طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب6%

طرف من الأنباء والمناقب مؤلف:
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 653

طرف من الأنباء والمناقب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210632 / تحميل: 6559
الحجم الحجم الحجم
طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف:
الناشر: انتشارات تاسوعاء
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

استقبالهم، فمن أخّرهم فقد استدبر.

وفي التحصين (٦٠٩) بسند إلى أبي ذرّ، قال في أهل البيتعليهم‌السلام : فهم فينا كالسماء المرفوعة، والجبال المنصوبة، والكعبة المستورة، والشجرة الزيتونة. ومثله في تفسير فرات ( ٨١، ٨٢ ) بسنده إلى أبي ذرّ.

وإنّما أنت علم الهدى ونور الدين

انظر ما مرّ في الطّرفة الحادية عشر من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ عليّ بن أبي طالب هو العلم ».

وكلّ أجاب وسلّم إليك الأمر

كان أوضح مصاديق دعوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّعليه‌السلام وإجابة المسلمين، هو ما أخذهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم في بيعة غدير خمّ، الّتي فاق نقلها حدّ التواتر، وكان الشيخان وعثمان وطلحة والزبير من أوائل المبايعين له.

أمّا تواتر خبر الغدير أو تجاوزه حدّ التواتر، فقد قال الشيخ الحسين بن عبد الصمد الحارثي - والد الشيخ البهائي - ما ملخّصه: رواه أحمد بن حنبل بست عشر طريقا، والثعلبي بأربعة طرق ورواه ابن المغازلي بثلاث طرق، ورواه في الجمع بين الصحاح الستّة، قال ابن المغازلي: وقد روى حديث غدير خمّ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نحو من مائة نفس، وذكر محمّد بن جرير الطبريّ - المؤرخ لحديث الغدير - خمسا وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه « كتاب الولاية »، وذكر الحافظ أبو العبّاس أحمد بن عقدة له خمسا ومائة طريقا، وأفرد له كتابا، فهذا قد تجاوز حدّ التواتر. انظر الغدير ( ج ١١؛ ٢١٧ - ٢١٨ ).

وقد أقرّ الصحابة وبايعوا لعليّعليه‌السلام بأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي طليعتهم الشيخان وعثمان وطلحة والزبير؛ وبعضهم قال له: بخ بخ لك يا عليّ، لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

ففي كتاب الولاية لمحمّد بن جرير الطبريّ، بإسناده عن زيد بن أرقم في حديث طويل،

٣٦١

قال فيه زيد: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا، وكان أوّل من صافق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّاعليه‌السلام : أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير، وباقي المهاجرين والأنصار، وباقي الناس إلى أن صلّى الظهرين في وقت واحد، وامتدّ ذلك إلى أن صلّى العشاءين في وقت واحد، وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا. نقله العلاّمة الأميني في الغدير ( ج ١؛ ٢٧٠ ).

وفي بشارة المصطفى (٩٨) بسنده عن أبي هريرة، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة، كتب الله له صيام ستّين شهرا، وذلك يوم غدير خمّ، لمّا أخذ رسول الله بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، فقال له عمر ابن الخطّاب: بخ بخ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

وانظر في بيعتهم لعليّ وبخبختهم، مناقب ابن المغازلي (١٩) وتذكرة الخواص ( ١٨، ٢٩، ٦٢ ) وينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٦٣، ٧٤ ) وروضة الصفا ( ج ١؛ ١٧٣ ) وحبيب السّير ( ج ١؛ ١٤٤ ) والمصنف لابن أبي شيبة ( ج ٦؛ ٣٧٥ ) ومسند أحمد ( ج ٤؛ ٢٨١ ) وتفسير الطبريّ ( ج ٣؛ ٤٢٨ ) والصواعق المحرقة (٤٤) والتمهيد للباقلاني (١٧١) والفصول المهمة (٢٥) ونظم درر السمطين (١٠٩) وسرّ العالمين (٩) والملل والنحل ( ج ١؛ ١٤٥ ) ومناقب الخوارزمي (٩٤) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ٣؛ ٦٣٦ ) والنهاية لابن الأثير ( ج ٤؛ ٢٤٦ ) وكفاية الطالب (١٦) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٢٦ - ١٢٧ ) وذخائر العقبى (٦٧) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ٧٧ ) والبداية والنهاية ( ج ٥؛ ٢٢٩ ) وخطط المقريزيّ ( ج ٢؛ ٢٢٣ ) وبديع المعاني (٧٥) ووفاء الوفا ( ج ٢؛ ١٧٣ ) والمواهب اللّدنيّة ( ج ٢؛ ١٣ ) وفيض القدير ( ج ٦؛ ٢١٨ ) وشرح المواهب ( ج ٧؛ ١٣ ). وانظر تخريجات بيعة الشيخين وعثمان، وباقي المسلمين لعليّ في الغدير ( ج ١؛ ٢٧٠ - ٢٨٢ ).

وإنّي لأعلم خلاف قولهم

في التهاب نيران الأحزان ( ١٤ - ١٨ ) في خطبة طويلة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم الغدير، قال

٣٦٢

فيها: وقد أنزل الله إليّ في الكتاب العزيز( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (١) ، وعليّ بن أبي طالب أقام الصلاة، وآتى الزكاة وهو راكع، يريد بذلك رضى الله على كلّ حال، وسألت جبرئيل أن يستعفيني عن تبليغ ذلك إليكم، لعلمي فيكم بقلّة المؤمنين، وحيل المستهزئين بالإسلام وكثر أذاهم فيّ وفي عترتي، حتّى سمّوني أذنا، وزعموا أنّي كنت كذلك لكثرة ملازمته إيّاي وإقبالي عليه، حتّى أنزل الله في ذلك( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ) (٢)

ولو شئت أن أسمّي بأسمائهم لسمّيت، وأن أومئ بأعيانهم لأوميت، ولكنّي والله في أمورهم قد تكرّمت، وكان الله لا يرضى منّي إلاّ أن أبلّغ ما أنزل في عليّ معاشر الناس، سيكون من بعدي( أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) (٣) ، معاشر الناس، إنّ الله وأنا منهم بريئان، معاشر الناس، إنّهم وأشياعهم وأتباعهم وأنصارهم لفي الدرك الأسفل من النار، ولبئس مثوى المتكبّرين، ألا إنّهم أصحاب الصحيفة، فلينظر أحدكم في صحيفته وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ١٠٤ ) عن زيد بن أرقم - بعد ذكره لبيعة الغدير - قال: وكان إلى جانب خبائي خباء نفر من قريش وهم ثلاثة، ومعي حذيفة بن اليمان، فسمعنا أحد الثلاثة وهو يقول: والله إنّ محمّدا لأحمق إن كان يرى أنّ الأمر يستقيم لعليّ من بعده، وقال آخر: أتجعله أحمقا، ألم تعلم أنّه مجنون، قد كان يصرع عند امرأة ابن أبي كبشة؟! وقال الثالث: دعوه، إن شاء أن يكون أحمقا، وإن شاء أن يكون مجنونا، والله ما يكون أبدا.

وفي الكافي ( ج ١؛ ٢٩٥ ) عن الصادق في حديث طويل: فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - ثلاث مرّات - فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم ....

__________________

(١) المائدة؛ ٥٥.

(٢) التوبة؛ ٦١.

(٣) القصص؛ ٤١.

٣٦٣

وقد أبوا ما أنزل الله، وما بلّغه النبي بمثل قولهم: « أيرى محمّد أنّه قد أحكم الأمر في أهل بيته » وقولهم: « ما أنزل الله هذا على محمّد قطّ، وما يريد إلاّ أن يرفع بضبع ابن عمّه » وقولهم: « والله لا نسلّم له ما قال ابدا » وقولهم: « والله لصاع من تمر في شنّ، بال أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربّه » وأمثال هذه الكلمات في عدم وفائهم بالبيعة، وفي بعضها ذكر أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم صراحة.

انظر أمالي المفيد (١١٣) وكتاب سليم بن قيس (١٤٤) واليقين ( ٢١٤، ٣٠٧، ٣١١، ٣١٧ ) والمسترشد (٥٨٥) والتهاب نيران الأحزان ( ٢٨، ٣٠ ) وأمالي الطوسي (٢٠٤) في كلام للزهراءعليها‌السلام ، والكافي ( ج ١؛ ٤٢٧، ٤٣١ ) و ( ج ٨؛ ٣٣٤، ٣٧٩ ) والخصال ( ٣٧١ - ٣٨٢ ) وتفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٣٠٧، ٣٦١ ) و ( ج ٢؛ ١٠٦، ١٥١، ١٥٢، ٢٩٠ ).

فالزم بيتك واجمع القرآن على تأليفه، والفرائض والأحكام على تنزيله

ومثله قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الطّرفة الثامنة والعشرين: « يا عليّ، ما أنت صانع بالقرآن والعزائم والفرائض؟ قال: أجمعه ثمّ آتينّهم به، فإن قبلوه وإلاّ أشهدت الله وأشهدتك عليهم ».

أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام بجمع القرآن بعد وفاته، فامتثل عليّ لأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وآلى ألاّ يضع رداءه على ظهره حتّى يجمعه، فجمعهعليه‌السلام وأتى به القوم، فقالوا له: لا حاجة لنا به.

روى الطبرسي في الاحتجاج ( ج ١؛ ١٥٥، ١٥٦ ) عن أبي ذرّ الغفاريّ، أنّه قال: لمّا توفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، جمع عليّ القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا فتحه أبو بكر خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا عليّ، اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذهعليه‌السلام وانصرف.

وفي إثبات الوصيّة (١٢٣) قال: ثمّ ألّفعليه‌السلام القرآن وخرج إلى الناس، وقد حمله في إزار معه وهو يئطّ من تحته، فقال لهم: هذا كتاب الله، قد ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما أنزل، فقال له بعضهم: اتركه وامض، فقال لهمعليه‌السلام : إنّ رسول الله قال لكم: إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فإن قبلتموه

٣٦٤

فاقبلوني معه أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله، فقالوا: لا حاجة لنا فيه ولا فيك، فانصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك، فانصرفعليه‌السلام عنهم.

وفي كتاب سليم بن قيس ( ٨١ - ٨٢ ) قال: فلمّا رأىعليه‌السلام غدرهم وقلّة وفائهم له، لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلّفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتّى جمعه، وكان في الصحف والشظاظ والأسيار والرقاع، فلمّا جمعه كلّه وكتبه بيده؛ تنزيله وتأويله، والناسخ منه والمنسوخ خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنادى عليّعليه‌السلام بأعلى صوته: أيّها الناس، إنّي لم أزل منذ قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مشغولا بغسله، ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد، فلم ينزل الله على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله آية إلاّ وقد جمعتها، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلّمني تأويلها فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه، ثمّ دخل عليّعليه‌السلام بيته.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٤١ ) قال: وفي أخبار أهل البيتعليهم‌السلام ، أنّهعليه‌السلام آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ للصلاة، حتّى يؤلّف القرآن ويجمعه، فانقطع عنهم مدّة إلى أن جمعه، ثمّ خرج إليهم به في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع إلبته، فقالوا: لأمر ما جاء به أبو الحسن، فلمّا توسّطهم وضع الكتاب بينهم، ثمّ قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وهذا الكتاب وأنا العترة، فقام إليه الثاني، فقال له: إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله، فلا حاجة لنا فيكما، فحملعليه‌السلام الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجّة.

