كامل الزيارات

كامل الزيارات16%

كامل الزيارات مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مكتبة الصدوق
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 357

كامل الزيارات المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 146729 / تحميل: 9207
الحجم الحجم الحجم
كامل الزيارات

كامل الزيارات

مؤلف:
الناشر: مكتبة الصدوق
العربية

( شرح أبواب الكتاب)

الباب الأوَّل. ١١

ثواب زيارة رسول الله وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين -صلوات الله عليهم-. ١١

الباب الثّاني. ١٢

ثواب زيارة رسول الله -صلى الله عليه وآله-. ١٢

الباب الثّالث.. ١٦

زيارة قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - والدُّعاء عنده ١٦

سلام مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليهما‌السلام على جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.... ١٩

الباب الرَّابع. ٢١

فضل الصّلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وثواب ذلك.. ٢١

الباب الخامس.. ٢٣

زيارة حمزة عَمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وقبور الشّهداء ٢٣

الباب السّادس.. ٢٥

فصل إتيان المشاهد بالمدينة وثواب ذلك.. ٢٥

الباب السابع. ٢٧

وَداع قبر رسول الله صلى الله عليه وآله ٢٧

الباب الثّامن. ٢٨

فضل الصَّلاة في مسجد الكوفة ومسجد سَهلة وثواب ذلك.. ٢٨

الباب التّاسع. ٣٥

الدَّلالة على قبر أمير المؤمنين عليه السلام ٣٥

الباب العاشر ٤٠

ثواب زيارة أمير المؤمنين عليه السلام ٤٠

الباب الحادي عشر ٤١

زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام وكيف يزار، والدّعاء عند ذلك.. ٤١

١

الباب الثّاني عشر ٤٨

وداع قبر أمير المؤمنين عليه السلام ٤٨

الباب الثّالث عشر ٤٩

فضل الفرات وشربه والغسل فيه ٤٩

الباب الرّابع عشر ٥٣

حبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين عليهما السلام والأمر بحبِّهما وثواب حبّهما ٥٣

الباب الخامس عشر ٥٦

زيارة الحسن بن عليٍّ عليهما السلام وقبور الأئمّة عليهم السلام بالبقيع. ٥٦

الباب السّادس عشر ٥٨

ما نزل به جَبرئيل عليه السلام في الحسين بن عليّ عليهما السلام أنّه سيقتل. ٥٨

الباب السّابع عشر ٦٢

قول جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إنّ الحسين تقتله اُمّتك من بعدك، وأراه التّربة الّتي يقتل عليها »  ٦٢

الباب الثّامن عشر ٦٥

ما نزل من القرآن بقتل الحسين عليه السلام وانتقام الله عزَّوجلَّ ولو بعد حين. ٦٥

الباب التّاسع عشر ٦٧

علم الأنبياء عليهم السلام بقتل الحسين بن علي عليهما السلام ٦٧

الباب العشرون. ٦٩

علم الملائكة بقتل الحسين عليه السلام ٦٩

الباب الحادي والعشرون. ٧٠

لعن الله تبارك وتعالى ولعن الاُنبياء قاتل الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ٧٠

الباب الثّاني والعشرون. ٧٢

قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إنّ الحسين عليه السلام تقتله اُمّته من بعده ». ٧٢

٢

الباب الّثالث والعشرون. ٧٥

قول أمير المؤمنين عليه السلام في قتل الحسين عليه السلام، وقول الحسين له في ذلك.. ٧٥

الباب الرّابع والعشرون. ٨١

ما استدلَّ به على قتل الحسين بن عليٍّ عليهما السلام في البلاد ٨١

الباب الخامس والعشرون. ٨٤

ما جاء في قاتل الحسين وقاتل يحيى بن زكريّا عليهم السلام ٨٤

الباب السّادس والعشرون. ٨٧

بكاء جميع ما خلق الله على الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ٨٧

الباب السّابع والعشرون. ٩٢

بُكاء الملائكة على الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ٩٢

الباب الثّامن والعشرون. ٩٨

بُكاء السَّماء والأرض على قتل الحسين ويحيى بن زكريّا عليهم السلام ٩٨

الباب التّاسع والعشرون. ١٠٤

نوح الجنِّ على الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ١٠٤

الباب الثّلاثون. ١٠٩

دعاء الحمام ولعْنها على قاتل الحسين عليه السلام ١٠٩

الباب الحادي والثّلاثون. ١١٠

نَوح البوم ومصيبتها على الحسين عليه السلام ١١٠

الباب الثّاني والثّلاثون. ١١١

ثواب مَن بكى على الحسين بن علي عليهما السلام ١١١

الباب الثّالث والثّلاثون. ١١٦

مَن قال في الحسين عليه السلام شعراً فبكى وأبْكى. ١١٦

الباب الرّابع والثّلاثون. ١١٩

ثواب مَن شَرِب الماءَ وذَكر الحسين عليه السلام ولعنَ قاتلَه ١١٩

٣

الباب الخامس والثّلاثون. ١١٩

بكاء « عليّ بن الحسين » على « الحسين بن علي » عليهم السلام ١١٩

الباب السّادس والثّلاثون. ١٢١

في أنّ الحسين عليه السلام قتيل العَبرة لا يذكره مؤمن إلاّ بكى. ١٢١

الباب السّابع والثّلاثون. ١٢٢

ما روي أنّ الحسين عليه السلام سيّد الشّهداء ١٢٢

الباب الثّامن والثّلاثون. ١٢٥

زيارة الأنبياء الحسين بنَ عليِّ عليهما السلام ١٢٥

الباب التّاسع والثّلاثون. ١٢٧

زيارة الملائكة الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ١٢٧

الباب الأربعون. ١٣٠

دعاء رسول الله وعليٍّ وفاطمة والأئمّة عليهم السلام لزُوّار الحسين عليه السلام ١٣٠

الباب الحادي والأربعون. ١٣٣

دعاء الملائكة لزُوَّار الحسين عليه السلام ١٣٣

الباب الثّاني والأربعون. ١٣٥

فضل صلاة الملائكة لزُوّار الحسين عليه السلام ١٣٥

الباب الثّالث والأربعون. ١٣٦

إنّ زيارة الحسين عليه السلام فرض وعهد لازم له ولجميع الأئمّة عليهم السلام على كلّ مؤمن ومؤمنة ١٣٦

الباب الرِّابع والأربعون. ١٣٧

ثواب مَن زار الحسين عليه السلام بنفسه أو جهّز إليه غيره ١٣٧

الباب الخامس والأربعون. ١٤٠

ثواب مَن زار الحسين عليه السلام وعليه خوفٌ.. ١٤٠

الباب السّادس والأربعون. ١٤٢

ثواب ما للرَّجل في نفقته إلى زيارة الحسين عليه السلام ١٤٢

٤

الباب السّابع والأربعون. ١٤٤

ما يكره اتّخاذه لزيارة الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ١٤٤

الباب الثّامن والأربعون. ١٤٦

كيف يجب أن يكون زائرَ الحسين بن عليٍّ صلوات الله عليهما ١٤٦

الباب التّاسع والأربعون. ١٤٧

ثواب مَن زار الحسين عليه السلام راكِباً أو ماشياً ومُناجاة الله لزائره ١٤٧

الباب الخمسون. ١٥١

كرامة الله تبارك وتعالى لزُوَّار الحسين بن علي عليهما السلام ١٥١

الباب الحادي والخمسون. ١٥٢

إنّ أيّام زائري الحسين عليه السلام لا تعدّ من أعمارهم. ١٥٢

الباب الثّاني والخمسون. ١٥٢

إنَّ زائري الحسين عليه السلام يكونون في جِوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليٍّ وفاطمة عليهما السلام ١٥٢

الباب الثّالث والخمسون. ١٥٣

إنّ زائري الحسين عليه السلام يدخلون الجنّة قبل الناس. ١٥٣

الباب الرّابع والخمسون. ١٥٣

ثواب مَن زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه ١٥٣

الباب الخامس والخمسون. ١٥٨

مَن زار الحسينَ عليه السلام حُبّاً لرسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة عليهم السلام ١٥٨

الباب السّادس والخمسون. ١٥٩

مَن زار الحسين عليه السلام تشوّقاً إليه ١٥٩

الباب السّابع والخمسون. ١٦١

مَن زار الحسين عليه السلام احتساباً ١٦١

الباب الثّامن والخمسون. ١٦٣

إنَّ زيارة [قبر] الحسين عليه السلام أفضل ما يكون مِن الأعمال. ١٦٣

٥

الباب التّاسع والخمسون. ١٦٤

إنّ مَن زار الحسين عليه السلام كان كمن زار الله في عَرشه وكتب في أعلىُ علّيّين. ١٦٤

