل الفضل والصلاح من السابقين

٢٣ ـ في جوامع الجامع وقيل: الدولة اسم ما يتداول كالغرفة اسم ما يغترف، أي لكيلا يكون الفيء شيئا يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاودونه، ومنه الحديث: اتخذوا عباد الله خولا(١) ومال الله دولا أي غلبة، من غلب منهم سلبه.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي رحمة الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: سمعته يقول: إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين صيروا مال الله دولا وكتاب الله دغلا وعباده خولا والفاسقين

__________________

(١) الخول جمع الخولي: العبيد والإماء وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث الآتي «دغلا» أي يخدعون الناس.

٢٧٩

حزبا والصالحين حربا.

٢٥ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم قال: قلت للرضاعليه‌السلام ما تقول في التفويض؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر دينه فقال:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، فاما الخلق والرزق فلا، ثم قالعليه‌السلام : ان اللهعزوجل خالق كل شيء وهو يقول:( الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) .

٢٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عمر اليماني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل خلق الخلق فعلم ما هم صائرون اليه، وأمرهم ونهاهم ؛ فما أمر به من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى الأخذ به، وما نهاهم عن شيء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلّا بإذن الله.

٢٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام انه قال: قد والله أوتينا ما أوتى سليمان وما لم يؤت سليمان، وما لم يؤت أحدا من الأنبياء، قال اللهعزوجل في قصة سليمان:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وقالعزوجل في قصة محمد:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٢٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي ظاهر عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فسمعته يقول: إنّ اللهعزوجل : أدب نبيه على محبته فقال:( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ثم فوض إليه فقالعزوجل ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وقالعزوجل :( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي إسحق قال: سمعت أبا جعفر يقول: ثم ذكره نحوه.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

[ ٢٣٠١٩ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا أصيب ظفرا ابهام اليدين على ما يوجب النفقة، ففي كل واحدة منها ثلث دية أظفار اليد، ودية أظفار كل يد مائتان وخمسون دينارا، الثلث من ذلك ثلاث وثمانون دينارا وثلث، والدية في الأصابع الأربع في كل يد مائة وستة وستون دينارا وثلثان، الربع من ذلك واحد وأربعون دينارا وثلثان، ودية أظفار الرجلين كذلك، وروي: أن على كل ظفر ثلاثين دينارا، والعمل في دية الأظافير في اليدين والرجلين، على كل واحد ثلاثون دينارا ».

٣٩ -( باب دية مفاصل الأصابع والابهام)

[ ٢٣٠٢٠ ] ١ - الصدوق في المقنع: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه كان يفتي في كل مفصل من الأصابع بثلث عقل تلك الإصبع(١) ، إلا الابهام فإنه كان يفتي(٢) في مفصلها نصف عقل تلك الإصبع، لان لها مفصلين.

٤٠ -( باب أن في شحمة الأذن ثلث ديتها)

[ ٢٣٠٢١ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام ، أنه قال: « في شحمة الأذن، نصف دية الأذن ».

[ ٢٣٠٢٢ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وفي شحمة الأذن، ثلثا دية الأذن ».

__________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٣.

الباب ٣٩

١ - المقنع ص ١٩٠.

(١) في المخطوط: « الأصابع »وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: يقضي.

الباب ٤٠

١ - الجعفريات ص ١٢٩.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

٣٨١

[ ٢٣٠٢٣ ] ٣ - الصدوق في المقنع: وفي شحمة الأذن(١) ثلث ديتها، وفي الرجل العرجاء ثلث ديتها، وفي خشاش الانف في كل واحد ثلث الدية.

٤١ -( باب أن دية أعضاء الرجل والمرأة سواء، إلى أن تبلغ ثلث الدية، فتضاعف دية أعضاء الرجل)

[ ٢٣٠٢٤ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « والمرأة تعاقل الرجل في الجراح ما بينها وبين ثلث الدية، فإذا جاوزت الثلث رجعت(١) جراح المرأة على النصف من جراح(٢) الرجل، لو أن أحدا قطع إصبع امرأة كان فيه مائة دينار، [ فان قطع لها إصبعين كان فيهما مائتا دينار ](٣) وكذلك في الثلاثة ثلاثمائة، وفي الأربعة مائتا دينار، لأنها لما جاوزت ثلث الدية، كان في كل إصبع خمسون لان دية المرأة خمسمائة، وهو في الجراح ما لم يبلغ الثلث ديتها كدية الرجل ».

