طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب9%

طرف من الأنباء والمناقب مؤلف:
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 653

طرف من الأنباء والمناقب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210701 / تحميل: 6561
الحجم الحجم الحجم
طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف:
الناشر: انتشارات تاسوعاء
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

وَيُتِمُّ عَلَى الْيَقِينِ(١) ، فَيَبْنِي عَلَيْهِ ، وَلَايَعْتَدُّ بِالشَّكِّ(٢) فِي حَالٍ مِنَ الْحَالَاتِ »(٣) (٤)

٥١٦٨/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ لَايَدْرِي رَكْعَتَيْنِ صَلّى ، أَمْ أَرْبَعاً؟

قَالَ : « يَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ(٥) ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ(٦) الْكِتَابِ ، ثُمَّ يَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ ،................................................

____________________

(١). فيالوافي : « لاينقض اليقين بالشكّ ؛ يعني لايبطل الثلاث المتيقّن فيها بسبب الشكّ في الرابعة بأن يستأنف الصلاة ، بل يعتدّ بالثلاث. ولايدخل الشكّ في اليقين ؛ يعني لايعتدّ بالرابعة المشكوك فيها بأن يضمّنها إلى الثلاث ويتمّ بها الصلاة من غير تدارك. ولايخلط أحدهما بالآخر ، عطف تفسيري للنهي عن الإدخال. ولكنّه ينقض الشكّ ؛ يعني في الرابعة بأن لايعتدّ بها باليقين ؛ يعني بالإتيان بركعة اخري على الإيقان. ويتمّ على اليقين ؛ يعني يبنى على الثلاث المتيقّن فيها ».

(٢). في حاشية « بث » : « في الشكّ ».

(٣). فيالوافي : « لم يعترّض في هذا الحديث لذكر فصل الركعتين ، أو الركعة المضافة للاحتياط ووصلها ، كما تعرّض في الخبر السابق - وهو الخبر ٥١٦٨ هنا - ، والأخبار في ذلك مختلفة ، وفي بعضها إجمال ، كما ستقف عليها ، وطريق التوفيق بينهما التخيير ، كما ذكره فيالفقيه ويأتي كلامه فيه ، وربما يسمّى الفصل بالبناء على الأكثر ، والوصل بالبناء على الأقلّ ، والفصل أولى وأحوط ؛ لأنّه مع الفصل إذا ذكر بعد ذلك ما فعل ، وكانت صلاته مع الاحتياط مشتملة على زيادة ، فلا يحتاج إلى إعادة ، بخلاف ما إذا وصل ؛ وما سمعت أحداً تعرّض لهذه الدقيقة ، وفي حديث عمّار الساباطي - وهو الذي روي فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٤٩ ، ح ١٤٤٨ - الآتي إشارة إلى ذلك ، فلا تكن من الغافلين ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، ح ٧٤٠ ، معلّقاً عن الكليني ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ١٤١٦ ، معلّقاً عن الكليني ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريزالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٧٩ ، ح ٧٥٤٠ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٠٤٧١ ، إلى قوله : « بفاتحة الكتاب ويتشهّد ولا شي‌ء عليه » ؛البحار ، ج ٢ ، ص ٢٨١ ، ح ٥٣ ؛وفيه ، ج ٨٨ ، ص ١٨٠.

(٥). في « جن » : « فيسلّم ».

(٦). فيالاستبصار : « فاتحة ».

٢٦١

وَإِنْ(١) كَانَ(٢) صَلّى أَرْبَعاً(٣) ، كَانَتْ هَاتَانِ نَافِلَةً ، وَإِنْ كَانَ صَلّى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ هَاتَانِ تَمَامَ الْأَرْبَعِ(٤) ، وَإِنْ(٥) تَكَلَّمَ(٦) ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ ».(٧)

٥١٦٩/ ٥. حَمَّادٌ(٨) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

إِنَّمَا السَّهْوُ مَا(٩) بَيْنَ الثَّلَاثِ وَالْأَرْبَعِ ، وَفِي الِاثْنَتَيْنِ ، وَفِي(١٠) الْأَرْبَعِ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ.

وَمَنْ سَهَا وَلَمْ يَدْرِ(١١) ثَلَاثاً صَلّى أَمْ أَرْبَعاً ، وَاعْتَدَلَ شَكُّهُ؟ قَالَ : يَقُومُ فَيُتِمُّ ، ثُمَّ يَجْلِسُ فَيَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ(١٢) وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ وَهُوَ جَالِسٌ ؛

____________________

(١). فيالاستبصار : « فإن ».

(٢). فيالتهذيب والاستبصار : + « قد ».

(٣). فيالوسائل والاستبصار : « الأربعة ».

(٤). في « ظ » والوافي والتهذيب : « الأربعة ».

(٥). فيالتهذيب : + « كان ».

(٦). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وإن تكلّم ، حمل على النسيان ، والمراد إمّا التكلّم في أثناء الصلاة مطلقاً أو بين صلاة الأصل والاحتياط ، والأخير أظهر ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، ح ٧٣٩ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ١٤١٥ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٧٩ ، ح ٧٥٣٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢١٩ ، ح ١٠٤٧٠.

(٨). السند معلّق على سند الحديث الثالث ، وينسحب إليه الطريقان المتقدّمان إلى حمّاد بن عيسى.

(٩). فيالوسائل والبحار : - « ما ».

(١٠). في « ظ ، ى » والوافي والبحار : - « في ».

(١١). في « ى ، بث ، بح ، بس ، جن » والوافي والوسائل والبحار : « فلم يدر ».

(١٢). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : يصلّي ركعتين ، ظاهره البناء على الأقلّ ، فالركعتان من جلوس لاحتمال‌الزيادة ؛ لتصير الركعة الزائدة مع الركعتين من جلوس ركعتين نافلة ، فيمكن حمل هاتين الركعتين على الاستحباب. ويحتمل أن يكون المراد الشكّ بين الاثنين والثلاث ، أي لا يدري أنّه بعد فعل الركعة =

٢٦٢

فَإِنْ(١) كَانَ أَكْثَرُ وَهْمِهِ إِلَى الْأَرْبَعِ ، تَشَهَّدَ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ(٢) وَرَكَعَ وَسَجَدَ ، ثُمَّ قَرَأَ وَسَجَدَ(٣) سَجْدَتَيْنِ ، وَتَشَهَّدَ وَسَلَّمَ ؛ وَإِنْ كَانَ أَكْثَرُ وَهْمِهِ(٤) الثِّنْتَيْنِ ، نَهَضَ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ ، وَتَشَهَّدَ وَسَلَّمَ.(٥)

٥١٧٠/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ صَلّى ، فَلَمْ يَدْرِ(٦) أَثِنْتَيْنِ(٧) صَلّى ، أَمْ ثَلَاثاً(٨) ، أَمْ أَرْبَعاً؟

قَالَ : « يَقُومُ(٩) ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مِنْ قِيَامٍ وَيُسَلِّمُ ، ثُمَّ يُصَلِّي(١٠) رَكْعَتَيْنِ مِنْ جُلُوسٍ وَيُسَلِّمُ ؛ فَإِنْ كَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، كَانَتِ الرَّكْعَتَانِ(١١) نَافِلَةً ، وَإِلَّا تَمَّتِ الْأَرْبَعُ ».(١٢)

____________________

= الاُخرى يصير ثلاثاً أو أربعاً ، وفيه بعد. ويحتمل أن يكون مكان « ويصلّي » : « أو يصلّي وسقطت الهمزة من النسّاخ ويكون نصّاً في التخيير ، وفي صورة غلبة الظنّ على الأربع فعل الركعتين لعلّه على الاستحباب استدراكاً للاحتمال المرجوح ». وراجع :الوافي .

(١). في « بخ » والوافي : « وإن ».

(٢). فيالوافي : « قوله : ثمّ قرأ فاتحة الكتاب ؛ يعنى جالساً ، واكتفى عن ذكره بذكره فيما قبله ».

(٣). في « بح ، بس »والوسائل والبحار : « فسجد ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي الوسائل . وفي المطبوع : + « [ إلى ] ».

(٥).الوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨٤ ، ح ٧٥٤٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢١٧ ، ح ١٠٤٦٣ ؛البحار ، ج ٨٨ ، ص ١٧٩.

(٦). فيالتهذيب : « ولم يدر ».

(٧). في « بث ، بس » والوافي : « ثنتين » بدون همزة الاستفهام. وفيالوسائل والبحاروالتهذيب : « اثنتين ».

(٨). في « بث ، بس » : - « أم ثلاثاً ».

(٩). فيالتهذيب : « فيقوم ».

(١٠). في حاشية « بح » : « فيصلّي ».

(١١). في « ى ، بح » وحاشية « ظ ، جن » والبحار : « الركعات ».

(١٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، ح ٧٤٢ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨١ ، ح ٧٥٤٢ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٠٤٨٢ ؛البحار ، ج ٨٨ ، ص ١٨٤.

٢٦٣

٥١٧١/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَيَابَةَ وَأَبِي الْعَبَّاسِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا لَمْ تَدْرِ ثَلَاثاً صَلَّيْتَ أَوْ أَرْبَعاً ، وَوَقَعَ رَأْيُكَ عَلَى الثَّلَاثِ ، فَابْنِ عَلَى الثَّلَاثِ ؛ وَإِنْ وَقَعَ رَأْيُكَ عَلَى الْأَرْبَعِ ، فَسَلِّمْ وَانْصَرِفْ ؛ وَإِنِ اعْتَدَلَ وَهْمُكَ ، فَانْصَرِفْ ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَأَنْتَ جَالِسٌ ».(١)

٥١٧٢/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا لَمْ تَدْرِ ثِنْتَيْنِ(٢) صَلَّيْتَ أَمْ أَرْبَعاً ، وَلَمْ يَذْهَبْ وَهْمُكَ إِلى شَيْ‌ءٍ ، فَتَشَهَّدْ وَسَلِّمْ(٣) ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ تَقْرَأُ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ تَشَهَّدْ ، وَسَلِّمْ(٤) ؛ فَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتَا(٥) هَاتَانِ تَمَامَ الْأَرْبَعِ ؛ وَإِنْ كُنْتَ صَلَّيْتَ أَرْبَعاً(٦) ، كَانَتَا(٧) هَاتَانِ نَافِلَةً ؛ وَإِنْ(٨) كُنْتَ لَاتَدْرِي ثَلَاثاً صَلَّيْتَ أَمْ أَرْبَعاً ، وَلَمْ يَذْهَبْ وَهْمُكَ إِلى شَيْ‌ءٍ ، فَسَلِّمْ ، ثُمَّ صَلِّ(٩) رَكْعَتَيْنِ وَأَنْتَ‌

____________________

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٨٤ ، ح ٧٣٣ ، معلّقاً عن الكليني.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١١٨ ، مع اختلافالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨١ ، ح ٧٥٤٤ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢١١ ، ح ١٠٤٤٨.

(٢). في « ظ ، ى ، بس » : « أَثِنتين ». وفي « بح ، بخ » والبحار : « اثنتين ».

(٣). في « ظ » : « وتسلّم ».

(٤). في « بث »والفقيه : « وتسلّم ».

(٥). في « ى » وحاشية « بح » والوافي : « كانت ».

(٦). في « بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والوافي : « الأربع ».

(٧). فيالوافي : « كانت ».

(٨). فيالوسائل ، ح ١٠٤٦٤ : « إذا ».

(٩). في « بث » : « ثمّ تصلّي ».

٢٦٤

جَالِسٌ تَقْرَأُ فِيهِمَا بِأُمِّ الْكِتَابِ ؛ وَإِنْ ذَهَبَ وَهْمُكَ إِلَى الثَّلَاثِ ، فَقُمْ ، فَصَلِّ الرَّكْعَةَ الرَّابِعَةَ ، وَلَاتَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ ؛ فَإِنْ(١) ذَهَبَ وَهْمُكَ إِلَى الْأَرْبَعِ ، فَتَشَهَّدْ وَسَلِّمْ ، ثُمَّ اسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ(٢) ».(٣)

٥١٧٣/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ فِيمَنْ لَايَدْرِي أَثَلَاثاً صَلّى أَمْ(٤) أَرْبَعاً ، وَوَهْمُهُ فِي ذلِكَ سَوَاءٌ ، قَالَ : فَقَالَ : « إِذَا اعْتَدَلَ الْوَهْمُ فِي الثَّلَاثِ وَالْأَرْبَعِ ، فَهُوَ بِالْخِيَارِ ، إِنْ شَاءَ صَلّى رَكْعَةً وَهُوَ قَائِمٌ ، وَإِنْ شَاءَ صَلّى رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ وَهُوَ جَالِسٌ ».

