كامل الزيارات

كامل الزيارات16%

كامل الزيارات مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مكتبة الصدوق
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 357

كامل الزيارات المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 146744 / تحميل: 9207
الحجم الحجم الحجم
كامل الزيارات

كامل الزيارات

مؤلف:
الناشر: مكتبة الصدوق
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

وَجِلٌ مشفقٌ حتّى أرجع خَوفاً من السّلطان والسُّعاة وأصحاب المَسالِح (١) ، فقال: ياابن بُكير أما تحبّ أن يَراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنّه مَن خاف لخوفنا أظلَّه الله في ظلِّ عرشه، وكان محدِّثه الحسينعليه‌السلام تحت العرش، وآمنه الله مِن أفزاع يوم القيامة، يفزع النّاس ولا يفزع، فإن فزع وَقّرَته الملائكة وسَكنتْ قلبه بالبِشارة ».

٣ - حدّثني حكيم بن داودَ بن حَكيم السَّرَّاج، عن سَلَمة بن الخطّاب، عن موسى بن عُمَرَ، عن حَسّان البصريّ(٢) ، عن معاوية بن وَهْب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال: يا مُعاوية لا تَدَع زيارة قبر الحسينعليه‌السلام لخوفٍ، فإنَّ مَن تركه رأى مِن الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده، أما تحبّ أن يرى الله شخصك وسَوادك فيمن يدعو له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليٌّ وفاطمة والأئمّةعليهم‌السلام ؟ أما تحبُّ أن تكون ممّن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويفغر له ذنوب سَبعين سَنَة؟ أما تحبّ أن تكون ممن يخرج مِن الدُّنيا وليس عليه ذنب يتبع به؟ أما تحبّ أن تكون غداً ممّن يصافِحُه رَسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ».

٤ - حدّثني عليُّ بن الحسينرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع، عن الخيبريِّ، عن يونسَ بن ظَبيان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قلت له: جعلت فداك زيارة قبر الحسينعليه‌السلام في حال التّقيّة؟ قال: إذا أتيت الفرات فاغتسل ثمَّ ألبس أثوابَك الطّاهرة(٣) ثمّ تمرَّ بإزاء القبر وقل: « صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله، صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ »، فقد تمّت زيارتك ».

٥ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن

__________________

١ - السّعاة جمع ساعي وهو عامل الصَّدقات والوالي. والمسالح جمع مَسْلحة - بفتح الميم - وهي الحدود والثّغور الّتي يرتّب فيها أصحاب السّلاح.

٢ - كذا في النّسخ، ومرّ هذا الحديث بسند آخر في الباب الأربعين، ولنا فيه كلام.

٣ - في بعض النّسخ: « ثوبيك الطّاهرين ».

١٤١

محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البَصريّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال: حدَّثنا مُدْلِج، عن محمّد بن مسلم - في حديث طويل - « قال: قال لي أبو جعفر محمّد بن عليٍّعليهما‌السلام : هل تأتي قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: نعم على خوفٍ ووَجلٍ، فقال: ما كان مِن هذا أشدّ، فالثّواب فيه على قدر الخوف، ومَن خاف في إتيانه أمن الله روعته يوم القيامة يوم يقوم النّاس لربِّ العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسَلّمتْ عليه الملائكة وزاره النَّبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله ودعا له، وانقلب بنعمةٍ من الله وفَضْلٍ لم يمسَسْه سوءٌ واتّبع رَضوان الله - ثمَّ ذكر الحديث - ».

الباب السّادس والأربعون

( ثواب ما للرَّجل في نفقته إلى زيارة الحسين عليه السلام)

١ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصريِّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال: حدَّثنا مُعاذ، عن أبان « قال: سمعته يقول: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : مَن أتى قبر أبي عبداللهعليه‌السلام فقد وَصَلَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ووَصَلَنا وحرمتْ غيبتُه، وحرم لحمه على النّار، وأعطاه بكلِّ درهم أنفقه عشرة آلاف مدينة له في كتاب محفوظ(١) ، وكان الله له مِن وراء حوائجه، وحفظ في كلِّ ما خَلّف، ولم يسألِ الله شيئاً إلاّ أعطاه وأجابه فيه، إمّا أن يعجّله وإمّا أن يؤخّره له ».

وحدَّثني بذلك محمّد بن همّام بن سُهيلرحمه‌الله عن جعفر بن - محمّد بن مالك، عن محمّد بن إسماعيل، عن عبدالله بن حمّاد، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ، عن معاذ، عن أبان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله.

__________________

١ - كذا في النّسخ، وما أدري ما المراد به، ولعلّ المعنى كتب الله له إنفاق أهالي عشرة آلاف مدينة مضبوطة في الكتاب، والله يعلم.

١٤٢

٢ - وحدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصري ّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصَمّ، عن الحسين(١) ، عن الحلبيّ، عن عبداللهعليه‌السلام - في حديث طويل - « قال: قلت: جُعلتُ فِداك ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال: أقول: إنّه قد عَقّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعقّنا واستخفّ بأمر هُوَ لَه(٢) ، ومَن زاره كان الله له من وراء حوائجه، وكفى ما أهمّه من أمر دنياه، وأنّه ليجلب الرّزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلى أهله وما عليه وِزْرٌ ولا خطيئةٌ إلاّ وقد مُحيتْ مِن صحيفته، فإن هلك في سفره نزلِت الملائكة فغسّلتْه، وفُتِحتْ له أبواب الجنّة(٣) ، ويدخل عليه رَوْحها حتّى ينشر، وإن سلم فتح له الباب الَّذي ينزل منه الرِّزق ويجعل له بكلِّ درهم أنفقه عَشَرَةَ آلاف دِرهم، وذُخِرَ ذلك له فإذا حُشِرَ قيل له: لك بكلِّ درهم عشرة آلاف دِرهم، وإنَّ الله نظر لك وذَخَرَها لك عنده ».

٣ - وبإسناده عن الأصمّ، عن هِشام بن سالم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « إنَّ رَجلاً أتاه فقال له: يا ابن رسول الله هل يُزار والدُك(٤) ؟ قال: فقال: نَعَم ويصلّى عنده، ويصلّى خلفه ولا يُتقدَّم عليه، قال: فما لمن أتاه؟ قال: الجنّة إن كان يأتمُّ به، قال: فما لمن تَرَكه رَغبة عنه؟ قال: الحَسْرَةُ يوم الحَسْرَة، قال: فما لمن أقام عنده؟ قال: كلّ يوم بألف شهر، قال: فما لِلمُنفق في خروجه إليه والمنفق عنده؟ قال: الدِّرهم بألف دِرهم - وذكر الحديث بطوله(٥) - ».

٤ - وبإسناده عن الأصَمّ، عن ابن سِنان « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : جُعلتُ فِداك إنَّ أباك كان يقول في الحجّ: يحسب له بكلِّ درهم أنفقه ألفُ دِرهم،

__________________

١ - كذا في النّسخ، والظاهر كونه تصحيف « حمّاد ».

٢ - أي هو نافع له، أو اللاّم بمعنى على، أي لازم عليه. ( البحار )

٣ - في نسخة: « وفتح له باب إلى الجنّة يدخل عليه رَوْحها » - بفتح الرّاء وسكون الواو - أي نسيمها.

٤ - المراد به الحسينعليه‌السلام .

٥ - مرّ الخبر في ص ١٣٢ تحت رقم ٢.

١٤٣

فما لمن يُنفق في المسير إلى أبيك الحسينعليه‌السلام ؟ فقال: يا ابن سِنان يُحْسَب له بالدّرهم ألفٌ وألف - حتّى عَدَّ عَشرَة -، ويرفع له من الدَّرجات مثلها، ورضا الله تعالى خيرٌ له، ودعاءُ محمّد ودعاءُ أمير المؤمنين والأئمّةعليهم‌السلام خَيرٌ له ».

٥ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن أحمدَ بن إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى العطّار، عن العَمْرَكي بن عليٍّ قال: حدّثنا يحيى - وكان في خدمة أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام - عن عليٍّ، عن صَفوانَ الجمّال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام - في حديث طويل - « قال: قلت: فما لن صَلّى عنده - يعني الحسينعليه‌السلام -؟ قال: مَن صلّى عنده رَكعتين لم يسألِ الله تعالى شيئاً إلاّ أعطاه إيّاه، فقلت: فما لمن اغتسل مِن ماء الفُرات ثمَّ أتاه؟ قال: إذا اغتسل مِن ماءِ الفرات وهو يريده تساقَطَتْ عنه خَطاياه كيوم وَلَدَتْهُ اُمُّه، قلت: فما لمن جَهّز إليه ولم يخرج لِعلّة؟ قال: يعطيهِ اللهُ بكلِّ دِرهم أنفقه مِن الحسنات مثل جَبل اُحُد ويخلف عليه أضعاف ما أنفق، ويصرف عنه من البلاء ممّا نَزَل فيدفع ويحفظ في ماله - وذكر الحديث بطوله(١) - ».

الباب السّابع والأربعون

( ما يكره اتّخاذه لزيارة الحسين بن عليٍّ عليهما السلام)

١ - حدَّثني أبي؛ وعليُّ بن الحسين؛ وجماعة مشايخيرحمهم‌الله عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن عليِّ بن الحكم - عن بعض أصحابنا - « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : بلغني أنَّ قوماً أرادوا الحسينعليه‌السلام (٢) حملوا معهم السُّفَر فيها الحَلاوى والأخبصة وأشباهها، لو زاروا قبورَ أحبّائهم ما حملوا معهم هذا ».

٢ - وحدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد؛ وغيرهِ، عن سعد بن عبدالله، عن

__________________

١ - تقدّم الحديث بطوله بسندٍ آخر في ص ١٣٣ تحت رقم ٢.

٢ - أي زيارتهعليه‌السلام .

١٤٤

موسى بن عُمَرَ، عن صالِح بن السِّنديّ الجمّال، عن رَجل من أهل الرَّقَّة(١) فقال له: أبو المضا » قال: قال لي أبو عبداللهعليه‌السلام : تأتون قبرَ أبي عبداللهعليه‌السلام ؟ قلت: نَعَم، قال: أفتتّخذون لذلك سُفَراً(٢) ؟ قلت: نَعَم، فقال: أما لو أتيتم قبورَ آبائكم واُمّهاتكم لم تفعلوا ذلك، قال: قلت: أيُّ شيء نأكل؟ قال: الخبز واللّبن،

قال: وقال كِرام(٣) لأبي عبداللهعليه‌السلام : جعلت فداك إنّ قوماً يزورون قبرَ لحسينعليه‌السلام فيطيبون السُّفَر، قال: فقال لي أبو عبداللهعليه‌السلام : أما إنّهم لو زاروا قبورَ آبائهم ما فعلوا ذلك ».

٣ - حدَّثني حكيم بن داود، عن سَلَمة بن الخطّاب، عن أحمدَ بنِ محمّد(٤) ، عن عليِّ بن الحكم - عن بعض أصحابنا - « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : بلغني أنَّ قوماً إذا زاروا الحسين بن عليٍّ حَملوا معهم السُّفَر فيها الحَلاوى والأخبصة(٥) وأشباهها، لو زاروا قبور أحبّائهم ما حملوا ذلك ».

