مستدرك الوسائل خاتمة 3 الجزء ٢١

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 575
مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 575
[من هنا تبدأ طرق المحقق الحلي]
يروي(١) عن جماعة من المشايخ العظام ، وفقهاء أهل البيتعليهمالسلام :
الأول : والده الشيخ حسن. في الأمل : كان فاضلا ، عظيم الشأن(٢) .
عن والده : الشيخ أبي زكريا يحيى الأكبر بن الحسن بن سعيد الحلّي.
في الأمل : كان عالما محققا(٣) :
وفي الرياض : كان من أكابر الفقهاء في عصره ، وقد نقل الشهيد في شرح الإرشاد في بحث قضاء الصلوات الفائتة عنه القول بالتوسعة ، قال : ومن المتأخرين القائلين بالتوسعة قطب الدين الراوندي ، ونصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي ، وسديد الدين محمود الحمصي ، والشيخ يحيى بن سعيد ـ جد
__________________
(١) اي الشيخ أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذليّ الحلّي ، الملقب : بالمحقق على الإطلاق كما تقدم.
(٢) أمل الآمل ٢ : ٨٠ / ٢٢٣.
(٣) أمل الآمل ٢ : ٣٤٥ / ١٠٦٦.
الشيخين(١) نجم الدين ونجيب الدين ـ نقله عنه يحيى ـ يعني صاحب الجامع في مسألته في هذا المقام(٢) .
عن الشيخ الفقيه أبي محمّد عربي بن مسافر العبادي.
في المنتجب : فقيه صالح بالحلّة(٣) .
وفي مزار محمّد بن المشهدي : حدثنا الشيخ الأجل ، الفقيه العالم ، أبو محمّد عربي بن مسافر ، قراءة عليه بداره بالحلّة السيفيّة ، في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة(٤) . إلى آخره.
وفي الرياض : شيخ جليل كبير من أصحابنا رضي الله عنهم(٥) .
وفي الأمل : فاضل جليل ، فقيه عالم ، يروي عن تلامذة الشيخ أبي علي الطوسي كالياس بن هاشم وغيره ، يروي الصحيفة الكاملة عن بهاء الشرف بالسند المذكور في أوّلها(٦) .
وقال الشيخ البهائي في حاشية أربعينه : العبادي ـ بفتح العين المهملة ـ منسوب إلى عبادة ، اسم قبيلة(٧) .
وهذا الشيخ يروي عن جماعة.
(أ) ـ الشيخ الجليل عماد الدين الطبري ، صاحب بشارة المصطفى ،
__________________
(١) في المخطوط والحجريّة : الشيخ ، وما أثبتناه من غاية المراد والرياض.
(٢) غاية المراد ونكت الإرشاد : ١٦ ، رياض العلماء ٥ : ٣٤٣.
(٣) فهرس منتجب الدين : ١٣٦ / ٣٠٤.
(٤) مزار المشهدي : ٨٢٠.
(٥) رياض العلماء ٣ : ٣١٠.
(٦) أمل الآمل ٢ : ١٦٩ / ٥٠١.
(٧) أربعين البهائي : لم نعثر عليه فيه.
ويأتي في مشايخ السيد محيي الدين بن زهرة(١) .
(ب ) ـ الشيخ الأمين حسين بن طحال ، ويأتي في مشايخ ابن نما(٢) .
(ج ) ـ الشيخ الفقيه الجليل أبو عبد الله الحسين ابن الشيخ جمال الدين هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي ، كان من أكابر مشايخ أصحابنا.
عن الشيخ الأجل أبي علي ابن شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسيرحمهالله .
(د ) ـ الشيخ أبي محمّد إلياس(٣) بن محمّد بن هشام الحائري ، العالم ، الفاضل ، الجليل.
عن الشيخ أبي علي الطوسي.
الثاني : السيد الامام العالم النحرير المعظّم ، محيي(٤) الملّة والدين ، أبو حامد نجم الإسلام محمّد بن أبي القاسم عبد الله بن علي بن زهرة الحلبي ، صاحب كتاب الأربعين ، الذي ألّفه في حقوق الإخوان ، ومنه نقل الشهيد الثاني في رسالة كشف الريبة رسالة الصادقعليهالسلام إلى النجاشي والي
__________________
(١) يأتي في صفحة : ١٣.
(٢) يأتي في صفحة : ١٩.
(٣) لم يذكر للشيخ عربي بن مسافر من المشايخ في المشجرة سوى الأخير ، فراجع.
(٤) ذكره في المشجرة باسم : السيد محيي الدين الحسيني صاحب الأربعين. وذكر له ثلاثة مشايخ وهم :
١ ـ ابن حمزة.
٢ ـ ابن شهرآشوب.
٣ ـ ابن البطريق.
وهنا أضاف ثلاثة آخرين.
الأهواز(١) وعندنا نسخة منه بخط الشيخ الجباعي ، نقله عن خط الشهيدرحمهالله وكانت امّه بنت الشيخ الفقيه محمّد بن إدريس(٢) ، كما صرّح هو في بعض إجازاته :
يروي عن جماعة :
أ ـ رشيد الدين بن(٣) شهرآشوب المازندراني ، الآتي ذكر اسمه الشريف إن شاء تعالى(٤) .
ب ـ عمّه الأكرم ، السيد عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي ، الفقيه الجليل المعروف ، صاحب الغنية وغيرها ، المتولّد في الشهر المبارك سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، المتوفى سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، هو وأبوه وجدّه وأخوه وابن أخيه من أكابر فقهائنا ، وبيتهم بيت جليل بحلب.
قال في القاموس : وبنو زهرة شيعة بحلب(٥) .
ونقل القاضي في المجالس عن تاريخ ابن كثير الشامي ، أنّ في سنة سبع وخمسمائة(٦) لمّا فرغ الملك صلاح الدين أيوب من مهمّ ولاية مصر ، واطمأن من
__________________
(١) كشف الريبة : ١٢٢ ـ ١٣١.
(٢) هنا حاشية لشيخنا الطهراني :
نقل عن خط ابن إدريس أنّه بلغ الحلم سنة ٥٥٨ ، وذكر السيد محيي الدين أنّه قرأ على عمّه حمزة بن زهرة سنة ٥٨٤ ـ قبل بلوغه العشرين ـ فكيف تكون أمّه بنت ابن إدريس؟ ولعلّ ما يأتي على ظهر الصفحة ، في السطر الثالث [ ] من ضمير هو راجع إلى المفيد.
(٣) رواية كل منهما عن الأخر بنحو التدبيج كما يظهر من المشجرة.
(٤) يأتي في صفحة : ٥٧.
(٥) القاموس المحيط ٢ : ٤٣.
(٦) حاشية أخرى للشيخ الطهراني :
ولم يفطن واحد منهم إلى أن ولادة صلاح الدين الأيوبي كانت سنة ٥٣٢ ، ولكن الخطأ نشأ من التاريخ ، فإنّ ابن كثير ذكر هذا في حوادث سنة ٥٧٠ لا سنة ٥٠٧ ، راجع التفاصيل في البداية والنهاية : ١٢ / ٢٨٩ ، ولكنه ذكر فيه : وان تكون عقودهم وانكحتهم إلى الشريف أبي
أمره ، توجّه إلى أخذ بلاد الشام ، وجاء منها إلى حلب ، ونزل بظاهر حلب ، واضطرب والي حلب من ذلك ، فطلب أهل حلب إلى ميدان العراق ، وأظهر لهم المودّة والملاءمة ، وبكى بكاء شديدا ، ورغّبهم في حرب صلاح الدين ، فعاهده جميعهم في ذلك ، وشرط عليه الروافض أمورا ، منها : إعادة حيّ على خير العمل في الأذان ، ومنها : أن يفوّض عقودهم وأنكحتهم إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الذي كان مقتدى شيعة حلب. فقبل ذلك الوالي جميع تلك الشروط(١) انتهى.
