الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب0%

الثاقب في المناقب مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 697

الثاقب في المناقب

مؤلف: ابن حمزة الطوسي
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف:

الصفحات: 697
المشاهدات: 188677
تحميل: 6904

توضيحات:

الثاقب في المناقب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 188677 / تحميل: 6904
الحجم الحجم الحجم
الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
العربية

وجهي، فقال: لا عليك قد أدّيت ما سمعت. فما عدت إليه حتّى نزل به ما حدّثت به.

وفي الحديث عدّة آيات.

٩٣ / ٢ - عن عليّعليه‌السلام ، قال: « كان رسول الله (ص) يخبر أهل مكّة بأسرارهم، حتّى لا يبقى(١) منها شيء.

منها أنّ عمير بن وهب أتى المدينة وقال: جئت في فكاك ابني.

فقال (ص): كذبت، بل قلت لصفوان وقد اجتمعتم بالحطيم، وقد ذكر صفوان قتلى بدر وقال: والله الموت خير من البقاء، مع ما صنع بنا، وهل حياة بعد أهل القليب؟! فقلت: لو لا عيال ودين لأرحتك من محمّد.

فقال صفوان: عليَّ أن أقضي دينك، وأجعل بناتك مع بناتي، يصيبهنّ ما أصابهنّ من خير أو شر. فقلت أنت: فاكتمها عليّ، وجهزني حتّى أذهب وأقتله فجئت لتقتلني.

فقال: صدقت يا رسول الله، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّك رسول الله(٢) .

٩٤ / ٣ - وعنهعليه‌السلام مجملاً، وعن ابن شهاب مفصلاً، قال: إنّ رسول الله (ص) لمّا بعث الجيش إلى مؤتة، كان ذات يوم

__________________

٢ - الاحتجاج: ٢٢٥.

(١) في ص: لا يترك، وفي ر: يسقى.

(٢) في هامش ص: وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأنّك نبيّ حقّ.

٣ - البداية والنهاية ٤: ٢٤١ - ٢٤٧ مثله، تاريخ الطبري ٣: ٢٣، طبقات ابن سعد ٢: ١٢٨، مغازي الواقدي ٢: ٧٦١، ٧٦٢ بسند آخر، سيرة ابن هشام ٤: ١٥، دلائل النبوة ٤: ٣٥٨، ٣٧٥، الخرائج والجرائح ١: ١٦٦ / ٢٥٦.

١٠١

على المنبر، فنظر إلى معركتهم فقال (ص): « أخذ الراية زيد بن حارثة، فجاءه الشيطان فحبب إليه الحياة الدنيا، فقال: حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين، تحبّب إليّ الدنيا؟! فمضى قدماً حتّى استشهدرضي‌الله‌عنه » فقال (ص): « استغفروا له، ودخل الجنّة وهو يسعى(١) .

ثمّ أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فجاءه الشيطان فمنّاه الحياة، وكرّه إليه الموت، فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا؟! ثمّ مضى قدما حتّى استشهد » فصلّى عليه، ودعا له.

ثم قال: « استغفروا لأخيكم جعفر فإنّه شهيد، لقد دخل الجنّة، وهو يطير بجناحين من ياقوت حيث يشاء في الجنّة.

ثمّ أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة، فاستشهد، ثمّ دخل الجنّة معترضا » فشقّ ذلك على الأنصار، فقيل: يا رسول الله، ما اعترضاه؟

فقال: « لمّا أصابه الجرح نكل(٢) ، فغابت نفسه، فشجع، فدخل الجنّة » فسري عن قومه.

ثمّ ورد على ابن مُنيَه(٣) ، فقال (ص): « إن شئت أخبرتك، وإن شئت أخبرني ». فقال: بل أخبرني يا رسول الله فأخبره خبره كلّه قال: وإنّك والّذي بعثك بالحقّ، ما تركت من حديثهم حرفاً لم تذكره. فقال (ص): « إنّ الله رفع لي الأرض حتّى رأيت معركتهم(٤) ».

__________________

(١) في م: يسقى، وفي ك: سيفي.

(٢) في ر: زيادة فدخل النار.

(٣) وهو: يعلى بن أمية، ومنية أمّة، انظر « البداية والنهاية لابن كثير ٤: ٢٤٧ ».

(٤) في م: معركتكم.

١٠٢

٩٥ / ٤ - عن عليّعليه‌السلام ، قال: « قال النبيّ (ص) ذات يوم: يأتيني غداً تسعة نفر(١) من حضرموت، فيسلم منهم ستة نفر، ولا يسلم ثلاثة.

فوقع في قلوب أناس كثير، فقلت أنا أصدّق الله ورسوله: هو كما قلت يا رسول الله.