وفي خبر طويل عن الصادقعليه‌السلام : أنّه حمله وولّى راجعا نحو حجرته وهو يقول:( فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ ) (١) .

وقال ابن شهرآشوب في مناقبه أيضا ( ج ٢؛ ٤٠ - ٤١ ) ذكر الشيرازيّ في نزول القرآن،

__________________

(١) آل عمران؛ ١٨٧.

٣٦٥

وأبو يوسف يعقوب في تفسيره، عن ابن عبّاس، في قوله:( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ ) (١) ، يعني بالقرآن( لِتَعْجَلَ بِهِ ) (٢) من قبل أن يفرغ من قراءته عليك( إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) (٣) قال: ضمّن الله محمّدا أن يجمع القرآن بعد رسول الله عليّ بن أبي طالب، قال ابن عباس: فجمع الله القرآن في قلب عليّ، وجمعه بعد موت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بستّة أشهر.

وفي أخبار أبي رافع: أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في مرضه الّذي توفّي فيه لعليّعليه‌السلام : يا عليّ، هذا كتاب الله خذه إليك، فجمعه عليّ في ثوب، فمضى إلى منزله، فلمّا قبض النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جلس عليّ فألّفه كما أنزله الله، وكان به عالما.

وحدّثني أبو العلاء العطّار، والموفّق خطيب خوارزم في كتابيهما، بالإسناد عن عليّ بن رباح: أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر عليّا بتأليف القرآن، فألّفه وكتبه.

وفي تاريخ اليعقوبي ( ج ٢؛ ١٣٥ ) قال: وروى بعضهم، أنّ عليّ بن أبي طالب كان جمعه لمّا قبض رسول الله، وأتى به يحمله على جمل، فقال: هذا القرآن قد جمعته، وكان قد جزّأه سبعة أجزاء ...

وفي الرياض النضرة ( ج ١؛ ٢٤٢ ) قال: قال ابن سيرين: فبلغني أنّه كتبه عليّ على تنزيله، ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير.

وفي بصائر الدرجات (٢١٣) بسنده عن الصادقعليه‌السلام ، قال في حديث: أخرجه عليّعليه‌السلام إلى الناس حيث فرغ منه وكتبه، فقال لهم: هذا كتاب الله كما أنزل الله على محمّد، وقد جمعته بين اللّوحين، قالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن، لا حاجة لنا فيه، قال: أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبدا، إنّما كان عليّ أن أخبركم به حين جمعته لتقرءوه.

وأسند الكليني في الكافي ( ج ١؛ ٢٢٨ ) إلى الإمام الباقرعليه‌السلام قوله: ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أنزل إلاّ كذب، وما جمعه وحفظه كما أنزل الله تعالى إلاّ

__________________

(١) القيامة؛ ١٦، ١٧.

(٢) القيامة؛ ١٦، ١٧.

(٣) القيامة؛ ١٦، ١٧.

٣٦٦

عليّ بن أبي طالب والأئمّةعليهم‌السلام من بعده.

وانظر ما يتعلّق بأمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام بجمع القرآن، وأنّه جمعه، وأنّه أتاهم به فلم يقبلوه، في بصائر الدرجات ( ١٣، ٢١٣ - ٢١٤ / الباب السادس من الجزء الرابع ) « باب أنّ الأئمّة عندهم جميع القرآن الّذي أنزل على رسول الله »، وفيه سبعة أحاديث، والتهاب نيران الأحزان ( ٦٨ - ٦٩ ) والخصال (٣٧١) والكافي ( ج ١؛ ٢٢٨ - ٢٢٩ / باب « إنّه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الأئمّةعليهم‌السلام وأنّهم يعلمون علمه كلّه » ) وفيه منها حديثان فيما يخصّ ما نحن فيه، و ( ج ٢؛ ١٧٨، ٤٦٢ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٣٣٧ ) ودلائل الإمامة (١٠٦) وكتاب سليم بن قيس (١٢٢) وتفسير فرات ( ٣٩٨ - ٣٩٩ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٧٠، ٣٣٠ ) وكشف اليقين (٦٥) وإرشاد القلوب (٣٤٨).

وانظر حلية الأولياء ( ج ١؛ ٦٧ ) والسقيفة وفدك (٦٤) وشرح النهج ( ج ١؛ ٢٧ ) و ( ج ٦؛ ٤٠ ) ومناقب الخوارزمي ( ٤٨ - ٤٩ ) والفهرست لابن النديم (٣٠) وتوضيح الدلائل (٤١٨) والصواعق المحرقة (٧٢).

وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١؛ ٢٧ ): ثمّ هو أوّل من جمعه، نقلوا كلّهم أنّه تأخّر عن بيعة أبي بكر، فأهل الحديث يقولون: تشاغل بجمع القرآن. وهو حقّ، فقد نصّ جلّ مؤرخي العامّة على أنّ عليّا اعتذر عن بيعة الأوّل بجمعه للقرآن، فانظر من أرّخ لبيعة السقيفة وتأخّر عليّ عن بيعة الأوّل.

وعليك بالصبر على ما ينزل بك وبها حتّى تقدموا عليّ

مرّ بعض ما يتعلّق بهذا المطلب في الطّرفة الرابعة عشر، عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ توفي على الصبر منك والكظم لغيظك على ذهاب حقّك »، وسيأتي أيضا في الطّرفة الرابعة والعشرين، عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ أصبر على ظلم الظالمين ما لم تجد أعوانا ».

٣٦٧

٣٦٨

الطّرفة السابعة عشر

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٧٩ ) ونقلها العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩٢ ) باختصار.

وانفرد هذا المصدر بذكر إدخال الكفّين مضمومتين بين كفيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإفراغ الحكمة في يديهعليه‌السلام ، وقضاء ما يرد وما هو وارد، وأمّا باقي مطالب الطّرفة الفرعيّة، فهي ممّا خرّجناه آنفا وما سنخرّجه لا حقا من إنفاذ عليّعليه‌السلام لوصيّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصبرهعليه‌السلام على منهاجه وطريقه، ونبذه لطريق فلان وفلان.

٣٦٩

٣٧٠

الطّرفة الثامنة عشر

روى هذه الطّرفة الكليني في الكافي ( ج ١؛ ٢٨٣ ) بسنده عن عيسى بن المستفاد، عن الكاظمعليه‌السلام ، وهذه الطّرفة هي ذيل وتتمّة الطّرفة الرابعة عشر، ورواها المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٨١ ) عن الكافي، ثمّ قال: « أقول: روى السيّد عليّ بن طاوس في الطّرف هذا الخبر مجملا من كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد »، مشيرا إلى ما مرّ من عدم ذكر السيّد ابن طاوس صدر الرواية، ونقلها العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩٢ ) باختصار، ورواها المسعوديّ في إثبات الوصيّة (١٠٥) باختصار تتمّة لما نقله من الطّرفة الرابعة عشر.

أكان في الوصيّة ذكر القوم وخلافهم على عليّ أمير المؤمنين؟ قال: نعم أما سمعت قول الله تعالى:( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) (١)

مرّ في الطّرفة الرابعة عشر حديث الصحيفة المختومة، وأنّ الأئمّةعليهم‌السلام لم يفعلوا ولا يفعلون شيئا إلاّ بأمر من الله، وأنّ الصحيفة فيها ما يجب على كلّ إمام من الله، وما كان وما يكون بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفي الخرائج والجرائح (٣١٥) عن الرضاعليه‌السلام ، قال: فلمّا نفدت مدّته [ أي الكاظمعليه‌السلام ]

__________________

(١) يس؛ ١٢.

٣٧١

وكان وقت وفاته، أتاني مولى برسالته يقول: يا بني، إنّ الأجل قد نفد، والمدّة قد انقضت، وأنت وصي أبيك، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا كان وقت وفاته، دعا عليّا وأوصاه، ودفع إليه الصحيفة الّتي كان فيها الأسماء الّتي خصّ الله تعالى بها الأنبياء والأوصياء فلمّا قضى موسىعليه‌السلام علمت كلّ لسان، وكلّ كتاب، وما كان وما سيكون بغير تعلّم، وهذا سرّ الأنبياء أودعه الله فيهم، والأنبياء أو دعوه إلى أوصيائهم، ومن لم يعرف ذلك ويحقّقه فليس هو على شيء، ولا قوة إلاّ بالله.

وفي الخرائج والجرائح أيضا (٢١٠) عن قنواء بنت رشيد الهجريّ، قالت: فقال لهم رشيد - [ وهو مقطوع اليدين والرجلين ] -: اكتبوا عنّي علم البلايا والمنايا، فكتبوا: هذا ما عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الأمّي إلى عليّعليه‌السلام في بني أميّة وما ينزل بهم ...

وفي بصائر الدرجات ( ١٣٨ - ١٣٩ ) بسنده عن السجادعليه‌السلام ، قال: إنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أمين الله في أرضه، فلمّا قبض محمّد كنّا أهل البيت ورثته وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم. وفي نفس المصدر ( ١٣٩ - ١٤٠ ) بسنده عن الرضاعليه‌السلام مثله، ومثله في الكافي ( ج ١؛ ٢٢٣ ) بسنده إلى الرضاعليه‌السلام .

وفي كتاب سليم بن قيس ( ٢١٤ - ٢١٥ ) قال أبان: قال سليم: قلت لابن عبّاس:

أخبرني بأعظم ما سمعتم من عليّعليه‌السلام ، ما هو؟ قال سليم: فأتاني بشيء قد كنت سمعته أنا من عليّعليه‌السلام ، قال: دعاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي يده كتاب، فقال: يا عليّ، دونك هذا الكتاب، قلت: يا نبي الله ما هذا الكتاب؟ قال: كتاب كتبه الله، فيه تسمية أهل السعادة والشقاء من أمّتي، أمرني ربّي أن أدفعه إليك.

وفي الخصال (٥٢٨) بسنده عن الرضاعليه‌السلام في بيانه لعلامات الإمام: ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٦٠ ) قال: قال عمرو بن شمر: اجتمع الكلبي والأعمش، فقال الكلبي: أيّ شيء أشدّ ما سمعت من مناقب عليّ؟ فحدّث بحديث عباية أنّه قسيم النار، فقال الكلبي: وعندي أعظم ممّا عندك، أعطى رسول الله عليّا كتابا فيه أسماء

٣٧٢

أهل الجنّة وأسماء أهل النار.

وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ١٧٨ - ١٧٩ ) في معراج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند وصوله إلى السماء السابعة، قال: فدفع إليه كتابين، كتاب أصحاب اليمين بيمينه، وكتاب أصحاب الشمال بشماله، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر فيه، فإذا فيه أسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم وفتح الأخرى؛ صحيفة أصحاب الشمال، فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثمّ نزلصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه صحيفتان، فدفعهما إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

فترى في هذه الصحيفة المختومة الّتي نزل بها جبرئيل، وفي صحيفة المعراج، وفي الكتاب الّذي عند الأئمّة، أسماء الذين يخالفون الأئمّة، وأنّهم من أهل النار، بل إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبر عليّا بذلك كما تقدّم، وكتبه عليّعليه‌السلام في صحيفة؛ ففي فضائل ابن شاذان (١٤١) بالإسناد يرفعه إلى سليم بن قيس، أنّه قال: لمّا قتل الحسين بن عليّعليها‌السلام بكى ابن عبّاس بكاء شديدا، ثمّ قال: ما لقيت هذه الأمّة بعد نبيها ولقد دخلت على عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذي قار، فأخرج لي صحيفة، وقال: يا بن عبّاس، هذه الصحيفة إملاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخطّي بيدي، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين اقرأها عليّ، فقرأها، وإذا فيها كلّ شيء منذ قبض رسول الله إلى يوم قتل الحسينعليه‌السلام ، وكيف يقتل، ومن يقتله، ومن ينصره، ومن يستشهد معه فيها، ثمّ بكى بكاء شديدا وأبكاني، وكان فيما قرأه كيف يصنع به، وكيف تستشهد فاطمة وكيف يستشهد الحسينعليه‌السلام ، وكيف تغدر به الأمّة وكان فيها لمّا قرأها أمر أبي بكر وعمر وعثمان، وكم يملك كلّ إنسان منهم ورواه المجلسيرحمه‌الله في بحار الأنوار ( ج ٢٨؛ ٧٣ / الحديث ٣٢ ) عن كتاب الروضة لأحد علماء القرن السابع بسنده إلى سليم بن قيس.

وفي تفسير القمّي ( ج ٢؛ ٢١٢ ) قال عليّ بن إبراهيم في قوله:( وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) - إلى قوله -( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) (١) أي في كتاب مبين، وهو محكم. وذكر ابن عبّاس، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال: أنا والله الإمام المبين، أبيّن الحق من الباطل، وورثته من رسول الله، وهو محكم.

__________________

(١) يس؛ ١٠ - ١٢.

٣٧٣

٣٧٤

الطّرفة التاسعة عشر

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٨٤ - ٤٨٥ ) ونقلها العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩٢ - ٩٣ ) باختصار.

ودّع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أهل بيته، وأوصاهم بوصاياه، وأوصى بهم المسلمين، وقد انفرد تارة بعلي يناجيه ويحدّثه بما سيكون، وتارة بالزهراء ويخبرها بما يجري عليها، وتارة يخبرهما معا، وتارة أخرى يودّعهم جميعا الزهراء وعليّا والحسنينعليهم‌السلام ، وكان ذلك في أخريات حياته الشريفة، وسيأتي وداعه لهم عند اللحظات الأخيرة قبل الممات في الطّرفة السادسة والعشرين، وسنذكر هنا بعض ما يتعلّق بإخبارهصلى‌الله‌عليه‌وآله لهم بما يجري، واستيداعه الله أهل بيته.

ففي المختار من مسند فاطمة ( ١٤٤ / الحديث ١٣٠ ) قال: عن فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، عن أمّ سلمة، قالت: والّذي أحلف به إن كان عليّ لأقرب الناس عهدا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم قبض في بيت عائشة، فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غداة بعد غداة يقول: جاء عليّ؟ - مرارا - وأظنّه كان بعثه في حاجة، فجاء بعد، فظنّنا أنّه له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا بالباب، وأكب عليه عليّعليه‌السلام ، فجعل يسارّه ويناجيه، ثمّ قبض من يومه ذلك فكان أقرب الناس به عهدا. ( ش ). وهذا رمز إلى أنّه ينقله عن المصنف لابن أبي شيبة.

وفي ينابيع المودة ( ج ٢؛ ٣٣ ) قال: وعن أم سلمة، قالت: والله به أحلف، إنّ عليّا كان لأقرب الناس عهدا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكنّا عند الباب، فجعل يناجي عليّا ويسارّه حتّى قبض.

أخرجه أحمد.

٣٧٥

ونقله ابن شهرآشوب في المناقب ( ج ١؛ ٢٣٦ ) عن مسند أبي يعلى وفضائل أحمد، عن أم سلمةرضي‌الله‌عنها .

وفي بشارة المصطفى ( ١٢٦ - ١٢٧ ) بسنده عن أنس، قال: جاءت فاطمة ومعها الحسن والحسينعليهم‌السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في المرض الذي قبض فيه، فانكبّت عليه فاطمة وألصقت صدرها بصدره، وجعلت تبكي، فقال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة، ونهاها عن البكاء، فانطلقت إلى البيت، فقال النبي ويستعبر الدموع: اللهم أهل بيتي وأنا مستودعهم كلّ مؤمن ومؤمنة، ثلاث مرّات.

وفي كتاب اليقين ( ٤٨٧ - ٤٨٨ ) بسنده عن سلمان الفارسي، قال: قلنا يوما: يا رسول الله، من الخليفة بعدك حتّى نعلمه؟ قال لي: يا سلمان أدخل عليّ أبا ذرّ المقداد وأبا أيوب الأنصاريّ، وأمّ سلمة زوجة النبي من وراء الباب، ثمّ قال: اشهدوا وافهموا عنّي، إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّي، ووارثي، وقاضي ديني وعدتي، وهو الفاروق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، والحامل غدا لواء ربّ العالمين، وهو وولده من بعده، ثمّ من الحسين ابني، أئمّة تسعة، هداة مهديّون إلى يوم القيامة، أشكو إلى الله جحود أمّتي لأخي، وتظاهرهم عليه، وظلمهم له، وأخذهم حقّه.

قال: فقلنا له: يا رسول الله، ويكون ذلك؟ قال: نعم، يقتل مظلوما من بعد أن يملأ غيظا، ويوجد عند ذلك صابرا.

قال: فلمّا سمعت ذلك فاطمةعليها‌السلام أقبلت حتّى دخلت من وراء الحجاب وهي باكية، فقال لها رسول الله: ما يبكيك يا بنيّة؟ قالت: سمعتك تقول في ابن عمّك وولدي ما تقول!! قال: وأنت تظلمين، وعن حقّك تدفعين، وأنت أوّل أهل بيتي لحوقا بي بعد أربعين، يا فاطمة، أنا سلم لمن سالمك، وحرب لمن حاربك، أستودعك الله تعالى وجبرئيل وصالح المؤمنين، قال: قلت: يا رسول الله من صالح المؤمنين؟ قال: عليّ بن أبي طالب.

وفي أمالي الصدوق ( ٥٠٥ - ٥٠٩ ) بسنده عن ابن عبّاس، قال: لمّا مرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قام رسول الله فدخل بيت أمّ سلمة فقالت أمّ سلمة: يا رسول الله مالي

٣٧٦

أراك مغموما متغيّر اللّون؟ فقال: نعيت إليّ نفسي هذه الساعة ثمّ قال: ادع لي حبيبة قلبي وقرّة عيني فاطمة تجيء، فجاءت فاطمة وهي تقول: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء، يا ابتاه ألا تكلّمني كلمة!! فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا، وأرى عساكر الموت تغشاك شديدا ثمّ قال: ادعوا إليّ عليّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فجاء فوضع يده على عاتق عليّ والأخرى على أسامة، ثمّ انطلقا بي إلى فاطمة، فجاءا به حتّى وضع رأسه في حجرها ...

وفي أمالي الصدوق ( ٣١١، ٣١٢ ) بسنده عن الصادق، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام ، قال: بلغ أمّ سلمة زوجة رسول الله أنّ مولى لها ينتقص عليّا ويتناوله، فأرسلت إليه إنّا كنا عند رسول الله تسع نسوة، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله، فدخل النبي وهو متهلّل، أصابعه في أصابع عليّ، واضعا يده عليه، فقال: يا أمّ سلمة اخرجي من البيت وأخليه لنا، فخرجت وأقبلا يتناجيان، أسمع الكلام وما أدري ما يقولون فأتيت الباب، فقلت: أدخل يا رسول الله؟ قال: لا، قالت: فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردّني من سخطة، وأنزل في شيء من السماء حتّى أتيت الباب الثالثة، فقالت: أدخل يا رسول الله؟ فقال: ادخلي يا أمّ سلمة، فدخلت وعليّ جاث بين يديه وهو يقول: فداك أبي وأمّي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فما تأمرني به؟ قال: آمرك بالصبر، ثمّ أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر، فأعاد عليه القول الثالثة، فقال له: يا عليّ، يا أخي، إذا كان ذلك منهم فسلّ سيفك، وضعه على عاتقك، واضرب به قدما قدما حتّى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم، ثمّ التفت إليّ وقال: والله ما هذه الكآبة يا أم سلمه؟ قلت: للّذي كان من ردّك إيّاي يا رسول الله، فقال لي: والله ما رددتك من موجدة، وإنّك لعلى خير من الله ورسوله، ولكن أتيتني وجبرئيل عن يميني وعليّ عن يساري، وجبرئيل يخبرني بالأحداث الّتي تكون بعدي، وأمرني أن أوصي بذلك عليّا ...

وانظر هذا الخبر في أمالي الطوسي ( ٤٢٤ - ٤٢٦ ) وبشارة المصطفى ( ٥٨ - ٥٩ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٤٠٠ - ٤٠١ ) ومناقب الخوارزمي ( ٨٨ - ٩٠ ).

٣٧٧

وفي الخصال (٦٤٢) بسنده عن أم سلمة زوجة النبي، قالت: قال رسول الله في مرضه الّذي توفي فيه: ادعوا لي خليلي وأرسلت فاطمة إلى عليّ، فلمّا جاء قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل، ثمّ جلّل عليّا بثوبه، قال عليّعليه‌السلام : فحدّثني بألف حديث يفتح كلّ حديث ألف حديث، حتّى عرقت وعرق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسال عليّ عرقه، وسال عليه عرقي.

وفيه أيضا (٦٤٣) بسنده عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي توفي فيه: ادعوا لي أخي، فأرسلوا إلى عليّ، فدخل، فولّيا وجوههما إلى الحائط وردّ عليهما ثوبا، فأسرّ إليه والناس محتوشون وراء الباب، فخرج عليّعليه‌السلام فقال له رجل من الناس: أسرّ إليك نبي الله شيئا؟ قال: نعم أسرّ إليّ ألف باب في كلّ باب ألف باب ...

وفي كفاية الطالب (٢٦٣) قال: والذي يدلّ على أنّ عليّا كان أقرب الناس عهدا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند وفاته، ما ذكره أبو يعلى الموصلي في مسنده، والإمام أحمد في مسنده، وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن أبي بكر بد مشق عن أمّ موسى، عن أمّ سلمة، قالت: والذي أحلف به إن كان عليّ لأقرب الناس عهدا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالت: غدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غداة بعد غداة، يقول: جاء عليّ؟ مرارا - قالت فاطمة: كان يبعثه في حاجة - فجاء بعد، فظننت أنّ له إليه حاجة، فخرجنا من البيت، فقعدنا عند الباب، فكنت من أدناهم من الباب، فأكبّ عليه عليّعليه‌السلام ، فجعل يسارّه ويناجيه، ثمّ نهض من يومه ذلك، فكان أقرب الناس عهدا.

وهذا الحديث رواه الحاكم في المستدرك ( ج ٣: ١٣٨ ) وأحمد في مسنده ( ج ٦؛ ٣٠٠ ) والنسائي في خصائصه ( ١٣٠ - ١٣١ ).

