غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام0%

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الإمامة
ISBN: 964-319-447-7
الصفحات: 325

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

مؤلف: السيد ثامر هاشم العميدي
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف:

ISBN: 964-319-447-7
الصفحات: 325
المشاهدات: 89833
تحميل: 5078

توضيحات:

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 325 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 89833 / تحميل: 5078
الحجم الحجم الحجم
غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
ISBN: 964-319-447-7
العربية

ابن حوشب ، عن أُم سلمة(١) ، وابن أبي شيبة ، عن ابن سيرين مرسلا(٢) .

ولايقال هنا إنّ تحديد هوية الإمام المهديعليه‌السلام من بين الذرية الطاهرة غير معلوم في حديث الإمام الصادقعليه‌السلام ، لأّنا لا زلنا في صدد تثبيت أصل القضية المهدوية على لسان الإمام الصادقعليه‌السلام ، وإثبات هذا الأصل لا يمكن اغفاله ، خصوصا ومن في المسلمين من شكّك فيه أنكره جملة وتفصيلا ، ومع هذا فإن في مثبتات الأصل المذكور تشخيصا أعلى لموضوع الهوية كما سيأتي.

جدير ذكره أن كون المهدي من ذرية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعني كونه من ذرية أمير المؤمنينعليه‌السلام من فاطمةعليها‌السلام ، بمعنى أنه لابدّ وأن يكون إما من ذرية الإمام الحسن السبط ، أو من ذرية الإمام الحسين السبطعليهما‌السلام لانحصار ذرية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهما وبأولادهما. ومن هنا جاءت الأحاديث الأخرى المثبتة لأصل القضية مصرّحة بهذا المعنى.

٢ ـ عن أبان بن عثمان ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث قاله لعليعليه‌السلام : « كان جبريلعليه‌السلام عندي آنفا ، و أخبرني أنّ القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا ، من ذريتك ، من ولد الحسين »(٣) .

٣ ـ وعن معاوية بن عمار ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

١ ـ تفسير القمي ١ : ١٥٨ ، وانظر : الدر المنثور / السيوطي ٢ : ٧٣٤.

٢ ـ المصنّف / ابن أبي شيبة ١٥ : ١٩٨ / ١٩٤٩.

٣ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٤٧ ـ ٢٤٨ / ١ باب ١٤.

٢١

في حديث آخر : « إن جبريلعليه‌السلام أتاني فأقرأني من ربي السّلام ، وقال يا محمد ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه ، إذا أهبطه الله إلى الأرض ، من ذرية علي وفاطمة ، من وُلد الحسينعليه‌السلام »(١) .

هذا ، وأما ما قد يقال من في بعض الأحاديث ما يثبت كون المهدي حسنيا لا حسينيا ، فالجواب باختصار أنه لا يوجد حديث صحيح البتة يثبت هذا المعنى من طرق العامة ، وإنما وُجِد ذلك في حديثين فقط ، أرسل الطبري أحدهما(٢) ولا حجة في المرسل ، والآخر رواه أبو داود في سننه ، قال : « حُدِّثْتُ عن هارون بن المغيرة ، قال : حدّثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق ، قال : قال على رضي الله عنه ـ ونظر إلى ابنه الحسن ـ : ( إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وسيخرج من صلبه رجلٌ يُسمّى باسم نبيّكم ، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق ) ثمّ ذكر قصّه : يملأ الأرض عدلا »(٣) ، انتهى.

وسند الحديث مجهول ومنقطع ؛ لأنّه قال : « حُدِّثْتُ » ولم يذكر اسم مَن حدّثه ، فهو مجهول إذن ، وهو منقطع أيضا ؛ لأنّ أبا إسحاق ـ والمراد به : السبيعي ـ لم تثبت له رواية واحدة سماعا عن أمير المؤمنين علىعليه‌السلام كما صرّح بهذا المنذري في شرح حديث أبي داود(٤) ، وقد كان عمره يوم

__________________

١ ـ روضة الكافي / الكليني ٨ : ٤٢ / ١٠.

٢ ـ تهذيب الآثار / الطبري ـ كما في الحاوي للفتاوى / السيوطي ٢ : ٦٦.

٣ ـ سنن أبي داود ٤ : ١٠٨ / ٤٢٩٠.

٤ ـ مختصر سنن أبي داود / المنذري ٦ : ١٦٢ / ٤١٢١.

٢٢

شهادة أمير المؤمنين عليعليه‌السلام نحو سبع سنين ؛ لمنه وُلد لسنتين بقيتا من زمان عثمان(١) ، هذا فضلا عن اختلاف النقل عن أبي داود ، فمنهم من نقله من كتاب السنن وفيه لفظ ( الحسين ) بدلا من لفظ ( الحسن ) ، وكذلك وجود أحاديث كثيرة اُخرى من طرق العامّة تثبت أنه من ولد الحسينعليه‌السلام (٢) .