٤ - حدَّثني محمّد بن أحمدَ بن الحسين(٦) قال: حدَّثني الحسن بن عليِّ بن مَهزيار، عن أبيه، عن الحسن بن سعيد، عن زُرْعَةَ بن محمّد الحَضرَمي ّ، عن المفضّل بن عُمَر « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : تَزورونَ خيرٌ من أن لا تزورون، ولا تَزورونَ خيرٌ من أن تزورون(٧) ، قال: قلت: قَطعتَ ظهري، قال: تالله إنَّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حَزيناً وتأتونه أنتم بالسُّفَر، كلاّ حتّى تأتونه شُعثاً غُبراً ».

__________________

١ - الرَّقَّة - بفتح أوّله وثانيه وتشديده -: مدينة مشهورة على الفرات. ( المعجم )

٢ - جمع السُّفْرة وهي طعام المسافر.

٣ - كِرام - بكسر الكاف وتخفيف الرّاء المهملة - لقب عبدالكريم بن عمرو الخثعمي. وما في بعض نسخ الكتاب: « ضرّام » و « خزّام » و « خرام » و « حزام » كلّهم تصحيف، والصواب ما أثبتناه.

٤ - المراد به أبو جعفر الأشعريّ.

٥ - الخبيص: الحلواء المخبوصة معروف.

٦ - هو الزّعفرانيّ العَسكريّ، يكنّى أبا عبدالرّحمن، روى عنه التّلعكبريّ، سمع منه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وله منه إجازة.

٧ - كذا في جميع النّسخ.

١٤٥

الباب الثّامن والأربعون

( كيف يجب أن يكون زائرَ الحسين بن عليٍّ صلوات الله عليهما)

١ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصريِّ، عن عبد بن عبدالرَّحمن الأصَمّ قال: حدَّثنا مُدْلِج، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قلت له: إذا خرجنا إلى أبيك أفكنّا(١) في حجٍّ؟ قال: بلى، قلت فيلزمنا ما يلزم الحاجّ؟ قال: مِن ماذا؟ قلت: مِن الأشياء الّتي يلزم الحاجّ، قال يلزمك حسن الصَّحابة لمن يصحبك، ويَلْزِمُكَ قلَّة الكلام إلاّ بخير، ويَلْزِمُك كَثرة ذِكر الله، ويلْزِمُك نظافة الثِّياب، ويَلْزِمُكَ الغُسْل قبل أن تأتي الحائر، يلزِمُك الخشوعُ وكثرةُ الصَّلاةِ، والصّلاةُ على محمَّدٍ وآل محمَّد، ويَلْزِمُكَ التَّوقيرُ لأخذ ما ليس لك، ويَلْزِمُكَ أن تغضَّ بَصَرَك(٢) ، ويَلْزِمُكَ أن تَعودَ أهل الحاجة مِن إخوانك إذا رأيتَ مُنْقَطِعاً(٣) والمُواساة، ويَلْزِمُكَ التَّقيَّة الَّتي قمة دِينك بها(٤) ،

والورع عمّا نُهيتَ عنه والخصومة وكثرة الأيمان والجدال الَّذي فيه الأيمان فإذا فعلتَ ذلك تمَّ حَجُّك وعُمْرَتُك، واستوجبتَ مِن الَّذي طلبتَ ما عنك بنفقتك، واغترابك عن أهلك، ورغبتك فيما رغبت: أن تنصرف بالمغفرة والرَّحمة والرّضوان ».

٢ - حدَّثني محمّد بن أحمدَ بن الحسين، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار،

__________________

١ - في بعض النّسخ: « أفلسنا ».

٢ - غَضَّ بصرَه: منعه ممّا لا يحلّ له رؤيته.

٣ - أي الَّذي انقطع عن إدامة العمل بعدم النَّفقة أو بأيّ سببٍ.

٤ - القِوام - بالكسر -: نظام الأمر وعماده وملاكهُ الَّذي يقوم به.

١٤٦

أبيه، عن الحسن بن سعيد، عن زُرْعَةَ بنِ محمَّد الحضرَميّ، عن المفضَّل بن عُمَرَ « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : تزورون خيرٌ من أن لا تزورون، ولا تزورون خيرٌ من أن تزورون، قال: قلت: قطعتَ ظَهري، قال: تالله إنَّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كَئيباً حَزيناً، وتأتونه أنتم بالسُّفَر، كلاّ حتّى تأتونه شُعثاً غُبراً »(١) .

٣ - حدَّثني أبي؛ وأخي؛ وعليُّ بن الحسين؛ وغيرهمرحمهم‌الله عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى الأشعريّ، عن عليِّ بن الحكم - عن بعض أصحابنا - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا أردت زيارة الحسينعليه‌السلام فزره وأنتَ كَئيبٌ حَزين مَكروبٌ، شُعثاً مغبراً جائعاً عَطْشاناً، فإنَّ الحسين قُتِلَ حَزيناً مَكروباً شُعثاً مُغْبراً جائعاً عَطْشاناً، وسَلْه الحوائج وانصرف عنه، ولا تتّخِذْه وَطَناً ».

٤ - وبهذا الإسناد، عن سعد بن عبدالله، عن موسى بن عُمَرَ، عن صالح ابن السِّنديّ الجمّال - عمّن ذكره - عن كِرام(٢) بن عَمرو « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : الكرام! إذا أردت أنتَ قبر الحسينعليه‌السلام فزُرْه وأنت كئيبٌ حزين، شُعْث غُبر، فإنَّ الحسينعليه‌السلام قُتل وهو كئيبٌ(٣) حَزينٌ شُعثٌ، غُبْرٌ جائعٌ عَطْشانٌ ».

الباب التّاسع والأربعون

( ثواب مَن زار الحسين عليه السلام راكِباً أو ماشياً)

( ومُناجاة الله لزائره)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله؛ ومحمّد بن يحيى؛ وعبدالله بن جعفر الحميريّ؛ وأحمدَ بن إدريسَ جميعاً، عن الحسين بن عُبَيداللهِ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي عثمان، عن عبدالجبّار النَّهاونديّ

__________________

١ - تقدّم الخبر بعينه بالسّند والمتن في ص ١٤٠ تحت رقم ٤.

٢ - تقدّم أنّه عبدالملك.

٣ - الكَئِب والكَئيب: المنكسر مِن الحزن.

١٤٧

عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثُوَيْرِ بن أبي فاخِتَةَ « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : يا حسين مَن خرج مِن منزله يريد زيارةَ قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام إن كان ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوةٍ حَسَنةً ومَحى عنه سَيّئة (١) ، حتّى إذا صارَ في الحائر كتبه اللهُ مِنَ المفلحين المُنجِحين، حتّى إذا قضى مَناسِكه كتبه الله مِن الفائزين، حتّى إذا أراد الانصراف أتاه ملكٌ فقال: إنَّ رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يُقرِؤك السَّلامَ ويقول لك: استأنفِ العَمَلَ فقد غُفِرَ لك ما مَضى ».

٢ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله؛ ومحمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالِح بن عُقْبَة، عن بشير الدَّهّان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنَّ الرَّجل ليخرج إلى قبر الحسينعليه‌السلام ، فله إذا خرج مِن أهله بأوَّل خُظْوَةٍ مَغْفرةٌ لذنوبه، ثمَّ لم يزل يقدَّس بكلِّ خطوةٍ حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال: عَبدي سَلْني اُعطِك؛ اُدْعُني اُجِبْك، اُطلب منّي اُعْطِك، سَلْني حاجةً أقضيها لك! قال: وقال أبو عبداللهعليه‌السلام : وحقٌّ على الله أن يعطي ما بذل ».

٣ - وبهذا الإسناد عن صالِح، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنّ لله ملائكة موكِّلين بقبر الحسينعليه‌السلام ، فإذا همَّ الرَّجل بزيارته أعطاهم ذُنوبه، فإذا خَطا محوها، ثمَّ إذا خَطا ضاعَفُوا له حَسَناتِه، فما تزال حَسَناتُه تُضاعَف حتّى تُوجب له الجنَّةُ، ثمَّ اكتنفوه وقدَّسوه، وينادون ملائكة السَّماء أن قَدِّسوا زُوَّار حَبيبِ حبيب اللهِ، فإذا اغتسلوا ناداهم محمّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا وَفْدَ الله أبشِروا بمُرافقَتي في الجنَّة! ثمَّ ناداهم أميرُ المؤمنينَعليه‌السلام : أنا ضامِنٌ لِقَضاء حوائجكم ودَفْع البَلاء عنكم في الدُّنيا والآخرة! ثمَّ التقاهم النَّبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أيمانِهم، وعن شَمائِلِهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم ».

٤ - وحدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه؛ وجماعةرحمهم‌الله

__________________

١ - كأنّ فيه سقطاً، وفي ثواب الأعمال للصّدوقرحمه‌الله : « وإن كان راكباً كتب الله له بكلّ حافر حسنة، وحطّ بها عنه سيّئة، حتّى إذا صار - إلخ ».

١٤٨

عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المُغِيرة، عن العبّاس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن أبي الصّامت (١) « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام وهو يقول: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوَةٍ ألفَ حسنة، ومحا عنه ألفَ سيّئة، ورفع له ألف دَرَجة، فإذا أتيت الفُرات فاغتسِل وعلِّق نَعلَيك وامشِ حافياً، وامش مَشي العبدِ الذَّليل، فإذا أتيتَ باب الحائر فكبّر أربعاً ثمَّ أمْشِ قليلاً، ثمّ كبّر أربعاً، ثمّ ائْتِ رَأسه فَقِف عليه فكبّر أربعاً وصلِّ عنده، واسألِ الله حاجتَك ».

٥ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالِح بن عُقْبة، عن عبدالله بن هِلال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قلت له: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: يا عبدالله إنَّ أدنى ما يكون له أنّ الله يحفظه في نفسه وأهله حتّى يردَّه إلى أهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له ».

٦ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اُورَمَة - عمّن حدَّثه - عن عليِّ بن ميمون الصّائغ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: يا عليُّ زُرِ الحسينعليه‌السلام ولا تَدَعْهُ، قال: قلت: ما لمن أتاه مِن الثّواب؟ قال: مَن أتاه ماشياً كتبَ الله له بكلِّ خُطْوَةٍ حَسَنةَ، ومحىُ عنه سيِّئةً، ورفع له درجةً، فإذا أتاه وكَّل الله به مَلَكين يكتبان ما خرج مِن فيه مِن خير، ولا يكتبان ما يخرج مِن فيه مِن شَرِّ ولا غير ذلك، فإذا انصرف وَدَّعاه، وقالا: يا وليَّ الله مغفوراً لك أنتَ مِن حِزب اللهِ وحزبِ رَسولِه وحزبِ أهلِ بيت رَسولِه، واللهُ لا ترى النّارَ بعَينك أبداً، ولا تَراكَ ولا تطعمك أبداً ».

٧ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالِد البَرقيّ، عن أبيه، عن عبدالعظيم بن عبدالله بن الحسن، عن الحسن بن الحكم النَّخعيّ، عن أبي حمّاد الأعرابيّ، عن سَدِيرٍ

__________________

١ - تقدّم ذكره في ص ١٦ ذيل الخبر ٣.

١٤٩

الصّيرفي « قال: كنّا عند أبي جعفرعليه‌السلام فذكر فتى قبر الحسينعليه‌السلام فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : ما أتاه عبدٌ فخطا خُطْوَةً إلاّ كتب الله له حَسَنةً، وحطَّ عنه سَيّئةً ».

٨ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالرَّحمن بن حمّاد البصري(١) ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الاُصَمِّ، عن عبدالله بن مُسكانَ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن زارَ الحسينعليه‌السلام مِن شيعتنا لم يرجع حتّى يُغفَر له كلّ ذَنْبٍ؛ ويُكتَبْ له بكلِّ خُطْوَة خَطاها وكلِّ يدٍ رَفعتْها دابَّتُه ألفُ حَسَنة، ومَحا عنه ألفُ سَيّئة، وتُرفَع له ألفُ دَرَجة ».

