كامل الزيارات

كامل الزيارات11%

كامل الزيارات مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مكتبة الصدوق
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 357

كامل الزيارات المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 146739 / تحميل: 9207
الحجم الحجم الحجم
كامل الزيارات

كامل الزيارات

مؤلف:
الناشر: مكتبة الصدوق
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

فيهِ نَبيُّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اللّهُمَّ الْعَنْ أبا سُفيانَ وَمُعاويَةَ، وَعَلى يَزيدَ بِنْ مُعاويَةَ اللَّعْنَةُ أبَدَ الآبِدِينَ، اللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهمُ اللَّعْنَةَ أبَداً لِقَتْلِهمُ الحُسَينَ [ عليه‌السلام ]، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكِ في هذا الْيَومِ في مَوقِفي هذا وَأيّامِ حَياتي بالْبَراءةِ مِنْهم وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ (١) ، وَبِالموالاةِ لِنَبيِّكَ مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِ نَبيِّك صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَيهمْ أجْمَعِينَ ».

ثم تقول مائة مرَّة:

«اللّهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ، اللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ (٢) الحُسَينَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ (٣) [أعْداءه] عَلى قَتْلِهِ وَقَتْلِ أنْصارِهِ، اللّهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً ».

ثمّ قل مائة مرة:

السّلام عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفنائِك (٤) ،وأناخَتْ بِرَحْلِكَ (٥) ،عَلَيْكُمْ مِنّي سَلام اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكم، السَّلامُ عَلَى الحسَينِ وَعَلى عَليِّ بْنِ الحسَينِ وعلى أولاد الحسين ( ع ) وَعَلى أصحابِ الحسَينِ صَلواتُ اللهِ عَلَيهِمْ أجْمَعينَ ».

ثمَّ تقول مرَّة واحدة:

«اللّهُمَّ خُصَّ أنْتَ أوَّلَ ظالمٍ ظَلَمَ آلَ نَبيِّكَ بِاللَّعْنِ، ثُمَّ الْعَنْ أعْداءَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرين، اللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ وأباهُ، وَالْعَنْ عُبَيْدَاللهِ بْنَ زِيادٍ، وآلَ مَرْوانَ وَبَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً إلى يَومِ الْقِيامَةِ ».

ثمّ تسجد سِجدةً تقول فيها:

«اللّهُمَّ لَكَ الحمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ عَلى مُصابِهِمْ، الحَمْدُ لِلهِ عَلى عَظيم مُصابي وَ

__________________

١ - في بعض النّسخ: « وباللّعن عليهم ».

٢ - قال العلاّمة التّستريّ رحمه الله: إنّ « جاهدت » محرّف « جاحدت »، فإنّهم عرفوه وجحدوه، راجع تفصيل الكلام الأخبار الدّخيلة ج ٣ ص ٣١٨ و ٣١٩.

٣ - في بعض النّسخ: « تايعت ».

٤ - الفناء - بالكسر -: الوصيد وهو ساحة أمام البيت.

٥ - أناخ الرّجل الجملَ إناخة: أبركه.

٢٠١

رَزيَّتي فيهِمْ، اللّهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَينِ يَومَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَينِ وَأصْحابِ الحسَين، الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دونَ الحسَينِ عليه‌السلام - صلوات الله عَلَيْهم أجمعينَ -ا ».

قال عَلْقَمَةُ: قال أبو جعفر الباقرعليه‌السلام : يا عَلْقَمَةُ إن استطعتَ أن تَزوره في كلِّ يومٍ بهذه الزِّيارة مِن دَهْركَ فافعل، فلك ثوابُ جميع ذلك إن شاءَ الله تعالى ».

الباب الثّاني والسّبعون

( ثواب زيارة الحسين عليه السلام في النِّصف مِن شَعبان)

١ - حدَّثني أبي؛ وعليُّ بن الحسين؛ ومحمّد بن يعقوبَرحمهم‌الله جميعاً، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم، عن أبيه - عن بعض أصحابه - عن هارونَ بن خارجَة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا كان النِّصف مِن شعبان نادى منادٍ مِن الاُفُق الأعلى: زائري الحسين ارْجعوا مَغفوراً لكم، ثَوابُكم على الله رَبّكم ومحمَّدٍ نبيِّكم ».

٢ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليِّ الزَّيتونيّ؛ وغيره، عن أحمدَ بن هِلال، عن محمّد بن أبي عُمَيررحمه‌الله - عن حَمّاد بن عثمان، عن ابي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . والحسن بن مَحبوب، عن أبي حمزة، عن عليِّ بن الحسينعليهما‌السلام « قالا: مَن أحبَّ أن يصافحه مائة ألف نبيٍّ وأربعة وعشرون ألف نبيٍّ فليزرْ قَبر أبي عبدالله الحسين بن عليِّعليهما‌السلام في النِّصف مِن شعبان، فإنَّ أرواح النَّبيّينعليهم‌السلام يَستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم منهم خمسة أولوا العزم من الرُّسل، قلنا: مَن هُم؟ قال: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى؛ ومحمّد صلّى الله عليهم أجمعين، قلنا له: ما معنى أولى العَزْم، قال: بعثوا إلى شَرق الأرض وغَربها؛ جِنّها وإنسها ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم، عن صَندل، عن هارونَ بن خارِجَة،

٢٠٢

عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا كان النّصف من شعبان نادى منادٍ من الاُفق الأعلى: زائري الحسينِ ارْجِعوا مَغفوراً لكم، ثوابكم على [الله] ربّكم ومحمّد نبيّكم ».

٤ - ورواه صافي البرقيّ(١) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن زارَ أبا عبداللهعليه‌السلام ثلاث سِنين متواليات لا فصل فيها في النِّصف مِن شعبان غُفِرَ له ذنوبه ».

٥ - وبإسناده عن داود بن كثير الرَّقّيِّ « قال: قال الباقرعليه‌السلام : زائر الحسينعليه‌السلام في النِّصف مِن شعبان يُغْفَر له ذنوبه، ولن يكتب عليه سيّئة في سَنَتِه حتّى يحول عليه الحَول(٢) ، فإن زار في السَّنَة المُقبلة غفر الله له ذنوبه ».

٦ - حدَّثني جماعة مشايخي، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن الحسن بن أبي سارة المدائنيّ، عن يعقوبَ بن يزيدَ، عن ابن أبي عُمَير، عن عبدالرَّحمن بن الحَجّاج - أو غيره اسمه الحسين - قال: « قال أبو عبداللهعليه‌السلام : مَن زار قبر الحسينعليه‌السلام ليلةً مِن ثلاث ليالٍ غفر الله له ما تَقدَّم مِن ذَنْبه وما تأخَّر، قال: قلت أي اللَّيالي جُعِلْتُ فِداك؟ قال: ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النِّصف من شعبان ».

٧ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله وعليُّ بن الحسين؛ وجماعةُ مشايخي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن يونسَ بن ظَبْيان « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : مَن زار الحسينعليه‌السلام ليلة النِّصف مِن شعبان، وليلة الفطر، وليلة عرفة في سنةٍ واحدةٍ كتب الله له ألف حَجّةٍ مَبرورةٍ وألف عُمرةٍ متقبِّلةٍ، وقُضيتْ له ألف حاجةٍ مِن حوائج الدُّنيا والآخرة ».

__________________

١ - كأنّه « الوصّافيّ الكوفيّ » فصحّف، فإن كان ما قلناه صحيحاً فهو عبدالله بن الوليد المكنّى بأبي سعيد، وإلاّ فمهمل، وقيل: لعلّه « ضابي بن عمر السّعديّ الأمويّ ».

٢ - أي لم يعمل عملاً سيّئاً حتّى يكتب عليه.

٢٠٣

فصل ما يجب العمل به ليلة النِّصف من شعبان

٨ - سالم بن عبدالرَّحمن، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن يأت ليلة النِّصف مِن شعبان بأرض كربلاء فقرءَ ألف مرَّة « قُل هُوَ الله أحَدٌ » ويَستغفر الله ألف مرَّة ويحمد الله ألف مرَّة، ثمَّ يقوم فيصلّي أربع رَكَعات يقرء في كلِّ رَكعةٍ ألف مرَّةٍ آيةَ الكُرسيّ، وكَّل الله تعالى به مَلَكين يحفظانه مِن كلِّ سوءٍ، ومِن شرِّ كلِّ شَيطان وسُلطان، ويكتبان له حَسَناته ولا تُكتب عليه سيِّئة ويسغفران له ماداما معه »(١) .

٩ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ، عن أبيه، عن يعقوبَ بن يزيدَ، عن محمّد بن أبي عُمَير، عن زَيدٍ الشَّحّام، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن زارَ قبر الحسينعليه‌السلام في النّصف من شعبان غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر ».

١٠ - حدَّثني أبو عبدالله محمّد بن أحمدَ بن يعقوبَ بن إسحاقَ بن عمّار، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال، عن محمّد بن الوليد، عن يونسَ بن يعقوبَ « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : يا يونسُ ليلة النِّصف من شعبان يغفر الله لكلِّ مَن زارَ الحسينعليه‌السلام مِن المؤمنين ما تقدَّم مِن ذنوبهم(٢) وما تأخّر، وقيل لهم: استقبلوا العَمَل، قال: قلت هذا كلّه لِمَن زارَ الحسينعليه‌السلام في النّصف من شعبان؟ فقال: يا يونسُ لو أخبرت النّاس بما فيها لمن زارَ الحسينعليه‌السلام لَقامَتْ ذكور الرِّجال على الخشب »(٣) .

١١ - حدَّثني جعفر بن محمّد بن عبدالله بن موسى، عن عبيدالله بن نَهِيك(٤) ، عن ابن أبي عُمَير، عن زَيدٍ الشَّحّام، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام « قال:

__________________

١ - في بعض النّسخ: « ما شاء الله معه »، أي لم يرتكب سيّئة لأنّ الملكين يحفظانه من كلِّ معصية.

٢ - في بعض النّسخ: « ما قدّموا من ذنوبهم ».

٣ - أي يركبون على الأخشاب عند عدم المراكب، وذلك مبالغة في اهتمامهم بزيارته عليه السلام في هذا الوقت.

٤ - في بعض النّسخ: « عبدالله بن نهيك » مكبّراً.

٢٠٤

مَن زار [قبر] الحسينعليه‌السلام ليلة النِّصف مِن شعبان غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنوبه وما تأخّر، ومَن زارَه يومَ عَرَفة كتب الله له ثوابَ ألف حَجّةٍ مُتَقبِّلة وألف عُمرةٍ مَبرورة، ومَن زارَه يوم عاشوراء فكأنَّما زارَ الله فوق عرشه ».

الباب الثّالث والسّبعون

( ثواب من زار الحسين عليه السلام في رجب)

١ - حدَّثني أبو عليِّ محمّد بن هَمّام بن سُهيل، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد بن مالك، عن الحسن بن محمّد الأبزاريّ، عن الحسن بن محبوب، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر البِزَنْطيِّ « قال: سألت أبا الحسن الرِّضاعليه‌السلام في أيّ شهرٍ نَزور الحسينعليه‌السلام ؟ قال، في النِّصف مِن رَجب والنِّصف مِن شعبان ».

ورواه أحمدُ بنُ هِلال، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر، عن أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام مثله، غير أنّه قال: « أيُّ الأوقات أفضل أن نَزور فيه الحسينعليه‌السلام ».

٢ - حدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بَزيع، عن صالِح بن عُقْبَةَ، عن بشير الدَّهّان، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام « قال: مَن زارَ الحسينعليه‌السلام يوم عَرَفة عارفاً بحقِّه كتب الله له ثوابَ ألفِ حَجّةٍ وألفِ عُمرةٍ وألف غزوةٍ مع نبيٍّ مُرسل، ومَن زارَه أوَّل يوم مِن رَجب غفر الله له ألبتّة »(١) .

الباب الرّابع والسّبعون

( ثواب من زار الحسين عليه السلام في غير يوم عيد ولا عرفة)

١ - حدَّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالِح بن عُقْبَةَ، عن بَشير الدَّهّان « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام :

__________________

١ - تقدّم الخبر بهذا السّند والمتن في ص ١٩٠ تحت رقم ١١.

٢٠٥

أيّما مؤمنٍ زَار الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقِّه في غير عيدٍ ولا عَرَفةٍ كتب الله له عشرين حَجّةً، وعشرين عُمرَةً مبرورات متقبّلات، وعشرين غَزوةً مع نبيٍّ مرسل أو إمام عدل ».

٢ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن صالِح، عن عبدالله بن هِلال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قلت: جُعِلتُ فِداك ما أدنى ما لزائر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: يا عبدالله إنَّ أدنى ما يكون له أنَّ الله يحفظه في نفسه ومالِه حتّى يَردَّه إلى أهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له ».

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالِح - مثل حديثه الأوَّل في الباب -.

٣ - حدّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى؛ وعن أحمد بن إدريس، عن العَمْرَكي بن عليٍّ البُوفكيِّ، عن صَندل، عن داودَ بن يزيدَ(١) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن زارَ قبر الحسينعليه‌السلام في كلِّ جمعةٍ غفر الله له البتَّة، ولم يخرج مِن الدُّنيا وفي نفسه حَسْرةٌ منها، وكان مَسكنه في الجنّة مع الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام ، ثمَّ قال: يا داود مَن لا يَسُرُّه أنْ يكون في الجنّة جارَ الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: مَن لا أفلح ».

