كتاب سليم بن قيس الهلالي

كتاب سليم بن قيس الهلالي0%

كتاب سليم بن قيس الهلالي مؤلف:
المحقق: محمد باقر الأنصاري الزنجاني
الناشر: نشر الهادي
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 638

كتاب سليم بن قيس الهلالي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: سليم بن قيس الهلالي العامري
المحقق: محمد باقر الأنصاري الزنجاني
الناشر: نشر الهادي
تصنيف: الصفحات: 638
المشاهدات: 398080
تحميل: 7619

توضيحات:

كتاب سليم بن قيس الهلالي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 638 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 398080 / تحميل: 7619
الحجم الحجم الحجم
كتاب سليم بن قيس الهلالي

كتاب سليم بن قيس الهلالي

مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢

القيمة العلمية لكتاب سليم

إشتهار الكتاب في العصور المختلفة

اشتهر هذا الكتاب منذ القرن الأول إلى يومنا هذا بـ «كتاب سليم بن قيس الهلالي »، وكثيراً ما يعبّضر عنه اختصاراً بـ «كتاب سليم ». وربما يسمى بأصل سليم وكتاب السقيفة.

وأول من سمى الكتاب به الإمام الصادقعليه‌السلام (١) ، وجرى ذكر الكتاب بهذا الاسم على لسان القدماء كالنعماني والشيخ المفيد والنجاشي والشيخ الطوسي وابن شهرآشوب، وكذلك المتأخرين كالعلامة الحلي والشهيد الثاني والمير الداماد والقاضي التستري والشيخ الحر العاملي، والعلامة المجلسي والشيخ البحراني والمير حامد حسينوالمحدث النوري والعلامة الطهراني. كما كان يعرف بنفس الاسم في ألسنة علماء السنة أيضاً كالقاضي السُبكي وابن أبي الحديد والفيض آبادي وغيرهم. (٢)

ومن خصائص كتاب سليم أنه كتاب مشهور شهد الموافق والمخالف بأنه كتاب معروف معتبر عند الشيعة، وقد رووا منه أحاديث مما يدل على اشتهار الكتاب وتداول نسخه طيلة أربعة عشر قرناً.

ونورد فيما يلي كلمات بعض من شهد بذلك، ونبدأ بغير الشيعة منهم:

____________________

١. في الحديث الذي سيجيء ذكره في تأييد الأئمةعليهم‌السلام لكتاب سليم.

٢. الذريعة: ج ١ ص ٦٣، ج ٢ ص ١٥٢، ج ٦ ص ٣٣٦. الغيبة للنعماني: ص ٦١. الأعلام للزركلي: ج ٣ ص ١١٩. تأسيس الشيعة لفنون الإسلام: ص ٢٨٢، ٣٥٧. المراجعات: ص ٣٠٧، المراجعة ١١٠. مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام: ص ١٦. التنبيه والأشراف: ص ١٩٨.

٢١

١. قال ابن النديم المتوفى ٣٨٥: « وهو كتاب سليم بن قيس المشهور ».(١)

٢. قال ابن أبي الحديد المتوفى ٦٥٦: « سليم معروف المذهب وكتابه المعروف بينهم المسمى كتاب سليم ».(٢)

٣. قال القاضي بدر الدين السبكي المتوفى ٧٦٩: « إن أول كتاب صنف للشيعة هو كتاب سليم بن قيس الهلالي ».(٣)

٤. قال محمد بن عبدالله الشبلی المدشقی المتوفی ٧٩٦:« أول کتاب ظهر للشيعة کتاب سليم بن قيس الهلالی و هو کتاب مشهور ».(٤)

٥. قال الملا حيدر علي الفيض آبادي: « كأن صحة هذين الكتابين أي كتاب سليم وتفسير أهل البيت (يريد به تفسير القمي) وأصحية واحد منهما على سبيل منع الخلو إجماعي عند محققي الشيعة، وعليه فمحتوى الكتابين (عند الشيعة) صادر بعلم اليقين عن لسان ترجمان الوحي النبوي، وذلك لأن جميع علوم الأئمة الصادقين تنتهي إلى هذه البحار الذاخرة ».(٥)

٦. قال النعماني المتوفى ٤٦٢: « ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمةعليهم‌السلام خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول ».(٦)

٧. قال ابن الغضائري المتوفى ٤١١: « ينسب إليه هذا الكتاب المشهور ».(٧)

٨. عده الشيخ الحر العاملي في عداد الكتب التي تواتَرَت عن مؤلفيها وعلمت صحة نسبتها إليهم كوجودها بخط أكابر العلماء وتكرر ذكرها في مصنفاتهم.(٨)

____________________

١. الفهرست لابن النديم: ص ٢٧٥.

٢. شرح نهج البلاغة: ج ١٢ ص ٢١٦.

٣. جاء هذا الكلام في كتابه «محاسن الوسائل في معرفة الأوائل» وهو مخطوط. نقلته من الذريعة: ج ٢  ص ١٥٣.

٤. محاسن الوسائل فی معرفة الأوائل: ص ٣٥٩.

٥. منتهى الكلام: ج ٣ ص ٢٩، ونقله عنه المير حامد حسين في استقصاء الإفحام: ج ٢ ص ٣٥٠.

٦. الغيبة للنعماني: ص ٦١.

٧. خلاصة الأقوال: ص ٨٣.

٨. وسائل الشيعة: ج ٢٠ ص ٣٦.

