طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب0%

طرف من الأنباء والمناقب مؤلف:
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 653

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف: ابو القاسم علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس حلّی (سيد بن طاووس)
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف:

الصفحات: 653
المشاهدات: 202745
تحميل: 5683

توضيحات:

طرف من الأنباء والمناقب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 202745 / تحميل: 5683
الحجم الحجم الحجم
طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف:
الناشر: انتشارات تاسوعاء
العربية

وفي شرح النهج ( ج ٣؛ ١٩٠ ) من كتاب لمعاوية يردّ فيه على كتاب كتبه محمّد بن أبي بكر إليه، يقول فيه معاوية: فكان أبوك وفاروقه أوّل من ابتزه [ أي عليّاعليه‌السلام ] وخالفه، على ذلك اتّفقا واتّسقا، ثمّ دعواه إلى أنفسهما، فأبطأ عنهما، وتلكّأ عليهما، فهمّا به الهموم، وأراد به العظيم أبوك مهّد له مهاده، وبنى ملكه وشاده، فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوّله، وإن يكن جورا فأبوك أسّه ونحن شركاؤه، فبهداه أخذنا، وبفعله اقتدينا، رأينا أباك فعل ما فعل، فاحتذينا مثاله، واقتدينا بفعاله، فعب أباك بما بدا لك، أودع، والسلام على من أناب، ورجع عن غوايته وتاب.

وروى الطبريّ كتاب معاوية هذا في المسترشد (٥٠٩) وفيه: يا محمّد أبوك مهّد مهاده، وثنى لملكه وساده، ووافقه على ذلك فاروقه، فإن يكن ما نحن فيه حقّا فأبوك أوّله، وإن يكن باطلا فأبوك أساسه، فعب أباك بما بدا لك، أودع، والسلام.

وهذا المعنى من المسلّمات، ويدل عليه النظر والاعتبار التاريخي، وقد أجاد الشاعر محمّد بن عبد الرحمن المعروف ب « ابن قريعة » المتوفى سنة ٣٦٧، حيث قال - كما في الوافي بالوفيّات ( ج ٣؛ ٢٢٧ - ٢٢٨ ) -:

لو لا اعتذار رعيّة

ألغى سياستها الخليفة

وسيوف أعداء بها

هاماتنا أبدا نقيفه

لكشفت من أسرار آ

ل محمّد جملا طريفه

تغنى بها عمّا روا

ه مالك وأبو حنيفة

ونشرت طي صحيفة

فيها أحاديث « الصحيفة »

وأريتكم أنّ الحسي

ن أصيب في يوم السقيفة

ولأيّ حال ألحدت

بالليل فاطمة الشريفة

ولما ختت شيخيكم

عن وطء حجرتها المنيفة

آه لبنت محمّد

ماتت بغصتها أسيفه

وروى الأربلي في كشف الغمّة ( ج ١؛ ٥٠٥ ) قصيدة ابن قريعة هذه قائلا: أنشدني

٥٠١

بعض الأصحاب للقاضي أبي بكر ابن قريعةرحمه‌الله :

يا من يسائل دائبا

عن كلّ معضلة سخيفه

لا تكشفنّ مغطّأ

فلربّما كشّفت جيفه

ولربّ مستور بدا

كالطبل من تحت القطيفة

إنّ الجواب لحاضر

لكنّني أخفيه خيفه

لو لا اعتداء رعيّة

ألغى سياستها الخليفة

وسيوف أعداء بها

هاماتنا أبدا نقيفه

لنشرت من أسرار آ

ل محمّد جملا طريفه

تغنيكم عمّا روا

ه مالك وأبو حنيفة

وأريتكم أنّ الحسي

ن أصيب في يوم السقيفة

ولأيّ حال ألحدت

باللّيل فاطمة الشريفة

ولما حمت شيخيكم

عن وطء حجرتها المنيفة

آه لبنت محمّد

ماتت بغصّتها أسيفه

٥٠٢

الطّرفة الرابعة والعشرون

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢؛ ٤٨٨ - ٤٨٩ ) ونقلها مختصرة العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٨٩ ) حيث ذكرها في سياق واحد مع الطّرفة الحادية والعشرين، عادّا لهما طرفة واحدة.

يا عليّ اصبر على ظلم الظالمين ما لم تجد أعوانا

مرّ ما يتعلّق بصبر عليّعليه‌السلام في الطّرفة الرابعة عشر، عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ توفي فيها على الصبر منك والكظم لغيظك على ذهاب حقّك »، وسنذكر هنا ما يتعلّق بصبر عليّعليه‌السلام لأنّه لم يجد أعوانا، وأنّه لو وجد أعوانا لجاهدهم، وأنّ ذلك كان بوصية من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ففي كتاب سليم بن قيس (٧٢) قال سليم: سمعت سلمان الفارسي، قال: كنت جالسا بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي قبض فيه ثمّ نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى فاطمة وإلى بعلها وإلى ابنيهما، فقال: يا سلمان، أشهد الله أنّي حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، أما إنّهم معي في الجنّة، ثمّ أقبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على عليّعليه‌السلام ، فقال: يا عليّ، إنّك ستلقى من قريش شدّة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وقاتل من خالفك بمن وافقك، فإن لم تجد أعوانا فاصبر واكفف يدك، ولا تلق بيدك إلى التهلكة، فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى ولك بهارون أسوة حسنة، إنّه قال لأخيه موسى( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي

٥٠٣

وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (١) .