فقال: أنت الصدّيق الأكبر، ويعسوب المؤمنين، وإمامهم ترى ما أرى، وتعلم ما أعلم، وأنت أول المؤمنين إيماناً، ولذلك خلقك ونزع منك الشك والضلال، وأنت الهادي الثاني، والوزير الصادق.

فلمّا أصبح رسول الله (ص) وقعد في مجلسه وأنا عن يمينه، أقبل تسعة رهط من حضرموت، حتّى دنوا منه (ص)، فسلّموا عليه، فردّعليهم‌السلام ، فقالوا: يا محمد، اعرض علينا الإسلام. فعرض عليهم، فأسلم الستة ولم يسلم ثلاثة، وانصرفوا.

فقال رسول الله (ص) للثلاثة: أمّا أنت يا فلان فستموت بصاعقة من السماء، وأما أنت يا فلان فيضربك أفعى في موضع كذا وكذا، وأما أنت يا فلان فإنّك تخرج في طلب إبلك فيستقبلك أناس من كذا فيقتلونك.

فوقع في قلوب كثير من الناس، فقلت: صدق الله ورسوله، لا يتقدمون ولا يتأخرون عمّا قلت فقال (ص): صدّق الله قولك، ولا زلت صدوقاً.

فأتى لذلك ما أتى، فأقبل الستة الذين أسلموا فوقفوا على رسول الله (ص)، فقال لهم: ما فعل أصحابكم؟ فقالوا: والَّذي بعثك بالحقّ نبيّاً ما جاوزوا ما قلت، وكلّ مات بما قلت، وإنّا جئناك لنجدّد

__________________

٤ - كشف اليقين: ١٩٦.

(١) في ص، ع: رهط.

١٠٣

الإسلام، ونشهد أنك رسول الله، وأنك الأمين على الأحياء والأموات ».

٩٦ / ٥ - وعنهعليه‌السلام ، قال: « كنت صاحب رسول الله (ص) يوم أقبل أبو جهل - لعنه الله - وهو يقول: ألست تزعم أنّك نبيّ مرسل، وأنّك تعلم الغيب، وأنّ ربّك يخبرك بما تفعله، هل تخبرني بشيء فعلته لم يطّلع عليه بشر؟

فقال (ص): لأخبرنّك بما فعلته، ولم يكن معك أحد، الذهب الّذي دفنته في بيتك في موضع كذا وكذا، ونكاحك سودة، هل كان ما قلت؟ فأنكر، فقال (ص): لئن لم تقر لأظهرنّ ذلك.

فعلم أنه سيظهره فقال: قد علمت أنّ معك رجل من الجنّ يخبرك بجميع ما نفعله، فأمّا أنا فلا لا أقول إنّك نبيّ أبداً.

فقال (ص): لأقتلنك، ولأقتلنّ شيبة، ولأقتلنّ عتبة، ولأقتلنّ الوليد بن عتبة، ولأقتلنّ أشراركم، ولأقطعنّ دابركم ودابر مخزوم، ولأوطئنّ الخيل بلادكم، ولآخذنّ مكّة عنوة، ولتديننّ لي الدنيا شرقها وغربها، وليعاديني قوم من قريش يكونوا طلقاي، وطلقاء هذا وذريّتي يمتّعهم الله إلى حين، والعاقبة بالنصر لرجل من ذرّيتي.

فتولى عنّا أبو جهل عليه اللعنة وهو كالمستهزئ، ففعل الله بهم ذلك ».

٩٧ / ٦ - عن جابر بن عبد الله الأنصاريرضي‌الله‌عنه قال: قال

__________________

٥ - ...

٦ - أمالي الصدوق: ٢٨٩ / ٩، علل الشرائع: ٢٣٣، الاختصاص: ٥٦، الكافي مسنداً، ١: ٤٦٩، كفاية الأثر: ٥٣ - ٥٦، الخرائج والجرائح ١: ٢٧٩ / ١٢، اعلام الورى: ٢٦٨ قطعة منه، حلية الأبرار ٢: ٩٣، وذكره المامقاني في رجاله ١: ٢٧٦ / ٢٤٣٤ في ترجمة الحسن.

١٠٤

لي رسول الله (ص): « إنّك ستبقى حتّى تلقى ولدي محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، المعروف في التوراة بالباقر، فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام ».

قال الراوي: فدخل جابر على عليّ بن الحسين زين العابدينعليهما‌السلام فوجد محمّد بن عليّ عنده غلاماً، فقال: يا غلام أقبل. فأقبل، ثمّ قال: أدبر. فأدبر فقال جابر: شمائل رسول الله (ص) وربّ الكعبة.

ثمّ أقبل على عليّ بن الحسينعليه‌السلام فقال له: من هذا؟ فقال: « هذا ابني، وصاحب الأمر من بعدي: محمّد الباقر ».