٢٢

٩. قال السيد هاشم البحراني المتوفى سنة ١١٠٧: « وهو كتاب مشهور معتمد نقل عنه المصنفون في كتبهم ».(١)

١٠. قال العلامة المجلسي المتوفى سنة ١١١١: « كتاب سليم بن قيس الهلالي في غاية الاشتهار ». وقال أيضاً: « كتاب معروفٌ بين المحدثين ».(٢)

١١. قال المحدث النوري المتوفى سنة ١٣٢٠: « كتابه من الأصول المعروفة وللأصحاب إليه طرقٌ كثيرة ». وقال أيضاً: « إنه كتاب مشهور معروف نقل عنه أجلة المحدثين ».(٣)

١٢. قال المحدث القمي: « (كتاب) معروف بين المحدثين ».(٤)

١٣. قال العلامة الطهراني: « كتاب سليم هذا من الأصول الشهيرة عند الخاصة والعامة ».(٥)

١٤. قال السيد الأمين العاملي: « كتاب مشهور ».(٦)

١٥. قال العلامة الأميني: « كتاب سليم من الأصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة ».(٧)

١٦. قال العلامة المرعشي النجفي: « كتاب معروف مطبوع منتشر في الأقطار ».(٨)

____________________

١. غاية المرام: ص ٥٤٩، الباب ٥٤.

٢. بحار الأنوار: ج ١ ص ٣٢، ج ٨ طبع قديم ص ١٩٨.

٣. مستدرك الوسائل: ج ٣ ص ٧٣. نفس الرحمن: ص ٥٦.

٤. الكنى والألقاب: ج ٣ ص ٢٤٣.

٥. الذريعة: ج ٢ ص ١٥٣.

٦. أعيان الشيعة: ج ٣٥ ص ٢٩٣.

٧. الغدير: ج ١ ص ١٩٥ الهامش.

٨. إحقاق الحق: ج ٢ ص ٤٢١ الهامش.

٢٣

شهادات أئمة أهل البيتعليهم‌السلام بشأن سليم وكتابه

يتميز كتاب سليم بأنه عُرض على ستة من الأئمة المعصومينعليهم‌السلام فأقروه ووثقوا صاحبه!

فقد عرض سليم كتابه على أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدينعليهم‌السلام .

كما عرضه أبان بن أبي عياش على الإمام زين العابدين والإمام الباقرعليهما‌السلام . ثم عرضه حماد بن عيسى - الناقل الرابع للكتاب - على الإمام الصادقعليه‌السلام أيضاً.

توثيق أمير المؤمنينعليه‌السلام لكتاب سليم

* روى الفضل بن شاذان في مختصر إثبات الرجعة: ح ١، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* وروى الصفار في بصائر الدرجات: ص ١٩٨ ح ٣، قال: حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن ابن أذينة عن أبان عن سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* وروى الكليني في الكافي: ج ١ ص ٦٢، عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* وروى ابن جرير الطبري الشيعي في المسترشد: ص ٣٦، عن محمد بن عبد الله بن مهران عن حماد بن عيسى عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* وروى الصدوق في الإعتقادات: ص ٢٢ وفي الخصال: الباب ٤ ح ١٣١، قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٢٤

* وروى الصدوق أيضاً في إكمال الدين: ص ٢٨٤، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه، قال: حدثنا محمد بن نصر عن الحسن بن موسى الخشاب، قال: حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري عن إسماعيل بن همام عن عمران بن قرة عن أبي محمد المدني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش، قال: حدثنا سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* وروى الكشي في اختيار معرفة الرجال: ج ١ ص ٣٢١ ح ١٦٧ عن محمد بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عن إسحاق بن إبراهيم عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* وروى الكراجكي في الإستنصار: ص ١٠، قال: أخبرني أبو الـمرجا محمد بن عبد الله بن أبي طالب البلدي، قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني رحمه الله، قال: حدثني أحمد بن عبيد الله بن جعفر بن المعلى الهمداني، قال: حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن حرب الكندي، قال: حدثني عبد الله بن المبارك عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* وروى النعماني في الغيبة: ص ٤٩، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ومحمد بن همام بن سهيل وعبد العزيز وعبد الواحد ابني عبد الله بن يونس عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* وروى النعماني أيضاً في الغيبة: ص ٤٩، عن هارون بن محمد قال: حدثني أحمد بن عبيد الله بن جعفر بن المعلى الهمداني، قال: حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال: حدثنا عبد الله بن المبارك شيخٌ لنا كوفيٌ ثقة، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام شيخاً عن معمر عن أبان بن أبي عياش عن سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٤٨ ح ٢٠٢، قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، قال: حدثني بشر بن المفضل النيسابوري عن عيسى بن يوسف الهمداني عن أبي الحسن بن يحيى، قال: حدثني أبان بن أبي عياش، قال: حدثني سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٢٥

* وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٣٥ ح ٤١، قال: حدثنا محمد بن مسعود بن محمد، قال: حدثنا محمد بن نصير، حدثنا الحسن بن موسى الخشاب، حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري عن إسماعيل بن همام عن عمران بن قرة عن أبي محمد المديني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش، قال: حدثني سليم عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

* ورواه الحراني(١) في تحف العقول: ص ١٣١، والعياشي في تفسيره: ج ١ ص ١٤ ح ٢، و ص ٢٥٣ ح ١٧٧، وجاء ذلك في الحديث ١٠ من كتاب سليم:

قال سليم: قلت لعليعليه‌السلام : يا أمير المؤمنين، إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئاً من تفسير القرآن ومن الرواية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم. ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تخالِف الذي سمعته منكم، وأنتم تزعمون أن ذلك باطل. أفَتَرى الناس يكذبون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمدين ويفسرون القرآن برأيهم؟

قال: فأقبل عليَّ فقال لي: « يا سليم، قد سألت فافهم الجواب. إن في أيدي الناس حقاً وباطلاً، وصدقاً وكذباً، وناسخاً ومنسوخاً، وخاصاً وعاماً، ومحكماً ومتشابهاً، وحفظاً ووَهماً ».

