مستدرك الوسائل خاتمة 1 الجزء ١٩

مستدرك الوسائل خاتمة 110%

مستدرك الوسائل خاتمة 1 مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 392

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 392 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 86684 / تحميل: 6152
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل خاتمة 1

مستدرك الوسائل خاتمة ١ الجزء ١٩

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الغير المترتّبة بترتيب أبوابه، ولي فيها مسالك كثيرة، إلاّ أنّي أقتصر في هذا المختصر على ذكر أربعة مسالك لا غير، طلبا للإيجاز، حذرا من الملال.

المسلك الأوّل: في أحاديث ذكرها بعض متقدّمي الأصحاب، رؤيتها عنه بطرقي إليه، لا يختصّ إسنادها بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل بعضها ينتهي إسنادها إليه، وبعضها الى ذريّته المعصومين، وخلفائه المنصوصين، عليهم أفضل الصلوات وأكمل التحيات، لأنّ الأصحاب - قدّس الله أرواحهم - إنّما يعتبرون من الأحاديث ما صحّ طريقه إليهم، واتّصلت روايته بهم، سواء وقف على واحد منهم، أو أسنده الى جدّه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - الى أن قال - روى المنقول عنه هذا المسلك في الأحاديث من طرقه الصحيحة(١) ، عمّن رواه، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: « كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي » ثمّ ساق الأخبار(٢) ، الى أن قال:

المسلك الثاني: في أحاديث تتعلّق بمصالح الدين، رواها جمال المحقّقين في بعض كتبه بالطريق التي له الى روايتها، روى في كتابه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أكثروا من سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر » الخبر، وساق أخبار كتابه(٣) ، الى أن قال:

المسلك الثالث: في أحاديث، رواها الشيخ العالم، شمس الملّة والدين، محمد بن مكّي في بعض مصنّفاته، يتعلّق بأبواب الفقه، رؤيتها عنه بطرقي إليه، قال -رحمه‌الله -: روي أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:. الخبر،

__________________

(١) جاء في هامش النسخة الحجرية ما نصه « قال في الحاشية في هذا المقام لا يلزم من عدم ذكر اسم المنقول عنه في هذا المسلك أن يكون من المرسل، لما تقرأ في الأصول أن الراوي إذا علم من حاله أنه لا يروي إلاّ عن الثقات كان إرساله إسنادا » ( منه قده )

(٢) عوالي اللآلي ١: ٢٩٩.

(٣) عوالي اللآلي ١: ٣٤٩.

٣٤١

وساق أخباره(١) ، الى أن قال:

المسلك الرابع: في أحاديث رواها الشيخ العلاّمة الفهّامة، خاتمة المجتهدين، شرف الملّة والحقّ والدين، أبو عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري - تغمّده الله برضوانه - قال -رحمه‌الله -: روي في الحديث عنهمعليهم‌السلام وساق مرويّاته المتفرّقة في أبواب الفقه(٢) ، الى أن قال: الباب الثاني في الأحاديث المتعلّقة بأبواب الفقه بابا بابا، ولنقتصر في هذا المختصر منها على قسمين:

القسم الأوّل: في أحاديث تتعلّق بذلك، رؤيتها بطريق فخر المحقّقين، ذكرها عنه بعض تلاميذه، على ترتيب والده جمال المحقّقين - رضوان الله عليهما -، باب الطهارة: روى محمد بن مسلم. وساق الى باب الديات(٣) ، ثمّ قال:

القسم الثاني: في أحاديث رواها الشيخ الكامل الفاضل، خاتمة المجتهدين، جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الحلّي - قدّس الله روحه - على ترتيب الشيخ المحقّق المدقّق، أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلّي -رحمه‌الله - باب الطهارة. وساق أيضا الى باب الديات(٤) .

وذكر في الخاتمة أيضا جملتين، ذكر فيهما الأخبار المتفرّقة(٥) كما في المقدّمة، إلاّ أنّ جلّها خاصيّة، وعمدة أخبار الكتاب ما أودعه في البابين.

وأنت خبير بأنّ حظّه منه النقل عن مجاميع هؤلاء المشايخ، الذين هم أساطين الشريعة، وأساتيذ علماء الشيعة، لا مسرح للطعن عليهم، ولا سبيل

__________________

(١) عوالي اللآلي ١: ٣٨٠.

(٢) عوالي اللآلي ٢: ٥.

(٣) عوالي اللآلي ٢: ١٦٥.

(٤) عوالي اللآلي ٣: ٧.

(٥) عوالي اللآلي ٤: ٥.

٣٤٢

لأحد في نسبة الخلط والمساهلة إليهم، فإن اتّهم صاحب العوالي في النقل عن تلك المجاميع، فهو معدود في زمرة الكذّابين الوضّاعين، فيرجع الأمر إلى الطعن والإساءة الى سدنة الدين، وحفظة السنّة، ونقّاد الأخبار، الذين مدحوه بكل جميل، وأدناه البراءة عن تعمّد الكذب ووضع الأحاديث.

وقد عثرت بعد ما كتبت هذا المقام على كلام السيّد المحدّث الجزائري في شرحه على الكتاب المذكور يؤيّد ما ذكرناه قال: إنّي لمّا فرغت من شروحي - الى ان قال -: تطلّعت الى الكتاب الجليل، الموسوم بعوالي اللآلئ، من مصنّفات العالم الربّاني، والعلاّمة الثاني، محمد بن عليّ بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي - أسكنه الله تعالى غرف الجنان وأفاض على تربته سجال الرضوان - فطالعته مرارا، وتأمّلت أحاديثه ليلا ونهارا.

فشوّقتني عادتي في شرح كتب الأخبار، وتتّبع ما ورد عنهمعليهم‌السلام من الآثار، الى أن أكتب عليه شرحا يكشف عن بعض معانيه، ويوضّح ألفاظه ومبانيه، فشرعت بعد الاستخارة في ترتيب أبوابه وفصوله، واستنباط فروعه من أصوله، وسمّيته « الجواهر الغوالي في شرح عوالي اللآلئ »، ثمّ عنّ لي أن اسمّيه « مدينة الحديث » - الى أن قال في ذكر ما دعاه الى شرحه -: إنّه وإن كان موجودا في خزائن الأصحاب إلاّ أنّهم معرضون عن مطالعته، ومدارسته، ونقل أحاديثه، وشيخنا المعاصر - أبقاه الله تعالى - ربّما كان وقتا من الأوقات يرغب عنه لتكثّر مراسيله، ولأنّه لم يذكر مأخذ الأخبار من الكتب القديمة، ورجع بعد ذلك الى الرغبة فيه، لأنّ جماعة من متأخّري أهل الرجال وغيرهم من ثقات أصحابنا وثقوه، وأطنبوا في الثناء عليه، ونصّوا على إحاطة علمه بالمعقول والمنقول. وله تصانيف فائقة، ومناظرات في الإمامة وغيرها مع علماء الجمهور، سيّما مجالسه في مناظرات الفاضل الهروي في الإمامة، في منزل السيّد محسن في المشهد الرضوي، على ساكنه وآبائه وأبنائه من الصلوات أكملها، ومن التسليمات أجزلها.

٣٤٣

ومثله لا يتّهم في نقل الأخبار من مواردها، ولو فتحنا هذا الباب على أجلاّء هذه الطائفة، لأفضى بنا الحال الى الوقوع على أمور لا نحبّ ذكرها، على أنّا تتبعنا ما تضمّنه هذا الكتاب من الأخبار، فحصل الاطّلاع على أماكنها التي انتزعها منه، مثل الأصول الأربعة وغيرها، من كتب الصدوق وغيره من ثقات أصحابنا أهل الفقه والحديث. قال: وأمّا اطّلاعه وكمال معرفته بعلم الفلسفة وحكمتها، وعلم التصوف وحقيقته، فغير قادح في جلالة شأنه، فإنّ أكثر علمائنا من القدماء والمتأخّرين قد حقّقوا هذين العلمين، ونحوهما من الرياضي، والنجوم، والمنطق، وهذا غنيّ عن البيان، وتحقيقهم لتلك العلوم ونحوها ليس للعمل بأحكامها وأصولها، والاعتقاد بها، بل لمعرفتهم بها، والاطّلاع على مذاهب أهلها.

ثمّ نقل قصصا عن الشهيد الثاني، وابن ميثم، والشيخ البهائي، تناسب المقام لا حاجة الى نقلها.

فظهر أنّ الحقّ الحقيق أن يعامل الفقيه المستنبط بأخبار البابين، معاملته بما في كتب أصحاب المجاميع من الأحاديث، وما في طرفي الكتاب خصوصا أوّله، وإن كان مختلطا إلاّ أنّ بالنظر الثاقب يمكن تمييز غثّه من سمينة، وصحيحه من سقيمه.

بقي التنبيه على شيء، وهو أنّ المعروف الدائر في ألسنة أهل العلم، والكتب العلميّة « الغوالي » - بالغين المعجمة - ولكن حدّثني بعض العلماء، عن الفقيه النبيه، المتبحّر الماهر، الشيخ محسن خنفر - طاب ثراه، وكان من رجال علم الرجال - أنّه بالعين المهملة، فدعاني ذلك الى الفحص فتفحّصت، فما رأيت من نسخ الكتاب وشرحه فهو كما قال، وكذا في مواضع كثيرة من الإجازات التي كانت بخطوط العلماء الأعلام، بحيث اطمأنّت النفس بصحّة ما قال، ويؤيّده أيضا أنّ المحدّث الجزائري سمّى شرحه: الجواهر الغوالي - بالمعجمة - فلاحظ، والله العالم.

