الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب0%

الثاقب في المناقب مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 697

الثاقب في المناقب

مؤلف: ابن حمزة الطوسي
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف:

الصفحات: 697
المشاهدات: 188675
تحميل: 6904

توضيحات:

الثاقب في المناقب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 188675 / تحميل: 6904
الحجم الحجم الحجم
الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
العربية

وجئت إلى أبي الحسنعليه‌السلام ، فوجدت امرأتي قاعدة على الباب، والأبواب مغلقة، فلم أزل أفتح واحداً بعد واحد حتّى وصلت إليه، فأعلمته الخبر، فقال: « نعم قد جاءني وانصرف ».

فخرجت إلى امرأتي فقلت لها: هل جاء أحد بعدي فدخل هذا الباب؟ فقالت: لا والله، ما فارقت الباب، ولا فتحت الأقفال حتّى جئت.

٣٨٩ / ٧ - قال: وروى علي بن محمّد بن الحسن الأنباري أخو صندل، قال: بلغني من جهة أخرى أنّه لمّا صار إليه هند بن الحجّاج قال له العبد الصالحعليه‌السلام عند انصرافه: « إن شئت رجعت إلى موضعك ولك الجنّة، وإن شئت انصرفت إلى منزلك » فقال: إلى موضعي، إلى السجن.

٣٩٠ / ٨ - عن إسحاق بن منصور، قال: سمعت موسى بن جعفرعليهما‌السلام يقول ناعياً إلى رجل من الشيعة نفسه، فقلت في نفسي: وإنّه ليعلم متّى يموت الرجل من شيعته؟! فالتفت إليّ وقال: « اصنع ما أنت صانع، فإنَّ عمرك قد فني، وقد بقي منه دون سنتين، وكذلك أخوك لا يمكث بعدك إلاّ شهراً واحداً حتّى يموت، وكذلك عامّة أهل بيتك ويتشتت كلهم، ويتفرق جمعهم، ويشمت بهم أعداؤهم، ويصيرون رحمة(١) لإخوانهم، إن كان هذا في صدرك ». فقلت: أستغفر الله ممّا عرض في صدري منكم.

__________________

٧ - رجال الكشي: ٤٤٠، في آخر حديث ٨٢٧، عنه في مدينة المعاجز: ٤٦٨.

٨ - بصائر الدرجات: ٢٨٥ / ١٣، الكافي ١: ٤٠٤ / ٧ نحوه، دلائل الإمامة: ١٦٠، الخرائج والجرائح ١: ٣١٠، اثبات الهداة ٣: ١٩٦ / ٧٩، مدينة المعاجز: ٤٥٩، عن كتابنا هذا.

(١) في ر: زحمة.

٤٦١

فلم يستكمل منصور سنتين حتّى مات، ومات بعده بشهر أخوه، ومات أهل بيته، وأفلس بقيتهم وتفرّقوا حتّى احتاج من بقي منهم إلى الصّدقة.

٣٩١ / ٩ - عن إسحاق بن عمّار قال: دخلت على موسى بن جعفرعليهما‌السلام فجلست عنده، إذ استأذن عليه رجل خراساني فكلّمه بكلام لم أسمع بمثله، كأنّه كلام الطير.

قال إسحاق: فأجابهعليه‌السلام بمثل هذا الكلام وبلغته، إلى أن قضى وطره من مسائله وخرج من عنده، فقلت: ما سمعت بمثل هذا الكلام!

قال: « هذا كلام قوم من أهل الصين، وليس كلّ كلام أهل الصين مثله ثمّ إنّه تعجب من كلامي بلغته » فقلت: هو موضع التعجب. قال: « أخبرك بما هو أعجب منه، إنّ الإمام يعلم منطق الطير ومنطق كلّ ذي روح خلقه الله، وما يخفى على الإمام شيء ».

٣٩٢ / ١٠ - عن علي بن أبي حمزة، قال: كنت عند موسى بن جعفرعليهما‌السلام إذ أتاه رجل من أهل الري يقال له ( جندب ) فسلّم عليه وجلس، فسأله أبو الحسنعليه‌السلام وأحسن السؤال، ثمّ قال له: « يا جندب، ما فعل أخوك؟ » قال: بخير، وهو يقرئك السلام. قال: « يا جندب، أعظم الله أجرك في أخيك » قال: ورد كتابه من الكوفة لثلاثة عشر يوماً بالسلامة!

