دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق14%

دروس في الاخلاق مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 279

دروس في الاخلاق
  • البداية
  • السابق
  • 279 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 69997 / تحميل: 7500
الحجم الحجم الحجم
دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق

مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

وأنه : كاد الحسد أن يغلب القدر(١) . ( وهذا مبالغة في تأثير عمل الحسود في زوال نعمة المحسود وقد قدرها الله تعالى له ).

وأن آفة الدين الحسد(٢) .

وأن الله قال لموسىعليه‌السلام :( لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي ، ولا تمدن عينيك إلى ذلك ، ولا تتبعه نفسك ، فإن الحاسد ساخط لنعمي ، صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادي ، ومن يك كذلك فلست منه وليس مني ) (٣) .

وأنه : لا يتمنى الرجل إمراة الرجل ولا إبنته ، ولكن يتمنى مثلهما(٤) .

وأن المؤمن يغبط ولا يحسد ، والمنافق يحسد ولا يغبط(٥) .

وأن أقل الناس لذة الحسود(٦) .

وأنه : لا راحة لحسود(٧) .

وأنه : لا يؤمن رجل فيه الحسد(٨) .

وأن للحاسد ثلاث علامات : يغتاب إذا غاب ، ويتملق إذا شهد ، ويشمت بالمصيبة(٩) .

__________________

١ ـ المحجة البيضاء : ج٥ ، ص٣٢٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٢٩ ـ نور الثقلين : ج٥ ، ص٧٢٢.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٧ ـ الوافي : ج٥ ، ص٨٥٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٤٨ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٣.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٤٩.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٥.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٨ ـ الوافي : ج٥ ، ص٨٦١ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٠.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٠.

٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٢ وج٧٧ ، ص٤٢١.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥١.

٩ ـ بحار الأنوار : ج١ ، ص١٢٨.

٢٤١

وأن الله يعذب العلماء بالحسد(١) .

وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتعوذ في كل يوم من أمور منها : الحسد(٢) .

وأنه : دب إليكم داء الأمم قبلكم : الحسد(٣) .

وأنه الحالقة ، وليس بحالق الشعر ، لكنه حالق الدين ، وينجى منه : أن يكف الإنسان يده ، ويخزن لسانه ، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن(٤) .

وأن الحسد مما لم يعرمنه نبي فمن دونه(٥) .

وأن الحساد أعداء نعم الله على العباد(٦) .

وأن من شر مفاضح المرء الحسد(٧) ، والحاسد مفتاظ على من لا ذنب له(٨) .

ويكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك(٩) .

والحسود سريع الوثبة بطيء العطفة(١٠) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٢.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ معاني الأخبار : ص٣٦٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٢.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٣.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٤.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٦.

٧ ـ نفس المصدر السابق.

٨ ـ كنز الفوائد : ج١ ، ص١٣٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٦ وج٧٧ ، ص١٦٥.

٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٥٦.

١٠ ـ نفس المصدر السابق.

٢٤٢

الدرس السادس والأربعون

في الغضب

الغضب : ثوران النفس واشتعالها لإرادة الانتقام ، ويستخرجه الكبر والحسد والحقد الدفينات في باطن النفس ، فالغضب من حالات النفس وصفاتها ومن آثاره صدور الأفعال والحركات غير العادية من صاحبه.

والغضب منه تعالى : هو الإنتقام دون غيره فهو في الإنسان في صفات الذات ، وفي الله تعالى من صفات الفعل ، ولذا يتصف تعالى بوجوده وعدمه ، وتتوجه هذه القوة عند ثورانها تارة إلى دفع المؤذي قبل وقوعه ، وأخرى إلى الانتقام لأجل التّشفّي بعد وقوعها والإنتقام قوت هذه القوة ، وفيه شهوتها ولذّتها ولا تسكن إلا به ، ولهذه القوة درجات ثالث :

حالة التفريط المذمومة : كضعفها في النفس بحيث لا يغضب فيما هو محمود فيه عقلا وشرعاً : كموارد دفع الضرر عن نفسه ، والجهاد مع أعداء الدين ، وموارد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوها.

٢٤٣

وحالة الإفراط المذمومة أيضاً : كإظهارها بالشتم والضرب والاتلاف والقتل ونحوها فيما نهى العقل والشرع عنه.

وحالة الإعتدال : كاستعمالها فيما تقتضيه قوة العقل وحكم الشرع ، وهذه حد اعتدالها واستقامتها.

