آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم0%

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 250

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد مرتضى الرضوي
تصنيف: الصفحات: 250
المشاهدات: 19621
تحميل: 6477

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 250 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 19621 / تحميل: 6477
الحجم الحجم الحجم
آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وكلُّ سورة مِن سوره، وكلُّ آية مِن آياته متواتر مقطوع به، ولا ريب فيه دلَّت عليه الضرورة، والعقل والنقل القطعي المتواتر.

هذا هو القرآن عند الشيعة الإمامية، ليس إلى القول فيه بالنقيصة فضلاً عن الزيادة سبيل، ولا يرتاب في ذلك إلاَّ الجاهل، أو المُبتلى بالشذوذ (1) .

رأي العلاَّمة الشيخ محمد جواد مغنية (2)

قال: ويستحيل أنْ تناله يد التحريف بالزيادة، أو بالنقصان للآية: 9- الحجر: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) وللآية 42 مِن فصلِّت: ( لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) .

ونُسب إلى الإمامية - افتراء وتنكيلاً - نقصان آيات مِن القرآن، مع أنَّ علماءهم المتقدِّمين، والمتأخِّرين الذين هم الحجَّة، والعمدة قد صرَّحوا: بأنَّ القرآن هو ما في أيدي الناس لا غيره (3) .

____________________

(1) مع الخطيب في خطوطه العريضة: ص 40 الطبعة الثالثة (عام 1389هـ).

(2) الشيخ محمد جواد مغنية، ولِد (سنة 1322هـ) في قرية (طيردبا) مِن جبل عامل، وتوفِّي في (21محرم سنة 1400هـ) في بيروت - لبنان.

درس على شيوخ قريته، ثمَّ سافر إلى النجف، فأنهى هناك دراسته وكان مِن أبرز أساتذته: السيد حسين الحمامي، ثمَّ عاد إلى جبل عامل، فسكن قرية (طيرحرفا)، ثمَّ عُيِّن قاضياً شرعيَّاً في بيروت، ثمَّ مستشاراً للمحكمة الشرعية العليا، فرئيساً لها بالوكالة.... فنجح في إقصائه عن الرئاسة ثمَّ أُحيل للتقاعد فانصرف إلى التأليف، فأخرج العديد مِن المؤلَّفات مِن أهمِّها: (الفقه على المذاهب الخمسة)، و(فقه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في ستَّة مجلَّدات، و(التفسير الكاشف) وهو تفسير مطوَّل للقرآن، و(في ظلال نهج البلاغة) وهو شرح له، و(والتفسير المتين) وغير ذلك. انظر: (أعيان الشيعة: 9 / 205 ط بيروت عام 1403هـ).

(3) الشيعة في الميزان ص 314 ط. بيروت.

١٨١

١٨٢

روايات العامَّة

حول تحريف القرآن الكريم

١٨٣

١٨٤

الآيات القرآنية المحرَّفة

في بعض كتب العامَّة

مرتَّبة

على حروف المُعجم

أخرج العلاَّمة السيوطي عن ابن عمر قال:

ليقولنَّ أحدكم: قد أخذت القرآن كلَّه، وما يُدريه ما كلّه؟!

قد ذهب منه قرآن كثير، ولكنْ ليقل: قد أخذت منه ما ظهر.

الإتقان 3/25ط مصر

روح المعاني 1/25

الدرُّ المنثور 2/289ط مصر

١٨٥

نبذ مِن الأحاديث الواردة

في

تحريف القرآن

مُلتقطة مِن صحاح العامَّة ومسانيدهم

رأي السنَّة في جمع القرآن

قال الأستاذ العلاَّمة مُفتي مكَّة السيد أحمد زين دحلان:

وفي حديث: أنَّ أبا بكر أمر زيد بن ثابت بجمع القرآن مِن الرقاع، والأكتاف، والكتب، وصدور الرجال، فجمع في مصحف إلى أنْ كان زمن خلافة عثمان فجمع في المصاحف، فما جمعه عثمان إلاَّ مِن الصحف التي جمعها أبو بكر. (الفتوحات الإسلامية: 2/365 طبعة مصر).