وفيه أيضا ( ١٢٦ - ١٣٠ ): فقال الأشعث بن قيس: فما يمنعك يا بن أبي طالب - حين بويع أبو بكر أخو بني تيم، وأخو بني عدي بن كعب، وأخو بني أميّة بعدهم - أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ وأنت لا تخطبنا خطبة - منذ كنت قدمت العراق - إلاّ قلت فيها قبل أن تنزل عن المنبر: والله إنّي لأولى الناس بالناس، ما زلت مظلوما منذ قبض محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟

قالعليه‌السلام : يا بن قيس، اسمع الجواب، لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهيّة للقاء ربّي، وأن لا أكون أعلم أنّ ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله وعهده إليّ، أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما الأمّة صانعة بعده، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم ولا أشدّ استيقانا منّي قبل ذلك، بل أنا بقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أشدّ يقينا منّي بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله، فما تعهد إليّ إذا كان ذلك؟ قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك، حتّى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنّتي أعوانا أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لو وجدت يوم بويع أبو بكر - الّذي عيرتني بدخولي في بيعته - أربعين رجلا كلّهم على مثل بصيرة الأربعة الذين وجدت، لما كففت يدي، ولنا هضت القوم، ولكن لم أجد خامسا.

قال الأشعث: ومن الأربعة يا أمير المؤمنين؟

قال: سلمان وأبو ذرّ والمقداد والزبير بن صفيّة قبل نكثه بيعتي، فإنّه بايعني مرتين، أمّا بيعته الأولى الّتي وفى بها؛ فإنّه لمّا بويع أبو بكر أتاني أربعون رجلا من المهاجرين والأنصار، فبايعوني - وفيهم الزبير - فأمرتهم أن يصبحوا عند بأبي محلّقين رءوسهم عليهم السلاح، فما وفى منهم أحد، ولا صبّحني منهم غير أربعة: سلمان وأبو ذرّ والمقداد والزبير، وأمّا بيعته الأخرى؛ فإنّه أتاني هو وصاحبه طلحة بعد قتل عثمان، فبايعاني طائعين غير مكرهين،

__________________

(١) الأعراف؛ ١٥٠

٥٠٤

ثمّ رجعا عن دينها مرتدّين ناكثين مكابرين معاندين حاسدين، فقتلهما الله إلى النار، وأمّا الثلاثة - سلمان وأبو ذرّ والمقداد - فثبتوا على دين محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وملّة إبراهيم، حتّى لقوا الله.

يا بن قيس، فو الله لو أنّ أولئك الأربعين الذين بايعوني وفوا لي - وأصبحوا على بابي محلقين، قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعة - لنا هضته وحاكمته إلى الله، ولو وجدت قبل بيعة عمر أعوانا، لنا هضتهم وحاكمتهم إلى الله.

وفيه أيضا ( ٨٦ - ٨٧ ) فقالعليه‌السلام : أنت يا زبير، وأنت يا سلمان، وأنت يا أبا ذرّ، وأنت يا مقداد، أسألكم بالله وبالإسلام، أما سمعتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ذلك وأنتم تسمعون: إنّ فلانا وفلانا - حتّى عدهم هؤلاء الخمسة - قد كتبوا بينهم كتابا، وتعاهدوا فيه وتعاقدوا على ما صنعوا؟ فقالوا: اللهمّ نعم، قد سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ذلك؛ إنّهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا، وكتبوا بينهم كتابا « إن قتلت أو متّ أن يزووا عنك هذا يا عليّ »، قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل؟ فقال لك: إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم، وإن أنت لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك، فقال عليّعليه‌السلام : أما والله، لو أنّ أولئك الأربعين رجلا - الذين بايعوني - وفوا لي لجاهدتكم في الله، ولكن أما والله لا ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيامة.

وانظر في ذلك الاحتجاج ( ٧٥، ٨٤ ) وعلل الشرائع ( ١٤٨ / الباب ١٢٢ - الحديثان ٥، ٦ ) والغيبة للطوسي (٢٠٣) والمسترشد ( ٣٧٠ - ٣٧١ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ١٩٤ ) والكافي ( ج ٨؛ ٣٢ - ٣٣ ) وإرشاد القلوب ( ٣٩٤ - ٣٩٨ ) واختيار معرفة الرجال ( ج ١؛ ٣٨ - ٣٩ ) وتقريب المعارف (٢٤٥) وفيه قول الباقرعليه‌السلام : « والله لو وجد عليهما أعوانا لجاهدهما »، يعني أبا بكر وعمر.

وقد صرّح الإمام عليّعليه‌السلام بأنّه سكت لقلّة ناصره، وعدم وجود المساعد والمعاضد.

ففي نهج البلاغة ( ج ١؛ ٣٠ - ٣١ ) في الخطبة الشقشقية: أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحى، ينحدر عنّي السيل، ولا يرقى إليّ الطير، فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي؛ بين أن أصول بيد

٥٠٥

جذّاء، أو أصبر على طخية عمياء.