وقد ورد في نصوص هذا الباب : أن الغضب مفتاح كل شر(١) .

وأن الرجل البدوي سأل رسول الله ثلاث مرات أن يعلّمه جوامع الكلم ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله في كل مرة : آمرك أن لا تغضب(٢) .

وأنه أي شيء اشد من الغضب؟ إن الرجل يغضب فيقتل النفس التي حرم الله ، ويقذف المحصنة(٣) .

وأنه مكتوب في التوراة : يا موسى ، أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي(٤) .

وأنه : أوحى الله إلى بعض أنبيائه : يا ابن آدم ، أذكرني في غضبك أذكرك في غضبي ، لا أمحقك فيمن أمحق ، وارض بي منتصراً ، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك(٥) .

وأن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم. وأن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه ، ودخل الشيطان فيه(٦) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٣ ـ الخصال : ص٧ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٨٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٦٣ وج٧٨ ، ص٣٧٣.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٧٤.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٦٥.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٦٧ و٢٧٥.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٦ و٣٠٣ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٧٦.

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٤ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٨٩ ـ بحار الأنوار : ج٦٣ ، ص٢٦٥ و

٢٤٤

وأن الغضب ممحقة لقلب الحكيم(١) .

ومن لم يملك غضبه لم يملك عقله(٢) .

وأن من كف غضبه عن الناس ستر الله عورته وكف عنه عذاب يوم القيامة(٣) .

وأن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار فأيما رجل غضب فليجلس من فوره ، فإنه سيذهب رجز الشيطان ، وإذا غضب على ذي رحم فليمسه ، فإن الرحم إذا مست سكنت(٤) .

وأنه إذا غضب وهو قائم فليجلس وإن كان جالساً فليقم(٥) .

تذييل : يعرف مما ذكر من تعريف الغضب أن المراد به هو : الناشئ عما يتعلق بنفسه مما يكرهه ويسوئه حقاً كان ذلك ، كغضبه على من آذاه وضيع حقاً من حقوقه ، أو باطلاً : كغضب أكثر الملوك والجبابرة على الناس فيما لا سلطان لهم عليه.

وأما الغضب الحاصل بحق : كغضب أولياء الله على أعدائه وعلى العصاة المرتكبين للمعاصي من عباده لكفرهم وعنادهم ولفسقهم وعصيانهم ، فهو أمر آخر ، وهو ممدوح مطلوب ، وإعماله في الخارج بالقيام على أمر الجهاد وبإقامة مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل أن تقع المعاصي وتصدر الكبائر من أهلها ، وبإجراء حدود الله تعالى وتعزيراته بعد وقوعها وصدورها ، فهو واجب في

__________________

ج٧٣ ، ص٢٧٨.

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٥ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٨٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٧٨ وج٧٨ ، ص٢٥٥.

٢ ـ المحجة البيضاء : ج٥ ، ص٢٩٣.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٣ و٣٠٥ ـ ثواب الأعمال : ص١٦٢ ـ المحجة البيضاء : ج٥ ، ص٢٩١ و٢٩٣ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٨٨ و٢٨٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٦٤ و٢٨٠.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٢ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٨٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٦٧.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٧٢.

٢٤٥

الشريعه. والغضب الحاصل لهم من أفضل السجايا ، والعمل الصادر منهم على طبقه من أفضل العبادات ، وليس للمتصدي لتلك الأمور ، المجري لها بأمر الله العفو والإغماض إلا في موارد رخص فيه الشرع ذلك ، وتفصيله في باب الحدود والتعزيرات من الفقه.

٢٤٦

الدرس السابع والاربعون

في العصبية والحمية

عصب الشيء عصباً من باب ضرب ، شده بالعصب والحبل ، والعصب بفتحتين : أطناب منتشرة في الجسم كله وبها تكون الحركة والحس ، والعصبية قد استعير للتحامي عن الشيء وأخذ جانبه والمدافعة عنه والمراد بها هنا : حالة حب وعلقة باطنة في النفس تدعوا صاحبها إلى التحامي عن مورد حبه ومتعلق ودّه.

وتنقسم إلى قسمين : مذموم وممدوح ، والأول هو ما يقتضي التحامي عن الشيء بغير حق ، كأن يتحامى عن قومه وعشيرته وأصحابه في ظلمهم وباطلهم ، أو عن مذهبه وملته مع علمه بفساده ، أو عن مطلب ومسألة بلا علم بصحته ، أو مع العلم ببطلانه لكونه قوله ومختاره مثلاً وهكذا.