* * *

الفَرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان

قال العلاَّمة الكبير الشيخ محمود أبو ريَّة (طاب ثراه):

قال ابن التين وغيره:

الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان، أنَّ جَمْع أبي بكر كان لخشية أنْ يذهب مِن القرآن شيء بذهاب حملته؛ لأنَّه لم يكن مجموعاً في موضع واحد، فجمعه في صحائف مرتِّباً لآياته وسوره على ما وقفهم

١٨٦

النبي (صلّى الله عليه وسلم)، وجَمْع عثمان كان لمَّا كثر الاختلاف في وجوه القراءة، حتَّى قرأوا بلغاتهم مِن اتساع اللغات، فأدَّى ذلك إلى تخطئه بعضهم بعضاً، فخشي مِن تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتِّباً لسوره، واقتصر مِن سائر اللغات على لغة قريش، محتجَّاً بأنَّه نزل بلغتهم، وإنْ كان قد وسَّع في قراءته بلغة غيرهم؛ رفعاً للحرج والمشقَّة في ابتداء الأمر، فرأى أنَّ الحاجة في ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة. (أضواء على السنَّة المحمدية ص 251 الطبعة الثالثة لدر المعارف بمصر).

وقال الشيخ محمود أبو ريه طاب ثراه:

غريبة توجب الحيرة

مِن أغرب الأُمور، وممَّا يدعو إلى الحيرة أنَّهم لم يذكروا اسم علي (رضي الله عنه) فيمَن عهد إليهم بجمع القرآن، وكتابته لا في عهد أبي بكر، ولا في عهد عثمان: ويذكرون غيره ممَّن همْ أقلُّ منه درجة في العلم، والفقه! فهل كان علي لا يُحسن شيئاً مِن هذا الأمر؟! أو كان مِن غير الموثوق بهم؟! أو ممَّن لا يصحُّ استشارتهم أو إشراكهم في هذا الأمر؟!

اللهمَّ، إنَّ العقل والمنطق ليقضيان بأنْ يكون علي أول مَن يُعهد إليه بهذا الأمر، وأعظم مَن يُشارك فيه، وذلك بما أُتيح له مِن صفات، ومزايا، لم تتهيَّأ لغيره مِن بين الصحابة جميعاً - فقد ربَّاه النبي (صلى الله عليه وسلم) على عينه، وعاش زمناً طويلاً تحت كَفنه، وشهد الوحي مِن أوَّل نزوله إلى يوم انقطاعه، بحيث لم يندَّ عنه آيته مِن آياته!!

فإذا لم يُدعَ إلى هذا الأمر الخطير فإلى أيّ شيء يُدعى؟!

وإذا كانوا قد انتحلوا معاذير ليسوُّغوا بها تخطيِّهم إيَّاه في أمر خلافة

١٨٧

أبي بكر فلم يسألوه عنها، ولم يستشيروه فيها، فبأيِّ شيء يعتذرون مِن عدم دعوته لأمر كتابة القرآن؟! فبماذا نُعللّ ذلك؟! وبماذا يحكم القاضي العادل فيه؟! حقَّاً إنَّ الأمر لعجيب! وما علينا إلاَّ أنْ نقول كلمة لا نملك غيرها وهي:

لك الله يا علي! ما أنصفوك في شيء!. (أضواء على السنَّة المحمدية ص 249 الطبعة الثالثة لدار المعارف بمصر).

بعض الروايات الواردة في تحريف القرآن مِن طرق العامَّة (1) .

قال العلاّمة جلال الدين السيوطي:

أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمَن قرأه صابراً مُحتسباً كان له بكلِّ حرف زوجة مِن الحور العين. رجاله ثقاة.

ثمَّ قال السيوطي: وقد حمل ذلك على ما نُسِخ رسمه مِن القرآن أيضاً؛ إذ الموجود الآن لا يبلغ هذا العدد.

الإتقان في علوم القرآن 2/70ط مصر

( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا... ) .

