مستدرك الوسائل خاتمة 1 الجزء ١٩

مستدرك الوسائل خاتمة 10%

مستدرك الوسائل خاتمة 1 مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 392

مستدرك الوسائل خاتمة 1

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

الصفحات: 392
المشاهدات: 80798
تحميل: 4826


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 392 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 80798 / تحميل: 4826
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل خاتمة 1

مستدرك الوسائل خاتمة 1 الجزء 19

مؤلف:
العربية

الغير المترتّبة بترتيب أبوابه، ولي فيها مسالك كثيرة، إلاّ أنّي أقتصر في هذا المختصر على ذكر أربعة مسالك لا غير، طلبا للإيجاز، حذرا من الملال.

المسلك الأوّل: في أحاديث ذكرها بعض متقدّمي الأصحاب، رؤيتها عنه بطرقي إليه، لا يختصّ إسنادها بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل بعضها ينتهي إسنادها إليه، وبعضها الى ذريّته المعصومين، وخلفائه المنصوصين، عليهم أفضل الصلوات وأكمل التحيات، لأنّ الأصحاب - قدّس الله أرواحهم - إنّما يعتبرون من الأحاديث ما صحّ طريقه إليهم، واتّصلت روايته بهم، سواء وقف على واحد منهم، أو أسنده الى جدّه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - الى أن قال - روى المنقول عنه هذا المسلك في الأحاديث من طرقه الصحيحة(١) ، عمّن رواه، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: « كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي » ثمّ ساق الأخبار(٢) ، الى أن قال:

المسلك الثاني: في أحاديث تتعلّق بمصالح الدين، رواها جمال المحقّقين في بعض كتبه بالطريق التي له الى روايتها، روى في كتابه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أكثروا من سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر » الخبر، وساق أخبار كتابه(٣) ، الى أن قال:

المسلك الثالث: في أحاديث، رواها الشيخ العالم، شمس الملّة والدين، محمد بن مكّي في بعض مصنّفاته، يتعلّق بأبواب الفقه، رؤيتها عنه بطرقي إليه، قال -رحمه‌الله -: روي أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:. الخبر،

__________________

(١) جاء في هامش النسخة الحجرية ما نصه « قال في الحاشية في هذا المقام لا يلزم من عدم ذكر اسم المنقول عنه في هذا المسلك أن يكون من المرسل، لما تقرأ في الأصول أن الراوي إذا علم من حاله أنه لا يروي إلاّ عن الثقات كان إرساله إسنادا » ( منه قده )

(٢) عوالي اللآلي ١: ٢٩٩.

(٣) عوالي اللآلي ١: ٣٤٩.

٣٤١

وساق أخباره(١) ، الى أن قال:

المسلك الرابع: في أحاديث رواها الشيخ العلاّمة الفهّامة، خاتمة المجتهدين، شرف الملّة والحقّ والدين، أبو عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري - تغمّده الله برضوانه - قال -رحمه‌الله -: روي في الحديث عنهمعليهم‌السلام وساق مرويّاته المتفرّقة في أبواب الفقه(٢) ، الى أن قال: الباب الثاني في الأحاديث المتعلّقة بأبواب الفقه بابا بابا، ولنقتصر في هذا المختصر منها على قسمين:

القسم الأوّل: في أحاديث تتعلّق بذلك، رؤيتها بطريق فخر المحقّقين، ذكرها عنه بعض تلاميذه، على ترتيب والده جمال المحقّقين - رضوان الله عليهما -، باب الطهارة: روى محمد بن مسلم. وساق الى باب الديات(٣) ، ثمّ قال:

القسم الثاني: في أحاديث رواها الشيخ الكامل الفاضل، خاتمة المجتهدين، جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الحلّي - قدّس الله روحه - على ترتيب الشيخ المحقّق المدقّق، أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلّي -رحمه‌الله - باب الطهارة. وساق أيضا الى باب الديات(٤) .

وذكر في الخاتمة أيضا جملتين، ذكر فيهما الأخبار المتفرّقة(٥) كما في المقدّمة، إلاّ أنّ جلّها خاصيّة، وعمدة أخبار الكتاب ما أودعه في البابين.

وأنت خبير بأنّ حظّه منه النقل عن مجاميع هؤلاء المشايخ، الذين هم أساطين الشريعة، وأساتيذ علماء الشيعة، لا مسرح للطعن عليهم، ولا سبيل

__________________

(١) عوالي اللآلي ١: ٣٨٠.

(٢) عوالي اللآلي ٢: ٥.

(٣) عوالي اللآلي ٢: ١٦٥.

(٤) عوالي اللآلي ٣: ٧.

(٥) عوالي اللآلي ٤: ٥.

٣٤٢

لأحد في نسبة الخلط والمساهلة إليهم، فإن اتّهم صاحب العوالي في النقل عن تلك المجاميع، فهو معدود في زمرة الكذّابين الوضّاعين، فيرجع الأمر إلى الطعن والإساءة الى سدنة الدين، وحفظة السنّة، ونقّاد الأخبار، الذين مدحوه بكل جميل، وأدناه البراءة عن تعمّد الكذب ووضع الأحاديث.