٤ - وعنه(٢) ، عن أحمدَ بن إدريسَ، عن العَمْرَكي، عن صَندل(٣) ، عن داود بن فَرْقد « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما لمن زارَ الحسينعليه‌السلام في كلِّ شهر مِن الثّواب؟ قال: له [مِن الثّواب] ثواب مائة ألف شَهيدٍ مثل شُهداءِ بَدْر ».

٥ - وبإسناده، عن صَندل، عن أبي الصّبّاح الكِنانيِّ(٤) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام

__________________

١ - كذا في نسخ الكتاب الموجودة عندنا، والصّواب: « داود بن أبي يزيد » وهو كنية فَرْقد، ويزيد أحد إخوانه.

٢ - الضّمير راجع إلى أبيه - رحمهما الله -.

٣ - كذا في النّسخ، وكأنّه تصحيف « صفوان »، وهو ابن يحيى، ولابن فرقد كتاب، روى عنه صفوان بن يحيى، كما قاله النّجاشي رحمه الله في رجاله.

٤ - يعني إبراهيم بن نعيم العبديّ.

٢٠٦

« قال: إذا كان ليلة القدر فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيم نادى مُنادٍ تلك اللَّيلة مِن بُطْنان العَرش: إنَّ الله قد غفر لِمَن زارَ قبرَ الحسينعليه‌السلام في هذه اللَّيلة ».

٦ - حدَّثني محمّد بن يعقوبَ، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالِح بن عُقْبة، عن بشير الدّهّان « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ربّما فاتني الحجّ فاُعرِّف عند قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: أحسنت يا بشير، أيّما مؤمنٍ أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه في غير يوم عيد ولا عَرَفة كتب الله له عشرين حجّةً، وعشرين عمرةً مبرورات مُتقبّلات، وعشرين غزوةً مع نبيٍّ مرسل أو إمام عدل، ومَن أتاه في يوم عيد - وذكر الحديث بطوله - »(١) .

الباب الخامس والسًّبعون

( مَن اغتسل في الفرات وزار الحسين عليه السلام)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن حَمدانَ بنِ سليمانَ النّيسابوريّ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ، عن مَنيع بن الحَجّاج، عن يونسَ، عن صَفوان الجمّال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: من اغتسل بماءِ الفرات وزارَ قبرَ الحسينعليه‌السلام كان كيوم وَلَدَتْه اُمّه صَفَراً مِن الذّنوب ولو اقْترفها(٢) كبائر، [وكانوا] يحبّون إذا زارَ الرَّجل قبر الحسينعليه‌السلام اغتسل وإذا ودَّع لم يغتسل ومسح يدَه على وجهه إذا وَدَّع ».

٢ - حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع، عن صالِح بن عُقْبَةَ، عن بشير الدَّهّان قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام - في حديث طويل - « قال: وَيحك! يا بشير إنَّ المؤمن إذا أتى

__________________

١ - راجع الكافي ج ٤ ص ٥٨٠ ح ١، وتقدّم الخبر أيضاً في ص ١٨٦ تحت رقم ١.

٢ - صفراً أي خالياً، واقترف الذَنبَ: أتاه وفعله.

٢٠٧

قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه فاغتسل في الفُرات ثمّ خرج كُتِبَ له بكلِّ خُطوة حَجّة وعُمرة مَبرورات متقبّلات، وغزوة مع نبيٍّ مُرسَل، أو إمام عدل ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن محمّد بن يحيى؛ وأحمد بن إدريسَ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ، عن يحيى - وكان في خدمة الإمام أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام - عن محمّد بن سِنان، عن بشير الدَّهّان « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشّيعة فأقبل إليّ بوجهه فقال: يا بَشير حَجَجْتَ العام؟ قلت: جُعلت فِداك لا، ولكن عرَّفتُ بالقبر - قبر الحسينعليه‌السلام - فقال: يا بشير والله ما فاتَك شيءٌ ممّا كان لأصحاب مكّة بمكة، قلت: جُعِلتُ فِداك فيه عَرَفات فَسِّر لي؟ فقال: يا بشير إنّ الرَّجل منكم ليغتسل على شاطىء الفُرات ثمَّ يأتي قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقِّه فيعطيه الله بكلِّ قدم يرفعها أو يضعها مائة حجّةً مقبولةً ومعها مائة عُمرةً مَبرورة، ومائة غزوةً مع نبيٍّ مُرسل إلى أعداءِ الله وأعداءِ الرَّسول - وذكر الحديث - »(١) .

٤ - وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال: حدّثنا هِشام بن سالم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام - في حديث له طويل - « قال: أتاه رجلٌ فقال له: هل يُزار والدُك؟ فقال: نَعَم، فقال: ما لمن اغتسل بالفُرات ثمَّ أتاه؟ قال: إذا اغتسل مِن ماءِ الفُرات وهو يريده تساقَطَت عنه خطاياه كيوم وَلَدَته اُمُّه - وذكر الحديث بطوله - ».

٥ - حدَّثني أبو محمّد هارون بن موسى التّلّعكبَريّ، عن أبي عليٍّ محمّد بن هَمّام بن سُهيل، عن أحمدَ بنِ مابُنداد(٢) ، عن أحمدَ بنِ المُعافا التَّغلبيِّ - من أهل

__________________

١ - تقدّم الخبر في ص ١٨٩ تحت رقم ٩.

٢ - قال العلاّمة الأمينيّ رحمه الله: كذا في بعض النّسخ، وفي بعضها: « مابُندار » والصّحيح: « ما بُنداد » بالدّال المهملة أخيراً أو باُختها وهو إسكافيّ، ويظهر مِن ترجمة محمّد بن همّام الإسكافي وما في كنز الفوائد من النَّقل عنه كتاب أبي جعفر عليه السلام إلى عليِّ بن مَهزيار

٢٠٨

رأس العَين (١) ، عن عليِّ بن جعفر الهُمَانيِّ (٢) « قال: سَمعتُ عليَّ بن محمّد العَسكريَّعليهما‌السلام يقول: مَن خرج مِن بَيته يريد زيارة الحسينعليه‌السلام فصار إلى الفُرات فاغتسل منه كتبـ[ـه الله] مِن المفلحين، فإذا سلّم على أبي عبدالله كُتِب من الفائزين، فإذا فرغ مِن صَلاته أتاه مَلكَ فقال [له]: إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يُقْرِؤك السَّلامَ ويقول لك: أمّا ذنوبُك قد غُفِرَ لك، استأنف العَمَل ».

٦ - حدَّثني حسين بن محمّد بن عامِر، عن أحمدَ بن عَلويّة الإصفهانيِّ، عن إبراهيمَ بن محمَّد الثقفيّ - رَفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام - « أنّه كان يقول عندَ غُسل الزِّيارة إذا فرغ:

«اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي نُوراً وَطَهُوراً وحِرْزاً، وكافِياً مِنْ كُلِّ داءٍ وسُقْمٍ، وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعاهَةٍ، وَطَهِّرْ بِهِ قَلْبي وَجَوارِحي وَلَحْمِي، وَدَمي وَشَعْري، وَبَشَري وَمُخِّي، وَعِظامِي وَعَصَبي، وَما أقَلَّتِ الأرضُ مِنِّي فَاجْعَلْهُ لي شاهداً يَومَ الْقِيامَةِ، وَيَومَ حاجَتي وَفَقْري وَفاقَتي » ».

٧ - حدَّثني محمّد بن هَمّام بن سُهَيل الإسكافيُّ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفَزاريّ، عن الحسن بن عبدالرَّحمن الرَّواسيّ - عمّن حدَّثه - عن بَشير الدَّهّان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: من أتى الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام فتوضّأ واغتسل في الفُرات لم يرفع قَدَماً ولم يضع قَدَماً إلا كتب الله له حَجّة وعُمرة ».

٨ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن جميعاً، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فَضالَةَ بن أيّوب، عن يوسف الكُناسيّ(٣) ،

__________________

كونه من أصحابنا، ورواية مثل أبي عليِّ الإسكافيّ المولود بدعاء العَسكريّ عنه يؤمي إلى كونه ثقة كما لا يخفى.

١ - رأس العين مدينة كبيرة من مُدن الجزيرة.

٢ - هُمَيْنا وهُمانيا وهُمانِيَة: قرية كبيرة مِن قرى بَغداد، يقال في النّسبة إليها: هُمّاني وهُمَّني، فما في بعض النّسخ من همدانيِّ تصحيف واضح. ( الأمينيّ - ره - ) وأقول: في النّجاشي: عليُّ بن جعفر الهمّانيّ البرمكيّ، يعرف وينكر، له مسائل لأبي الحسن العسكري عليه السلام .

٣ - الكُنّاسة - بالضّمّ -: محلَّة بالكوفة.

٢٠٩

عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا أتيت قبرَ الحسينعليه‌السلام فائتِ الفُرات واغتَسِل بحيالِ قَبره ».

٩ - حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيمَ بن عبدالله الموسويّ، عن عبيدالله بن نَهيك، عن محمّد الفَراش(١) ، عن إبراهيمَ بن محمّد الطَّحّان، عن بشير الدَّهّان، عن رِفاعة بن موسى النَّخّاس، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنَّ مَن خرج إلى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقِّه وبلغ الفُرات واغتسل فيه(٢) وخرج من الماء كان كمثل الَّذي خرج مِن الذُّنوب، فإذا مشى إلى الحائر لم يرفع قدماً ولم يضع اُخرى إلاّ كتب الله له عشر حَسَنات ومَحى عنه عشر سيّئات ».

الباب السّادس والسَّبعون

( الرُّخصة في ترك الغُسْل لزيارة الحسين عليه السلام)

١ - حدَّثني أبي؛ وأخي، عن الحسن بن متويه بن السّندي(٣) ، عن أبيه قال: حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب بالكوفة، عن صَفوانَ بن يحيى، عن العيص بن القاسم البَجَليِّ « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : مَن زارَ الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام عليه غُسْل؟ قال: فقال: لا ».

وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صَفوانَ، عن العِيص بن القاسم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله.

حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن محمّد بن

__________________

١ - كذا في بعض النّسخ، وفي بعضها: « الفراشيّ »، وفي البحار والمستدرك نقلاً عن الكتاب: « الفَراش »؟ وفي بعض نسخ التّهذيب: « محمّد بن فرات » وفي بعضها: « محمّد بن فراس »، وقال ابن حجر في تهذيبه: محمّد بن الفِراس - بكسر أوَّله وتخفيف الرّاء -: الضّبعيّ الصّيرفيّ البصريّ المتوفّى سنة ٢٤٥.

٢ - في بعض النّسخ: « فاغتسل بماء الفرات ».

٣ - لم أعثر عليه في كتب الرّجال.

٢١٠

عبدالجبّار، عن صَفوانَ، عن العِيص، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله.

٢ - حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن عبدالله بن المغِيرة، عن أبي اليَسَع(١) « قال: سأل رَجلٌ أبا عبداللهعليه‌السلام - وأنا أسمع - عن الغُسل إذ أتى قبرَ الحسينعليه‌السلام ، فقال: لا ».

حدَّثني جماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين، عن أيّوب بن نوح؛ وغيره، عن عبدالله بن المغِيرة قال: حدّثنا أبو اليَسَع - وذكر الحديث بنفسه -.

وحدَّثني محمّد بن أحمدَ بنِ الحسين، عن الحسن بن عليٍّ بن مَهزيار، عن أبيه عن أيّوب بن نوح؛ وغيره، عن عبدالله بن المغِيرة، عن أبي اليَسَع قال: سأل رَجلٌ أبا عبداللهعليه‌السلام - وذكر مثله -.

٣ - حدَّثني جماعة مشايخي، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمدَ بن أبي زاهِر، عن(٢) محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صَفوان بن يحيى، عن سَيف بن عَميرة، عن العِيص بن القاسم البَجَليِّ « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : من زارَ الحسين عليه غُسلٌ؟ قال: لا »(٣) .

٤ - حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن عُبيدالله بن موسى الكاظم بن جعفر الصّادقعليهما‌السلام ، عن عبيدالله بن نَهيك، عن محمّد بن زياد، عن أبي حنيفةَ السّابق(٤) ، عن يونسَ بنِ عَمّار، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا كنت منه قريباً

__________________

١ - الظّاهر كونه عيسى بن السّريّ أبا اليسع الكرخيّ، ثقة، روى عن أبي عبدالله عليه السلام .

٢ - كذا، والظّاهر أن لفظ « عن » مصحّف « و ».

٣ - قال شيخ الطّائفة رحمه الله في التّهذيب: « إنّما أراد عليه السلام ليس فيه غسل مفروض أو واجب يستحقّ بتركه العِقاب، وإن كان فيه غسل مندوبٌ مستحب فيه فضل كثير، فلا تنافي بين الأخبار ».

٤ - هو سعيد بن بيان بالياء المثنّاة بعد الموحّدة، همدانيّ يلقّب بـ « سابق الحاجّ ». ( الأمينيّ )

٢١١

- يعني الحسينعليه‌السلام - فإن أصبتَ غُسلاً فاغتسل، وإلاّ فتَوضّأْ ثمَّ ائْته ».

