دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق0%

دروس في الاخلاق مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 279

دروس في الاخلاق

مؤلف: الشيخ علي المشكيني
الناشر: نشر الهادي
تصنيف:

الصفحات: 279
المشاهدات: 66673
تحميل: 6535

توضيحات:

دروس في الاخلاق
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 279 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 66673 / تحميل: 6535
الحجم الحجم الحجم
دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق

مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
العربية

وأنه : من همّ بسيئة فلا يعملها فإنه ربما يعمل العبد السيئة فيراه الرب فيقول : «وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبداً »(١) .

وأنه : لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب(٢) .

وأن من علامات الشقاء : الإصرار على الذنب(٣) .

وأن الذنب على الذنب يميت القلب(٤) .

وأنه : ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب(٥) .

وأنه : احذروا الإنهماك في المعاصي والتهاون بها ، فإنها تستولي الخذلان على صاحبها حتى توقعه في رد نبوة نبي الله وولاية وصيه ، ولا تزال حتى توقعه في دفع التوحيد والالحاد في الدين(٦) .

ومما يدل على تأثيرها في جلب المكاره والمصيبات : قوله تعالى :( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ) (٧) .

وقوله :( أو يوبقهنّ بما كسبوا ) (٨) وقوله :( مما خطيئاتهم اُغرقوا فادخلوا ناراً ) (٩) وقوله :( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها ) (١٠) وقوله :( فطاف عليها طائف

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٢ ـ الوافي : ج٥ ، ص١٠٠٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٣١.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٥ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٤٢.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٩٠ ـ الخصال : ص٢٤٣ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٦٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٥٢ وج٧٣ ، ص١٦٢ وج٩٣ ، ص٣٣٠.

٤ ـ تنبيه الخواطر ج٢ ، ص١١٨.

٥ ـ علل الشرائع : ج٨١ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣٣٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٥٥ وج٧٣ ، ص٣٥٤.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦٠.

٧ ـ الشورى : ٣٠.

٨ ـ الشورى : ٣٤.

٩ ـ نوح : ٢٥.

٢٦١

من ربّك وهم نائمون فأصبحت كالصّريم ) (١١) .

وقد ورد في النصوص أنه : ما من بليّة ولا نقص رزق ولا من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض حتى الخدش والكبوة والمصيبة إلا بذنب(١٢) .

وأنه : لا يأمن البيات من عمل السيئات(١٣) .

وأن العبد ليذنب الذنب فيحرم صلاة الليل ويزوى عنه الرزق(١٤) .

وأنه : لينوى الذنب فيحرم الرزق(١٥) .

وأن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها ، فيذنب ذنباً فيقول الله للملك : لا تقض حاجته ، فإنه تعرض لسخطي(١٦) .

وأن الله قضى قضاء حتماً لا ينعم على عبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنباً يستحقق بذلك النقمة(١٧) .

وأن أحدكم ليكثر به الخوف من السلطان وما ذلك إلا بالذنوب ، فتوقوها(١٨) .

__________________

١٠ ـ الشمس : ١٤.

١١ ـ القلم : ١٩ ـ ٢٠.

١٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٦٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣١٤ و٣٥٠.

١٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٦٩ ـ مجمع البحرين : ج٢ ، ص١٩٤.

١٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٢ ـ الوافي : ج٥ ، ص١٠٠٣ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٣٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٣٠.

١٥ ـ ثواب الأعمال : ص٢٨٨ ـ وسائل الشيعة : ج١ ، ص٤٢ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٢٤٧ وج٧٣ ، ص٣٥٨.

١٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧١ ـ وسائل لاشيعة : ج٤ ، ص١١٧٥ وج١١ ، ص٢٣٩ وبحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٢٩.

١٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٣ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤٠ ـ بحار الأنوار : ج٦ ، ص٥٦ وج٧٣ ، ص٣٣٤.

١٨ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٤٢.

٢٦٢

وأنه : قال تعالى : « إذا عصاني من عرفني سلطت عليه من لا يعرفني ».

وأن من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال(١) .

ومما يدل على تأثيرها في البلاد والعباد قوله تعالى :( ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) (٢) وقوله :( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ) (٣) وقوله :( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون ) (٤) .