وأما الشيعة الإمامية فليس في تراثها المهدوي الزاخر بهوية المهديعليه‌السلام ما يشير ـ بأدنى عبارة من حديث أو أثر ـ إلى كون المهدي من ولد الإمام الحسن السبطعليه‌السلام .

الأمر الثاني ـ بيان حكم من أنكر أصل العقيدة المهدوية :

من خلال ما تبيّن في الأمر الأول يتّضح جدّا من إنكار أصل العقيدة المهدوية جملة وتفصيلا هو من قبيل الردّ على الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن قبيل الازدراء باجماع هذه الأُمة بكل فصائلها وتياراتها على قبول أصل العقيدة المهدوية وإن اختلفوا في تفاصيلها.

وقد ورد في الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما يبين حكم من أنكر الإمام المهديعليه‌السلام .

فعن جابر بن عبد الله الانصاريرضي‌الله‌عنه قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كذّب بالدجّال فقد كفر ، ومن كذّب بالمهدي فقد كفر »(٣) .

__________________

١ ـ تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني ٨ : ٥٦ / ١٠٠.

٢ ـ اُنظر كتابنا : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي : ٦٢ ففيه بطلان حديث أبي داود من سبعة وجوه.

٣ ـ الروض الاُنُف / السهيلي ٢ : ٤٣١ ، وعقد الدرر / المقدسي الشافعي : ٢٠٩ ،

٢٣

وهذا ما أكدّه علماء المذاهب الأربعة فيما حكاه لنا علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي الحنفي ( ت / ٩٧٥ هـ ) ، إذ قال تحت عنوان : « فتاوى علماء العرب من أهل مكة المشرفة في شأن المهدي الموعود في آخر الزمان » إذ ورد عليهم سؤال بهذا الموضوع ، قال المتقي : « وهذه صورة السئوال : اللهم أرنا الحقَّ حقا وارزقنا اتباعه ، وأرِنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

ما يقول السادة العلماء أئمة الدين وهداة المسلمين ـ أيدّهم الله بروح القدس ـ في طائفة اعتقدوا شخصا من بلاد الهند مات سنة عشر وتسعمائة(١) ببلد من بلاد العجم ، يسمى : ( فره ) أَنه المهدي الموعود به في آخر الزمان ، وأنّ من أنكر هذا المهدي فقد كفر؟ ثم حكم من أنكر المهدي الموعود؟ افتونا ـ رضي الله تعالى عنكم ».

قال : « وكان هذا الاستفتاء في سنة اثنتين وخمسين وتسعمّائة »(٢) .

وقد نقل المتّقي الهنديرحمه‌الله ما أفتى به فقهاء مكّة بشأن السوال المذكور ، مبينا اسم كل فقيه منهم ، واسم مذهبه ،

__________________

والحاوي للفتاوى / السيوطي ٢ : ٢٤٤ ، قال : « وأخرج أبوبكر الاسكاف في فوائد الأخبار ، عن جابر بن عبد الله ثم ساق الخبر!! ».

١ ـ ذكره في أول كتاب البرهان فقال في ص ٦٧ منه : « وطائفة من بلاد الهند يعتقدون شخصا شريفا ولد في الهند اسمه : السيد محمد بن سيد خان الجونفوري ـرحمه‌الله وله نحو أربعين سنة ـ أنّه هو المهدي الموعود به في آخر الزمان » وكتاب البرهان أّلفه كردّ على ضلالة هذه الطائفة.

٢ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان / المتّقي الهندي : ١٧٧.

٢٤

كالآتي :

١ ـ فتوى ابن حجر الهيتمي الشافعي.

٢ ـ فتوى الشيخ أحمد أبي السرور بن الصبا الحنفي.

٣ ـ فتوى الشيخ محمد بن محمد الخطابي المالكي.

٤ ـ فتوى الشيخ يحيى بن محمد الحنبلي.

وسنذكر خلاصة ما ذكر كل واحد منهم.

أما الفقيه الشافعي :

فقد نصّ على تواتر أحاديث المهدي ذاكرا علامات خروجة المتواترة ومحيلا في ذلك إلى كتابه ( القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ).

وقد وضّح أنَّ إنكار هذه الطائفة ظهور المهديعليه‌السلام ، إن كان إنكارا للسُّنّة رأسا فهم كفار ، ويجب قتلهم ، وإن كان محضَ عنادٍ لأئمة الإسلام لا للسُّنّة. قال : « فهو يقتضي تعزيرهم البليغ ، وإهانتهم بما يراه الحاكم لائقا بعظيم جريمتهم وقبح طريقتهم ، وفساد عقيدتهم من حبسٍ ، وضرب ، وصفع وغيرها ، ممّا يزجرهم عن هذه القبائح ، ويكفّهم عن تلك الفضايح ، ويرجعهم إلى الحق رغما على أُنوفهم ، ويردّهم إلى اعتقاد ما ورد به الشرع ردعا عن كفرهم وإكفارهم »(١) .

__________________

١ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٧٨ ـ ١٧٩.