وقد عثرت بعد ما كتبت هذا المقام على كلام السيّد المحدّث الجزائري في شرحه على الكتاب المذكور يؤيّد ما ذكرناه قال: إنّي لمّا فرغت من شروحي - الى ان قال -: تطلّعت الى الكتاب الجليل، الموسوم بعوالي اللآلئ، من مصنّفات العالم الربّاني، والعلاّمة الثاني، محمد بن عليّ بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي - أسكنه الله تعالى غرف الجنان وأفاض على تربته سجال الرضوان - فطالعته مرارا، وتأمّلت أحاديثه ليلا ونهارا.

فشوّقتني عادتي في شرح كتب الأخبار، وتتّبع ما ورد عنهمعليهم‌السلام من الآثار، الى أن أكتب عليه شرحا يكشف عن بعض معانيه، ويوضّح ألفاظه ومبانيه، فشرعت بعد الاستخارة في ترتيب أبوابه وفصوله، واستنباط فروعه من أصوله، وسمّيته « الجواهر الغوالي في شرح عوالي اللآلئ »، ثمّ عنّ لي أن اسمّيه « مدينة الحديث » - الى أن قال في ذكر ما دعاه الى شرحه -: إنّه وإن كان موجودا في خزائن الأصحاب إلاّ أنّهم معرضون عن مطالعته، ومدارسته، ونقل أحاديثه، وشيخنا المعاصر - أبقاه الله تعالى - ربّما كان وقتا من الأوقات يرغب عنه لتكثّر مراسيله، ولأنّه لم يذكر مأخذ الأخبار من الكتب القديمة، ورجع بعد ذلك الى الرغبة فيه، لأنّ جماعة من متأخّري أهل الرجال وغيرهم من ثقات أصحابنا وثقوه، وأطنبوا في الثناء عليه، ونصّوا على إحاطة علمه بالمعقول والمنقول. وله تصانيف فائقة، ومناظرات في الإمامة وغيرها مع علماء الجمهور، سيّما مجالسه في مناظرات الفاضل الهروي في الإمامة، في منزل السيّد محسن في المشهد الرضوي، على ساكنه وآبائه وأبنائه من الصلوات أكملها، ومن التسليمات أجزلها.

٣٤٣

ومثله لا يتّهم في نقل الأخبار من مواردها، ولو فتحنا هذا الباب على أجلاّء هذه الطائفة، لأفضى بنا الحال الى الوقوع على أمور لا نحبّ ذكرها، على أنّا تتبعنا ما تضمّنه هذا الكتاب من الأخبار، فحصل الاطّلاع على أماكنها التي انتزعها منه، مثل الأصول الأربعة وغيرها، من كتب الصدوق وغيره من ثقات أصحابنا أهل الفقه والحديث. قال: وأمّا اطّلاعه وكمال معرفته بعلم الفلسفة وحكمتها، وعلم التصوف وحقيقته، فغير قادح في جلالة شأنه، فإنّ أكثر علمائنا من القدماء والمتأخّرين قد حقّقوا هذين العلمين، ونحوهما من الرياضي، والنجوم، والمنطق، وهذا غنيّ عن البيان، وتحقيقهم لتلك العلوم ونحوها ليس للعمل بأحكامها وأصولها، والاعتقاد بها، بل لمعرفتهم بها، والاطّلاع على مذاهب أهلها.

ثمّ نقل قصصا عن الشهيد الثاني، وابن ميثم، والشيخ البهائي، تناسب المقام لا حاجة الى نقلها.

فظهر أنّ الحقّ الحقيق أن يعامل الفقيه المستنبط بأخبار البابين، معاملته بما في كتب أصحاب المجاميع من الأحاديث، وما في طرفي الكتاب خصوصا أوّله، وإن كان مختلطا إلاّ أنّ بالنظر الثاقب يمكن تمييز غثّه من سمينة، وصحيحه من سقيمه.

بقي التنبيه على شيء، وهو أنّ المعروف الدائر في ألسنة أهل العلم، والكتب العلميّة « الغوالي » - بالغين المعجمة - ولكن حدّثني بعض العلماء، عن الفقيه النبيه، المتبحّر الماهر، الشيخ محسن خنفر - طاب ثراه، وكان من رجال علم الرجال - أنّه بالعين المهملة، فدعاني ذلك الى الفحص فتفحّصت، فما رأيت من نسخ الكتاب وشرحه فهو كما قال، وكذا في مواضع كثيرة من الإجازات التي كانت بخطوط العلماء الأعلام، بحيث اطمأنّت النفس بصحّة ما قال، ويؤيّده أيضا أنّ المحدّث الجزائري سمّى شرحه: الجواهر الغوالي - بالمعجمة - فلاحظ، والله العالم.