وهذه الأحاديث كما تراها تدلّ على أنّ أمّ المؤمنين أمّ سلمة كانت وراء الباب، وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انفرد بعلي، فحدّثه وأسرّ إليه بما سيكون بعده من أمور، وأنّه أودع فاطمة عند عليّعليهما‌السلام ، وسيأتي المزيد من التفصيل في الطّرفة السادسة والعشرين.

٣٧٨

قول الزهراءعليها‌السلام : ولذلّ ينزل بي بعدك

أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل وفاته عليّا وفاطمةعليهما‌السلام بما يجري عليهم من بعده، وقد تقدّم ذلك، ولذلك صاحت الزهراء وبكت؛ لأنّها عرفت من رسول الله أنّ القوم سيستذلّونهم ويستضعفونهم، وهذا ممّا لا خلاف فيه، فقد وقع الاستضعاف لآل محمّد والإيذاء لفاطمة، وأنزلوا الذلّ بها، وقد أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك.

ففي أمالي الصدوق ( ٩٩، ١٠٠ ) بسنده عن ابن عبّاس [ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بكى لمّا رأى الزهراءعليها‌السلام فسئل عن علّة بكائه ]، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : وإنّي لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتهكت حرمتها فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ثمّ ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيّام أبيها عزيزة فتكون أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم عليّ محزونة، مكروبة، مغمومة، مغصوبة، مقتولة، فأقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وأذلّ من أذلّها، وخلّد في نارك من ضرب جنبيها حتّى ألقت ولدها. ومثله في فرائد السمطين ( ج ٢؛ ٣٤ - ٣٥ ) وبشارة المصطفى ( ١٩٨ - ١٩٩ ) وإرشاد القلوب (٢٩٥) وبيت الأحزان ( ٧٣ - ٧٤ ).

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢٠٨ ) من كلام للزهراء مع عليّعليهما‌السلام ، قالت فيه: ليتني متّ قبل ذلّتي. وفي التهاب نيران الأحزان (٨٦) قالت: ليتني متّ قبل منيّتي، ودون ذلّتي.

وسيأتي تفصيل استذلالهم لأمير المؤمنين والزهراء، من حرق الدار، وجرّ عليّ للبيعة قسرا، وكسر ضلعها، وإسقاط جنينها، وغيرها من وجوه الظلم والاستذلال لآل محمّدعليهم‌السلام .

يا أبا الحسن، هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمّد عندك، فاحفظ الله واحفظني فيها، وإنّك لفاعل يا عليّ

قال ابن شهرآشوب في المناقب ( ج ٣؛ ٣٣٧ ) عن ابن عباس، قال: فأوصى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّعليه‌السلام بالصبر عن الدنيا، وبحفظ فاطمةعليها‌السلام ....

٣٧٩

وفي كتاب اليقين (٤٨٨) بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن سلمان الفارسي، قال [ حديث طويل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنبأهم فيه بما يصيب أهل بيته، ثمّ قال لفاطمةعليها‌السلام ]: يا فاطمة أنا سلم لمن سالمك، وحرب لمن حاربك، أستودعك الله تعالى وجبرئيل وصالح المؤمنين، قال: قلت: يا رسول الله من صالح المؤمنين؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ بن أبي طالب.

وكذلك أوصى النبي جميع المسلمين بأهل بيته، وقد مرّ قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الله الله في أهل بيتي، أوصيكم خيرا بأهل بيتي »، وما شابهها من وصايا النبي بأهل بيته، ففي بشارة المصطفى (١٢٧) بسنده عن أنس، قال: جاءت فاطمة ومعها الحسن والحسينعليهم‌السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في المرض الذي قبض فيه، فانكبّت عليه فاطمة، وألصقت صدرها بصدره، وجعلت تبكي، فقال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة، ونهاها عن البكاء، فانطلقت إلى البيت، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ويستعبر الدموع: اللهم أهل بيتي، وأنا مستودعهم كلّ مؤمن ومؤمنه، ثلاث مرّات.

وقد حفظ بعض المسلمين رسول الله في أهله، وبعضهم لم يحفظه، بل نقضوا العهد وفعلوا الأفاعيل المنكرة، وكان عليّعليه‌السلام - مظلوم التاريخ الأكبر - أوّل من نفّذ وصيّة الرسول، وحافظ على الزهراء والحسنينعليهم‌السلام - وخصوصا الزهراءعليها‌السلام - أشدّ المحافظين، فقد ثبت قول عليّعليه‌السلام في ندبته الرائعة للزهراءعليها‌السلام عند ما دفنها وتوجه إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قائلا: السلام عليك يا رسول الله عنّي، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك، والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك قد استرجعت الوديعة ...

انظر هذه الندبة في الكافي ( ج ١؛ ٤٥٨ - ٤٥٩ ) وأمالي المفيد ( ٢٨١ - ٢٨٣ ) وأمالي الطوسي ( ١٠٩، ١١٠ ) ودلائل الإمامة ( ٤٧ - ٤٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٣٦٤ ) وبشارة المصطفى (٢٥٩) وتذكرة الخواص (٣١٩). وسيأتي المزيد في إنفاذ عليّعليه‌السلام جميع وصاياها ودفنها سرّا، ولم يحضر الشيخين دفنها، عند قوله: « يا عليّ انفذ لما أمرتك به فاطمة » بعد قليل.

٣٨٠

هذه والله سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين، هذه والله مريم الكبرى

في أمالي الصدوق (١٠٩) بسنده عن الحسن بن زياد العطّار، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قول رسول الله: « فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة » سيّدة نساء عالمها؟ قال: ذاك مريم، وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين. وهذا الحديث في عوالم العلوم ( ٤٩، ٥٠ / الحديثان ١١ و ١٢ )، أحدهما عن الحسن بن زياد، عن الصادق، والآخر عن المفضّل بن عمر، عن الصادقعليه‌السلام . وهذا يدلّ على أنّ الزهراء مريم الكبرى، لأنّ مريم سيّدة نساء أهل الجنة من عالمها، والزهراء سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين، فهي مريم الكبرى.

وفي فرائد السمطين ( ج ١؛ ٤٧ ) روى الحمويني بإسناده عن أبي هريرة، قال: لمّا أسري بالنبي ثمّ هبط إلى الأرض، مضى لذلك زمان، ثمّ إنّ فاطمةعليها‌السلام أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، ما الذي رأيت لي؟ فقال لي: يا فاطمة، أنت خير نساء البريّة، وسيّدة نساء أهل الجنّة.

وفي مقتل الحسين للخوارزمي ( ج ١؛ ٥٥ ) بإسناده عن حذيفة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نزل ملك من السماء، فاستأذن الله أن يسلّم عليّ لم ينزل قبلها، فبشّرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة. وهو في المختار من مسند فاطمة ( ١٣٥، ١٤٨ ) عن حذيفة، وهو في سنن الترمذيّ.

وفي الخرائج والجرائح (١٩٤) قول عليّ مفتخرا: ونكحت سيّدة نساء العالمين وسيّدة نساء أهل الجنّة.

وانظر كتاب سليم بن قيس ( ٧٠؛ ١٣٦ - ١٣٧ ) وروضة الواعظين (١٤٩) ونهج الحقّ (٣٩٠) وأمالي المفيد ( ٢٣، ١١٦ ) وأمالي الطوسي (٨٥) والخصال (٥٧٣) والعمدة (٣٨٤) وبشارة المصطفى (٢٧٧) وإرشاد القلوب (٢٥٩) وصحيح البخاريّ ( ج ٥؛ ٢٩، ٣٦ / كتاب بدء الخلق - باب « علامات النبوّة في الإسلام » ) وسنن أبي داود ( ج ١؛ ١٩٦ )

٣٨١

ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ٢٠١ ) وسنن الترمذيّ ( ج ٢؛ ٣٠٦ / في « باب مناقب الحسن والحسين » ) والمستدرك للحاكم ( ج ٣؛ ١٥١ )، رواه بطريقين، وقال في الثاني: « هذا حديث صحيح الإسناد »، ومسند أحمد ( ج ٥؛ ٣٩١ ) وحلية الأولياء ( ج ٤؛ ١٩٠ ) وأسد الغابة ( ج ٥؛ ٥٧٤ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٢١٧ ) وقال « أخرجه الروياني وابن حبّان في صحيحه عن حذيفة »، وفي ( ج ٧؛ ١٠٢ ) رواه أيضا وقال: « أخرجه ابن جرير، عن حذيفة »، ورواه أيضا في ( ج ٧؛ ١١١ ) وقال: « أخرجه ابن أبي شيبة »، وروى فيه حديثا آخر عن عائشة وقال: « أخرجه ابن عساكر »، وروى آخر وقال: « أخرجه البزار »، ونظم درر السمطين (١٧٩) ونور الأبصار (٤٥) والمختار من مسند فاطمة (١٣٩) عن عائشة، و (١٥٢) عن عليّ و (١٥٣) عن عائشة، و (١٤٠) عن حذيفة و (١٣٥) عن حذيفة، رواه عن مسند أحمد والترمذيّ والنسائي وابن حبّان، وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٦٢ ) و ( ج ٢؛ ٨٩، ١٣٤، ١٣٦ ) وتاريخ دمشق ( ج ٧؛ ١٠٢ ).

وفي نزل الأبرار (٨٤) قال: وأخرج أحمد والترمذيّ والنسائي والروياني وابن حبّان والحاكم - واللفظ له - كلّهم عن حذيفة، أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لمّا نزل ملك من السماء استأذن الله أن يسلّم عليّ، فبشرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة.

يا عليّ، انفذ لما أمرتك به فاطمة، فقد أمرتها بأشياء أمرني بها جبرئيل

لقد أطبق التاريخ وتظافرت كتب السير والمناقب، على أنّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام - الّذي علّمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ألف ألف باب من العلم وأفضى إليه بأسراره - نفّذ وصايا فاطمة الزهراءعليها‌السلام كلّها، وذلك لأنّها أوصت بأمر الله ورسوله وهي المعصومة البتول.

قال الفتال النيسابوريّ في روضة الواعظين (١٥١): إنّ عليّاعليه‌السلام قال لفاطمةعليها‌السلام : أوصيني بما شئت، فإنّك تجديني أمضي فيها كما أمرتيني به، وأختار أمرك على أمري. ونقله عنه في بيت الأحزان (٢٥٤). وانظر امتثال عليّعليه‌السلام لوصاياها - وغسلها وتكفينها ودفنها سرّا - في بيت الأحزان (٢٥٤).

٣٨٢

وفي دلائل الإمامة (٤٤) قال: وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين، ففعل. ونقله عنه في بيت الأحزان (٢٥٥).

وفي بيت الأحزان ( ٢٤٧، ٢٤٨ ) قال: قالت الزهراءعليها‌السلام لعليعليه‌السلام : قد صنعت ما أردت؟ قال: نعم، قالت: فهل أنت صانع ما آمرك؟ قال: نعم، قالت: فإنّي أنشدك الله أن لا يصلّيا على جنازتي، ولا يقوما على قبري.

وفي أمالي المفيد (٢٨١) قال: لمّا مرضت فاطمةعليها‌السلام وصّت إلى عليّعليه‌السلام أن يكتم أمرها، ويخفي قبرها، ولا يؤذن أحدا بمرضها، ففعل ذلك.