٢٥
وأما الفقيه الحنفي :

فقد أفتى ببطلان هذه الدعوى ، وقال بحق أصحابها : « ويجب قمعهم أشدَّ القمع ، وردعهم أشدُّ الردع ؛ لمخالفة اعتقادهم ما وردت به النصوص الصحيحة والسُّنن الصربحة التي تواترت الأخبار بها ، واستفاضت بكثرة رواتها من أنّ المهديرضي‌الله‌عنه الموعود بظهوره في آخر الزمان يخرج مع سيدنا عيسى على نبينا وعليه‌السلام »(١) ، ثمّ حكم عليهم بالكفر أيضا.

وأما الفقيه المالكي :

فقد أفتى ببطلان دعوى هذه الطائفة أيضا ، فقال : « اعتقاد هؤلاء الطائفة في الرجل الميت أنَّه المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان باطل ، للأحاديث الصحيحة الدالّة على صحّة صفة المهدي ، وصفة خروجه ، وما يتقدم بين يدي ذلك من الفتن »(٢) ثم بيّن أنَّ اعتقادهم بهذا الرجل بأنّه هو المهدي وتكفير من خافهم ، هو الكفر بعينه ، وأفتى بوجوب استتابتهم ورجوعهم إلى الاعتقاد الحق ، وإلاّ قتلوا.

وأما الفقيه الحنبلي :

فقد قال : « لا ريب في فساد هذا الاعتقاد ، لما اشتمل عليه من مخالفة الأحاديث الصحيحة بالعناد. فقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسّلام كما

__________________

١ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨٠.

٢ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨١.

٢٦

رواه الثقات ، عن الرواة الأثبات ، أنَّه أخبر بخروج المهدي في آخر الزمان ، وذكر مقدمات لظهوره ، وصفات في ذاته ، وأُمور تقع في زمانه »(١) .

وأخيرا طالب حاكم المسلمين « أن يخرج عليهم أحكام المرتدين باستتابتهم ثلاثا ، فإن تابوا وإلاّ يَضرِبُ أعناقهم بالسيف كي يرتدع أمثالهم من المبتدعين [ و ] يريح الله المسلمين منهم أجمعين »(٢) .

ومما يؤيد صحة تلك الفتاوى على لسان إمامنا الصادقعليه‌السلام الأحاديث الآتيه :

١ ـ عن صفوان بن مهران الجمال ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : « من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبوته »(٣) .

وقد مرّ عن الإمام الصادقعليه‌السلام في الإشارة إلى حديث الثقلين ما يوضّح المراد بالأئمةعليهم‌السلام ، وسيأتي ذلك أيضا.

٢ ـ وعن غياث بن إبراهيم ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني »(٤) .

____________

١ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨٢.

٢ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨٣.

٣ ـ اكمال الدين / الصدوق ٢ : ٣٣٣ / ١ باب ٣٣.

٤ ـ إكمال الدين ٢ : ٤١٢ / ٨ باب ٣٩.

٢٧

جدير بالذكر من لفظ « القائم » وإن كان وصفا لجميع الأئمةعليهم‌السلام ، إلاّ أنه ينصرف عند الاطلاق إلى الإمام المهديعليه‌السلام كما هو صريح جميع الروايات.

ومما يؤيّد ذلك وعلى لسان الإمام الصادقعليه‌السلام :

ـ حديث عبد الله بن سنان ، قال : « قلت لأبي عبد الله :( يوم نَدعوا كلَ أناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (١) ؟ قال : إمامهم الذي بين أظهرهم ، وهو قائم أهل زمانه »(٢) .

ـ وحديث أبي خديجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وقد سُئل عن القائمعليه‌السلام ، فقال : « كلنا قائم بأمر الله ، واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف ، فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان »(٣) .

ـ وحديث محمد بن عجلان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : « إذا قام القائمعليه‌السلام دعا الناس إلى الإسلام جديدا ، وهداهم إلى أمر قد دُثِرَ ، فضلّ عنه الجمهور ، وإنّما سُمّي القائم مهديا ؛ لأنه يهدي إلى أمر قد ضلّوا عنه ، وسُمّي بالقائم ؛ لقيامه بالحق »(٤) .

__________________

١ ـ سورة الإسراء : ١٧ / ٧١.

٢ ـ أصول الكافي ١ : ٥٣٦ ـ ٥٣٧ / ٣ باب إن الائمةعليهم‌السلام كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه.

٣ ـ أصول الكافي ١ : ٥٣٦ / ٢ ، والإرشاد ٢ : ٣٨٤.

٤ ـ الإرشاد ٢ : ٣٨٣ ، وكشف الغمة ٣ : ٢٥٤ ـ ٢٥٥.

٢٨

ـ هذا ، وفي حديث الحكم بن أبي نعيم ، عن الإمام الباقرعليه‌السلام ما يشير بكل وضوح إلى اشتهار وصف الإمام المهديعليه‌السلام بالقائم صفوف أصحاب الأئمةعليهم‌السلام (١) .