٩ - حدَّثني محمّد بن جعفر القُرشيُّ الرَّزَّاز، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمدَ بن بشير السَّرّاج، عن أبي سعيد القاضي « قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام في غريفة له وعنده مُرازِم(٢) ، فسمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوَة وبكلِّ قدم يرفعها ويضعها عِتقَ رَقبةٍ من ولد إسماعيل، ومَن أتاه بسفينة فكفِئَت(٣) بهم سفينتُهم نادى منادٍ مِن السَّماء: طِبتم وطابَتْ لكم الجنَّة! ».

١٠ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وعليِّ بن الحسين، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن أحمدَ بن حمدان القَلانِسيِّ(٤) ، عن محمّد بن الحسين المحاربيِّ، عن أحمدَ بن ميثَم، عن محمّد بن عاصِم، عن عبدالله بن النَّجار « قال: قال لي أبو عبدالله: تَزورون الحسينعليه‌السلام وتركبون السُّفُن؟ فقلت: نَعَم، قال: أما علمتَ أنّها إذا انكفأت بكم نوديتم: ألا طِبتم وطابَتْ لكم الجنّة! ».

__________________

١ - كذا في النسخ، ومرّ السّند كراراً ومكانه: « عبدالله بن حمّاد »، والظّاهر تصحيفه.

٢ - هو مُرازِم - بضمّ الميم وكسر الزّاي المعجمة بعد الألف - ابن حُكيم - بضمّ الحاء - المدائني الثّقة.

٣ - كفأه أي قلبه، وانكفأ: انقلب.

٤ - في البحار: « محمّد بن أحمد بن محمّد بن حَمدان القَلانسيّ ».

١٥٠

الباب الخمسون

( كرامة الله تبارك وتعالى لزُوَّار الحسين بن علي عليهما السلام)

١ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن إسماعيلَ بن زَيد، عن عبدالله الطّحّان(١) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: سمعته وهو يقول: ما مِن أحدٍ يوم القيامة إلاّ وهو يتمنّى أنّه مِن زوّار الحسين، لما يرى ممّا يصنع بزوَّار الحسينعليه‌السلام مِن كَرامتهم على الله تعالى ».

٢ - وروى صالِح الصَّيرَفيّ، عن عِمرانَ الميثميِّ؛ أو صالِح بن ميثَم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن سَرَّه أن يكون على مَوائد النّور يوم القيامة فليكن مِن زوَّار الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام ».

٣ - حدَّثني الحسين بن محمّد بن عامِر، عن معلّى بن محمّد البصريّ قال: حدَّثني أبو الفضل، عن ابن صَدَقَة(٢) ، عن المفضَّل بن عُمَرَ « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : كأنّي بالملائكة والله قد ازدحموا المؤمنين على قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: قلت فيتراؤون له؟ قال: هَيهات هَيهات، قد لزموا والله المؤمنين حتّى أنّهم ليَمسحون وجوههم بأيديهم، قال: وينزّل الله على زُوَّار الحسينعليه‌السلام غُدْوَةً وعَشيَّةً مِن طعام الجنَّة؛ وخُدَّامُهم الملائكة، لا يسأل اللهَ عبدٌ حاجةً مِن حوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ أعطاها إيّاه، قال: قلت: هذه والله الكَرامة، قال لي: يا مفضّل أزيدك؟ قلت: نَعَم سيّدي! قال: كأنّي بسَرير مِن نور قد وُضِعَ وقد ضُرِبَتْ عليه قُبَّةٌ مِن ياقوتةٍ حَمراء مُكلَّلَة بالجواهر، وكأنّي بالحسينعليه‌السلام جالس على ذلك السَّرير وحَوله تسعون ألف قبّة خَضراء، وكأنّي بالمؤمنين يزورونه و

____________

١ - في البحار: « عبدالله بن الطَّمحان ».

٢ - اسمه مصدِّق - كمحدّث - وهو المدائنيّ، ورواية عمّار بن موسى السّاباطيّ.

١٥١

يسلّمون عليه، فيقول الله عَزَّوَجَلَّ لهم: أوليائي سَلوني فطال ما اُوذيتم وذللتم واضْطَهَدْتُم (١) ، فهذا يوم لا تسألوني حاجةً مِن حَوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم في الجنّة، فهذه والله الكَرامة الَّتي لا انقضاء لها، ولا يُدْرَك مُنتهاها ».

الباب الحادي والخمسون

( إنّ أيّام زائري الحسين عليه السلام لا تعدّ من أعمارهم)

١ - حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ قال: حدَّثني أبو سعيد الحسن بن عليِّ بن زَكريّا العَدَويُّ البَصريُّ، عن الهَيثم بن عبدالله الرُّمّانيِّ، عن أبي الحسن الرّضا، عن أبيهعليهما‌السلام « قال: قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصّادقعليهما‌السلام : إنّ أيّام زائري الحسينعليه‌السلام لا تُحسَبُ مِن أعمارِهم ولا تُعَدُّ مِن آجالهم ».

الباب الثّاني والخمسون

( إنَّ زائري الحسين عليه السلام يكونون في جِوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)

( وعليٍّ وفاطمة عليهما السلام)

١ - حدَّثني عليُّ بن الحسين؛ وعليُّ بن محمّد بن قُولُوَيْه، عن محمّد بن يحيى العطّار؛ وعليِّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين اليقطينيّ - عَمَّن حَدَّثه - عن أبي خالد ذي الشّامّة قال: حدَّثني أبو اُسامة « قال: سَمِعتُ أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: مَن أراد أن يكون في جِوار نبيِّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجِوار عليٍّ وفاطمةعليهما‌السلام فلا يدع زيارة الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام ».

٢ - وبإسناده، عن أبي بصير « قال: سمعت أبا عبدالله - أو أبا جعفرعليهما‌السلام - يقول: مَن أحبَّ أن يكون مَسكنُه الجنّة ومأواه الجنّة فلا يدع زيارَةَ المظلوم،

__________________

١ - اضطهده أي قهره.

١٥٢

قلتُ: مَن هو؟ قال: الحسين بن عليٍّ صاحب كربلاء، مَن أتاه شَوقاً إليه وحُبّاً لرسول الله وحُبّاً لفاطِمَة وحُبّاً لأمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين، أقعده الله على مَوائِدِ الجنّة يأكل معهم والنّاس في الحساب ».

٣ - حدَّثني محمّد بن هَمّام بن سُهَيل، عن جعفر بن محمّد بن مالك قال: حدّثنا محمّد بن عِمرانَ قال: حدَّثنا الحسن بن الحسين اللَؤلوئيُّ، عن محمّد بن إسماعيلَ، عن محمّد بن أيّوبَ، عن الحارثِ بن المغيرةَ النَّصريّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنّ الله تبارك وتعالى جعل ملائكةً مُوَكّلين بقبر الحسينعليه‌السلام فإذا همَّ الرَّجل بزيارته واغتسل ناداه محمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا وَفْدَ اللهِ أبشروا بِمُرافَقَتي في الجنّة - وذكر الحديث - ».

الباب الثّالث والخمسون

( إنّ زائري الحسين عليه السلام يدخلون الجنّة قبل الناس)

١ - حدَّثني أبي؛ وأخي؛ وعليُّ بن الحسين؛ ومحمّد بن الحسنرحمهم‌الله جميعاً، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن العَمْرَكي بن عليٍّ البوفَكيِّ، عن صَندل(١) عن عبدالله بن بُكَير، عن عبدالله بن زُرارةً « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنَّ لزوَّار الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام يوم القيامة فَضلاً على النّاس، قلت: وما فضلهم؟ قال: يدخلون الجنّة قبل النّاس بأربعين عاماً، وسائر النّاس في الحساب والموقف ».

الباب الرّابع والخمسون

( ثواب مَن زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ. وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريِّ، عن أبيه عبدالله، عن عليِّ بن إسماعيلَ القمّيِّ،

__________________

١ - الظّاهر كونه تصحيف « صفوان » وهو ابن يحيى، روى عن عبدالله بن بكير كثيراً.

١٥٣

عن محمّد بن عَمرو الزَّيّات، عن فائد الحنّاط (١) ، عن أبي الحسن الماضي « قال: مَن زار الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه غَفَر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر »(٢) .

٢ - حدَّثني أبو العبّاس الكوفيُّ قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال، عن محمّد بن الحسين بن كثير، عن هارونَ بن خارجة « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : إنّهم يَروون أنّه مَن زارَ الحسينعليه‌السلام كانَتْ له حَجّةٌ وعُمرةٌ؟ قال لي: مَن زارَه - والله - عارفاً بحقِّه غُفِرَ له ما تَقدَّم مِن ذَنبه وما تأخَّر ».

وحدَّثني أبيرحمه‌الله وجَماعة مشايخنا، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله.

٣ - وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن الخيبريّ، عن الحسين بن محمّد القمّي(*) « قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام : أدنى ما يُثاب به زائر الحسينعليه‌السلام بشطّ الفُرات إذا عَرَفَ بحقّه وحُرمَتِه ووِلايتِه أن يُغْفَرَ له ما تَقَدّم من ذَنْبِه وما تأخّر ».

٤ - وحدَّثني أبو العبّاس(٣) ، عن محمّد بن الحسين، عن صَفوانَ بن يحيى،

__________________

١ - فائد - بالفاء والدّال المهملة، كقائد - الحنّاط، قال النّجاشيّ: « كوفيٌّ، قال ابن فضّال: روى عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، له كتاب ».

* - سيأتي الكلام فيه راجع ص ١٦٠.

٢ - أي جميع ذنوبه الَّتي ارتكبها، وقال اُستاذنا الغفّاريّ - أيّده الله - في هامش ثواب الأعمال: « ما تقدّم وما تأخّر » كلاهما فعل ماضٍ ومعناه القديم والحديث، ويحتمل بعيداً أن يكون المراد بـ « ما تقدّم » الآثام الّتي لها أثر حين الارتكاب وراجع إلى المرتكب فقط، وبـ « ما تأخّر » الذّنوب الّتي آثارها باقية في النّاس. وبذلك يمكن الجمع بين هذه الأحاديث فقط، وما سيأتي تحت رقم ٣١ ( وقد تقدّم الخبر في ص ١٤٣ تحت رقم ١ ) مِن قولهعليه‌السلام للزّائر: « استأنفِ العمل وقد غفر الله لك ما مضى »، نظير ما قال المفسّرون في قوله تعالى [القيامة: ١٣]: «بُنَيَّؤا الإنْسانُ يَومَئذٍ بما قَدَّم وَأَخَّرَ ». ولعلّ المراد بيان كثرة الثّواب من باب المبالغة - أنتهى » وعلى أيّ وجهٍ قوله: « وما تأخّر » ليس بمعنى « ما يتأخّر »، لأنّ معناه إسقاط التّكليف وهو باطل إجماعاً.

٣ - يعني الرّزّاز ابن بنت الزّيّات.

١٥٤

عن ابن مُسكان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر [الله] له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخّر ».

٥ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن أبي داودَ سليمانَ بن سُفيانَ المُستَرِق - عن بعض أصحابنا - عن مُثنّى الحنّاط، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام « قال: سَمِعتُه يقول: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر [الله] ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر ».

٦ - وحدَّثني محمّد بن جعفر(١) ، عن محمّد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن فائد الحنّاط(٢) « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: من زارَ الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه يأتمُّ به غفر الله له ما تقدَّم من ذَنبِه وما تأخّر ».

