كامل الزيارات

كامل الزيارات11%

كامل الزيارات مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مكتبة الصدوق
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 357

كامل الزيارات المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 146752 / تحميل: 9208
الحجم الحجم الحجم
كامل الزيارات

كامل الزيارات

مؤلف:
الناشر: مكتبة الصدوق
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

فطاف كما أوحى الله إليه، ثمَّ نزل في الماء إلى أن ركبتيه فاستخرج تابوتاً فيه عظام آدم، فحمل التّابوت في جوف السَّفينة حتّى طاف بالبيت ما شاء الله تعالى أن يطوف، ثمَّ ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها، ففيها قال الله للأرض: « ابْلَعي ماءَكِ »(١) ، فبلعتْ ماءها من مسجد الكوفة كما بدء الماء من مسجدها وتفرَّق الجمع الّذي كان مع نوح في السّفينة، فأخذ نوحٌ التّابوت فدفنه بالغَريّ وهو قِطعة من الجبل الَّذي كلّم اللهُ عليه موسى تكليماً، وقدَّس عليه عيسى تقديساً، واتّخذ عليه إبراهيم خليلاً، واتَّخذ عليه محمّداً حبيباً، وجعله للنَّبيِّين مسكناً، والله ما سكن فيه أحدٌ بعد آبائه الطاهرين آدم ونوح اكرم من أمير المؤمنينعليهم‌السلام فإذا أردت جانب النجف فزُر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالبعليهم‌السلام فإنّك زائراً لآباء الأوَّلين، ومحمّداً خاتم النّبيّين، وعليّاً سيّد الوصيّين، فإنّ زائره تفتح له أبواب السَّماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نُوّاماً ».

٣ - حدَّثني عليُّ بن الحسين، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم، عن عثمانَ بن عيسى، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال الحسين لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبت ما جزاء مَن زارَك؟ قال: مَن زارني حيّاً أو ميّتاً أو زارَ أباك كان حقّاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة فاُخلّصه مِن ذنوبه ».

الباب الحادي عشر

( زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام)

( وكيف يزار، والدّعاء عند ذلك)

١ - حدَّثني أبو عليٍّ أحمدُ بن عليِّ بن مَهديّ قال: حدَّثني أبي: عليُّ بن صَدَقة الرَّقّيُّ قال: حدَّثني عليُّ بن موسى قال: حدَّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفرعليهم‌السلام « قال: زارَ زينُ العابدين عليُّ بن الحسينعليهما‌السلام قبرَ أمير المؤمنين عليِّ

__________________

١ - هود: ٤٤.

٤١

ابن أبي طالبعليه‌السلام ووقف على القبر فبكى، ثمَّ قال:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا أميرَ المؤمنينَ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُهُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ في أرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ [ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أميرَ الْمُؤْمِنينَ ]، أشْهَدُ أنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى دَعاكَ اللهُ في جِوارِهِ وَقَبَضَكَ بِاخْتِيارِهِ، وَالْزَمَ أعْدآئَكَ الْحُجَّةَ في قَتْلِهِم إيّاك مَعَ مالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسى مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ؛ راضِيَةً بِقَضآئِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أوْلِيآئِكَ، مَحْبُوبَةً فى أرْضِكَ وَسَمآئِكَ، صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلأئِكَ شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمآئِكَ، ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ، مُشْتاقَةً إلى فَرْحَةِ لِقآئِكَ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزآئِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أوْلِيآئِكَ (١) ،مُفارِقَةً لإَخْلاقِ أعْدائِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنآئِكَ ».

ثمّ وَضع خدّه على القبر وَقال:

اللّهُمَّ إنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ إلَيْكَ والِهَةٌ، وَسُبُلَ الرّاغِبينَ إلَيْكَ شارِعَةٌ، وَأعْلامَ الْقاصِدينَ إلَيْكَ واضِحَةٌ، وَأفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ، وَأصْواتَ الدّاعينَ إلَيْكَ صاعِدَةٌ، وَأبْوابَ الاَِْجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أنابَ إلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، والإعانة لِمَنِ اسْتَعانَ بِك مَوجُودةٌ، والإغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بكَ مبذُولةٌ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ، وَأعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأرْزاقَكَ إلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ لَهُمْ مُتواتِرَةٌ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوآئِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوآئِزَ السّائِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّورَةٌ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ إليهم واصِلةٌ، وَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ، وَمَناهِلَ الظِّمآءِ لَدَيكَ مُتْرَعَةٌ، اللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئي، وَاقْبَلْ ثَنآئي، وأعْطِني رَجائي، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ أوْلِيآئي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهم‌السلام، إنَّكَ وَلِيُّ نَعْمآئى، وَمُنْتَهى رَجائي، وَغايَةُ مُنايَ في مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، أنْتَ إلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لإََوْلِيآئِنا، وَكُفَّ عَنّا أعْدآئَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أذانا، و

__________________

١ - في بعض النّسخ: « بسنن أنبيائك ».

٤٢

أظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَأدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلَ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَىءٍْ قَديرٌ » ».

٢ - حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليدرحمه‌الله فيما ذكر من كتابه الَّذي سَمّاه « كتاب الجامع »، روي عن أبي الحسنعليه‌السلام « أنّه كان يقول عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، أشهَدُ أنَّك أوَّلُ مَظْلُومٍ؛ وَأوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتّى أَتاكَ الْيَقينُ، وَأشْهَدُ أنَّكَ لَقِيتَ اللهَ، وَأنْتَ شَهيدٌ، عَذَّبَ اللهُ قاتِلَكَ بِأنْواعِ الْعَذابِ وَجَدَّدَ عَلَيْهِ الْعَذابَ، جِئْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ؛ مُسْتَبْصِراً بِشَأنِكَ؛ مُعادِياً لإَعْدائِكَ وَمَنْ ظَلَمَكَ، الْقى عَلى ذلِكَ رَبّي إنْ شاءَ اللهُ تعالى، إنَّ لي ذُنُوباً كَثيرَةً فَاشْفَعْ لي عندَ رَبِّكَ يا مَولايَ، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً، وَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ جاهاً عَظيماً وَشَفاعَةً، وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالى : «وَلا يَشْفَعوُنَ إلاّ لِمَنِ ارْتَضى (١) ».

ويقول عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام أيضاً:

«الْحَمْدُ للهِ الَّذي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَمَنْ فَرَضَ الله عَلَيَّ طاعَتَهُ، رَحْمَةً مِنْهُ لي وتَطَوُّعاً مِنْهُ عَلَيَّ، وَمَنَّ عَلَيَّ بِالاِْيْمانِ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي سَيّرني في بِلادِه وحَملَني عَلى دَوابِّهِ، وطَوى لي البَعيدَ، ودَفَع عَنّي المَكروه حتّى أدخَلَني حَرَمَ أخي رَسُولِهِ فَأرانيهِ في عافِيَةٍ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي جَعَلَني مِنْ زُوّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحَمْدُ للهِ الّذي جَعَل هَدانا لِهذا وما كُنّا لِنَهْتَدي لَوْلا أنْ هَدانَا اللهُ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، [وَأشْهَدُ] أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جاءَ بالحقِّ مِنْ عِنْدِه، وأشهَدُ أنَّ عليّاً عبدُالله وأخو رَسولِه، اللهمَّ عَبدُكَ وَزائِرُكَ يَتَقرَّبُ إليك بِزيارةِ قبرِ أخي نَبيِّك، وعَلى كُلِّ مأتيٍّ حقٌّ لِمَن أتاهُ وزارَهُ، وأَنْتَ خَيرُ مأتيٍّ، وأكرم مَزورٍ، وأسألُك يا اللهُ يا رَحمنُ يا رَحيمُ يا جوادُ يا واحِدُ يا أحَدُ يا فَردُ يا صَمَدُ يا مَن لم يَلِدْ ولم يُولَد ولَمْ يكنْ لَهُ كُفُواً أحدٌ، أنْ تُصلّي على محمٌدٍ وآل محمَّدٍ وأهل بَيْتِه، وأنْ تجعَلَ تُحفَتَكَ إيّايَ مِنْ زِيارتي في مَوقِفي هذا فَكاك رَقَبَتي من النّار، واجْعَلْني مِمّنْ

__________________

١ - الأنبياء: ٢٨.

٤٣

يُسارع في الخيراتِ ويَدْعُوك رَهَباً ورَغَباً، واجْعَلْني لَكَ مِن الخاشِعينَ، اللّهُمَّ إنَّكَ بَشَّرْتَني عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ فَقُلْتَ: «وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنُوا أنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ (١) »اللّهُمَّ فَإنّي بِكَ مُؤْمِنٌ وبِجَميعِ أنْبِيائِكَ مُوقِنٌ، فَلا تُوقِفني بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُني به عَلى رُؤُوسِ الاَْشْهادِ، بَلْ أوْقِفني مَعَهُمْ، وَتَوَفَّني عَلَى التَّصْديقِ بِهِمْ، فَإنَّهم عَبِيدُكَ وأنت خَصَصْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَأمَرْتَني بِإتِّباعِهِم »،

ثمَّ تدنو من القبر وتقول: «السَّلامُ مِنَ اللهِ والسَّلامُ على محمّدِ بنِ عبدِالله أمين اللهِ عَلى وَحْيِه وعَزائِم أمْرِه، ومَعْدِنِ الْوَحي والتَّنزيل، والخاتَم لِما سَبَقَ والفاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَل (٢) ،وَالْمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، والشاهِدِ عَلى خَلْقِه، والسِّراج المُنِيرِ، والسَّلامُ عليه ورَحمةُ اللهِ وبركاتُه، اللّهمَّ صَلِّ على محمّد وأهل بَيتِه المظلومينَ أفضلَ وأكملَ وأرْفعَ وأشْرَفَ ما صلَّيت على أحدٍ مِنْ أنبيائِكَ ورُسُلِكَ وأصْفِيائكَ، اللّهمّ صَلِّ عَلى عَليٍّ أميرِ المؤمنينَ عَبدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ وأخي رَسُولِكَ وَوَصيِّ رَسُولِكَ، الَّذي انْتَجَبْتَه مِن خَلْقِكَ بعْدَ نَبِيِّكَ، والدَّليلِ عَلى مَنْ بعَثتُهُ بِرسالاتِكَ، وَديّان الدِّين بَعَدْلِكَ، وَفَصل قَضائِك بَين خَلْقِكَ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وبَرَكاته، اللّهم صَلِّ عَلى الاُئمَّةِ مِنْ وُلدِهِ الْقَوَّامين بأمْرِكَ مِن بَعْدِه، المُطهّرين الّذين ارْتَضَيْتَهم أنْصاراً لِدينِكَ وَحَفَظةً لِسِرِّكَ؛ وشُهداءَ عَلى خَلْقِك، وأعْلاماً لِعِبادك - وتصلّي عليهم ما استَطعْتَ - السَّلامُ على الأئمّةِ المُسْتَودِعِين، السَّلامُ على خالِصَةِ اللهِ مِنْ خَلقِه، السَّلامُ على الأئمّة المتوسِّمِينَ، السَّلامُ عَلى المؤمنِين، الّذين قامُوا بِأمْركَ، ووازَروُا أولياءَ اللهِ، وخافُوا بخَوْفِهِم، السَّلام عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُقَرَّبينَ ».

ثمَّ تقول : «السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المؤمنين ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، السَّلام عليكَ يا حَبيبَ الله، السَّلام عليكَ يا صَفْوَةَ اللهِ، السَّلامُ عليك يا وَليَّ اللهِ، السَّلام عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عليك يا عَمودَ الدِّينِ وَوارِثَ عِلْمِ الاُوَّلينَ والآخِرينَ، وصاحِبَ المِيْسَمِ (٣)

__________________

١ - يونس: ٢.

٢ - أي لمن بعده من الحججعليهم‌السلام ممّا استقبله من المعارف والعلوم والحكم. ( البحار ).

٣ - الميسم - بكسر الميم -: اسم الآلة الّتي يكوى بها ويُعْلم، وأصله الواو وجمعه مياسم ومواسم، الاُولى على اللّفظ والثّانية على الأصل.

