وقعة النهروان او الخوارج

وقعة النهروان او الخوارج0%

وقعة النهروان او الخوارج مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 328

وقعة النهروان او الخوارج

مؤلف: أبو العباس جعفر بن محمّد المستغفري
الناشر: منشورات الشريف الرضي
تصنيف:

الصفحات: 328
المشاهدات: 83902
تحميل: 6095

توضيحات:

وقعة النهروان او الخوارج
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 328 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 83902 / تحميل: 6095
الحجم الحجم الحجم
وقعة النهروان او الخوارج

وقعة النهروان او الخوارج

مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
العربية

ليفضي الأمر الى عثمان : للمؤلف.

الحكـم لله اذ ينجـوا معـاوية

ورأس سيـده بـالسيف يـنقسم

ويفلت الرجس عمر وفي تغيبه

عمداً وخارجة بالغدر يخترم

٢٢١

( فتكهم بالخلال )

هو ابو سلمة حفص بن سليمان الهمداني ، مولى السبيع ، كان وزيراً للسفاح ، اول خلفاء العباسيين ، وكان الخلال هذا أول من وقع عليه اسم الوزير. وشهر بالوزارة ولم يكن قبله من يعرف بهذا الاسم وهو الذي بذل اموالاً طائلة له في تكوين الدولة الهاشمية. واتهموه بالتشيع قتله الخوارج. ويقال حرض عليه ابو مسلم الخراساني جماعة. فخطبوه بأسيافهم ليلاً وذلك عند منصرفه من مجلس السمر مع السفاح بالأنبار في رجب سنة ١٣٢ هجـ هكذا ذكره ابن خلكان.

٢٢٢

( فتكهم بالمثلم بن مشرح الباهلي )

هو المثلم بن مشرح. كان يقال له ابن سعاد اسم امه ، ذكر أرباب التاريخ انه ذكر لعبيد الله بن زياد رجل من سدوس يقال له ـ خالد بن عباد ـ. وكان من نساك الخوارج. فوجه اليه فأخذه ، فأتاه رجل من اهل ـ فوز ـ فكذب عنه. وقال هو صهري. وفي ضمني فخلني عنه فلم يزل الرجل يفقده حتى تغيب فأتى ابن زياد فاخبره. فلم يزل يبعث الى خالد بن عباد حتى ظفر بن فأخذه. فقال له أين كنت في غيبتك هذه؟ قال : كنت عند قوم يذكرون الله فيسجدون له ويذكرون أئمة الجور فيتبرؤن منهم. قال ادللني عليهم. قال : اذن يسعدوا ويشقى. ولم اكن لأروعهم فلم يزل به حتى عزم على قتله. وأمر به فأخرج الي رحبة تعرف برحبة ـ الترتيبي ـ وكانت الشرطة تتفادى عن قتله. حتى اتى ـ المثلم بن مشرح الباهلي. وكان من الشرطة فتقدم اليه فقتله فأتمر به الخوارج أن يقتلوه وكان

٢٢٣

مغرما باللقاح يتبعها فيشتريها من مضانها ، فبعثوا اليه رجلاً في هيئة الفتيان عليه درع زعفراني فلقيه ـ بالمربد ـ وهو يسأل عن لقحة صيفي فقال له الفتى ان كنت تبتع فعندي ما يغنيك عن غيره فامض معي فمضى ـ المثلم ـ معه على فرسه يمشي أمامه حتى أتى به بني سعد فدخل داراً وقال له ادخل على فرسك فلما دخل وتوغل في الدار غلق الباب وثارت به الخوارج. فاعتوره حريث بن حجل وكهمش بن طلق الصريمي فقتلاه. وجعلا دراهم كانت معه في بطنه ودفناه في ناحية الدار وحكا آثار الدم. وخليا فرسه في الليل. فأصبحت الغد في المربط. وتجسس عنه الباهليون فلم يروا له أثراً. فأتهموا بني سدوس به. وأخذوا من السدوسيين أربع ديات. ولم يعلم بمكان المثلم. حتى خرج مرداس وأصحابه. فلما وافقهم ابن زرعة الكلابي صاح بهم حريث. وقال : اهاهنا من باهلة أحد؟ قالوا : نعم. قال أعداء الله أخذتم للمثلم من بني سدوس أربع ديات وأنا قتلته وجعلت دراهم كانت معه في بطنه. وهو في موضع كذا مدفون. ولما انهزم ابن زرعة صاروا الى الدار فأصابوا أشلاءه.