وورد في النصوص أنه : ما من سنة أقل مطراً من سنة ، ولكن الله يضعه حيث يشاء ، إن الله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيا في والبحار والجبال ، وإن الله ليعذب الجعل في حجرها ، فيحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلّتها لخطايا من بحضرتها ، وقد جعل الله لها السبيل في مسلك سوى محلّة أهل المعاصي ، فاعتبروا يا أولي الأبصار(٥) .

وأنه حق على الله أن لا يعصى في دار إلا أضحاها للشمس حتى تطهّرها(٦) .

وأن قوم سبأ كفروا نعم الله فغير الله ما بهم من نعمة فغرق قراهم ، وخرب ديارهم ، وذهب بأموالهم(٧) ( ذلك جزيناهم بما كفروا ) (٨) .

وأن الله قال : «ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم سرّاء

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٥ ، ص١٤٠.

٢ ـ الروم : ٤١.

٣ ـ النمل : ٥٢.

٤ ـ البقرة : ٥٩.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٢ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٥٠١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٢٩ وج٩١ ، ص٣٢٧ وج١٠٠ ، ص٧٢.

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٢ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٣١.

٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٣٥.

٨ ـ سبأ : ١٧.

٢٦٣

( شرُّ )فتحوّلوا عمّا أحب الى ما أكره إلاّ تحولت لهم عمّا يحبون إلى ما يكرهون »(١) .

وأنه : كلما أحدث العباد من الذنوب مالم يكونوا يعلمون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون(٢) .

وأن لله تعالى في كل يوم وليلة منادياً ينادي : مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصي الله ، فلولا بهائم رتّع ، وصبية رضّع ، وشيوخ ركّع لصب عليكم العذاب صباً ، ترضّون به رضّاً(٣) .

وأنه : إذا غضب الله على أمة ولم ينزل بها العذاب ، غلت أسعارها ، وقصرت أعمارها ، ولم تربح تجّارها ، ولم تزك ثمارها ، ولم تغزر أنهارها ، وحبس عنها أمطارها ، وسلط عليها أشرارها(٤) .

وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا تزل أمتي بخير ما تحابوا وأدّوا الأمانة واجتنبوا الحرام ، فإذا لم يفعلوا ابتلوا بالقحط والسنين(٥) .

ومما يدل على تأثيرها في عذاب الآخرة وعقابها ، قوله تعالى :( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فاولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ،(٦) وقوله :( ومن جاء بالسيئة فكبّت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعلمون ) (٧) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ٣٣٩.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٥ ـ علل الشرائع : ص٥٢٢ ـ وسائل لاشيعة : ج١١ ، ص٢٤٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٤٣.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٤٤.

٤ ـ الكافي : ج٥ ، ص٣١٧ ـ الخصال : ص٣٦٠ ـ من لا يحضره الفقيه : ج١ ، ص٥٢٤ ـ وسائل الشيعة : ج٥ ، ص١٦٨ ـ بحار الأنوار : ج٥٨ ، ص٣٣٤ وج٧٣ ، ص٣٥٠ وج٧٧ ، ص١٥٥ وج٩١ ، ص٣٢٨.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٦٩ ، ص٣٩٤ وج٧٤ ، ص٤٠٠ وج٧٥ ، ص٤٦٠.

٦ ـ البقرة : ٨١.

٧ ـ النمل : ٩٠.

٢٦٤

وقال :( مما خطيئاتهم أغرقوا فادخلوا ناراً ) (١) ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم ) (٢) و( إنها إن تلك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير .(٣) وهذه الطائفة كثيرة في القرآن جداً.

وورد في النصوص : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بأرض قرعاء ، ما بها من حطب ، قال فليأت كل إنسان بما قدر عليه ، فجاؤا به حتى رموه بين يديه ، فقال : هكذا تجتمع الذنوب ، ثم قال : اتقوا المحقّرات من الذنوب ، فإن لكل شيء طالباً ألا وإن طالبها يكتب ما قدّموا وآثارهم(٤) . ( المحقّرات أي : ما يعدّه الإنسان صغيراً فلا يتوب ، فيكون مما يكتب ويبقى ، وقوله : ما قدموا أي : قدموه قبل موتهم ، وأثارهم : ما يبقى من آثار عملهم بعده ، أو ما قدّموا من نيّة العمل ومقدماته ، والآثار : نفس العمل )(٥) .

وأن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام. وأنه لينظر إلى أزواجه في لجنة يتنعمن(٦) .

وأنه : إن كانت العقوبة من الله النار فالمعصية لماذا؟(٧) .

