طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب0%

طرف من الأنباء والمناقب مؤلف:
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 653

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف: ابو القاسم علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس حلّی (سيد بن طاووس)
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف:

الصفحات: 653
المشاهدات: 202630
تحميل: 5683

توضيحات:

طرف من الأنباء والمناقب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 202630 / تحميل: 5683
الحجم الحجم الحجم
طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف:
الناشر: انتشارات تاسوعاء
العربية

عن الباقرعليه‌السلام :( وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ) (١) يقول: الحقّ لأهل بيتك الولاية( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) (٢) ويقول: بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك وقال الله عزّ وجلّ لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) (٣) قال: لو أنّي أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي ....

وقد أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حذيفة بكتمان أسماء المنافقين الّذين علّمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسماءهم، ومنهم أصحاب العقبة الّذين أرادوا أن ينفّروا برسول الله ناقته. انظر كتاب سليم بن قيس (١٦٨) والتهاب نيران الأحزان (٢٩).

وسيأتي المزيد في هذا المعنى عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وكلّ أجاب وسلّم إليك الأمر وإنّي لأعلم خلاف قولهم » في الطّرفة السادسة عشر.

تبايع لله ولرسوله بالوفاء والاستقامة لابن أخيك إذن تستكمل الإيمان

انظر ما سيأتي في الطّرفة التاسعة، تحت عنوان « من صدّق عليّاعليه‌السلام ووازره وأطاعه ونصره فقد بلغ حقيقة الإيمان ».

عليّعليه‌السلام أمير المؤمنين

لم يسمّ الله ولا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أحدا بأمير المؤمنين سوى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . ففي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٥٥ ) قال رجل للصادقعليه‌السلام : يا أمير المؤمنين، فقال: مه، إنّه لا يرضى بهذه التسمية أحد إلاّ ابتلي ببلاء أبي جهل.

وفي وسائل الشيعة / كتاب الحجّ - الباب ١٠٦ عن عمر بن زاهر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) الشورى؛ ٢٤

(٢) الشورى؛ ٢٤

(٣) الأنعام؛ ٥٨

٢٤١

قال: سأله رجل عن القائمعليه‌السلام يسلّم عليه بإمرة المؤمنين؟ فقال: ذاك اسم سمّي به أمير المؤمنين لم يسمّ أحد قبله، ولا يسمّى به بعده إلاّ كافر.

وانظر في هذا المعنى تفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢٧٦ ) ووسائل الشيعة / كتاب الحجّ - الباب ١٠٦ بإسناد آخر، والتنزيل والتحريف لأحمد بن محمّد السياريّ، كما نقل عنه المجلسي في بحار الأنوار: ٨ / باب كفر الثلاثة ونفاقهم.

وحسبك في هذا المجال ما ألّفه السيّد ابن طاوس في كتابيه اليقين والتحصين، فإنّه أخرج اختصاص عليّعليه‌السلام بإمرة المؤمنين، وأنّه سمّي بذلك في زمان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسمّ به أحد غيره، فأخرج في كتاب اليقين ٢٢٠ حديثا في ٢٢٠ بابا من طرق أبناء العامّة في ذلك، وأخرج في كتاب التحصين ٥٦ حديثا في ٥٦ بابا من طرق الشيعة. وقال تلميذه عليّ ابن عيسى الأربلي في كشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٤٠ ): قد كان السعيد رضي الدين عليّ بن موسى ابن طاوسرحمه‌الله وألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سمّاه « كتاب اليقين باختصاص مولانا عليّعليه‌السلام بإمرة المؤمنين »، ونقل ذلك ممّا يزيد على ثلاثمائة طريق. فيبدو أنّ الموجود منه ناقص، أو أنّ السيّد ابن طاوس لم يتمّه.

حمزة سيّد الشهداء

بصائر الدرجات (١٤١) وتفسير فرات ( ١٧٠، ٣٤٠ ) والمسترشد (٦١١) والخصال (٤١٢) والكافي ( ج ١؛ ٤٥٠ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٦٩ ) و ( ج ٣؛ ٢٣٣ ) وروضة الواعظين (٢٦٩) وتاريخ بغداد ( ج ٩؛ ٤٣٤ ) وينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٦٩ ) ووسيلة المآل (١٥٣) وتذكرة الخواص (٢٢٤) ومناقب ابن المغازلي (١١٣) وإرشاد القلوب (٢٥٩).

