طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب0%

طرف من الأنباء والمناقب مؤلف:
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 653

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف: ابو القاسم علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس حلّی (سيد بن طاووس)
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف:

الصفحات: 653
المشاهدات: 202756
تحميل: 5683

توضيحات:

طرف من الأنباء والمناقب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 202756 / تحميل: 5683
الحجم الحجم الحجم
طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف:
الناشر: انتشارات تاسوعاء
العربية

وفيه (٢٤٣) عن الإمام الحسينعليه‌السلام أنّه قال: إن أبا بكر وعمر عمدا إلى الأمر وهو لنا كلّه فجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدّة، أما والله لتهمز بهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا.

وفيه (٢٤٤) عن الإمام السجّاد: هما أوّل من أضغنا بآياتنا، واضطجعا بسبيلنا، وحملا الناس على رقابنا، وجلسا مجلسا كنّا أحقّ به منهما. وعن حكيم بن جبير عنهعليه‌السلام مثله، وزاد: فلا غفر الله لهما.

وفيه (٢٤٧) عن الباقرعليه‌السلام : هما أوّل من ظلمنا، وقبض حقّنا، وتوثّب على رقابنا، وفتح علينا بابا لا يسدّه شيء إلى يوم القيامة، فلا غفر الله لهما ظلمهما إيّانا.

وفيه (٢٤٨) عن عبد الله بن سنان، عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال له: أبو بكر وعمر صنما قريش اللذان يعبدونهما.

وفيه ( ٢٤٨ - ٢٤٩ ) قول المؤلف: وتناصر الخبر عن عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّدعليهم‌السلام من طرق مختلفة، أنّهم قالوا؛ كلّ منهم: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: من زعم أنّه إمام وليس بإمام، ومن جحد إمامة إمام من الله، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيبا.

وانظر في رؤيا النبي وأنّ الشيخين وعثمان وبني أميّة المقصودون، وفي لعنهم صريحا وكفرهم، وأنّ العذاب والويل منصبّ عليهم، وأنّهم من أصحاب التابوت، انظر كتاب سليم بن قيس ( ١٣١، ١٩٢، ٢٢٥، ٢٣٢ ) والكافي ( ج ١؛ ٢٠، ١٨١ - ١٨٣، ١٩٥، ٣٧٣، ٣٧٤، ٤١٣، ٤٢٠، ٤٢١، ٤٢٦ ) و ( ج ٨؛ ١٠٢، ١٠٣، ٢٤٥، ٢٤٦ ) وتفسير القمّي ( ج ١؛ ١٥٦، ٣٨٣ ) و ( ج ٢؛ ٤٧ ) وتفسير العيّاشي ( ج ١؛ ١٢١ ) و ( ج ٢؛ ٢٨٩، ٣٢٠، ٣٢١ ) والخصال ( ١٠٦، ٣٧١ - ٣٨٢ ) ودلائل الإمامة (٢٠٤) وبصائر الدرجات ( ٢٨٩، ٢٩٠، ٥٣٨ ) وتقريب المعارف ( ٢٣٧ - ٢٥٧ ) وكنز جامع الفوائد ( ج ٢؛ ٦٣١ ) والصراط المستقيم ( ج ٣؛ ١٥٣، ١٥٤ ) والتهذيب ( ج ٤؛ ١٤٥ ) ونفحات اللاهوت (١٢٨) والاحتجاج (٤٦٥) ورجال الكشي ( ٢؛ ٤٦١ ) وغيرها من المصادر الإماميّة، وانظر

٢٨١

بحار الأنوار / المجلد الثامن ٢٠٧ - ٢٥٠ / باب « كفر الثلاثة ونفاقهم ».

وفي تقريب المعارف (٢٤٢) قال: ما روي عن الأصبغ بن نباتة، وعن رشيد الهجريّ، وعن أبي كدينة الأسديّ، وغيرهم من أصحاب عليّعليه‌السلام بأسانيد مختلفة، قالوا: كنّا جلوسا في المسجد، إذ خرج علينا أمير المؤمنينعليه‌السلام من الباب الصغير، يهوي بيده عن يمينه، يقول: أما ترون ما أرى؟ قلنا: يا أمير المؤمنين وما الذي ترى؟ قال: أرى أبا بكر عتيقا في سدف النار يشير إليّ بيده، يقول: استغفر لي، لا غفر الله له.

وزاد أبو كدينة: أنّ الله لا يرضى عنهما حتّى يرضياني، وأيم الله لا يرضياني أبدا.

وفي التهاب نيران الأحزان (٢٤) عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: لمّا فرغ النبي من هذه الخطبة والبيعة لعليّ، رأى الناس رجلا بهي الخلقة، طيّب الرائحة، فقال: بالله ما رأيت مثل اليوم، ما أشدّ ما أكّده لابن عمّه، لقد عقد له عقدا لا يحلّه إلاّ كافر بالله العظيم ونبيّه الكريم، فويل ثمّ ويل لمن حلّ عقده، قال: فالتفت إليه الثاني حين سمع كلامه، فأعجبه، فقال: يا رسول الله أسمعت ما قال هذا الرجل؟ فقال: يا ثاني أتدري من الرجل؟ فقال: لا، فقال: ذلك الروح الأمين جبرئيل، فإيّاك ثمّ إيّاك أن تحلّه، فإن فعلت ذلك فإن الله ورسوله بريئان منك.

وفي إرشاد القلوب (٢٨٦) عن هارون بن سعيد، قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول لعمر فلمّا حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين، فقال له: يا أمير المؤمنين، يا أبا الحسن، اعلم أنّ اصحابي هؤلاء قد أحلّوني ممّا وليت من أمورهم، فإن رأيت أن تحلّني، فقال أمير المؤمنين: أرأيت أن لو أحللتك أنا فهل لك من تحليل من قد مضى؛ رسول الله وابنته؟ ثمّ ولّىعليه‌السلام وهو يقول:( وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ ) (١) .