وأنت خبير بأن ولادة السيد بعد هذا التاريخ بأربع سنين ، وقد نقل في الرياض تاريخ الولادة والوفاة عن كتاب نظام الأقوال للفاضل نظام الدين التفريشي ، ثم نقل ترجمة السيد عن الأمل(٢) ، إلى أن نقل عن القاضي ما
__________________
طاهر بن أبي المكارم حمزة بن زاهر ، والظاهر ان هذا أيضا خطأ فإن في سنة ٥٧٠ منتهى زعامة أبي المكارم ابن زهرة وعظمته ، فكيف يطلبون أن تكون أنكحتهم إلى أبي طاهر في حياة أبيه أبي المكارم؟! فالظاهر إنّ كلمة (أبي طاهر بن) زائدة كما ان زاهر مصحف زهرة ، وتاريخ ابن كثير كثير الخطأ المطبعي ، وانّ الأصل الصحيح هكذا :
إلى الشريف الطاهر أبي المكارم فكلمة أبي وابن قبل الطاهر وبعده زائدة ، ليس لأبي المكارم ابن يكنى أبا طاهر ، وقد وقع لأهل حلب نظير ذلك من قبل ، أي : في عام ٥٥٢ ، حيث اشتدّ المرض بالملك العادل نور الدين فاستخلف أخاه نصرة الدين وأوصاه أن يقيم بحلب ، وأسد الدين شيركوه في دمشق ، فتوجه نصرة الدين إلى حلب ، وأغلق والي القلعة الأبواب في وجهه كما في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ، قال في صفحة : ٣٤٩ : فثارت أجداث حلب وقالوا : هذا صاحبنا وملكنا بعد أخيه ، وزحفوا في السلاح إلى باب البلد فكسروا أغلاقه ودخل نصرة الدين وأصحابه. واقترحوا على نصرة الدين اقتراحات من جملتها : إعادة رسمهم في التأذن بحي على خير العمل محمد وعلي خير البشر ، فأجابهم إلى ما رغبوا فيه وأحسن القول لهم والوعد. آقا بزرك الطهراني.
(١) البداية والنهاية ٦ : ٢٨٩ ، مجالس المؤمنين ١ : ٥٠٧.
(٢) أمل الآمل ٢ : ١٠٥ / ٢٩٣.
نقلناه(١) ، ولم يتعرّض لهذا التناقض. وأعجب منه ما في الروضات ، فإنه نقل ما في النظام ، وأعقبه بلا فصل ما في تاريخ ابن كثير(٢) ، ولم يتفطن للمناقضة.
وبالجملة فلا يبعد أن يكون التوهّم من ابن كثير ، وأنّ المقتدى للشيعة والد السيّد.
١ ـعن أبي منصور السيد الجليل محمّد بن الحسن بن منصور النقاش.
في الأمل : فاضل صالح ، فقيه(٣) .
ووصفه صاحب المعالم في إجازته بقوله : السيد الكبير أبي منصور(٤) .
عن أبي عليّ ابن شيخ الطائفة.
ويروي السيد أبو المكارم(٥) أيضا :
٢ ـ عن الشيخ العفيف الزاهد القارئ أبي علي الحسن بن الحسين ، المعروف بابن الحاجب الحلبي.
عن الشيخ الجليل أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي سهل الزينوآبادي ، بمشهد أمير المؤمنينعليهالسلام .
عن الشيخ الفقيه رشيد الدين علي بن زيرك القمّي.
والسيد العالم أبي هاشم المجتبى بن حمزة بن زهرة بن زيد الحسيني.
__________________
(١) رياض العلماء ٢ : ٢٠٦.
(٢) روضات الجنات ٢ : ٢٧٦ / ٢٢٥.
(٣) أمل الآمل ٢ : ٢٦٠ / ٧٦٧.
(٤) بحار الأنوار ١٠٩ : ٣٩.
(٥) لم يذكر للسيد أبي المكارم بن زهرة في المشجرة سوى شيخين هما :
١ ـ السيد محمد بن الحسن النقاش.
٢ ـ محمد بن إدريس الآتي.
ولم يتعرض للأخيرين ولا لطرقهما ، فلاحظ.
عن المفيد عبد الجبّار الرازي ، الآتي(١) .
ويروي أيضا(٢) :
٣ ـ عن الفقيه أبي عبد الله الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري.
عن الشيخ العالم أبي الفتوح الآتي ذكره(٣) .
ويروي السيد أيضا(٤) :
٤ ـ عن الجليل والده علي بن زهرة.
هذا ، وقال شيخنا الحرّ في الأمل ـ بعد ترجمة السيد وعدّ مؤلفاته ما لفظه ـ.
رواها عنه ابن أخيه السيد محي الدين محمّد وغيره ، ويروي عنه أيضا شاذان ابن جبرئيل ، ومحمّد بن إدريس ، وغيرهما(٥) . انتهى.
وفي الرياض ـ بعد نقل ما في الأمل ـ : ولعلّ في رواية شاذان بن جبرئيل وابن إدريس عنه نظرا ، فلاحظ(٦) .
وفي الروضات : وتأمّل أيضا ـ يعني صاحب الرياض ـ في رواية ابن إدريس عنه ، وكان النظر منه في تأمّله هذا ما لعلّه وجده في كتاب المزارعة من السرائر بهذه الصورة(٧) . ثم نقل العبارة ، وفيها : انه أورد على السيد فتوى له في الغنية ، وأنه كتبه إليه ، وأن السيد اعتذر بأعذار غير واضحة ، وأبان أنه ثقل عليه. إلى آخر ما لعلّه يأتي في ترجمته(٨) .
__________________
(١) يأتي في صفحة : ١١٦.
(٢) السيد أبي المكارم بن زهرة.
(٣) يأتي في صفحة : ٧٢.
(٤) السيد أبي المكارم بن زهرة.
(٥) أمل الآمل ٢ : ١٠٦ / ٢٩٣.
(٦) رياض العلماء ٢ : ٢٠٨.
(٧) روضات الجنات ٢ : ٣٧٥.
(٨) يأتي في صفحة : ٤٢.
قال : وأنت خبير بأنّ هذه الكيفية إن لم تؤكد عقد الرواية بينهما ـ كما هي من دأب السلف الصالحين بمحض ملاقاتهم القرناء ـ لا تنافي ذلك بوجه من الوجوه ـ وتشنيعات ابن إدريس على جدّه الامجد ، الذي هو شيخ الطائفة ، أكثر منها على هذا الرجل بكثير ، فليعتذر عنه فيها ، ويحمل الأمر على الصحة من الشخص الكبير(١) . انتهى.
ولا يخفى أنه لا ربط لما ذكره ، لنظر صاحب الرياض وتأمّله ، كيف وقد قرن معه شاذان ، ولم يكن بينهما ما توهمه السبب لعدم رواية ابن إدريس عن أبي المكارم.
ج ـ والده أبو القاسم [بن](٢) علي صاحب المؤلفات الكثيرة.
عن أخيه أبي المكارم ابن زهرة.
د ـ الفقيه ابن إدريس صاحب السرائر.
قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة : حكى الشيخ نجيب الدين يحيى ابن سعيد ـ في الإجازة التي تكرر الحديث عنها ـ عن السيد محيي الدين ابن زهرة أنه قال : أخبرني بكتاب الرسالة المقنعة للشيخ المفيد ـ إجازة ـ الفقيه فخر الدين أبو عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي العجلي ، وهو جدّي لأمي(٣) . إلى آخره.
ويأتي ذكر طرق ابن إدريس إن شاء الله تعالى(٤) .
ه ـ الشريف الفقيه عزّ الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن بن علي الحسيني العلوي البغدادي. في الأمل : كان من فضلاء عصره(٥) .
__________________
(١) روضات الجنات ٢ : ٣٧٦.
(٢) سقطت كلمة (بن) من المخطوطة والحجرية ، إذ هو : أبو القاسم عبد الله بن علي كما سلف.
(٣) انظر بحار الأنوار ١٠٩ : ٤١.
(٤) تأتي في الصفحة : ٤٦.
(٥) أمل الآمل ٢ : ٢٦٠ / ٧٦٤.
عن الشيخ الفقيه قطب الدين الراوندي.
و ـ الشيخ الأجل شمس الدين أبو الحسين أو أبو زكريا ـ كما في إجازة العلامة(١) ـ يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي محمد بن بطريق الحلي الأسدي ، مؤلف كتاب العمدة الذي جمع فيه ما في الصحاح الستّة ، وتفسير الثعلبي ، ومناقب ابن المغازلي من مناقب أمير المؤمنينعليهالسلام بحيث لم يغادر شيئا من ذلك ، ولم يذكر فيه شيئا من غيرها ، ولم يسبقه إلى هذا التأليف البديع أحد من أصحابنا. ومؤلف كتاب المستدرك بعد العمدة ، أخرج فيه قريبا من ستمائة حديث من كتب أخرى لهم عثر عليها بعد تأليف العمدة ، كالحلية لأبي نعيم ، والمغازي لابن إسحاق ، والفردوس لابن شيرويه الديلمي ، ومناقب الصحابة للسمعاني ، وغيرها. وغير ذلك من المؤلفات.
