طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب9%

طرف من الأنباء والمناقب مؤلف:
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 653

طرف من الأنباء والمناقب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210633 / تحميل: 6559
الحجم الحجم الحجم
طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف:
الناشر: انتشارات تاسوعاء
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

[ المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى]

الأسماء الحسنى

وسنوردها هنا بثلاث عبارات :

الاُولى : ما ذكرها الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد(1) رحمه‌الله في عدّته ، أنّ الرضاعليه‌السلام روى عن أبيه عن آبائه عن علي(2) عليه‌السلام : أنّ لله تسعة وتسعين اسماً من دعا بها استجيب له ومن أحصاها(3) دخل الجنّة ، وهي هذه :

الله ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، الأول ، الآخر ، السميع ، البصير ، القدير ، القاهر ، العليّ ، الأعلى ، الباقي ، البديع ، الباري ، الأكرم ، الظاهر ، الباطن ، الحيّ ، الحكيم ، العليم ، الحليم ، الحفيظ ، الحقّ ، الحسيب ، الحميد ، الحفيّ ، الربّ ، الرحمن ، الرحيم ، الذاري ، الرازق ، الرقيب ، الرؤوف ، الرائي ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، السيّد ، السبّوح ، الشهيد ، الصادق ، الصانع ، الطاهر ،

__________________

(1) أبو العباس أحمد بن فهد الحلي ، يروي عن الشيخ أبي الحسن علي بن الخازن تلميذ الشهيد وغيره ، له عدة مصنفات ، منها : عدّة الداعي ونجاح الساعي ، في آداب الدعاء ، مشهور نافع مفيد في تهذيب النفس ، مرتّب على مقدّمة في تعريف الدعاء وستّة أبواب ، توفي سنة ( 841 ه‍ ).

الكنى والألقاب 1: 368 ، أعيان الشيعة 3: 147 ، الذريعة 15 : 228 ، معجم رجال الحديث 2 : 189.

(2) في العدة : « عن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن آبائه عن عليعليهم‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ لله عزّ وجلّ تسعة وتسعين اسماً من دعا الله بها استجاب له ومن أحصاها دخل الجنة ».

(3) في هامش (ر) : « قال الصدوقرحمه‌الله : معنى إحصائها هو الإحاطة بها والوقوف على معانيها ، وليس معنى الإحصاء عدّها ، قاله الشيخ جمال الدين في عدته.

ووجدتُ بخط الشيخ الزاهدرحمه‌الله : أن هذه الأسماء حجاب من كل سوء ، وهي للطاعة والمحبة وعقد الألسن ولإبطال السحر ولجلب الرزق نافع إن شاء الله تعالى. منهرحمه‌الله ».

اُنظر : التوحيد : 195 ، عدّة الداعي : 298.

٢١

العدل ، العفوّ ، الغفور ، الغنيّ ، الغياث ، الفاطر ، الفرد ، الفتّاح ، الفالق ، القديم ، الملك ، القدّوس ، القويّ ، القريب ، القيّوم ، القابض ، الباسط ، القاضي(4) ، المجيد ، الولي ، المنّان ، المحيط ، المبين ، المقيت ، المصوّر ، الكريم ، الكبير ، الكافي ، كاشف الضرّ ، الوتر ، النور ، والوّهاب ، الناصر ، الواسع ، الودود ، الهادي ، الوفيّ ، الوكيل ، الوارث ، البرّ ، الباعث ، التوّاب ، الجليل ، الجواد ، الخبير ، الخالق ، خير الناصرين ، الديّان ، الشكور ، العظيم ، اللطيف ، الشافي(5) .

الثانية : ما ذكرها الشهيد(6) رحمه‌الله في قواعده ، وهي : الله ، الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدّوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، الباري ، الخالق ، المصوّر ، الغفّار ، الوّهاب ، الرزّاق ، الخافض ، الرافع ، المعزّ ، المذلّ ، السميع ، البصير ، الحليم ، العظيم ، العليّ ، الكبير ، الحفيظ ، الجليل ، الرقيب ، المجيب ، الحكيم ، المجيد ، الباعث ، الحميد ، المبدي ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحيّ ، القيّوم ، الماجد ، التوّاب ، المنتقم ، الشديد العقاب ، العفّو ، الرؤوف ، الوالي ، الغني ، المغني ، الفتّاح ، القابض ، الباسط ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الغفور ، الشكور ، المقيت ، الحسيب ، الواسع ، الودود ، الشهيد ، الحقّ ، الوكيل ، القويّ ، المتين ، الوليّ ، المحصي ، الواجد ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدّم ، المؤخّر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، البرّ ، ذو الجلال والإكرام ، المُقِسط ، الجامع ، المانع ، الضارّ ، النافع ، النور ، البديع ، الوارث ، الرشيد ، الصبور ، الهادي ، الباقي(7) .

__________________

(4) في هامش (ر) : « قاضي الحاجات / خ ل ».

(5) عدّة الداعي : 298 ـ 299.

(6) أبو عبدالله محمد بن مكي العاملي الجزيني ، الشهيد الأول ، روى عن الشيخ فخر الدين محمد بن العلاّمة وغيره ، يروي عنه جماعة كثيرة منهم أولاده وبنته وزوجته ، له عدّة مصنّفات ، منها : القواعد والفوائد ، كتاب مختصر مشتمل على ضوابط كلية اُصولية وفرعية يستنبط منها الأحكام الشرعية ، استشهد مظلوماً سنة ( 786 ه‍ ).

رياض العلماء 5 : 185 ، الكنى والألقاب 2 : 342 ، تنقيح المقال 3 : 191 ، الذريعة 17 : 193.

(7) القواعد والفوائد 2: 166 ـ 174.

٢٢

قالرحمه‌الله : ورد في الكتاب العزيز من(8) الأسماء الحسنى : الربّ ، والمولى ، والنصير ، والمحيط ، والفاطر ، والعلاّم ، والكافي ، وذو الطّول ، وذو المعارج(9) .

الثالثة : ما ذكرها فخر الدين محمد بن محاسن(10) رحمه‌الله في جواهره ، وهي :

الله ، الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدّوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، الخالق ، الباري ، المصوّر ، الغفّار ، القهّار ، الوهّاب ، الرزّاق ، الفتّاح ، العليم ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع ، المعزّ ، المذلّ ، السميع ، البصير ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الحليم ، العظيم ، الغفور ، الشكور ، العليّ ، الكبير ، الحفيظ ، المقيت ، الحسيب ، الجليل ، الكريم ، الرقيب ، المجيب ، الواسع ، الحكيم ، الودود ، المجيد ، الماجد ، الباعث ، الشهيد ، الحقّ ، الوكيل ، القويّ ، المتين ، الوليّ ، الحميد ، المحصي ، المبدي ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحيّ ، القيوم ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدّم ، المؤخّر ، الأوّل ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الوالي ، المتعالي ، البرّ ، التوّاب ، المنتقم ، العفوّ ، الرؤوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المُقسِط ، الجامع ، الغنيّ ، المُغني ، المانع ، الضارّ ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور. فهذه تسعة وتسعون اسماً رواها محمد بن إسحاق(11) في المأثور.

__________________

(8) في ( القواعد ) و (ر) و (م) : « في » وما أثبتناه من (ب) وهو الأنسب.

(9) القواعد والفوائد 2 : 174 ـ 175.

(10) لم أجد من تعرّض لترجمته ، حتّى أن الشيخ العلاّمة الطهراني في الذريعة 5 : 257 حينما ذكر الجواهر ، قال : للشيخ فخر الدين محمد بن محاسن ينقل عنه الكفعمي في آخر البلد الأمين ، فالظاهر أنّه لم يجد له ترجمة أيضاً ، بل إنّما عرف كتابه واسمه من نقل الكفعمي عنه ، ومحمد بن محاسن نفسه الذي يأتي بعنوان البادرائي.

(11) يحتمل أن يكون هو : محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن علي القونوي الرومي ، من كبار تلاميذ الشيخ محيي الدين ابن العربي ، بينه وبين نصير الدين الطوسي مكاتبات في بعض المسائل الحكمية ، له عدّة مصنّفات ، منها : شرح الأسماء الحسنى ، مات سنة ( 673 ه‍ ).

كشف الظنون 2: 1956 ، أعلام الزركلي 6 : 30.

٢٣

ولمّا كانت كلّ واحدة من هذه العبارات الثلاث تزيد على صاحبتيها بأسماء وتنقص عنهما بأسماء ، أحببت أن أضع عبارة رابعة مشتملة على أسماء العبارات الثلاث ، مع الإشارة إلى شرح كلّ اسم منها ، من غير إيجاز مخلّ ولا إسهاب مملّ.

وسمّيت ذلك بالمقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى.

فنقول وبالله التوفيق :

الله :

اسم ، علم ، مفرد ، موضوع على ذات واجب الوجود.

وقال الغزّالي(12) : الله اسم للموجود الحق ، الجامع لصفات الإلهية ، المنعوت بنعوت الربوبية ، المتفرّد بالوجود الحقيقي ، فإن كلّ موجود سواه غير مستحقّ للوجود بذاته ، وإنّما استفاد الوجود منه(13) .

وقيل : الله اسم لمن هو الخالق لهذا العالم والمدبر له.

وقال الشهيد في قواعده : الله اسم للذات لجريان النعوت عليه ، وقيل : هو اسم للذات مع جملة الصفات الإلهية ، فإذا قلنا : الله ، فمعناه الذات الموصوفة بالصفات الخاصة ، وهي صفات الكمال ونعوت الجلال.

قالرحمه‌الله : وهذا المفهوم هو الذي يعبد ويوحد وينزه عن الشريك والنظير والمثل والند والضد(14) .

وقد اختلف في اشتقاق هذا الاسم المقدّس على وجوه عشرة ، ذكرناها

__________________

(12) أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزّالي ، الملقّب بحجّة الإسلام الطوسي ، تفقّه على أبي المعالي الجويني ، له عدّة مصنّفات ، منها : إحياء علوم الدين ، والمقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وغيرهما ، مات سنة ( 502 ه‍ ).