وَقَالَ فِي رَجُلٍ لَمْ يَدْرِ أَثِنْتَيْنِ(٥) صَلّى أَمْ أَرْبَعاً ، وَوَهْمُهُ يَذْهَبُ إِلَى الْأَرْبَعِ ، أَوْ إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ(٦) ، فَقَالَ : « يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ ».

وَقَالَ : « إِنْ ذَهَبَ وَهْمُكَ إِلى رَكْعَتَيْنِ(٧) وَأَرْبَعٍ ، فَهُوَ سَوَاءٌ ، وَلَيْسَ الْوَهْمُ فِي‌

____________________

(١). في « ى » : - « ذهب وهمك - إلى - سجدتي السهو ، فإن ».

(٢). فيالوافي : « لعلّ الأمر بسجدتي السهو في الصورة الأخيرة لتدارك النقصان الموهوم ، وينبغي حمله على الاستحباب ». ونقل فيمرآة العقول نسبة وجوب سجدتي السهو في تلك الصورة إلى الشيخ الصدوق وقوّاه.

(٣).الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٤٩ ، ح ١٠١٥ ، معلّقاً عن الحلبيّ ، إلى قوله : « كانتا هاتان نافلة » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨٢ ، ح ٧٥٤٥ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢١٧ ، ح ١٠٤٦٤ ، من قوله : « إن كنت لاتدري » ؛وفيه ، ص ٢١٩ ، ذيل ح ١٠٤٦٩ ، إلى قوله : « كانتا هاتان نافلة » ؛البحار ، ج ٨٨ ، ص ١٧٦.

(٤). في « بخ » : « أو ».

(٥). في « بخ ، جن » والوافي : « ثنتين » بدون الهمزة. وفيالوسائل : « اثنتين ».

(٦). فيالوافي : « ووهمه يذهب إلى الأربع وإلى الركعتين ». وقال : « يعني يذهب إليهما جميعاً سواء من غير رجحان ، كما فسرّهعليه‌السلام بقوله : إن ذهب وهمك إلى الركعتين وأربع فهو ؛ يعني الوهم ، سواء ؛ يعني معتدل. وربّما يوجد في بعض النسخ : أو ، بدل الواو في قوله : وإلى الركعتين. وهو من سهو النسّاخ ».

(٧). في « بث ، بخ » والوافي : « الركعتين ».

٢٦٥

هذَا الْمَوْضِعِ مِثْلَهُ فِي الثَّلَاثِ وَالْأَرْبَعِ »(١) (٢)

٤١ - بَابُ مَنْ سَهَا فِي الْأَرْبَعِ وَالْخَمْسِ وَلَمْ يَدْرِ زَادَ (٣)

أَوْ نَقَصَ (٤) أَوِ اسْتَيْقَنَ أَنَّهُ زَادَ‌

٥١٧٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ(٥) ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ ، فَلَمْ يَدْرِ زَادَ(٦) أَمْ نَقَصَ ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ ، وَسَمَّاهُمَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُرْغِمَتَيْنِ(٧) ».(٨)

____________________

(١). فيالوافي : « وليس الوهم في هذا الموضع مثله في الثلاثة والأربع ؛ يعني حكمه في الموضعين مختلف ، كما تبيّن».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٨٤ ، ح ٧٣٤ ، معلّقاً عن الكليني ، إلى قوله : « وإن شاء صلّى ركعتين وأربع سجدات »الوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨٢ ، ح ٧٥٤٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢١٦ ، ح ١٠٤٦١ ، إلى قوله : « وأربع سجدات وهو جالس » ؛وفيه ، ص ٢٢٠ ، ح ١٠٤٧٣ ، من قوله : « وقال في رجل ».

(٣). في « بث » : « أزاد ».

(٤). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، جن » والوافي : « أم نقص ».

(٥). في « ظ » : « عمر بن اُذينة ».

(٦). في « ى ، بخ » والوافي : « أزاد ».

(٧). في « جن » : + « ترغمان الشيطان ». وقال الشهيد الثانيقدس‌سره : « العاشر : الشكّ بين الأربع والخمس بعد السجود ، وهو صحيح إجماعاً ، موجب للمرغمتين ، بكسر الغين اسم فاعل ، سمّيتا بذلك لأنّها ترغمان الشيطان ، كما ورد في الخبر - وهو الخبر ٥١٨٨ هنا - وهو إمّا من المراغمة ، وهي المغاضبة ، أي تغضبانه. وإمّا من الرغام بفتح الراء ، وهو التراب ، يقال : أرغم الله أنفه ، أي ألصقه بالتراب ذلّة وضغاراً ، فكأنّهما =

٢٦٦

٥١٧٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ(١) ، عَنْ زُرَارَةَ وَبُكَيْرٍ ابْنَيْ أَعْيَنَ(٢) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا اسْتَيْقَنَ(٣) أَنَّهُ(٤) زَادَ فِي صَلَاتِهِ(٥) الْمَكْتُوبَةِ(٦) ، لَمْ يَعْتَدَّ بِهَا ، وَاسْتَقْبَلَ صَلَاتَهُ(٧) اسْتِقْبَالاً إِذَا كَانَ قَدِ اسْتَيْقَنَ يَقِيناً ».(٨)

٥١٧٦/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كُنْتَ لَاتَدْرِي(٩) أَرْبَعاً صَلَّيْتَ ، أَوْ خَمْساً(١٠) ،

____________________

= يرغمان أنف الشيطان ». وقال الطريحي : « المرغمتان في الحديث بكسر المعجمة : سجدتا السهو ، سمّيتا بذلك لكون فعلهما يرغم أنف الشيطان ويذلّه ؛ فإنّه يكلّف في التلبيس فأضلّ الله سعيه وأبطل قصده وجعل هاتين السجدتين سبباً لطرده وإذلاله ». راجع :المقاصد العليّة ، ص ٣٤٤ ؛مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٧٤ ( رغم ). وللمزيد راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٣٤ ( رغم ).

(٨).الوافي ، ج ٨ ، ص ٩٩١ ، ح ٧٥٧١ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٠٤٨٤.

(١). في « ى »والتهذيب : « عن عمر بن اُذينة ».

(٢). في الكافي ، ح ٥١٤٩ : - « وبكير ابني أعين ».

(٣). فيالتهذيب : + « الرجل ».

(٤). في الكافي ، ح ٥١٤٩ : + « قد ».

(٥). في الكافي ، ح ٥١٤٩والاستبصار : « الصلاة ».

(٦). فيالوسائل والكافي ، ح ٥١٤٩ : + « ركعة ».

(٧). في الكافي ، ح ٥١٤٩ : « الصلاة ».

(٨).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب السهو في الركوع ، ح ٥١٤٩. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ١٩٤ ، ح ٧٦٣ ، معلّقاً عن الكليني ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ، ح ١٤٢٨ ، بسنده عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٦٤ ، ح ٧٥٠٠ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣١٩ ، ح ٨٠٧٥ ؛ ج ٨ ، ص ٢٣١ ، ح ١٠٥٠٨.

(٩). في « بث » وحاشية « بس » : « لم تدر ».

(١٠). في « ى »والوسائل والتهذيب : « أم خمساً ».

٢٦٧

فَاسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ تَسْلِيمِكَ ، ثُمَّ سَلِّمْ بَعْدَهُمَا ».(١)

٥١٧٧/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قَالَ(٢) : « مَنْ حَفِظَ سَهْوَهُ(٣) وَأَتَمَّهُ(٤) ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ ، إِنَّمَا(٥) السَّهْوُ عَلى مَنْ لَمْ يَدْرِ زَادَ(٦) أَمْ نَقَصَ(٧) مِنْهَا ».(٨)

٥١٧٨/ ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَنْ زَادَ فِي صَلَاتِهِ ، فَعَلَيْهِ الْإِعَادَةُ ».(٩)

____________________

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٩٥ ، ح ٧٦٧ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨٨ ، ح ٧٥٦١ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٠٤٨٣.

(٢). في الكافي ، ح ٥١٨٠ : + « أبو عبداللهعليه‌السلام ».

(٣). في « بخ » : « من سهو ».

(٤). في « ظ ، ى ، بح » وحاشية « بث »والوسائل والكافي ، ح ٥١٨٠والتهذيب والاستبصار : « فأتمّه ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٢٠١ : « قولهعليه‌السلام : من حفظ سهوه ، أي ذكر سهوه قبل فعل المبطل ، فأتمّ صلاته بأن يفعل ما سهاه من ركعة أو ركعتين ، فليس عليه سجدة السهو ».

(٥). في « بح » : « وإنّما ».

(٦). في « ى ، بخ »والوسائل : « أزاد ». وفيالوافي والفقيه : « أزاد في صلاته ».

(٧). في « ظ » : « أو نقص ».

(٨).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب من تكلّم في صلاته أو انصرف ، صدر ح ٥١٨٠. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٤٦ ، صدرح ١٤٣٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٦٩ ، صدر ح ١٤٠٥ ، بسندهما عن سماعة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي كلّها إلى قوله : « فليس عليه سجدتا السهو ».الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٥٠ ، ح ١٠١٨ ، بسند آخرالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٩١ ، ح ٧٥٦٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٠٥٣١.

(٩).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٩٤ ، ح ٧٦٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ، ح ١٤٢٩ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيارالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٦٤ ، ح ٧٥٠١ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٣١ ، ذيل ح ١٠٥٠٩.

٢٦٨

٥١٧٩/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا لَمْ تَدْرِ خَمْساً صَلَّيْتَ أَمْ أَرْبَعاً(١) ، فَاسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ(٢) تَسْلِيمِكَ وَأَنْتَ جَالِسٌ ، ثُمَّ سَلِّمْ(٣) بَعْدَهُمَا ».(٤)

٤٢ - بَابُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي صَلَاتِهِ أَوِ انْصَرَفَ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّهَا

أَوْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ الْجُلُوسِ‌

٥١٨٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٥) : « مَنْ حَفِظَ سَهْوَهُ فَأَتَمَّهُ(٦) ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ(٧) ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله صَلّى بِالنَّاسِ الظُّهْرَ(٨) رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ سَهَا فَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ‌

____________________

(١). فيالوافي : « كنت لا تدري أربعاً صلّيت أو خمساً » بدل « لم تدر خمساً صلّيت أم أربعاً ».

(٢). في « بح » : « وبعد ».

(٣). في « ى ، بث » : « ثمّ تسلّم ».

(٤).الوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨٨ ، ح ٧٥٦٢ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٠٤٨٥.

(٥). في الكافي ، ح ٥١٧٧ : - « أبو عبداللهعليه‌السلام ».

(٦). في الكافي ، ح ٥١٧٧ : « وأتمّه ».

(٧). فيالوافي : « يعني من حفظ سهوه بنفسه من غير أن يتكلّم وينصرف ، فأتمّه ، فليس عليه سجدتا السهو ، كما يظهر من آخر الحديث ، وإنّما سجدهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لأنّه تكلّم ، ومن انصرف فعليه الاستئناف. ويأتي ما يبيّن هذا ويوضحه. ومعنى إتمامه الإتيان المسهوّ عنه ، سواء كان في الصلاة أو في خارجها ، وسواء كان ركعة تامّة أو جزءاً منها ».

(٨). في « ى » : - « الظهر ».

٢٦٩

ذُو الشِّمَالَيْنِ(١) : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَزَلَ فِي الصَّلَاةِ شَيْ‌ءٌ؟ فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ(٢) ؟ قَالَ(٣) : إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَتَقُولُونَ مِثْلَ قَوْلِهِ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَامَ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأَتَمَّ بِهِمُ الصَّلَاةَ ، وَسَجَدَ(٥) بِهِمْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ ».

____________________

(١). روت العامّة نحوه عن أبي هريرة ، وردّه العلّامة فيمنتهى المطلب ، ج ٥ ، ص ٢٨١ ، بقوله :

« إنّ هذا الحديث مردود لوجوه :

أحدها : أنّه يتضمّن إثبات السهو في حقّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو محال عقلاً ، وقد بيّنّاه في كتب الكلام.