فقام جابر فوقع على قدميه يقبلهما ويقول: نفسي لنفسك الفداء يا ابن رسول الله اقبل سلام أبيك، إن رسول الله (ص) يقرئك السلام.

قال: فدمعت عينا أبي جعفرعليه‌السلام وقال: « يا جابر وعلى أبي رسول الله (ص) السلام ما دامت السماوات والأرض، وعليك يا جابر بما بلّغت ».

ومنها: ما أخبر به أبا اليقظان عمّار بن ياسررضي‌الله‌عنه بقوله (ص): « ستقتلك الفئة الباغية، وآخر زادك ضياح من لبن »(١) .

ومنها: ما أخبر به أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه سيقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين(٢) .

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ٢: ١٦١، ١٦٤، ٢٠٦، و ٣: ٥، ٢٢، ٢٨، ٩١ و ٤: ١٩٧، ١٩٩ و ٥: ٢١٤، ٣٠٦، ٣٠٧، و ٦: ٢٨٩، ٣٠٠، ٣١١، ٣١٥، صحيح البخاري ١: ١٢٢، صحيح مسلم ٤: ٢٢٣٥ / ٧٠، ٧٢، ٧٣، إعلام الورى: ٤٢ مثله بأسانيد مختلفة.

(٢) مناقب ابن شهرآشوب: ١: ١٠٩، إعلام الورى: ٤٣.

١٠٥

ومنها: ما أخبره أنّه يموت قتلاً، ضرباً على رأسه(١) .

ومنها: ما أخبر بقتل الحسينعليه‌السلام ، ووضع تربته عند أمّ سلمة رضي الله عنها وقال: « إذا صار هذا دما عبيطا فاعلمي أنّ ابني الحسين قد قتلوه »(٢) .

ومنها: ما أخبر بقتل عمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان(٣) .

ومنها: ما أخبر أن معاوية سيطلب الإمارة(٤) .

ومنها: ما أخبر بخبر بني أميّة(٥) .

ومنها: ما أخبر بملك ولد العبّاس، وأمثال ذلك لا يحصى كثرة، فإنّما اقتصرنا على هذا المقدار لأنّ استيفاء آياته لا يمكن أن تحصى(٦) .

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١: ٥٢ / ١٩.

(٢) الخصائص الكبرى ٢: ٢١٢، ذخائر العقبى ١٤٦، الصواعق المحرقة: ١٩٣، احقاق الحق ١١: ٣٦٠.

(٣) مدينة المعاجز: ١٣٣، إلاّ أنّ فيه إخباره عن قتل عمر، الخصائص الكبرى ٢: ٢٠٨ في قتل عثمان.

(٤) الخصائص الكبرى ٢: ١٩٨ - ١٩٩.

(٥) الخصائص الكبرى ٢: ٢٠٠.

(٦) الخصائص الكبرى ٢: ٢٠٢.

١٠٦

١٥ - فصل:

في بيان ظهور آياته في معان(*) شتى

وفيه: أربعة عشر حديثاً

٩٨ / ١ - أبو أمامة الباهلي، قال: إنّ رسول الله (ص) بعث إلى الملوك رسلا فأنطقهم الله بلسان من أرسل إليه.

٩٩ / ٢ - عن المعلّى بن خنيس، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « إنّ رسول الله (ص) أنفذ دحية الكلبيّ إلى قيصر ملك الروم، فتفل في فيه، فتكلم بالرومية.

ولمّا أنفذ عبد الله بن جحش إلى كسرى تفل في فيه فتكلم بالفارسية الدريّة ».

١٠٠ / ٣ - عن أبي أمامة الباهلي، قال: أتي للنبي (ص) بطعام، فأمر به فوضع على الأرض فجثا على ركبتيه، ووضع إحدى قدميه على

__________________

(*) في ع: من آيات.

١ - الخصائص الكبرى ٢: ٣ بسند آخر.

٢ - ....

٣ - المحاسن: ٤٥٧ / ٣٨٨، الكافي ٦: ٢٧١ / ٢، مكارم الأخلاق: ١٦ نحوه، مناقب ابن شهرآشوب: ١: ١١٨ قطعة منه.

١٠٧

الأخرى، وأقبل يأكل، فدخلت امرأة برزة(١) مزّاحة فقالت: يا محمّد، تأكل كما يأكل العبيد! فقال: « أي عبد أعبد من محمّد، اجلسي ».

فقالت: أنا والله لا آكل إلاّ ما ناولتني. فناولها، فقالت: إلاّ الذي في فيك. فأخرجها، فناولها إيّاها، فابتعلتها، فصبّ الله عليها الحياء، فما رؤيت ممازحة بعد ذلك أبداً.