المنتظم 9 : 168 ، وفيات الأعيان 4 : 216 ، الكنى والألقاب 2 : 450.

(13) المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى : 14.

(14) القواعد والفوائد 2: 166.

٢٤

على حاشية الصحيفة في دعاء زين العابدينعليه‌السلام إذا أحزنه أمر(15) .

واعلم أنّ هذا الاسم الشريف قد امتاز عن غيره من أسمائه ـ تعالى ـ الحسنى بوجوه عشرة :

أ : أنّه أشهر أسماء الله تعالى.

ب : أنّه أعلاها محلاًّ في القرآن.

ج : أنّه أعلاها محلاًّ في الدعاء.

د : أنّه جعل أمام سائر الأسماء.

ه‍ : أنّه خصّت به كلمة الإخلاص.

و : أنّه وقعت به الشهادة.

ز : أنّه علم على الذات المقدّسة ، وهو مختصّ بالمعبود الحقّ تعالى ، فلا

__________________

(15) وهي كما في حاشية المصباح : 315 نقلاً عن الفوائد الشريفة في شرح الصحيفة :

« الأول : أنّه مشتقّ من لاه الشيء إذا خفي ، قال شعر :

لاهت فما عرفت يوماً بخارجةٍ

يا ليتها خرجت حتى عرفناها

الثاني : أنّه مشتقّ من التحيّر ، لتحيّر العقول في كنه عظمته ، قال :

ببيداء تيه تأله العير وسطها

مخفقـة بالآل جرد وأملق

الثالث : أنّه مشتقّ من الغيبوبة ، لأنّه سبحانه لا تدركه الأبصار ، قال الشاعر :

لاه ربّي عن الخلائق طراً

خالق الخلق لا يُرى ويرانا

الرابع : أنّه مشتقّ من التعبّد ، قال الشاعر :

لله درّ الغانيــات المُـدَّهِ

آلهن واسترجعن من تألّهي

الخامس : أنّه مشتق من أله بالمكان إذا أقام به ، قال شعر :

ألهنا بدارٍ لا يدوم رسومها

كأن بقاها وشامٌ على اليدِ

السادس : أنّه مشتقّ من لاه يلوه بمعنى ارتفع.

السابع : أنّه مشتقّ من وَلَهَ الفصيلُ باُمّه إذا ولع بها ، كما أنّ العباد مولهون ، أي : مولعون بالتضرّع إليه تعالى.

الثامن : أنّه مشتقّ من الرجوع ، يقال : ألهت إلى فلان ، أي : فزعت إليه ورجعت ، والخلق يفزعون إليه تعالى في حوائجهم ويرجعون إليه ، وقيل للمألوه [ إليه ] إله ، كما قيل للمؤتمّ به إمام.

التاسع : أنّه مشتقّ من السكون ، وألهت إلى فلان أي : سكنت ، والمعنى أنّ الخلق يسكنون إلى ذكره.

العاشر : أنّه مشتقّ من الإلهيّة. وهي القدرة على الاختراع ».

٢٥

يطلق على غيره حقيقةً ولا مجازاً ، قال تعالى :( هل تَعلَمُ لهُ سَميّاً ) (16) أي : هل تعلم أحداً يسمّى الله ؟ وقيل : سميّاً أي : مثلاً وشبيهاً.

ح : أنّ هذا الاسم الشريف دالّ على الذات المقدّسة الموصوفة بجميع الكمالات ، حتى لا يشذّ به شيء ، وباقي أسمائه تعالى لا تدلّ آحادها إلاّ على آحاد المعاني ، كالقادر على القدرة والعالم على العلم. أو فعل منسوب إلى الذات ، مثل قولنا : الرحمن ، فإنّه اسم للذات مع اعتبار الرحمة ، وكذا الرحيم والعليم. والخالق : اسم للذات مع اعتبار وصف وجودي خارجي. والقدّوس : اسم للذات مع وصف سلبي ، أعني التقديس الذي هو التطهير عن النقائص. والباقي : اسم اللذات مع نسبة وإضافة ، أعني البقاء ، وهو نسبة بين الوجود والأزمنة ، إذ هو استمرار الوجود في الأزمنة. والأبديّ : هو المستمرّ في جميع الأزمنة ، فالباقي أعمّ منه. والأزلي : هو الذي قارن وجوده جميع الأزمنة الماضية المحقّقة والمقدّرة. فهذه الاعتبارات تكاد تأتي على الأسماء الحسنى بحسب الضبط(17) .

ط : أنّه اسم غير صفة ، بخلاف سائر أسمائه تعالى ، فإنها تقع صفات ، أمّا أنّه اسم غير صفة ، فلأنّك تصف ولا تصف به ، فتقول : إله واحد ، ولا تقول : شيء إله ، وأمّا وقوع ما عداه من أسمائه الحسنى صفات ، فلأنّه يقال : شيء قادر وعالم وحيّ إلى غير ذلك.

ي : أن جميع أسمائه الحسنى يتسمّى بهذا الاسم ولا يتسمّى هو بشيء منها ، فلا يقال : الله اسم من أسماء الصبور أو الرحيم أو الشكور ، ولكن يقال : الصبور اسم من أسماء الله تعالى.

إذا عرفت ذلك ، فاعلم أنّه قد قيل : إنّ هذا الاسم المقدّس هو الاسم الأعظم. قال ابن فهد في عدّته : وهذا القول قريب جداً ، لأنّ الوارد في هذا المعنى

__________________

(16) مريم 19 : 65.

(17) القواعد والفوائد 2: 166.

٢٦

كثيراً(18) .

ورأيت في كتاب الدرّ المنتظم في السرّ الأعظم ، للشيخ محمد بن طلحة بن محمد ابن الحسين(19) : أنّ هذا الاسم المقدّس يدلّ على الأسماء الحسنى كلّها التي هي تسعة وتسعون اسماً ، لأنك إذا قسمت الاسم المقدّس في علم الحروف على قسمين كان كلّ قسم ثلاثة وثلاثين ، فتضرب الثلاثة والثلاثين في حروف الاسم المقدّس بعد إسقاط المكرر وهي ثلاثة تكون عدد الأسماء الحسنى ، وذكر أمثلة اُخر في هذا المعنى تركناها اختصاراً(20) .

ورأيت في كتاب مشارق الأنوار وحقائق الأسرار ، للشيخ رجب بن محمد بن رجب الحافظ(21) : أن هذا الاسم المقدس أربعة أحرف ـ الله ـ فإذا وقفت على الأشياء عرفت أنها منه وبه وإليه وعنه ، فإذ أُخذ منه الألف بقي لله ، ولله كلّ شيء ، فإن اُخذ اللام وترك الألف بقي إله ، وهو إله كلّ شيء ، وإن اُخذ

__________________

(18) عدّة الداعي : 50.

(19) أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي الشافعي ، له عدّة مصنفات ، منها : الدرّ المنظم في السرّ الأعظم أو الدرّ المنظم في اسم الله الأعظم ، مات سنة ( 652 ه‍ ).

شذرات الذهب 5 : 259 ، أعلام الزركلي 6 : 175.

علماً بأنّ في (ر) و (ب) و (م) ذكر : الدرّ المنتظم وفي مصادر الترجمة : الدر المنظم ، وكذا ذكر في (ر) و (ب) : محمد بن طلحة بن محمد بن الحسين ، وفي المصادر : ابن الحسن ، فتأمّل.

(20) في حاشية (ر) : « منها : أنك إذا جمعت من الاسم المقدّس طرفيه ، وقسّمت عددهما على حروفه الأربعة ، وضربت ما يخرج القسمة فيما له من العدد في علم الحروف ، يكون عدد الأسماء الحسنى. وبيانه : أن تأخذ الألف والهاء وهما بستة ، وتقسِّمها على حروف الأربعة ، يقوم لكل حرف واحد ونصف ، فتضربة به فيما للإسم المقدّس من العدد وهو ستة وستين ، تبلغ تسعة وتسعين عدد الأسماء الحسنى. منهرحمه‌الله ».

(21) رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي المعروف بالحافظ ، من متأخّري علماء الإمامية ، كان ماهراً في أكثر العلوم ، له يد طولى في علم أسرار الحروف والأعداد ونحوها ، وقد أبدع في كتبه حيث استخرج أسامي النبي والأئمةعليهم‌السلام من الآيات ونحو ذلك من غرائب الفوائد وأسرار الحروف ، له أشعار لم يرعين الزمان مثلها في مدح أهل البيتعليهم‌السلام ، من مصنافته : مشارق أنوار اليقين في كشف حقائق أسرار أمير المؤمنين ، توفي في حدود سنة ( 813 ه‍ ).

رياض العلماء 2 : 304 ، الكُنى والألقاب 2 : 148 ، أعيان الشيعة 6 : 46.

٢٧

الألف من إله بقي له ، وله كلّ شيء ، فإن اُخذ من له اللام بقي هو ، وهو هو وحده لا شريك له ، وهو لفظ يوصل إلى ينبوع العزة ، ولفظ هو مركب من حرفين ، والهاء أصل الواو ، فهو حرف واحد يدل على الواحد الحق ، والهاء أول المخارج والواو أخرها ، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن(22) .

ولمّا كان الاسم المقدّس الأقدس أرفع أسماء الله تعالى شأناً وأعلاها مكاناً ، وكان لكمالها جمالاً ولجمالها كمالاً ، خرجنا فيه بالإسهاب عن مناسبة الكتاب ، والله الموفّق للصواب.

الرحمن الرحيم :

قال الشهيدرحمه‌الله : هما اسمان للمبالغة من رحم ، كغضبان من غضب وعليم من علم ، والرحمة لغة : رقّة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان ، ومنه : الرحم ، لانعطافها على ما فيها ، وأسماء الله تعالى إنّما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي هي انفعال(23) (24) .