أقول: تضمن هذا الحديث تأكيد صحة جميع ما في كتاب سليم بإمضاء أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وإن خالَفَ ذلك ما دوَّنَته مدرسة غاصبي الخلافة.

____________________

١. رواه عن هؤلاء في الصراط المستقيم: ج ٢ ص ١٢٧. فضائل السادات: ص ١٧٠. إثبات الهداة: ج ١ ص ٥٤٣ و ٥٤٤. الذريعة: ج ٢ ص ١٥٢. كفاية المهتدي (للميرلوحي): ص ١٣. الأربعين (للبهائي): ص ١٤٢ ح ٢١. روضة المتقين: ج ١٢ ص ٢٠١. البحار: ج ٢ ص ٢٢٨، ج ٩٢ ص ٩٩، ج ٣٦ ص ٢٧٣. عوالم العلوم: ج ٢ - ٣ ص ٥٣٩ ح ٣. كتاب التحفة في الكلام، ورواه عنه في إثبات الهداة: ج ٢ ص ٢٠٠ ح ١٠٠٧ بالإسناد إلى عيسى بن أيوب الهمداني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي. كفاية الموحدين للطبرسي: ج ٢ ص ٢٩١، ٣٤٥.

٢٦

توثيق الإمامين الحسن والحسينعليهما‌السلام لكتاب سليم

قال سليم (بعد تمام الحديث ١٠): ثم لقيت الحسن والحسينعليهما‌السلام بالمدينة بعد ما قتل أمير المؤمنينعليه‌السلام فحدثتهما بهذا الحديث عن أبيهما، فقالا: صدقتَ، قد حدثك أبونا عليٌّعليه‌السلام بهذا الحديث ونحن جلوس وقد حفظنا ذلك عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما حدثك أبونا سواء لم يزد فيه ولم ينقص منه شيئاً.

توثيق الإمام زين العابدينعليه‌السلام لكتاب سليم

قال سليم (بعد تمام الحديث ١٠): ثم لقيت علي بن الحسينعليهما‌السلام وعنده ابنه محمد بن عليعليهما‌السلام ، فحدثته بما سمعت من أبيه وعمه وما سمعت من عليعليه‌السلام . فقال علي بن الحسينعليه‌السلام : قد أقرأني أمير المؤمنينعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله السلام وهو مريض وأنا صبي.

ثم قال محمدعليه‌السلام : وقد أقرأني جدي الحسينعليه‌السلام بعهد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - وهو مريض - السلام.

قال أبان: فحدثت علي بن الحسينعليه‌السلام بهذا الحديث كله عن سليم، فقال: صدق سليم.

توثيق الإمام زين العابدينعليه‌السلام لكتاب سليم بعد قرائته

* وردت هذه الشهادة في مفتتح كتاب سليم، ورواه الشيخ حسن بن سليمان في مختصر البصائر: ص ٤٠، ورواها الكشي في رجاله: ج ٢ ص ٣٢١، قال: حدثني محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عن إسحاق بن إبراهيم بن عمر اليماني(١) عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش.(٢)

____________________

١. استظهر بعضهم أن الصحيح: «عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر اليماني».

٢. رواه عنه في البحار: ج ١ ص ٧٦ و ج ٢٣ ص ١٢٤ و ج ٥٣ ص ٦٦. وفي إثبات الهداة: ج ١ ص ٦٦٣ ح ٨٥٤. وفي وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٧٢ و ج ٢٠ ص ١٢.

٢٧

قال أبان: حججت من عامي ذلك (أي عام وفاة سليم) فدخلت على علي بن الحسينعليه‌السلام ، وعنده أبو الطفيل عامر بن واثلة صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - وكان من خيار أصحاب عليعليه‌السلام - ولقيت عنده عمر بن أبي سلمة ابن أم سلمة زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فعرضته عليه وعلى أبي الطفيل وعلى علي بن الحسينعليه‌السلام ذلك أجمع ثلاثة أيام - كل يوم إلى الليل - ويغدو عليه عمَر وعامر. فقرآه عليه ثلاثة أيام، فقالعليه‌السلام لي(١) :

« صدق سليم، رحمه الله، هذا حديثنا كله (٢) نعرفه » .

أقول: تضمنت هذه الكلمة النورانية خمسة أمور:

١. تأييد سليم بصفته محدِّثاً صادقاً .

٢. الترحم عليه إعلاماً بأنه من المرضيين عند الله ورسوله والأئمة عليهم‌السلام .

٣. تقرير ما أورده سليم في كتابه بأنها من أحاديث أهل البيت عليهم‌السلام الثابتة عندهم .

