طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب9%

طرف من الأنباء والمناقب مؤلف:
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 653

طرف من الأنباء والمناقب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210653 / تحميل: 6559
الحجم الحجم الحجم
طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف:
الناشر: انتشارات تاسوعاء
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

الباب (12)

التوجه إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام

1 ـ فإذا أردت الخروج من الكوفة والتوجه إلى أمير المؤمنينصلوات الله عليه فاحرز رحلك وتوجه وأنت على طهرك وغسلك ،وعليك السكينة والوقار وتقول :

اللهم إني توجهت(1) من منزلي ابغي فضلك ، وأزور وصي نبيكصلوات الله عليهما ، اللهم فيسر لي ذلك وسبب المزار له ، واخلفنيفي عاقبتي(2) وحزانتي(3) بأحسن الخلافة يا ارحم الراحمين.

فإذا وردت الخندق فقل :

الله أكبر ، أهل الكبرياء والعظمة ، الله أكبر أهل التكبير والتقديسوالتسبيح والمجد والآلاء ، الله أكبر مما أخاف واحذر ، الله أكبر عماديوعليه أتوكل ، الله أكبر رجائي واليه أنيب.

اللهم أنت ولي نعمتي والقادر على طلبتي ، تعلم حاجتي وماتضمره هواجس الصدور(4) ، فأسألك بحق نبيك المرضي ، الذي قطعتبه حجج المحتجين ، وعذر المعتذرين ، فاخترته حجة على العالمين ،

__________________

(1) خرجت ( خ ل ).

(2) العاقبة : الولد.

(3) حزانة الرجل : عياله الذين تتحزن لأمرهم.

(4) هواجس الصدور اي ما يخطر فيها ويدور فيها من الأحاديث والأفكار.

١٨١

ان لا تحرمنا زيارة أمير المؤمنين وثواب مزاره ، وان تجعلني من وفدهالصالحين وشيعته ومنتجبيه المباركين.

وإذا تراءت لك القبة فقل :

الحمد لله على ما اختصني من طيب المولد ، واستخلصني اكرامابه من(1) موالاة الأبرار ، السفرة الأطهار ، والخيرة الاعلام ، اللهم فتقبلسعيي إليك ، وتضرعي بين يديك ، واغفر لي الذنوب [ التي لا تخفىعليك ](2) ، انك أنت الله الملك الغفار.

فإذا وصلت إلى العلم فقل :

اللهم انك ترى مكاني ، وتسمع كلامي ، ولا يخفى عليك شئ منأمري ، وكيف يخفى عليك ما أنت مكونه وبارؤه ، وقد جئتك مستشفعابنبيك نبي الرحمة ، ومتوسلا بوصي رسولك ، وأسألك بهما اثباتا فيالهدى ، ونورك في الآخرة والأولى ، وقربة إليك ، وزلفة لديك ، انكأنت الملك القديم.

فإذا وصلت إلى باب الحائر كبرت ثلاثين تكبيرة ، وهللت ثلاثينتهليلة ، وحمدت الله ثلاثين تحميدة ، وصليت على محمد وآله ثلاثينمرة ، ثم دنوت من حيث تدخل ، فقدمت رجلك اليمنى وقلت :

__________________

(1) استخلصني اكراما به اي استخلصني به اكراما لي ، ومن بيانية ، يقال : استخلصه لنفسه :استخصه.

(2) من المصادر.

١٨٢

بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى اللهعليه وآله.

وصل ركعتين تحية المشهد مندوبا وقل :

السلام على رسول الله خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله ، السلامعلى وصيه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، السلام على جميع ملائكة هذاالحرم الذي هم به محفون ، وبمشهده محدقون ، ولزواره مستغفرون ،الحمد لله الذي أكرمنا بمعرفته ومعرفة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومنفرض علينا طاعته صلى الله عليه ، رحمة وتطولا.

الحمد لله الذي سيرني في بلاده ، وحملني على دوابه ، وطوى ليالبعيد ، ودفع عني المكاره ، وبلغني حرم أخي نبيه ووصي رسولهصلى الله عليهما ، وادخلني البقعة التي قدسها ، وبارك عليه ، واختارهالوصي نبيه صلى الله عليهما.

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، اشهدان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واشهد ان علياعليه‌السلام عبده وأخو رسوله.

اللهم إني عبدك وزائرك ، الوافد إليك ، المتقرب إليك بزيارة أخينبيك ومستحفظ رسولك صلى الله عليهما وسلم ، وعلى كل مأتي حقلمن زاره ، وأنت خير مأتي وأكرم مزور.

فأسألك اللهم بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ،

١٨٣

وبموجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ، ان تصلي على محمد واله وانتجعل حظي من زيارتي في موضعي فكاك رقبتي من النار ، وتجعلنيممن يسارع في الخيرات ويدعوك رغبا ورهبا ، واجعلني منالخاشعين.

اللهم انك بشرتني على لسان نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت :( وبشر الذين امنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ) (1) .

فاني مؤمن بك وبجميع أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم ،وبكلماتك وأنبيائك ، فلا توقفني بعد معرفتهم موقفا تفضحني فيه علىرؤوس الاشهاد ، وأوقفني مع محمد وآله صلواتك عليهم ، وتوفنيعلى التصديق بهم والتسليم لهم ، فإنهم عبيدك ، وأنت خصصتهمبكرامتك ، وأمرتني باتيانهم ، وفرضت علي طاعتهم ، فلك الحمد يارب العالمين.

فإذا وقفت على باب السلام فقل :

السلام على أبي الأئمة ، ومعدن النبوة ، والمخصوص بالاخوة ،السلام على يعسوب(2) الايمان ، وكلمة الرحمن(3) ، وكهف الأنام ، وسلام

__________________

(1) يونس : 2.

(2) اليعسوب : السيد والرئيس والمقدم ، واصله أمير النحل.

(3) كلمة الرحمن : اي يبين للخلق ما أراد الله اظهاره ، كما أن الكلمة تبين ما في ضميرصاحبها ، أو المراد انه صاحب كلمات الله وعلومه.

١٨٤

على ميزان الأعمال(1) ومقلب الأحوال(2) وسف ذي الجلال ، وسلامعلى صالح المؤمنين ، ووارث علم النبيين ، والحاكم في يوم الدين.

سلام على شجرة التقوى ، وسامع السر والنجوى ، ومنزل المنوالسلوى ، سلام على حجة الله البالغة ، ونعمته السابغة ، ونقمتهالدامغة.

سلام على إسرائيل الأمة ، وباب الرحمة ، وأبي الأئمة ، سلام علىصراط الله الواضح ، والنجم اللائح ، والامام الناصح ، سلام على وجهالله الذي من آمن به امن ، سلام على نفسه القائمة فيه بالسنن ، وعينهالتي من رعته اطمأن ، سلام على اذن الله الواعية في الأمم ، ويدهالباسطة بالنعم ، وجنبه الذي من فرط فيه ندم.

اشهد انك مجازي الخلق ، ومالك الرزق ، والحاكم بالحق ، بعثكالله علما لعباده ، فوفيت بمراده ، وجاهدت فيه حق جهاده ، صلى اللهعليك ، وجعل أفئدة من المؤمنين تهوي إليك ، والخير منك وفييديك.

عبدك الزائر بحرمك ، اللائذ بكرمك ، الشاكر لنعمك ، قد هربإليك من ذنوبه ، ورجاك لكشف كروبه ، فأنت ساتر عيوبه ، فكن لي إلى

__________________

(1) لأنهم ـ على ما ورد في الروايات الكثيرة ـ موازين يوم القيامة وهم يحاسبون الخلق.

(2) اي يقلب أحوالهم من الضلالة إلى الهداية ، ومن الجهل إلى العلم و ، أو انه محنةالورى به يتميز المؤمن من الكافر ، وبه انتقل جماعة من الكفر إلى الايمان ، وبه ظهر كفرالمنافقين ، وله معنى آخر دقيق ليس هنا موضع ذكرها.

١٨٥

الله سبيلا ، ومن الله مقيلا ، ولما آمل فيك كفيلا ، نجني نجاة من وصلحبله بحبلك ، وسلك إلى الله بسبلك ، وأنت سامع الدعاء ، ولي الجزاء ،عليك منا التسليم ، وأنت السيد الكريم ، وأنت بنا رحيم ، منك النوال ،وعليك بعد الله التكلان ، والحمد لله وحده.

السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، السلام عليكيا ولي الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا حبيب الله ،السلام عليك يا وصي رسول رب العالمين وخاتم النبيين ، السلام عليكيا سيد الوصيين ، السلام عليك يا حجة الله على الخلق أجمعين.

السلام عليك أيها النبأ العظيم ، الذي هم فيه مختلفون ، وعنهمسؤولون ، السلام عليك أيها الفاروق الأعظم ، السلام عليك ياأمير المؤمنين ، السلام عليك يا امين الله ، السلام عليك يا حبل اللهوموضع سره ، وعيبة علمه وخازن وحيه.