٣٤٤

٤٩ - كتاب درر اللآلئ العمادية:

للفاضل المتقدّم أيضا، ألّفه بعد العوالي، وهو أكبر وأنفع منه، قال في أوّله:

فإنّي لمّا ألّفت الكتاب الموسوم « بعوالي اللآلئ العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة » وكان من جملة الحسنات الإلهيّة، والانعامات الربانيّة، أحببت أن أتبع الحسنة بمثلها، والطاعة بطاعة تعضدها، كما جاء في الأحاديث اتباع الطاعة بالطاعة دليل على قبولها، وعلامة على حصولها، فألّفت عقيبه هذا الكتاب الموسوم « بدرر اللآلئ العماديّة في الأحاديث الفقهية » ليكون مؤيّدا، لما بين يديه ناصرا ومقويا، لما تقدّمه مذكّرا، فأعززت الأوّل بالثاني لإثبات هذه المباني، لإعزاز الطاعة بالطاعة، واجتماع الجماعة مع الجماعة، لتقوى بهما الحجّة والاعتصام، ويظهر بمعرفتهما سلوك آثار الأئمّة الكرام،عليهم‌السلام ، والفقهاء القوّام، والمجتهدين العظام. وساق الكلام، الى أن ذكر أنّه ألّفه لخزانة السّيدين السندين، الأميرين الكبيرين، الأمير الجليل، كمال الملّة والحقّ والدين، والسيّد العضد النبيل، عماد الملّة والحقّ والدين، في كلام طويل - الى أن قال: - ورتّبته على مقدّمة، وأقسام ثلاثة، وخاتمة.

ذكر في المقدّمة الأخبار النبويّة، التي فيها الترغيب في فعل العبادات، والحثّ على فعلها، وفي الخاتمة ما يتعلّق بالأخلاق، أخرج كلّه من الكافي، وفي الأقسام ذكر أبواب الفقه على الترتيب، وكلّ ما فيها من الأحاديث أخرجه من الكتب الأربعة، بتوسّط كتب العلاّمة، والفخر، إلاّ قليلا من النبويّات الموجودة فيها، مع الإشارة إلى التعارض والترجيح، وبعض أقوالهما على طريقة الفقهاء، وذكر في آخر الكتاب طرقه وأسانيده، وفي آخر المجلّد الأوّل منه:

هذا آخر المجلّد الأوّل من كتاب « درر اللآلئ العماديّة في الأحاديث الفقهيّة »، ويتلوه بعون الله وحسن توفيقه المجلّد الثاني منه، وبه يتمّ الكتاب،

٣٤٥

وأوّله: النوع الثاني فيما يتعلّق بالإيقاعات، وقد وقع الفراغ في هذا المجلّد نقلا عن النسخة المبيضة من المسودة، في أوّل ليلة الأحد، التاسع من شهر ربيع الثاني، أحد شهور سنة إحدى وتسعمائة، على يد مؤلّفه، الفقير الى الله العفوّ الغفور، محمد بن علي بن أبي جمهور الأحساوي عفا الله عنه، وعن والده، وعن جميع المؤمنين والمؤمنات، إنّه غفور رحيم، ووقع كتابة هذا المجلّد بعد تأليف الكتاب، بولاية أستراباد - حميت من شرّ الأعداء - في فصل الشتاء، في قرية كلبان، وسروكلات - حماهما الله من الآفات، وصرف عنهما العاهات والبليّات - وكان تأليف الكتاب بتمامه في ذلك المكان، في أواخر شوّال من شهور سنة تسع وتسعين وثمانمائة.

وبالجملة: فهو كتاب شريف، محتو على فوائد طريفة، ونكات شريفة، خال عمّا توهّم في أخيه من الطّعن، فلاحظ وتبصّر.

ثم إنّ اسم الكتاب كما عرفت « درر اللآلئ العماديّة » فما في البحار، والرياض، والمقابيس(١) ، أنّه نثر اللآلئ وهم من الأوّل، وتبعه من بعده، واحتمال التعدّد بعيد غايته.

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ١٣، رياض العلماء ٤: ٣٤٧، مقابس الأنوار: ١٤.

٣٤٦

٥٠ - تفسير الشيخ الجليل الأقدم، أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني الكاتب:

المعروف بابن زينب، وهو خبر واحد مسند عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في أنواع الآيات وأقسامها، وأمثلة الأقسام، اختصره علم الهدى السيّد المرتضى، وقف عليه صاحب الوسائل فأخرج ما فيه من الأحكام، ولم أجد في الأصل زائدا منه، ولذا قلّ رجوعنا إليه مع أنّ الكتاب في غاية الاعتبار، وصاحبه شيخ من أصحابنا الأبرار.

ولكن يجب التنبيه على شيء لا يخلو من غرابة، وهو أنّ العلاّمة المجلسي قال في مجلّد القرآن من بحاره: باب ما ورد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في أصناف آيات القرآن وأنواعها، وتفسير بعض آياتها برواية النعماني، وهي رسالة مفردة مدوّنة، كثيرة الفوائد، نذكرها من فاتحتها الى خاتمتها: بسم الله الرحمن الرحيم. وساقها الى آخرها.

ثم قال: أقول: وجدت رسالة قديمة مفتتحها هكذا: حدّثنا جعفر بن محمد بن قولويه القميّ -رحمه‌الله - قال: حدّثني سعد الأشعري أبو القاسم -رحمه‌الله - وهو مصنّفه: الحمد لله ذي النعماء والآلاء، والمجد والعزّ والكبرياء، وصلّى الله على محمد سيّد الأنبياء، وعلى آله البررة الأتقياء، روى مشايخنا، عن أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : انزل القرآن على سبعة أحرف كلّها شاف كاف، أمر، وزجر، وترغيب، وترهيب، وجدل، وقصص، ومثل » وساق الحديث الى آخره، لكنّه غيّر الترتيب وفرّقه على الأبواب، وزاد فيما بين ذلك بعض الأخبار، انتهى(١) .

والظاهر أنّ المراد من سعد، هو ابن عبد الله الأشعري، الثقة الجليل

__________________

(١) بحار الأنوار ٩٣: ١ - ٩٧.

٣٤٧

المعروف، وعدّ النجاشي من كتبه كتاب « ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه »(١) وعليه فيشكل ما في أوّل السند، فإنّ جعفر بن محمد بن قولويه(٢) يروي عن سعد بتوسّط أبيه، الذي كان من خيار أصحاب سعد، فيمكن أن يكون قد سقط من السند قوله: عن أبيه، ثمّ لا يخفى أنّ ما في أوّل تفسير الجليل عليّ بن إبراهيم، من أقسام الآيات وأنواعها، هو مختصر هذا الخبر الشريف، فلاحظ وتأمّل.

__________________

(١) رجال النجاشي: ١٧٧ / ٤٦٧.

(٢) تنبيه:

١ - روايته عن سعد ليست بواسطة أبيه فقط بل وأخيه أيضا، كما نبه على ذلك النجاشي ( ١٢٣ / ١٧٨، ٣١٨ / ٤٦٧ ) في ترجمة جعفر وسعد.

٢ - نقل النجاشي ( ١٢٣ / ٣١٨ ) في ترجمة جعفر عنه أنه روى أربعة أحاديث عن سعد بلا واسطة.

وحكى عنه في ترجمة سعد ( ١٧٨ / ٤٦٧ ) أنه روى عنه بلا واسطة حديثين.

فمن المحتمل كون روايته عن سعد في الرسالة المذكورة أحد الحديثين اللذين لا ريب في روايته لهما عنه لأنهما القدر المتبقي، فلاحظ.

٣٤٨

٥١ - كتاب جامع الأخبار:

قد كتبنا في سالف الزمان، في كتابنا المسمّى « بنفس الرحمن » ما قيل فيه، فنذكره هنا إذ استقصينا فيه الكلام في اختلافهم في مؤلّفه، المردّد بين جماعة:

منهم: الصدوق، كما يظهر من بعض أسانيده، وصرّح به السيّد حسين المفتي الكركي المتقدّم ذكره في « دفع المناواة »، وهو ضعيف لا لما قيل: إنّه يروي عنه بوسائط، لأنّه كثيرا ما يوجد في أسانيد الكتب القديمة أمثال ذلك من تلامذة المصنّف ورواة الكتب، بل لأنّه نقل فيه عن سديد الدين محمود الحمّصي(١) ، الذي هو متأخّر عن الصدوق بطبقات عديدة، وفيه أيضا هكذا: في أمالي الشيخ أبي جعفر، الى آخره(٢) ، مضافا الى بعد وضع الكتاب عن طريقة الصدوق في كتبه.