٤٤

وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيم، أَشْهَدُ أنّك قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ، وأمَرتَ بالمَعروفِ، ونهَيتَ عَنِ المُنكرِ، واتَّبَعْتَ الرَّسولَ، وتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وجاهَدْتَ في الله حَقَّ جِهادِه، ونَصَحْتَ للهِ ولِرسُوله، وجُدْتَ بنَفْسِكَ صابِراَ مُحْتَسِباً مجاهِداً عن دينِ اللهِ، مُوَقِّياً (١) لِرَسولِ اللهِ، طالِباً ما عِندَ اللهِ، راغِباً فيما وَعَدَ اللهُ، ومَضيتَ للَّذي كنتَ عَلَيه شَهيداً وشاهِداً ومَشهُوداً، فجَزاكَ اللهُ عَن رَسولِه وعن الإسلامِ وأهْلِه أفْضَلَ الجَزاءِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، ولَعَنَ اللهُ مَن خالفَكَ، ولَعَنَ الله منِ افْتَرى عَلَيكَ وظَلَمَكَ، ولَعَنَ اللهُ مَن غَصَبَك حَقَّك، ومن بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ به، أَنَا إلى اللهِ مِنْهم بَراءٌ، لَعَنَ الله اُمّةً خالَفتْكَ؛ واُمّةً جَحَدَتْ وِلايَتَكَ؛ واُمّةً تَظاهَرَتْ عَلَيكَ؛ واُمّةً قَتَلتْكَ؛ واُمّةً حادَت عَنك وَخَذَلَتْك، والْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النّار مَثْواهُمْ، وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْروُد (٢) ، وبِئسَ وِرْدُ الوارِدِين، وبِئسَ دَرَكُ المُدْرِك، اللهمَّ العَن قَتَلَة أنبيائك وأوصياءِ أنبيائِكَ بجميع لَعَناتِكَ، وأصِلهم حرّ ناركَ، اللّهمَّ الْعَنِ الجَوابيتَ والطَّواغِيتَ والفَراعِنَةَ (٣) ؛ واللاّتَ والعُزٌَى والجِبتَ، وكلَّ نِدٍّ يُدعى مِن دُونِ اللهِ، وكلَّ مُفْتَرٍ عَلى اللهِ، اللّهمَّ الْعَنْهُمْ وأشْياعَهُم وأتْباعَهُم وأوْلِيائهم وأعْوانَهم ومُحبّ ومُحبّيهم لَعْناً كَثيراً »،

وتقول: «اللّهُمٌَ الْعَن قَتلَة أميرِ المؤمنينَ عليه‌السلام - ثلاثاً - اللّهمّ عَذِّبْهم عَذاباً أليماً لا تُعذِّبُهُ أحداً من العالَمين، وضاعِفْ عَليْهِم عَذابَكَ كما شاقُّوا وُلاةَ أمْرِكَ، وأعدّ لَهم عَذاباً لم تَحلّه بأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهمَّ وأدْخِل عَلىُ قَتَلَة أنْصارِ رَسُولِكَ، وقَتَلَة أنصار أمير المؤمنين، وعَلى قَتلةِ أنْصار الحَسَن وعلى قَتلَة أنصارِ الحُسين، وقَتَلَةَ مَن قُتل في ولاية آل مُحَمَّدٍ أجمعين عَذاباً مُضاعَفاً في

__________________

١ - على بناء التّفعيل، والتّوقية الحفظ والكلاءة. وفي بعض النّسخ: « موقناً » بالنّون، في بعضها: « موفياً » بالفاء والياء، يقال: وفي بالعهد وأوفى به. ( البحار ).

٢ - أي: بئس الورد محلّ ورودهم، والمورود تأكيد، أو المورود عليه. ( كما قاله العلاّمة المجلسيّرحمه‌الله ).

٣ - الجوابيت جمع الجبت - وهو بالكسر -: الصَّنم والكاهن والسّاحر والسِّحر، والّذي لا خير فيه. « والطّواغيت » جمع طاغوت وهو الشّيطان، والمراد هنا جميع خلفاء الجور من الفراعنة وأتباعهم.

٤٥

أسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ، لا تُخَفَّفُ عَنْهُمُ من عذابِها وَهُمْ فيهِ مُبْلِسُونَ (١) مَلْعُونُونَ، ناكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ، قَدْ عايَنُوا النَّدامَةَ وَالْخِزْيَ الطَّويلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأتْباعَهُمْ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَظاهِرِ الْعَلانِيَة (٢) في أرْضِكَ وَسَمائِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أوْلِيائِكَ، وَحَبِّبْ إلَيَّ مشاهَدهم حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ وَتَجْعَلَني لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ »،

ثمَّ أجلس عند رأسهعليه‌السلام وقل:

سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ وَالْمُسَلِّمينَ لَكَ بِقُلُوبهم، وَالنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ؛ وَالشّاهِدينَ عَلى أنَّكَ صادِقٌ [أمينٌ] صِدّيقٌ؛ عَلَيْكَ يا مَولايَ، السَّلام مِنَ اللهِ عليكَ وعلى رُوحِكَ وبدنِكَ، أشْهَدُ أنّك طُهرٌ طاهِرٌ مُطهّرٌ (٣) ،وأشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ جَنْبُ اللهِ (٤) وأنّكَ بابُ اللهِ، وَأنَّكَ وَجْهُ اللهِ الَّذي مِنْهُ يُؤْتى، وأنّك خَليلُ اللهِ وأنّك عَبدُاللهِ، وأخُو رَسولِه وقد أتَيْتُكَ وافِداً لِعظيم حالِكَ ومَنزِلَتِكَ عِندَ اللهِ وعِندَ رُسولِه، أتَيْتُكَ زائِراً مُتَقَرِّباً إلَى اللهِ بِزِيارَتِكَ، طالباً خَلاصَ نَفْسي، مُتَعوِّذاً بِكَ مِن نارٍ اسْتَحَقّها مِثلي بما جَنَيتُهُ علىُ نَفْسي، أتَيتُك انْقِطاعاً إلَيكَ وإلى وَلَدِك الخَلَف من بَعْدِكَ عَلى بَرَكة الحَقّ، فَقَلْبي لَكَ مُسَلّم، وأمري لك متَّبعٌ، ونُصْرتي لَكَ مُعَدَّة، وأنا عَبدُاللهِ ومولاك في طاعَتِكَ، والوافِدُ إليكَ، ألتمسُ بذلك كمال المنزلةِ عندَ الله، وأنت يامَولايّ مِمَّنْ أمَرني اللهُ بطاعَتِه (٥) ،وحَثَّني عَلى بِرِّه، و

__________________

١ - المبلس: الشّديد الحسرة، وقال الفرّاء: المبلس المنقطع الحجّة. وقال الفيروزآبادي: « المُبْلِسُ: السّاكتُ على ما في نفسه، وأبْلَسَ: يئس [وانقطع]، وتحيّر ».

٢ - استسرّ: استتر. ( القاموس ) وقال العلاّمة المجلسيرحمه‌الله : قوله: « مستسرّ السَرَ »، مبالغة في الخفاء، كما أنّ « ظاهر العلانية » مبالغة في الظّهور، والغرض لعنهم على جميع الاُحوال وبجميع أنحاء اللّعن.

٣ - زاد به في الفقيه: « مِنَ طُهْرِ طاهِرٍ مَطهَّر ».

٤ - المراد بالجنب إمّا القرب فالمعنى: أنت أقرب أفراد الخلق إلى الله تعالى، مِن باب تسمية الحال باسم المحلّ، وإمّا الطّاعة فالمراد: أنّ طاعتك طاعة الله عزّوجلّ، والمراد بالباب الّذي لا يؤتى إلاّ منه، أي: لا يوصل إلى الله وإلى معرفته وعبادته إلاّ بمتابعتك، وكذا الكلام في الوجه والسّبيل.

٥ - في بعض النّسخ: « بصلته ».

٤٦

دَلَّني عَلى فَضْلِهِ، وَهَداني لِحبِّهِ، وَرَغَّبني في الوِفادَة إليه وإلى طَلَبِ الحَوائج عِنْدَهُ، أنتم أهلُ بيتٍ يَسْعَدُ مَنْ تَولاّكم، ولا يَخِيبُ مَنْ أتاكم، ولا يخسَرُ مَنْ يَهواكم، ولا يسْعَدُ مَنْ عاداكم، لا أجِدُ أحَداً أفزع إليه خَيراً لي مِنكم، أنتم أهلُ بَيتِ الرَّحمةِ، ودعائِمُ الدِّين، وأرْكانُ الاُرضِ، الشَّجرةُ الطَّيِّبةُ، اللّهمّ لا تُخَيِّب تَوَجُّهي إليكَ برسولِكَ وآل رسولِكَ (١) ، اللّهمَّ أنْتَ مَنَنْتَ عَليَّ بزيارَة مَولايَ ووِلايَته ومعرفتِه، فَاجْعَلْني مَمّنْ تَنصُرُه ويُنْتَصَرُ به، ومُنَّ عليَّ بنَصْرِكَ لِدينكَ في الدُّنيا والآخِرة، اللّهمّ أحْيِني على ما حَيي عليه عليُّ بنُ أبي طالب عليه‌السلام ، وأمِتْني على ما مات عليه عليُّ بن أبي طالب عليه‌السلام » ».

٢ - حدّثني محمّد بن يعقوبَ - عمّن حدّثه(٢) - عن سَهل بن زياد، عن محمّد بن اُورَمَة. وحدَّثني أبي، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن - اورَمة - عمّن حدّثه - عن الصادق أبي الحسن الثّالث(٣) عليه‌السلام « قال: تقول عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«السَّلام عليكَ يا وليَّ اللهِ أنتَ أوَّلُ مَظلومٍ وأوَّل مَنْ غُصِبَ حَقُّه، صَبرْتَ واحتسبتَ حتّى أتاكَ اليَقينُ، وأشهدُ أنّك لَقيتَ الله وأنتَ شَهيدٌ، عَذَّب اللهُ قاتلَكَ بأنواع العَذاب، وجَدَّدَ عليه العَذابَ، جئتُكَ عارِفاً بحقِّكَ، مُسْتَبصراً بشأنِك، مُوالياً لأوْلِيائِك، مُعادياً لأَعْدائِك ومَنْ ظَلَمَكَ، الْقى عَلىُ ذلك ربّي إن شاءَ اللهُ تعالى، [يا وليَّ اللهِ] إنَّ لي ذُنوباً كثيرةً، فَاشْفع لي إلى رَبّك، فإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعلُوماً، وإنَّ لك عِندَ اللهِ جاهاً وشَفاعةً، وقال: « لا يَشْفَعُونَ إلاّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُم مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُون (٤) » ».

حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز القرشيِّ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد - عن بعض أصحابنا - عن أبي الحسن الثّالث مثله.

__________________

١ - زاد به في الفقيه: « واستشفاعي بهم ».

٢ - كذا، وفي الكافي مكانه: « عدّة من أصحابنا » وهم: علي بن محمّد الرّازيّ المعروف بـ « علاّن الكليني »، ومحمّد بن أبي عبدالله الكوفيّ ساكن الرَّيّ، ومحمّد بن الحسن الصّفّار، ومحمّد بن عقيل الكوفيّ.

٣ - كذا في النّسخ.

٤ - الأنبياء: ٢٨.

٤٧

الباب الثّاني عشر

( وداع قبر أمير المؤمنين عليه السلام)

١ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد في كتاب الجامع(١) يروي عن أبي الحسنعليه‌السلام « قال: إذا أردت أن تودِّع قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فقل:

«السَّلام عليكَ ورحمةُ الله وبَركاتُه، أسْتَودِعُكَ اللهَ وأَسْتَرْعِيكَ، وأقْرَءُ عَلَيكَ السَّلامَ، آمنّا باللهِ وبِالرُّسل وبِما جاءَتْ بِه ودَعَت إليه [ودَلَّتْ عَلَيهِ] فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي إيّاهُ فَإنْ تَوَفَّيْتَني قَبْلَ ذلِكَ فَإنّي أشْهَدُ في مَماتي عَلى ما كنتُ شَهِدْتُ عَلَيْهِ في حَياتي، أشْهَدُ أنَّكمُ الأئمّة - وتسمّيهم واحداً بعد واحد - وأشهدُ أنَّ منْ قَتَلَهُمْ وحارَبَهُم مُشركونَ ومنْ رَدَّ عَلَيْهم في أسْفَلِ دَرَكٍ منَ الجَحيم وأشهَدُ أنَّ مَنْ َحارَبَهُمْ لنا أعْداءٌ وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُرَءاءُ، وَأنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطانِ، وَعَلى مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجْمَعينَ، وَمَنْ شَرِكَ فيهِمْ وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلَهُمُ، اللّهُمَّ إنّي أسْالُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْليمِ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وآل محمّدٍ، ولا تَجْعَلْهُ آخرَ الْعَهْدِ مِن زِيارَتِه فَإنْ جَعَلتَهُ فَاحْشُرني مَعَ هؤلاءِ المُسَمِّينَ الاُئِمَّةِ، اللّهُمَّ وذَلِّلْ قُلُوبَنا بِالطّاعَةِ والمُناصَحَةِ والمَحبّةِ وَحُسْنِ المُؤازَرَةِ » »(٢) .

__________________

١ - قال العلاّمة الرّازيّقدس‌سره في الذريعة: « الجامع في الحديث » لاُبي جعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ القمّيّين، والمتوفّى ٣٤٣، روى الشّيخ الطّوسي في التهذيب زيارة علي ّ بن موسى الرضاعليهما‌السلام عن الكتاب المترجم بـ « الجامع » تأليف أبي جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد، والظّاهر من السيّد ابن طاووس المتوفّى ٦٦٤ أنّ « الجامع » هذا كان عنده، قال في الإقبال في نوافل شهر رمضان: « روى عبدالله الحلبيّ في كتاب له وابن الوليد في جامعه »، بل الظّاهر من « ميرزا كمالا » صهر العلاّمة المجلسيّ أنّه كان موجوداً في عصره حيث أنّه يأمر ولده بالرّجوع إلى هذا الكتاب في المجموعة الّتي مرّت في ج ٣ ص ١٧٠ بعنوان: « بياض الكمالي » - انتهى ». أقول: الظّاهر من تسمية الكتاب أنّ كلّ ما فيه مأثور عن الأئمةعليهم‌السلام والله يعلم، لكن المولى المجلسيّ توقّف في صدور جميع أخباره عن المعصومعليه‌السلام .