٥ - حدَّثني محمّد بن أحمدَ بن يعقوب(١) ، عن عليِّ بن الحسن بن فَضّال، عن العبّاس بن عامِر، عن الحسن بن عطيّة أبي ناب « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن الغسل إذا أتَيْتُ قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: ليس عليك غسل ».

٦ - حدَّثني الحسن بن الزِّبْرِقان الطّبريُّ بإسناد له - يرفعه إلى الصّادقعليه‌السلام - « قال: قلت: رُبما أتينا قبرَ الحسينعليه‌السلام فيصعب علينا الغسل للزّيارة مِن البَرد أو غيره؟ فقالعليه‌السلام : مَن اغتسل في الفُرات وزارَ الحسينعليه‌السلام كُتِبَ له مِن الفضل ما لا يحصى، فمتى ما رجع إلى الموضع الَّذي اغتسل فيه [و] تَوَضّأ وزارَ الحسينعليه‌السلام كتب له ذلك الثَّواب ».

الباب السّابع والسّبعون

( إنَّ زائري الحسين عليه السلام العارفين بحقّه تشيّعهم الملائكة وتستقبلهم)

( وتعودهم إذا مرضوا، ويشهدونهم إذا ماتوا ويستغفرون لهم إلى يوم القيامة (٢) )

١ - حدَّثني أبي؛ ومحمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ، عن إسحاقَ بن إبراهيمَ، عن هارونَ بن خارجَة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: وكّل الله بقبر الحسينعليه‌السلام أربعةَ آلاف مَلَكٍ شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زارَه عارفاً بحقّه شَيّعوه حتّى يبلغوه مَأمَنَه، وإن مرض عادوه غُدْوَةً وعَشيَّة، وإن مات شهدوا جنازَتَه واستغفروا له إلى يوم القيامة ».

__________________

١ - كذا في النّسخ وفي البحار أيضاً، وهو مهمل، وفي كتب الرّجال: « أحمد بن محمّد بن يعقوب »، والظّاهر أنّ الصّواب: « عليّ بن محمّد بن يعقوب » وهو الكسائيّ الكوفيّ الّذي هو من مشائخ ابن قولُوَيه، كما يأتي في الباب ٨١ تحت رقم ٣.

٢ - مرّ غير واحد من أخبار الباب بعضها بهذه الأسانيد وبعضها بغيرها.

٢١٢

٢ - حدَّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السَّرّاج(١) ، عن يحيى العطّار، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: أربعة آلاف ملكٍ شُعث غُبْر يبكون الحسينعليه‌السلام إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحَدٌ إلاّ استقبلوه، ولا يرجع أحَدٌ مِن عنده إلاّ شيّعوه، ولا يمرض أحَدٌ إلاّ عادوه، ولا يموت أحَدٌ إلاّ شهدوه ».

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع بإسناده مثله.

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سَعدانَ، عن عبدالله بن القاسم، عن عُمَرَ بنِ أبان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله.

٣ - حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم، عن عبيدالله بن نَهيك، عن ابن أبي - عُمير، عن سَلَمةَ صاحب السّابريّ، عن أبي الصَّبّاح الكِنانيِّ(٢) « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنَّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مَكروبٌ إلاّ نَفّسَ اللهُ كُربَته وقضى حاجَته، وإنَّ عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قُبض، شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زارَه شيَّعوه [إلى مَأمَنِه]، ومَن مَرض عادُوه، ومَن ماتَ اتّبعوا جنازَته ».

٤ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن حَمدانَ بن سليمان النّيسابوريّ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ، عن مَنيع بن الحجّاج، عن يونسَ بن عبدالرّحمن، عن صَفوانَ الجمّال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنَّ الرّجل إذا خرج مِن منزله يريد زيارةَ الحسينعليه‌السلام شيَّعَتْه سبعمائة ملكٍ مِن فوقِ رأسه ومِن تحتِه، وعن يمينه وعن شِماله، ومِن بين يديه ومِن خلفه حتّى يبلغوه مأمَنَه، فإذا زارَ الحسينعليه‌السلام ناداه مُنادٍ: قد غُفِر لك فاستأنفِ العمل، ثمَّ يرجعون معه مشيِّعين له إلى منزله، فإذا صاروا إلى منزله قالوا: « نَستَودِعُكَ الله »، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماتِه، ثمَّ يزورون قبرَ -

__________________

١ - مرّ ترجمته في ص ٨٢ ذيل الخبر ١.

٢ - يعني إبراهيم بن نعيم.

٢١٣

الحسينعليه‌السلام في كلِّ يوم، وثواب ذلك للرَّجل ».

٥ - وعنه، عن محمّد بن يحيى بإسناده إلى مَنيع، عن زياد، عن عبدالله بن مُسكانَ، عن محمّد الحلبيِّ « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنَّ اللهَ وكَّل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعةَ آلاف ملكٍ شُعْثاً غُبراً إلى أن تقوم السّاعة، يشيّعون مَن زارَه، يعودونه إذا مرض، ويشهدون جنازته إذا مات ».

٦ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن وليد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغِيرة، عن العبّاس بن عامِر، عن أبان، عن أبي حَمزة(١) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنَّ اللهَ وكّل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعةَ آلاف ملكٍ شُعْثاً غُبراً، فلم يزل يبكونه مِن طلوع الفجر إلى زَوال الشَّمس، فإذا زالتِ الشَّمس هبط أربعةُ آلاف ملكٍ وصعد الأربعةُ آلاف ملكٍ، فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر، ويشهدون لمن زارَه بالوفاء ويشيّعونه إلى أهله(٢) ، ويَعودونه إذا مرض، ويُصلّون عليه إذا مات ».

٧ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقيِّ، عن القاسم بن يحيى، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام « قال: مَن خرج مِن بَيته يريد زيارةَ قبر أبي عبدالله الحسينعليه‌السلام وكَّل الله به مَلكاً فوضع إصبعه في قَفاه، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يرد الحائر، فإذا دخل مِن باب الحائر وضع كفّه وسط ظَهره، ثمّ قال له: أمّا ما مضى فقد غفر الله لك، فاستأنف العَمَل »(٣) .

حدِّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدَّه الحسن بن راشد، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام « قال: من خرج من بيته يريد زيارة الحسينعليه‌السلام - مثله.

__________________

١ - يعني الثّمالي، وراويه أبان بن عثمان الأحمر.

٢ - في بعض النّسخ: « ويشهدون لمن زاره، ويشيّعونه بالوفاء إلى أهله »، وفي المتن كما في البحار.

٣ - تقدّم الخبر في ص ١٦٧ تحت رقم ٧، وفيه: « فإذا خرج من باب الحائر ».

٢١٤

٨ - حدَّثني أبي؛ ومحمّد بن عبدالله - رحمهما الله - جميعاً، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن إبراهيمَ بنِ مَهزيار، عن أخيه عليّ بن مَهزيار، عن أبي القاسم(١) ، عن القاسم بن محمّد، عن إسحاقَ بن إبراهيم، عن هارونَ بن خارجَة « قال: سأل رَجلٌ أبا عبداللهعليه‌السلام - وأنا عنده - فقال: ما لِمَن زارَ قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: إنَّ الحسينعليه‌السلام لمّا اُصيب بَكَتْهُ حتّى البلاد، فوكّل اللهُ به أربعةَ آلاف ملكٍ شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زارَه عارفاً بحقِّه شيّعوه حتّى يُبلّغوه مَأمَنَه، وإن مرض عادوه غُدْوَةً وعَشِيَّة، وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة ».

٩ - حدَّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن موسى بن سَعدانَ، عن عبدالله بن القاسم، عن عُمَرَ بن أبان الكلبيِّ(٢) ، عن أبان بن تَغْلِب « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : هبط أربعةُ آلافِ مَلَك يريدونَ القِتال مع الحسين، لم يؤذن لهم في القتال فرجعوا في الاستيذان، فهبطوا وقد قُتل الحسينعليه‌السلام فهم عِند قبره شُعثٌ غُبْرٌ يَبكونه إلى يوم القيامَة، رَئيسهم مَلَك يقال له: المنصور، فلا يَزورُه زائرٌ إلاّ اسْتقبلوه، ولا يُوَدِّعه مُودِّعٌ إلاّ شيَّعوه، ولا يمرض مريض إلاّ عادوه، ولا يموت إلاّ صلّوا عَلى جِنازته(٣) واستغفروا له بعد مَوْته، وكلُّ هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائمعليه‌السلام ».

١٠ - حدَّثني أبو العبّاس الرَّزَّاز، عن ابن أبي الخطّاب قال: حدَّثني محمّد بن الفُضَيل، عن محمّد بن مُضارب، عن مالك الجُهَنيِّ، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: قال: يا مالِكُ إنَّ اللهَ تبارك تعالى لمّا قبض الحسينعليه‌السلام بعث إليه أربعةَ آلاف

__________________

١ - تقدّم الكلام فيه، راجع ص ٨٨ ذيل الخبر ١٢.

٢ - النّسبة إلى كَلْب وهو بطن من قُضاعة ومن بني لَيْث ومن بَجِيلة. ( اللّباب ) وقال العلاّمة الأمينيّ رحمه الله: بطنْ مِن خَثعم، مساكنهم بالحجاز.

٣ - قيل: الجنازة بالكسر: الميِّت، و - بالفتح -: السَّرير، وقيل: الجنازة بالكسر: السَّرير مع الميِّت وكلّ يُشيِّعهُ.

٢١٥

مَلَكٍ شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زارَه عارفاً بحقِّه غفر الله له ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه وما تأخَّر (١) ، وكتب له حَجّة، ولم يزل محفوظاً حتّى يرجع إلى أهله؛ قال (٢) : فلمّا مات مالك (٣) - وقبض أبو جعفرعليه‌السلام - دخلتُ على أبي عبداللهعليه‌السلام فأخبرته بالحديث، فلمّا انتهيت إلى « حَجّة » قال: وعُمرَة يا محمّد ».

الباب الثّامن والسّبعون

( فيمن ترك زيارة الحسين عليه السلام)

١ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عاصِم بن حُميد الحنّاط، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: قال: مَن لم يأت قبر الحسينعليه‌السلام مِن شيعتنا كان مُمْتَقِصُ الإيمان، مُنْتقِص الدِّين، وإن دخل الجنَّة كان دون المؤمنين في الجنَّة ».

٢ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بنِ الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى، عن عليِّ بن الحكم، عن أبي المَغرا(٤) ، عن عَنْبَسة بن مُصْعَب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن لم يأت قبر الحسينعليه‌السلام حتّى يموت كان مُنْتَقِصُ الدِّين، مُنْتَقِصُ الإيمان، وإن [اُ]دخل الجنّة كان دون المؤمنين في الجنّة ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وعليُّ بن الحسين، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن سَيفِ بن عَمِيرَة - عن رَجل - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن لم يأت قبرَ الحسينعليه‌السلام (٥) وهو يزعم أنّه لنا شيعة

__________________

١ - تقدّم الكلام فيه، راجع ص ١٤٩ ذيل الخبر ١.

٢ - أي قال محمّد بن مضارب.

٣ - يعني مالك بن أعين الجُهَنيّ الكوفيّ، المتوفّى في حياة الصّادق عليه السلام .

٤ - هو حَميد بن المثنّى.

٥ - أي مع إمكانه له.

٢١٦

حتّى يموت فليس هو لنا بشيعة، وإن كان مِن أهل الجنَّة فهو مِن ضِيفان أهل الجنّة ».

٤ - وبإسناده، عن سَيف بن عَمِيرة، عن أبي بكر الحَضرَميِّ، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: سمعتُه يقول: من أراد أن يعلم أنّه مِن أهل الجنَّة فليعرض حُبَّنا على قلبه، فإن قَبِلَه فهو مؤمنٌ، ومَن كان لنا محبّاً فليرغب في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فمن كان للحسينعليه‌السلام زُواراً عرفناه بالحبِّ لنا أهل البيت، وكان مِن أهل الجنَّة، ومَن لم يكن للحسين زُواراً كان ناقص الإيمان ».

٥ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن أحمدَ بن إدريسَ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ البوفكيّ - عمّن حدَّثه - عن صَندل، عن هارونَ بن خارجَة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: سألته عمّن ترك الزّيارة زيارة قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام مِن غير عِلّة؟ قال: هذا رَجلٌ مِن أهل النّار ».

٦ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيُّ القرشيُّ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب - عمّن حدّثه - عن عليِّ بن ميمون « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: لو أنَّ أحدكم حجَّ ألف حجَّة ثمَّ لم يأت قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام لكان قد ترك حقّاً مِن حقوق الله تعالى، وسُئلِ عن ذلك فقال: حقُّ الحسينعليه‌السلام مفروضٌ على كلِّ مسلم ».

٧ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال: حدَّثنا هِشام بن سالم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنّه قال - في حديث طويل -: « أنّه أتاه رَجلٌ فقال له: هل يُزار والدك؟ فقال: نَعَم، قال: فما لِمَن زارَه؟ قال الجنَّة إن كان يأتَمُّ به، قال: فما لِمَن تركه رَغبة عنه؟ قال: الحَسْرَة يوم الحَسْرَة - وذكر الحديث بطوله - »(١) .

