الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر

الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر0%

الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر مؤلف:
تصنيف: الإمامة
ISBN: 978-964-497-086-3
الصفحات: 204

الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر

مؤلف: الشيخ محمد جواد الطبسي
تصنيف:

ISBN: 978-964-497-086-3
الصفحات: 204
المشاهدات: 61456
تحميل: 5058

توضيحات:

الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 204 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 61456 / تحميل: 5058
الحجم الحجم الحجم
الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر

الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر

مؤلف:
ISBN: 978-964-497-086-3
العربية

الأمام المهدي

المصلح العالم المنتظر

تأليف :

الشيخ محمد جواد الطبسي

نقله إلى العربية :

الشيخ عبد السلام الترابي

١
٢

٣

٤

٥

٦

المُقدّمةُ

إنّ جميع الأديان السماويّة ، وحتّى النظم الماديّة ، تمتلك اُصولاً وعقائداً خاصّة للوصول إلى الأهداف المطلوبة ، وهذه الاُصول والعقائد من أجل إيصالها إلى النّاس للحصول علي تلك الأهداف والمتطلّبات المرسومة لا بد من اُسلوب وطريقة. وهناك عدّة أساليب في ذلك ، ومنها التبليغ والدعاية ، حيث من خلاله استطاعت الأديان السماويّةـوحتّى الأنظمة السياسيّة الحديثة والقديمةـمن استخدام اُسلوب الدعايةوالتبليغ ، حتّي أصبح لهم أتباع وجيوش واُمم ، وبذلك استطاعوا بسط نفوذهموسيطرتهم ، ووصلوا إلى مايريدون ، ومهما يمرّ التاريخ علي الاُمم والشعوب تجد آثار هذه الاُصول والعقائد موجودة وموروثة إلى يومنا هذا ، فظهر أنّ الذي يبقى هو الفكروالعقيدة ، سواء كانت سماويّة أو من الأنظمة الوضعيّة.

لذا اعتبر اُسلوب الدعاية أو ما يعبّر عنه اليوم عند المتشرّعة ( بالتبليغ ) يعتبر من الأساليب المؤثرة والنافذة في مجتمعاتنا اليوم. ولقد كان هذا الاُسلوب قديماً يقتصر على اُمور بسيطة إن كانت في غاية الأهمّية ، لكن بسبب التطوّر والرقي الحاصل في العالم اليوم ، والذي يسمّى بعصر الكترونيات ، تطوّر اُسلوب التبليغ أيضاً ، وخرج عن اُسلوبه التقليدي القديم ، وأصبح علماً وتكنولوجيا حديثة.

واليوم نرى كثير من الجامعات والمؤسّسات الكبيرة والمعقّدة في العالم ، والتي تمتلك قدرات هائلة تقوم بهذا الدور التبليغي ، سواء كان التبليغ سياسياً أو تجارياً أو عقائدياً ، فقام أصحاب هذه المؤسّسات باستخدام الأجهزة المتطوّرة الحديثة لنشر

٧

ثقافهم ، ومن جملتها المؤسّسات المعادية للإسلام ، والتي تستخدم الأجهزة الحديثة في الدعاية ونشر الثقافة المضادّة للإسلام ، والهجوم على معتقدات المسلمين الموروثة ومحاربتها.

من هنا تصدّي المرابطون على ثغور الإسلام من أجل حماية وحراسة الثقافة الإسلامية ، فاستخدمت أيضاً الأساليب الحديثة في نشر الإسلام وتبليغ قيمه ومبادئه الأصليّة( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ ) (١) .