وأنه : من أذنب ذنباً وهو ضاحك ، دخل النار وهو باك(٨) .

وأن علياًعليه‌السلام قال : إن الشك والمعصية في النار ليس منا ولا إلينا(٩) .

__________________

١ ـ نوح : ٢٥.

٢ ـ الجن : ٢٣.

٣ ـ لقمان : ١٦.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٨٨ ـ وسائل الشيعة : : ج١١ ، ص٢٤٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٤١.

٥ ـ

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٣١.

٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٤٧.

٨ ـ ثواب الأعمال : ص٢٦٦ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤٠.

٩ ـ الكافي : ج٢ ، ص٤٠٠ ـ من لا يحضره الفقيه : ج٣ ، ص٥٧٣ ـ وسائل الشيعة : ج١٨ ، ص١١٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٥٤ وج٧٢ ، ص١٢٦.

٢٦٥

٢٦٦

الدرس الخمسون

في الإمهال والإملاء على المسلم والكافر

الإمهال والإملاء : هو إعطاء المهلة للعاصي المسلم أو الكافر ، وتأخير أخذه وعقابه في الدنيا بعد ارتكابه العصيان واستحقاقه الأخذ والعقوبة ، وهو يكون :

تارة : لأن الله تعالى قد قضى في حقه بأجل مسمّى فلابد من نفوذ قضائه.

واخرى : لأجل رحمته تعالى على نفس العاصي ليتوب ، أو على غيره من حيوان أو انسان ممن يشاركه في نتائج عمله ثواباً أو عقاباً.

وثالثة : ليميز الخبيث من الطيّب ، والمؤمن من الكافر ، والمطيع من الفاسق.

ورابعة : للإضلال ، والإستدراج ليتم شقاوه ، ونعوذ بالله من ذلك.

والإمهال وإ ، كان من فعل الله تعالى إلا أنه يرجع إلى نفس العبد وينشأ من غفلته وغرته وشقائه ، فلا بد لكل إنسان من مراقبة نفسه وأفعاله وأحواله حتى لا يقع فيما لا محيص له من ذلك. وقد ورد في بيان ذلك عدّة وافرة من الآيات الكتابية :

٢٦٧

قال تعالى :( ولولا أجل مسمّى لجاءهم العذاب ) ،(١) ( ولو لا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم ) (٢) .( ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم ) (٣) .( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى ) (٤) وقال :( وربك الغفرو ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلاً ) (٥) وقال :( ولا تحسبنّ الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملى لهم ليزدادا إثماً ) (٦) وقال :( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) (٧) وقال :( ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم ) (٨) وقال :( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب ) (٩) وقال :( فلّما نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ) (١٠) .

وورد في النصوص : أن لله في كل يوم وليلة ملكاً ينادي : مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصى الله ، فولا بهائم رتّع ، وصبية رضّع ، وشيوخ ركّع ، لصب عليكم العذاب صباً ترضّون رضّاً(١١) .

__________________

١ ـ العنكبوت : ٥٣.

٢ ـ فصلت : ٤٥.

٣ ـ الشورى : ٢١.

٤ ـ النحل : ٦١.

٥ ـ الكهف : ٥٨.

٦ ـ آل عمران : ١٧٨.

٧ ـ التوبة : ٥٥.

٨ ـ الرعد : ٣٢.

٩ ـ آل عمران : ١٧٩.

١٠ ـ الأنعام : ٤٤.

١١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٢٧٦ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٤٤ ـ نور الثقلين : ج٣ ، ص٤٠.

٢٦٨

وأن الله إذاً أراد أن يصيب أهل الارض بعذاب قال : «لولا الذين يتحابون بجلالي لأنزلت عذاب »(١) .

وأن الله إذا همّ بعذاب أهل الأرض جميعاً لارتكابهم المعاصي نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات ، والولدان يتعلمون القرآن ، رحمهم ، وأخر عنهم ذلك(٢) .

وأن الله ليدفع بمن يصلي من الشيعة عمن لا يصلي ، وبمن يصوم عمن لا يصوم ، وبمن يزكي عمن لا يزيكي ، وبمن يحج عمن لا يحج ، ولو اجتمعوا على الخلاف والعصيان لهلكوا(٣) ، وهو قوله :( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) (٤) .

وأنه : ما عذب الله قرية فيها سبعة من المؤمنين(٥) .

وأنه : إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره(٦) .