وجعفر الطيّار في الجنّة

الكافي ( ج ١؛ ٤٥٠ ) ودلائل الإمامة (٢٥٦)، وتفسير فرات ( ١٧٠ و ٣٤٠ ) والمسترشد (٦١١) والخصال (٤١٢) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٦٩ )، وروضة الواعظين

٢٤٢

(٢٦٩) وتاريخ بغداد ( ج ٩؛ ٤٣٤ ) وينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٦٩ ) ووسيلة المآل (١٥٣) وتذكرة الخواص (٢٢٤) ومقتل الحسين ( ج ١؛ ١٤٨ ) وكفاية الطالب (٣٨٧) ومناقب ابن المغازلي (١١٣).

وفاطمة سيّدة نساء العالمين [ من الأوّلين والآخرين ]

في أمالي الصدوق (٩٩) بسنده عن ابن عباس، في حديث طويل قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ...

وانظر دلائل الإمامة (١١) والعمدة ( ٣٨٦، ٣٨٨ ) والخرائج والجرائح (١٩٤) وذخائر العقبى (٤٤)، ومناقب ابن المغازلي (٣٩٩)، وخصائص النسائي (١٢٠)، وصحيح مسلم ( ج ٧؛ ١٤٢ / باب فضائل فاطمةعليها‌السلام ) وحلية الأولياء ( ج ٢؛ ٤٢ ) والاستيعاب ( ج ٢؛ ٧٥٠ ) ومشكل الآثار ( ج ١؛ ٤٨ ) والمستدرك للحاكم ( ج ٣؛ ١٥٦ ) ونزل الأبرار (٤٥) وأسد الغابة ( ج ٥؛ ٥٢٢ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٦٩ ).

الحسن والحسينعليهما‌السلام سيّدا شباب أهل الجنّة

في عوالم العلوم ( ٤٩ / الحديث ١١ ) قال الحسن بن زياد العطّار: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام فقول رسول الله « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة »؟ قال: هما والله سيّدا شباب أهل الجنّة من الأولين والآخرين.

وانظر فرائد السمطين ( ج ١؛ ٤٧ ) وخصائص النسائي ( ١٢٣، ١٢٤ ) وسنن الترمذيّ ( ج ٢؛ ٣٠٦، ٣٠٧ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٢٢١ ) ووسيلة المآل (١٥٣) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ٢٠١ ) ومسند أحمد ( ج ٣؛ ٣، ٦٢، ٨٢ ) و ( ج ٥؛ ٣٩١ ) وحلية الأولياء ( ج ٥؛ ٥٨، ٧١ ) وتاريخ بغداد ( ج ١؛ ١٤٠ ) و ( ٩؛ ٢٣١، ٢٣٢ ) و ( ج ١٠؛ ٩٠ ) وتاريخ دمشق ( ج ٧؛ ١٠٢ ) ومستدرك الحاكم ( ج ٣؛ ١٦٧، ٣٨١ ) والإصابة ( ج ١؛ ٢٦٦ ) و ( ج ٤؛ ١٨٦ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٨٢ - ١٨٤، ١٨٧ ) وكنوز الحقائق (٨١) وذخائر العقبى ( ١٢٩، ١٣٠، ١٣٥ )

٢٤٣

والمسترشد (٦١١) والمناقب لابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٦٩ ) وتذكرة الخواص ( ٢٠٩، ٢٣٣ ) وبشارة المصطفى (٢٧٧) وكفاية الأثر ( ١٠٢، ١٢٤ ) وإرشاد القلوب (٢٥٩).

٢٤٤

الطّرفة الرابعة

فدعاهم إلى مثل ما دعا أهل بيته من البيعة رجلا رجلا فبايعوا، وظهرت الشحناء والعداوة من يومئذ لنا

يدلّ على هذه البيعة ما مرّ من شروط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم في بيعة العقبة.

وفي كنز جامع الفوائد ( ٢١٤، ٢١٥ ) عن الصادقعليه‌السلام في بعض رسائله: ليس موقف أوقف الله سبحانه نبيّه فيه ليشهده ويستشهده إلاّ ومعه أخوه وقرينه وابن عمّه ووصيّه، ويؤخذ ميثاقهما معا صلوات الله عليهما وعلى ذريتهما الطيّبين.

وفي أمالي الطوسي (١٥٥) بسنده على سلمان، قال: بايعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على النصح للمسلمين والائتمام بعليّ بن أبي طالب والموالاة له. وهو في كشف الغمة ( ج ١؛ ٣٨٩ ) عن سلمان أيضا.

وفي إرشاد القلوب (٢٦٤) قول عليّعليه‌السلام لأبي بكر: وقد أخذصلى‌الله‌عليه‌وآله بيعتي عليك في أربعة مواطن - وعلى جماعة منكم فيهم عمر وعثمان - في يوم الدار وفي بيعة الرضوان تحت الشجرة، ويوم جلوسه في بيت أم سلمة، وفي يوم الغدير بعد رجوعه من حجة الوداع، فقلتم بأجمعكم: سمعنا وأطعنا لله ولرسوله وقال [ عمر ] بحضرتكم: بخ بخ يا بن أبي طالب.