أخرج المتَّقي الهندي، عن أبي إدريس الخولاني قال:

كان أُبيُّ يقرأ: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميَّة حميَّة الجاهلية، ولو حميتم كما حموا نفسه لفسد المسجد الحرام، فأنزل الله

____________________

(1) وردت روايات كثيرة في كتب العامة فيها دلالة على وقوع التحريف في القرآن الكريم من حيث الإسقاط والتغيير.

- المؤلف -

١٨٨

سكينته على رسوله، فبلغ ذلك عمر فاشتدَّ عليه، فبعث إليه فدخل عليه، فدعا ناساً مِن أصحابه فيهم زيد بن ثابت، فقال:

مَن يقرأ منكم سورة الفتح؟ فقراء زيد على قراءتنا اليوم، فغلَّظ له عمر.

فقال أُبيُّ: لأتكلَّم.

قال: تكلَّم.

قال: لقد علمت أنِّي كنت أدخل على النبي (صلّى الله عليه وسلم)، ويُقرِّبني وأنت بالباب، فإنْ أحببت أنْ أُقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت، وإلاَّ لم أُقرئ حرفاً ما حييت.

(كنز العمَّال 2/568 رقم الحديث 4745 ط بيروت).

(إنَّ انتفاء كم مِن آبائكم كفر بكم)

قال الحافظ جلال الدين السيوطي:

أخرج ابن عبد البرَّ في (التمهيد) مِن طريق عدي بن عدي بن عمرة بن قزوة أنَّ عمر بن الخطاب قال لأُبيِّ:

أوليس كنَّا نقرأ فيما نقرأ مِن كتاب الله: أنَّ انتفاءكم مِن آبائكم كفر بكم.

قال بلى. (الدرُّ المنثور في التفسير المأثور: 1/106).

(أنْ جاهدوا كما جاهدتم)

عن المسوّر بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمان بن عوف:

ألم تجد فيما أنزل علينا: أنْ جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرَّة. فإنَّا لم نجدها.

قال: أُسقط فيما أُسقط مِن القرآن.

مُنتخب كنز العمَّال بهامش مسند الإمام أحمد: 2/42 طبعة مصر.

الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور 1/106، 2/ 298 طبعة مصر.

الإتقان في علوم القرآن: 2/25 طبعة مصر

١٨٩

( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ... )

عن ابن جريج، أخبرني ابن أبي حميد، عن حميدة بنت أبي يونس قالت:

قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة:

إنَّ الله وملائكته يصلّون على النبي، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما وعلى الذّين يصلون الصفوف الأُولى.

قالت: قبل أنْ يغيِّر عثمان المصاحف. (الإتقان في علوم القرآن: 2/25 طبعة مصر). (تفسير روح المعاني للألوسي: 1/25 طبعة المطبعة المنيرية بمصر).

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ... )

عن أبي سفيان الكلاعي:

إنَّ مسلمة بن مخلّد الأنصاري قال لهم ذات يوم:

أخبروني بآيتين في المصحف لم يخبروه، وعندهم: أبو الكنود سعد بن مالك.

فقال مسلمة:

إنّ الذين آمنوا وهاجروا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا فابشروا أنتم المفلحون والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أُخفي لهم مِن قرَّة أعين جزاء بما كانوا يعملون. (الإتقان في علوم القرآن: 2/25).

(إنَّ الله سيؤيّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم)

أخرج أبو عبيد في فضائله، وابن الضرَّيس عن أبي موسى

١٩٠

الأشعري قال: نزلت سورة شديدة نحو (براءة) في الشدَّة ثمَّ رُفِعت، وحفظتُ منها:

إنَّ الله سيؤيِّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. (الدر المنثور: 1/105، الإتقان في علوم القرآن: 2/25).

وقال أبو عبيد: حدَّثنا حجاج عن حماد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن أبي حرب بن الأسود، عن أبي موسى الأشعري قال:

نزلت سورة نحو براءة، ثمَّ رُفعت، وحفظ منها:

إنَّ الله سيؤيِّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ولو أنَّ لابن آدم واديين مِن مال لتمنَّى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب، ويتوب الله على مَن تاب. (الدر المنثور في التفسير بالمأثور: 6/378).