وفي هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها الشعوب الإسلامية ، وبالخصوص الشعب الإيراني المسلم ، وما يتوجّه له من هجمات معادية شرسة ، قام هذا الشعب الثوري بتحصين المجتمع الإسلامي على أساس عقائدي وفكر إسلامي ، مستلهماً ذلك من القيم والمبادئ الإلٰهيّة الإسلاميّة ، فاستخدم جميع الأساليب التبليغيّةوالمتطوّرة من أجل الدفاع عن الإسلام ، أو نشر الثقافة الإسلاميّة الأصليّة ، وبذل العلماءوالمفكّرون غاية جهدهم من أجل نشر الدين المحمّدي الأصيل ، والتمهيد لظهور منقذ البشريّة الإمام المهدي المنتظرعليه‌السلام .

هذا وممّا يؤسف له فإنّ كثيراً من الخرافات والمعتقدات الخاطئة ما زالت تعشعش في أذهان كثير من المسلمين ، فكان من الواجب على علماء الدين أن يرفعوا هذه المخلّفات الخاطئة والشبهات التي دخلت إلى مجتمعاتنا حتّى تظهر صورة الإسلام الأصلية المترقيّة في العالم.

وأمّا الفكرة المهدويّة.

فهي إحدي المعتقدات المهمّة لدى المسلمين ، والتي تعتبر فكرة إسلاميّة خالصة مأخوذة من القرآن الكريم ، حيث أخبر في عدة آيات عن ذلك من خلال الوعد الإلٰهي بوراثة الصالحين للأرض ودولتهم العالميّة ، وأنّ ذلكسيكون على يد المنقذ والقائد

_________________________

(١)الأحزاب (٣٣) : ٣٩.

٨

الإلٰهي ، حيث فسّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة المعصومينعليهم‌السلام هذا الأمر وبيّنوه مفصلاً بأنّ ذلك القائد الإلهي هو الإمام المهدي المنتظر ، ودعوا النّاس للاستعداد والتهيئة من أجل تشكيل تلك الدولة الإلهيّة التي تجسّد المدينة الفاضلة ، وأخبروا بأنّ انتظاره من أفضل العبادات. يقول الله تعالى :( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (١) .

لا شكّ أنّ دولة الإمام مهديعليه‌السلام سوف تدمّر عروش الظالمين ، وتنشر العدالة في العالم ، وتقوم بتطهير الأذهان من الشبهات والعقائد المنحرفة ، وتمحو الشرك ،وتجعل الإسلام والأمن حاكمان في ربوع العالم.

أمّا المهدي المنتظر الذي هو الهادي والقائد للبشريّة ، فهو مظهر لعبوديّةالله الحقّة ، والمثال الأعلى للإنسان الكامل ، مهدي آل محمّدعليه‌السلام ، قائد طاهر من نسل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن سلالة الطاهرين الصالحين ، آبائه نسلاً عن نسل هم أئمّة الحقّوالعدل ، الذين بذلوا كلّ ما بوسعهم من أجل الدفاع عن الإسلام والمسلمين ، ولم يقصّروا لحظة في ذلك ، وكانت نتيجة أمرهم أن قُتلوا على يد جلاوزة عصورهم ، ونالوا وسام الشرف والشهادة. فالإمام المهديعليه‌السلام هو وارث تلك الدماء الزاكية المقدّسة ،وأنّه سوف يأتي ليثأر دماء آبائه التي اُريقت ظلماً.

وأمّا هذا الكتاب الذي بين يديك : فهو يحكي عن القضيّة المهدويّةوملابساتها ، فلقد شمّرت ساعد الجدّ قبل عدّة أعوام من أجل معرفة هذا الرجل الإلهي ، حيث ذكرت فيه اُموراً قد تعلمتها في سنّي عمري من أساتذتي العلماء المتّقين ، وبالخصوص والدي آية الله الشيخ محمّدرضا الطبسي ، والذي تبنّى تربيتيورعايتي العلميّة ، فقمت بمراجعتها وملاحظتها ، وأضفت إلهيا مسائل اُخرى ،وجعلت هذا المجود على شكل سؤال وجواب ليسهل مطالعتها.

_________________________

(١)القصص (٢٨) : ٥.