الباب السّتّون. ١٦٧

إنَّ زيارة الحسين والأئمّة عليهم السلام تعدل زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ١٦٧

الباب الحادي والسّتّون. ١٦٨

إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تزيد في العمر والرِّزق وإنَّ تركها تنقصهما ١٦٨

الباب الثّاني والسّتّون. ١٧٠

إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تحطّ الذّنوب.. ١٧٠

الباب الثّالث والسّتّون. ١٧٢

إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تَعدِلُ عُمْرَة ١٧٢

الباب الرّابع والسّتّون. ١٧٥

إنَّ زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل حَجّة ١٧٥

الباب الخامس والسّتون. ١٧٧

في أنَّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجّة وعمرة ١٧٧

الباب السّادس والسّتّون. ١٨١

إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل حِججا ( كذا ) ١٨١

الباب السّابع والسّتّون. ١٨٥

إنّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل عتق الرّقاب.. ١٨٥

الباب الثّامن والسّتّون. ١٨٦

إنَّ زُوَّار الحسين عليه السلام مشفّعون. ١٨٦

الباب التّاسع والسّتّون. ١٨٨

إنَّ زيارة الحسين عليه السلام يُنفّس بها الكرب وتقضى بها الحوائج. ١٨٨

الباب السّبعون. ١٩١

ثواب زيارة الحسين عليه السلام يوم عرفة ١٩١

٦

الباب الحادي والسّبعون. ١٩٦

ثواب مَن زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء ١٩٦

الباب الثّاني والسّبعون. ٢٠٢

ثواب زيارة الحسين عليه السلام في النِّصف مِن شَعبان. ٢٠٢

الباب الثّالث والسّبعون. ٢٠٥

ثواب من زار الحسين عليه السلام في رجب.. ٢٠٥

الباب الرّابع والسّبعون. ٢٠٥

ثواب من زار الحسين عليه السلام في غير يوم عيد ولا عرفة ٢٠٥

الباب الخامس والسًّبعون. ٢٠٧

مَن اغتسل في الفرات وزار الحسين عليه السلام ٢٠٧

الباب السّادس والسَّبعون. ٢١٠

الرُّخصة في ترك الغُسْل لزيارة الحسين عليه السلام ٢١٠

الباب السّابع والسّبعون. ٢١٢

إنَّ زائري الحسين عليه السلام العارفين بحقّه تشيّعهم الملائكة وتستقبلهم وتعودهم إذا مرضوا، ويشهدونهم إذا ماتوا ويستغفرون لهم إلى يوم القيامة ٢١٢

الباب الثّامن والسّبعون. ٢١٦

فيمن ترك زيارة الحسين عليه السلام ٢١٦

الباب التّاسع والسَّبعون. ٢١٨

زيارات الحسين بن عليِّ عليهما السلام ٢١٨

الباب الثّمانون. ٢٦٤

كيف الصّلاة عند قبر الحسين عليه السلام ٢٦٤

الباب الحادي والثّمانون. ٢٦٥

التّقصير في الفريضة والرّخصة في التّطوّع عنده وجميع المشاهد. ٢٦٥

الباب الثّاني والثّمانون. ٢٦٧

التّمام عند قبر الحسين عليه السلام وجميع المشاهد. ٢٦٧

٧

الباب الثّالث والثمانون. ٢٦٩

إنَّ الصَّلاة الفريضة عنده تَعدل حَجَّة، والنّافلة عُمرة ٢٦٩

الباب الرَّابع والثّمانون. ٢٧١

وَداع قبر الحسين بن عليِّ عليهما السلام ٢٧١

الباب الخامس والثّمانون. ٢٧٤

زيارة قبر العبّاس بن عليٍّ عليهما السلام ٢٧٤

الباب السّادس والثمانون. ٢٧٦

وَداع قَبر العَبّاس بن عَليٍّ عليهما السلام ٢٧٦

الباب السّابع والثّمانون. ٢٧٧

وداع قُبور الشّهداء عليه السلام ٢٧٧

الباب الثّامن والثّمانون. ٢٧٧

فَضل كربلاء وزيارة الحسين عليه السلام ٢٧٧

الباب التّاسع والثّمانون. ٢٩٠

فضل الحائر وحُرْمَته ٢٩٠

الباب التّسعون. ٢٩١

إنَّ الحائر مِن المواضع الَّتي يحبُّ الله أنْ يُدعىُ فيها ٢٩١

الباب الحادي والتّسعون. ٢٩٣

ما يستحبُّ مِن طين قبر الحسين عليه السلام وأنَّه شِفاءٌ ٢٩٣

الباب الثّاني والتّسعون. ٢٩٧

إنّ طين قبر الحسين عليه السلام شفاء وأمان. ٢٩٧

الباب الثّالث والتّسعون. ٢٩٨

من أين يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام وكيف يؤخذ. ٢٩٨

الباب الرّابع والتّسعون. ٣٠٣

ما يقول الرَّجل إذا أكل من تربة قبر الحسين عليه السلام ٣٠٣

الباب الخامس والتّسعون. ٣٠٤

إنَّ الطّين كلّه حَرامٌ إلاّ طين قبر الحسين عليه السلام فإنَّه شِفاءٌ ٣٠٤

٨

الباب السّادس والتّسعون. ٣٠٦

مَن نَأَتْ دارُه وبَعُدتْ شُقَّته كيف يزوره صلوات الله عليه ٣٠٦

الباب السّابع والتّسعون. ٣١٠

ما يكره من الجفاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام ٣١٠

الباب الثّامن والتّسعون. ٣١٣

أقلّ ما يزار فيه الحسين عليه السلام وأكثر ما يجوز تأخير زيارته للغنيّ والفقير. ٣١٣

الباب التّاسع والتّسعون. ٣١٨

ثواب زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر ومحمّد بن عليٍّ الجواد عليهم السلام ببغداد ٣١٨

الباب المائة ٣٢١

زيارة أبي الحسن موسى بن جعفر وأبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليهم السلام ٣٢١

الباب الحادي والمائة ٣٢٣

ثواب زيارة أبي الحسن عليِّ بن موسى الرِّضا عليه السلام بطوس. ٣٢٣

الباب الثّاني والمائة ٣٢٨

زيارة قبر أبي الحسن الرِّضا عليه السلام ٣٢٨

الباب الثّالث والمائة ٣٣٣

زيارة أبي الحسن عليِّ بن محمَّدٍ الهادي وأبي محمَّدٍ الحسن بن عليٍّ العسكريّ عليهم السلام بـ « سُرَّ مَن رأى »  ٣٣٣

الباب الرّابع والمائة ٣٣٥

زيارةٌ لجميع الأئمَّة ٣٣٥

صلوات الله عليهم أجمعين. ٣٣٥

الباب الخامس والمائة ٣٣٨

فضل زيارة المؤمنين وكيف يُزارون. ٣٣٨

الباب السّادس والمائة ٣٤٣

فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام بقمّ. ٣٤٣

٩

الباب السّابع والمائة ٣٤٣

فضل زيارة قبر عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيِّ بالرَّيِّ. ٣٤٣

الباب الثّامن والمائة ٣٤٤

نَوادر الزِّيارات.. ٣٤٤

١٠

الباب الأوَّل

( ثواب زيارة رسول الله وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين)

- صلوات الله عليهم -

١- أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولُوَيه القمّيّ الفقيه قال: حدَّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقيِّ، عن قاسم بن يحيى، عن جَدّه الحسن بن راشد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: بينا الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام في حِجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ رفع رأسه فقال له: ياأبة ما لمن زارَك بعد موتك؟ فقال: يابنيّ من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومن أتى أخاك بعد موته فله الجنّة، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة ».

٢ - عنه(١) ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن عليَّ بن أسباط، عن عثمان بن عيسى، عن المُعلّى [بن] أبي شهاب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال الحسين - صلوات الله عليه - لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما جزاء من زارَك؟ فقال: يا بُنَيّ من زراني حيّاً أو ميّتاً، أو زارَ أباك أو زارَ أخاك أو زارَك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتّى اُخلّصه مِن ذنوبه ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ؛ ومحمّد بن يعقوبَ، عن أحمدَ بن إدريس - عمّن ذكره - عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن عليّ - رفعه - « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ من زارني في حياتي أو بعد مَوتي؛ أو زارَك في حياتك أو بعد موتك؛ أو زار ابنَيك في حَياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن اُخلّصه من أهوالها وشدائدها حتّى اُصيّره معي في درجتي ».