ومعلوم أنّ الثلاثة لم يكونوا في بيعة الدار، وإنّما أرادعليه‌السلام ما بعدها مباشرة لتقارب الزمان واتحاد شروط البيعة لعليعليه‌السلام .

٢٤٥

ويدلّ على هذه البيعة نزول قوله تعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) . ففي أمالي الصدوق (٤٢٦) عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: حدّثني أبي، عن آبائه، عن الحسين بن عليّعليهما‌السلام ، قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: إنّ لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا، فاحكم فيها بارّا مأجورا، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج، فأنزل الله عزّ وجلّ عليه الروح الأمين فقال: يا محمّد( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢) يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا، فقال المنافقون: ما حمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحثّنا على قرابته من بعده، إن هو إلاّ شيء افتراه في مجلسه.

وفي الاختصاص (٦٣) عن الصادقعليه‌السلام ، عن آبائه أنّه قال: لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٣) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فو الله ما وفى بها إلاّ سبعة نفر: سلمان وأبو ذرّ وعمّار والمقداد وجابر بن عبد الله ومولى لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقال له شبيب، وزيد بن أرقم.

وانظر تفسير فرات (٣٩٣) وتفسير القمّي ( ج ٢؛ ٢٧٥ ) وأسباب النزول (٢٥١) ومجمع البيان ( ج ٥؛ ٢٩ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٤٢، ٤٣ ) وقرب الإسناد (٧٨) ومناقب الخوارزمي (١٩٤) وشواهد التنزيل ( ج ٢؛ ٢٠٠ - ٢٠٢ / الحديثان ٨٣٥، ٨٣٦ ) وأمالي الصدوق: ٤٢٦.

وقد أخذ النبي العهد على المسلمين جميعا أن يفوا بالبيعة له؛ وجدّد عليهم ذلك مرارا قبيل وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ففي معاني الأخبار (٣٧٢) بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا أنزل الله تبارك وتعالى:( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) (٤) : والله لقد خرج آدم من الدنيا

__________________

(١) الشورى؛ ٢٣

(٢) الشورى؛ ٢٣

(٣) الشورى؛ ٢٣

(٤) البقرة؛ ٤

٢٤٦

وقد عاهد قومه على الوفاء لولده شيث، فما وفي له، ولقد خرج نوح من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه سام فما وفت أمّته، ولقد خرج إبراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه إسماعيل فما وفت أمّته، ولقد خرج موسى من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه يوشع بن نون فما وفت أمّته، ولقد رفع عيسى بن مريم إلى السماء وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيّه شمعون بن حمون الصفا فما وفت أمّته، وإنّي مفارقكم عن قريب، وخارج من بين أظهركم، وقد عهدت إلى أمّتي في عليّ بن أبي طالب، وإنّها لراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيّي وعصيانه، ألا وإنّي مجدّد عليكم عهدي في عليّ( فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) (١)

وفي الاحتجاج ( ج ١؛ ٥٥ - ٦٦ ) بسنده عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقرعليه‌السلام ، في حديث طويل في احتجاج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير على الخلق كلّهم، وفي غيره من الأيّام بولاية عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ومن بعده من ولده من الأئمة المعصومينعليهم‌السلام ، قال في أوائله: فلمّا وقفصلى‌الله‌عليه‌وآله بالموقف أتاه جبرئيلعليه‌السلام عن الله عز وجل، فقال: يا محمّد إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام، ويقول لك: إنّه قد دنا أجلك ومدّتك، وأنا مستقدمك على ما لا بدّ منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك، وقدّم وصيّتك، واعمد إلى ما عندك من العلم، وميراث علوم الأنبياء من قبلك، والسلاح والتابوت، وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلّمه إلى وصيّك وخليفتك من بعدك؛ حجّتي البالغة على خلقي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فأقمه للناس علما، وجدّد عهده وميثاقه وبيعته، وذكّرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم، وعهدي الذي عهدت إليهم، من ولاية وليّي، ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة، عليّ بن أبي طالب ....

فالواضح من هذه النصوص، ونصوص أخرى جمّة، أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد دعا الناس من قبلصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن أوّل بزوغ فجر الإسلام، إلى مبايعة عليّعليه‌السلام ، بعد بيعتهم لله ولرسوله،

__________________

(١) الفتح؛ ١٠

٢٤٧

وإنّما أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يؤكّد ويكرّر وصاياه بعليعليه‌السلام والالتزام به، ويذكّر المسلمين بذلك مرارا عديدة، وفي أكثر من موطن، قبيل وفاته، ليؤكّد عليهم العهود والمواثيق التي بايعوه عليها، ويحذّرهم من نقضها بعد أن أبرمها الله ورسوله، فهذا ما جعلهصلى‌الله‌عليه‌وآله يؤكد ويذكّر بالعهد والميثاق مرارا وكرارا.