٩

متمنّياً من الله العليّالقدير أن يكون هذا الجهد القليل مقبولاً عند الإمام المهديـ أرواحنا له الفداء ـ.

وختاماً اُقدّم خالص شكري إلى أخي في الله العلاّمة الجليل الشيخ عبدالسلام الترابي ، حيث بذل غاية الجهد في ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربيّة.

ربّنا تقبّل منه ومنّا بكرمك

قم المقدّسة

محمّد جواد الطبسي

١ / شعبان المعظَم / ١٤٢٦

١٠

١١

١٢

إنّ من المسلّمات الفطريّه السلمية ، والتي اُشير إليه في الكتب السماويّة المقدّسة ، هو الإعتقاد بظهور مصلح عالمي ، الذي يصل في ظلّ حكوته جميع البشريّة الي السعادة الواقعيّة ، وأنّ جميع أتباع الكتب السماويّة بانتظار رجل يُنهي جميع الظلم ، ويجعل المحبّة والسلام حاكمَين في جميع العالم. فكلّ المستضعفين في العالم بانتظار ظهور ذلك المصلح العالمي ، وأنّ الإعتقاد بذلك لا يختصّ بأهل الأديان السماويّة فسحب ، بل الإنسان بفطرته يطلب ظهور المصلح الذي يمتلك القدرى الغيبيّة الإلهيّة ، والذي يستطيع أن يقيم حكومة عادلة.

فبعض الحكّام الظالمين اليوم يبذلون جهدهم حتّى يعرِّفوا أنفسهم بأنّهم ذلك المصلح ، حتّى يستطيعواـبتصوّرهمـأن يخدعوا النّاس في عقيدتهم الفطريّة هذه ، ولأجل ذلك أرسلوا الجيوش إلي الدول الضعيفة ، وقتلوا الأبرياء العزّل ، زاعمين أنّهم يدافعون عن حقوق البشر.

وسيوافيك في هذا الفصل عدّة أسئلة تتلّق بهذا الإعتقاد.

السؤال الأوّل

هل اُشير في الكتب السماويّة لمسألة ظهور المصلح العالمي ، أم أنّ هذه العقيدة هي من مختصّات المسلمين؟

الجواب : لا تختصّ هذه العقيدة بالمسلمين فقط ، بل أنّ جميع الأديان والكتب

١٣

الإلٰهيّةـحتّى بعض النظمـبشّرت بمنجي العالم في آخر الزمان ، والذي سيجعل الدنيا مليئة بالعدل والإنصاف.

كما ورد في القرآن الكريم :( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (١) .

إختلف المفّسرون للقرآن الكريم في كلمة( الذِّكْرِ ) ، فمنهم من قال : «إنّها تطلق علي جميع الكتب السماويّة النازلة من قِبل الله عزّوجلّ على الأنبياء»(٢) .

وقال آخرون : «بأنّ المراد منها هو التوراة»(٣) .

وعلى كلّ حال ، فإنّ الكتب السماويّة بشّرت بأنّ الصالحين وأولياءالله في نهاية سيحكمون كلّ العالم.

وكتب الاُستاذ محمّدرضا الحكيمي : «بأنّ فكرة ظهور المصلح في آخر الزمان من الاُصول الأساسية منذ العصور القديمة ، وكانوا يذكرونها بشكل دائم ،ونحن اليوم وبعد مرور عدّة قرون نجد ما يدلّ على ذلك من خلال الآثار التي تركها الماضون»(٤) .

وكتب أحد العلماء المعاصرين يقول : «الفتوريسم في الحقيقة تعني الإعتقاد بفترة آخر الزمان وانتظار ظهور المنجي ، عقيدة ثابتة ومسلّمة ومقبولة لدى الأديان السماويّة ، كاليهوديّة والزرادشتيه والمسيحيّة بمذاهبها الأصليّة الثلاثةـالكاثوليك والبروتستانت والارتذوكسـوكلّ الأديان السماويّة بشكل عام ،

_________________________

(١)الأنبياء (٢١) : ١٠٥.