وفي كتاب كشف المحجّة ( ٢٣٥ - ٢٦٩ ) قال محمّد بن يعقوب في كتاب الرسائل: عن عليّ بن إبراهيم، بإسناده، قال: كتب أمير المؤمنينعليه‌السلام كتابا بعد منصرفه من النهروان، وأمر أن يقرأ على الناس [ وفيه قولهعليه‌السلام : ] فأتاني رهط يعرضون عليّ النصر، منهم ابنا سعيد، والمقداد بن الأسود، وأبو ذرّ الغفاريّ، وعمّار بن ياسر، وسلمان الفارسيّ، والزبير ابن العوام، والبراء بن عازب، فقلت لهم: إنّ عندي من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عهدا، وله إليّ وصيّة، لست أخالفه عمّا أمرني به، فو الله لو خزموني بأنفي لأقررت لله تعالى سمعا وطاعة وقد كان رسول الله عهد إليّ عهدا، فقال: « يا بن أبي طالب لك ولاء أمّتي، فإن ولّوك في عافيه وأجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه، فإنّ الله سيجعل لك مخرجا »، فنظرت فإذا ليس لي رافد، ولا معي مساعد إلاّ أهل بيتي، فضننت بهم عن الهلاك، ولو كان لي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عمّي حمزة وأخي جعفر لم أبايع كرها فضننت بأهل بيتي عن الهلاك، فأغضيت عيني على القذى، وتجرّعت ريقي على الشجا، وصبرت على أمرّ من العلقم، وآلم للقلب من حزّ الشّفار انظر الكتاب في الإمامة والسياسية ( ج ١؛ ١٧٤ - ١٧٩ ) والغارات ( ١٩٩ - ٢١٢ ) والمسترشد ( ٧٧، ٩٨، ٤٢٦ ).

وفي نهج البلاغة ( ج ١؛ ٦٧ ) من خطبة لهعليه‌السلام : فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي، فضننت بهم عن الموت، وأغضيت على القذى، وشربت على الشجا، وصبرت على أخذ الكظم، وعلى أمرّ من طعم العلقم. وانظر مثله في نهج البلاغة أيضا ( ج ٢؛ ٢٠٢ ).

وفي الإرشاد (١٢٩): ما رواه عبد الرحمن بن جندب بن عبد الله، قال: دخلت على عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بالمدينة، بعد بيعة الناس لعثمان، فوجدته مطرقا كئيبا، فقلت له: ما أصاب قومك؟ فقال: صبر جميل، فقلت له: سبحان الله! والله إنّك لصبور!! قال: فأصنع ما ذا؟ قلت: تقوم في الناس فتدعوهم إلى نفسك، وتخبرهم أنّك أولى بالنبي وبالفضل والسابقة، وتسألهم النصر على هؤلاء المتمالئين عليك، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة على المائة فقال: أتراه يا جندب يبايعني عشرة من مائة؟ قلت: أرجو ذلك،

٥٠٦

قالعليه‌السلام : لكنّي لا أرجو ولا من كل مائة اثنين ...

فالكفر مقبل والردّة والنفاق، بيعة الأوّل، ثمّ الثاني وهو شرّ منه وأظلم، ثمّ الثالث

مرّ الكلام عن هذا المعنى في الطّرفة السادسة، عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « بيعة الأوّل ضلالة، ثمّ الثاني، ثمّ الثالث ». وقد وصف الثلاثة في روايات أهل البيتعليهم‌السلام - التي ذكرنا بعضها ودللنا على البعض الآخر - بالكفر والردّة والنفاق، وتظافرت الروايات عنهمعليهم‌السلام ، بأنّ الناس كانوا بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أهل ردّة إلاّ ثلاثة، سلمان والمقداد وأبو ذرّ، ثمّ لحق بهم جماعة آخرون.

ففي اختيار معرفة الرجال ( ج ١؛ ٣٨ ) بسنده عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة: أبو ذرّ وسلمان والمقداد؟ قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاريّ؟

وفيه ( ج ١؛ ٢٦ - ٣٢ ) بسنده عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: كان الناس أهل ردّة بعد النبي إلاّ ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذرّ الغفاريّ وسلمان الفارسي، ثمّ عرف الناس بعد يسير، قال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى، وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتّى جاءوا بأمير المؤمنينعليه‌السلام مكرها فبايع، وذلك قول الله عزّ وجلّ:( وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) (١) .

وفي الكافي ( ج ١؛ ٤٢٠ ) بسنده عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في قول الله عزّ وجلّ:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً ) (٢) ( لَنْ تُقْبَلَ

__________________

(١) آل عمران؛ ١٤٤

(٢) النساء؛ ١٣٦

٥٠٧

تَوْبَتُهُمْ ) (١) - قال: نزلت في فلان وفلان، آمنوا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في أوّل الأمر، وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية - حين قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » - ثمّ آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ كفروا حيث مضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فلم يقرّوا بالبيعة، ثمّ ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء.