٢٢٤

( فتكهم بمعن بن زائدة )

كان معن بن زائدة الشيباني يكنى بأبي الوليد. وقد اشتهر بالكرم والجود والحلم والشجاعة والمروءة والنجدة والفصاحة والذكاء والشعر ، حتى قيل فيه. حدث عن معن ولا حرج. وكان قد أدرك الدولتين الأموية والعباسية. فأحرز فيهما الشأن الخطير والمنصب الرفيع. وقد اتصل في أيام بني أمية بيزيد بن عمرو بن هبيرة الفزاري امير العراقين لبني امية. ولما اديل للعباسيين من الأمويين ، ثار ابن هبيرة واشترك معه معن في هذه المعركة وأبلى فيها بلاء حسناً. وقد حاربهما المنصور حرباً تشيب لها الولدان حتى حصرهما في مدينة واسط : ولم يزل يشدد عليهما الحصار حتى قتل ابن هبيرة وفر معن واختفى. فصار المنصور يطلبه أشد الطلب وجعل لمن يمسكه أو يدل عليه جائزة سنية ، ولما ثار الخراسانيون على المنصور في مدينة الهاشمية ـ قرب الكوفة ـ وجرت بينهم وبين حاشية المنصور

٢٢٥

معركة هائلة كادوا يقتلونه فيها ، كان معن حينذاك متوارياً على مقربة منهم ، فخرج من مخبئه وهو متلثم ودخل المعركة شاهراً سيفه وأخذ يقاتل الثائرين قدام المنصور حتى مزقهم كل ممزق ، ولما انكشفت الحالة عن المنصور قال له : ( من أنت لله ابوك؟ ) فأجاب « أنا طلبتك يا امير المؤمنين ، انا معن بن زائدة » فقال المنصور : قد آمنك الله على نفسك ومالك ومثلك من يصطنع ، ثم أخذه معه وخلع عليه وحباه وزينه : ومما يروى من نجدته. ما ذكره المؤرخون. أنا المنصور أهدر دم رجل من أهل الكوفة كان يسعى مع الخوارج بفساد دولته وجعل لمن يدل عليه مئة ألف درهم ، ثم ظهر الرجل متنكراً في بغداد فعرفه أحد البغداديين وتمسك به وصاح « هذا بغية امير المؤمنين » وفيما هما على تلك الحال مر معن فاستجار به الرجل فأمر معن البغدادي الى الخليفة وأعلمه الخبر فغضب الخليفة واستدعى معناً في الساعة. ولما وصل أمر المنصور الى معن. جمع أهل بيته وأقاربه ومواليه وقال لهم « أقسمت عليكم الا يصل مكروه الى هذا الرجل وفيكم عين تطرف » ثم سار الى الخليفة. وعندما دخل عليه رآه محتدماً غيظاً. فلما أنبه المنصور على فعلته. قال : يا أمير المؤمنين. كم مرة تقدم في دولتكم بلائي وحسن عنائي! وكم مرة

٢٢٦

خاطرت بدمي أفما رأيتموني أهلاً لأن يوهب لي رجل استجار بي بين الناس لوهمه أني من عبيد امير المؤمنين. وكذلك أنا؟ فمر بما شئت وها أنذا بين يديك » فسكن غضب المنصور وقال له ( أجرناه لك يا معن ) ولم يزل بالخليفة يسترضيه حتى أخذ منه مئة الف درهم عطية للرجل المغضوب عليه. ثم عاد الى منزله وقال للرجل « يا رجل خذ صلتك والحق بأهلك وإياك ومخالفة الخلفاء في امورهم بعد الآن ، وكان من الكرم ما يضيق المجال عن ذكره. فان اخبراه بالكرم مسطورة في مضانها. وكذلك مقالة الشعراء فيه ، قال ارباب التاريخ وفي ستة مئة وخمس وعشرين هجرية. أدخل الى منزله بعض الصناع ليعملوا له عملاً فاندس بينهم بعض الخوراج فقتلوه غيلة وهو يحتجم فتبعهم ابن اخيه يزيد وقتلهم على بكرة أبيهم ، فكان لقتله رنة أسىً في الدولة العباسية. ورثته الشعراء بمراث مشجية.