وفي علل الشرائع (١٧٨) قال في وصاياها لعليعليه‌السلام ، قالت: يا بن العمّ، أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها عليّ ولا يحضرنّ من أعداء الله وأعداء رسوله للصلاة عليّ أحد، قال عليّعليه‌السلام : أفعل.

وفي أمالي الطوسي (١٠٩) قال بعد ذكره وصاياها لعليعليه‌السلام ...: ففعل ذلك.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٣٦٣ ) عن الواقديّ، قال: إنّ فاطمة لمّا حضرتها الوفاة أوصت عليّا أن لا يصلّي عليها أبو بكر وعمر، فعمل بوصيّتها.

في بشارة المصطفى (٢٥٨) بسنده عن الحسينعليه‌السلام ، قال: لمّا مرضت فاطمة أوصت إلى عليّعليه‌السلام أن يكتم أمرها، ويخفي خبرها، ولا يؤذن أحدا بمرضها، ففعل ذلك. وانظر كتاب سليم بن قيس ( ٢٥٣ - ٢٥٦ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٤٧٤، ٥٠٤ ) والغدير ( ج ٧؛ ٢٦٦ ) والاختصاص (١٨٥) وأمالي الطوسي ( ١٥٥ - ١٥٦ ) ودلائل الإمامة ( ٤٦ - ٤٧ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٣٦٢ ) وروضة الواعظين ( ١٥١ - ١٥٢ ) وبحار الأنوار ( ج ٤٣؛ ٢١٨ ) نقلا عن مصباح الأنوار، وعلل الشرائع ( ج ١؛ ١٨٥ ) وأمالي الصدوق ( ٥٢٣، ٥٢٤ ).

وهذا ممّا لا يرتاب ولا يشك فيه أحد، فقد نصّت التواريخ حتّى العامّيّة منها على أنّ عليّاعليه‌السلام دفنها سرّا ليلا ولم يخبر أحدا، ولم يسمح للشيخين بحضور جنازتها، ودفنها. انظر السقيفة وفدك (١٠٢) وشرح النهج ( ج ١٦؛ ٢١٤ ) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ٨؛ ١٢٥ )

٣٨٣

ورسائل الجاحظ (٣٠٠) وحلية الأولياء ( ج ٢؛ ٤٣ ) وصحيح مسلم ( ج ٢؛ ٧٢ ) ومسند أحمد ( ج ١؛ ٦، ٩ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٣؛ ٢٠٢ ) ومشكل الآثار ( ج ١؛ ٤٨ ) وسنن البيهقي ( ج ٦؛ ٣٠٠ ) وكفاية الطالب (٢٢٦) والسيرة الحلبية ( ج ٣؛ ٣٩٠ ) وصحيح البخاريّ ( ج ٦؛ ١٩٦ ) باب غزوة خيبر، والإصابة في تمييز الصحابة ( ج ٤؛ ٣٧٨ )، وأسد الغابة ( ج ٥؛ ٥٢٤ ) وتاريخ الخميس ( ج ١؛ ٣١٣ ) و ( ج ٢؛ ١٩٣ ) والاستيعاب بهامش الإصابة ( ج ٤؛ ٣٧٩ - ٣٨٠ ) ومقتل الحسين للخوارزمي ( ج ١؛ ٣١٣ ) وإرشاد الساري ( ج ٦؛ ٣٦٢ ) وتاريخ ابن كثيّر ( ج ٥؛ ٢٨٥ ) وغيرها من المصادر. وانظر ما سيأتي من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وويل لمن ابتزّها حقّها ».

واعلم يا عليّ أنّي راض عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربّي وملائكته

ومثله قوله في نفس هذه الطّرفة « والله يا فاطمة لا أرضى حتّى ترضي ».

في إرشاد القلوب (٢٩٤) عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان من أحبّ فاطمة فهو في الجنّة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن الموت، والقبر، والميزان، والحشر، والصراط، والمحاسبة، فمن رضيت عنه ابنتي رضيت عنه، ومن رضيت عنهرضي‌الله‌عنه ، ومن غضبت عليه فاطمة غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه والرواية في ينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٨٧، ٨٨ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ٢٠٢ ) ونقله في قادتنا ( ج ٤؛ ٢٣٧ ) عن الخوارزمي بإسناده عن سلمان.

وفي أمالي الصدوق (٣١٤) بسنده عن جعفر الصادقعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن عليّعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يا فاطمة، إنّ الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك، ويرضى لرضاك، قال: فجاء صندل، فقال لجعفر بن محمّدعليهما‌السلام : يا أبا عبد الله، إنّ هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة، فقال له جعفرعليه‌السلام : ما ذاك يا صندل؟ قال: جاءنا عنك أنّك حدّثتهم أنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها!! قال: فقال جعفرعليه‌السلام : يا صندل، ألستم رويتم فيما تروون أنّ الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه؟

٣٨٤

قال: بلى، قال: فما تنكرون أن تكون فاطمة مؤمنة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها؟! قال: فقال: الله أعلم حيت يجعل رسالته.

وفي عيون أخبار الرضا ( ج ٢؛ ٤٦ ) بسنده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: إنّ الله تعالى ليغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها. ورواه الطبريّ في بشارة المصطفى (٢٠٨) بسنده عن الرضا، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفي دلائل الإمامة (٥٢) بسنده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال لفاطمة: يا فاطمة، إنّ الله ليغضب لغضبك، ويرضى لرضاك. وهو في أمالي الصدوق (٣١٤).

وفي أمالي المفيد ( ٩٤ - ٩٥ ) بسنده عن أبي حمزة الثمالي، عن الباقر، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: إنّ الله ليغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها.

وهذا المضمون مستفيض في روايات الفريقين، انظر في ذلك نظم درر السمطين (١٧٨) ومستدرك الحاكم ( ج ٣؛ ١٥٣ ) وأسد الغابة ( ج ٥؛ ٥٢٢ ) والإصابة في تمييز الصحابة ( ج ٤؛ ٣٧٨ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٢١٩ ) و ( ج ٧؛ ١٧١ ) وتهذيب التهذيب ( ج ١٢؛ ٤٤١ ) وذخائر العقبى (٣٩) وميزان الاعتدال ( ج ٢؛ ٧٢ ) والشرف المؤبّد (٥٩) ومناقب ابن المغازلي ( ٣٥١، ٣٥٣ ) وينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٨٧ - ٨٨ ) ومفتاح النجا (١٥٢) وكفاية الطالب (٣٦٤) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ٢٠٣، ٣٥٢ ) بسنده عن الصادقعليه‌السلام . ومثل هذا ما ورد من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فاطمة بضعة منّي، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها، ومن آذى رسول الله فقد حبط عمله » و « يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها » و « يسوؤني ما ساءها، ويسرّني ما سرّها » و « من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ». وغيرها من الروايات الّتي تدلّ على المطلب أيضا.

ويل لمن ظلمها

في إرشاد القلوب (٢٩٤) عن سلمان الفارسي، قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان من أحبّ فاطمة فهو في الجنّة معي، ومن أبغضها فهو في النار يا سلمان، ويل لمن يظلمها ويظلم

٣٨٥

بعلها عليّا، وويل لمن يظلم ذرّيتها وشيعتها. وهو في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ٢٠٢ ) وينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٨٧ - ٨٨ ) ونقله في قادتنا ( ج ٤؛ ٢٣٧ ) عن الخوارزمي بإسناده عن سلمان.

وفي بشارة المصطفى (١٩٩) بإسناده عن ابن عبّاس، قال: إنّ رسول الله كان جالسا ذات يوم [ فجاء الحسن ثمّ الحسين ثمّ فاطمة ثمّ عليّعليهم‌السلام ، وفي كلّ ذلك يبكي النبي عند ما يرى واحدا منهم، فلمّا سئل عن ذلك عدّد ما يصيبهم من الظلم والاضطهاد، ثمّ قال: ] كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتهكت حرمتها فتكون أوّل من تلحقني من أهل بيتي، فتقدم عليّ محزونة، مكروبة، مغمومة، مغصوبة، مقتولة، فأقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وأذلّ من أذلّها وانظر رواية هذا الخبر في أمالي الصدوق (١٠٠) وعنه في بيت الأحزان ( ٧٣ - ٧٤ ) وإرشاد القلوب (٢٩٥) وفرائد السمطين ( ج ٢؛ ٣٤ - ٣٥ ).

وفي تفسير فرات ( ٤٤٦ - ٤٤٧ ) بسنده عن ابن عبّاس، قال: سمعت أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالبعليه‌السلام يقول: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم على فاطمة قالت: يا أبه، فما كنت أحبّ أن أرى يومك وأبقى بعدك، قال: فقال: يا بنيّة، لقد أخبرني جبرئيلعليه‌السلام عن الله إنّك أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فالويل كلّه لمن ظلمك والفوز لمن نصرك ...

وفي تفسير القمّي ( ج ٢؛ ١٩٦ ) عن أبي الجارود، عن أبي جعفرعليه‌السلام - في قوله:( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً ) (١) - قال: نزلت فيمن غصب أمير المؤمنينعليه‌السلام حقّه، وأخذ حقّ فاطمةعليها‌السلام وآذاها، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي، ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي، ومن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ...

وفي اليقين ( ٤٨٧ - ٤٨٨ ) بسند عن سلمان، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأنت تظلمين، وعن حقّك تدفعين، وأنت أوّل أهل بيتي لحوقا بي بعد أربعين، يا فاطمة أنا سلم لمن سالمك،

__________________

(١) الأحزاب؛ ٥٧.

٣٨٦

وحرب لمن حاربك ...

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٢١٠ ) في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ) (١) الآية، قال: وفي رواية مقاتل( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) يعني عليّا( وَالْمُؤْمِناتِ ) (٣) يعني فاطمة( فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (٤) ، قال ابن عباس: وذلك أنّ الله تعالى أرسل عليهم الجرب في جهنّم، فلا يزالون يحكّون حتّى تقطع أظفارهم، ثمّ يحكّون حتّى تنسلخ جلودهم، ثمّ يحكّون حتّى تظهر عظامهم، ويقولون: ما هذا العذاب الّذي نزل بنا؟ فيقولون لهم: معاشر الأشقياء، هذه عقوبة لكم ببغضكم أهل بيت محمّد.

هذه بعض المرويات المطابقة لما في عنوان الطّرفة، سواء كان الويل واديا في جهنّم كما هو الظاهر، أم كان كلمة لمطلق العذاب، وهناك روايات عدّة في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الويل لظالمي أهل بيتي، عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار » وما شابهها من الروايات المنذرة بالعذاب للظالمين لأهل البيت، وفاطمة من أهل البيتعليهم‌السلام بلا نزاع بين المسلمين، مضافا إلى الآيات والروايات المنذرة والمحذّرة من ظلم المؤمن، وأنّه يستوجب العذاب والعقاب.

وويل لمن ابتزّها حقّها

أوّل حقّ ابتزّ واغتصب من أهل البيتعليهم‌السلام عقيب وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - بعد اغتصاب الخلافة - هو ابتزازهم حقّ الزهراءعليها‌السلام ، وأخذ فدك منها، وإخراجهم وكيلها منها، ثمّ ادّعوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يورّث، وقد كذبوا، فحاججتهم الزهراء بكتاب الله وسنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لكنّهم أبوا وظلّوا في طغيانهم يعمهون، وقد أخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا وأهل بيتهعليهم‌السلام والمسلمين بذلك.