بابي أنت وأمي يا مولاي يا حجة الخصام ، بابي أنت وأمي يا بابالمقام(1) ، اشهد انك حبيب الله وخاصة الله وخالصته.

واشهد انك عمود الدين ، ووارث علم الأولين والآخرين ،

__________________

(1) باب المقام اي مقام إبراهيم لحج البيت واعتماره لا يقبل الا بولايتك فمن لم يأتهبولايتك فكأنما اتى البيت من غير بابه ، أو باب القيام عند رب العالمين للحساب ، كناية عن أنإياب الخلق إليه وحسابهم عليه ، فكما انه لا يدخل البيت الا بعد المرور على الباب كذلكلا يأتي أحد ليقوم للحساب الا بعد أن يلقاهعليه‌السلام بما هو أهله من البشارة أو الاكتياب ـ البحار.

١٨٦

وصاحب الميسم(1) والصراط المستقيم ، اشهد انك قد بلغت عن اللهوعن رسوله ، ورعيت ما استحفظت ، وحفظت ما استودعت ، وحللتحلال الله ، وحرمت حرام الله ، وأقمت احكام الله ، ولم تتعد حدودالله ، وعبدت الله مخلصا حتى اتاك اليقين.

اشهد انك أقمت الصلاة ، واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ،ونهيت عن المنكر ، واتبعت الرسول ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ،وجاهدت في الله حق جهاده ، ونصحت لله ولرسوله ، وجدت بنفسكصابرا محتسبا ، وعن دين الله مجاهدا ، ولرسول الله موفيا ، ولما عندالله طالبا ، وفيما وعد راغبا ، ومضيت للذي أنت عليه شاهدا وشهيداومشهودا ، فجزاك الله عن رسول الله وعن الاسلام وأهله أفضلالجزاء.

لعن الله من افترى عليك وغضبك ، ولعن الله من قتلك ، ولعنمن بايع على قتلك ، ولعن من بلغه ذلك فرضي به ، أنا إلى الله منهمبرئ ، ولعن الله أمة خالفتك ، وأمة جحدت ولايتك ، وأمة تظاهرتعليك ، وأمة قاتلتك ، وأمة جارت عليك وحادت عنك(2) وخذلتك(3) ،الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود.

__________________

(1) إشارة إلى ما ورد في الاخبار انهعليه‌السلام الدابة التي يخرج في آخر الزمان ، ومعه العصاوالميسم ، يسم بهما وجوه المؤمنين والكافرين.

(2) الحيد : الميل.

(3) خذله : ترك نصرته.

١٨٧

اللهم العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتكوأصلهم(1) حر نارك ، اللهم العن الجوابيت والطواغيت والفراعنة ،واللات والعزى ، وكل ند يدعى من دون الله ، وكل ملحد مفتر.

اللهم العنهم وأشياعهم وأتباعهم ، وأولياءهم وأعوانهمومحبيهم لعنا كثيرا ، لا انقطاع له ولا اجل.

اللهم إني أبرأ إليك من جميع أعدائك ، وأسألك اللهم ان تصليعلى محمد وآله وان تجعل لي لسان صدق في أوليائك ، وتحبب إليمشاهدهم ، حتى تلحقني بهم ، وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والآخرة ، ياارحم الراحمين.

ثم تحول إلى عند رأسه صلوات الله عليه وتقول :

سلام الله وسلام ملائكته المقربين ، والمسلمين لك بقلوبهم ،والناطقين بفضلك ، والشاهدين على أنك صادق صديق ، عليك يامولاي ورحمة الله وبركاته ، صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك ،اشهد أنك طاهر مطهر ، من طهر طاهر مطهر.

اشهد لك يا ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والأداء ، واشهد أنكحبيب الله ، وأنك باب الله(2) الذي يؤتى منه ، وأنك سبيل الله ، وانك

__________________

(1) صلى اللحم : شواه أو ألقاه في النار للاحراق.

(2) المراد بالباب الذي لا يؤتي الا منه ، اي لا يوصل إلى الله والى معرفته وعبادته الابمتابعتك.

١٨٨

عبد الله وأخو رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

اتيتك متقربا إلى الله بزيارتك ، في خلاص نفسي ، متعوذا بك مننار استحقها مثلي بما جنيت على نفسي ، اتيتك انقطاعا إليك وإلىولدك(1) الخلف من بعدك على بركة الحق ، فقلبي لكم مسلم ، وأمري لكممتبع ، ونصرتي لكم معدة.

أنا عبد الله ومولاك وفي طاعتك ، الوافد إليك ، ألتمس كمالالمنزلة عند الله تعالى ، وأنت يا مولاي ممن أمرني الله بصلته ، وحثنيعلى بره ، ودلني على فضله ، وهداني لحبه ، ورغبني في الوفادة إليه ،وألهمني طلب الحوائج عنده.

أنتم أهل بيت يسعد من تولاكم ، ولا يخيب من أتاكم ، ولا يخسرمن يهواكم ، ولا يسعد من عاداكم ، لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا ليمنكم ، أنتم أهل بيت الرحمة ، ودعائم الدين ، وأركان الأرض ، والشجرةالطيبة.

اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك وال رسولك ، واستشفاعيبهم ، اللهم أنت مننت علي بزيارة مولاي أمير المؤمنين وولايتهومعرفته ، فاجعلني ممن ينصره وينتصر به ، ومن علي بنصرك لدينكفي الدنيا والآخرة ، اللهم إني أحيى على ما حيي عليه علي بن أبي طالبوذريته الطاهرون.

__________________

(1) المراد بالولد الحسينعليه‌السلام ، أو جميع الأئمةعليهم‌السلام ، فان الولد يكون واحدا وجمعا.

١٨٩

ثم انكب على القبر فقبله وضع خديك عليه ، ثم انفتل إلى القبلةوأنت مقامك عند الرأس ، فصل ركعتين ، تقرأ في الأولى فاتحة الكتابوسورة الرحمن ، وفي الثانية فاتحة الكتاب وسورة يس ، ثم تتشهدوتسلم.

فإذا سلمت فسبح تسبيح الزهراء فاطمةعليها‌السلام واستغفر وادع ، ثماسجد وقل في سجودك :

اللهم إني إليك توجهت ، وبك اعتصمت ، وعليك توكلت ، اللهمأنت ثقتي ورجائي ، فاكفني ما أهمني وما لا يهمني وما أنت اعلم بهمني ، عز جارك وجل ثناؤك ولا اله غيرك ، صل على محمد وآل محمدوقرب فرجهم.

ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل :

اللهم ارحم ذلي بين يديك ، وتضرعي إليك ، ووحشتي منالناس ، وانسي بك يا كريم.

ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل :

لا إله إلا أنت حقا حقا ، سجدت لك يا رب تعبدا ورقا ، اللهم انعملي ضعيف ، فضاعفه لي يا كريم.

تقول ذلك ثلاثا ، ثم عد إلى السجود وقل : شكرا شكرا ـ مائة مرة.

وتقوم فصل أربع ركعات كما صليت ، ويجزيك ان عدلت عن ذلكإلى ما تيسر من القرآن ، تكمل بالأربع ست ركعات الأوليان ، منها لزيارة

١٩٠

أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والأربع لزيارة ادم ونوحعليهما‌السلام ، وتسبح تسبيحالزهراءعليها‌السلام وتستغفر لذنبك وتدعوا بما شئت.

ثم تحول إلى عند الرجلين وقل :

السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، أنت أولمظلوم ، وأول مغصوب حقه ، صبرت واحتسبت حتى اتاك اليقين ،اشهد انك لقيت الله وأنت شهيد ، عذب الله قاتلكم بأنواع العذاب.

جئتك زائرا عارفا بحقك ، مستبصرا بشأنك ، معاديا لأعدائك ،مواليا لأوليائك ، القى على ذلك ربي إن شاء الله تعالى ، ولي ذنوبكثيرة ، فاشفع لي عند ربك ، فان لك عند الله مقاما معلوما وجاهاوشفاعة ، وقد قال الله تعالى :( ولا يشفعون الا لمن ارتضى (1) وهم منخشيته مشفقون ) (2) .

صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك ، وعلى الأئمة من ذريتك ،صلاة لا يحصيها الا هو ، وعليكم أفضل السلام ورحمة الله وبركاته.

واجتهد في الدعاء فإنه موضع مسألة ، وأكثر من الاستغفار فإنه

__________________

(1) لعل المراد بالشفاعة أولا في قوله :( فاشفع لي إلى ربك ) الاستغفار في هذه الحالة ،وبالشفاعة ثانيا في قوله :( ولا يشفعون الا لمن ارتضى ) في القيامة ، اي ادع لي الان بالغفرانلأصير قابلا لشفاعتك في القيامة ، ويحتمل أن يكون المعنى اشفع لي فان كل من شفعتم له فهوالمرتضى ، ويحتمل أن يكون المقصود الاستشهاد بالقران لمجرد وقوع الشفاعة لا لخصوصالمشفوع له ، والله العالم ـ البحار.