٧ - حدَّثني القاسم بن محمّد بن عليِّ(٣) ، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عبدالله ابن حمّاد الأنصاريّ، عن عبدالله بن سِنان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه غُفِرَ له ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر ».

٨ - وحدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة، عن العبّاس بن عامِر قال: أخبرني يوسف الأنباريّ، عن فائد الحَنّاط(٢) « قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إنّهم يأتون قبر الحسينعليه‌السلام بالنّوائح والطّعام؟! قال: قد سمعت، قال: فقال: يا فائِدُ مَن أتى قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام عارفاً بحقّه غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر ».

٩ - وحدَّثني محمّد بن جعفر(١) ، عن محمّد بن الحسين، عن فائدٍ، عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام « قال: من أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر [الله] له ما تقدَّم مِن ذَنبه وما تأخّر ».

١٠ - وحدَّثني أبي؛ ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين؛ وجماعة، عن سعد بن عبدالله؛ ومحمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل،

__________________

١ - يعني أبا العبّاس الرّزّاز - في المقامين -.

٢ - تقدّم ترجمته في الصّفحة الماضية.

٣ - هو القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهمداني، وكيل النّاحية. ( صه. جش )

١٥٥

عن صالِح بن عُقْبة، عن يحيى بن عليِّ القمّيِّ قال: أخبرني رَجلٌ عن عبيدالله بن عبدالله؛ وعليِّ بن الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام « قال: سمعت أبي (١) يقول: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر له ما تقدَّم من ذَنبه وما تأخّر ».

١١ - وبإسناده، عن صالِح بن عُقْبة، عن يحيى بن عليِّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر له ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر ».

حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيّ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالِح بن عُقْبة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام بهذين الحديثين سواء.

١٢ - حدّثني الحسين بن محمّد بن عامِر، عن مُعلّى بن محمّد البصري ّ، عن أبي داود المُسترقّ(٢) - عن بعض أصحابنا - عن مثنّى الحنّاط، عن أبي الحسن الأوَّل « قال: سمعته يقول: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه غَفَر له ما تقدَّم مِن ذَنبه وما تأخَّر ».

١٣ - حدَّثني محمّد بن يعقوبَ، عن أحمدَ بن إدريس، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن صَفوان، عن ابن مُسكان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقِّه غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر ».

١٤ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن هارونَ

__________________

١ - كذا، والسّند مخدوش كما ترى، والمنقول في البحار كذلك. ويحيى بن عليّ القمّيّ غير مذكور في كتب الرّجال، ويخطر بالبال أنّ لفظة « لحسين » صحّفت بـ « يحيى » للتشابه الخطّي، وهو في الأصل: « الحسين بن عليّ القمّي »، المعنون في رجال الشّيخ من أصحاب الجوادعليه‌السلام ، وفي رجال النّجاشيّ: « الحسين بن عليّ الخزّاز القمّيّ أبو عبدالله، روى عن حمزة بن القاسم وغيره، له كتاب الزّيارات »، والله يعلم.

٢ - هو سليمان بن سفيان أبو داود المسترقَ - بتشديد القاف بعد الرّاء المهملة المكسورة - وهو المنشد، ثقة.

١٥٦

ابن مسلم، عن الحسن بن عليِّ، عن أحمدَ بن عائِذ، عن أبي يعقوبَ الأبزاريّ، عن فائد (١) ، عن عبد صالِحعليه‌السلام « قال: دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك إنَّ الحسينعليه‌السلام قد زاره النّاس؛ مَن يعرف هذا الأمر ومَن يُنكره ورَكِبتْ إليه النِّساء، ووقع حال الشُّهرة، وقد انقبضتُ منه (٢) لما رَأيت مِن الشُّهرة، قال: فمكث مَليّاً لا يُجيبني، ثمَّ أقبل عليّ فقال: يا عراقيُّ إن شَهَروا أنفسَهم فلا تَشهَر أنتَ نفسك، فوالله ما أتى الحسينعليه‌السلام آتٍ عارفاً بحقِّه إلاّ غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر ».

١٥ - حدّثني الحسين بن محمّد بن عامِر، عن المعلّى بن محمّد، عن أبي داود المسترق - عن بعض أصحابنا - عن مثنّى الحنّاط، عن أبي الحسن الأوَّلعليه‌السلام « قال: سمعته يقول: من أتى الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه غفر له من ذنبه ما تقدَّم وما تأخَّر ».

١٦ - حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سِنان، عن محمّد بن صَدَقَةَ، عن صالِح النّيليِّ(٣) « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه كان كمن حجّ ثلاث حِجَج مع رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

١٧ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله قال: حدَّثني أحمد بن عليِّ بن عبيد الجعفيُّ قال: حدَّثني محمّد بن أبي جَرير القمّيُّ « قال: سمعت أبا الحسن الرِّضاعليه‌السلام يقول لأبي: مَن زارَ الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام عارفاً بحقِّه كان مِن مُحدِّثي الله(٤) فوق عرشه، ثمَّ قرء: «إنَّ المتَّقين في جَنّاتٍ ونَهَرٍ * في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر (٥) ».

__________________

١ - تقدّم ترجمته في ص ١٤٩، والأبزار - بفتح الهمزة وسكون الباء بعدها راء معجمة - قرية بينها وبين نيسابور فرسخان.

٢ - أي اعتزلت مِن زيارتهعليه‌السلام .

٣ - هو ابن الحكم النّيليّ - بكسر النّون -، الأحول، ضعيف.

٤ - كذا، والظّاهر: « كان من محبّي الله »، فصحّف.

٥ - القمر: ٥٤ و ٥٥. وقوله: « عند مليك مقتدِر » أي عند الله سبحانه فهو المالك القادر الّذي لا يعجزه شيء، وليس المراد قرب المكان - تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً - بل المراد أنّهم في كنفه وجواره وكفايته حيث تنالهم غواشي رحمته وفضله. ( مجمع البيان )

١٥٧

الباب الخامس والخمسون

( مَن زار الحسينَ عليه السلام حُبّاً لرسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة عليهم السلام)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب. وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب - عن بعض أصحابه - عن جُوَيْريةَ بنِ العَلاء - عن بعض أصحابه - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ: أين زُوَّار الحسين بن عليِّ، فيقوم عُنُقٌ مِن النّاس لا يُحصيهم إلاّ الله تعالى، فيقول لهم: ما [ذا] أردتم بزيارة قبر الحسين؟ فيقولون: يارَبِّ أتيناه حُبّاً لرسول الله وحُبّاً لعليٍّ وفاطمة؛ ورَحمةً له ممّا ارْتُكِبَ منه، فيقال لهم: هذا محمَّدٌ وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم؛ فأنتم معهم في دَرَجَتهم؛ الحقوا بِلِواءِ رَسولِ اللهِ، فينطلقون إلى لِواء رَسول الله فيكونون في ظِلِّه - واللِّواء في يد عليٍّعليه‌السلام - حتّى يدخلون الجنّة، فيكونون أمام اللِّواء وعن يمينه وعن يَساره ومِن خلفه ».

٢ - وبإسناده، عن أبي بصير « قال: سمعت أبا عبدالله؛ وأبا جعفرعليهما‌السلام يقول: مَن أحَبَّ أن يكون مسكنُه الجنَّة ومأواه الجنّة فلا يدّع زيارةً المظلوم، قلت: ومَن هو؟ قال: الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام صاحب كربلاء، مَن أتاه شَوقاً إليه وحُبّاً لرسول الله وحُبّاً لأمير المؤمنين وحُبّاً لفاطِمَة أقعده الله على مَوائد الجنّة، يأكُل معهم والنّاس في الحساب »(١) .

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلف القمّي، عن محمّد بن عيسى اليقطينيِّ - عن رَجل - عن فضيل بن عثمان الصّيرفيِّ - عمّن حدّثه - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أراد الله به الخير قذف في قلبه حُبّ

____________

١ - تقدّم الخبر في ص ١٤٧تحت رقم ١، ويأتي في الباب الآتي تحت رقم ٢ بأدنى اختلاف في اللّفظ.

١٥٨

الحسينعليه‌السلام وحُبّ زيارته، ومَن أراد الله به السّوء قذف في قلبه بُغض الحسين وبُغْض زيارته ».

الباب السّادس والخمسون

( مَن زار الحسين عليه السلام تشوّقاً إليه)

١ - حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صَفوانَ بن يحيى، عن أبي اُسامة زَيدٍ الشّحّام « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام تشوّقاً إليه كتبه الله مِن الآمنين يوم القيامة، وأعطى كتابه بيمينه، وكان تحت لِواء الحسينعليه‌السلام حتّى يدخل الجنّة فيسكنه في درجته، إنَّ الله عزيز حكيم ».

٢ - وروي عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام « أنَّ مَن أحبَّ أن يكون مسكنه الجنّة ومأواه الجنّة فلا يَدعَ زيارة المظلوم، قلت: مَن هو؟ قال: الحسين بن علي صاحب كربلاء، مَن أتاه شَوقاً إليه وحُبّاً لرسول الله وحبّاً لأمير المؤمنين وحُبّاً لفاطمةعليهم‌السلام أقعده الله على موائد الجنّة، يأكل معهم والنّاس في الحساب ».

٣ - حدَّثني الحسن بن عبدالله(١) ، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العَلاء بن رَزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: لو يعلم النّاس ما في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام مِن الفضل لماتوا شَوقاً؛ وتقطَّعتْ أنفسهم عليه حَسرات، قلت: وما فيه؟ قال: مَن أتاه تشوّقاً كتب الله له ألف حجّة متقبّلة، وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد مِن شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقةٍ مقبولة، وثواب ألف نَسَمَة(٢) اُريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظاً سنةً مِن كلِّ آفةٍ أهونها الشَّيطان، ووُكّل به ملك كريم يحفظه مِن بين

__________________

١ - هو الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى الأشعري.

٢ - أي ثواب إعتاقهم مِن الرِّقّية.

١٥٩

يديه ومِن خلفه، وعن يمينه وعن شِماله، ومِن فوقِ رأسِه ومِن تحت قَدَمِه، فإن مات سَنته حَضَرتْه ملائكةُ الرَّحمة يحضرون غُسْله وإكفانه والاستغفار له، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له، ويَفْسَح له (١) في قبره مَدَّ بَصَره، ويؤمنه الله مِن ضَغْطَة القبر، ومِن منكر ونَكير أن يروِّعاه، ويفتح له باب إلى الجنّة، ويعطى كتابه بيمينه، ويعطى له يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي مُنادٍ: هذا مَن زار الحسين شَوقاً إليه، فلا يبقى أحدٌ يوم القيامة إلاّّ تمنّى يومئذٍ أنّه كان مِن زُوّار الحسينعليه‌السلام ».

٤ - وعنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب إبراهيم بن عثمان الخزَّاز، عن محمَّد بن مسلم « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما لِمَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: مَن أتاه شَوقاً إليه كان مِن عباد الله المكرمين، وكان تحت لِواء الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام حتّى يدخلهما الله [جميعاً] الجنّة ».