__________________

(١) الأحزاب؛ ٥٨.

(٢) الأحزاب؛ ٥٨.

(٣) الأحزاب؛ ٥٨.

(٤) الأحزاب؛ ٥٨.

٣٨٧

ففي أمالي الصدوق ( ٩٩، ١٠٠ ) بسنده عن ابن عبّاس، قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالسا ذات يوم [ فجاء الحسن ثمّ الحسين ثمّ فاطمة ثمّ عليّعليهم‌السلام ، وفي كلّ ذلك يبكي النبي عند ما يرى واحدا منهم، فلمّا سئل عن ذلك عدّد ما يصيبهم من الظلم والاضطهاد، ثمّ قال: ] كأنّي بها وقد دخل الذّل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصبت حقّها، ومنعت إرثها ونقله عنه الديلمي في إرشاد القلوب (٢٩٥) والشيخ عبّاس القمي في بيت الأحزان ( ٧٣ - ٧٤ ) وهو في بشارة المصطفى ( ١٩٨ - ١٩٩ ) وفرائد السمطين ( ج ٢؛ ٣٤ - ٣٥ ).

وفي كامل الزيارات ( ٣٣٢ - ٣٣٥ ) عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال: لمّا أسري بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم، ويؤخذ حقّها غصبا الّذي تجعله لها ....

وقال عليّعليه‌السلام في ندبته الّتي وجّهها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد وفاة الزهراءعليها‌السلام : السلام عليك يا رسول الله عنّي، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك، والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللّحاق بك وستنبئك ابنتك بتظافر أمّتك عليّ، وعلى هضمها حقّها، فبعين الله تدفن ابنتك سرّا، وتهتضم حقّها قهرا، وتمنع إرثها جهرا انظر الندبة في الكافي ( ج ١؛ ٤٥٨ - ٤٥٩ ) وأمالي المفيد ( ٢٨١ - ٢٨٣ ) وأمالي الطوسي ( ١٠٩ - ١١٠ ) ودلائل الإمامة ( ٤٧ - ٤٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٣٦٤ ) وبشارة المصطفى (٢٥٩) وتذكرة الخواص (٣١٩).

وقد قالت الزهراءعليها‌السلام في خطبتها في مسجد رسول الله مخاطبة أبا بكر: إيها معاشر المسلمين، أبتزّ إرث أبي؟! أبي الله أن ترث يا بن أبي قحافة أباك ولا أرث أبي إيها بني قيلة، اهتضم تراث أبي وأنتم بمرأى ومسمع. وانظر خطبة الزهراءعليها‌السلام وفيها ظلامتها وابتزاز حقّها في شرح النهج ( ج ١٦؛ ٢١١ - ٢١٣، ٢٤٩ - ٢٥١ ) وبلاغات النساء ( ١٣ - ٢٠ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٤٨٩ ) والاحتجاج ( ج ١؛ ٩٨ - ١٠٤ ) ودلائل الإمامة (٣٤) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢٠٦ - ٢٠٨ ) وتذكرة الخواص (٣١٧) والتهاب نيران الأحزان (٨١) والغدير ( ج ٧؛ ٢٦٦ ).

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢٠٨ ) قول الزهراءعليها‌السلام لعليعليه‌السلام بعد رجوعها من

٣٨٨

مسجد رسول الله وخطبتها: هذا ابن أبي قحافة قد ابتزّني نحيلة أبي وبليغة ابني، والله لقد أجهد في ظلامتي، وألدّ في خصامي. وهو في التهاب نيران الأحزان ( ٨٢ - ٨٥ ) والاحتجاج ( ج ١؛ ١٠٧ ) وأمالي الطوسي (٦٨٣).

وفي الخصال (٦٠٧) بسنده عن الصادقعليه‌السلام ، في بيانه لشرائع الدين: وحبّ أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة، ومن الّذين ظلموا آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهتكوا حجابه، فأخذوا من فاطمة فدك، ومنعوها ميراثها، وغصبوها وزوجها حقوقهما.

واغتصاب أبي بكر فدك من الزهراء مكتوب في التواريخ، وقد استمرّ غصبهم لها حتّى أرجعها عمر بن عبد العزيز إلى بني فاطمةعليها‌السلام . انظر في غصبهم فدك كشكول السيد حيدر الآملي (٩٥) والاحتجاج ( ج ١؛ ٩٠ - ٩١ ) وكتاب سليم بن قيس ( ١٣٥ - ١٣٧، ٢٥٣ - ٢٥٤ ) والكافي ( ج ١؛ ٥٤٣ ) وتهذيب الأحكام ( ج ٤؛ ١٤٨ ) وتفسير القمّي ( ج ٢؛ ١٥٥ - ١٥٨ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٢٨٧ ) ومجمع البيان ( ج ٣؛ ٤١١ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٤٩٦ ) والطرائف ( ج ١؛ ٢٤٩ - ٢٥٠، ٢٥٧ ) والاختصاص (١٨٥) ونهج البلاغة ( ج ٢؛ ٧١ ) والبحار ( ج ٨؛ ٢٣٢ ) والشافي ( ج ٤؛ ٩٦ - ٩٨ ) والنصّ والاجتهاد (٨٤) ودلائل الصدق ( ج ٢؛ ٣٩ ) ودلائل الإمامة (٣٩) وبيت الأحزان ( ٢١٥ - ٢١٦ ) وفتوح البلدان ( ٤٤ - ٤٥ ) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ٨؛ ١٢٨ ) ووفاء الوفاء ( ج ٢؛ ١٥٧، ١٦١ ) والصواعق المحرقة (٣٢) والإمامة والسياسة ( ج ١؛ ٣١ ) والسيرة الحلبية ( ج ٣؛ ٣٨٩ - ٣٩١، ٣٩٩ ) وصحيح البخاري ( ج ٦؛ ١٩٦ / باب غزوة خيبر ) وصحيح مسلم ( ج ٢؛ ٧٢ ) وشرح النهج ( ج ١٦؛ ٢١٨، ٢٢٠، ٢٣٢، ٢٣٤ - ٢٣٥، ٢٧٣ - ٢٧٤، ٢٨٠، ٢٨٤، ٢٨٦ ) و ( ج ٤؛ ١٠١ - ١٠٢ ) والسقيفة وفدك ( ١٠٥، ١١٧ ).

واعلم أن الزهراءعليها‌السلام طالبت الشيخين بنحلتها على ما هو عليه الواقع، فلمّا كذّبوها طالبتهم بها على وجه الإرث؛ لإلزامهم بالحجّة، فرفضوا كلّ ذلك، وعملوا بهوى أنفسهم ووفق أطماعهم لعنهم الله.

٣٨٩

وويل لمن انتهك حرمتها

تعدّدت صور ظلم الظالمين للزهراءعليها‌السلام وانتهاكهم حرمتها، فقد انتهكوا حرمتها وحرمة أمير المؤمنين وحرمة الحسنينعليهم‌السلام ، وحرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بانتهاكهم حرمة أهل بيتهعليهم‌السلام ، فغضبوا عليّا حقّه، وأخذوا من الزهراء نحلتها، وعصروها خلف الباب، وضربوها على وجهها حتّى انتثر قرطها، وأسقطوا جنينها، وأحرقوا بيتها الّذي هو بيت النبي كما مرّ، وهل بعد هذا الانتهاك من انتهاك؟!

ففي أمالي الصدوق ( ٩٩ - ١٠٠ ) بسنده عن ابن عبّاس، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالسا ذات يوم [ فجاء الحسن ثمّ الحسين ثمّ فاطمة ثمّ عليّعليهم‌السلام وفي كلّ ذلك يبكي النبي عند ما يرى واحدا منهم، فلمّا سئل عن ذلك، عدّد ما يصيبهم من الظلم والاضطهاد، ثمّ قال: ] وإنّي لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتهكت حرمتها وانظر رواية هذا الخبر في إرشاد القلوب (٢٩٥) وبشارة المصطفى ( ١٩٨ - ١٩٩ ) وفرائد السمطين ( ج ٢؛ ٣٤ - ٣٥ ) وبيت الأحزان ( ٧٣ - ٧٤ ).

وفي كامل الزيارات ( ٣٣٢ - ٣٣٥ ) عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال: لمّا أسري بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال [ جبرئيل عن الله تعالى ]: وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم، ويؤخذ حقّها غصبا، الّذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن، ثمّ يمسّها هوان وظلم ...

وانتهاكهم هذا هو انتهاك لحرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّها بضعته وروحه الّتي بين جنبيه؛ قال الحسنعليه‌السلام في كلام له يخاطب به المغيرة بن شعبة، وأنت الّذي ضربت فاطمة حتّى أدميتها، وألقت ما في بطنها؛ استذلالا منك لرسول الله، ومخالفة منك لأمره، وانتهاكا لحرمته والله مصيّرك إلى النار. الاحتجاج ( ج ١؛ ٢٧٨ ) وبحار الأنوار ( ج ٤٣؛ ١٩٧ ).

وويل لمن أحرق بابها

إنّ إحراق باب بيت فاطمةعليها‌السلام ممّا ثبت وأطبقت عليه الإماميّة خلفا عن سلف، وثبت عند العامّة أنّ عمر كان مصرّا على الإحراق، وكان قد جاء بقبس أو فتيل ليحرق

٣٩٠

بيت الزهراءعليها‌السلام ، لكنّ العناد حملهم على حمل تلك الروايات الظاهرة في الإحراق - أو التصميم والجزم على الإحراق - على مجرّد التهديد، وللعاقل أن يحكم بعد أن يطالع روايات الفريقين في هذا الباب.

ففي كتاب سليم بن قيس ( ٨٤، ٢٥٠ ) قال: دعا عمر بالنار، فأضرمها في الباب، فأحرق الباب، ثمّ دفعه.

وفي إثبات الوصيّة (١٢٤) قال المسعوديّ: فوجّهوا إلى منزله، فهجموا عليه، وأحرقوا بابه، واستخرجوه منه كرها. وانظر بحار الأنوار ( ج ٢٨؛ ٣٠٨ ).

وفي أبواب الجنان المخطوط ( ٣١٤ - ٣١٦ ) روى العفكاويّ بسند معتبر عن أحمد بن إسحاق، عن الإمام الهادي والعسكري، عن آبائهعليهم‌السلام أنّ حذيفة بن اليمان، قال في حديث طويل: فلمّا توفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أضرم [ أي عمر ] النار في بيت الرسالة ...

وفي إرشاد القلوب (٢٨٦) روى الديلمي قول عليّعليه‌السلام لعمر: ثمّ يؤمر بالنار الّتي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله وابني الحسن والحسين وابنتي زينب وأم كلثوم ...

وفي الشافي ( ج ٣؛ ٢٤١ ) قال السيّد المرتضى: روى إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي، قال: حدّثني أحمد بن عمرو البجلي، قال: حدّثنا أحمد بن حبيب العامريّ، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: والله ما بايع عليّعليه‌السلام حتّى رأى الدخان قد دخل عليه بيته.

وقال أيضا في الشافي ( ج ٤؛ ١١٩ ) فقد بيّنا أنّ خبر الإحراق قد رواه غير الشيعة ممّن لا يتّهم على القوم وانظر الشافي أيضا ( ج ٤؛ ١١٢ ) ونقل كلام القاضي عبد الجبار صاحب المغني وفيه قوله: « فأمّا ما ذكروه من حديث عمر في باب الإحراق، فلو صحّ لم يكن طعنا على عمر ».