* * * * *

__________________

١ - مرّ الخبر بطوله في ص ١٣٢ تحت رقم ١.

٢١٧

الباب التّاسع والسَّبعون

( زيارات الحسين بن عليِّ عليهما السلام)

١ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيُّ، عن محمَّد بن الحسين بن أبي - الخطّاب، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ، عن يزيدَ بن إسحاقَ شَعَر، عن الحسن بن عَطيّة(١) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا دخلت الحائر فقل:

«اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ كَرَّمْتَني بِهِ وَشَرَّفْتَني بِهِ، اللّهُمَّ فَأعْطِني فيهِ رَغْبَتي عَلى حَقيقَةِ إيماني (٢) بِكَ وَبِرُسُلِكَ، سَلامُ اللهِ عَلَيْكَ يَاابْنَ رَسُولِ اللهِ، وَسَلام مَلائِكَتِهِ (٣) فيما تَرُوحُ وَتَغْتَدي بِهِ، الرَّائحاتِ الطّاهِراتِ [الطَّيِّباتِِ] لَكَ وَعَلَيكَ، وَسَلامٌ عَلى مَلائكَةِ اللهِ المقَرَّبينَ، وَسَلامٌ عَلى المُسْلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهمْ، النّاطِقينَ لَكَ بِفَضْلِكَ بألْسِنَتهم، أشْهَدُ أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ، صَدَقْتَ فيما دَعَوتَ إلَيْهِ،، وَصَدَقْتَ فيما أتَيتَ بِهِ، وأنَّكّ ثَأْرُ اللهِ في الأَرضِ (٤) مِنَ الدَّمِ الَّذِي لا يُدْرَكُ ثَأْرهُ مِنَ الأرْضِ إلاّ بِأولِيائِكَ، اللّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْ

____________

١ - السَّند في غاية الاتقان والصّحّة.

٢ - أي: وأعطني فيه رغبتي وطلبتي وحاجتي حال كوني على حقيقة إيماني، أي: أعطني ما سألت لأنّي آمنت. ويحتمل أن يكون متعلّقاً بالرّغبة، أي: ما رغبت به إليك من المثوبات بسبب أنّي آمنت بك وبثوابك وبما أُخبر به رسولك وآله - صلوات الله عليهم - في ثواب زيارته عليه السلام، ولذلك أتيته زائراً. ( شرح التّهذيب ).

٣ - في البحار: « سلامٌ عليك يا ابن رسول الله، وسلام على ملائكته، فيما تروح به الرّائحات الطّاهرات لك وعليك - إلخ ».

٤ - قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: الثَأر بالهمز: الدّم وطلب الدّم، أي إنّك أهل ثأر الله، والّذي يطلب الله بدمه من أعدائه. وقيل: هو تصحيف « ثائر »، والثّائر: من لا يبقى على شيء حتّى يدرك ثأره. ثمّ اعلم أنّ المضبوط في نسخ الدّعاء بغير همز، والّذي يظهر من كتب اللّغة أنّه مهموز، ولعلّه خفّف في الاستعمال.

٢١٨

مَشاهِدَهُمُ وَشَهادَتَهُمْ (١) حَتّى تُلْحِقَني بهمْ وَتَجعَلَني لَهُمْ فَرَطاً وتابِعاً في الدُّنيا وَالآخِرَةِ (٢) ».

ثمَّ تمشي قليلاً وتكبّر سَبع تكبيرات، ثمَّ تقوم بحيال القبر وتقول:

«سبحان الذي سبَّحَ لَهُ الملْكُ وَالملكُوتُ، وَقَدَّسَت بأسمائِهِ جَميعُ خَلقِهِ، وَسُبْحانَ اللهِ الملِكِ الْقُدُّوسِ رَبِّ الملائِكَةِ وَالرُّوح، اللّهُمَّ اكْتُبْني في وَفْدِكَ إلى خَيْرِ بِقاعِكَ وَخَيرِ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغوتَ، وَالْعَنْ أشْياعَهُم وَأتْباعَهُمْ، اللّهُمَّ أشْهِدني مَشاهِدَ الخَير كُلَّها مَعَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ، اللّهُمَّ تَوفَّني مُسْلِماً، وَاجْعَلْ لي قَدَمَ صِدْقٍ (٣) مَعَ الباقِينَ الْوارِثينَ الَّذين يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فيها خالِدُونَ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ ».

ثمَّ كبّر خمس تكبيرات، ثمَّ تمشي قليلاً وتقول:

«اللّهُمَّ إنّي بِكَ مُؤمِنٌ وَبِوَعْدِكَ مُوقِنٌ، اللّهُمَّ اكْتُبْ لي إيماناً وَثَبِّتْه في قَلْبي، اللّهُمَّ اجْعَلْ ما أقول بِلِساني حَقيقَتَهُ في قَلْبي وَشَريعَتَهُ في عَمَلي، اللّهُمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ لَهُ مَعَ الحُسَينِ عليه‌السلام قَدَمُ ثَباتٍ، وَأثْبِتْني فيمنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ ».

ثمَّ كبّر ثلاث تكبيرات وترفع يديك حتّى تضعها على القبر جميعاً، ثمَّ تقول:

«أشْهَدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ البِلادُ، وَطَهُرَتْ أرْضٌ أنْتَ بها، وَطَهُرَ حَرَمُكَ، أشْهَدُ أنَّكَ أمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ، وَدَعَوتَ إلَيْهما، وَأنَّكَ ثَأْرُ اللهِ في أرْضِهِ حتّى يَسْتَثِيرُ لَك مِنْ جَميع خَلْقِه (٤) ».

ثمّ ضَعْ خَدَّيك جميعاً على القبر، ثمَّ تجلس وتذكر الله بما شِئتَ وتَوَجّه

__________________

١ - أي حضورهم، أو أصير شهيداً كما صاروا، والأوّل أظهر. ( البحار )

٢ - قال العلاّمة المجلسي رحمه الله: قوله: « وتجعلني لهم فَرَطاً » هو بالتّحريك: من يتقدّم القوم ليرتاد لهم الماء ويهيّىء لهم الدّلاء والأرشية، أي تجعلني خادماً لهم ساعياً في اُمورهم.

٣ - في بعض النّسخ: « واجعل لي قدماً مع الباقين ».

٤ - قوله: « من جميع خلقه » أي ممّن له مدخل في ذلك، بالتأسيس والخذلان والرّضا به في كلّ دهر وأوان. ( البحار )

٢١٩

إلى الله فيما شِئتَ أنْ تتوجّه، ثمّ تعود وتضع يديك عند رجليه، ثمَّ تقول:

«صَلَواتُ الله عَلىُ رُوحِكَ وَعَلىُ بَدَنِكَ، صَدَقْتَ وأنْتَ الصّادِقُ المصَدّقُ، وَقَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بالأَيْدي وَالألْسُنِ ».

ثمَّ تقبل إلى عَليٍّ ابنه فتقول ما أحببت، ثمّ تَقوم قائماً فتستقبل قُبورَ الشُّهداء فتقول:

«السَّلامُ عَليْكم أيُّها الشُّهداءُ، أنْتُم لَنا فَرَط (١) وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ، أبْشِرُوا بمَوعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ، الله مُدْرِكٌ لكُمْ وِتْرَكُمْ (٢) وَمُدْرِكٌ بِكُمْ في الأرْضِ عَدُوَّهُ، أنْتُمْ سادَةُ الشُّهداءِ في الدُّنيا وَالآخِرَةِ ».

ثمَّ تجعل القبر بين يديك، ثمّ تصلّي ما بدا لك ثمَّ تقول:

«جِئْتُ وافِداً إلَيْكَ، وَأتَوَسَّلُ إلىُ اللهِ بِكَ في جَميع حَوائِجي مِنْ أمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتي، بِكَ يَتَوَسَّلُ المتوسِّلُونَ إلىَ اللهِ في حَوائِجِهِمْ، وَبِك يُدْرِكُ عِنْدَ اللهِ أهْلُ التُّراثِ طَلِبَتهُم ».

ثمّ تكبّر إحدى عشر تكبيرةً متتابعةً ولا تعجل فيها، ثمَّ تمشي قليلاً فتقوم مستقبل القِبلَة فتقول:

«الحمْدُ لله الواحِدِ المتوَحِّد في الاُمُورِ كُلِّها، خَلَق الخَلْقَ فَلَم يَغِبْ شَيءٌ مِنْ اُمُورِهِمْ عَنْ عِلْمِهِ، فَعَلِمَهُ بِقُدرَتِهِ، ضَمِنَتِ الأرْضُ وَمَنْ عَلَيها دَمَكَ وَثَأْرَكَ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيكَ. أشْهَدُ أنَّ لَكَ مِنَ اللهِ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالفَتْح، وَأنَّ لَكَ مِنَ اللهِ الوَعْدَ الصّادِقَ في هَلاكِ أعْدائِكَ، وَتَمامَ مَوْعِدِ اللهِ إيّاكَ، أشْهَدُ أنَّ مَنْ تَبِعَكَ الصّادِقُونَ، الَّذينَ قالَ الله تَبارَكَ وَتَعالى فيهم: « اُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِندَ رَبِّهِم لَهُمْ أجْرُهُم وَنُورُهُم (٣) » ».

__________________

١ - أي أنتم متقدّم لنا.

٢ - الوتر - بالكسر ويفتح -، والتِّرَة - بكسر التّاء وفتح الرّاء -: الثّأر.

٣ - الحديد: ١٩. وقوله تعالى: « لهم أجرهم ونورهم » اي لهم ثواب طاعاتهم ونور إيمانهم الّذين يهتدون به إلى طريق الجنّة، وهذا قول عبدالله بن مسعود. ( المجمع )

٢٢٠

ثمَّ كبّر سَبع تكبيرات ثمَّ تمشي قليلاً، ثمَّ تستقبل القبر وتقول:

«الحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلم يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلِك، وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديراً، أشْهَدُ أنَّكَ دَعَوتَ إلى اللهِ وَإلى رَسُولِهِ، وَوَفَيْتَ للهِ بِعَهْدِهِ، وَقُمْتَ للهِ بِكَلِماتِهِ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ [وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ]، وَلَعَن اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْكَ، وَلَعَن اللهُ اُمَّةً خَدَعَتْكَ (١) ،اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ بِالوِلايَةِ لِمَنْ والَيتَ، وَوالَتْهُ رُسُلُكَ، وأشْهَدُ بِالْبراءَةِ مِمَّن بَرِئتَ مِنْهُ رُسُلُكَ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رُسُلُكَ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ، وَأفْسَدُوا في بِلادِكَ واسْتَذَلُّوا عِبادَكَ، اللّهُمَّ ضاعِفْ عَلَيهِم الْعَذابَ فيما جَرى مِنْ سُبُلِكَ وَبَرِّكَ وَبحرِكَ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السَّرائِرِ وَظاهِرِ الْعَلانِيَة في أرْضِكَ وَسَمائِكَ (٢) » ».

وكلّما دخلتَ الحائر فسَلِّمْ وَضَعْ يدك على القبر(٣) .

زيارَةٌ اُخْرى

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم

٢ - حدَّثني أبي؛ وعليُّ بن الحسين؛ ومحمّد بن الحسنرحمهم‌الله جميعاً، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثُوَير بن أبي فاخِتَة « قال: كنت أنا ويونس بن ظَبْيان والمفضّل بن عُمَرَ وأبو سَلَمةَ السَّرَّاج جُلوساً عِند أبي عبداللهعليه‌السلام وكان المتكلِّم يونس - وكان اكبرنا سِنّاً - فقال له: جُعلتُ فِداك إنّي أحضر مجلس هؤلاء القوم - يعني ولد العبّاس(٤) - فما أقول؟ فقال: إذا حضرتهم فذكرتنا فقل: «اللّهُمَّ أرنَا الرَّخاءَ وَالسُّرورَ، فإنَّكَ تَأتي عَلى ما تُريدُ »، فقلت: جعلت فداك إنّي

__________________

١ - في بعض النّسخ: « خَذَّلَتْ عنك ».

٢ - في البحار: « اللّهمّ العنهم في مستسرّ السّرائر في سمائك وأرضك ». وتقدّم بيانه.

٣ - في بعض النّسخ: « وضع خدّك على القبر ».

٤ - في جلّ النّسخ: « س اب ع ».