ونقل العلاّمة المجلسي في البحار ( ج ٨؛ ٢٠٦ ) عن كتاب الاستدراك، بسنده عن ابن عمر، قال: لمّا ثقل أبي أرسلني إلى عليّ، فدعوته، فأتاه، فقال: يا أبا الحسن، إنّي كنت ممّن شغب عليك، وأنا كنت أوّلهم، وأنا صاحبك، فأحبّ أن تجعلني في حلّ، فقال: نعم، على أن

__________________

(١) يونس؛ ٥٤، سبأ؛ ٣٣

٢٨٢

تدخل عليك رجلين فتشهدهما على ذلك، قال: فحوّل وجهه إلى الحائط، فمكث طويلا، ثمّ قال: يا أبا الحسن ما تقول؟ قال: هو ما أقول لك، فحوّل وجهه فمكث طويلا، ثمّ قام عليّ فخرج، قال: قلت: يا أبه قد أنصفك، ما عليك لو أشهدت رجلين؟! قال: يا بني إنّما أراد أن لا يستغفر لي رجلان من بعدي. فانظر عدم غفران الله لهما، وللثالث والرابع، وعدم رضا أصحاب الحقّ وأئمّة الدين والهدى عنهم، بقولهم: لا غفر الله لهما، وما شابهه، والروايات في ذلك أكثر من أن تحصى من طرق أصحابنا ومشايخنارحمهم‌الله ، وقد مرّ في أثناء التوثيقات السالفة طرفا منها.

وسيأتي مثل هذا في الطّرفة ٣٢ عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « مرق النغل الأوّل الأعظم والآخر النغل الأصغر والثالث والرابع ». ويأتي تفسير معنى النغل هناك.

وتشهدون أنّ الجنة حقّ، وهي محرّمة على الخلائق حتّى أدخلها أنا وأهل بيتي

لقد صحت الروايات من طرق الفريقين، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أوّل من يدخل الجنّة قبل الأنبياء، وصحّت أيضا أنّ عليّا أوّل من يدخل الجنّة، وصحّت أيضا أنّ فاطمة أوّل من يدخل الجنّة، وصحّت أيضا أنّ الخمسة أصحاب الكساء أوّل من يدخل الجنّة، وذلك أنّ رسول الله يدخل الجنّة وعليّعليه‌السلام يحمل لواءه إلى الجنّة، وفاطمة والحسن والحسين معهما، والشيعة من ورائهم، وبذلك تلتئم الروايات من حيث المعنى؛ فإنّ عليّا وفاطمة والحسنين يدخلون تحت ظل رسول الله وبين يديه؛ فهم أوّل من يدخل الجنّة.

ففي أمالي الطوسي ( ٣٥٠، ٣٥١ ) بإسناده عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال له: أنا أوّل من يدخل الجنّة وأنت بعدي تدخلها، والحسن والحسين وفاطمة.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٢٢٩ ) بالإسناد عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: أوّل من يدخل الجنّة بين يدي النبيّين والصدّيقين عليّ بن أبي طالب،

٢٨٣

فقام إليه أبو دجانة فقال له: ألم تخبرنا أنّ الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى تدخلها أنت، وعلى الأمم حتّى تدخلها أمّتك؟ قال: بلى، ولكن أما علمت أنّ حامل لواء الحمد أمامهم، وعليّ ابن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي، يدخل الجنّة وأنا على أثره الخبر.

وفي تذكرة الخواص (٢٢٣) عن زيد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّعليهم‌السلام ، قال: شكوت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حسد الناس إيّاي، فقال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة أوّل من يدخل الجنّة، أنا وأنت والحسن والحسين وأمّهما، وذريّتنا من خلفنا، وشيعتنا من ورائنا.

وورد مثله أيضا إلاّ أن فيه قول عليّ للنبي صلوات الله عليهما: فمحبّونا؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من ورائكم.

ففي المختار من مسند فاطمة (١٣٥) نقلا عن سنن الترمذيّ، بإسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين، قال عليّعليه‌السلام : فمحبونا؟ قال: من ورائكم.

وفي ينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٩٤ ) عن عليّعليه‌السلام قال: شكوت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حسد الناس، فقال لي: أما ترضى أن تكون رابع أربعة أوّل من يدخل الجنّة؟ أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريّاتنا خلف أزواجنا. أخرجه الثعلبي، وأخرجه أحمد في المناقب، وذكره سبط ابن الجوزيّ.

ثمّ ذكر القندوزيّ الحنفي مثله عن ابن مسعود، وقال: أخرجه أحمد في المناقب. ثمّ ذكر مثله عن أبي رافع، وقال: أخرجه الطبراني في الكبير.

وانظر روضة الواعظين ( ١١٢، ١٥٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٥٤ ) و ( ج ٣؛ ٦٥ ) وكشف اليقين ( ١٠٨، ٢٨١ ) وأمالي المفيد ( ٧٤، ١١٠ ) والمسترشد (٦٣٤) وتفسير فرات ( ٢٦٩، ٤٣٨، ٤٥٦، ٤٥٧ ) وأمالي الصدوق ( ٨٦، ٢٣١، ٢٦٢ ) وبشارة المصطفى ( ٤٦، ١٢٦ ) والخصال ( ٢٥٤، ٤٠٣، ٤١٣، ٤١٤، ٥٧٤، ٥٧٥ ) والكافي ( ج ٢؛ ١١ )، وتقريب المعارف (١٨٣) وأمالي الطوسي (٣٥١) وخصائص الوحي المبين (٨٤).