هذا كلامه وما عشت أراك الدهر عجبا. وانظر كلامه في المغني ( ج ١؛ ٣٣٧ ) وعنه في شرح النهج ( ج ١٦؛ ٢٧٢ ).

٣٩١

وفي دلائل الإمامة (٢٤٢) بسنده عن الباقرعليه‌السلام - في حديثه عن المهدي عجّل الله فرجه - قال: ثمّ يخرج الأزرق وزريق لعنهما الله غضّين طريّين ثمّ يحرقهما بالحطب الّذي جمعاه ليحرقا به عليّا وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وذلك الحطب عندنا نتوارثه ...

وفي الاحتجاج ( ج ١؛ ٨٢ - ٨٣ ) بسنده عن سليم، قال: فدعا عمر بالنار، فأضرمها في الباب، ثمّ دفعه فدخل ...

وفي أمالي المفيد ( ٤٩ - ٥٠ ) بسنده عن مروان بن عثمان، قال: لمّا بايع الناس أبا بكر دخل عليّ والزبير والمقداد بيت فاطمة، وأبوا أن يخرجوا، فقال عمر بن الخطّاب: أضرموا عليهم البيت نارا ...

وفي رواية مقاتل بن عطيّة: أنّ أبا بكر أرسل عمر وقنفذا وجماعة آخرين إلى دار عليّ وفاطمة، وجمع عمر الحطب على دار فاطمة، وأحرق باب الدار انظر كتاب إحراق بيت فاطمة (٩٨)، نقلا عن كتاب مؤتمر علماء بغداد: ١٠.

وفي إرشاد القلوب كما نقله عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٨؛ ٢٣١ ) روى عن الزهراءعليها‌السلام قولها: فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي وهذا دلالة قاطعة وشهادة صريحة من الزهراءعليها‌السلام بأنّ القوم أحرقوا بابها وكانت ملتهبة.

وفي العقد الفريد ( ج ٥؛ ١٣ ): الّذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر عليّ والعبّاس والزبير وسعد بن عبادة، فأمّا عليّ والعبّاس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتّى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطّاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ...

وفي تاريخ أبي الفداء ( ج ١؛ ١٥٦ ) قال: ثمّ إنّ أبا بكر بعث عمر بن الخطّاب إلى عليّ ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة، وقال: إن أبوا عليك فقاتلهم، فأقبل عمر بشيء من النار على أن يضرم الدار ...

وفي أنساب الأشراف ( ج ١؛ ٥٨٦ ) قال البلاذري: المدائني، عن مسلم بن محارب، عن سليمان التيمي وابن عون: أنّ أبا بكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر

٣٩٢

ومعه فتيلة ...

وفي شرح النهج ( ج ٢٠؛ ١٤٧ ) قال: قال المسعوديّ: وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم كما فعل عمر بن الخطّاب ببني هاشم لمّا تأخّروا عن بيعة أبي بكر، فإنّه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار ...

وانظر تهديد أهل البيت بحرق الدار في تاريخ الطبريّ ( ج ٣؛ ١٩٨ ) عن زياد بن كليب و ( ج ٣؛ ١٩٩ ) عن حميد الحميريّ، والسقيفة وفدك ( ٣٨، ٥٠، ٧١ ) وشرح النهج ( ج ٢؛ ٤٥، ٥٦ ) والإمامة والسياسة ( ج ١؛ ٣٠ ) والعقد الفريد ( ج ٥؛ ١٣ ) ومروج الذهب ( ج ٢؛ ٣٠٨ ) والملل والنحل ( ج ١؛ ٥٩ ) والاستيعاب ( ج ٣؛ ٩٧٥ ) والشافي في الإمامة ( ج ٣؛ ٢٤٠ - ٢٤١ ) نقلا عن البلاذريّ، وكنز العمال ( ج ٣؛ ١٤٠ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٣٣٠ ) والاحتجاج ( ج ١؛ ٨٠ ) والخصال (٦٠٧) والطرائف ( ج ١؛ ٢٣٩ ) والغرر لابن خنزابة (٥١٦) والمصنف لابن أبي شيبة ( ج ٧؛ ٤٣٢ ) ومسند فاطمة للسيوطي (٣٦) ونهاية الارب ( ج ١٩؛ ٤٠ ) وإزالة الخفاء ( ج ٢؛ ٢٩، ١٧٩ ).

وويل لمن آذى جنينها وشجّ جنبيها

إنّ من مصائب الهجوم على بيت النبوّة - بعد إحراق الباب - هو عصر فاطمةعليها‌السلام أو رفسها حتّى أسقطت محسنا قتيلا، وذلك ما تناقله الأعلام من أئمّة المسلمين ورواتهم ومؤرخيهم.

ففي أمالي الصدوق ( ٩٩ - ١٠٠ ) بسنده عن ابن عبّاس، قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالسا ذات يوم [ فجاء الحسن ثمّ الحسين ثمّ فاطمة ثمّ عليّعليهم‌السلام ، وفي كلّ ذلك يبكي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند ما يرى واحدا منهم، فلمّا سئل عن ذلك، عدّد ما يصيبهم من الظلم والاضطهاد، ثمّ قال: ] كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصبت حقّها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها فأقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وذلّل من أذلّها، وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتّى ألقت ولدها ...

٣٩٣

وانظر رواية هذا الخبر في كتاب بيت الأحزان ( ٧٣ - ٧٤ ) وإرشاد القلوب (٢٩٥) وبشارة المصطفى ( ١٩٨ - ١٩٩ ) وفرائد السمطين ( ج ٢؛ ٣٤ - ٣٥ ). والرواية في بشارة المصطفى « وخلّد في نارك من ضرب جنبيها ».

وفي كامل الزيارات (٣٣٢) روى في خبر المعراج أنّ الله سبحانه وتعالى أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بما يجري، فقال له: وأمّا ابنتك فتظلم، وتحرم، ويؤخذ حقّها غصبا الّذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّا لله وإنّا إليه راجعون، قبلت يا ربّ وسلّمت، ومنك التوفيق والصبر. ورواه عنه في بحار الأنوار ( ج ٢؛ ٦١ - ٦٢ ) وبيت الأحزان (١٧١).

وفي إرشاد القلوب ( ج ٢؛ ٣٥٨ ) - ونقله عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٨؛ ٢٣١ ) - قول الزهراءعليها‌السلام وهي تحكي ما حلّ بها: فجمعوا الحطب الجزل على بابنا، وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا، فوقفت بعضادة الباب، وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفّوا عنّا وينصرونا، فأخذ عمر السوط - من يد قنفذ؛ مولى أبي بكر - فضرب به عضدي حتّى صار كالدملج، وركب الباب برجله فردّه عليّ وأنا حامل، فسقطت لوجهي، والنار تسعر وتسفع وجهي، فضربني بيده حتّى انتثر قرطي من أذني، وجاءني المخاض، فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم.

وروى المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٨؛ ٢٢٢ ) عمّن أجاز له بمكة رواية خبر الكتاب الخطير الّذي كان عمر أودعه عند معاوية، وقد روى المجلسي هذا الخبر عن ابن جرير الطبري في كتاب دلائل الإمامة، وفيه قول عمر: فضربت فاطمة يديها من الباب تمنعني من فتحه، فرمته فتصعّب عليّ، فضربت كفّيها بالسوط فآلمها، فركلت الباب، وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، وسمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها، وقالت: يا أبتاه، يا رسول الله، هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك!! آه يا فضة إليك فخذيني، فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل، وسمعتها تمخض وهي مستندة إلى الجدار، فدفعت الباب ودخلت، فأقبلت إليّ بوجه أغشى بصري، فصفعتها صفعة على خدّيها من

٣٩٤

ظاهر الخمار، فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض ...

وفي التهاب نيران الأحزان ( ٧٠ - ٧١ ) قال: فلمّا عرفت فاطمةعليها‌السلام أنّهم يريدون حرق منزلها قامت وفتحت لهم، واختفت من وراء الباب، فدفعها الثاني بين الباب والجدار حتّى أسقطها جنينها وأمر الرجل [ أي عمر ] قنفذا أن يضربها بسوطه على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها الضرب، وأثّر في جنبيها حتّى أسقطها جنينها.

وفي إثبات الوصيّة (١٢٤) قال المسعودي: فوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه، وأحرقوا بابه، واستخرجوه منه كرها، وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسنا.

وفي كتاب سليم بن قيس (٨٤) قال: ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب، ثمّ دفعه فدخل، فاستقبلته فاطمةعليها‌السلام ، وصاحت: يا أبتاه يا رسول الله، فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها، فصرخت: يا أبتاه، فرفع السوط فضرب به ذراعها وحالت بينهم وبينه [ أي وبين عليّ ] فاطمة عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط، فماتت حين ماتت وإنّ في عضدها كمثل الدملج من ضربته ...

وفي كتاب سليم بن قيس (٨٥) قال: وقد كان قنفذ لعنه الله حين ضرب فاطمةعليها‌السلام بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها، وأرسل إليه عمر: إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها، فألجأها قنفذ إلى عضادة بيتها، ودفعها فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنينا من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتتعليها‌السلام من ذلك شهيدة.

وفي كتاب سليم بن قيس (١٣٤) قال أبان: قال سليم: فلقيت عليّاعليه‌السلام فسألته عمّا صنع عمر؟ فقال: هل تدري لم كفّ عن قنفذ ولم يغرمه شيئا؟ قلت: لا، قال: لأنّه هو الّذي ضرب فاطمةعليها‌السلام بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم، فماتتعليها‌السلام وإنّ أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج.

وقال أبان، عن سليم، قال: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس فيها إلاّ هاشمي - غير سلمان، وأبي ذرّ، والمقداد، ومحمد بن أبي بكر، وعمر بن أبي سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة - فقال العبّاس لعليعليه‌السلام : ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما

٣٩٥

أغرم جميع عماله؟ فنظر عليّعليه‌السلام إلى من حوله، ثمّ اغرورقت عيناه، ثمّ قال: يشكر له ضربة ضربها فاطمة بالسوط، فماتت وفي عضدها أثره كأنّه الدملج.

وفي كتاب سليم بن قيس (٢٥٠) قال: ثمّ دعا عمر بالنار، فأضرمها في الباب، فأحرق الباب، ثمّ دفعه عمر، فاستقبلته فاطمةعليها‌السلام وصاحت: يا أبتاه يا رسول الله، فرفع السيف - وهو في غمده - فوجأ به جنبها، فصرخت، فرفع السوط فضرب به ذراعها.

وفي أبواب الجنان المخطوط ( ٣١٤ - ٣١٦ ) بسند معتبر عن أحمد بن إسحاق عن الإمام الهادي والعسكريّ، عن آبائهعليهم‌السلام ، أنّ حذيفة بن اليمان دخل يوم التاسع من ربيع الأوّل على جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال حذيفة: فلمّا توفي رسول الله رأيته [ أي عمر ] قد أثار الفتن وأضرم النار في بيت الرسالة وضرب بطن فاطمة.

وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٣٣٠ ) عن أحدهماعليهما‌السلام ، قال: فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع، فقال عليّعليه‌السلام : لا أخرج حتّى أجمع القرآن، فأرسل إليه مرّة أخرى، فقال: لا أخرج حتّى أفرغ، فأرسل إليه الثالثة عمر رجلا ابن عمّ له يقال له قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله تحول بينه وبين عليّعليه‌السلام ، فضربها ...

وفي النفحات القدسيّة (٩١) قال: وكان المغيرة بن شعبة أحد من جاء مع عمر ابن الخطّاب إلى باب فاطمة، وإنّ فاطمة ضربت ذلك اليوم حتّى ألقت ما في بطنها؛ ذكرا سمّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله محسنا، حتّى قال عليّعليه‌السلام لعمار بن ياسر: وإنّ أعظم ما لقيت من مصيبتها أنّي لمّا وضعتها على المغتسل وجدت ضلعا من أضلاعها مكسورا، وجنبها قد اسودّ من ضرب السياط ...

وفي الاختصاص (١٨٥) بسنده عن الصادقعليه‌السلام ، قال: وكان سبب وفاتهاعليها‌السلام أنّ قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسنا، ومرضت من ذلك مرضا شديدا.

وفي كامل الزيارات (٣٣٤) قال: إنّ أوّل من يحكم فيه محسن بن عليّعليه‌السلام ؛ في قاتله، ثمّ في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه، فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتّى تصير رمادا، فيضربان بها.

٣٩٦

وفي حلية الأبرار ( ج ٢؛ ٦٧٢ ) في خبر طويل رواه المفضل بن عمر، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد - أمّ أمير المؤمنين - وهنّ صارخات، وأمّه فاطمةعليها‌السلام تقول:( هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) (١) اليوم( تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ ) (٢) الآية.

وفي دعاء صنمي قريش الّذي كان يقنت به عليّعليه‌السلام - ورواه الكفعمي في مصباحه ( ٥٥٢ - ٥٥٣ ) - قولهعليه‌السلام : اللهم العن صنمي قريش اللهم العنهم بعدد كلّ منكر أتوه، وحقّ أخفوه وبطن فتقوه، وجنين أسقطوه، وضلع دقّوه.

وفي الاحتجاج ( ج ١؛ ٢٧٨ ) في محاججة للحسنعليه‌السلام ، قال في جملتها للمغيرة بن شعبة: وأنت الّذي ضربت فاطمة حتّى أدميتها وألقت ما في بطنها ...

ولم تقتصر رواية ضرب فاطمة وإسقاطها محسنا على رواة الشيعة، بل نصّ عليه غير واحد من السنّة أيضا، لكنّ السياسة الأمويّة والعبّاسيّة هي الّتي حاولت إخفاء الحقائق عبثا، كمن يحاول أن يغطي الشمس بغربال.

قال الشهرستاني في الملل والنحل ( ج ١؛ ٥٩ ) في ترجمة النظّام: قال: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير عليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

وقال الصفديّ في الوافي بالوفيات ( ج ٦؛ ١٧ ) في ترجمة النظّام: ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة، وقال: نصّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على أنّ الإمام عليّعليه‌السلام ، وعيّنه، وعرفت الصحابة ذلك، ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر، وقال: إنّ عمر ضرب بطن فاطمةعليها‌السلام يوم البيعة حتّى ألقت المحسن من بطنها.

وفي ميزان الاعتدال ( ج ١؛ ١٣٩ ) قال في ترجمة الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن

__________________

(١) الأنبياء؛ ١٠٣.

(٢) آل عمران؛ ٣٠.

٣٩٧

محمّد السريّ بن يحيى بن السريّ بن أبي دارم: كان مستقيم الأمر عامّة دهره، ثمّ في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه « إنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت بمحسن ». وانظر لسان الميزان ( ج ١؛ ٤٠٦ ) وسير أعلام النبلاء ( ج ١٥؛ ٥٧٨ ) وابن أبي دارم هذا من الثقات ومن مشايخ الحاكم النيسابوريّ وابن مردويه.

ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٤؛ ١٩٢ - ١٩٣ ) كلام النقيب أبي جعفر - بعد أن ذكر قصة ترويع هبّار بن الأسود لزينب بنت رسول الله حتّى طرحت ما في بطنها - قال: وهذا الخبر قرأته على النقيب أبي جعفر، فقال: إذا كان رسول الله أباح دم هبّار بن الأسود لأنّه روّع زينب فألقت ذا بطنها، فظهر الحال أنّه لو كان رسول الله حيّا لأباح دم من روّع فاطمة حتّى ألقت ذا بطنها. فقلت: أروي عنك ما يقوله قوم « أنّ فاطمة روّعت فألقت المحسن »؟ فقال: لا تروه عنّي ولا ترو عنّي بطلانه؛ فإنّي متوقّف في هذا الموضوع؛ لتعارض الأخبار عندي فيه.

فمن كلّ المصادر والمرويات نعلم أنّ الأمر بالهجوم والإحراق والضرب والإسقاط كان قد صدر من أبي بكر بن أبي قحافة، وكان المنفّذ الأوّل عمر بن الخطّاب بمساعدة قنفذ والمغيرة بن شعبة، ومن جاءوا معهم، وهذا الإستار المشؤوم هو الّذي دبّر الانقلاب على أهل بيت محمّد صلوات الله عليهم واغتصبهم حقوقهم.

وأمّا رواية « وويل لمن آذى حليلها »

ففي دلائل الإمامة ( ٤٥ - ٤٦ ) بسنده عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي، قال: حدّثني زيد بن عليّ وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني أبي الحسين وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ وهو آخذ بشعره، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بشعره، يقول: من آذى شعرة منك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عزّ وجلّ، ومن آذى الله عزّ وجلّ لعنه ملء السماوات والأرضين. وانظر هذه الرواية في نظم درر السمطين (١٠٥) ومجمع البيان ( ج ٤؛ ٣٧٠ ) ومناقب الخوارزمي (٢٣٥) وأمالي الصدوق (٢٧١) ومقتل الحسين للخوارزمي

٣٩٨

( ج ٢؛ ٩٧ ) وتاريخ دمشق ( ج ٥١؛ ٥٨ ) وأمالي الطوسي ( ٤٥١ - ٤٥٢ ). وانظر شواهد التنزيل ( ج ٢؛ ١٤١ - ١٥١ ) ففيه عدّة أحاديث، وانظر هوامشه.

وفي بحار الأنوار ( ج ٢٩؛ ٥٥٢ ) نقلا عن كتاب « كشف اليقين » في حديث عليّعليه‌السلام لابن عبّاس، قال فيه: يا بن عبّاس ويل لمن ظلمني.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من آذى عليّا فقد آذاني. انظر المستدرك للحاكم ( ج ٣؛ ١٢٢ ) وتاريخ دمشق ( ج ١؛ ٣٨٩ / الحديث ٤٩٥ ) وأسنى المطالب (٤٣) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥؛ ٣٠ ) ومناقب الخوارزمي ( ٩١، ٩٣ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٢١١ ) والمناقب لأحمد بن حنبل / كتاب الفضائل - الجزء الأول الحديث ٢٠٧ وهو مخطوط ) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ٢٩٨ ) ومسند أحمد ( ج ٣؛ ٤٨٣ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٢٩ ).

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ( ج ١؛ ٣٩٣ / الحديث ٥٠١ ) بإسناده عن جابر، قال:

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : من آذاك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله.

وفي دلائل الإمامة (٤٦) بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من آذى شعرة منّي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله. ورواه في ينابيع المودّة ( ج ٢؛ ١٣٤ ) عن ابن عساكر، عن عليّ.

هذا، مضافا إلى ما مرّ من الوعيد على بغضه وعصيانه والتخلّف عنهعليه‌السلام ، مضافا إلى أنّه أخو رسول الله ونفسه، فيكون من آذاه مؤذيا لرسول الله ومؤذيا لله سبحانه وتعالى، ومن آذى الله ورسوله والوصي استحقّ اللّعن والويل والعذاب.

اللهم إنّي لهم ولمن شايعهم سلم وزعيم يدخلون الجنّة، وحرب وعدوّ لمن عاداهم وظلمهم زعيم لهم يدخلون النار

يكفي في صحّة صدور هذا الكلام من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما قاله رسول الله للخمسة أصحاب الكساء حين جلّلهم الكساء، قال: أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم، أو حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم، وتارة يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة،

٣٩٩

وحرب لمن حاربهم، ووليّ لمن والاهم، لا يحبّهم إلاّ سعيد الجدّ طيّب المولد، ولا يبغضهم إلاّ شقيّ الجدّ رديء الولادة، وفي الخيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

ففي المستدرك على الصحيحين ( ج ٣؛ ١٤٩ ) بسنده عن زيد بن أرقم، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال لعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.

وروى أحمد بن حنبل في مسنده ( ج ٢؛ ٤٤٢ ) والخطيب في تاريخ بغداد ( ج ٧؛ ١٣٧ ) بإسنادهما عن أبي هريرة، قال: نظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ والحسن والحسين وفاطمةعليهم‌السلام ، فقال: أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.

وروى الجويني في فرائد السمطين ( ج ٢؛ ٣٩ - ٤٠ ) بإسناده عن زيد بن يثيع، قال: سمعت أبا بكر بن أبي قحافة يقول: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خيّم خيمة - وهو متّكئ على قوس عربيّة - وفي الخيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، فقال: يا معشر المسلمين، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، وحرب لمن حاربهم، ووليّ لمن والاهم، لا يحبهم إلاّ سعيد الجدّ طيب المولد، ولا يبغضهم إلاّ شقي الجدّ رديء الولادة، قال رجل: يا زيد أنت سمعت منه؟ قال: إي وربّ الكعبة. وانظر هذا في مناقب الخوارزمي (٢١١).

انظر مناقب ابن المغازلي (٦٤) ومناقب الخوارزمي (٩١) وتحفة المحبين (١٨٧) ومفتاح النجا (٢٦) ونزل الأبرار ( ٨، ٣٥، ١٠٥ ) وسنن ابن ماجة ( ج ١؛ ٩٢ ) ومسند ابن حبّان ( ج ٧؛ ١٠٢ ) والمعجم الصغير للطبراني ( ج ٢؛ ٣ ) وسنن الترمذيّ ( ج ٢؛ ٣١٩ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٨٩، ٢٤٩ ) وذخائر العقبى (٢٥) ومقتل الحسين للخوارزمي ( ج ١؛ ٦١ ) وأسد الغابة ( ج ٥؛ ٣٢٣ ) والبداية والنهاية ( ج ٨؛ ٢٠٥ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٦٩ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٢١٦ ) والصواعق المحرقة (١١٢) وكفاية الطالب ( ٣٢٩ - ٣٣١ / الباب ٩٣ ) وشواهد التنزيل ( ج ٢؛ ٤٤ ) وفرائد السمطين ( ج ٢؛ ٣٧ - ٤٠ ) والفتح الكبير ( ج ١؛ ٢٧١ ) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥؛ ٩٢ ) وسمط النجوم ( ج ٢؛ ٤٨٨ ) والإصابة في تمييز الصحابة ( ج ٤؛ ٣٧٨ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٣٤ ) و ( ج ٢؛ ٥٤، ١١٨ - ١١٩، ١٣٤ ) ونظم درر السمطين ( ٢٣٢، ٢٣٩ ) ومصابيح السنّة ( ج ٢؛ ٢٨ ).

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653