٤. تأكيد صحة جميع ما في كتاب سليم، وأنه ليس مثل الكتب التي يوجد فيها الغث والثمين .

٥. التصريح بأن أحاديثه معروفة عند أهل البيت عليهم‌السلام ،وأنها تمثل مذهبهم .

توثيق الإمام الباقرعليه‌السلام لكتاب سليم

قال أبان (بعد تمام الحديث ١٠ الذي مر أنه يؤكد صحة جميع أحاديث الكتاب): فحججت بعد موت علي بن الحسينعليه‌السلام فلقيت أبا جعفر محمد بن عليعليه‌السلام فحدثته بهذا الحديث كله لم أترك منه حرفاً واحداً. فاغرورقت عيناه ثم قال: صدق سليم قد أتاني بعد أن قتل جدي الحسينعليه‌السلام وأنا قاعد عند أبي فحدثني (خ ل: فحدثه) بهذا الحديث بعينه. فقال له أبي: صدقت، قد حدثك أبي بهذا الحديث بعينه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ونحن شهود، ثم حدثاه بما هما سمعا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

____________________

١. «ب»: فقرأته عليهم فقالوا لي.

٢. «ب»: كلُّ. «ب» خ ل: كلنا. وفي «د»: كله أعرفه.

٢٨

توثيق الإمامين السجاد والباقرعليهما‌السلام لكتاب سليم

* روى الشيخ الكليني في الكافي: ج ١ ص ٢٩٧ ح ١، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن أذينة عن أبان عن سليم.

* وروى الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه: ج ٤ ص ١٣٩ ج ٤٨٤.

* وروى الشيخ الطوسي في الغيبة: ص ١١٧، قال: أخبرنا أحمد بن عبدون عن ابن أبي الزبير القرشي عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبد الله بن زرارة عمن رواه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام .

* وروى الشيخ أيضاً في التهذيب: ج ٩ ص ١٧٦، عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام .

* وروى الطبرسي في أعلام الورى: ص ٢٠٧، وروى جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي في الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم(١) : حدث عبد الرحمن بن حجاج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وعمن رواه عن عمرو بن شمر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن أبي جعفرعليه‌السلام (٢) أنه قال:

هذه وصية أمير المؤمنين عليه‌السلام وهي نسخة كتاب سليم بن قيس الهلالي دفعها إلى أبان وقرأها عليه. قال أبان: وقرأتها على علي بن الحسين عليه‌السلام فقال: « صدق سليم، رحمه الله » .

توثيق الإمام الصادقعليه‌السلام لكتاب سليم

قال حماد بن عيسى (الناقل لكتاب سليم عن ابن أذينة عن أبان، بعد تمام الحديث ١٠ التي مرت أسانيدها): قد ذكرت هذا الحديث عند مولاي أبي عبد اللهعليه‌السلام فبكى وقال: صدق سليم، فقد روى لي هذا الحديث أبي عن أبيه علي بن الحسينعليه‌السلام

____________________

١. الكتاب مخطوط، وتوجد نسخة منه في مكتبة غرب همدان رقمها ١٥٥٣، ونسخة مصورة منه في مركز إحياء التراث الإسلامي بقم، ونقلته عن مقدمة كتاب سليم للسيد بحر العلوم في الطبعة النجفية: ص ١٥.

٢. رواه عن هؤلاء في إثبات الهداة: ج ١ ص ٤٤٤، ٤٤٥، ج ٢ ص ٥٤٣ ح ١. البحار: ج ٤٢ ص ٢١٢ ح١٢، ج ٤٣ ص ٣٢٢ ح ١.

٢٩

عن أبيه الحسين بن عليعليه‌السلام ، قال: سمعت هذا الحديث من أمير المؤمنينعليه‌السلام حين سأله سليم بن قيس.

توثيق الإمام الصادقعليه‌السلام لكتاب سليم

* وروى العلامة الشيخ عبد النبي الكاظمي في تكملة الرجال: ج ١ ص ٤٦٧ عن خط العلامة المجلسي في هوامش مرآة العقول(١) عن مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله القمي بأسانيده.

* نقله العلامة الطهراني عنه في الذريعة المخطوطة بيده الموجودة في مركز إحياء التراث الإسلامي بقم.

* ورواه العلامة الشيخ الحر العاملي في وسائل الشيعة: ج ٢٠ ص ٢١٠.

* ورواه العلامة الشيخ أحمد الأردبيلي في جامع الرواة: ج ١ ص ٣٧٥.

* ويوجد في نسخة العلامة المجلسي التي تاريخها سنة ٦٠٩، ونسخة الشيخ الحر العاملي التي استنسخت في سنة ١٠٨٧ على نسخة عتيقة، ونسخة مكتبة كلية الحقوق رقم ٢٩ د، ونسخة مكتبة ملك، ونسخة صاحب الروضات، ونسختين في مكتبة آستان قدس بمشهد رقمهما ٨١٣٠ و ٩٧١٩، ونسخة السيد أبو القاسم الخوانساري في بمبئي ونسخة السيد الجلالي.

قال الامام الصادقعليه‌السلام :

من لم يكن عنده من شيعتنا و محبينا کتاب سليم بن قيس الهلالی فليس عنده من أمرنا شيء ولا يعلم من أسبابنا شيئاً و هو أبجد الشيعة و هو سر من أسرار آل محمد عليه‌السلام .