٥ - وعنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي المَغرا، عن ذَريح المحاربيِّ « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما ألقى مِن قومي ومن بني إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسينعليه‌السلام مِن الخير إنّهم يكذّبوني ويقولون: إنّك تكذب على جعفر بن محمّد! قال: يا ذَريح دَع النّاس يذهبون حيثُ شاؤوا، واللهِ إنَّ اللهَ ليباهي بزائر الحسين بن عليٍّ، والوافد يفده الملائكة المقرَّبون وحملة عرشِه حتّى أنّه ليقول لهم: أما ترون زُوَّار قبر الحسين أتوه شَوقاً إليه وإلى فاطمة بنت رَسول الله [محمّد]، أما وعزَّتي وجَلالي وعَظمتي لأوجبنَّ لهم كَرامتي؛ ولأدخلنَهم جنَّتي الّتي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورُسُلي، يا ملائكتي! هؤلاء زُوَّار قبر الحسين حبيب محمّد رَسولي، ومحمَّدٌ حبيبي، ومَن أحَبَّني أحَبَّ حبيبي، ومَن أحَبَّ حبيبي أحبَّ من يحبُّه، ومَن أبغض حبيبي أبغضَني ومَن أبغضني كان حقّاً عليَّ أنْ اُعذِّبه بأشدِّ عَذابي واُحرِقَه بِحَرِّ ناري، وأجعل جَهنّم مسكَنَه

__________________

١ - أي وسّع وفرج له.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ » ».

ورواه البرقيُّ، عن أبيه، عن النَّضر بن سُوَيد، عن القاسم بن سليمان، عن جرَّاح المدائنيّ قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام - وذكر مثله -.

١٢ - وجدت في بعض الكُتُبِ: محمّد بن سِنان، عن المفضّل(١) « قال: قال: مَن قرء « إنّا أنْزَلْناه » عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله إليه مَلَكاً يعبدالله عند قبره، ويكتب [له و] لِلميّت ثواب ما يعمل ذلك المَلَكَ، فإذا بعثه الله من قبره لم يمرَّ على هَول إلاّ صرفه الله عنه بذلك المَلَك [الموَكّل] حتّى يدخله الله به الجنّة، وتقرء بعد «الحمد » «إنّا أنْزَلْناه » سَبعاً، و «المعَوَّذَتَين »، و «قُلْ هُوَ الله أحَد » و «آية الكُرْسيّ » ثلاثاً ثلاثاً »(٢) .

١٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اُورَمَةَ، عن النَّضر بن سُويد، عن عاصِم بن حَميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: سمعته يقول: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا مرَّ بقبور قوم من المؤمنين قال: «السَّلام عَلَيْكُمْ مِنْ دِيارِ قَومٍ مُؤمِنينَ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ » ».

١٤ - و [أبي]، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن أورَمَة، عن عليِّ بن الحكم، عن ابن عجلان « قال: قام أبو جعفرعليه‌السلام على قبر رجلٍ فقال: «اللّهُمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِس وَحْشَتَهُ، وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ ما يسْتَغْني بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ » ».

١٥ - وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد أبي عبدالله البرقيِّ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء، عن عليِّ بن أبي حمزة « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام كيف نسلّم على أهل القبور؟ قال: نَعَم؛ تقول: «السَّلامُ

__________________

١ - في بعض النّسخ: « الفضيل » مكان « المفضّل ».

٢ - في بعض النّسخ: « ويقرء مع « إنّا أنزلناه » سورة الحمد والمعوّذتين و « قل هو الله أحد » و « آية الكرسيّ » ثلاث مرّات كلّ سورة، و « إنّا أنزلناه » سبع مرّات ».

٣٤١

عَلى أهْل الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمؤمِناتِ، وَالمْسلِمينَ وَالمسْلِماتِ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَإنّا بِكُمْ إنْ شاءَ اللهُ لاحِقُونَ » ».

١٦ - حدّثني أبيرحمه‌الله وعليُّ بن الحسين؛ وغيرهما، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن هارونَ بن الجَهْم، عن المفضّل بن صالِح، عن سعد بن طَريف، عن الأصْبَغ بن نُباتة « قال: مرَّ عليُّ أمير المؤمنينعليه‌السلام على القبور فأخذ في الجادّة، ثمَّ قال عن يمينه:

«السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبُورِ مِنْ أهْلِ الْقُصُورِ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنحنُ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ »؛ ثمَّ التفت عن يساره فقال: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا أهْلُ الْقُبُورِ » - إلى آخره - ».

١٧ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد - عمّن ذكره - عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ، عن أبيه، عن سَعدانَ بنِ مسلم، عن عليِّ بن أبي حمزةَ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: يخرج أحدكم إلى القبور فيسلّم ويقول:

«السَّلامُ عَلى أهْل الْقُبُورِ، السَّلامُ عَلى مَنْ كانَ فيها مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ، أنْتُم لَنا فَرَطٌ ونحنُ لَكُم تَبَعٌ وَإنّا بِكُمْ لاحِقُونَ، وَإنّا للهِ وَإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ سُكنى الْقُصُورِ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ النِّعْمَةِ والسُّرُورِ، صِرْتُمْ إلى الْقُبُورِ، يا أهْلَ الْقُبُورِ كَيْفَ وَجَدْتُمْ طَعْمَ المَوْتِ؟! ». ثمَّ يقول: «وَيْلٌ لِمَنْ صارَ إلىَ النّارِ »، ثمَّ يُهْرَق دَمعتُه وينصرف ».

١٨ - وعنه بإسناده، عن البرقيِّ قال: حدَّثنا بعض أصحابنا، عن عبّاس بن عامر القَصبانيِّ، عن يقطين قال: أخبرنا رَبيع بن محمّد المسليُّ(١) « قال: كان أبو عبداللهعليه‌السلام إذا دَخل الجَبّانة(٢) تقول: «السَّلامُ عَلى أهْلِ الجنَّةِ ».

__________________

١ - مُسْلِيّة قبيلة من مَذْحج، ومحلّة لهم بالكوفة. ( اللّباب )

٢ - الجَبَانة - بالفتح ثمَّ التّشديد -؛ والجبّان في الأصل الصّحراء، وأهل الكوفة يسمّون المقابر جبّانة كما يسمّيها أهل البصرة المقبرة، وبالكوفة محالّ تسمّى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل. ( المعجم )

٣٤٢

الباب السّادس والمائة

( فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام بقمّ)

١ - حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام « قال: سألته عن زيارة فاطمة بنت موسىعليه‌السلام ، قال: مَن زارها فلَه الجنَّة ».

٢ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وأخي والجماعة، عن أحمدَ بن إدريسَ؛ وغيره، عن العَمْركي بن عليٍّ البُوفكيّ - عمّن ذكره - عن ابن الرِّضاعليهما‌السلام « قال: مَن زار قبر عَمَّتي بقمّ فله الجنَّة ».

الباب السّابع والمائة

( فضل زيارة قبر عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيِّ بالرَّيِّ)

١ - حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن محمّد بن يحيى العطّار - عن بعض أهل الرَّيّ - « قال: دخلت على أبي الحسن العَسكريّعليه‌السلام فقال: أين كنت؟ فقلت: زُرتُ الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام ، فقال: أما إنّك لو زُرْت قبر عبدالعظيم عندكم لكُنتَ كمن زار الحسينعليه‌السلام »(١)

* * * * *

__________________

١ - ورواه الصّاحب ابن عبّاد في ترجمة عبدالعظيم في رسالته المعمولة فيها الموجودة عندنا، وفيه إيعاز إلى خصوصيّة الرّجل ( الرّاويّ ) واختصاصه به، فكأنّه كان ممّن لا يزور عبدالعظيم مع قربه منه، وكان يزهد ويرغب عنه، ولا يعرف مكانته وفضله. ( الأمينيّ رحمه الله ) أقول: ذلك على فرض صحّة قول الرَّاويّ المجهول. وإلاّ لا يقاس بالحسين عليه السلام وزيارته أحدٌ حتّى الأئمّة المعصومين عليهم السلام، ولاُستاذنا الغفّاريّ - أيّده الله - في هذا الخبر بيانٌ راجع ثواب الأعمال المترجم ص ١١٤ طبع مكتبة الصَّدوق.

٣٤٣

الباب الثّامن والمائة

( نَوادر الزِّيارات)

١ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ(١) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال لي: إنَّ عندكم - أو قال: في قُرْبكم - لفضيلة ما اُوتي أحدٌ مثلها، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها، وإنَّ لها لأهلاً خاصّة قد سمّوا لها، واُعطوها بلا حول منهم ولا قوّة إلاّ ما كان من صنع اللهِ لهم وسعادة حَباهم [الله] بها ورحمة ورأفة وتقدّم.

قلت: جُعِلت فِداك وما هذا الّذي وصفتَ لنا ولم تُسمّه؟ قال: زيارة جدَّي الحسين [بن عليٍّ]عليهما‌السلام فإنّه غريب بأرض غُرْبَة، يبكيه من زارَه، ويحزنُ له من لم يَزُرْه، ويحرق له مَن لم يشهده ويرحمه مَن نظر إلى قبر ابنه عندَ رِجله في أرض فَلاة، لا حميم قربه ولا قريب، ثمَّ منع الحقّ وتوازَرَ عليه أهل الرِّدَّة حتّى قتلوه وضَيّعوه وعرضوه للسّباع، ومَنعوه شُربَ ماءِ الفُرات الَّذي يشربه الكِلاب، وضيّعوا حَقَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّته به وبأهل بيته، فأمسى مَجفُوّاً في حفرته، صَريعاً بين قرابته، وشيعته بين أطباق التّراب، قد أوحش قربه في الوحدة والبُعد عن جدِّه، والمنزل الَّذي لا يأتيه إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان وعرَّفه حقّنا.

فقلت له: جُعِلتُ فِداك قد كنتُ آتيه حتّى بليتُ بالسّلطان وفي حفظ أموالهم وأنا عندهم مشهورٌ فتركت للتّقية إتيانه وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير،

____________

١ - كذا في النّسخ، ولا يخفى ما في السّند، وهو إمّا أن يكون « البصريّ » مصحّف « الأنصاري »، أو الواسطة سقطت من النّسخ، والثّاني أظهر بالمقام، لأنّه أقلّ ما يكون بينه وبين الصّادق عليه السلام واسطة. وعليّ بن محمّد بن سليمان يروي عن أبي جعفر الثّاني والعسكريّ عليهما السلام.

٣٤٤

فقال: هل تدري ما فضل من أتاه وماله عندنا من جَزيل الخير؟ فقلت: لا، فقال: أمّا الفضل فيباهيه ملائكةُ السّماء، وأمّا ما له عندنا فالتّرحم عليه كلِّ صباح ومساء.

ولقد حدَّثني أبي أنّه لم يَخلُ مكانه منذ قُتِل مِن مُصلٍّ يصلّي عليه من الملائكة، أو مِن الجِنّ، أو مِن الإنس، أو مِن الوَحش، وما مِن شيءٍ إلاّ وهو يغبط زائره ويتمسّح به ويرجو في النَّظر إليه الخير لنظره إلى قبره [عليه‌السلام ]، ثمّ قال: بلغني أنَّ قوماً يأتونه مِن نواحي الكوفة و[اُ] ناساً من غيرهم ونِساء يَنْدُبْنَه، وذلك في النّصف من شعبان، فمن بين قارىء يقرء، وقاصٍّ يقصّ، ونادبٍ يندب، وقائل يقول المراثي.

فقلت: نَعَم جُعِلتُ فِداك قد شَهدتُ بعض ما تصف، فقال: الحمدُ للهِ الّذي جعل في النّاس مَن يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا، وجعل عَدؤنا من يطعن عليهم مِن قرابتنا وغيرهم يَهْذؤنهم(١) ويقبّحون ما يصنعون ».

