الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب0%

الثاقب في المناقب مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 697

الثاقب في المناقب

مؤلف: ابن حمزة الطوسي
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف:

الصفحات: 697
المشاهدات: 188664
تحميل: 6904

توضيحات:

الثاقب في المناقب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 188664 / تحميل: 6904
الحجم الحجم الحجم
الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
العربية

١ - فصل:

في بيان ظهور آياتهعليه‌السلام

في الحصى

وفيه: حديث واحد

٥٠٠ / ١ - عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي محمّد الحسنعليه‌السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن، فدخل رجل طويل جسيم جميل وسيم، فسلّم عليه بالولاية، فردَّ عليه بالقبول، وأمره بالجلوس فجلس ملاصقا بي، فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا؟ فقال أبو محمّدعليه‌السلام : « هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع فيها آبائي بخواتيمهم فانطبعت، فقد جاء بها معه يريد أن نطبع فيها ».

ثمّ قال: هاتها فأخرج حصاة من جانب منها موضع أملس، فأخذها ثمّ أخرج خاتمه، فطبع فيها فانطبع، وكأنّي أقرأ نقش خاتمه الساعة « الحسن بن علي » فقلت لليماني: أرأيته قبل هذا؟

قال: لا والله، وإنّي منذ دهر لحريص على رؤيته حتّى كان الساعة أتاني شابٌّ لست أراه فقال لي: قم فادخل، فدخلت، ثمّ نهض اليماني وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت، ذرّية

__________________

١ - الكافي ١: ٣٤٧ / ٤، اثبات الوصية: ٢١١، وفيها قطعة منه، غيبة الطوسي: ١٢٢، الخرائج والجرائح ١: ٤٢٨ / ٧، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٤١، وفيه باختصار، كشف الغمة ٢: ٤٣١، إعلام الورى: ٣٥٣.

٥٦١

بعضها من بعض، أشهد أنّ حقَّك لواجب كوجوب حقّ أمير المؤمنينعليه‌السلام والأئمة من بعده، وإليك انتهت الحكمة والإمامة، وإنّك وليّ الله، لا عذر لأحد في الجهل بك.

فسألته عن اسمه فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عاقبة بن سمعان بن غانم بن أم غانم، وهي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة الَّتي ختم فيها أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وهذه أم غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة المشهورة، وهي أم الندى بنت جعفر حبابة الوالبية الأسدية، من أسد ابن خزيمة بن مدركة، من بني سعد بن بكر بن زيد مناة.

وأمّا صاحبة الحصاة الأولى فهي أم مسلم، وقيل: أم أسلم، جاءت النبي (ص) منزل أم سلمة فسألتها عن النبي (ص) فقالت: خرج (ص) في بعض الحوائج، الساعة يجيء، فانتظرته عند أمّ سلمة رضي الله عنها حتّى جاء (ص)، فقالت أم مسلم: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، إني قد قرأت الكتاب وعلمت أن لكل نبي وصيا، فموسى كان له وصي في حياته ووصي بعد وفاته، وكذلك عيسى فمن وصيّك يا رسول الله؟ فقال لها: « يا أم مسلم، وصيي في حياتي وبعد مماتي واحد » ثمّ ضرب بيده إلى حصاة فجعلها كهيئة الدقيق، ثمّ عجنها وختمها بخاتمه، ثمّ قال لها: « يا أمّ سلمة، من فعل بعدي مثل فعلي فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي ».

فخرجت من عنده وأتت أمير المؤمنينعليه‌السلام فقالت: بأبي أنت وأمي، أنت وصي رسول الله (ص)؟ فقال: « نعم يا أم مسلم » ثمّ ضرب بيده إلى الحصاة فجعلها كهيئة الدقيق ثمّ عجنها وختمها بخاتمه، ثمّ قال: « يا أم مسلم، من فعل [ مثل ] فعلي هذا فهو وصيي ».

فأتت الحسنعليه‌السلام وهو غلام فقالت له: سيدي، أنت

٥٦٢

وصي أبيك؟ فقال: « نعم يا أم سلمة » وضرب بيده إلى الحصاة ففعل بها كفعلهما.

فخرجت من عنده حتّى أتت الحسينعليه‌السلام وهي مستصغرة له، فقالت: بأبي أنت وأمّي، أنت وصي أخيك؟ فقال: « نعم يا أم مسلم » وفعل مثل فعل أخيه.

ثمّ لحقت بعلي بن الحسينعليه‌السلام بعد قتل الحسينعليه‌السلام في منصرفه، فسألته: أنت وصي أبيك؟ فقال: « نعم » ثمّ فعل كفعلهمعليهم‌السلام .