قال: « إنّه والله مات بعد كتابه إليك بيومين، ودفع إلى امرأته مالاً

__________________

٩ - دلائل الطبري: ١٧١، الخرائج والجرائح ١: ٣١٣، كشف الغمة ٢: ٢٤٧، مدينة المعاجز: ٤٣٨.

١٠ - دلائل الإمامة: ١٦٢، الخرائج والجرائح ١: ٣١٧، كشف الغمة ٢: ٢٤١، فرج المهموم: ٢٣٠، عيون المعجزات: ٨٧، مدينة المعاجز: ٤٣٢.

٤٦٢

وقال: ليكن هذا المال عندك، فإذا قدم أخي فادفعيه إليه؛ وقد أودعته الأرض في البيت الذي كان يكون فيه، فإذا أتيتها فتلطَّف لها وأطمعها في نفسك، فإنّها ستدفعه إليك ».

قال علي بن أبي حمزة: وكان جندب رجلاً جميلاً. قال: فلقيت جندباً بعدها فقال: صدق أبو الحسنعليه‌السلام . فسألته عمّا قال له، فقال: صدق والله سيدي، ما زاد ولا نقص، لا في الكتاب، ولا في المال.

٣٩٣ / ١١ - وعنه، قال: كان رجل من موالي أبي الحسنعليه‌السلام لي صديقاً، قال: خرجت من منزلي يوما، فإذا أنا بامرأة حسناء جميلة ومعها أخرى فتبعتها، فقلت لها: تمتعيني نفسك؟ فالتفتت إليَّ وقالت: إن كان لنا عندك حسن فليس فينا مطمع، وإن لم يكن لك زوجة فامض بنا. فقلت: ليس عندنا، فانطلقت معي حتّى صرنا إلى باب المنزل فدخلت، فلما أن خلعت فردة خفها، وبقي الخفُّ الآخر تنزعها إذا بقارع يقرع الباب، فخرجت إليه، فإذا هو موفق، فقلت له: ما وراءك؟

فقال: خير، يقول لك أبو الحسنعليه‌السلام : « أخرج هذه المرأة من البيت، ولا تمسّها » فدخلت وقلت لها: البسي خفّيك يا هذه واخرجي.

فلبست خفّيها وخرجت، فنظرت إلى الموفق بالباب، فقال: سد الباب فسددته، فو الله ما جازت غير بعيد، وأنا وراء الباب أسمع(١) ، حتّى أتاها رجل فقال لها: مالك خرجت سريعاً؟ وما لبثت إلاّ قليلاً. قالت: إنّ رسول الساحر جاء فأمره أن يخرجني، فأخرجني. فسمعته

__________________

١١ - الخرائج والجرائح ١: ٣١٨ / ١١، مدينة المعاجز: ٤٦٨، عن كتابنا هذا، الصراط المستقيم ٢: ١٩٠ / ٩.

(١) في ر: اتطلع.

٤٦٣

يقول: آه له، فإذا القوم قد طمعوا في مال عندي.

فلمّا كان العشاء عدت إلى أبي الحسنعليه‌السلام فقال: « يا فلان تلك المرأة من أميّة، أهل بيت اللعنة، إنّهم كانوا بعثوها ليأخذوا ما بقي في بيتك ومنزلك، فالحمد لله الذي صرفها عنك ».

ثمّ قال أبو الحسنعليه‌السلام : « تزوج بابنة فلان - وهو مولى لأبي أيّوب الأنصاري - فإن له ابنة قد جمعت كلّ ما تريد من أمر الدنيا والآخرة ». فتزوجتها فكانت كما قالعليه‌السلام .

٤٦٤

الباب الحادي عشر

في ذكر معجزات الامام أبي الحسن علي بن موسى

الرضاعليهما‌السلام

وفيه تسعة فصول

٤٦٥

٤٦٦

١ - فصل:

في بيان ظهور آياته في الاستسقاء

وفيه: حديث واحد

٣٩٤ / ١ - عن أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن الحسن بن علي العسكري، عن أبيه علي بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي التقيعليهم‌السلام ، قال: « إن الرضاعليه‌السلام لمّا جعله المأمون ولي عهده، جعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين على الرضاعليه‌السلام يقولون: انظروا إلى الذي جاءنا من علي بن موسى الرضا ولي عهدنا فحبس الله عزّ وجل علينا المطر. واتصل ذلك بالمأمون فاشتدّ عليه، فقال للرضاعليه‌السلام : لو دعوت الله عزّ وجل أن يمطر للناس. فقال: نعم. قال: ومتى تفعل ذلك؟ وكان ذلك يوم الجمعة، فقال: يوم الاثنين، فإنّ رسول الله (ص) أتاني البارحة في منامي ومعه أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال: يا بني انتظر يوم الاثنين، وابرز إلى الصحراء واستسق فإنّ الله عزّ وجل يسقيهم، واخبرهم بما يريك الله ممّا لا يعلمون كي يزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربّك عزّ وجل.