٣ ـ وفي الصحيح عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله عزّوجلّ :( يومَ يأتي بعضُ آياتِ ربّكَ لا ينفعُ نفسا إيمانُها لم تكن آمنت من قبلُ ) (٢) ، قالعليه‌السلام : « الآيات : هم الأئمة ، والآية المنتظرة : هو القائمعليه‌السلام ، فيومئذٍ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائهعليهم‌السلام (٣) .

وهذا الحديث الصحيح صريح بهلاك منكري الإمام المهديعليه‌السلام في غيبة ، ما لم يتداركوا أنفسهم ويتوبوا إلى الله عزّوجلّ قبل انسداد باب التوبة بظهور الإمام المنتظرعليه‌السلام . ومنه يعلم وهن اعتذار بعض من اتّبعوا أهواءهم بأنهم لو أدركوا ظهور الإمام المهديعليه‌السلام لآمنوا به وأسرعوا إلى مبايعته وتصديقه. الأمر الذي يشير إلى ضرورة التصدي إلى تلك الأعذار الواهية والذرائع الخاوية ، واجتثاث جذورها من الأعماق( ولئنِ اتّبعتَ أهواءهمْ من بعدِ ما جاءكَ من العلمِ إنكَّ إذا لّمنَ

__________________

١ ـ أنظر الحديث في أصول الكافي ١ : ٥٣٦ / ١ من الباب السابق.

٢ ـ سورة الأنعام : ٦ / ١٥٨.

٣ ـ إكمال الدين : ١٨ ، من المقدمة. وأخرجه الشيخ الصدوق من طريق صحيح آخر ، عن علي بن رئاب ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام في إكمال الدين : ٣٠ ، من المقدمة أيضا.

٢٩

الظّالمين ) (١)

٤ ـ وعن غياث أيضا ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية »(٢) .

ويلحظ هنا ذكر الغيبة في تثبيت أصل القضية وفي حكم من أنكرها معا ، ومنه يكتشف عمق مفهوم الغيبة المواكب لأصل القضية.

ومن هنا كان الخطر الذي يكمن وراء إنكار الإمام المهديعليه‌السلام عظيما ، والنتحجة التي تضمّنتها الأحاديث الثلاثة تتماشى مع روح القرآن الكريم تماما ، قال تعالى :( أفتؤمنون ببعض الكتابِ وتكفرونَ ببعضٍ ) (٣) فما دام الكلّ من الله عزّوجلّ فلا معنى للتبعيض فيه أصلا ، ولهذا فمن آمن بالقرآن الكريم وأنكر سورة واحدة من سورة القصار فقد كفر وخرج عن ملة الإسلام ، فكذلك الحال هنا.

وقد يقال : بأن هذا قياس مع الفارق ؛ إذ ليس في القرآن الكريم صحيح وضعيف ، بل هو كله من كلام الله عزّوجلّ المنقول إلينا بالتواتر ، والحديث ليس كذلك إذ فيه الصحيح والضعيف والموضوع الذي لا أصل له ، ومن ثَمَّ فإن الوعيد الشديد المذكور واقع على من أنكر أصل القضية

__________________

١ ـ سورة البقرة : ٢ / ١٤٥.

٢ ـ إكمال الدين ٢ : ٤١٢ ـ ٤١٣ / ١٢ باب ٣٩.

٣ ـ سورة البقرة : ٢ / ٨٥.

٣٠

المهدوية ، كمن يقول مثلا : ( لا مهدي في آخر الزمان )! وحينئذٍ لا يضرّ الوعيد المذكور بمن آمن بمهدي مجهول يخلقه الله في آخر الزمان ؛ لأنه إيمان بالأصل المتّفق عليه بين جميع فئات المسلمين وطوائفهم ومذاهبهم.

والجواب : إن معرفة مقام أهل البيتعليهم‌السلام بأنهم الامتداد الطبيعي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنهم خلفاؤه ، وأوصياؤه ، وطاعتهم طاعته ، ومعصيتهم معصيته ، وحديثهم حديثه ، وقول أيٍّ منهم حجة ، وأنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه منهم مات ميتة جاهليّة ، كميتة أبي سفيان على الكفر والنفاق ، كل ذلك يدّلُ على أنهمعليهم‌السلام كالقرآن الكريم لا يجوز تبعيض الإيمان بهم مطلقا ، ويؤيد هذا ، من نجاة المسلمين من الضلالة مرهونة باتباع القرآن والعترة معا ؛ لأنهما صنوان لا يفترقان عمر الدنيا كما في حديث الثقلين الشريف ، وهو حديث متواتر بلا أدنى شبهة ، هذا فضلا عن الأحاديث الكثيرة المتواترة في وجوب التمسّك بهم والرّد إليهم ، والكون معهم ، فإنّ ظاهرها إنّ من لم يأخذ منهم أو عمن أخذ منهم ، لا يعدّ في العرف طائعا لهم ، ولا رادا إليهم ، ولا متمسّكا بهم ، ولا كائنا معهم ، وإذا لم يصدق عليه ذلك ، لم تصدق عيه صفة الإيمان وإن نطق بالشهادتين وصام وصلّى وأدّى فرائض الله كلها ، بل في أسلامه خدش عظيم.