٢ - وبهذا الإسناد، عن عبدالله الأصمّ، عن عبدالله بن بُكَير الأرجاني(٢) « قال: صَحبت أبا عبداللهعليه‌السلام في طريق مكّة من المدينة فنزلنا منزلاً يقال له: عُسْفان(٣) ثمّ مررنا بجبل أسود عن يسار الطّريق موحشٍ، فقلت له: يا ابن رَسول الله ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطّريق مثل هذا، فقال لي: يا ابن بُكَير أتدري أيّ جبل هذا؟ قلت: لا، قال: هذا جبل يقال له: « الكمد » وهو على

__________________

١ - هذأه يَهْذَأه، هذأ العدوّ: أهلكهم، وفلاناً بلسانه، آذاه واسمعهم ما يكره. وفي بعض النّسخ: « يهدرونهم » على بناء يضرب ويكرم، أي يبطلون دمهم.

٢ - في بعض النّسخ: « عبدالله بن بكر »، وفي كتب الرّجال: عبدالله بن بكر الأرّجاني مرتفع القول، ضعيف ( قاله العلاّمة )، وكذا عبدالله بن بكير الأرجانيّ، وبكلى العنوانين موجودٌ، وأمّا المراد بـ « بكير » ولو قلنا بصحّته هو غير بكير بن أعين الشِّيْبانيّ.

٣ - عسفان - بالضّمّ ثمّ السّكون -: قرية على مرحلتين من مكّة على طريق المدينة، وقرية جامعة على ستّة وثلاثين ميلاً من مكّة. ( معجم البلدان )

٣٤٥

وادٍ من أودية جهنّم، وفيه قَتَلَة أبي؛ الحسينعليه‌السلام ، استودعهم، فيه تجري من تحتهم مياه جَهنّم من الغِسلين والصَّديد والحَميم وما يخرج من جبّ الجوّي (١) وما يخرج من الفَلق من آثام (٢) وما يخرج من الخَبال (٣) وما يخرج من جَهنّم ومايخرج من لَظى (٤) ومن الحُطَمَة، وما يخرج من سَقَر وما يخرج من الحميم، وما يخرج من الهاوية، وما يخرج من السّعير، وما مَرَرت بهذا الجبل في سفري فوقفت به إلاّ رأيتهما يستغيثان إلي وإني لأنظر إلى قَتَلَة أبي، وأقول لهما (٥) : إنّما هؤلاء فعلوا ما أسّستما لم ترحمونا إذ ولّيتم وقتلتمونا وحرمتمونا ووثبتم على قتلنا (٦) واستبددتم بالأمر دوننا، فلا رَحِمَ الله مَن يرحمكما، ذوقا وبال ما قدّمتما، وما الله بظلاّم للعبيد، وأشدّهما تضرُّعاً واستكانة الثّاني، فربّما وقفت عليهما ليتسلّى عنّي بعض ما في قلبي، وربّما طويت الجبل الّذي هما فيه وهو جبل الكمد، قال: قلت له: جُعِلتُ فِداك فإذا طويت الجبل فما تسمع؟ قال: أسمع أصواتهما يناديان: عرّج علينا نكلّمك فإنّا نتوب، وأسمع من الجبل صارخاً يصرخ بي: أجبهما وقل لهما: اخسؤوا فيها ولا تكلّمون! قال: قلت له: جُعِلتُ فِداك ومن معهم؟ قال: كلّ فرعون عَتا على الله وحكى الله عنه فِعاله، وكلُّ من علّم العباد الكفر، فقلت: مَن هُم؟ قال: نحو « بولس » الّذي علّم اليهود أنَّ يد الله مغلولَة، ونحو

__________________

١ - أي المتغيّر المنتن. وفي بعض النّسخ: « جبّ الحوى »،

وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: لعلّه تصحيف « جبّ الحزن » لما روي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: « تعوّذوا بالله من جبّ الحزن » وهو اسم جبّ في جهنّم.

٢ - وفي رواية شيخنا المفيد رحمه الله: « وما يخرج من آثام » وهو جزاء الإثم وعقوبته، كما في قوله تعالى: «ومن يفعل ذلك يلق أثماً ». والمراد ما يخرج من المجرمين في عقوبتهم من القيح والدَّم. ( العلاّمة الأمينيّ - ره - )

٣ - هي سديد أهل النّار. وفي البحار: « وما يخرج من طينة الخبال ».

٤ - لَظى اسمٌ من أسماء النّار، ولاينصرف للعلمية والتأنيث. ( النهاية ).

٥ - قيل: المراد بهما قابيل وعاقر ناقة صالح.

٦ - في بعض النّسخ: « على حقّنا ».

٣٤٦

« نسطور » الَّذي علّم النّصارى أنَّ عيسى المسيح ابن الله، وقال لهم: هم ثلاثة، ونحو فرعون موسى الَّذي قال: أنا رَبُّكم الأعلى، ونحو نمرود الَّذي قال: قهرتُ أهل الأرض وقتلتُ مَن في السَّماء، وقاتل أمير المؤمنين، وقاتل فاطمة ومحسن، وقاتل الحسن والحسين، فأمّا معاوية وعَمرو (١) فما يطمعان في الخلاص، ومعهم كلُّ من نصب لنا العّداوة، وأعان علينا بلسانه ويده وماله، قلت له: جعلت فداك فأنت تسمع ذا كلّه لا تفزع؟ قال: يا ابن بُكير إنَّ قلوبنا غير قلوب النّاس، إنّا مطيعون مصفّون مصطفون، نرى ما لا يرى النّاس، ونسمع ما لا يسمع النّاس، وأنّ الملائكة تنزل علينا في رِحالنا، وتتقلّب في فُرُشنا، وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، وتصلّي معنا، وتدعو لنا وتلقى علينا أجنحتها، وتتقلّب على أجنحتها صبياننا، وتمنع الدَّوابِّ أن تصل إلينا، وتأتينا ممّا في الأرضين مِن كلِّ نباتٍ في زَمانه، وتسقينا مِن ماء كلِّ أرض نجد ذلك في آنيتِنا، وما مِن يوم ولا ساعةٍ ولا وقت صَلاةٍ إلاّ وهي تتهيّأ لها (٢) ، وما مِن لَيلة تأتي علينا إلاّ وأخبار كلّ أرض عِندنا، وما يحدث فيها وأخبار الجنّ وأخبار أهل الهَوى من الملائكة، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلاّ أتانا خبره، وكيف سيرته في الَّذين قبله، وما مِن أرضٍ مِن سِتَّة أرضين إلى السّابِعة إلاّ ونحن نؤتى بخبرهم، فقلت: جُعلتُ فداك فأين منتهى هذا الجبل؟ قال: إلى الأرض السّابعة(٣) ، وفيها جهنّم على وادٍ من أوديته، عليه حفظة أكثر من نجوم السّماء وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثّرى، قد وُكِّل كل ملك منهم بشيء وهو مقيم عليه لا يفارقه، قلت: جُعِلْتُ فِداك إليكم جميعاً يلقون الأخبار؟ قال: لا إنّما يلقى ذلك إلى صاحب الأمر، إنّا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم فيه فمن

__________________

١ - هو ابن العاص كما في رواية المفيد أو غيره في كتابه « الاختصاص ».

٢ - في رواية غير المؤلّف: « وهي تمنّيها لها ».

٣ - في بعض النّسخ: « السّادسة ».

٣٤٧

لم يقبل حكومتنا جَبَرتْه الملائكة على قولنا وأمرتِ الَّذين يحفظون ناحيته أن يَقْسِروه (١) على قَولنا، وإن كان من الجنّ من أهل الخلاف والكفر أوثَقْتَه وعذّبته حتّى يصير إلى ما حكمنا به، قلت: جُعلتُ فِداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ فقال: يا ابن بُكَير فكيف يكون حُجّة الله على ما بين قطريها وهو لا يَراهم ولا يحكم فيهم؟! وكيف يكون حجّةً على قوم غيّب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤدّياً عن الله وشاهداً على الخلق وهو لا يراهم؟ وكيف يكون حجّةً عليهم وهو محجوب عنهم؟ وقد جعل (٢) بينهم وبينه أن يقوم بأمر رَبّه فيهم، والله يقول: «وَما أرْسَلْناكَ إلاّ كافَّةً لِلنّاسِ (٣) » يعني به مَن على الأرض والحجَّة مِن بعد النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقوم مقام النَّبيِّ مِن بعده وهو الدَّليل على ما تشاجَرَتْ فيه الاُمّة، والأخذ بحقوق النّاس، والقيام بأمر الله، والمنصف لبعضهم مِن بعضٍ، فإذا لم يكن معهم مَن ينفذ قوله وهو يقول: «سَنُريِهمْ آياتِنَا في الآفاق وَفي أنْفُسِهِمْ (٤) »، فأيُّ آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق وقال: «ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إلاّ هي أكْبر مِنْ اُخْتِها (٥) »، فأيُّ آية أكبر منّا، والله إنَّ بني هاشم وقريشاً لتعرف ما أعطانا الله ولكنَّ الحسد أهلكهم كما أهلك إبليس، وإنّهم ليأتوننا إذا اضطرّوا وخافوا على أنفسهم فيسألونا فنوضح لهم فيقولون: نشهد أنّكم أهل العلم، ثمَّ يخرجون فيقولون: ما رأينا أضلَّ ممَّنِ اتَّبع هؤلاء ويقبل مقالتهم!

قلت: جُعِلتُ فِداك أخبرني عن الحسينعليه‌السلام لو نُبشَ(٦) كانو يجدون في

__________________

١ - قَسَره على الأمر: قهره وأكرهه عليه.

٢ - في لفظ غير المؤلّف: « قد حيل ».

٣ - سبأ: ٢٨.

٤ - فصّلت: ٥٣، وقال الاُستاذ الغفّاريّ - أيّده الله -: المراد بـ « الآيات » على ما يظهر مِن سياق الكلام الآيات التخويفيّة، يعني القحط والغلاء والنّكبات والأمراض، وضمير « هم » يرجع إلى الكفّار والمشركين، والله يعلم.

٥ - الزّخرف: ٤٨.

٦ - تقدّم هذه الفقرة من قوله: « قلت: جعلت فداك » إلى آخر الخبر في ص ١١٠ تحت رقم ٧.

٣٤٨

قبره شيئاً؟ قال: يا ابن بكير ما أعظم مسائلك! الحسينعليه‌السلام مع أبيه واُمّه وأخيه الحسن في منزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يحبون كما يحبى، ويرزقون كما يرزق، فلو نبش في أيّامه (١) لَوُجِد؛ وأمّا اليوم فهو حَيٌّ عند ربّه يرزق وينظر إلى مُعَسْكره وَينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله وأنّه لعلى يمين العرش متعلّق ( كذا ) يقول: يا رَبّ أنجزْ لي ما وَعدتَني، وإنّه لينظر إلى زُوَّاره وهو أعرف بهم وبأسماء آبائهم وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند الله من أحدكم بولده وما في رَحله وأنّه ليرى مَن يبكيه فيستغفر له رحمةً له، ويسأل أباه الاستغفار له ويقول: لو تعلم أيّها الباكي ما أعدَّ لك لفرحتَ أكثر ممّا جزعتَ، فليستغفر له كلُّ مَن سمع بُكاءَه مِن الملائكة في السَّماء وفي الحائر، وينقلب وما عليه مِن ذنبٍ ».