٢ - زاد به في الفقيه: « وسبّح تسبيح الزّهراء فاطمة عليها السلام وهو: سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي العزّ الشّامخ المنيف، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي البهجة

٤٨

الباب الثّالث عشر

( فضل الفرات وشربه والغسل فيه)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن - عيسى(١) ، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عُمَرَ بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، عن أبيه، عن جدِّه، عن عليعليه‌السلام « قال: الماء سيّد شراب الدُّنيا والآخرة، وأربعة أنهار في الدُّنيا من الجنّة: الفُرات، والنّيل، وسَيحان، وجَيحان. الفُرات: الماء، والنّيل: العَسَل، وسَيحان: الخمر، وجَيحان: اللّبن »(٢) .

٢ - وعنه، عن أبي جميلة(٣) ، عن سليمان بن هارون أنّه « سمع أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: من شرب من ماءِ الفُرات وحَنّك به فهو محبّنا أهل البيت »(٤) .

٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الجارود(٥) ، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: لو أنْ بيننا وبين الفُرات كذا وكذا مِيلاً لذهبنا إليه واستشفينا به ».

__________________

والجمال، سبحان من تردّى بالنّور والوقار، سبحان من يرى أثر النّمل في الصفا، ووَقْعَ الطّير في الهواء ».

١ - رواية الاُشعريّ عن عيسى بن - عبدالله الهاشمي في غاية البعد، والظّاهر إمّا أن تكون الرّواية مرفوعة، أو لا بدّ من الواسطة، والظّاهر هو الحسن بن عليّ بن فضّال، كما أورد في البحار الخبر الّذي يأتي تحت رقم ٦ وفيه: « أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّعليه‌السلام ».

٢ - لعلّ المراد أنّ تلك الأسماء مشتركة بينها وبين أنهار الجنّة وفضلها لكون التّسمية بها من جهة الوحي والإلهام، ويحتمل أن يدخلها شيء من تلك الأنهار التي في الجنّة كما ورد في الفرات. ( البحار )

٣ - هو المفضّل بن صالح الأسديّ، ورواية ابن فضّال السّاقط من الخبر الماضي.

٤ - لعلّ الحكم متعلّق بمجموع الشّرب والتَّحنيك لا بكلٍّ منهما. ( البحار )

٥ - المراد به زياد بن المنذر الهَمْداني، إليه تنسب الجاروديّة منهم.

٤٩

٤ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثَعلَبة بن مَيمون، عن سليمانَ بنِ هارونَ العِجليّ « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: ما أظنُّ أحداً يُحَنّك بماءِ الفرات إلاّ أحبّنا أهل البيت، وسَألني: كم بينك وبين ماءِ الفرات، فأخبرته، فقال: لو كنتُ عنده لأحببتُ أن آتيه طَرَفي النّهار ».

٥ - وحدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشِم، عن أبيه، عن عليِّ بن الحكم، عن سليمان بن نَهِيك، عن أبي عبدالله « في قول اللهِ عزّوجلّ: «وآوَيْناهُما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِين (١) »، قال: « الرَّبوة » نجف الكوفة؛ و « المعينُ » الفُرات ».

٦ - وحدّثني عليُّ بن الحسينرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمَد بن عيسى، عن الحسن(٢) ، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عُمَرَ، عن أبيه، عن جَدّه، عن عليٍّعليه‌السلام « قال: الفُرات سَيّد المِياه في الدُّنيا والآخرة ».

٧ - وحدَّثني محمد بن عبدالله، عن أبيه عبدالله بن جعفر الحميريِّ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله، عن أبيه - عمّن حدِّثه - عن حَنان بن سَدير، عن أبيه، عن حكيم بن جُبير « قال: سمعت عليِّ بن الحسين [عليهما‌السلام ] يقول: إنّ ملكاً يهبط كلَّ ليلةٍ معه ثلاث مثاقيل مسك مِن مسك الجنَّة فيطرحها في الفرات، وما مِن نهرٍ في شرق ولا في غرب أعظم بركةً منه ».

٨ - وحدَّثني عليُّ بن محمّد بن قولُوَيه، عن أحمدَ بن - إدريس، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن ابن أبي عُمَير، عن الحسين بن عثمانَ - عمّن ذكره - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: تَقْطُر في الفُرات كلَّ يوم قَطَراتُ من الجنّة ».

٩ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار، عن أبيه، عن جدِّه عليِّ

__________________

١ - المؤمنون: ٥٠.

٢ - يعني ابن عليِّ بن فضّال.

٥٠

ابن مَهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عليِّ بن الحكم، عن رَبيع بن محمّد المُسليِّ، عن عبدالله بن سليمان « قال: لمّا قَدِم أبو عبداللهعليه‌السلام الكوفةَ في زَمَن أبي العبّاس فجاءَ على دابَّته في ثِياب سَفَره حتّى وقف على جِسْر الكوفة، ثمّ قال لغلامه: اسْقني؛ فأخذ كوزَ مَلاّح فغَرَفَ له به فأسقاه فشَرِب والماءُ يسيل مِنْ شِدْقَيه وعلى لِحيته وثيابه، ثمَّ استزاده فزاده فحمد الله، ثمّ قال: نَهرُ ماءٍ ما أعظم بَرَكتُه، أما إنّه يسقط فيه كلُّ يوم سبع قَطَرات مِن الجنّة، أما لو علم النّاس ما فيه من البركة لضربوا الأخبِية على حافَتَيه، أما لولا ما يدخله من الخاطئين ما اغتمس فيه ذو عاهَةٍ إلاّ بَرِء (١) ».

١٠ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار، عن أبيه، عن جدِّه عليِّ ابن مَهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عليِّ بن الحَكَم، عن عرفة، عن رِبعيّ « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « شاطيء الوادِ الأَيْمَنِ(٢) » الّذي ذكره تعالى في كتابه هو الفرات، و « الْبُقْعَةِ المبارَكَةِ(٢) » هي كربلاء، و « الشّجرة(٢) » هي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

١١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن - مَهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن ابن أبي عُمَير، عن الحسين بن عثمان(٣) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . ومحمّد بن أبي حمزة - عمّن ذكره - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: ما أظنُّ أحداً يُحنَّك بماءِ الفُرات إلاّ كان لنا شِيعةً »،

وروى ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا « قال: يجري في الفرات ميزابان من الجنّة ».

قال(٤) : قال ابن أبي عمير: ولا أعلمه إلاّ ابن سنان وقد رواه لي.

__________________

١ - في البحار: « إلاّ أبرىء ».

٢ - القصص: ٣٠، أي الجانب الأيمن من الوادي. والخبر مذكور في التّهذيب ج ٦ ص ٤٤ إلاّ قوله: « والشّجرة - إلخ ». وقوله: « عرفه، عن ربعيّ » فيه « محرمة بن ربعيّ ».

٣ - هو ابن عثمان بن شريك العامريّ الكوفيّ الثّقة. له كتاب يرويه ابن أبي عمير.

٤ - القائل ابن مهزيار ظاهراً. وليس هذه الفقرة إلى قوله: « وقد رواه لي » في البحار.

٥١

١٢ - حدَّثني محمّد بن الحسن(١) ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن العبّاس ابن معروف، عن عليِّ بن مهزيار، عن محمّد بن إسماعيل، عن حَنان بن سَدير، عن حكيم بن جُبَير الأسَديّ « قال: سمعت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: إنٌَ الله يهبط ملكاً كلِّ ليلة معه ثلاث مثاقيل مِن مِسْكِ الجنّة فيطْرَحُه في فُراتِكم هذا، وما من نَهر في شرق الأرض ولا في غَرْبها أعظمَ بَرَكةً منه ».

١٣ - حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن ابن فَضّال، عن ثَعلَبة بن مَيمون، عن سليمانَ ابن هارونَ « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : ما أظنُّ أحداً يُحَنَّك بماءِ الفُرات إلاّ أحبّنا أهل البيت ».

١٤ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريَ، عن أبيه، عن أحمدَ بن محمّد البرقيّ، عن عبدالرّحمن بن حمّاد الكوفيّ قال: حدَّثنا عبدالله بن محمّدٍ - الحجَال، عن غالب بن عثمان، عن عُقْبَة بن خالِد « قال: ذكر أبو عبداللهعليه‌السلام الفرات قال: أما إنّه من شيعةِ عليٍّعليه‌السلام وما حُنِّك به أحدٌ إلاّ أحبَنا أهل البيت ».

١٥ - حدَّثني أبي، عن الحسن بن مَتِّيل، عن عِمرانَ بن موسى، عن أبي عبدالله الجامورانيِّ الرَّازيّ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن سَيف بن عَمِيرَة، عن صَنْدَل، عن هارون بن خارجة « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : ما أحدٌ يشرب من ماءِ الفرات ويُحَنّك به إذا وُلِدَ إلاّ أحبَّنا، لأنَّ الفُرات نهرٌ مؤمن ».

١٦ - وبإسناده، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: نَهران مؤمنان، ونهران كافران، نَهران كافران نهر بَلْخ ودِجْلَة، والمؤمِنان نِيل مصر والفُرات، فحَنِّكوا أولادَكم بماءِ الفُرات »(٢) .

__________________

١ - المراد به ابن الوليد. ومحمّد بن إسماعيل هو ابن بزيع الثّقة.

٢ - قال ابن الأثير في شرح هذا الحديث: « جعلهما مؤمنين على التّشبيه، لأنّهما يفيضان على الأرض فيَسقيان الحرث بلا مَؤونةٍ، وجعل الآخرَيْن كافِرَين لأنّهما لا يسقيان ولا يُنْتَفَع بهما إلاّ بمؤونة وكُلْفَة، فهذان في الخير والنَّفْع كالمؤمنَين، وهذان في قِلَّة النُّفع كالكافِرَين.

٥٢

الباب الرّابع عشر

( حبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين عليهما السلام والأمر بحبِّهما وثواب حبّهما)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف؛ وعبدالله ابن أبي جعفر الحميريّ؛ ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى، عن عليِّ بن الحكم؛ وغيره، عن جميل بن درَّاج، عن أخيه نوح، عن الأجلح، عن سَلَمة بن كُهَيل(١) ، عن عبدالعزيز، عن عليِّعليه‌السلام « قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ياعليُّ لقد أذْهَلَني هذان الغُلامان - يعني الحسن والحسين - أن أحبّ بعدهما أحداً [ابداً] إنَّ ربّي أمرني أن اُحِبّهما واُحبّ مَن يُحبّهما ».

٢ - حدّثني محمّد بن أحمدَ بن إبراهيمَ، عن الحسين بن عليٍّ الزّيديِّ، عن أبيه، عن عليِّ بن عبّاس؛ وعبدالسّلام بن حَرْب جميعاً قال: حدَّثنا مَن سمع بَكْرَ بن عبدالله المزنيَّ، عن عِمرانَ بن الحصَين(٢) « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لي: يا عِمرانُ إنّ لكلِّ شيءٍ موقعاً من القلبِ، وما وقع موقع هذين الغلامين مِن قلبي شيءٌ قط، فقلت: كلُّ هذا يارسولَ الله؟ قال: يا عِمران وما خَفي عليك أكثر أنّ الله أمرني بحبّهما ».

٣ - حدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب - عمّن حدَّثه - عن سفيان الجريريّ، عن أبيه، عن ابي رافع، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي ذرّ الغفاريِّ « قال: أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بحبّ الحسن والحسينعليهما‌السلام ، فأنا اُحبّهما واُحبّ مَن يحبّهما لحبِّ رسول الله إيّاهما ».

__________________

١ - عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين عليٍّعليه‌السلام . وراويه هو أجلح بن عبدالله ابن حُجيّة ظاهراً، ويقال: اسمه يحيى والأجلح لقبه. ( من التّهذيب لابن الحجر ).

٢ - هو عمران بن حُصَين بن عبيد بن خلف، أسلم هو وأبو هريرة عامّ خيبر. روى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥٣

٤ - حدّثني أبي، عن عبدالله بن جعفر الحميريّ قال: حدَّثني رجلٌ - نسيت اسمه - من أصحابنا، عن عبيدالله بن موسى، عن مُهَلْهَل العَبديّ، عن أبي هارون العبديِّ، عن رَبيعة السّعديّ، عن أبي ذرّ الغِفاريّ « قال: رأيت رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبّل الحسن والحسينعليهما‌السلام وهو يقول: من أحبَّ الحسن والحسين وذرّيتهما مخلصاً لم تلفح النّار وجْهَه ولو كانت ذنوبه بِعدَدِ رَملٍ عالج إلاّ أن يكون ذَنبه ذنباً يخرجه من الإيمان ».