٢٢٧

( فتكهم بعيسى بن جعفر )

بعث هرون الرشيد عيسى بن جعفر بن عمه واخو زبيدة الى عمان عاملاً عليها في ستة آلاف مقاتل فخرج اليه والي صحار وهو مقارش بن محمد اليحمدي فالتقوا ( بحتى ) فانهزم عيسى بن جعفر وسار الى مراكبه بالبحر فتبعه الخوارج في ثلاث سفن فأسروا عيسى وجيء به الى صحار فحبس بها بأمر من الامام الوارث. قال الراوي وبعد ذلك انطلق جماعة من حيث لا يعلم الإمام حتى أتوا الى صحار فتسوروا السجن على عيسى بن جعفر فقتلوه في السجن.

٢٢٨

( فتكهم بعامل سوآرء )

قال ابن ابي الحديد : مرّ شبيب في طريقه الى الكوفة على سورآء فالتفت الى أصحابه وقال : ايكم يأتيني برأس عاملها. فانتدب اليه قطين. وقعنب وسويد ورجلان من أصحابه فكانوا خمسة وساروا حتى انتهوا الى دار الخراج والعمال فيها. فقالوا اجيبوا الأمير فقال الناس أي امير قالوا أمير قد خرج من قبل الحجاج يريد هذا الفاسق شبيباً. فاغتر بذلك عامل سورآء فخرج اليهم. فلما خالطهم شهروا السيوف وحكموا وخبطوه بها حتى قتلوه وقبضوا ما وجدوا في دار الخراج من مال ولحقوا بشبيب فلما رأى شبيب البدر. قال : أتيتمونا بفتنة المسلمين هلم يا غلام الحربة فخرق بها البدر وأمر أن تنخس الدواب التي كانت البدر عليها فمرت رائحة والمال يتناثر من البدر حتى وردت الصراة. فقال ان كان بقي شيء فاقذفوه في الماء.

٢٢٩

( فتكهم بمحمد بن هرون بن المعمر )

ذكر ابن الاثير أن رجلاً من اصحاب مساور الشاري وافق محمد بن هارون بن المعمر. وهو يريد سامراء فقتله وحمل رأسه الى مساور فطلبت ربيعة بثأره.

( فتكهم بالنساء )

ذكر أرباب التاريخ أن الخوارج قتلوا زوجة عبدالله بن خباب فبقروا بطنها وذبحوا جنينها(١) ثم قتلوا ام سنان الصيداوية وثلاثاً من النساء وذلك قبل وقعة النهروان بقليل ، وقتلوا ام حفص. ابنة المنذر بن الجارود العبدي زوجة عبد العزيز بن عبدالله بن اسيد قتلها ابو الحديد العبدي(٢) .

قال ابن الأثير في حوادث سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة. كان جيش ابي يزيد الخارجي. قد هجم في الليل على رجل من أهل القيروان وأخذ ماله وثلاث بنات ابكار. فلما أصبح واجتمع الناس لصلاة الصبح قام الرجل في الجامع وصاح وذكر ما حل به فقام الناس معه وصاحوا فاجتمع الخلق العظيم. ووصلوا الى ابي يزيد فاسمعوه كلاماً غليظاً

__________________

(١) انظر ، ص ٤١.

(٢) انظر ، ص ٧٠.

٢٣٠

فاعتذر اليهم ولطف بهم وأمر برد البنات. فلما انصرفوا وجدوا في طريقهم رجلاً مقتولاً فسألوا عنه فقيل ان فضل بن ابي يزيد قتله وأخذ امرأته وكانت جميلة فحمل الناس المقتول الى الجامع وقالوا لا طاعة الا للقائم ، وجيء اليه بسبي من أهل تونس وهم عنده فوثبوا اليهم وخلصوهم ، وكانت الحروب بين القائم وابي يزيد سنين عديدة. وبعد وفاة القائم قام بالأمر ابنه المنصور فتغلب على ابي يزيد بعد حروب وقتال بين الطرفين. وهلك أبا يزيد ، وقتل من بعده ابنه فضل كما ذكرناه.

٢٣١

( الخوارج وفرقهم )

افترقت الخوارج خمس وعشرون فرقة ، وكل هذه الفرق متفقة على أمرين لا مزيد عليهما في الكفر والبدعة.

احدهما : انهم يزعمون ان علياً ، وعثمان ، وعائشة ، وطلحة والزبير ومن رضي بالحكمين وعمرو بن العاص ، وابي موسى الأشعري ، ومعاوية وأتباعه كفروا كلهم.