[ ٢٣٠٢٥ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « دية المرأة ديتها نصف [ دية ](١) الرجل وهو خمسمائة دينار، وديات أعضائها كديات أعضائه ما لم تبلغ الثلث من دية الرجل، فإذا جاوزت الثلث رد إلى النصف، نظير الإصبع من أصابع اليد للرجل والمرأة، هما ستة في الدية، وهي الابهام مائة وستة وستون دينارا وثلثان، والمرأة والرجل في دية الأصابع سواء، لأنها إذا لم تجاوز

__________________

٣ - المقنع ص ١٨٩.

(١) في المصدر: الاذنين.

الباب ٤١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٠٨ ح ١٤٢٤.

(١) في المصدر: رجحت.

(٢) في المخطوط: « الجراحات »وما أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٨٢

الثلث، فان قطع للمرأة زيادة إصبع وهو ثلاثة وثمانون دينارا وثلث، حتى يصير الجميع أربعمائة وستة عشر دينارا وثلثي دينار، وجب لها من جميع ذلك مائتا دينار وثمانية دنانير وثلث، وردت من بعد الثلث إلى النصف ».

٤٢ -( باب ثبوت دية البكارة على من أزالها بجماع أو غيره، سوى الزوج والمولى)

[ ٢٣٠٢٦ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه قضى في امرأة افتضت جارية بيدها، قال: « عليها مهرها، وتوجع عقوبة ».

[ ٢٣٠٢٧ ] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « أنه رفع إليه جاريتان دخلتا الحمام، فافتضت إحداهما صاحبتها الأخرى بإصبعها، فقضى على التي فعلت عقرها، ونالها بشئ من ضرب ».

[ ٢٣٠٢٨ ] ٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، في الرجل يغتصب البكر فيفتضها وهي أمة، قال: « عليه الحد، ويغرم العقر، فان كانت حرة، فلها مهر مثلها ».

[ ٢٣٠٢٩ ] ٢ - الصدوق في المقنع: ورفع إلى عليعليه‌السلام جاريتان دخلتا الحمام فاقتضت إحداهما الأخرى بإصبعها، فقضى على التي فعلت عقلها.

[ ٢٣٠٣٠ ] ٥ - البحار، نقلا عن كتاب مقصد الراغب: عن أمير المؤمنين

__________________

الباب ٤٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٢٢ ح ١٤٦٨.

٢ - الجعفريات ص ١٣٧.

٣ - الجعفريات ص ١٠٣.

٤ - المقنع ص ١٨٨.

٥ - بحار الأنوار ج ١٠٤ ص ٤٢٢ ح ١٠.

٣٨٣

عليه‌السلام : أنه قضى في جاريتين دخلتا الحمام فاقتضت واحدة الأخرى بإصبعها، فألزمها المهر وحدها، وقالعليه‌السلام : « تمسكوا بقضائي حتى تلقوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيكون القاضي بينكما » فوافوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحدثوه حديثهم فاحتبى ببردة عليه، ثم قال: « أنا أقضي بينكم إن شاء الله تعالى » فنادى رجل من القوم، أن علياعليه‌السلام قد قضى في ذلك بقضاء، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « هو كما قضى عليعليه‌السلام » فرضوا.

٤٣ -( باب أن في عين الدابة ربع قيمتها يوم الجناية)

[ ٢٣٠٣١ ] ١ - الشيخ الطوسي في كتاب النهاية: وفي عين البهيمة إذا فقئت، ربع قيمتها، على ما جاءت به الآثار.

[ ٢٣٠٣٢ ] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام ، قضى في عين الدابة، ربع قيمتها ».

٤٤ -( باب ثبوت أرش الخدش، وعدم جواز خدش المؤمن بغير إذن)

[ ٢٣٠٣٣ ] ١ - محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: ( عن علي بن الحسن، عن الحسن بن الحسين السجالي )(١) ، عن فحول بن إبراهيم، عن أبي مريم، قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : « عندنا الجامعة، وهي

__________________

الباب ٤٣

١ - كتاب النهاية ص ٧٨١.

٢ - الجعفريات ص ١٤٢.

الباب ٤٤

١ - بصائر الدرجات ص ١٨٠ ح ٣١، وعنه في البحار ج ٢٦ ص ٤٨.

(١) كذا في المخطوط والبحار، وفي المصدر: علي بن الحسن بن الحسين السنجائي.