وأما عن دعوى التحقيق في تلك الأحاديث لاحتمال أن تكون موضوعة أو ضعيفة ، وبالتالى فلا يلزم منها الوعيد المذكور. فهي دعوى غير صحيحة أصلا ؛ إذ لا تحتاج المسألة إلى تحقيق ما ورد فيها من أحاديث ، بل لو لم يوجد أيّ حديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيتهعليهم‌السلام في مثل

٣١

هذا الموضوع أصلا ، لكان الاعتقاد بهلاك منكر الإمام المهديعليه‌السلام هو المتعين ، لثبوت كونه خاتم الأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام ثبوتا متواترا.

علما من في هذا الكتاب وحده من الأحاديث المروية عن الإمام الصادقعليه‌السلام وحده ، ما يكفي لإثبات هذه الحقيقة ، فكيف الحال إذن لو أُضيف لها ما روي عن أهل البيتعليهم‌السلام كافة ، لا شكّ أنها ستفوق الحدَّ المطلوب في تحقّق التواتر بدرجات.

ومن شاء فليرجع إلى أُمّهات الكتب المعتمدة المعدّة في هذا الغرض كإكمال الدين للشيخ الصدوق ، وكتّاب الغيبة للشيخ النعماني ، وكتاب الغيبة للشيخ الطوسي ، وغيرها من الكتب المعتبرة الأخرى ، التي اشتملت على مئات الأحاديث الواردة في هذاالموضوع.

٣٢

الفصل الثاني

ترسيخ الإمام الصادقعليه‌السلام للقواعد

الكاشفة عن هوية الإمام الغائب

هناك جملة وافرة من الأحاديث النبويّة الشريفة ، التي يمكن عدها ـ وبكل اطمئنان ـ من القواعد الأساسية التي أصّلتها الشريعة الإسلامية في مقام بيان منزلة ومعرفة الأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام ، ابتداء من أمير المؤمنين الإمام على بن أبي طالب ، وانتهاء بالإمام الحجة ابن الحسن العسكريعليهم‌السلام ، بحيث لو ضمّ بعضها إلى بعض لتكشّفت من خلالها هوية الإمام الغائب ، وبصورة لا تحتاج معها إلى أي دليل آخر في مسالة ولادته ، وإمامته وغيبته وطول عمره وظهوره في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلا وقسطا بعد ما ملئت ظلما وجورا ، وهو ما اتّضح لطلائع التشيّع ، وآمنوا به قبل ولادة الإمام المهديعليه‌السلام بعشرات السنين ، نتيجة لتلك الأخبار التي أفصحت عن كل هذا قبل زمان تحقّقه.

ومن الطبيعي من لا يتّفق هذا المنهج القائم على الإيمان بالغيب مع معطيات الفلسفة المادية التي لا تؤمن بالغيب أصلا ، ومن هنا أصبح الدليل

٣٣

المادي في تلك الفلسفة هو الحاكم في مجال العقيدة عند من تأثر بتلك الفلسفة وروّج لها من المستشرفين وغيرهم.

وأما في المنظور الإسلامي فيكفي الاعتقاد بالغيب ثبوت الإخبار عنه بالطريق الشرعي ، كوجوده في القرآن الكريم ، أو في الصحيح من الحديث النبوي الشريف ، أو من حديث أهل البيتعليه‌السلام الذين زكّاهم الله تعالى ، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.

والحديث عن دور الإمام الصادقعليه‌السلام في موضوع الثقافة المهدوية بوجه عام ، والغيبة والغائب بوجه خاص ، ينبغي أن لا تغيب عنه المقدمات التي اعتمدها الإمام الصادقعليه‌السلام في بناء تلك الثقافة بناء محكما ، وذلك من خلال القيام بترسيخ القواعد اللازمة في ذهنية الأمة ، والعمل الدؤوب على نشرها ، حتى استطاععليه‌السلام من خلال التأكيد عليها ، وبيان مصداقها الخارجي أن يجعل العقيدة بالإمام المهدي وغيبتهعليه‌السلام ـ قبل أن يولد بأكثر من مائة عام ـ من القلاع الشامخة الحصينة التي لايمكن لأحد تسلّق أسوارها ، فضلا عن السطو عليها بهدف النيل منها أو تشويهها ، ومن تلك القواعد :

القاعدة الاولى :

قاعدة العصمة والمرجعية العلميّة والسياسية لأهل البيتعليهم‌السلام

وهذه القاعدة كغيرها من القواعد الأخرى الآتية كانت معروفته من قبل ، بفضل ما ورد بشأنها في القرآن الكريم وأحاديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل البيت من آباء الإمام الصادقعليهم‌السلام ، ولكنها لم تصل مداها الأرحب

٣٤

كما ينبغي ، بسبب الظرف السياسي الخانق الذي حال دون وصول أهل البيتعليهم‌السلام إلى الخلافة بعد وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مباشرة ، وبالتالى حال دون أن تأخذ مفعولها في الوسط الإسلامي.