(2) الأنبياء : 28.

١٩١

موطن مغفرة ، اساله الحوائج فإنه مقام إجابة ، وأكثر من الصلاة والدعاءوالزيارة والتحميد والتسبيح والتهليل وذكر الله تعالى وتلاوة القرآنوالاستغفار ما استطعت.

زيارة أبي البشر آدم صلى الله عليه :

تقف على ضريح أمير المؤمنينعليه‌السلام وتقول :

السلام عليك يا صفي الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلامعليك يا نبي الله ، السلام عليك يا امين الله ، السلام عليك يا خليفة اللهفي ارضه.

السلام عليك يا أبا البشر ، سلام الله عليك وعلى روحك وبدنك ،وعلى الطاهرين من ولدك وذريتك ، صلاة لا يحصيها الا هو ورحمة اللهوبركاته.

باب الوداع :

فإذا قضيت نسكك واردت الانصراف فقف على القبر كوقوفكعليه في ابتداء زيارتك ، وتستقبله بوجهك وتجعل القبلة بين كتفيك ،تقول :

السلام عليك يا أمير المؤمنين وعلى ضجيعيك ادم ونوحورحمة الله وبركاته ، أستودعكم الله وأسترعيكم واقرأ عليكم

١٩٢

السلام ، امنا بالله وبالرسل ، وبما جاءت به ودلت عليه ، اللهم اكتبنا معالشاهدين.

اللهم إني أشهدك في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي ، اشهدانكم الأئمة ـ وتسميهم واحدا بعد واحد.

واشهد ان من قتلكم وحاربكم مشركون ، ومن رد عليكم فيأسفل درك من الجحيم ، واشهد ان من حاربكم لنا أعداء ، وانهم حزبالشيطان ، وعلى من قتلكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ومنشرك فيه ومن سره قتلكم.

اللهم إني أسألك بعد الصلاة والتسليم ان تصلي على محمد النبي وآله ـ وتسميهم ـ ولا تجعل هذا اخر العهد من زيارتي إياهم ، فان جعلتهفاحشرني معهم.

اللهم وذلل قلوبنا لهم بالطاعة والمناصحة ، وحسن المؤازرةوالتسليم(1) .

__________________

(1) رواه السيد ابن طاووس في مصباح الزائر : 60 والشهيد في مزاره : 29 والمفيد فيمزاره ، عنهم البحار 100 : 281

ذكره عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري : 93 عن صفي الدين بن معدان ، عن الحسينابن الفضل ، عن الحسين بن محمد بن مصعب ، وعن زيد بن علي بن محمد بن يعقوب ، عنالحسين بن محمد بن مصعب ، عن محمد بن حسين بن أبي الخطاب ، عن صفوان بن علي البزازعن صفوان الجمال ، عن الصادق عليه‌السلام ، عنه البحار 100 : 235

١٩٣

الباب (13)

فأما العمل والصلاة ليلة المبعث ، وهي ليلة سبع وعشرين من رجب

الف ـ فإنه روى صالح بن عقبة عن أبي الحسنعليه‌السلام أنه قال : صلليلة سبع وعشرين من رجب أي وقت شئت من الليل اثنتي عشرة ركعة ،تقرأ في كل ركعة الحمد ، والمعوذتين ، و( قل هو الله أحد ) أربعا يعنيسورة منها أربع ركعات ، وينوي انه يصلي صلاة ليلة المبعث مندوبا قربةإلى الله تعالى.

فإذا فرغت قلت وأنت في مكانك أربع مرات :

لا إله إلا الله والله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله ، ولا حولولا قوة الا بالله.

ثم ادع ما شئت(1) .

ب ـ رواية أخرى : روي عن أبي جعفر محمد بن علي الرضاعليهما‌السلام أنه قال : ان في رجب ليلة خير مما طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة سبعوعشرين من رجب ، فيها نبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في صبيحتها ، وان للعاملفيها من شيعتنا أجر عمل ستين سنة ، قيل له : وما العمل فيها أصلحكالله؟ قال :

__________________

(1) رواه الشيخ في مصباحه : 813 ، عنه السيد في الاقبال 3 : 267 ، عنه الوسائل 8 : 111.

١٩٤

إذا صليت العشاء الآخرة واخذت مضجعك ، ثم استيقظت ايساعة شئت من الليل قبل الزوال ، صليت اثنتي عشرة ركعة ، تقرأ في كلركعة الحمد وسورة من خفاف المفصل.

فإذا سلمت في كل شفع جلست بعد التسليم ، وقرأت الحمدسبعا ، و( قل هو الله أحد ) ، و( قل يا أيها الكافرون ) سبعا سبعا(1) ،وقلت بعقب ذلك هذا الدعاء :

الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملكولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.

اللهم إني أسألك بمعاقد عزك على أركان عرشك ، ومنتهى الرحمةمن كتابك ، وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم ، وذكرك الاعلى الاعلىالاعلى ، وبكلماتك التامات ان تصلي على محمد واله وان تفعل بي ماأنت أهله(2) .

ويستحب الغسل في هذه الليلة.

__________________

(1) كذا ، وفي بعض المصادر زيادة : المعوذتين وانا أنزلناه وآية الكرسي.

(2) رواه الشيخ في مصباحه : 813.

رواه السيد ابن طاووس في الاقبال 3 : 266 ، باسناده عن الطرازي في كتابه ، عن عدة منأصحابنا ، عن عبد الباقي بن قانع بن مروان ، عن محمد بن زكريا الغلابي ، عن محمد بن عفيرالضبي.

وأيضا عن محمد بن عبد الله ، عن جعفر بن فروخ ، عن الغلابي ، عن العباس بن بكار ، عنالضبي ، عنه مستدرك الوسائل 6 : 289.

١٩٥

ويوم السابع والعشرين منه :

فيه بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويستحب صومه ، وهو أحد الأيامالأربعة في السنة ، ويستحب الغسل فيه ندبا والصلاة المخصوصة.

الف ـ وروى الريان بن الصلت قال : صام أبو جعفر الثانيعليه‌السلام لماكان ببغداد يوم النصف من رجب ويوم سبع وعشرين منه ، وصام معهجميع حشمه ، وأمرنا ان نصلي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة ، تقرأفي كل ركعة الحمد وسورة.

فإذا فرغت قرأت الحمد أربعا ، و( قل هو الله أحد ) أربعا ،والمعوذتين أربعا ، وقلت :

لا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ، ولا حولولا قوة الا بالله العلي العظيم ـ أربعا.

الله الله ربي لا أشرك به شيئا ـ أربعا(1) .

ب ـ ويستحب ان يدعي في هذا اليوم بهذا الدعاء :

يا من أمر بالعفو والتجاوز ، وضمن على نفسه العفو والتجاوز ، يامن عفى وتجاوز ، اعف عني وتجاوز يا كريم.

__________________

(1) رواه السيد ابن طاووس في الاقبال 3 : 274 ، عن الشيخ في مصباحه : 814 ، عنهالوسائل 8 : 112.

١٩٦

اللهم وقد أكدى(1) الطلب ، وأعيت الحيلة والمذهب ، ودرستالآمال ، وانقطع الرجاء الا منك وحدك لا شريك لك.

اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة(2) ، ومناهل(3) الرجاءلديك مترعة(4) ، وأبواب الدعاء لمن دعاك مفتحة ، والاستعانة لمناستعان بك مباحة ، واعلم انك لداعيك بموضع إجابة ، وللصارخ إليكبمرصد إغاثة ، وان في اللهف إلى جودك والضمان بعدتك عوضا منمنع الباخلين ، ومندوحة(5) عما في أيدي المستأثرين ، وانك لا تحتجب(6) عن خلقك الا ان تحجبهم الأعمال دونك.

وقد علمت أن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة ، وقد ناجاك بعزمالإرادة قلبي ، فأسالك بكل دعوة دعاك بها راج بلغته امله ، أو صارخ إليكأغثت صرخته ، أو ملهوف مكروب فرجت عن قلبه(7) ، أو مذنب خاطئغفرت له ، أو معافى أتممت نعمتك عليه ، أو فقير أهديت غناك إليه ،ولتلك الدعوة عليك حق ، وعندك منزلة ، الا صليت على محمد

__________________

(1) أكدى : بخل أو قل خيره.

(2) مشرعة : مفتوحة.

(3) المناهل : المشارب.

(4) مترعة : مملوة.

(5) المندوحة : السعة.

(6) تحجب ( خ ل ).

(7) فرجت كربه ( خ ل ).