(٢)تفسير الميزان : ١٤ / ٣٣٧.

(٣)المصدر المتقدّم : ٣٢٩.

(٤)خورشيد مغرب : ٦٦.

١٤

والدين الإسلامي بشكل خاصّ. وقد تمّ بيانها بشكل كامل ، وبسط البحث بهذا الصدد في أبحاث علم الأديان قسم دراسة الكتب السماويّة»(١) .

ويقول الاُستاذ الحكيمي : « إنّ في الكتب وآثار زرادشت والزرادشتيّة ذكرت مسائل كثيرة حول آخر الزمان وظهور الموعود ، من جملتها : كتاب اوستا ،وكتاب زند ، وكتاب رسالة جاماسب ، وداتستان دينيك ورسالة زردشت.وهكذا ورد في الكتب المحرّفة لليهود والعهد القديم ومثل كتاب النبيّ دانيالعليه‌السلام ،وإنجيل لوقا ، وانجيل مرقس ، وإنجيل برنابا ، ومكاشفات يوحنّا ، فهي مع كونها محرّفة فقد ورد فيها أحاديث حول المنجي الموعود(٢) .

ولا شكّ هذه الكتب لو لم تحرّف لذكر فيها حقائق أوضح وأكثر من ذلك حول المصلح العالمي ، ورغم ذلك نقول : لو لم يذكر في الكتب السماويّة السابقة أي إسم وعلامة عن الموعود ، لقلنا أيضاً : إنّ الله عزّوجلّ تحدّث عن المهدي المنتظر في كلّ الكتب السماويّة؛ لأنّ القرآن الكريم صرّح بأنّ المصلح العالميومنجي البشريّة قد ذكر في الكتب السماويّة السابقة ، كما مرّ عليك.

السؤال الثاني :

هل إنّ القضيّة المهدويّة ورد ذكرها في القرآن الكريم؟

الجواب : في الحقيقة الكلّ يعلم أنّ القرآن الكريم هو أصل لكلّ المعارف والقوانين الإسلاميّة ، وهو بمنزلة الأساس لكلّ القوانين ، فكما أنّ الأهداف والأحكامومسؤوليّات الأنظمة قد ذكرت بصورة مجملة وبدون بيان كامل في القوانين

_________________________

(١)خورشيد مغرب : ٦٦.

(٢)المصدر المتقدّم : ٦٧.

١٥

الأساسية لكلّ دولة ، وبقى تفصيل ذلك على عاتق القوى المقنّنة ، فكذلك في القرآن الكريم ، حيث ورد في هذا الدستور العظيم بعض المعارف الإلٰهيّةوالأحكام الإسلاميّة بصورة مجملة وكلّية ، وبقي بيانها وشرحها على عاتق النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما شرح وبيّن أحكام الصلاة والزكاة والحجّ وغير ذلك من الأحكام ،وقضيّة المهديعليه‌السلام من هذا القبيل ، فإنّ جذر هذه القضيّة مذكورة في القرآن العظيم ، حيث ذكر في عدّة آيات بالقضاء على الظلم ، والبشارة بوراثة الأرض لهم ،وبانتصار المتّقين والصالحين والمستضعفين علي المستكبرين ، وأنّهم سيحكمون العالم في آخر الدهر.

وقد وردت عدّة آيات في القرآن ، وورد عن النبيّ والأئمّة في تفسير ذلك وشرحها بأنّ دولة المهديعليه‌السلام هي التي بشّر بها القرآن الكريم في آخر الزمان ، هي دولة المستضعفين والصالحين. وقد جمعنا هذه الآيات بمعونة ثلّة من المؤلّفين من ثمانين سورة من القرآن في(٣٦٥) آية مباركة.