ومن هنا يبرز دور الإمام الصادقعليه‌السلام في ترسيخ تلك القواعد بناء على ما ذكرناه سلفا من توفر الانفراج السياسي النسبي الذي حصل لهعليه‌السلام بعد انهيار دولة البغاة ونشأة امبراطورية الطغاة.

ولسعة ما اعتمده الإمام في التأكيد على هذه القاعدة ، فسوف نكتفي بحدود اهتمامهعليه‌السلام بحديث الثقلين الشريف ، الذي اعتنى به الإمام للغرض المذكور ، بعد أن رأى محأولات الالتفاف على هذا الحديث الشريف من قبل السلطات الحاكمة حيث سخّرت له من يصرفه عن مؤدّاه من فقهاء ورواة السلطةٍ وقضاتهم وولاتهم. الأمر الذي يكشف عن ادراكهم خطورة هذا الحديث على المستويين الثقافي والسياسي معا. وسوف نتحدث عنه تحت عنوان :

حديث الثقلين وأثره في بلورة القاعدة :

أولا ـ صحة الحديث وبيان تواتره :

جرى الاستدلال على صحّة هذه القاعدة ببيان اُصولها من القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة والسيرة الذاتية لأهل البيتعليهم‌السلام مع الدليل العقلي ، وسنقتصر ـ كما ذكرنا ـ على دليل واحد من السنة النبوية وهو حديث الثقلين الشريف ، فنقول :

٣٥

إنّ النيل من صحّة حديث الثقلين الشريف لا يجدي نفعا بعد وروده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من طرق كثيرة جدا وبألفاظ واحدة ومتقاربة ، توجب تواتره بأبهى صورة.

فقد أخرج الترمذي ، عن أبي سعيد الخذري ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله الشريف : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما »(١) .

وأخرجه عن أبي سعيد ـ من العامّة ـ : أحمد بن حنبل ، وابن أبي عاصم ، وأبو يعلى الموصلي ، وابن الجعد ، وابن سعد ، وابن أبي شيبة ، والطبراني في معاجمه الثلاثة ، والحمويني(٢) .

كما أخرجه عن أبي سعيد ـ من الإمامية ـ : محمد بن

__________________

١ ـ سنن الترمذي ٥ : ٦٦٢ / ٣٧٨٦

٢ ـ مسند أحمد ٣ : ١٧ و ٢٦ و ٥٩ ، وفضائل الصحابة له أيضا ٢ : ٥٨٥ / ٩٩٠ و ٢ : ٧٧٩ / ١٣٨٢ ، والسنة لابن أبي عاصم ٢ : ١٠٢٣ ـ ١٠٢٤ / ١٥٩٧ و ١٥٩٨ ، ومسند أبي يعلى الموصلي ٢ : ٦ / ١٠١٧ ، و ٢ : ٨ ـ ٩ / ١٠٢٣ ، ومسند ابن الجعد ١ : ٣٩٧ / ٢٧١١ ، والطبقات الكبرى لابن سعد ٢ : ١٩٤ ، والمصنف لابن أبي شيبة ٧ : ١٧٦ / ٢٧ ، ومعاجم الطبراني الثلاثة : الكبير ٣ : ٦٥ ـ ٦٦ / ٢٦٧٨ و ٢٦٧٩ و ٢٦٧٩ ، الصغير ١ : ١٣١ و ١٣٥ ، والأوسط ٤ : ٢٦٢ ـ ٢٦٣ / ٣٤٦٣ و ٤ : ٣٢٨ / ٣٥٦٦ ، وفرائد السمطين ٢ : ١٤٤ ـ ١٤٦ / ٤٣٨ و ٤٣٩ و ٤٤٠ باب ٣٣.

٣٦

العباس المفسّر ، والشيخ الصدوق ، والشيخ المفيد ، والشيخ الطوسي(١) .

ولم تقتصر رواية حديث الثقلين على أبي سعيد الخدري فحسب ، بل رواه آباء الإمام الصادقعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهم : أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام (٢) ، والإمام الحسن السبطعليه‌السلام (٣) ، والإمام الباقرعليه‌السلام (٤) . كما ورد ـ فيما بعد ـ عن الإمامين :

__________________

١ ـ تأويل الآيات الظاهرة للإسترابادي : ٦١٦ ، وإكمال الدين ١ : ٢٣٥ / ٤٦ ، و ١ : ٢٣٧ ـ ٢٣٨ / ٥٤ و ٥٧ ، و ١ : ٢٤٠ / ٦١ باب ٢٢ ، ومعاني الأخبار : ٩٠ / ١ و ٢ باب معنى الثقلين ، والخصال : ٦٥ / ٩٧ ، وأمالي الشيخ المفيد : ١٣٤ / ٣ مجلس / ١٣٦ ، وأمالي الشيخ الطوسي : ٢٥٥ / ٤٦٠ ( ٥٢٩ ) مجلس / ٩.