ومنهم: الشيخ أبو الحسن علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الخيّاط، احتمله المجلسي في البحار، لما قاله الشيخ منتجب الدين في فهرسته: إنّ له كتاب جامع الأخبار(٣) ، وفيه أنّه قال بعد هذا الكلام: أخبرنا به الوالد، عنه(٤) . مع أنّ منتجب الدين من تلامذة الحمصي، فلعلّ هذا كتاب آخر. وصرّح المتبحّر صاحب الرياض أنّ نسخ جامع الأخبار مختلفة، فلاحظ(٥) .

قلت: وهو كذلك، فإنّ بعضها مبوّبة بأبواب، ولكلّ باب فصول، وبعضها أكبر منها لكنها غير مبوّبة، وإنما قسّمها بالفصول.

ومنهم: محمد بن محمد الشعيري، اختاره الفاضل صاحب الرياض،

__________________

(١) جامع الأخبار: ١٦٣.

(٢) جامع الأخبار: ٩٦.

(٣) بحار الأنوار ١: ١٤.

(٤) فهرست منتجب الدين: ١٢١ / ٢٥٧.

(٥) رياض العلماء ٥: ١٢١.

٣٤٩

قال في ترجمة عليّ بن سعد: إن جامع الأخبار لمحمد بن محمد الشعيري، وقد صرّح صاحب الكتاب نفسه في فصل تقليم الأظفار، بأنّ اسم مؤلّفه محمد بن محمد(١) .

وقال في ترجمة صاحب مكارم الأخلاق: إنّ نسبة جامع الأخبار إليه - كما سيأتي - إن كان المراد منه النسخ المشهورة فهو سهو ظاهر، لأنّه يقول في بحث تقليم الأظفار - أعني في الفصل الرابع والستين -:

قال محمد بن محمد - مؤلّف هذا الكتاب -: قال أبي في وصيّته إليّ: قلّم أظفارك، الى آخره(٢) .

ومن الغرائب أنّ بعضهم توهّم من آخر تلك العبارة المنقولة أنّه من مؤلّفات الصدوق، وغفل عن أوّلها، فإنّ اسم الصدوق محمد بن عليّ.

وأغرب منه قول بعضهم: إنّه من مؤلّفات والد هذا الشيخ، أعني الشيخ أبا عليّ الطبرسي(٣) .

قلت: ليس الكلام المنقول في النسخة الأخرى، والموجود في النسخة الكبيرة، إنّما هو في الفصل الثامن والسبعين.

وقال أيضا في ترجمة عليّ بن أبي سعد، بعد نقل ما في المنتجب، وما ذكره أستاذه في أوّل البحار: الظاهر أنّ هذا الكتاب غير كتاب جامع الأخبار المشهور:

أمّا أوّلا: فلأنّ في أثناء ذلك الكتاب صرّح نفسه بأنّ مؤلّفه محمد بن محمد.

وأمّا ثانيا: فلما سيجيء في ترجمة شمس الدين محمد بن محمد بن حيدر الشعيري، أنّه مؤلّف ذلك الكتاب مع الخلاف في ذلك أيضا.

__________________

(١) رياض العلماء ٤: ٩٩.

(٢) جامع الأخبار: ١٤٢.

(٣) رياض العلماء ج ١: ٢٩٨.

٣٥٠

وأمّا ثالثا: فلما يظهر من مطاوي ذلك الكتاب أنّه من مؤلّفات المتأخّرين عن الشيخ منتجب الدين وأمثاله، فلاحظ. ثمّ قال: إنّ ما يظهر من كلام الأستاذ الاستناد - أنّه من مؤلّفات محمد بن محمد الشعيري - ليس بصريح، لأنّ أصل العبارة في الكتاب ليس إلاّ محمد بن محمد، وهو مشترك، ولا يختصّ بالشعيري(١) وفي كلامه تشويش لا يخفى.

ومنهم: العالم الجليل جعفر بن محمد الدوريستي، نقله الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي في رسالة الرجعة، عن المجلسي، وعن بعض مشايخه.

والنقل الأوّل غريب لأنّه قال في البحار: ويظهر من بعض مواضع الكتاب أنّ اسم مؤلّفه محمد بن محمد الشعيري، ومن بعضها أنّه يروي عن الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي بواسطة، انتهى(٢) .

وهو كما ذكره، ويظهر ضعف هذه النسبة بما تقدّم، إذ جعفر بن محمد من تلامذة المفيد، والحمصي متأخّر عنه جدّا.

ومنهم: الحسن بن محمد السبزواري، قال الشيخ المتقدّم: قال بعض المشايخ: وقفت على نسخة صحيحة عتيقة جدّا، في دار السلطنة أصفهان، وفيها تمّ الكتاب على يد مصنّفه الحسن بن محمد السبزواري.

ومنهم: الشيخ المفسّر أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن أبي الفضل الطبرسي، نقله صاحب الرياض عن بعضهم كما عرفت(٣) ، واستغربه، وهو في محلّه.

ومنهم: ولده أبو نصر الحسن - صاحب مكارم الأخلاق - نسبه إليه من غير تردّد الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي، في كتاب « إيقاظ الهجعة في إثبات الرجعة » كما رأيته بخطّه الشريف، مع أنّه كان عنده من الكتب

__________________

(١) رياض العلماء ٣: ٣٣٣.

(٢) بحار الأنوار ١: ١٤.

(٣) رياض العلماء ١: ٢٩٨.

٣٥١

المجهولة، ولذا لم ينقل عنه في الوسائل.

وقال في ترجمته في أمل الآمل: وينسب إليه أيضا كتاب جامع الأخبار، وربّما ينسب الى محمد بن محمد الشعيري، لكن بين النسختين تفاوت(١) . ولم أقف على مستنده في الجزم بالنسبة في الإيقاظ.

وقال في البحار: وقد يظنّ كونه تأليف مؤلّف مكارم الأخلاق(٢) . وممّن نسبه إليه السيّد الأجلّ بحر العلوم، على ما وجدته بخطّه الشريف في فهرست كتبه.

قلت: في النسختين في فصل فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام : حدّثنا الحاكم الرئيس الإمام، مجد الحكّام أبو منصور عليّ بن عبد الواحد الزيادي - أدام الله جلاله وجماله، إملاء في داره يوم الأحد، الثاني من شهر الله الأعظم رمضان سنة ثمان وخمسمائة - قال: حدّثنا الشيخ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي - إملاء - أورد القصّة مجتازا في أواخر ذي الحجّة، سنة أربع وسبعين وأربعمائة، الى آخره(٣) .

ووفاة أمين الإسلام الفضل، والد صاحب المكارم في سنة ثمانية وأربعين، أو اثنتين وخمسين بعد خمسمائة، فصاحب الجامع تلائم طبقته طبقة الوالد لا الولد، إلاّ على تكلّف، مع أنّه ألّفه بعد مضي خمسين من عمره ولم ينقل فيه عن والده شيئا، ومع اتفاق المكارم وحسن ترتيبه بخلافه، فربّما يستبعد من جميع ذلك كونه له.

والذي يهوّن الخطب قلّة ما فيه من الأخبار المحتاجة إلى النظر في أسانيدها، مع أنّ المعلوم من جميع ما مرّ كونه من مؤلّفات علماء المائة الخامسة، الداخلة في عموم من زكّاهم الشهيد -رحمه‌الله - في درايته(٤) والله العالم.

__________________

(١) أمل الآمل ٢: ٧٥ / ٢٠٣.

(٢) بحار الأنوار ١: ١٤.

(٣) جامع الأخبار: ١١.

(٤) الرعاية: ١٩٢، ١٩٣.

٣٥٢

٥٢ - كتاب الشهاب:

للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون المغربي القضاعي، المحدّث المعروف، والمعاصر للشيخ الطوسيرحمه‌الله وأضرابه، المتوفى سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وهو مقصور على الكلمات الوجيزة النبويّة.

قال في أوّله بعد الحمد: فإنّ في الألفاظ النبويّة، والآداب الشرعيّة جلاء لقلوب العارفين، وشفاء لأدواء الخائفين، لصدورها عن المؤيّد بالعصمة، المخصوص بالبيان والحكمة، الذي يدعو إلى الهدي، ويبصّر من العمى، ولا ينطق عن الهوى،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل ما صلّى على أحد من عباده الذين اصطفى، وقد جمعت في كتابي هذا ممّا سمعت من حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ألف كلمة من الحكمة، في الوصايا، والآداب، والمواعظ، والأمثال، قد سلمت من التكلّف مبانيها، وبعدت عن التعسّف معانيها، وبانت بالتأييد عن فصاحة الفصحاء، وتميّزت بهدي النّبوة عن بلاغة البلغاء، وجعلتها مسرورة يتلو بعضها بعضا، محذوفة الأسانيد، مبوّبة أبوابا على حسب تقارب الألفاظ، ليقرب تناولها، ويسهل حفظها، ثمّ زدتها مائتي كلمة، وختمت الكتاب بأدعية مرويّة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأفردت الأسانيد جميعها كتابا يرجع في معرفتها إليه، انتهى.

وهذا الكتاب صار مطبوعا شائعا بين الخاصّة والعامّة، وقد شرحه جماعة من علماء الفريقين.

فمن الخاصّة: العالم الجليل السيّد ضياء الدين فضل الله بن عليّ بن عبيد الله الحسني الراوندي، سمّاه « ضوء الشهاب في شرح الشهاب » ينقل عنه في البحار كثيرا.