وقد تحدّثت هذه الآيات بشكل عامّ عن القضيّة المهدويّة ، ووردت أكثر من٥٠٠ رواية عن النبيّ والأئمّة في تفسير هذه الآيات(١) ، وأمّا الآيات كما يلي :

١ ـ قال الله تعالى :( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (٢) .

روي سلمان فارسي قال : «قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :إنّ الله لم يبعث نبيّاًولا رسولاً إلاّ جعل له إثني عشر نقيباً ، ثمّ ذكر أسماء هم إلى قوله :ثمّ إبنه محمّد بن

_________________________

(١)راجع معجم أحاديث الإمام المهديعليه‌السلام : الجزء الخامس ، لجمع من المؤلّفين ، ومنهم المؤلّف.

(٢)القصص (٢٨) : ٥.

١٦

الحسن المهدي القائم بأمر الله »(١) .

٢ـوقال الله تعالى :( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (٢) .

فورد في تفسير هذه الآية ، عن محمّد بن عبدالله بن الحسن ، عن الباقرعليه‌السلام أنّه قال :«القائم وأصحابه» (٣) .

٣ـوقال تعالى :( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ) (٤) .

بيّن الباقرعليه‌السلام ـضمن حديث طويلـتفسير هذه الآية ، وذكر خطبة المهديعليه‌السلام عند ظهوره في مكّة يقول فيه :«فيكون أوّل خلق يبايعه جبرئيل ، ويبايعه الثلاثمائةوالبضعة العشر رجلاً ...» (٥) .

السؤال الثلاث :

هل الإعتقاد بالمهدويّة من مختصّات الشيعة؟

الجواب : لقد مرّ عليك في المقدّمة أنّ الإعتقاد بظهور مصلح عالمي مسألة قرآنيّة ، ولهذا فإنّ جميع المسلمينـسنّة وشيعةـيعتقدون بهذا الأمر ، ويعدّ أيضاً من المعتقدات الأساسيّة للمسلمين ، حيث يعتقد الشيعة نظراً للروايات الكثيرة

_________________________

(١)دلائل الإمامة : ٢٣٧.

(٢)الأنبياء (٢١) : ١٠٥.

(٣)تأويل الآيات : ٣٣٢. معجم أحاديث الإمام المهديعليه‌السلام : ٥ / ٢٦٢.

(٤)النمل (٢٧) : ٦٢.

(٥)تفسير العيّاشي : ٢ / ٥٦.

١٧

المرويّة عن النبيّ والأئمّة الطاهرين بأنّ المهدي هو الإمام الثاني عشر ،ويعتقدون أيضاً أنّه من الذريّة الطاهرة لفاطمة الزهراء ، وهو الإبن التاسع للإمام الحسينعليه‌السلام ، ولأجل هذه العقيدة الراسخة فقد بذل الشيعة جهوداً كبيرة لحفظها وتكريمها.

ولقد قام الشيعة علی مدى التاريخ من أجل الحفاظ علی هذا المعتقد ببحثهوتحليله ، سواءً من الجهة العلميّة أو الروائيّة ، وهكذا من الناحية التفسيريّةوالكلاميّة ، وكتبوا كتاباً كثيرة على هذا الصعيد. وقد بذلت هذه الجهود من قبل ولادة الإمام المهديعليه‌السلام ، ولا زالت مستمرّة إلى يومنا هذا. وكتب أيضاً كبار العلماء من العامّة منذ أزمنة بعيدة وذلك لشدّة عنايتهم بهذه العقيدة.

فعقدوا لذلك فصولاً في كتبهم وأشاروا إلى ما ورد عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث نقلوا عنه ما يقارب من٤٠٠ رواية حول المهدي المنتظرعليه‌السلام ، فلو جمعنا ما رواه الشيعةوالسنّة عن النبيّ وسائر المعصومين لوصل إلى٦٠٠٠ رواية(١) .