٢٨٤

وانظر مستدرك الحاكم ( ج ٣؛ ١٥١ ) والكشّاف ( ج ٤؛ ٢٢٠ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٢١٨ ) و ( ج ١٣؛ ٦٣٩ ) وتاريخ دمشق ( ج ٤؛ ٣١٨ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٣١ ) وكنوز الحقائق بهامش الجامع الصغير ( ج ٢؛ ١٦ ) والصواعق المحرقة (٩٦) وتاريخ بغداد ( ج ٤؛ ٣١٨ ) وتذكرة الخواص (٣١) والمختار من مسند فاطمة (١٤٧) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ١٣٠ ) و ( ج ٢؛ ١٧، ٣٤، ٨٤، ٩٣، ١١٧، ١٢٤، ١٢٦، ١٣٣ ) و ( ج ٣؛ ٩٨ ) ومناقب الخوارزمي (٢٢٧). انظر فضائل الخمسة ( ج ٣؛ ١٣٣ ).

وتشهدون أنّ النار حقّ، وهي محرّمة على الكافرين حتّى يدخلها أعداء أهل بيتي والناصبون لهم حربا وعداوة

اتّفق أهل القبلة على دخول مبغضي محمّد وآل محمّد النار، كالخوارج والنواصب، وقد اتّفقت الأحاديث على ذلك، إلاّ أنّنا نشير إلى بعض ما ورد في أنّهم أوّل من يدخل النار.

ففي أمالي المفيد (٢٨٥) بإسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود النبيعليه‌السلام ، فيأتي النداء من عند الله عزّ وجلّ: لسنا إياك أردنا وإن كنت لله خليفة، ثمّ ينادي ثانية: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فيأتي النداء من عند الله عزّ وجلّ: يا معشر الخلائق هذا عليّ بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجّته على عباده، فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق بحبله في هذا اليوم ليستضيء بنوره، وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنان، قال: فيقوم أناس قد تعلّقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنّة.

ثمّ يأتي النداء من عند الله جلّ جلاله: ألا من ائتمّ بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث شاء ويذهب به، فحينئذ يتبرّأ( الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ * وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) (١) .

__________________

(١) البقرة؛ ١٦٦، ١٦٧

٢٨٥

وفي ثواب الأعمال (٢٥٥) بسنده عن أبي الجارود، قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أخبرني بأوّل من يدخل النار؟ قالعليه‌السلام : إبليس، ورجل عن يمينه، ورجل عن يساره.

وفي الصراط المستقيم ( ج ٣؛ ٣٩ ) عن عكرمة، عن ابن عبّاس، أنّ عليّاعليه‌السلام قال: أوّل من يدخل النار في مظلمتي عتيق وابن الخطّاب.

وانظر الروايات الدالّة على دخول أعداء آل محمّد النار، والّتي تدلّ على أنّهم أشدّ الناس عذابا، ممّا يعني أنّهم أوّل من يدخل النار.

انظر في ذلك كامل الزيارات ( ٣٣٢ - ٣٣٥ ) وبصائر الدرجات (٤٤١) وتفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٢٤٠، ٢٦٣ ) وتأويل الآيات الظاهرة ( ج ٢؛ ٧١٤، ٧١٥، ٧٥٣ - ٧٥٥، ٧٨١، ٧٨٢ ) والاختصاص (١٠٨) ومشارق أنوار اليقين ( ٧٠، ٧٩ ) وتقريب المعارف (٢٥٦).

وانظر أهل التابوت في الاحتجاج ( ١٠٥، ١٠٦ ) وكتاب سليم بن قيس ( ٩١، ٩٢، وتفسير القمّي ( ج ٢؛ ٤٩٩ ) وثواب الأعمال ( ٢٥٥، ٢٥٦ ) والخصال ( ٣٩٨ / باب السبعة ) و ( ٤٨٥ / باب الاثني عشر ). وانظر بحار الأنوار ( ج ٨؛ باب كفر الثلاثة، وباب ذكر أهل التابوت ).

وأنّ لاعنيهم [ أي أهل البيتعليهم‌السلام ] ومبغضيهم وقاتليهم، كمن لعنني وأبغضني وقاتلني هم في النار

الروايات في هذا المعنى بألفاظ مختلفة وطرق متعدّدة ثابتة من كتب الفريقين، ولا يمكننا حصرها واستقصاؤها هنا، وإنّما نورد نبذا منها لئلاّ يخلو منها الكتاب.

ففي كشف الغمة ( ج ١؛ ٣٨٩ ) عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن عليّعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حرمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم، وعلى المعترض عليهم والسابّ لهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم.

٢٨٦

وروى السمهودي في جواهر العقدين المخطوط / العقد الثاني - الذكر العاشر، بسنده عن عليّعليه‌السلام ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله حرّم الجنّة على من ظلم أهل بيتي، أو قاتلهم، أو أعان عليهم، أو سبهم. وروي أيضا في وسيلة المآل (١٢٣).

وفي مسند زيد بن عليّ (٤٦٣) روى عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: حرمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم، والمعين عليهم، ومن سبهم( أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (١) . وروى السخاويّ في استجلاب ارتقاء الغرف (١١٣) بإسناده، عن أبي سعيد، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّ الله حرّم الجنّة على من ظلم أهل بيتي، أو قاتلهم، أو أعان عليهم، أو سبّهم. ورواه الحضرمي في وسيلة المآل (٣٢٣) والسمهوديّ في جواهر العقدين / العقد الثاني - الذكر العاشر.