وفي الكافي أيضا ( ج ١؛ ٤٢٠ - ٤٢١ ) بسنده عن الصادقعليه‌السلام - في قول الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ) (٢) -: فلان وفلان وفلان، ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وفي كتاب سليم بن قيس ( ١٤٩ - ١٥٠ ): وقال [ أي عمر ] لأصحابه الأربعة - أصحاب الكتاب -: الرأي والله أن ندفع محمّدا إليهم برمّته، ونسلم من ذلك، حين جاء العدوّ من فوقنا ومن تحتنا، كما قال الله تعالى:( وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً ) (٣) وظنّوا( بِاللهِ الظُّنُونَا ) (٤) وقال( الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً ) (٥) ، فقال صاحبه: لا ولكن نتخذ صنما عظيما نعبده؛ لأنّا لا نأمن أن يظفر ابن أبي كبشة فيكون هلاكنا، ولكن يكون هذا الصنم؛ لنا ذخرا، فإن ظفرت قريش أظهرنا عبادة هذا الصنم وأعلمناهم أنّا لن نفارق ديننا، وإن رجعت دولة ابن أبي كبشة كنا مقيمين على عبادة هذا الصنم سرّا. وروى هذا الخبر الشيخ حسن بن سليمان الحلي في كتاب المحتضر ( ٥٨ - ٥٩ ) عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وهذه الروايات على التسلسل تصرّح بكفرهم وردّتهم ونفاقهم، ومن شاء المزيد من ذلك فليراجع باب « كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم » في المجلد الثامن من بحار الأنوار.

__________________

(١) آل عمران: ٩٠.

(٢) محمّد؛ ٢٥

(٣) الأحزاب؛ ١١

(٤) الأحزاب؛ ١٠

(٥) الأحزاب؛ ١٢

٥٠٨

وأمّا أنّ الثاني أشرّ من الأوّل وأظلم، فمما عليه المحقّقون، وقد أكّدت الروايات بأنّه هو الذي أضلّ الأوّل عن الذكر، كما أنّ الوقائع والأحداث تدلّ على أنّه كان رأس الحربة في ظلم وإيذاء آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد مرّ توثيق كثير من أعماله في الحرق والضرب وإسقاط الجنين وغيرها من أعماله.

وفي معاني الأخبار (٤١٢) بسنده عن أبي بصير، قال: سألتهعليه‌السلام عمّا روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « إنّ ولد الزنا شرّ الثلاثة »؟ قالعليه‌السلام : عنى به الأوسط، إنّه شرّ ممّن تقدّمه وممّن تلاه.

وفي بصائر الدرجات ( ٣٠٦ - ٣٠٧ ) بسنده عن أبي الصخر، قال: أخبرني أبي، عن جدّي، أنّه كان مع أبي جعفر محمّد بن عليّ بمنى وهو يرمي الجمرات، وأنّ أبا جعفر رمى الجمرات، قال: فاستتمّها، ثمّ بقي في يده بعد خمس حصيّات، فرمى اثنتين في ناحية وثلاث في ناحية، فقال له جدّي، جعلت فداك، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قطّ؛ رأيتك رميت الجمرات، ثمّ رميت بخمسة بعد ذلك؛ ثلاثة في ناحية واثنتين في ناحية؟

قالعليه‌السلام : نعم، إنّه إذا كان كلّ موسم أخرجا - الفاسقين الغاصبين - ثمّ يفرّق بينهما هاهنا، لا يراهما إلاّ إمام عدل، فرميت الأوّل اثنتين والآخر ثلاثة، لأنّ الآخر أخبث من الأوّل.

ثمّ تجتمع لك شيعة تقاتل بهم الناكثين والقاسطين والمارقين.

لقد أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، وذلك على تأويل القرآن كما قاتلصلى‌الله‌عليه‌وآله على تنزيله، وقد مرّ تخريج قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليّ أنّه يقاتل على التأويل كما قاتلصلى‌الله‌عليه‌وآله على التنزيل في الطّرفة السادسة، وسنذكر هنا أمرهصلى‌الله‌عليه‌وآله صريحا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، ومعلوم بالضرورة - مضافا إلى ما تقدّم قبل قليل - اشتراط المقاتلة بوجود الناصر المعين، ووجود شيعة مخلصين يقاتلون مع عليّعليه‌السلام .

ففي نهج البلاغة ( ج ١؛ ٣٥ - ٣٧ ): فما راعني إلاّ والناس كعرف الضّبع إليّ، ينثالون عليّ من كلّ جانب، حتّى لقد وطئ الحسنان، وشقّ عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم، فلمّا

٥٠٩

نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وقسط آخرون، كأنّهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول:( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (١) ، بلى والله، لقد سمعوها ووعوها، ولكنّهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها، أما والّذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، لو لا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظّة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز.

قال أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف (٢٤١) معلّقا على هذه الفقرة: فوصفهم بإيثار الدنيا على الآخرة، على وجه يوجب على المتمكّن من ذلك منعهم بالقهر، وسوّى بينهم وبين المتقدّمين عليه بجعلهم آخرا لأوّلهم، وصرّح باستحقاق الجميع الموافقة على الظلم وإيثار العاجلة، وأنّهعليه‌السلام إنّما أمسك عن أولئك وقاتل هؤلاء؛ لعدم التمكّن هناك؛ لفقد الناصر، وحصوله هاهنا لكثرته، وهذا تصريح منهعليه‌السلام بظلم القوم له.

وفي كتاب سليم بن قيس (٩٤) قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : وستبقى بعدي ثلاثين سنة، تعبد الله، وتصبر على ظلم قريش، ثمّ تجاهد في سبيل الله إذا وجدت أعوانا، تقاتل على تأويل القرآن - كما قاتلت على تنزيله - الناكثين والقاسطين والمارقين من هذه الأمّة.