٣٨٤

سبعون ذراعا، فيها كل شئ حتى أرش الخدش ».

[ ٢٣٠٣٤ ] ٢ - وعن محمد بن الحسين، عن الحسن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أنه سئل عن الجامعة، قال: « تلك صحيفة سبعون ذراعا إلى أن قال وليس من قضية إلا هي فيها، حتى أرش الخدش ».

[ ٢٣٠٣٥ ] ٣ - وعن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض رجاله، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « يا أبا محمد، إن عندنا الجامعة إلى أن قال فيها كل حلال وحرام، وكل شئ يحتاج إليه الناس، حتى الأرش في الخدش ».

[ ٢٣٠٣٦ ] ٤ - وعن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سليمان بن خالد، قال: سمعتهعليه‌السلام يقول: « إن عندنا الصحيفة يقال لها: الجامعة، ما من حلال ولا حرام إلا وهو فيها، حتى أرش الخدش ».

[ ٢٣٠٣٧ ] ٥ - وعن يعقوب بن إسحاق الرازي الحريري، عن أبي عمران الأرمني، عن علي بن الحكم(١) ، عن منصور بن حازم، وعبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ان عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا، فيها ما يحتاج إليه، حتى إن فيها أرش الخدش ».

__________________

٢ - بصائر الدرجات ص ١٦٢ ح ٢.

٣ - بصائر الدرجات ص ١٦٣ ح ٤.

٤ - بصائر الدرجات ص ١٦٤ ح ٨.

٥ - بصائر الدرجات ص ١٦٤ ح ١٠.

(١) في المصدر: « يعقوب بن إسحاق الرازي عن الحريري عن أبي عمران الأرمني عن عبد الله بن الحكم »والظاهر أن الصحيح « يعقوب بن إسحاق الضبي عن أبي عمران الأرمني عن عبد الله بن الحكم »( راجع معجم رجال الحديث ج ٢٠ ص ١٣١ و ج ٢١ ص ٢٦٥ و ج ٨ ص ١٦٢ ).

٣٨٥

[ ٢٣٠٣٨ ] ٦ - وعن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن ابن بكير، عن محمد بن عبد الملك قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام نحوا من ستين رجلا، قال(١) : « عندنا والله صحيفة طولها سبعون ذراعا، ما خلق الله من حلال أو حرام إلا وهو فيها، حتى أن فيها أرش الخدش ».

[ ٢٣٠٣٩ ] ٧ - وعن إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، عن حماد بن عثمان، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ما يقرب منه.

وعن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن أبان، عن عبد الرحمن أبي عبد الله، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(١) .

وعن العباس بن معروف، عن القاسم بن عروة.

وعبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن عروة عن أبي العباس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٢) .

[ ٢٣٠٤٠ ] ٨ - وعن علي بن الحسن عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن مروان، عن الفضيل قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « يا فضيل، عندنا كتاب عليعليه‌السلام ، سبعون ذراعا، ما على الأرض شئ يحتاجون إليه الا وهو فيه، حتى أرش الخدش » ثم خط بيده على إبهامه.

__________________

٦ - بصائر الدرجات ص ١٦٤ ح ١١.

(١) في المصدر زيادة: فسمعته يقول.

٧ - بصائر الدرجات ص ١٦٥ ح ١٥.

(١) نفس المصدر ص ١٦٥ ح ١٨.

(٢) نفس المصدر ص ١٦٥ ح ١٩.

٨ - بصائر الدرجات ص ١٦٧ ح ١.

٣٨٦

وعن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد(١) ، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن الحكيم، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، ما يقرب منه(٢) .

[ ٢٣٠٤١ ] ٩ - وعن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ما يقرب منه.

[ ٢٣٠٤٢ ] ١٠ - وعن حنان بن عثمان بن زياد(١) قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال بإصبعه على ظهر كفه فمسحها عليه، ثم قال: « إن عندنا لأرش هذا فما دونه ».

[ ٢٣٠٤٣ ] ١١ - وعن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير، عن رجل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ما ترك عليعليه‌السلام شيئا إلا كتبه، حتى أرش الخدش ».

[ ٢٣٠٤٤ ] ١٢ - وعن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « ان عندي الجفر الأبيض إلى أن قال حتى أن فيه الجلدة بالجلدة، ونصف الجلدة، وثلث الجلدة، وربع الجلدة، وأرش الخدش ».