والثاني : يعتقدون ان كل من أذنب ذنباً من المسلمين فهو كافر ، ويخلد من النار ، وشذت فرقة منهم وهم النجدات فانهم قالوا : ان الفاسق كافر على معنى انه كافر نعمة ربه ، فيكون اطلاق هذه التسمية عند هؤلاء منهم على معنى الكفران لا على معنى الكفر ؛ ومما يجمع أيضاً تجويزهم الخروج على الإمام الجائر. والكفر لا محالة لازم لتكفير الصحابة ، وهناك اصحاب مقالاة ومعتقدات اكثرها كفر والحاد عصمنا الله من الزلل ، وحفظنا من

٢٣٢

المروق عن الدين ، والإنشقاق عن صفوف المسلمين ، وجعلنا ممن يهتدى بهدي خاتم المرسلين انه سميع مجيب.

« المحكمة » : أول من قال منهم ـ لا حكم إلا لله ـ عروة بن حدير(١) اخو مرداس الخارجي ـ ابي بلال ـ ، فسمع من كان من أهل جباه السود هذه الكلمة ، فتعلقوا بهذه الشبهة فسموا المحكمة ، وخرجوا الى ـ حروراء ـ وكان فيها اجتماعهم واظهارهم العداء لعلي (ع) فسموا ـ الحرورية ـ.

« الازارقة » وهم اتباع. نافع بن الأزرق. ابو راشد الحنفي(٢) وهم اكثر الخوارج عدداً. وأشدهم شوكة. واعظمهم عصبية. فارقوا المحكمة. لقولهم كل من خالفهم من هذه الأمة فهو مشرك. بخلاف المحكمة. فانهم كانوا يقولون كل من خالفهم كافر ، وتزعم الأزارقة من

__________________

(١) وقيل اول من قال ـ لا حكم إلا الله ـ في صفين هو يزيد بن عاصم المحاربي كلمة حق يراد بها باطل. وقيل ان الذي قالها رجل من بني يشكر ، كان مع أصحاب علي يومئذ.

(٢) ذكر المبرد في كامله. أنه اعتزل الحرب يوم النهروان فضللته الخوراج.

٢٣٣

لم يهاجر الى ديارهم فهو مشرك. وان وافقهم في مذهبهم ، وكان من عاداتهم فيمن هاجر اليهم أن يمنحوه بأن يسلموا اليه أسيراً من اسراء مخالفيهم. وأطفالهم ويأمروه بقتله ، ويزعمون أن أطفال مخالفيهم مشركون يخلدون في النار ، ويزعمون أنّ ديار مخالفيهم ديار كفر ، وأنّ قتل نسائهم وأطفالهم مباح ، وإنّ رد أماناتهم لا تجب ، ويزعمون ان الرجم لا يجب على الزاني المحصن ، خلافاً لا جماع المسلمين ، وقالوا انّ من قذف رجلاً محصناً فلا حد عليه ، ومن قذف امراة محصنة فعليه الحد وقالوا ان سارق القليل يجب عليه القطع.

« النجدات » اتباع ـ نجدة بن عامر الحنفي ـ فمن قولهم ان من يقول بمقالة نافع فهو كافر ، ثم افترق هؤلاء ثلاث فرق ، وخرجوا على نجدة.

« العطوية » اتباع عطية بن الأسود الحنفي ، كان عطية هذا من اصحاب نجدة أرسله الى سجستان فأظهر مذهبه بمرو منابذاً لنجدة فعرفت اتباعه بالعطوية.

« الفديكية » اتباع ـ ابو فديك ـ كان ابو فديك من أصحاب نجدة فانقلب على نجدة لأنه أخذ عليه أشياء. منها انه بعث جنداً للغزو ، في البر وجنداً في البحر ، ثم فضل في العطاء من بعثه في البحر فأنكر عليه ذلك. وقال

٢٣٤

لم يكن من حقه ان يفضل هؤلاء فتبعه جماعة وسموا الفديكية.

« الصفرية » اتباع زياد بن الأصفر ـ وقولهم كقول الأزارقة في فساق هذه الامة ولكنهم لا يبيحون قتل نساء مخالفيهم ولا أطفالهم وقالت طائفة منهم : كل ذنب له حد معلوم في الشريعة لا يسمى مرتكبه مشركاً. ولا كافراً ، بل يدعى باسمه المشتق من جريمته يقال سارق ، وقاتل ، وقاذف ، وكل ذنب ليس فيه حد معلوم في الشريعة. مثل الاعراض عن الصلاة فمرتكبه كافر ، ولا يسمون مرتكب واحد من هذين النوعين جميعاً مؤمناً ، وقال فريق منهم. ان المذنب لا يكون كافراً الى أن يحده الوالي ويحكم بكفره ، وكان هذه الفرق الثلاث تدعى بامامة ـ مرداس ـ ابي بلال الخارجي ، وبعده قالت بإمامة ـ عمران بن حطان ـ الخبيث.