١٠١ / ٤ - عن إسماعيل بن عمّار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « مرّ رسول الله (ص) بجابر بن عبد الله الأنصاريّرضي‌الله‌عنه ، فقال: يا جابر ألا تسير؟ فقال: يا رسول الله إن بكري(٢) ضعيف، ولا يستطيع أن يسير سير الرواحل، وإنّما أخرجته من النضح حين خرجت.

قال: فغمز رسول الله (ص) [ أصل ](٣) ذنب بكره بمحجن(٤) معه في يده، وهو يقول: اللّهم احمله، اللهمّ احمله ».

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « وكان جابر بن عبد الله يحلف بالله ليسبق الناس حتّى رجعت، وجعل يسير بين يدي الإبل ».

١٠٢ / ٥ - عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان سراقة بن

__________________

(١) البرزة من النساء: التي لا تحتجب احتجاب الشواب، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم « مجمع البحرين - برز - ٤: ٧ ».

٤ - الخرائج والجرائح ١: ١٥٨ / ٢٤٧، نحوه كنز العمال ١٢: ٣٦٩ / ٣٥٣٨٤.

(٢) البكر: الفتي من الإبل، والأنثى: بكرة « مجمع البحرين - بكر - ٣: ٢٢٩ ».

(٣) من نسخة ر.

(٤) في ر، م، ك، ص: بحجر، والمحجن: عصا معقفة الرأس « النهاية - حجن - ١: ٣٤٧ »

٥ - الخرائج والجرائح ١: ٢٣ / ١، وابن شهرآشوب في المناقب ١: ٧١، إعلام الورى: ٣٣، الطبقات الكبرى ١: ٢٣٢، الكامل في التاريخ ٢: ١٠٥.

١٠٨

جعشم المدلجي قريباً من قريش في ناحية مكّة، فأتاه رجل فقال: يا سراقة، لقد رأيت ركباناً ثلاثة قد مرّوا. فقال سراقة: ينبغي أن يكون هذا محمّد، لأتخذن عند قريش يداً.

فركب فرسه وأخذ رمحه، وكانت قريش قد بعثت الرجال في كلّ طريق، والفرسان والنجائب، وخرج منهم جماعة على طريق المدينة، فلمّا لحق سراقة برسول الله (ص)، قال أبو بكر: هذا فارس قد غشينا.

فقال (ص): « اللّهم اكفه عنّا » فارتطم فرسه في الأرض، وعلم سراقة أنّه من صنع الله تعالى، فنادى رسول الله (ص) فقال: يا محمّد، ادع الله أن يخلصني، فو الله لأردّنّ عنك قريشاً.

فقال النبيّ (ص): « اللَّهم إن كان صادقاً فخلّصه » فوثب فرسه، فلحق سراقة برسول الله (ص)، وقال: يا محمّد، خذ سهماً من كنانتي، فإنك تمر براع لي(١) فخذ ما شئت من حملان(٢) وغنم فقال (ص): « لا حاجة لنا إلى ذلك ».

وفي الحديث طول.

١٠٣ / ٦ - عن عليّعليه‌السلام ، قال: « إنّ رجلاً كان يطلب أبا جهل بدين، ثمن جزور قد اشتراه منه، واشتغل عنه وجلس يشرب، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه » فقال بعض المستهزئين: ممّن تطلب؟ قال: من عمرو بن هشام، فلي عليه دين.

قال: أفأدلك على من يستخرج الحقوق؟ قال: نعم. فدلّه على

__________________

(١) في ر، ك، م: برعاتي.

(٢) الحملان: مفردها الحمل: الخروف، وقيل هو من ولد الضأن الجذع فما دونه « لسان العرب - حمل - ١١: ١٨١ ».

٦ - الخرائج والجرائح ١: ٢٤، وابن شهرآشوب في مناقبه ١: ١٢٩، ١٣٠، وإعلام الورى: ٢٩ مثله.

١٠٩

النبيّ (ص)، وكان أبو جهل يقول: ليت لمحمّد إليَّ حاجة فأسخر به، وأردّه.

فأتى رسول الله (ص) وقال له: يا محمّد، قد بلغني أن بينك وبين عمرو بن هشام حساباً، فاستشفع بك إليه(١) .

فقام رسول الله (ص) معه فأتاه، وقال له: « قم يا أبا جهل وأد للرجل حقّه » وإنّما كنّاه أبا جهل ذلك اليوم، فقام مسرعا حتّى أدّى إليه حقّه، فلمّا رجع، قال له بعض أصحابه: فعلت ذلك فرقاً من محمّد.

قال: ويحكم اعذروني، إنّه لمّا أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حرابُ تلألأ، وعن يساره ثعبانين تصطك أنيابهما، وتلمع النيران من أبصارهما، لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني، ويقضمني الثعبانان.