____________________

١. رواه العلامة المامقاني في تنقيح المقال: ج ٢ ص ٥٤. كما رواه المحدث النوري في مستدرك الوسائل: ج ٣ ص ١٨٣. وذكره العلامة الطهراني في الذريعة: ج ٢ ص ١٥٢.

٣٠

أقول: أنظر كيف حاز الرجل نصيبه الأوفر من تقرير حديثه من عند الأئمةعليهم‌السلام حيث صدقه ستة من أئمتناعليهم‌السلام ، وذلك بصورة يرجع إلى تصديق جميع كتابه وأحاديثه.

هذه جملة ما وصل إلينا من تقرير المعصومينعليهم‌السلام ومزيد عنايتهم بشأن كتاب سليم وأحاديثه. ويكفيه فخراً إذ كان معروفاً عند الأئمةعليهم‌السلام وأنهم ذكروه بخير وقرروا ما نقله من الأحاديث. وهذا بمعنى أن ما في كتاب سليم حق وصدق ومحكم ومحفوظ وليس مثل ما في أيدي الناس الذي هو مخلوط من الغث والثمين.

٣١

كلمات العلماء في توثيق كتاب سليم

استمرار تأييد العلماء للكتاب طيلة أربعة عشر قرناً

صدر من أعاظم العلماء - منذ الصدر الأول إلى اليوم - كلمات درية بشأن الكتاب ومؤلفه الجليل.

ومما يدل على عظمة الكتاب وغاية اعتباره أنهم نقلوا أحاديث سليم في كتبهم ومروياتهم منذ القرن الأول إلى يومنا هذا في سلسلة متلاحقة لم تنقطع في عصر من العصور بصورة تكشف عن اعتمادهم عليه في الغاية.

ويبدء هذه السلسلة من العلماء المؤيدين لكتاب سليم في عصر المؤلف مثل سلمان وأبي ذر والمقداد ونظرائهم.

ولقد عرض أبان بعده الكتاب على أبي الطفيل وعمر بن أبي سلمة والحسن البصري وقرءوا جميع الكتاب وصدقوه بأجمعه.

ويكفي في ذلك أن نلاحظ رواة كتاب سليم وأحاديثه، فإن أكثرهم من المشايخ الثقات كعمر بن أذينة وحماد بن عيسى وعثمان بن عيسى ومحمد بن إسماعيل بن بزيع والفضل بن شاذان ومحمد بن أبي عمير ومثل ابن أبي جيد ويعقوب بن يزيد وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن همام بن سهيل وهارون بن موسى التلعكبريومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى والحسين بن سعيد والخزاز القمي وابن الوليد وابن الغضائري وغيرهم من أجلاء الطائفة المحقة وأعاظم المحدثين.

إلى أن يصل دور المؤلفين كابن الجُحام وفرات بن إبراهيم والصفار والكليني والنعماني والصدوق والمفيد والسيد المرتضى والكراجكي والشيخ الطوسي والطبرسيين وابن شهرآشوب، ومن بعدهم من المؤلفين كالعلامة والمحقق والشهيد

٣٢

والقاضي التستري والشيخ البهائي والشيخ الحر العاملي والمجلسيين والبحرانيين، والمير حامد حسين إلى غيرهم من أعاظم مؤلفي الشيعة ومشايخهم.

فإن هؤلاء اعتمدوا على كتاب سليم بن قيس ورَووا أحاديثه في مؤلفاتهم وليسوا ممن يستهان بهم وبآرائهم وبكتبهم التي صارت اليوم مصادر للشيعة ومرجعاً لمعالم الدين.

كتاب سليم من كتب الأصول الأربعمائة

قال النعماني: « ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمةعليهم‌السلام خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصلٌ من أكبر كتب الأصول وهو من الأصول التي ترجع إليها الشيعة ».(١)

وقال العلامة الطهراني: « وهو من الأصول القليلة التي أشرنا إلى أنها ألِّفت قبل عصر الصادقعليه‌السلام ».(٢)

قال العلامة الطهراني: « الأصل من كتب الحديث هو ما كان المكتوب فيه مسموعاً لمؤلفه من المعصومعليه‌السلام أو عمن سمع منه لا منقولاً عن مكتوب ومن الواضح أن احتمال الخطاء والغلط والسهو والنسيان وغيرها في الأصل المسموع شفاهاً عن الإمامعليه‌السلام أو عمن سمعه منه أقل فوجود الحديث في الأصل المعتمد عليه بمجرده كان من موجبات الحكم بالصحة عند القدماء ...

هذه الميزة ترشحت إلى الأصول من قبل مزية شخصية توجد في مؤلفيها. تلك هي المثابرة الأكيدة على كيفية تأليفها والتحفظ على ما لا يتحفظ عليه غيرهم من المؤلفين وبذلك صاروا ممدوحين من عند الأئمةعليهم‌السلام ولذا نعد قول أئمة الرجال في ترجمة أحدهم « أن له أصلاً » من ألفاظ المدح له ...

إن المزايا التي توجد في الأصول ومؤلفيها دَعَت أصحابنا إلى الاهتمام التام بشأنها

____________________

١. الغيبة: ص ٦١.

٢. الذريعة: ج ٢ ص ١٥٢.

