دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق0%

دروس في الاخلاق مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 279

دروس في الاخلاق

مؤلف: الشيخ علي المشكيني
الناشر: نشر الهادي
تصنيف:

الصفحات: 279
المشاهدات: 66618
تحميل: 6518

توضيحات:

دروس في الاخلاق
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 279 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 66618 / تحميل: 6518
الحجم الحجم الحجم
دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق

مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
العربية

لدرس الخامس والعشرون

في التفكر والاعتبار بالعبر والاتّعاظ بالعظات

حقيقة التفكر : سير الباطن من المبادئ إلى المقاصد ، ولا يرتقي من النقص إلى الكمال إلا بهذا السير ، ومبادئه الآفاق والأنفس بأن يتفكر في أجزاء العالم وذراته وفي الأجرام العلوية والكواكب ، وفي الأجرام السفلية ، برها وبحرها ومعادنها وحيواناتها ، وفي أجزاء الإنسان وأعضائه وما فيها من المصالح والحكم وغيرها ، مما يستدل بها على كمال الصانع وعظمته وعلمه وقدرته ، فالتفكر من حيث خلقها وإتقان صنعها وغرائب الصنع وعجائب الحكم الموجودة فيها ، أثره الايقان بوجود الصانع وعلمه وقدرته وحكمته ، ومن حيث تغيرها وفنائها بعد وجودها ، أثره الانقطاع منها والتوجه بالكلية إلى خالقها وبارئها ، ونظيره التفكر في أحوال الماضين وانقطاع أيديهم عن الدنيا وما فيها ورجوعهم إلى دار الآخرة ، فإنه يوجب قطع المحبة عن غير الله ، والانقطاع إليه بالطاعة والتقوى.

١٤١

فالتفكر في الحقيقة من الأسباب والمقدمات الموصلة إلى عرفان نظري هو أشرف المعارف ، وهو عرفان الرب تعالى بصفاته وأفعاله ، وإلى حالة نفسانية هي أفضل الحالات ، وهي الانقطاع إليه تعالى عن غيره ، والمداومة على هذا العمل والممارسة عليه تورث ملكة التفكر والاتعاظ ودوام التوجه إلى الله تعالى ، وانقطاع النفس عن كل ما يقطعها عن الرب. وقد ورد الحث الأكيد على ذلك في الكتاب الكريم ، والأمر والترغيب في النصوص بمقدار وافٍ كثير.

فقال في الكتاب العزيز :( يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ) (١) وقال في أولي الألباب :( ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً ) (٢) وقال :( أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء ) (٣) .

وقال :( انظروا ماذا في السموات والأرض ) (٤) . وقال في عباد الرحمن :( والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً ) (٥) .

وقال :( أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى ) (٦) . وقال :( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ) .(٧) وقال :( إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون ) .(٨)

__________________

١ ـ البقرة : ٢١٩.

٢ ـ آل عمران : ١٩١.

٣ ـ الأعراف : ١٨٥.

٤ ـ يونس : ١٠١.

٥ ـ الفرقان : ٧٣.

٦ ـ الروم : ٨.

٧ ـ فصلت : ٥٣.

٨ ـ الجاثية : ٣ ـ ٤.

١٤٢

وقال :( وفي الارض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .(١) وقال :( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) .(٢) و( كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) (٣) ، و( كيف كان عاقبة المكذبين ) .(٤) و( كيف كان عاقبة المنذرين ) (٥) ، و( كيف كان عاقبة المجرمين ) .(٦) وقال :( لقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر ) .(٧) وقال :( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) .(٨) وقال :( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) .(٩) و( تلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها الا العالمون ) .(١٠) و( إن هذه تذكرة ) (١١) و( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) .(١٢)

وقد ورد في النصوص عن أهل البيتعليهم‌السلام قول علي : ( نبه بالفكر قلبك )(١٣) . قال المحقق الطوسي يمكن تعميم التفكر هنا للتفكر في أجزاء العالم العلوي والأجرام السفلية ، وأعضاء الإنسان ، وأحوال الماضين ، والتفكر في معاني الآيات القرآنية والأخبار النبوية ، والآثار المروية عن الأئمة الأطهار ، والمسائل الدينية والاحكام الشرعية.

__________________

١ ـ الذاريات : ٢٠ ـ ٢١.

٢ ـ العنكبوت : ٢٠.

٣ ـ الروم : ٩.

٤ ـ النحل : ٣٦.

٥ ـ يونس : ٧٣.