عن الشيخ الإمام عماد الدين أبي جعفر محمّد بن أبي القاسم علي بن محمّد بن علي الطبري الآملي الكجي ، العالم الجليل ، الفقيه النبيل ، صاحب كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، صلوات الله عليهما ، في أربعة أجزاء ، على ما عثرنا على نسخ عديدة منه بعضها عتيقة.
وفي الأمل : أنه سبعة عشرجزءا (٢) ، وهو غريب ، والظاهر أنّ نسخة العلامة المجلسي هي مثل التي عندنا. فما عثرنا على خبر أخرجه منها فقدناه ممّا عندنا. فالمظنون أنه من طغيان قلمه ، أو من أخذه عنه. وقد ذكر الجليل ابن شهرآشوب البشارة من مؤلفاته ، في المعالم(٣) ، ولم يتعرض لذلك.
وهذا الشيخ يروي عن جماعة :
__________________
(١) أنظر بحار الأنوار ١٠٧ : ٧٩.
(٢) أمل الآمل ٢ : ٢٣٤ / ٢٩٨.
(٣) معالم العلماء : ١١٩ / ٧٨٩.
أوّلها : الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسيرحمهالله .
ثانيها : شمس الدين أبي محمّد الحسن بن بابويه ، المعروف بحسكا ، كما تقدّم ذكره في مشايخ سبطه منتجب الدين(١) .
ثالثها : الشيخ الأمين أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد أمير المؤمنينعليهالسلام .
قال في المنتجب : فقيه صالح(٢) .
وفي الرياض ـ في ترجمة ابنه أبي طالب حمزة ، ما لفظه ـ : أبو طالب حمزة هذا ولد الشيخ أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة مولانا أمير المؤمنينعليهالسلام ، والراوي للصحيفة الكاملة السجادية ، وقد مرّ في ترجمة والده الشيخ محمّد بن أحمد المذكور ، أنه كان صهر الشيخ الطوسي على ابنته ، وأنه ولد له منها الشيخ أبو طالب هذا ، فكان الشيخ الطوسي جدّه الأمّي ، والشيخ أبو علي خاله(٣) . انتهى.
وله مشايخ عديدة على ما يظهر من البشارة :
١ ـ كالشيخ الجليل أبي جعفر الطوسي والد زوجته(٤) .
٢ ـ والشريف النقيب أبي الحسن زيد بن ناصر العلوي.
عن الشريف أبي عبد الله محمّد بن عبد الرحمن العلوي صاحب كتاب التعازي(٥) .
٣ ـ وكأبي يعلى حمزة بن محمّد بن يعقوب الدهان(٦) ـ في الرياض : كان من
__________________
(١) تقدّم في الجزء الثاني صفحة : ٤٣١.
(٢) فهرس منتجب الدين : ١٧٢ / ٤٢٠.
(٣) رياض العلماء ٢ : ٣١٢.
(٤) بشارة المصطفى : ٦٦.
(٥) بشارة المصطفى : ١٧.
(٦) بشارة المصطفى : ٢.
أكابر علمائنا ـ.
عن أبي الحسن محمّد بن أحمد الجواليقي.
عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد(١) .
٤ ـ وكالشيخ الفقيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد الدوريستي.
عن أبيه محمّد بن أحمد.
عن الصدوقرحمهالله .
٥ ـ وكالشيخ أبي الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن عامر بن علان المعدل. أو غير هؤلاء ممّا لا حاجة إلى نقله.
رابعها : الشيخ أبي البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقاء البصري ، الذي قرأ عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنينعليهالسلام سنة ٥١٦ ، بأسانيده الموجودة في البشارة(٢) .
خامسها : الشيخ الفقيه أبي النجم محمّد بن عبد الوهاب بن عيسى السمان ، في المنتجب : ورع فقيه(٣) .
سادسها : والده أبي القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه.
سابعها : أبي اليقظان [الشيخ] عمّار بن ياسر.
ثامنها : ولده : أبي القاسم سعد بن عمّار.
يروي هؤلاء الثلاثة عن : الشيخ الزاهد إبراهيم بن أبي نصر الجرجاني.
عن السيد الزاهد محمّد بن حمزة الحسيني المرعشيرحمهالله .
عن أبي عبد الله الحسين بن بابويه ، أخ الصدوقرحمهالله .
تاسعها : الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي ،
__________________
(١) رياض العلماء ٢ : ٢١٧.
(٢) بشارة المصطفى : ٤ و ٨ و ٢٤.
(٣) فهرس منتجب الدين : ١٦٠ / ٣٧٥.
الزيدي في النسب والمذهب.
عاشرها : أبي غالب سعيد بن محمّد الثقفي ، الكوفيان. كذا في البشارة ، وقال : اخبراني(١) بها سنة ٥٦٠(٢) .
١ ـ عن الشريف أبي عبد الله محمّد بن علي بن عبد الرحمن العلوي ، صاحب كتاب التعازي.
عن أبيه(٣) .
٢ ـ وعن عمر بن إبراهيم الكناني المقري.
٣ ـ وعن محمّد بن عبد الله الجعفي.
٤ ـ وعن أبي المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني.
٥ ـ وعن زيد بن جعفر بن محمّد بن صاحب(٤) .
٦ ـ وعن محمد بن الحسين السملي.
٧ ـ وعن جعفر بن محمّد الجعفري ، وغيرهم بأسانيدهم الموجودة في البشارة ، وفرحة الغري(٥) .
حادي عشرها : أبي محمّد الجبّار بن علي بن جعفر ـ المعروف بحدقة ـ الرازي ، قال في البشارة : أخبرني بها بقراءتي عليه سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
عن أبي محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيشابوري ، وهو عمّ الشيخ أبي الفتوح الرازي المفسّر ، الآتي في مشايخ ابن شهرآشوب(٦) .
__________________
(١) أي : التاسع والعاشر.
(٢) في المصدر : سنة ٥١٠ ، وهو اشتباه.
(٣) بشارة المصطفى : ٥٠.
(٤) في البشارة : ابن حاجب.
(٥) بشارة المصطفى : ٨٧ ، وفرحة الغري :
(٦) يأتي في صفحة : ٧٢.
ثاني عشرها : الشيخ الأديب أبي علي محمّد بن علي بن قرواش التميمي. قال في البشارة : وأخبرني بقراءتي عليه في المحرم ، سنة ست عشرة وخمسمائة ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهالسلام .
عن أبي الحسين محمّد بن محمّد النقاد الحميري(١) .
ثالث عشرها : الشيخ العالم محمّد بن علي بن عبد الصمد بن محمّد النيشابوري ، الآتي في مشايخ رشيد الدين بن شهرآشوب(٢) .
رابع عشرها : أبي طالب(٣) يحيى. قال في البشارة : حدثنا السيد الإمام الزاهد أبو طالب يحيى بن الحسن بن عبد الله الجواني الحسيني ، في داره بآمل ، لفظا منه ، في محرّم سنة تسع وخمسمائة.
قال : أخبرنا الشيخ أبو علي جامع بن أحمد الدهشاني ، بنيشابور ، في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسمائة.
قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس.
قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الثعالبي.
قال : أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السرّي الفروضي.
قال : حدثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد.
قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي(٤) . إلى آخر ما في صحيفة الرضاعليهالسلام .
__________________
(١) بشارة المصطفى : ٥١.
(٢) يأتي في صفحة : ٦٤.
(٣) أقول : لم يذكر في المشجرة للطبري من المشايخ سوى أربعة وهم الأول والثاني ممّن ذكرهم هنا ، أمّا الآخران فهم :
١ ـ قوام الدين محمد بن محمد البحراني.
٢ ـ شاذان بن جبريل القمي صاحب إزاحة العلّة.
(٤) بشارة المصطفى : ١٣١.
وهذا سنة آخر غير الأسانيد التي ذكرناها في الفائدة السابقة(١) .
الثالث : من مشايخ نجم الدين المحقق ، شيخ الفقهاء في عصره نجيب الدين أبو إبراهيم أو أبو جعفر ـ كما في إجازة الشهيد لابن الخازن ـ محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الحلي الربعي ، المعروف بابن نما ، على الإطلاق.