__________________

١ - عيون اخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٦٧، دلائل الإمامة: ١٩٥، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٧٠، وفيه قطعة منه، فرائد السمطين ٢: ٢١٢ / ٤٩٠، الصراط المستقيم ٢: ١٩٧ / ١٧، قطعة منه، اثبات الهداة ٣: ٢٥٩ / ٣٥.

٤٦٧

فلما كان يوم الاثنين عمد إلى الصحراء وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: اللهم يا رب، إنّك عظّمت حقنا أهل البيت وتوسلوا فأرسل مطراً غير ضار، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى مستقرهم ومنازلهم.

قال: فو الذي بعث محمداً (ص) بالحق نبياً لقد هبت الرياح والغيوم، وأرعدت وأبرقت، وتحرك الناس كأنّهم يريدون التنحي عن المطر، فقال الرضاعليه‌السلام . على رسلكم أيّها الناس، فليس هذا الغيم لكم، إنّما هي لبلد كذا. فمضت السحابة وعبرت.

فجاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق، فتحرك الناس، فقال: على رسلكم، فما هذه لكم إنّما هي لبلد كذا. فمضت، فما زال كذلك حتّى جاءت عشر سحائب وعبرت، وهو يقول: إنّما هي لكذا.

ثمّ أقبلت سحابة جارية، فقال: أيّها الناس هذه بعثها الله لكم، فاشكروا الله على فضله عليكم، وقوموا إلى منازلكم ومقاركم فإنّها مسامتة لرؤوسكم، ممسكة عنكم، إلى أن تدخلوا مقارّكم، ثمّ يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله وجلاله.

ونزل عن المنبر وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم، ثمّ جاءت بوابل مطر، فملأت الأودية والحياض والغدران والفلوات، وجعل الناس يقولون: هنيئاً لولد رسول الله (ص) كنز آيات الله ».

٤٦٨

٢ - فصل:

في بيان ظهور آياته ومعجزاته فيما جعل الله تعالى الصورتين

أسدين

وفيه: حديث واحد

٣٩٥ / ١ - وبالإسناد المتقدِّم قال: « لما اتسق الأمر للرضاعليه‌السلام وطفق الناس يتذاكرون ذلك، قال للمأمون بعض المبغضين: يا أمير المؤمنين، أُعيذك بالله أن يكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم والفضل العظيم من بيت ولد العبّاس إلى بيت ولد علي [ لقد ] أعنت على نفسك وأهلك، وجئت بهذا الساحر ابن الساحر، وقد كان خاملاً فأظهرته، ووضيعاً فرفعته، ومنسياً فذكرت به، ومستخفاً فنوهت به، قد ملأ الدنيا مخرقة وتزويقاً بهذا المطر الوارد بدعائه، فما أخوفنا أن يخرج هذا الأمر من ولد العبّاس إلى ولد علي، ما أخوفنا من أن يتوصل بالسحر إلى إزالة نعمتك والوثوب سراعاً إلى مملكتك، هل جنى أحد على نفسه وملكه مثل ما جنيت؟

قال المأمون: جئنا بهذا الرجل وأردنا أن نجعله ولي عهدنا ليكون دعاءه إلينا، ويعترف بالخلافة والملك لنا، وليعتقد المقرّون به(١) أنّه ليس ممّا ادّعى في قليل ولا كثير، وأنّ هذا الأمر لنا من دونه، وقد

__________________

١ - عيون اخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٧٠، دلائل الامامة: ١٩٧، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٧٠، قطعة منه، اثبات الهداة ٣: ٢٦٠ / ذيل حديث ٣٥.

(١) في ش، ص: المتقربون منه.