٣٤٤

٤٩ - كتاب درر اللآلئ العمادية:

للفاضل المتقدّم أيضا، ألّفه بعد العوالي، وهو أكبر وأنفع منه، قال في أوّله:

فإنّي لمّا ألّفت الكتاب الموسوم « بعوالي اللآلئ العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة » وكان من جملة الحسنات الإلهيّة، والانعامات الربانيّة، أحببت أن أتبع الحسنة بمثلها، والطاعة بطاعة تعضدها، كما جاء في الأحاديث اتباع الطاعة بالطاعة دليل على قبولها، وعلامة على حصولها، فألّفت عقيبه هذا الكتاب الموسوم « بدرر اللآلئ العماديّة في الأحاديث الفقهية » ليكون مؤيّدا، لما بين يديه ناصرا ومقويا، لما تقدّمه مذكّرا، فأعززت الأوّل بالثاني لإثبات هذه المباني، لإعزاز الطاعة بالطاعة، واجتماع الجماعة مع الجماعة، لتقوى بهما الحجّة والاعتصام، ويظهر بمعرفتهما سلوك آثار الأئمّة الكرام،عليهم‌السلام ، والفقهاء القوّام، والمجتهدين العظام. وساق الكلام، الى أن ذكر أنّه ألّفه لخزانة السّيدين السندين، الأميرين الكبيرين، الأمير الجليل، كمال الملّة والحقّ والدين، والسيّد العضد النبيل، عماد الملّة والحقّ والدين، في كلام طويل - الى أن قال: - ورتّبته على مقدّمة، وأقسام ثلاثة، وخاتمة.

ذكر في المقدّمة الأخبار النبويّة، التي فيها الترغيب في فعل العبادات، والحثّ على فعلها، وفي الخاتمة ما يتعلّق بالأخلاق، أخرج كلّه من الكافي، وفي الأقسام ذكر أبواب الفقه على الترتيب، وكلّ ما فيها من الأحاديث أخرجه من الكتب الأربعة، بتوسّط كتب العلاّمة، والفخر، إلاّ قليلا من النبويّات الموجودة فيها، مع الإشارة إلى التعارض والترجيح، وبعض أقوالهما على طريقة الفقهاء، وذكر في آخر الكتاب طرقه وأسانيده، وفي آخر المجلّد الأوّل منه:

هذا آخر المجلّد الأوّل من كتاب « درر اللآلئ العماديّة في الأحاديث الفقهيّة »، ويتلوه بعون الله وحسن توفيقه المجلّد الثاني منه، وبه يتمّ الكتاب،

٣٤٥

وأوّله: النوع الثاني فيما يتعلّق بالإيقاعات، وقد وقع الفراغ في هذا المجلّد نقلا عن النسخة المبيضة من المسودة، في أوّل ليلة الأحد، التاسع من شهر ربيع الثاني، أحد شهور سنة إحدى وتسعمائة، على يد مؤلّفه، الفقير الى الله العفوّ الغفور، محمد بن علي بن أبي جمهور الأحساوي عفا الله عنه، وعن والده، وعن جميع المؤمنين والمؤمنات، إنّه غفور رحيم، ووقع كتابة هذا المجلّد بعد تأليف الكتاب، بولاية أستراباد - حميت من شرّ الأعداء - في فصل الشتاء، في قرية كلبان، وسروكلات - حماهما الله من الآفات، وصرف عنهما العاهات والبليّات - وكان تأليف الكتاب بتمامه في ذلك المكان، في أواخر شوّال من شهور سنة تسع وتسعين وثمانمائة.

وبالجملة: فهو كتاب شريف، محتو على فوائد طريفة، ونكات شريفة، خال عمّا توهّم في أخيه من الطّعن، فلاحظ وتبصّر.

ثم إنّ اسم الكتاب كما عرفت « درر اللآلئ العماديّة » فما في البحار، والرياض، والمقابيس(١) ، أنّه نثر اللآلئ وهم من الأوّل، وتبعه من بعده، واحتمال التعدّد بعيد غايته.

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ١٣، رياض العلماء ٤: ٣٤٧، مقابس الأنوار: ١٤.

٣٤٦

٥٠ - تفسير الشيخ الجليل الأقدم، أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني الكاتب:

المعروف بابن زينب، وهو خبر واحد مسند عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في أنواع الآيات وأقسامها، وأمثلة الأقسام، اختصره علم الهدى السيّد المرتضى، وقف عليه صاحب الوسائل فأخرج ما فيه من الأحكام، ولم أجد في الأصل زائدا منه، ولذا قلّ رجوعنا إليه مع أنّ الكتاب في غاية الاعتبار، وصاحبه شيخ من أصحابنا الأبرار.

ولكن يجب التنبيه على شيء لا يخلو من غرابة، وهو أنّ العلاّمة المجلسي قال في مجلّد القرآن من بحاره: باب ما ورد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في أصناف آيات القرآن وأنواعها، وتفسير بعض آياتها برواية النعماني، وهي رسالة مفردة مدوّنة، كثيرة الفوائد، نذكرها من فاتحتها الى خاتمتها: بسم الله الرحمن الرحيم. وساقها الى آخرها.

ثم قال: أقول: وجدت رسالة قديمة مفتتحها هكذا: حدّثنا جعفر بن محمد بن قولويه القميّ -رحمه‌الله - قال: حدّثني سعد الأشعري أبو القاسم -رحمه‌الله - وهو مصنّفه: الحمد لله ذي النعماء والآلاء، والمجد والعزّ والكبرياء، وصلّى الله على محمد سيّد الأنبياء، وعلى آله البررة الأتقياء، روى مشايخنا، عن أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : انزل القرآن على سبعة أحرف كلّها شاف كاف، أمر، وزجر، وترغيب، وترهيب، وجدل، وقصص، ومثل » وساق الحديث الى آخره، لكنّه غيّر الترتيب وفرّقه على الأبواب، وزاد فيما بين ذلك بعض الأخبار، انتهى(١) .