٦ ـ الأعراف : ٧٤.

٧ ـ القمر : ٤.

٨ ـ الأعراف : ١٧٦.

٩ ـ يوسف : ١١١.

١٠ ـ العنكبوت : ٤٣.

١١ ـ المزمل : ١٩ ، الإنسان : ٢٩.

١٢ ـ الحشر : ٢.

١٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٥٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣١٨ ـ وسائل الشيعة ج١١ ، ص١٥٣.

١٤٣

وورد : أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة(١) . فإذا مر بالخربة أو بالدار يقول : أين ساكنوك وأين بانوك ما لك لا تتكلمين؟(٢) .

وأن أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته(٣) . وقوله : ( في الله ) أي : في صفاته تعالى وأفعاله ، وليس المراد : التفكر في ذات الله وكنه صفاته ، فإنه ممنوع يورث الحيرة واضطراب العقل.

وأنه ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم ، إنما العبادة : التفكر في أمر الله(٤) .

وأن التفكر يدعوا إلى البر والعمل به(٥) .

وأنه كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والاعتبار(٦) .

وأن على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات : ساعة يتفكر فيما صنع الله إليه(٧) . وأن الفكر مرآة صافية(٨) .

وأنه لا عبادة كالتفكر في صنعة الله(٩) .

وأن أغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال(١٠) .

وأن السعيد من وعظ بغيره(١١) .

__________________

١ ـ الحقائق : ص٣٠٩ ـ الوافي : ج٤ ، ص٣٨٥.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٥٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٠.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٥٥ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص١٥٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢١.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٥٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ٣٢٢.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٥٥ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص١٥٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٢.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ٣٢٣.

٧ ـ المحجة البيضاء : ج٣ ، ص٦٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٣.

٨ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٥ و٣٦٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٨ ، ص٩٢.

٩ ـ معالم الزلفي : ج١ ، ص١٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٤.

١٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ٣٢٤ وج٧٣ ، ص٨٨.

١١ ـ من لا يحضره الفقيه : ج٤ ، ص٣٧٧ ـ تنبيه الخواطر : ج٢ ، ص٩٢ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٤ وج٧٧ ، ص١٣٦.

١٤٤

وأن أوجز الوعظ أنه ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة(١) .

وأن كل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة(٢) .

وأن الله يحب المتوحد بالفكرة(٣) .

وأن مرآتك يريك سيئاتك وحسناتك(٤) .

وأنه من اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم(٥) .

وأنه ما أكثر العبر وأقل الاعتبار(٦) .

وأن القلب مصحف البصر(٧) .

وأنه يجب الاستدلال على مالم يكن بما قد كان فإن الأمور أشباه(٨) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٤.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٥.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٥.

٥ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢٠٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٧.

٦ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢٩٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٨ وج٧٨ ، ص٦٩.

٧ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٤٠٩ ـ غرر الحكم ودرر الحكم : ج١ ، ص٢٧٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٨.

٨ ـ نهج البلاغة : الكتاب ٣١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٨.

١٤٥

١٤٦

الدرس السادس والعشرون

في الحياء من الله ومن الخلق

الحياء ملكة انقباض النفس عن القبيح وانزجارها عن كل فعل أو ترك تعده سيئاً ، وإذا نسب إلى الله تعالى فالمراد به : التنزيه عملاً عن القبيح ، وترتيب أثر الانقباض فهو في الخلق من صفات الذات ، وفي الخالق من صفات الفعل كالرؤوف والرحيم وهذه الصفة إذا كان متعلقها القبائح الشرعية والعقلية من أفضل الصفات والملكات الانسانية ، وقد ورد في فضلها وكونها من آثار الإيمان ، وكون تركها خروجاً عن الإيمان ، نصوص كثيرة مستفيضة أو متواترة.

فورد عن النبي الأقدس وأهل بيتهعليهم‌السلام : أن الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ،(١) ( وكلمة « من » للسببية ، والمعنى : أن الحياء من آثار الإيمان وشؤونه ، فإنه مسبب عن الاعتقاد بالتوحيد وما أنزله تعالى على رسله ، فالإذعان بذلك يوجب إنزجار النفس عن جميع ما حرمه الدين ومنعه ).

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٦ وج١١ ، ص٣٣٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٩ وج٧٧ ، ص١٦٠.

١٤٧

وأن الحياء والإيمان مقرونان في قرن ، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه(١) .

وأنه لا إيمان لمن لا حياء له(٢) .