١٩٧

وال محمد وقضيت حوائجي وحوائج الدنيا والآخرة.

وهذا رجب المرجب المكرم ، الذي أكرمتنا به أول أشهر الحرم ،أكرمتنا به من بين الأمم يا ذا الجود والكرم ، فنسألك به وباسمك الأعظمالأعظم الأعظم ، الاجل الأكرم الذي خلقته فاستقر في ظلك فلا يخرجمنك إلى غيرك ، ان تصلي على محمد وأهل بيته الطاهرين ، وتجعلنا منالعاملين فيه بطاعتك ، والآملين فيه لشفاعتك.

اللهم واهدنا إلى سواء السبيل ، واجعل مقيلنا(1) عندك خير مقيل ،في ظل ظليل ، فإنك حسبنا ونعم الوكيل ، والسلام على عبادهالمصطفين وصلواته عليهم أجمعين.

اللهم بارك لنا في يومنا هذا الذي فضلته ، وبكرامتك جللته ،وبالمنزل العظيم منك أنزلته ، وصل على من فيه إلى عبادك أرسلته ،وبالمحل الكريم أحللته.

اللهم صل عليه صلاة دائمة ، تكون لك شكرا ولنا ذخرا ، واجعللنا من أمرنا يسرا ، واختم لنا بالسعادة إلى منتهى اجالنا ، وقد قبلتاليسير من أعمالنا ، وبلغنا برحمتك أفضل امالنا ، انك على كل شئقدير ، وصلى الله على محمد وآله وسلم(2) .

__________________

(1) المقيل : موضع الاستراحة.

(2) رواه الشيخ في مصباحه : 814.

ذكره السيد في الاقبال 3 : 276 باسناده إلى محمد بن علي الطرازي ، عن علي بن إسماعيلابن يسار.

١٩٨

ج ـ رواية أخرى : رواية أبو القاسم الحسين بن روح رحمة الله عليهقال : تصلي في هذا اليوم اثنتا عشرة ركعة ، يقرأ في كل ركعة فاتحةالكتاب وما تيسر من السور ، وتتشهد وتسلم وتقول بين كل ركعتين :

الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ،ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.

يا عدتي في مدتي ، ويا صاحبي في شدتي ، ويا وليي في نعمتي ، ياغياثي في رغبتي ، يا مجيبي في حاجتي ، يا حافظي في غيبتي ، يا كالئيفي وحدتي ، يا أنسي في وحشتي.

أنت الساتر عورتي فلك الحمد ، وأنت المقيل عثرتي فلك الحمد ،و أنت المنفس صرعتي فلك الحمد ، صل على محمد وال محمد واسترعورتي ، وآمن روعتي ، وأقلني عثرتي ، واصفح عن جرمي ، وتجاوز عنسيئاتي في أصحاب الجنة ، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.

فإذا فرغت من الصلاة والدعاء قرأت الحمد والاخلاصوالمعوذتين و( قل يا أيها الكافرون ) و( انا أنزلناه ) وآية الكرسي سبعمرات ، ثم تقول :

لا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ولا حولولا قوة الا بالله ـ سبع مرات.

ثم تقول :

١٩٩

الله الله ربي لا أشرك به شيئا ـ سبع مرات.

فاسأل ما أحببت(1) .

فاما الزيادات في عمل رجب :

الف ـ فإنه روي أبو سعيد الخدري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الا انرجبا شهر الله الأصم ـ وذكر فضل صيامه وما لصائم أيامه من الثواب ،ثم قال في آخره ـ : قيل : يا رسول الله فمن لم يقدر على هذه الصفة يصنعماذا لينال ما وصفت ، قال : يسبح الله تعالى في كل يوم من رجب إلى تمامثلاثين بهذا التسبيح مائة مرة :

سبحان الاله الجليل ، سبحان من لا ينبغي التسبيح الا له ، سبحانالأعز الأكرم ، سبحان من لبس العز وهو له أهل(2) .

__________________

(1) رواه السيد في الاقبال 3 : 273 ، باسناده عن الطرازي في كتابه ، عن أبي العباس احمدابن علي بن نوح ، عن أصل كتاب أبي احمد المحسن بن عبد الحكم الشجري ، عن كتابأبي نصر جعفر بن محمد بن الحسن بن الهيثم ، عن الحسين بن روح ، عنه المستدرك 6 : 291.

ذكره مع اختلاف السيد في الاقبال 3 : 275 عن الشيخ الطوسي في المصباح : 750 باسنادهعن أبي القاسم بن روح.

(2) رواه السيد في الاقبال 3 : 197 عن جده الشيخ الطوسي ، عن أبي سعيد الخدري.

ذكره الصدوق في أماليه : 429 ، باسناده عن محمد بن أبي إسحاق بن أحمد الليثي ، عن محمدابن الحسين الرازي ، عن علي بن محمد بن علي المفتي ، عن الحسن بن محمد بن المروزي ، عنأبيه ، عن يحيى بن عياش ، عن علي بن عاصم ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ،عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ذكره في الاقبال 3 : 284 عن أمالي الصدوق وثواب الأعمال.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

فقال له: فبأمر من الله أوصيت أم بأمرك؟!

أكّد رسول الله ولاية عليّ ٧ وإمامته في مواضع شتّى، وفي مناسبات مختلفة، أوّلها بيعة الدار، وأخذصلى‌الله‌عليه‌وآله يؤكد الأمر تأكيدا عظيما قبيل وفاته والتحاقه بربّه، فأخذ على المسلمين عموما والمهاجرين خصوصا البيعة لعلي والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، فأخذ عليهم البيعة وأمرهم بالتسليم بذلك قبل حجّة الوداع وبعدها كما في كتاب سليم بن قيس (١٦٧) وفي غدير خمّ كما في تفسير القمّي ( ج ١؛ ١٧٣، ٣٨٩ ) وإرشاد القلوب (٣٣١) وفي المدينة في نخيل بني النجّار كما في إرشاد القلوب ( ٣٢٥، ٣٢٦ ) واليقين (٢٧٢) وعند دخولهما على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيته أو في بيت عليّعليه‌السلام كما في الكثير من المصادر الآتي سردها، وعند ما كان عليّ مريضا فجاءوا لعيادته كما في اليقين (٣١٢) وعند ما دعاصلى‌الله‌عليه‌وآله تسعة رهط للبيعة فيهم الشيخان، وذلك قبل وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقليل كما في التحصين (٥٣٧) وعند ما كانوا ثمانين رجلا من العرب وأربعين من العجم كما في كتاب سليم بن قيس (١٦٤).

وكان الشيخان في كلّ ذلك يقولون: أمن الله ومن رسوله؟!، وفي بعضها يقولون: والله لا نسلّم له ما قال أبدا، وفي بعضها: ما أنزل الله هذا في عليّ وما يريد إلاّ أن يرفع بضبع ابن عمّه، وفي بعضها - بعد أن قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : وسألت ربّي أن يجعلك وصيّي - قالا: والله لصاع من تمر في شنّ بال أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربّه، بل إنّ قريشا قالت للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اعفنا من ولاية عليّ، كما في الكافي ( ج ١؛ ٤٣٤ ) إلى غير ذلك من العبارات الّتي صدرت منهما في تلك المواطن.

ففي إرشاد القلوب ( ٣٣٠، ٣٣١ ) عن حذيفة بن اليمان، قال: ورحل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأغذّ في السير مسرعا على دخول المدينة لينصب عليّا علما للناس، فلمّا كانت اللّيلة الرابعة هبط جبرئيل في آخر اللّيل فقرأ عليه( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ) (١)

__________________

(١) المائدة؛ ٦٧

٣٢١

وهم الذين همّوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما تراني يا جبرئيل أغذّ في السير مجدّا فيه لأدخل المدينة فأعرض ولاية عليّ على الشاهد والغائب؟

فقال له جبرئيل: الله يأمرك أن تفرض ولاية عليّ غدا إذا نزلت منزلك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم يا جبرئيل، غدا أفعل ذلك إن شاء الله، وأمر رسول الله بالرحيل من وقته، وسار الناس معه، حتّى نزل بغدير خمّ وصلّى بالناس، وأمرهم أن يجتمعوا إليه، ودعا عليّاعليه‌السلام ، ورفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يد عليّ اليسرى بيده اليمنى، ورفع صوته بالولاء لعلي على الناس أجمعين، وفرض طاعته عليهم، وأمرهم أن لا يختلفوا عليه بعده، وخبّرهم أنّ ذلك عن الله، وقال لهم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله.

ثمّ أمر الناس أن يبايعوه، فبايعه الناس جميعا ولم يتكلّم منهم أحد، وقد كان أبو بكر وعمر تقدّما إلى الجحفة فبعثصلى‌الله‌عليه‌وآله وردّهما، ثمّ قال لهما النبي متجهّما: يا ابن أبي قحافة ويا عمر بايعا عليّا بالولاية من بعدي، فقالا: أمر من الله ورسوله؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : وهل يكون مثل هذا من غير أمر من الله ومن رسوله؟! نعم أمر من الله ومن رسوله، فبايعا وانصرفا ....