الثاني : أنّ أبا هريرة أسلم بعد أن مات ذو اليدين بسنتين ؛ فإنّ ذا اليدين قتل يوم بدر وذلك بعد الهجرة بسنتين ، وأسلم أبوهريرة بعد الهجرة بسبع سنين.

واعترض على هذا بأنّ الذي قتل يوم بدر ذوالشمالين واسمه عمير بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعيّ ، وذواليدين عاش بعد وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومات في أيّام معاوية ، قال : وقبره بذي خشب واسمه الخرباق ، والدليل عليه أنّ عمران بن حصين روى هذا الحديث ، فقال فيه : فقام الخرباق ، فقال : أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟

واُجيب بأنّ الأوزاعيّ روى ، فقال : فقام ذوالشمالين ، فقال : أقصرت أم نسيت يا رسول الله؟ وذو الشمالين قتل يوم بدر لا محالة.

وروى الأصحاب أنّ ذا اليدين كان يقال له : ذوالشمالين ، رواه سعيد الأعرج ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .

الثالث : أنّه قد روي في هذا الخبر أنّ ذا اليدين قال : أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال : كلّ ذلك لم يكن.

وروي أنّهعليه‌السلام قال : إنّما السهو لُابيّن لكم. وروي أيضاً أنّه قال : لم أنس ولم تقصر الصلاة ». وردّه بمثله فيتذكرة الفقهاء ، ج ٣ ، ص ٢٧٤ - ٢٧٥ ، ذيل المسألة ٣١٩.

وفيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٢٠١ : « الظاهر أنّ هذا الخبر صدر عنهمعليهم‌السلام تقيّة لوجوه شتّى لايخفى على المتأمّل ». وذكر في الحديث الثالث من هذا الباب وجه آخر لتوجيه الخبر. وللمزيد راجع :البحار ، ج ١٧ ، ص ١٠٧ - ١٢٩ ؛ وج ٨٨ ، ص ٢١٨ - ٢١٩.

(٢). في « بث ، بخ ، بس ، جن » والوافي والبحار : « ذلك ».

(٣). في « بث » والبحار : « فقال ».

(٤). في البحار : + « رسول الله ».

(٥). في « بح » : « فسجد ».

٢٧٠

قَالَ : قُلْتُ : أَرَأَيْتَ مَنْ صَلّى رَكْعَتَيْنِ ، وَظَنَّ أَنَّهُمَا(١) أَرْبَعٌ(٢) ، فَسَلَّمَ وَانْصَرَفَ ، ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَ مَا ذَهَبَ أَنَّهُ إِنَّمَا صَلّى رَكْعَتَيْنِ؟

قَالَ : « يَسْتَقْبِلُ الصَّلَاةَ مِنْ أَوَّلِهَا ».

قَالَ : قُلْتُ : فَمَا بَالُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمْ يَسْتَقْبِلِ الصَّلَاةَ ، وَإِنَّمَا أَتَمَّ بِهِمْ مَا بَقِيَ مِنْ صَلَاتِهِ؟

فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمْ يَبْرَحْ مِنْ مَجْلِسِهِ ، فَإِنْ كَانَ لَمْ يَبْرَحْ مِنْ مَجْلِسِهِ ، فَلْيُتِمَّ مَا نَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ إِذَا كَانَ قَدْ حَفِظَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ(٣) ».(٤)

٥١٨١/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(٥) فِي الرَّجُلِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ(٦) مِنَ الْمَكْتُوبَةِ ، ثُمَّ يَنْسى ، فَيَقُومُ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ بَيْنَهُمَا ، قَالَ : « فَلْيَجْلِسْ مَا لَمْ يَرْكَعْ وَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ ، فَإِنْ(٧)

____________________

(١). في « ى ، بح ، بخ ، جن » والوافي والتهذيب والاستبصار : « أنّها ».

(٢). في « بس » : + « ركعات ». وفي البحار : « أربعاً ».

(٣). في « ظ ، بس » : « الاُوليين ».

(٤).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب من سها في الأربع والخمس ، ح ٥١٧٧ ، إلى قوله : « فليس عليه سجدتا السهو » ، مع زيادة في آخره. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٤٦ ، ح ١٤٣٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٦٩ ، ح ١٤٠٥ ، بسندهما عن سماعة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٥٠ ، ح ١٠١٨ ، بسند آخر ، إلى قوله : « فليس عليه سجدتا السهو » ، مع زيادة في آخره ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٥٣ ، ح ٧٤٧٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٠١ ، ذيل ح ١٠٤٢٤ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٠٤ ، ح ١١.

(٥). فيالوافي والتهذيب : - « قال ».

(٦). في « ظ ، ى ، بث ، بس ، جن »والتهذيب : « الركعتين ».

(٧). فيالوسائل والتهذيب : « وإن ».

٢٧١

لَمْ يَذْكُرْ حَتّى يَرْكَعَ(١) ، فَلْيَمْضِ فِي صَلَاتِهِ ، فَإِذَا(٢) سَلَّمَ ، سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ(٣) وَهُوَ جَالِسٌ(٤) ».(٥)

٥١٨٢/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِعليه‌السلام : أَسَلَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ(٦) ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : وَحَالُهُ حَالُهُ(٧) ؟ قَالَ : « إِنَّمَا أَرَادَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يُفَقِّهَهُمْ(٨) ».(٩)

____________________

(١). في « بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والوافي والوسائل : « ركع ».

(٢). فيالوافي : « وإذا ».

(٣). فيالتهذيب : « نقرثنتين » بدل « سجد سجدتين ». وقال فيالوافي بعد نقل ما فيالتهذيب : « وقد مضى النهي عن تسمية السجدة نقرة ، فما في الكافي هو الصواب ».

(٤). فيمرآة العقول : « ظاهره الاكتفاء بالسجدتين ، وليس في الأخبار تعرّض لقضاء التشهّد المنسيّ ، والمشهور الإتيان به أيضاً. وذهب ابن بابويه والمفيد -رحمهم‌الله - إلى إجزاء تشهّد سجدتي السهو عن التشهّد المنسيّ. ولايخلو من قوّة وإن كان العمل بالمشهور أحوط. وأمّا وجوب السجدتين فلا خلاف فيه بين الأصحاب ، ولاخلاف أيضاً بين القائلين بوجوب قضاء التشهّد المنسيّ أنّه بعد التسليم ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ، ح ١٤٣١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.وفيه ، ص ١٥٧ ، ح ٦١٦ ؛ وص ١٥٨ ، ح ٦١٩ و ٦٢٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٦٢ ، ح ١٣٧٣ و ١٣٧٥ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٣٩ ، ح ٧٤٤٠ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٤٠٥ ، ح ٨٢٩٣.

(٦). في « ظ ، بس » : « الاُوليين ».

(٧). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وحاله حاله ، أي في الجلالة والرسالة ».

(٨). فيالوافي : « تعجّب السائل من سهوهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع كونه معصوماً عن الخطأ ، فأجابهعليه‌السلام بأنّه كان في ذلك مصلحة للاُمّة بأن يفقهوا بمثل هذه الاُمور معالم دينهم ، ويعلموا أنّ البشر لا ينفكّ عن السهو والنسيان ، وأنّ المخلوق محلّ للغفلة والنقصان ، وإنّما المنزّه عن جميع صفات النقص هو الله سبحانه ».

(٩).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ، ح ١٤٣٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد البرقيالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٥٥ ، ح ٧٤٧٨ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٠٥ ، ح ١٢.

٢٧٢

٥١٨٣/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يَتَكَلَّمُ نَاسِياً فِي الصَّلَاةِ : يَقُولُ : أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ؟

فَقَالَ : « يُتِمُّ صَلَاتَهُ ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ(٢) ».

فَقُلْتُ : سَجْدَتَا(٣) السَّهْوِ قَبْلَ التَّسْلِيمِ هُمَا أَوْ بَعْدُ؟ قَالَ : « بَعْدُ(٤) ».(٥)

٥١٨٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « تَقُولُ(٦) فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ».

* قَالَ الْحَلَبِيُّ(٧) : وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً أُخْرى يَقُولُ(٨) : « بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ‌

____________________

(١). فيالتهذيب : - « محمّد بن يحيى ». وهو سهو.

(٢). فيالوافي : « سجدتي السهو ».

(٣). فيالتهذيب والاستبصار : « سجدتي ».

(٤). فيالتهذيب والاستبصار : « بعده؟ قال : بعده » بدل « بعد؟ قال : بعد ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٩١ ، ح ٧٥٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ، ح ١٤٣٣ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٤٤ ، ح ٧٤٧٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٠٤٣٥ ، إلى قوله : « ثمّ يسجد سجدتين » ؛وفيه ، ص ٢٠٧ ، ح ١٠٤٣٨ ، من قوله : « فقلت : سجدتا السهو ».

(٦). في « ى ، بخ »والتهذيب : « يقول ».

(٧). معلّق على صدر السند ، كما هو واضح.

(٨). في « بس » : « تقول ». وفيالوافي والتهذيب : + « فيهما ». وفيمرآة العقول : « ثمّ اعلم أنّ ما يوهم ظاهر الخبر من سهو الإمامعليه‌السلام فمدفوع بأنّه يحتمل الخبر أن يراد به التعليم لكيفيّة السجود له مرّة هكذا ومرّة هكذا ، كما ذكره الأصحاب ».

٢٧٣

أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ».(١)

٥١٨٥/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « صَلّى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ سَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ ، فَسَأَلَهُ(٢) مَنْ خَلْفَهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : وَمَا ذَاكَ(٣) ؟ قَالُوا : إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَ(٤) : أَكَذلِكَ(٥) يَا ذَا الْيَدَيْنِ؟ - وَكَانَ يُدْعى ذَا الشِّمَالَيْنِ(٦) - فَقَالَ : نَعَمْ ، فَبَنى عَلى صَلَاتِهِ ، فَأَتَمَّ الصَّلَاةَ أَرْبَعاً ، وَقَالَ : إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي أَنْسَاهُ رَحْمَةً لِلْأُمَّةِ ؛ أَلَاتَرى(٧) لَوْ أَنَّ رَجُلاً صَنَعَ هذَا لَعُيِّرَ ، وَقِيلَ : مَا تُقْبَلُ(٨) صَلَاتُكَ ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ ذَاكَ(٩) ، قَالَ : قَدْ سَنَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَصَارَتْ أُسْوَةً ، وَسَجَدَ‌

____________________

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٩٦ ، ح ٧٧٣ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٤٢ ، ح ٩٩٧ ، معلّقاً عن الحلبيّ. فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ١٢٠ ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٩٦ ، ح ٧٥٨٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٣٤ ، ذيل ح ١٠٥١٧ ؛ البحار ، ج ٨٨ ، ص ٢٢٠.

(٢). في « بخ » : « ثمّ سأله ».

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحاروالتهذيب . وفي المطبوع : « ذلك ».

(٤). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » : « قال ».

(٥). في « ظ ، بح ، بس » والوافي والتهذيب : « أكذاك ».

(٦). فيالوافي : « يحتمل أن يكون المراد بمن خلفه ذا اليدين ؛ لئلاّ ينافي الخبر السابق ولا الآتي فيما بعد ، ولاينافي هذا قوله : كذاك يا ذا اليدين ؛ لاحتمال الاستفهام التأكيد ولعلّهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما دعاه بذي اليدين لأنّه كره أن يدعوه بالنبز إن كان مشهوراً بذلك ، أو كان يدعى بذي اليدين أيضاً ، كما يستفاد من كتب العامّة ، قيل : سمّي لذلك لأنّه كان يعمل بيديه جميعاً ، وقيل : بل كان في يده طول ، وفسّر بعضهم الطول بالسعة بمعنى السخاوة ، وقيل : بل لأنّه هاجر هجرتين ».

(٧). في حاشية « بح » : « أما ترى ».

(٨). في « بس » : « ما يقبل ».

(٩). فيالوافي والتهذيب : « ذلك ».