وأن الحياء حياءان : حياء عقل وحياء حمق ، فحياء العقل هو العلم ، وحياء الحمق هو الجهل(٣) . ( حياء العقل هو الحياء الذي منشأه تعقل قبح الشيء عقلاً أو شرعاً ، وهذا ممدوح معلول للعلم ، وحياء الحمق ما كان منشأه اتباع العادات والرسوم غير المضاة من الشرع : كالحياء عن تعلّم بعض المسائل العلمية والشرعية ، وهذا جهل مذموم ، ولذا قيل : إن الحياء منه ضعف ومنه قوة وإيمان ).

وأن من رق وجهه رق علمه(٤) ( أي : من استحيى من السؤال قل علمه ).

وأن الحياء من الأوصاف التي من كن فيه بدل الله سيئاته حسنات(٥) ( والمعنى : أن الحياء يجره بالأخرة إلى التبة فيمحوا الله سوابق معاصيه ويبدل مكانها لواحق الطاعات أو أن ملكة المعصية في النفس تتبدل بملكة الحسنة وللآية الشريفة أي «إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات »(٦) معان آخر ).

وأن رسول الله قال : لم يبق من أمثال الأنبياء إلا قول الناس : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت(٧) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : استحيوا من الله حق الحياء(٨) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣١.

٢ ـ الوافي : ج٤ ، ص٤٣٦ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣١.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٧ ، ص١٤٩.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٠.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٢.

٦ ـ الفرقان : ٧٠.

٧ ـ الأمالي : ج١ ، ص٤١٢ ـ عيون أخبار الرضا ( ع ) : ج٢ ، ص٥٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٣.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٣.

١٤٨

وأن الله يحب الحييّ المعفف(١) .

وأنه ما كان الحياء في شيء إلا زانه(٢) .

وأن الحياء خير كله(٣) .

وأن أول ما ينزع الله من العبد الحياء ، ثم الأمانة ، ثم الدين فيصير شيطاناً لعيناً(٤) .

وأنه استحي من الله لقربه منك(٥) .

وأنه قرن الحياء بالحرمان(٦) .

وأن من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه(٧) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٤.

٢ ـ روضة الواعظين : ص٤٦٠ ـ مستدرك الوسائل : ج٨ ، ص٤٦٥.

٣ ـ من لا يحضره الفقيه : ج٤ ، ص٣٧٩ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٩ و٣٣٥.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٥.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٦.

٦ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٧ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٤ ، ص٤٩٣.

٧ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢٢٣ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٧.

١٤٩

١٥٠

الدرس السابع والعشرون

في التدبّر والتثبت وترك الاستعجال

للعاقل البصير المجرب للأمور إذا أراد الاقدام على أي عمل من أعماله أن يتأمل جميع جوانب المراد من مقدماته وشرائطه وموانعه وملازماته وعواقبه وآثاره تأملاً تاماً حتى يكون على بصيرة من غرضه ومرماه ، لئلا يعرض له ضرر أو ندامة من ناحية قصور نفسه ، فإن عروض الحوادث غير الاختيارية لا لوم عليه. ثم إن من نتائج التدبر عدم تعجيله في الاقدام لو لم يحل وقته ، ولزوم الاسراع بعده إذا احتمل فوت الفرصة.

والممارسة على هذا الأمر تورثت ملكة فاضلة للانسان ينطبق عليه بذلك عنوان العاقل الحكيم ذي الحزم والتدبير ، وهو من أكمل المراتب الانسانية.

وقد ورد الحث بذلك في نصوص وفيها :

أن التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم(١) .

__________________

١ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج١ ، ص٣٧٢ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٨ و٣٤٢ ـ نور الثقلين : ج٤ ، ص٣.

١٥١

وأنه : لا عقل كالتدبير(١) .

ومع التثبت تكون السلامة ، ومع العجلة تكون الندامة. ومن ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه(٢) .

وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى وأكد في الوصية : بأنه إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته ، فإن يك رشداً فامضه وأسرع إليه ، وإن يك غياً فانته عنه(٣) .

وأن علياًعليه‌السلام قال عند موته : أنهاكم عن التسرع بالقول والفعل(٤) .

وأن العاقل لابد أ ينظر في شأنه(٥) .

وأن الحزم كياسة(٦) .

وأن الحزم : أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك(٧) .

وأنه : إنما أهلك الناس العجلة ، ولو أنهم تثبتوا لم يهلك أحد(٨) .

وأن الأناة من الله والعجلة من الشيطان(٩) .