وفي أمالي الصدوق (٣١٢) بسنده عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام ، قال: بلغ أمّ سلمة زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ مولى لها ينتقص عليّا ويتناوله، فأرسلت إليه، فلمّا أن صار إليها قالت له: يا بني بلغني أنّك تنتقص عليّا وتتناوله؟ قال لها: نعم يا أمّاه، قالت: اقعد ثكلتك أمّك حتّى أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ اختر لنفسك: إنّا كنّا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تسع نسوة، وكانت ليلتي، ويومي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدخل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو متهلّل، أصابعه في أصابع عليّعليه‌السلام ، واضعا يده عليه، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ...

__________________

(١) القصص؛ ٨٣

٥١٠

يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، قلت: يا رسول الله من الناكثون؟ قال: الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة، قلت: من القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه من أهل الشام، قلت: من المارقون؟ قال: أصحاب النهروان، فقال مولى أمّ سلمة: فرّجت عنّي فرّج الله عنك، والله لا سببت عليّا أبدا. وهو في التحصين ( ٦٠٦ - ٦٠٧ ) وأمالي الطوسي ( ٤٢٤ - ٤٢٦ ) وبشارة المصطفى ( ٥٨ - ٥٩ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٤٠٠ - ٤٠١ ).

وفي المستدرك على الصحيحين ( ج ٣؛ ١٣٩ ) روى بسنده عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيّوب الأنصاريّ، قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام : تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات، قال أبو أيوب: قلت: يا رسول الله مع من نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال: مع عليّ بن أبي طالب.

وفي أسد الغابة ( ج ٤؛ ٣٣ ) بسنده عن أبي سعيد الخدريّ، قال: أمرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقلنا: يا رسول الله أمرتنا بقتال هؤلاء، فمع من؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : مع عليّ بن أبي طالب، معه يقتل عمّار بن ياسر.

وفي كنز العمال ( ج ٨؛ ٢١٥ ) بسنده عن يحيى بن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، قال: كان عليّعليه‌السلام يخطب، فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الفتنة، هل سألت عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قالعليه‌السلام : نعم، إنّه لمّا نزلت هذه الآية من قول الله عزّ وجلّ:( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (١) علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حي بين أظهرنا، فقلت: ما هذه الفتنة الّتي أخبرك الله بها؟ فقال: يا عليّ، إنّ أمّتي سيفتنون من بعدي ....

فقلت: بأبي أنت وأمّي، بيّن لي ما هذه الفتنة الّتي يبتلون بها؟ وعلى ما أجاهدهم بعدك؟ فقال: إنّك ستقاتل بعدي الناكثة والقاسطة والمارقة، وحلاّهم وسمّاهم رجلا رجلا.

__________________

(١) العنكبوت؛ ٢

٥١١

وانظر شرح الأخبار ( ج ١؛ ١٤١ ) والخرائج والجرائح (١١٥) والمسترشد (٢٩٦) وكشف اليقين ( ٢٢٤، ٣٥٢ ) وكفاية الأثر ( ١١٧، ١٢٢ ) والخصال (١٤٥) وبشارة المصطفى ( ٥٩، ١٤٢ ) وتفسير القمّي ( ج ١؛ ٢٨٣ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ١٤٧ ) والجمل ( ٥٠، ٨٠ ) وتقريب المعارف (٢١٣) وإثبات الوصيّة (١٢٧) وأمالي الطوسي ( ٣٦٦، ٧٢٦ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٨٤ ).

والمستدرك للحاكم ( ج ٣؛ ١٣٩ ) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ٢٧٨ - ٢٨٦ ) وتاريخ بغداد ( ج ٨؛ ٣٤٠ - ٣٤١ ) و ( ج ١٣؛ ١٨٦ - ١٨٧ ) وأنساب الأشراف ( ج ٢؛ ١٣٨ ) وكفاية الطالب ( ١٦٧ - ١٧١ ) ومطالب السئول ( ٦١ - ٦٣ ) وأسد الغابة ( ج ٤؛ ٣٢ - ٣٣ ) والدرّ المنثور ( ج ٦؛ ١٨ ) والاستيعاب ( ج ٣؛ ١١١٧ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٧٩، ١٢٨ ) و ( ج ٢؛ ٥٩ ) وتذكرة الخواص (٥) وكنوز الحقائق (١٦١) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٧٢، ٨٢، ٨٨، ١٥٤، ٣١٩، ٣٩٢ ) ومناقب الخوارزمي (١١٠) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ٢٤٠ ) ومجمع الزوائد ( ج ٧؛ ٢٣٨ ) و ( ج ٩؛ ٢٣٥ ).

العن المضلّين المصلّين واقنت عليهم، هم الأحزاب

لا شكّ عند المسلمين في جواز لعن البغاة على الإمام العادل، ولا خلاف بين أهل القبلة أنّ الخارج على عليّعليه‌السلام باعتباره رابع الخلفاء الراشدين يعدّ باغيا، فيجوز لعنه والبراءة منه.

قال الحمويني في فرائد السمطين ( ج ١؛ ٢٨٨ ): قال الإمام أبو بكر: فنشهد أنّ كلّ من نازع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في خلافته فهو باغ، على هذا عهدت مشايخنا.

وروى الشيخ الصدوق في الخصال (٦٠٧) بسنده عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال: هذه شرائع الدين لمن أراد أن يتمسّك بها وأراد الله هداه والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الأنصاب والأزلام - أئمّة الضلال، وقادة الجور كلّهم؛ أوّلهم وآخرهم - واجبة.