وقال صاحب العدّة : الرحمن الرحيم مشتقّان من الرحمة وهي النعمة ،

__________________

(22) مشارق الأنوار : 32 ـ 33 ، وفيه : « والقرآن له ظاهر وباطن ، ومعانيه منحصرة في أربع أقسام ، وهي أربع أحرف وعنها ظهر باقي الكلام ، وهي ( أل‍ ل‍ ه ) ، والألف واللام منه آلة التعريف ، فإذا وضعت على الأشياء عرفتها أنّها منه وله ، وإذا اُخذ منه الألف بقي لله ، ولله كل شيء ، وإذا اُخذ منه ( ل‍ ) بقي إله ، وهو إله كلّ شيء ، وإذا اُخذ منه الألف واللام بقي له ، وله كلّ شيء ، وإذا اُخذ الألف واللامان بقي هو ، وهو هو وحده لا شريك له. والعارفون يشهدون من الألف ويهيمنون من اللام ويصلون من الهاء. والألف من هذا الاسم إشارة إلى الهويّة التي لا شيء قبلها ولا بعدها وله الروح ، واللام وسطاً وهو إشارة إلى أنّ الخلق منه وبه وإليه وعنه ، وله العقل وهو الأول والآخر ، وذلك لأنّ الألف صورة واحدة في الخطّ وفي الهجاء ».

(23) القواعد والفوائد 2 : 166 ـ 167.

(24) في هامش (ر) : « وقال السيد المرتضى : ليست الرحمة عبارة عن رقّة القلب والشفقة ، وإنّما هي عبارة عن الفضل والإنعام وضروب الإحسان ، فعلى هذا يكون إطلاق لفظ الرحمة عليه تعالى حقيقة وعلى الأول مجاز. منهرحمه‌الله تعالى ».

٢٨

ومنه :( وما أرسلناك إلاّ رحمّة للعالمينّ ) (25) أي : نعمة ، ويقال للقرآن رحمة وللغيث رحمة ، أي : نعمة ، وقد يتسمّى بالرحيم غيره تعالى ولا يتسمّى بالرحمن سواه ، لأن الرحمن هو الذي يقدر على كشف الضر والبلوى ، ويقال لرقيق القلب من الخلق : رحيم ، لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقة ، وأقلها الدعاء للمرحوم والتوجع له ، وليست في حقّه تعالى كذلك ، بل معناها إيجاد النعمة للمرحوم وكشف البلوى عنه ، فالحدّ الشامل أن تقول : هي التخلص من أقسام الآفات ، وإيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات(26) .

وفي كتاب الرسالة الواضحة(27) : أنّ الرحمن الرحيم من أبنية المبالغة ، إلاّ أنّ فعلان أبلغ من فعيل ، ثم هذه المبالغة قد توجد تارة باعتبار الكمّية ، واُخرى باعتبار الكيفية :

فعلى الأول قيل : يا رحمن الدنيا ـ لأنّه يعمّ المؤمن والكافر ـ ورحيم الآخرة لأنه يخص الرحمة بالمؤمنين ، لقوله تعالى :( وكان بالمؤمنين رحيماً ) (28) .

وعلى الثاني قيل : يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا ، لأنّ النعم الاُخروية كلّها جسام ، وأمّا النعم الدنيوية فجليلة وحقيرة.

وعن الصادقعليه‌السلام : الرحمن اسم خاصّ بصفة عامة ، والرحيم اسم عامّ بصفة خاصة(29) .

وعن أبي عبيدة(30) : الرحمن ذو الرحمة ، والرحيم الراحم ، وكرر لضرب

__________________

(25) الأنبياء 21 : 107.

(26) عدّة الداعي : 303 ـ 304 ، باختلاف.

(27) الرسالة الواضحة في تفسير سورة الفاتحة ، للمصنف الشيخ علي بن إبراهيم الكفعمي : مخطوطة.

(28) الأحزاب 33 : 43.

(29) مجمع البيان 1 : 21.

(30) أبو عبيدة معمّر بن المثنى البصري النحوي اللغوي ، أول من صنّف غريب الحديث ، وكان أبو نؤاس الشاعر يتعلّم منه ويصفه ويذمّ الأصمعي ، له عدّة مصنفات ، منها : مجاز القرآن الكريم وغريب القرآن ومعاني القرآن ، مات سنة ( 209 ه‍ ) وقيل غير ذلك.

وفيات الأعيان 5 : 235 ، الكنى والألقاب 1 : 116.

٢٩

من التأكيد(31) .

وعن السيد المرتضى(32) رحمه‌الله : أن الرحمن مشترك فيه اللغة العربية والعبرانية والسريانية ، والرحيم مختصّ بالعربية.

قال الطبرسي(33) : وإنّما قدّم الرحمن على الرحيم ، لأن الرحمن بمنزلة الاسم العلم ، من حيث أنه لا يوصف به إلاّ الله تعالى ، ولهذا جمع بينهما تعالى في قوله :( قلِ ادعوا اللهَ أو ادعوا الرحمنَ ) (34) فوجب لذلك تقديمه على الرحيم ، لأنه يطلق عليه وعلى غيره(35) .

الملك :

التامّ الملك ، الجامع لأصناف المملوكات ، قاله البادرائي في جواهره.

__________________

(31) اُنظر : مجمع البيان 1 : 20.

(32) أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام ، المشهور بالسيد المرتضى ، جمع من العلوم ما لم يجمعه أحد وحاز من الفضائل ما تفرّد به وتوحّد وأجمع على فضله المخالف والمؤالف ، كيف لا وقد أخذ من المجد طرفيه واكتسى بثوبيه وتردّى ببرديه ، روى عن جماعة عديدة من العامة والخاصة منهم الشيخ المفيد والحسين بن علي بن بابويه أخي الصدوق والتلعكبري ، روى عنه جماعة كثيرة من العامة والخاصة منهم : أبو يعلى سلار وأبو الصلاح الحلبي وأبو يعلى الكراجكي ومن العامة : الخطيب البغدادي والقاضي بن قدامة ، له عدّة مصنفات مشهورة ، منها الشافي في الإمامة لم يصنّف مثله والذخيرة ، توفي سنة ( 433 ه‍ ) وقيل ( 436 ه‍ ).

وفيات الأعيان 3 : 313 ، رياض العلماء 4 : 14، الكنى والألقاب 2 : 439.

(33) أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المشهدي ، من أكابر مجتهدي علمائنا ، يروي عن الشيخ أبي علي بن الشيخ الطوسي وغيره ، يروي عنه ولده الحسن وابن شهرآشوب والشيخ منتجب الدين وغيرهم ، له عدة مصنفات ، منها : مجمع البيان لعلوم القرآن ، وهو تفسير لم يعمل مثله عيّن كل سورة أنّها مكّية أو مدنية ثم يذكر مواضع الاختلاف في القراءة ثم يذكر اللغة والعربية ثم يذكر الإعراب ثم الأسباب والنزول ثم المعنى والتأويل والأحكام والقصص ثم يذكر انتظام الآيات ، توفي سنة ( 548 ه‍ ) في سبزوار وحمل نعشه إلى المشهد الرضوي ودفن في مغتسل الرضاعليه‌السلام وقبره مزار.

رياض العلماء 4 : 340 ، الكنى والألقاب 2 : 403 ، الذريعة 20 : 24.

(34) الإسراء 17 : 110.

(35) مجمع البيان 1 : 21 ، باختلاف.

٣٠

وقال الشهيد : الملك المتصرف بالأمر والنهي في المأمورين ، أو الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ، ويحتاج إليه كلّ موجود في ذاته وصفاته(36) .

والملكوت : ملك الله ، زيدت فيه التاء كما زيدت في رهبوت ورحموت ، من الرهبة والرحمة.

القدوس :

فعول من القدس وهو الطهارة ، فالقدّوس : الطاهر من العيوب المنزّه عن الأضداد والأنداد ، والتقديس : التطهير ، وقوله تعالى حكاية عن الملائكة :( ونحنُ نسبّحُ بحمدكَ ونقدّسُ لكَ ) (37) أي : ننسبك إلى الطهارة.

وسمّي بيت المقدس بذلك ، لأنه المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب. وقيل للجنة : حظيرة القدس ، لأنها موضع الطهارة من الأدناس والآفات التي تكون في الدنيا.

السلام :

معناه ذو السلامة ، أي : سلم في ذاته عن كل عيب ، وفي صفاته عن كل نقص وآفة تلحق المخلوقين ، والسلام مصدر وصف به تعالى للمبالغة. وقيل : معناه المسلم ، لأن السلامة تنال من قبله.

وقوله :( لهم دارُ السلام ) (38) يجوز أن تكون مضافة إليه تعالى ، ويجوز أن يكون تعالى قد سمّى الجنة سلاماً ، لأن الصائر إليها يسلم من كلّ آفة.

* * *

__________________

(36) القواعد والفوائد 2 : 167.

(37) البقرة 2 : 30.

(38) الأنعام 6 : 127.

٣١

المؤمن :

المصدّق ، لأن الإيمان في اللغة التصديق ، ويحتمل ذلك وجهان :

أ : أنّه يصدق عبادّه وعده ، ويفي لهم بما ضمنه لهم.

ب : أنّه يصدق ظنون عباده المؤمنين ولا يخيّب آمالهم ، قاله البادرائي.

وعن الصادقعليه‌السلام : سمّي تعالى مؤمناً ، لأنه يؤمن عذابه من أطاعه(39) .

وفي الصحاح(40) : الله تعالى مؤمن ، وهو : الذي آمن عباده ظلمه(41) .

المهيمن :

قال العزيزي(42) في غريبه والشهيد في قواعده : هو القائم على خلقه بأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم(43) .

وقال صاحب العدّة : المهيمن : الشاهد ، ومنه قوله تعالى :( ومهيمناً عليه ) (44) أي : شاهداً ، فهو تعالى الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل ، وقيل : هو الرقيب على الشيء والحافظ له ، وقيل : هو الأمين(45) .

__________________

(39) التوحيد : 205.