٢٧٤

سَجْدَتَيْنِ ؛ لِمَكَانِ الْكَلَامِ ».(١)

٥١٨٦/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا قُمْتَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ(٢) ، وَلَمْ تَتَشَهَّدْ ، فَذَكَرْتَ قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ ، فَاقْعُدْ فَتَشَهَّدْ ، وَإِنْ لَمْ تَذْكُرْ حَتّى تَرْكَعَ ، فَامْضِ فِي صَلَاتِكَ كَمَا أَنْتَ ، فَإِذَا انْصَرَفْتَ ، سَجَدْتَ سَجْدَتَيْنِ لَارُكُوعَ فِيهِمَا ، ثُمَّ تَشَهَّدِ التَّشَهُّدَ الَّذِي فَاتَكَ ».(٣)

٥١٨٧/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا قُمْتَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ أَوْ غَيْرِهِمَا(٤) ، وَلَمْ تَتَشَهَّدْ(٥) فِيهِمَا(٦) ، فَذَكَرْتَ ذلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ ، فَاجْلِسْ فَتَشَهَّدْ وَقُمْ ، فَأَتِمَّ صَلَاتَكَ ، فَإِنْ(٧) أَنْتَ لَمْ تَذْكُرْ حَتّى تَرْكَعَ ، فَامْضِ فِي صَلَاتِكَ حَتّى تَفْرُغَ ،

____________________

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ، ح ١٤٣٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٥٤ ، ح ٧٤٧٧ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٠٣ ، ذيل ح ١٠٤٢٩ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ١٠٥ ، ح ١٣.

(٢). في « بس » : « الاُوليين ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٤٤ ، ح ١٤٣٠ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد. وفي الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ، ذيل ح ١٠٣٠. فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ١١٨ ، مع اختلاف يسير. راجع :قرب الإسناد ، ص ١٩٥ ، ح ٧٤١ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ١٥٧ ، ح ٦١٧ و ٦٢١ و ٦٢٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٦٢ ، ح ١٣٧٦الوافي ، ج ٨ ، ص ٩٣٩ ، ح ٧٤٣٨ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٤٤ ، ذيل ح ١٠٥٤٦.

(٤). فيالوافي والوسائل : « غيرها ».

(٥). فيالوسائل : « فلم تتشهّد ».

(٦). في « ظ » : « فيها ».

(٧). في « ظ ، بخ » وحاشية « بث » والوافي والوسائل والتهذيب : « وإن ».

٢٧٥

فَإِذَا فَرَغْتَ ، فَاسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ التَّسْلِيمِ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ(١) ».(٢)

٥١٨٨/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ(٣) عَنِ الرَّجُلِ يَسْهُو ، فَيَقُومُ فِي حَالِ(٤) قُعُودٍ(٥) ، أَوْ يَقْعُدُ فِي حَالِ قِيَامٍ(٦) ؟

قَالَ : « يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ التَّسْلِيمِ ، وَهُمَا الْمُرْغِمَتَانِ تُرْغِمَانِ(٧) الشَّيْطَانَ ».(٨)

____________________

(١). في « جن » : « أن يتكلّم ». وفيمرآة العقول : « اختلف الأصحاب في فوريّة سجدتي السهو ، وربّما يستدلّ بمثل هذا الخبر على الفوريّة ، ولايخفى ضعفه ، نعم يدلّ على عدم جواز الكلام قبلها. والمشهور بينهم عدم بطلان الصلاة بالتأخير وتخلّل الكلام ، وعدم سقوطهما أيضاً ، بل يصيران قضاء ، وقيل : بخروج وقت الصلاة يصيران قضاء ولعلّ ترك نيّة الأداء والقضاء في الصور المشكوكة أولى ».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٤٤ ، ح ١٤٢٩ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. وفيه ، ص ١٥٨ ، ح ٦١٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٦٢ ، ح ١٣٧٤ ، بسند آخر. فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ١٢١ ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٣٩ ، ح ٧٤٣٩ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٤٠٦ ، ح ٨٢٩٥.

(٣). في « ى » : « سألت ».

(٤). في البحار : « موضع ».

(٥). في « بح » : « قعوده ».

(٦). في « بح » : « قيامه ».

(٧). في « بث ، بح ، بخ ، جن » والبحار : « يرغمان ». سمّيتا بالمرغمتين - بصيغة اسم الفاعل - لأنّهما ترغمان‌الشيطان ، أي تغضبانه ، أو ترغمان أنفه ، أي تلصقانه بالرَّغام ، وهو التراب ، أي تصيران سبباً لصرده وإذلاله. وللمزيد راجع ذيل الحديث ٥١٧٤.

(٨). الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٤١ ، ذيل ح ٣٤٠.الأمالي للصدوق ، ص ٦٤٣ ، المجلس ٩٣ ، ضمن وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ، وفيهما إلى قوله : « يسجد سجدتين بعد التسليم » مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٩٢ ، ح ٧٥٧٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٠٥٦١ ؛ البحار ، ج ٨٨ ، ص ٢٢٤.

٢٧٦

٤٣ - بَابُ مَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ كُلِّهَا (١) وَلَمْ يَدْرِ (٢) زَادَ (٣) أَوْ نَقَصَ ، وَمَنْ كَثُرَ

عَلَيْهِ السَّهْوُ ، وَالسَّهْوِ فِي النَّافِلَةِ ، وَسَهْوِ الْإِمَامِ وَمَنْ خَلْفَهُ‌

٥١٨٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنْ(٤) كُنْتَ(٥) لَاتَدْرِي كَمْ صَلَّيْتَ ، وَلَمْ يَقَعْ وَهْمُكَ عَلى شَيْ‌ءٍ ، فَأَعِدِ الصَّلَاةَ(٦) ».(٧)

٥١٩٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى(٨) ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَأَبِي بَصِيرٍ ، قَالَا :

قُلْنَا لَهُ : الرَّجُلُ يَشُكُّ كَثِيراً فِي صَلَاتِهِ حَتّى لَايَدْرِيَ كَمْ صَلّى ، وَلَامَا بَقِيَ عَلَيْهِ؟

قَالَ : « يُعِيدُ ».

____________________

(١). في « بخ » : - « كلّها ».

(٢). فيمرآة العقول : « ومن لم يدر ».

(٣). في « بث » : « أزاد ».

(٤). في حاشية « بح » : « إذا ».

(٥). في « بخ » : « أنت ».

(٦). في حاشية « بث » : + « كلّها ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، ح ٧٤٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ١٤١٩ ، بسندهما عن سعد بن سعدالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨٩ ، ح ٧٥٦٥ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٠٤٨٩.

(٨). فيالتهذيب والاستبصار : - « عن حمّاد بن عيسى ».

٢٧٧

قُلْنَا لَهُ(١) : فَإِنَّهُ يَكْثُرُ عَلَيْهِ ذلِكَ كُلَّمَا عَادَ(٢) شَكَّ؟

قَالَ : « يَمْضِي فِي شَكِّهِ(٣) ». ثُمَّ قَالَ : « لَا تُعَوِّدُوا الْخَبِيثَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ بِنَقْضِ(٤) الصَّلَاةِ ؛ فَتُطْمِعُوهُ(٥) ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ خَبِيثٌ يَعْتَادُ(٦) لِمَا عُوِّدَ(٧) ، فَلْيَمْضِ أَحَدُكُمْ فِي الْوَهْمِ ، وَلَايُكْثِرَنَّ(٨) نَقْضَ الصَّلَاةِ ؛ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذلِكَ(٩) مَرَّاتٍ(١٠) ، لَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ الشَّكُّ ».

قَالَ زُرَارَةُ(١١) : ثُمَّ قَالَ(١٢) : « إِنَّمَا يُرِيدُ الْخَبِيثُ(١٣) أَنْ يُطَاعَ ، فَإِذَا عُصِيَ لَمْ يَعُدْ إِلى أَحَدِكُمْ».(١٤)

____________________

(١). في « بث ، بخ » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : - « له ». وفي البحار : « قلت » بدل « قلنا له ».

(٢). فيالوسائل والبحاروالتهذيب والاستبصار : « أعاد ».

(٣). فيالوافي : « الظاهر أنّ المراد بالمضيّ في الشكّ في هذا الحديث والمضيّ في الصلاة فى الأخبار الآتيةواحد ، وهو عدم الالتفات إلى الشكّ وترك التدارك فيه بما ورد في مثله ، فإن كان ممّا لابدّ فيه من أن يفعل فعلاً تخيّر ، مثل ما إذا شكّ في الاثنتين والثلاث تخيّر بين البناء على الأقلّ أو أكثر ؛ فإنّ بمثل هذا يدحر الشيطان ».

(٤). في « ى » : « ينقص ». وفي « بث ، بح » وحاشية « بس » : « ينقض ». وفي حاشية « بث ، جن »والوسائل والبحاروالتهذيب : « نقض ».

(٥). في « ى » : « فتطمّعوه ». وفي « بح » : « فتطعوه ». وفي حاشية « بح » : « فتطيعوه ».

(٦). في « ظ ، بث ، بخ ، بس » والوافي والوسائل والبحاروالتهذيب والاستبصار : « معتاد ».

(٧). فيالتهذيب : + « به ».

(٨). في « ظ » : « لاتكثرنّ ».

(٩). فيالاستبصار : + « ثلاث ».

(١٠). في « ى » وحاشية « بث » : « مراراً ».

(١١). معلّق على صدر السند ، وينسحب إليه الطريقان المتقدّمان إلى زرارة.

(١٢). في « بخ » : - « ثمّ قال ».

(١٣). فيالاستبصار : - « الخبيث ».

(١٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ، ح ٧٤٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٤٢٢ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٩٧ ، ح ٧٥٨٥ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٢٨ ، ح ١٠٤٩٦ ؛ البحار ، ج ٨٨ ، ص ٢٧٠.

٢٧٨

٥١٩١/ ٣. حَمَّادٌ(١) ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِذَا شَكَكْتَ فَلَمْ تَدْرِ أَفِي(٢) ثَلَاثٍ أَنْتَ ، أَمْ فِي(٣) اثْنَتَيْنِ(٤) ، أَمْ فِي وَاحِدَةٍ ، أَمْ فِي أَرْبَعٍ ، فَأَعِدْ ، وَلَاتَمْضِ عَلَى الشَّكِّ ».(٥)

٥١٩٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى رَجُلٌ(٦) النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَشْكُو إِلَيْكَ مَا أَلْقى مِنَ الْوَسْوَسَةِ فِي صَلَاتِي حَتّى لَا أَدْرِيَ مَا صَلَّيْتُ مِنْ زِيَادَةٍ ، أَوْ نُقْصَانٍ؟

فَقَالَ : إِذَا دَخَلْتَ فِي صَلَاتِكَ(٧) ، فَاطْعُنْ فَخِذَكَ الْأَيْسَرَ بِإِصْبَعِكَ(٨) الْيُمْنَى‌

____________________

(١). السند معلّق على سابقه ، وينسحب إليه الطريقان المتقدّمان إلى حمّاد بن عيسى.

ثمّ إنّ الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، ح ٧٤٣ ،والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ١٤١٨ ، بسنده عن عليّ بن إسماعيل ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن ابن أبي يعفور ؛ ولعلّه قد سقط « عن حريز » من سندنا هذا.

ويؤيّد ذلك أنّ ابن أبي يعفور - وهوعبدالله - مات في أيّام أبي عبداللهعليه‌السلام ، وطبقة حمّاد بن عيسى تأبى عن الرواية عنه مباشرةً. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٥٥٦.

(٢). في « بخ » : « في » بدون همزة الاستفهام.

(٣). فيالوسائل والاستبصار : - « في ».

(٤). في « بث » : « ثنتين ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، ح ٧٤٣ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ١٤١٨ ، بسندهما عن حمّاد ، عن حريز ، عن ابن أبي يعفور ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨٩ ، ح ٧٥٦٤ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٢٦ ، ح ١٠٤٩٠.

(٦). في « ظ ، بث ، جن » : + « إلى ».

(٧). فيالوسائل : « في الصلاة ».

(٨). يقال : طعن بإصبعه في بطنه ، أي ضربه برأسها. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٢٨ ( طعن ).

٢٧٩

الْمُسَبِّحَةِ ، ثُمَّ قُلْ : "بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ ، أَعُوذُ(١) بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ؛ فَإِنَّكَ تَنْحَرُهُ(٢) وَتَطْرُدُهُ(٣) ».(٤)

٥١٩٣/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رَجُلٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٦) ، قَالَ : سَأَلْتُهُ(٧) عَنِ الْإِمَامِ يُصَلِّي بِأَرْبَعَةِ أَنْفُسٍ أَوْ خَمْسَةِ أَنْفُسٍ ، وَيُسَبِّحُ(٨) اثْنَانِ(٩) عَلى أَنَّهُمْ صَلَّوْا ثَلَاثاً(١٠) ، وَيُسَبِّحُ(١١) ثَلَاثَةٌ عَلى أَنَّهُمْ صَلَّوْا أَرْبَعاً(١٢) ، وَيَقُولُ(١٣) هؤُلَاءِ : قُومُوا ، وَيَقُولُ هؤُلَاءِ : اقْعُدُوا ، وَالْإِمَامُ مَائِلٌ مَعَ أَحَدِهِمَا ، أَوْ مُعْتَدِلُ الْوَهْمِ ، فَمَا(١٤) يَجِبُ عَلَيْهِ؟

____________________

(١). في « ظ » : « وأعوذ ».