وفي إرشاد القلوب ( ٣٢٥، ٣٢٦ ) قال بريدة: كنت أنا وعمّار أخي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في نخيل بني النجّار، فدخل علينا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فسلّم، فردّ عليه رسول الله ورددنا، ثمّ قال له: يا عليّ اجلس هناك، فدخل رجال فأمرهم رسول الله بالسلام على عليّ بإمرة المؤمنين، فسلّموا وما كادوا.

ثمّ دخل أبو بكر وعمر فسلّما، فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سلّما على عليّ بإمرة المؤمنين، فقالا: الإمرة من الله ورسوله؟! فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم [ واعترض كذلك طلحة وسعد بن مالك وعثمان وأبو عبيدة ] ثمّ أقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: اسمعوا وعوا، إنّي أمرتكم أن تسلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، وإن رجالا سألوني عن ذلك « عن أمر الله عزّ وجلّ أو أمر

٣٢٢

رسول الله »؟ ما كان لمحمّد أن يأتي أمرا من تلقاء نفسه، بل بوحي ربّه وأمره، والّذي نفسي بيده لئن أبيتم ونقضتموه لتكفرنّ ولتفارقنّ ما بعثني به ربّي( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) (١) .

وانظر تفسير القمّي ( ج ١؛ ١٧٣، ٣٨٩ ) وكتاب سليم بن قيس ( ٨٢، ٨٨، ١٦٤، ١٦٧، ٢٥١ ) والمسترشد ( ٥٨٤، ٥٨٥ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٢٩٠ ) وتقريب المعارف (٢٠٠) واليقين ( ٢٠٧، ٢٣٠، ٢٧٢، ٢٨٥، ٢٨٦، ٣٠٧، ٣٠٩، ٣١٠، ٣١٢، ٣١٦، ٣١٧، ٣٨٨، ٤٠٧ ) والتحصين ( ٥٣٧، ٥٧٤ ) وأمالي الطوسي ( ٢٨٩، ٢٩٠ ). وانظر في أقوالهم الأخرى تفسير القمّي ( ج ١؛ ٣٢٤ ) والكافي ( ج ١؛ ٢٩٥، ٤٣٤ ) و ( ج ٨؛ ٣٧٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٣٨ ).

وانظر نزول قوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) (٢) في مناقب ابن شهرآشوب حيث نقله عن أبي عبيدة والثعلبي والنقّاش وسفيان بن عيينة والرازيّ والقزويني والنيسابوريّ والطبرسي والطوسي في تفاسيرهم، وأيضا عن شرح الأخبار، ثمّ قال:

ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين. وانظر فرائد السمطين ( ج ١؛ ٨٢، ٨٣ ) وشواهد التنزيل ( ج ٢؛ ٣٨١ - ٣٨٥ ) ففيه خمسة أحاديث، وخصائص الوحي المبين (٥٥) نقلا عن تفسير الثعلبي والنقاش. وانظر كتاب الغدير ( ج ١؛ ٢٣٩ - ٢٤٦ ) حيث نقله عن ثلاثين مصدرا. ونفحات الأزهار ( ج ٨؛ ٣٢٥ - ٣٦٠ ).

والرواية كما في الخصائص ( ٥٥ - ٥٦ ) نقلا عن الثعلبي: سئل سفيان بن عيينة عن قول الله عزّ وجلّ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) (٣) فيمن نزلت؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدّثني جعفر بن محمّد، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال:

لمّا كان رسول الله بغدير خمّ نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّعليه‌السلام ، فقال: من كنت

__________________

(١) الكهف؛ ٢٩

(٢) المعارج؛ ١

(٣) المعارج؛ ١

٣٢٣

مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ناقته حتّى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها، ثمّ أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في ملأ من أصحابه، فقال: يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلّي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلناه منك، وأمرتنا أن نحجّ البيت فقبلناه، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك ففضّلته علينا، وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أم من الله؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : والّذي لا إله إلاّ هو إنّه من أمر الله، فولّى الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمّد حقّا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتّى رماه الله بحجر، فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله سبحانه وتعالى( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ * لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ * مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ) (١) .

من عصاني فقد عصى الله، ومن عصى وصيّي فقد عصاني، ومن أطاع وصيّي فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله

انظر ما مرّ في الطّرفة السادسة عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وطاعته طاعة الله ورسوله والأئمّة من ولده ».

إنّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام هو العلم، فمن قصر دون العلم فقد ضلّ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار، ومن تأخر عن العلم يمينا هلك، ومن أخذ يسارا غوى

ومثله قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الطّرفة العشرين: « خلّفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين ونور الهدى وصيّي عليّ بن أبي طالب ».

في مجمع البحرين ( ج ٦؛ ١٢٣ ) قال الطريحي: وفي الحديث ذكر « الأعلام والمنار »،

__________________

(١) المعارج؛ ١ - ٣

٣٢٤

فالأعلام جمع علم؛ وهو الجبل الذي يعلم به الطريق وأعلام الأزمنة هم الأئمّةعليهم‌السلام ؛ لأنّهم يهتدى بهم، ومنه حديث يوم الغدير « وهو الذي نصب فيه أمير المؤمنينعليه‌السلام علما للناس ».

والذي يؤيّد هذا المعنى ما رواه ابن طاوس في التحصين (٦٠٩) بسند ينتهي إلى أبي ذرّرحمه‌الله أنّه قال في حقّ العترة الطاهرة: فهم فينا كالسماء المرفوعة، والجبال المنصوبة، والكعبة المستورة، والشجرة الزيتونة. ومثله في تفسير فرات ( ٨١، ٨٢ ).

وفي كتاب سليم بن قيس (٢٤٤) قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أنت علم الله الأكبر. وفي هامش النسخة « العلم هنا بمعنى الراية ».

وقال العلاّمة المجلسي في مرآة العقول - في شرح قول الإمام الرضاعليه‌السلام في الكافي ( ج ١؛ ٩٩ ) « وأقام لهم عليّا علما » -: أي علامة لطريق الحقّ. وهذا التفسير جامع للمعنيين السابقين، لأنّ الجبل هو علامة على الطريق، والراية أيضا علامة يجتمعون إليها.

ونحن نذكر ما ورد من الروايات بلفظ « العلم » ثمّ نذكر ما ورد بلفظ « الراية ».

فأمّا ما ورد بلفظالعلم:

ففي بشارة المصطفى (٥٤) بسنده عن عبد الله بن عبّاس، أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّعليه‌السلام : يا عليّ أنت العلم المرفوع لأهل الدنيا، من تبعك نجا، ومن تخلف عنك هلك.

وفيه (٣١) بسنده عن الرضاعليه‌السلام ، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله سبحانه، قال: واصطفيت عليّا وجعلته العلم الهادي من الضلالة.

وفي الكافي ( ج ١؛ ٤٣٧ ) بسنده عن الباقرعليه‌السلام ، قال: إنّ الله نصب عليّا علما بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن جهله كان ضالاّ، ومن نصب معه شيئا كان مشركا، ومن جاء بولايته دخل الجنّة.

وفي أمالي الصدوق (٢٣٤) بسنده، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر أصحابي إنّ الله يأمركم

٣٢٥

بولاية عليّ والاقتداء به، فهو وليّكم وإمامكم من بعدي، لا تخالفوه فتكفروا، ولا تفارقوه فتضلّوا، إنّ الله جعل عليّا علما بين الإيمان والنفاق.

وفي إثبات الوصيّة (١١٠) قال عليّعليه‌السلام : فو الله لأقولنّ قولا لا يطيق أن يقوله أحد من خلقك، أنا علم الهدى، وكهف التقى، ومحل السخاء، وبحر الندى، وطود النهى، ومعدن العلم، والنور في ظلم الدجى.

وانظر روضة الواعظين ( ٩٠، ١٠٣ ) وكتاب سليم بن قيس (٢٤٤) وبصائر الدرجات (٤٣٣) وبشارة المصطفى (٣٣) وكشف اليقين (٢٣٠) والتحصين (٥٥١) وتفسير فرات ( ١١٨، ٢٠٦، ٢٦٥ ) وأمالي الطوسي ( ٣٦٥، ٤٨٦، ٤٨٧ ) وتفسير القمّي ( ج ١؛ ١٩٣ ) و ( ج ٢؛ ٥٧ ) والكافي ( ج ١؛ ١٩٩، ٢٠٣ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٢٣ ) و ( ج ٣؛ ١٤٧ ) وتذكرة الخواص (٥٠) ودرّ بحر المناقب (٤٥).