وقد أنشد في قصة اليماني والحصاة، وهو شعر:

بدرت إلى مولانا يطبع الحصى

له الله أصفى بالدليل وأخلصا

وأعطاه آيات الإمامة كلها

كموسى وفلق البحر والسيد والعصا

وما قمّص الله النبيّين حجة

ومعجزة إلاّ الوصيّين قمصا

٥٦٣

٢ - فصل:

في بيان ظهور آياتهعليه‌السلام من الاخبار بحديث النفس

وفيه: أربعة عشر حديثا

٥٠١ / ١ - عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعت أبا محمّدعليه‌السلام يقول: « إنّ في الجنّة بابا يقال له: المعروف، ولا يدخله إلاّ أهل المعروف ». فحمدت الله تعالى في نفسي، وفرحت بما أتكلف من حوائج الناس، فنظرعليه‌السلام إليّ فقال: « نعم دم على ما أنت عليه، فإنّ أهل المعروف في دنياهم هم أهل المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك ».

٥٠٢ / ٢ - وعنه قال: سأل محمّد بن صالح الأرمني: عرّفني عن قول الله عزّ وجل،( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) (١) فقالعليه‌السلام : « لله الأمر من قبل أن يأمر، ومن بعد أن يأمر بما يشاء ». فقلت في نفسي: هذا تأويل قوله تعالى:( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) (٢) .

__________________

١ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٨٩ / ١٢، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٢، إعلام الورى: ٣٥٦، كشف الغمة ٢: ٤٢٠.

٢ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٨٦، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٦، كشف الغمة ٢: ٤٢٠.

(١) سورة الروم الآية: ٤.

(٢) سورة الأعراف الآية: ٥٤.

٥٦٤

فأقبل عليّ وقال: « كما هو أسررت في نفسك( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) (١) » فقلت: أشهد أنّك حجّة الله وابن حجّته على عباده.

٥٠٣ / ٣ - وعنه قال: دخلت على أبي محمدعليه‌السلام وأنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتماً أتبارك به، فجلست ونسيت ما جئت له، فلمّا ودّعته ونهضت رمى إليّ خاتما وقال: « أردت فضّة فأعطيناك خاتماً، وربحت الفص والكرى، هنأك الله يا أبا هاشم » فتعجبت من ذلك وقلت: يا سيدي، أشهد أنّك ولي الله، وإمامي الذي أدين لله بفرض طاعته. فقال: « غفر الله لك يا أبا هاشم ».

٥٠٤ / ٤ - عن الحسن بن ظريف، قال: اختلج في صدري(٢) مسألتان أردت الكتابة بهما إلى أبي محمّدعليه‌السلام فكتبت أسأله: إذا قام القائم وأراد أن يقضي، أين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس؟ وأردت أن أكتب إليه أسأله عن حمّى الرّبع، أغفلت ذكر الحمى، فجاء الجواب: « سألت عن القائم فإذا قام يقضي بين الناس بعلمه، كقضاء داود، ولا يسأل البينة، وكنت أردت أن تسأل عن حمّى الربع فأنسيت، فاكتب على ورقة وعلّقها على المحموم( قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ ) (٣) فإنّه يبرأ بإذن الله تعالى ».

__________________

(١) سورة الأعراف آية: ٥٤.

٣ - الكافي ١: ٤٢٩ / ٢١، الخرائج والجرائح ٢: ٦٨٤ / ٤، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٧، إعلام الورى: ٣٥٦، كشف الغمة ٢: ٤٢١، حلية الأبرار ٢: ٤٩٢، مدينة المعاجز: ٥٦٣ / ٢٤.

٤ - الكافي ١: ٤٢٦ / ١٣، ارشاد المفيد: ٣٤٣، الخرائج والجرائح ١: ٤٣١ / ١٠، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣١، إعلام الورى: ٣٥٧، كشف الغمة ٢: ٤١٣، حلية الأبرار ٢: ٦٢٧.

(٢) في هامش « ر »: خاطري.

(٣) سورة الأنبياء الآية: ٦٩.

٥٦٥

٥٠٥ / ٥ - عن أبي هاشم، قال: كنت مضيّقاً عليَّ، فأردت أن أطلب منه شيئا من الدنانير في كتاب فاستحييت، فلمّا صرت إلى منزلي وجّه إليّ مائة دينار، وكتب إليّ: « إذا كانت لك حاجة فلا تستحي ولا تحتشم، واطلبها فإنّك ترى ما تحب إن شاء الله تعالى »

٥٠٦ / ٦ - وعنه قال: كنت عند أبي محمدعليه‌السلام فسألته عن قول الله تعالى:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ) (١) فقالعليه‌السلام : « كلّهم من آل محمّدعليهم‌السلام ، الظالم لنفسه الذي لا يقرّ بالإمام، والمقتصد العارف بالإمام، والسابق بالخيرات بإذن الله الإمام ».

قال: فدمعت عيناي وجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمّدعليهم‌السلام ، فنظر إليّ وقال: « الأمر أعظم مما حدّثتك به نفسك من عظم شأن آل محمّدعليهم‌السلام ، فاحمد الله فقد جعلك متمسكاً بحبلهم، تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم، فابشر يا أبا هاشم فإنّك على خير ».