والّذي يدلّ على عداوتهم وبغضهم لعلي وأهل البيتعليهم‌السلام ما ثبت من حسدهم لعليعليه‌السلام ، وأنّهم كانوا يحسدونه على كلّ منقبة ويتشوفون لنيل فضيلة من فضائله فلا يبلغون ذلك، وقد أظهروا ذلك فيما بينهم وتعاقدوا عليه بعد بيعة الغدير كما سيأتي بيانه في الطّرفة السادسة عشر في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وكلّ أجاب وسلّم إليك الأمر وإنّي لأعلم خلاف قولهم »، وأظهروا ذلك علنا وفعلا بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسيأتي بيان ذلك في الطّرفة السادسة والعشرين في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : « فقد أجمع القوم على ظلمكم »، وما فعلوه من سحب عليّعليه‌السلام وتهديده بالقتل وحرق الدار وضرب جنب فاطمةعليها‌السلام ، وإسقاط جنينها، وغير ذلك من الأفعال الّتي أظهروا بها عداوتهم وشحناءهم.

وكان ممّا شرط عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا ينازع الأمر ولا يغلبه فمن فعل ذلك فقد شاق الله ورسوله

في نهج الحقّ (٢٦٠) قال: وفي مناقب الخوارزمي، عن أبي ذرّ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من ناصب عليّا الخلافة بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله.

وانظر ذيل إحقاق الحقّ ( ج ٧؛ ٣٣٠ ) حيث قال: « وأخرجه الموصلي في بحر المناقب »، ومناقب ابن المغازلي (٤٦) حيث زاد فيه « ومن شك في عليّ فهو كافر »، وكنوز الحقائق (١٥٦). وهو في ينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٦ ) بلفظ « من قاتل عليّا على الخلافة فاقتلوه كائنا من كان » وقال: « أخرجه الديلمي ». وفي إرشاد القلوب (٢٣٦) نقل ما في مناقب الخوارزمي.

وفي تفسير القمّي ( ج ٢؛ ٢٧٥ ) عن الصادقعليه‌السلام - في قوله تعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ

٢٤٨

أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) - قال: أجر النبوّة أن لا تؤذوهم ولا تقطعوهم ولا تغصبوهم، وتصلوهم ولا تنقضوا العهد فيهم.

وفي سيرة ابن هشام ( ج ٢؛ ٤٥٤ ) عن عبادة بن الصامت - وكان أحد النقباء - قال: بايعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله وانظره في الروض الأنف ( ج ٤؛ ١٣٥ ) وأنساب الأشراف ( ج ١؛ ٢٩٤ ).

وأسند الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ( ج ١؛ ٢٧١ ) عن ابن عباس، قال: لمّا نزلت( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) (٢) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من ظلم عليّا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنّما جحد نبوّتي ونبوّة الأنبياء قبلي. ورواه عنه البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٢٧ ) والطبرسي في مجمع البيان ( ج ٤؛ ٥٣٤، ٥٣٥ ). وأسند ابن السراج في كتابه إلى ابن مسعود نحوه. انظر البرهان ( ج ٢؛ ٧٢ ) والصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٢٧ ).

__________________

(١) الشورى؛ ٢٣

(٢) الأنفال؛ ٢٥

٢٤٩

٢٥٠

الطّرفة الخامسة

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٢٧٩، ٢٨٠ ) و ( ج ٦٥؛ ٣٩٥، ٣٩٦ ) ونقلها باختصار العلاّمة البياضي في كتابه الصراط المستقيم ( ٢؛ ٨٩ ).

وقد تقدّم أن هذه الطّرفة من مختصّات الكتاب، وتقدّمت القرائن الّتي تشير إليها، وأن تجديد البيعة قبل شهادته كان ليجيب عن سؤال الملكين عن إمامة أمير المؤمنين، بعد قيام الأدلّة القطعيّة على أن المسلم مسئول في قبره عن ولاية أمير المؤمنين، وقد مرّ تلقين النبي فاطمة بنت أسد إمامته وولايتهعليه‌السلام .

الأئمّة من ذريته الحسن والحسين وفي ذريته

تقدم ذكر أسماء الأئمّةعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن ذلك علم أنّهم من ذريّة عليعليه‌السلام ومن بعده من ذريّة الحسينعليه‌السلام . لكن ما نذكره هنا نذكره بألفاظ أخرى، وفيها التأكيد على أنّ التسعة من ولد الحسينعليه‌السلام .