[ ٢٣٠٤٥ ] ١٣ - وعن أحمد بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن ابن بكير

__________________

(١) في المخطوط: « محمد بن الحسين بن سعيد »وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٥ ص ٢٤٨ ).

(٢) نفس المصدر ص ١٦٧ ح ٣.

٩ - بصائر الدرجات ص ١٦٧ ح ٥.

١٠ - بصائر الدرجات ص ١٦٨ ح ١٠.

(١) في المصدر: حنان بن عثمان عن زياد.

١١ - بصائر الدرجات ص ١٦٨ ح ١١.

١٢ - بصائر الدرجات ص ١٧٠ ح ١.

١٣ - بصائر الدرجات ص ١٦٤ ح ١١.

٣٨٧

( وأحمد بن محمد )(١) ، عن محمد بن عبد الملك، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « عندنا والله صحيفة طولها سبعون ذراعا، ما خلق الله من حلال ولا حرام الا وهو فيها، حتى أرش الخدش » وقال بظفره على ذراعه فخط به الخبر.

[ ٢٣٠٤٦ ] ١٤ - وعن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عمر، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « وان عندنا الجامعة إلى أن قال فيها كل حلال وحرام، وكل شئ يحتاج الناس إليه، حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي، فقال تأذن لي يا أبا محمد » قال: قلت: جعلت فداك [ إنما ](١) أنا لك، اصنع ما شئت، فغمزني [ بيده ](٢) فقال: « حتى أرش هذا » كأنه مغضب، الخبر.

وأحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ما يقرب منه(٣) . وبهذا المضمون أحاديث كثيرة، فيه وفي الارشاد والاحتجاج وغيرها(٤) .

٤٥ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب ديات الأعضاء)

[ ٢٣٠٤٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى،

__________________

(١) ليس في المصدر والظاهر زيادته، ومحمد بن عبد الملك لعله تصحيف وصوابه محمد بن عبده ( راجع معجم رجال الحديث ج ٢٢ ص ١٦١ و ج ١٦ ص ٢٦٢ ).

١٤ - بصائر الدرجات ص ١٧١ ح ٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) بصائر الدرجات ص ١٧٣ ح ٦.

(٤) ارشاد المفيد ص ٢٧٤ والاحتجاج ص ٣٧٢.

الباب ٤٥

١ - الجعفريات ص ١٣٠.

٣٨٨

قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام ، قال: « في حلمة ثدي المرأة، ثمن الدية ».

[ ٢٣٠٤٨ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام : قضى في رجل فقئت عين ابنه وهو صغير، فوهب الأب للذي فقأ عين ولده دية العين، قال: « جائز ».

[ ٢٣٠٤٩ ] ٣ - دعائم الاسلام: بإسناده عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه قضى في جلدة الرأس إذا سلخت ( ففيها الدية كاملة )(١) .

[ ٢٣٠٥٠ ] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « في اللحيين إذا كسرا ثم جبرا بغير عيب فديتهما مائة دينار، وأربعون دينارا، لكل لحي سبعون إذا برئ بغير عيب، وإذا رض اللحى(١) فربع الدية مائتان وخمسون دينارا، وإذا رض الذقن فثلث الدية، وإن كسر وجبر بغير عيب، فديته مائة دينار، وان عيب فمائة وثلاثون، وإن انصدع فثلاثة أخماس ديته ».

[ ٢٣٠٥١ ] ٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « في العصعص إذا كسر فلا يملك نفسه، الدية كاملة ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٢٤.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٣٠ ح ١٤٩٠.

(١) في المخطوط: « ففيه الدية »وما أثبتناه من المصدر.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٣٤ ح ١٥٠٩.

(١) في المخطوط: « اللحم »وما أثبتناه من المصدر.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٣٧ ح ١٥٢٩.

٣٨٩

٣٩٠

أبواب ديات المنافع

١ -( باب أن في كل واحد من السمع والصوت والشلل، الدية كاملة)

[ ٢٣٠٥٢ ] ١ - ظريف بن ناصح في كتاب الديات: باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « والصوت كله من الغنن والبحح ألف دينار، وشلل اليدين ألف دينار، وذهاب السمع كله ألف دينار، وذهاب البصر كله ألف دينار » الخبر.

٢ -( باب أن من ضرب فنقص بعض كلامه، قسمت الدية على الحروف، وأعطي بقدر ما نقص)

[ ٢٣٠٥٣ ] ١ - دعائم الاسلام: بإسناده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « في اللسان الدية كاملة » يعني إذا اصطلم(١) ، وما نقص منه فبحسابه، وما نقص أيضا من الكلام فبحسابه.