وفي إجازة الشهيد الثاني : وعن الجماعة(٢) كلّهم رضوان الله تعالى عليهم ، جميع مصنّفات ومرويّات الشيخ الإمام العلامة نجيب الدين(٣) . إلى آخره.
وفي إجازة ولده : ذكر الشيخ محمّد بن صالح القسيني في إجازته للشيخ نجم الدين بن طمان ، بعد أن ذكر أنه قرأ عليه كتاب النهاية للشيخ أبي جعفررضياللهعنه : وقد أذنت له في روايته عنّي عن شيخي الفقيه السعيد المعظّم شيخ الطائفة ورئيسها غير مدافع ، نجيب الدين أبي إبراهيم محمّد بن جعفر(٤) . إلى آخره.
وهذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة :
(أ) ـ برهان الدين محمّد بن محمّد القزويني ، المتقدم ذكره(٥) .
(ب) ـ والده جعفر بن نما.
١ ـ عن الفقيه ابن إدريس ، ويأتي(٦) .
__________________
(١) تقدم في الجزء الأول. صفحة : ٢١٧ وما بعدها.
(٢) وهم ستة من مشايخ العلاّمة كابني طاوس والمحقّق وابن عمّه. (منهقدسسره )
(٣) انظر بحار الأنوار ١٠٨ : ١٥٧.
(٤) انظر بحار الأنوار ١٠٩ : ٣٦.
(٥) تقدّم في الجزء الثاني في صفحة : ٤٢٨.
(٦) يأتي في صفحة : ٤٠.
٢ ـ وعن الحسين بن رطبة ، وقد مرّ(١) .
٣ ـ وعن أبيه الجليل : هبة الله بن نما ، الموصوف في كثير من الأسانيد بالرئيس العفيف.
وفي مزار الشيخ محمّد بن المشهدي : أخبرني الشيخ الفقيه العالم ، أبو البقاء هبة الله بن نما(٢) .
وفي الأمل : فاضل صالح(٣) .
وفي الرياض : فاضل ، عالم ، فقيه جليل(٤) .
عن الشيخين الجليلين : أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي.
وإلياس بن هشام(٥) .
عن أبي علي بن شيخ الطائفة.
(ج) ـ الشيخ الجليل السعيد(٦) المتبحر أبو عبد الله محمّد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري المعروف بمحمّد بن المشهدي ، وابن المشهدي ، مؤلف المزار المشهور الذي اعتمد عليه أصحابنا الأبرار الملقّب : بالمزار الكبير ـ في بحار الأنوار ـ وقد مرّ في الفائدة السابقة(٧) بعض ما يتعلق
__________________
(١) تقدّم في صفحة : ٧.
(٢) المزار الكبير : ٦٢٥.
(٣) أمل الآمل ٢ : ٣٤٣ / ١٠٦٢.
(٤) رياض العلماء ٥ : ٣١٦.
(٥) الأول موجود في المشجرة دون هذا.
(٦) لم يذكر في المشجرة للشيخ ابن نما من المشايخ إلاّ ثلاثة ، الأوّلان والفقيه ابن إدريس الحلّي ولم يذكره هنا ، وما ذكره من المشايخ من ابن المشهدي وغيره لم يتعرض لهم في المشجرة ولا لطرقهم ، فراجع.
(٧) تقدم في الجزء الأول صفحة : ٣٥٨.
به وبكتابه هذا ، وله أيضا كتاب بغية الطالب ، وإيضاح المناسك ، وكتاب المصباح ، أشار إليهما في مزاره(١) .
يروي عن جماعة من الأعلام ، صرّح ببعضها المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة ، وببعضها هو بنفسه في مزاره.
أوّلهم : شمس الدين يحيى ابن البطريق ، وقد مرّ(٢) .
ثانيهم : عزّ الدين السيد بن زهرة ، وقد سبق(٣) .
ثالثهم : مهذب الدين الحسين بن ردة ، الذي مرّ ذكره في مشايخ والد العلاّمة(٤) .
رابعهم : سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمّي ، الآتي في مشايخ السيد فخار(٥) .
خامسهم : أبو البقاء هبة الله بن نما ، وقد تقدم(٦) .
سادسهم : أبو عبد الله الحسين بن جمال الدين هبة الله بن الحسين ابن رطبة السوراوي ، الفقيه الجليل ، الموصوف في الإجازات بكلّ جميل.
قال صاحب المعالم : وذكر الشيخ نجم الدين ابن نما في إجازته : إنه يروي جميع كتب الشيخ بالإجازة عن والده ، عن الشيخ محمّد بن جعفر المشهدي ، عن الشيخين الجليلين أبي عبد الله الحسين بن هبة الله بن رطبة ، وأبي البقاء هبة الله بن نما. فابن رطبة يرويها عن الشيخ أبي علي عن والده
__________________
(١) المزار الكبير : ١١٩ ـ ١٢٠.
(٢) تقدّم في صفحة : ١٣.
(٣) تقدّم في صفحة : ٨.
(٤) تقدم في الجزء الثاني صفحة : ٤١٩.
(٥) يأتي في صفحة : ٣٣.
(٦) تقدم في صفحة : ١٩.
وأبو البقاء يرويها عن الحسين بن طحال عن أبي علي عن والده(١) .
سابعهم : الشيخ الأمير الزاهد أبو الحسين ـ ويقال : أبو الحسن ـ ورّام بن أبي فراس ورّام بن حمدان بن عيسى بن أبي نجم بن ورّام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك بن الحارث الأشتر النخعي. العالم الفقيه الجليل ، المحدث المعروف ، صاحب كتاب تنبيه الخاطر ، الملقّب بمجموعة ورّام المذكور في الإجازات الذي خلط فيه أخبار الإمامية بآثار المخالفين ، ومواعظ الخلفاء الراشدينعليهمالسلام بملفقات المنافقين ، وأكثر فيه النقل عن حسن ـ وهو سامريّ هذه الأمّة ـ ابن أبي الحسن البصري ، حتى ظنّ جمّ من ناسخيه أنه المجتبى الزكي ، أو أبو محمد العسكري صلوات الله عليهما.
وفي المنتجب : عالم فقيه صالح ، شاهدته بحلّة ، ووافق الخبر الخبر(٢) . توفي ثاني محرّم سنة ٦٠٥ على ما ضبطه ابن الأثير في الكامل في وقائع السّنة المذكورة.
قال : توفي أبو الحسين ورّام بن أبي فراس الزاهد بالحلّة السيفيّة ، وهو منها ، وكان صالحا(٣) .
وقال الشهيدرحمهالله في شرح الإرشاد : ومن الناصرين للقول بالمضايقة الشيخ الزاهد أبو الحسن ورّام بن أبي فراسرضياللهعنه فإنه صنّف فيها مسألة حسنة الفوائد ، جيّدة المقاصد.
وقال السيد علي بن طاوس في فلاح السائل : كان جدي ورّام بن أبي فراس قدس الله ـ جل جلاله ـ روحه ، ممّن يقتدى بفعله ، وقد أوصى أن يجعل
__________________
(١) انظر بحار الأنوار ١٠٩ : ٣٥.
(٢) فهرس منتجب الدين : ١٩٥ / ٥٢٢.
(٣) الكامل في التاريخ ١٢ : ٢٨٢ ، ولاستكمال الفائدة انظر الثقات العيون (سادس القرون) : ٣٢٧ ، والأنوار الساطعة (المائة السابعة) : ١٩٧.
في فمه بعد وفاته فصّ عقيق عليه أسماء أئمته صلوات الله عليهم(١) .
أ ـ عن سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمّصي الرازي ، العلامة المتكلم المتبحر ، صاحب كتاب المنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد ، المعروف بالتعليق العراقي ، الذي هو في فنّ الكلام ـ وما في الروضات(٢) في شأنه وهم لا يخفى على من رآه ـ وقد رأيته منذ زمان عند بعض العلماء ، وغير ذلك من المؤلفات.
وفي المنتجب : علامة زمانه في الأصولين ، ورع. وعدّ له جملة من المؤلفات ، وقال : حضرت مجلس درسه سنين(٣) .
واعلم أنّ الموجود في كتب التراجم والإجازات ، وكتب الشهيدين ، وغيرهم ، في مسألة ميراث ابن العمّ للأبوين ، والعمّ للأب إذا كان معه خال أو خالة ، والسرائر في مواضع ، ونسخ معالم الأصول ، وغير ذلك من المواضع التي فيها ذكر لهذا الشيخ ، وجملة منها بخطوط العلماء : الحمصي ـ بالمهملتين ـ نسبة إلى حمص ـ بكسر الحاء ـ البلد المعروف بالشامات ، الواقع بين حلب ودمشق.