(٢). فيالوافي : + « وتزجره ».

(٣). فيالوافي : + « عنك ».

(٤). الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٨ ، ح ٩٨٤ ، معلّقاً عن السكوني. الجعفريّات ، ص ٣٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٩٨٩ ، ح ٧٦٠٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٠٥٦٠.

(٥). فيالتهذيب : + « عن أبيه ». وهو سهو ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ١٨٧.

(٦). فيالوسائل ، ح ١٠٤٠١والتهذيب ، ج ٢ : « أبي جعفرعليه‌السلام ».

(٧). في « بخ ، بس ، جن » : « سألت ».

(٨). في « ظ ، ى » والوافي ومرآة العقول والفقيه والتهذيب ، ج ٣ : « فيسبّح ».

(٩). في هامش الكافي المطبوع ، ج ٣ ، ص ٣٥٩ : « قوله : ويسبّح اثنان ، أي اثنان من هؤلاء الخمسة ؛ يعني يشيران بسبب التكلّم بسبحان الله مع رفع الصوت إن احتيج إليه في الإعلام به ، إلى أنّهم صلّوا ».

(١٠). في « بخ » : « ثلاثة ».

(١١). في « بح » : « أو يسبّح ».

(١٢). في « بخ »والتهذيب ، ج ٣ : « أربعة ».

(١٣). فيالتهذيب ، ج ٣ : « يقولون » بدل « ويقول » في الموضعين.

(١٤). في « بخ » : « ما ».

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

وفي تقريب المعارف (٣٣٠) روى قولهعليه‌السلام : ولئن تقمّصها دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحقّ وهما يعلمان، وركباها ضلالة، واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، وبئس ما لأنفسهما مهّدا، يتلاعنان في محلّهما، ويبرأ كلّ منهما من صاحبه بقوله:( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) (١) .

وفي الخصال ( ٣٧٤ - ٣٧٥ ) بسنده عن جابر الجعفي، عن الباقرعليه‌السلام في المواطن الّتي امتحن الله بها أوصياء الأنبياء، وقد بيّنها عليّعليه‌السلام لرأس اليهود، وكان فيما قالهعليه‌السلام : وقد قبض محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّ ولاية الأمّة في يده وفي بيته، لا في يد الألى تناولوها ولا في بيوتهم وصيّرها شورى بيننا، وصيّر ابنه فيها حاكما علينا، وأمره أن يضرب أعناق النفر الستّة الّذين صيّر الأمر فيهم إن لم ينفّذوا أمره وهو في الاختصاص ( ١٦٣ - ١٨١ ).

وفي الاحتجاج ( ج ١؛ ٢٥٦ ) قال عليّعليه‌السلام في جملة احتجاجه على الزنديق في الآيات المتشابهة: وأتى [ أي عمر ] من أمر الشورى، وتأكيده بها عقد الظلم والإلحاد، والغي والفساد، حتّى تقرّر على إرادته ما لم يخف على ذي لبّ موضع ضرره وعنه في البحار ( ج ٩٨؛ ١٢٤ ). وانظر العقد الفريد ( ج ٥؛ ٣٣ ) وقول معاوية: إنّه لم يشتّت بين المسلمين ولا فرّق أهواءهم ولا خالف بينهم إلاّ الشورى.

وفي كتاب الإمام عليّعليه‌السلام الّذي كتبه للناس بعد احتلال معاوية لمصر - حيث قال له أصحابه « بيّن لنا ما قولك في أبي بكر وعمر » -: فلمّا مضىصلى‌الله‌عليه‌وآله لسبيله تنازع المسلمون الأمر بعده، فو الله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر على بالي أنّ العرب تعدل هذا الأمر بعد محمّد عن أهل بيته صلوات الله عليهم، ولا أنّهم منحّوه عنّي من بعده، فما راعني إلاّ انثيال الناس على أبي بكر، وإجفالهم إليه ليبايعوه فلمّا احتضر بعث إلى عمر فولاّه حتّى إذا احتضر قلت في نفسي: لن يعدلها عنّي، فجعلني سادس ستّة اللهمّ إنّي أستعديك على قريش، فإنّهم قطعوا رحمي، وأصغوا إنائي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي حقّا كنت

__________________

(١) الزخرف؛ ٣٨.

٤٢١

أولى به منهم فسلبونيه وانظر هذا الكتاب في الإمامة والسياسة ( ج ١؛ ١٧٤ - ١٧٩ ) والغارات لأبي هلال الثقفي ( ١٩٩ - ٢١٢ ). وانظر احتجاج الإمام الصادقعليه‌السلام على المعتزلة في ضلالة الشورى وبطلانها، في الاحتجاج ( ج ٢؛ ٣٦٢ - ٣٦٣ ) والكافي ( ج ٥؛ ٢٣ - ٢٤ ).

وفي أمالي الطوسي ( ٥٠٦ - ٥٠٧ ) بسنده عن هاشم بن مساحق، عن أبيه: أنّه شهد يوم الجمل، وأنّ الناس لمّا انهزموا اجتمع هو ونفر من قريش فيهم مروان، فقال بعضهم لبعض: والله لقد ظلمنا هذا الرجل ونكثنا بيعته على غير حدث كان منه، ثمّ لقد ظهر علينا فما رأينا رجلا أكرم سيرة ولا أحسن عفوا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منه، فتعالوا ندخل عليه ولنعتذرنّ ممّا صنعنا، قال: فدخلنا عليه، فلمّا ذهب متكلّمنا يتكلّم، قال: انصتوا أكفكم، إنّما أنا رجل منكم، أنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله قبض وأنا أولى الناس به وبالناس؟ قالوا: اللهمّ نعم، قال: فبايعتم أبا بكر وعدلتم عنّي ثمّ إنّ أبا بكر جعلها لعمر بعده، وأنتم تعلمون أنّي أولى الناس برسول الله وبالناس من بعده فلمّا قتل جعلني سادس ستّة ...

وفي بحار الأنوار ( ج ٢٨؛ ٣٧٥ ) نقل عن تلخيص الشافي قوله: وروى زيد بن عليّ ابن الحسينعليهما‌السلام ، قال: كان عليّعليه‌السلام يقول: بايع الناس - والله - أبا بكر وأنا أولى بهم منّي بقميصي هذا، فكظمت غيظي ثمّ إنّ أبا بكر هلك واستخلف عمر فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربّي، ثمّ إنّ عمر هلك وجعلها شورى، وجعلني فيها سادس ستة كسهم الجدّة، فقال: اقتلوا الأقل، فكظمت غيظي ...

وسيأتي أنّ مؤامرة الشورى لم تكن بأقلّ شرّا من مؤامرة السقيفة، وأنّهما كانتا مؤامرتين لقتل عليّعليه‌السلام ، إضافة إلى المؤامرة الّتي دبّراها مع خالد بن الوليد ففشلت، وسيأتي ذلك في الطّرفة الثانية والعشرين عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ إنّ القوم يأتمرون بعدي على قتلك، يظلمون ويبيّتون على ذلك ».

ألا وإنّ هذا الأمر له أصحاب وآيات، قد سمّاهم الله في كتابه، وعرّفتكم وأبلغت ما أرسلت به إليكم

لقد نزلت الآيات القرآنية المباركة بكثرة كاثرة في عليّعليه‌السلام خصوصا، وأهل البيتعليهم‌السلام عموما، كقوله تعالى في آية المباهلة:( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ

٤٢٢

تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) (١) ، وقوله تعالى:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) ، وكقوله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (٣) ، وقد مرّ عليك تخريجها وأنّ الحبل هو عليّ وأهل البيت.

وقد روى الخطيب في تاريخ بغداد ( ج ٦؛ ٢٢١ ) وابن عساكر في تاريخ دمشق ( ج ٢؛ ٤٣١ ) وابن حجر في الصواعق المحرقة (٧٦) بسنده عن ابن عبّاس، قال: نزلت في عليّ ثلاثمائة آية.

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ( ج ١؛ ٥٢ ) عن مجاهد، قال: نزلت في عليّ سبعون آية لم يشركه فيها أحد.

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ( ج ٢؛ ٤٢٨ ) بسنده عن ابن عبّاس، قال: ما أنزل الله من آية فيها( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) دعاهم فيها، إلاّ وعليّ بن أبي طالب كبيرها وأميرها.

وفي كتاب فضائل أحمد المخطوط ( ج ١؛ ١٨٨ / الحديث رقم ٢٢٥ ) بسنده عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: سمعته يقول: ليس من آية في القرآن( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا * ) إلاّ وعليّ رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن وما ذكر عليّا إلاّ بخير. ومثله عن ابن عبّاس في كفاية الطالب ( ١٣٩ - ١٤١ ) ومفتاح النجا المخطوط (٦٠).

واستقصاء الآيات النازلة في عليّ وأهل بيتهعليهم‌السلام خارج عن نطاق هذه الوريقات، فإنّه يحتاج إلى مجلّدات وأسفار. وقد استقصى الكثير منها صاحب عبقات الأنواررحمه‌الله . وانظر المجلّد الثالث من كتاب قادتنا، وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، ففيهما الكثير من الآيات النازلة في عليّ وأهل البيتعليهم‌السلام .

__________________

(١) آل عمران؛ ٦١.

(٢) الأحزاب؛ ٣٣.

(٣) آل عمران؛ ١٠٣.

٤٢٣

لا ترجعنّ بعدي كفّارا مرتدّين متأوّلين للكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السنّة بالهوى

سيأتي ما يتعلّق بهذا المطلب في الطّرفة الحادية والعشرين، فإنّها معقودة لبيان هذا الغرض. لكنّنا نذكر هنا بعض ما جاء من الروايات في ابتداعهم بالهوى وتغييرهم السنّة.

ففي إرشاد المفيد (٦٥) قال: وروى إسماعيل بن عليّ العمّي، عن نائل بن نجيح، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: انقطع شسع نعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدفعها إلى عليّعليه‌السلام يصلحها، ثمّ مشى في نعل واحدة غلوة أو نحوها، وأقبل على أصحابه وقال: إنّ منكم من يقاتل على التأويل كما قاتل معي على التنزيل، فقال أبو بكر: أنا ذاك يا رسول الله؟ قال: لا، فقال عمر: فأنا يا رسول الله؟ قال: لا، فأمسك القوم ونظر بعضهم إلى بعض، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكنّه خاصف النعل، وأومأ بيده إلى عليّ بن أبي طالب، وإنّه يقاتل على التأويل إذا تركت سنّتي ونبذت وحرّف كتاب الله وتكلّم في الدين من ليس له ذلك، فيقاتلهم عليّ على إحياء دين الله. وهذه الرواية في كشف اليقين (١٣٩).

وفي أمالي الطوسي ( ٦٥ - ٦٦ ) وأمالي المفيد ( ٢٨٨ - ٢٩٠ ) بسندهما عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: لمّا نزلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) (١) فقال لي: يا عليّ، لقد جاء نصر الله والفتح يا عليّ، إنّ الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي، كما كتب عليهم جهاد المشركين معي، فقلت: يا رسول الله، وما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون أن « لا إله إلاّ الله وأني رسول الله » وهم مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني، فقلت: فعلى م نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن « لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله »؟ فقال: على إحداثهم في دينهم، وفراقهم لأمري، واستحلالهم دماء عترتي وكأنّك بقوم قد تأوّلوا القرآن وأخذوا بالشبهات، فاستحلّوا الخمر بالنبيذ، والبخس بالزكاة، والسّحت بالهديّة.

__________________

(١) الفتح؛ ١.

٤٢٤

وفي تفسير القمّي ( ج ١؛ ٨٥ ) بسنده عن الأصبغ بن نباتة، أنّ عليّاعليه‌السلام قال: فما بال قوم غيّروا سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعدلوا عن وصيّته في حقّ عليّ والأئمّةعليهم‌السلام ...