٢ ـ أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ٢ : ١٠٢٦ ، والبزار في مسنده ٣ : ٨٩ / ٨٦٤ ، والطحاوي في مشكل الآثار ٢ : ٢١١ ـ ٢١٢ / ١٩٠٠ ، والحمويني الشافعي في فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ / ٤٣٧ باب ٣٣.

ورواه من الإمامّية : الكليني في اُصول الكافي ٢ : ٤١٤ / ١ ، والصدوق في إكمال الدين ١ : ٢٣٥ / ١٩ و ١ : ٢٣٧ / ٥٤ و ١ : ٢٣٩ / ٥٨ و ١ : ٢٤٠ / ٢٤ باب ٢٢ وكذلك في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٥٧ / ٢٥ باب ٦ و ٢ : ٣٤ / ٤٠ باب ٣١ ، و ٢ : ٦٨ / ٢٥٩ ، ومعاني الأخبار : ٩ ـ ٩١ / ٤ و ٥ ، والشيخ النعماني في كتاب الغيبة : ٤٢.

٣ ـ أخرجه الشيخ المفيد في أماليه : ٣٤٨ / ٤ مجلس / ٤١ ، والشيخ الطوسي في أماليه : ١٢١ / ١٨٨ مجلس / ٥ ، و : ٦٩١ / ٤٦٩ مجلس / ٣٩ ، والخزاز في كفاية الأثر : ١٦٢ ، والطبري في بشارة المصطفى : ١٠٦.

٤ ـ أخرجه الصفّار في بصائر الدرجات : ٤١٣ ـ ٤١٤ / ٣ و ٦ باب ١٧ ، وثقة

٣٧

الكاظم(١) ، والرضاعليهما‌السلام (٢) .

وأما حديث الإمام الصادقعليه‌السلام فسيأتي في ترسيخ هذه القاعدة.

كما روى حديث الثقلين الشريف عدد من الصحابة ، وهم : جابر بن عبد الله الأنصاري(٣) ، وحذيفة ابن أسيد(٤) ، وزيد بن أرقم(٥) ،

__________________

الإسلام الكليني في فروع الكافي ٣ : ٤٢٢ / ٦ باب تهيئة الإمام للجمعة ، والكشي في رجاله ١ : ٢١٩ / ٢١٨ في ترجمة ثوير بن أبي فاختة ، والشيخ الصدوق في معاني الأخبار : ٥٨ / ٥٩ ، وعمّاد الدين الطبري في بشارة المصطفى : ١٢.

١ ـ أخرجه الشريف الرضي في خصائص الأئمة : ٧٢.

٢ ـ أخرجه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٢٨ / ١ باب ٢٣ ، والأمالي : ٥٢٢ / ١ مجلس / ٧٩.

٣ ـ أخرجه الترمذي في سننه ٥ : ٦٦٢ ـ ٦٦٣ / ٣٧٨٦ ، والطبراني في المعجم الكبير ٣ : ٦٦ / ٢٦٨٠ و ٥ : ٣٨٠ / ٤٧٥٤ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ : ١٧٥ / ٢٧ ، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة ١ : ٨١ / ٩٥.

وأخرجه من الإمامية : الصفار في بصائر الدرجات : ٤١٤ / ٥ باب ١٧ ، والصدوق في إكمال الدين ١ : ٢٣٦ / ٥٣ باب ٢٢ ، والشيخ الطوسي في أماليه : ٥١٦ / ١١٣١ ( ٣٨ ) مجلس / ١٨.

٤ ـ أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ : ١٨٠ ـ ١٨١ / ٣٠٥٢ ، والخطيب البغددي في تاريخ بغداد ٨ : ٤٤٢ / ٤٥٥١ في ترجمة زيد بن الحسن الأنماطي ، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ١ : ٣٥٥ / ٥٧ في ترجمة حذيفة بن أسيد. وأخرجه من الإمامية : الخزاز في كفاية الأثر : ١٢٧ ، والصدوق في الخصال : ٦٥ / ٩٨ من أربعة طرق.