٥ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز القرشيِّ قال: حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب - عَمّن ذكره - عن عليِّ بن عابس، عن الحَجّال(١) ، عن عَمْرِو بن مُرَّة، عن عبدالله بن سَلَمة، عن عُبَيدة السّلمانيِّ، عن عبدالله بن معسود « قال: قال: سمعتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: مَن كان يحبّني فليحبَّ ابنَي هذَين، فإنَّ الله أمرني بحبّهما ».

٦ - حدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن أبيه محمّد بن عيسى، عن عبدالله بن المغِيرة، عن محمّد بن سليمانَ البزَّاز، عن عَمْرِو بنِ شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن أراد أن يتمسّك بعروة الله الوثقى الّتي قال الله تعالى في كتابه فليوال عليَّ بن أبي طالب والحسن والحسين، فإنَّ اللهَ يحبّهما مِن فوق عرشه ».

٧ - وعنه(٢) ، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه؛ وعبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ - عن رجل - عن عبّاس بن الوليد، عن ابيه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن أبغض الحسن والحسين جاءَ يوم القيامة وليس على وجهه لحمٌ، ولم تنله شفاعتي ».

٨ - وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي المغرا(٣) ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام

__________________

١ - يعني عبدالله بن محمّد الكوفيّ الثّقة.

٢ - الضّمير راجع إلى سعد بن عبدالله.

٣ - المراد به حميد بن مثنّى الصّيرفيّ الثّقة.

٥٤

 « قال: سَمعتُه يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قرَّة عيني النِّساء (١) ، ورَيحانتي الحسن والحسين ».

٩ - حدّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب - عمّن ذكره - عن عليِّ بن عبّاس، عن المِنهال عن عَمرو، عن الأصبغ، عن زاذان « قال: سمعت عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام في الرُّحْبَة(٢) يقول: الحسن والحسين رَيحانتا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

١٠ - حدَّثني جماعة مشايخي منهم: أبي؛ ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن أبي عبدالله زكريّا المؤمن، عن ابن مُسكان، عن زيد مولى ابن هُبيرة(٣) « قال: « قال أبو جعفرعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خذوا بِحُجزَة هذا الأنزع، فإنّه الصّدِّيق الأكبر؛ والهادي لمن اتَّبعه، ومَن سبقه مرق(*) من دين الله، ومَن خذله محقه الله، ومَن اعتصم به فقد اعتصم بـ [ -حبل ] الله، ومَن أخذ بولايته هداه الله، ومن ترك ولايته أضله الله، ومنه سبطا أمتي الحسن والحسين، وهما ابناي؛ ومَن ولد الحسين الأئمّة الهداة والقائم المهديّ، فأحبّوهم وتوالوهم، ولا تتّخذوا عدوَّهم وليجَة من دونهم، فيحلُّ عليكم غضبٌ مِن رَبّكم، وذلّة في الحياة الدُّنيا، وقد خاب مَنِ افترى ».

١١ - حدَّثني الحسين بن عليٍّ الزّعفرانيُّ بالرَّيّ قال: حدَثنا يحيى بن سليمان، عن عبدالله بن عثمان بن خَثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يَعلى بن مُرَّة « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله مَن أحبَّ حسيناً، حسين سِبط مِن الأسباط ».

__________________

١ - كذا في جلّ النّسخ، والصّواب: « حُبِّب إليّ من الدنيا النّساء والطّيب، وقرّة عيني في الصّلاة »، راجع بيانه مفصّلاً « الخصال » طبع مكتبتنا ص ١٦٥.

* - أي خرج.

٢ - الرّحبة - بضمّ أوّله، وسكون ثانية، وباء موحّدة -: قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحُجّاج إذا أرادوا مكّة. ( المعجم ).

٣ - يعني زيد بن يونس الشّحّام.

٥٥

١٢ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبي سعيد الحسين بن عليِّ بن زَكريّا العَدْويّ البَصريّ قال: حدَّثنا عبدالأعلى بن حمّاد النَّرسيّ قال: حدّثنا وُهَيب(١) ، عن عبدالله بن عثمان، عن سعيد بن أبي راشد، عن يَعلى العامِريّ « أنَّه خرج من عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى طعام دُعي إليه فإذا هو بحسينعليه‌السلام يلعب مع الصِّبيان فاستقبل النَّبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله أمامَ القوم ثمَّ بسط يديه فطَفَر الصّبيّ ههنا مرَّة، وههنا مَرَّة، وجعل رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يضاحكه حتّى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنِه والاُخرى تحت قَفائه، ووضع فاهُ على فيه وقَبّله، ثمَّ قال: حسين منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله مَن أحبَّ حسيناً، حسين سِبط من الأسباط ».

١٣ - وعنه، عن أبي سعيد قال: حدّثنا نَضْرُ بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا عليُّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام « قال: أخذ رَسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد الحسن والحسين فقال: مَن أحبَّ هذين الغلامين وأباهما واُمِّهما فهو معي في دَرَجتي يوم القيامة ».

الباب الخامس عشر

( زيارة الحسن بن عليٍّ عليهما السلام وقبور الأئمّة عليهم السلام بالبقيع)

١ - حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم قال: حدَّثني سلمة بن الخطّاب، عن عمر بن عليٍّ، عن عمّه، عن عُمَرَ بن يزيدَ بيّاع السّابري - رفعه - « قال: كان محمّد بن عليٍّ ابن الحنفيّة يأتي قبر الحسن بن عليٍّعليهما‌السلام فيقول:

«السَّلام عليكَ يَا ابْنَ أميرِ المؤمِنينَ، وابْنَ أوَّلِ المُسْلِمينَ، وكيف لا تكون كذلك، وأنْتَ سَليل الهُدى، وحَليفُ التَّقوى، وخامِسُ أهْلِ الكِساء (٢) ،غَذَتْك يَدُ الرَّحمة، و

__________________

١ - هو وهيب بن خالد الباهليّ المعروف بـ « صاحب الكرابيس »، عامّيّ، وهو راوي عبدالله بن عثمان بن خثيم القارئ، وشيخ عبدالأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ، العامّيّ.

٢ - كذا، والمشهور أنّ الخامس منهم الحسينعليه‌السلام .

٥٦

رُبّيتَ في حِجْرِ الإسْلامِ، ورُضِعْتَ مِنْ ثَدْي الإيمانِ، فَطِبْتَ حيّاً، وَطِبتَ ميّتاً، غَيْرُ أنَّ النَّفْسَ غَيْرُ راضِيةٍ بِفِراقِكَ، وَلا شاكّةٍ في حَياتِك (١) يَرْحَمُك اللهُ »،

ثمَّ التفت إلى الحسينعليه‌السلام فقال: «يا أبا عبدِاللهِ فَعلى أبي محمّدٍ السَّلامُ »(٢) .

٢ - وعنه، عن سَلَمة، عن عبدالله بن أحمدَ، عن بكر بن صالح، عن عَمرِو بنِ هشام - عن بعض أصحابنا - عن أحَدهماعليهما‌السلام « قال: إذا أتيت قبور الأئمَّة بالبقيع فَقِفْ عندهم واجعل القبلةَ خلفَك والقبرَ بين يديك، ثمَّ تقول:

«السَّلامُ عَلَيْكُمْ أئِمَّةَ الْهُدى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ والبِرِّ والتَّقْوى، السَّلامُ عَلَيكم الْحُجَجُ على أهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ الْقَوّامينَ في الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ النَّجْوى، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ في ذاتِ اللهِ، وَكُذِّبْتُمْ، وَاُسيئَ إلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَأشْهَدُ أنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ المَهديّون، وَأنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةً، وَأنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ، وَأنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجابُوا، وَأمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَأنَّكُمْ دَعائِمُ الدّينِ وَأرْكانُ الاَْرْضِ، لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللهِ يَنْسَخُكُمْ مِنْ أصْلابِ كُلِّ مُطهَّرٍ، (٣) وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أرْحامِ الْمُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ، وَلَمْ تَشْرَكْ فيكُمْ فِتَنُ الاَْهْواءِ، طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدّينِ (٤) فَجَعَلَكُمْ في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلواتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا، إذِ اخْتارَكُمُ اللهُ لَنا، وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَكُنّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفينَ بِتَصْديقِنا إيّاكُمْ، وَهذا مَقامُ مَنْ أسْرَفَ وَأخْطَأ وَاسْتَكانَ وَأقَرَّ بِما جَنى وَرَجى بِمَقامِهِ الْخَلاصَ، وَأنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ

__________________

١ - جاء الخبر في التّهذيب للشّيخ الطّوسيّرحمه‌الله ج ٦ ص ٤٧ وفيه: « وَلا شاكَّة في الجنان لَكَ » أي لا تشكّ الأنفس في أنّك في الجنان.

٢ - كذا في النّسخ، وفي التّهذيب: « ثمّ يلتفت إلى الحسينعليه‌السلام فيقول: « السَّلامُ عَلَيكَ ياأبا عَبْدِالله وَعَلى أبي مُحَمَّدٍ السَّلامُ ».

٣ - النّسخ في الأصل: النّقل، ونسختِ الرّيح آثار الدّار أي غيّرتها.

٤ - الدَّيّان: القهّار والقاضي والحاكم والسّايس والحاسب والمجازي الّذي لا يضيع عملاً، بل يجزي بالخير والشّرّ. ( القاموس )

٥٧

مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكى مِنَ الرَّدى، فَكُونُوا لي شُفَعاءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ إلَيْكُمْ إذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أهْلُ الدُّنْيا، وَاتَّخَذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها، يا مَنْ هُوَ قائِمٌ لا يَسْهُو، وَدائِمٌ لا يَلْهُو، وَمُحيطٌ بِكُلِّ شَىْءٍ لَكَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَني وَعَرَّفْتَني أئمَّتي، وبِما أقَمْتَني عَلَيه، إذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ، وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَمالُوا إلى سِواهُ، فكانتِ المِنَّةُ مِنكَ عَلَيَّ مَعَ أقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَني بِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ إذْ كُنْتُ عِنْدَكَ في مقام مَذْكُوراً مَكْتُوباً، فَلا تَحْرِمْني ما رَجَوْتُ، وَلا تُخَيِّبْني فيما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ »،

وداع لنفسك بما أحببتَ ».

٣ - حدّثني عليُّ بن الحسين؛ وغيرُه، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم، عن أبيه، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ، عن يزيد بن إسحاقَ شَعَر، عن الحسن بن عَطيَّة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: تقول عند قبر الحسين ما أحببتَ ».

الباب السّادس عشر

( ما نزل به جَبرئيل عليه السلام في الحسين بن عليّ عليهما السلام أنّه سيقتل)

١ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز القرشيِّ الكوفيِّ قال: حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سِنان، عن سعيد بن يسار؛ أو غيره « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: لمّا أن هبط جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتل الحسينعليه‌السلام أخذ بيد عليٍّ فخلا به مَليّاً مِن النَّهار فغلبتّهما العَبْرة، فلم يتفرَّقا حتّى هبط عليهما جبرئيلعليه‌السلام - أو قال: رسول ربّ العالمين - فقال لهما: رَبّكما يقرؤكما السّلامَ ويقول: عزمت عليكما لما صبرتما ( كذا )، قال: فصبرا ».

حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سِنان، سعيد بن يسار قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول مثله.

حدّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوبَ بن يزيدَ، عن

٥٨

محمّد بن سِنان، عن سعيد بن يَسار مثله.

٢ - حدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليِّ الوشّاء، عن أحمدَ بن عائذ، عن أبي سَلَمة سالم بن مُكرَم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: لمّا حَمَلتْ فاطمة بالحسين جاءَ جبرئيلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: إنَّ فاطمة سَتَلِدُ وَلداً تقتله اُمّتك مِن بعدك، فلمّا حَمَلَتْ فاطمة بالحسين كَرِهَتْ حملَه، وحين وضَعَتْه كَرِهَتْ وضعَه، ثمَّ قال أبو عبداللهعليه‌السلام : هل رأيتم في الدّنيا اُمّاً تلد غلاماً فتكرهه(١) ؟! ولكنّها كَرِهَتْهُ لأنّها عَلِمتْ أنّه سَيُقتل، قال: وفيه نزلتْ هذه الآية:« وَوَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصلُهُ ثَلثون شَهراً (٢) » ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن حمّاد، عن أخيه أحمد بن حمّاد، عن محمّد بن عبدالله، عن أبيه « قال سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: أتى جبرئيلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: السّلام عليك يا محمّد، ألا اُبشّرك بغلام تقتله اُمّتك مِن بَعدِك؟ فقال: لا حاجة لي فيه، قال: فانتهض إلى السّماء، ثمَّ عاد إليه الثّانية، فقال له مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي فيه، فانعرج إلى السّماء ثمَّ انقضّ إليه الثّالثة فقال له مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي فيه، فقال: إنَّ ربَّك إنّ جاعِل الوصيّة في عَقبه، فقال: نعم، ثمَّ قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل على فاطمة فقال لها: إنّ جبرئيل أتاني فبشّرني بغلام تقتله اُمتي مِن بعدي! فقالت: لا حاجة لي فيه، فقال لها إنّ ربّي جاعل الوصيّة في عقبه، فقالت: نعم إذن، قال: فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية: «حمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً » لموضع إعلام جبرئيل إياها بقتله، «فَحَمَلَتهُ كُرهاً » بأنّه مقتول، و «وَضَعَتْهُ كُرْهاً » لأنّه مقتول ».