وفي الكافي ( ج ٨؛ ٥٩ ) بسنده إلى سليم، قال: خطب أمير المؤمنين فحمد الله وأثنى عليه ثمّ صلّى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال: قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله متعمّدين لخلافه، ناقضين لعهده، مغيّرين لسنته ....

وفي أبواب الجنان المخطوط ( ٣١٤ - ٣١٦ ) عن حذيفة، قال: فلمّا توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رأيته [ أي عمر ] قد أثار الفتن، وأظهر كفره القديم، وارتدّ عن الإسلام وغصب الخلافة وحرّف القرآن وأبدع في الدين وغيّر الملّة ...

وفي مصباح الكفعمي (٥٥٢) دعاء عليّعليه‌السلام بالدعاء المعروف بدعاء صنمي قريش، وفيه: اللهمّ العن صنمي قريش اللهمّ العنهم بعدد كلّ منكر أتوه، وحقّ أخفوه اللهمّ العنهم بكلّ آية حرّفوها، وفريضة تركوها، وسنّة غيّروها.

وفي بحار الأنوار ( ج ٨؛ ٢٥١ ) نقلا عن كتاب قديم، أنّ الصادقعليه‌السلام كان يقول في دعائه: اللهمّ وضاعف لعنتك وبأسك ونكالك وعذابك على اللّذين كفرا نعمتك، وخوّنا رسولك وغيّرا أحكامه وبدّلا سنّته، وقلّبا دينه ....

وقال الشيخ الصدوق في الخصال (٦٠٧) في ذكره لخصال من شرائع الدّين: وحبّ أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة، ومن الّذين ظلموا آل محمّد وأسّسوا الظلم، وغيّروا سنّة رسول الله ...

القرآن إمام هدى، وله قائد، يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولي الأمر بعدي عليّ

مرّ بيان أنّ علم القرآن يجب أخذه من عليّ وأهل بيتهعليهم‌السلام ؛ لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علّم عليّا كلّ العلوم، وعلوم القرآن على وجه الخصوص، وعلّمه عليّ الأئمّةعليهم‌السلام من بعده، مرّ

٤٢٥

كلّ ذلك في الطّرفة السادسة عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فمن عمي عليه من عمله شيء لم يكن علمه منّي ولا سمعه فعليه بعلي بن أبي طالب، فإنّه قد علم كلّ ما قد علمته؛ ظاهره وباطنه، ومحكمه ومتشابهه ».

ونزيد هنا بعض الأحاديث في ذلك، منها: ما في كتاب سليم بن قيس (١٩٥) من كتاب لعليّعليه‌السلام كتبه لمعاوية، يقول فيه: يا معاوية إنّ الله لم يدع صنفا من أصناف الضلالة والدعاة إلى النار إلاّ وقد ردّ عليهم واحتجّ عليهم في القرآن، ونهى عن اتّباعهم، وأنزل فيهم قرآنا ناطقا؛ علمه من علمه وجهله من جهله، إنّي سمعت رسول الله يقول: ليس من القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن، وما من حرف إلاّ وله تأويل( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) الراسخون نحن آل محمّد، وأمر الله سائر الأمّة أن يقولوا( آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٢) وأن يسلّموا إلينا، وقد قال الله:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٣) هم الّذين يسألون عنه ويطلبونه ....

وفي بشارة المصطفى (٣١) بسنده عن الرضا، عن الكاظم، عن الصادق، عن الباقر، عن السجاد، عن الحسين السبط، عن عليّعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيلعليه‌السلام ، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله جلّ جلاله، أنّه سبحانه قال: أنا الله لا إله إلاّ أنا، خلقت الخلق بقدرتي واصطفيت عليّا فجعلته له أخا ووصيّا ووزيرا ومؤدّيا عنه من بعده إلى خلقي وعبادي، ويبيّن لهم كتابي ....

وفي روضة الواعظين (٩٤) روى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبة الغدير: معاشر الناس، تدبّروا القرآن، وافهموا آياته ومحكماته، ولا تتّبعوا متشابهه، فو الله لهو مبيّن لكم نورا واحدا، ولا يوضّح تفسيره إلاّ الّذي أنا آخذ بيده، ومصعده إليّ وشائل بعضده، ومعلمكم

__________________

(١) آل عمران؛ ٧.

(٢) آل عمران؛ ٧.

(٣) النساء؛ ٨٣.

٤٢٦

أنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، وهو عليّ بن أبي طالب، أخي ووصيّي، وموالاته من الله تعالى أنزلها عليّ.

وقريب منه في التهاب نيران الأحزان (١٦) حيث فيه قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر الناس، تدبّروا القرآن، وافهموا آياته، وانظروا لمحكمه، ولا تتّبعوا متشابهه، فو الله لا يبيّن لكم زواجره، ولا يوضّح لكم تفسيره إلاّ الّذي أنا آخذ بيده، وشائل بعضده الخ.

وأمّا أنّ عليّا هو الوليّ بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

فهو ممّا لا يرتاب فيه عند الإماميّة، حتّى أنّه يذكر على نحو الاستحباب في الأذان، وربّما مال بعض الأعلام إلى جزئيّته، لكنّ ما نذكره هنا هو ما ورد في صحاح ومسانيد وكتب العامّة.

ففي سنن الترمذيّ ( ج ٢؛ ٢٩٧ ) روى بسنده عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جيشا، واستعمل عليهم عليّ بن أبي طالب، فمضى في السريّة فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالوا: إذا لقينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرناه بما صنع عليّ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلّموا عليه ثمّ انصرفوا إلى رحالهم، فلمّا قدمت السريّة سلّموا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقام أحد الأربعة، فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى عليّ بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله، ثمّ قام الثاني، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثمّ قام الثالث، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثمّ قام الرابع، فقال مثل ما قالوا، فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والغضب يعرف في وجهه، فقال: ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! إنّ عليّا منّي وأنا منه، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي. وروى هذا الحديث بأدنى اختلاف أحمد في مسنده ( ج ٤؛ ٤٣٧ ) وأبو داود الطيالسي في مسنده ( ج ٣؛ ١١١ ) وأبو نعيم في حليته ( ج ٦؛ ٢٩٤ ) والنسائي في خصائصه ( ٩٧ - ٩٨ ) عن عمران بن حصين، والمحبّ الطبريّ في الرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٧١ ) وقال: « خرّجه الترمذيّ وأبو حاتم وخرّجه أحمد »، وهو

٤٢٧

في كنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٤ ) بطريقين، ثمّ قال: « أخرجه ابن أبي شيبة »، وفي ( ج ٦؛ ٣٩٩ ) وقال: « أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وصحّحه ».

وفي خصائص النسائي ( ٩٨ - ٩٩ ) بسنده عن بريدة الأسلمي، قال: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن مع خالد بن الوليد، وبعث عليّا على جيش آخر، وقال: إن التقيتما فعلي على الناس، وإن تفرّقتما فكلّ واحد منكما على جنده، فلقينا بني زبيد من أهل اليمن، وظفر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة، فاصطفى عليّ جارية لنفسه من السبي، وكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي، وأمرني أن أنال منه، قال: فدفعت الكتاب إليه ونلت من عليّ، فتغيّر وجه رسول الله، وقال: لا تبغضنّ يا بريدة عليّا، فإنّ عليّا منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي.

ورواه أحمد في مسنده ( ج ٥؛ ٣٥٦ ) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٢٧ ) وقال: « رواه أحمد والبزاز باختصار »، والمتّقي في كنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٤ ) ثمّ قال: « أخرجه ابن أبي شيبة »، وفي ( ج ٦؛ ١٥٥ ) وقال: « أخرجه الديلمي عن عليّ »، والمنّاوي في كنوز الحقائق (١٨٦) وقال: « أخرجه الديلمي ولفظه: أن عليّا وليّكم من بعدي ».

وفي مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٢٨ ) بسنده عن بريدة، روى ما يقاربه، وفي آخره زيادة: « فقلت يا رسول الله بالصحبة إلاّ بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا، قال: فما فارقته حتّى بايعته على الإسلام » قال الهيثميّ بعد نقله: رواه الطبراني في الأوسط.

وفي تاريخ بغداد ( ج ٤؛ ٣٣٩ ) روى بسنده عن عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سألت الله فيك خمسا، فأعطاني أربعا ومنعني واحدة؛ سألته فأعطاني فيك أنّك أوّل من تنشقّ الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين من بعدي. ورواه المتقي في كنز العمّال ( ج ٦؛ ٣٩٦ ) وقال: « أخرجه ابن الجوزي »، وذكره في ( ج ٦؛ ١٥٩ ) وقال: « أخرجه الخطيب والرافعي عن عليّ ».

وفي مسند أبي داود الطيالسي ( ج ١١؛ ٣٦٠ ) روى بسنده عن ابن عبّاس: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّعليه‌السلام : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي.

٤٢٨

وفي الرياض النضرة ( ج ٢؛ ٢٠٣ ) عن عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس عند ابن عبّاس إذ أتاه سبعة رهط، فقالوا: يا بن عبّاس، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن تخلو من هؤلاء، قال: بل أقوم معكم - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: فانتدبوا يتحدّثون، فلا أدري ما قالوا، قال: فجاء [ ابن عبّاس ] ينفض ثوبه ويقول: أفّ وتفّ، وقعوا في رجل له عشر وقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. قال المحبّ الطبري: « أخرجه بتمامه أحمد، والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، قال: وأخرج النسائي بعضه ». وذكر هذا الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٩٩ ) وقال: « رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ».

وفي أسد الغابة ( ج ٥؛ ٩٤ ) في ترجمة وهب بن حمزة، أنّه قال: صحبت عليّاعليه‌السلام من المدينة إلى مكّة، فرأيت منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأشكونّك إليه، فلمّا قدمت لقيت رسول الله، فقلت: رأيت من عليّ كذا وكذا، فقال: لا تقل هذا، فهو أولى الناس بكم بعدي. ذكر هذا الحديث المنّاوي في فيض القدير (٣٥٧) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٠٩ ) وقال: « رواه الطبراني »، وهو في الإصابة ( ج ٣؛ ٦٤١ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٥ ).

ويدلّ على ذلك أيضا ما مرّ من حديث يوم العشيرة، عند نزول قوله تعالى( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) ، فإنّ فيه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليّكم بعدي؟ قال عليّعليه‌السلام : فمددت يدي، وقلت: أنا أبايعك - وأنا يومئذ أصغر القوم - فبايعني على ذلك. وانظر النصّ الّذي نقلناه هنا في كنز العمال ( ج ٦؛ ٤٠١ ) عن عليّ، ثمّ قال المتّقي الهنديّ: « أخرجه ابن مردويه ».

كما يدلّ على هذا المطلب قوله تعالى:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) ، فإنّ عليّاعليه‌السلام هو المتصدّق بخاتمه راكعا.

__________________

(١) الشعراء؛ ٢١٤.

(٢) المائدة؛ ٥٥.

٤٢٩

انظر تفسير هذه الآية في تفسير الفخر الرازي، والكشاف للزمخشري، وتفسير ابن جرير الطبريّ، والدّر المنثور للسيوطي، وأسباب النزول للواحدي ( ١٣٣ - ١٣٤ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٣١٩ ) و ( ج ٧؛ ٣٠٥ ) ومجمع الزوائد ( ج ٧؛ ١٧ ) وذخائر العقبى ( ٨٨، ١٠٢ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ٢٢٧ ).

عليّ وارث علمي وحكمتي وسرّي وعلانيتي وما ورثه النبيّون من قبلي، وأنا وارث ومورّث

في مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٨٨ ) عن تفسير جابر بن يزيد، عن الإمام الصادقعليه‌السلام - في تفسير قول تعالى( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (١) - قال: فكانت لعليّ من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الولاية في الدّين، والولاية في الرحم، فهو وارثه كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت وارثي. وقريب منه في مناقب ابن شهرآشوب أيضا ( ج ٢؛ ١٦٨ ) عن تفسير جابر بن يزيد.

وفي أمالي الصدوق (٢٥٢) بسنده عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ ابن أبي طالب: يا عليّ، أنت صاحب حوضي، وصاحب لوائي، ومنجز عداتي، وحبيب قلبي، ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ومثله في بشارة المصطفى (٥٤) بسنده عن ابن عبّاس أيضا.