والظاهر أنّ المراد من سعد، هو ابن عبد الله الأشعري، الثقة الجليل

__________________

(١) بحار الأنوار ٩٣: ١ - ٩٧.

٣٤٧

المعروف، وعدّ النجاشي من كتبه كتاب « ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه »(١) وعليه فيشكل ما في أوّل السند، فإنّ جعفر بن محمد بن قولويه(٢) يروي عن سعد بتوسّط أبيه، الذي كان من خيار أصحاب سعد، فيمكن أن يكون قد سقط من السند قوله: عن أبيه، ثمّ لا يخفى أنّ ما في أوّل تفسير الجليل عليّ بن إبراهيم، من أقسام الآيات وأنواعها، هو مختصر هذا الخبر الشريف، فلاحظ وتأمّل.

__________________

(١) رجال النجاشي: ١٧٧ / ٤٦٧.

(٢) تنبيه:

١ - روايته عن سعد ليست بواسطة أبيه فقط بل وأخيه أيضا، كما نبه على ذلك النجاشي ( ١٢٣ / ١٧٨، ٣١٨ / ٤٦٧ ) في ترجمة جعفر وسعد.

٢ - نقل النجاشي ( ١٢٣ / ٣١٨ ) في ترجمة جعفر عنه أنه روى أربعة أحاديث عن سعد بلا واسطة.

وحكى عنه في ترجمة سعد ( ١٧٨ / ٤٦٧ ) أنه روى عنه بلا واسطة حديثين.

فمن المحتمل كون روايته عن سعد في الرسالة المذكورة أحد الحديثين اللذين لا ريب في روايته لهما عنه لأنهما القدر المتبقي، فلاحظ.

٣٤٨

٥١ - كتاب جامع الأخبار:

قد كتبنا في سالف الزمان، في كتابنا المسمّى « بنفس الرحمن » ما قيل فيه، فنذكره هنا إذ استقصينا فيه الكلام في اختلافهم في مؤلّفه، المردّد بين جماعة:

منهم: الصدوق، كما يظهر من بعض أسانيده، وصرّح به السيّد حسين المفتي الكركي المتقدّم ذكره في « دفع المناواة »، وهو ضعيف لا لما قيل: إنّه يروي عنه بوسائط، لأنّه كثيرا ما يوجد في أسانيد الكتب القديمة أمثال ذلك من تلامذة المصنّف ورواة الكتب، بل لأنّه نقل فيه عن سديد الدين محمود الحمّصي(١) ، الذي هو متأخّر عن الصدوق بطبقات عديدة، وفيه أيضا هكذا: في أمالي الشيخ أبي جعفر، الى آخره(٢) ، مضافا الى بعد وضع الكتاب عن طريقة الصدوق في كتبه.

ومنهم: الشيخ أبو الحسن علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الخيّاط، احتمله المجلسي في البحار، لما قاله الشيخ منتجب الدين في فهرسته: إنّ له كتاب جامع الأخبار(٣) ، وفيه أنّه قال بعد هذا الكلام: أخبرنا به الوالد، عنه(٤) . مع أنّ منتجب الدين من تلامذة الحمصي، فلعلّ هذا كتاب آخر. وصرّح المتبحّر صاحب الرياض أنّ نسخ جامع الأخبار مختلفة، فلاحظ(٥) .

قلت: وهو كذلك، فإنّ بعضها مبوّبة بأبواب، ولكلّ باب فصول، وبعضها أكبر منها لكنها غير مبوّبة، وإنما قسّمها بالفصول.

ومنهم: محمد بن محمد الشعيري، اختاره الفاضل صاحب الرياض،

__________________

(١) جامع الأخبار: ١٦٣.

(٢) جامع الأخبار: ٩٦.

(٣) بحار الأنوار ١: ١٤.

(٤) فهرست منتجب الدين: ١٢١ / ٢٥٧.

(٥) رياض العلماء ٥: ١٢١.

٣٤٩

قال في ترجمة عليّ بن سعد: إن جامع الأخبار لمحمد بن محمد الشعيري، وقد صرّح صاحب الكتاب نفسه في فصل تقليم الأظفار، بأنّ اسم مؤلّفه محمد بن محمد(١) .

وقال في ترجمة صاحب مكارم الأخلاق: إنّ نسبة جامع الأخبار إليه - كما سيأتي - إن كان المراد منه النسخ المشهورة فهو سهو ظاهر، لأنّه يقول في بحث تقليم الأظفار - أعني في الفصل الرابع والستين -:

قال محمد بن محمد - مؤلّف هذا الكتاب -: قال أبي في وصيّته إليّ: قلّم أظفارك، الى آخره(٢) .

ومن الغرائب أنّ بعضهم توهّم من آخر تلك العبارة المنقولة أنّه من مؤلّفات الصدوق، وغفل عن أوّلها، فإنّ اسم الصدوق محمد بن عليّ.