٣٥٣

ومنهم: أفضل الدين الشيخ حسن بن عليّ بن أحمد الماهابادي، قال منتجب الدين: إنّه علم في الأدب، فقيه، وعدّ من كتبه « شرح الشهاب »(١) .

ومنهم: برهان الدين أبو الحارث محمد بن أبي الخير عليّ بن أبي سليمان ظفر الحمداني، عدّ في المنتجب من كتبه « شرح الشهاب »(٢) .

ومنهم: قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، عدّ في المنتجب من كتبه « ضياء الشهاب في شرح الشهاب »(٣) .

ومنهم: الشيخ أبو الفتوح الحسين بن عليّ بن محمد الخزاعي، عدّ في المنتجب من كتبه « روح الأحباب وروح الألباب في شرح الشهاب »(٤) وكذا ابن شهرآشوب في معالم العلماء(٥) . وغير هؤلاء الأعلام ممّا يجده المتتبّع.

وأمّا من العامّة: ففي كشف الظنون: لخّصه الشيخ نجم الدين الغيطي محمد بن أحمد الاسكندري، المتوفّى سنة أربع وثمانين وتسعمائة، وأصلحه الامام حسن بن محمد الصغاني، وسمّاه « كشف الحجاب عن أحاديث الشهاب » وضع علامة للصحيح، والضعيف، والمرسل، ورتّبه على الأبواب كالمشارق، وقد أوصى ابن الأثير في « المثل السائر » بمطالعته للكاتب الفقيه، وله ضوء الشهاب.

وشرحه أبو المظفّر محمد بن أسعد - المعروف بابن الحكيم الحنفي - المتوفّى سنة سبع وستّين وخمسمائة.

وشرحه الشيخ عبد الرؤوف المناوي شرحا ممزوجا، وسمّاه « رفع النقاب عن كتاب الشهاب » لكنّ الأميني الشامي قال في ترجمته: ورتّب كتاب

__________________

(١) فهرست منتجب الدين: ٥٠ / ٩٣.

(٢) فهرست منتجب الدين: ١٦١ / ٣٧٨.

(٣) فهرست منتجب الدين: ٨٧ / ١٨٦.

(٤) فهرست منتجب الدين: ٤٥ / ٧٨.

(٥) معالم العلماء: ١٤١ / ٩٨٧.

٣٥٤

الشهاب للقضاعي وشرحه، وسمّاه « إمعان الطلاّب بشرح ترتيب الشهاب » وله ترتيب أحاديثه على ترتيب « جامع الصغير » ورموزه.

ومن شروحه « حلّ الشهاب » وشرحه بعضهم أوّله: الحمد لله الذي جعل سنّة نبيّه مشكاة لاقتباس أنوار الرشد والهدى، الى آخره.

وشرحه ابن وحشي محمد بن الحسين الموصلي.

واختصر هذا الشرح الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الوادياشي، المتوفّى سنة سبعين وخمسمائة.

وشرحه الأستاذ أبو القاسم بن إبراهيم الورّاق العابي شرحا بالقول.

ورتّبه السيوطي كترتيب الجامع الصغير له، وسمّاه « إسعاف الطلاّب بترتيب الشهاب » انتهى. وصرّح في أوّل كلامه بشافعيّة القاضي(١) .

وقال في البحار: كتاب الشهاب، وإن كان من مؤلّفات المخالفين، لكنّ أكثر فقراته مذكورة في الخطب والأخبار المرويّة من طرقنا، ولذا اعتمد عليه علماؤنا، وتصدّوا لشرحه.

وقال الشيخ منتجب الدين: السيّد فخر الدين شميلة بن محمد بن هاشم الحسيني، عالم صالح، روى لنا كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، عنه(٢) .

هذا وربّما يستأنس لتشيّعه بأمور:

منها: توغّل الأصحاب على كتابه، والاعتناء به، والاعتماد عليه، وهذا غير معهود منهم بالنسبة إلى كتبهم الدينيّة، كما لا يخفى على المطّلع بسيرتهم.

ومنها: إنّه قال في خطبة الكتاب بعد ذكر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) كشف الظنون ٢: ١٠٦٧، ١٠٦٨.

(٢) بحار الأنوار ١: ٤٢.

٣٥٥

أذهب الله عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيرا(١) . ولم يعطف عليهم الأزواج والصحابة، وهذا بعيد عن طريقة مؤلّفي العامّة غايته.

ومنها: إنّه ليس في تمام هذا الكتاب من الأخبار الموضوعة في مدح الخلفاء، سيّما الشيخين، والصحابة، خبر واحد مع كثرتها، وحرصهم في نشرها ودرجها في كتبهم بأدنى مناسبة، مع أنّه روى فيه قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق »(٢) .

ومنها: إنّ جلّ ما فيه من الأخبار موجود في أصول الأصحاب ومجاميعهم، كما أشار إليه المجلسي أيضا(٣) ، وليس في باقيه ما ينكر ويستغرب، وما وجدنا في كتب العامّة له نظيرا ومشابها.

وبالجملة: فهذا الكتاب في نظري القاصر في غاية الاعتبار، وإن كان مؤلّفه في الظاهر - أو واقعا - غير معدود من الأخيار.

وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء: القاضي أبو عبد الله محمد بن سلام القضاعي، عامّي، له « دستور الحكم في مأثور معالم الكلم » وهو مجموع من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) وفيه أيضا تأييد لما قلنا.

وقال العلاّمة في الإجازة الكبيرة لبني زهرة: ومن ذلك جميع كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المغربي، وباقي مصنّفاته ورواياته عنّي، عن والدي -رحمه‌الله - عن السيّد فخار بن معد الموسوي، عن القاضي ابن الميداني، عن القاسم بن الحسين، عن القاضي

__________________

(١) شهاب الأخبار، المقدمة: ه‍.

(٢) شهاب الاخبار ( شرح الشهاب ): ١٥٦ / ٨٤٩.

(٣) بحار الأنوار ١: ٤٢.

(٤) معالم العلماء: ١١٨ / ٧٨٧.

٣٥٦

أبي عبد الله المصنف(١) .

هذا ولعلّ من يقف على بعض شروحه التي أشرنا إليها، يجد لاعتباره قرائن خفيت علينا.

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٧: ٧٨.

٣٥٧

٥٣ - كتاب المزار:

قال في البحار: كتاب كبير في الزيارات، تأليف محمد بن المشهدي، كما يظهر من تأليفات السيّد ابن طاوس، واعتمد عليه ومدحه، وسمّيناه بالمزار الكبير، وقال في الفصل الآخر: والمزار الكبير يعلم من كيفيّة إسناده أنّه كتاب معتبر، وقد أخذ منه السيّدان ابنا طاوس كثيرا من الأخبار والزيارات.

وقال الشيخ منتجب الدين في الفهرست: أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي، فقيه، محدّث، ثقة، قرأ على الإمام محيي الدين الحسين ابن المظفّر الحمداني، [ وقال في ترجمة الحمداني: ] أخبرنا بكتبه السيّد أبو البركات المشهدي، انتهى(١) .

ومراده من ابني طاوس: السيّد رضيّ الدين عليّ في مزاره، والسيّد عبد الكريم في فرحة الغري.

وما استظهره من أنّه الذي ذكره في المنتجب كأنّه في غير محلّه، فإنّ المذكور في المنتجب هو السيّد ناصح الدين أبو البركات، الذي ينقل عنه أبو نصر الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق بهذا العنوان: من مسموعات السيّد الإمام ناصح الدين أبي البركات المشهدي(٢) .

وكذا ولده عليّ في كتاب مشكاة الأنوار كثيرا، تارة بهذا العنوان: من مجموع السيّد ناصح الدين أبي البركات، واخرى: من كتاب السيّد ناصح الدين أبي البركات، وثالثة: من كتاب السيّد الإمام ناصح الدين أبي البركات(٣) .

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ١٨، ٣٥. وانظر فهرست منتجب الدين: ١٦٣ / ٣٨٧ و ٤٣ / ٧٣.

(٢) مكارم الأخلاق: ٢٨١.

(٣) مشكاة الأنوار: ٢٤، ١٧٤، ٢٠٠، ٢٢٨.

٣٥٨

وقال القطب الراوندي في الخرائج: أخبرنا السيّد أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي، عن الشيخ جعفر الدوريستي، عن المفيد(١) .

وبالجملة: فهو مذكور في كتب الأصحاب بكنية أبي البركات، ولقبه ناصح الدين، وبالإمامة والسيادة معروف بها لا بعنوان المشهدي، بخلاف صاحب المزار فإنّه معروف به لا غير.

ففي فرحة الغري: وذكر محمد بن المشهدي في مزاره، أنّ الصادقعليه‌السلام علّم محمد بن مسلم الثقفي هذه الزيارة - الى أن قال -: وقال ابن المشهدي أيضا ما صورته. الى آخره(٢) .

وصاحب الرياض ذكر السيّد المذكور تارة بعنوان السيّد ناصح الدين أبو البركات المشهدي، واخرى بعنوان السيّد أبو البركات المشهدي، وحكم باتّحادهما، بل واتّحادهما مع السيّد أبي البركات العلوي، الذي نقل صاحب تبصرة العوام قصّة مناظرته في الإمامة مع أبي بكر بن إسحاق الكرامي(٣) ، ومع ذلك لم يحتمل كونه صاحب المزار، وهو من الكتب المعروفة.