والأئمّةعليهم‌السلام كلّهم أعلام للهداية، ففي بصائر الدرجات (٨٣) بسنده عن الباقرعليه‌السلام ، قال: نحن أئمّة الهدى، ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن السابقون، ونحن الآخرون، ونحن العلم المرفوع للخلق.

وفي دلائل الإمامة (١٦٩) بسنده عن أبي بصير، أنّه سأل الإمام الكاظمعليه‌السلام : بم يعرف الإمام؟ قالعليه‌السلام : بخصال؛ أمّا أوّلهن فبشيء تقدّم من أبيه فيه وعرّفه الناس، ونصبه لهم علما حتّى يكون عليهم حجّة؛ لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصّب أمير المؤمنين علما وعرّفه الناس، وكذلك الأئمّة؛ يعرّفونهم الناس وينصبونهم لهم حتّى يعرفوهم ....

وفي ينابيع المودّة ( ج ١؛ ٢٣ ) و ( ج ٣؛ ١٤٨ ) قال: وفي المناقب: خطب الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام فقال: إنّ الله أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيه دينه، وأبلج بهم باطن ينابيع علمه، فمن عرف من الأمّة واجب حقّ إمامه وجد حلاوة إيمانه، وعلم فضل طلاوة إسلامه، لأنّ الله نصب الإمام علما لخلقه، وحجّة على أهل أرضه فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسينعليه‌السلام من عقب كلّ إمام، يصطفيهم لذلك، وكلّما مضى منهم إمام نصب الله لخلقه من عقبه إماما علما بيّنا ومنارا نيّرا.

٣٢٦

وفي ينابيع المودّة ( ج ٣؛ ١٤٧ ) نقلا عن فرائد السمطين ( ج ٢؛ ٢٥٣ ) بإسناده إلى الباقرعليه‌السلام قال: ونحن العلم المرفوع للحقّ، من تمسّك بنا لحق، ومن تأخر عنّا غرق ....

وأمّا ما ورد بلفظالراية :

ففي كشف اليقين: ٢٣٠ قال العلاّمة الحلّي: ومن كتاب كفاية الطالب للحافظ أبي عبد الله الشافعي، بإسناده عن أبي بردة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله عهد إليّ عهدا في عليّ، فقلت: يا ربّ بيّنه لي؟ فقال: اسمع، فقلت: سمعت، فقال: إنّ عليّا راية الهدى، وإمام الأولياء، ونور من أطاعني ....

وفي المسترشد (٦٢٧) أسند عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل، أنّه قال: إنّ عليّ بن أبي طالب راية الهدى من بعدك.

وهو كثير جدّا في المصادر الإماميّة، استغنينا عن الإطالة في تخريجاته بما مرّ بلفظ العلم، ونقتصر هنا على ما ورد في المصادر العامّة بلفظ « راية الهدى ». فانظر في ذلك تاريخ دمشق ( ج ٢؛ ١٨٨، ٢٢٩، ٣٣٩ ) وحلية الأولياء ( ج ١؛ ٦٦ ) وكفاية الطالب (٧٢) ومناقب ابن المغازلي (٤٦) ومناقب الخوارزمي (٢٢٠) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ١٤٤، ١٥١، ١٥٨ ) وشرح النهج ( ج ٩؛ ١٦٧ ) والكامل لابن عدي ( ج ٧؛ ٢٦٠ ) ولسان الميزان ( ج ٦؛ ٢٣٧ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٧٨ ). وانظر خلاصة عبقات الأنوار ( ج ٥؛ ٢٨٢ ).

والأئمّةعليهم‌السلام كلهم رايات للهدى؛ ففي الإمامة والتبصرة (١٣٢) بسنده عن عبيد بن كرب، قال: سمعت عليّا يقول: إنّ لنا أهل البيت راية، من تقدّمها مرق، ومن تأخّر عنها محق، ومن تبعها لحق. ورواه الصدوق في إكمال الدين ( ٦٥٤ / الحديث ٢٣ ).

وفي ينابيع المودّة ( ج ١؛ ٢٢ ) قال: وأخرج الحافظ عمرو بن بحر في كتابه: حدّثني أبو عبيدة، عن جعفر الصادقعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام : أنّ عليّا خطب بالمدينة بعد بيعة الناس له، وقال: ألا إنّ أبرار عترتي، وأطايب أرومتي، أحلم الناس صغارا، وأعلمهم كبارا، ألا وإنّا أهل بيت من علم الله علمنا، وبحكم الله حكمنا، ومن قول الصادق سمعنا، فإن تتّبعوا آثارنا

٣٢٧

تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلككم الله، ومعنا راية الحقّ، من تبعها لحق، ومن تأخّر عنها غرق، ألا وبنا يدرك كلّ مؤمن ثواب عمله، وبنا يخلع ربقة الذلّ من أعناقكم، وبنا فتح الله وبنا يختم. ومثله في الإرشاد (١٢٨) حيث قال: « ما رواه الخاصة والعامّة عنهعليه‌السلام ، وذكر ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى وغيره » ثمّ ساق الرواية المتقدّمة.

٣٢٨

الطّرفة الثانية عشر

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٧٨ ) ونقلها العلاّمة البياضي باختصار في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩١ ). وسيأتي في الطّرفة الرابعة عشر ما يتعلّق بالصحيفة المختومة.

والبيت فيه جبرئيل والملائكة معه، أسمع الحسّ ولا أرى شيئا

في نهج البلاغة ( ج ٢؛ ٧١ ) من كلام للإمام عليّعليه‌السلام قال فيه: ولقد وليت غسلهصلى‌الله‌عليه‌وآله والملائكة أعواني، فضجت الدار والأفنية، ملأ يهبط وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلّون عليه، حتّى واريناه في ضريحه. وهو في ربيع الأبرار ( ج ٥؛ ١٩٧ ).

قال ابن أبي الحديد في شرحه ( ج ١٠؛ ١٨٣ ) في شرح قوله « فضجت الدار والأفنية »: أي النازلون في الدار من الملائكة؛ أي ارتفع ضجيجهم ولجبهم، يعني أنّي سمعت ذلك ولم يسمعه غيري من أهل الدار. وقال في ( ج ١٠؛ ١٨٥، ١٨٦ ): وأمّا حديث الهينمة وسماع الصوت، فقد رواه خلق كثير من المحدّثين عن عليّعليه‌السلام .

وفي نهج البلاغة أيضا ( ج ٢؛ ١٥٧، ١٥٨ ) قول عليّعليه‌السلام في الخطبة القاصعة: ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلت: يا رسول الله ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان أيس من عبادته؛ إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى، إلاّ أنّك لست بنبي، ولكنك وزير وإنّك لعلى خير.

٣٢٩

وفي ينابيع المودّة ( ج ١؛ ٧٨ ) قال: وفي المناقب، عن جعفر الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: كان عليّعليه‌السلام يرى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت. ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٣؛ ٢١٠ ) أيضا، عند شرحه لقولهعليه‌السلام في نهج البلاغة ( ج ٢؛ ١٥٧ ) « ولقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله يجاور في كلّ سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشمّ ريح النبوّة ».

وفي بصائر الدرجات (٣٤١) بسنده عن الصادقعليه‌السلام ، قال: إنّ عليّا كان يوم بني قريظة وبني النضير، كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدّثانه.

وانظر سماع عليّ صوت الملائكة عند موت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وتغسيله ودفنه في أمالي الطوسي (٥٤٧) وتفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢١٠ ) والتهذيب ( ج ١؛ ١٣٢ ) وحلية الأولياء ( ج ٤؛ ٧٨ ) ومستدرك الحاكم ( ج ٣؛ ٦٠ ) وتاريخ اليعقوبي ( ج ٢؛ ١١٤ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢٤٥ ).

والأئمّة الاثنا عشر كلّهم محدّثون، يسمعون الصوت ولا يرون الشخص والصورة، ففي الكافي ( ج ١؛ ١٧٦ ) بإسناده عن الرضاعليه‌السلام قال: والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص.

وفي بصائر الدرجات (٣٤٣) بإسناده عن محمّد بن مسلم، قال: ذكرت المحدّث عند أبي عبد الله، قال: فقالعليه‌السلام : إنّه يسمع الصوت ولا يرى.

وفي بصائر الدرجات أيضا ( ٣٣٩، ٣٤٠ ) بسنده، عن الحكم بن عيينة، قال: دخلت على عليّ بن الحسين يوما، فقال لي: يا حكم، هل تدري ما الآية الّتي كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يعرف بها صاحب قتله ويعلم بها الأمور العظام الّتي كان يحدّث بها الناس؟

قال الحكم: فقلت في نفسي: « قد وقفت على علم عليّ بن الحسين، أعلم بذلك تلك الأمور العظام »، فقلت: لا والله لا أعلم به؛ أخبرني بها يا بن رسول الله.