قال المحقق الداماد ـ في تعليقاته على قواعد الشهيد ـ : كلّما قال شيخنا الشهيد السعيد ـ قدس الله لطيفته ـ في كتبه : الشاميين. إلى أن قال : وكلّما قال : الشاميون ، فإنه يعني بهم إيّاهما ، والشيخ الفقيه المتكلم الفاضل سديد الدين محمود بن الحسن الحمصي.
وكذا قال في الرياض في الألقاب(٤) ، وقال في موضع آخر : فلعل أصله
__________________
(١) فلاح السائل : ٧٥.
(٢) روضات الجنات ٧ : ١٦١.
(٣) فهرس منتجب الدين : ١٦٤ / ٣٨٩.
(٤) رياض العلماء : ٤٥٨ من القسم الثاني المخطوط.
كان من الريّ ، ثم صار حمصيا ، أو بالعكس فلاحظ.
وعن خط البهائي أنه قال : وجدت بخط بعضهم أن سديد الدين الحمصي ـ الذي هو من مجتهدي أصحابنا ـ منسوب إلى حمّص قرية بالري ، وهي الآن خراب(١) .
وأقول : هذا هو الأظهر ، ولعل الحمّصي ـ بتشديد الميم ـ ، ويحتمل تخفيفه وهو المشهور. انتهى ، وفيه ما لا يخفى.
ثم إنّ للفاضل المعاصر في الروضات هنا كلاما طويلا غريبا ، وخلاصته ـ بعد حذف فضوله ـ أنه ليس بالحمّصي ـ بتشديد الميم ـ المأخوذ من الحمّص : الحب المعروف ، ولا بالحمصي المنسوب إلى حمص الشام ، لأنه غير مذكور في تواريخ العرب الإسلامية ، بل هو حمضي ـ بتشديد الميم والضاد ـ لأنه قال في القاموس في مادة حمّض : ومحمود بن علي الحمضّي ـ بضمّتين مشددة ـ متكلم شيخ للفخر الرازي(٢) .
قال : وهذا من جملة فرائد فوائد كتابنا هذا ، فليلاحظ وليتحمظ وليتحفظ ، وليتقبّل ، ولا تغفل(٣) . انتهى.
قلت : لاحظنا فرأينا فيه مواقع للنظر :
الأول : أن المراد من التواريخ إن كان تاريخ حمص لأبي عيسى ، وتاريخه لعبد الصمد بن سعيد ، فلم يعثر عليهما. وإن كان غيره فلا ملازمة. وتخطئة هؤلاء الأعلام ـ كما صرّح به ـ من غير مستند ، خروج عن الاستقامة.
الثاني : أن تقديم كلام الفيروزآبادي على كلام أساطين الدين إزراء
__________________
(١) رياض العلماء ٥ : ٢٠٣.
(٢) القاموس المحيط ٢ : ٣٢٩ ـ حمض.
(٣) روضات الجنات ٧ : ١٦٣.
بالعلماء الراشدين.
الثالث : أنّ مجرد الاشتراك في الاسم ، واسم الأب ، لا يوجب تطبيق ما ذكره في القاموس لشيخنا سديد الدين.
الرابع : أن شيخنا الحمصي ، المتكلم المتعصّب في مذهبه ، كيف يصير شيخا لهذا المتعصب في التسنن ، وقد قال هو ـ كما تقدم(١) في ترجمة القطب الرازي ـ : ولم نر أحدا من أهل السنة من نهاية تعصبهم في أمر المذهب يروي عن احد من علماء الشيعة ، ويدخلهم في جريدة مشايخه. وبذلك استدل على تسنن القطب ، لأنه يروي عنه الشريف الجرجاني ، والبدر الحنفي.
الخامس : إنّا تفحصنا في ترجمة الرازي من كتب القوم ، فلم نر أحدا ذكر هذا الحمصي من مشايخه ـ مع تعرّضهم لمشايخه ـ حتى في كتاب الروضات ، مع شدّة اهتمامه في ضبط هذه الأمور ، فينبغي عدّ هذا من أغلاط القاموس.
السادس : أن الرازي قال في تفسيره في آية المباهلة : المسألة الخامسة : كان في الري رجل يقال له : محمود بن الحسن الحمصي ، وكان معلّم الاثنى عشرية ، وكان يزعم أن علياعليهالسلام أفضل من جميع الأنبياء سوى محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم ذكر كيفيّة استدلاله بقوله تعالى :( وَأَنْفُسَنا ) (٢) وأجاب عنه بالإجماع على أن النبي أفضل من غيره ، وأن علياعليهالسلام لم يكن نبيّا(٣) .
وأنت خبير بأن المراد بمن ذكره سديد الدين المعروف ، فلو كان هو شيخه كيف يعبر عنه بهذه العبارة الركيكة ، ويذكره منكرا مجهولا ، والموجود في التفسير ـ أيضا ـ بالصاد المهملة.
__________________
(١) تقدم في الجزء الثاني صفحة : ٣٩٦.
(٢) آل عمران ٣ : ٦١.
(٣) تفسير الفخر الرازي ٨ : ٨٦.
السابع : أن صاحب القاموس بنفسه متردد في ذلك ، ومع ذلك خطّأه شركاء فنّه.
أمّا الأول : فإنه وإن قال في باب الضاد ما نقله ، إلاّ أنه قال في باب الصاد في مادة حمص : وحمص كورة بالشام. إلى أن قال : وبالضمّ مشددا محمود ابن علي الحمّصي ، متكلم أخذ عنه الإمام فخر الدين الرازي ، أو هو بالضاد(١) .
أمّا الثاني : فقال أبو الفيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي ، في الجزء الرابع من كتابه تاج العروس في شرح القاموس ، بعد نقل تلك العبارة : وزيادة الرازي بعد الحمصي ، وهكذا ضبطه الحافظ في التبصير ، وقال بعد قوله : أو هو بالضاد ، والأول أصوب(٢) .
وقال ـ أيضا في الجزء الخامس في باب الضاد بعد نقل كلام المصنّف ـ : وقد تقدم للمصنّف في الصاد أيضا ، وذكرنا هناك أنه هو الصواب ، وهكذا ضبطه الحافظ وغيره ، فإيراده ثانيا تطويل مخلّ لا يخفى(٣) ، انتهى.
ومراده بالتبصير ، كتاب تبصير المتنبّه في تحرير المشتبه ، للحافظ ابن حجر العسقلاني النقاد ، الذي إليه يلجأ أصحابهم في أمثال المقام ، فظهر بهذه السبع الشداد أن ما حقّقه من أفحش أغلاط كتابه.
وهذا الشيخ الجليل يروي :
عن الشيخ الإمام موفق الدين الحسين بن [أبي](٤) الفتح الواعظ البكرآبادي الجرجاني :
__________________
(١) القاموس المحيط ٢ : ٢٩٩.
(٢) تاج العروس ٤ : ٣٨٣.
(٣) تاج العروس ٥ : ٢٣.
(٤) ما بين المعقوفين أثبتناه من فهرس منتجب الدين.
في المنتجب : فقيه صالح ثقة(١) .
عن الشيخ أبي علي الطوسي.
ويروي الشيخ ورّام أيضا.
ب ـ عن السيد الأجلّ الشريف أبي الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني.
في الرياض : كان من أجلّة علماء عصره ، ومشاهيرهم(٢) .
١ ـ عن الحسين بن رطبة وقد مرّ(٣) .
٢ ـ وعن الشيخ علي بن علي بن نما.
عن أبي محمّد الحسن بن علي بن حمزة الأقساسي ، من ولد الشهيد بن الشهيد يحيى بن زيد ، العالم الشاعر الأديب الشريف المعروف بابن الأقساسي.
ثامنهم : الشيخ العالم المقرئ أبو عبد الله محمّد بن هارون ، المعروف بالكال ، كذا في إجازة صاحب المعالم(٤) .
ونقل عن ابن نما أنه عدّ من كتبه مختصر كتاب التبيان في تفسير القرآن ، وكتاب متشابه القرآن ، وكتاب اللّحن الجلي واللحن الخفي ، قال : وقال العلامة : وكان هذا المقرئ واسع الرواية عن العامة والخاصّة.
وقال السيد علي بن طاوس في كتاب التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين ، في فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام : رأينا في كتاب نور الهدى والمنجي
__________________
(١) فهرس منتجب الدين : ٤٦ / ٧٩.