[ ٢٣٠٥٤ ] ٢ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من ضرب أو

__________________

أبواب ديات المنافع

الباب ١

١ - كتاب الديات ص ١٣٨.

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٣٤ ح ١٥٠٥.

(١) في المصدر زيادة: كله.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٣٤ ح ١٥٠٦.

٣٩١

قطع من لسانه فلم يصب بعض الكلام، فإنه ينظر إلى ما لا يصيبه من الحروف، فيعطى الدية بحساب ذلك من حروف المعجم، وهي ثمانية وعشرون حرفا، كل حرف منها خمسة وثلاثون دينارا، وأربعة أخماس دينار ».

[ ٢٣٠٥٥ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « سألت العالمعليه‌السلام ، عن رجل طرف لغلام فقطع بعض لسانه، فافصح ببعض الكلام ولم يفصح ببعض، فقال: يقرأ حروف المعجم، فما أفصح به طرح من الدية، وما لم يفصح به الزم من الدية، فقلت: كيف ذلك؟ قال: بحساب الجمل وهو حروف أبيجاد من واحد إلى ألف، وعدد حروفه ثمانية وعشرون حرفا، فيقسم لكل حرف جزء من الدية الكاملة، ثم يحط من ذلك ما بين عنه ويلزم الباقي، ودية اللسان دية كاملة ».

[ ٢٣٠٥٦ ] ٤ - الشيخ الطوسي في النهاية: وإذا كان لسانه صحيحا، وادعى انه لا يفصح بشئ من الحروف، كان عليه القسامة حسب ما قدمناه، وقد روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « يضرب لسانه بإبرة، فان خرج منه دم أسود، كان صادقا في قوله، وان خرج احمر كان كاذبا ».

٣ -( باب ما يمتحن به من أصيب بعض سمعه، وما يلزم من ديته، وانه ان رد عليه سمعه، لم يلزمه رد الدية)

[ ٢٣٠٥٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « ان علياعليهم‌السلام ، قضى في رجل ضرب فذهب بعض

__________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٣.

٤ - كتاب النهاية ص ٧٦٧.

الباب ٣

١ - الجعفريات ص ١٣١.

٣٩٢

سمعه، فقال عليعليه‌السلام : تمسك اذنه المصابة، ثم ترسل الصحيحة، ثم ينقر له بالدرهم، حتى إذا بلغ مداه، قاسوه وحسبوه كم ذراعا، ثم يقلب إلى الجانب الآخر، ثم ينقر له بالدرهم حتى إذا انتهى إلى مداه، قاسوه وحسبوه كم ذراعا هو، ثم ينظرون هل هو سواء، صدق وإن لم يكن سواء اتهم، فان جاء سواء امسكوا الصحيحة، ثم أرسلوا المصابة، ثم نقر له بالدرهم، حتى إذا بلغ مداه قاسوه وحسبوه، فان جاء سواء صدق، ثم يجعلون الدية على قدر الأذرع، فيعطونه على قدر ما نقص من سمعه ».

[ ٢٣٠٥٨ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا ضرب الرجل فذهب سمعه كله ففيه الدية كاملة، فإن اتهم ضرب له بالشئ الذي له صوت بقربه من حيث لا يراه ولا يعلم به، ويتغفل بذلك وبالصوت والكلام، حتى يوقف على ذهاب سمعه ».

[ ٢٣٠٥٩ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فان أصاب السمع شئ، فعلى قياس العين، يصوت له بشئ يصوت بقربه ويحسب ويقاس ذلك ».

٤ -( باب أن من ضرب إنسانا فذهب بصره وشمه ولسانه، لزمه ثلاث ديات، وما يمتحن به المدعي لذلك)

[ ٢٣٠٦٠ ] ١ - البحار، عن كتاب مقصد الراغب: ومن قضايا أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) : أن رجلا ضرب رجلا على هامته، فادعى المضروب أنه لا يبصر بعينه شيئا، وأنه لا يشتم رائحة، وأنه قد خرس فلا ينطق، فقال

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٣٢ ح ١٥٠٠.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

الباب ٤

١ - بحار الأنوار ج ١٠٤ ص ٤١٢ ح ٢٠.

(١) في المصدر زيادة: أنه رفع إليه.