وأنه : كم من مستدرج بالاحسان إليه ، ومغرور بالستر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه ، وما ابتلى الله أحداً بمثل الإملاء له(٧) .

__________________

١ ـ ثواب الأعمال : ص٢١٢ ـ علل الشرائع : ص٥٢١ ـ من لا يحضره الفقيه : ج١ ، ص٤٧٣ ـ وسائل الشيعة : ج٣ ، ص٤٨٦ وج٤ ، ص١٢٠١ وج١١ ، ص٣٧٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٨٢ وج٨٤ ، ص١٦ وج٨٧ ، ص١٥٠.

٢ ـ ثواب الأعمال : ص٤٧ ـ علل الشرائع : ص٥٢١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٨٢ وج٩٢ ، ص١٨٥.

٣ ـ البرهان : ج١ ، ص٢٣٨ ـ نور الثقلين : ج١ ، ص٢٥٣.

٤ ـ البقرة : ٢٥١.

٥ ـ الاختصاص : ص٣٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٨٣.

٦ ـ نهج البلاغة الحكمة ٢٥ ـ بحار الأنوار : ج٦٧ ، ص١٩٩ وج٧٣ ، ص٣٨٣.

٧ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١١٦ و٢١٠ ـ بحار الأنوار : ج٥ ، ص٢٢٠ وج٧٣ ، ص١٠٠ وج٧٨ ، ص٤٠ ـ نور الثقلاين : ج٥ ، ص٢١. ٥

٢٦٩

وأنه ليراكم الله من النعمة وجلين ، كا يراكم من النقمة فرقين(١) .

وأنه من وسّع عليه في ذات يده ، فلم ير ذلك استدراجاً فقد أمن مخوفاً ، ومن ضيّق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختباراً فقد ضيّع مأمولاً(٢) .

وأنه : إذا أراد الله بعبد خيراً فأذنب ذنباً تبعه بنقمة ويذكّره الاستغفار ، وإذا أراد الله بعبد شراً فأذنب ذنباً تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به ،(٣) وهو قوله تعالى :( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) (٤) بالنعم عند المعاصي.

__________________

١ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٣٥٨ ـ بحار الأنوار : ج٥ ، ص٢٢٠ وج٧٣ ، ص٣٨٣.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٥١ وج٧٣ ، ص٣٨٣ ـ مرآة العقول : ج١١ ، ص٣٥٢ ـ نور الثقلين : ج٢ ، ص١٠٦.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٤٥٢ ـ علل الشرائع : ص٥٦١ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣٥٤ وج١١ ، ص٣٦٥ ـ بحار الأنوار : ج٥ ، ص٢١٧ وج٦٧ ، ص٢٢٩ وج٧٣ ، ص٣٨٧ ـ نور الثقلين : ج٢ ، ص١٠٥.

٤ ـ الأعراف : ١٨٢ ، والقلم : ٤٤.

٢٧٠

الدرس الحادي والخمسون

في طلب رضا الخلق بسخط الخالق

أو طلب أمر من طريق المعصية

هذا الذنب مما يبتلى به كثير من الناس ، ولا سيما التابعين لأئمة الكفر والجور من أعوانهم وأنصارهم ، والمنسوبين إليهم ، والمادحين لهم والمتقربين إليهم طلباً لجاه أو مال ، أو خوفاً من شرورهم ، فيتبعون أمرهم ويطلبون رضاهم وإن خالف أمر الله ورضاه.

وقد ورد في النصوص : أنه : من طلب رضا الناس بسخط الله جعل الله حامده من الناس ذاماً له(١) ( أي : يذمه بعد ذلك من كان يحمده ، أو يذمه في غيبته من يحمده في حضوره ).

وأنّه : من آثر طاعة الله بغضب الناس كفاه الله عداوة كل عدو(٢) .

وأنه : لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله(٣) ( أي : اتخذ طاعته لنفسه ديناً ،

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٧٢ ـ الوافي : ج٥ ، ص٩٩٣.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٧٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٩٢.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٧٣ ـ الامالى : ص٣٠٩ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٤٢١ ـ بحار الأنوار :

٢٧١

كأن قال بإمامته وخلافته عن الله ورسوله ).

وأنه من أرضى سلطاناً جائراً بسخط الله خرج من دين الله(١) .

وأنه لا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه ولا تتقربوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله(٢) .

__________________

ج٢ ، ص١٢١ وج٧٣ ، ص٣٩٢.

١ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٤٢١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٩٣.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص١٧٧ وج٧٣ ، ص٣٩٤.

٢٧٢

الدرس الثاني والخمسون

في قسوة القلب

القسوة : غلظ القلب ، وصلابته وعدم تأثّره بالمواعظ والعبر ، في مقابل رقة القلب ، ورحمته وتأثره بالعظات واتعاظه بالعبر ، وهي من حالات القلب وصفاته المذمومة السيئة ، وهي قد تكون ذاتيّةً مودعةً في القلب بالفطرة ، وقد تكون كسبيّةً حاصلة من الممارسة على المعاصي والمآثم. وعلى التقديرين : فهي قابلة للزوال بالكلية ، أو للتخفيف والتضعيف ، ويمكن أيضاً المراقبة الشديدة على النفس حتى لا يظهر لها أثر سوء على الجوارح والأركان.

وقد ورد فيها آيات ونصوص ناظرة إلى ذمها ولزوم إزالتها ، أو المواظبة عليها لئلا تظهر آثارها في الأقوال والأفعال.

قال تعالى :( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) (١) . ( فذكر الله قسوة القلب هنا في مقابل انشراح الصدر

__________________

١ ـ الزمر : ٢٢.

٢٧٣

للإسلام وانفتاحه وسعته ، فصار لذلك على نور من العلم والعمل. والقسوة في قباله انسداد القلب وضيقه وعدم تأثير العظات فيه. وقد أوعد الله تعالى جزاءها بالويل ، وهي بمعنى : القبح والشّر والهلاك ، فالمراد : إنشاء دعاء من الله على قاسي القلب ، أو إخبار باستحقاقه ).

وقال تعالى :( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ) (١) ، وقوله تعالى :( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) (٢) .

وورد في النصوص : أن القلب له لمتان : لمة من الشيطان ولمة من الملك ، فلمّة الملك : الرقة والفهم ، ولمة الشيطان : السهو والقسوة ،(٣) ( واللمة بالفتح : الإلقاء والخطور ، فخطرات الخير فيه من الملك ، وخطرات الشر من الشيطان ، ويتولد من الأول فهم المعارف الإلهية ولين القلب لفعلها ، ومن الثاني غفلته عن الحق وقسوته ، فقوله : لمة الملك الرقة : أي نتيجتها الرقة أو علامتها ذلك.

وأن فيما ناجى الله تعالى به موسى : «يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك ، والقاسي القلب مني بعيد ».(٤) ( ولا إشكال في أن تطويل الأ مل يدعو إلى الحركة نحو المأمول والسعي فيه وانصرافه القلب عن الحق والآخرة ، وعن عبادة الرب والتقرب إليه وهي تورث القسوة طبعاً ).

__________________

١ ـ البقرة : ٧٤.

٢ ـ الحديد : ١٦.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٣٠ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣٣٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٩ وج٧٣ ، ص٣٩٧ ـ مرآة العقول : ج٩ ، ص٣٨٣.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٢٩ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣٣٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٩٨ ـ نور الثقلين : ج١ ، ص٩٢.