__________________

١ - الضّمير راجع إلى سعد بن عبدالله القمّيّ.

١١

٤ - حدَّثني محمّد بن يعقوب قال: حدَّثني عدَّة من أصحابنا؛ منهم: أحمدُ بنُ إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى، عن العَمُركي بن عليّ، عن يحيى - وكان خادماً لأبي جعفر الثّانيعليه‌السلام - عن بعض أصحابنا - رفعه إلى محمّد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من زارني أو زارَ أحداً من ذرّيّتي زُرتُه يوم القيامة فأنقذته من أهوالها ».

٥ - حدّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مهزيار، عن أبيه الحسن، عن أبيه علي بن مَهزيار قال: حدّثنا عثمان بن عيسى، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب، عن أبي عبدالله « قال: قال الحسين بن عليعليهما‌السلام لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بنيّ من زارني حيّاً أو ميّتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة فاُخلّصه من ذنوبه ».

الباب الثّاني

( ثواب زيارة رسول الله - صلى الله عليه وآله -)

١ - حدّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبان، عن السَّدُوسيّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة ».

٢ - حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمدرحمه‌الله ، عن محمّد بن الحسن - الصّفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي نجران « قال: قلت لأبي جعفر الثانيعليه‌السلام : جعلت فداك ما لمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمدا(١) ؟ قال: له الجنة ».

٣ - حدثني جماعة من مشايخنا، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معاوية بن حُكيم، عن عبدالرّحمن بن أبي نَجران « قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عمّن زارَ قبر النَّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قاصداً؟ قال: له الجنّة ».

__________________

١ - أي لمحض الزّيارة لا لشيء آخر.

١٢

٤ - حدَّثني جماعةُ من مشايخنا بهذا الإسناد عن عبدالرّحمن بن أبي نَجران، عن أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام « قال: قلت: ما لمن زارَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمّداً؟ قال: يدخله الله الجنّة ان شاءَ الله ».

٥ - حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن عليِّ بن الحكم، عن سَيف بن عَميرة، عن أبي بكر الحَضرَميّ(١) « قال: قد أمرني أبو عبداللهعليه‌السلام أن أكثر الصّلاة في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما استطعتُ، وقال: إنّك لا تقدِر عليه كلّما شِئت، وقال لي: تأتي قبرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقلتُ: نَعَم، فقال: أما أنّه يسمعك من قريب ويبلّغه عنك إذا كنت نائياً ».

٦ - وبإسناده عن سَيف بن عَميرَة، عن عامر بن عبدالله « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : إنّي زِدتُ جمّالي دينارين أو ثلاث على أن يمرٌ بي على المدينة، فقال: قد أحسنت! ما أيسر هذا؛ تأتي قبرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتسلّم عليه، أما إنّه ليسمعك من قريب ويبلغه عنك من بَعيد ».

٧ - حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرَّحمن بن أبي نجرانَ « قال: قلت لأبي جعفر الثانيعليه‌السلام : جعلت فداك ما لمن زارَ قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمّداً؟ قال: يدخله الله الجنّة إن شاءَ الله ».

٨ - حدّثني محمّد بن يعقوبَ، عن عدَّة من رجاله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرَّحمن بن أبي نجران « قال: قلت لأبي جعفر الثّانيعليه‌السلام : جعلت فِداك ما لمن زارَ قبرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمّداً؟ قال: له الجنّة ».

٩ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد؛ ومحمّد بن يعقوبَ، عن عليّ بن محمّد بن بُندار، عن إبراهيم بن إسحاقَ، عن محمّد بن سليمان الدِّيلميّ،

__________________

١ - هو عبدالله بن محمّد الحضرميّ.

١٣

عن أبي جحر الأسلميّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قالَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أتى مكّة حاجّاً ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة؛ ومن زارني زائراً وجبت له شفاعتي؛ ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة، ومن مات في أحد الحرمين؛ مكّة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب؛ ومات مهاجراً إلى الله وحشر يوم القيامة مع أصحاب بدر ».

١٠ - حدّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبان، عن السَّدُوسيّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة ».

١١ - حدّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سَلَمَة بن الخطّاب قال: حدّثني عليُّ بن سَيف قال: حدّثني الفضل بن مالك النَّخعيُّ قال: حدّثني إبراهيم بن أبي يحيى المدنيِّ، عن صَفوانَ بن سُلَيم، عن أبيه، عن النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله « قال: من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة ».

١٢ - وعنه، عن سلَمَة، عن عليِّ بن سَيف قال: حدَّثني سليمان بن عُمَرَ - النَّخَعيّ، عن عبدالله بن الحسن، عن أبيه، [عن آبائه] عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، وكنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة ».

١٣ - وعنه، عن سَلَمَةَ، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان، عن السَّدُوسيِّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أتاني زائراً كنت له شفيعاً يوم القيامة ».

١٤ - وعنه، عن سَلَمَة قال: حدَّثني زيد بن أبي زيد الهَرَوي، عن قُتَيبة بن سعيد « قال: قال رسول الله: من أتاني زائراً في المدينة محتسباً كنت له شفيعاً يوم القيامة ».

١٥ - حدّثني جماعة من مشايخيرحمهم‌الله عن محمّد بن يحيى؛ وأحمد بنِ إدريسَ جميعاً، عن سَلَمَةَ قال: حدَّثني بعض أصحابنا بهذا الحديث عن ابن -

١٤

أبي نَجرانَ « قال: قلت له: ما لمن زارَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمّداً؟ قال: يدخله الله الجنّة ».

١٦ - حدّثني أبي؛ وجماعة من مشايخي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبان، عن السَّدوسيّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة ».

١٧ - حدّثني أبو الفضل محمّد بن أحمد بن سليمان، عن موسى بن محمّد بن موسى، عن محمّد بن محمّد الأشعث قال: حدَّثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال: حدَّثنا أبي، عن أبيه، عن جدِّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليِّ بن الحسينعليهم‌السلام « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليَّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسّلام فإنّه يبلغني ».

١٨ - حدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال الحسين بن عليعليهما‌السلام لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بُنَيَّ من زارني حيّاً أو ميّتاً كان حقاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة واُخلّصه من ذنوبه ».

حدّثني أبيرحمه‌الله ، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد بإسناده مثله.

١٩ - حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفُضَيل بن يَسار، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: إنَّ زيارة قبر رسول الله تَعدل حجّة مع رسول الله مَبرورَة ».

٢٠ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عُقبة، عن زَيدٍ الشَّحّام « قال: قلت لأبي عبدالله: ما لمن زار قبر رسولِ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: كمن زار الله في عرشه ».

١٥

الباب الثّالث

( زيارة قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - والدُّعاء عنده)

١ - حدَّثني أبي؛ ومحمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضّالَة بن أيّوب؛ وصَفوان؛ وابن أبي عُمَير جميعاً، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حين تريد أن تدخلها ثمّ تأتي قبر النَّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فتسلّم على رسول الله ثمّ تقوم عند الاُسطوانة المقدّمة عن جانب القبر الأيمن عند رأس القبر وأنت مستقبل القبلة ومَنْكِبُك الأيسرُ إلى جانب القبر ومَنْكِبُك الأيمن ممّا يلي المِنبر، فإنّه موضع رأس النّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول: «أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَأنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لإُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأدَّيْتَ الَّذي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَأنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ (١) بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرينَ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ أفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي إسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اللّهُمَّ اجْعَلْ صَلَواتِكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وعِبادِك الصّالحين وَأنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَأهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ؛ وَمَنْ سَبَّحَ لِرَبِّ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاَْخِرينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَأمينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ وأعْطِهِ الدَّرَجَةَ والْوَسيلَةَ مِنَ الْجَّنَةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاَْخِرُونَ، اللّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ: «وَلَوْ أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً (٢) »،وَإنّي أتَيْتُ نَبيَّكَ

__________________

١ - بضمّ الهمزة وفتحها وكسرها جميعاً.

٢ - النّساء: ٦٤.