ففي تقريب المعارف: ١٨٢ قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للحسينعليه‌السلام : أنت إمام ابن إمام أخو إمام، أبو أئمّة حجج تسع، تاسعهم قائمهمعليهم‌السلام .

وفي ينابيع المودّة ( ج ١؛ ١٦٦ ): في مودّة القربى، عن سليم بن قيس، عن سلمان الفارسي، قال: دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا الحسين بن عليّعليهما‌السلام على فخذيه وهو يقبّل خدّيه ويلثم فاه، ويقول: أنت سيّد ابن سيّد أخو سيّد، وأنت إمام ابن إمام أخو إمام،

٢٥١

وأنت حجّة ابن حجّة أخو حجّة، وأنت أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهمعليهم‌السلام .

وفي أمالي الطوسي (٣١٧) عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقولان: إنّ الله تعالى عوّض الحسين من قتله أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره ....

وانظر التهاب نيران الأحزان (٢١) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ١١٦ ) و ( ج ٣؛ ١٠١، ١٠٥، ١٦٢ ) وكفاية الأثر ( ١٠٩، ١١٨ ) وكمال الدين ( ج ١؛ ٢٨٢، ٣١٧ ) وأمالي الصدوق (٩٧) والخصال ( ٤٦٣، ٤٧٥، ٤٧٨، ٤٧٩، ٤٨٠ ) وعيون أخبار الرضا ( ج ١؛ ٥٣ ). ولا يكاد يخلو من هذا المعنى مصدر من مصادر الإماميّة في الإمامة.

وأنّ محمّدا وآله صلوات الله عليهم خير البريّة

في تفسير القمّي ( ج ٢؛ ٤٣٢ ) عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، في تفسير قوله تعالى:( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (١) قال: نزلت في آل محمّد.

وفي شواهد التنزيل ( ج ٢؛ ٤٧٠ ) عن جابر الأنصاري قال: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما في مسجد المدينة وذكر بعض أصحابه الجنّة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ لله لواء من نور وعمودا من زبرجد خلقها قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة، مكتوب على رداء ذلك اللّواء « لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، آل محمّد خير البريّة ».

وفي قادتنا ( ج ٧؛ ٤٣١ ) عن مناقب ابن مردويه، عن أبي دجانة الأنصاريّ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث: أنّ الله خلق لواء من نور، وعمودا من ياقوت، مكتوب على ذلك النور « لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، آل محمّد خير البريّة ». وفي ينابيع المودّة ( ج ٣؛ ٧٢ ) عن أم هاني بنت أبي طالب، رفعته: أفضل البريّة عند الله من نام في قبره ولم يشك في عليّ وذريّته أنّهم خير البريّة.

__________________

(١) البيّنة؛ ٧

٢٥٢

وفوق هذا نرى الروايات من طرق الفريقين في أنّ عليّا، أو عليّا وشيعته هم خير البريّة، وفي هذا دلالة قطعيّة على أنّ آل محمّدعليه‌السلام خير البريّة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مضافا إلى الروايات المتظافرة الصريحة في أنّ أئمّة أهل البيت: أفضل البشر بعد النبي.

ففي تفسير فرات ( ٥٨٣ - ٥٨٧ ) تسعة أحاديث في أنّ عليّا أو عليّا وشيعته هم خير البريّة، وفي شواهد التنزيل ( ج ٢؛ ٤٥٩ - ٤٧٤ ) ثلاثة وعشرون حديثا، وفي الدّر المنثور ( ج ٦؛ ٣٧٩ ) عدّة أحاديث. وانظر في ذلك تفسير الطبري ( ج ٣٠؛ ١٧١ ) والصواعق المحرقة ( ٩٦؛ ١٥٩ ) ونور الأبصار ( ٧٠، ١٠١، ١٠٥ ) ومناقب الخوارزمي (١٨٧) وكفاية الطالب ( ٢٤٤، ٢٤٦ ) ونظم درر السمطين (٩٢) وتاريخ دمشق ( ج ٢؛ ٤٤٢ / الحديث رقم ٩٥١ ) وفتح القدير ( ج ٥؛ ٤٦٤ ).

٢٥٣

٢٥٤

الطّرفة السادسة

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٦٥؛ ٣٩٣ - ٣٩٥ ) ونقلها باختصار العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٨٩ ). ونقل بعضها المحدث الحر العاملي في وسائل الشيعة ( ج ٩؛ ٥٥٢ / الحديث ١٢٦٩٤ ).