وفي بشارة المصطفى (١٨) بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المخالف على عليّ بن أبي طالب بعدي كافر عليّ نور الله في بلاده، وحجّته على عباده، عليّ سيف الله على أعدائه، ووارث علم أنبيائه ...

وفي إثبات الوصيّة (١٠٥) قال: فلمّا كان الوقت الّذي قبض فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، دعا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فوضع إزاره سترا على وجهه، ولم يزل يناجيه بكلّ ما كان وما هو كائن

__________________

(١) الأحزاب؛ ٦.

٤٣٠

إلى يوم القيامة، ثمّ مضى وقد سلّم إليه جميع مواريث الأنبياء والنور والحكمة.

وفي الخرائج والجرائح (١٩٤) نقل ما روي عن حكيم بن جبير وجماعة، قالوا: شهدنا عليّا على المنبر، وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله، ورثت نبي الرحمة ...

وفي تفسير فرات ( ٢٢٦ - ٢٢٧ ) بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن في مسجد المدينة فقال عليّعليه‌السلام : لقد انقطع ظهري وذهب روحي عند ما صنعت بأصحابك ما صنعت، غيري، فإن كان من سخطة بك عليّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : والّذي بعثني بالحقّ ما أنت منّي إلاّ بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي، وما أخّرتك إلاّ لنفسي، فأنا رسول الله وأنت أخي ووارثي، قالعليه‌السلام : وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما ورثت الأنبياء من قبلي، قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم ....

ونقل آية الله السيّد الميلاني في كتاب قادتنا ( ج ٢؛ ٢٤ ) عن الشنقيطي قوله: « أخرج الحافظ أبو القاسم الدمشقيّ في الأربعين الطوال حديث مؤاخاة الصحابة »، وساق الحديث قريبا ممّا أوردناه عن فرات. وانظر كشف اليقين ( ٢٠٠ - ٢٠٥ ) وهو في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ( ج ٢؛ ٦٣٨ / الحديث ١٠٨٥ ) و ( ج ٢؛ ٦٦٦ / الحديث ١١٣٧ ) وانظر العمدة لابن البطريق ( ٢٣١ - ٢٣٢ ) وهو في المختار من مسند فاطمة (١٣٢) نقلا عن أحمد وابن عساكر، وفي (١٤٣) نقلا عن أحمد في كتاب مناقب عليّ، وهو في تذكرة الخواص (٢٣).

وفي كشف الغمّة ( ج ١؛ ١١٤ ) نقلا عن كتاب المناقب للخوارزمي (٤٢) بسنده عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ نبي وصي ووارث، وإنّ عليّا وصيّي ووارثي. وهو ينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٥، ٥٩ ).

وفي كشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٣٩ ) نقلا عن كتاب العمدة لابن البطريق (٢٣٤) عن عبد الله ابن بريدة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ نبي وصي ووارث، وإنّ وصيّي ووارثي عليّ بن أبي طالب. وانظر مناقب ابن المغازلي ( ٢٠٠ - ٢٠١ ) وتاريخ دمشق ( ج ٣؛ ٥ / الحديث ١٠٢١ ) وكفاية الطالب (٢٦٠) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٨٨ ) نقلا عن السمعاني في الفضائل.

٤٣١

وفي ينابيع المودّة ( ج ١؛ ٧٨ ) قال: وفي المناقب، عن جعفر الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام قال: كان عليّعليه‌السلام يرى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الرسالة الضوء، ويسمع الصوت، وقال له: لو لا إنّي خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوّة، فإن لم تكن نبيّا فإنّك وصي نبي ووارثه، بل أنت سيّد الأوصياء وإمام الأتقياء. ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٣؛ ٢١٠ ).

وفي ينابيع المودّة أيضا (٨٤) قال: وفي المناقب، عن مقاتل بن سليمان، عن جعفر الصادق، عن آبائه، عن عليّعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ، أنت منّي بمنزلة شيث من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم - كما قال تعالى:( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) (١) - وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، وأنت وصيّي ووارثي، وأنت أقدمهم سلما، وأكثرهم علما ....

وروى أحمد في الفضائل من كتاب المناقب المخطوط / الحديث ١٧٢ بإسناده عن أنس، قال: قلنا لسلمان: سل النبي من وصيّه؟ فقال له سلمان: يا رسول الله، من وصيّك؟ فقال: يا سلمان، من كان وصي موسى؟ فقلت: يوشع بن نون، قال: فإنّ وصيّي ووارثي - يقضي ديني وينجز موعدي - عليّ بن أبي طالب.

وفي مناقب ابن المغازلي ( ٢٣٧ - ٢٣٩ ) بإسناده عن جابر بن عبد الله، قال: لمّا قدم عليّ ابن أبي طالب بفتح خيبر، قال له النبي: يا عليّ لو لا أن تقول طائفة من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك قولا لا تمرّ بملإ من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبي بعدي وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وإنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني، وأنت تنجز وعدي وروى مثله الكنجي في كفاية الطالب ( ٢٦٤ - ٢٦٥ ) بسنده عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّعليهم‌السلام . ورواه الخوارزمي في مناقبه

__________________

(١) البقرة؛ ١٣٢.

٤٣٢

(٩٦) مختصرا عن الناصر للحقّ بإسناده، ونقله عن المناقب القندوزيّ في ينابيع المودّة ( ج ١؛ ١٣٠ ) والفتّال النيسابوريّ في روضة الواعظين ( ١١٢ - ١١٣ ).

والأحاديث في أنّ عليّا حاز مواريث الأنبياء عن طريق توريث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاه كثيرة جدّا، وربّما يعسر استقصاؤها، وفيما أوردناه منها مقنع للطالب، وقد مرّ تخريجات الطّرفة الثانية، وفيها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث العشيرة: « يا بني عبد المطّلب، هذا أخي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي »، والطّرفة السابعة وفيها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ، يا أخا محمّد، أتنجز عداة محمّد، وتقضي دينه، وتأخذ تراثه؟ قالعليه‌السلام : نعم، بأبي أنت وأمّي » والطّرفة الثامنة، وفيها بيان علّة أنّ عليّا ورث ابن عمّه دون عمّه العبّاس. وانظر في وراثة الأئمّة علم آدم وجميع العلماء، وعلم أولي العزم، بصائر الدرجات ( ١٣٤ - ١٣٧ ) و ( ١٣٨ - ١٤١ / الباب الأوّل والثالث من الجزء الثالث ) والكافي ( ج ١؛ ٢٢٣ - ٢٢٦ في « أنّ الأئمّة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الّذين من قبلهم » ).

وأمّا وراثتهعليه‌السلام سرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلانيته:

ففي الكافي ( ج ٢؛ ١٧٨ / الحديث ١٠ ) بسنده عن الرضاعليه‌السلام ، قال: قال أبو جعفر: ولاية الله أسرّها إلى جبرئيل، وأسرّها جبرئيل إلى محمّد، وأسرّها محمّد إلى عليّ، وأسرّها عليّ إلى من شاء الله.

وفي المناقب لابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٣٠ ) نقلا عن أمالي الصدوق (٤٤٠) بسنده، قال: قال محمّد بن المنذر [ المنكدر ]: سمعت أبا أمامة يقول: كان عليّ إذا قال شيئا لم نشكّ فيه، وذلك أنّا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: خازن سرّي بعدي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وفي بشارة المصطفى (٣٢) بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : أنا مدينة الحكمة وأنت بابها لأنّك منّي وأنا منك، لحمك لحمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي ....

وفي مناقب ابن المغازليّ (٧٣) بسنده عن عبيد الله بن عائشة، قال: حدّثني أبي، قال: كان عليّ بن أبي طالب مبثّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وموضع أسراره.

٤٣٣

وفي كفاية الطالب (٢٩٣) بسنده عن سلمان، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : صاحب سرّي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . وهو في تاريخ دمشق ( ج ٢؛ ٣١١ ) بسنده عن سلمان، ونقله المنّاوي في كنوز الحقائق (٨٣) وقال: « أخرجه الديلمي ».

وفي كفاية الطالب أيضا ( ٢٩٢ - ٢٩٣ ) بسنده عن أبي سعيد الخدريّ، عن سلمان، قال: قلت: يا رسول الله، لكلّ نبي وصي، فمن وصيّك؟ قال: فإنّ وصيّي وموضع سري، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب. وهو في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١١٣ ) وتهذيب التهذيب ( ج ٣؛ ١٠٦ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٤ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٧٨ ) وتحفة المحبين (١٨٦) من النسخة الخطيّة.

وفي تحفة المحبين المخطوط (١٨٦) روى مؤلفه محمّد بن رستم، بإسناده عن أبي هريرة، عن سلمان، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ وصيّي وموضع سرّي، وخليفتي على أهلي، وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب.

عليّ أخي ووارثي

لقد مرّت الأخوّة والوارثة في التخريجات السابقة، ولزيادة ذلك، انظر مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٨٤ - ١٨٩ / فصل في « الأخوة مع النبي » ) وكشف اليقين ( ٢٠٠ - ٢٠٩ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٢٦ - ٣٣٠ « في ذكر المؤاخاة له » ) وتصريحات الإمام عليّعليه‌السلام بذلك مبثوثة في كتب المناقب والمسانيد والتواريخ والتراجم.

وسنذكر هنا بعض المصادر العاميّة في أنّ عليّا أخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن ذلك ما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ٢؛ ٢٨٧ ) قال: وروى عثمان بن سعيد، عن عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، قال: خطب عليّعليه‌السلام ، فقال في أثناء خطبته: أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها أحد قبلي ولا بعدي إلاّ كذب، ورثت نبي الرحمة، ونكحت سيّدة نساء هذه الأمّة، وأنا خاتم الوصيين.

وانظر سنن الترمذيّ ( ج ٢؛ ٢٩٩ ) وسنن ابن ماجة ( ج ١؛ ١٢ ) ومستدرك الحاكم

٤٣٤

( ج ٣؛ ١٤، ١١١، ١٢٦، ١٥٩ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٢؛ ٥٦ ) وخصائص النسائي (٤٦) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٣٩٤ ) وقال: « أخرجه ابن أبي شيبة والنسائي في الخصائص، وابن أبي عاصم في السنّة، والعقيلي والحاكم وأبو نعيم في المعرفة »، وهو في الكنز أيضا ( ج ٦؛ ٣٩٦ ) ( ج ٧؛ ١١٣ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٥٥، ١٦٧، ٢٢٦ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٣٤ ) وقال: « رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح »، وطبقات ابن سعد ( ج ٨؛ ٢٣ - ٢٤ ) ومسند أحمد ( ج ١؛ ١٥٩ ) وذخائر العقبى (٩٢) وحلية الأولياء ( ج ٧؛ ٢٥٦ ) وتاريخ بغداد ( ج ١٢؛ ٢٦٨ ) والصواعق المحرقة ( ٧٤ - ٧٥ ) وكنوز الحقائق (٢٧). وانظر تخريجات الأخوّة في فضائل الخمسة ( ج ١؛ ٣٦٥ - ٣٧٩ ) وقادتنا ( ج ١؛ ٣٧٧ - ٣٩٤ ) والغدير ( ج ٣؛ ١١١ - ١٢٥ ) وانظر أيضا ما تقدّم في الطّرفة الثانية والطّرفة السابعة والطّرفة الثامنة في أنّه أخو النبي بتنصيصهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ووزيري

في كتاب سليم بن قيس (٧٣) قال سليم: وحدّثني عليّعليه‌السلام أنّه قال: كنت أمشي مع رسول الله فقال: فأبشر يا عليّ، فإنّ حياتك وموتك معي، وأنت أخي، وأنت وصيّي، وأنت صفيّي، ووزيري، ووارثي، والمؤدّي عنّي، وأنت تقضي ديني، وتنجز عدتي، وأنت تبرئ ذمّتي، وتؤدّي أمانتي ...

وفي أمالي المفيد (٦١) بسنده عن مطرف الإسكاف، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي، وخير من أترك بعدي، يقضي ديني، وينجز بوعدي، عليّ بن أبي طالب.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٨٦ ): الأربعين، عن الخوارزمي، قال أبو رافع: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله التفت إلى عليّ، فقال: أنت أخي في الدنيا والآخرة، ووزيري، ووارثي.