٥ ـ أخرجه مسلم في صحيحة ٤ : ١٤٩٢ ـ ١٤٩٣ / ٢٤٠٨ ( ٣٦ ) و ( ٣٧ ) ، وابن

٣٨

وزيد بن ثابت الأنصاري(١) ، وجندب بن جنادة أبو ذرّالغفاري(٢) ،

__________________

خزيمة في صحيحة ٤ : ٦٢ ـ ٦٣ / ٢٣٥٧ ، و النسائي في خصائص الإمام عليعليه‌السلام ١١٧ ـ ١٢٠ / ٧٩ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ٤ : ٣٦٦ و ٣٧١ ، وفي فضائل الصحابة أيضا ٢ : ٥٧٢ / ٩٦٨ ، والدارمي في سننه ٢ : ٥٢٤ / ٣٣١٦ ، وابن أبي عاصم في السنة ٢ : ١٠٢٢ ـ ١٠٢٣ / ١٥٩٥ و ١٥٩٦ ، و ٢ : ١٠٢٥ ـ ١٠٢٦ / ١٥٩٩ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ : ١٧٦ / ٢٧ ، والطبراني في المعجم الكبير ٥ : ١٦٦ ـ ١٦٧ / ٤٩٦٩ و ٤٩٧١ ، و ٥ : ١٦٩ ـ ١٧٠ / ٤٩٨٠ و ٤٩٨١ ، و ٥ : ١٨٢ ـ ١٨٤ / ٥٠٢٥ و ٥٠٢٧ و ٥٠٢٨ ، ٥ : ١٨٦ / ٥٠٤٠ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ : ١١٨ / ٤٥٧٦ ، و ٣ : ١٦٠ ـ ١٦١ / ٤٧١١ ، والطحاوي في مشكل الآثار ٤ : ٢٥٠ ـ ٢٥٤ / ٣٧٩٦ و ٣٧٩٧ باب ٥٤٨ ، والبيهقي في كتاب الاعتقاد ١ : ٣٢٥ ، والسنن الكبرى أيضا ١٠ : ١١٣ ـ ١١٤ ، والخوارزمي الحنفي في المناقب : ١٥٤ و ١٨٢ ، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين ٣ : ٤٦٥ / ٥٢.وأخرجه من الإمامية : الصدوق في إكمال الدين ١ : ٢٣٤ / ٤٤ و ٤٥ ، و ١ : ٢٣٧ ـ ٢٤٠ / ٥٤ و ٥٥ و ٥٦ و ٦٢ باب ٢٢ من ستة طرق.

١ ـ أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده ٥ : ١٩٠ ، وفي فضائل الصحابة له أيضا ٢ : ٧٨٦ ، وابن أبي عاصم في السنة ١ : ٥٠٩ / ٧٧٢ ، و ٢ : ١٠٢١ / ١٥٩٣ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ : ٤١٨ / ٤١ ، والطبراني في المعجم الكبير ٥ : ١٥٣ ـ ١٥٤ / ٤٩٢١ و ٤٩٢٢ و ٤٩٢٣ ، والحمويني في فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ / ٤٣٧ باب ٣٣.

وأخرجه من الإمامية : ابن شاذان في مائة منقبة : ١٦١ / ٨٦ ، والصدوق في إكمال الدين ١ : ٢٣٦ / ٥٢ باب ٢٢ ، و ١ : ٢٣٩ / ٦٠ باب ٢٢ ، والأمالي : ٥٠٠ / ٦٨٦ ( ١٥ ) مجلس / ٦٤.

٢ ـ أخرجه علي بن إبراهيم في تفسيره ١ : ١٠٩ في تفسير سورة آل عمران ،

٣٩

وأبو هريرة(١) ، وأم سلمة(٢) ، والبراء بن عازب(٣) ، وحذيفة بن اليمان(٤) ، وعبد الله ابن عباس(٥) ، وعمر بن الخطاب(٦) .

ثانيا ـ من صحح الحديث من العلماء :

من الواضح أنّ اتفاق الصحابة ـ الذين سبق ذكرهم ـ على رواية حديث الثقلين الشريف بلفظ : « كتاب الله وعترتي » ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوجب تواتره ، وإذا ما أُضيف إلى ذلك موقف أهل البيت من هذا الحديث عُلم تواتره بأبهى صورة على منهم صرّحوا بحسن الكثير من طرقه تارة ، وصيتها اُخرى. ولو جُمعت طرق الحديث تلك لكانت وحدها دليلا كافيا على تواتر الحديث. وإليك جملة يسيرة بأسماء من قال بحسن الحديث أو صحّته ، و هم :

محمد ابن إسحاق ( ت / ١٥٠ هـ )(٧) ، ومحمد بن عيسى الترمذي

__________________

والشيخ الصدوق في إكمال الدين ١ : ٢٣٦ ـ ٢٣٩ / ٥٢ و ٥٩ و ٦٠ باب ٢٢ ، والخصال ٢ : ٤٥٧ / ٢ ، والأمالي : ٥٠٠ / ٦٨٦ ( ١٥ ) مجلس / ٦٤.

١ ـ أخرجه الخزاز القمّي في كفاية الأثر : ٨٧.

٢ ـ أخرجه الشيخ الطوسي في أماليه : ٤٧٨ / ١٠٤٥ ( ١٤ ) مجلس / ١٧.

٣ ـ أخرجه عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى : ١٣٦.

٤ ـ أخرجه الخزاز في كفاية الأثر : ١٣٦ ، والسيد ابن طاوس في إقبال الأعمال : ٤٥٤.

٥ ـ أخرجه الشيخ الصدوق في أماليه : ٦٤ / ١١ مجلس / ١٥ ، والشيخ المفيد في أماليه : ٤٥ ـ ٤٧ / ٦ مجلس / ٦ ، وابن شاذان القمي في مائة منقبة : ١٤٣ / ٧٥.

٦ ـ أخرجه الخزاز في كفاية الأثر : ٩١.

٧ ـ لسان العرب / ابن منظور ٤ : ٥٣٨ ( عَتَرَ ).

٤٠