(40) كتاب الصحاح لأبي نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري الفارابي ، ابن اُخت أبي إسحاق الفارابي صاحب ديوان الأدب ، له عدّة مصنّفات ، منها : هذا الكتاب ـ الصحاح ـ وهو أحسن من الجمهرة وأوقع من التهذيب وأقرب متناولاً من مجمل اللغة ، مات سنة ( 393 ه‍ ).

يتيمة الدهر 4 : 468 ، معجم الاُدباء 5 : 151، النجوم الزاهرة 4 : 207.

(41) الصحاح 5 : 2071 ، أمن.

(42) أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني العزيزي. اشتهر بكتابه غريب القرآن ، وهو على حروف المعجم صنّفه في (15) سنة ، مات سنة ( 330 ه‍ ).

أعلام الزركلي 6 : 268.

(43) غريب القرآن ـ نزهة القلوب ـ : 209 ، القواعد والفوائد 2 : 167.

(44) المائدة 5 : 48.

(45) عدّة الداعي : 304 ـ 305 ، باختلاف.

٣٢

وإلى القول الأوسط ذهب الجوهري ، فقال : المهيمن الشاهد ، وهو من آمن غيره من الخوف(46) .

قلت : إنّما كان المهيمن من آمن ، لأن أصل مهيمن مؤيمن ، فقلبت الهمزة هاء لقرب مخرجهما ، كما في هرقت الماء وأرقته ، وإيهاب وهيهات ، وإبرية وهبرية للخزاز الذي في الرأس ، وقرأ أبو السرائر الغنوي(47) : هياك نعبد وهياك نستعين(48) .

قال الشاعر :

وهياك والأمر الذي إن توسعت

موارده ضاقت عليك مصادره

العزيز :

الغالب القاهر ، أو ما يمتنع الوصول إليه ، قاله الشهيد في قواعده(49) .

وقال الشيخ علي بن يوسف بن عبد الجليل(50) في كتابه منتهى السّؤول في شرح الفصول : العزيز هو الحظير الذي يقلّ وجود مثله ، وتشتدّ الحاجة إليه ، ويصعب الوصول إليه ، فليس العزيز المطلق إلاّ هو تعالى.

وقال صاحب العدّة : العزيز المنيع الذي لا يُغلب ، ويقال : من عزّ بزّ ،

__________________

(46) الصحاح 6 : 2217 ، همن.

(47) كذا ، ولم أجد هذا الاسم في كتب التراجم.

(48) قال الزمخشري في الكشّاف 1 : 62 : « وقرئ إياك بتخفيف الياء واياك بفتح الهمزة والتشديد وهياك بقلب الهمزة هاء ».

قال طفيل الغنوي :

فهياك والأمر الذي ان تراحبت موارده ضاقت عليك مصادره.

(49) القواعد والفوائد 2 : 167.

(50) ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي ، عالم فاضل كامل ، من أجلة متكلمي الإمامية وفقهائهم ، يروي عن الشيخ فخر الدين ولد العلاّمة ، يروى عنه ابن فهد الحلي ، له عدة مصنفات ، منها : منتهى السّؤول في شرح الفصول ، وهو شرح على فصول خواجه نصير الدين الطوسي في اُصول الدين ، وهو شرحُ بالقول يعني قوله قوله.

رياض العلماء 4 : 293 ، الذريعة 23 : 10.

٣٣

أي : من غلب سلب ، ومنه قوله تعالى :( وعزّني في الخطابِ ) (51) أي : غلبني في محاورة الكلام ، وقد يقال العزيز للملك ، ومنه قوله تعالى :( يا أيها العزيزُ ) (52) أي : يا أيها الملك(53) .

والعزيز أيضاً : الذي لا يعادله شيء ، والذي لا مثل له ولا نظير.

الجبار :

القهار ، أو المتكبر ، أو المتسلّط ، أو الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم أسباب المعاش والرزق ، أو الذي تنفذ مشيته على سبيل الإجبار في كل أحد ولا تنفذ فيه مشية أحد. ويقال : الجبّار العالي فوق خلقه ، ويقال للنخل الذي طال وفات اليد : جبّار.

المتكبّر :

ذو الكبرياء ، وهو : الملك ، أو ما يرى الملك حقيراً بالنسبة إلى عظمته ، قاله الشهيد(54) .

وقال صاحب العدّة : المتكبّر المتعالي عن صفات الخلق ، ويقال : المتكبّر على عتاة خلقه ، وهو مأخوذ من الكبرياء ، وهم اسم التكبّر والتعظّم(55) .

الخالق :

هو المبدئ للخلق والمخترع لهم على غير مثال سبق ، قاله البادرائي في جواهره.

__________________

(51) ص 38 : 23.

(52) يوسف 12 : 78 ، 88.

(53) عدّة الداعي : 305.

(54) القواعد والفوائد 2 : 167.

(55) عدّة الداعي : 305 ، باختلاف.

٣٤

وقال الشهيد : الخالق ، المقدّر(56) .

قلت : وهو حسن ، إذ قد يراد بالخلق التقدير ، ومنه قوله تعالى :( إنّي أخلقُ لكم منَ الطينِ كهيئةِ الطيرِ ) (57) أي : اُقدّر.

البارئ :

الخالق ، والبرية : الخلق ، وبارئ البرايا أي : خالق الخلائق.

المصوّر :

الذي أنشأ خلقه على صور مختلفه ليتعارفوا بها ، قال تعالى :( وصوّركم فأحسنَ صوَركُم ) (58) .

وقال الغزّالي في تفسير أسماء الله تعالى الحسنى : قد يظنّ أنّ الخالق والبارئ والمصور ألفاظ مترادفة ، وأن الكلّ يرجع إلى الخلق والاختراع ، وليست كذلك ، بل كل ما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقديره أولاً ، وإلى إيجاده على وفق التقدير ثانياً ، وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثاً ، والله تعالى خالق من حيث أنّه مقدر ، وبارئ من حيث أنه مخترع موجد ، ومصوّر من حيث أنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب. وهذا كالبناء مثلاً ، فإنه يحتاج إلى مقدّر يقدّر ما لابدّ منه : من الخشب ، واللبن ، ومساحة الأرض ، وعدد الأبنية وطولها وعرضها ، وهذا يتولاّه المهندس فيرسمه ويصوّره ، ثم يحتاج إلى بنّاء يتولّى الأعمال التي عندها تحدث اُصول الأبنية ، ثم يحتاج إلى مزيّن ينقش ظاهره ويزيّن صورته ، فيتولاه غير البناء. هذه هي العادة في التقدير في البناء والتصوير ، وليس كذلك في أفعاله تعالى ، بل هو المقدّر والموجد والصانع ، فهو الخالق والبارئ والمصور(59) .

__________________

(56) القواعد والفوائد 2 : 167.

(57) آل عمران 3 : 49.

(58) غافر 40 : 64 ، التغابن 64 : 3.

(59) المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى : 18.

٣٥

الغفّار :

هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح ، قاله الشهيد(60) .

وقال البادرائي : هو الذي يغفر ذنوب عباده ، وكلّما تكررت التوبة من المذنب تكررت منه تعالى المغفرة ، لقوله :( وإني لغفّارٌ لِمن تابَ ) (61) الآية. والغفر في اللغة : الستر والتغطية ، فالغفّار : الستّار لذنوب عباده.

القهّار القاهر :

بمعنى ، وهو : الذي قهر الجبابرة وقهر العباد بالموت ، غير أنّ قهّار وغفّار وجبّار ووهّاب ورزّاق وفتاح ونحو ذلك من أبنية المبالغة ، لأنّ العرب قد بنت مثال من كرر الفعل على فعّال ، ولهذا يقولون لكثير السؤال : سأّال وسأّالة.

قال :

سَأّالةٌ للفتى ما ليس في يده

ذهّابة بعقول القوم والمالي

وكذا ما بني على فعلان وفعيل كرحمن ورحيم ، إلاّ أن فعلان أبلغ من فعيل. وبنت مثال من بالغ في الأمر وكان قوياً عليه على فعول ، كصبور وشكور. وبنت مثال من فعل الشيء مرّة على فاعل ، نحو سائل وقاتل. وبنت مثال من اعتاد الفعل على مِفعال ، مثل امرأة مذكار إذا كان من عادتها أن تلد الذكور ، ومئناث إذا كان من عادتها أن تلد الإناث ، ومعقاب إذا كان من عادتها أن تلد نوبة ذكراً ونوبة اُنثى ، ورجل منعال ومفضال إذا كان ذلك من عادته.

الوهّاب :

هو من أبنية المبالغة كما مرّ آنفاً ، وهو الذي يجود بالعطايا التي لا تفنى ، وكّل من وهب شيئاً من أعراض الدنيا فهو واهب ولا يسمّى وهّاباً ، بل الوهّاب

__________________

(60) القواعد والفوائد 2 : 168.

(61) طه 20 : 82.

٣٦

من تصرّفت مواهبه في أنواع العطايا ودامت ، والمخلوقون إنّما يملكون أن يهبوا مالاً أو نوالاً في حال دون حال ، ولا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم ولا ولداً لعقيم ، قاله البادرائي.

وقال صاحب العدّة : الوّهاب الكثير الهبة ، والمفضال في العطية(62) .

وقال الشهيد : الوهّاب المعطي كل ما يحتاج إليه لكلّ من يحتاج إليه(63) .

الرزّاق الرازق :

بمعنى ، وهو : خالق الأرزقة والمرتزقة والمتكفّل بإيصالها لكلّ نفس ، من مؤمن وكافر ، غير أنّ في الرزّاق المبالغة.

الفتاح :

الحاكم بين عباده ، وفتح الحاكم بين الخصمين : إذا قضى بينهما ، ومنه :( ربّنا افتح بيننا وبينَ قومنا بالحقِ ) (64) أي : احكم.

وهو أيضاً الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده ، وهو الذي بعنايته ينفتح كل مغلق.

العليم :

العالم بالسرائر والخفيات وتفاصيل المعلومات قبل حدوثها وبعد وجودها(65) .

__________________

(62) عدّة الداعي : 311.

(63) القواعد والفوائد 2 : 68.

(64) الأعراف 7 : 89.