وأن من طلب الأمر من وجهه لم يزل ، فإن زل لم تخذله الحيلة(١٠) .

وأنه : إتئد تصب أو تكد(١١) ( والاتئاد : التمهل والتأني ، والمراد : إن فكرت في أمر ن غير استعجال فإمّا أن تصب هناك أو تعزب عنه ).

__________________

١ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٦ ، ص٣٤٧ ـ بحار الأنوار : ج١ ، ص٩٥ وج٧١ ، ص٣٣٨.

٢ ـ الخصال : ص١٠٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٨.

٣ ـ المحجة البيضاء : ج٨ ، ص١٦٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٩.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٩.

٥ ـ نفس المصدر السابق.

٦ ـ نفس المصدر السابق.

٧ ـ نفس المصدر السابق.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٠.

٩ ـ نفس المصدر السابق.

١٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٠ و٣٥٦.

١١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٠ وج٧٨ ، ص٣٥٦.

١٥٢

وأن من لم يعرف الموارد أعيته المصادر(١) .

وأن من انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة والعاقبة المتعبة(٢) .

وأن الظفر بالحزم ، والحزم بإجالة الرأي والرأي بتحصين الأسرار(٣) .

وأنه : بادر الفرصة قبل أن تكون غصة(٤) .

وأنه ما أنقض النوم لعزائم اليوم(٥) .

وأنه : روِّ تحزم فإذا استوضحت فاجزم(٦) ( أي : تفكر حتى يحصل لك التثبت والصلاح ، فإذا وضح لك ذلك فاجزم بالعمل ).

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٠.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٤٨ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج١ ، ص٢١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤١ وج٧٥ ، ص٧١.

٤ ـ نهج البلاغة : الكتاب ٣١ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٣ ، ص٢٤١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤١.

٥ ـ نهج البلاغة : الخطبة ٢٤١ والحكمة ٤٤٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤١.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤١.

١٥٣

١٥٤

الدرس الثامن والعشرون

في الاقتصاد والقناعة

الاقتصاد من القصد وهو الاستقامة ، والمراد به هنا : اعتدال الانسان واستقامته في صرف ماله وانفاقاته لنفسه وعياله ، فهو حالة متوسطة بين الافراط الذي هو الاسراف ، والتفريط الذي هو التقتير ، فيرادف القناعة في المعنى ، وهذا غير الجود المتوسط بين الاسراف والبخل ، فان ذلك ملحوظ في ما يبذله الانسان لغيره.

وقد ورد في الكتاب والسنة في فضل الاقتصاد وحسنه وآثاره.

قال تعالى :( والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) (١) .

وورد في النصوص : أن القصد أمر يحبه الله(٢) .

وأن التقدير نصف العيش(٣) .

وأنه : ما عال امرؤ اقتصد(٤) .

__________________

١ ـ الفرقان : ٦٧.

٢ ـ الكافي : ج٤ ، ص٥٢ ـ ثواب الأعمال : ص٢٢١ ـ الخصال : ص١٠ ـ وسائل الشيعة : ج١٥ ، ص٢٥٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٦.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٧.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٧ وج١٠٣ ، ص٢١.

١٥٥

وأن القصد مثراة والسرف مثواة(١) .

وأن حسن التقدير من المعيشة في المروة(٢) .

وأن القناعة مال لا ينفد(٣) .

وأنه : كفى بالقناعة ملكاً(٤) .

وأن قوله تعالى :( فلنحيينه حياة طيبة ) (٥) هي القناعة(٦) .

وأن القصد في الغنى والفقر من المنجيات(٧) .

وأن من قنع بما اوتي قرت عينه(٨) .

وأن من قنع شبع ، ومن لم يقنع لم يشبع(٩) .

وأنه : لا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي(١٠) .

وأن الانفاق على العيال ينبغي أن يكون بين المكروهين(١١) لقوله تعالى :( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً ) (١٢) .

وأن من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل(١٣) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٤ ، ص٥٢ ـ وسائل الشيعة : ج١٥ ، ص٢٥٨.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٧ ـ الوافي : ج١٧ ، ص٨٥.

٣ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٥٧ و ٤٧٥ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٢٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص ٣٤٤.

٤ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢٢٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٤ و٣٩٦.

٥ ـ النحل : ٩٧.

٦ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢٢٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٥.

٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٧.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٥.

٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٨.

١٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٦.

١١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٧.

١٢ ـ الفرقان : ٦٧.

١٣ ـ معاني الأخبار : ص٢٦٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤٨ وج٧٢ ، ص٦٥ وج١٠٣ ، ص٢١.