٥٠٧ / ٧ - وعنه، قال: سأل محمّد بن صالح الأرمني أبا محمّدعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُ

__________________

٥ - الكافي ١: ٤٢٦ / ١٠، مثله، الخرائج والجرائح ١: ٤٣٥ / ذيل حديث ١٣، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٩، إعلام الورى: ٣٥٤.

٦ - ارشاد المفيد: ٣٨٦، اثبات الوصية: ٢١٣، الخرائج والجرائح ٢: ٦٨٧ / ٩، كشف الغمة ٢: ٤١٩، حلية الأبرار ٢: ٤٩٢، مدينة المعاجز: ٥٧٦ / ٩٨.

(١) سورة فاطر الآية: ٣٢.

٧ - اثبات الوصية: ٢١٢، غيبة الطوسي: ٢٦٤، الخرائج والجرائح ٢: ٦٨٧ / ١٠، كشف الغمة ٢: ٤١٩، مدينة المعاجز: ٥٧٧ / ١٠٣.

٥٦٦

الْكِتابِ ) (١) فقالعليه‌السلام : « هل يمحو إلاّ ما كان، وهل يثبت إلا ما لم يكن؟ » فقلت في نفسي: هذا خلاف قول هشام أنّه لا يعلم بالشيء حتّى يكون.

فنظر إليّ أبو محمدعليه‌السلام وقال: « تعالى الجبّار العالم بالأشياء قبل كونها، الخالق إذ لا مخلوق، والرب إذ لا مربوب، والقادر قبل المقدور عليه ». فقلت: أشهد أنّك حجّة الله ووليه بقسط، وأنّك على منهاج أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٥٠٨ / ٨ - وعنه قال: كنت عنده فسأله محمّد بن صالح الأرمني عن قول الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ) (٢) الآية قال: « ثبتوا المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه ومن رازقه ».

قال أبو هاشم: فجعلت أتعجّب في نفسي من عظيم ما أعطى الله وليّه من جزيل ما حمله، فأقبل أبو محمّدعليه‌السلام عليَّ وقال: « الأمر أعجب ممّا عجبت منه يا أبا هاشم، وأعظم، ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله، ومن أنكرهم أنكر الله، ولا يكون مؤمناً حتى يكون لولايتهم مصدّقاً، وبمعرفتهم موقناً؟ ».

٥٠٩ / ٩ - وعنه، قال: سمعت أبا محمّدعليه‌السلام قال: « الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتني لا أؤاخذ إلاّ بهذا » فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق(٣) ، وقد ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه

__________________

(١) سورة الرعد الآية: ٣٩.

٨ - إثبات الوصية: ٢١٢، كشف الغمة ٢: ٤١٩.

(٢) سورة الأعراف الآية: ١٧٢.

٩ - اثبات الوصية: ٢١٢، غيبة الطوسي: ١٢٣، الخرائج والجرائح ٢: ٦٨٨ / ١١، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٩، كشف الغمة ٢: ٤٢٠، إعلام الورى: ٣٥٥.

(٣) الدقيق: الأمر الغامض، لسان العرب: ١٠: ١٠١ ( دقق ).

٥٦٧

كلّ شيء، فأقبل عليّعليه‌السلام ، وقال: « صدقت يا أبا هاشم، نعم ما حدثتك به نفسك، فإن الإشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، ومن دبيب الذر على الشبح الأسود »

٥١٠ / ١٠ - عن يحيى بن المرزبان، قال: التقيت مع رجل فأخبرني أنّه كان له ابن عم ينازعه في الإمامة والقول في أبي محمدعليه‌السلام وغيره، فقلت: لا أقول به ولا أرى منه علامة، فوردت العسكري في حاجة، فأقبل أبو محمّدعليه‌السلام ، فقلت في نفسي متعنتا: إنّ مدّ يده إلى رأسه وكشفه ثمّ نظر إليّ وردّه قلت به.

فلمّا حاذاني مدّ يده إلى رأسه أو القلنسوة، فكشفها ثمّ برق عينيه فيّ ثمّ ردَّها وقال: « يا يحيى، ما فعل ابن عمك الذي ينازعك في الإمامة؟ » فقلت: خلّفته صالحاً فقال: « لا تنازعه » ثمّ مضى.

٥١١ / ١١ - عن أبي هاشم الجعفري، قال: فكّرت في نفسي فقلت: أشتهي أن أعلم ما يقول أبو محمّدعليه‌السلام في القرآن؟ فبدأني وقال: « الله خالق كلّ شيء، وما سواه فهو مخلوق ».

٥١٢ / ١٢ - عن ابن الفرات قال: كان لي على ابن عم لي عشرة آلاف درهم، فكتبت إلى أبي محمّدعليه‌السلام أشكو إليه وأسأله الدعاء، وقلت في نفسي: لا أبالي أين يذهب مالي بعد أن أهلكه الله.