١٠٤ / ٧ - وعنهعليه‌السلام « إنَّ أبا جهل قال يوماً: أنا أقتل محمّداً، ولو(٢) شاءت بنو عبد المطّلب قتلوني به، قالوا: إنّك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفاً لا تزال تذكر به.

قال: إنّه لكثير السجود حول الكعبة، فإذا جاء وسجد أخذت حجرا فشدخته به.

فجاء النبيّ (ص)، وطاف بالبيت سبعاً(٣) ، ثمّ صلّى فأطال في صلاته، وسجد، وأطال في سجوده، فأخذ أبو جهل حجراً وأتاه من قبل رأسه، فلمّا أن قرب منه، أقبل عليه فحل من قبل رسول الله (ص) فاغرا فاه، فلمّا رآه أبو جهل فزع وارتعدت يده، وطرح الحجر فشدخ

__________________

(١) في ر: عليه.

٧ - الخرائج والجرائح ١: ٢٤، إعلام الورى: ٢٩ مثله.

(٢) في ر: وإن.

(٣) في ر: أسبوعاً.

١١٠

رجله(١) ، فرجع مدمياً(٢) ، متغيرا لونه، يفيض عرقاً، فقال أصحابه: ما رأيناك اليوم.

قال: ويحكم اعذروني فإنّه أقبل من عنده فحل فاغر فاه يكاد يبتلعني، فرميت الحجر، فشدخت رجلي ».

١٠٥ / ٨ - سعيد بن عبد الرحمن الجحشي(٣) قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: أبلغك أنّ رسول الله (ص) أعطى عبد الله بن جحش يوم أحد عسيباً من النخل فصار في يده سيفاً؟ قلت: نعم، حدّثني بذلك آبائي. أو قال: أشياخنا، الشكّ من الراوي.

١٠٦ / ٩ - عن العبّاس بن عبد المطّلب، قال: قلت: يا رسول الله، دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك: قالت أمّك: رأتك في المهد تناغي القمر(٤) ، وتشير إليه بإصبعك، فحيث أشرت إليه يذهب إليه.

قال (ص): « كنت أحدّثه ويحدّثني، ويلهيني عن البكاء، وأسمع وجبته(٥) [ حين ] يسجد تحت العرش ».

١٠٧ / ١٠ - عن هند بنت الجون، قالت: لمّا نزل رسول

__________________

(١) في ر: رجليه.

(٢) في ر، ك: مذموماً.

٨ - دلائل النبوة ٣: ٢٥٠، مسنداً مع اختلاف يسير.

(٣) في ع، ش: الحجمي، وفي ك: اللجني، وفي ع: اللحني، وما أثبتناه من المصدر، راجع « تهذيب الكمال ١٠: ٥٢٥، تاريخ البخاري ٢: ٤٩٢ / ١٦٤٣، والجرح والتعديل ٤: ٣٩ / ١٧٠ ».

٩ - سيرة ابن كثير ١: ٢١١.

(٤) في جميع النسخ وردت: القسم، وما أثبتناه من المصدر.

(٥) الوجبة: الصوت. « النهاية ٥: ١٥٤ ».

١٠ - مناقب ابن شهرآشوب ١: ١٢٢، كشف الغمة ١: ٢٥.

١١١

الله (ص) بخيمة أمّ معبد، توضّأ للصلاة، ومجّ ماءً في فيه على عوسجة يابسة، فاخضرّت وأنارت(١) ، وظهر لي خضر ورقها، وحسن حملها، وكنا نتبارك بها، ونستشفي بها للمرضى.

فلمّا توفي رسول الله (ص) ذهبت بهجتها ونضارتها.

فلمّا قتل أمير المؤمنينعليه‌السلام انقطع ثمرها.

فلمّا كان بعد مدّة طويلة أصبحنا يوما وإذا بها قد انبعث من ساقها دم عبيط، وورقها ذابل يقطر منه مثل ماء اللحم، فعلمنا أنه حدث حدثٌ عظيم، فبتنا ليلتنا مهمومين فزعين نتوقع الداهية.

فلمّا أظلم الليل علينا سمعنا بكاءً وعويلاً من تحتها ووجبة شديدة وضجّة ورجّة، وصوت باكية تقول: يا ابن النبيّ، يا ابن الوصيّ، ويا ابن البتول، ويا بقيّة السادة الأكرمين. ثمّ كثرت الرنّات والأصوات، ولم أفهم كثيراً ممّا يقولون، فأتانا بعد ذلك قتل الحسينعليه‌السلام ، ويبست الشجرة، وجفّت، وذهب أثرها.