٢٢١

كثيراً مَا أذكر الحسينعليه‌السلام ، فأيّ شَيءٍ أقول؟ فقال: قل: «السّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ » - تعيد ذلك ثلاثاً - فإنَّ السَّلام يَصل إليه مِن قَريب ومِن بَعيد، ثمَّ قال: إنّ أبا عبداللهعليه‌السلام لمّا قضى بَكتْ عليه السَّماوات السَّبع والأرضون السَّبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ ومَن يتقلّب في الجنَّة والنّار مِن خَلْق رَبِّنا، وما يُرى وما لا يُرى بَكى على أبي عبدالله الحسينعليه‌السلام إلاّ ثلاثة أشياء لم تَبكِ عليه، قلت: جعلت فِداك وما هذه الثّلاثة الأشياء؟ قال: لم تَبكِ عليه البَصْرةُ ولا دِمَشْقُ ولا آل عثمانَ (١) فقلت له: جعلت فداك إنّي اُريد أن أزورَه فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال: إذا أتيت أبا عبداللهعليه‌السلام فاغتسل على شاطىء الفُرات ثمَّ البس ثيابَك الطّاهِرة، ثمّ امْشِ حافياً، فإنَّك في حَرَم مِن حُرُم اللهِ وحَرم رَسوله (٢) وعليك بالتَّكبير والتَّهليل والتَّمجيد والتَّعظيم لِلّهِ كثيراً، والصَّلاة على محمَّدٍ وأهل بيته، حتّى تصير إلى باب الحائر ثمَّ تقول:

«السَّلام عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّ اللهِ »؛

ثمَّ اخْطُ عَشر خُطىً(٣) ثمَّ قِفْ فكبِّر ثلاثين تَكبيرةً، ثمَّ امْشِ إليه حتّى تأتيه

__________________

١ - قيل: المراد بِالسّماوات السّبع والأرضين السّبع سُكّان السّموات والأرضين، والمراد بالبصرة ودِمَشْق أيضاً أهلهما.

٢ - أي الحرم الّذي أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم باحترامه. أو يلزم حرمته ‏لله، لأنّه دفن فيه خليفة الله، وللرَّسول لأنّه دفن فيه سِبْطه وقُرَّةُ عينه ووصيُّه - صلوات الله عليهم -. ( العلاّمة المجلسي رحمه الله ).

٣ - قال العلاّمة الشّعرانيّ رحمه الله في هامش الوافي: « المستفاد من هذا الحديث أنّ الحائر كان أعظم مِن الحرم الحالي - أعني: تحت القبَّة والرّواق الواقع على أطرافه - وذلك لأنّ الفاصلة بين الباب وما يقف فيه الزّائر حول القبر الشّريف كان أكثر من عَشر خطوات، والضَّلع الجنوبي مِن جدار الحار، وإلاّ لوجب التّصريح بأنّك تدور أو تطوف أو تحوّل حتّى تأتيه من قبل وجهه، ولكن اكتفى بقوله: امش حتّى تأتيه - انتهى.

وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: يدلّ على توسعةٍ في الحائر، وأنّه أزيد مِن أصل القبَّة مع الرّواق كما توهّم، بل الظّاهر أنّ كلّ ما انخفض من الصّحن المقدّس - أعني: جميع ما في

٢٢٢

مِن قِبَل وَجهِه، واستقبل بوَجهك وَجهه، وتجعل القِبلَة بين كِتْفيك، ثمَّ تقول:

«السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ وابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلَ اللهِ وَابْنَ قَتيلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثأرَ اللهِ وَابْنَ ثَأرِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وِتْرَ الله المَوتُورَ (١) في السَّماوات وَالأرْضِ، أشْهَدُ أنَّ دَمَكَ سَكَن في الخُلُدِ، وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أظلَّةُ العَرْشِ (٢) وَبَكى لَهُ جَميعُ الخلائِقِ، وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأرَضُونُ السَّبْعُ وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ، وَمَنْ في الجَنَّةِ وَالنّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنا، ما يُرىُ وَما لا يُرى، أشْهَدُ أنَّكَ حُجَّةُ اللهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ، أشْهَدُ أنَّكَ قَتيلُ اللهِ وَابْنُ قَتيلِهِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ ثَأرُ اللهِ وَابْنُ ثَأرِهِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ وِتْرُ اللهِ المَوتُورِ في السَّماواتِ وَالأَرضِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ، وَوَفَيْتَ وافَيْتَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ، وَمَضَيْتَ لِلَّذي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهيداً وَمُسْتَشْهِداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، وَأنَا عَبْدُاللهِ وَمَولاكَ وَفي طاعَتِكَ، وَالْوفِدُ إلَيْكَ، ألْتَمِسُ كَمالَ المَنزلَةِ عِنْدَاللهِ، وَثَباتَ الْقَدَمِ في الْهِجْرَةِ إلَيْكَ، وَالسَّبيل الَّذي لا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ في كَفَالَتِكَ الَّتي اُمِرْتَ بها (٤) ،مَنْ أرادَ اللهَ بَدَءَ بِكُمْ، [مَنْ أرادَ الله بَدَءَ بِكُمْ،

__________________

القدّام إلى ما يحاذي وسط المسجد الّذي خلف الضَّريخ المقدّس - داخل في الحائر. فإنّا سمعنا من المعمّرين أنَّ الصّحن لم يغيّر مِن قدّامه وجانبيه، وإنّما وسّعوه من خلفه ليقع الضّريح في الوسط، لكن ما ألحقوه مرتفع وما كان سابقاً منخفض، ولذا سمّي حائراً لأنّه يحارّ فيه الماء، وإن ذكر فيه وجوهٌ اُخر. ( ملاذ الأخيار )

١ - قوله: « يا وِتْر الله الموتور » أي الفرد المتفرّد في الكمال من نوع البشر في عصره الشّريف، أو المراد ثأر الله كما مرّ، أي الّذي الله تعالى طالب دمه. ( ملاذ الأخيار ) وقوله: « يا ثأر الله » بالثّاء المثلّثة والهمزة، بمعنى طلب الدّم، حُذف المضاف واُقيم المضاف إليه مقامه، يعني: يا أهل طلب الدّم، أي تطلبون بدمكم. ( الوافي ) وأوردنا له معنى آخر في ص ١٩٤.

٢ - أي ما فوق العرش، أو الرّوحانيّين المطيفين به والحاملين له. ( المولى المجلسيّ - ره - ) وقال الفيروزآباديّ: الظِّلّ من كلّ شيءٍ: شَخْصُه، أو كِنْه.

٤ - الاختلاج: الاضطراب، واختلجه أي: جذبه واقتطعه. فيمكن أن يقرء: « يختلج » على بناء الفاعل وعلى بناء المفعول، والثّاني أظهر. وعلى التّقديرين « السّبيل »: إمّا معطوف على الهجرة، أو على ثبات القدّم، والأخير أظهر. وعلى التّقادير حاصل الكلام: إنّي ألتمس منك السّبيل المستقيم غير المضطرب، أو السّبيل الّذي من سلكه لا يجتذب ولا ينتزع ولا يمنع من الوصول إليكم في الدّنيا والآخرة. وكلمة « مِن » في قوله: « من الدّخول » إمّا تعليليّة، أي: لأجل

٢٢٣

مَنْ أرادَ اللهَ بَدَءَ بِكُم]، بِكُمْ يُبَيّنُ اللهُ الكَذِبَ، وَبِكُمْ يُباعِدُ الزَّمانَ الْكَلِبَ (١) ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ، وَبِكُمْ يَمْحُو مَا يَشاءُ وَبِكُمْ يُثْبِتُ، وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُلَّ مِنْ رِقَابِنا، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤمِنٍ يُطْلَبُ (٢) ، وَبِكُمْ تُنْبِتُ الأَرْضُ أشْجارَها، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الأشْجارُ أثْمارَها، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها، وَبِكُمْ يَكْشِفُ اللهُ الْكَرْبَ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللهُ الغَيثَ، وَبِكُمْ تُسِيخُ الأرَضُ (٣) الَّتي تَحْمِلُ أبْدانَكُمْ، وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَلى مَراسِيها، إرادَةُ الرَّبِّ في مَقادِير اُمُورِهِ تَهْبِطُ إلَيْكُمْ، وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ، وَالصّادِرُ عَمّا فُصِلَ مِنْ أحْكامِ الْعِبادِ (٤) ، لُعِنَتْ اُمَّةٌ قَتَلَتكُم، وأُمَّةٌ خَالَفَتكُم، وَأُمَّةٌ جَحَدَت وِلايَتَكُم، وأُمَةٌ ظاهَرَت عَلَيكُم، وأُمَةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهدْ (٥) ، الحَمْدُ لِلّهِ

__________________

أن أدخل في كفالتك. أو صلة للاختلاج على المعنى الثّاني. و « اُمرت » على بناء المجهول. والكفالة هي الحفظ والرّعاية والشّفاعة اللاّتي أمرهم الله تعالى بها لشيعتهم. ( ملاذ الأخيار )

١ - اُريد بزمان الكلب: الشّدائد الصَّعْبَة.

٢ - أي دم قتيله وكلّ تبعة له على غيره وزاد في الفقيه: « ومؤمنة ». ( الوافي ) وفي بعض النّسخ: « ترة كلّ مؤمن بطلت » أي دم كلّ مؤمن بطلت ولم يؤخذ له القصاص. وفي الكافي: « ترة كلّ مؤمن يطلب ها ».

٣ - « وبكم تسيخ » أي تستقرّ وتثبت الأرض بكم، لكونها حاملة لأبدانكم الشّريفة أحياء وأمواتاً. وفي بعض النّسخ وفي الفقيه: « وَبِكُمْ تُسَبّحُ الأرْضُ » بالباء الموحدة والحاء المهملة، فيمكن أن يقرء على بناء المفعول: أي تنزّه وتقدّس وتذكر بالخير بيوتكم وضرائحكم ومواضع آثاركم. ( مرآة العقول )

٤ - « والصّادر عمّا فصّل » هو مبتدء وخبره مقدّر بقرينة ما سبق، أي يصدر من بيوتكم. وفي بعض نسخ التّهذيب: « عمّا نقل من أحكام العباد »، وفي الكافي كما في المتن، وفي بعض النّسخ: « والصّادق » بالقاف، ولا يختلف التّقدير. ويمكن أن يقرء « فصّل » على بناء المعلوم والمجهول من باب التّفعيل والمجرّد، والحاصل أنّ أحكام العباد وما بيّن منها، أو ما يفصل بينهم في قضاياهم، أو ما يميّز بين الحقّ والباطل، أو ما خرج من الوحي منها يؤخذ منكم، فإنّ الصّادر عن الماء مثلاً هو الّذي يرد الماء، فيأخذ منه حاجته ويرجع، فإذا كان علم ما فصّل من أحكام العباد في بيوتهم فالصّادر عنه، لابدّ أن يصدر مِن بيوتهم، ولا يبعد أن يكون الواو في قوله: « والصّادر » زيد من النّسّاخ فيكون فاعل يصدر ولا يحتاج إلى تقدير. ( المجلسي - ره - ).

٥ - على بناء المفعول، ومن يقرء على المعلوم لا يخفى بعده. ( من البحار ) في الفقيه: « تنصركم ».

٢٢٤

الَّذي جَعَلَ النّارَ مأواهُمْ (١) ، وَبِئْسَ وِرْدُ الوارِدينَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ المَوْرُودُ (٢) ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمين »، وتقول ثلاثاً: « صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَأنا إلى اللهِ مِمَّن خَالَفَكَ بَريءٌ - ثلاثاً - «، ثمَّ تقوم (٣) فتأتي ابنه عَليّاً (٤) عليه‌السلام وهو عند رجْليه وتقول: « السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِيرِ المُؤمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحَسَنِ وَالحُسَين (٥) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَديجةَ الْكُبْرى وَفَاطِمَةَ الزَّهْراءِ، صَلّى الله عَلَيْكَ - ثلاثاً -، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ - ثلاثاً - أنَا إلى اللهِ مِنهُمْ بَرِيءٌ - ثلاثاً - ».

ثمّ تقوم فتؤمي بيدك إلى الشُّهداء وتقول: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ - ثلاثاً -، فُزْتُمْ وَاللهِ، - ثلاثاً -، فَلَيْتَ أنّي مَعَكُمْ (٦) فَأَفُوزَ فَوزاً عَظِيماً »، ثمَّ تدور(٧) فتجعل قبر أبي عبداللهعليه‌السلام بين يديك وأمامك، فتصلّي ستَّ رَكعات، وقد تمّت زيارتك فإن شئت أقم وإن شئت فانصرف ».

__________________

١ - في التّهذيب: « مثواهم ».

٢ - أي: بئس الورد محلّ ورودهم، والمورود تأكيد، أو المورود عليه. ( ملذ )

٣ - قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: ظاهره استحباب أن يكون عند الزّيارة جالساً، وبعض الزّيارات ظاهرها استحباب القيام، ففي كلّ زيارة يؤتى بما اشتملت عليه.

٤ - يظهر من رجال الشّيخ ( ره ) أنّه عليّ بن الحسين الأصغر، واُمّه ليلي بنت أبي مرّة الثَّقفيّ، وذكر المفيد ( ره ) في إرشاده: هو الأكبر، وذكر أنّ الأصغر عليٌ زين العابدين، والّذي قتل مع الحسين عليه السلام صغيراً بإصابة السّهم هو عبدالله، والمشهور أنّ الشّهيد هو الأكبر، وهو مذكور في كتب أهل العلم بالأنساب على ما نقله ابن إدريس من العامّة والخاصة، والله أعلم. ( كذا في هامش الوافي )

٥ - قوله: « يا ابن الحسن » كأنّ هذا على سبيل المجاز، فإنّ العرب يسمّي العمّ أباً، كما في قوله تعالى: «وَإذْ قَالَ إبراهيمُ لأَبيهِ آزَرَ » اي قال لعمّه، فإنّ اسمه: تارخ.

٦ - في الفقيه: « يا ليتني كنت معكم ».