قال: فكتب إليَّ: « إنّ يوسفعليه‌السلام شكا إلى ربّه السجن فأوحى

__________________

١٠ - الخرائج والجرائح ١: ٤٤٠ / ٢١، كشف الغمة ٢: ٤٢٨، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٦.

١١ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٨٦ / ٦، باختلاف فيه، مدينة المعاجز: ٥٧٦ / ٩٣.

١٢ - الخرائج والجرائح ١: ٤٤١ / ٢٢، الصراط المستقيم ٢: ٢٠٧ / ١٤، كلاهما باختصار، كشف الغمة ٢: ٤٢٩، مدينة المعاجز: ٥٧٧ / ١٠٦.

٥٦٨

الله إليه: أنت اخترت لنفسك ذلك حيث قلت:( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) (١) ولو سألتني أن أعافيك لعافيتك؛ إنّ ابن عمّك لراد عليك مالك، وهو ميت بعد جمعة ».

قال: فردّ عليَّ ابن عمّي مالي، فقلت: ما بدا لك في ردّه وقد منعتني إيّاه؟ قال: رأيت أبا محمّدعليه‌السلام في المنام فقال لي: « إنّ أجلك قد دنا، فردّ على ابن عمّك ماله ».

٥١٣ / ١٣ - عن أبي القاسم الحليسي قال: كنت أزور العسكري في شعبان في أوله، ثمّ أزور الحسينعليه‌السلام في النصف من شعبان، فلمّا كانت سنة من السّنين وردت(٢) العسكري قبل شعبان وظننت أني لا أزوره في شعبان، فلمّا دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، وخرجت إلى العسكر، وكنت إذا وافيت العسكر، أعلمتهم برقعة أو رسالة، فلمّا كان في هذه المرّة قلت: أجعلها زيارة خالصة لا أخلطها بغيرها، وقلت لصاحب المنزل: أحب أن لا تعلمهم بقدومي.

فلمّا أقمت ليلة جاءني صاحب المنزل بدينارين وهو ( متبسّم ضاحك مستبشر ) ويقول: بعث إلي بهذين الدينارين وقيل لي: ادفعهما إلى الحليسي وقل له: « من كان في طاعة الله كان الله في حاجته ».

٥١٤ / ١٤ - عن محمّد بن عليَّ بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال: ضاقَ بنا الأمر فقال لي أبي: امضِ بنا حتّى نصير إلى هذا

__________________

(١) سورة يوسف الآية: ٣٣.

١٣ - كمال الدين: ٤٩٣ / ١٨، الخرائج والجرائح ١: ٤٤٣ / ٣٤، مدينة المعاجز: ٥٧٤ / ٨٤.

(٢) في ص، ش، ك: زرت.

١٤ - الكافي ١: ٤٢٤ / ٣، ارشاد المفيد: ٣٤١، كشف الغمة ٢: ٤١٠، روضة الواعظين: ٢٤٧.

٥٦٩

الرجل - يعني أبا محمدعليه‌السلام - فإنّه قد وصف عنه سماحة. فقال لي: أتعرفه؟ فقلت: ما أعرفه ولا رأيته قط.

قال: فقصدناه، فقال لي أبي وهو في طريقه، ما أحوجنا أن يأمر لنا بخمسمائة درهم، مائتين للكسوة ومائتي درهم للدين(١) ، ومائة درهم للنفقة، وأخرج إلى الجبل.

فقلت في نفسي: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم، أشتري بمائة حماراً، وبمائة كسوة، ومائة درهم للنفقة، وأخرج إلى الجبل.

فلمّا وافينا الباب خرج إلينا غلام فقال: يدخل عليُّ بن إبراهيم ومحمّد ابنه؛ فلمّا دخلنا عليه وسلّمنا عليه قال لأبي: « على ما خلّفك عنّا إلى هذا الوقت؟ » فقال: يا سيدي، استحييت أن ألقاك وأنا على هذه الصورة والحال. فلمّا خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرّة فيها خمسمائة درهم وقال: هذه الصرة: مائتان للكسوة، ومائتان للدين، ومائة درهم للنفقة، ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء(٢) .

وأعطاني صرَّة فقال هذه ثلاثمائة درهم، اجعل مائة منها ثمن حمار، ومائة للكسوة، ومائة للنفقة، ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء.

قال: فصار أبي إلى سوراء، فتزوج بامرأة، فدخله إلى اليوم ألفا درهم، وهو مع ذلك يقول بالوقف.

٥١٥ / ١٥ - عن إسحاق، عن الأقرع قال: كنت كتبت إلى أبي محمدعليه‌السلام أسأله عن الإمام هل يحتلم؟ وقلت في نفسي بعدها

__________________

(١) في المخطوطات: الدقيق، وما أثبتناه من الكافي.