وأغرب منه قول بعضهم: إنّه من مؤلّفات والد هذا الشيخ، أعني الشيخ أبا عليّ الطبرسي(٣) .

قلت: ليس الكلام المنقول في النسخة الأخرى، والموجود في النسخة الكبيرة، إنّما هو في الفصل الثامن والسبعين.

وقال أيضا في ترجمة عليّ بن أبي سعد، بعد نقل ما في المنتجب، وما ذكره أستاذه في أوّل البحار: الظاهر أنّ هذا الكتاب غير كتاب جامع الأخبار المشهور:

أمّا أوّلا: فلأنّ في أثناء ذلك الكتاب صرّح نفسه بأنّ مؤلّفه محمد بن محمد.

وأمّا ثانيا: فلما سيجيء في ترجمة شمس الدين محمد بن محمد بن حيدر الشعيري، أنّه مؤلّف ذلك الكتاب مع الخلاف في ذلك أيضا.

__________________

(١) رياض العلماء ٤: ٩٩.

(٢) جامع الأخبار: ١٤٢.

(٣) رياض العلماء ج ١: ٢٩٨.

٣٥٠

وأمّا ثالثا: فلما يظهر من مطاوي ذلك الكتاب أنّه من مؤلّفات المتأخّرين عن الشيخ منتجب الدين وأمثاله، فلاحظ. ثمّ قال: إنّ ما يظهر من كلام الأستاذ الاستناد - أنّه من مؤلّفات محمد بن محمد الشعيري - ليس بصريح، لأنّ أصل العبارة في الكتاب ليس إلاّ محمد بن محمد، وهو مشترك، ولا يختصّ بالشعيري(١) وفي كلامه تشويش لا يخفى.

ومنهم: العالم الجليل جعفر بن محمد الدوريستي، نقله الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي في رسالة الرجعة، عن المجلسي، وعن بعض مشايخه.

والنقل الأوّل غريب لأنّه قال في البحار: ويظهر من بعض مواضع الكتاب أنّ اسم مؤلّفه محمد بن محمد الشعيري، ومن بعضها أنّه يروي عن الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي بواسطة، انتهى(٢) .

وهو كما ذكره، ويظهر ضعف هذه النسبة بما تقدّم، إذ جعفر بن محمد من تلامذة المفيد، والحمصي متأخّر عنه جدّا.

ومنهم: الحسن بن محمد السبزواري، قال الشيخ المتقدّم: قال بعض المشايخ: وقفت على نسخة صحيحة عتيقة جدّا، في دار السلطنة أصفهان، وفيها تمّ الكتاب على يد مصنّفه الحسن بن محمد السبزواري.

ومنهم: الشيخ المفسّر أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن أبي الفضل الطبرسي، نقله صاحب الرياض عن بعضهم كما عرفت(٣) ، واستغربه، وهو في محلّه.

ومنهم: ولده أبو نصر الحسن - صاحب مكارم الأخلاق - نسبه إليه من غير تردّد الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي، في كتاب « إيقاظ الهجعة في إثبات الرجعة » كما رأيته بخطّه الشريف، مع أنّه كان عنده من الكتب

__________________

(١) رياض العلماء ٣: ٣٣٣.

(٢) بحار الأنوار ١: ١٤.

(٣) رياض العلماء ١: ٢٩٨.

٣٥١

المجهولة، ولذا لم ينقل عنه في الوسائل.

وقال في ترجمته في أمل الآمل: وينسب إليه أيضا كتاب جامع الأخبار، وربّما ينسب الى محمد بن محمد الشعيري، لكن بين النسختين تفاوت(١) . ولم أقف على مستنده في الجزم بالنسبة في الإيقاظ.

وقال في البحار: وقد يظنّ كونه تأليف مؤلّف مكارم الأخلاق(٢) . وممّن نسبه إليه السيّد الأجلّ بحر العلوم، على ما وجدته بخطّه الشريف في فهرست كتبه.

قلت: في النسختين في فصل فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام : حدّثنا الحاكم الرئيس الإمام، مجد الحكّام أبو منصور عليّ بن عبد الواحد الزيادي - أدام الله جلاله وجماله، إملاء في داره يوم الأحد، الثاني من شهر الله الأعظم رمضان سنة ثمان وخمسمائة - قال: حدّثنا الشيخ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي - إملاء - أورد القصّة مجتازا في أواخر ذي الحجّة، سنة أربع وسبعين وأربعمائة، الى آخره(٣) .

ووفاة أمين الإسلام الفضل، والد صاحب المكارم في سنة ثمانية وأربعين، أو اثنتين وخمسين بعد خمسمائة، فصاحب الجامع تلائم طبقته طبقة الوالد لا الولد، إلاّ على تكلّف، مع أنّه ألّفه بعد مضي خمسين من عمره ولم ينقل فيه عن والده شيئا، ومع اتفاق المكارم وحسن ترتيبه بخلافه، فربّما يستبعد من جميع ذلك كونه له.