وكذا صاحب المنتجب، لم يسند إليه المزار(٤) ، ولا كتابه الآخر الذي أشار إليه في آخر آداب المدينة من المزار، قال فيه: ثمّ تصلّي في مسجد المباهلة ما استطعت، وتدعو فيه بما تحبّ، وقد ذكرت الدعاء بأسره في كتابي المعروف « ببغية الطالب وإيضاح المناسك لمن هو راغب في الحجّ »، فمن أراده أخذه من هناك ففيه كفاية(٥) .

ومنه يظهر أنّه معدود في زمرة الفقهاء، كما أنّه يظهر من صدر كتابه

__________________

(١) الخرائج والجرائح ٢: ٧٩٧ / ٧.

(٢) فرحة الغري: ٩٣ - ٩٤.

(٣) رياض العلماء ٥: ٤٢٣، وانظر: تبصرة العوام: ٧٠.

(٤) فهرست منتجب الدين: ١٦٣ / ٣٨٧.

(٥) المزار الكبير: ١١٩.

٣٥٩

الاعتماد على كلّ ما أودعه فيه، وإنّ ما فيه من الزيارات كلّها مأثورة، وإن لم يستند بعضها إليهمعليهم‌السلام في محلّه.

قال بعد الخطبة: فإني قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات، والأدعية المختارات، وما يدعى به عقيب الصلوات، وما يناجي به القديم تعالى، من لذيذ الدعوات في الخلوات، وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمّات، ممّا اتّصلت به من ثقات الرواة إلى السادات، وحثّني الى ذلك أيضا. إلى آخره(١) .

والذي أعتقده أنّه من مؤلّفات محمد بن جعفر المشهدي، وهو بعينه محمد بن جعفر الحائري، وإن جعل في أمل الآمل له عنوانين، وظنّه اثنين، قال فيه: الشيخ محمد بن جعفر الحائري فاضل جليل، له كتاب « ما اتّفق من الأخبار في فضل الأئمّة الأطهار،عليهم‌السلام » - الى أن قال - الشيخ محمد ابن جعفر المشهدي كان فاضلا محدّثا، صدوقا، له كتب، يروي عن شاذان ابن جبرائيل القمّي، انتهى(٢) .

والذي يبيّن ما ادّعيناه أنّا عثرنا على مزار قديم، يظهر من بعض أسانيده أنّه في طبقته، وطبقة الشيخ الطبرسي صاحب الاحتجاج، والنسخة عتيقة، يظنّ أنّه كتبت في عصر مؤلّفه، وفيه فوائد حسنة جميلة(٣) ، ويظهر منه غاية

__________________

(١) المزار الكبير: ٣.

(٢) أمل الآمل ٢: ٢٥٢ / ٢٥٣ / ٧٤٤، ٧٤٧.

(٣) منها: أنّ أعمال مسجد الكوفة، والأدعية المخصوصة بمقاماتها الشريفة - الموجودة في كتب المزار من غير نسبتها الى المعصومعليه‌السلام - مروية وليست من مؤلفات الأصحاب كما احتمله المجلسيرحمه‌الله ، ولذا لم يوردها في كتاب التحفة الذي لم يجمع فيه إلاّ ما نسب إليهمعليهم‌السلام ، فإنّه من أول الكتاب ساق أعمال المقامات على الترتيب المعهود، وذكر لكلّ مقام دعاء طويلا، وبعد الفراغ منها قال: أعمال الكوفة برواية أخرى، ثم ساق الأعمال المعروفة، فيظهر أنّ كليهما مرويان.

ومنها: ان السيد علي بن طاوس ذكر في مصباح الزائر [١٦٤] في زيارات أبي عبد الله

٣٦٠

اعتباره واعتبار مؤلّفه، وأظنّه القطب الراوندي، لملاءمة الطبقة، وعدّ

__________________

الحسينعليه‌السلام ما لفظه: زيارة بألفاظ شافية يذكر فيها بعض مصائب يوم الطف، يزار بها الحسين صلوات الله عليه، زاره بها المرتضى علم الهدى. الى آخره، وساق زيارة طويلة مشتملة على آداب وكيفيات وصلاة مخصوصة وأكثر مضامين الزيارة الناحية القائمة. قال المجلسي في البحار: [ بحار الأنوار ١٠١: ٢٣١ - ٢٥١ / ٣٨ ] زيارة اخرى أوردها السيد وغيره، والظاهر انه من تأليف السيد المرتضىرضي‌الله‌عنه ، وقال بعد شرح مشكلات الزيارة: والظاهر ان هذه الزيارة من مؤلفات السيد والمفيد رحمهما الله، ولعله وصل إليهما خبر في كيفية الصلاة، فإنّ الاختراع فيها غير جائز انتهى.

وفي المزار المذكور: زيارة أخرى يختص بالحسين عليه‌السلام - وهي مروية بأسانيد - وهي أول زيارة زار بها المرتضى علم الهدى. إلى آخره.

فظهر أن ما استظهره العلامة المجلسي في غير محله، وبين ما أورده وأورداه اختلافا بعد زيارة علي بن الحسين عليه‌السلام لا يضر بالمقصود.

ومنها: أن الزيارة الطويلة الغديرية المروية عن أبي محمّد العسكري، عن أبيه عليهما‌السلام مرسلة في كتب المزار، والأصل فيها المفيد والسيد في مزاريهما.

وفي المزار المذكور: زيارة اخرى لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهي الزيارة التي زارها مولانا الهادي عليه‌السلام في يوم الغدير، وقفت عليها مروية عن شاذان بن جبرئيل القمي، عن الفقيه العماد محمّد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ أبي علي الحسن، عن السعيد والده أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه، عن الشيخ المجيد محمّد ابن محمّد بن النعمان، المفيد، عن الشيخ أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن الشيخ أبي القاسم بن روح، عن الشيخ الجليل عثمان بن سعيد العمري قدس الله أرواحهم، عن مولانا أبي محمّد الحسن بن علي العسكري، عن مولانا أبيه علي بن محمّد الهادي عليهما‌السلام . الى آخره.

وهذا سند لا يوجد نظيره في الصحة، وذكره السيد عبد الكريم في فرحة الغري [١١١] قال: أخبرني والدي وعمي رضي الله عنهما، عن محمّد بن نما، عن محمّد بن جعفر، عن شاذان ابن جبرئيل. الى آخره.

وفي مزار المشهدي [٣٥٩] المذكور: أخبرني الفقيه الأجل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي. الى آخره، إلاّ أنّ فيهما علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري. الى آخره.

وفيه مخالفة لسند المزار القديم من جهتين، والثاني أقرب إلى الاعتبار. والعجب أن العلامة

٣٦١

الأصحاب من كتبه كتاب المزار، وقد نقل فيه جملة من الأخبار المختصّة سندا ومتنا بمزار محمد بن المشهدي، كما يظهر من مزار البحار.

وعبّر عنه في موضع هكذا: حدث أبو عبد الله محمد بن جعفر الحائري -رضي‌الله‌عنه - قال: حدّثني الشيخ الجليل أبو الفتح - المقيم بالجامع - الى آخر ما في مزار المشهدي.

وفي موضع: ثم تخرج الى ظاهر الكوفة، وتتياسر الى مسجد جعفي، وهو غربيّ مسجد النجار، فيه منارة لا رأس لها، فتصلّي فيه أربع ركعات، فقد روى أبو عبد الله محمد بن جعفر الحائري باتّصال الإسناد الى أبي الحسن عليّ بن ميثم، الى آخر ما في المزار المذكور. والنسبة إلى البلدين غير عزيزة بين الرواة والأصحاب، كما لا يخفى على المصطلع الخبير، بل نسبه إليهما الشيخ الجليل حسين بن العالم الأكمل عليّ بن حمّاد، في إجازته لنجم الدين خضر بن نعمان المطارآبادي، قال فيها: ومن ذلك ما رواه - يعني والده - عن الشيخ محمد بن جعفر بن عليّ بن جعفر المشهدي الحائري، الى آخره.

وكذلك المحقّق النقّاد صاحب المعالم في إجازته الكبيرة، قال: وبالإسناد عن الشيخ نجيب الدين محمد - يعني محمد بن جعفر بن نما - عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد بن جعفر المشهدي الحائري، جميع كتبه ورواياته، الى أن قال:

وعن الشيخ أبي عبد الله محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ الزاهد أبي الحسين ورّام، الى آخره.

وعن ابن جعفر، عن الشيخ الفقيه أبي الحسين يحيى بن الحسن بن البطريق، وعدّ مؤلّفاته وقال: وحكى الشيخ نجم الدين بن نما، عن والده،

__________________

المجلسي نقل الزيارة عن مزار المفيد مرسلا وشرحها ( البحار ١٠٠: ٣٥٩ - ٣٦٨، ح ٦ ) ولم يشر إلى هذا السند الصحيح العالي الموجود في الكتابين الموجودين عنده نقل عنهما كثيرا ( منه نور الله قلبه ).