٤٦٩

خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن ينشق علينا منه ( ما لا نسدّه )(١) ، ويأتي علينا ما لا نطيقه، فالآن إذ قد فعلناه، وأخطأنا في أمره بما أخطأنا، وأشرفنا من الهلاك ( بالتنويه به )(٢) على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره، لكنا نحتاج أن نضع منه قليلاً، حتّى نصوره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الأمر، ثم ندبر فيه.

فقال الرجل المدبّر: يا أمير المؤمنين، خوّلني مجادلته، فإنّي أفحمه وأصحابه، وأضع من قدره، ولو لا هيبتك في صدري لأريته منزلته؛ ونكشف للناس عن قصوره عما رشّحته له. فقال المأمون: ما شيء أحبّ إليَّ من هذا.

قال: فاجمع جماعة من وجوه أهل مملكتك، من القواد والقضاة وجملة الفقهاء لأبيّن نقصه بحضرتهم، فيكون تأخيرك له عن محله الذي أحللته فيه على علم منهم بصواب فعلك.

قال: فجمع الخلق الفضلاء(٣) من رعيته في مجلس واحد واسع قعد لهم فيه، وأقعد الرضاعليه‌السلام في دسته التي جعلها له بين يديه، فانتدب هذا الحاجب المتضمن للموضع من الرضاعليه‌السلام وقال: إنّ الناس قد أخبروا عنك الحكايات وأسرفوا في وصفك، فيما أرى أنّك إن وقفت عليه برئت إلى الله منه، وأنّك دعوت الله تعالى في المطر المعتاد مجيئه فجعلوا ذلك معجزة أوجبوا لك بها آية، وأنّه لا نظير لك في الدنيا، وهذا أمير المؤمنين - أدام الله تعالى مملكته - لا يوازن بأحد إلاّ رجح عليه، وقد أحلّك المحل الذي قد عرفت، وليس من حقّه عليك أن تسوغ الكذابين لك وعليه ما يكذبونه.

__________________

(١) في ش: شيء لا نقدره.

(٢) في النسخ ( بالشر منه على ) وما أثبتناه من المصادر والتنويه به: أي رفع شأنه والاشارة إلى فضله.

(٣) في ر: الفاضلين.

٤٧٠

فقال الرضاعليه‌السلام : ما أدفع عباد الله عن التحدّث بنعم الله عليّ(١) ، وأمّا ذكرك صاحبك الذي أحلّني ما أحلّني، [ فما أحلّني إلا ] المحل الذي أحله ملك مصر يوسف الصدّيقعليه‌السلام ، فكان حالهما ما قد عرفت. فغضب الحاجب عند ذلك وقال: يا علي بن موسى، لقد عدوت طورك، وتجاوزت قدرك، أن بعث الله بمطر مقدور في وقته، لا يتقدم ولا يتأخر؛ جعلته آية تستطيل بها، وصولة تصول بها، كأنّك جئت بمثل آية إبراهيم الخليلعليه‌السلام لمّا أخذ رؤوس الطير بيده ودعا أعضاءها التي كان فرّقها على الجبال فأتينه سعياً ونزلن على الرؤوس، وخفقن وطرن بإذن الله تعالى، فإن كنت صادقاً فيما تزعم فأحى هذين السبعين وسلطهما عليَّ، فإنّ ذلك حينئذٍ يكون آية معجزة، فأمّا المطر المعتاد فلست أنت أحق بأن يكون جاء بدعائك ( دون دعاء )(٢) غيرك الذي دعا كما دعوت.

وكان الحاجب أشار إلى أسدين مصوّرين على مسند المأمون الذي كان يستند إليه، وكانا متقابلين على المسند، فغضب الرضاعليه‌السلام وصاح بالصورتين: دونكما الفاجر فافترساه في المجالس، ولا تبقيا له عيناً ولا أثراً.

فوثبت الصورتان والقوم ينظرون متحيرين(٣) ، فلمّا فرغا منه أقبلا على الرضاعليه‌السلام وقالا: يا ولي الله في أرضه ما ذا تأمرنا أنفعل به ما فعلنا بهذا؟ يشيران إلى المأمون، فغشي على المأمون منهما، فقال الرضاعليه‌السلام : قفا. فوقفا، ثمّ قال: صبّوا عليه ماء ورد وطيّبوه. ففعل ذلك به، وعاد الأسدان يقولان: أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي افترسناه. قال: لا، فإنّ لله عزّ وجل فيه تدبيراً ممضيه.

__________________

(١) زاد في ر: وإن كنت لأبين أو لأوطئن.