(أنْ بلِّغوا عنَّا قومنا)

قال الحافظ جلال الدين السيوطي:

وفي الصحيحين عن أنس: في قصّة أصحاب بئر معونة الذين قُتلوا، وقنت يدعو على قاتليهم.

قال أنس. ونزل فيهم قرآن قرأناه حتَّى رُفع:

أنْ بلِّغوا عنَّا قومنا إنَّا لقينا ربَّنا فرضي عنَّا وأرضانا.

وفي المستدرك: عن حذيفة قال:

ما تقرأون ربعها يعني: براءة.

ثمَّ قال السيوطي:

وقال في (البرهان): في قول عمر: لولا أنْ تقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها يعني: آية الرجم.

١٩١

ظاهره: إنَّ كتابتها كانت جائزة، وإنَّما منعه قول الناس، والجائز في نفسه قد يقوم مِن خارج ما يمنعه، فإذا كانت جائزة لزم أنْ تكون ثابتة، لأنَّ هذا شأن المكتوب... (الإتقان في علوم القرآن: 2/25).

(النّبي أولى بالمؤمنين وهو أب لهم)

أخرج المتَّقي الهندي عن بجالة قال:

مرَّ عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف:

(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمَّهاتهم وهو أب لهم) .

فقال: يا غلام، حكَّها.

قال: هذا مصحف أُبيَّ، فذهب إليه فسأله فقال:

إنَّه كان يُلهيني القرآن، ويُلهيك الصفق بالأسواق. (منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد: 2/43، كنز العمال 2/569 رقم الحديث 4746 ط بيروت).

وأخرج الفاريابي، وابن مردويه، والحاكم، والبيهقي في سننه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه كان يقرأ هذه الآية:

(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أُمهاتهم) .

وأخرج الفاريابي، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأ:

(النبي أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم وهو أب لهم) .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال:

كان في الحرف الأول:

١٩٢

(النبي أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم وهو أب لهم) . (الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور: 5/183).

* * *

( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى... )

أخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة أنَّها استكتبت مصحفاً، فلمَّا بلغت: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، قالت:

اكتب: العصر. (كتاب المصنِّف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة 2/504 طبع دار السلطنة بمبي - الهند).

وقال العلاَّمة جلال الدين السيوطي:

أخرج عبد الرزَّاق، والبخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن أبي داود في (المصاحف) عن أبي رافع مولى حفصة قال:

استكتبتني حفصة مصحفاً فقالت:

إذا أتيت على هذه الآية، فتعال حتَّى أُمليها عليك كما أُقرئتها، فما أتيت على هذه الآية: حافظوا على الصلوات.

قالت: اكتب: حافظوا على الصّلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر. فلقيت أُبي بن كعب فقلت:

أبا المنذر إنَّ حفصة قالت: كذا، وكذا.

فقال: هو كما قالت، أوليس أشغل ما نكون عند صلاة الظهر في عملنا ونواضحنا؟!

وأخرج مالك، وأبو عبيد، وعبد بن حميد، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن الأنباري في (المصاحف)، والبيهقي في (سننه)، عن

١٩٣

عمرو بن رافع قال: كنت أكتب مصحفاً لحفصة زوج النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فقالت:

إذا بلغت هذه الآية فآذنّي: ( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى... ) .

فلمَّا بلغتها، آذنتها فأملت عليّ: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين.

وقالت: أشهد أنِّي سمعتها مِن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم).

وأخرج مالك، وأحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي وابن جرير، وابن أبي داود، وابن الأنباري في (المصاحف)، والبيهقي في (سننه) عن أبي يونس، مولى عائشة قال:

أمرتني عائشة أنْ أكتب لها مصحفاً وقالت:

إذا بلغت هذه الآية فآذنّي، ( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى... ) . فلمّا بلغتها، آذنتها فأملت عليّ:

حافظوا على الصلوات، والصلاة الوسطى، وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. وقالت عائشة: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي داود في (المصاحف)، وابن المنذر عن أم حميد بنت عبد الرحمان أنَّها سألت عائشة عن الصلاة الوسطى فقالت:

كنَّا نقرأها في الحرف الأول على عهد النبي (صلّى الله عليه وسلم):

١٩٤

حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين.