٣٩٣

أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إن كان صادقا [ فقد ](٢) وجب [ له ](٣) ثلاث ديات » فقيل له: كيف يستبرأ منه يا أمير المؤمنين، حتى يعلم صدقه؟ فقال: « أما ما ادعاه في عينيه أنه لا يبصر بهما شيئا، فإنه يستبرأ ذلك بان يقال له: انظر إلى عين الشمس، فإن كان صحيحا لم يتمالك أن يغمض عينيه، والا بقيتا مفتوحتين، وأما ما ادعاه في خياشيمه، فإنه يستبرأ بحراق يدنى من أنفه، فإن كان صحيحا إذا وصلت رائحة الحراق إلى رأسه دمعت عيناه ونحى رأسه، وأما ما ادعاه في لسانه، وانه لا ينطق، فإنه يستبرأ بإبرة تضرب على لسانه، فان خرج الدم أحمر فقد كذب، وان خرج الدم اسود فهو صادق ».

٥ -( باب أنه لا يقاس بصر العين في يوم غيم)

[ ٢٣٠٦١ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام ، قال: لا تقاس عين في يوم غيم ».

٦ -( باب أن من ضرب انسانا فذهب سمعه وبصره ولسانه وعقله وفرجه وجماعه، لزمه ست ديات)

[ ٢٣٠٦٢ ] ١ - الصدوق في المقنع: وقضى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في رجل ضرب بعصا، فذهب سمعه وبصره ولسانه وفرجه وعقله(١) وهو

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

الباب ٥

١ - الجعفريات ص ١٣١.

الباب ٦

١ - المقنع ص ١٨٦.

(١) جاء في هامش المخطوط ما نصه: « قد سقط في المتن أحد الستة والظاهر أنه الجماع »منه قده. علما بأن الحر العاملي « قده »قد أخرج الحديث في الوسائل الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب ديات المنافع عن الكافي فيه زيادة: « وانقطع جماعة »، وقال

٣٩٤

حي، بست ديات.

٧ -( باب حكم من ذهب عقله وعاد، ومن ضرب ضربة فجنت جنايتين فصاعدا)

[ ٢٣٠٦٣ ] ١ - الصدوق في المقنع: وسأل أبو حمزة الثمالي أبا جعفرعليه‌السلام ، عن رجل ضرب رأس رجل بعود فسطاط، فأمه(١) حتى ذهب عقله، قال: « عليه الدية » قال: فان عاش عشرة أيام أو أقل أو أكثر، فرجع إليه عقله، اله أن يأخذ الدية من الرجل؟ قال: « لا، قد مضت الدية بما فيها » قال: فان مات بعد شهرين أو ثلاثة، وقال أصحابه: نريد أو نقتل الرجل الضارب، قال: « إذا أرادوا أن يقتلوه، يؤدوا الدية فيما بينهم وبين سنة، فان مضت السنة فليس لهم أن يقتلوه، ومضت الدية بما فيها ».

[ ٢٣٠٦٤ ] ٢ - وسأل حفص بن البختري أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن رجل ضرب على رأسه، فذهب سمعه وبصره، واعتقل لسانه، ثم مات، فقال: « إن كان ضربة بعد ضربة، اقتص منه ثم قتل، وإن كان أصابه هذا من ضربة واحدة، قتل ولم يقتص منه ».

__________________

المجلسي قده في مرآة العقول ج ٤ ص ٢٠٥: « لعل المراد بذهاب الفرج ذهاب منفعة البول بالسلس، أو أنه لا يستمسك غائطه ولا بوله، ويحتمل أن يكون في اللسان ديتان لذهاب منفعة الذوق والكلام معا، فيكون قوله: وانقطع جماعه، عطف تفسير ».

الباب ٧

١ - المقنع ص ١٨٤.

(١) أمه بفتح الهمزة وتشديد الميم وفتحها: ضرب رأسه ضربة بلغت أم الدماغ، وهي الأمة من الشجاج ( لسان العرب ج ١٢ ص ٣٣ ).

٢ - المقنع ص ١٨٥.