٧ - ظاهره أنّ زيارة عليّ بن الحسين والشّهداء أيضاً مِن قبل وجوههم، خِلافاً لما قيل: إنّ زيارة غير المعصوم إنّما تكون مستقبل القِبلة، بل الظّاهر أنّه إذا قرء عندهم « القدر » وأمثالها يكون مستقبل القِبلة، وإذا خاطبهم بالسّلام يكون مستقبلهم. ويحتمل التّخيير مطلقاً، والله يعلم. ( ملاذ الأخيار )

٢٢٥

زيارَة اُخْرى

بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم

٣ - حدَّثني أبي؛ ومحمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فَضالَة بن أيّوبَ، عن نُعَيم بن الوليد، عن يوسفَ [بن] الكُناسيّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا أتيتَ قبر الحسين فائت الفُرات واغتسل بِحيال قبره وتَوجَّهْ إليه، وعليك السَّكينة والوَقار حتّى تدخل الحائر مِن جانبه الشَّرقيِّ، وقُلْ حين تدخله:

«السَّلامُ عَلى مَلائِكةِ اللهِ المُقَرَّبين، السّلام عَلى مَلائكة اللهِ المُنْزَلينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ الله المَرْدِفينَ، السَّلامُ على ملائِكة اللهِ المُسَوِّمينَ، السَّلامُ عَلى مَلائكَةِ اللهِ الَّذينَ هُمْ في هذا الحائِر بإذْنِ الله مُقيمونَ ».

فإذا استقبلت قبر الحسين فقل:

«السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، صَلى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ أمِينِ اللهِ عَلى رُسُلِهِ (*) ، وَعَزائِمِ أمْرِه، الخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ (١) ،وَالمُهَيمِن عَلى ذلكَ كُلِّهِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ».

ثمّ تقول: «السَّلامُ عَلى أمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبدِكَ وَأخِي رَسُولِكَ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، دَيّانِ الدِّينِ بَعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَين خَلْقِكَ، وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلكَ كُلِّه، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسَنِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ وَابْنِ رَسُولِكَ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ - إلى آخر ما صلّيت على أمير المؤمنين -. ثمَّ تسلّم على -

____________

١ - « الخاتم لما سبق » يعني الأنبياء، و « الفاتح لما استقبل » يعني الأوصياء. وقوله: « المُهَيْمِنِ عَلى ذلك كلِّه » أي الرَّقيب الشّاهد عليهم جميعاً. ( الوافي )

وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: « لما سبق » أي لما سبق من المعارف، « ولما استقبل » أي لما استقبل من الحكم والحقائق والمعارف، وليس معناه: الفاتح لمن يأتي بعدَك؛ لاُنّ كلمة « ما » الموصولة جاءَتْ لغير ذوي العقول.

٢٢٦

الحسين وسائر الأئمّة كما صَلّيتَ وسَلّمتَ على الحسن بن عليٍّ، ثمَّ تأتي قبرَ الحسينعليه‌السلام فتقول:

«السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِالله، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما أمَرَكَ بِهِ، وَلَمْ تَخْشَ أحَداً غَيرَهُ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ، وَعَبَدْتَهُ صادِقاً مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ اليَقينُ، أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمةُ التَّقْوى، وَبابُ الهُدى، وَالْعُرْوَةُ الوُثْقى، وَالحُجَّةُ عَلى مَنْ يَبقى، وَمَن تَحْتَ الثَّرى، أشْهَدُ أنَّ ذلكَ لَكُمْ سابِقٌ فيما مَضىُ، وَذلِكَ لكم فاتِحٌ فيما بَقي (١) ،أَشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طِينَةً طَيِّبَةً، طابَتْ وَطَهُرَتْ هي بَعضُها مِنْ بعْضٍ مَنّاً مِنَ اللهِ وَمِنْ رَحْمَتِهِ، فأشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أنّي بِكُمْ مُؤمِنٌ وَبإيابِكُمْ مُوقِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفْسي وَشَرائِعِ دِيني وَخاتِمَةِ عَمَلي وَمُنْقَلبِي وَمَثْواي (٢) ،فأسألُ اللهَ البَرَّ الرَّحِيم أنْ يُتَمِّمَ لي ذلِكَ، وَأشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللهِ ما أمَرَكُمْ بِهِ حَتّى لَمْ تَخْشَوا أحَداً غَيرَهُ، وَجاهَدْتُم في سَبِيلِهِ وَعَبَدتُمُوهُ حَتّى أتاكُمُ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكُمْ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ أمَرَ بِهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أشْهَدُ أنَّ الَّذِين انْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ وَسَفَكُوا دَمَكَ مَلْعُونونَ عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمِّي ».

ثمّ تقول: «اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ، وَخالَفُوا مِلَّتَكَ، وَرَغِبُوا عَنْ أمْرِكَ، وَاتَّهَمُوا رَسُولَكَ (٣) ،وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِكَ، اللّهُمَّ احْشُ قُبُورَهُم ناراً، وَ

__________________

١ - أي تلك الأحوال والفضائل حاصلة فيمن مَضى من الأئمّة، وهي سببٌ لفتح أبواب الإمامة والخلافة والعلوم والمعارف فيمن بقى من الأئمّة، فكلمة « ما » بمعنى « مَن ». وقرء بعض الأصحاب « فائح » بالهمزة بعد الألف، أي يفوح مِن القرآن شَميم فَضائلهم. ( مرآة العقول )

٢ - قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: أي أعزم وأوطّن نفسي على أن أكون تابعاً لكم في الاُمور المتعلّقة بنفسي وفي سائر شرائع ديني، وفي خاتمة عملي، وفي منقلبي إلى ربّي، وفي مَثوايّ في قبري، وفي الجنّة، أو في جميع حركاتي وسَكناتي، ولمّا لم يكن بعض هذه الاُمور على بعض الوجوه باختياره وما كان باختياره لا يتأتّى إلاّ بتوفيقه تعالى.

٣ - قوله: « نعتمك » أي الأئمّة وولايتهم وقولهم، وقوله: « واتّهموا نبيّك » أي فيما أدَّى إليهم في أهل بيته عليهم السلام. ( مرآة العقول )

٢٢٧

أجْوافَهُمْ ناراً، وَاحْشُرْهم وَأتْباعَهم إلى جَهنَّمَ زُرْقاً (١) ، اللّهُمَّ الْعَنْهم لَعناً يَلْعَنُم بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَبٍ، وكلُّ نَبيٍّ مُرْسَلٍ، وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤمِنٍ امْتَحَنْتَ قَلْبَهُ للإيمانِ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السِّرّ (٢) وظاهِرِ العَلانيّةِ، اللّهُمَّ الْعَنْ جَوابيتَ هذِهِ الاُمَّةِ وَطَواغيتَها، وَالْعَنْ فَراعِنَتَها، وَالْعَنْ قَتَلَةَ أمِيرِ المؤمِنينَ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَعَذِّبهُمْ عَذاباً أليماً لا تُعَذِّبُ بِهِ أحَداً مِنَ العالَمين، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ، وَتَمنُّ عَلَيْهِ بِنَصْركَ لِدينكَ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ».

ثمَّ اجلس عندَ رأسه صلوات الله عليه فقلْ:

«صَلّى الله عَلَيْكَ، أشْهَدُ أنَّكَ عَبْدُاللهِ وَأمِينُهُ، بَلَّغْتَ ناصِحاً، وَأدَّيْتَ أمِيناً، وقُتِلْتَ صِدِّيقاً، وَمَضَيْتَ عَلى يَقينٍ، لَم تُؤْثِرْ عَميً عَلى هُدىً، وَلَمْ تَمِل مِنْ حَقٍّ إلى باطِلٍ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةً وآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بِالمَعْروفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَر، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَدَعوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحَسَنَةِ، صَلّى اللهُ عليكَ وَسَلّم تَسْليماً كَثيراً، أشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، قَدْ بَلَّغْتَ ما اُمِرْتَ بِهِ، وَقُمْتَ بِحَقِّهِ وَصَدَّقْتَ مَنْ قَبْلَكَ، غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنٍ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَسَلّم تَسْليماً، فَجَزاكَ اللهُ مِن صِدِّيقٍ خَيراً عَنْ رَعيَّتِكَ (٣) ،أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَإلَيْكَ، وَأنْتَ أهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ عليهم‌السلام، أشْهَدُ أنَّكَ صِدِّيقٌ عِنْدَ اللهِ، وَحُجَّتُهُ عَلى خَلْقِهِ، أشْهَدُ أنَّ دَعْوتَكَ حَقٌّ، وَكُلَّ داعٍ مَنْصُوبٍ غَيرِكَ فَهُوَ باطِلٌ مَدْحُوضٌ، وَأشْهَدُ أنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبينُ ».

ثمَّ تحوَّل عندَ رِجليه وتخيّر مِن الدُّعاء وتدعو لنفسك، ثمّ تحوَّل عند رأس عليِّ بن الحسينعليهما‌السلام وتقول:

«سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ وأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ، عَلَيكَ يا مَولايَ وَابْنَ مَولاي وَرَحْمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ، صَلّى الله عَلَيكَ وَعَلى أهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى عِتْرَةِ آبائِكَ

__________________

١ - أي عمياً.

٢ - تقدّم بيانه في ص ٤٠.

٣ - في بعض نسخ الكافي: « عن رعيّته » ولعلّه أصوب.

٢٢٨

الأخْيارِ الَّذين أذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهيراً ».

ثمّ تأتي قبور الشُّهداء وتسلّم عليهم وتقول:

«السَّلامُ عَلَيْكم أيُّها الرَّبّانيُّون، أنْتَم لَنا فَرَطٌ (١) وَسَلَفٌ، وَنَحنُ اتْباعٌ وَأنْصارٌ، أشْهَدُ أنَّكُمْ أنْصارُ اللهِ كَما قالَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى في كِتابِهِ: « وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتَل مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُمْ في سَبيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَما اسْتَكانُوا (٢) »، فَما وَهَنْتُمْ وَما ضَعَفْتُمْ وَما اسْتَكَنْتُمْ حَتّى لَقيتُمُ اللهَ عَلى سَبيلِ الحَقِّ، وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ اللهِ التّامَّةِ، صَلّى اللهُ عَلى أرْواحِكُم وَأبْدانِكُمْ وَسَلّم تَسْلِيماً، أبْشِرُوا بِمَواعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ إنَّهُ لا يُخْلِفُ المِيعادَ، اللهُ مُدْرِكٌ لَكُمْ ثَأْرَ ما وَعَدَكُمْ، أنتُم سادَةُ الشُّهداءِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، أنْتُمُ السّابِقُونَ وَالمُهاجِرُونَ وَالأنصارُ، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُم في سَبيل اللهِ، وَقاتَلتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ وَابْنِ رَسُولِ اللهِ، الحَمْدُ للهِ الَّذي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ، وَأراكُم ما تُحبُّونَ ».

ثمَّ تقول: «أتَيْتُكَ يا حَبِيبَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ رَسُولِهِ، وَإنّي لَكَ عارِفٌ، وَبحقِّكَ مُقِرٌّ، وَبِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِرٌ، وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ مُوقِنٌ، عارِفٌ بِالهُدَى الَّذي أنْتَ عَلَيْهِ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسي، اللّهُمَّ إنّي اُصَلي عَلَيْهِ كَما صَلَّيْتَ أنْتَ عَلَيْهِ وَرُسُلُكَ وَأميرُ المؤْمِنينَ، صَلاةً متتابِعَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً، يَتْبَعُ بَعضُها بَعْضاً، لا انْقِطاعَ لَها وَلا أمَدَ ولا أبَدَ وَلا أجَلَ في محضَرِنا هذا وإذا غِبْنا وَشَهِدْنا، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».

* * * * *

__________________

١ - قال في النّهاية: فيه « أنا فَرَطُكم على الحوض » أي متقدِّمكم إليه. يقال: فَرَط يَفْرِط، فهو فارطٌ وَفَرَطٌ إذا تقدّم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء، ويهيّىء لهم الدِّلاء والأرْشِيَة. ومنه الدّعاء للطّفل الميّت: « اللّهم اجعله لنا فرطاً » أي أجراً يتقدّمنا - انتهى. وقوله: « الرّبّانيّون » قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: الرّبّانيّ منسوب إلى الرّبّ، والألف والنّون من زيادات النّسب، أي الرّاسخ في الدّين والعلم، أو الّذي يطلب بعلمه وجه الله، أو من الرّبّ بمعنى التّربية، أي الّذين يربّون المتعلّمين، و « الرّبّيّون » أيضاً منسوب إلى الرِّبّ بالفتح والكسر من تغييرات النّسب، أي المتمسّكون بعبادة الله وعلمه.

٢ - آل عمران: ١٤٦.

٢٢٩

 ( زيارَةٌ اُخرى)

٤ - حدَّثني أبي؛ ومحمّد بن عبدالله، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن عبدالله بن محمّد بن خالد الطَّيالسيِّ، عن الحسن بن عليٍّ، عن أبيه، عن فَضل بن عثمان الصّائغ، عن معاويةَ بن عمّار « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما أقول إذا أتيتُ قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: قُلْ: « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبداللهِ، صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِاللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَن اللهُ مَنْ شَرِكَ في دَمِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ، أنَا إلى اللهِ مِنْ ذلِكَ بَريءٌ » ».