٢٧٤

الفهرس

دروس في الاخلاق. ١

الحمد. ٧

أما المقدمة : ففي بيان أمور : ٧

الأمر الأول : ٧

الأمر الثاني : ١٠

الأمر الثالث.. ١١

الأمر الرابع : ١٢

الأمر الخامس : ١٨

الأمر السادس : ٢٠

الأمر السابع : ٢١

الأمر الثامن : ٢٣

الدرس الأول. ٢٧

في بيان مما يدل على صلاح القلب وفساده ٢٧

الدرس الثاني. ٣٥

في محاسبة النفس ومراقبتها ٣٥

الدرس الثالث.. ٣٩

في مجاهدة النفس وبيان حدودها ٣٩

الدرس الرابع. ٤٣

في ترك اتباع الأهواء والشهوات.. ٤٣

الدرس الخامس.. ٤٧

في اليقين. ٤٧

٢٧٥

الدرس السادس.. ٥٣

في النية وتأثيرها وثوابها ٥٣

الدرس السابع. ٥٩

في الإخلاص والقربة ٥٩

الدرس الثامن. ٦٣

في العبادة وإخفائها ٦٣

الدرس التاسع. ٦٥

في التقوى والورع والمتقين وصفاتهم. ٦٥

الدرس العاشر ٧٣

في الزهد ودرجاته وعلاماته ٧٣

الدرس الحادي عشر ٧٧

في الخوفي والرجاء ٧٧

الدرس الثاني عشر ٨٣

في حسن الظن بالله تعالى. ٨٣

الدرس الثالث عشر ٨٧

في الصّدق ووجوبه وموارد استثنائه ٨٧

الدرس الرابع عشر ٩١

في الشكر ٩١

الدرس الخامس عشر ٩٧

في الصبر. ٩٧

الدرس السادس عشر ١٠٣

في التوكل والتفويض.. ١٠٣

الدرس السابع عشر ١٠٧

في الرضا والتسليم. ١٠٧

٢٧٦

الدرس الثامن عشر ١١١

في الحث على الاجتهاد والمواظبة على العمل. ١١١

الدرس التاسع عشر ١١٧

في الاقتصاد في العبادة ١١٧

الدرس العشرون. ١٢١

في الحسنات بعد السيئات.. ١٢١

الدرس الحادي والعشرون. ١٢٣

في الحسنات والسيئات.. ١٢٣

الدرس الثاني والعشرون. ١٢٥

في الاستعداد للموت.. ١٢٥

الدرس الثالث والعشرون. ١٢٩

في عفة البطن والفرج. ١٢٩

الدرس الرابع والعشرون. ١٣٣

في الكلام والسكوت والصمت.. ١٣٣

لدرس الخامس والعشرون. ١٤١

في التفكر والاعتبار بالعبر والاتّعاظ بالعظات.. ١٤١

الدرس السادس والعشرون. ١٤٧

في الحياء من الله ومن الخلق. ١٤٧

الدرس السابع والعشرون. ١٥١

في التدبّر والتثبت وترك الاستعجال. ١٥١

الدرس الثامن والعشرون. ١٥٥

في الاقتصاد والقناعة ١٥٥

الدرس التاسع والعشرون. ١٥٧

في السخاء والجود ١٥٧

٢٧٧

الدرس الثلاثون. ١٦١

في حسن الخلق. ١٦١

الدرس الحادي والثلاثون. ١٦٩

في الحلم وكظم الغيظ والعفو والصفح. ١٦٩

الدرس الثاني والثلاثون. ١٧٥

في الفقر والفقراء والغنى والأغنياء ١٧٥

الدرس الثالث والثلاثون. ١٨٥

في الكفاف في الرزق. ١٨٥

الدرس الرابع والثلاثون. ١٨٧

في الكذب ونقله وسماعه ١٨٧

الدرس الخامس والثلاثون. ١٩٣

في الرّياء ١٩٣

الدرس السادس والثلاثون. ١٩٩

في العجب بالعمل واستكثار الطاعة ١٩٩

الدرس السابع والثلاثون. ٢٠٣

في الشكوى إلى الله وإلى الناس. ٢٠٣

الدرس الثامن والثلاثون. ٢٠٥

في اليأس من روح الله والأمن من مكره ٢٠٥

الدرس التاسع والثلاثون. ٢٠٧

في الدنيا وحبها وذمها ٢٠٧

الدرس الأربعون. ٢٢١

في حب الرئاسة ٢٢١

الدرس الحادي والأربعون. ٢٢٥

في الغفلة واللهو ٢٢٥

٢٧٨

الدرس الثاني والأربعون. ٢٢٧

في الحرص وطول الأمل. ٢٢٧

الدرس الثالث والأربعون. ٢٣١

في الطمع والتذلل لأهل الدنيا طلباً لها ٢٣١

الدرس الرابع والأربعون. ٢٣٣

في الكبر. ٢٣٣

الدرس الخامس والأربعون. ٢٣٩

في الحسد. ٢٣٩

الدرس السادس والأربعون. ٢٤٣

في الغضب.. ٢٤٣

الدرس السابع والاربعون. ٢٤٧

في العصبية والحمية ٢٤٧

الدرس الثامن والأربعون. ٢٥١

في البخل. ٢٥١

الدرس التاسع والأربعون. ٢٥٥

في الذنوب وآثارها ٢٥٥

الدرس الخمسون. ٢٦٧

في الإمهال والإملاء على المسلم والكافر ٢٦٧

الدرس الحادي والخمسون. ٢٧١

في طلب رضا الخلق بسخط الخالق. ٢٧١

الدرس الثاني والخمسون. ٢٧٣

في قسوة القلب.. ٢٧٣

٢٧٩