والذي يهوّن الخطب قلّة ما فيه من الأخبار المحتاجة إلى النظر في أسانيدها، مع أنّ المعلوم من جميع ما مرّ كونه من مؤلّفات علماء المائة الخامسة، الداخلة في عموم من زكّاهم الشهيد -رحمه‌الله - في درايته(٤) والله العالم.

__________________

(١) أمل الآمل ٢: ٧٥ / ٢٠٣.

(٢) بحار الأنوار ١: ١٤.

(٣) جامع الأخبار: ١١.

(٤) الرعاية: ١٩٢، ١٩٣.

٣٥٢

٥٢ - كتاب الشهاب:

للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون المغربي القضاعي، المحدّث المعروف، والمعاصر للشيخ الطوسيرحمه‌الله وأضرابه، المتوفى سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وهو مقصور على الكلمات الوجيزة النبويّة.

قال في أوّله بعد الحمد: فإنّ في الألفاظ النبويّة، والآداب الشرعيّة جلاء لقلوب العارفين، وشفاء لأدواء الخائفين، لصدورها عن المؤيّد بالعصمة، المخصوص بالبيان والحكمة، الذي يدعو إلى الهدي، ويبصّر من العمى، ولا ينطق عن الهوى،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل ما صلّى على أحد من عباده الذين اصطفى، وقد جمعت في كتابي هذا ممّا سمعت من حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ألف كلمة من الحكمة، في الوصايا، والآداب، والمواعظ، والأمثال، قد سلمت من التكلّف مبانيها، وبعدت عن التعسّف معانيها، وبانت بالتأييد عن فصاحة الفصحاء، وتميّزت بهدي النّبوة عن بلاغة البلغاء، وجعلتها مسرورة يتلو بعضها بعضا، محذوفة الأسانيد، مبوّبة أبوابا على حسب تقارب الألفاظ، ليقرب تناولها، ويسهل حفظها، ثمّ زدتها مائتي كلمة، وختمت الكتاب بأدعية مرويّة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأفردت الأسانيد جميعها كتابا يرجع في معرفتها إليه، انتهى.

وهذا الكتاب صار مطبوعا شائعا بين الخاصّة والعامّة، وقد شرحه جماعة من علماء الفريقين.

فمن الخاصّة: العالم الجليل السيّد ضياء الدين فضل الله بن عليّ بن عبيد الله الحسني الراوندي، سمّاه « ضوء الشهاب في شرح الشهاب » ينقل عنه في البحار كثيرا.

٣٥٣

ومنهم: أفضل الدين الشيخ حسن بن عليّ بن أحمد الماهابادي، قال منتجب الدين: إنّه علم في الأدب، فقيه، وعدّ من كتبه « شرح الشهاب »(١) .

ومنهم: برهان الدين أبو الحارث محمد بن أبي الخير عليّ بن أبي سليمان ظفر الحمداني، عدّ في المنتجب من كتبه « شرح الشهاب »(٢) .

ومنهم: قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، عدّ في المنتجب من كتبه « ضياء الشهاب في شرح الشهاب »(٣) .

ومنهم: الشيخ أبو الفتوح الحسين بن عليّ بن محمد الخزاعي، عدّ في المنتجب من كتبه « روح الأحباب وروح الألباب في شرح الشهاب »(٤) وكذا ابن شهرآشوب في معالم العلماء(٥) . وغير هؤلاء الأعلام ممّا يجده المتتبّع.

وأمّا من العامّة: ففي كشف الظنون: لخّصه الشيخ نجم الدين الغيطي محمد بن أحمد الاسكندري، المتوفّى سنة أربع وثمانين وتسعمائة، وأصلحه الامام حسن بن محمد الصغاني، وسمّاه « كشف الحجاب عن أحاديث الشهاب » وضع علامة للصحيح، والضعيف، والمرسل، ورتّبه على الأبواب كالمشارق، وقد أوصى ابن الأثير في « المثل السائر » بمطالعته للكاتب الفقيه، وله ضوء الشهاب.

وشرحه أبو المظفّر محمد بن أسعد - المعروف بابن الحكيم الحنفي - المتوفّى سنة سبع وستّين وخمسمائة.

وشرحه الشيخ عبد الرؤوف المناوي شرحا ممزوجا، وسمّاه « رفع النقاب عن كتاب الشهاب » لكنّ الأميني الشامي قال في ترجمته: ورتّب كتاب

__________________

(١) فهرست منتجب الدين: ٥٠ / ٩٣.

(٢) فهرست منتجب الدين: ١٦١ / ٣٧٨.

(٣) فهرست منتجب الدين: ٨٧ / ١٨٦.

(٤) فهرست منتجب الدين: ٤٥ / ٧٨.

(٥) معالم العلماء: ١٤١ / ٩٨٧.

٣٥٤

الشهاب للقضاعي وشرحه، وسمّاه « إمعان الطلاّب بشرح ترتيب الشهاب » وله ترتيب أحاديثه على ترتيب « جامع الصغير » ورموزه.

ومن شروحه « حلّ الشهاب » وشرحه بعضهم أوّله: الحمد لله الذي جعل سنّة نبيّه مشكاة لاقتباس أنوار الرشد والهدى، الى آخره.

وشرحه ابن وحشي محمد بن الحسين الموصلي.