٣٦٢

أنّ الشيخ محمد بن جعفر قرأ هذه الكتب المعدودة، وكتبا اخرى من تصانيف أبي الحسين بن البطريق عليه، وأجاز له جميع رواياته ومؤلّفاته.

وبالإسناد أيضا عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ المقرئ أبي عبد الله محمد بن هارون - المعروف والده بالكال - جميع كتبه ورواياته، ثمّ عدّ كتبه وقال: وعن ابن جعفر، عن الشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أبي الفضل بن شعرة الجامعاني جميع رواياته.

وعن ابن جعفر أيضا، عن الشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين بن أحمد ابن ردة جميع رواياته.

وعن ابن جعفر، عن الشريف الأجلّ شرفشاه بن محمد بن زيادة، والشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرائيل، عن الشريف محمد - المعروف بابن الشريف - الجمل البحري(١) ، عن البصروي، كتاب المفيد في التكليف له، وكانت رواية ابن جعفر للكتاب، عن السيد شرفشاه وأبي الفضل شاذان، قراءة عليهما في شهر رمضان، سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. إلى أن قال:

وذكر الشيخ نجم الدين بن نما في الإجازة المذكورة سابقا، أنّ والده أجاز له أن يروي عنه، عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي كتاب « إزاحة العلّة في معرفة القبلة من سائر الأقاليم » تصنيف الشيخ الفقيه أبي الفضل شاذان بن جبرائيلرحمه‌الله عن مصنّفه رضي الله عنه. إلى ان قال: وذكر الشيخ نجم الدين بن نما أنّه يروي المقنعة للمفيد بالإجازة، عن والده، عن محمد ابن جعفر المشهدي.

وحكى عن محمد بن جعفر أنّه قال: إنّه قرأها ولم يبلغ العشرين على الشيخ المكين أبي منصور محمد بن الحسن بن منصور النقّاش الموصلي، وهو

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٩: ٢٣: الهجري.

٣٦٣

طاعن في السنّ، وأخبره أنّه قرأها في أوّل عمره على الشريف النقيب المحمّدي بالموصل، وهو يومئذ طاعن في السنّ، وأخبره أنّه قرأها في أوّل عمره على المصنّف، انتهى(١) .

ويظهر منه أنّه -رحمه‌الله - من أعاظم العلماء، واسع الرواية، كثير الفضل، معتمد عليه، كما أنّه يظهر ممّا ذكرنا من خطبة كتابه، أنّ كلّ ما فيه من الدعوات والزيارات مأثورة عنهمعليهم‌السلام ، ومنها أعمال مسجد الكوفة، والزيارات المختصّة بأبي عبد اللهعليه‌السلام في الأيّام المخصوصة

ويأتي تتمّة الكلام في ترجمة رضيّ الدين بن طاوسرحمه‌الله ، وفي مشايخ ابن نما - شيخ المحقّق - شرح مشايخ محمد بن المشهدي، فلاحظ.

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٩: ٢١ - ٤٥.

٣٦٤

٥٤ - كتاب تأريخ قم:

تأليف الشيخ الأقدم الحسن بن محمد.

قال في الرياض: الشيخ الجليل الحسن بن محمد بن الحسن القميّ، من أكابر قدماء علماء الأصحاب، ومن معاصري الصدوق، ويروي عن الشيخ حسين بن عليّ بن بابويه - أخي الصدوق - بل عنه أيضا، فلاحظ.

وله كتاب « تأريخ قم » وقد عوّل عليه الأستاذ -قدس‌سره - في البحار، وقال: إنّ كتابه معتبر، وينقل عن كتابه المذكور في مجلّد المزار من البحار، لكن قال: إنّه لم يتيسر لنا أصل الكتاب، وإنّما وصل إلينا ترجمته، وقد أخرجنا بعض أخباره في كتاب السماء والعالم(١) ، انتهى.

أقول: ويظهر من رسالة الأمير المنشئ في أحوال بلدة قم، ومفاخرها ومناقبها، أنّ اسم صاحب هذا التأريخ هو الأستاذ أبو علي الحسن بن محمد ابن الحسين الشيباني القمي، فتأمّل.

ثمّ أقول: سيجيء في باب الميم ترجمة محمد بن الحسن القمّي، وظنّي أنّه والد هذا الشيخ، فلا تغفل.

وقد يقال: إنّه العمي - بالعين المهملة المفتوحة - فهو غيره.

واعلم أنّي رأيت نسخة من هذا التاريخ بالفارسيّة في بلدة قم، وهو كتاب كبير جيّد، كثير الفوائد، في مجلّدات، محتو على عشرين بابا، ويظهر منه أنّ مؤلّفه بالعربيّة إنّما هو الشيخ حسن بن محمد المذكور، وسمّاه كتاب قم، وقد كان في عهد الصاحب بن عبّاد، وألّف هذا التاريخ له، وقد ذكر في أوّله كثيرا من أحواله وخصاله وفضائله، ثمّ ترجمه الحسن بن عليّ بن الحسن بن عبد الملك(٢) القمّي بالفارسيّة، بأمر الخواجه فخر الدين إبراهيم بن الوزير الكبير

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ٤٢.

(٢) في الرياض: عبد الله.

٣٦٥

الخواجه عماد الدين محمود بن الصاحب الخواجه شمس الدين محمد بن علي الصفّي، في سنة ثمانمائة وخمسة وستّين.

ثم إنّ لهذا المورّخ الفاضل - أعني مؤلّف الأصل - أخا فاضلا، وهو أبو القاسم عليّ بن محمد بن الحسن الكاتب القمي، كما يظهر من هذا الكتاب أيضا، وأكثر فوائد هذا الكتاب ما يتعلّق بأحوال خراج قم، وبعض أحواله منه، انتهى(١) .

قلت: ويظهر من كتاب فضائل السادات، المسمّى بمنهاج الصفوي، تأليف السيّد العالم المتبحّر، الأمير سيّد أحمد الحسيني، سبط المحقّق الكركي، وابن خالة المحقّق الداماد وصهره على بنته، صاحب مصقل الصفا في الردّ على النصارى وغيره، أنّ لهذا الكتاب ترجمة اخرى ينقل فيها عنها. كما أنّه يظهر منه أنّ النسخة العربيّة كانت عنده.

وهذا الكتاب مشتمل على عشرين بابا، والذي وصل إلينا منه ثمانية أبواب، ويظهر من فهرست أبوابه أنّ فيه فوائد جميلة، خصوصا: الباب الحادي عشر منه، الذي ذكر أنّه يذكر فيه واحدا ومائتين من أخبار قم، والباب الثاني عشر منه، الذي ذكر أنّه يذكر فيه أسامي علماء قم، ومصنّفاتهم ورواياتهم، وهم مائتان وستّة وستّون، الى تأريخ التصنيف الذي كان في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، رزقنا الله تعالى العثور عليه.

وقد نقل عن أصل الكتاب أيضا العالم الجليل، الآغا محمد علي، ابن الأستاذ الأكبر البهبهاني في حواشي نقد الرجال كما وجدناه بخطّه الشريف.

__________________

(١) رياض العلماء ١: ٣١٨.

٣٦٦

٥٥ - كتاب الخصائص:

تأليف السيد رضي الدين، محمّد بن الحسين الموسوي، جامع نهج البلاغة، وهو الذي قال في حقّه في أوّل النهج: فإنّي كنت في عنفوان السنّ، وغضاضة الغصن، ابتدأت بتأليف كتاب في خصائص الأئمّةعليهم‌السلام يشتمل على محاسن أخبارهم، وجواهر كلامهم، حداني إليه غرض ذكرته في صدر الكتاب، وجعلته أمام الكلام، وفرغت من الخصائص التي تخصّ أمير المؤمنين عليّاعليه‌السلام ، وعاقت عن إتمام بقيّة الكتاب محاجزات الأيّام، ومماطلات الزمان، وكنت قد بوّبت ما خرج من ذلك أبوابا، وفصّلته فصولا، فجاء في آخرها: فصل يتضمّن محاسن ما نقل عنهعليه‌السلام من الكلام القصير، في المواعظ، والحكم، والأمثال، والآداب. إلى آخره(١) .

والذي ذكره في صدر الكتاب، هو ما قال بعد ذكر ميلة وقصده الى جمعه ما لفظه: الى أن أنهضني الى ذلك اتّفاق اتّفق لي، فاستثار حميّتي، وقوّي نيّتي، واستخرج نشاطي، وقدح زنادي، وذلك أنّ بعض الرؤساء ممّن غرضه القدح في صفاتي، والغمز لقناتي، والتغطية على مناقبي، والدلالة على مثلبة إن كانت لي، لقيني وأنا متوجّه عشيّة عرفة، من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة هجرية، إلى مشهد مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر، وأبي جعفر محمد بن علي بن موسىعليهما‌السلام ، للتعريف هناك، فسألني عن متوجّهي، فذكرت له إلى أين قصدي.

فقال لي: متى كان ذلك؟! يعني أنّ جمهور الموسويّين جارون على منهاج واحد في القول بالوقف، والبراءة ممّن قال بالقطع.

وهو عارف بأنّ الإمامة مذهبي، وعليها عقدي ومعتقدي، وإنّما أراد التنكيت لي، والطعن عليّ بديني.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لمحمد عبده ١: ٢ المقدمة.