٤ - وحَدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز قال: حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن عَمرو بن سعيد الزَّيّات قال: حدَّثني رجلٌ من أصحابنا،

__________________

١ - في الكافي: « لم تر في الدّنيا اُمٌّ تلد غلاماً تكرهه ولكنّها - إلخ ».

٢ - الأحقاف: ١٥.

٥٩

عن أبي عبداللهعليه‌السلام « أنَّ جبرئيل نزل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا محمّد إنَّ الله يقرء عليك السَّلام ويبشّرك بمولود يولد مِن فاطمةعليها‌السلام تقتله اُمّتك مِن بعدك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربّي السَّلام، لا حاجة لي في مولود [يولد مِن فاطمة] تقتله اُمّتي مِن بعدي، قال: فعرج جبرئيل إلى السّماء، ثمَّ هبط فقال له مثل ذلك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربّي السَّلام؛ لا حاجة لي في مولود تقتله اُمّتي مِن بعدي، فعرج جبرئيل إلى السَّماء ثمّ هبط فقال له: يا محمّد إنَّ ربَّك يقرئك السَّلام ويبشّرك الله جاعل في ذرّيَّته الإمامة والولاية والوصيَّة، فقال: « قد رضيت (١) ، ثمّ أرسل إلى فاطمة أنَّ الله‏ بُبشّرني بمولود يولد منك تقتله اُمّتي من بعدي، فأرسَلَتْ إليه أن لا حاجة لي في مولود يولد منّي تقتله اُمّتك مِن بعدك، فأرسل إليها أنَّ الله جاعلٌ في ذُرِّيَّته الإمامة والوصيَّة، فأرسَلتْ إليه أني قد رضيت،« فحمَلَتْهُ اُمُُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحملُهُ وَفِصلُهُ ثَلثُون شَهْراً حتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ وَبَلَغَ أربَعينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أوزِعْني أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتي أنْعَمتَ عَليَّ وَعَلى والِدَيَّ وأنْ أعْمَلَ صالِحاً تَرْضهُ وأصْلِحْ لي في ذُرِّيَّتي »، فلو أنّه قال: أصلح لي ذرّيّتي لكانت ذرّيَّته كلّهم أئمّة، ولم يرضع الحسين مِن فاطمة ولا مِن اُنثى لكنَّه كان يؤتى به النَّبيّ فيضع إبهامَه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين والثّلاثة فنبت لحم الحسينعليه‌السلام (٢) مِن لحم رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ودمه من دمه ولم يولد مولود لستّة أشهر إلاّ عيسى بن مريم والحسين بن عليعليهما‌السلام ».

وحدّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزَّيات بإسناده مثله.

٥ - حدّثني أبي؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن

__________________

١ - المراد بذلك ما قاله إبراهيم: « ومن ذرّيتي » بعد قوله: « انّي جاعلك للنّاس إماماً ».

٢ - الخبر خبر واحد مجهول، وكان فيه وهم، والظّاهر أنّ الأصل: « لكنه يؤتي به النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيضع يده في فمه فإذا مسّ إصبعه يظهر له أنّه جائع فأمر بإرضاعه، وبهذا الوجه نبت لحم الحسين - يعني بمراقبة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم - »، وراوي الخبر غير معلوم، ولعلّ الزَّيّات لترديده في صحَّة اللّفظ لم يسمّ الرّاوي.

٦٠

أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن ابن فَضّال، عن عبدالله بن بُكَير - عن بعض أصحابنا - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: دَخَلَتْ فاطمةعليها‌السلام على رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - وعيناه تَدْمَع - فسألتْه: ما لكَ؟! فقال: إنّ جَبرئيل أخبرني أنّ اُمتي تقتل حسيناً، فجزعتْ وشقّ عليها، فأخبرها بمن يملك مِن ولدها فطابت نفسها وسكنتْ ».

٦ - وحدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى(١) ، عن صفوانَ بن يحيى، عن الحسين بن أبي غُنْدَر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : زارنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أهدَتْ لنا اُمُّ أيمن لبناً وزَبداً وتَمراً، فقدَّمنا منه، فأكل(٢) ثمَّ قام إلى زاوية البيت فصلّى رَكعات، فلمّا كان في آخر سجوده بكى بكاءً شديداً، فلم يسأله أحد منّا، إجلالاً وإعظاماً له، فقام الحسين وقعد في حجره، فقال: يا أبة لقد دخلتَ بيتنا فما سَررنا بشيء كسُرورنا بدخولك، ثمَّ بكيتَ بكاء غمّنا فما أبكاك؟! فقال: يا بُنَّي أتاني جبرئيل آنفاً فأخبرني أنّكم قَتلى؛ وأنّ مصارعكم شتّى، فقال: يا أبة فما لمن زار قبورنا على تشتّتها؟ فقال: يا بُنَّي أولئك طوائف مِن اُمّتي يزورونكم فيلتمسون بذلك البركة، وحقيق عَليَّ أن آتيهم يوم القيامة حتّى اُخلِّصَهم مِن أهوال السّاعة ومِن ذنوبهم، ويسكنهم الله الجنّة ».

٧ - حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد قال: حدَّثني محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمّد بن عليٍّ القرشيّ، عن عبيد بن يحيى الثَّوريِّ، عن محمّد بن الحسين بن عليِّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام « قال: زارنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم فقدّمنا إليه طعاماً وأهدت إلينا اُمُّ أيمن صَحْفَة من تمر وقَعْباً من لَبَن وزَبَد، فقدّمنا إليه فأكل منه، فلمّا فرغ قمتُ و

__________________

١ - هو محمّد بن عيسى بن عبيد أبو جعفر اليقطيني.

٢ - كذا، والصّواب: « فقدّمنا إليه فأكل منه »، كما يأتي في الخبر الآتي.

٦١

سكبتُ على يدَي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ماءً، فلمّا غسل يديه مسح وجهه ولحيته ببلّة يديه، ثمّ قام إلى مسجد في جانب البيت وصلّى وخرَّ ساجداً فبكى وأطال البكاء، ثمَّ رفع راسه، فما اجترء منّا أهل البيت أحدٌ يسأله عن شيءٍ، فقام الحسين يدرج حتّى صعد على فَخذي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ برأسه إلى صدره، وضع ذقنه على رأس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال: يا أبة ما يُبكيكَ؟ فقال: يابني إنّي نظرت إليكم اليوم فسررت بكم سروراً لم أسرّ بكم قبله مثله، فهبط إليَّ جبرئيل فأخبرني أنّكم قتلى؛ وأنَّ مصارعكم شتّى، فحمدت اللهَ على ذلك وسألت لكم الخيرة، فقال له: يا أبة فمن يزور قبورنا ويتعاهدها على تشتّتها؟ قال: طوائف مِن اُمّتي يريدون بذلك بِرّي وصِلتي أتعاهدهم في الموقف، وآخذ بأعضادِهم فاُنجّيهم من أهواله وشدائده ».

الباب السّابع عشر

( قول جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:)

« إنّ الحسين تقتله اُمّتك من بعدك، وأراه التّربة الّتي يقتل عليها »

١ - حدَّثني أبي - رحمه الله تعالى - قال: حدَّثني سعد بن عبدالله بن أبي خلف، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النّضر بن سُوَيد، عن يحيى الحلبيّ، عن هارونَ بن خارجةَ، عن ابي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنّ جَبرئيل أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - والحسين يلعب بين يديه - فأخبره أنّ اُمّته ستقتله، قال: فجزع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: ألا اُريك التّربة الّتي يقتل فيها؟ قال: فخسف ما بين مجلس رسول الله إلى المكان الَّذي قتل [فيه الحسينعليه‌السلام ] حتّى التقت القطعتان، فأخذ منها ودحيت في أسرع من طَرفَة عين، فخرج وهو يقول: طوبى لك مِن تربةٍ، وطوبى لمن يقتل حولك، قال: وكذلك صنع صاحب سليمان تكلّم باسم الله الأعظم فخسف ما بين سَرير سليمان وبين العرش من سُهولة الأرض وحزونتها حتى التقت القطعتان فاجترّ

٦٢

العرش، قال سليمان: يخيّل إليَّ أنه خرج من تحت سَريري، قال: ودُحيت في أسرع مِن طرفة العين »(١) .

٢ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عبدالحميد العطّار، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن أبي اُسامة زيدٍ الشّحّام، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: نعى جَبرئيل الحسين إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت اُمّ سَلَمة، فدخل عليه الحسين - وجَبرئيل عنده -، فقال: إنّ هذا تقتله اُمّتك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أرني من التّربة الّتي يسفك فيها دمه، فتناول جَبرئيل قبضة من تلك التّربة فإذا هي تربة حَمراء ».

٣ - حدَّثني أبي - رحمه الله تعالى - عن سعد، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى؛ ومحمّد بن ألحسين بن أبي الخطّاب؛ وإبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن سَماعة بن مِهران، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله وزاد فيه: « فلم تزل عند اُمّ سَلَمة حتّى ماتت - رحمها الله - ».

٤ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الوليد الخزّاز، عن حمّاد بن عثمان، عن عبدالملك بن أعْيَن « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بيت اُمّ سَلَمة وعنده جَبرئيل، فدخل عليه الحسينعليه‌السلام فقال له جَبرئيل: إنَّ اُمّتك تقتل ابنك هذا، ألا اُريك مِن تربة الأرض الّتي يُقتَل فيها؟ فقال رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم، فأهوى جَبرئيلعليه‌السلام بيده وقبضة منها فأراها النّبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٥ - حدّثني محمّد بن جعفر القرشي الرَّزّاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سِنان، عن هارون بن خارِجَة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: سمعته يقول: بينا الحسين بن عليّعليهما‌السلام عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أتاه جَبرئيلعليه‌السلام فقال: يامحمّد أتحبّه؟ قال: نعم، فقال: أما أنّ اُمّتك سَتَقتله، قال:

__________________

١ - للخبر بيّانٌ، فمن أراد الاطّلاع فليراجع البحار ج ١٤ ص ١٥٥ من الطعبة الحديثة ذيل الخبر ١١، ويأتي مثله تحت رقم ٥.

٦٣

فحَزَن رسول الله حُزناً شديداً، فقال له جَبرئيل: يارسول الله أتريد أن اُريك التربة الّتي يقتل فيها؟ فقال: نعم، فخسف ما بين مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى كربلاء حتّى التقت القطعتان هكذا - ثمَّ جمع بين السّبّابتين - ثمَّ تناول بجناحه من التّربة وناولها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ رجعت أسرع من طَرْفَة عين، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لك من تربة، وطوبى لمن يقتل فيك ».

٦ - حدّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليٍّ الوّشّاء، عن أحمدَ بن عائذ، عن ابي خديجة سالم بن مُكرَم الجمّال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال لما ولدتْ فاطمة الحسينعليهما‌السلام جاء جَبرئيل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: إنّ اُمّتك تقتل الحسينعليه‌السلام مِن بعدك، ثمَّ قال: ألا اُريك مِن تربته، فضرب بجناحه فأخرج مِن تربة كربلاء وأراها إيّاه، ثمَّ قال: هذه التّربة الّتي يقتل عليها ».

٧ - حدَّثني أبي، عن الحسين بن عليٍّ الزَّعفرانيِّ قال: حدَّثني محمّد بن عَمرو الأسلميّ قال: حدَّثني عَمرو بن عبدالله بن عَنْبَسة، عن محمّد بن عبدالله بن عمر، [و] عن أبيه، عن ابن عبّاس « قال: الملك الّذي جاء إلى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله يخبره بقتل الحسينعليه‌السلام كان جَبرئيل الرّوح الأمين منشور الأجنحة باكياً صارخاً قد حمل مِن تربة الحسينعليه‌السلام وهي تفوح كالمِسْك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وتفلح اُمّة تقتل فرخي؟ - أو قال: فرخ ابنتي؟ - فقال جَبرئيل: يضربها الله بالاختلاف، فتختلف قلوبهم ».

٨ - حدّثني النّاقد أبو الحسين أحمد بن عبدالله بن عليٍّ قال: حدَّثني جعفر بن سليمان، عن أبيه، عن عبدالرَّحمن الغَنَوي، عن سليمان(١) قال: وهل بقى في السّماوات ملكٌ لم ينزل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعزّيه بولده الحسين؟ ويخبره بثواب الله إيّاه، ويحمل إليه تربته مَصروعاً عليها مذبوحاً مقتولاً جريحاً طريحاً مخذولاً؟

__________________

١ - كذا في جلّ النّسخ، وفي بعضها: « سلمان »، ونقل في البحار على اختلافها، والظّاهر أنّه هو سليمان بن عبدالله أبو العلاء الغنويّ الكوفيّ.

٦٤

فقال رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهُمّ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَه، وَاقْتُل مَن قَتَلَه، واذْبَح مَن ذَبحه، ولا تمتّعه بما طَلبَ.