(٢) سوراء: قيل هو موضع قرب بغداد، وقيل مدينة من توابع الكوفة، انظر « معجم البلدان ٣: ٢٧٨، واحسن التقاسم: ١٠٥ ».

١٥ - الكافي ١: ٤٢٦ / ١٢، اثبات الوصية: ٢١٤، الخرائج والجرائح ١: ٤٤٦ / ٣١، كشف الغمة ٢: ٤٢٢، الصراط المستقيم ٢: ٢٠٨ / ٢٠، مدينة المعاجز: ٥٦٢ / ١٤.

٥٧٠

قد أعاذ الله تبارك وتعالى أولياءه من ذلك.

فورد الجواب: « حال الأئمةعليهم‌السلام في المنام حالهم في اليقظة، لا يغيّر النوم منهم شيئاً، وقد أعاذ الله عز وجل أولياءه من الشيطان، كما حدّثتك نفسك ».

٥٧١

٣ - فصل:

في بيان آياتهعليه‌السلام في الإخبار بالمغيبات

وفيه: اثنا عشر حديثا

٥١٦ / ١ - عن علي بن زيد بن علي بن الحسين، قال: كان لي فرس وكنت به معجباً أكثر ذكره في المحافل، فدخلت على أبي محمدعليه‌السلام يوما فقال لي: « ما فعل فرسك؟ » فقلت هو عندي ها هو ذا على بابك، نزلت الآن عنه، قال: « استبدل به قبل المساء إن قدرت، ولا تؤخر ذلك » ودخل علينا داخل فانقطع الكلام، فبقيت متفكراً، ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي(١) فقال: ما أدري ما أقول في هذا؟ وشححت عليه ونفست عليه ونفست على السائس ببيعه، وأمسيت.

فلمّا صلّيت العتمة جاءني السائس وقال: يا مولاي، مات فرسك الساعة. فاغتممت لذلك، وعلمت أنّه عنى هذا بذلك القول.

ثمّ دخلت على أبي محمّدعليه‌السلام بعد أيّام وأنا أقول في نفسي: ليته أخلف عليَّ دابتي. فلمّا جلست قال قبل أن يتحدّث: « نعم نخلف عليك، يا غلام اعطه برذوني الكميت ». ثمّ قال: « هذا خير من فرسك وأطول عمراً ».

__________________

١ - الكافي ١: ٤٢٧ / ١٥، اثبات الوصية: ٢١٥، ارشاد المفيد: ٣٨٨، الخرائج والجرائح ١: ٤٣٤ / ١٢، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٠.

(١) في ك: أبي.

٥٧٢

٥١٧ / ٢ - عن محمّد بن الربيع الشيباني، قال: ناظرت رجلاً من الثنوية بالأهواز، ثمّ قدمت سر من رأى وقد علق بقلبي شيء من مقالته، وإنّي جالس على باب دار أحمد الخصيب إذ أقبل أبو محمدعليه‌السلام من دار العامّة يوم الموكب، فنظر إليّ وأشار بسبابته « أحدٌ، فوحّده » فسقطت مغشياً عليَّ.

٥١٨ / ٣ - عن محمّد بن حجر، قال: كتبت إلى أبي محمّدعليه‌السلام فشكوت إليه عبد العزيز بن أبي دلف، ويزيد بن عبد الله، فكتب إلي: « أمّا عبد العزيز فقد كفيته، وأمّا يزيد فلك وله مقام بين يدي الله عز وجل » فمات عبد العزيز بن دلف، وقتل يزيدٌ بن عبد الله محمد بن حجر.

٥١٩ / ٤ - عن إبراهيم بن هلقام، عن ابن القزاز قال: كنت أشتهي الولد شهوة شديدة، فأقبل أبو محمدعليه‌السلام فارساً، فقلت تراني أرزق ولداً؟ فقال برأسه: نعم، فقلت: ذكراً؟ فقال برأسه: لا، فولدت لي بنت.

٥٢٠ / ٥ - عن حمزة بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: كان أبي بلي بالشلل وضاق صدره، فقال: لأقصدنَّ هذا الذي تزعم الإمامية أنّه إمام. يعني الحسن بن عليعليهما‌السلام .

__________________

٢ - الكافي ١: ٤٢٨ / ٢٠، الخرائج والجرائح ١: ٤٤٥ / ٢٨، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٢٩، وفيه باختصار، كشف الغمة ٢: ٤٢٥، مدينة المعاجز: ٥٧٨ / ٣.

٣ - الكافي ١: ٤٣٠ / ٢٥، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٣.

٤ - اثبات الوصية: ٣١٧، الخرائج والجرائح ١: ٤٣٨ / ١٦، الهداية الكبرى: ٣٨٦، كشف الغمة ٢: ٤٢٦.

٥ - ...