والثاني : هو التعصب في الدين والحماية عنه ، وكذا في كل أمر حق كالعلوم والمعارف الاسلامية والأعمال والسنن الدينية التي قد علم صحتها وحقيقتها ، بل

٢٤٧

والحماية عن أهل الحق والدين ودعاتهما ورعاتهما ، وكذا التحامي عن الأقوام وغيرهم مع العلم بحقيتهم وصدقهم. ثم إن مما يلازم العصبية التفاخر بما يتعصب له وحكمه حكمها.

وقد ورد في النصوص : أنه من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الأيمان من عنقه(١) ( الربقة : عروة الحبل والحديث ذو مراتب ، فمن ادعى مقاماً ليس له كالنبوة والإمامة والقضاوة ونحوها وتحامى عنه غيره قولاً أو عملاً أو قلباً ، فكلاهما خلعاً ربقة الإيمان من عنقهما أي : خرجا عن الإيمان بالكلية في بعض الموارد أو عن كماله في بعضها الآخر ).

وأنه : من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية(٢) .

وأن من تعصب عصبه الله بعصابة من نار(٣) .

وأن العصبية التي يأثم صاحبها : أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم(٤) .

وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتعوذ في كل يوم من الحمية.

وأن الله يعذب العرب بالعصبية(٥) .

__________________

١ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٨٣.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٨ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٨٤.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٨ ـ جامع الأخبار : ص١٦٢.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٨ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٨٨.

٥ ـ الكافي : ج٨ ، ص١٦٢ ـ الخصال : ص٣٢٥ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٧ ـ بحار الأنوار : ج٢ ، ص١٠٨ وج٧٢ ، ص١٩٠ وج٧٥ ، ص٣٣٩ وج٧٨ ، ص٥٩.

٢٤٨

وأنه أهلك الناس ، طلب الفخر(١) .

وأنه : ألق من الناس المفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم(٢) .

وأن الفخر بالأنساب من عمل الجاهلية(٣) .

وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله خطب يوم فتح مكة ، وقال : إن الله قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية والتفاخر بآبائها وعشائرها ، إنكم من آدم ، وآدم من طين ، وخيركم أتقاكم(٤) .

وأنه ما لابن آدم والفخز ، أوله نطفة وآخره جيفة(٥) .

__________________

١ ـ الخصال : ص٦٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣٩.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٩١.

٣ ـ وسائل الشيعة : ج٥ ، ص١٦٩ وج١١ ، ص٣٣٥ ـ بحار الأنوار : ج٥٨ ، ص٣١٥ وج٧٣ ، ص٢٩١.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٩٣.

٥ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٤٥٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٩٤.

٢٤٩

٢٥٠

الدرس الثامن والأربعون

في البخل

البخل : إمساك المال وحفظه في مورد لا ينبغي إمساكه ، ويقابله الجود ، والبخيل من يصدر منه ذلك ، والمراد به في المقام هو : الحالة الباطنية والصفة العارضة على النفس ، الباعثة على الإمساك والمانعة عن الإنفاق. والشح : أيضاً هو البخل ، وقيل : هو البخل مع الحرص ، فيحفظ الموجود ويطلب غير الموجود.

وهذه الصفة من أقبح صفات النفس وأخبثها ، ولها مراتب مختلفة في قبحها الخلقي وحرمتها التكليفية ، فإنه : إما أن يبخل عن بذل النفس ، أو عن بذل المال ، وأيضاً : إما أن يبخل عن حقوق الله ، أو عن حقوق الناس وأيضاً : إما أن يبخل عن الواجب منها أو عن المندوب ، وعليه ففي موارد إطلاق ما دل على ذم البخل لا يعلم مرتبة الذم وسنخ الحكم ما لم يعلم متعلق الصفة.

وقد قال تعالى في الكتاب الكريم في وصف المتكبرين :( الذين يبخلون

٢٥١

ويامرون الناس بالبخل ) (١) وقال :( أم لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون النّاس نقيراً ) (٢) وقال :( قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي إذن لامسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتوراً ) (٣) وقال :( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) (٤) . وقال :( مناع للخير معتد أثيم )(٥) .

وورد في نصوص الباب أنه : إن كان الخلف من الله فالبخل لماذا؟(٦) .

وأن أقل الناس راحة البخيل ، وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه(٧) .

وأن العجب ممن يبخل بالدنيا وهي مقبلة عليه ، أو يبخل وهي مدبرة عنه ، فلا الإنفاق مع الإقبال يضره ولا الإمساك مع الإدبار ينفعه(٨) .