وفي أمالي الصدوق ( ٤٨٤ - ٤٨٥ ) بسنده عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال

٥١٢

أمير المؤمنينعليه‌السلام في بعض خطبه: أيّها الناس، اسمعوا قولي واعتقلوه عنّي؛ فإنّ الفراق قريب لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي، وقد خاب من افترى. ومثله في بشارة المصطفى (١٩١).

وفي كتاب سليم بن قيس (٢١١) قال أبان: قال سليم: لمّا التقى أمير المؤمنينعليه‌السلام وأهل البصرة يوم الجمل، نادىعليه‌السلام الزبير: يا أبا عبد الله، اخرج إليّ، فخرج إليه الزبير، فقالعليه‌السلام : أين طلحة؟ ليخرج، فخرج طلحة، فقال: نشدتكما الله أتعلمان - وأولو العلم من آل محمّد وعائشة بنت أبي بكر - أنّ أصحاب الجمل وأهل النهروان ملعونون على لسان محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد خاب من افترى.

وفي تفسير فرات (١٤١) في تفسير قوله تعالى:( وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ ) (١) بسنده عن أبي الطفيل، قال: سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعائشة بنت أبي بكر، أنّ أصحاب الجمل وأصحاب النهروان ملعونون على لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط. وانظر تفسير القمّي ( ج ١؛ ٢٣٠ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٢١ ).

وفي تفسير القمّي ( ج ١؛ ٢٨٣ ) بسنده عن الإمام السجادعليه‌السلام في قوله:( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ، فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) (٢) : فإنّها نزلت في أصحاب الجمل، وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الجمل: والله ما قاتلت هذه الفئة الناكثة إلاّ بآية من كتاب الله عزّ وجلّ؛ يقول الله:( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ ) (٣) الآية. وانظر تفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٨٣ - ٨٥ ) وشواهد التنزيل ( ج ١؛ ٢٧٥ - ٢٧٦ ).

وفي تفسير فرات (١٦٣) بسنده عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، قال: قال أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب: يا معشر المسلمين،( فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) (٤) ، ثمّ

__________________

(١) الأعراف؛ ٤٠

(٢) التوبة؛ ١٢

(٣) التوبة؛ ١٢

(٤) التوبة؛ ١٢

٥١٣

قال: هؤلاء القوم هم وربّ الكعبة، يعني أهل صفين والبصرة والخوارج.

وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٨٤ ) عن الحسن البصري، قال: خطبنا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام على هذا المنبر، وذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على رسوله، ثمّ قال: أيّها الناس، والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلاّ بآية تركتها في كتاب الله، إنّ الله يقول:( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) (١) ، أما والله لقد عهد إليّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال لي: يا عليّ، لتقاتلنّ الفئة الباغية، والفئة الناكثة، والفئة المارقة. وانظر مجمع البيان ( ج ٣؛ ١١ ) والتبيان ( ج ٥؛ ١٨٣ ) وفيهما: « وكان حذيفة يقول: لم يأت أهل هذه الآية ». وقال شيخ الطائفةرحمه‌الله : « وروي عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّها نزلت في أهل الجمل، وروي ذلك عن عليّعليه‌السلام وعمّار، وغيرهما ».

هذا كلّه، مضافا إلى الأحاديث الصريحة الواردة في لعن من يقاتل عليّاعليه‌السلام ، ويتقدّمه، والأحاديث الواردة في لعن الخوارج خصوصا، وأنّهم كلاب أهل النار، كما رواه الطوسي في أماليه (٤٨٧) بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . وبالجملة فلا شبهة ولا إشكال في جواز بل استحباب - وربّما الوجوب إذا توقفت البراءة من أعداء الله على - لعن الناكثين والقاسطين والمارقين، ومضافا إلى ما تقدّم في لعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معاوية وأخاه وأباه في عدّة مواطن.

وقد كان أمير المؤمنينعليه‌السلام إذا صلّى بالناس فقنت في الركعة الثانية، لعن معاوية وعمرو ابن العاص، وأبا الأعور السلمي، والوليد بن عقبة، والمغيرة بن شعبة، والضحاك بن قيس، وبسر بن أرطأة، وحبيب بن مسلمة، وأبا موسى الأشعري، ومروان بن الحكم. انظر في ذلك الأصول الستّة عشر (٨٨) وعنه في بحار الأنوار ( ج ٨؛ ٥٦٦ ) وشرح النهج ( ج ٤؛ ٧٩ ) وتذكرة الخواص (١٠٢) وأمالي الطوسي (٧٢٥).

__________________

(١) التوبة؛ ١٢

٥١٤

وقد تقدّم في الطّرفة الأولى عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « والبراءة من الأحزاب تيم وعدي وأميّة وأشياعهم وأتباعهم » ما يتعلق بالموضوع، وإنّهم يسمّون ب « الأحزاب » إمّا حقيقة لتحزّبهم ضد عليّ وأهل البيتعليهم‌السلام ، وإمّا مجازا باعتبار أنّ الكثير منهم هم بقيّة الأحزاب الذين قاتلوا رسول الله وآذوه وألّبوا عليه، ويشير إليه هنا قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « هم الأحزاب وشيعتهم » فإنّ الملاك واحد في جميع الخارجين والمقاتلين لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ وأهل البيتعليهم‌السلام .