١٦

مُسْتَغْفِرًا تائِباً مِنْ ذُنُوبي، وَإنّي أتَوَجَّهُ إليكَ بنَبيِّك نَبي الرَّحمةِ محمّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يا محمّدُ إنّي أتَوَجَّه إلَى اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ [بِكَ] لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي »،

وإن كانت لك حاجةٌ فاجعل قبر النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله خلفَ كِتْفَيك، واستقبل القِبلةً، وارفع يديك واسأل حاجتك، فإنّك أحرى أن تقضى إن شاءَ الله ».

٢ - حدّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويّ، عن عبدالله بن نُهَيك، عن ابن أبي عُمَير، عن معاوية بن عمّار « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : إذا فَرَعتَ من الدُّعاء عند القبر فَأتِ المنبَر وامسَحه بيدك وخُذ برُمَّانتَيه وهما السُّفلاوانِ؛ وامْسَحْ وَجهَك وعَينَك به، فإنّه يقال: إنّه شِفاءٌ لِلعَين، وقم عنده فاحمد الله وأثْنِ عليه، وسَلْ حاجتَك، فإنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما بين مِنبري وبَيتي رَوضةٌ من رياض الجنّة، وإنَّ مِنبري على تُرْعَةٍ من تُرَع الجَنّة، وقوائمُ المنبر رُتِّبَ في الجنة - والتُّرعة هي الباب الصّغير -، ثمّ تأتي مقام النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فصلّ فيه ما بدا لك، فإذا دخلت المسجد فَصَلِّ على محمّد وآله، وإذا خرجت فافعل ذلك وأكثر من الصَّلاة في مسجد النَّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٣ - حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكريّ، عن الحسن بن عليّ بن مَهزيار، عن أبيه عليِّ بن مَهزيار، عن عليِّ بن الحسن ابن عليِّ بن عُمرَ بن عليّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب، عن عليِّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام « قال: كان عليُّ بن الحسينعليهما‌السلام يقف على قبر النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ويسلّم ويشهد له بالبلاغ ويدعو بما حضره، ثمَّ يُسنِد ظهرَه إلى قبر النَّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المَرمَرة الخَضراء الدَّقيقة العَرض ممّا يلي القبر ويلتزق بالقبر ويسند ظهره إلى القبر ويستقبل القبلةَ ويقول:

«اللّهمّ إليك ألجأتُ أمري؛ وَإلى قبرِ محمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ أسْنَدْتُ ظَهري، وَالقِبْلَةَ الَّتي رَضيتَ لِمُحمّدٍ استَقْبَلْتُ، اللّهمَّ إنّي أصْبَحْتُ لا أمْلِكُ لِنَفْسي خَيْرَ ما أرْجُو لَها ولا أدَفْعُ عَنها شَرَّ ما أحْذَرُ عليها، وأصْبَحتِ الاُمورُ بِيَدِك ولا فَقيرَ أفْقَرُ مِنّي، إنّي لِما أنْزَلتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، اللّهُمَّ أرِدْني مِنكَ بِخَيْرٍ فَلا رادَّ لِفَضْلِكَ، اللّهمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن تُبدِّلَ اسْمي أو أن تُغيّرَ جِسمي أو تُزِيلَ نِعمَتك عَنّي، اللّهمّ زَيِّني بِالتَّقْوى وجَمِّلْني

١٧

بالنِّعَم وَاعْمُرْني بِالعافِيَةِ، وَارْزُقْني شُكْرَ العافِيَةِ ».

٤ - حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الرَّحمن بن أبي نَجرانَ؛ والحسين بن سعيد؛ وغير واحدٍ، عن حمّاد بن عيسى، عن محمّد بن مسعود « قال: رأيت أبا عبداللهعليه‌السلام انتهى إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فوضع يَدَه عليه وقال: «أسْالُ اللهَ الَّذي اجْتَباكَ وَاخْتارَكَ وَهَداكَ وَهَدى بِكَ أنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ » ثمّ قال: «اِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً (١) ».

٥ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي البلاد « قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : كيف تقول في التَّسليم على النَّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قلت: الَّذي نعرفُه وروِّيناه، قال: أو لا اُعلِّمكَ ما هو أفضلُ مِن هذا؟ قلت: نعم جُعِلتُ فِداك، فكتب لي - وأنا قاعِدٌ - بخطّه وقرأه عليَّ: إذا وقفتَ على قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقل:

«أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، [ وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ] وَأشْهَدُ أنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ خاتَمُ النٌبيّينَ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لاُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ، وَعَبَدْتَه حتّى أتاكَ الْيَقينُ، وأدَّيْتَ الّذي عليك مِنَ الحَقّ، اللّهمَّ صَلِّ علىُ محمّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِك ونَجيّكَ وأمِينِكَ وصَفِيّكَ وخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ أفْضَلَ ما صَلَّيتَ علىُ أحَدٍ مِن أنبيائك ورُسُلِكَ، اللّهُمّ سَلّمْ علَى محمَّدٍ وآل محمّدٍ كما سَلَّمْتَ عَلى نُوحٍ في العالَمِينَ، وَامْنُنْ علىُ محمّدٍ وآل محمّدٍ كما مَنَنْتَ علىُ موسى وهارون، وبارِك على محمّدٍ وآل محمّدٍ كما بارَكتَ علىُ إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنّك حَميدٌ مجيدٌ، اللّهمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وتَرحَّمْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اللّهمَّ رَبَّ البيتِ الحَرام ورَبَّ المسجدِ الحَرام ورَبَّ الرُّكْن والمقامِ، ورَبَّ البَلَدِ الحَرام، ورَبَّ الحِلِّ والحَرم، ورَبَّ المشْعَرِ الحَرام، بلِّغْ رُوحَ نَبِيِّك محمّدٍ منّي السَّلام » ».

__________________

١ - الأحزاب: ٥٦.

١٨

٦ - حدَّثني محمّد بن يعقوب الكلينيُّ، عن عدّة من أصحابنا، عن سَهل بن زياد، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر « قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : كيف السّلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند قبره؟ فقال:

«السَّلامُ عَلى رَسولِ اللهِ، السَّلامُ عليكَ يا حَبيبَ اللهِ، السَّلامُ عليكَ يا صَفْوَةَ اللهِ، والسَّلام عليك يا أمينَ اللهِ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ، وعَبَدتَه مُخلِصاً حتّى أتاكَ اليَقينُ، فجزاكَ اللهُ أفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ اُمَّتِه، اللّهمَّ صَلَّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ أفضلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ » ».

سلام مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظمعليهما‌السلام

على جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

٧ - [ و ] بإسناده، عن سهل، عن عليِّ بن حسّان - عن بعض أصحابنا - « قال: حضرتُ أبا الحسن الأوَّلعليه‌السلام وهارون الخليفة، وعيسى بن جعفر وجعفر بن يحيى بالمدينة، وقد جاؤوا إلى قبر النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال هارون لأبي الحسنعليه‌السلام : تقدَّم، فأبى، فتقدَّم هارونُ فسلّم وقام ناحية، فقال عيسى بن جعفر، فقال جعفر لأبي الحسنعليه‌السلام : تقدَّمَ، فأبى، فتقدَّمَ عيسى بن جعفر فسلّم ووقف مع هارونَ، فقال جعفر لأبي الحسنعليه‌السلام : تقدَّمَ فأبى فتقدَّمَ جعفر فسلم ووقف مع هارون، وتقدَّم أبو الحسنعليه‌السلام فقال: «السَّلامُ عَلَيكَ يا أبَه، أسالُ اللهَ الَّذي اصْطَفاكَ واجْتَباكَ وهَداكَ وهَدى بِكَ أنْ يُصلّي عَلَيكَ »، فقال هارون لعيسى: سَمعتَ ما قال؟! قال: نَعَم، فقال هارون لعيسى: سَمعتَ ما قال؟! قال: نَعَم، فقال هارون: أشهد أنّه أبوه حَقّاً ».