٥٧٣

قال: فاكتريت دابَّة وارتحلت نحو سر من رأى فوافيتها، وكان يوم ركوب الخليفة إلى الصيد، فلما ركب الخليفة ركب معه الحسن بن علي، فلما ظهروا واشتغل الخليفة باللهو، وطلب الصيد اعتزل أبو محمدعليه‌السلام وألقى إلى غلامه الغاشية فجلس عليها، فجئت إلى خرابة بالقرب منه فشددت دابّتي وقصدت نحوه، فناداني: « يا أبا محمّد لا تدن منّي فإنّ عليَّ عيوناً، وأنت أيضاً خائف ».

قال: فقلت في نفسي: هذا أيضاً من مخاريق الإمامة، ما يدري ما حاجتي؟ قال: فجاءني غلامه ومعه صرَّة فيها ثلاثمائة دينار فقال: يقول لك مولاي: « جئت تشكو إلي الشلل، وأنا أدعو الله بقضاء حاجتك، كثّر الله ولدك، وجعل فيكم أبراراً، خذ هذه الثلاثمائة دينار بارك الله لك فيها ».

قال: فما خلاني من ثلاثمائة دينار، وكانت معه.

قال: ولمّا مات واقتسمنا وجدنا مائتين وثمانين ديناراً، ثمّ أخبرتنا خادمة لنا أنّها سرقت منها عشرين ديناراً، وسألتنا أن نجعلها في حلّ منها.

٥٢١ / ٦ - عن أبي القاسم بن إبراهيم بن محمّد المعروف بابن الحميري، قال: خرج أبي محمّد بن علي من المدينة فأردت قصده، ولم أعلم في أي الطريق أخذ، فقلت: ليس لي إلا الحسن بن عليعليهما‌السلام ، فقصدته بسر من رأى ووقفت ببابه وهو مغلق، فقعدت منتظراً لداخل أو خارج، فسمعت قرع الباب وكلام جارية من خلف الباب، فقالت: يا ابن إبراهيم بن محمد، إنّ مولاي يقرئك السلام - ومعها صرّة فيها عشرون ديناراً - ويقول: « هذه بلغتك إلى أبيك » فأخذت الصرّة وقصدت الجبل، وظفرت بأبي بطبرستان، وكان بقي من الدنانير دينار واحد، فدفعته إلى أبي وقلت: هذا ما أنفذه إليك

__________________

٦ - ...

٥٧٤

مولاي؛ وذكرت له القصّة.

٥٢٢ / ٧ - عن علي بن علي بن الحسن بن شابور، قال: وقع قحط بسر من رأى في زمان المولى الحسن بن عليعليهما‌السلام ، فأمر الخليفة الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا للاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام متواليات إلى المصلّى يستسقون فما سقوا.

فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب، فلمّا مد يده هطلت السماء بالمطر، وخرج في اليوم الثاني فهطلت السماء بالمطر، فشكّ أكثر الناس وتعجبوا، وصبوا إلى دين النصرانية لما رأوا ذلك، فأنفذ الخليفة إلى أبي محمّدعليه‌السلام ، وكان محبوساً، فأخرجه من حبسه، وقال: الحق أمّة جدّك فقد هلكت. فقال له: إنّي خارج من غد ومزيل الشك فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرّهبان معه ومولانا وسيدنا الحسن بن عليعليهما‌السلام في نفر من أصحابه، فلمّا بصر بالراهب وقد مدّ يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين أصبعيه؛ ففعل وأخذ من بين سبابتيه عظماً أسود، فأخذه مولاناعليه‌السلام ثمّ قال: « استسق الآن » فاستسقى وكانت السماء مغيمة فانقشعت وطلعت الشمس بيضاء.

فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبا محمد؟

فقالعليه‌السلام : « هذا عظم نبي من أنبياء الله تعالى، وهذا رجل من نسل ذلك النبي، فوقع في يده هذا العظم، وما كشف عن عظم النبي إلاّ هطلت السماء بالمطر ».

__________________

٧ - الخرائج والجرائح ١: ٤٤١ / ٢٣، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٢٥، وفيه باختصار، كشف الغمة ٢: ٤٢٩، نور الابصار: ١٨٤، الصواعق المحرقة: ١٢٤، جواهر العقدين: ٣٩٦، مفتاح النجا: ١٨٩، ينابيع المودة: ٣٦٦، ملحقات احقاق الحق ١٢: ٢٦٤، الصراط المستقيم ٢: ٢٠٧ / ١٥، مدينة المعاجز: ٥٧٤ / ٨٣، حلية الأبرار ٢: ٥٠٢.

٥٧٥

٥٢٣ / ٨ - عن محمّد بن عبد الله، قال: لمّا أمر الزبير(١) بحمل أبي محمّدعليه‌السلام كتب إليه أبو هاشم: جعلت فداك، بلغنا خبر أقلقنا وبلغ منازل محمد بن عبد الله قال: فكتب إليه: « بعد ثلاث يأتيك الخبر » فقتل الزبير(١) يوم الثالث.