(٢) في النسخ ( من ) وما أثبتناه من المصادر.

(٣) زاد في ر: بما ينظرون.

٤٧١

فقالا: فما ذا تأمرنا؟ فقال: عودا إلى مقركما كما كنتما.

فعادا إلى المسند، فصارا صورتين كما كانتا، فقال المأمون: الحمد لله الذي كفاني شرهما وشر حميد بن مهران. يعني الرجل المفترس، فقال للرضاعليه‌السلام : هذا الأمر لجدّكم (ص) ثمّ لكم، ولو شئتَ لنزلت عنه لك ».

٤٧٢

٣ - فصل:

في بيان ظهور آياته في قلب الحجر ذهبا

وفيه: حديثان

٣٩٦ / ١ - عن علي بن أسباط، قال: ذهبت إلى الرضاعليه‌السلام في يوم عرفة فقال لي: « اسرج لي حماري » فأسرجت له حماره، ثمّ خرج من المدينة إلى البقيع يزور فاطمةعليها‌السلام ، فزار وزرت(١) معه، فقلت: سيدي على كم أسلّم؟ فقال لي: سلّم على فاطمة الزهراء البتول، وعلى الحسن والحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى محمّد بن علي، وعلى جعفر بن محمّد، وعلى موسى بن جعفر عليهم أفضل الصلاة وأكمل التحيّات » فسلّمت على ساداتي ورجعت.

فلمّا كان في بعض الطريق: قلت: يا سيدي إنّي معدم، وليس عندي ما أنفقه في عيدي هذا. فحكَّ الأرض بسوطه، ثمّ ضرب بيده، فتناول سبيكة ذهب، فيها مائة دينار، فقال لي: « خذها » فأخذتها فأنفقتها في أموري.

٣٩٧ / ٢ - ومثل ذلك ما رواه إبراهيم بن موسى، قال: ألححت

__________________

١ - وعنه في مدينة المعاجز: ٥١٠.

(١) في ش، ص، وهامش ر، ك: وكنت.

٢ - بصائر الدرجات: ٣٧٤ / ٢، باختلاف فيه، الاختصاص: ٢٧٠، ارشاد

٤٧٣

على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في شيء طلبته منه لحاجتي، وكان يعدني، فخرج ذات يوم ليستقبل والي المدينة، وكنت معه، فجاء إلى قرب قصر فلان ونزل تحت شجرة(١) ونزلت معه، وليس معنا ثالث، فقلت له: جعلت فداك، هذا أوان ما وعدتني مراراً، وأنا معدم درهماً فما سواه.

قال: فحكّ بسوطه الأرض حكّاً شديداً، ثمّ ضرب بيده، فتناول سبيكة ذهب من موضع الحكّ، وقال: « خذها وانتفع بها، واكتم عليَّ ما رأيت، والحمد لله رب العالمين ».

__________________

= المفيد: ٣٠٩، دلائل الإمامة: ١٩٠، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٦٤، قطعة منه، كشف الغمة ٣: ٦٤، اعلام الورى: ٣١٣، باختلاف فيه.

(١) في ر، ص، م، ك: شجرات.

٤٧٤

٤ - فصل:

في بيان ظهور آياته من العلم بحديث النفس

وفيه: سبعة أحاديث

٣٩٨ / ١ - عن الحسن بن علي بن فضّال، قال: قال عبد الله بن المغيرة: كنت واقفياً، فحججت على تلك الحالة، فلمّا صرت(١) بمكة اختلج في صدري شيء، فتعلّقت بالملتزم(٢) ، ثمّ قلت: اللهمّ قد علمت طلبتي وإرادتي، فارشدني إلى خير الأديان، فوقع في نفسي أن آتي الرضاعليه‌السلام ، فأتيت المدينة، فوقفت ببابه وقلت للغلام: قل لمولاك: رجل من أهل العراق بالباب.

فسمعت النداء: « ادخل يا عبد الله بن المغيرة » فدخلت، فلمّا نظر إليَّ قال لي: « قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينه » فقلت: أشهد أنّك حجّة الله وأمينه على خلقه.

__________________

١ - الكافي ١: ٣٥٥ / ١٣، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١٩ / ٣١، اختيار معرفة الرجال: ٥٩٤ / ١١١٠، الاختصاص: ٨٤، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٧١، كشف الغمة ٢: ٣٠٢ مع اختلاف فيه، إعلام الورى: ٣١٠، مدينة المعاجز: ٤٧٦ / ٢٢.