(65) في هامش (ر) : « والعليم مبالغة في العالم ، لأنّ قولنا : عالم ، يفيد أنّ له معلوماً ، كما أنّ قولنا : سامع ، يفيد أنّ له مسموعاً ، وإذا وصفناه بأنّه عليم أفاد أنّه متى صحّ معلوم فهو عالم به ، كما أنّ سميعاً يفيد

٣٧

القابض الباسط :

هوالذي يوسع الرزق ويقدره بحسب الحكمة.

ويحسن القران بين هذين الاسمين ونظائرهما ـ كالخافض والرافع ، والمعزّ والمذلّ ، والضارّ والنافع ، والمبدئ والمعيد ، والمحيي والمميت ، والمقدّم والمؤخّر ، والأول ، والآخر ، والظاهر والباطن ـ لأنّه أنبأ عن القدرة ، وأدلّ على الحكمة ، قال الله تعالى :( واللهُ يقبضُ ويبسطُ ) (66) فإذا ذكرت القابض مفرداً عن الباسط كنت كأنك قد قصرت الصفة على المنع والحرمان ، وإذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين. فالأولى لمن وقف بحسن الأدب بين يدي الله تعالى أن لا يفرد كلّ اسم عن مقابله ، لما فيه من الإعراب عن وجه الحكمة.

الخافض الرافع :

هو الذي يخفض الكفار بالإشقاء ويرفع المؤمنين بالاسعاد. وقوله :( خافضةُ رافعةٌ ) (67) أي : تخفض أقواماً إلى النار وترفع أقواماً إلى الجنة ، يعني : القيامة.

المعزّ المذلّ :

الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممّن يشاء ، أو الذي أعزّ بالطاعة أولياءه ، فأظهرهم على أعدائه في الدنيا وأحلّهم دار الكرامة في العقبى ، وأذل أهل

__________________

أنّه متى وجد مسموع فلابدّ أن يكون سامعاً له ، والعلوم كلّها من جهته تعالى ، لأنّها لا تخلو من أن تكون ضرورية فهو الذي فعلها ، أو استدلالية فهو الذي أقام الأدلة عليها ، فلا علم لأحد إلاّ الله تعالى. منهرحمه‌الله ».

(66) البقرة 2 : 245.

(67) الواقعة 56 : 3.

٣٨

الكفر في الدنيا ، بأن ضربهم بالرق والجزية والصغار ، وفي الآخرة بالخلود في النار(68) .

السميع :

بمعنى السامع ، يسمع السّر والنجوى ، سواء عنده الجهر والخفوت والنطق والسكوت. وقد يكون السميع بمعنى القبول والإجابة ، ومنه قول المصلّي : سمع الله لمن حمده ، معناه : قبل الله حمد من حمده واستجاب له. وقيل : السميع العليم بالمسوعات ، وهي : الأصوات والحروف.

البصير :

العالم بالخفيّات ، وقيل : العالم بالمبصرات.

وفي عبارة الشهيد ،السميع : الذي لا يعزب عن إداركه مسموع خفيّ أو ظاهر ، والبصير : الذي لا يعزب عنه ما تحت الثرى ، ومرجعهما إلى العلم ، لتعاليه سبحانه عن الحاسّة والمعاني القديمة(69) .

الحَكَم :

هو الحاكم الذي سلّم له الحكم ، وسمّي الحاكم حاكماً لمنعه الناس من التظالم(70) .

__________________

(68) في هامش (ر) : « وقيل يعزّ المؤمن بتعظيمه والثناء عليه ، ويذلّ الكافر بالجزية والسبي ، وهو سبحانه وإن أفقر أولياءه وابتلاهم في الدنيا ، فإنّ ذلك ليس على سبيل الإذلال ، بل ليكرمهم بذلك في الآخرة ، ويحلّهم غاية الإغزاز والإجلال ، ذكر ذلك الكفعمي في كتابه جُنّة الأمان الواقية. منهرحمه‌الله ».

انظر : جُنّة الأمان الواقية ـ المصباح ـ : 322.

(69) القواعد والفوائد 2 : 168.

(70) في هامش (ر) : « قلت : ومن ذلك اُخذ معنى الحكمة ، لأنّها تمنع من الجهل. وحكمة الدابة ما أحاط بالحنك ، سمّيت بذلك لمنعها من الجماح ، وحكمت السفيه وأحكمته إذا أخذت على يده

٣٩

العدل :

أي : ذو العدل ، وهو مصدر اُقيم مقام الأصل ، وحفّ به تعالى للمبالغة لكثرة عدله. والعدل : هو الذي يجوز في الحكم ، ورجل عدل وقوم عدل وامرأة عدل ، يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث.

اللطيف :

العالم بغوامض الأشياء ، ثم يوصلها إلى المستصلح برفق دون العنف ، أو البرّ بعباده الذي يوصل إليهم ما ينتفعون به في الدارين ويهيّئ لهم أسباب مصالحهم من حيث لا يحتسبون ، قاله الشهيد في قواعده(71) .

وقيل : اللطيف فاعل اللطف ، وهو ما يقرب معه العبد من الطاعة ويبعد من المعصية ، واللطف من الله التوفيق.

وفي كتاب التوحيد(72) عن الصادقعليه‌السلام : أنّ معنى اللطيف هو :

__________________

ومنعته مما أراد ، وحكمته أيضاً إذا فوّضت إليه الحكم ، وفي حديث النخعي : حكّم اليتيم كما تحكّم ولدك ، أي : امنعه من الفساد ، وقيل : أي حكّمه في ماله إذا صلح لذلك ، وفي الحديث : إنّ في الشعر لحكمة ، أي : من الشعر كلاماً نافعاً يمنع عن الجهل والسفه وينهى عنهما ، والحكم : الحكمة ، ومنه :( وآتيناه الحكم صبيّاً [ 19 : 12 ]) أي : الحكمة ، وقوله تعالى :( فوهب لي ربيّ حكماً [ 26 : 21 ]) أي : حكمة ، والصمت : حكم وقوله تعالى عن داودعليه‌السلام :( وآتيناه الحكمة [ 38 : 20 ]) قيل : هي الزبور ، وقيل : هي كلّ كلام وافق الحق ، والمحاكمة : المخاصمة إلى الحاكم ، من مغرب المطرزي ، وغريبي الهروي وصحاح الجوهري. منهرحمه‌الله ».

اُنظر : المغرب 1 : 133 حكم ، الصحاح 5 : 1901 حكم.

(71) القواعد والفوائد 2 : 170.

(72) كتاب التوحيد لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، شيخ الحفظة ووجه الطائفة المستحفظة ، ولد بدعاء مولانا صاحب الأمر روحي له الفداء ، وصفه الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في التوقيع الخارج من الناحية المقدّسة بأنّه : فقيه خيِّر مبارك ينفع الله به ، فعّمت بركته ببركة الإمام وانتفع به الخاصّ والعامّ ، له عدّة مصنفات ، منها : هذا الكتاب ـ التوحيد ـ توفي سنة ( 381 ه‍ ) بالري ، وقبره قرب قبر عبد العظيم الحسني معروف.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

الطّرفة الثالثة والعشرون

في تعريف النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام في الحياة، بما(١) يتجدّد من امرأتين من نسائه بعد الوفاة

وعنه، عن أبيه، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيّته(٢) لعليّعليه‌السلام : يا عليّ(٣) إنّ فلانة وفلانة ستشاقّانك وتعصيانك(٤) بعدي، وتخرج فلانة عليك في عساكر الحديد، وتتخلّف(٥) الأخرى تجمع إليها(٦) الجموع، هما(٧) في الأمر سواء، فما أنت صانع يا عليّ؟

قال عليّعليه‌السلام (٨) : يا رسول الله، إن(٩) فعلتا ذلك تلوت عليهما كتاب الله، وهو(١٠) الحجّة فيما

__________________

(١) في « د »: ما

(٢) جملة ( في وصيته ) ساقطة من « أ » « ب »، وهي في « هامش أ »، وباقي النسخ

(٣) قوله ( يا عليّ ) ساقط من « أ » « ب » « د »

(٤) في « هامش أ » « ج » « د » « هـ » « و »: وتبغضانك

(٥) في « هامش أ » « د » « هـ » « و »: وتخلّف

في « أ »: ويتخلت. وهو تصحيف

(٦) في « هامش أ » « د »: لها

(٧) ساقطة من « ب »

(٨) عن « د » فقط

(٩) في « أ » « د »: إذا

(١٠) في « ب »: والحجّة

١٨١

بيني وبينهما، فإن قبلتا(١) وإلاّ أخبرتهما(٢) بالسّنّة وما يجب عليهما من طاعتي وحقّي(٣) المفروض عليهما، فإن قبلتاه(٤) وإلاّ أشهدت الله وأشهدتك عليهما، ورأيت قتالهما على ضلالتهما(٥) .

قال: وعقر الجمل؟

قال عليّ(٦) : قلت: وعقر الجمل(٧) .

قال النبي(٨) : وإن وقع في النّار؟

قلت: وإن وقع في النّار.

قال: اللهمّ اشهد(٩) ، قال: يا عليّ إذا فعلتا ما(١٠) شهد عليهما القرآن، فأبنهما منّي، فإنّهما(١١) بائنتان، وأبواهما(١٢) شريكان لهما فيما(١٣) عملتا وفعلتا.