٣٣

قراءةً وروايةً وحفظاً وتصحيحاً، والعناية الزائدة بها وتفضيلها على غيرها من المصنفات. ويرشدنا إلى ذلك تخصيصهم الأصول بتصنيف فهرس خاص لها وإفرادهم مؤلفيها عن سائر الرواة والمصنفين بتدوين تراجمهم مستقلة ».(١)

ولذلك فإن كتاب سليم بما أنه أحد الأصول الأربعمائة بل أقدمها ومن أهمها، كانت تعتبر من أوثق المصادر لدى علمائنا منذ العصور الأولى.

كلمة سليم عن كتابه

نص المؤلف في مفتتح كتابه على الدقة والإتقان اللذَين استعملهما في تدوين كتابه  قائلاً:

إن عندي كتباً(٢) سمعتها عن الثقات وكتبتها بيدي، فيها أحاديث لا أحب أن تظهر للناس، لأن الناس ينكرونها ويعظمونها، وهي حق أخذتها من أهل الحق والفقه والصدق والبر، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود. وليس منها حديث أسمعه من أحدهم إلا سألت عنه الآخر حتى اجتمعوا عليه جميعاً، وأشياء بعد سمعتها من غيرهم من أهل الحق ...

نصوص كلمات العلماء في توثيق الكتاب

أورد هنا النصوص الصادرة عن العلماء في صحة كتاب سليم على ترتيب تاريخ وفياتهم:

١. عمر بن أبي سلمة المتوفى ٨٣ ق: « ما فيه حديث إلا وقد سمعته من عليعليه‌السلام ومن سلمان وأبي ذر ومن المقداد ».(٣)

____________________

١. الذريعة: ج ٢ ص ١٢٨ - ١٢٥.

٢. أي مكتوبات، لا بمعنى مؤلفات متعددة.

٣. راجع مفتتح كتاب سليم.

٣٤

٢. أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني المتوفى ١٠٠ ق: « ما فيه حديث إلا وقد سمعته من علي صلوات الله عليه ومن سلمان وأبي ذر ومن المقداد ».(١)

٣. المؤرخ المسعودي المتوفى ٣٤٦ ق: « والقطعية بالإمامة، الإثنا عشرية منهم، الذين أصلهم في حصر العدد ما ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه ».(٢)

٤. ابن النديم المتوفى ٣٨٠ ق: « أول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي ... وهو كتاب سليم بن قيس المشهور ».(٣)

أقول: يدل كلامه على شهرة الكتاب في تلك العصور كما يدل على ذلك كلام ابن الغضائري أيضاً حيث يقول: « وينسب إليه هذا الكتاب المشهور ».(٤)

٥. الشيخ النجاشي المتوفى ٤٥٠ ق: « ها أنا أذكر المتقدمين في التصنيف من سلفنا الصالح وهي أسماء قليلة ». ثم بدء بالطبقة الأولى وذكر منهم سليم، فقال: « سليم بن قيس الهلالي له كتاب، يكنى أبا صادق، أخبرني علي بن أحمد ».(٥)

٦. الشيخ الطوسي المتوفى ٤٦٥ ق: « سليم بن قيس الهلالي يكنى أبا صادق، له كتابٌ أخبرنا به ابن أبي جيد ».(٦)

٧. الشيخ النعماني المتوفى ٤٦٢ ق: « ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمةعليهم‌السلام خلافٌ في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيتعليهم‌السلام وأقدمها لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وسمع منهما. وهو من الأصول التي ترجع الشيعة

____________________

١. راجع مفتتح كتاب سليم.

٢. التنبيه والأشراف: ص ١٩٨.

٣. الفهرست لابن النديم: ص ٢٧٥، الفن الخامس من المقالة السادسة.

٤. خلاصة الأقوال للعلامة: ص ٨٣.

٥. رجال النجاشي: ص ٦.

٦. الفهرست للطوسي: ص ٨١ رقم ٣٣٦.

٣٥

إليها وتعول عليها ».(١)

٨. الحافظ ابن شهر آشوب المتوفى ٥٨٨ ق: « سليم بن قيس الهلالي صاحب الأحاديث، له كتاب ».(٢)

٩. السيد أحمد بن موسى آل طاووس المتوفى ٦٧٧ ق: « تضمن الكتاب ما يشهد بشكره وصحة كتابه ».(٣)

١٠. العلامة محمد تقي المجلسي المتوفى ١٠٧٠ ق: « إن الشيخين الأعظمين حكما بصحة كتابه، مع أن متن كتابه دال على صحته ». وقال فيما حكي عنه: « كفى باعتماد الصدوقين - الكليني والصدوق ابن بابويه - عليه وهذا الأصل عندي ومتنه دليل صحته ».(٤)

١١. المولى عبد الله البشروئي التوني المتوفى ١٠٧١: « إن أحاديث الكتب الأربعة ... مأخوذة من أصول وكتب معتمدة معول عليها، كان مدار العمل عليها عند الشيعة وكان عدة من الأئمةعليهم‌السلام عالِمين بأن شيعتهم يعملون بها في الأقطار والأمصار، وكان مدار مقابلة الحديث وسماعه في زمن العسكريينعليهما‌السلام بل بعد زمان الصادقعليه‌السلام على هذه الكتب، ولم ينكر أحد من الأئمةعليهم‌السلام على أحد من الشيعة في ذلك بل قد عرض عليهم عدة من الكتب ككتاب الحلبي وكتاب حريز وكتاب سليم بن قيس الهلالي ».(٥)

١٢. الشيخ الحر العاملي المتوفى ١١٠٤ ق: « الفائدة الرابعة في ذكر الكتب المعتمدة التي نقلت منها أحاديث هذا الكتاب وشهد بصحتها مؤلفوها وغيرهم وقامت القرائن على ثبوتها وتواترت عن مؤلفيها أو علمت صحة نسبتها إليهم بحيث لم يبق فيها شك ولا ريب كوجودها بخط أكابر العلماء وتكرر ذكرها في مصنفاتهموشهادتهم بنسبتها وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة أو نقلها بخبر واحد

____________________

١. الغيبة: ص ٦١.