(٢) رياض العلماء ٣ : ٣٢٥.
(٣) تقدم في صفحة : ٧.
(٤) انظر بحار الأنوار ١٠٩ : ٢٢.
من الردي ، تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي ، وعليه خطّ الشيخ السعيد الحافظ محمّد بن محمّد المعروف بابن الكال بن هارون ، وأنّهما قد اتفقا على تحقيق ما فيه ، وتصديق معانيه(١) .
وقال ـ في موضع آخر بعد ذكر كتاب نور الهدى ـ : وعليه كما ذكرناه خط المقرئ الصالح محمّد بن هارون الكال ، بأنّه قد اتفق مع مصنّفه على تحقيق ما تضمّنه كتابه من تحقيق الأخبار والأحوال(٢) .
تاسعهم : الشيخ الجليل أبو محمّد نجم الدين عبد الله بن جعفر بن محمّد الدوريستي ، العالم الفقيه ، المحدث المعروف.
عن جدّه أبي جعفر محمّد بن موسى بن جعفر.
عن جدّه الجليل ، جعفر بن محمّد ، الآتي في مشايخ الشيخ شاذان بن جبرئيل القمّي(٣) .
عاشرهم : الشيخ الفقيه أبو محمّد(٤) ، الآتي في مشايخ الشيخ شاذان بن شعرة الجامعاني ، كذا في إجازة صاحب المعالم(٥) .
عن السيد الجليل بهاء الشرف ، راوي الصحيفة الكاملة.
حادي عشرهم : والده : جعفر بن علي المشهدي ، كذا في الإجازة السابقة(٦) .
وفي الأمل : الشيخ الجليل جعفر بن محمّد المشهدي ، عالم فقيه ، يروي
__________________
(١) التحصين : مخطوط.
(٢) التحصين : مخطوط.
(٣) يأتي في صفحة : ٣٨.
(٤) لفظ : محمّد لم ترد في الحجرية وانظر صفحة : ٥١ والمصدر.
(٥) انظر بحار الأنوار ١٠٩ : ٢٣.
(٦) انظر بحار الأنوار ١٠٩ : ٤٨.
عنه ولده محمّد(١) .
عن السيد بهاء الشرف المذكور.
ثاني عشرهم : الشريف أبو القاسم بن الزكي العلوي.
عن السيد المذكور.
ثالث عشرهم : الشريف أبو الفتح بن الجعفريّة. قال في المزار : أخبرني الشريف الجليل العالم أبو الفتح محمّد بن محمّد الجعفرية أدام الله عزّه.
ووصفه السيد فخار في كتاب الحجّة بقوله : الشريف أبو الفتح محمّد بن محمّد بن الجعفرية العلوية الطوسي الحسيني الحائري.
أ ـ عن الشيخ الفقيه عماد الدين أبي القاسم الطبري.
ب ـ وعن الشريف أبي الحسن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الحسن العلوي الحسيني.
عن أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن.
عن والده.
رابع عشرهم : سالم بن قبادويه.
في الأمل : فاضل جليل القدر(٢) .
قال صاحب المعالم : يروي كلاهما عن السيد السند المذكور(٣) .
خامس عشرهم : السيد عزّ الدين شرف شاه بن محمّد الحسيني الأفطسي النيسابوري ، المعروف بزيارة ، المدفون بالغري على ساكنه السلام ، عالم
__________________
(١) أمل الآمل ٢ : ٥٣ / ١٣٣.
(٢) أمل الآمل ٢ : ١٢٤ / ٣٥١.
(٣) بحار الأنوار ١٠٩ : ٤٨.
فاضل ، له نظم رائق ، ونثر لطيف. كذا في المنتجب(١) .
ووصفه في الإجازة السابقة بقوله : الشريف الأجلّ شرفشاه(٢) ، وفي موضع : السيد الأجلّ الشريف شرفشاه بن محمّد بن الحسين بن زيارة الأفطسي(٣) .
عن شيخه الفقيه جمال الدين أبي الفتوح الرازي ، الآتي(٤) .
سادس عشرهم : الشيخ المكين أبو منصور محمّد بن الحسن بن المنصور النقاش الموصلي.
أ ـ عن الشريف أبي الوفاء المحمدي الموصلي.
عن أبي عبد الله محمّد بن محمّد ، شيخنا المفيد.
ويروي أبو منصور النقاش :
ب ـ عن أبي علي الطوسي ، كما تقدم(٥) .
سابع عشرهم : الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمّد بن علي بن شهرآشوب ، الآتي ذكره(٦) .
ثامن عشرهم : السيّد الأجل ، جلال الدين عبد الحميد بن التقي عبد الله بن أسامة العلوي الحسيني ، وهو جدّ السيد الأجلّ بهاء الدين علي صاحب الأنوار المضيئة ، كما تقدم(٧) .
__________________
(١) فهرس منتجب الدين : ٩٦ / ١٩٤.
(٢) بحار الأنوار ١٠٩ : ٢٣.
(٣) بحار الأنوار ١٠٩ : ٤٧.
(٤) يأتي في صفحة : ٧٢.
(٥) تقدم في صفحة : ١٠.
(٦) يأتي في صفحة : ٥٧.
(٧) تقدم في الجزء الثاني صفحة : ٢٩٦ ـ ٢٩٧.
قال المشهدي في المزار : أخبرني السيد الأجلّ عبد الحميد. إلى قوله : الحسينيرضياللهعنه في ذي القعدة ، من سنة ثمانين وخمسمائة قراءة عليه بالحلّة(١) . إلى آخره.
وفي الأمل : فاضل صالح(٢) .
وفي الرياض : من أكابر علماء الإمامية(٣) .
أ ـ عن السيد الأجلّ السيد فضل الله الراوندي ، الآتي(٤) .
ب ـ وعن الشيخ المقرئ أبي الفرج أحمد بن حشيش القرشي.
عن الشيخ العدل الحافظ أبي الغنائم محمّد بن علي بن ميمون القرشي (المعروف بأبيّ إجازة)(٥) .
عن الشريف أبي عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني ، صاحب كتاب التعازي ، وغيره. وقد مرّ في الفائدة السابقة ما يتعلّق به وبكتابه(٦) .
تاسع عشرهم : الشيخ الجليل الفاضل أبو الخير سعد بن أبي الحسن الفرّاءرضياللهعنه كذا وصفه المشهدي في مزاره(٧) .
عن الشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين بن طحال المقدادي ، المتقدم ذكره(٨) .
__________________
(١) المزار : ١٤٧.
(٢) أمل الآمل ٢ : ١٤٥ / ٤٢٣.
(٣) رياض العلماء ٣ : ٧٩.
(٤) يأتي في صفحة : ١٠٤.
(٥) ما بين القوسين لم يرد في الحجرية.
(٦) مرّ في الجزء الأول صفحة : ٣٧١.
(٧) المزار : ١٥٨.
(٨) تقدم في صفحة : ١٩.
عن أبي علي الطوسي.
العشرون : الشريف الأجل العالم أبو جعفر محمّد المعروف بابن الحمد النحوي أجازه سنة ٥٧١.
الحادي والعشرون : عماد الدين الطبري.
قال في المزار : أخبرنا الشيخ الفقيه ، العالم ، عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري قراءة عليه وأنا اسمع ، في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه(١) .
عن الشيخ المفيد أبي علي الطوسي.
الثاني والعشرون : الشيخ عربي بن مسافر.
قال في المزار : أخبرني الشيخان الأجلان ، العالمان الفقيهان ، أبو محمّد عربي بن مسافر(٢) ، وهبة الله بن نما(٣) بن علي بن حمدون رضي الله عنهما قراءة عليهما ، في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة(٤) . إلى آخره ، وقد تقدم ذكرهما.
(د) ـ الشيخ الإمام عماد الدين أبو الفرج علي بن الشيخ الإمام قطب الدين الراوندي(٥) .
في المنتجب : فقيه ثقة(٦) . انتهى.
ويروي عنه جماعة كثيرة يظهر منها جلالة قدره ، ومرّ ذكرهم متفرقا.
__________________
(١) المزار : ٦٨٥.
(٢) تقدم في صفحة : ٦.
(٣) تقدم في صفحة : ١٩.
(٤) المزار : ٧٥٣.
(٥) من مشايخ محمد بن نما الحليّ ، وهذا لم يذكره في المشجرة.
(٦) فهرس منتجب الدين : ١٢٧ / ٢٧٥.