وروى السمهوديّ في العقد الثاني / الذكر العاشر، بسنده عن ذرة بنت أبي لهب، قالت: خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مغضبا حتّى استوى على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: ما بال رجال يؤذوني في أهل بيتي، والّذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتّى يحبّني، ولا يحبّني حتّى يحبّ ذويّ. ورواه السخاوي في الاستجلاب (٥٨).

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٧٢ ) بسنده عن جابر الأنصاريّ، قال: خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسمعته وهو يقول: أيّها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديّا، فقلت: يا رسول الله وإن صام وصلّى؟! قال: وإن صام وصلّى، وزعم أنّه مسلم، احتجز بذلك من سفك دمه.

وروى السمهوديّ أيضا في جواهره / العقد الثاني، والسخاوي في الاستجلاب (١١٣) بإسنادهما عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: من آذاني في عترتي فعليه لعنة الله.

وانظر الكثير من هذه الأحاديث في كتاب قادتنا ( ج ٧؛ ٤٢٦ - ٤٣٠ ).

__________________

(١) آل عمران؛ ٧٧

٢٨٧

وفي تفسير فرات (٣٣٨) بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ، قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأتي باب عليّ أربعين صباحا حيث بني فاطمةعليهم‌السلام ، فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (١) أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.

وروى أبو جعفر الطبريّ الإمامي في بشارة المصطفى ٦١ بإسناده، عن زيد بن أرقم، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم. ورواه أيضا بسند آخر في ص ٦٤. ورواه الطوسي في أماليه (٣٣٦) بسنده عن زيد بن أرقم أيضا، وهو في الخصال (٣٢٤) وهذا من المسلّمات عند الإماميّة كما هو من المسلّمات عند غيرهم.

فقد أخرج الحاكم النيسابوريّ في المستدرك ( ج ٣؛ ١٤٩ ) بسنده عن زيد بن أرقم، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.

انظر كفاية الطالب ( ٣٢٩ - ٣٣١ ) ومناقب الخوارزمي (٩٠) وجمع الجوامع ( ج ٦؛ ٢١٦ ) من طريق الترمذيّ، وابن ماجة وابن حبان والحاكم، وفيه أيضا ( ج ٧؛ ١٠٢ ) من طريق ابن أبي شيبة والترمذيّ والطبراني والحاكم والضياء المقدسي، وتاريخ بغداد ( ج ٤؛ ٢٠٨ ) و ( ج ٧؛ ١٣٧ ) وتاريخ دمشق ( ج ٤؛ ٣١٦ ) والصواعق المحرقة ( ٧٥، ١١٢ ) والفصول المهمة (١١) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٨٩ ) وتاريخ ابن كثير ( ج ٨؛ ٣٦ ) ومسند أحمد ( ج ٢؛ ٤٤٢ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٢١٦ ) عن أحمد والطبراني والحاكم، وهو في المستدرك للحاكم أيضا ( ج ٣؛ ١٢٩ ) ومطالب السئول ( ٥، ٣١ ). وانظر تخريجاته في كتاب الغدير ( ج ١؛ ٣٣٦، ٣٣٧ ). وفضائل الخمسة ( ج ١؛ ٢٩٧ - ٢٩٩ ).

وقد وردت الروايات والأخبار الصحيحة المتناصرة في خصوص عليّعليه‌السلام باعتبار

__________________

(١) الأحزاب؛ ٣٣

٢٨٨

حقد قريش عليه وحسد العرب له لأنّه وترهم في الله، ولأنّه رأس العترة الطاهرة.

ففي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ١٣ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ من أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله. ومثله في بشارة المصطفى: ٦٠.

وفي كتاب التحصين (٥٣٦) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قاتله فقد قاتلني ومن سبّه فقد سبّني. وقريب منه في نفس المصدر: ٥٤٢. وهو أيضا من المتواترات لفظا فضلا عن تواتره معنى عند المسلمين.

ففي مناقب ابن المغازلي (٢٣٠) بسنده، أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ، فمن تولاّه فقد تولاّني، ومن تولاّني فقد تولّى الله، ومن أحبّه فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله.

وفيه (٣٨٢) قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : عدوّك عدوي، وعدوّي عدوّ الله، ومبغضك مبغضي، ومبغضي مبغض الله، ويل لمن أبغضك من بعدي.

وفيه ( ٣٩٤، ٣٩٥ ) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: يا عليّ من سبّك فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ الله، ومن سبّ الله كبّه الله على منخريه في النار.

وفيه (٢٣٢) قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله. وانظر في أن من سبّ، عليّا أو أبغضه أو عصاه أو فارقه أو قاتله أو آذاه، فقد سبّ وأبغض وعصى وفارق وقاتل وآذى الله ورسوله، ذخائر العقبى (٦٦) ومناقب الخوارزمي ( ٣٠ و ٨١، ٨٢، ٨٤، ٩١ ) وينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٣٠، ٧١، ٧٢، ١٠٧ ) ونور الأبصار ( ٥٥، ٧٣، ١٠٠ ) وأخبار شعراء الشيعة ( ٣٠، ٣٤ ) ومسند أحمد ( ج ٦؛ ٣٢٣ ) والمستدرك للحاكم ( ج ٣؛ ١٢١ )، وفرائد السمطين ( ج ١؛ ١٦٥، ٣٠٢ ) والخصائص للنسائي (٢٤٠) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٣٠، ١٣٣ ) وتاريخ الخلفاء (٧٣) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥؛ ٣٠، ٣٤ ) وكفاية الطالب (٨٣) والرياض النضرة ( ج ١؛ ١٦٥ ) و ( ج ٢؛ ٢١٩ ) والفصول المهمة (١١١) ونظم درر السمطين ( ١٠٣، ١٠٥ ) والاستيعاب ( ج ٣؛ ١١٠١ ) وشرح النهج ( ج ٩؛ ١٧٢ ) ومناقب ابن المغازلي (١٠٩) وشرح الجامع الصغير للمناوي

٢٨٩

( ج ٢؛ ١٣٦ ) وسبيل النجاة (١٥٢) وحلية الأولياء ( ج ١؛ ٦٧ ) والصواعق المحرقة (٧٤) ومفتاح النجا المخطوط (٩٥) وتاريخ دمشق ( ج ١؛ ٣٩٢، ٣٩٣ ) ووسيلة المآل (٣٦٩). وانظر في تخريجات ذلك كتاب قادتنا ( ج ١؛ ٢٤٤ - ٢٧٠ ).