٢. معالم العلماء: ص ٥٨ رقم ٣٩٠.

٣. التحرير الطاووسي: ص ١٣٦ رقم ١٧٥. ونقله عنه في تنقيح المقال: ج ٢ ص ٥٢.

٤. روضة المتقين: ج ١٤ ص ٣٧٢. تنقيح المقال: ج ٢ ص ٥٣.

٥. الوافية: ص ٢٧٧.

٣٦

محفوف بالقرينة وغير ذلك ». ثم عد تلك الكتب إلى أن قال: « وكتاب سليم بن قيس الهلالي ».(١)

١٣. العلامة التفريشي: « والصدق مبين في وجه أحاديث هذا الكتاب من أوله إلى آخره ».(٢)

١٤. السيد هاشم البحراني المتوفى ١١٠٧ ق: « وهو (أي كتاب سليم) كتاب مشهور معتمد نقل عنه المصنفون في كتبهم ».(٣)

١٥. العلامة محمد باقر المجلسي المتوفى ١١١١ ق، قد أورد جميع كتاب سليم متفرقاً في أجزاء بحار الأنوار وعده من مصادره في مقدمة البحار وقال: « كتاب سليم بن قيس الهلالي في غاية الاشتهار والحق أنه من الأصول المعتبرة ». وقال مثل ذلك تلميذه العلامة الشيخ عبد الله البحراني في « عوالم العلوم ».(٤)

وقال في موضع آخر: « كتاب معروف بين المحدثين اعتمد عليه الكليني والصدوق وغيرهما من القدماء، وأكثر أخباره مطابقة لما روي بالأسانيد الصحيحة في الأصول المعتبرة ». وقال مثل ذلك الشيخ يوسف البحراني في الدرر النجفية.(٥)

١٦. المولى حيدر علي الشيرواني: « وبذلك يعلم صحة كتاب سليم بن قيس الهلالي فإنه ورد من طرق عديدة حسنة وصحيحة عن ثقات أصحاب الأئمةعليهم‌السلام وأجلائهم كعمر بن أذينة و الرواية كثيراً في أمور شتى ومهمات، فكيف يتصور خفاء ذلك على الأئمةعليهم‌السلام أو إغضائهم عن ذلك وترك النهي عنه وعن اعتقاد صحته وروايته ».(٦)

____________________

١. وسائل الشيعة: ج ٢٠ ص ٣٦ و ٤٢.

٢. نقد الرجال: ج ٢ ص ٣٥٥ رقم ٢٣٨٧.

٣. غاية المرام. ص ٥٤٦، الباب ٥٤ من فصل فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٤. بحار الأنوار: ج ١ ص ٣٢. عوالم العلوم (ج ١ ص ١٧) مخطوطة في مكتبة آية الله المرعشي بقم.

٥. بحار الأنوار، الطبعة القديمة: ج ٨ ص ١٩٨. الدرر النجفية: ص ٢٨١.

٦. رسالة في استنباط الأحكام في زمن الغيبة، مخطوط توجد نسخة منه في مكتبة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي حيدر بقم، والكلام المنقول يوجد في أواخر الكتاب.

٣٧

١٧. العلامة المير حامد حسين الهندي: « كتاب سليم بن قيس الذي يمكننا أن نقول في حقه أنه أقدم وأفضل من جميع كتب الإمامية الحديثية كما اعترف المجلسي بذلك في مجلد الفتن من البحار ».(١) وقال: « أكثر روايات كتاب سليم معاضدة بروايات صحيحة وأحاديث معتمدة ».(٢)

١٨. العلامة الخوانساري المتوفى ١٣١٣ ق: « أما كتابه المشار إليه فهو أول ما صنف ودون في الإسلام وجمع فيه الأخبار كما في البال ».(٣)

١٩. المحدث النوري المتوفى ١٣٢٠ ق: « كتابه من الأصول المعروفة وللأصحاب إليه طرق كثيرة ».(٤) وقال: « إنه كتاب مشهور معروف نقل عنه أجلة المحدثين ».(٥)

٢٠. المولى محمد هاشم الخراساني المتوفى ١٣٥٢ ق: « كتاب سليم بن قيس الذي ودعه إلى أبان بن أبي عياش معروف ».(٦)

٢١. المحدث القمي المتوفى ١٣٥٩ ق: « هو أول كتاب ظهر للشيعة معروف بين المحدثين، اعتمد عليه الشيخ الكليني والصدوق وغيرهما من القدماء رضوان الله عليهم ».(٧)

٢٢. العلامة المامقاني، قال بعد إيراد ما يؤيد جلالة الكتاب: « إن كتاب سليم بن قيس في غاية الاعتبار ». وقال في موضع آخر: «كتابه صحيح».(٨)

٢٣. المحقق السيد حسين البروجردي المتوفى ١٢٨٣ ق:

سليم بن قيس الهلالي

«صه» ثقةٌ من أولياء الآل

«طق»، «ضف» كتابه من الأصول

عنه روى أجلة الفحول(٩)

____________________

١. عبقات الأنوار: ج ٢ ص ٦١.