ونضيف هنا ما في كتاب عليّعليه‌السلام الّذي أخرجه للناس - كما في المسترشد (٤٢٦) - وفيه قولهعليه‌السلام : ثمّ نظرت في أهل الشام، فإذا هم بقيّة الأحزاب وحثالة الأعراب ليسوا من المهاجرين والأنصار، ولا التابعين بإحسان.

وفي الغارات (٢٠٦) قالعليه‌السلام في هذا الكتاب: ثمّ إنّي نظرت في أهل الشام، فإذا هم أعراب أحزاب، وأهل طمع جفاة طغام، يجتمعون من كلّ أوب، ومن كان ينبغي أن يؤدّب ويدرّب، أو يولّى عليه ويؤخذ على يديه، ليسوا من المهاجرين ولا الأنصار.

وفي كشف المحجّة ( ٢٥٩ - ٢٦٣ ) قول عليّعليه‌السلام في كتابه هذا: وقد نزل [ طلحة ] داران مع شكّاك اليمن، ونصارى ربيعة، ومنافقي مضر ونظرت إلى أهل الشام، فإذا هم بقيّة الأحزاب، فراش نار، وذباب طمع، تجمّع من كلّ أوب، ممّن ينبغي أن يؤدّب ويحمل على السنّة، ليسوا من المهاجرين ولا الأنصار، ولا التابعين بإحسان.

وفي الإمامة والسياسة ( ج ١؛ ١٧٦ - ١٧٨ ): ثمّ إنّي نظرت بعد ذلك في أهل الشام، فإذا هم أعراب وأحزاب، وأهل طمع، جفاة طغام، تجمّعوا من كلّ أوب، ممّن ينبغي أن يؤدّب، ويولّى عليه، ويؤخذ على يديه، ليسوا من المهاجرين والأنصار، ولا من التابعين بإحسان إنّما تقاتلون الطلقاء وأبناء الطلقاء، ممّن أسلم كرها، وكان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حربا، أعداء السنّة والقرآن، وأهل الأحزاب والبدع والأحداث.

وفي الخصال (٣٩٨) بسنده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن، في كلّهن لا يستطيع إلاّ أن يلعنه وأنزل الله عزّ وجلّ في القرآن آيتين في سورة الأحزاب، فسمّى أبا سفيان وأصحابه كفّارا، ومعاوية مشرك

٥١٥

عدوّ لله ولرسوله.

وفي تطهير الجنان (٥٤) أنّ عليّا قال: « انفروا إلى بقيّة الأحزاب، وانظروا إلى ما قال الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّا نقول: صدق الله ورسوله، ويقولون: كذب الله ورسوله »، والمراد ببقيّة الأحزاب معاوية؛ لأنّ أبا سفيان كان رئيس الأحزاب المجمع لهم، ومعنى « إلى ما قال الله » انفروا قائلين هذا القول الّذي قاله الصحابة لمّا نفروا إلى الأحزاب مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا الّذي قاله المنافقون، قال تعالى حاكيا عن الفريقين:( وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ ) (١) ، وقال تعالى:( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً ) (٢) .

__________________

(١) الأحزاب؛ ٢٢

(٢) الأحزاب؛ ١٢.

٥١٦

الطّرفة الخامسة والعشرون

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرفة - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٨٩ - ٤٩٠ ) ونقلها - بكلتا روايتيها - مختصرة العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩٣ - ٩٤ ).

وقد روي مضمون الطّرفة كاملا في عدّة مصادر وبعدّة أسانيد، مع اختلافات في المتن والألفاظ. رواه فرات في تفسيره ( ٣٩٢ - ٣٩٤ ) بسنده عن فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام ، عن أبيها سيّد الشهداءعليه‌السلام ، وروى مثله في تفسيره أيضا ( ٥٤٤ - ٥٤٥ ) بسند آخر عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيهاعليه‌السلام . ورواه الشيخ المفيد في أماليه ( ٣٥١ - ٣٥٣ ) بسنده عن الأصبغ بن نباتة العبدي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ورواه فرات في تفسيره ( ٣٩٤ - ٣٩٥ ) بسنده عن الأصبغ بن نباتة: أنّ رجلا من بجيلة يكنّى أبا خديجة جاء معه ستّون رجلا إلى عليّعليه‌السلام في مسجد الكوفة، فسأله أبو خديجة عن سرّ من أسرار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمرعليه‌السلام قنبرا، فأتاه بكتاب ففضّه، وكان فيه مضمون الطّرفة. ورواه الشيخ الصدوق في معاني الأخبار (١١٨) بسنده عن أنس بن مالك، وأنّ عليّاعليه‌السلام أمر الحسنعليه‌السلام أن ينادي بها على المنبر. ورواه شيخ الطائفة الطوسي في أماليه ( ١٢٢ - ١٢٤ ) بسنده عن الأصبغ بن نباتة السعدي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام . ورواه العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ١؛ ٢٤٢ - ٢٤٣ ) قائلا: وقد روينا عن شيخنا زين الدين عليّ بن محمّد التوليني، أنّ الأصبغ بن نباتة دخل على عليّعليه‌السلام ثمّ ساق مضمون الطّرفة.