٣٣٠

قالعليه‌السلام : والله قول الله:( وَما أَرْسَلْنا ) (١) ( مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ ) ولا محدّث(٢) فقلت: وكان عليّ بن أبي طالب محدّثا؟ قال: نعم، وكلّ إمام منّا أهل البيت فهو محدّث.

وكتب في هامش البصائر تعليقا على هذه القراءة: قال العلاّمة المجلسي طيب الله رمسه: قوله ولا محدّث ليس في القرآن، وكان في مصحفهم. أقول: بل هو موجود في مصحفنا بناء على قراءة كما يأتي روايته آنفا المصحح. انتهى ما في الهامش.

أقول: هذه القراءة نقلت أيضا عن ابن عبّاس في معجم القراءات القرآنيّة ( ج ٤؛ ١٩١ ) في قراءة الآية (٥٢) من سورة الحجّ.

وانظر بصائر الدرجات ( ٣٤١ - ٣٤٤ / الباب السادس من الجزء السابع « في أنّ المحدّث كيف صفته وكيف يصنع به، وكيف يحدّث الأئمّة » )، وانظره أيضا في ( ٣٨٨ - ٣٩٤ ) الباب الأوّل من الجزء الثامن « في الفرق بين الأنبياء والرسل والأئمّة ومعرفتهم وصفتهم وأمر الحديث »، والكافي ( ج ١؛ ١٧٦، ١٧٧ / « باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث » ).

__________________

(١) الحجّ؛ ٥٢.

(٢) الحجّ؛ ٥٢.

٣٣١

٣٣٢

الطّرفة الثالثة عشر

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٨١، ٤٨٢ ) ونقلها العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩١ ) باختصار.

وضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران

إنّ وصي موسى بن عمران هو أخوه هارون؛ بنصّ القرآن الكريم والروايات عند المسلمين، لكن لمّا مات هارون كان وصي موسى يوشع بن نون. انظر المسترشد (٥٧٤) والإمامة والتبصرة (٢٣) وإكمال الدين (٢١١) ومن لا يحضره الفقيه ( ج ٤؛ ١٧٤ ) وأمالي الصدوق (٣٢٨) وبشارة المصطفى (٨٢) عن الصدوق، وأمالي الطوسي ( ٤٤٢، ٤٤٣ ) وبشارة المصطفى (٨٣) عن الطوسي، وكفاية الأثر ( ١٤٧ - ١٥١ ) ومشارق أنوار اليقين ( ٥٨، ٥٩ ). والاختلاف في الأسماء بحسب الإعجام والنقط وتقارب الأسماء كثير جدّا فلا حظ.

وضمن واري بن برملا وصي عيسى بن مريم

الّذي في المصادر أنّ وصي عيسى هو شمعون بن حمون الصفا. انظر المسترشد ( ٢٨٣ و ٥٧٤ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ١؛ ٢٥١ ) وأمالي الصدوق (٣٢٩) وبشارة المصطفى (٨٣) وينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٧٧ ) وجميع المصادر الآنفة في وصي موسى.

٣٣٣

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٤٧، ٤٨ ) عن المسعوديّ بسنده إلى أمّ هاني، قال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله جعل لكلّ نبي وصيّا، فشيث وصي آدم، ويوشع وصي موسى، وآصف وصي سليمان، وشمعون وصي عيسى، وعليّ وصيّي، وهو خير الأوصياء في الدنيا والآخرة.

وفي بشارة المصطفى ( ٥٧، ٥٨ ) بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : يا عليّ أنت خليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي، وأنت منّي كشيث من آدم، وكسام من نوح، وكإسماعيل من إبراهيم، وكيوشع من موسى، وكشمعون من عيسى.

فعلى هذا لعلّ واري بن برملا كان وصيّا لعيسى بعد شمعون، كما أنّ يوشع كان وصي موسى بعد هارون.

وفي تفسير القمّي ( ج ٢؛ ٤١٣، ٤١٤ ) في تفسير قوله:( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ) (١) قال: كان سببهم أنّ الذي هيّج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس، وهو آخر من ملك من حمير، تهوّد واجتمعت معه حمير على اليهوديّة، وسمّى نفسه يوسف، وأقام على ذلك حينا من الدهر، ثمّ أخبر أنّ بنجران بقايا قوم على دين النصرانيّة، وكانوا على دين عيسى وعلى حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريا، فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهوديّة ويدخلهم فيها، فسار حتّى قدم نجران، فجمع من كان بها على دين النصرانيّة، ثمّ عرض عليهم دين اليهوديّة والدخول فيها، فأبوا عليه، فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كلّه، فأبوا عليه وامتنعوا من اليهوديّة والدخول فيها، واختاروا القتل، فخدّ لهم أخدودا جمع فيه الحطب وأشعل فيه النار، فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف، ومثّل بهم كلّ مثلة فقال الله:( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ ) (٢) وانظر مجمع البيان ( ج ٥؛ ٤٦٦ ).

__________________

(١) البروج: ٤.

(٢) البروج؛ ٤ و ٥

٣٣٤

هذا كلّه بناء على ما في نسخنا، وفي نسخة العلاّمة المجلسي في البحار ( ج ٢٢؛ ٤٨٢ ) ورد النص هكذا « وضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران، وعلى ما ضمن وأدّى وصي عيسى بن مريم » وعلى هذا فيكون المتبادر هو شمعون بن حمون الصفا، ويكون المراد واضحا جليّا.

ويؤيد هذا ما في ينابيع المودة ( ج ١؛ ٨٤ ) حيث قال: وفي المناقب، عن مقاتل بن سليمان، عن جعفر الصادقعليه‌السلام ، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أنت مني بمنزلة شيث من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق، من إبراهيم - كما قال تعالى( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) (١) - وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، وأنت وصيّي ووارثي ....

وما في روضة الواعظين (١٠١) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من ابراهيم، وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي ....

وما في كتاب اليقين (٢٢٦) من قول جبرئيل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد، ونجا من تولّى شمعون الصّفا وصي عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى بالله وغيرها من الأحاديث المشبّهة وصاية علي بوصاية شمعون الصّفا.

على أنّ محمّدا أفضل النبيّين، وعليّا أفضل الوصيّين

ورد هذا الحديث بهذا اللفظ في كثير من المصادر، وورد أيضا بلفظ « سيّد الأوصياء » و « خير الأوصياء » و « أكرم الأوصياء » أو ما يقاربها من العبارات في مصادر المسلمين شيعة وسنّة.

انظر اليقين ( ١٣٨، ١٧٩، ١٨٦، ١٩٧، ٢١٩، ٢٢٧، ٣٠١، ٣٥٣، ٣٦٧ ) وأمالي المفيد

__________________

(١) البقرة ٨٨؛ ١٣٢

٣٣٥

( ٧٧، ٩٠، ١٠٥، ٣٤٦ ) وأمالي الطوسي ( ١٩٩، ٢٧٠، ٢٨٣، ٢٩٢، ٤٤٢ ) وتفسير فرات ( ١٤٣، ٥٨٦ ) والكافي ( ج ١؛ ٤٥٠ ) و ( ج ٨؛ ٤٩، ٥٠ ) وأمالي الصدوق ( ١٩، ٢٨، ٣١، ٤١، ٣٢٨، ٤٤٨، ٥١٠ ) والاحتجاج ( ج ١؛ ٦٧ ) وبشارة المصطفى ( ١٢، ٣٤ ) والخصال ( ٤١٢، ٥٧٢ - ٥٨٠، ٦٠٧ ) وشرح النهج ( ج ١٣؛ ٢١٠ ) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ١٣٤ ) وتحفة المحبّين بمناقب الخلفاء الراشدين ( ١٨٥ / مخطوط ) وكفاية الطالب (٢١١) وميزان الاعتدال ( ج ١؛ ٤٦ ).

٣٣٦

الطّرفة الرابعة عشر

روى هذه الطّرفة بزيادة في صدرها الكليني في الكافي ( ج ١؛ ٢٨١، ٢٨٣ ) بسنده إلى عيسى بن المستفاد / كتاب الحجّة - باب « أن الأئمّة لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلاّ بعهد من الله » الحديث الرابع، ونقلها عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٧٩ - ٤٨١ ) ثمّ أشار إلى أن السيّد ابن طاوس رواها في الطّرف مجملة؛ وذلك لعدم نقله صدر الطّرفة.