« العجاردة » اتباع عبد الكريم بن عجرد ـ وكان من اتباع عطية بن الأسود الحنفي ، وقولهم ان كل طفل بلغ فانه يدعى الى ان يقر بدين الاسلام ، وقبل ان يبلغ يتبرؤن منه ، ولا يحكمون له بحكم الإسلام في حالة طفوليته.

« الخازمية » كانوا يقولون بتكفير القدرية ، ووافقوا أهل السنة في القدر والاستطاعة والمشيئة ، فيقولون لا خالق الا

٢٣٥

الله ولا يكون الا ما يريد. غير أنهم يكفرون. عثمان بن عفان. وعلي بن ابي طالب (ع) والحكمين.

« الشعيبية » اتباع ـ محمد بن شعيب ـ يروى ان محمد بن شعيب نازع رجلاً من الخوارج يقال له ميمون ، وكان على شعيب نازع رجلاً من الخوارج يقال له ميمون ، وكان على شعيب مال فطالب به شعيباً ، فقال شعيب أؤديه اليك ان شاء الله تعالى. فقال ميمون الآن شاء الله ذلك ألا تراه قد أمر به. فقال شعيب : لو كان الله شاء لم اقدر على مخالفته. فظهر بسبب ذلك الخلاف بيت العجاردة في مسألة المشيئة. فكتبوا هذه القصة الى عبد الكريم بن عجرد ، وهو محبوس في حبس السلطان فكتب في جوابه. نحن نقول ما شاء الله كان. وما لم يشأ لم يكن ، ولا نلحق به سوءاً. وقال ميمون : من قال انه لم يرد ان يؤدي الي حقي فقد الحق به سوءاً ، وقال شعيب : بل وافقني في الجواب. ألا تراه يقول : وما لم يشأ لم يكن ، ورجع الخازمية الى قول شعيب ، والحمزية منهم الى قول ميمون القدري ، وميمون هذا كان يجوز نكاح بنات البنين ، وبنات البنات وبنات الأخوة. وهذا خلاف اجماع المسلمين. وهذا منه كفر زاده على قوله بالقدر ، والارادة ، وكان ينكر سورة يوسف ويقول انها ليست من القرآن.

« الخلفية » وهم اتباع ـ خلف ـ وكان من اتباع ميمون

٢٣٦

القدري ثم رجع عن قوله وتبع مذهب اهل السنة في باب القدر والمشيئة والاستطاعة فبايعه خوراج كرمان على ذلك ، وكان حمزة الخارجي يحاربهم حتى فني في حروبهم خلق كثير وقالوا بمقالة الأزارقة. في قولهم ان أطفال مخالفيهم يكونون في النار.

« المعلومية » و

« المجهولية » والفريقان من جملة الخازمية ، ثم ان المعلومية. خالفوهم وزعموا ان من لم يعلم الله بجميع اسمائه فهو جاهل به. والجاهل به كافر ، وزعموا ان من كان على دينهم. وخرج على اعدائه بالسيف فهو الامام ، والمجهولية يقولون. من عرف الله ببعض اسمائه يكون عالماً به ، ولا يشترطون معرفة جميع اسمائه ، ويكفرون المعلومية بهذا السبب.

« الصلتية » ابتاع صلت بن عثمان ، وقيل صلت بن ابي الصلت وقال : المقريزي ـ عثمان بن ابي الصلت ـ وهؤلاء كانوا يقولون انا نوالي كل من كان على مذهبنا. ولكنا نتبرأ عن أطفالهم الى أن يبلغوا ونعرض عليهم الاسلام فيقبلوه ـ يريدون عرض مذهبهم وقبوله.

« الحمزية » وهم اصحاب حمزة الخارجي. القدري. الذي خرج في عهد الرشيد بخراسان ، فانه جمع بين

٢٣٧

البدعتين الخروج. والقدر. وكان الى عهد المأمون ، وقد ظهر فساده في جميع بلاد خراسان. وكرمان ومكران. وقهستان. وكان قبلاً على مذهب الخازمية. ثم خالفهم في القدر. والاستطاعة. ورجع الى قول القدرية. وكان يزعم ان مخالفيهم من هذه الأمة مشركون. وان غنائمهم لا تحل لنا. وكان يأمر باحراق الغنائم. وعقر دواب مخالفيهم الى ان قتله جماعة من أهل نيسابور.