وأخرج ابن أبي داود في (المصاحف) مِن طريق نافع عن ابن عمر، عن حفصة أنَّها قالت لكاتب مصحفها: إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني، حتَّى أخبرك ما سمعت مِن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فلمَّا أخبرها قالت:

اكتب إنِّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) يقول:

حافظوا على الصلوات، والصلاة الوسطى، وصلاة العصر.

وأخرج وكيع، وابن أبي شيبة في (المصنّف)، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي داود في (المصاحف)، وابن المنذر عن عبد الله بن رافع عن أمِّ سلمة أنَّها أمرته أنْ يكتب لها مصحفاً فلمَّا بلغت: ( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى... ) . قالت اكتب:

حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. (الدرِّ المنثور في التفسير بالمأثور: 1/302، 303).

* * *

قوله تعالى: ( ... فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ... ) .

أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن ابن عمر قال:

لقد توفِّي عمر وما يقول هذه الآية التي في سورة الجمعة إلاَّ: فامضوا إلى ذكر الله.

وأخرج عبد الرزاق، والفريابي، وأبو عبيد، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن

١٩٥

الأنباري، والطبراني مِن طرق عن ابن مسعود أنَّه كان يقرأ:

فامضوا إلى ذكر الله.

قال: ولو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي.

وأخرج الشافعي في (الأُمّ) وعبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري (المصاحف)، والبيهقي في (سننه)، عن ابن عمر قال:

ما سمعت عمر يقرأها قطُّ إلاَّ: فامضوا إلى ذكر الله (1).

وأخرج عبد بن حميد من طريق أبي العالية، عن أبي بن كعب، وابن مسعود أنَّهما كانا يقرآن: فامضوا إلى ذكر الله.

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله تعالى: ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ... ) قال: فامضوا. (الدرُّ المنثور6/219).

فما استمتعتم به منهنَّ إلى أجل مسمّى

أخرج الطبري عن أبي نضرة قال:

سألت ابن عباس عن متعة النساء قال: أما تقرأ سورة النساء؟

قال: قلت: بلى.

قال: فما تقرأ فيها (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى) ؟

قلت: لا، لو قرأتها هكذا ما سألتك!

قال:

____________________

(1) انظر: كنز العمال: 2/593 رقم الحديث (4809) ط مؤسسة الرسالة بيروت عام (1399هـ).

١٩٦

فإنَّها كذا.

وقال أبو جعفر الطبري:

حدَّثنا ابن المثنى قال: حدَّثنا محمد بن جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن أبي سلمة، عن أبي نضرة قال:

قرأت هذه الآية على ابن عباس:

( ... فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ... ) .

قال ابن عباس: إلى أجل مسمَّى.

قلت: ما أقرأها كذلك.

قال: والله، لأنزلها الله كذلك ثلاث مرَّات .

وعن أبي إسحاق عن عمير أنَّ ابن عباس قرأ: فما استمعتم به منهن إلى أجل مسّمى (1) .

(انظر الدرَّ المنثور في التفسير بالمأثور: 6/219).

وقال الفخر الرازي:

الطريق الثاني: أنْ نقول: هذه الآية مقصورة على نكاح المتعة، وبيانه مِن وجوه:

الأول: ما روي أنَّ أُبيَّ بن كعب كان يقرأ:

(فما استمتعتم به إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهنّ).

وهذا أيضاً هو قراءة ابن عباس، والأُمَّة ما أنكروا عليهما في هذه القراءة فإنَّ ذلك إجماعاً مِن الأُمَّة على صحة هذه القراءة. (تفسير الفخر الرازي المجلَّد الخامس: 10/53 تفسير سورة النساء آية 24).

____________________

(1) تفسير الطبري: 4/9، تفسير غرائب القرآن للنيسابوري: 4/18 بهامش تفسير الطبري، الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور: 2/140، تفسير الكشاف: 1/519، تفسير السراج المنير: 1/295.