ونقل المسعوديّ مضمونها في إثبات الوصيّة ( ١٠٤، ١٠٥ ) ورواها عن كتاب الطّرف العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩١ ) باختصار، وسيأتي في آخر هذه الطّرفة حديث هذه الصحيفة المختومة الّتي نزل بها جبرئيل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

يا عليّ توفي فيها على الصبر منك والكظم لغيظك على ذهاب حقّك

لقد أوصى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا بالصبر من بعده، وأخبره أنّ القوم سيتأمرون عليه، وأنّه لا بدّ له من الصبر، فأجاب عليّعليه‌السلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالطاعة والتسليم والصبر، وصرّح عليّعليه‌السلام في مواطن كثيرة أنّه لا يجوز وصيّة رسول الله ولا ينقضها ولو خزموه بأنفه، وصرّح أيضا أنّهعليه‌السلام إنّما سكت عن قتال القوم التزاما بوصيّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه أمره بالصبر وكظم الغيظ؛ لأنّ الأمّة حديثة عهد بالإسلام، وأنّ القتال يؤدي بهم إلى الردّة عن الإسلام.

ففي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٢١٦ )، عن الحارث بن حصين، قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

٣٣٧

يا عليّ إنّك لاق بعدي كذا وكذا، فقالعليه‌السلام : يا رسول الله إنّ السيف لذو شفرتين، وما أنا بالقليل ولا الذليل، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : فاصبر يا عليّ، فقال عليّعليه‌السلام : أصبر يا رسول الله.

وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ١٠٥ ) في حديث زيد بن أرقم - بعد تآمر الثلاثة على صرف الخلافة عن عليّعليه‌السلام ، واستدعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاهم، فأنكروا ما قالوا - قال زيد: وقال عليّعليه‌السلام عند ذلك: ليقولوا ما شاءوا، والله إنّ قلبي بين أضلاعي، وإنّ سيفي لفي عنقي، ولئن همّوا لأهمّنّ، فقال جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قل له: اصبر للأمر الّذي هو كائن، فأخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا بما أخبره به جبرئيل، فقالعليه‌السلام : إذن أصبر للمقادير ....

وفي التحصين (٦٠٧) بسند إلى أمّ سلمة أنّها دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت: فدخلت وعليّعليه‌السلام جاث بين يديه، وهو يقول: فداك أبي وأمّي يا رسول الله، إذا كان لدى ولدى فما تأمرني؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : آمرك بالصبر.

وفي الكافي ( ج ٨؛ ٣٣ ) بسنده إلى الإمام عليّعليه‌السلام أنّه قال في خطبته الطالوتية في المدينة: أما والبيت والمفضي إلى البيت - وفي نسخة: والمزدلفة والخفاف إلى التجمير - لو لا عهد عهده إليّ النبي الأمّي لأوردت المخالفين خليج المنيّة، ولأرسلت عليهم شآبيب صواعق الموت، وعن قليل سيعلمون.

وفي المسترشد (٤١١) بسنده عن عليّعليه‌السلام ، أنّه قال: إنّ عندي من نبي الله العهد، وله الوصيّة، وليس لي أن أخالفه، ولست أجاوز أمره وما أخذه عليّ الله، لو خزموا أنفي لأقررت سمعا وطاعة لله.

وفي المسترشد (٤١٧) في الكتاب الّذي أخرجه عليّعليه‌السلام للناس حينما سألوه عن أمره وأمر من تقدّمه ومن قاتلهعليه‌السلام ، وفيه: وكان نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إليّ فقال: يا بن أبي طالب لك ولاية أمّتي من بعدي، فإن ولّوك في عافية واجتمعوا عليك بالرضا، فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه.

وفي التهاب نيران الأحزان (٩٤) قول عليّعليه‌السلام : أوصاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحقّ، أنّ الحقّ لنا لا لغيرنا، ولكنّي أصبر حتّى آخذ بحقّي وصبرت على كظم الغيظ على شيء أمرّ من العلقم.

٣٣٨

وفي كتاب سليم بن قيس (٨٤) قول عليّعليه‌السلام لعمر: والّذي أكرم محمّدا بالنبوّة يا بن صهاك، لو لا كتاب من الله سبق، وعهد عهده إليّ رسول الله، لعلمت أنّك لا تدخل بيتي.

وانظر كتاب سليم ( ٧٢، ٨٧، ١٩٣، ٢٥١ ) وإرشاد القلوب ( ٣٨٣، ٣٩١ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ١؛ ٢٧٢ ) و ( ج ٣؛ ٢١٦، ٣٣٧ ) والخصال ( ٣٧١، ٤٦٢، ٥٧٥ ) وكفاية الأثر (١٢٤) واليقين (٣٣٧) وبشارة المصطفى (٥٨) وأمالي الطوسي (٩) وكامل الزيارات ( ٣٣٢ - ٣٣٥ ) والمسترشد ( ٣٧٠، ٣٧١ ) وشرح النهج ( ج ٦؛ ١٨ ) وأمالي المفيد (٢٢٤).

هذا، وقد دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ربّه دعوات في عليّعليه‌السلام فأجيبت كلّها، ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إلهي وسيدي فاجمع الأمّة عليه، فأبى سبحانه وقال: يا محمّد إنّه المبتلى والمبتلى به. انظر في ذلك اليقين ( ١٦٠، ٤٢٦ ) وأمالي الطوسي ( ٣٢٧، ٣٤٤، ٣٥٤ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ١٠٨ ) وبشارة المصطفى (٦٥) والتحصين ( ٥٤٣، ٥٤٥، ٦١٥ ) وحلية الأولياء ( ج ١؛ ٦٦ ) ومناقب ابن المغازلي (٤٧) وكفاية الطالب (٧٣) ولسان الميزان ( ج ٦؛ ٢٣٧ ).

وسيأتي المزيد في الطّرفة السادسة والعشرين عند قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فقد أجمع القوم على ظلمكم ».

وغصب خمسك وأكل فيئك

أخبر النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا وأهل بيته بما سيحلّ بهم بعد وفاته، وكان ممّا أخبرهم أنّهم يغصبون حقّهم في الخمس الّذي نزل به كتاب الله في قوله:( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ) (١) ، وقد تحقّق إخبار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك، إذ غصب الشيخان هذا الحقّ من أهل البيت بشتّى الاختلافات والمعاذير.

ففي أمالي المفيد (٢٢٤) بإسناده عن عليّعليه‌السلام ، أنّه قال: إنّ أوّل ما انتقصناه بعده [ أي بعد حقّنا في الخلافة ] إبطال حقّنا في الخمس ...

__________________

(١) الأنفال؛ ٤١

٣٣٩

وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٦٦ ) بسنده عن الباقرعليه‌السلام ، قال: لنا حقّ في كتاب الله في الخمس، فلو محوه - فقالوا: ليس من الله - أولم يعملوا به، لكان سواء.

وفي تفسير القمّي ( ج ٢؛ ٣٠٨ ) بإسناده عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى:( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) (١) في أمير المؤمنين( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) (٢) يعني في الخمس أن لا يردّوه في بني هاشم.

وقال دعبل بن عليّ الخزاعي في تائيّته العصماء الّتي أنشدها عند الإمام الرضاعليه‌السلام :

أرى فيئهم في غيرهم متقسّما

وأيديهم من فيئهم صفرات

قال ابن شهرآشوب في مناقبه ( ج ٤؛ ٣٣٨ ) أنّه لمّا بلغ دعبل هذا القول، بكى الإمام الرضاعليه‌السلام وقال له: صدقت يا خزاعي. وانظر ديوان دعبل (١٢٣).

وفي وسائل الشيعة ( ج ٩؛ ٥١٧ / الحديث ١٢٦١٥ ) عن أحدهماعليهما‌السلام ، قال: فرض الله في الخمس نصيبا لآل محمّد، فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم الحديث.

وفيه أيضا ( ج ٩؛ ٥٤٩ / ١٢٦٨٨ ) عن الصادقعليه‌السلام في حديث له مع نجبة، قال فيه: يا نجبة إنّ لنا الخمس في كتاب الله، ولنا الأنفال، ولنا صفو المال، وهما والله أوّل من ظلمنا حقّنا في كتاب الله ....

وانظر وسائل الشيعة ( ج ٩؛ ٥١٢ - ٥١٣ / الحديث ١٢٦٠٦ ) و ( ج ٩؛ ٥٣٠ - ٥٣١ / الحديث ١٢٦٤٣ ) ( ج ٩؛ ٥٣٦ / الحديث ١٢٦٦١ ) و ( ج ٩؛ ٥٤٦ / الحديث ١٢٦٨١ ) ومستدرك الوسائل ( ج ٧؛ ٢٧٧ ) ومصباح الكفعمي ( ٥٥٢ / دعاء صنمي قريش ) ومرآة العقول ( ج ١؛ ١٤٤ ) وتفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢٢٥ ) وكتاب سليم بن قيس (١٣٨) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢١٠ ) وأمالي الطوسي (٩) وتفسير فرات ( ١٣٥، ٣٢٣ ) ومجمع البيان ( ج ٢؛ ٥٤٥ ) والكشاف ( ج ٢؛ ٢٢٢ ) وتفسير القرطبي ( ج ٨؛ ١٠ )

__________________

(١) محمّد؛ ٢٦

(٢) محمّد؛ ٢٦

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653