٨ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار، عن أبيه، عن جَدِّه عليًّ بن مَهزيار، عن عليِّ بن الحسن العلويّ ابن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب، عن عليِّ بن جعفر، عن أخيه موسى، عن أبيه، عن جدِّهعليهم‌السلام « قال: كان أبي عليُّ بن الحسين يقف على قبر النّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلّم عليه ويشهد له بالبلاغ ويدعو بما حضره، ثمَّ يسند ظهره إلى قبر النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المَرمَرة الخضراء الدَّقيقة العَرض ممّا يلي القبر، ويلتزق بالقَبر ويُسندُ ظَهره إلى القَبر و

١٩

يستقبل القبلة فيقول:

«اللّهمّ إلَيكَ ألجأْتُ أمرِي، وَإلى قبرِ محمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ أسْنَدْتُ ظَهري، وَالقِبْلَةِ الَّتي رَضيتَ لِمُحمّدٍ استَقْبَلْتُ، اللّهمَّ إنّي أصْبَحْتُ لا أمْلِكُ لِنَفْسي خَيْرَ ما أرْجُو لَها ولا أدَفْعُ عَنها شَرَّ ما أحْذَرُ عليها، وأصْبَحَتِ الاُمورُ كُلُّها بِيَدِك، ولا فَقيرَ أفْقَرُ مِنّي، إنّي لِما أنْزَلتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، اللّهُمَّ أرِدْني مِنكَ بِخَيْرٍ، ولا رادَّ لِفَضْلِكَ، اللّهمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن تُبدِّلَ اسْمي [أ] وتُغيّرَ جِسمي؛ أو تُزِيلَ نِعمَتَكَ عَنّي، اللّهمَّ زَيِّني بِالتَّقْوى، وجَمِّلْني بالنِّعَم وَاعْمُرْني بِالعافِيَةِ، وَارْزُقْني شُكْرَ العافِيَةِ ».

ما يجب أن يُدعى به عند قبر سيِّدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتَحرٌج في المناسك

٩ - حدَّثني عليُّ بن الحسين، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبدالله زكريا المؤمن، عن إبراهيم بن ناجية، عن إسحاقَ بن عمار « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : علِّمني تسليماً خفيفاً على النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: قل: «أسْالُ اللهَ الَّذي انْتَجَبَكَ وَاصْطَفاكَ واختارَكَ وهَداكَ وهَدى بِكَ أنْ يُصَلّي عَلَيكَ صَلاةً كَثِيرةً طَيِّبةً » ».

١٠ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ ويعقوب بن يزيد؛ وموسى بن عُمَرَ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام « قال: قلت: كيف السَّلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند قبره؟ فقال: تقول:

«السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، السَّلام عليك وَرَحْمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسولَ اللهِ، السّلام عليكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَهَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ، أشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاَُِمَّتِكَ وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ وَعَبَدْتَهُ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، فَجَزاكَ اللهُ أفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ اُمَّتِهِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مَحَمِّدٍ وآلِ مُحَمِّدٍ أفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اِبْراهِيمَ وَآلِ إبراهيمَ، اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ » ».

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

.........................................

____________________________________

الدار ساعة ، ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئاً وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت. فقلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أيّ شيء هو؟

فقال : «فضلة من زَغَب(١) الملائكة نجمعه إذا خلونا ، نجعله سيحاً(٢) لأولادنا».

فقلت : جعلت فداك وإنّهم ليأتونكم؟

فقال : «يا أبا حمزة إنّهم ليزاحمونا على تكأتنا»(٣) .

٤ ـ علي بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : سمعته يقول : «ما من ملك يهبطه الله في أمر ، ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه ، وإنّ مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر»(٤) .

٥ ـ حبيب بن مظاهر الأسدي أنّه قال للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام : أيّ شيء كنتم قبل أن يخلق الله آدم عليه السلام؟ قال : «كنّا اشباح نور ندور حول عرش الرحمن ، فنعلّم الملائكة ، التسبيح والتهليل والتحميد»(٥) .

٦ ـ عبد الله بن عجلان السكوني قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : بيت علي وفاطمة من حجرة رسول الله صلوات الله عليهم ، وسقف بيتهم عرش ربّ العالمين وفي قعر بيوتهم فُرجة مكشوطة إلى العرش ، معراج الوحي والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحاً ومساءً ، وفي كلّ ساعة وطرفة عين ، والملائكة لا ينقطع فوجهم ، فوج ينزل وفوج يصعد.

وإنّ الله تبارك وتعالى كشط لإبراهيم عليه السلام عن السماوات حتّى أبصر العرش وزاد

__________________

(١) الزغب بفتحتين : صغار الريش وليّنه أوّل ما ينبت.

(٢) جاء في هامش الكافي إنّه بالياء ضرب من البرود ، أو بالباء بمعنى السبحة.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٣٩٤ ح ٣.

(٤) الكافي : ج ١ ص ٣٩٤ ح ٤.

(٥) بحار الأنوار : ج ٦٠ ص ٣١١ ب ٤٠ الحديث.

٤١

.........................................

____________________________________

الله في قوّة ناظره.

وإنّ الله زاد في قوّة ناظرة محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم وكانوا يبصرون العرش(١) ولايجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش ، فبيوتهم مسقّفة بعرش الرحمن ، ومعارج معراج الملائكة والروح فوج بعد فوج لا إنقطاع لهم ، وما من بيت من بيوت الأئمّة منّا إلاّ وفيه معراج الملائكة لقول الله :( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (٢) .

قال : قلت : من كلّ أمر؟

قال : بكلّ أمر.

قلت : هذا التنزيل؟

قال : نعم(٣) .

__________________

(١) أي يبصرون ملكوت السماوات والأرض ، أو يدركون علوم الله تعالى ومعارفه وآياته كما أفاده في حاشية البحار.

(٢) سورة القدر : الآية ٤ و ٥.

(٣) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٩٧ ب ح ٧١.

٤٢

وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ (١)

____________________________________

(١) ـ المهبِط بكسر الباء على وزن مسجد بمعنى محلّ الهبوط والنزول ، أي محلّ نزول الوحي وهبوطه.

وفسّر الوحي في اللغة بأنّه هو كلّ ما ألقيته إلى غيرك بإشارة أو كتابة أو رسالة أو إلهام أو خفيّ كلام(١) .

وذكر في المرآة(٢) : مجيء الوحي بمعنى الإلهام في مثل قوله تعالى :( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ) (٣) واستقصى في المفردات(٤) معاني الوحي أنّه قد يكون بالإلهام كما في قوله تعالى :( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ ) (٥) أو بمنام كما في قوله تعالى :( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ ) (٦) أو بتسخير كما في قوله تعالى :( وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) (٧) أو برسول كما في تبليغ جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله ، أو سماع كلام من معاينة كسماع موسى كلام الله تعالى.

والذي يفضي إليه التحقيق ويناسب آي الكتاب الكريم هو ما جاء في السفينة(٨) ما حاصله : أنّ وحيه تعالى منحصر في الإلهام والإلقاء في المنام ، وخلق الصوت ، وإرسال الملك.

فينتج «إنّ ما جاء من الله تعالى بالإلهام أو المنام أو الصوت أو الملك لأي شخص خصوصاً إذا كان رسولاً يكون وحياً».

وأهل البيت عليهم السلام مهبط هذا الوحي الإلهي.

إمّا باعتبار نزول الوحي على سيّدهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كما تلاحظه في

__________________

(١) مجمع البحرين : ص ٩١.

(٢) مرآة الأنوار : ص ٢٢٢.

(٣) سورة المائدة : الآية ١١١.

(٤) مفردات الراغب : ص ٥١٥.

(٥) سورة القصص : الآية ٧.

(٦) سورة الأنبياء : الآية ٢٥.

(٧) سورة النحل : الآية ٦٨.

(٨) سفينة البحار : ج ٨ ص ٤٢٠.

٤٣

.........................................

____________________________________

حديث الحكم بن عتيبة قال : لقي رجل الحسين بن علي عليهما السلام بالثعلبية وهو يريد كربلاء ، فدخل عليه فسلّم عليه.

فقال له الحسين عليه السلام : من أي البلاد أنت؟

قال : من أهل الكوفة.

قال : أما والله يا أخا أهل الكوفة ، لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل عليه السلام من دارنا ونزوله بالوحي على جدّي ، يا أخا أهل الكوفة أفمستقى الناس العلم من عندنا ، فعلموا وجهلنا؟! هذا ما لا يكون(١) .

أو باعتبار نزول الوحي عليهم أيضاً بالمعنى الأعمّ في ليلة القدر كما تلاحظه في حديث الحسن بن العبّاس ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال الله عزّوجلّ في ليلة القدر :( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٢) . يقول : ينزل فيها كلّ أمر حكيم ، والمحكم ليس بشيئين ، إنّما هو شيء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزّ وجلّ ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت.

إنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الاُمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا.

وإنّه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم الله عزّ وجلّ الخاصّ والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ، ثمّ قرأ :( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٣٩٨ ح ٢.