وفي مناقب ابن المغازلي ( ٣٩٤، ٣٩٥ ) بأسانيده عن يعقوب بن جعفر بن سليمان بن عليّ قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن أبيه، قال: كنت مع عبد الله بن عبّاس وسعيد بن جبير يقوده، فمرّ على ضفّة زمزم، فإذا بقوم من أهل الشام يسبّون عليّا، فقال لسعيد: ردّني إليهم، فوقف عليهم فقال: أيّكم السابّ لله عزّ وجلّ؟ قالوا: سبحان الله ما فينا أحد يسبّ الله! قال: فأيّكم السابّ رسول الله؟ قالوا: سبحان الله ما فينا أحد يسبّ رسول الله! قال: فأيّكم السابّ عليّ بن أبي طالب؟ قالوا: أمّا هذا فقد كان.

قال: فأشهد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سمعته أذناي ووعاه قلبي، يقول لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام : يا عليّ من سبّك فقد سبني، ومن سبّني فقد سبّ الله، ومن سبّ الله عزّ وجلّ كبّه الله على منخريه في النار، ثمّ ولّى عنهم، ثمّ قال: يا بني ما ذا رأيتهم صنعوا؟ فقلت له: يا أبه.

نظروا إليك بأعين محمرّة

نظر التيوس إلى شفار الجازر

فقال: زدني فداك أبوك، فقلت:

خزر العيون نواكس أبصارهم

نظر الذليل إلى العزيز القاهر

قال: زدني فداك أبوك، قلت: ليس عندي مزيد، فقال: لكن عندي فداك أبوك:

أحياؤهم عار على أمواتهم

والميّتون مسبّة للغابر

وهذا الحديث مشهور جدا، أخرجه الكثير من علماء الإماميّة، كما أخرجه غيرهم كالحافظ الكنجي في كفاية الطالب (٨٢) والمحبّ الطبريّ في الرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٦٦ ) والخوارزمي في المناقب (٨١) والعلاّمة الزرنديّ في نظم درر السمطين (١٠٥) والشبلنجي في نور الأبصار (١١٠). وغيرهم.

٢٩٠

وتشهدون أنّ عليّا صاحب حوضي والذائد عنه أعداءه

في أمالي الصدوق (٢٤٥) بإسناده، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ خليفتي على الحوض ...

يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه، كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء.

وفي بشارة المصطفى (٩٥) بسنده، عن أبي الأسود الدؤلي، قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: والله لأذودنّ - بيدي هاتين القصيرتين - عن حوض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعداءنا، ولأوردنّ أحبّاءنا.

وفي مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٣٠ ) بسنده، عن أبي كثير، قال: كنت جالسا عند الحسن بن عليّعليهما‌السلام ، فجاءه رجل فقال: لقد سبّ عند معاوية عليّا سبّا قبيحا رجل يقال له معاوية بن خديج، فلم يعرفه، فقال: إذا رأيته فائتني به، قال: فرآه عند دار عمرو بن حريث فأراه إيّاه، قال: أنت معاوية بن خديج؟ فسكت فلم يجبه، ثلاثا، ثمّ قال: أنت السابّ عليّا عند ابن آكلة الأكباد؟! أما والله لئن وردت عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنّه مشمّرا حاسرا عن ذراعيه، يذود الكفّار والمنافقين عن حوض رسول الله، قول الصادق المصدوق محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وانظر في تخريج هذا المعنى أمالي المفيد (١٦٨) وأمالي الصدوق ( ٥٩، ٨٦، ٩٩، ١٧٥، ٢٥٢، ٣١٢ ) وكامل الزيارات ( ٣٣٢ - ٣٣٥ ) وبشارة المصطفى ( ٥٩، ٧٣، ١٢٥، ١٣٧ ) والخصال (٥٧٥) وتفسير فرات ( ١٧٢، ٣٩٤، ٥٤٥ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٦٢ ) وكشف اليقين (٢٨٢) وتفسير القمّي ( ج ٢؛ ٣٧٩ ).

وتذكرة الخواص ( ١٣، ١٢٤ ) وحلية الأولياء ( ج ١٠؛ ٢١١ ) وتاريخ بغداد ( ج ١٤؛ ٩٨، ١٥٥ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ٢٠٣، ٢١١، ٢٣٦ ) والمستدرك للحاكم ( ج ٣؛ ١٣٨ ) وتهذيب التهذيب ( ج ٧؛ ٢٣٦ ) في ترجمة عفيف الكندي، ونور الأبصار (٦٩) ومناقب الخوارزمي (٢١٩) ومعارج العلى في مناقب المرتضى (١٢٦) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ١٣٢، ١٣٣ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٣٠، ١٣٥، ١٧٣ ) و ( ج ١٠؛ ٣٦٧ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٣٩٣، ٤٠٠، ٤٠٢، ٤٠٣ ). وانظر فضائل الخمسة ( ج ٣؛ ١٢٦، ١٣٠ ) وقادتنا ( ج ٤؛ ١٢، ١٥ ).