قال عبدالرَّحمن: فوالله لقد عوجِلَ الملعونُ يَزيدُ، ولم يتمتّع بعد قتله بما طلب، ولقد اُخذ، بات سَكراناً وأصبح ميّتاً متغيّراً، كأنّه مطلي بقار، اُخذ على أسف، وما بقي أحد ممّن تابعه على قتله أو كان في محاربته إلاّ أصابه جنون أو جذام أو برصٌ، وصار ذلك وراثة في نسلهم - لعنهم الله -.

٩ - حدّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبدالكريم بن عَمرو، عن المعلّى بن خنيس « قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصبح صباحاً فرأتْه فاطمة باكياً حزيناً، فقالَتْ: مالكَ يارسول الله؟ فأبى أن يخبرها، فقالت: لا آكل ولا أشرب حتى تخبرني، فقال: إنّ جَبرئيل أتاني بالتّربة الّتي يقتل عليها غلامٌ لم يحمل به بَعدُ، ولم تكن تحمل بالحسينعليه‌السلام وهذه تربته ».

حدَّثني عبيدالله بن الفضل بن محمّد بن هِلال قال: حدَّثني محمّد بن عَميرَة الأسلميُّ قال: حدَّثني عَمرو بن عبدالله بن عَنْبَسَة، عن محمّد بن عبدالله بن عمر؛ وعن أبيه، عن ابن عبّاس - وذكر الحديث مثل حديث أبي عبدالله الزَّعفرانيِّ سواء.

وحدَّثني عبيدالله بن الفضل قال: حدّثني جعفر بن سليمانَ، عن أبيه، عن عبدالرَّحمن الغَنَوي، عن سليمانَ - وذكر مثل حديث أبي الحسين النّاقد سواء.

الباب الثّامن عشر

( ما نزل من القرآن بقتل الحسين عليه السلام وانتقام الله عزَّوجلَّ ولو بعد حين)

١ - حدّثني محمّد بن جعفر القرشي الرّزّاز قال: حدّثني محمّد بن الحسين ابن أبي الخطّاب، عن موسى بن سَعدان الحنّاط، عن عبدالله بن القاسم الحضرميِّ، عن صالح بن سَهل، عن ابي عبداللهعليه‌السلام « في قول الله عزَّوجَلَّ: «وَقَضَيْنا إلى

٦٥

بَني إسْرائيلَ في الكتاب لَتُفسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَين (١) »، قال: قتل أمير المؤمنينعليه‌السلام وطعن الحسن بن عليّعليهما‌السلام ، «وَلَتعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً » قتل الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام ، «فإذا جاءَ وَعْدُ اُولهُما »، قال: إذا جاءَ نصر الحسينعليه‌السلام «بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا اُولي بأسٍ شَديدٍ فَجاسُوا خِلال الدِّيارِ » قوماً يبعثهم الله قبل القائمعليه‌السلام ، لا يدعون وتراً لآل محمّد إلاّ أحرقوه (٢) ، «وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (٣) » ».

٢ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سِنان، عن عليِّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: تلا هذه الآية: «إنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنُوا في الحياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهادُ (٤) »، قال: الحسين بن عليِّعليهما‌السلام منهم ولم ينصر بعد، ثمَّ قال: والله لقد قتل قتلة الحسينعليه‌السلام ولم يطلب بدمه بعد ».

٣ - وحدّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن يعقوبَ بن يزيدَ؛ وإبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عُمَير - عن بعض رجاله - عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قول الله عزَّوجلَّ: «وإذَا المَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٥) »، قال: نَزَلَتْ في الحسين بن عليِّعليهما‌السلام »(٦) .

٤ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن صَفوانَ بن يحيى، عن حكم الحنّاط، عن ضُرَيس، عن أبي خالد الكابليِّ، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: سَمِعتُه يقول في قول الله عزَّوجلَّ: «اُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلُون بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ الله عَلى نَصْرِهِمْ لَقَديرٌ (٧) »، قال: عليُّ والحسن والحسينعليهم‌السلام ».

٥ - وحدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سِنان - عن رجل - « قال: سألت عن

__________________

١ - الإسراء: ٤.

٢ - في بعض النّسخ: « إلاّ أخذوه »، وفي خبر الكافي: « إلاّ قتلوه ».

٣ - الإسراء: ٥.

٤ - الغافر: ٥١.

٥ - التّكوير: ٨ و ٩.

٦ - المراد أنّ مصداقها الحقيقيّ هوعليه‌السلام .

٧ - الحجّ: ٣٩.

٦٦

أبي عبداللهعليه‌السلام في قوله تعالى: «ومَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَليِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِف في القَتْلِ إنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (١) »، قال: ذلك قائم آل محمّد يخرج فيقتل بدم الحسينعليه‌السلام ، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مُسرفاً، وقوله: «فَلا يُسْرِف في الْقَتلِ » لم يكن ليصنع شيئاً يكون سرفاً، ثمَّ قال أبو عبداللهعليه‌السلام : يقتل والله ذَراري قتلة الحسينعليه‌السلام بفعال آبائهم »(٢) .

٦ - حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين، عن عثمانَ بن عيسى، عن سَماعة بن مِهران، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « في قوله تبارك وتعالى: «لا عُدْوانَ إلاّ عَلَى الظّالمِينَ »، قال: أولاد قتلة الحسينعليه‌السلام ».

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن ابراهيمَ بن هاشم؛ ومحمّد بن الحسين، عن عثمانَ بن عيسى، عن سَماعَة بن مِهرانَ مثله.

٧ - حدّثني محمّد بن جعفر الكوفيُّ الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن موسى بن سَعدانَ، عن عبدالله بن القاسم الحضرميّ، عن صالح بن سهل، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « في قول الله تبارك وتعالى: «وَقَضَيْنا إلى بَني إسْرائيلَ في الكتاب لَتُفْسِدنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ (٤) »، قال: قتل عليّ وطعن الحسن، «وَلَتعْلُنَّ عُلُوّاً كَبيراً »، قال: قتل الحسينعليهم‌السلام ».

الباب التّاسع عشر

( علم الأنبياء عليهم السلام بقتل الحسين بن علي عليهما السلام)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله قال: حدّثني سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى؛ ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ ويعقوبَ بن - يزيدَ جميعاً، عن محمّد بن سِنان - عمّن ذكره - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنَّ

__________________

١ - الإسراء: ٣٣.

٢ - أي الرّاضين بفعل آبائهم، وكذا في الخبر الآتي.

٣ - البقرة: ١٩٣.

٤ - الإسراء: ٤.

٦٧

إسماعيل الَّذي قال الله تعالى في كتابه: «وَاذْكُرْ في الكِتابِ إسْمعيلَ إنّه كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً (١) »، لم يكن إسماعيلَ بن إبراهيمعليهما‌السلام ، بل كان نبيّاً مِن الأنبياء؛ بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا فَرْوَة رأسه ووجهه، فأتاه ملكٌ عن الله تبارك وتعالى فقال: إن الله بعثني إليك فمرْني بما شئت، فقال: لي اُسوة بما يصنع بالحسين ».

٢ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى؛ وابن أبي الخّطاب؛ وابن يزيدَ جميعاً، عن محمّد بن سِنان، عن عمّار بن مروانَ، عن سَماعَة بن مِهران(٢) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنّه كان ‏لله رسولاً نبيّاً تسلّط عليه قومه فقشروا جِلدة وجهه وفَروَة رأسه، فأتاه رسولٌ مِن ربِّ العالمين فقال له: ربُّك يُقرؤك السَّلام ويقول: « قد رَأيتُ ما صنع بك » وقد أمرني بطاعتك، فمرْني بما شئتَ، فقال: يكون لي بالحسين اُسْوَة ».

٣ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ وأحمدَ بن الحسن بن عليِّ، عن أبيه، عن مروانَ بن مسلم، عن بُرَيد بن معاوية العِجليِّ « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الَّذي ذكره الله في كتابه حيث يقول: «اذْكُرْ في الكتابِ إسمعِيل إنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نبيّاً »؛ أكان إسماعيل بن إبراهيمعليهما‌السلام ؟ فإن الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم، فقالعليه‌السلام : إن إسماعيل مات قبل إبراهيم(٣) وإنَّ إبراهيم كان حُجَّة ‏لله قائماً، صاحب شريعة فإلى مَن اُرسل إسماعيل إذن؟ قلت: فمن كان حُجَّة ‏ قائماً، صاحب شريعة فإلى مَن اُرسيل إسماعيل إذن؟ قلت: فمن كان جعلت فداك؟ قال:عليه‌السلام : ذاك إسماعيل بن حزقيل النَّبيِّ؛ بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه، فغضب الله [له] عليهم فوجّه إليه سطاطائيل؛

__________________

١ - مريم: ٥٤.

٢ - جاء الخبر في البحار من علل الشّرائع، وفيه: « سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام - إلخ ».

٣ - فيه ما فيه، وفوت إبراهيم قبل إسماعيل، كما في « العلل » و « كمال الدين » وغيرهما.

٦٨

ملكَ العَذاب، فقال له: يا إسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب؛ وجَّهَني إليك ربُّ العزّة لاُعذّب قومَك بأنواع العذاب إن شئتَ، فقال له إسماعيل: لا حاجةَ لي في ذلك، فأوحى الله إليه: فما حاجتك يا إسماعيل؟ فقال: يارَبِّ إنَّك أخذت الميثاق لنفسك بالرُّبوبيّة، ولمحمّد بالنّبوَّة، ولأوصيائه بالولاية، وأخبرتَ خير خلقك بما تفعل اُمّته بالحسين بن عليِّعليهما‌السلام مِن بعد نبيِّها، وإنّك وعدتَ الحسينعليه‌السلام أن تُكِرَّه (١) إلى الدُّنيا حتّى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به، فحاجتي إليك يا رَبّ أن تكرّني إلى الدُّنيا حتى أنتقم ممّن فعل ذلك بي، كما تكرّ الحسينعليه‌السلام ، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك فهو يكرّ مع الحسينعليه‌السلام ».

٤ - حدّثني محمّد بن الحسن بن عليٍّ بن مهزيار، عن أبيه، عن جدّه، عليِّ بن مهزيار، عن محمّد بن سنان - عمّن ذكره - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنّ إسماعيلَ الَّذي قال الله تعالى في كتابه: «اذْكُرْ في الكتابِ إسمعيلَ إنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ » اُخذ فسلخت فَرْوَة وَجْهه ورَأسه، فأتاه ملك فقال: إنَّ اللهَ بعثني إليك فمرني بما شئتَ، فقال: لي اُسوة بالحسين بن عليٍّ ».

الباب العشرون

( علم الملائكة بقتل الحسين عليه السلام)

١ - حدّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز الكوفيُّ قال: حدَّثني خالي محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدَّثني موسى بن سَعدانَ الحنّاط، عن عبدالله بن القاسم الحضرميِّ، عن إبراهيم بن شعيب الميثميِّ « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنّ الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام لمّا ولد أمر الله عزَّوجلَّ جَبرئيلعليه‌السلام أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنّىُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الله ومِن جَبرئيل، قال: وكان مَهْبَطُ جَبرئيل على جَزيرة في البحر فيها ملك يقال له: فطرس، كان من

__________________

١ - أي ترجعه.

٦٩

الحملة فبعث في شيء فأبطأ فيه فكسر جناحه وأُلقي في تلك الجزيرة يعبدالله فيها ستّمائة عام حتّى ولد الحسينعليه‌السلام ، فقال الملك لجَبرئيلعليه‌السلام : أين تريد؟ قال: إنَّ الله تعالى أنعم على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله بنعمة فبعثت أهنّئه من الله ومنّي، فقال: يا جَبرئيل احملني معك لعلَّ محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعو الله لي، قال: فحمله فلمّا دخل جَبرئيل على النّبيِّ وهَنأه مِن الله وهَنّأه منه وأخبره بحال فطرس فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ياجَبرئيل أدخله، فلمّا أدخله أخبر فطرس النَّبيَّ بحاله فدعا له النَّبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له: تمسّح بهذا المولود وعُدْ إلى مكانك، قال: فتمسّح فطرس بالحسينعليه‌السلام وارتفع وقال: يارسول الله أما إنّ اُمّتك ستقتله وله عليَّ مكافأة أن لا يزوره زائرٌ إلاّ بلّغته عنه، ولا يسلّم عليه مسلّمٌ إلاّ بلّغته سلامه، ولا يصلّي عليه مُصّلٍّ إلاّ بلّغته صَلاته، قال: ثمَّ ارتفع ».