(١) في ش: مررت.

(٢) الملتزم: ويقال له المدعى والمتعوذ، سمي بذلك لالتزامه عند الدعاء والتعوذ، وهو ما بين الحجر الأسود والباب ( معجم البلدان ٥: ١٩٠ ).

٤٧٥

٣٩٩ / ٢ - عن أبان، عن معمّر بن خلاّد، قال: قال لي الريّان بن الصلت: أردت أن تستأذن لي على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، فأسلّم عليه، وأحبّ أن يكسوني من ثيابه، وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه.

فدخلت على الرضاعليه‌السلام فقال مبتدئاً: « إنّ الريّان بن الصلت يريد الدخول علينا، والكسوة من ثيابنا، والعطية من دراهمنا »، فأذن له، فدخل وسلّم، فأعطاه ثوبين وثلاثين من الدراهم ( التي ضربت )(١) باسمه.

٤٠٠ / ٣ - عن علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني الريّان ابن الصلت قال: لمّا أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضاعليه‌السلام وقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصاً من ثياب جسده الشريف، لأكفن فيه، ودراهم من ماله الحلال الطيّب، لأصوغ لبناتي منها خواتيم.

فلمّا ودّعته شغلني البكاء والأسى على مفارقته عن مساءلته، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي: « يا ريّان، ارجع » فرجعت، فقال لي: « أما تحب أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فني أجلك أو ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ منها لبناتك خواتيم؟ ».

فقلت: يا سيدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني الغم لفراقك.

فرفععليه‌السلام الوسادة وأخرج قميصاً، فدفعه إليَّ، ورفع

__________________

٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٠٨ / ١٠، اختيار معرفة الرجال: ٥٤٧ / ١٠٣٦، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٤٠، قرب الإسناد: ١٤٨، كشف الغمة ٢: ٢٩٩، مع اختلاف فيه، اعلام الورى: ٣١٠.

(١) في ر، ك، م: المضروبة.

٣ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١١ / ١٧.

٤٧٦

جانب المصلّى فأخرج دراهم، فدفعها إلي، وكانت ثلاثين درهماً(١) .

٤٠١ / ٤ - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، قال: كنت شاكاً في أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وكتبت إليه كتاباً أسأله فيه الإذن عليه، وقد أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها.

قال: فأتاني جواب ما كتبت به إليه « عافانا الله وإياك، أمّا ما طلبت من الإذن عليَّ فإنّ الدخول عليّ صعب، وهؤلاء قد ضيّقوا عليّ في ذلك الوقت فلست تقدر عليه الآن، وسيكون إن شاء الله » وكتبعليه‌السلام بجواب ما أردت أن أسأله من الآيات الثلاث في الكتاب، ولا والله ما ذكرت له منهنَّ شيئاً، ولقد بقيت متعجباً بما ذكر هو في الكتاب، ولم أدر أنه جوابي إلا بعد ذلك، فوقفت على معنى ما كتب به.

٤٠٢ / ٥ - ابن أبي يحيى، قال: لمّا توفي أبو الحسن موسىعليه‌السلام وقفت فحججت تلك السنة، فإذا أنا بعلي بن موسى الرضاعليه‌السلام فأضمرت في نفسي أمرا فقلت:( أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ ) (٢) فمرّ كالبرق الخاطف عليّ فقال: « أنا البشر الذي يجب عليك أن تتبعني ». فقلت: يا مولاي معذرة إلى الله تعالى وإليك. فقال: « مغفور لك إن شاء الله تعالى ».

٤٠٣ / ٦ - وروى مالك بن نوبخت، عن جدّه أبي محمّد الغفاري، قال: لزمني دين ثقيل، فقلت: ما لقضاء ديني غير سيدي

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢: ٢١١.

٤ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١٢ / ١٨، غيبة الطوسي: ٤٧، مثله.

٥ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١٧ / ٢٧، بحار الأنوار ٤٩ / ٣٨ / ٢١

(٢) سورة القمر الآية: ٢٤.

٦ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١٨ / ٢٩، بحار الأنوار ٤٩: ٣٨ / ٢٢.

٤٧٧

ومولاي أبي الحسن الرضاعليه‌السلام .

فلمّا أصبحت أتيت منزله، واستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت فقال لي: « ابتداء يا أبا محمّد، قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك ».