٢٩١

وهو قسيم النار، يقول للنار: هذا لك فاقبضيه ذميما، وهذا لي فلا تقربيه، فينجو سليما

في بشارة المصطفى ( ٤، ٥ ) بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة، قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في نفر من الشيعة، وكنت فيهم، فجعل الحارث يتلوّذ في مشيه ويخبط الأرض بمحجنه، وكان مريضا، فدخل فأقبل عليه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكانت له منزلة منه، فقال: كيف تجدك يا حارث؟

فقال: نال منّي الدّهر يا أمير المؤمنين، وزادني غليلا اختصام أصحابك ببابك، قالعليه‌السلام : وفيم خصومتهم؟

قال: في شأنك والثلاثة من قبلك، فمن مفرط غال، ومقتصد وال، ومن متردّد مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم.

قالعليه‌السلام : فحسبك يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي.

فقال له الحارث: لو كشفت فداك أبي وأمّي الريب عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا؟

قال: فذاك، فإنّه أمر ملبوس عليه، إنّ دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله، يا حار إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد، وبالحقّ أخبرك فأعرني سمعك، ثمّ خبّر به من كان له حصانة من أصحابك.

ألا إنّي عبد الله وأخو رسوله، وصدّيقه الأكبر؛ صدّقته وآدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمتكم حقّا، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون، ألا وإنّي خاصّته - يا حارث - وصنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن، واستودعت ألف مفتاح يفتح كلّ مفتاح ألف باب، يفضي كلّ باب إلى ألف ألف عهد، وأيّدت - أو قال: وأمددت - بليلة القدر نفلا، وإنّ ذلك ليجري لي والمتحفظين من ذريتي كما يجري اللّيل والنهار، حتّى يرث الله الأرض ومن عليها.

٢٩٢

وأنشدك يا حارث لتعرفني ووليّي وعدوّي في مواطن شتّى: لتعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة.

قال الحارث: وما المقاسمة يا مولاي؟

قالعليه‌السلام : مقاسمة النار، أقاسمها قسمة صحاحا؛ أقول هذا وليّي وهذا عدوّي، ثمّ أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث، فقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيدي، فقال لي - واشتكيت إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله حسدة قريش والمنافقين -: أنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله أو بحجزته - يعني عصمة من ذي العرش - وأخذت أنت يا عليّ بحجزتي، وأخذت ذريتك بحجزتك، وأخذت شيعتكم بحجزتكم، فما ذا يصنع الله عزّ وجلّ بنبيّه، وما ذا يصنع نبيّه بوصيّه، خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت، قالها ثلاثا.

فقال الحارث - وقام يجرّ رداءه جذلا -: لا أبالي وربّي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني. قال جميل بن صالح: فأنشدني أبو هاشم السيّد الحميريّ في كلمة له:

قول عليّ لحارث عجب

كم ثمّ أعجوبة له حملا

يا حار همدان من يمت يرني

من مؤمن أو منافق قبلا

يعرفني طرفه وأعرفه

بعينه واسمه وما عملا

وأنت عند الصراط تعرفني

فلا تخف عثرة ولا زللا

أسقيك من بارد على ظمأ

تخاله في الحلاوة العسلا

أقول للنار حين توقف لل

عرض على حرّها: دعي الرّجلا

دعيه لا تقربيه إنّ له

حبلا بحبل الوصي متّصلا

هذا لنا شيعة وشيعتنا

أعطاني الله فيهم الأملا

وروى الحمويني في فرائد السمطين ( ج ١؛ ٣٢٦ ) بإسناده عن عباية، عن عليّعليه‌السلام قال: أنا قسيم النار، إذا كان يوم القيامة قلت: هذا لك وهذا لي ولله درّ القائل في مدحهعليه‌السلام وقد بلغ فيه غاية الكمال والتمام:

٢٩٣

عليّ حبّه جنّه

قسيم النار والجنّة

وصي المصطفى حقّا

إمام الإنس والجنّة

وانظر رواية هذا الحديث بألفاظ متقاربة ومعنى واحد في روضة الواعظين ( ١٠٠، ١٠١، ١١٤، ١١٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٦٠ ) و ( ج ٣؛ ٢٣٧ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٨٩ ) وأمالي المفيد ( ٦، ٧، ٢١٣ ) والمسترشد: (٢٦٤)، وأمالي الطوسي ( ٩٥، ٢٠٦، ٥٥٣، ٦٢٦، ٦٢٧، ٦٢٩ ) وتفسير فرات ( ١٧٢، ٥١١ ) وأمالي الصدوق ( ٣٥، ٤٨، ١٠٣، ٣٩٥، ٥٣٣ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٢١ ) وتفسير القمّي ( ج ١؛ ١٧٣ ) و ( ج ٢؛ ٣٢٤، ٣٢٦، ٣٨٩، ٣٩٠ ) وبشارة المصطفى ( ٢٠، ٢٢، ٥٦، ١٠٢، ١٠٣، ٢١٠ ) وتقريب المعارف (٢٠١) وإرشاد القلوب ( ٢٦٣، ٢٩٦ ) وبصائر الدرجات ( ٤٣٤ - ٤٣٨ ) وفيه أحد عشر حديثا، وانظر ديوان السيّد الحميريّ ( ٣٢٧ - ٣٢٨ ).