٣٦٧

فأجبته في الحال بما اقتضاه كلامه، واستدعاه خطابه، وعدت وقد قوي عزمي على عمل هذا الكتاب، إعلانا لمذهبي، وكشفا عن مغيّبي، وردّا على العدوّ الذي يتطلب عيبي، ويروم ذمّي وقصبي، انتهى(١) .

ويروي فيه عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رحمهما الله تعالى(٢) .

__________________

(١) خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام : ٣.

(٢) خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام : ٢٥.

٣٦٨

٥٦ - كتاب سعد السعود:

للسيّد الأجلّ عليّ بن موسى بن جعفر الطاوس، وهو كتاب لطيف بديع.

قال في أوّله: فإنّي وجدت في خاطري يوم الأحد في ذي القعدة، سنة إحدى وخمسين وستمائة، اعتبرته بميزان الإلهيّة، ووجدان الألطاف الربّانيّة، فوجدته واردا عن تلك المراسم، وعليه أرج أنوار هاتيك المعالم والمواسم، في أن اصنّف كتابا اسميّه « سعد السعود » للنفوس منضود، من كتب وقف علي ابن موسى بن طاوس(١) . إلى آخره.

__________________

(١) سعد السعود: ٣.

٣٦٩

٥٧ - كتاب اليقين، أو كشف اليقين:

باختصاص مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام بإمرة المؤمنين.

له أيضا، جلالة قدر مؤلّفه وتثبته أشهر من أن يذكر.

٣٧٠

٥٨ - كتاب التعازي(١) :

تأليف الشريف الزاهد أبي عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني، ذكر فيه ما يتعلّق بالتعزية والتسلية، وصدّره بحديث وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ بما صنعه وقاله عند موت أولادهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما عزّى به غيره.

قال في أوّله: أخبرني الشيخ الجليل العفيف أبو العباس أحمد بن الحسين ابن وجه(٢) المجاور - قراءة عليه، في داره بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، في شهر الله من سنة إحدى وسبعين وخمسمائة - قال: حدّثنا الشيخ الأجل الأمير أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن - بالمشهد المقدّس بالغري، على ساكنه السلام، في شهر ربيع الأوّل من سنة ست عشرة وخمسمائة - قال: حدّثنا الشريف النقيب أبو الحسين زيد بن الناصر الحسيني -رحمه‌الله ، في شوّال من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة(٣) ، بمشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام - قال: حدّثنا ( الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي )(٤) عن عليّ بن العباس البجلي، عن محمد بن سهل بن زنجلة الرازي، عن عبد العزيز بن عبد الله الاويسي(٥) ،

__________________

(١) النسخة الخطية فيما يخص هذا الكتاب مضطربة، حيث فيها تقديم وتأخير وسقط وزيادة، ولذا آثرنا إبقاء نظم الحجرية.

(٢) هكذا ضبطه الشيخ الطهراني في ثقات العيون: ١١، وفي الحجري: وحر، وأمّا المخطوطة دحر، وانظر الذريعة ٤: ٢٠٥ / ١٠٢٤.

(٣) في المخطوطة: ست عشرة وخمسمائة.

(٤) ما بين القوسين ساقط من المصدر.

(٥) في الحجرية: العريسي، والصحيح المثبت، انظر ميزان الاعتدال ٢: ٦٣٠ / ٥١٠٨، والجرح والتعديل ٥: ٣٨٧ / ١٨٠٤.

٣٧١

عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص، عن عاصم العمري وعلي بن علي اللهبي، عن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام ، عن أبيه الحديث(١) .

ثم يقول بعد ذلك: وبالإسناد. الى آخره.

وفي آخر هذا الكتاب - وهو من خصائصه - الخبر الشريف المعروف، الذي يذكر فيه بلاد أولاد الحجّةعليه‌السلام ، وأساميهم، وأحوالهم، وقد نقله الأعلام في مؤلفاتهم.

قال السيّد الأجلّ علي بن طاوس في أواخر كتاب جمال الأسبوع: ووجدت رواية متّصلة الإسناد، بأنّ للمهدي صلوات الله عليه أولاد جماعة ولاة، في أطراف بلاد البحر، على غاية عظيمة من صفات الأبرار(٢) .

وذكر مختصره الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي، في الفصل الخامس عشر من الباب الحادي عشر من كتابه الصراط المستقيم(٣) .

ورواه السيد الجليل عليّ بن عبد الحميد النيلي، في كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان.

ورواه السيّد المحدّث الجزائري في الأنوار، عن المولى الفاضل، الملقّب بالرضا علي بن فتح الله الكاشاني، قال: روى الشريف الزاهد. إلى آخره.

وفي كتاب حديقة الشيعة، ما ملخّص ترجمته في كتاب الأربعين، الذي صنّفه بعض أكابر المصنّفين، وأعاظم المجتهدين: روى العالم العامل، المتّقي الفاضل، محمد بن عليّ العلويّ الحسني، بسند ينتهي إلى أحمد بن محمد الأنباري، وساق الخبر بطوله(٤) .

__________________

(١) التعازي: ٢.

(٢) جمال الأسبوع: ٥١٢.

(٣) الصراط المستقيم ٢: ٢٦٤.

(٤) حديقة الشيعة: ٧٦٥.

٣٧٢

ويظهر من جميع ذلك أنّه من العلماء الأعلام، والأتقياء الكرام، والمؤلّفين العظام، وإن لم أجد له ترجمة في الكتب المعدّة لذلك، ولم أعثر على باب الميم من الرياض، الذي هو أجمع وأكمل ما صنّف في هذا الباب.

وقال السيّد الأجلّ عبد الكريم بن طاوس، في الباب الثاني من كتاب فرحة الغري: روى أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني في كتاب فضل الكوفة، بإسناد رفعه الى عقبة بن علقمة أبي الجنوب(١) ، قال: اشترى أمير المؤمنينعليه‌السلام ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة، - وفي حديث ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة -، من الدهاقين بأربعين ألف درهم، وأشهد على شرائه، قال: فقيل له يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس تنبت حظّا، قال: « سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: كوفان كوفان يرد أوّلها على آخرها، يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب، فاشتهيت أن يحشروا من ملكي ».

أقول: هذا الحديث فيه إيناس بما نحن بصدده، وذلك أنّ ذكرهعليه‌السلام ظهر الكوفة إشارة الى ما خرج عن الخندق، وهي عمارة آهلة الى اليوم، وإنّما اشترى أمير المؤمنينعليه‌السلام ما خرج عن العمارة الى حيث ذكروا، والكوفة مصرت سنة سبع عشرة من الهجرة، ونزلها سعد في محرّمها، وأمير المؤمنينعليه‌السلام دخلها سنة ست وثلاثين، فدلّ على أنّهعليه‌السلام اشترى ما خرج عن الكوفة الممصرّة، فدفنه بملكه أولى، وهو إشارة إلى دفن الناس عنده، وكيف يدفن بالجامع ولا يجوز، أو بالقصر وهو عمارة الملوك؟ ولم يكن داخلا في الشراء لأنّه معمور من قبل(٢) ، انتهى.

ومنه يظهر اعتماده عليه، واعتناؤه بما رواه، ووثوقه بخبره، وكفاه مادحا

__________________

(١) وما ورد في فضل الكوفة من اعتبار الكنية علما آخر غير صحيح، انظر الإكمال لابن مأكولا ١: ١٥٨. وفضل الكوفة ٤٢ حديث ٦ و ٧.

(٢) فرحة الغري: ٢٩.

٣٧٣

ومعتمدا.

وقال رضيّ الدين علي بن طاوس في الإقبال، في الفصول المتعلّقة بفضائل يوم الغدير وأعماله: فصل فيما نذكره من آيات رأيتها أنا عند ضريحة الشريف، وساقها. إلى أن قال:

أقول: واعرف أنّني دخلت حضرته الشريفة كم مرّة في أمور هائلة لي، وتارة لأولادي، وتارة لأهل ودادي، فبعضها زالت وأنا بحضرته ( وبعضها زالت باقي نهار مخاطبته )(١) وبعضها زالت بعد أيام في جواب زيارته، ولو ذكرتها احتاجت الى مجلّد كبير، وقد صنّف أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن ابن عبد الرحمن الحسني، مصنّفا في ذلك متضمنا للأسانيد والروايات الى آخره(٢) .

ويستظهر من كلامه ما استظهرنا من كلام ابن أخيه رضي الله تعالى عنهم.

وفي الرياض في ترجمة غياث الدين السيّد عبد الكريم بن طاوس: أقول: قد سبقه في تأليف ما ضمّنه هذا السيّد في كتاب فرحة الغري السيّد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن الحسني، وألّف مصنّفا في ذلك، مشتملا على الأسانيد والروايات، على ما حكاه السيد رضيّ الدين عليّ ابن طاوس، عمّ السيّد عبد الكريم هذا، في أواخر كتاب الإقبال في هذا المبحث، كما سنذكره في ترجمة السيّد أبي عبد الله المذكور، والعجب أنّه لم يعثر السيّد عبد الكريم هذا عليه، ولم ينقل عنه، انتهى(٣) .