« الثعالبة » أصحاب ـ ثعلبة بن مسكان ، وذكره الشهرستاني ثعلبة بن عامر ، وهذه الفرقة كانت تقول بامامة عبد الكريم بن عجرد وصارت تكفره بعد ذلك.

« المعبدية » كانت هذه الفرقة تقول بامامة ـ معبد بن ثعلبة والثعالبة كانت تكفر معبد ، حيث خالف امام الثعالبة. بان قال : يجوز أخذ الزكاة من العبيد. ويجوز دفعها اليهم ، وزعم بأن كل من لم يوافقه بهذه المقالة كافر.

« الاخنسية » هم أصحاب اخنس بن قيس ، وكان من اتباع الثعالبة اولاً. في موالاة الأطفال ، ثم خنس من بينهم ؛ وزعم انه يجب التوقف في جميع من كان في دار التقية الامن عرفنا منه نوعاً من الكفر فحينئذ نتبرأ عنه ، ومن عرفنا منه الايمان فنواليه ، وكان يقول : ان قتل مخالفيهم

٢٣٨

في السر لا يجوز ، ولا يجوز ابتداء أحد من أهل القبلة بالقتال حتى يدعوه أولاً الى مذهبهم.

« الشيبانية » أصحاب شيبان بن سلمة الخارجي. الذي ساعد أبا مسلم الخراساني في نهضته ضد الأمويين. وكان يذهب الى مذهب المشبهة وكذلك ساير الثعالبة ، ثم خالفهم. وقال : كل زرع يسقى بنهر ، أو عين ففيه نصف الشعر. وقال : كل زرع سقى بالسماء ففيه عشر كامل.

« المكرمية » هؤلاء اتباع اب مكرم ابن عبدالله العجلي. كان يقول من ترك الصلاة فقد كفر لا لانه ترك الصلاة ولكن لانه يكون جاهلاً بالله تعالى. وكان يقول ان المذنبين كلهم جاهلون بالله وكان يقول ان الاعتبار بما سبق في كتاب الله.

« الاباضية » وهم أتباع عبدالله بن اباض ، قال ابن قتيبة. انه من بني مرة بن عبيد من بني تميم ، وهؤلاء الاباضية. تفرقوا الى فرق عديدة. وكل فرقهم تقول بهذه المقالة. ان كل من خالفهم من فرق هذه الأمة كفار. لا مشركون ولا مؤمنون ، ويجوزون شهادتهم ويحرمون دماءهم سراً. ويستبيحونها علانية ، ويجوزون مناكحتهم ويثبتون التوارث بينهم ، ويحرمون بعض غنائهم ويحللون بعضها ، يحللون ما كان من جملة الاسلاب والسلاح ،

٢٣٩

ويحرمون ما كان من ذهب او فضة ويردونها الى اربابها ، وعلى هذا قال : شاعرهم العماني(١) .

نبرأ ممن قد عصى مولاه

ما لم يتب عن الذي أتاه

وهكـذا نبرأ ممن بـريا

منا برأي فافهمن ما عنيا

لانه بـذاك عـاص آثم

وهـو به مخالف مراغم

فعلى هذا أن الاباضية تتبرأ من كل المسلمين. كذلك المسلمون يتبرأون منهم لانهم مرقوا عن الدين واختلقوا لهم معتقدات وآراء مخالفة لقدسية الاسلام وحقيقته.

« اليزيدية » : يقال لهم يزيدية الخوارج اتباع يزيد الخارجي(٢) وكان من البصرة. ثم رجع الى كور فارس. وكان على رأي الاباضية من الخوارج وكان يقول : ان الله تعالى يبعث رسولاً من العجم ، وينزل عليه كتاباً ينسخ به شريعة محمد (ص) وكان يقول اتباعه يكونون في الصابئة المذكورة في القرآن.

__________________

(١) عبد بن حميد بن سلوم السالمي المتوفي سنة ١٣٣٢ هـ في كتابه جوهر النظام ج ١ ، ص ١٦.

(٢) هذا في كتب الملل. لكن الصواب زيد بن ابي انيسة من رؤوس الخوارج ، وقال ابن حزم هو غير زيد بن ابي انيسة.

٢٤٠