٣ - حدَّثني محمّد بن يعقوبَ، عن عدَّة من أصحابه، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال(٢) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: ما مِن نَبيٍّ ولا وصيّ نبيِّ يبقى في الأرض بأكثر مِن ثلاثة أيّام ثمَّ ترفع روحُه وعَظْمُه ولَحمُه إلى السّماء، وإنّما تؤتى مواضع آثارهم ويبلّغونهم مِن بعيدٍ السَّلامَ ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب »(٣) .

__________________

١ - بيّنها الحديث الآتي بعد هذا الحديث.

٢ - في بعض النّسخ: « زياد بن جلاّل » وفي بعضها: « أبي الجلال »، وكلاهما تصحيف. وما في المتن - بالحاء المهملة - معنون في رجال الشّيخ تارةً من أصحاب الباقر واُخرى من أصحاب الصّادق عليه السلام، وهو ثقة.

٣ - قال استاذنا الغفّاريّ - أيّده الله -: هنا شبهة مشهورة، وهي أنّ نوح عليه السلام نقل عظام آدم عليه السلام من الماء، أو سرنديب إلى الغري، وكذا موسى عليه السلام نقل عِظام يوسف عليه السلام من مصر إلى بيت المقدِس، ورأس الحسين عليه السلام نقل من كربلاء إلى الشّام ومن الشّام إلى النّجف أو كربلاء، وأنّ بعض أهل الكتاب كان يأخذ عظم نبيٍّ من الأنبياء: بيده ويستسقى وكان بإذن الله ينزل المطر حتّى أخذ منه ذلك العظم فما نزل بعد ذلك باستسقائه، وقد نطقت الأحاديث بتلك الوقايع. ووجّه بإمكان العود بعد تلك الأيّام، ولا يخفى ما فيه ومنافاته لتتمّة الخبر.

واحتمل الفيض قدس سره في الوافي بأن يكون المراد باللّحم والعظم المرفوعين المثاليّين

٣٤٩

وحدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن يعقوبَ، عن محمّد بن يحيى؛ وغيره، عن أحمدَ بنِ محمّد، عن عليِّ بن الحكم، عن زياد، عن أبي عبداللهعليه‌السلام - مثله(١) .

٤ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن محمّد بن يحيى، عن أحمدَ بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع - عن بعض أصحابه - رَفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قلت: نكون بمكّة أو بالمدينة أو بالحائر أو المواضع الّتي يُرجى فيها الفضل فربّما يخرج الرَّجل يتوضّأ فيجيء الآخر فيصير مكانه، قال: مَن سبق إلى موضع فهو أحقّ به يومه وليلته ».

٥ - حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن مَنيع، عن صَفوانَ بن يحيى، عن صَفوانَ بن مِهرانَ الجمّال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: أهون ما يكسب زائر الحسينعليه‌السلام في كلِّ حسنة ألف ألف حسنةٍ، والسّيّئة واحدة، وأين الواحدة من ألف ألف؟! ثمَّ قال: يا صَفوانُ أبشر فإنَّ ‏لله ملائكةٌ معها قضبان من نور فإذا أراد الحفظة أن تكتب على زائر الحسينعليه‌السلام سيّئة، قالت الملائكة للحفظة: كفّي، فتكفّ، فإذا عمل حسنة قالت لها: اكتبي اُولئك الَّذين يبدُّل الله سيّئاتهم حسنات ».

٦ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن

__________________

منها أعني البرزختين، وذلك لعدم تعلّقهم بهذه الأجساد العنصرية فكأنّهم وَهم بعدُ في جلابيب من أبدانهم قد نفضوها وتجرّدوا عنها فضلاً عمّا بعد وفاتهم، والدّليل على ذلك من الحديث قولهم عليهم السلام: « إنّ الله خلق أرواح شيعتنا ممّا خلق منه أبداننا »، فأبدانهم عليهم السلام ليست إلاّ تلك الأجساد اللّطيفة المثالية، وأمّا العنصريّة فكأنّها أبدان الأبدان - ثمّ أيّد قوله بما تقدّم من إخراج نوح عظام آدم عليهما السلام، وكذا خبر موسى وإخراجه عظام يوسف عليهما السلام، وقال: - فلو لا أنّ الأجسام العنصرية منهم تبقى في الأرض لما كان لاستخراج العظام ونقلها من موضع إلى آخر بعد سنين مديدة معنى، وإنّما يبلّغونهم من بعيد السّلام لأنّهم في الأرض وهم عليهم السلام في السّماء - إلخ. وقيل: لعلّ صدور أمثال هذا الخبر لنوع مصلحة توريةً لقطع أطماع الخوارج وبني أميّة وأضرابهم بالنّبش، والله يعلم.

١ - الخبر مذكور في الكافي والتّهذيب والفقيه وبصائر الدّرجات بتفاوت يسير في اللّفظ.

٣٥٠

عيسى، عن أبي يحيى الواسطيّ، عن أبي الحسن الحَذّاء « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : إنّ إلى جانبكم مقبرة يقال لها: « براثا »(١) يحشر منها عشرون ومائة ألف شهيدٍ كشهداء بدر ».

٧ - وروى عن محمّد بن مَروان قال: حدَّثنا محمّد بن الفضل(٢) « قال: سمعت جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقول: مَن زارَ قبر الحسينعليه‌السلام في شهر رَمضان ومات في الطّريق لم يعرض ولم يحاسب، ويقال له: ادخل الجنّة آمناً ».

٨ - حدَّثني أبي؛ ومحمّد بن الحسن - رحمهما الله - جميعاً، عن الحسين بن سعيد قال: حدّثنا عليُّ بن السّحت الخّزّاز قال: حدَّثنا حفص المزنيُّ، عن عُمَر بن بياض، عن أبان بن تَغلب « قال: قال لي جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : يا أبان متى عهدك بقبر الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: لا والله يا ابن رسول الله؛ ما لي به عهد منذ حين، فقال: سبحان اللهِ العظيم وأنت مِن رُؤساء الشِّيعة تترك زيارة الحسينعليه‌السلام ، لا تزوره؟!! مَن زارَ الحسينعليه‌السلام كتب الله له بكلِّ خُطْوةٍ حسنةً، ومحى عنه بكلِّ خطوة سيّئة، وغفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر، يا أبان لقد قُتل الحسينعليه‌السلام فهبط على قبره سبعون ألف ملكٍ شُعْث غُبر يبكون عليه وينوحون عليه إلى يوم القيامة ».

٩ - حدَّثني الحسين بن محمّد بن عامِر، عن المعلّى بن محمّد البَصريّ، عن عليِّ بن أسباط، عن الحسن بن الجَهْم « قال: قلت لأبي الحسن الرِّضاعليه‌السلام : أيّهما أفضل: رَجلٌ يأتي مكّة ولا يأتي المدينة، أو رجل يأتي النَّبيِّ ولا يأتي مكّة(٣) ؟ قال: فقال لي: أيُّ شيء تقولون أنتم؟ فقلت: نحن نقول في الحسينعليه‌السلام ، فكيف في النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟! قال: أما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبداللهعليه‌السلام عيداً بالمدينة فانصرف فدخل على النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلّم عليه، ثمَّ قال لمن حضره: أما لقد فضّلنا

__________________

١ - كذا، و « براثا » من أشرف المساجد في جبّانة تقع بين بغداد والكاظمين.

٢ - كذا في بعض النّسخ، وفي بعضها: « عبيد بن عقيل »، وفي البحار: « محمّد بن الفضيل »، وفي المنقول عن الشّيخ: « عبيد بن الفضل ».

٣ - في البحار: « ولا يبلغ مكّة ».

٣٥١

أهل البلدان كلّهم مكّة فمن دونها لسلامنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

١٠ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع - عن بعض أصحابه - يرفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قلت: نكون بمكّة أو بالمدينة أو بالحائر أو المواضع الّتي يرجى فيها الفضل، فربّما يخرج الرَّجل ليتوضّأ فيجيء آخر فيصير مكانه، قال: مَن سبق إلى موضع فهو أحقُّ به يومه وليلته ».

١١ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ(١) ، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: لمّا اُسرِي بالنَّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السّماء قيل له: إنّ الله تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صَبرُك، قال: أسلم لأمرك يا رَبِّ ولا قوَّة لي على الصَّبر إلاّ بك فما هُنَّ؟ قيل له: أوَّلهنَّ الجوع والأثرة على نفسك وعلى أهلك لأهل الحاجة، قال: قبلت يا رَبِّ ورضيت وسلَّمت ومنك التَّوفيق والصَّبر، وأمّا الثّانية فالتّكذيب والخوف الشَّديد وبذلُكَ مُهْجَتك في محاربة أهل الكفر بمالك ونفسك، والصَّبر على ما يصيبك منهم مِن الأذى ومِن أهل النِّفاق، والألم في الحرب والجراح، قال: قبلتُ يا رَبِّ ورضيت ومنك التَّوفيق والصَّبر، وأما الثالثة فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل، أما أخوك عليٌّ فيلقى مِن أمَّتك الشَّتم والتَّعنيف والتَّوبيخ والحِرمان والجحد والظُّلم وآخر ذلك القتل، فقال: يا ربِّ قبلتُ ورَضيتُ ومنك التَّوفيق والصَّبر، وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقُّها غَصباً الَّذي تجعله لها وتُضرَب وهي حامل ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن ثمَّ يمسّها هوان وذلٌّ، ثمَّ لا تجد مانعاً وتطرح ما في بطنها من الضَّرب وتموت من ذلك الضَّرب، قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، قَبلتُ يا ربِّ وسلّمت ومنك التَّوفيق والصَّبر، ويكون لها مِن أخيك ابنان

__________________

١ - هو بصريّ، قال النّجاشيّ والعلاّمة: هو ضعيف، غال، ليس بشيء.

٣٥٢

يقتل أحدهما غَدْراً ويُسلب ويطعن، تفعل به ذلك اُمَّتك، قلت: يا رَبِّ قبلتُ وسلّمتُ إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ومنك التّوفيق للصّبر.

وأمّا ابنها الآخر فتدعوه اُمَّتك للجِهاد ثمَّ يقتلونه صَبراً، ويقتلون وُلده ومَن معه مِن أهل بيته، ثمَّ يسلُبون حَرمه، فيستعين بي وقد مضى القضاء منّي فيه بالشَّهادة له ولمن معه، ويكون قتله حُجّةً على من بين قطريها، فيبكيه أهل السّماوات وأهل الأرضين جَزَعاً عليه، وتبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته، ثمَّ أخرج مِن صلبه ذكراً به أنصرك وأنَّ شبحه عندي تحت العرش(١) يملأ الأرض بالعدل ويطبقها بالقسط، يسير معه الرُّعب، يقتل حتّى يشكّ فيه، قلت: إنّا لله!