ولم أعثر على باب الميم من الرياض، رزقنا الله تعالى زيارته.

ويأتي في الفائدة الثالثة في مشايخ محمد بن المشهدي أنّه يروي عنه بواسطتين، وهو يروي عن أبي تمام عبد الله بن أحمد بن عبيد الأنصاري

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في المخطوطة.

(٢) الإقبال: ٤٦٩.

(٣) رياض العلماء ٣: ١٦٩.

٣٧٤

المؤدّب.

ويأتي أيضا أنّ عماد الدين أبا القاسم الطبري يروي عنه كثيرا في كتاب بشارة المصطفى بواسطة واحدة، قال في الجزء الثاني منه: أخبرنا الشيخ أبو البركات عمر بن محمد بن حمزة العلوي - بالكوفة في مسجده، في صفر سنة عشر(١) وخمسمائة - وأخبرنا أبو غالب سعيد بن محمد بن أحمد الثقفي الكوفي بها، قال: أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الله محمد بن عبد الرحمن العلوي العلاّمة. الى آخره(٢) .

وقال غياث الدين عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغري: أقول: وقد ذكر هنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين ابن عبد الرحمن الشجري، بالإسناد المتقدم إليه، حدّثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي لفظا. إلى آخره(٣) .

وقال في الباب السادس: أخبرني الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الحربي، عن عبد العزيز الأخضر - سنة أربع وستمائة - عن الحافظ أبي الفضل بن ناصر، قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون البرسي - وهو المعروف بابي(٤) - قال: أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عبد الرحمن القسري بن القاسم بن محمد البطحائي بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام الحسني، قال: أخبرنا جعفر ابن محمد بن عيسى بن علي بن محمد الجعفري، قال: أخبرني أبي - إملاء - قال: أخبرنا جعفر بن مالك، قال: حدّثنا محمد بن الحسين الصائغ، أخبرنا عبد الله بن عبيد بن زيد، قال: رأيت جعفر بن محمدعليهما‌السلام

__________________

(١) في المصدر: ستة عشر.

(٢) بشارة المصطفى: ٨٧.

(٣) فرحة الغري: ١٣٩.

(٤) كذا، وفي المصدر: أبي العباس.

٣٧٥

وعبد الله بن الحسن بالغري، عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فأذّن عبد عبد الله، وأقام الصلاة، وصلّى مع جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وسمعت جعفراعليه‌السلام يقول: « هذا قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام » انتهى(١) .

وفي الشجرة الكبيرة: محمد العالم الزاهد بالكوفة، ابن عليّ، بالكوفة يعرف بابن عبد الرحمن، ووصف جدّه الحسين بن عبد الرحمن بالشاعر، وقال: كنيته أبو عاتقة.

__________________

(١) فرحة الغري: ٥٥.

٣٧٦

٥٩ - كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق:

تأليف السيّد العالم الفاضل، السيّد هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي.

قال في أمل الآمل: كان عالما، صالحا، عابدا، له كتاب « الرائق(١) من أزهار الحدائق »(٢) .

وفي الرياض: السيّد هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي، الفاضل العالم الكامل، المحدّث الجليل، المعاصر للعلاّمة ومن في طبقته، صاحب كتاب « المجموع الرائق » المعروف، وهو كتاب لطيف، جامع لأكثر، المطالب، وغلط من نسب هذا الكتاب الى الصدوق، أو الى المفيد.

أمّا أولا: فلأنّه غير مذكور في فهرس مؤلّفاتهما على ما ذكر في كتب الرجال.

وأمّا ثانيا: فلأنّه يروي في هذا الكتاب عن جماعة من المتأخّرين عنهما وعن كتبهم.

وأمّا ثالثا: فلأنّه يظهر من مطاوي هذا الكتاب أنّه ألّف سنة ثلاث وسبعمائة.

وأمّا رابعا: فلأنّه صرّح نفسه مرارا في أثناء ذلك الكتاب باسمه، على ما رأيته في طائفة من نسخه.

وبما ذكرناه من تأريخ التأليف يعلم أنّه ألّفه في أواخر عصر العلاّمة.

ولعل وجه هذا الظنّ أنّ في أوائل ذلك الكتاب أورد أكثر كتاب الاعتقادات للشيخ الصدوق، بل كلّه، وقد صدّر كلّ مبحث منه بقوله: قال

__________________

(١) في الأمل: المجموع الرائق.

(٢) أمل الآمل ٢: ٣٤١ / ١٠٥١.

٣٧٧

الشيخ أبو جعفر محمد بن عليّ بن موسى بن بابويه. وكذلك ينقل من كتاب الشيخ المفيد أيضا.

وبالجملة كتابه هذا مجلّدان كبيران، ويشتمل على الأخبار الغريبة، والفوائد الكلاميّة، والمسائل الفقهيّة، والأدعية والأذكار، وأمثال ذلك من المطالب، وهو محتو على اثني عشر بابا، كلّ مجلد ستّة أبواب، وهو كتاب معروف وإن لم يورده الأستاذ الاستناد في بحار الأنوار.

قال: ثمّ من مؤلّفاته كتاب « الشرفي » في معجزات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ودلائل أمير المؤمنين والأئمّةعليهم‌السلام ، كما صرّح به نفسه في كتاب « المجموع الرائق » المشار إليه، انتهى(١) .

قلت: قد أورد في هذا الكتاب تمام كتاب « الأربعين » لجمال الدين يوسف ابن حاتم الشامي، تلميذ المحقّق - صاحب كتاب « الدّر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم - و « الأربعين » لجمال الدين الحافظ الفاضل أبي الخطّاب عمر الأندلسي، بقراءة المبارك بن موهوب الإربلي، سنة عشر وستمائة، في مجلس واحد.

وقال في موضع من الكتاب: وممّا ظفرت به من خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام نقلته من الخزانة المولويّة الرضويّة الطاووسيّة، قدّس الله روح جامعها ومؤلّفها، وأمتع الله بدوام أيّام المولى الطاهر مالكها، وأعزّ نصره، من كتاب وجدته، عليه مكتوب بخطّ السيّد مولى السعيد رضيّ الدين، مؤلّف هذه الخزانة، وحاوي كتبها ما صورته. إلى آخره(٢) .

وبالجملة: فالنسبة المذكورة من الأغلاط الواضحة.

وقال في أوّل الكتاب: فإنّي لمّا نظرت في بعض الكتب المسندة عند الفضلاء المعظّمين، والسادة النبلاء المقدّسين، والقادة علماء المصنّفين، آثرت

__________________

(١) رياض العلماء ٥: ٣٠٥.

(٢) المجموع الرائق: ١٨٤.

٣٧٨

أن أجمع ما صنّفوه، وسبقوا الى جمعه وألّفوه، وعرفوا صحّته وحقّقوه، وسبروا معانيه ووقفوه ورووه وصنّفوه، من منافع آيات القرآن الكريم، وما يحترز به من العوذ والحروز، والروايات، وما يستشفى به من طبّ الأئمّةعليهم‌السلام (١) ، الى آخر ما ذكره ممّا يظهر منه تثبّته، واعتبار ما نقله فيه، والله العالم.

__________________

(١) المجموع الرائق: ١ السطر الثالث.

٣٧٩

٦٠ - كتاب طبّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

قال في الرياض في باب الكنى من القسم الأوّل: الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري، هو الإمام الخطيب الحافظ، أبو العباس جعفر بن أبي عليّ محمد بن أبي بكر المعتز بن محمّد بن المستغفر النسفي السمرقندي، صاحب كتاب طبّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ويلوح من فهرس بحار الأنوار، للأستاذ الاستناد -قدس‌سره - أنّه من علماء الشيعة، قال -رحمه‌الله - في أول البحار، في طيّ تعداد كتب الإماميّة:

وكتاب طبّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للشيخ أبي العباس المستغفري، ثم قال: وكتاب طبّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن كان أكثر أخباره من طرق المخالفين، لكنّه مشهور متداول بين علمائنا.

وقال نصير الدين الطوسي في كتاب آداب المتعلّمين: ولا بدّ أن يتعلّم شيئا من الطبّ، ويتبرّك بالآثار الواردة في الطبّ، الذي جمعه الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري، في كتابه المسمّى بطبّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، انتهى ما في البحار(١) (٢) .

وأقول: في جعله من علماء الإمامية سهو ظاهر، فإنه من علماء العامة ومن الحنفية، كما سيأتي شرح أحواله في القسم الثاني إن شاء الله تعالى، وقد أوردنا ترجمة في هذا القسم رعاية لما قاله الأستاذ في البحار.

ويظهر من كتاب دلائل النبوّة للإمام أبي العباس المستغفري نفسه التسنّن، كما حكى من ذلك الكتاب المولى الجامي كثيرا، في كتاب شواهد النبوّة فتأمل(٣) .

__________________

(١) آداب المتعلمين: ١٥٣ ضمن كتاب شرح الباب الحادي عشر. ( حجري )

(٢) بحار الأنوار ١: ٢٣، ٤٢.

(٣) في النقل عن الرياض تقديم وتأخير مخل، صححناه على رياض العلماء ٥: ٤٧٢.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392