١٠٨ / ١١ - وعن عروة بن أبي الجعد البارقيّ، قال: قدم جلب(٢) فأعطاني النبيّ (ص) ديناراً وقال: « اشتر بها شاة » فاشتريت شاتين بدينار، فلحقني رجل، فبعت إحداهما منه بديا نار، ثمّ أتيت النبيّ (ص) بشاة ودينار، فردّه عليَّ وقال: « بارك الله لك في صفقة يمينك » ولقد كنت أقوم [ بعد ذلك ] بالكناسة - أو قال بالكوفة - فأربح في اليوم أربعين ألفاً.

__________________

(١) أنارت: أي أخرجت النور، وهو الورد الأبيض. « لسان العرب - نور - ٥: ٢٤٣ ».

١١ - مسند أحمد بن حنبل ٤: ٣٧٦، سنن الدار قطني ٣: ١٠ / ٢٩، سنن الترمذي ٣: ٥٥٩ / ١٢٥٨.

(٢) جلب: أي ما يجلب من البضاعة من بلد إلى بلد « لسان العرب - جلب - ١: ٢٦٨ ».

١١٢

١٠٩ / ١٢ - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: خرج علينا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في يوم جمعة وقد راح الناس في الأزر والأردية، وراح في ثياب كثاف(١) ، فخطب، ثمّ صلّى ودخل.

ثمّ إنّ الناس وثبوا فراحوا في الأكسية، والسراويلات، والطيالسة، فراح هو في ثوبين، ثمّ دعا بماء وهو على المنبر فشرب، فنظرت إلى العرق يرشح من جبينه.

قال: ثمّ نزل، فصلّى، ودخل، فذكرت ذلك لأبي فقلت: هل رأيت من أمير المؤمنين ما رأيت؟! قال: لا.

ودخل عليه أبو ليلى وسأله، قال: فقال: « يا أبا ليلى، أما بلغك ما قال رسول الله (ص) وقد دعاني يوم خيبر، وأنا أرمد، فجئت أتهادى بين رجلين، فتفل في راحته، ثمّ ألصقها بعيني، ثمّ قال: اذهب اللهم عنه الحر والبرد والرمد؟! فو الله ما وجدت حرّاً، ولا برداً، ولا رمداً، حتّى الساعة، ولا أجدها حتّى أموت ».

١١٠ / ١٣ - عن أبي عبد الرحمن الفهري(٢) قال: كنت مع النبيّ (ص) في غزوة حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظل شجرة، فلمّا زالت الشمس، لبست لامتي وركبت فرسي، وانطلقت إلى رسول الله (ص) وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك

__________________

١٢ - دلائل النبوة ٤: ٢١٣، نحوه.

(١) في نسخة ر: كتان.

١٣ - دلائل النبوة ٥: ١٤١ باختلاف يسير.

(٢) في ش: المنقي، وفي ر، ك: العلقمي، وفي ص، ع: القمي، وما أثبتناه من المصدر، راجع « الطبقات الكبرى ٥: ٤٥٥، وأسد الغابة ٥: ٢٤٥، البداية والنهاية ٤: ٣٣٠ ».

١١٣

يا رسول الله(١) قد حان الرواح قال: « أجل » فنادى بلالاً من تحت شجرة كأنّ ظلها ظلّ طائر فقال: لبيك وسعديك، وأنا فداك. فقال: « اسرج فرسي » فأخرج سرجاً دفتاه من ليف ليس فيه أشر ولا بطر، فركب وركبنا فضاممناهم(٢) عشيتنا.

قال: فلمّا تسامت(٣) الخيلان ولّى المسلمون مدبرين، كما قال الله تعالى، فقال رسول الله (ص): « يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله » ثمّ اقتحم (ص) عن فرسه، وأخذ كفّاً من تراب فقال: « شاهت الوجوه » فهزمهم الله تعالى.

قال يعلى بن عطاء: أخبرني أولئك، عن آبائهم، أنّهم قالوا: لم يبق منا أحد إلاّ امتلأت عيناه وفوه تراباً، وقتلوا، وسمعنا صلصلة(٤) بين السماء والأرض كإمرار الحديد على الطست الحديد.

١١١ / ١٤ - عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، قال: إنّ الأسود بن قيس العنسي بينا هو باليمن فبعث إلى أبي مسلم الخولاني فأتاه، فقال له: أتشهد أنّي رسول الله؟ قال: ما أسمع.

قال: فتشهد أن محمّداً رسول الله؟ قال: نعم. فأمر بنار عظيمة فأججت ثمّ ألقى أبا مسلم الخولاني فيها، فلم تضرّه، فقيل للأسود: إنّك إن لم تنف هذا عنك، أفسد عليك من اتّبعك، فأمره بالرحيل.

__________________

(١) في جميع النسخ ما عدا نسخة ك زيادة: الرواح.

(٢) فضاممناهم: أي اجتمعنا عليهم من مسالك وجهات مختلفة « لسان العرب - ضمم - ١٢: ٣٥٨ ».