وأن الجنة حرمت على البخيل(٩) .

وأن البخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا ، من تعلق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار(١٠) .

وأن البخيل من منع حق الله ، وأنفق في غير حق الله(١١) .

__________________

١ ـ النساء : ٣٧.

٢ ـ النساء : ٥٣.

٣ ـ الإسراء : ١٠٠.

٤ ـ محمد : ٣٨.

٥ ـ القلم : ١٢.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٠.

٧ ـ نفس المصدر السابق.

٨ ـ نفس المصدر السابق.

٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠١.

١٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٣.

١١ ـ معاني الأخبار : ص٢٤٦ ـ وسائل الشيعة : ج٦ ، ص٢٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٥ وج٩٦ ، ص١٦.

٢٥٢

وأن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ(١) .

وأن البخيل من بخل بالسلام(٢) .

وأن البخل عار(٣) .

وأنه جامع لمساوي العيوب ، وهو زمام يقاد به إلى كل سوء(٤) .

وأن البخيل بعيد من الله بعيد من الناس ، قريب من النار(٥) .

وأن الله يقول : «أيما عبد هديته إلى الإيمان وحسنت خلقه ولم ابتله بالبخل فإني أريد به خيراً »(٦) .

وأن شراركم بخلاؤكم(٧) .

وحسب البخيل من بخله سوء الظن بربه(٨) .

وأنه لا تشاور البخيل فإنه يقصر بك عن غايتك(٩) .

وأن الشحيح أشد من البخيل ، إن البخيل يبخل بما في يديه ، والشحيح بما في أيدي الناس ، فلا يرى في أيديهم إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام ولا يشبع ، ولا يقنع بما رزقه الله(١٠) .

__________________

١ ـ معاني الأخبار : ص٢٤٦ ـ وسائل الشيعة : ج٤ ، ص١٢٢٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٦ وج٩٤ ، ص٥٥.

٢ ـ معاني الأخبار : ص٢٤٦ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٤٣٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٥ وج٧٦ ، ص٥ وج٧٨ ، ص١٢٠.

٣ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٣ ، بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٧.

٤ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٣٧٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٧.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٨.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٧.

٧ ـ نفس المصدر السابق.

٨ ـ نفس المصدر السابق.

٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٤.

١٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٦.

٢٥٣

وأن الصادقعليه‌السلام دعا في الطواف : اللهم قنى شح نفسي ، فسئل عن ذلك فقال : أي شيء أشد من شح النفس؟(١) إن الله يقول :( ومن يوق شح نفسه فألوئك هم المفلحون ) (٢) .

وأنه : ما محق الإيمان محق الشح شيء(٣) .

وأن الشح هو : أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقت تلفاً(٤) .

وأن لهذا الشح دبيباً كدبيب النمل وشعباً كشعب الشرك(٥) .

وأنه لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبداً أبداً(٦) .

وأن الشح المطاع من الموبقات.

وأن الشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وإقراء الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر ، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح.

وأنه : إياكم والشح ، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح ، أمرهم بالكذب فكذبوا ، وأمرهم بالظلم فظلموا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ، ودعاهم حتى سفكوا دماءهم ، ودعاهم حتى انتهكوا واستحلوا محارمهم(٧) . ( أمر الشح بذلك ، كناية عن اقتضاء هذه الرذيلة تحقق تلك المعاصي ، والجري على وفق ذلك الاقتضاء طاعة منهم ).

وأن هلاك آخر هذه الأمة بالشح.

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠١ ـ نور الثقلين : ج٥ ، ص٣٤٦.

٢ ـ التغابن : ١٦.

٣ ـ الخصال : ص٢٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠١.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٥.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠١ ـ السعدية : ص١٦٦.

٦ ـ الخصال : ص٧٦ ـ وسائل الشيعة : ج٦ ، ص٢٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٢.

٧ ـ الخصال : ١٧٦ ـ وسائل الشيعة : ج٦ ، ص٢٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٠٣.

٢٥٤

الدرس التاسع والأربعون

في الذنوب وآثارها

مخالفة أمر الله ونهيه والخروج عن طاعته ورضاه يسمى تارة ذنباً ؛ لكونها ذات آثار تتبعها ومفاسد تترتب عليها ، فإن الذنب : أخذ ذنب الشيء ليجره إليه ، فيجر المذنب بذنبه مفاسد كبيرة ، وأخرى إثماً ؛ لأنها تبطيء الإنسان عن الثواب ، وتؤخره عن الخيرات والأثم : التأخير.