١٩٧

المؤلِّف يقول:

قول الفخر الرازي: فإنَّ ذلك إجماعاً مِن الأُمَّة على صحة هذه القراءة.

يدلُّ على أنَّ القرآن الذي بأيدي المسلمين ناقص وكلمة:

(إلى أجل) ساقطة مِن القرآن على حدِّ زعمه مِن إجماع الأمَّة على صحة هذه القراءة.

وهذه القراءة تؤيِّد صراحة تحريف القرآن الكريم - والعياذ بالله -

( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا... )

قال الحافظ السيوطي: وأخرج أحمد عن أُبي قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (إنَّ الله أمرني أنْ أقرأ عليك) . فقرأ عليّ:

لم يكن الذين كفروا مِن أهل الكتاب والمشركين منفكِّين حتَّى تأتيهم البيِّنة، رسول مِن الله يتلو صحفاً مطهَّرة فيها كتب قيِّمة، وما تفرَّق الذين أوتوا الكتاب إلاَّ مِن بعد ما جاءتهم البيِّنة، إنَّ الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية، ومَن يفعل خيراً فلن يكفره .

قال شعبة: ثمَّ قرأ آيات بعدها، ثمَّ قرأ:

لو أنَّ لابن آدم وادياً مِن مال لسأل ثانياً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب.

قوله تعالى: ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا... )

قال جلال الدين السيوطي:

١٩٨

وأخرج أبن مردويه، عن أُبي بن كعب أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) قال: (يا أُبيُّ، إنِّي أُمرت أنْ أقرأ سورة) ، فأقرأنيها:

ما كان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة رسول مِن الله يتلو صحفاً مطهَّرة فيها كتب قيِّمة أي ذات اليهوديّة والنصرانية.

إنَّ أقوم الدين الحنيفيّة مسلمة غير مشركة، ومَن يعمل صالحاً فلن يكفره، وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلاَّ مِن بعد ما جاءتهم البيِّنة، إنَّ الذين كفروا وصدُّوا عن سبيل الله وفارقوا الكتاب لمَّا جاءهم، أولئك عند الله شرُّ البريَّة، ما كان النّاس إلاَّ أُمَّة واحدة ثمَّ أرسل الله النبيِّين مبشِّرين ومنذرين، يأمرون النّاس يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويعبدون الله وحده وأولئك عند الله هم خير البريّة، جزاؤهم عند ربِّهم جنَّات عدن تجري مِن تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمَن خشي ربَّه (1) .

ثمَّ قال السيوطي:

وأخرج أحمد عن ابن عباس قال:

جاء رجل إلى عمر يسأله، فجعل ينظر إلى رأسه مرَّة، وإلى رجليه أُخرى هل يرى عليه مِن البؤس.

ثمَّ قال له عمر: كم مالك؟

قال: أربعون مِن الإبل.

____________________

(1) تفسير روح المعاني للآلوسي: 1/25 طبع مصر.

١٩٩

(لا ترغبوا عن آبائكم فإنَّه كفر بكم)

قال ابن عباس: قلت:

صدق الله ورسوله: لو كان لابن آدم واديان مِن ذهب لابتغى الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ويتوب الله على مَن تاب.

فقال عمر: ما هذا؟

فقلت: هكذا أقرأني أُبيُّ.

قال: فمُرَّ بنا إليه.

فقال: ما تقول هذا.

قال أُبي: هكذا أقرأنيها رسول الله (صلّى الله عليه وسلم).

قال: إذاً أثبتها في المصحف؟!!

قال نعم. (انظر: الدرَّ المنثور في التفسير بالمأثور: 6/378).

أخرج السيوطي، عن عمر بن الخطاب قال: كنَّا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم.

ثمَّ قال لزيد: أ كذلك يا زيد؟

قال: نعم.

(الإتقان في علوم القرآن: 2/25 ط مصر).

ليس عليكم جناح في مواسم الحج

أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

كانت عكاظ ومجنَّة، وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فلمَّا

٢٠٠