__________________

(١) في « د »: فإن فعلتا

(٢) في « ج » « د » « هـ » « و »: خبّرتهما

(٣) في « أ »: وحق. وفي « هامش أ » كما في المتن عن باقي النسخ

(٤) جملة ( فإن قبلتاه ) ساقطة من « ب ». وفي « أ »: فإن قبلتا. ثم أدخل الهاء عن نسخة

(٥) في « أ » « ب »: ورأيت قبالهما على ضلالهما. والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

(٦) لفظ ( عليّ ) عن « د » فقط

(٧) الفقرة هذه ساقطة بأجمعها من « و »

(٨) لفظ ( النبي ) عن « د » فقط

(٩) في « د »: فاشهد

(١٠) في « أ » « د »: فأشهد عليهما

(١١) ساقطة من « ب »

(١٢) في « أ » « ج » « د » « هـ » « و »: وأبوهما. وأدخلت ألف التثنية في متن « أ » عن نسخة

(١٣) ساقطة من « ج » « هـ »

١٨٢

الطّرفة الرابعة والعشرون

في تعريف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام بما يتجدّد(١) من قتال الناكثين والمارقين والقاسطين

وعنه، عن أبيهعليه‌السلام ، قال: كان في(٢) وصيّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ اصبر على ظلم الظالمين(٣) ما لم تجد أعوانا، فالكفر مقبل(٤) والرّدّة والنّفاق، بيعة الأوّل(٥) ، ثمّ الثاني وهو شرّ منه وأظلم، ثمّ الثالث، ثمّ تجتمع لك شيعة تقاتل بهم الناكثين والقاسطين والمارقين، العن(٦) المضلّين ( المصلّين(٧) واقنت عليهم، هم الأحزاب، العن المضلّين(٨) )(٩)

__________________

(١) في « هامش أ » « د »: فيما يحدث

في « هـ » « و »: بما تجدّد

(٢) عن « ب ». وأدخلت في متن « أ » عن نسخة

(٣) في « أ » « ب »: المضلين

في « ج »: المطلبين. والمثبت عن « هامش أ » « د » « هـ » « و »

(٤) في « هامش أ » « د »: يقبل

(٥) في « أ » « ب » « ج » « و »: والنفاق والإفك، ثم الثاني

في « هـ »: والنفاق وإلاّ فلا، ثم الثاني. وهي مصحفة عن النسخ المذكورة. والمثبت عن « هامش أ » « د »

(٦) ساقطة من « د » في « هـ » « و »: والقاسطين والمتبعين المضلين

(٧) في متن « أ » عن نسخة. وهي ليست في « ب »

(٨) في « أ »: المصلّين

(٩) ساقطة من « ج » « د » « هـ » « و ». وهما في « أ » « ب » باختلافات يسيرة ستأتي. وقد ادخل هذه الجمل في « أ » عن نسخة

١٨٣

واقنت(١) عليهم، هم(٢) الأحزاب وشيعتهم.

__________________

(١) في « أ » في الموضعين: وأفت. وفي هامشها: واقنت

(٢) هذه وما قبلها ادخلتا في « أ » عن نسخة. والثانية ساقطة من « ب »

١٨٤

الطّرفة الخامسة والعشرون

في رسالة وردت من الله تعالى إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل وفاته، فأدّاها إلى الناس بلسان(١) عليّعليه‌السلام في حياته

وعنه، عن أبيه(٢) ، قال: دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قبل وفاته بقليل، فأكبّ عليه(٣) ، فقال: أي أخي، إنّ جبرئيلعليه‌السلام أتاني من عند الله برسالة، وأمرني أن أبعثك بها إلى الناس، فاخرج إليهم(٤) وأعلمهم(٥) وناد فيهم(٦) من الله، وقل من الله ومن رسوله: أيّها الناس، يقول لكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ جبرئيلعليه‌السلام أتاني من عند الله برسالة، وأمرني أن(٧)

__________________

(١) في « هامش أ » « ج » « د » « هـ » « و »: على لسان

(٢) في « أ »: عنه وعن أبيه

في « ب »: وعن أبيه

(٣) ساقطة من « ب »

(٤) في « د » « هـ » « و »: عليهم

(٥) في « ج » « هـ » « و »: وعلّمهم

(٦) في « ج »: وناد بهم

في « هـ » « و »: وأدّبهم

في « د »: فاخرج عليهم وأدّبهم وقل لهم إنّ الله ورسوله أيّها الناس

(٧) ساقطة من « د »

١٨٥

أبعث(١) بها إليكم(٢) مع أميني عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

ألا من ادّعى(٣) إلى غير أبيه(٤) فقد برئ الله منه.

( ألا من توالى غير مواليه فقد برئ الله منه )(٥) .

ألا(٦) ومن تقدّم إمامه أو قدّم إماما(٧) غير مفترض الطّاعة، وو الى(٨) إماما جائرا(٩) ، فقد ضادّ الله في ملكه، والله منه بريء الى يوم القيامة، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ألا هل بلّغت؟ قالها ثلاثا(١٠) .

ومن منع أجيرا أجرته - وهو من قد(١١) عرفتم - فعليه لعنة الله المتتابعة(١٢) إلى يوم القيامة.

وروى هذه الطّرفة(١٣) محمّد بن جرير الطبريّ أتمّ من هذا(١٤) في كتابه الّذي سماّه

__________________

(١) في « هامش أ »: لكنّه أبعثك في النسخة الأصل

(٢) في « أ » « ب »: إليهم

في « هامش أ » « د » « هـ » « و »: عليكم

(٣) في « ب »: ألا ومن دعا

(٤) في « و »: لغير أبيه

(٥) ساقطة من « ب ». في « أ » « د »: ومن توالى، مع سقوط ( ألا )

(٦) ساقطة من « ج » « د » « هـ » « و »

(٧) في « ج » « د » « هـ »: أو قدّم إمام

(٨) في « ب »: وو الى اهل البغي ومن منع أجيرا ...

(٩) في « ج » « هـ »: وو الى بائدا جائرا عن الإمام فقد ضادّ الله

في « و »: وو الى بائرا جائرا عن الإمام فقد ضادّ الله

(١٠) في « ج »: كررت جملة ( ألا هل بلغت ) أربع مرّات. وكرّرت في « هـ » « و » ثلاث مرّات

(١١) ساقط من « د » « هـ » « و »

(١٢) في « هامش أ » « د »: فعليه لعنة الله - قال ثلاثا - إلى يوم القيامة

(١٣) في « ب » « ج »: ورواها لهذه الطّرفة

(١٤) جملة ( أتمّ من هذا ) ساقطة من « د »

١٨٦

« مناقب أهل البيت »(١) ، ورتّبه(٢) أبوابا على حروف المعجم، فقال في باب الياء ما هذا(٣) لفظه:

أبو جعفر، قال: حدّثنا يوسف بن عليّ البلخي، قال: حدّثني أبو سعيد الآدمي بالريّ، قال: حدّثني عبد الكريم بن هلال، عن الحسين بن موسى بن جعفر(٤) ، عن أبي الحسن موسى ابن جعفر، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام :

إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن أخرج فأنادي(٥) في الناس: ألا من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله، ألا من توالى غير مواليه فعليه لعنة الله، ألا ومن سبّ أبويه فعليه لعنة الله(٦) .

قال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : فخرجت فناديت في الناس كما أمرني النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) ، فقال لي عمر بن الخطّاب: هل لما ناديت به من تفسير؟

فقلت: الله ورسوله أعلم.

قال(٨) : فقام عمر وجماعته(٩) من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدخلوا عليه، فقال عمر: يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هل لما نادى عليّعليه‌السلام من تفسير؟

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم، أمرته أن ينادي « ألا من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله »، والله يقول:

__________________

(١) نسب ابن طاوس هذا الكتاب إلى ابن جرير الطبري العامّي صاحب التاريخ المعروف، وأكثر عنه النقل في كتابه « اليقين ». والتحقيق أنّ هذا الكتاب لابن جرير الطبري الإمامي الشيعي - أما صاحب دلائل الإمامة والمسترشد، وأمّا الذي كان من أصحاب الإمام العسكريعليه‌السلام - وعلى كلّ حال، فهو ليس لابن جرير العامّي. وقد حقق ذلك المرحوم الآغا بزرك في الذريعة ( ٢٢: ٣٢٤ )

(٢) في « د »: مرتّبة

(٣) اسم الإشارة ساقط من « أ » « ب »

(٤) جملة ( عن الحسين بن موسى بن جعفر ) ساقطة من « أ » « ب » « ج »

(٥) في « د »: فنادى

(٦) قوله ( لعنة الله ) ساقط من « هـ »

(٧) في « د »: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

(٨) ساقطة من « ب »

(٩) عن « ج ». وفي باقي النسخ: وجماعة

١٨٧

( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) فمن ظلمنا فعليه لعنة الله.

وأمرته أن ينادي « من توالى غير مواليه فعليه لعنة الله »، والله يقول(٢) :( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) (٣) ، فمن(٤) كنت مولاه فعلي مولاه، ومن(٥) توالى(٦) غير عليّ وذرّيّتهعليهم‌السلام (٧) فعليه لعنة الله.

وأمرته أن ينادي « ومن سبّ أبويه فعليه لعنة الله »، وإني(٨) أشهد الله وأشهدكم، أنّي وعليّا(٩) أبو المؤمنين، فمن سبّ أحدنا فعليه لعنة الله.

فلمّا خرجوا قال عمر(١٠) : يا أصحاب محمّد، ما أكّد النبي لعليّعليه‌السلام في الولاية، ولا(١١) في غدير خمّ، ولا في غيره أشدّ من تأكيده في يومنا هذا.

قال خبّاب بن الأرتّ هذه الوقعة(١٢) ، و(١٣) كان ذلك(١٤) قبل وفاة النبي بسبعة(١٥) عشر يوما.

__________________

(١) الشورى؛ ٢٣

(٢) في « ج »: يقول أنّ

(٣) الأحزاب؛ ٦

(٤) في « د » « هـ » « و »: من

(٥) المثبت عن « ب »، وفي باقي النسخ: فمن

(٦) أدخل الالف من قوله ( توالى ) في متن « أ » عن نسخة، وهو ما يوافق باقي النسخ

(٧) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٨) في « هامش أ » « د » « هـ » « و »: وأنا

(٩) في « د »: وعليّ

(١٠) ساقطة من « هـ »

(١١) قوله ( ولا ) عن « هامش أ » « د »

(١٢) جملة ( هذه الوقعة ) ساقطة من جميع النسخ، وأدخلها في متن « أ » عن نسخة

في « د »: قال وكان ذلك. أي أن جملة ( خباب بن الارت هذه الوقعة ) ساقطة من « د »

(١٣) الواو ساقطة من « ب » « ج » « هـ » « و »

(١٤) في « ب »: كان قبل وفاة

في « ج » « هـ » « و »: كان هذا الحديث قبل

(١٥) في « هامش أ » « د » « ج » « و »: بتسعة

١٨٨

الطّرفة السادسة والعشرون

في مناجاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة وعليّعليهما‌السلام ، ووداعهما(١) في الليلة الّتي قبض في نهارها، وتعريفه بطرف(٢) من حديث أمّته وأسرارها

وعنه، عن أبيه، قال: لمّا كانت الليلة الّتي قبض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في صبيحتها، دعا عليّا وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وأغلق عليه وعليهم الباب(٣) ، وقال لفاطمة، وأدناها منه فناجاها(٤) من اللّيل طويلا.