١٥٦

الدرس التاسع والعشرون

في السخاء والجود

السخاء ، لغة واضح ، وشرعاً : بذل المال أو النفس فيما يجب أو ينبغي ، عن ملكة حاصلة بالممارسة عليه ، أو هو نفس تلك الملكة ، ونظيره الجود فيشمل اللفظان جميع موارد الإنفاقات الواجبة : كالزكوات والأخماس ، والإنفاقات المندوبة ، وهي كثيرة في الشرع ، وهذه الصفة من أفضل الصفات والملكات الأنسانية قد حكم بحسنها العقل ومدحها الشرع ، وحث على الأعمال الموجبة لحصولها في النفس ، ويقابلها البخل والشح كما سيأتي بيانهما. فقد ورد في النصوص :

أن السخاء من خصال الأنبياء :(١) .

وأن السخاء : البذل في السعر واليسر(٢) .

وأن سخاء النفس من أبواب البر(٣) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٦ ، ص٥٥٠ ـ بحار الأنوار : ج٦٥ ، ص٤.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٣.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٤.

١٥٧

وأنه أحسنوا صحبة الإسلام بالسخاء(١) .

وأن السخاء شجرة في الجنة ، من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة(٢) .

وأن حد السخاء أن تخرج من مالك الحق الذي أوجبه الله عليك فتضعه في موضعه(٣) .

وأن السخاء ما كان ابتداءاً ، فأما ما كان عن مسألة فحياء وتذمم(٤) .

وأن السخاء : أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه ، فإذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة الله(٥) .

وأن السماحة إجابة السائل وبذل النائل(٦) .

وأن سادة الناس في الدنيا الأسخياء(٧) .

وأن خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم(٨) .

وأنه : قد مدح الله صاحب القليل ،(٩) فقال :( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) (١٠) .

وأن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه ، والبخيل من بخل بما افترض الله عليه(١١) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٠.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٢ ـ معالم الزلفى : ج١ ، ص٣٢٢.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٣.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٧.

٥ ـ معاني الأخبار : ص٢٥٦ ـ وسائل الشيعة : ج٦ ، ص٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٣.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٣.

٧ ـ الأمالي : ج١ ، ص٣٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٠ وج٧٨ ، ص٥٠.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٠ ـ كنز الدقائق : ج٣ ، ص٢٨٣.

٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥١.

١٠ ـ الحشر : ٩.

١١ ـ الفصول المهمة في أصول الائمة : ص٣١٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥١.

١٥٨

وأن السخي قريب من الله ، قريب من الجنة ، قريب من الناس(١) .

وأن السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه(٢) . وأنه : ليس السخي المبذر الذي ينفق ماله في غير حقه ، ولكنه الذي يؤدي إلى الله ما فرض عليه في ماله من الزكاة وغيرها(٣) . وأن السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق(٤) .

وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عفى عن أسير محكوم بالقتل ، وأخبره بأن الله أوحى إليه أنه سخي فأسلم الأسير لذلك ، فقاده سخاؤه إلى الجنة(٥) .

وأن الشاب السخي المعترف للذنوب أحب إلى الله تعالى من الشيخ العابد البخيل(٦) .

وأن السخي هو الذي يبذل مما ملك ويريد به وجه الله ، وأما السخي في معصية الله فحمال سخط الله وغضبه ، وهو أبخل الناس على نفسه(٧) .

وأن الجنة دار الأسخياء(٨) .

وأن مالك إن لم يكن لك كنت له ، فلا تبق عليه ، فإنه لا يبقي عليك ، وكله قبل أن يأكلك(٩) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٢.

٢ ـ الكافي : ج٤ ، ص٤١ ـ وسائل الشيعة : ج١٥ ، ص٢٥٣ وج١٦ ، ص٤٢٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٢.

٣ ـ الأمالي : ج٢ ، ص٨٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٢ وج٩٦ ، ص١٤.

٤ ـ معاني الأخبار : ص٢٥٦ ـ وسائل الشيعة : ج٦ ، ص٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٣ ـ ج٧٨ ، ص٢٥٨.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٤ و٣٥٥.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٥.

٧ ـ نفس المصدر السابق.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٢٩ ، ص٢٤٣ وج٧١ ، ص٣٥٦ ـ مستدرك الوسائل : ج٧ ، ص١٤.

٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥٧ وج٧٨ ، ص١٢٧.

١٥٩

١٦٠