٣٩٥

٨ -( باب أن من ضرب فذهب بعض بصره، فله بنسبة ما نقص من دية العين، وما يمتحن به)

[ ٢٣٠٦٥ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه: « إن علياعليهم‌السلام ، قضى في الرجل يضرب فيذهب بعض بصره، فقال: يؤخذ بيضة فيخرج ما في جوفها، ثم يعلق بشعرة، فيمسك عينه المصابة، ثم ترسل الصحيحة، ثم يلوح له بالبيضة حتى إذا بلغ مداها، قاسوه وحسبوه كم ذراعا هو وكم خطوة، ثم يقلب إلى الجانب الآخر، ثم ليعين له بالبيضة، حتى إذا بلغ مداها قاسوه وحسبوه كم ذراعا هو وكم خطوة، فإذا كان سواء صدق، وإن لم يكن سواء اتهموه، فان صدق وحاسبوه، نظروا ما بين الصحيحة إلى المصابة فيقدر ما نقص من بصره، وأعطوه بعدد الخطى والأذرع، وجعلوا الدية على حساب ذلك ».

[ ٢٣٠٦٦ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه قضى في الرجل يضرب فيذهب بعض بصره: قال: « يعطى الدية بحساب ذلك، يؤخذ بيضة فيخرج ما في جوفها، وتعلق بشعرة بيد رجل، وتربط عينه المصابة، ثم يلوح الرجل له بالبيضة وهو يمشي ويتباعد منه، فكلما قال: أراها، زاد، حتى يقول: لا أرى شيئا، فإذا قال ذلك علم ذلك المكان، ثم انصرف، ويمشي أيضا بين يديه من ناحية أخرى، حتى يقول: لا أراه، فيعلم ذلك المكان، يفعل ذلك من أربع جهات(١) ، ثم يقاس بعضها على بعض، فان استوت صدق، وإن زاد بعضها على بعض، قيل

__________________

الباب ٨

١ - الجعفريات ص ١٣٠.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٣١ ح ١٤٩٨.

(١) في المخطوط: « مواضع » وما أثبتناه من المصدر.

٣٩٦

له: فقد كذبت، ويعاد عليه الامر من أوله، حتى يستوي القياس من أربع جهات، وينبغي ان يستر ما بينه وبين الماشي بالبيضة، فلا يرى نقل قدميه، لئلا يحسب الخطى، فإذا اعتدل ذلك علم أنه منتهى بصره الصحيح، ثم تربط عينه الصحيحة وترسل المضروبة، ويفعل به كما فعل به أولا، فإذا استوى قياسه، نظر ما بينه وبين الأول، وحسب له من الدية مثل ما نقص» .

وكذلك قالعليه‌السلام يفعل في السمع، وينقر له بالدرهم.

[ ٢٣٠٦٧ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا أصيب الرجل في احدى عينيه بعلة من الرمي أو غيره، فإنها تقاس ببيضة تربط على عينه المصابة، فينظر ما منتهى بصر عينه الصحيحة، ثم تغطي عينه الصحيحة، فينظر ما منتهى عينه المصابة، فيعطى ديته بحساب ذلك ».

٩ -( باب دية سلس البول والغائط، والافضاء، ومن داس بطن رجل حتى أحدث)

[ ٢٣٠٦٨ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « أنه قضى في الرجل يضرب فلا يستطيع أن يحبس بوله، وفي الرجل يضرب فلا يستطيع أن يحبس غائطه، الدية كاملة ».

[ ٢٣٠٦٩ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام : في الرجل يضرب فيصيبه الفحج(١) في البول، قال: « الدية كاملة » وفي الرجل يضرب

__________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

الباب ٩

١ - الجعفريات ص ١١٩.

٢ - الجعفريات ص ١١٩.

(١) الفحج: تباعد ما بين الرجلين ( لسان العرب ج ٢ ص ٣٤٠ ).

٣٩٧

فيسلسل بوله، الدية كاملة» .

[ ٢٣٠٧٠ ] ٣ - الصدوق في المقنع: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أنه سئل عن رجل ضرب رجلا فقطع بوله، قال: « إن كان البول يمر إلى الليل فعليه الدية كاملة، فإن كان إلى نصف النهار فعليه ثلث الدية وإن كان إلى ارتفاع النهار فعليه ثلث الدية ».

١٠ -( باب أن في رفع الطمث ثلث الدية، بعد الحلف إن لم يعد بعد سنة)

[ ٢٣٠٧١ ] ١ - الصدوق في المقنع: وسأل أبو بصير أبا جعفرعليه‌السلام ، فقال: ما ترى في رجل ضرب امرأة شابة على بطنها، فعقر رحمها، وأفسد(١) طمثها، وذكرت أنه قد ارتفع طمثها عنها لذلك، وقد كان طمثها مستقيما؟ قال: « ينتظر بها سنة، فان صلح رحمها، وعاد طمثها إلى ما كان، وإلا استحلفت واغرم ضاربها ثلث ديتها، لفساد رحمها وارتفاع طمثها ».