فلمّا طال ذلك خرج عليّعليه‌السلام ومعه الحسن والحسينعليهما‌السلام ، وأقاموا بالباب، والناس خلف ذلك(٥) ونساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ينظرون(٦) إلى عليّعليه‌السلام ومعه(٧) ابناه.

فقالت عائشة لعليّعليه‌السلام (٨) : لأمر ما أخرجك عنه(٩) رسول الله وخلا بابنته دونك في هذه السّاعة!!

__________________

(١) في « ب »: وأودعها

في « ج »: ووداعها

(٢) في « أ » « ب »: بطرفة

(٣) المثبت عن « أ ». وفي باقي النسخ: وأغلق عليه الباب وعليهم

(٤) في « ب »: فناجى

(٥) في « هامش أ » « د »: خلف الباب

(٦) في « أ » « ب »: ينظرن

(٧) كلمة ( معه ) ساقطة من « د »

(٨) عن « أ » « د »

(٩) في « د » « هـ » « و »: منه

١٨٩

فقال لها عليّعليه‌السلام : قد عرفت الّذي خلا بها وأرادها له(١) ، وهو بعض ما كنت فيه وأبوك وصاحباه، ممّا قد أسماه(٢) ، فوجمت(٣) أن تردّ عليه كلمة.

قال عليّعليه‌السلام : فما لبثت أن(٤) نادتني فاطمةعليها‌السلام ، فدخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يجود بنفسه(٥) ، فبكيت ولم أملك نفسي(٦) حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه.

فقال لي: ما يبكيك يا عليّ؟ ليس هذا أوان البكاء، فقد حان الفراق بيني وبينك(٧) ، فأستودعك الله(٨) يا أخي، فقد(٩) اختار لي ربّي ما عنده، وإنّما بكائي(١٠) وغمّي(١١) وحزني(١٢) عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي، فقد أجمع القوم على ظلمكم، وقد استودعتكم(١٣) الله(١٤) وقبلكم منّي وديعة.

يا عليّ إنّي قد أوصيت(١٥) ابنتي فاطمة بأشياء وأمرتها(١٦) أن تلقيها إليك(١٧) ، فأنفذها،

__________________

(١) ساقطة من « أ » « د »

(٢) في « أ » « د »: مما قدّمتماه

في « هـ » « و »: مما قد سماّه. وكلمة ( ممّا ) ساقطة من « ب »

(٣) في « هامش أ » « د »: فأرادت

(٤) في « د »: إذ

(٥) في « ب »: وهو يجود بنفسه فقال لي ما يبكيك فبكيت ولم أملك ...

(٦) في متن « أ »: على نفسي. حيث أدخل حرف الجرّ عن نسخة

(٧) في « هـ »: وقليلا

(٨) لفظ الجلالة ساقطة من « د »

(٩) في « ب »: قد

(١٠) في « د »: وإنّما أنا بكائي

(١١) ساقطة من « ب »

(١٢) في « أ » « ب »: وخوفي. والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

(١٣) في « أ »: استودعكم

(١٤) لفظ الجلالة ساقط من « د »

(١٥) في « أ »: أرضيت. والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

(١٦) في « ب »: أمرتها، بسقوط حرف العطف

في « هامش أ » « د »: وأعلمتها

(١٧) في « و »: عليك

١٩٠

فهي الصّادقة الصّدوقة.

ثمّ ضمّهاصلى‌الله‌عليه‌وآله إليه وقبّل رأسها، وقال: فداك أبوك يا فاطمة، فعلا صوتها بالبكاء، ثمّ ضمّها إليه، وقال: أم(١) والله لينتقمنّ(٢) الله(٣) ربّي وليغضبنّ لغضبك، ثمّ الويل، ثمّ الويل، ثمّ الويل للظالمين، ثمّ بكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال عليّعليه‌السلام : فو الله(٤) لقد حسبت(٥) بضعة منّي قد ذهبت(٦) لبكائه، وهملت(٧) عيناه كالمطر(٨) حتّى بلّت(٩) دموعه لحيته وملاءة(١٠) كانت عليه، وهو ملتزم(١١) فاطمةعليها‌السلام ما يفارقها(١٢) ، ورأسه على صدري، وأنا مسنّده، والحسن والحسينعليهما‌السلام يقبّلان قدميه، وهما(١٣) يبكيان بأعلى أصواتهما.

قال عليّعليه‌السلام : فلو قلت أنّ جبرئيل ( في البيت لصدقت؛ لأنّي كنت(١٤) أسمع بكاء ونغمة لا أعرفها، وأعلم أنّها كانت أصوات الملائكة لا(١٥) أشكّ فيها؛ لأنّ جبرئيل )(١٦) لم يكن(١٧) في

__________________

(١) ساقطة من « أ » « ب ». وهي في « هامش أ » وباقي النسخ

(٢) في « ج » « هـ »: لينقمنّ

(٣) في « هامش أ » « د »: لينتقمن الله لك من مبغضيك فالويل ثم الويل ثم الويل لظالميك ثم بكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

(٤) القسم ساقط من « د »

(٥) في « ب » « ج »: حسست

(٦) في « ب » « ج »: فذهبت بدلا من قوله « قد ذهبت »

(٧) عن « هامش أ » « د ». وفي « أ » « ب » « ج »: حتّى هملت. وفي « هـ » « و »: حتّى حملت

(٨) عن « هامش أ » « د ». وفي باقي النسخ: كمثل المطر

(٩) في « د »: وبلّت

(١٠) في « هامش أ » « د »: ورداء

(١١) في « هامش أ » « د » « و »: يلتزم. في « هـ »: يلزم

(١٢) في « أ » « د »: لم يفارقها

في « ب »: مانعا دفنها. وهو تصحيف ( ما يفارقها )

(١٣) كلمة ( هما ) عن « ب ». وأدخلها في متن « أ » عن نسخة. وفي البواقي: ويبكيان

(١٤) ساقطة من « و »

(١٥) في « ج »: ولم أشكّ فيها، لأني أعلم أنّ جبرئيل

(١٦) ساقطة من « ب »

(١٧) ساقطة من « هـ »

١٩١

مثل تلك الليلة يفارق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

و(١) لقد رأيت(٢) من(٣) بكائها ما أحسست(٤) أنّ السماوات والأرضين قد بكت لها.

ثمّ قال لها(٥) : يا بنيّة، خليفتي عليكم الله(٦) وهو خير خليفة، والّذي بعثني بالحقّ لقد بكى لبكائك عرش الله ( ومن(٧) حوله من الملائكة، والأرضون وما فيها.

يا فاطمة، والّذي بعثني بالحقّ نبيّا(٨) ، لقد حرّمت الجنّة على الخلائق حتّى أدخلها، وإنّك لأوّل خلق الله )(٩) يدخلها(١٠) ، كاسية حالية ناعمة، يا فاطمة فهنيئا(١١) لك.

والذي بعثني بالحقّ ( إنّ الحور(١٢) العين ليفخرنّ بك، وتقرّبك أعينهنّ(١٣) ، ويتزيّنّ لزينتك، والّذي بعثني بالحقّ )(١٤) إنّك لسيّدة(١٥) من يدخلها من النّساء.

__________________

(١) الواو ساقطة من « أ » « ب ». وهي في « هامش أ » وباقي النسخ

(٢) في « هامش أ »: ولقد سمعت بكاء من بكائها ما أحسست

في « د »: ولقد سمعت بكاء ما أحسست

(٣) ساقطة من « هـ » « و »

(٤) في « هـ » « و »: ما أحسنت

(٥) في « أ »: ثم قال يا بنية

في « ب »: ثمّ يا بنية

(٦) لفظ الجلالة ساقطة من « هـ »

(٧) عن « هامش أ » « د ». وفي « أ » « ب » « ج » « هـ » « و »: وما

(٨) ساقطة من « ج » « د » « و ». وهي في « ب » وادخلت في متن « أ » عن نسخة

(٩) ساقطة من « هـ »

(١٠) في « أ » « د »: تدخليها. وهي ساقطة من « ب »

(١١) في « د »: هنيئا

(١٢) في « أ »: حور

(١٣) في « أ » « ب »: وتقربك منهنّ. واستظهر ناسخ النسخة « أ » في هامشها ما أثبتناه في المتن ونسخة « ج » غير مقروءة ولا منقوطة

(١٤) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(١٥) في « و »: سيّدة

١٩٢

والّذي بعثني بالحقّ، إنّ جهنّم لتزفر(١) زفرة لا يبقى ملك مقرّب، ولا نبي مرسل إلاّ صعق، فينادى أن(٢) يا جهنّم يقول لك الجبّار: اسكني - بعزّتي(٣) - واستقرّي حتّى تجوز فاطمة بنت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الجنان، ولا يشغلهم قتر ولا ذلّة(٤) .

والّذي بعثني بالحقّ، ليدخل حسن وحسين(٥) ؛ حسن عن يمينك وحسين عن يسارك، وليشرفنّ من أعلى الجنان، فينظرن إليك(٦) بين يدي الله في المقام الشّريف، ولواء الحمد مع عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام أمامي(٧) ؛ يكسى إذا كسيت، ويحلّى إذا حلّيت(٨) .