وإليك قائمة بأسماء مجموعة من الكتب العلميّة والتاريخيّة والروائيّة لدى العامّة ،والتي ذكرت ضمن فصول حول القضيّة المهدويّة ، وهي :

١ ـ مسند أحمد :٣ / ٣٦.

٢ ـ مسند أبي يعلى :٣ / ٢٧٤.

٣ ـ سنن الترمذي :٢ / ٢٧٤.

٤ ـ سنن أبي داود :٤ / ١٠٧.

٥ ـ سنن ابن ماجة :٢ / ١٣٦٨.

_________________________

(١)نور المهدي : ٣٧.

١٨

٦ ـ المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري :٤ / ٥٧٧ .

٧ ـ ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة :٢٧٣ .

٨ ـ القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة :٢٤١ .

٩ ـ الشبلنجي في نور الأبصار :١٨٦ .

١٠ ـ ابن الصبان المصري في إسعاف الراغبين :١٤٠ .

١١ ـ دستور العلماء للنگري :٣ / ٢٩١ .

١٢ ـ ابن خلّكان في تاريخه :٢ / ٤٥١ .

١٣ ـ ابن الأثير الجزري في النهاية :١ / ١٧٤ .

١٤ ـ محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤل : الباب١٢ .

١٥ ـ سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ :٣٧٨ .

١٦ ـ السيّد أحمد زيني دحلان في الفتوحات :٣٢٢ .

١٧ ـ ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة :٢٠٥ .

١٨ ـ محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى :١٣٦ .

وتعرّض أيضاً عشرات من كتّاب العامّة إلى خصوصيّات الإمام المهديعليه‌السلام وكيفيّة ظهوره(١) .

ومنهم من كتب كتاباً مستقلاًّ حول الإمام المهديعليه‌السلام ، وكتب عن خصائصه من ولادته إلى ظهوره ، وإليك أسماءهم بالتفصيل :

١ ـ البرهان للعلاّمة المتّقي الهندي.

_________________________

(١)راجع معجم أحاديث الإمام المهديعليه‌السلام : ١ / ٥.

١٩

٢ ـ تحديق النظر لمحمّد بن عبدالعزيز.

٣ ـ تلخيص البيان لابن كمال باشا.

٤ ـ العرف الوردي لجلال الدين السيوطي.

٥ ـ العطر الوردي لمحمّد بن محمّد الحسيني.

٦ ـ عقد الدرر ليوسف بن يحيى الشافعي.

٧ ـ علامات المهدي لجلال الدين السيوطي.

٨ ـ فرائد فوائد الفكر لمرعي بن يوسف الحنبلي.

٩ ـ القطر الشهدي لشهاب الدين الحلواني.

١٠ ـ القول المختصر لأحمد بن عليّ الهيثمي.

١١ ـ المشرب الوردي للملاّ سلطان الحنفي.

١٢ ـ مناقب المهدي لأبي نعيم الأصبهاني.

١٣ ـ نعت المهدي لأبي نعيم الأصبهاني.

١٤ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان لمحمّد بن يوسف الكنجي الشافعي.

وبهذا اتّضح أنّ الإعتقاد بخروج رجل من نسل فاطمة في آخر الزمان ،ويكون القضاء على الظلم والجور على يديه لا يختصّ بالشيعة فحسب ، بل هو اعتقاد عامّ يعترف به جميع المسلمين ، بلـكما مرّ عليكـأنّه يعتبر اعتقاد عالمي وعامّ موجود لدى جميع الديانات والمذاهب ، وأنّه ما زال باقياً إلى اليوم.

فكلّ الديانات بشّرت أتباعها بظهور مصلح عظيم في آخر الزمان ، حتّى النظم الإلحاديّة ، فإنها أخبرت بوصول المجتمع إلى مستوي تنعدم فيه الطبقيّةوالتمايز الاجتماعي ، ومع هذا كلّه فإنّ الإسلام الحنيف ، والمذهب الشيعي ،

٢٠