(٣) تسامت: أي تبارت « لسان العرب - سما - ١٤: ٣٩٧ ».

(٤) الصلصلة: صوت الحديد وهي أشد من الصليل « مجمع البحرين - صلصل - ٥: ٤٠٨ ».

١٤ - سير أعلام النبلاء ٤: ٨ / ٨، باختلاف يسير، تاريخ ابن عساكر ٧: ٣١٧، مفصلاً، حلية الأولياء ٢: ١٢٨، البداية والنهاية ٨: ١٤٩، إلى قوله ولم تضره.

١١٤

الباب الثاني

في بيان معجزات الأنبياء التي ذكرها الله تعالى

في القرآن وبيان فضائلهم، وما جعله الله تعالى

لأهل بيت نبينا عليه وعليهم السلام

مما يضاهيها ويشاكلها ويدانيها

وفيه أحد عشر فصلاً

١١٥

١١٦

١ - فصل:

في ذكر آدم

وفيه: اثنا عشر حديثاً

إنّ الله سبحانه وتعالى خلق آدمعليه‌السلام ، واصطفاه، وجعله بديع فطرته، وآية قدرته، بفضائل إعلاء لقدره وتنويها باسمه، وجعله حجة قبل أن يحتج به عليه، كما روي عن الصادقينعليهما‌السلام « الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق ».

وإنّما نذكر فضائله المذكورة في القرآن، ثمّ نذكر بإزاء كلّ فضيلة فضيلة توازيها، وبدل كلّ كرامة كرامة لأئمتناعليهم‌السلام .

فأوّل فضيلة لآدمعليه‌السلام أنّ الله سبحانه وتعالى أخبر ملائكته بتعظيم قدره قبل خلقه، بقوله تعالى:( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (١) وهذه الفضيلة في غاية الشرف، ونهاية الفضل، حيث أخبر سبحانه وتعالى أنّه يجعل أحداً ينوب عنه في الحكم بين خليقته، ثمّ كشف عن عظم قدره ورفع شأنه بإخباره عنه لأهل طاعته.

فإنّ الله سبحانه وتعالى أعطى أمير المؤمنين وسيّد الوصيينعليه‌السلام ما يضاهي ذلك ويوازيه في القدر والنباهة، وهو ما روته الثقات وحملة الإثبات ونطقت به الآثار واشتهرت به الأخبار.

__________________

(١) سورة البقرة / الآية: ٣٠.

١١٧

١١٢ / ١ - فعن جابر بن عبد اللهرضي‌الله‌عنه ، عن رسول الله (ص) أنه قال: « مكتوب على باب الجنّة: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، وعليّ أخو رسول الله. وذلك قبل أن يخلق الله تعالى السماوات والأرض بألفي عام ».

١١٣ / ٢ - وروي أيضاً في المشهور من الأثر، أنه كتب على قائمة من قوائم عرشه قبل خلق آدمعليه‌السلام بألفي عام: « لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، وأيّدته ونصرته بعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ».

١١٤ / ٣ - وروي عن أبي أبي الحمراء أنّه قال: قال رسول الله (ص) لمّا أسري بي إلى السماء، رأيت على ساق العرش الأيمن مكتوباً: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، أيدته بعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، ونصرته به.

وأمّا الخلافة فإنّ الله سبحانه وتعالى جعل له ذلك على لسان نبيّه محمّد (ص) في مواضع كثيرة، ومواطن جمة، كقوله (ص): « أنت وصيّي في أهلي، وخليفتي في أمتي ».

وقد أنزل الله سبحانه في المهدي الحجّة الخلف من ولده صلوات الله عليهما:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ

__________________

١ - حلية الأولياء ٧: ٢٥٦، تاريخ بغداد ٧: ٣٨٧ / ٣٩١٩، تذكرة الخواص: ٢٢، والمغازلي في المناقب: ٩١، ميزان الاعتدال: ١: ٢٦٩، لسان الميزان ١: ٤٥٧، ذخائر العقبى: ٦٦، مجمع الزوائد ٩: ١١، منتخب كنز العمال ٥: ٣٥، الفردوس للديلمي ٤: ١٢٣ / ٦٣٨٠.

٢ - الرياض النضرة ٢: ٢٧٢، ذخائر العقبى: ٦٩، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢: ٣٥٣ / ٨٥٧، كنز العمال ٥: ٣٥، فرائد السمطين ١: ٢٣٥، المغازلي في مناقبه: ٣٩ / ٦١.

٣ - الرياض النضرة ٢: ٢٧٢، ذخائر العقبى: ٦٩، فرائد السمطين: ١: ٢٣٥، كنز العمال ٥: ٣٥.

١١٨

لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) (١) الآية. ومن استخلفه الله تعالى فهو الخليفة.