عن جماعة كثيرة :
أولهم : والده الامام قطب الدين الراوندي(١) .
ثانيهم : ضياء الدين السيد فضل الله الراوندي(٢) .
ثالثهم : جمال الدين الشيخ أبو الفتوح الرازي المفسر(٣) .
رابعهم : سديد الدين محمود بن علي الحمصي(٤) .
خامسهم : أمين الدين الفضل بن الحسن الطبرسي ، صاحب مجمع البيان(٥) .
صرّح بذلك كلّه المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة(٦) ، ويأتي ذكر طرقهم.
(ه) ـ أبو الحسن(٧) علي بن يحيى بن علي الخياط ، الذي مرّ ذكره في مشايخ رضي الدين علي بن طاوس(٨) .
الرابع : من مشايخ نجم الدين المحقق الحلّيرحمهالله : السيّد السند النسابة العلامة شيخ الشرف ، شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي.
__________________
(١) يأتي في صفحة : ٧٩.
(٢) يأتي في صفحة : ١٠٤.
(٣) يأتي في صفحة : ٧٢.
(٤) تقدم في صفحة : ٢٢.
(٥) يأتي في صفحة : ٦٩.
(٦) بحار الأنوار ١٠٩ : ٢٢ ـ ٢٧.
(٧) عدّ للشيخ محمد بن نما الحلّي هنا خمسة مشايخ وذكر له في المشجرة ثلاثة ، اثنان هما والده وبرهان الدين محمد بن محمد القزويني ، ولم يتعرض هنا لثالثهم وهو : محمد بن إدريس الحلّي ، فصار مجموع مشايخه ستة.
(٨) مرّ في الجزء الثاني صفحة : ٤٦٠.
وقد مرّ ذكر سلسلة آبائه في مشايخ ابن معية(١) ، وهو من أكابر مشايخنا العظام ، وأعاظم فقهائنا الكرام ، الموصوف في التراجم والإجازات بكل جميل ، وهو مؤلف كتاب الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالبعليهالسلام ، وعندنا منه نسخة عتيقة ، وهو كتاب لطيف نافع جامع في فنّه ، ويظهر منه مشايخه الذين يروي عنهم.
أ ـ الشيخ الفقيه عربي بن مسافر ، وقد تقدم(٢) .
ب ـ السيد الأجل عبد الحميد بن عبد الله التقي ، الذي مرّ في مشايخ ابن المشهدي(٣) .
ج ـ الشيخ الجليل أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمّي ، نزيل مهبط وحي الله ، ودار هجرة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، العالم الفقيه الجليل ، المعروف ، صاحب المؤلفات البديعة التي منها : رسالة إزاحة العلّة في معرفة القبلة ، وقد أدرجها العلامة المجلسي بتمامها في البحار ، وكتاب الفضائل المعروف الدائر ، ومختصره المسمّى بالروضة ، وغيرها. وقال الشهيد في الذكرى : وهو من أجلاء فقهائنا(٤) .
يروي عن جماعة :
أولهم : عماد الدين أبو القاسم الطبري ، صاحب البشارة ، وقد تقدم(٥) .
ثانيهم : أبوه الفاضل ، جبرئيل بن إسماعيل(٦) .
__________________
(١) مرّ في الجزء الثاني صفحة : ٣١٦.
(٢) تقدم في صفحة : ٦.
(٣) تقدم في صفحة : ٢٩.
(٤) ذكري الشيعة : ١٦٣.
(٥) تقدم في صفحة : ١٣.
(٦) لم يرد أبوه في المشجرة ، ولا طريق له.
عن الشيخ أبي الحسن محمّد بن محمّد البصروي.
في الأمل : فقيه فاضل نقلوا له أقوالا في كتب الاستدلال كما في المدارك في مسألة ماء البئر وغيرها ـ وذكر أنه من قدمائنا ـ.
وفي فقه المعالم ، وغيرهما ، له كتاب المفيد في التكليف(١) .
وقال في ترجمة الشريف المعروف بابن الأشرف البحريني : فاضل فقيه يروي عن محمّد بن محمّد البصروي كتاب التكليف(٢) .
عن علم الهدى السيد المرتضى.
وقال المحقق الكاظمي في المقابيس : ومنها : البصروي للشيخ الجليل النبيل المعظم المعتمد أبي الحسن محمّد بن محمدرضياللهعنه ، وقد ذكره السروي في الكنى(٣) وغيره ، وحكى بعض أقواله في الفقه ، وله كتاب المفيد في التكليف ، ولم أجده ، وروى عن المرتضى وله منه إجازة ، وروى عنه الفقيه الفاضل الشريف المعروف بابن الشريف(٤) أكمل البحراني ، وكذا الشيخ الثقة العالم الفقيه العظيم الشأن أبو الفضل شاذان صاحب رسالة إزاحة العلّة في معرفة القبلة ، وغيرها ، عن أبيه الشيخ جبرئيل بن إسماعيل القمّي عنه(٥) .
ثالثهم : الشيخ الفقيه أبو محمّد ريحان بن عبد الله الحبشي.
في الأمل : كان عالما فقيها محدثا(٦) . وقال عبد الرحمن السيوطي في كتاب أزهار العروش في أخبار الحبوش ومنهم : ريحان الحبشي أبو محمّد الزاهد
__________________
(١) أمل الآمل ٢ : ٢٩٨ / ٩٠٣.
(٢) أمل الآمل ٢ : ١٣٢ / ٣٧٢.
(٣) معالم العلماء : ١٣٦ / ٩٢٦.
(٤) ظاهرا : ابن أشرف (منهقدسسره )
(٥) مقابس الأنوار : ٩.
(٦) أمل الآمل ٢ : ١٢٠ / ٣٣٨.
الشيعي ، كان بالديار المصرية من فقهاء الإمامية الكبار يكرر على النهاية والذخيرة ، وقال : ما حفظت شيئا فنسيته ، يصوم جميع الأيام المسنونة ، وكان ابن رزيّك يعظمه ، ويقول : ما ساد من بني حام إلاّ لقمان وبلال ، وأنا أقول : ريحان ثالثهم ، مات في حدود الستين وخمسمائة(١) .
أ ـ عن أبي الفتح محمّد بن عثمان الكراجكي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى(٢) .
ب ـ وعن القاضي عزّ الدين عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي(٣) ، العالم الفاضل ، المحقق الفقيه.
١ ـ عن العلامة الكراجكي.
٢ ـ وعن الجليل أبي الصلاح تقي الدين(٤) نجم بن عبيد الله الحلبي ، الفقيه النبيه المعروف ، خليفة شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي في البلاد الشامية صاحب كتاب الكافي في الفقه المنقول فتاويه في الكتب المبسوطة ، وشرح الذخيرة ، وكتاب تقريب المعارف الذي قد أكثر المجلسي في فتن البحار النقل عنه وغيرها. وهو المراد بالحلبي إذا أطلق في كلمات الفقهاء.
وهورحمهالله يروي :
عن السيد المرتضى علم الهدى.
والشيخ الطوسي.
ويروي القاضي عبد العزيز بن أبي كامل أيضا :
__________________
(١) أزهار العروش : مخطوط. وانظر : الوافي بالوفيات ١٤ : ١٦٠.
(٢) يأتي في صفحة : ١٢٦.
(٣) يروي الحبشي عن الشيخ عبد العزيز بن أبي كامل ، عن الشيخ الكراجكي وابن البراج ، وعن الشيخ عبد الجبار المقري الرازي المفيد كما في المشجرة.
(٤) ذكره في المشجرة كونه شيخا للداعي الحسن فقط.
٣ ـ عن سميّه اسما ولقبا عزّ الدين أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز البراج(١) ، الفقيه العالم الجليل ، القاضي في طرابلس الشام في مدة عشرين سنة تلميذ علم الهدى ، وشيخ الطائفة ، وكان يجري السيد عليه في كل شهر دينارا ، وهو المراد بالقاضي على الإطلاق في لسان الفقهاء ، وهو صاحب المهذب والكامل ، والجواهر ، وشرح الجمل للسيّد ، والموجز وغيرها. وربّما عدّ بعض هذه الكتب في ترجمة ابن أبي كامل وهو اشتباه نشأ من المشاركة في الاسم ، وفي جملة من التراجم التعبير عن لقب ابن البراج بعز المؤمنين ، توفيرحمهالله ليلة الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة ٤٨١ ، وكان مولده ومنشؤه بمصر.
عن علم الهدى.