واختصر هذا الشرح الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الوادياشي، المتوفّى سنة سبعين وخمسمائة.

وشرحه الأستاذ أبو القاسم بن إبراهيم الورّاق العابي شرحا بالقول.

ورتّبه السيوطي كترتيب الجامع الصغير له، وسمّاه « إسعاف الطلاّب بترتيب الشهاب » انتهى. وصرّح في أوّل كلامه بشافعيّة القاضي(١) .

وقال في البحار: كتاب الشهاب، وإن كان من مؤلّفات المخالفين، لكنّ أكثر فقراته مذكورة في الخطب والأخبار المرويّة من طرقنا، ولذا اعتمد عليه علماؤنا، وتصدّوا لشرحه.

وقال الشيخ منتجب الدين: السيّد فخر الدين شميلة بن محمد بن هاشم الحسيني، عالم صالح، روى لنا كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، عنه(٢) .

هذا وربّما يستأنس لتشيّعه بأمور:

منها: توغّل الأصحاب على كتابه، والاعتناء به، والاعتماد عليه، وهذا غير معهود منهم بالنسبة إلى كتبهم الدينيّة، كما لا يخفى على المطّلع بسيرتهم.

ومنها: إنّه قال في خطبة الكتاب بعد ذكر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) كشف الظنون ٢: ١٠٦٧، ١٠٦٨.

(٢) بحار الأنوار ١: ٤٢.

٣٥٥

أذهب الله عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيرا(١) . ولم يعطف عليهم الأزواج والصحابة، وهذا بعيد عن طريقة مؤلّفي العامّة غايته.

ومنها: إنّه ليس في تمام هذا الكتاب من الأخبار الموضوعة في مدح الخلفاء، سيّما الشيخين، والصحابة، خبر واحد مع كثرتها، وحرصهم في نشرها ودرجها في كتبهم بأدنى مناسبة، مع أنّه روى فيه قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق »(٢) .

ومنها: إنّ جلّ ما فيه من الأخبار موجود في أصول الأصحاب ومجاميعهم، كما أشار إليه المجلسي أيضا(٣) ، وليس في باقيه ما ينكر ويستغرب، وما وجدنا في كتب العامّة له نظيرا ومشابها.

وبالجملة: فهذا الكتاب في نظري القاصر في غاية الاعتبار، وإن كان مؤلّفه في الظاهر - أو واقعا - غير معدود من الأخيار.

وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء: القاضي أبو عبد الله محمد بن سلام القضاعي، عامّي، له « دستور الحكم في مأثور معالم الكلم » وهو مجموع من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) وفيه أيضا تأييد لما قلنا.

وقال العلاّمة في الإجازة الكبيرة لبني زهرة: ومن ذلك جميع كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المغربي، وباقي مصنّفاته ورواياته عنّي، عن والدي -رحمه‌الله - عن السيّد فخار بن معد الموسوي، عن القاضي ابن الميداني، عن القاسم بن الحسين، عن القاضي

__________________

(١) شهاب الأخبار، المقدمة: ه‍.

(٢) شهاب الاخبار ( شرح الشهاب ): ١٥٦ / ٨٤٩.

(٣) بحار الأنوار ١: ٤٢.

(٤) معالم العلماء: ١١٨ / ٧٨٧.

٣٥٦

أبي عبد الله المصنف(١) .

هذا ولعلّ من يقف على بعض شروحه التي أشرنا إليها، يجد لاعتباره قرائن خفيت علينا.

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٧: ٧٨.

٣٥٧

٥٣ - كتاب المزار:

قال في البحار: كتاب كبير في الزيارات، تأليف محمد بن المشهدي، كما يظهر من تأليفات السيّد ابن طاوس، واعتمد عليه ومدحه، وسمّيناه بالمزار الكبير، وقال في الفصل الآخر: والمزار الكبير يعلم من كيفيّة إسناده أنّه كتاب معتبر، وقد أخذ منه السيّدان ابنا طاوس كثيرا من الأخبار والزيارات.

وقال الشيخ منتجب الدين في الفهرست: أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي، فقيه، محدّث، ثقة، قرأ على الإمام محيي الدين الحسين ابن المظفّر الحمداني، [ وقال في ترجمة الحمداني: ] أخبرنا بكتبه السيّد أبو البركات المشهدي، انتهى(١) .

ومراده من ابني طاوس: السيّد رضيّ الدين عليّ في مزاره، والسيّد عبد الكريم في فرحة الغري.

وما استظهره من أنّه الذي ذكره في المنتجب كأنّه في غير محلّه، فإنّ المذكور في المنتجب هو السيّد ناصح الدين أبو البركات، الذي ينقل عنه أبو نصر الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق بهذا العنوان: من مسموعات السيّد الإمام ناصح الدين أبي البركات المشهدي(٢) .

وكذا ولده عليّ في كتاب مشكاة الأنوار كثيرا، تارة بهذا العنوان: من مجموع السيّد ناصح الدين أبي البركات، واخرى: من كتاب السيّد ناصح الدين أبي البركات، وثالثة: من كتاب السيّد الإمام ناصح الدين أبي البركات(٣) .