والّذي بعثني بالحقّ، لأقومنّ بخصومة(٩) أعدائك، وليندمنّ قوم ابتزّوا(١٠) حقّك، وقطعوا مودّتك، وكذبوا عليّ، وليختلجنّ دوني، فأقول: أمّتي أمّتي(١١) ، فيقال: إنّهم بدّلوا بعدك وصاروا إلى السّعير.

__________________

(١) في « هامش أ » « د »: لتزفرنّ

(٢) في « ب »: فينادى بها إليك أن. وقد أدخلت هاتان الكلمتان في متن « أ » عن نسخة في « ج » « هـ » « و »: فينادى إليك أن

(٣) أدخلت هنا في متن « أ » عن نسخة

في « ب »: اسكني واستقري بعزتي

في « ج » « هـ » « و »: اسكني بعزّي واستقري

وهي ساقطة من « د »

(٤) جملة ( لا يشغلهم قتر ولا ذلّة ) ساقطة من « د »، وأدخلت في متن « أ » عن نسخة

في « ج » « هـ » « و »: لا بعثناهم قتر ولا ذلة. والظاهر أنّها تصحيف ( لا يغشاهم قتر ولا ذلة )

(٥) اسم السبطين ساقط من « ب »

(٦) جملة ( فينظرن إليك ) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٧) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٨) في « هـ »: إذا حيّيت

(٩) في « ب »: بالخصومة

(١٠) في « هامش أ » « د »: أخذوا

في « هـ »: قومه اسدوا حقّك

في « و »: قوم سدّوا حقّك

(١١) ساقطة من « ب »

١٩٣

١٩٤

الطّرفة السابعة والعشرون

في ذكر حنوط النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقسمته بينه وبين عليّ وفاطمة(١) عليهم‌السلام بين يديهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢)

وعنه، عن أبيه، قال: قال عليّ بن أبي طالب: كان في الوصيّة أن يدفع إلى عليّ الحنوط(٣) ، فدعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل وفاته بقليل، فقال: يا عليّ ويا فاطمة، هذا حنوطي من الجنّة دفعه إليّ جبرئيل، وهو يقرؤكما(٤) السلام، ويقول لكما: اقسماه واعزلا منه(٥) لي ولكما.

قالت(٦) : ثلثه لك(٧) ، وليكن الناظر في الباقي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

فبكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وضمّها إليه، و(٨) وقال: موفّقة رشيدة و(٩) قال: مهديّة ملهمة، يا عليّ(١٠) قل في الباقي.

__________________

(١) في « و »: وقسمته بين عليّ وفاطمة

(٢) قوله ( بين يديه ) ساقط من « د ». وأدخل في متن « أ » عن نسخة. وهو موجود في باقي النسخ

(٣) في « ج » « د » « هـ » « و »: ان يدفع إليّ الحنوط

(٤) في « أ » « ب »: يقرئكم

(٥) جملة ( واعزلا منه ) ساقطة من « د »

(٦) ساقطة من « د »

(٧) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٨) الواو ساقطة من « أ » « ب »

(٩) الواو في « ب ». وأدخلت في متن « أ » عن نسخة. وهي ساقطة من باقي النسخ

(١٠) في « د »: يا عليّ ما بقي هو لك فاقبضه. وبه تنتهي الطّرفة في « د »

١٩٥

قالعليه‌السلام : نصف ما بقي لها، والنصف لمن ترى يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال: هو لك يا عليّ(١) ، فاقبضه(٢) .

__________________

(١) قوله ( يا عليّ ) عن « أ » « د »

(٢) في « أ » « ب »: فاقبضها. والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

١٩٦

الطّرفة الثامنة والعشرون

في وصيّة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام ، بكيفيّة تغسيله ومن يفرغ الماء عليه(١) ، ومن أين يؤخذ الماء، وطرف ممّا ينتهي الأحوال عليه(٢)

قال: وحدّثني عيسى بن المستفاد، قال(٣) : حدّثني أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، عن أبيه(٤) ، قال(٥) : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ، أضمنت(٦) ديني تقضيه عنّي؟

قال: نعم(٧) .

قال: اللهمّ فاشهد، قال(٨) : يا(٩) عليّ، غسّلني ولا يغسّلني غيرك فيعمى بصره.

__________________

(١) ساقطة من « د »

(٢) في « ج » « هـ » « و »: مما يبني الأحوال إليه

في « د »: مما ينتهي الاحوال إليه

(٣) ساقطة من « ب » « ج »

(٤) ( عن أبيه ) ساقطة من « د »

(٥) ساقطة من « ب »

في « د »: قال قال إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال يا عليّ

(٦) في « و »: ضمنت. بسقوط همزة الاستفهام

(٧) ( قال نعم ) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٨) ساقطة من « د »

(٩) حرف النداء ساقط من « هـ »

في « و »: قال على أن تغسلني ولا يغسلني

١٩٧

قال عليّعليه‌السلام : ولم(١) يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال: كذلك قال لي جبرئيلعليه‌السلام (٢) عن ربّي؛ أنّه لا يرى عورتي أحد(٣) غيرك إلاّ عمي بصره(٤) .

قال عليّعليه‌السلام : فكيف أقوى عليك وحدي؟

قال: يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، وإسماعيل صاحب سماء الدّنيا.

قلت: فمن(٥) يناولني الماء؟

قال: الفضل بن العبّاس، من غير أن ينظر(٦) إلى شيء منّي؛ فإنّه لا يحلّ له ولا لغيره من الرّجال والنساء، النظر إلى عورتي حرام(٧) ، وهي(٨) حرام عليهم.

فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح، وأفرغ عليّ من بئر غرس(٩) أربعين دلوا مفتّحة الأفواه - قال عيسى: أو قال: أربعين قربة، شككت أنا في ذلك -.

قال(١٠) : ثمّ ضع يدك يا عليّ على(١١) صدري - وأحضر معك فاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، من غير أن ينظروا الى شيء من عورتي - ثمّ(١٢) تفهم عند ذلك ما كان وما

__________________

(١) ساقطة من « ب »

(٢) في « هـ »: كذلك قال الله لجبرئيل

كلمة ( لي ) ساقطة من « و »

(٣) عن « ب » فقط

(٤) ساقطة من « هـ »

(٥) في « د »: ومن

(٦) في « ب »: من غير نظر

(٧) عن « ج » « هـ » « و »

(٨) في « أ » « د »: وهو

(٩) في « ج »: من بئري بئر عرش

في « هـ » « و »: من بئري باب عرش

(١٠) ساقطة من « ب » « و »

(١١) ساقطة من « ج »

(١٢) في « ب »: ثمّ تفهم عند ذلك افهم ما كان -

١٩٨

هو(١) كائن إن شاء الله، أقبلت يا عليّ؟

قال: نعم.

قال: اللهمّ فاشهد، قال: يا عليّ، ما أنت صانع لو تأمّر(٢) القوم عليك من(٣) بعدي؟ وتقدّموك(٤) ، وبعثوا إليك طاغيتهم يدعوك(٥) إلى البيعة؟ ثمّ لبّبت(٦) بثوبك، وتقاد كما يقاد الشارد من الإبل؛ مرموما(٧) مخذولا محزونا(٨) مهموما، أبعد(٩) ذلك تصبر وتنقاد لهم أم لا؟

قال: فلمّا سمعت فاطمة ما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صرخت فاطمة(١٠) وبكت، فبكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لبكائها، وقال: يا(١١) بنيّة لا تبكين ولا تؤذين جلساءك من الملائكة، هذا جبرئيل يبكي لبكائك، وميكائيل وصاحب صور(١٢) الله إسرافيل، يا بنيّة لا تبكين، فقد بكت السماوات والأرض(١٣) لبكائك.

__________________

ـ في « ج » « هـ » « و »: ثمّ تفهم عند ذلك تفهم ما كان

في « هامش أ » « د »: ثمّ تفهم كلاما بعد موتي، تفهم ما كان

(١) ساقطة من « هـ »

(٢) في « ج » « د » « هـ » « و »: لو قد تأمّر

(٣) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٤) الكاف أدخلت في متن « أ » عن نسخة. وهي في « ب » « ج »

في « هامش أ » « د » « هـ » « و »: وتقدّموا عليك

(٥) في « هـ » « و »: ويدعوك

(٦) في « و »: لففت

(٧) في « هامش أ » « د » « هـ » « و »: مذموما

في « ب »: مرمولا. وما في المتن معناه ( مشدودا بالرمّة ) وهي قطعة حبل يشدّ بها الأسير أو الذي يقاد إلى القتل

(٨) ساقطة من « ب ». وأدخلت في « أ » عن نسخة. وهي موجودة في باقي النسخ.

(٩) المثبت عن « هامش أ » « د ». وفي باقي النسخ: بعد ذلك ينزل بها ولاء ويحل بهذه قال فلما سمعت

(١٠) ساقطة من « د »

(١١) في « هـ »: وقال لابنه لا تبكين

(١٢) في « أ » « ب » « ج » « هـ »: سرّ

(١٣) في « أ » « د »: والأرضين

١٩٩

فقال عليّعليه‌السلام : يا رسول الله، أنقاد للقوم وأصبر - كما أمرتني(١) - على ما أصابني، من غير بيعة لهم، ما لم أصب أعوانا عليهم لم أناظر القوم.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ اشهد، فقال: يا عليّ، ما أنت صانع بالقرآن والعزائم(٢) والفرائض؟

فقال: يا رسول الله، أجمعه ثمّ آتيهم(٣) به، فإن قبلوه وإلاّ أشهدت الله(٤) وأشهدتك عليهم(٥) .

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ(٦) اشهد.

__________________

(١) قوله ( كما أمرتني ) عن « أ » « د »

(٢) ساقطة من « د ». وهي موجودة في باقي النسخ، وقد أدخلت في متن « أ » عن نسخة

(٣) في « ب »: آتينّهم

(٤) في « ب »: وإلاّ أشهدت الله عليهم واشهدتك عليهم

(٥) في « د » « هـ » « و »: عليه

(٦) ساقطة من « د » « هـ » « و »

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653