٢. استقصاء الإفحام: ج ١ ص ٥٧٩.

٣. روضات الجنات: ج ٤ ص ٦٧.

٤. مستدرك الوسائل: ج ٣ ص ٧٣٣، الفائدة السادسة.

٥. نفس الرحمن في فضائل سلمان: ص ٥٦.

٦. منتخب التواريخ: ص ٢١٠.

٧. الكنى والألقاب: ج ٣ ص ٢٤٣.

٨. تنقيح المقال: ج ٢ ص ٥٢ و ٥٤.

٩. نخبة المقال: ص ٥٠.

٣٨

٢٤. العلامة الخياباني: « كتابه معروف وهو من الأصول الأربعمائة المشهورة وهو أول كتاب ظهر في الشيعة واعتمد عليه الصدوق والكليني وغيرهما من أكابر المحدثين اعتماداً تاماً ».(١)

٢٥. العلامة الطهراني: « أصل سليم بن قيس الهلالي وهو من الأصول القليلة التي أشرنا إلى أنها ألفت قبل عصر الصادقعليه‌السلام ». وقال في موضع آخر: « كتاب سليم هذا من الأصول الشهيرة عند الخاصة والعامة ».(٢)

٢٦. العلامة السيد حسن الصدر المتوفى ١٣٥٤ ق: « له (أي لسليم) كتاب جليل عظيم روى فيه عن عليعليه‌السلام وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد وعمار بن ياسر وجماعة من كبار الصحابة ».(٣)

٢٧. العلامة السيد أحمد الصفائي الخوانساري المتوفى ١٣٥٩ ق: « إن كتابه من أكبر الأصول القديمة والمحكوم بالصحة والمعروض على الأئمةعليهم‌السلام فحكموا بصحته وصحة أحاديثه ».(٤)

٢٨. العلامة الأميني: « كتاب سليم من الأصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة المعتمد عليها عند محدثي الفريقين وحملة التاريخ وحول الكتاب كلمات درية أفردناها في رسالة، وإنما ذكرنا هذا الإجمال لتعلم أن التعويل على الكتاب مما تسالم عليه الفريقان وهو الذي حدانا إلى النقل عنه في كتابنا هذا ».(٥)

٢٩. العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم، قال بعد ما أورد كلمات بعض الأعاظم حول الكتاب: « قد حقق هؤلاء الأعاظم صحة نسبة الكتاب إلى سليم وأنه معتبر غاية الاعتبار وأخباره صحيحة موثوق بها فإذاً الكتاب لا شبهة فيه ولا ريب يعتريه ».(٦)

____________________

١. ريحانة الأدب: ج ٦ ص ٣٦٩.

٢. الذريعة: ج ٢ ص ١٥٢ و ١٥٣.

٣. الشيعة وفنون الإسلام: ص ٦٨.

٤. كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار: ج ٢ ص ١٣٠.

٥. الغدير: ج ١ ص ١٩٥، الهامش.

٦. كتاب سليم المطبوع في النجف: ص ١٥.

٣٩

٣٠. العلامة المرعشي النجفي المتوفى ١٤١١ ق: « هو من أقدم الكتب عند الشيعة وأصحها بل حكم بعض العامة بصحته أيضاً ». وقال: « هو كتابٌ معروف مطبوع منتشر في الأقطار معتمد عليه عند أصحابنا وأكثر القوم (أي العامة)، ممدوح من ساداتنا الأئمة المعصومينعليهم‌السلام ».(١)

هذا نزرٌ من شهادات الأعلام المحققين رحمهم الله باعتبار هذا الكتاب وصحة نسبته إلى مؤلفه. واقتصرنا هنا على إيراد الصريح من كلامهم وإلا فلكثير من الأعاظم بحوث مفصلة في اعتبار الكتاب، ولكن لما لم يكن في كلماتهم كلمة موجزة نوردها بنصه نشير في ختام هذا الفصل إلى أسماء المصادر التي جاء فيها ذكر كتاب سليم.

مصادر ذكرت كتاب سليم

أسماء عدة من الأعاظم الذين لهم بحوث مفصلة في اعتبار الكتاب:

١. الشيخ الطوسي في الفهرست: ص ٨١.

٢. الشيخ النجاشي في الفهرست: ص ٦.

٣. الشيخ النعماني في الغيبة: ص ٦١.

٤. المسعودي في التنبيه والأشراف: ص ١٩٨.

٥. الشيخ حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر: ص ٤٠.

٦. ابن شهرآشوب في معالم العلماء: ص ٥٨.

٧. الشيخ الكشي في اختيار معرفة الرجال: ج ١ ص ٣٢١.

٨. السيد أحمد بن طاووس في التحرير الطاووسي: ص ١٣٦.

٩. العلامة الحلي في خلاصة الأقوال: ص ٨٣.

١٠. المحقق الداماد في الرواشح السماوية: ص ٩٨، الراشحة ٢٩.

١١. العلامة المجلسي الأول في روضة المتقين: ج ١٤ ص ٣٧١.

____________________

١. إحقاق الحق: ج ١ ص ٥٥، الهامش، و ج ٢ ص ٤٢١، الهامش.

٤٠