هذا، مع أنّنا لو أردنا استنتاج هذه المضامين عبر القياس المنطقي، المتألّف من

٥١٧

صغرى القياس وكبراه، لنتج مضمون الطّرفة بلا كلام، لأنّ كلّ مقدّمات الاستدلال ثابتة عند جميع المسلمين، والمضامين هي:

الأوّل: أ - من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله.

ب -( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) .

فينتج أنّ من ظلم ذوي القربى عليه لعنة الله.

الثاني: أ - من توالى غير مواليه فعليه لعنة الله.

ب - « من كنت مولاه فعلي مولاه ».

فينتج أنّ من توالى غير عليّعليه‌السلام فعليه لعنة الله.

الثالث: أ - من سبّ أبويه فعليه لعنة الله.

ب - « أنا وعليّ أبوا المؤمنين ».

فينتج أنّ من سبّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام فعليه لعنة الله.

__________________

(١) الشورى؛ ٢٣

٥١٨

الطّرفة السادسة والعشرون

روى هذه الطرفة - عن كتاب الطّرف، - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٢٤٩٠ - ٤٩٢ ).

الروايات في وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كلّها - أو جلّها - متّفقة على حضور الزهراء والحسنين بعد عليّعليهم‌السلام عند وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّه أوصى عليّا والزهراءعليهما‌السلام وأسرّ لهما بما لم يسرّ به إلى أحد غيرهما، والروايات من حيث التفصيل والجزئيّات مختلفة زيادة ونقيصة، إلاّ أنّها متواترة المعنى في أنّ النبي أفضى لهما ببعض الأسرار، ونبّأهما بما سيلقون من بعده، ولهذا كلّه رأينا أن ننقل بعض المرويّات في ذلك ونشير إلى باقي الروايات ليطّلع على التفاصيل من أراد ذلك.

ففي كتاب سليم بن قيس ( ٦٩ - ٧٢ ) قال سليم: سمعت سلمان الفارسي، قال: كنت جالسا بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الّذي قبض فيه، فدخلت فاطمةعليها‌السلام ، فلمّا رأت ما برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خنقتها العبرة حتّى جرت دموعها على خدّيها، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بنيّة، ما يبكيك؟ قالت: يا رسول الله، أخشى على نفسي وولدي الضيعة من بعدك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واغرورقت عيناه: يا فاطمة، أو ما علمت أنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وأنّه حتم الفناء على جميع خلقه؟! إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختارني منهم فجعلني نبيّا، ثمّ اطّلع إلى الأرض ثانيا فاختار بعلك وأمرني أن أزوّجك إيّاه، وأن أتّخذه أخا ووزيرا ووصيّا، وأن أجعله خليفتي في أمّتي، فأبوك خير

٥١٩

أنبياء الله ورسله، وبعلك خير الأوصياء والوزراء، وأنت أوّل من يلحقني من أهلي، ثمّ اطّلع إلى الأرض اطّلاعة ثالثة، فاختارك وأحد عشر رجلا من ولدك وولد - أخي - بعلك، فأنت سيّدة نساء أهل الجنّة، وابناك سيّدا شباب أهل الجنّة، وأنا وأخي والأحد عشر إماما أوصيائي إلى يوم القيامة، كلّهم هاد مهتد فاستبشرت فاطمةعليها‌السلام بما قال وفرحت ثمّ نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى فاطمة، وإلى بعلها وإلى ابنيها، فقال: يا سلمان، أشهد الله أنّي حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، أما إنّهم معي في الجنّة، ثمّ أقبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على عليّعليه‌السلام فقال: يا عليّ، إنّك ستلقى من قريش شدّة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وقاتل من خالفك بمن وافقك، فإن لم تجد أعوانا فاصبر واكفف يدك، ولا تلق بيدك إلى التهلكة، فإنك منّي بمنزلة هارون من موسى، ولك بهارون أسوة حسنة؛ إنّه قال لأخيه موسى( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (١) . وروى هذا الخبر بتفاوت يسير في إكمال الدين ( ٢٦٢ - ٢٦٤ ) بسنده عن سليم بن قيس، وروى فرات في تفسيره ( ٤٦٤ - ٤٦٥ ) قريبا منه بسنده عن عبد الله بن عبّاس، عن سلمان. وانظر أمالي الطوسي ( ١٥٤ - ١٥٥ ) وإرشاد القلوب ( ٤١٩ - ٤٢١ ).

وفي أمالي الطوسي (١٨٨) بسنده عن عبد الله بن العبّاس، قال: لمّا حضرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة بكى حتّى بلت دموعه لحيته، فقيل له: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: أبكي لذرّيّتي، وما تصنع بهم شرار أمّتي من بعدي، كأنّي بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي، وهي تنادي: « يا أبتاه يا أبتاه »، فلا يعينها أحد من أمّتي، فسمعت ذلك فاطمةعليها‌السلام فبكت، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تبكين يا بنيّة، فقالت: لست أبكي لما يصنع بي بعدك، ولكن أبكي لفراقك يا رسول الله، فقال لها: أبشري يا بنت محمّد بسرعة اللّحاق بي، فإنّك أوّل من يلحق بي من أهل بيتي.

وفي كشف الغمّة ( ج ١؛ ٤٩٧ - ٤٩٨ ) روى جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت

__________________

(١) الأعراف؛ ١٥٠

٥٢٠