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ١٨، ٣٥. وانظر فهرست منتجب الدين: ١٦٣ / ٣٨٧ و ٤٣ / ٧٣.

(٢) مكارم الأخلاق: ٢٨١.

(٣) مشكاة الأنوار: ٢٤، ١٧٤، ٢٠٠، ٢٢٨.

٣٥٨

وقال القطب الراوندي في الخرائج: أخبرنا السيّد أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي، عن الشيخ جعفر الدوريستي، عن المفيد(١) .

وبالجملة: فهو مذكور في كتب الأصحاب بكنية أبي البركات، ولقبه ناصح الدين، وبالإمامة والسيادة معروف بها لا بعنوان المشهدي، بخلاف صاحب المزار فإنّه معروف به لا غير.

ففي فرحة الغري: وذكر محمد بن المشهدي في مزاره، أنّ الصادقعليه‌السلام علّم محمد بن مسلم الثقفي هذه الزيارة - الى أن قال -: وقال ابن المشهدي أيضا ما صورته. الى آخره(٢) .

وصاحب الرياض ذكر السيّد المذكور تارة بعنوان السيّد ناصح الدين أبو البركات المشهدي، واخرى بعنوان السيّد أبو البركات المشهدي، وحكم باتّحادهما، بل واتّحادهما مع السيّد أبي البركات العلوي، الذي نقل صاحب تبصرة العوام قصّة مناظرته في الإمامة مع أبي بكر بن إسحاق الكرامي(٣) ، ومع ذلك لم يحتمل كونه صاحب المزار، وهو من الكتب المعروفة.

وكذا صاحب المنتجب، لم يسند إليه المزار(٤) ، ولا كتابه الآخر الذي أشار إليه في آخر آداب المدينة من المزار، قال فيه: ثمّ تصلّي في مسجد المباهلة ما استطعت، وتدعو فيه بما تحبّ، وقد ذكرت الدعاء بأسره في كتابي المعروف « ببغية الطالب وإيضاح المناسك لمن هو راغب في الحجّ »، فمن أراده أخذه من هناك ففيه كفاية(٥) .

ومنه يظهر أنّه معدود في زمرة الفقهاء، كما أنّه يظهر من صدر كتابه

__________________

(١) الخرائج والجرائح ٢: ٧٩٧ / ٧.

(٢) فرحة الغري: ٩٣ - ٩٤.

(٣) رياض العلماء ٥: ٤٢٣، وانظر: تبصرة العوام: ٧٠.

(٤) فهرست منتجب الدين: ١٦٣ / ٣٨٧.

(٥) المزار الكبير: ١١٩.

٣٥٩

الاعتماد على كلّ ما أودعه فيه، وإنّ ما فيه من الزيارات كلّها مأثورة، وإن لم يستند بعضها إليهمعليهم‌السلام في محلّه.

قال بعد الخطبة: فإني قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات، والأدعية المختارات، وما يدعى به عقيب الصلوات، وما يناجي به القديم تعالى، من لذيذ الدعوات في الخلوات، وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمّات، ممّا اتّصلت به من ثقات الرواة إلى السادات، وحثّني الى ذلك أيضا. إلى آخره(١) .

والذي أعتقده أنّه من مؤلّفات محمد بن جعفر المشهدي، وهو بعينه محمد بن جعفر الحائري، وإن جعل في أمل الآمل له عنوانين، وظنّه اثنين، قال فيه: الشيخ محمد بن جعفر الحائري فاضل جليل، له كتاب « ما اتّفق من الأخبار في فضل الأئمّة الأطهار،عليهم‌السلام » - الى أن قال - الشيخ محمد ابن جعفر المشهدي كان فاضلا محدّثا، صدوقا، له كتب، يروي عن شاذان ابن جبرائيل القمّي، انتهى(٢) .

والذي يبيّن ما ادّعيناه أنّا عثرنا على مزار قديم، يظهر من بعض أسانيده أنّه في طبقته، وطبقة الشيخ الطبرسي صاحب الاحتجاج، والنسخة عتيقة، يظنّ أنّه كتبت في عصر مؤلّفه، وفيه فوائد حسنة جميلة(٣) ، ويظهر منه غاية

__________________

(١) المزار الكبير: ٣.

(٢) أمل الآمل ٢: ٢٥٢ / ٢٥٣ / ٧٤٤، ٧٤٧.

(٣) منها: أنّ أعمال مسجد الكوفة، والأدعية المخصوصة بمقاماتها الشريفة - الموجودة في كتب المزار من غير نسبتها الى المعصومعليه‌السلام - مروية وليست من مؤلفات الأصحاب كما احتمله المجلسيرحمه‌الله ، ولذا لم يوردها في كتاب التحفة الذي لم يجمع فيه إلاّ ما نسب إليهمعليهم‌السلام ، فإنّه من أول الكتاب ساق أعمال المقامات على الترتيب المعهود، وذكر لكلّ مقام دعاء طويلا، وبعد الفراغ منها قال: أعمال الكوفة برواية أخرى، ثم ساق الأعمال المعروفة، فيظهر أنّ كليهما مرويان.

ومنها: ان السيد علي بن طاوس ذكر في مصباح الزائر [١٦٤] في زيارات أبي عبد الله

٣٦٠