قال: فُقِدَ غلام له صغير، فلم يوجد، فأخبر بذلك فقال: « اطلبوه في البركة » فطلب فوجد فيها ميتاً.

٥٢٤ / ٩ - عن علي بن محمد الصيمري، قال: دخلت على أبي عبد الله بن عبد الله وبين يديه رقعة فقال: هذه الرقعة كتبها إليّ أبو محمّدعليه‌السلام فيها: « إنّي نازلت الله تعالى في هذا الطاغية يعني الزبير بن جعفر وهو آخذه بعد ثلاث ». فلمّا كان اليوم الثالث فعل به ما فعل.

٥٢٥ / ١٠ - عن أبي هاشم الجعفري، قال: شكوت إلى أبي محمّدعليه‌السلام ضيق الحبس وثقل القيد(٢) ، فكتب إليّ: « تصلّي الظهر اليوم في منزلك » فأخرجت في وقت الظهر فصلّيت في منزلي كما قالعليه‌السلام .

__________________

٨ - غيبة الطوسي: ١٢٤، الخرائج والجرائح ١: ٤٥١ / ٣٦، كشف الغمة ٢: ٤١٦.

(١) الزبير: هو المعتز، قتل في زمن الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام ، وخلافة المستعين كانت قبل إمامته، وتوفي عليه‌السلام في خلافة المعتمد.

٩ - غيبة الطوسي: ١٢٢، دلائل الإمامة: ٢٢٥، الخرائج والجرائح ١: ٤٢٩ / ٨، كشف الغمة ٢: ٤١٧، الصراط المستقيم ٢: ٢٠٦ / ٦، مدينة المعاجز: ٥٦٧ / ٤٩.

١٠ - الكافي ١: ٤٢٦ / ١٠، إعلام الورى: ٣٥٤، كشف الغمة ٢: ٤١٢، الخرائج والجرائح ١: ٤٣٥ / ١٣.

(٢) في ك، م: الحديد.

٥٧٦

وعنه: كنت مضيقاً، فأردت أن أطلب منه دنانير في كتابي فاستحييت منه، فلمّا صرت إلى منزلي وجّه إليَّ بثلاثمائة دينار، وكتب إليّ « إذا كانت لك حاجة فلا تستحي ولا تستحشم، واطلبها فإنّك ترى ما تحب إن شاء الله تعالى ».

٥٢٦ / ١١ - وعنه، قال: كنت في الحبس المعروف بحبس الجبيس، بالجوسق بالقصر الأحمر أنا وعبد الله الخدوري والحسين بن محمّد العقيقي، وحمزة الغراب، ومحمّد بن إبراهيم القمي، وحبس معنا أبو محمدعليه‌السلام وأخوه جعفر فحففنا به، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول إنّه علوي، فالتفت أبو محمدعليه‌السلام فقال: « لو لا أنّ فيكم من ليس منكم لأخبرتكم متّى يفرّج الله عنكم » وأومأ إلى الجمحي بأن يخرج فخرج فقالعليه‌السلام : « هذا رجل ليس منكم فاحذروه، وإنّ في ثيابه قصة كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه ». فقال بعضهم: نفتش ثيابه، ففتشوا فوجد فيها القصة يذكرنا فيها عظيمة ويعلمه بأنّنا ننقب ونهرب، وفي الحديث طول.

ثمّ قال: وكنت أصوم معه فضعفت ذات يوم، فأفطرت في بيت آخر على كعكة، وما يدري والله أحد، ثمّ جئت وجلست معه، فقال لغلامه: « أطعم أبا هاشم فإنّه مفطر » فتبسّمت فقال: « ما يضحكك يا أبا هاشم؟ إذا أردت القوّة فكل اللّحم، فإنَّ الكعك لا قوة فيه ».

فلما كان في اليوم الثالث الذي أراد الله أن يفرج عنه، جاءه الغلام وقال يا سيدي، احمل فطورك؟ فقال: « احمل وما أحسبنا نأكل

__________________

١١ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٨٢ / ١ و ٦٨٣ / ٢، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٧، وفيه باختصار، كشف الغمة ٢: ٤٣٢، إعلام الورى: ٣٥٤، نور الأبصار: ١٨٣، ١٨٤.

٥٧٧

منه » فحمل الطعام الظهر، وأطلق عند العصر وهو صائم قال: « هداكم الله ».

٥٢٧ / ١٢ - عن إسماعيل بن محمّد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، قال: قعدت لأبي محمّدعليه‌السلام على ظهر الطريق، فلمّا مرَّ بي شكوت إليه الحاجة، وحلفت له أنّه ليس عندي درهم فما فوقه، ولا غداء ولا عشاء.