الباب الحادي والعشرون

( لعن الله تبارك وتعالى ولعن الاُنبياء قاتل الحسين بن عليٍّ عليهما السلام)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد اليقطينيِّ، عن محمّد بن سِنان، عن أبي سعيد القَمّاط عن ابن أبي يَعفور، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في منزل فاطمةعليها‌السلام والحسين في حِجره إذ بكى وخرَّ ساجداً، ثمَّ قال: يا فاطمة بنت محمّد! إنَّ العليَّ الأعلى ترائي لي في بيتك(١) هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهْيَأ هَيئة، وقال لي: يامحمّد أتحبّ الحسين؟ فقال: نعم؛ قُرَّة عيني ورَيحانتي وثمرة فؤادي؛ وجلدة ما بين عيني، فقال لي: يا محمّد - ووضع يده على رأس الحسين(٢) عليه‌السلام - بورك

__________________

١ - المراد به رسوله جَبرئيل أو يكون الرّائي غاية الظّهور العلميّ على سبيل الكناية، كما قاله العلاّمة المجلسيّرحمه‌الله ، وسيأتي بيانه مفصّلاً في ص ٦٩.

٢ - كناية عن إفاضة الرّحمة.

٧٠

من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني؛ ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على مَن قَتَلَه وناصَبَه وناواه ونازَعَه، أما إنّه سيّدُ الشّهداء مِنَ الاُوَّلينَ والآخِرينَ في الدُّنيا والآخِرَة - وذكر الحديث - »(١) .

٢ - حدّثني أبو الحسين محمّد بن عبدالله(٢) بن عليٍّ النّاقد قال: حدّثني أبو هارون العَبَسيِّ، عن أبي الاشهب جعفر بن حَيّان(٣) ، عن خالد الرّبعيّ قال: حدَّثني مَن سمع كعباً « يقول: أوَّل من لعن قاتل الحسين بن عليِّعليهما‌السلام إبراهيم خليل الرَّحمن، لعنه وأمر ولده بذلك وأخذ عليهم العهد والميثاق، ثمَّ لعنه موسى بن عِمرانَ، وأمر اُمّته بذلك، ثمَّ لعنه داود وأمر بني إسرائيل بذلك، ثمَّ لعنه عيسى، وأكثر أن قال: يابني إسرائيل العنوا قاتِله، وإن أدركتم أيّامه فلا تجلسوا عنه، فإنَّ الشَّهيد معه كالشَّهيد مع الأنبياء، مقبل غير مُدبر، وكأنّي أنظر إلى بُقعته، وما مِن نبيِّ إلاّ وقد زارَ كربلاء ووقف عليه وقال: إنّك لبقعة كثيرة الخير، فيك يدفن القَمَر الأزهر ».

٣ - حدَّثني الحسين بن عليٍِّ الزّعفرانيُّ بالرَّيّ قال: حدّثنا محمّد بن عُمَرَ النَّصيبيُّ، عن هِشام بن سعد قال: أخبرني المشيخة « أنّ الملك الّذي جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخبره بقتل الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام كان ملك البحار وذلك أنَّ ملكاً من ملائكة الفردوس نزل على البحر فنشر أجنحته عليها، ثمَّ صاح صيحة وقال: يا أهل البِحار البسوا أثواب الحزن فإنَّ فرخ رَسول اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مذبوحٌ، ثمَّ حمل مِن تربَتِه في أجنحته إلى السّماوات، فلم يبق ملك فيها إلاّ شمّها وصار عنده لها أثر، ولعن قتلته وأشياعهم وأتباعهم ».

__________________

١ - تأتي تتمة الخبر في الباب الآتي.

٢ - تقدّم أنّه « أحمد بن عبدالله »، وأحدهما تصحيف.

٣ - هو جعفر بن حيّان السّعديّ أبو الاُشهَب العطارديّ البصريّ المتوفّى سنة ١٦٥، كما قاله ابن الحجر في تهذيب التّهذيب.

٧١

الباب الثّاني والعشرون

( قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:)

( « إنّ الحسين عليه السلام تقتله اُمّته من بعده »)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد، عن صَفوانَ بن يحيى؛ وجعفر بن عيسى ابن عُبَيد قالا: حدَّثنا أبو عبدالله الحسين بن أبي غُنْدَر - عمّن حدَّثه - عن أبي - عبداللهعليه‌السلام « قال: كان الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام ذات يوم في حِجر النَّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله يلاعِبُه ويضاحِكُه، فقالت عائشة: يارسول الله ما أشدَّ إعجابك بهذا الصَّبيِّ؟ فقال لها: ويلك! وكيف لا اُحبّه ولا أعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرَّة عيني، أما إنّ اُمّتي ستقتله، فمن زَاره بعد وفاتِه كتب الله له حجّةً مِن حِججي، قالت: يارسول الله حجّة من حِجَجِك؟! قال: نعم؛ حجَّتين من حججي، قالت: يارسول الله حجّتين من حِجَجِك؟! قال: نعم؛ وأربعة، قال: فلم تزل تزاده ويزيد ويضعف حتّى بلغ تسعين حجّة مِن حِجج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأعمارها ».

٢ - حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن عليٍّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ، عن عبدالله ابن عبدالرَّحمن الاُصمّ، عن مِسمَع بن عبدالمَلِك، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: كان الحسينعليه‌السلام مع اُمِّه تحمله، فأخذه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: لَعَنَ اللهُ قاتِليك ولعنَ اللهُ سالِبيك، وأهلَكَ الله المتوازِرين عليك، وحكم الله بيني وبين مَن أعانَ عليك، فقالتْ فاطمة: يا أبةِ أيّ شيء تقول؟ قال: يابنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدَك من الأذى والظّلم والغَدر البَغي، وهو يؤمئذٍ في عُصبة كأنّهم نجومُ السّماء، يتهادون إلى القَتل، وكأنّي أنظر إلى مُعَسْكَرهم وإلى موضع رِحالهم وتربتهم، فقالتْ: يا أبة وأين هذا الموضع الَّذي تصف؟ قال: موضع

٧٢

يقال له: كربلاء، وهي ذات كربٍ وبلاءٍ علينا وعلى الاُمّة، يخرج عليهم شِرار اُمّتي، ولو أنّ أحدهم يشفع له مَن في السّماوات والاُرضين ما شفّعوا فيهم وهم المخلّدون في النّار، قالتْ: يا أبة فيقتل؟ قال: نَعَم يا بنتاه ما قتل قبله أحدٌ كان تبكيه السّماوات والأرضون والملائكة والوَحش والحِيتان في البحار والجبال، لو يؤذن لها ما بقي على الاُرض مُتنفّس، وتأتيه قومٌ مِن محبّينا ليس في الأرض أعلم بالله ولا أقوم بحقِّنا منهم، وليس على ظَهر الأرض أحدٌ يلتفت إليه غيرهم، اُولئك مصابيح في ظلمات الجَور، وهم الشُّفعاء، وهم واردون حوضي غَداً، أعرفهم إذ أوردوا عليَّ بسيماهم، وأهل كلِّ دين يطلبون أئمَّتهم وهم يطلبوننا ولا يطلبون غيرَنا، وهم قِوامُ الأرض بهم ينزل الغَيث - وذكر الحديث بطوله - »(١) .

٣ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد، عن أبي عبدالله زَكريا المؤمن، عن أيّوب بن عبدالرَّحمن؛ وزَيد بن الحسن أبي الحسن؛ وعَبّاد جميعاً، عن سعد الإسكاف(٢) « قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن سَرَّه أن يحيى محياي ويموت مَماتي ويدخل جنّة عَدْنٍ فيلزم قضيباً غَرسَهُ ربّي بيده(٣) فليتولَّ عليّاً والأوصياء مِن بعده وليسلّم لفضلهم، فإنّهم الهُداة المرضيّون، أعطاهم الله فهمي وعِلمي، وهم عِترتي مِن لَحمي ودَمي، إلى الله أشكو عدوَّهم مِن اُمَّتي، المنكرين لفضلهم، القاطِعين فيهم صِلتي، والله ليقتلنَّ ابني، لا أنالهم الله شفاعَتي ».

٤ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عليِّ بن شجرة، عن سَلامٌ الجعفيِّ، عن عبدالله بن محمّد الصّنعانيِّ، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: كان رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل الحسينعليه‌السلام جَذَبه

__________________

١ - راجع تفسير فرات بن إبراهيم.

٢ - هو سعد بن طريف، وكان صحيح الحديث.

٣ - يأتي تحت رقم ٧ وفيه: « ويدخل جنّتي جنّة عدن غرسها ربّي بيده فليتولّ عليّاً ».

٧٣

إليه، ثمّ يقول لأمير المؤمنينعليه‌السلام : أمسكه، ثمَّ يقع عليه فيقبّله ويبكي فيقول: يا أبه لم تبكي؟ فيقول: يا بني اُقبّل موضع السّيوف منك وأبكي، قال: يا أبه واُقتَل؟ قال: إي والله وأبوك وأخوك وأنت، قال: يا أبه فمصارعنا (١) شتّى؟ قال: نعم يا بنيَّ، قال: فمن يزورنا مِن اُمَّتك؟ قال: لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت إلاّ الصّدِّيقون مِن اُمّتي ».

٥ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ(٢) ، عن أبي سعيد الحسن ابن عليِّ بن زَكريّا العَدْوِيِّ البَصريِّ قال: حدّثنا عمر [و] بن المختار قال: حدَّثنا إسحاقُ بنُ بِشر، عن القَوّام مولى قريش « قال: سمعت مولاي عُمَرَ بنَ هُبَيرَة قال: رأيتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - والحسن والحسين في حِجرِه - يقبّل هذا مرَّةً وهذا مرَّةً، ويقول للحسين: إنّ الويل(٣) لمن يقتلك ».

٦ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سِنان، عن أبي سعيد القَمّاط(٤) ، عن ابن أبي يَعفور، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في منزل فاطمة؛ والحسين في حِجره إذ بكى وخَرَّ ساجداً، ثمَّ قال: يا فاطمة يا بنت محمّد إنّ العليَّ الأعلى ترائى(٥) لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهْيَأ هَيْئَة فقال لي: يا محمّد أتحبُّ الحسين؟

__________________

١ - في بعض النّسخ: « فمصادرنا »، والمصدر: المرجع، والمصادر كناية عن القبور، لاُنّها منها الرّجوع إلى الآخرة، والأظهر أنّه تصحيف: « فمصارعنا » كما في المتن. ( من البحار ).

٢ - هو أبو جعفر القمّي، كان ثقة وجهاً، كاتب صاحب الأمرعليه‌السلام وسأله مسائل في أبواب الشّريعة. ( جش، صه ).

٣ - الوَيْل: الحزن والهلاك والمشقّة من العذاب. ( النّهاية ).

٤ - اختلف في اسمه، والظّاهر هو خالد بن سعيد الكوفي الثّقة، روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، له كتاب، روى عنه محمّد بن سنان ( جش، صه ) ومحمّد بن عيسى هو العبيديّ اليقطينيّ.

٥ - قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: « إنّ العليّ الأعلى » أي رسوله جبرئيل، أو يكون التّرائي كناية عن غاية الظّهور العلميّ، و « حسن الصّورة » كناية عن ظهور صفات كماله تعالى له، و « وضع اليد » كناية عن إفاضة الرّحمة - انتهى. أقول: يأتي مثله وفيه: « والله يزوره »، وأيضاً: « إنّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوّار الحسين عليه السلام »، ولكلّ واحدٍ منهما بيانٌ، فمن أراد الاطّلاع فليراجع الباب الثّامن والثّلاثين تحت رقم ٤، والباب الثّامن والسّتين تحت رقم ١.

٧٤

قلت: يارَبِّ قُرَّةُ عَيني ورَيحانتي، وثَمَرةُ فُؤادي، وجَلْدَة ما بين عيني، فقال لي: يا محمّد - ووضع يَدَه على رأس الحسينعليه‌السلام - بُورك مِن مولودٍ عليه بَرَكاتي وصَلاتي ورَحمتي ورِضواني،

[ونِقْمتي] ولَعْنَتي وسُخُطي وعَذابي وخِزْيي ونَكالي على مَن قَتَلَه وناصَبه وناواه(١) ونازَعَه، أما إنّه سيِّد الشُّهداء مِن الاُوَّلين والآخرين في الدُّنيا والآخِرة، وسيِّد شَباب أهل الجنّة من الخلق أجمعين، وأبوه أفضل منه وخيرٌ، فاقرأهُ السَّلام وبَشِّره بأنّه رايةُ الهُداي، ومَنارُ أوليائي، وحفيظي وشهيدي على خَلْقي، وخازِن علمي، وحُجَّتي على أهل السَّماوات وأهل الأرَضين، والثَّقَلَين الجنّ والإنس ».

٧ - حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن حمّاد الكوفيّ، عن إبراهيمَ بن موسى الأنصاريّ قال: حدَّثني مُصْعَب(٢) ، عن جابر، عن محمّد بن عليٍّعليهما‌السلام « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من سَرَّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل جنَّتي - جَنّة عدنٍ غرسَها ربّي بيده - فليتولّ عليّاً ويعرف فضله والأوصياء من بعده، ويتبرّء مِن عَدوِّي. أعطاهم اللهُ فَهمي وعلمي، هم عِترتي من لَحمِي ودَمي، أشكو إلى رَبي عدوَّهم، من اُمّتي، المنكرين لفضلهم، القاطِعين فيهم صلتي، والله ليقتلنَّ ابني، ثمّ لا تنالهم شفاعتي ».