فأمّا بيعة أبي ذرّ وسلمان والمقداد لعليّعليه‌السلام بمحضر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فممّا لا يرتاب فيه، وقد ثبت وفاؤهم لعليّعليه‌السلام بالبيعة في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعد وفاته، ويدلّ على ذلك نصوص ومواقف كثيرة.

ففي كتاب سليم بن قيس (١٢٣) قال عليّعليه‌السلام لطلحة: يا طلحة ألست قد شهدت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمّة وتختلف، فقال صاحبك ما قال، إنّ نبي الله يهجر، فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: بلى قد شهدت، قال: فإنّكم لمّا خرجتم أخبرني بالّذي أراد أن يكتب فيها ويشهد عليها العامّة، فأخبره جبرئيل أنّ الله عزّ وجلّ قد علم من الأمّة الاختلاف والفرقة، ثمّ دعا بصحيفة فأملى عليّ ما أراد أن يكتب في الكتف، وأشهد على ذلك ثلاثة رهط: سلمان وأبا ذرّ والمقداد، وسمّى من يكون من أئمّة الهدى الذين أمر الله بطاعتهم إلى يوم القيامة، فسمّاني أوّلهم، ثمّ ابني الحسن ثمّ الحسين ثمّ تسعة من ولد ابني هذا، يعني الحسينعليه‌السلام . وانظر هذا الحديث في الاحتجاج ( ج ١؛ ١٥٣، ١٥٤ ) وأخرج بعضه الحمويني في فرائد السمطين ( ج ١؛ ٣١٢ - ٣١٨ ).

وفي تفسير فرات (٦٨) عن سليم بن قيس، عن عليّعليه‌السلام قال: إنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

٢٥٥

يقول في كلام طويل له: إنّ الله أمرني بحبّ أربعة رجال من أصحابي، وأخبرني أنّه يحبّهم والجنّة تشتاق إليهم، فقيل: من هم يا رسول الله؟ فقال: عليّ بن أبي طالب، ثمّ سكت، فقالوا: من هم يا رسول الله؟ فقال: عليّ بن أبي طالب، ثمّ سكت، فقالوا: من هم يا رسول الله؟ فقال: عليّ وثلاثة معه، وهو إمامهم وقائدهم ودليلهم وهاديهم، ولا ينثنون ولا يضلون ولا يرجعون ولا يطول عليهم الأمد فتقسو قلوبهم: سلمان وأبو ذرّ والمقداد.

وانظر في هذا ينابيع المودّة ( ج ١؛ ١٢٥ ) و ( ج ٢؛ ١٠٦، ١٠٨ ) وسنن الترمذيّ ( ج ٢؛ ٢٩٩ ) والمستدرك للحاكم ( ج ٣؛ ١٠٨، ١٣٠ ) ومسند أحمد ( ج ٥؛ ٣٥١ ) وحلية الأولياء ( ج ١؛ ١٩٠ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٥٥ ) وتهذيب التهذيب ( ج ١٠؛ ٢٨٦ ) والاستيعاب ( ج ١؛ ٢٨٠ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٤٢٨ ) وأمالي المفيد (١٢٤) وبشارة المصطفى (٢٤١) ومناقب ابن المغازلي (٢٩٠) وصحيح البخاري، قسم الكنى / ٣١، واختيار معرفة الرجال ( ج ١؛ ٤٦ ) والخصال ( ٢٥٣، ٢٥٤ ) والصواعق المحرقة (١٢٢) وتاريخ الخلفاء (١٦٩).

وفي الاختصاص (٦) عن الصادقعليه‌السلام قال: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا قبض ارتدّ الناس على أعقابهم كفّارا إلاّ ثلاثة: سلمان والمقداد وأبو ذرّ الغفاريّ، إنّه لمّا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جاء أربعون رجلا إلى عليّ بن أبي طالب، فقالوا: لا والله لا نعطي أحدا طاعة بعدك أبدا قال: فائتوني غدا محلّقين، قال: فما أتاه إلاّ هؤلاء الثلاثة، قال: وجاءه عمّار بن ياسر بعد الظهر ...

وفي الكافي ( ج ٨؛ ٢٤٥ ) عن الباقرعليه‌السلام : كان الناس أهل ردّة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذرّ الغفاريّ وسلمان الفارسي، ثمّ عرف أناس بعد يسير.

وانظر في هذا سليم بن قيس (١٣٠) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ١٩٤ ) والتهاب نيران الأحزان (٥٩) وتفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢٢٣، ٣٣٣ ) والاختصاص أيضا (٦) والكافي أيضا ( ج ٨؛ ٢٥٣ ) واختيار معرفة الرجال ( ج ١؛ ٢٦ - ٣١، ٣٤، ٣٥، ٣٧، ٣٨، ٥١، ٥٢ ).