وثالثة : عصياناً ؛ لأن الفاعل عمل ما يجب عليه أن يحفظ نفسه من هجمة العذاب والحوادث فإن العصيان التمنع بالعصاء.

ورابعة : طغياناً ؛ لأن الفاعل خرج عن الحد ، إذ الواجبات والمحرمات حدود الله والطغيان هو : الخروج عن الحد.

وخامسة : فسقاً ؛ لأن العاصي خرج عن محيط منع الشارع كما يقال فسق التمر إذا خرج عن قشره.

٢٥٥

وسادسة : جرماً وإجراماً ، فإن العامل جنى ثمراً مراً أو كسب سيئاً ، فإن الجرم قطع الثمر عن الشجر أو كسب اليسيء.

وسابعة : سيئة ؛ لأنها فعلة قبيحة يحكم العقل والشرع بقبحها.

وثامنة : تبعة ؛ لكونها ذات تبعات مستوخمة وتوالي مضرة مهلكة.

وتاسعة : فاحشة ؛ لعظم قبحها وشناعتها والفاحشة : هي الشيء العظيم قبحه.

وعاشرة : منكراً ؛ لأن العقل والشرع ينكرها ولا يجوز ارتكابها ويوجب إنكارها والنهي عنها.

وبالجملة : مخالفة الله تعالى ومعصيته والخروج عن طاعته من الأمور التي تنطق العقول بذمها وقبحها وتؤكد الآيات والنذر على الاجتناب عنها ، ويصرح الكتاب والسنة بترتب المضار والمفاسد عليها ، وكونها موبقة للنفس مهلكة لها بهلاك معنوي دائم وشقاوة أخروية أبدية أعاذنا الله منها.

والآيات والأخبار الواردة في المقام على أقسام :

منها : ما يرجع إلى النهي عن نفس العصيان وبيان شدة قبحه ولزوم مراقبة النفس لكيلا تقع فيه.

ومنها : ما يبين مضارها ومفاسدها التي ترجع إلى باطن العاصي وهلاك نفسه وانحطاطها عن مرتبة الانسانية.

ومنها : ما يشير إلى آثاره الراجعة إلى دنياه من المصائب والمكاره ، والحوادث المتعلقة ببدنه وماله وأهله.

ومنها : ما يشير إلى تأثير العصيان في البلاد والعباد ، أي : تأثيره في المجتمع الذي يقع فيه في أنفسهم وأراضيهم وبلادهم.

٢٥٦

ومنها : ما يشير إلى تأثيره في آخرته وعذابها.

فما يدل على أصل النهي والذم قوله تعالى :( لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) (١) .

وقوله :( وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) (٢) .

وقوله :( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ) (٣) .

وقوله :( وكفى به بذنوب عباده خبيراً ) (٤) وقوله :( أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ) (٥) وقوله :( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) (٦) .

وورد في النصوص أن أشد الناس اجتهاداً ، من ترك الذنوب(٧) . وأنه : إن أردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض وأنت في أفضل الأعمال فعظم لله حقه أن تبذل نعماء في معاصيه(٨) .

وأن الله قال : يابن آدم ، ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إليّ بالمعاصي ، خيري عليك منزل وشرك إليّ صاعد ، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح. يا بن آدم ، لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من

__________________

١ ـ الأنعام : ١٥١.

٢ ـ النحل : ٩٠.

٣ ـ النور : ٢١.

٤ ـ الفرقان : ٥٨.

٥ ـ العنكبوت : ٤.

٦ ـ الحجرات : ١١.

٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٤٧.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٤ ، ص٣٠٣.

٢٥٧

الموصوف لسارعت إلى مقته(١) .

وأن الله أخفى سخطه في معصيته ، فلا تستصغرن شيئاً منها فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم(٢) .

وأن الوسواس الخناس قال لكبيره إبليس بعد نزول آية التوبة في حق العاصين : أنا أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة ، فإذا واقعوها أنسيتهم الاستغفار ، فوكله إبليس لذلك إلى يوم القيامة(٣) .

وأنه لا تحقروا شيئاً من الشر وإن صغر في أعينكم ، فإنه لا صغيرة مع الإصرار(٤) .

وأن من الذنوب التي لا تغفر ، قول الرجل : ياليتني لا اُؤاخذ إلا بهذا(٥) .

وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إني لأرجو النجاة لهذه الأمة إلا للفاسق المعلن(٦) .