فلمّا أمسينا أتى بطعام الإفطار، فأكلنا، فقال: « يا أبا محمّد، تبيت أو تنصرف؟ » فقلت: يا سيدي، إن قضيت حاجتي بالانصراف أحبّ إليَّ.

قال: فتناولعليه‌السلام من تحت البساط قبضة ودفعها إليّ، فخرجت ودنوت من السراج، فإذا هي دنانير حمر وصفر، فأول دينار وقع في يدي رأيت نقشه كان عليه: « يا أبا محمّد، الدنانير خمسون، ستة وعشرون منها لقضاء دينك، وأربعة وعشرون لنفقة بيتك ».

فلمّا أصبحت فتشت الدنانير، فلم أجد ذلك الدينار، وإذا هي لم تنقص شيئاً.

وفيه ثلاث آيات.

٤٠٤ / ٧ - عن محمّد بن عيسى اليقطيني، قال: سمعت هشاما العباسي يقول: دخلت على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام يوما أريد أن أسأله أن يعوّذني من صداع أصابني، وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما، فلمّا دخلت سألته عن مسائل فأجابني، ونسيت حوائجي، فلمّا قمت لأخرج وأردت أن أودّعه قال لي: « اجلس » فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي وعوّذني، ثمّ دعا بثوبين سعيديين(١) على عمل الموشى الذي كنت أطلبه، فدفعهما إليّ.

__________________

٧ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٢٠ / ٣٦، كشف الغمة ٢: ٣٠٣، قطعة منه.

(١) السعيدية: من برود اليمن « لسان العرب - سعد - ٣: ٢١٨ ».

٤٧٨

٥ - فصل:

في بيان ظهور آياته تجري مجرى تلك(*)

وفيه: حديثان

٤٠٥ / ١ - عن الحسن بن علي الوشّاء، قال: كنت كتبت مسائل كثيرة قبل أن أقطع على الرضاعليه‌السلام ، وجمعتها في كتاب ممّا روي عن آبائهعليهم‌السلام وغيره، وأردت أن أتثبت في أمره وأختبره، فحملت الكتاب في كمي وصرت إلى منزله، وأردت أن أجد منه خلوة فأتلو له الكتاب، فجلست ناحية وأنا متفكر في طلب الإذن عليه، فإذا أنا بالغلام قد خرج من الدار وفي يده كتاب، فقال: أيّكم الحسن بن علي الوشاء البغدادي؟ فقمت إليه وقلت: أنا الحسن بن علي، فما حاجتك؟ فقال: هذا الكتاب أمرني أن أدفعه إليك، فهاك. فأخذته وتنحيت ناحية، فقرأته، فإذا فيه والله جواب مسألة مسألة، فعند ذلك قطعت عليه، وتركت الوقف.

٤٠٦ / ٢ - عن علي بن محمد الشيرواني، عن علي بن أحمد الوشّاء الكوفي، قال: خرجت من الكوفة إلى خراسان، فقالت لي

__________________

(*) هذا الفصل ساقط من النسخة ر.

١ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٢٨ / ١.

٢ - دلائل الإمامة: ١٩٤، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٤١، كشف الغمة ٣: ١٠٢، اعلام الورى: ٣٠٩.

٤٧٩

ابنتي: خذ هذه الحلّة فبعها واشتر لي بثمنها فيروزجاً.

قال: فأخذتها وشددتها في بعض متاعي، وقدمت مرو، فنزلت في بعض الفنادق، فإذا غلمان علي بن موسى، المعروف بالرضاعليه‌السلام ، قد جاءوا فقالوا: نريد حلّة نكفن فيها بعض غلماننا فقلت: ما هي عندي فمضوا ثمّ عادوا فقالوا: مولانا يقرئك السلام، ويقول: « معك حلّة في السفط الفلاني، قد دفعتها إليك ابنتك وقالت: اشتر لي بثمنها فيروزجاً، وهذا ثمنها » فدفعتها إليهم وقلت: والله لأسألنه عن مسائل، فإن أجابني عنها فهو إمامي، وكتبتها وغدوت إلى بابه، فلم أصل إليه من كثرة الازدحام على الباب. فبينا أنا جالس إذ خرج إليَّ خادم فقال لي: يا علي بن محمد، هذه جوابات مسائلك التي معك. فأخذتها فإذا هي جوابات مسائلي بعينها.

٤٨٠