(٢) سورة الدخان : الآية ٤.

٤٤

.........................................

____________________________________

اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (١) ـ(٢) .

ويضاف إلى ذلك أحاديث تفسير سورة القدر(٣) وأحاديث تفسير(٤) آية( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (٥) . وحديث عبد الله بن عجلان السكوني المتقدّم(٦) .

__________________

(١) سورة لقمان : الآية ٢٧.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٤٨ ح ٣.

(٣) تفسير الكنز : ج ١٤ ص ٣٥٩.

(٤) تفسير الكنز : ج ١٢ ص ٤٦٩.

(٥) سورة النجم : الآية ٣ ـ ٤.

(٦) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٩٧ ب ٣ ح ٧١.

٤٥

وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ (١)

____________________________________

(١) ـ المعدِن بكسر الدال في الأصل بمعنى محلّ إستقرار الجواهر وإفاضتها كما في اللغة.

والرحمة هي الإحسان والإنعام والإفضال على الغير(١) .

ومعدنية أهل البيت عليهم السلام للرحمة الإلهية تكون لوجوه :

(الف) : لأجل أنّهم مظاهر رحمة الله على الخلق ، والشفقة على الرعيّة ، وقد بلغت رحمتهم الغاية والنهاية ، فكانوا معادن الرحمة. وقد بعث جدّهم رحمةً للعالمين وهم ورثته واُرومته ، قال عزّ إسمه :( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) (٢) وقد وصفه الله تعالى بقوله :( بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٣) .

وقد بُعث لإسعاد الخلق وصلاح معاشهم ومعادهم هو وأهل بيته عليهم السلام كما تلاحظه في تفسير قوله تعالى( رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) (٤) .

وتلاحظ رحمتهم وشفقتهم بوضوح في سيرتهم الشريفة.

(ب) : لأجل إنّ الرحمة الربّانية الخاصّة والعامّة في هذا الكون حتّى الأمطار والأرزاق إنّما تنزل بسببهم وواسطتهم وبركتهم ويمنهم وفيض وجودهم كما يدلّ عليه حديث الكساء الشريف(٥) الذي ورد فيه : «فقال الله عزّ وجلّ : يا ملائكتي

__________________

(١) المفردات : ص ١٩١.

(٢) سورة الأنبياء : الآية ١٠٧.

(٣) سورة التوبة : الآية ١٢٨.

(٤) تفسير الكنز : ج ٨ ص ٤٨٤.

(٥) بسنده التامّ ومتنه الشريف الوارد في العوالم : ج ١١ قسم ٢ ص ٩٣٣.

علماً بأنّ السند مشتمل على أعاظم علماءنا وأكابر فقهاءنا فهو هكذا :

قال الشيخ عبد الله البحراني صاحب العوالم : رأيت بخطّ الشيخ الجليل البحراني عن شيخه الجليل السيّد ماجد البحراني ، عن الشيخ الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ، عن شيخه المقدّس الأردبيلي ، عن شيخه علي بن عبد العالي الكركي ، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري ، عن الشيخ أحمد بن فهد

٤٦

.........................................

____________________________________

ويا سكّان سماواتي إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلاّ في محبّة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء ...».

ويُرشد إليه أيضاً الحديث الشريف المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام عن كلام ربّ العزّة مخاطباً رسوله الكريم : «وعزّتي وجلالي لولاك ما خلقت الأفلاك ...»(١) .

__________________

الحلّي ، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري ، عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد الأول ، عن أبيه ، عن فخر المحقّقين ، عن شيخه ووالده العلاّمة الحلّي ، عن شيخه المحقّق ، عن شيخه ابن نما الحلّي ، عن شيخه محمّد بن إدريس الحلّي، عن ابن حمزة الطوسي صاحب ثاقب المناقب ، عن الشيخ الجليل محمّد ابن شهر آشوب ، عن الطبرسي صاحب الاحتجاج ، عن شيخه الجليل الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي ، عن أبيه شيخ الطائفة الحقّة ، عن شيخه المفيد ، عن شيخه ابن قولويه القمّي ، عن شيخه الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي ، عن أبي بصير ، عن أبان بن تغلب ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر ابن عبد الله الأنصاري رحمة الله عليهم أجمعين أنّه قال : سمعت فاطمة الزهراء عليها سلام الله إلخ.

هذا وقد جاء هذا السند والمتن للحديث الشريف في هامش إحقاق الحقّ أيضاً : ج ٢ ص ٥٥٤ ثمّ أفاد أنّ ممّن نقل المتن العلاّمة الجليل الثقة الثبت الشيخ الطريحي في المنتخب ، وكذا العلاّمة الجليل الديلمي صاحب الإرشاد في الغرر والدرر.

(١) بحار الأنوار : ج ١٥ ص ٢٨ ب ١ ح ٤٨ وقد حكى الحديث الشريف عن كتابه الجنّة العاصمة في تاريخ فاطمة عليها السلام : ص ١٤٨ للسيّد مير جهاني ، نقلاً عن مخطوطة (كشف اللئالي) لابن العرندس الحلّي الذي هو من علماء وشعراء القرن التاسع الهجري كما تلاحظ ترجمته في كتاب الغدير : ج ٧ ص ١٣.

٤٧

.........................................

____________________________________

ويدلّ على هذا المعنى أيضاً حديث مروان بن صباح قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : «إنّ الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدلّ عليه وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عُشب الأرض ، وبعبادتنا عُبد الله ولو لا نحن ما عبد الله»(١) .

وفي الزيارة الحسينية الشريفة المروية عن الإمام الصادق عليه السلام بسند صحيح : «بكم تنبت الأرض أشجارها ، وبكم تخرج الأرض ثمارها ، وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها ، وبكم يكشف الله الكرب ، وبكم ينزّل الله الغيث ، وبكم تسبّح الأرض التي تحمل أبدانكم وتستقرّ جبالها عن [على] مراسيها»(٢) .

(ج) : لأجل أنّهم لو لم يكونوا على الأرض لساخت وإنخسفت الأرض بأهلها ، وماجت كما تموج البحار كما ورد في حديث أبي حمزة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :

__________________

وجاء الحديث الشريف في العوالم : ج ٧ قسم ١ ص ٣٥٠ ، وعلل الشرائع : ج ١ ص ١٧٣.

واعلم أنّه لا إشكال في دخول لو لا في هذا الحديث على الضمير كما توهّمه بعض المغرضين ، بل هو صحيح لغةً كما نصّ عليه في المعجم الوسيط : ج ٢ ص ١٤٧ بل يدلّ على فصاحته مضافاً إلى صحّته الإستعمال القرآني في قوله عزّ إسمه في سورة سبأ : الآية ٣١( يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ) .

وفي الجنّة العاصمة بسند آخر «يا أحمد لو لاك لما خلقت الأفلاك ، ولو لا علي لما خلقتك ، ولو لا فاطمة لما خلقتكما ...».

(١) الكافي : ج ١ ص ١٤٤ ح ٥.

(٢) الكافي : ج ٤ ص ٥٧٥ ح ٢ ، والفقيه : ج ٢ ص ٥٩٦ ب ٢ ح ٣١٩٩ ، والتهذيب : ج ٦ ص ٥٥ ب ١٦ ح ١.

٤٨

.........................................

____________________________________

أتبقي الأرض بغير إمام؟

قال : «لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت»(١) .

وحديث محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قلت له : أتبقى الأرض بغير إمام؟

قال : لا.

قلت : فإنّا نروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنّها لا تبقى بغير إمام إلاّ أن يسخط الله تعالى على أهل الأرض أو على العباد.

فقال : لا ، لا تبقى ، إذاً لساخت(٢) .

وحديث أبي هراشه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : «لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها ، كما يموج البحر بأهل»(٣) .

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ١٧٩ ح ١٠.

(٢) الكافي : ج ١ ص ١٧٩ ح ١١.

(٣) الكافي : ج ١ ص ١٧٨ ح ١٢.

٤٩

وَخُزّانَ الْعِلْمِ (١)

____________________________________

(١) ـ الخزّان والخزنة : جمع خازن مأخوذ من الخَزن بسكون الزاء ، وهو حفظ الشيء في الخزانة.