وكنز العمال ( ج ٦؛ ٤٠٢ ) ومناقب الخوارزمي (٢٠٩) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ١٠٦، ٣٢٦ ) ومناقب ابن المغازلي (٦٧) وكفاية الطالب ( ٧١، ٧٢ ) ومقتل الحسين للخوارزمي ( ج ١؛ ٣٩ ) وتحفة المحبّين لمحمد بن رستم ( ١٩٧ / مخطوط ) ومعارج العلى في مناقب المرتضى (١٣٣) والصواعق المحرقة (٧٥) وتاريخ دمشق ( ج ٢؛ ٢٤٤ / الحديثان رقم ٧٥٣ و ٧٥٤ ) ولسان الميزان ( ج ٦؛ ١١٣ ) والبداية والنهاية ( ج ٧؛ ٣٥٥ ) وميزان الاعتدال ( ج ٤؛ ٢٠٨ ) وكنوز الحقائق (٩٢) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٨١ - ٨٤ / الباب ١٦ ) في بيان كون عليّعليه‌السلام قسيم النار والجنّة. وانظر قادتنا ( ج ٤؛ ٣٦ - ٤١ ).

٢٩٤

الطّرفة السابعة

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٨٩، ٩٠ ) باختصار.

وقد روى أعلام الإماميّة مضمون الطّرفة بألفاظ متقاربة واختلافات بسيطة - قلّة وزيادة - في المتن. انظر في ذلك:

الكافي ( ج ١؛ ٢٣٦، ٢٣٧ ) وأشار إليها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٥٧ ) وعلل الشرائع ( ١٦٦، ١٦٧ / الباب ١٣١ - الحديث ١ ) ونقلها عنه في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٥٦ ) وأمالي الطوسي ( ٥٧٢، ٥٧٣ / الحديث ١١٨٦ ) وفيه « أنّ العبّاس نهض مغضبا، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عبّاس، يا عمّ رسول الله، لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك، فيدخلك سخطي عليك النار، فرجع فجلس »، وهي أيضا في أمالي الطوسي ( ٦٠٠ - ٦٠٢ / الحديث ١٢٤٤ ) وفيه « أنّ البيت كان مملوء من أصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المهاجرين والأنصار »، وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٤٠٩، ٤١٠ ) وفيه قوله: « والبيت غاصّ من بني هاشم والمسلمين »، وهذه الرواية قريبة من رواية أمالي الطوسي الثانية الّتي في ( ٦٠٠ - ٦٠٢ ) وهي باختصار ونقل بالمعنى في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٢٨ ) عن ابن عباس، وهي في الإرشاد (٩٩) باختصار، وهي في إعلام الورى ( ٨٢ - ٨٤ ) وهي في مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٤٨، ٤٩ ) حيث قال: « والإجماع في حديث ابن عبّاس في وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال النبي: يا عبّاس » وساق الحديث مختصرا، وهي في التهاب

٢٩٥

نيران الأحزان (٤٠) مختصرة، وانظر إعطاء المواريث دون صدر الرواية في أمالي الصدوق ( ٦٧ / المجلس ١٧ - الحديث ٢ ). وانظر بصائر الدرجات ( ١٩٤ - ٢١٠ ) « باب ما عند الأئمّة من سلاح رسول الله وآيات الأنبياء ».

وفي مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١١٣ ) بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله العبّاس بن عبد المطلب، فقال: اضمن عنّي ديني ومواعيدي، قال: لا اطيق ذلك، فوقع به ابنه عبد الله بن عبّاس، فقال: فعل الله بك من شيخ، يدعوك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لتقضي عنه دينه ومواعيده!! فقال: دعني عنك، فإن ابن أخي يباري الريح، فدعا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال: اضمن عنّي ديني ومواعيدي، فقال: نعم هي عليّ، فضمنها عنه الحديث. قال: رواه البزار.

ويدلّ على أنّ عليّا وارث النبي دون غيره ما مرّ في الطّرفة الثانية، وما سيأتي في الطّرفة الثامنة.

ونذكر هنا استطرادا بعض المصادر الّتي دلّت على أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ورّث عليّاعليه‌السلام ، والمصادر التي ذكرت أنّهعليه‌السلام قاضي دينه ومنجز عداته.

فأمّا ذكر وراثته للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

فانظر أمالي المفيد (١٧٤) وتفسير فرات (٥٤) وروضة الواعظين (٨٩) والصراط المستقيم ( ج ١؛ ٦٦ ) وسليم بن قيس (١٦) والمسترشد (٣٤٤) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢٢٨ ) والكافي ( ج ١؛ ٢٣٤ ) و ( ج ٨؛ ٣٣١ ) والخصال ( ٥٧٢ - ٥٨٠ ) وبصائر الدرجات ( ١٩٨، ٢٠٦، ٢٠٨، ٢٢٠، ٣٣٩ ) وتذكرة الخواص: ٨٦، ومناقب ابن المغازلي (٢٦١) ومناقب الخوارزمي (٩٦) وتاريخ دمشق ( ج ٣؛ ١٢ ) وخصائص النسائي (١٠٨) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٣٨ ) وإرشاد القلوب (٢٦١).

٢٩٦

وأمّا إنّه قاضي دينهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومنجز عداته

فانظر أمالي المفيد ( ٦١، ١٧٤ ) والخرائج والجرائح (١٦٩) وكتاب سليم بن قيس (١٢١) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٣٢ ) و ( ج ٣؛ ١٨٦، ٢١٤، ٣٣٧ ) وكشف اليقين ( ٢٢٤، ٢٥٦، ٢٥٧ ) والمسترشد ( ٢١٥، ٢٦٢، ٦٣٤ ) ودلائل الإمامة (١٠٦) وكفاية الأثر ( ٢٠، ١٢١، ١٣٥ ) والخصال ( ٥٧٢ - ٥٨٠ ) وتفسير القمّي ( ج ٢؛ ١٠٩ ) واليقين ( ٢٢٧، ٢٤٣، ٣٥٣ ) وأمالي الصدوق ( ١٧٥، ٢٥٢، ٣١٢ ) وبشارة المصطفى ( ٥٤، ٥٨، ٥٩ ) وإعلام الورى (١٩٠) والطرائف ( ج ١؛ ٣٤ ) وإرشاد القلوب ( ٢٦١، ٢٧٨، ٢٧٩ ).