الباب الّثالث والعشرون

( قول أمير المؤمنين عليه السلام في قتل الحسين عليه السلام، وقول الحسين له في ذلك)

١ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرّزَّاز القرشي قال: حدَّثني خالي محمّد بن -

__________________

١ - أي عاداه، وأصله الهمز.

٢ - الظاهر هو مصعب بن يزيد الأنصاري، وقال أبو جعفر بن بابويه: إنه عامل أمير المؤمنين عليه السلام. وشيخه ابن يزيد الجعفي.

٧٥

الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليِّ بن النّعمان، عن عبدالرَّحمن بن سَيابة، عن أبي داودَ السّبيعيِّ (١) ، عن أبي عبدالله الجدليِّ « قال: دخلت على أمير المؤمنينعليه‌السلام والحسين إلى جنبه، فضرب بيده على كتف الحسين، ثمّ قال: إنّ هذا يقتل ولا ينصره أحدٌ، قال: قلت: يا أمير المؤمنين واللهِ إنْ تلك لحياة سَوء! قال: إنَّ ذلك لكائن ».

وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ؛ ومحمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله.

٢ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن خاله محمّد بن الحسين بن - أبي الخطاب، عن نصر ابن مُزاحم، عن عُمَرَ بن سعد(٢) ، عن يزيد بن إسحاقَ، عن هانىء، عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال عليعليه‌السلام للحسين: يا أبا عبدالله أسوة أنت قِدماً(٣) ، فقال: جُعِلتُ فِداك ما حالي؟ قال: عَلِمتَ ما جهلوا، وسينتفع عالِمٌ بما عَلِمَ، يا بنيَّ اسمع وأبصر مِن قبل أن يأتيك، فوالذي نفسي بيده ليَسفكنَّ بنو أميّة دَمَك ثمَّ لا يزيلونك عن دِينك(٤) ، ولا ينسونك ذكرَ ربّك، فقال الحسينعليه‌السلام : والَّذي نفسي بيده حسبي، أقررت بما أنزل الله، وأُصدِّق [ قول ] نبيِّ الله، ولا أكذّب قول أبي ».

حدثني أبيرحمه‌الله ؛ عن سعد بن عبدالله؛ ومحمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله.

٣ - وحدثني محمد بن جعفر الرَّزَّاز، عن خاله محمّد بن الحسين، عن نصر ابن مُزاحم، عن عُمَرَ بنِ سعد، عن يزيد بن إسحاقَ، عن هانِئ بن هانِئ، عن

__________________

١ - كذا، وفي البحار: « البصريّ ».

٢ - هو عمر بن سعد بن أبي الصّيد الأسديّ من مشايخ نصر بن مزاحم، وما في جلّ النّسخ: « عمرو بن سعيد » الظّاهر تصحيف هنا وما سيأتي.

٣ - أي ثبت قديماً أنّك اُسوة الخلق، يقتدون بك، أو المصابون يتأسّون بذكر مصيبتك.

٤ - في البحار: « لا يريدونك » أي لا يريدون صرفك عن دينك.

٧٦

عليٍّعليه‌السلام « قال: ليقتل الحسين قتلاً، وإنّي لأعرف تربة الأرض الّتي يقتل عليها قريباً من النَّهرين ».

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله.

٤ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وعليُّ بن الحسين(١) جميعاً، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن أبي الصَّهْبان(٢) ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجران، عن عاصم بن حُمَيد، عن فَضَيل الرّسّان، عن أبي سعيد عَقيصا(٣) « قال: سمعت الله بن عليٍّعليهما‌السلام وخلا به عبدالله بن الزُّبير وناجاه طَويلاً، قال: ثمَّ أقبل الحسينعليه‌السلام بوَجهه اليهم وقال: إنَّ هذا يقول لي: كنْ حَماماً مِن حَمام الحَرَم، ولأن اُقتل وبيني وبين الحرم باعٌ أحبُّ إليَّ من أن اُقتل وبيني وبينه شِبرٌ، ولأن اُقتل بالطّفّ أحبُّ إليّ من أن اُقتل بالحَرَم ».

٥ - وعنهما(٤) ، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن صَفوانَ بن يحيى، عن داودَ بن فَرْقَد، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال عبدالله بن الزُّبير للحسينعليه‌السلام : [و] لو جئتَ إلى مَكّة فكنت بالحرم، فقال الحسين [بن عليٍّ]عليهما‌السلام : لانستحلّها ولا تستحلَّ بنا، ولأن اُقْتَل على تَلِّ أَعْفَرَ(٥) أحبُّ إليَّ مِن أن اُقْتَل بها ».

__________________

١ - كذا في النّسخ، ويظهر من البحار تصحيفه، ففيه: « حدّثني أبي؛ وابن الوليد - إلخ ».

٢ - اسم أبي الصّهبان عبدالجبّار. وفضيل الرّسّان هو ابن الزَبير الأسديّ، عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الباقرعليه‌السلام مرّة، واُخرى من أصحاب الصّادقعليه‌السلام .

٣ - عدَّه الشّيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال: اسمه دِينار، يكنّى أبا سعيد، ولقبه عَقيصى، وإنّما لُقّب بذلك لشعرٍ قالَه.

٤ - يعني أباه وعليّ بن الحسين بن بابويه المتقدّم على ما يظهر من المتن.

٥ - قال الجوهريّ: الأعفر: الرَّمل الأحمر، وقال المسعوديّ في المروج: « تلَ أعْفَرَ » من بلاد ديار ربيعة. وفي معجم الحَمَويّ: تلّ أَعْفَرَ هو اسم قلعة وربض بين سِنْجار والموصل في وسط وادٍ فيه نهر جارٍ، وأيضاً: بُلَيدة قرب حصن مَسْلَمَة بن عبدالملك، بين حصن مسلمة والرّقّة من نواحي الجزيرة.

٧٧

٦ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن(١) ، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد، عن عليِّ بن الحكم، عن أبيه، عن أبي الجارود، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: إنّ الحسينعليه‌السلام خرج من مكّة قبل التَّروية بيوم فشيَّعة عبدالله بن الزُّبير فقال: يا أبا عبدالله لقد حضر الحجّ وتدعَه وتأتي العِراق؟ فقال: يا ابن الزُّبير لأنْ اُذْفن بشاطىء الفُرات أحبُّ إليَّ مِن أن أذْقن بِفناء الكعبة ».

٧ - حدّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى، عن صَفوانَ بن يحيى، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « إنّ الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام قال لأصحابه - يوم اُصيبوا -: أشهد أنّه قد أذن في قتلكم فاتَّقوا الله واصبروا ».

حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليِّ بن النّعمان، عن الحسين بن أبي العَلاء مثله.

٨ - وحدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عليِّ بن رئاب، عن الحلبيِّ « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنَّ الحسينعليه‌السلام صلّى بأصحابه الغَداة، ثمَّ التفت إليهم فقال: إنَّ الله قد أذن في قتلكم، فعليكم بالصّبر »(٢) .

٩ - حدّثني الحسن، عن أبيه، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن يَعقوبَ بن شُعَيب، عن حسين بن أبي العلاء « قال: قال: والَّذي رفع إليه العرش لقد حدّثني أبوك بأصحاب الحسين لا ينقصون رَجُلاً ولا يزيدون رَجلاً تعتدي بهم هذه الاُمّة كما اعتدت بنو إسرائيل يوم السبت وقتل يوم السّبت يوم عاشوراء »(٣) .

__________________

١ - يعني ابن الوليد، و « أحمد بن محمّد » هو الأشعريّ و « أبو الجارود » هو زياد بن المنذر.

٢ - قال في البحار: أي قدّر قتلكم في علمه تعالى، ويحتمل أن يكون « آذن » أي أخبر بأنّكم مقتولون.

٣ - هكذا وجدنا الخبر، ولعلّه سقط منه شيءُ. ( البحار ).

٧٨

١٠ - حدّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي(١) ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النَّضر بن سُوَيد، عن يحيى بن عِمرانَ الحلبيِّ، عن الحسين بن أبي العَلاء، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنّ الحسينعليه‌السلام صلّى بأصحابه يوم اُصيبوا، ثمَّ قال: أشهد أنّه قد أذن في قتلِكم، يا قومِ فاتّقوا الله وأصبروا ».

١١ - حدَّثني أبو الحسين محمّد بن عبدالله بن عليٍّ النّاقد قال: حدَّثني عبدالرَّحمن الأسلَميُّ، عن عبدالله بن الحسين، عن عُروةَ بن الزُّبير « قال: سمعت أباذَرٍ - وهو يومئذٍ قد أخرجَهُ عثمان إلى الرَّبذَة - فقال له النّاس: يا أبا ذرَ أبشر، فهذا قليل في الله تعالى، فقال: ما أيسر هذا ولكن كيف أنتم إذا قتل الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام قتلاً - أو قال: ذبح ذبحاً -؟! والله لا يكون في الإسلام بعد قتل الحسين أعظم قتلاً منه، وإن الله سَيسلُّ سيفه على هذه الاُمّة، لا يغمده أبداً، ويبعث ناقماً من ذرّيتّه فينتقم من النّاس، وإنّكم لو تعلمون ما يدخل على أهل البحار وسكّان الجبال في الغِياض والآكام وأهل السَّماء مِن قتله، لبَكيتم والله حتّى تزْهَقَ أنفسُكم، وما مِن سَماءٍ يمرُّ به رُوح الحسينعليه‌السلام إلاّ فزع له سبعونَ ألف مَلَكَ، يقومون قياماً ترعد مفاصِلُهم إلى يوم القيامة، وما مِن سَحابة تَمرُّ وتَرعَد وتَبرَق إلاّ لَعَنَتْ قاتِلَه، وما مِن يومٍ إلاّ وتُعرَض روحُه على رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيلتقيان ».

١٢ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن عبدالرّحمن بن أبي نَجرانَ، عن جعفر بن محمّد بن حَكيم، عن عبدالسّمين(٢) - يرفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام - « قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يخطب النّاس و

__________________

١ - كذا في النّسخ، وفي البحار أيضاً، والظّاهر سقط هنا الواسطة بين مشايخه والأشعري، وهو غالباً - كما مرّ كراراً - سعد بن عبدالله.

٢ - كذا، وفي بعض النسخ: « عبيدالسّمين »، وقيل: الظّاهر أنّه عبدالحميد بن أبي العلاء الكوفيّ الشّهير بالسّمين، فما في بعض النّسخ تصحيف. والخبر مذكور في أمالي الصّدوق مسنداً، وفيه، « عبيدالسّمين، عن ابن طريف، عن أصبغ بن نباتة - إلخ ».

٧٩

هو يقول: سَلوني قبل أن تَفْقِدوني؛ فواللهِ ما تَسألوني عن شيء مضى ولا شيء يكون إلاّ نَبّأتكم به، قال: فقام إليه سعد بن أبي وقَاص (١) وقال: يا أمير المؤمنين أخبرني كم في رأسي ولِحْيتي مِن شَعرةٍ، فقال له: والله لقد سألتَني عن مسألةٍ حدَّثني خليلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّك ستسألني عنها، وما في رأسِك ولحيتك مِن شَعرة إلاّ وفي أصلها شيطان جالس، وأنَّ في بيتك لسَخلاً (٢) يقتل الحسين ابني وعمر يومئذٍ يدرج بين يدي أبيه ».

١٣ - وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن يحيى الخثعميّ، عن طلحةَ بن زَيد، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جدِّه، عن الحسين بن عليٍّعليهم‌السلام « قال: قال: والّذي نفس حسين بيده لا يهنِّىء بني اُميّة ملكُهم حتّى يقتلوني وهم قاتلي، فلو قد قتلوني لم يصلّوا جميعاً أبداً ولم يأخذوا عطاءً في سبيل الله جميعاً أبداً(٣) ، إنَّ أوَّل قتيل هذه الاُمة أنا وأهل بيتي، والّذي نفس حسينٍ بيده لا تقوم السّاعة وعلى الأرض هاشميٌ يطرف ».

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد ابن يحيى الخَزّاز، عن طلحة، عن جعفرعليه‌السلام مثله.

١٤ - حدّثني جماعة مشايخي منهم: عليُّ بن الحسين؛ ومحمّد بن الحسن، عن سعد، عن أحمدَ بن محمّد؛ ومحمّد بن الحسين؛ وإبراهيمَ بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال، عن أبي جَميلَةَ المفضّل بن صالح، عن شِهاب بن عَبدِ رَبّه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « أنّه قال: لمّا صعد الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام عَقَبَةَ البطن قال لأصحابه: ما أراني إلاّ مَقتولاً، قالوا: وما ذاك يا أبا عبدالله؟ قال: رؤيا

__________________

١ - كذا، وفيه كلام، راجع تفصيله المجلّد الرّابع والأربعين من البحار ص ٢٥٧.

٢ - السَّخْلة: ولد الشّاة.

٣ - قال العلاّمة المجلسي رحمه الله: لعلّ المعنى: لم يوفّق النّاس للصّلاة جماعةً مع إمام الحقّ ولا أخذ الزّكاة وحقوق الله على ما يحبّ الله‏ إلى قيام القائم عليه السلام، وآخر الخبر إشارة إلى ما يصيب بني هاشم من الفتن في آخر الزمان.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357