وأهل البيت عليهم السلام خزنة العلم وحفظة العلوم الإلهية ، والأسرار الربّانية ، والمعارف الحقيقية ، وما جرى على ألسنة الأنبياء عليهم السلام ، وما إشتملت عليه الكتب المقدّسة ، وما أفاضه الله على جدّهم الأكرم صلى الله عليه وآله من علم ما كان ، وما يكون ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وما ينزل في ليلة القدر

جميع ذلك مخزون محفوظ عندهم سلام الله عليهم ، فهم حملة علم الله وعيبة وحيه وهم الراسخون في العلم ، والذين آتاهم الله العلم من لدنه ، فعلمهم حضوري لدُنّي وليس بإكتسابي أو تحصيلي ، وهو موهوب لهم من الله العلاّم وليس بتعلّم من الأنام.

وقد نطق الكتاب العزيز في عدّة آيات شريفة بعلمهم الحضوري كما إستدلّ به الشيخ المظفّر قدس سره(١) منها :

١ ـ قوله تعالى :( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٢) المفسّر بهم سلام الله عليهم كما تلاحظه في حديث عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمّة من بعده عليهم السلام»(٣) .

والرسوخ في العلم بمعنى الثبوت فيه والتمكّن منه ، والراسخ في العلم هو المتمكّن فيه ، والذي لا تعرض شبهة له.

فيلزم أن يكونوا عارفين به حتّى يرسخوا فيه ، إذ كيف يرسخون فيما لا يعرفون

__________________

(١) علم الإمام : ص ٢٧.

(٢) سورة آل عمران : الآية ٧.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٢١٣ باب إنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة عليهم السلام ح ٣ وفيه أحاديث ثلاثة.

٥٠

.........................................

____________________________________

أو فيما يلزم عليهم أن يتعلّمونه من تأويل الآيات ، فرسوخهم يقتضي حضور العلم عندهم.

٢ ـ قوله تعالى :( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (١) فقد فسّر بهم عليهم السلام في حديث هارون بم حمزة ، عن ابي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول :( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال : «هم الأئمّة عليهم السلام خاصّة»(٢) .

ولو لم يكن علمهم حاضراً لما صدق عليهم أنّهم اُوتوا العلم ، وكيف يكون ثابتاً في صدورهم لو لم يعلموا من لدن حكيم خبير.

٣ ـ قوله تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ) (٣) فقد دلّت هذه الآية المباركة على أنّ النبي صلى الله عليه وآله لا ينطق إلاّ عن الوحي ، وتعليم من الله عزّ وجلّ ، من دون أن يذكر لذلك التعليم حدّاً وللوحي قيداً علماً بأنّ حديث أهل البيت عليهم السلام حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وينتهي إلى الله عزّ وجلّ كما صرّحت به الأحاديث العديدة منها :

حديث هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وغيره قالوا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول : «حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن , وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ، وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله قول الله عزّ وجلّ»(٤) .

هذا كتاباً ، وأمّا سنّةً فقد ثبتت حضورية علمهم بالأدلّة القطعيّة المتظافرة المبيّنة

__________________

(١) سورة العنكبوت : الآية ٤٩.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢١٤ ، باب إنّ الأئمّة قد اُوتوا العلم وأثبت في صدورهم ح ٤ وفيه خمس أحاديث.

(٣) سورة النجم : الآيات ٣ ـ ٥.

(٤) الكافي : ج ١ ص ٥٣ ح ١٤.

٥١

.........................................

____________________________________

أنّ الأئمّة المعصومين ورثوا علم الكتاب وعلم النبي وعلم جميع الأنبياء وأوصيائهم ، وأنّهم خزّان العلوم وحفظة المعارف ومعادن الحقائق ، فهم كالرسول في مستسقى العلم وبمرتبته في منار الوحي.

وتلاحظ أبواب علومهم ، ومصادر معارفهم ، ووجوه معالمهم في أحاديثنا المتواترة الشريفة ، وأدلّة بيان أنّهم يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وتعليم أبواب العلم لهم حتّى ينفتح من كلّ باب الف الف باب ، وإنّ عندهم كتاب علي عليه السلام ومصحف فاطمة (سلام الله عليها) ، والجفر الأبيض والجفر الأحمر ، والجامعة التي تحتوي على كلّ شيء وما يحتاج إلىه الخلق إلى يوم القيامة ، وعندهم على المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب والمواليد ، وأمامهم عمود النور الذي يرون فيه جميع الأعمال في جميع البلاد.

وعندهم كتب الأنبياء وصحفهم وذخائر علمهم كألواح موسى ، وتابوت بني إسرائيل الذي فيه الحكمة والعلم ؛ وأنّه يُنقر في أسماعهم ، ويُبيّن لهم في آذانهم ، وينكت في قلوبهم ، وأنّهم محدَّثون مفهّمون ويعلمون كلّ ما يشاؤون بإذن الله حتّى العلوم المكنونة المخزونة.

ويضاف إلى ذلك علمهم في ليلة القدر وليلة الجمعة ، وفي كلّ يوم وليلة ويعلمون متى يموتون ولا يخفى عليهم ذلك ولكن يخيّرون من قبل الله تعالى فيختارون لقائه(١) .

وعلى الجملة فهم خزّان علم الله ، وخزانة وحيه ، والمرضيين لغيبه.

ونحن نختار من روايات بيان علمهم نبذةً نتبرّك بها ، وهي التي وَسَمناها

__________________

(١) وسيأتي بيان شأنهم في علم الغيب في فقرة : «وارتضاكم لغيبه».

٥٢

.........................................

____________________________________

بالأحاديث الأربعين في علم أهل البيت المعصومين عليهم السلام.

١ ـ حديث عبد الرحمن بن كثير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : «نحن ولاة أمر الله ، وخزنة علم الله ، وعيبة وحي الله»(١) .

٢ ـ حديث عبد العزيز بن مسلم في فضل الإمام عن مولانا الرضا عليه السلام جاء فيه : «... وإنّ العبد إذا اختاره الله عزّ وجلّ لاُمور عباده شرح صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاماً ، فلم يَعْيَ بعده بجواب ، ولا يحير فيه عن الصواب»(٢) .

٣ ـ حديث أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله»(٣) .

٤ ـ حديث هارون بن حمزة المتقدّم عن الإمام الصادق عليه السلام قال سمعته يقول :( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) : «هم الأئمّة عليهم السلام خاصّة»(٤) .

٥ ـ حديث علي بن النعمان رفعه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : «يمصّون الثماد(٥) ويَدَعون النهر العظيم».

قيل له : وما النهر العظيم؟

قال : رسول الله صلى الله عليه وآله والعلم الذي أعطاه الله.

إنّ الله عزّ وجلّ جمع لمحمّد صلى الله عليه وآله سنن النبيّين من آدم وهلمّ جرّاً إلى محمّد صلى الله عليه وآله.

قيل له : وما تلك السنن؟

قال : علم النبيّين بأسره ، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين عليه السلام.

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ١٩٢ ح ١.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٠٢ ح ١.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٢١٣ ح ١.

(٤) الكافي : ج ١ ص ٢١٤ ح ٤.

(٥) المصّ هو الشرب بالجذب ، والثمد هو الماء القليل.

٥٣

فقال له رجل : يابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيّين؟

فقال أبو جعفر عليه السلام : اسمعوا ما يقول! إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، إنّي حدّثته : أنّ الله جمع لمحمّد صلى الله عليه وآله علم النبييّن وأنّه جمع ذلك كلّه عند أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيّين!(١) .

٦ ـ حديث المفضّل بن عمر قال : قال ابو عبد الله عليه السلام : «إنّ سليمان ورث داود وإنّ محمدّاً صلى الله عليه وآله ورث سليمان ، وإنّا ورثنا محمّداً ، وإنّ عندنا علم التوارة والإنجيل والزبور ، وتبيان ما في الألواح».

قال : قلت : إنّ هذا لهو العلم؟

قال : «ليس هذا هو العلم ، إنّ العلم الذي يحدث يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة»(٢) .

٧ ـ حديث جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «ما ادّعى أحدٌ من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما اُنزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله تعالى إلاّ علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمّة من بعده عليهم السلام»(٣) .

٨ ـ ما رواه هشام بن الحكم في حديث بُريه(٤) أنّه لمّا جاء معه إلى ابي عبد الله عليه السلام فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فحكى له هشام الحكاية ، فلمّا فرغ قال أبو الحسن عليه السلام لبريه : يابريه كيف علمك بكتابك؟

قال : أنا به عالم ، ثمّ قال : كيف ثقتك بتأويله؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه.