١١ -( باب أن في القلب إذا أرعد فطار الدية، وفي الصعر الدية)

[ ٢٣٠٧٢ ] ١ - الصدوق في المقنع: وقضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في القلب إذا ذعر فطار بالدية.

__________________

٣ - المقنع ص ١٨٨.

الباب ١٠

١ - المقنع ص ١٨٩.

(١) في نسخة: فسد ( منه قده ).

الباب ١١

١ - المقنع ص ١٩١.

٣٩٨

١٢ -( باب عدد القسامة في اثبات الجناية على المنافع والأعضاء)

[ ٢٣٠٧٣ ] ١ - ظريف بن ناصح في كتاب الديات: باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « فإذا أصيب الرجل في احدى عينيه، فإنما يقاس ببيضة تربط على عينه المصابة، وينظر ما منتهى بصر عينه المصابة، فيعطى دية من حساب ذلك، والقسامة مع ذلك من الستة الاجزاء القسامة على ستة نفر، على قدر ما أصيب من عينه، فإن كان سدس بصره حلف الرجل وحده وأعطي، وإن كان ثلث بصره حلف هو وحلف معه رجل آخر، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجلان، وإن كان ثلثي بصره حلف هو وحلف معه ثلاثة رجال، وإن كان أربعة أخماس بصره حلف هو وحلف معه أربعة رجال، وإن كان بصره كله حلف هو وحلف معه خمسة رجال، ذلك في القسامة في العين(١) ».

قال: وأفتىعليه‌السلام فيمن لم يكن له من يحلف معه، ولم يوثق به، ما ذهب من بصره، انه يضاعف عليه اليمين، إن كان سدس بصره حلف واحدة، وإن كان الثلث حلف مرتين، وإن كان النصف حلف ثلاث مرات، وإن كان الثلثين حلف أربع مرات، وإن كان خمسة أسداس حلف خمس مرات، وإن كان بصره كله حلف ست مرات، ثم يعطى، وإن أبى أن يحلف لم يعط إلا ما حلف عليه، ووثق منه فصدق إلى أن قال وإن أصاب سمعه شئ فعلى نحو ذلك، يضرب له شئ لكي يعلم منتهى سمعه، ثم يقاس ذلك، والقسامة على نحو ما ينقص(٢) من سمعه، فإن كان سمعه كله فعلى نحو ذلك، وإن خيف منه فجور، ترك

__________________

الباب ١٢

١ - كتاب الديات ص ١٣٨.

(١) في المصدر: العينين.

(٢) في المخطوط: ينتقص وما أثبتناه من المصدر.

٣٩٩

حتى يغفل ثم يصاح، به فان سمع عاوده الخصوم إلى الحاكم، والحاكم يعمل فيه برأيه، ويحط(٣) عنه بعض ما أخذ.

وإن كان النقص في الفخذ أو في العضد، فإنه يقاس بخيط، تقاس رجله الصحيحة أو يده الصحيحة، ثم تقاس به المصابة فيعلم ما نقص من يده أو رجله، وان أصيب الساق أو الساعد فمن الفخذ أو العضد يقاس، وينظر الحاكم قدر فخذه.

١٣ -( باب حكم من نقص بعض نفسه، وما يمتحن به)

[ ٢٣٠٧٤ ] ١ - الصدوق في المقنع: وسأل رفاعة بن موسى أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن رجل ضرب رجلا فنقص بعض نفسه، بأي شئ يعرف؟ قال: « بالساعات » قال: وكيف بالساعات؟ قال: « ان النفس إذا طلع الفجر هو في الشق الأيمن من الانف، فإذا مضت الساعة صار إلى الأيسر، فتنظر ما بين نفسك ونفسه، ثم تحسب، ثم يؤخذ بحساب ذلك منه ».

[ ٢٣٠٧٥ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « دية النفس ألف دينار، ودية نقصان النفس فالحكم أن تحسب الأنفاس التامة، ويقعد منها ساعة ثم يحسب أنفاس ناقص النفس، ويعطى من الدية بمقدار ما ينقص منها ».

١٤ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب ديات المنافع)

[ ٢٣٠٧٦ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى،

__________________

(٣) في المخطوط: « ويحبط » وما أثبتناه من المصدر.

الباب ١٣

١ - المقنع ص ١٨٨.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٤.

الباب ١٤

١ - الجعفريات ص ١٣٠.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445