( زيارَةٌ اُخرى)

بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحِيم

٥ - حدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أبي عبدالله الرَّازيّ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمّد بن عبدالكريم أبي عليّ، عن المفضّل بن عُمَرَ، عن جابر الجُعفيِّ(١) « قال: أبو عبداللهعليه‌السلام للمفضل: كم بينك وبين قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: قلت: بأبي أنت واُمّي يوم وبعض يوم آخر، قال فتزوره؟ قلت: نَعَم، قال: فقال: ألا اُبشِّرك؟ ألا اُفرّحك ببعض ثوابه؟ قلت: بلى جُعِلتُ فِداك، قال: فقال لي: إنَّ الرَّجل منكم ليأخذ في جِهازه ويتهيّأ لزيارته فيتباشر به أهل السَّماء، فإذا خرج مِن باب منزله راكباً أو ماشياً وكَّل الله به أربعة آلاف مَلَكٍ مِن الملائكة يصلّون عليه حتّى يوافي قبر الحسينعليه‌السلام ، يا مفضَّل إذا أتيت قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام فقف بالباب وقل هذه الكلمات، فإنَّ لك بكلِّ كلمة كِفلاً من رَحمة الله، فقلت: ما هي جعلت فداك؟ قال: تقول:

__________________

١ - لا يخفى ما في سند الخبر، لأنّه إمّا أن يكون مكان المفضّل رجلٌ آخر، أو مكان « عن » في قوله: « عن جابر » الواو، وإلاّ فلا يستقيم إلاّ بتكلّف بعيد، وهو أن يقال: المفضّل كان نسي الخبر ثمّ أخبره جابر به. ( البحار ) أقول: الظّاهر راوي جابر هو المفضّل بن صالح. وفي مشيخة الفقيه: المفضّل بن عمر، عن جابر الجعفيّ في طريق جابر بن عبدالله.

٢٣٠

 «السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارث نُوحٍ نَبي الله، السَّلامَ عَلَيْكَ يا وارِثَ إبْراهيمَ خَليلِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله (١) ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليٍّ وَصيّ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحسَنِ الرَّضي، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله (٢) ،السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الشَّهيدُ الصِّدِّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ البارُّ التَّقي، [السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ]، السَّلامُ عَلى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأناخَتْ بِرَحْلِكَ (٣) ،السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ الله المُحدِقين بِكَ، أشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرتَ بالمعرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وَعَبَدْتَ الله مُخلِصاً حَتى أتاكَ اليَقين، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحمةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».

ثمّ تسعى فلك بكلِّ قدم رفعتَها ووضعتَها كثواب المتشحّط بدمه في سبيل الله، فإذا سلَّمت على القبر فالمسْه بيدك وقُلْ: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في سَمائه وَأرْضِهِ ».

ثمَّ تمضي إلى صلاتك، ولك بكلِّ ركعةٍ ركعَتها عنده كثواب مَن حجّ واعتمر ألف مرَّة(٤) واعتَقَ ألف رَقَبةٍ، وكأنَّما وقف في سبيل الله ألف مرّة مع نبي مُرسلٍ، فإذا انقلبتَ مِن عند قبر الحسينعليه‌السلام ناداك مُنادٍ - لو سمعتَ مقالته لأقمت عُمرك عند قبر الحسينعليه‌السلام - وهو يقول: « طُوبى لك أيُّها العبدُ! قد غَنِمتَ وسلّمت، قد غُفر لك ما سلف، فاستأنفِ العمل »، فإن هو مات مِن عامَّه أو في ليلته أو يومه لم يَلِ قبضَ روحه إلاّ الله، وتَقْبُلُ الملائكة معه [و] يستغفرون له، ويصلّون عليه حتّى يوافي منزله، وتقول الملائكة: ياربّ هذا عبدك وقد وافى قبر ابن نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) وقد وافى منزله، فأين نذهب؟ فيأتيهم

__________________

١ - في بعض النّسخ: « محمّد نبيّ الله ».

٢ - الظّاهر فيه تقديم وتأخير، والصّواب: « السّلام عليك يا وارث فاطمة بنت رسول الله، السّلام عليك ياوارث الحسن الرّضيّ ».

٣ - الإناخة: إبراك الإبل، وهناك كناية عن النّزول والقرار، والرّحل: المسكن.

٤ - في بعض النّسخ: « مَن حجَ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة ».

٥ - وافاه أي أتاه.

٢٣١

النِّداء مِن السَّماء: يا ملائكتي قِفوا بباب عبدي؛ فسبِّحوا وقدَّسوا واكتبوا ذلك في حَسناته إلى يوم يتوفّى، قال: فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى يسبِّحون الله ويقدِّسونه، ويكتبون ذلك في حسناته، فإذا توفّي شَهدوا جنازَته وكَفنه وغُسله والصَّلاة عليه، ويقولون: ربّنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفّى فأين نذهب؟ فيناديهم: يا ملائكتي قِفوا بقبر عبدي فسبّحوا وقدِّسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة ».

حدَّثني حكيم بن داودَ بن حكيم، عن سَلَمة بن الخطّاب، عن أبي عبدالله الرّازيّ الجاموراني، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة بإسناده مثله.

( زيارةٌ اُخرى)

٦ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عيسى بن عبدالله، عن إبراهيم بن أبي البلاد « قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: ما تقولون أنتم فيه؟ فقلت: بعضنا يقول حَجّةٌ وبعضنا يقول عمرة، قال: فأيّ شيء تقول إذا أتيتَ؟ فقلت: أقول: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وَدَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحسَنَةِ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَاسْتَحلُّوا حُرمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلى لِسان داودَ وَعيسى بْنِ مَرْيَمَ، ذلك بما عَصَوا وَكانُوا يَعْتَدونَ (١) » ».

٧ - حدَّثني أبي، عن موسى بن جعفر البغداديّ - عمّن حدّثه - عن إبراهيم بن ابي البلاد « قال: قال لي ابو الحسنعليه‌السلام : كيف السّلام على أبي عبداللهعليه‌السلام ؟ قال: قلت: أقول: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُوِل اللهِ،

__________________

١ - كأنّه سقط هنا قوله: « قال: نعم هو هكذا »، كما يأتي في الخبر الآتي.

٢٣٢

أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وَدَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بالحكْمَةِ والموعِظَةِ الحسَنَةِ، أشْهَدُ أنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ واسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبونَ عَلى لِسانَ داودَ وَعيسى بنِ مَرْيَمَ، ذلِكَ بِما عَصَوا وَعَصَوا وَكانُوا يَعْتَدونَ »، قال: نعم هو هكذا ».

( زيارة اُخرى)

٨ - حدَّثني حكيم بن داود، عن سَلَمة بن الخطّاب، عن عليِّ بن محمّد - عن بعض أصحابه - عن سليمان بن حَفْص المروزيّ - عن الرَّجل - « قال: تقول عند قبر الحسينعليه‌السلام : «السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله، السَّلامُ عليك يا حُجَّةَ الله في أرْضِهِ، وَشاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَليٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراء، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ الله حَتّى أتاكَ اليَقِينُ، وَصَلى اللهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً ».

ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيمن على القبر وقُلْ: «أشْهَدُ أَنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، جِئتُكَ مُقِرّاً بالذّنُوبِ، اشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ». ثمّ اذكُر الأئمَّة واحِداً واحِداً وقل: «أشْهَدُ أنَّهُمْ حُجَجُ اللهِ ».

ثمّ قل: «اكتُبْ لي عِنْدَكَ عَهْداً وَميثاقاً بأنّي أتَيْتُكَ مُجَدِّداً المِيثاقَ فاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ، إنَّكَ أنْتَ الشّاهِدُ » ».

٩ - حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سَلَمَة بن الخطّاب، عن الحسين بن زَكريّا، عن سليمانَ بن حفص المروزيّ، عن المبارك « قال: تقول عند قبر الحسينعليه‌السلام :

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عِبْدِالله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في أرْضِهِ، وَشاِهدَهُ عَلى خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلي المرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَة الزَّهْراءِ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ

٢٣٣

بالمعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وجاهَدْتَ في سَبيل الله حَتى أتاكَ اليَقينُ، فَصَلى الله عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتا ً ».

ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيمن على القبر وقل: «أشْهَدُ أنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، جِئتُكَ مُقِرّاً بالذنُوبِ لِتَشْفَعَ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا ابْنَ رَسُول الله ».

ثمّ اذكر الأئمّة بأسمائهم واحداً بعد واحد، وقل: «أشْهَدُ أنَّهُمْ حُجَجُ الله »؟ ثمّ قال: «اكْتُبْ لي عِنْدَكَ ميثاقاً وَعَهْداً أني أتَيْتُكَ مُجَدِّداً الميثاق، فاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ إنَّكَ أنْتَ الشّاهِدُ » ».

( زيارةٌ اُخْرى)

١٠ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجران، عن عامر بن جُذاعة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا أتيت الحسينعليه‌السلام (١) فقل:

«الحمْدُ لله وصَلى الله عَلى مُحَمَّدٍ النَّبي وَآلِهِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، صَلى الله عَلَيْكَ يا أبا عِبْدِالله، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ، وَمَنْ شارَكَ في دَمِكَ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ، أنا إلى الله مِنْهُم بَريّءٌ - ثلاثاً - » ».

١١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد، عن عبدالرَّحمن بن أبي نجران، عن محمّد بن أبي عمير، عن عامر بن جُذاعةَ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا أتيت الحائر فقل:

«الحَمْدُلله، وَصَلى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَعليهم السلام وَرَحمةُ الله وَبَرَكاتُهُ، عَلَيْكَ السَّلامُ يا أبا عَبْدِالله، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ، وَمَنْ شارَكَ في دَمِكَ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ، أنا إلى الله مِنْهُمْ بَريءٌ » ».

* * * * *

__________________

١ - أي مزار الحسين عليه السلام كما هو الظّاهر.

٢٣٤

 ( زيارةٌ اُخْرى)

١٢ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أحمدَ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال، عن عَمرِو بن سعيد المدائنيِّ، عن مُصدِّق بن صَدَقَةَ، عن عمّار بن موسى السّاباطيِّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: تقول إذا أتيت إلى قبره(١) :

«السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أمير المؤمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبْدِالله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ وَرَحمةُ اللهِ وَبرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رِضاهُ مِنْ رِضا الرَّحمنِ، وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحمن، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ وَحُجَّتِه وَبابَ اللهِ، والدَّليلَ عَلى اللهِ، وَالدَّاعي إلى اللهِ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وأقَمْتَ الصَّلاةَ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وَدَعَوتَ إلى سَبيل ربِّكَ بالحكْمَةِ وَالموْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ شُهَداءُ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُم ترْزَقُونَ، وأشْهَدُ أنَّ قاتِليك في النّارِ، أدِينُ اللهَ بِالبَراءةِ ممَّن قاتَلَكَ، وَممَّن قَتَلَكَ وشايَعَ عَلَيْكَ، وَمِمَّن جَمَعَ عَلَيْكَ، وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوتَكَ وَلَمْ يُجِبْكَ (٢) ،يالَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فأَفُوزَ فَوزاً عَظيماً » ».

١٣ - حدَّثني علي بن الحسين، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاقَ، عن الحسن بن عَطِيّة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: تقول عند قبر الحسينعليه‌السلام ما أحببتَ ».

( زيارة اُخرى)

١٤ - حدًّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالِح بن عُقْبَةَ، عن أبي سعيد المدائنيّ « قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك آتي قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: نَعَم يا أبا سعيد ائت قبرَ

____________

١ - في بعض النّسخ: « إذا انتهيت إلى قبره ».

٢ - في بعض النّسخ: « ولم يعنك ».

٢٣٥

الحسينعليه‌السلام أطيبِ الطّيِّبينَ وأطْهَرِ الطّاهرين وأبَرّ الأبرار، وإذا زُرْته يا أبا سعيد فسبِّح عندَ رأسِه تسبيح أمير المؤمنينعليه‌السلام ألف مرَّة، وسبِّح عند رجليه تسبيح فاطمةَ الزَّهراءعليها‌السلام ألف مرَّة، ثمّ صَلِّ عنده ركعتين تقرء فيهما: « يس » و « الرَّحمن »، فإذا فعلت ذلك كتب الله لك ثوابَ ذلك إن شاء الله تعالى، قال: قلت: جعلت فداك علّمني تسبيح عليٍّ وفاطمةعليهما‌السلام ، قال: نَعَم يا أبا سعيد:

تسبيح عليِّعليه‌السلام : «سُبحانَ الَّذِي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ، سُبحانَ الَّذي لا تَبيدُ مَعالِمُهُ، سَبْحانَ الَّذي لا يَفْنى ما عِندَهُ، سُبحانَ الَّذِي لا يُشْرِكُ أحَداً في حُكْمِهِ، سُبْحانَ الَّذي لا اضْمِحلالَ لِفَخْرِهِ، سُبْحان الَّذي لا انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ، سُبْحانَ الَّذِي لا إلهَ غَيرُهُ ».