قال : فابتدأ أبو الحسن عليه السلام يقرأ الإنجيل.

فقال بريه : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك(٥) .

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٢٢٢ ح ٦.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٢٤ ح ٣.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٢٨ ح ١.

(٤) في بعض النسخ : بريهة.

(٥) وفي حديث البحار إضافة : وما قرأ مثل هذه القراءة إلاّ المسيح.

٥٤

.........................................

____________________________________

قال : فآمن بريه وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة التي كانت معه.

فدخل هشام وبريه والمرأة على ابي عبد الله عليه السلام فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى عليه السلام وبين بُريه.

فقال أبو عبد الله عليه السلام :( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١) .

فقال بُريه : أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟

قال : «هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤها ونقولها كما قالوا ، إنّ الله لا يجعل حجّة في أرضه يُسأل عن شيء فيقول لا أدري»(٢) .

٩ ـ حديث جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : «إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وإنّما كان عند آصف منها حر واحد فتكلّم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتّى تناول السرير بيده ، ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين.

ونحن عندنا من الإسم الأعظم إثنان وسبعون حرفاً ، وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم»(٣) .

١٠ ـ حديث أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : جعلت فداك إنّي أسألك عن مسألة ، ها هنا أحدٌ يسمع كلامي؟

قال : فرفع أبو عبد الله عليه السلام ستراً بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثمّ قال : يا أبا محمّد سل عمّا بدا لك.

قال : قلت : جعلت فداك إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله علّم عليّاً عليه السلام باباً يفتح له منه الف باب؟

__________________

(١) سورة آل عمران : الآية ٣٤.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٢٧ ح ١.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٣٠ ح ١.

٥٥

.........................................

____________________________________

قال : فقال : يا أبا محمّد علّم رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام الف باب يفتح من كلّ باب الف باب.

قال : قلت : هذا والله العلم.

قال : فنكت ساعة في الأرض ثمّ قال : إنّه لعلم وما هو بذاك.

قال : ثمّ قال : يا أبا محمّد وإنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟

قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة؟

قال : صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه من فلق فيه ـ اي من شقّ فمه المبارك ـ وخطّ علي بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج الناس إليه حتّى الأرش في الخدش ، وضرب بيده إليّ فقال : تأذن لي يا أبا محمّد؟

قال : قلت : جعلت فداك إنّما أنا لك فاصنع ما شئت.

قال : فغمزني بيده وقال : حتّى أرش هذا ـ كأنّه مغضب ـ.

قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنّه لعلم وليس بذاك ، ثمّ سكت ساعة.

ثمّ قال : وإنّ عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟

قال : قلت : وما الجفر؟

قال : وعاء من أدم فيه علم النبيّين والوصيّين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل.

قال : قلت : إنّ هذا هو العلم.

قال : إنّه لعلم وليس بذاك ، ثمّ سكت ساعة.

ثمّ قال : وإنّ عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟

قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام؟

قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحى ، قال : قلت : هذا والله العلم.

٥٦

.........................................

____________________________________

قال : إنّه لعلم وما هو بذاك ، ثمّ سكت ساعة.

ثمّ قال : إنّ عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.

قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم.

قال : إنّه لعلم وليس بذاك.

قال : قلت : جعلت فداك فأي شيء العلم؟

قال : ما يحدث بالليل والنهار ، الأمر من بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة(١) .

١١ ـ حديث أبي عبيدة قال : سأل أبا عبد الله عليه السلام بعضُ أصحابنا عن الجفر؟

فقال : هو جلد ثور مملوٌ علماً.

قال له : فالجامعة؟

قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج(٢) ، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلاّ وهي فيها ، حتّى أرش الخدش.

قال : فمصحف فاطمة؟

قال : فسكت طويلاً ثمّ قال : إنّكم لتجثون(٣) عمّا تريدون وعمّا لا تريدون ، إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزنٌ شديد على أبيها وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيِّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها ، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة عليها السلام»(٤) .

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٢٣٨ ح ١.

(٢) الفالج هو الجمل العظيم ذو السنامين.

(٣) في مرآة العقول : لتبحثون ولعلّه الأصل.

(٤) الكافي : ج ١ ص ٢٤١ ح ٥.

٥٧

.........................................

____________________________________

١٢ ـ حديث فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال : يا فضيل أتدري في اي شيء كنت أنظر قُبيل؟

قال : قلت : لا.

قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام ، ليس من ملك يملك [الأرض] إلاّ وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن عليه السلام فيه شيئاً»(١) .

١٣ ـ حديث الحسن بن العبّاس بن الحريش المتقدّم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال الله عزّ وجلّ في ليلة القدر :( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٢) يقول : ينزل فيها كلّ أمر حكيم ، والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزّ وجلّ ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت.

أنّه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الاُمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا ، وإنّه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم الله عزّ وجلّ الخاصّ والمكنون العجيب المخزون ، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر.

ثمّ قرأ :( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (٣) ـ(٤) .

١٤ ـ حديث المفضّل قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام ذات يوم وكان لا يكنّيني قبل ذلك : يا أبا عبد الله.

قال : قلت : لبّيك.

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٢٤٢ ح ٨.

(٢) سورة الدخان : الآية ٤.

(٣) سورة لقمان الآية ٢٧.

(٤) الكافي : ج ١ ص ٢٤٨ ح ٣.

٥٨

................................

____________________________________

قال : إنّ لنا في كلّ ليلة جمعة سروراً.

قلت : زادك الله وما ذاك؟

قال : إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله صلى الله عليه وآله العرش ووافي الأئمّة عليهم السلام معه ووافينا معهم ، فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد ، ولو لا ذلك لأنفدنا(١) .

١٥ ـ حديث يونس بن عبد الرحمن ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «ليس يخرج شيء من عند الله عزّ وجلّ حتّى يبدأ برسول الله صلى الله عليه وآله ثمّ بأمير المؤمنين عليه السلام ثمّ بواحد بعد واحدٍ لكي لا يكون آخرنا أعلم من أوّلنا»(٢) .

١٦ ـ حديث سماعة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «إنّ لله تبارك وتعالى علمين : علماً أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله ، فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبيائه فقد علّمناه.

وعلماً استأثر به فإذا بدا لله في شيء منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمّة الذين كانوا من قبلنا»(٣) .

١٧ ـ حديث حمران بن أعين أنّه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ :( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (٤) .

قال أبو جعفر عليه السلام : إنّ الله عزّ وجلّ ابتدع الأشياء كلّها بعلمه على غير مثال كان قبله ، فابتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهنّ سماوات ولا أرضون ، أما تسمع لقوله تعالى :( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) (٥) .

فقال له حمران : أرأيت قوله جلّ ذكره :( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٢٥٤ ح ٢.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٥٥ ح ٤.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٥٥ ح ١.

(٤) سورة البقرة : الآية ١١٧.

(٥) سورة هود : الآية ٧.

٥٩

.........................................

____________________________________

أَحَدًا ) (١) .

فقال أبو جعفر عليه السلام :( إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ) وكان والله محمدّة صلى الله عليه وآله ممّن إرتضاه. وأمّا قوله :( عَالِمُ الْغَيْبِ ) فإنّ الله عزّ وجلّ عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدّر من شيء ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه ، وقبل أن يُفضيه إلى الملائكة فذلك ياحمران علم موقوف عنده ، إليه في المشيئة فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأمّا العلم الذي يقدّره الله عزّ وجلّ فيقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثمّ إلينا(٢) .

١٨ ـ حديث أبي عبيدة المدائني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «إذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً أعلمه الله ذلك»(٣) .

١٩ ـ حديث الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا عليه السلام : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها ، والموضع الذي يقتل فيه ، وقوله لمّا سمع صياح الأوز في الدار : صوائح تتبعها نوائح ، وقول اُمّ كلثوم : لو صلّيت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلّي بالناس ، فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف عليه السلام أنّ ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف ، كان هذا ممّا لم يجز تعرّضه.

فقال : ذلك كان ، ولكنّه خُيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير الله عزّ وجلّ(٤) .

٢٠ ـ حديث عبد الأعلى وأبي عبيدة وعبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنّي لأعلم ما في السماوات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنّة وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون.

__________________

(١) سورة الجنّ : الآية ٢٦.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٥٦ ح ٢.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٥٨ ح ٣.

(٤) الكافي : ج ١ ص ٢٥٩ ح ٤.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357