فقيل: ارفع رأسك، فنظرت إلى رَجلٍ أحسن النّاس صورةً وأطيبهم ريحاً، والنّور يسطع مِن بين عَينيه ومِن فوقه ومِن تحته، فدعوته فأقبل إليَّ وعليه ثياب النُّور وسيما كلِّ خير حتى قَبَّل بين عَيني، ونظرت إلى الملائكة قد حفّوا به، لا يحصيهم إلاّ الله عزَّوجَلَّ، فقلت: يارَبِّ لمن يغضب هذا ولمن أعددت هؤلاء؟ وقد وعدتَني النَّصر فيهم فأنا انتظره منك؟ وهؤلاء أهلي وأهل بيتي وقد أخبرتَني ممّا يلقون مِن بعدي ولئن شئتَ لأعطيتني النًّصر فيهم على مَن بغى عليهم، وقد سلَّمتُ وقبلتُ ورضيت ومنك التّوفيق والرِّضا والعون على الصَّبر، فقيل لي: أمّا أخوك فجزاؤه عندي جنّة المأوى نُزُلاً بصبره، أفلح حجّته على الخلائق يوم البعث، واُولّيه حَوضَك يسقي منه أولياءَكم ويمنع منه أعداءَكم، وأجعل جهنَّم عليه بَرداً وسلاماً، يدخلها فيُخرج مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة مِن المودَّة، وأجعل منزلتكم في درجةٍ واحدةٍ في الجنّة، وأمّا ابنك المخذول المقتول، وابنك المعذور المقتول صبراً، فإنّهما ممّا اُزيّن بهما عرشي، ولهما من الكَرامة سِوى ذلك ممّا لا يخطر على قلب بشر لما أصابهما من البلاء فعليّ فتوكّل، ولكلِّ مَن أتى قبرَه مِن الخلق من الكرامة لأنَّ زوَّاره زوَّارك و

__________________

١ - وفي بعض النّسخ: « ثمّ أخرج من صلبه ذكراً انتصر له به وأنَّ شبحه عندي تحت العرش ».

٣٥٣

زوَّارك زوَّاري، وعليَّ كَرامة زوَّاري (١) وأنا اُعطيه ما سأل وأُجزيه جزاءً يغبطه مَن نظر إلى عظمتي إيّاه، وما أعددت له مِن كرامتي.

وأمّا ابنتك فإنّي أوقفها عند عرشي فيقال لها: إنَّ الله قد حكمكِ في خلقه فمن ظلمكِ وظلم وُلدكِ فاحكمي فيه بما أحببتِ فإنّي اُجيز حكومتِك فيهم، فتشهد العرصة فإذا وقف مَن ظَلَمها أمرتُ به إلى النّار، فيقول الظّالم: واحسرتا! على ما فرَّطْتُ في جنب الله، ويتمنّى الكَرَّة(٢) ، ويعضّ الظّالم على يديه ويقول: يا ليتني اتّخذت مع الرَّسول سَبِيلاً، يا ويلتي ليتني لَم أتّخِذ فلاناً خليلاً، وقال: حتّى إذا جاءَنا قال: يا ليت بَيني وبَيْنَك بُعْدَ المَشرِقين فَبِئس القَرين، ولَنْ يَنفَعَكم اليَومَ إذ ظلَمْتُم أنّكم في العذاب مُشتَرِكون، فيقول الظّالم: أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يَختلِفون، أو الحكم لغيرك، فيقال لهم: ألا لعنة الله على الظّالمين الّذين يَصُدُّون عن سبيل الله ويَبغُونها عِوَجاً وهم بالآخرة كافِرون، وأوَّل من يحكم فيه - حسن بن عليٍّعليه‌السلام في قاتله، ثمَّ في فتفذ فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط مِن نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مَغربها، ولو وضعت على جبال الدُّنيا لذابت حتّى تصير رماداً فيضربان بها، ثمَّ يجثو أمير المؤمنينعليه‌السلام بين يدي الله للخصومة مع فلان في جبّ فيطبق عليهم، لا يراهم أحد ولا يرون أحداً فيقول الّذين كانوا في ولايتهم: ربّنا أرنا اللَّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس، نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين، قال الله عزّوجَلَّ: «وَلَن يَنْفَعَكُمُ اليْومَ إذْ ظَلَمْتُمْ أنَّكم في الْعَذابِ مُشْتركُون (٣) » فعند ذلك ينادون بالوَيل والثُّبُور(٤) ، ويأتيان الحوض فيسألان عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ومعهم حفظة فيقولان: اعف عنّا واسقنا وتخلّصنا، فيقال لهم: فلمّا راؤه زلفة سيئت وجوه الّذين كفروا، وقيل: هذا الَّذي كنتم به تدّعون بإمرة المؤمنين، ارجعوا ظماء مظمئين إلى النّار فما شرابكم إلاّ الحميم

__________________

١ - في بعض النّسخ: « زائري ».

٢ - أي الرّجوع.

٣ - الزّخرف: ٣٩.

٤ - الثُّبُور: الهلاك والفساد.

٣٥٤

والغسلين وما تنفعكم شفاعة الشّافعين ».

١٢ - وحدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ، عن جدِّه « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : جُعِلتُ فِداك أيّما أفضل: الحجّ أو الصّدقة؟ قال: هذه مسألة فيها مسألتان، قال: كم المال؟ يكون ما يحمل صاحبَه إلى الحجّ؟ قال: قلت: لا، قال: إذا كان مالاً يحمل إلى الحجّ فالصَّدقة لا تعدل الحجّ، الحجّ أفضل، وإن كانت لا يكون إلاّ القليل فالصَّدقة، قلت: فالجهاد؟ قال: الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض في وقت الجِهاد، وقال: ولا جِهاد إلاّ مع الإمام، قلت: فالزِّيارة؟ قال: زيارة النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وزيارة الأوصياء وزيارة حمزة، وبالعِراق زيارة الحسينعليه‌السلام ، قلت: فما لمن زار الحسينعليه‌السلام ؟ قال: يخوض في الرَّحمة، ويستوجب الرِّضا، ويصرف عنه السّوء، ويدرّ عليه الرّزق، وتشيّعه الملائكة، ويلبس نوراً تعرفه به الحفظة، فلا يمرُّ بأحدٍ من الحفظة إلاّ دعا له ».

١٣ - وروى أحمد بن جعفر البلديُّ، عن محمّد بن يزيدَ البكريّ، عن منصور بن نصر المدائني، عن عبدالرَّحمن بن مسلم « قال: دخلت على الكاظمعليه‌السلام فقلت له: أيّما أفضل: زيارة الحسين بن عليٍّ أو أمير المؤمنينعليهما‌السلام ؟ أو الفلان وفلان، وسمّيت الأئمّة واحداً واحداً؟ فقال لي: يا عبدالرَّحمن مَن زار أوَّلنا فقد زارَ آخرنا ومَن زارَ آخرنا فقد زارَ أوَّلنا، ومَن تولّى أوَّلنا فقد تولّى آخرنا، ومَن تولّى آخرنا فقد تولّنا أوَّلنا، ومن قضى حاجةً لأحدٍ من أوليائنا فكأنما قضاها لأجمعنا، يا عبدالرَّحمن أحبّنا وأحبَّ مَن يُحبّنا وأحبَّ فينا، واحبب لنا وتولّنا وتولَّ مَن يتولاّنا، وأبغض مَن يبغضنا، ألا وإنَّ الرَّادّ علينا كالرَّادّ على رسول الله جدِّنا، ومَن رَدَّ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد رَدّ على اللهِ، ألا يا عبدالرَّحمن ومَن أبغضنا فقد أبغض محمّداً ومَن أبغض محمّداً فقد أبغض الله، ومن أبغض الله عزَّوجلَّ كان حقّاً على الله أن يصليه النار وماله مِن نصير ».

١٤ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بنِ الوليد، عن محمّد بن الحسن

٣٥٥

الصَّفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عبدالله بن عبدالرّحمن الأصمّ، عن الحسين (١) ، عن الحلبيّ « قال: قال لي أبو عبداللهعليه‌السلام لما قتل الحسينعليه‌السلام سمع أهلنا قائلاً بالمدينة يقول: اليوم نزل البلاء على هذه الاُمّه فلا ترون فرحاً حتّى يقوم قائمكم فيشفي صدوركم ويقتل عدوَّكم، وينال بالوتر أوتاراً، ففزعوا منه وقالوا: إنَّ لهذا القول لحادثاً قد حدث ما لا نعرفه(٢) ، فأتاهم خبر قتل الحسينعليه‌السلام بعد ذلك فحسبوا ذلك، فإذا هي تلك اللَّيلة الَّتي تكلّم فيها المتكلّم، فقلت له: جعلت فداك إلى متى أنتم ونحن في هذا القتل والخوف والشِّدَّة؟ فقال: حتّى مات سبعون فرخاً أخوأب (٣) ويدخل وقت السَّبعين، فإذا دخل وقت السّبعين أقبلت الآيات (٤) تترى كأنّها نظام، فمن أدرك ذلك الوقت قرَّت عينه.

إنّ الحسينعليه‌السلام لمّا قتل أتاهم آتٍ وهم في المُعَسْكر فصرخ فزَبَر، فقال لهم: وكيف لا أصرخ ورَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قائم ينظر إلى الأرض مرَّة، وإلى حزبكم مرَّة، وأنا أخاف أن يدعو الله على أهل الأرض فأهلك فيهم، فقال بعضهم لبعض: هذا إنسان مجنون.

فقال التّوَّابون: تاللهِ ما صَنَعنا لأنفسِنا، قتلنا لابن سُمّيّة سيّدَ شبابِ أهل الجنّة، فخرجوا على عبيدالله بن زياد، فكان مِن أمرهم ما كان.

قال: فقلت له: جعلت فداك مَن هذا الصّارخ؟ قال: ما نراه إلاّ جبرئيل، أما إنّه لو أذن له فيهم لصاحَ بهم صَيحةً يخطف به أرواحهم مِن أبدانهم إلى النّار، ولكن أمهل ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ أليمٌ، قلت: جُعلتُ فِداك ما تقول فيمن يترك زِيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال: إنّه قد عقّ رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعقّنا واستخفّ بأمرٍ هو له، ومَن زارَه كان الله له مِن وراءِ حوائجه، وكَفاه ما أهمّه

__________________

١ - الظّاهر كونه ابن سعيد الأهوازيّ.

٢ - في البحار: « قد حدث ما لا نعرفه ».

٣ - في بعض النّسخ: « حتى يأتي سبعون فرجاً أجواب » وفي بعضها: « حتى مات سبعين فرحاً أخوأب ».

٤ - في بعض النّسخ: « أقبلت الرّايات ».

٣٥٦

مِن أمر دنياه، وإنّه ليجلب الرِّزق على العبد ويخلف عليه ما أنفق ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلى أهله وما عليه ذنبٌ ولا خطيئة إلاّ وقد محيتْ مِن صحيفته، فإن هلك في سفره نزلتِ الملائكة فغسّلنه، وفتح له بابٌ إلى الجنَّة حتّى يدخل عليه روحها حتى ينشر، إن سلّم فتح الباب الّذي ينزل منه رِزقه فيجعل له بكلّ درهم أنفقه عشرة آلاف درهم، وذخر له ذلك، فإذا حشر قيل له: بكلِّ درهم عشرة آلاف درهمٍ، وإنَّ الله تبارك وتعالى قد ذخرها لك عنده ».

الحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

____________

* - الحمد لله تعالى على ما منّ به عليَّ ووفَّقني لتحقيق هذا الكتاب وتصحيحه وتذييله، حمد معترفٍ بلطفه وإحسانه وإنعامه - جلَّ جلاله -، حيث يستر لي اُهبته وأتاح لي فرصته، ووفّقني لإتمامه وإبرازه على هذا النّمط الرّائق والشّكل الفائق، مضبوطة الألفاظ، مفسّرة الغرائب، مترجمة الرّواة، مبلجة الأنوار، دانية القطوف، وكلّ ذلك بمعاضدة الاُستاذ علي أكبر الغفّاري - أبقاه الله تعالى -، وعملت كلَّ ذلك بإرشاده ومشاورته وتأييده، ونسأل الله عزّوجلّ أن يوفّقنا لتحقيق أمثال هذا الأثر، وهو وليّ التّوفيق، والصَّلاة على محمَّدٍ وأهل بيته الطّاهرين، آمين ربّ العالمين.

بهراد الجعفريّ

١٣٧٥ هـ ش

٣٥٧