٢٥٦

وفي رجال الكشي ( ١؛ ٤١ )، وروضة الواعظين: ٢٨٢، والنص عن الاخير: عن الكاظمعليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله الّذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذرّ.

وفي أمالي الصدوق: ٥٣ قال أبو ذرّ: أشهد لعليّ بالولاء والوصيّة وبمثل ذلك سلمان الفارسي والمقداد. ومثله في المسترشد (٢٧٠).

الكافي ( ج ١؛ ٤٢٦ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٩٦ ) عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) (١) قال: ذلك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذرّ والمقداد وعمّار هدوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وفي تفسير فرات (٥٧٧) عن الصادقعليه‌السلام - في قوله تعالى:( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) (٢) - قال: المؤمنون هم سلمان والمقداد وعمّار وأبو ذرّ،( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) (٣) هو أمير المؤمنين.

وفي تفسير القمّي ( ج ١؛ ٣٠٣ ) عن الباقرعليه‌السلام في قوله( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ ) (٤) وهم النقباء أبو ذرّ والمقداد وسلمان وعمّار ومن آمن وصدّق وثبت على ولاية أمير المؤمنين.

وانظر مبايعة سلمان لعليّعليه‌السلام وإقراره به وبجميع الأئمة عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في دلائل الإمامة ( ٢٣٧، ٢٣٨ ). وانظر سؤالهرحمه‌الله النبي عن الوصي في المسترشد: ٢٦٢ و ٥٨٠، وتاريخ دمشق ( ج ١؛ ١٣٠ ).

وفي الاحتجاج ( ج ١؛ ٤٥ ) قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : وإن جبرئيل عن الله تعالى يقول: يا محمّد، سلمان والمقداد أخوان متصافيان في ودادك ووداد عليّ أخيك ووصيّك وصفيّك ....

__________________

(١) الحجّ؛ ٢٤

(٢) التين؛ ٦

(٣) التين؛ ٦

(٤) التوبة؛ ١٠٠

٢٥٧

وطاعته طاعة الله ورسوله والأئمّة من ولده

في بشارة المصطفى (١٥١) عن عليّعليه‌السلام ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ...: أنت يا عليّ والأئمّة من بعدك سادة أمّتي، من أحبّنا فقد أحبّ الله، ومن أبغضنا فقد أبغض الله، ومن والانا فقد والى الله، ومن عادانا فقد عادى الله، ومن أطاعنا فقد أطاع الله، ومن عصانا فقد عصى الله. وانظر نفس المصدر: ٢٠.

وفي أمالي الصدوق (٤٣٥) عن أبي ذرّ الغفاريّ، قال: كنّا ذات يوم عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مسجد قبا، ونحن نفر من أصحابه، إذ قال: معاشر أصحابي يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين وإمام المسلمين، قال: فنظروا وكنت فيمن نظر، فإذا نحن بعلي بن أبي طالبعليه‌السلام قد طلع، فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاستقبله وعانقه وقبّل ما بين عينيه، وجاء حتّى أجلسه إلى جانبه، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم، فقال: هذا إمامكم من بعدي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي، وطاعتي طاعة الله، ومعصيتي معصية الله. وانظر نفس المصدر ( ٢٨٩، ٥١٠ ).

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٢٠٣ ) قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ من أطاعك فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاك فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله.

وفي مناقب ابن المغازلي: ١١٥ في حديث مناشدة عليّعليه‌السلام يوم الشورى، وفيه قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي.

وانظر الاحتجاج ( ج ١؛ ١٥٣ ) ومناقب الخوارزمي ( ٣٦، ٤٣، ٢٢٢ ) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ١٧٩، ٣١٦، ٣١٨، ٣٣٢ ) ومستدرك الحاكم ( ج ٣؛ ١٢١، ١٢٨ ) والفتوح ( ج ١؛ ٤٥٦ ) وتاريخ دمشق ( ج ٢؛ ١٨٨ / الحديث ٦٧١ ) ونهج الحق (١٠٩) ودلائل الصدق ( ج ٢؛ ٤٩٨ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٨٠ ) و ( ج ٢؛ ٨٢ ) وأمالي الطوسي (٥٥٢) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٨٧ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٦٧ ) وجواهر المطالب ( ج ١؛ ٦٦ ) رواه عن أبي ذر، ثم قال: « خرّجه أبو بكر الاسماعيلي في معجمه وخرّجه الخجندي »، ونزل الأبرار ( ٥٥، ٥٦ ).

٢٥٨

وأنّ مودّة أهل بيته مفروضة واجبة على كلّ مؤمن ومؤمنة

تقدّم ما يتعلّق بهذا المطلب في صدر الطّرفة الرابعة، وأنّ المنافقين استاءوا من ذلك.