وأن من لم يبال أن يراه الناس مسيئاً فهو شرك شيطان(٧) .

وأنه إذا أخذ القوم في معصية الله : فإن كانوا ركباناً كانوا من خيل إبليس ، وإن كانوا رجالة كانوا من رجالته(٨) .

وأن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم ويبغض العبد أن يستخف

__________________

١ ـ عيون أخبار الرضا ( ع ) : ج٢ ، ص٢٨ ـ الأمالي : ج٢ ، ص١٨٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٥٢ وج٧٧ ، ص١٩.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٤٩.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٥١.

٤ ـ من لا يحضره الفقيه : ج٤ ، ص١٨ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣١٤ وج٧٩ ، ص٣.

٥ ـ الخصال : ص٢٤ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤٧ ـ بحار الأنوار : ج٥٠ ، ص٢٥٠ وج٧٣ ، ص٣٥٥.

٦ ـ الخصال : ص١١٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٧٦ وج٧٣ ، ص٣٥٥ وج٧٥ ، ص٣٣٧.

٧ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٤ ، ص١٦٩.

٨ ـ ثواب الأعمال : ص٣٠٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٥٧.

٢٥٨

بالجرم اليسير(١) .

وانه : لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك(٢) .

وأنه لا تستقلوا قليل الذنوب ، فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً(٣) .

وأنه : احذروا سطوات الله وهي أخذه على المعاصي(٤) .

وأنه : لو لم يتوعد الله على معصية لكان يجب أن لا يعصى ، شكراً لنعمه(٥) .

وأن ترك الذنوب أهون من طلب التوبة(٦) .

واتقوا المعاصي في الخلوات ، فإن الشاهد حاكم(٧) .

وأقل ما يلزمكم الله أن لا تستعينوا بنعمه على معاصيه(٨) .

واذكروا انقطاع اللذات وبقاء التبعات(٩) .

وأشد الذنوب ما استخف به صاحبه(١٠) .

وأن في زبور داودعليه‌السلام : أن الله يقول : يابن آدم ، تسألني وأمنعك لعلمي بما

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٤٢٧ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣٤٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٥٩ وج٩٣ ، ص٢٩٢.

٢ ـ عيون أخبار الرضا ( ع ) : ج٢ ، ص٢٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٨٨ وج٧١ ، ص٤٥ وج٧٣ ، ص٣٥٩.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٨٧ ـ وسائل الشيعة : ج١ ، ص٧٢ ـ بحار الانوار : ج٦٩ ، ص٣٩٦ وج٧٣ ، ص٣٤٦.

٤ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٠٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦٠.

٥ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢٩٠ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦٤.

٦ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٧٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦٤.

٧ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٣٢٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦٤.

٨ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٣٣٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦٤.

٩ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٤٣٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦٤.

١٠ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٤٧٧ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦٤.

٢٥٩

ينفعك ، ثم تلح عليّ بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي ، فأهمّ بهتك سترك فتدعوني ، فأستر عليك ، فكم من جميل أصنع معك ، وكم من قبيح تصنع معي ، يوشك أن أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبداً(١) .

ومما يدل على تأثيرها في باطن الإنسان وقلبه وروحه :

ما ورد في النصوص : أنه : ما من شيء أفسد للقلب من خطيئته ، إن القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله ،(٢) ( فلا تزال به ، أي : لا يزال يتكرر جنس الخطيئة حتى يغلب عليه ، أو لا تزال تلك الخطيئة الواقعة تؤثر ؛ لعدم التوبة حتى تغلب عليه ، وصيرورة أعلاه أسفله : إما كناية عن كونه نحو الظرف المقلوب لا يستقر في شيء فلا يستقر الإيمان والمعارف في القلب ، أو المعنى ينقلب توجه القلب من جهة الحق والدين التي هي العليا إلى جهة الدنيا التي هي السفلى.

وأنه : ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نكتة بيضاء ، فإن أذنب وثنّى ، خرج من تلك النكتة سواد ، فإن تاب انمحت ، وإن تمادى في الذنوب اتسع ذلك السواد حتى يغطي البياض ، فإذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً ،(٣) وهو قول الله :( كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) (٤) .

وأن العمل السيء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم(٥) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦٥.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٦٨ ـ الامالي : ج١ ، ص٣٢٤ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٣٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٥٤ ، وج٧٣ ، ص٣١٢.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٣ ـ الوافي : ج٥ ، ص١٠٠٣ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٣٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٣٢.

٤ ـ المطففين : ١٤.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٣٠.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279