وتسبيح فاطمةعليها‌السلام : «سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخ العَظيم، سُبحانَ ذِي العِزِّ الشّامِخ المُنيفِ، سُبْحانَ ذي الملْكِ الفاخِرِ القَديمِ، سُبْحانَ ذِي البَهجَة (١) والجَمالِ، سُبْحانَ مَنْ تَردّى بالنُّورِ وَالوَقارِ، سُبْحانَ مَن يَرى أثَرَ النَّملِ في الصَّفا، وَوَقْعَ الطَّيرِ في الهَواءِ (٢) » ».

( زيارةٌ اُخرى)

١٥ - حدَّثني أبي؛ وغير واحدٍ، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن موسى الوَرّاق، عن يونسَ(٣) ، عن عامِر بن جُذاعَةَ « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إذا أتيت قبر الحسينعليه‌السلام فقل:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ، أنا إلَى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ ».

* * * * *

__________________

١ - البهجة: الحسن، والباذخ: العالي.

٢ - وقوع الطّير سقوطها، فالمراد سقوطها على الأشجار والأعشاش الواقعة في الهواء عرفاً، أو يكون « في » بمعنى « من ». ( البحار ) وسيأتي التّسبيحان بوجهٍ آخر تحت رقم ٢٠ مع شرحهما.

٣ - يعني ابن عبدالرّحمن، وكان ثقة وجهاً في أصحابنا، عظيم المنزلة.

٢٣٦

 ( زيارةٌ اُخرى)

١٦ - حدَّثني الحسين بن محمَّد بن عامِر، عن أحمدَ بن إسحاقَ بن سعد قال: حدّثنا سعدانْ بن مسلم، [عن] قائد أبي بصير(*) قال: حدّثنا بعض أصحابنا، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إذا أتيتَ القبر بدأت فاثنيت على الله عزَّوجَلَّ، وصلَّيت على النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله واجتهدت في ذلك [إن شاءَ الله] ثمَّ تقول:

«سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ فيما تَروحُ وَتَغْدُو (١) ،الزَّاكياتُ الطّاهِراتُ لَكَ وَعَلَيْكَ، وَسَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبينَ وَالمسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِم، والنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ وَالشُّهَداءِ عَلى أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ، صَدَقْتَ وَنَصَحْتَ فيما أتَيْتَ بِهِ، وَأنَّكَ ثَأرُ اللهِ في الأرضِ، وَالدَّمُ الَّذي لا يُدْرِكَ ثَأرَهُ أحَدٌ مِنْ أهْلِ الأرْضِ (٢) ،وَلا يُدْرِكُهُ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ، جِئْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وافِداً إلَيْكَ، [و] أتَوَسَّلُ إلَى اللهِ بِكَ في جَميعِ حَوائِجي مِنْ أمْر دُنياىَ وَآخِرَتي، وَبِكَ يَتَوَسَّلُ المتوَسِّلونَ إلىَ اللهِ في حَوائِجِهِمْ، وَبِكَ يُدْرِكُ أهْلُ التِّراتِ مِنْ عِبادِ اللهِ طَلِبَتَهَمُ ».

ثمَّ امش قَليلاً ثمَّ تستقبل القبر - والقِبلة بين كتفيك - فقلْ:

«الحَمْدُ لله الْواحِدِ [الأحَدِ] المتِوَحِّدِ بالاُمُورِ كُلِّها، خالِقِ الخَلْقِ فَلَمْ يَغْرُبْ عَنْهُ شَيءٌ مِنْ أمْرِهِمْ، وَعالِمِ كُلِّ شَيءٍ بِلا تَعْليم؛ ضَمَّنَ الأرْضَ وَمَنْ عَلَيْها دَمَكَ وَثَأْرَكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله، أشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ الله ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ، وَأنَّ لَكَ مِنَ اللهِ الْوَعْدُ الحَقُّ في هَلاكِ عَدُوِّكَ وَتَمام مَوعِدِهِ إيّاكَ، أشْهَدُ أنَّهُ قاتَلَ مَعَكَ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ كما قالَ الله تَعالى: «وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُم (٣) » ».

__________________

١ - الغُدْوة: البكرة، ويقال: غدا عليه واغتدى أي بكر، والرّواح مِن زوال الشَّمس إلى اللّيل، يقال: راح يروح رواحاً. أي سلام ملائكته فيما يأتون به عليك في أوّل النّهار وآخره، وقد يقال: راح يروح إذا أتى أيّ وقت كان. ( البحار )

* - يعني البطائنيّ.

٢ - في البحار مكان « ثأره » « ترته ».

٣ - آل عمران: ١٤٦.

٢٣٧

ثمَّ كبّر سبع تكبيرات، ثمَّ امْشِ قليلاً واستقبل القبر، ثمَّ قل:

«الحَمْدُ لله الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديراً، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمِرْتَ بِهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُهُ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ حَتّى أتاكَ اليَقينُ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَاُمَّةً خَذَلَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً خَذَّلَتْ عَنْكَ، اللّهُمَّ إنّي أشْهَدُ بالْولايَةِ لِمَنْ والَيْتَ وَوالَتْ رُسُلُكَ، وَأشْهَدُ بِالبَراءةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رَسُولَكَ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ، وَأفْسَدُوا عِبادَكَ وَاسْتَذَلُّوهُمْ، اللّهُمَّ ضاعِف لَهُمُ اللَّعنَةَ فيما جَرَت به سَنَّتُكَ في بَرَّكَ وَبَحرِكَ، اللّهُمَّ العَنهُم في سَمائِكَ وأَرضِكَ اللّهُمَّ وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائِكَ، وَحَبِّبْ إليَّ مَشاهِدَهُمْ، حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ، وَتَجْعَلَهُمْ لي فَرَطاً وَتَجْعَلَني لَهُم تَبَعاً في الدُّنيا والآخرة ».

ثمَّ امش قَليلاً، فَكبّر سَبعاً، وَهَلِّل سَبعاً، واحْمِدِ اللهَ سَبعاً، وسبِّحِ الله تعالى سَبعاً، وأجِبْه سَبعاً [و] تقول:

«لَبَّيْكَ داعِيَ الله [لَبَّيْكَ داعِيَ الله]، إنْ كانَ لَمْ يَجِبْكَ بَدَني فَقَدْ أجابَكَ قَلْبي وَشَعْري وَبَشَري وَرَأْيي وَهَوايَ عَلَى التَّسْليمِ لَخَلَفِ النَّبيِّ المُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ، وَالدَّلِيلِ العالِمِ، وَالأمَينِ المُسْتَخْزَنِ، وَالمَرْضيِّ البَلِيغ (١) وَالمظْلُوم المُهْتَضَمِ، جِئْتُ انْقِطاعاً إلَيْكَ وَإلى وَلَدِكَ وَوَلَدِ وَلَدِكَ، الخَلَف مِنْ بَعْدِكَ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ، فَقَلْبي لكُمْ مُسَلِّمٌ، وَأمْري لَكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ، حَتّى يَحكُمَ الله وَهُوَ خَيرٌ الحاكِمينَ لِدِيني (٢) وَيَبْعَثكُم، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إنّي مِنَ المؤمِنينَ بِرَجْعَتِكُمْ، لا اُنكِرُ لله قُدْرَةً وَلا اُكَذِّبُ لَهُ مَشِيَّةً، وَلا أزْعَمُ أنَّ ما شاءَ لا يَكونُ ».

ثمّ امش حتّى تنتهي إلى القبر وقل - وأنت قائمٌ -:

«سُبْحانَ الله، يُسَبِّحُ لله ذي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَيُقَدِّسُ بأسْمائِهِ جَميعُ

__________________

١ - في بعض النّسخ: « الوصي المبلّغ »، وفي البحار: « والموصّي البليغ ».

٢ - في البحار: « لدينه ».

٢٣٨

خَلقِهِ، سُبْحانَ اللهِ المَلِكِ الْقُدُّوسِ، رَبِّنا وَرَبِّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، اللّهُمَّ اجْعَلْني في وَفْدِكَ إلى خَيْرِ بِقاعِكَ وَخَيرِ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغُوتَ ».

ثمَّ ارْفَع يَدَيْك حتّى تَضعَهما مَمْدودَتين على القبر، ثمَّ تقول:

«أشْهَدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍِ، قَدْ طَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ أرْضٌ أنْتَ فيها، أنَّكَ ثَأْرُ اللهِ في الأرْضِ حَتّى تَسْتَثْئر لَكَ مِنْ جَميعِ خَلْقِهِ ».

ثمَّ ضَع خَدَّيك ويديك جميعاً على القبر، ثمَّ اجْلَس عِند رأسه وَاذْكُر الله بما احببتَ وتوجَّهْ إليه واسأل حَوائجكَ، ثمّ ضَع يدَيك وخَدَّيك عند رجلَيه وقل: «صَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، فَلَقَدْ صَدَقْتَ وَصَبَرْتَ، وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بالأيْدي وَالألْسُنِ ».

ثمَّ تقوم إلى قبر وَلَدِه وتُثني عليهم بما أحببتَ وتسأل ربَّك حوائجَك وما بَدا لك، ثمَّ تستقبل قبور الشُّهداءِ قائماً فتقول:

«السَّلامُ عَلَيْكُمْ أيُّهَا الرَّبانيُّونَ، أنْتمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وأنْصارٌ، أبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللهِ لا خُلْفَ لَه، وَأنَّ اللهَ مُدرِكٌ بِكُم ثأْرَكُمْ، وَأنْتُمْ سادَةٌ الشُّهَداءِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ».

ثمَّ اجعلِ القبر بين يديك وصَلِّ ما بدالك، وكلّما دخلتَ الحائر فسلّم ثمَّ امشِ حتّى تضع يديك وخدَّيك جميعاً على القبر، فإذا أردتَ أن تخرجَ فاصْنع مثل ذلك، ولا تقصِّر عِنده مِن الصَّلاة ما أقمتَ، وإذا انصرفتَ مِن عنده فودِّعْه وقُل: «سَلامُ اللهِ وَسَلامُ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبين وَأنْبيائه المرْسَلِينَ وَعِبادَهُ الصّالحين عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، وَعَلى رُوحِكَ وَبَدنِكَ، وَذُرِّيَّتِكَ وَمَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوْلِيائِكَ » ».

١٧ - حدَّثني بهذه الزِّيارة أحمد بن محمّد بن الحسن بن سَهل، عن أبيه، عن جدِّه، عن موسى بن الحسن بن عامِر، عن أحمدَ بن هِلال قال: حدَّثنا اُميَّة بن عليّ القيسيُّ الشّاميُّ، عن سَعدانَ بنِ مسلم - عن رجل - عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله، وزاد في آخره من بعد « مَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوليائك »: فإذا بلغت الرَّواح فقل هذا الكلام مِن أوَّله إلى آخره، كما قلت حين دخلت الحائر، فإذا دخلت

٢٣٩

منزلك فقل: « الحَمْدُلله الَّذي سَلَّمَني وَسَلَّمَ مِنّي (١) ، الحَمْدُ لله في الاُمُور كُلِّها وَعَلى كُلِّ حالٍ، الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ »، ثمَّ كبّر إحْدى وعِشرين تكبيرةً متتابعةً، وَسَهِّل (٢) ولا تعجِّل فيها إن شاءَ الله تعالى - والباقي مثله -.

( زيارةٌ اُخرى)

١٨ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة، عن العبّاس بن عامِر، عن أبان(٣) ، عن الحسن بن عَطيّة أبي ناب، عن بيّاع السّابري(٤) « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام وهو يقول: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتب الله له حجّةً وعمرةً - أو عمرة وحجّة(٥) - ، قال: قلت: جعلتُ فِداك فما أقول إذا أتيته؟ قال: تقول:

«السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيكَ يَومَ وُلِدْتَ وَيَومَ تَموتُ وَيَومَ تُبْعَثُ حَيّاً، أشْهَدُ أنَّكَ حَيٌّ شَهيدٌ، تُرْزَقُ عِنْدَ رَبِّكَ، وَأتَوالي وَليَّكَ، وَأبْرَءُ مِنْ عَدُوِّكَ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذِينَ قاتَلُوكَ وانْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمِّيِّ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بِالمَعْروفِ، ونَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وَجاهَدْتَ في سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، أسْأَلُ اللهَ وَلِيِّكَ وَوَلِيِّنا أنْ يَجْعَلَ تُحْفَتَنا مِنْ زيارَتِكَ الصَّلاةَ عَلى نَبيِّنا، وَالمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِنا، اشْفَعْ لي يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ عِنْدَ رَبِّكَ » ».

١٩ - حدَّثني عليُّ بن الحسين، عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة، عن العبّاس بن عامِر، عن جابر المكفوف، عن أبي الصّامت، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: سمعتُه يقول: مَن أتى الحسينعليه‌السلام ماشياً كتب الله له

__________________

١ - أي سلَّم غَيري مِن شَرّي وكَفَّ أذاي عنهم.

٢ - أي اقرء بتأنِّ، أو امشِ، من قولهم: إذا أتى السَّهل وهو ضدّ الحَزْن، وعلى أيّ وجهٍ لا يخلو مِن تكلّف، ولعلّه تصحيف: « وترسّل » من التّرسّل: التّأنّي. ( المجلسي - ره - )

٣ - يعني ابن عثمان الأحمر.

٤ - هو عمر بن يزيد الثّقة.

٥ - الشّكّ من الرّاوي.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357