وبقي أن نثبت هنا أن أهل البيتعليهم‌السلام المفروضة مودّتهم هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين، والأئمّة من ولد عليّ وفاطمةعليهم‌السلام .

ففي مجمع البيان ( ج ٥؛ ٢٩ ) في تفسير( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) : وروى إسماعيل بن عبد الخالق، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنّها نزلت فينا أهل البيت أصحاب الكساء. رواه في الكافي ( ج ٨؛ ٩٣ ).

وفي مستدرك الحاكم ( ج ٣؛ ١٧٢ ) عن السجادعليه‌السلام ، قال: خطب الحسن بن عليّعليهما‌السلام على الناس حين قتل عليّعليه‌السلام فقال: وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم، فقال تبارك وتعالى لنبيّه:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢) . وذكر هذا الحديث الطبريّ في ذخائر العقبى (١٣٨) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٤٦ ) وابن حجر في الصواعق المحرقة (١٠١). وقال الطبرسي في مجمع البيان ( ج ٥؛ ٢٩ ) « وصح عن الحسنعليه‌السلام أنّه خطب الناس » ثم ساق الحديث.

وفي تفسير فرات (٣٨٩) عن ابن عبّاس، قال: لمّا نزلت هذه الآية( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٣) قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودّتهم؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ وفاطمة وولدهما.

وانظر هذا المعنى بلفظ « عليّ وفاطمة وولدهم » أو « عليّ وفاطمة وولدها » أو « عليّ وفاطمة وابناهما » في حيلة الأولياء ( ج ٣؛ ٢٠١ ) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ٢٧؛ ١٦٦ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٢٤ ) وتفسير ابن كثير ( ج ٤؛ ١١٢ ) والمعجم الكبير ( ج ٣؛ ٣٩ / الحديث ١١٣ من ترجمة الإمام الحسنعليه‌السلام ) وفي ( ج ٣؛ ١٥٢ ) في ترجمة عبد الله بن عباس،

__________________

(١) الشورى؛ ٢٣

(٢) الشورى؛ ٢٣

(٣) الشورى؛ ٢٣

٢٥٩

ومجمع الزوائد ( ج ٧؛ ١٠٣ ) و ( ج ٩؛ ١٦٨ ) وكفاية الطالب (٩٠) والكشّاف ( ج ٢؛ ٣٣٩ ) وذخائر العقبى (٢٥) ونور الأبصار (١٠١) والصواعق المحرقة (١٠١) ومناقب ابن المغازلي ( ٣٠٧ الحديث ٣٥٢ ) وانظر شواهد التنزيل ( ج ٢؛ ١٨٩ - ١٩٦ ) ففيه سبعة أحاديث في ذلك، وتفسير فرات ( ٣٨٩ - ٣٩١ ) ففيه خمسة أحاديث في ذلك وهي برقم ٥١٦، ٥١٧، ٥١٨، ٥١٩، ٥٢٠، وخصائص الوحي المبين ( ٨١ - ٨٥ ) ففيه ثلاثة أحاديث، في الفصل الخامس / الأحاديث رقم ٥٠، ٥٣، ٥٧.

وفي تفسير فرات ( ٣٩١، ٣٩٢ ) عن حكيم بن جبير أنّه قال: سألت عليّ بن الحسين بن عليّعليهم‌السلام عن هذه الآية( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) قال: هي قرابتنا أهل بيت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفي تفسير الطبريّ ( ج ٢٥؛ ١٦ ) روى بسنده عن أبي الديلم، قال: لمّا جيء بعليّ بن الحسين أسيرا فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة، فقال له عليّ بن الحسينعليهما‌السلام : أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أقرأت حم؟ قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم؟! قال: ما قرأت( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢) ؟ قال: وإنّكم لأنتم هم؟ قالعليه‌السلام : نعم. وذكره ابن حجر في الصواعق المحرقة (١٠١) وقال: « أخرجه الطبراني ». وأخرجه السيوطي في الدّر المنثور ( ج ٦؛ ٧ ).

وفي أسد الغابة ( ج ٥؛ ٣٦٧ ) قال: روى حكيم بن جبير، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كنت أجالس أشياخا لنا، إذ مرّ علينا عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوّجها منهم لم يرض منكحها، فقال أشياخ الأنصار: ألا دعوتنا أمس لما كان بينك وبين بني فلان؟! إنّ أشياخنا حدّثونا أنّهم أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: يا محمّد ألا نخرج إليك من ديارنا ومن أموالنا لما أعطانا الله بك وفضّلنا بك وأكرمنا بك؟

__________________

(١) الشورى؛ ٢٣

(٢) الشورى؛ ٢٣

٢٦٠