وفي الآية تنبيه على أنّها ليست فيمن سواهم، لأنّ من ادعى الخلافة من غيرهم إنّما استخلفه الناس، واختاره الخلق، ولم يستخلفه الله تبارك وتعالى، وقد قال الله عزّ من قائل:( كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) (٢) ومن استخلفه الله كان مطهّرا من الأدناس، متميّزا بالعصمة من الناس، وليس ذلك من صفة من تصدّى للأمر.

وقد روي عن آل محمّد (ص) حقيقة ذلك، فيا لها من مرتبة شريفة، ومنقبة منيفة، وفضيلة باهرة، وحجّة قاهرة.

والثانية: أنه سبحانه وتعالى علّم آدم الأسماء كلّها وألهمه معانيها، ثمّ قال للملائكة( أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (٣) فلمّا عجزوا واعترفوا، قال لآدمعليه‌السلام ( أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ ) (٤) فلمّا عرفت الملائكة فضيلته وأيقنوا برتبته، أمرهم بالسجود تكرمة له، فأذعن المخلصون وتمرّد من كان من أهل النفاق، وجحد عناداً، واستكبر حسداً، وادعى أنّه خير منه، واعتقد في نفسه ما لم يجعله الله له، فغضب الله عزّ وجل عليه، فطرده عن بابه، ووسمه باللعنة، وأخرجه من جواره، وأهبطه عن داره، ومدح من أذعن لأمره، وانقاد لحكمه بالسجود له بقوله تعالى:( بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) (٥) فميّز الله تعالى به بين المؤمن والمنافق، والمخلص والمدغل(٦) .

__________________

(١) سورة النور / الآية: ٥٥.

(٢) سورة النور / الآية: ٥٥.

(٣) سورة البقرة / الآية: ٣١.

(٤) سورة البقرة / الآية: ٣٣.

(٥) سورة الأنبياء / الآيتان: ٢٦، ٢٧.

(٦) الدغل: الفساد « لسان العرب - دغل - ١١: ٢٤٤ ». وفي ر: المدعن، وهو تصحيف.

١١٩

وقد أعطى الله تعالى أمير المؤمنينعليه‌السلام ما يماثل هذه الفضائل ويوازيها، ويقاربها ويدانيها، وهو أنّ رسول الله (ص) على ما روي في المشهور من الأثر، والمنقول من الخبر ( علّمه ألف باب، ففتح له من كلّ باب ألف باب(١) ).

وقال (ص): « أنا مدينة العلم وعليّ بابها »(٢) .

وبيّن صحة ذلك قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : « سلوني عمّا دون العرش »(٣) .

وقوله: « سلوني قبل أن تفقدوني »(٤) .

وقوله: « ما من فئة تضل فئة أو تهدي فئة، إلا أنبأتكم - لو

__________________

(١) بصائر الدرجات: ٣٢٢ - باب ١٦ - بأسانيد مختلفة، ابن شهرآشوب في المناقب ٢: ٣٦، مثله، فرائد السمطين ١: ١٠١، تاريخ دمشق ٢: ٤٨٣، مجمع الزوائد ٧: ٢٣٦، الغدير ٣: ١٢٠، كنز العمال ١٥: ١٠٠.

(٢) قد تواتر حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » في كتب العامة والخاصة منها تهذيب التهذيب ٦: ٣٢٠، وفيض القدير ٣: ٤٦، وتاريخ بغداد ٤: ٢٤٨ بعدة طرق، والمستدرك على الصحيحين ٣: ١٢٦، ١٢٧، وكنز العمال ١١: ٦٠٠ / ٣٢٨٩٠، و ١٣: ١٤٧ / ٣٦٤٦٣، واحقاق الحق وملحقاته ٤: ٢٧٦، ٣٧٧، و ٥: ٥٢، ٤٦٩، ٥٠١، ٥٠٤، و ٨: ١٨٤، و ٩: ١٤٩، و ١٦: ٢٧٧ - ٢٩٧، ٣٧٧، و ٢٠: ٥٢٥، و ٢١: ٤١٥، ٤٢٨، والغدير ٦: ٧٩، وعبقات الأنوار مجلد حديث أنا مدينة العلم، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ٢: ٢٥٠ ذكر عدة مصادر من العامة.

(٣) بصائر الدرجات: ٢٨٦ - باب ٢.

(٤) أمالي الصدوق: ٢٨٠ / ١، التوحيد: ٩٢ / ٦ و ٣٠٤ / ٥ حديث طويل كرر فيه قوله عليه‌السلام سلوني قبل أن تفقدوني عدة مرات، الاختصاص: ٢٣٥، المناقب ٢: ٣٨، الاحتجاج: ٢٥٨، ارشاد القلوب: ٣٧٤ - ٣٧٧.

١٢٠