قال: فقال: « تحلف بالله كاذباً وقد دفنت مائتي دينار! وليس قولي لك هذا دفعاً عن العطية، يا غلام أعطه ما معك؟ » فأعطاني غلامه مائة دينار، ثمّ أقبل عليَّ فقال: « إنّك تحرمها أحوج ما تكون إليها » ففنيت الدنانير التي دفنتها، وصدقعليه‌السلام فيما قال دفنت مائتي دينار، وقلت: تكون ظهراً وكهفاً لنا، فاضطررت ضرورة شديدة إلى شيء أنفقه، وانغلقت عليَّ أبواب الرزق ففتشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب، فما قدرت منها على شيء.

__________________

١٢ - الكافي ١: ٤٢٦ / ١٤، ارشاد المفيد: ٣٤٣، الفصول المهمة: ٢٨٦، باختلاف فيه، الخرائج والجرائح ١: ٤٢٧ / ٦، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٢، وفيهما باختصار، إعلام الورى: ٣٥٢، كشف الغمة ٢: ٤١٣، حلية الأبرار ٢: ٤٩١.

٥٧٨

٤ - فصل:

في بيان ظهور آياتهعليه‌السلام

في معان شتّى

وفيه: أربعة أحاديث

٥٢٨ / ١ - عن أحمد بن الحارث القزويني، قال: كنت مع أبي بسر من رأى نتعاطى البيطرة في مربط أبي محمّدعليه‌السلام ، وكان عند المستعين بغل لم ير مثله حسناً وكبراً، وكان يمنع ظهره من السرج ومن اللجام، وقد كان قد جمع عليه الرواض فلم تكن لهم حيلة في ركوبه فقال له بعض ندمائه: يا أمير المؤمنين، ألا تبعث إلى أبي محمّد الحسن بن الرضا حتّى يجيء، فإمّا أن يركبه [ وإما أن يقتله ] فتستريح منه، فبعث إلى أبي محمّدعليه‌السلام ، ومضى أبي معه.

قال أبي: فلمّا وصل إلى الدار كنت معه، فنظر إلى البغل واقفاً في صحن الدار فعدل إليه ووضع يده على كفله.

قال: فنظرت إلى البغل وقد عرق حتّى سال العرق منه.

ثمّ صار إلى المستعين فسلّم عليه، فرحّب وقرب وقال: يا أبا محمّد، الجم هذا البغل، فقال أبو محمّدعليه‌السلام لأبي: الجمه يا

__________________

١ - الكافي ١: ٤٢٤ / ٤، ارشاد المفيد: ٣٤١، الخرائج والجرائح ١: ٤٣٢ / ١١، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٨، وفيه باختصار، روضة الواعظين: ٢٤٨، كشف الغمة ٢: ٤١١.

٥٧٩

غلام، فقال له المستعين: الجمه أنت. فوضععليه‌السلام طيلسانه فألجمه.

ثمّ رجع إلى مجلسه فقعد، فقال له: يا أبا محمّد، أسرجه، فقال لأبي: « أسرجه يا غلام »، فقال المستعين: أسرجه أنت يا أبا محمد، فقامعليه‌السلام وأسرجه ورجع.

فقال له: أترى أن تركبه؟ فقال: « نعم » فقام فركبه من غير أن يمتنع عليه، ثمّ ركضه في الدار، ثمّ حمله على الهملجة فمشى أحسن مشي يكون، ثمّ رجع فنزل، فقال له المستعين: يا أبا محمّد، كيف رأيته؟ فقال: « يا أمير المؤمنين، ما رأيت مثله، حسناً ». فقال: خذه فهو لك، فقال: « أراه وما يصلح أن يكون مثله إلاّ لأمير المؤمنين ». فقال: يا أبا محمّد، إنّ أمير المؤمنين قد حملك عليه، فقالعليه‌السلام لأبي: « يا غلام خذه » فأخذه.

٥٢٩ / ٢ - عن سيف بن الليث، قال: خلفت ابناً لي عليلاً بمصر عند خروجي منها، وابنا لي آخر أسنّ منه، كان وصيي وقيمي على عيالي وفي ضياعي، فكتبت إلى أبي محمدعليه‌السلام أسأله الدعاء لا بني العليل، فكتب إليّ: « قد عوفي ابنك المعتل، ومات وصيّك وقيّمك الكبير، فاحمد الله، ولا تجزع فيحبط عملك وأجرك ». فورد الخبر أن ابني عوفي من علّته، ومات ابني الكبير يوم ورد عليَّ جواب أبي محمّدعليه‌السلام عن مسألتي.

٥٣٠ / ٣ - عن علي بن محمّد، عن بعض أصحابنا، قال: لمّا

__________________

٢ - الكافي ١: ٤٣٠ / ٢٦، كشف الغمة ٢: ٤٢٤.

٣ - إرشاد المفيد: ٣٤٤، الخرائج والجرائح ١: ٤٣٧ / ١٥، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٣٠، وفيه باختصار، كشف الغمة ٢: ٤١٤، اعلام الورى: ٣٦٠، مدينة المعاجز: ٥٧٨ / ١١٤.

٥٨٠