وفي أمالي الصدوق (١٦٩) بسنده عن الباقر، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام قال: قال رسول الله: إنّ عليّ بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي، وحجّة الله وحجّتي وهو أخي،

٤٣٥

وصاحبي، ووزيري، ووصيّي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، ووليّه وليّي، وعدوّه عدوّي.

وفي كشف الغمّة ( ج ١؛ ٨٠ ) عن ابن عبّاس، قال: نظر عليّ يوما في وجوه الناس، فقال: إنّي لأخو رسول الله ووزيره، ولقد علمتم أنّي أوّلكم إيمانا بالله عزّ وجلّ ورسوله، ثمّ دخلتم في الإسلام بعدي رسلا رسلا.

وفي أمالي الطوسي ( ١٠٤ - ١٠٦ ) بسنده عن عبد الله بن العبّاس، في حديث طويل فيه: إنّ الله سبحانه كلّم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال ابن عبّاس: فقلت يا رسول الله بم كلّمك ربّك؟ قال: قال لي: يا محمّد، إنّي جعلت عليّا وصيّك، ووزيرك، وخليفتك من بعدك ونقله الأربلي في كشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٨٠ ) عنه.

وفي تقريب المعارف (١٩٢) نقل قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام : أنت أخي، ووصيّي، ووزيري، ووارثي، والخليفة من بعدي.

وفي كتاب اليقين (٢٢٦) عن ابن جرير الطبريّ الإمامي، بسنده عن الصادق، عن آبائه، عن عليّعليهم‌السلام ، في حديث طويل فيه: أنّ جبرئيل قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد، ونجا من تولّى عليّا وزيرك في حياتك؛ ووصيّك عند وفاتك، ونجا عليّ بك، ونجوت أنت بالله عزّ وجلّ.

وفي فرائد السمطين ( ج ١؛ ٣١١ ) بإسناده عن عليّ بن نزار بن حيّان مولى بني هاشم، عن جدّه، قال: سمعت عليّا يقول: لأقولنّ قولا لم يقله أحد قبلي، ولا يقوله أحد بعدي إلاّ كذّاب، أنا عبد الله، وأخو رسوله، ووزير نبي الرحمة، ونكحت سيّدة نساء هذه الأمّة، وأنا خير الوصيين.

وفي مناقب الخوارزمي (٦٢) بإسناده عن سلمان الفارسي، أنّه سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ أخي، ووزيري، وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب. ورواه محمّد بن رستم، عن سلمان وعن أنس في تحفة المحبّين (١٨٥).

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ( ج ١؛ ١١٦ / الحديث ١٥٧ ) بإسناده عن أنس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ خليلي، ووزيري، وخير من أخلف بعدي، يقضي ديني، وينجز

٤٣٦

موعودي، عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وانظر ما ورد فيه لفظ « الوزير » في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٢١ ) وأسنى المطالب (١٤) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥؛ ٣٢ ) وتوضيح الدلائل في تصحيح الفضائل (٤٠٩) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٦٢ ) ونور الأبصار (٧٠). وانظر تخريجاته من طرق العامّة في فضائل الخمسة ( ج ١؛ ٣٨٠ - ٣٨٤ ) وقادتنا ( ج ١؛ ٣٩٥ - ٣٩٩ ).

ويدلّ عليه ما تقدّم في الطّرفة الثانية؛ وقد نقل مضمونها أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف (١٩٣) فقال: خبر الدار، وهو: جمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لبني هاشم أربعين رجلا، فيهم من يأكل الجذعة ويشرب الفرق، وصنع لهم فخذ شاة بمدّ من قمح وصاع من لبن، فأكلوا بأجمعهم وشربوا، والطعام والشراب بحاله، ثمّ خطبهم، فقال بعد حمد الله والثناء عليه: إنّ الله تعالى أرسلني إليكم يا بني هاشم خاصّة، وإلى الناس عامّة، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر وينصرني، يكن أخي، ووصيّي، ووزيري، ووارثي، والخليفة من بعدي؟ فأمسك القوم، وقام عليّعليه‌السلام : فقال: أنا أوازرك يا رسول الله على هذا الأمر، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اجلس فأنت أخي ووصيّي ووزيري ووارثي والخليفة من بعدي.

وانظر ما مرّ في صدر الطّرفة التاسعة من الخبر الّذي روته أمّ سلمة لمولاها الّذي كان ينتقص عليّا، ففيه قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، وزيري في الدنيا، ووزيري في الآخرة ». انظره في اليقين (٦٠٧) وأمالي الصدوق ( ٣١١ - ٣١٢ ) وأمالي الطوسي ( ٤٢٤ - ٤٢٦ ) وبشارة المصطفى ( ٥٨ - ٥٩ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٤٠٠ - ٤٠١ ) ومناقب الخوارزمي ( ٨٨ - ٩٠ ).

ويدلّ عليه ما في كتاب الله العزيز من قوله تعالى:( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) (١) ، مع قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث المنزلة: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي، فيكون عليّ وزيرا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

(١) طه؛ ٢٩ - ٣١.

٤٣٧

وفي نهج الحقّ وكشف الصدق (٢٢٩) قال العلاّمة: وفي مسند أحمد: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى: اجعل لي وزيرا من أهلي، عليّا أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري.

وروى هذا الخبر في الرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٦٣ ) وذخائر العقبى (٦٣) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ١٢؛ ٢٦ ) ونور الأبصار (٧٧) والدّر المنثور ( ج ٤؛ ٢٩٥ ) وهو في شواهد التنزيل ( ج ١؛ ٤٧٨ - ٤٨٤ ) بعدّة طرق وأسانيد. وانظر تخريجاته في هوامش شواهد التنزيل، وانظر ما في شرح النهج ( ج ١٣؛ ٢١٠ - ٢١٢ ).

وأميني

في كتاب مائة منقبة لابن شاذان ( ١٠١ - ١٠٢ ) بسنده عن عليّعليه‌السلام ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله جلّ جلاله يقول: عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي، ونوري في بلادي، وأميني على علمي، لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني، ولا أدخل الجنّة من أنكره وإن أطاعني. وهو في ذخائر العقبى (٧٧) وكنز العمال ( ج ١١؛ ٦٠٣ / الحديث ٣٢٩١١ ) وهو في غاية المرام ( ٥١٢ / الحديث ١٩ ).

وفي تفسير فرات (٤٩٦) بسنده عن عبد الله بن مسعود، قال: غدوت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الّذي قبض فيه، فدخلت المسجد والناس أحفل ما كانوا، كأنّ على رءوسهم الطير، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب حتّى سلّم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتغامز به بعض من كان عنده، فنظر إليهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: ألا تسألون عن أفضلكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفضلكم عليّ بن أبي طالب، أقدمكم إسلاما، وأوفركم إيمانا، وأكثركم علما، وأرجحكم حلما، وأشدّكم لله غضبا، وأشدّكم نكاية في الغزو والجهاد، فقال له بعض من حضر: يا رسول الله، وإنّ عليّا قد فضلنا بالخير كلّه؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أجل، هو عبد الله، وأخو رسول الله، فقد علّمته علمي، واستودعته سرّي، وهو أميني على أمّتي، فقال بعض من حضر: لقد فتن عليّ رسول الله حتّى لا يرى به شيئا، فأنزل الله الآية( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ

٤٣٨

بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) (١) .

وانظر شواهد التنزيل ( ج ٢؛ ٣٥٦ - ٣٥٨ ) ففيه ثلاثة أحاديث في تفسير الآية، وكلّها فيها تصريح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ عليّاعليه‌السلام أمينه في أمّته أو على أمّته.

وفي بصائر الدرجات (٩١) بسنده عن الصادقعليه‌السلام - في قول الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (٢) - قال: أخرج الله من ظهر آدم ذريّته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذّرّ، فعرّفهم نفسه، ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربّه، ثمّ قال:( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، قالُوا بَلى ) (٣) [ قال ]: وإنّ هذا محمّدا رسولي، وعليّ أمير المؤمنين خليفتي وأميني. ومثله في تفسير فرات ( ١٤٨ - ١٤٩ ) بسنده عن الصادقعليه‌السلام أيضا.

وفي أمالي الطوسي ( ٥٤٤ - ٥٤٥ ) بسنده عن محمّد بن عمّار بن ياسر، قال: سمعت أبا ذرّ جندب بن جنادة يقول: رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله آخذا بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال له: يا عليّ أنت أخي، وصفيّي، ووصيّي، ووزيري، وأميني ...

وفي كتاب اليقين ( ٤٢٤ - ٤٢٧ ) نقلا عن كتاب أخبار الزهراءعليها‌السلام لأبي جعفر بن بابويه، بسنده عن ابن عبّاس، قال: لمّا زوّج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا فاطمةعليهما‌السلام تحدّثن نساء قريش وغيرهنّ، وعيّرنها ثمّ إنّ قريشا تكلّمت في ذلك، وفشا الخبر فبلغ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمر بلالا فجمع الناس، وخرج إلى مسجده، ورقى منبره يحدّث الناس بما خصّه الله من الكرامة، وبما خصّ به عليّا وفاطمةعليهما‌السلام ، فقال: معاشر الناس، عليّ أخي في الدنيا والآخرة، ووصيّي، وأميني على سرّي وسرّ ربّ العالمين، ووزيري، وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي، لا يتقدّمه أحد غيري، وهو خير من أخلف بعدي ....

وفي كتاب اليقين ( ٢٨٨ - ٢٩٣ ) نقلا عن محمّد بن العبّاس بن مروان الثقة، بسنده عن عليّعليه‌السلام ، وزيد بن عليّ، قال: قال رسول الله [ وفيه حديث المعراج، وفيه يقول آدمعليه‌السلام

__________________

(١) القلم؛ ٥، ٦.

(٢) الأعراف؛ ١٧٢.

(٣) الأعراف؛ ١٧٢.

٤٣٩

للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ]: يا محمّد احتفظ بالوصي - ثلاث مرّات - عليّ بن أبي طالب، المقرّب من ربّه، الأمين على حوضك، صاحب شفاعة الجنّة قال: فقال لي: يا محمّد، فخررت ساجدا، وقلت: لبّيك ربّ العزّة لبّيك، قال: فقيل لي: يا محمّد، ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفّع، يا محمّد أنت حبيبي، وصفيّي، ورسولي إلى خلقي، وأميني في عبادي، من خلّفت في قومك حين وفدت إليّ؟ قال: فقلت: من أنت أعلم به منّي، أخي، وابن عمّي، وناصري، ووزيري، وعيبة علمي، ومنجز عداتي ...

وفي كشف اليقين ( ١٧ - ٢١ ) عن كتاب بشائر المصطفى، بسنده عن يزيد بن قعنب، في حديث طويل في ولادة عليّ في الكعبة، فيه في نهاية الحديث: وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله يلي أكثر تربيته، وكان يطهّر عليّا في وقت غسله، ويجره اللبن عند شربه، ويحرّك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويحمله على صدره، ويقول: هذا أخي، ووليّي، وناصري، وصفيّي، وذخري، وكهفي، وصهري، ووصيّي، وزوج كريمتي، وأميني على وصيّتي، وخليفتي، وكان يحمله دائما ويطوف به جبال مكّة وشعابها وأوديتها.

وفي حلية الأولياء ( ج ١؛ ٦٦ ) بسنده عن أنس بن مالك، قال: بعثني النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي برزة الأسلمي، فقال له - وأنا أسمع -: يا أبا برزة، إنّ ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب، فقال: « إنّه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة، عليّ بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، وبيد عليّ مفاتيح خزائن رحمة ربّي ». ونقله عنه في شرح النهج ( ج ٩؛ ١٦٨ ) في الخبر الثالث من الأخبار الأربعة والعشرين الّتي انتخبها في فضائل عليّ.

هذا، والأئمّة كلّهمعليهم‌السلام أمناء الله وأمناء رسوله، ففي الكافي ( ج ١؛ ٣٨٥ - ٣٨٧ ) بسنده عن الصادقعليه‌السلام في خبر طويل - فيه بيان علّة سقوط الإمام من بطن أمّه رافعا رأسه إلى السماء - قال فيه: وأمّا رفعه رأسه إلى السماء، فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش، من قبل ربّ العزّة، من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه، يقول: يا فلان بن فلان، اثبت تثبت، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي، وموضع سرّي، وعيبة علمي، وأميني على

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653