ومناقب ابن المغازلي ( ٢٣٧، ٢٣٨، ٢٦١ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٧٩ ) وتاريخ دمشق ( ج ١؛ ١٣٠ ) و ( ج ٢؛ ٣٤٢ ) والصواعق المحرقة (٧٥) ونظم درر السمطين (٩٨) وتفسير الثعلبي كما نقله في البحار ( ج ١٩؛ ٨٦ ) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ٣٩، ٥٠ ) وتذكرة الخواص ( ٣٨، ٨٦ ) وخصائص النسائي (٤٨) ومناقب الخوارزمي ( ٢٧، ٢١٠ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٣، ١٥٥، ٣٩٦ ). وقال: أخرجه أحمد وابن جرير - وصحّحه - والطحاوي والضياء المقدّسي، والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٦٨ ) وحلية الأولياء ( ج ١٠؛ ٢١١ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١١٣، ١٢١، ١٣٨ ) وفيض القدير ( ج ٤؛ ٣٥٩ ) وكنوز الحقائق: ١٩٢. وانظر فضائل الخمسة ( ج ٣؛ ٥٧ - ٦٠ ) وقادتنا ( ج ١؛ ١٤٤، ١٥٠ ).

قوله: وفي روايتين أيضا: أنّ الّذي سلّمه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان والبيت غاص بمن فيه من المهاجرين والأنصار إلخ.

الروايتان المشار إليهما في علل الشرائع ( ١٦٧ - ١٦٩ / الباب ١٣١ - الحديثان ٢ و ٣ ).

الأولى بهذا السند: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن إبراهيم بن إسحاق الأزديّ، عن أبيه، قال: أتيت الأعمش سليمان بن مهران أسأله عن وصيّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: ايت محمّد بن عبد الله فاسأله، قال: فأتيته فحدّثني عن زيد بن عليّ فقال: ...

٢٩٧

والثانية بهذا السند: حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الأزديّ، عن أبيه، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي، عن زيد بن عليّ، قال: ....

٢٩٨

الطّرفة الثامنة

هذه الطّرفة وقع مضمونها عند نزول قوله تعالى:( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) ؛ فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بني هاشم وهم في ذلك الوقت أربعون رجلا من المشايخ والرؤساء، فلمّا دعاهم إلى الإسلام والإيمان بنبوّته قال له أبو لهب: تبّا لك ألهذا دعوتنا؟! فتفرقوا، فأنزل الله تعالى:( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ) (٢) ثمّ دعاهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثانية مثل الأولى فبايعه عليّعليه‌السلام .

وقد أخرج مضمون هذه الطّرفة الراونديّ في الخرائج والجرائح (٨٤) وصرّح بأنّ السائل عن ذلك هو ابن الكواء. وهي في اثبات الوصيّة، قال فيها: « ولذلك كانعليه‌السلام وصيّه وأخاه ووارثه دونهم »، ورواها الصدوق في علل الشرائع ( ١٦٩، ١٧٠ / الباب ١٣٣ - الحديث ١ ) ونقلها ابن طاوس في سعد السعود ( ١٠٤، ١٠٥ ) عن كتاب « ما أنزل من القرآن في النبي »، ورواها الطبريّ في تاريخه ( ج ٢؛ ٢١٧، ٢١٨ ) والنسائي في خصائص أمير المؤمنين ( ٨٦، ٨٧ ) وأحمد في مسنده ( ج ١؛ ١٩٥ ) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٨؛ ٣٠٢ ) والمحبّ الطبريّ في الرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٦٧ ) والمتّقي الهنديّ في كنز العمال ( ج ٦؛ ٤٠٨ ) وغيرهم. ويدلّ عليها ما مرّ في الطّرفة السابعة والطّرفة الثانية.

وفي خصائص أمير المؤمنين للنسائي (١٠٨) بإسناده، عن خالد بن قثم بن العبّاس أنّه قيل له: كيف عليّ ورث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دون جدّك وهو عمّه؟ قال: لأنّ عليّا كان أوّلنا به

__________________

(١) الشعراء؛ ٢١٤

(٢) المسد؛ ١

٢٩٩

لحوقا وأشدّنا به لزوقا.

وانظر في هذه الرواية تاريخ دمشق ( ج ٣؛ ١٢، ١٤ ) وحلية الأولياء ( ج ١؛ ٦٨ ) و ( ج ٤؛ ٣٨٢ ) والمستدرك للحاكم ( ج ٣؛ ١٢٥ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٤٠٠ ) وقال: أخرجه ابن أبي شيبة.

ومن لطيف الاحتجاج في هذا الباب، ما رواه ابن جرير الطبري في المسترشد (٥٧٧) والطبرسي في الاحتجاج ( ج ١؛ ٨٨، ٨٩ ) وابن شهرآشوب في المناقب ( ج ٣؛ ٤٩ ) عن أبي رافع، أنّه كان عند أبي بكر إذ جاء عليّ والعبّاس، فقال العبّاس: أنا عمّ رسول الله ووارثه، وقد حال عليّ بينه وبين تركته، فقال أبو بكر: فأين كنت يا عبّاس حين جمع النبي بني عبد المطلّب وأنت أحدهم، فقال: أيّكم يوازرني ويكون وصيّي وخليفتي في أهلي، وينجز عدتي ويقضي ديني؟! فقال له العبّاس: بمجلسك هذا تقدّمته وتأمّرت عليه، فقال أبو بكر: أغدرا يا بني عبد المطّلب. وهي حادثة مشهورة وفي الكتب مسطورة.

٣٠٠