وعن شيخ الطائفة.
وعن أبي الصلاح الحلبي.
وعن أبي الفتح الكراجكي.
رابعهم : الشيخ الفقيه أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عمر العمري الطرابلسي.
في الرياض : من أجلّة علمائنا(٢) .
وفي الأمل : فاضل جليل القدر(٣) .
عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي ، المتقدم ذكره(٤) .
خامسهم : السيد الجليل أبو المكارم ابن زهرة ، صاحب الغنية ،
__________________
(١) لم يذكر في المشجرة منهم إلا الأوّل والثالث فقط.
(٢) رياض العلماء ٣ : ٢٤٥.
(٣) أمل الآمل ٢ : ١٦٣ / ٤٧٦.
(٤) تقدم في صفحة : ٣٥.
وقد مرّ ذكر طرقه(١) .
سادسهم : الشيخ أبو محمّد حسن بن حسولة بن صالحان القمّي ، الخطيب بالجامع العتيق.
عن الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن احمد بن العباس الدوريستي ، العالم الجليل ، المعروف بيته ـ آباء وأبناء ـ بالفقاهة والفضل حتى قال في المنتجب في ترجمة ابنه عبد الله : له الرواية عن أسلافه مشايخ دوريست فقهاء الشيعة(٢) .
وفي الأمل : ثقة عين عظيم الشأن(٣) ، وفي مجالس القاضي ـ نقلا عن الشيخ الجليل عبد الجليل بن محمّد القزويني في بعض رسائله في الإمامة عند ذكر هذا الشيخ ـ : أنه كان مشهورا في جميع الفنون ، مصنّفا ، كثير الرواية ، من أكابر هذه الطائفة وعلمائهم ، معظما في الغاية عند نظام الملك الوزير ، وكان يذهب في كلّ أسبوعين مرّة من الري إلى قرية دوريست ، وهي على فرسخين من الري لسماع ما كان يريده من بركات أنفاسه ، ويرجع ، ثم قال : وهو من بيت جليل تحلّوا بحليتي العلم والإمامة عن قديم الزمان(٤) .
وهذا الشيخ(٥) الجليل يروي عن جماعة.
أ ـ الشيخ المفيد(٦) .
__________________
(١) تقدم في صفحة : ١٠.
(٢) فهرس منتجب الدين : ١٢٨ / ٢٧٦.
(٣) أمل الآمل ٢ : ٥٣ / ١٣٧.
(٤) مجالس المؤمنين ١ : ٤٨٢.
(٥) عبر عنه في المشجرة ب : جعفر بن محمد بن أحمد الدرويش ، وهو غلط ، وذكر له مشايخ ثلاث : والده والشيخ المفيد والسيد المرتضى ولم يذكر لوالده طريق سوى روايته عن الصدوق.
(٦) تبدأ طرقه من صفحة : ٢٤٠.
ب ـ السيد المرتضى(١) .
ج ـ السيد الرضي(٢) .
د ـ الشيخ الطوسي(٣) ، ويأتي ذكر طرقهم ان شاء الله تعالى.
ه ـ والده محمّد بن أحمد.
عن أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه الصدوق.
و ـ الشيخ الأقدم أحمد بن محمّد بن عياش ، صاحب كتاب الأغسال الذي قد كثر عنه النقل في كتب العبادات ، وكتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمة الاثني عشرعليهمالسلام ، وهو مع صغر حجمه من نفائس الكتب.
ز ـ والده الشيخ الجليل محمّد بن أحمد بن العباس بن الفاخر الدوريستي ، في الآمل : فقيه ، عالم ، فاضل(٤) .
عن الشيخ الأجلّ أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه الصدوق.
سابعهم : أبو جعفر محمّد بن موسى بن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الدوريستي المتقدم(٥) .
عن جدّه أبي عبد الله المذكور.
وأعلم أنّ العلامةرحمهالله قال في إجازته الكبيرة : إنه يروي عن والده والسيد جمال الدين أحمد بن طاوس ، والشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر ابن سعيد جميعا عن السيد فخار العلوي الموسوي عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخ أبي عبد الله الدوريستي ، عن الشيخ المفيد (رضي الله) عنه
__________________
(١) تبدأ طرقه من صفحة : ٢٢٠.
(٢) تبدأ طرقه من صفحة : ٢٠٩.
(٣) تبدأ طرقه من صفحة : ١٨٣.
(٤) أمل الآمل ٢ : ٢٤١ / ٧١١ كذا ، والظاهر تكرار ذكر والده.
(٥) تقدم في صفحة : ٢٧.
جميع كتبه ورواياته ، وذكر أيضا انه يروي جميع مصنّفات الشيخ السعيد علي ابن بابويه القمي قدس الله روحه بهذا الاسناد عن شاذان بن جبرئيل ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد ابن علي بن بابويه عن أبيه المصنف(١) .
وصريح هذا الكلام أن الشيخ شاذان يروي عن أبي عبد الله الدوريستي بلا واسطة سبطه ، وأبي محمّد الحسن بن حسولة ، وهو مع مخالفته لسائر الإجازات من ذكر الواسطة بعيد في الغاية ، وقد تنظر فيه لذلك المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة ، وبسط القول فيه ، وذكر أن كل من في طبقة شاذان كابن إدريس والشيخ منتجب الدين وعربي بن مسافر يروون عن أبي عبد الله الدوريستي المذكور بواسطتين ، فكيف يروي الشيخ شاذان عنه بغير واسطة(٢) ؟! وهو كلام متين.
ويؤيده أنّ الذين يروون عن أبي عبد الله الدوريستي كلّهم في طبقة مشايخ الشيخ شاذان ، كالسيد العالم مهدي بن أبي حرب الحسيني شيخ شيخنا الطبرسي صاحب الاحتجاج والسيد علي بن أبي طالب السليقي شيخ رواية القطب الراوندي ، والفقيه عبد الجبار المقري الرازي من تلامذة الشيخ الطوسي ، والسيد المرتضى بن الداعي من مشايخ منتجب الدين وأمثالهم.
وقد رام السيد الفاضل المعاصر في الروضات(٣) أن يصحح كلام العلامة فأتعب نفسه ولم يأت بشيء قابل للنقل والإيراد.
ثامنهم : السيد السند أحمد بن محمّد الموسوي.
__________________
(١) بحار الأنوار ١٠٧ : ٦٩.
(٢) بحار الأنوار ١٠٩ : ٤١.
(٣) روضات الجنات ٤ : ١٧٧.
في الأمل : كان عالما فاضلا جليلا(١) .
عن القاضي ابن قدامة في المنتجب : فاضل(٢) .
عن السيدين الجليلين : علم الهدى السيد المرتضى ، وأخيه : السيد الرضي طاب ثراهما.
تاسعهم : الشيخ محمّد بن سراهنك.
قال ابن طاوس في فرحة الغري : أخبرني والديرضياللهعنه عن أبي علي فخار الموسوي ، عن شاذان بن(٣) جبرئيل القمّي ، عن الفقيه محمّد بن سراهنك ، عن علي بن علي بن عبد الصمد(٤) ، الآتي(٥) في مشايخ ابن شهرآشوب(٦) .
د ـ الشيخ الفقيه ، والمحقق النبيه فخر الدين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي(٧) العجلي العالم الجليل المعروف الذي أذعن بعلوّ مقامه في العلم والفهم ، والتحقيق والفقاهة ، أعاظم الفقهاء في إجازاتهم وتراجمهم.
فقال الشهيد في إجازته لابن الخازن الحائري : وبهذا الاسناد عن فخار ، وابن نما مصنّفات الشيخ العلامة المحقق فخر الدين أبي عبد الله محمد بن إدريس الحلّي الربعي(٨) .
__________________
(١) أمل الآمل ٢ : ٢٧ / ٧٢.
(٢) فهرس منتجب الدين : ١٥١ / ٣٥٠.
(٣) ورد في الحجريّة فوق كلمة (بن) حرف الاستظهار : ظ.
(٤) فرحة الغري : ١٣٤.
(٥) يأتي في صفحة : ٦٣.
(٦) ذكر في المشجرة للشيخ شاذان بن جبرئيل القمي مشايخ ثلاث وهم : الطرابلسي ، والطبري ، وإلياس بن هاشم الحائري ولم يذكره هنا ، فيصير مشايخه عشرة.
(٧) الشيخ الرابع للسيد أبو علي فخار بن معد الموسوي.
(٨) بحار الأنوار ١٠٧ : ١٨٩.