مدخل إلى دراسة نص الغدير

مدخل إلى دراسة نص الغدير0%

مدخل إلى دراسة نص الغدير مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 145

مدخل إلى دراسة نص الغدير

مؤلف: الشيخ محمد مهدي الآصفي
تصنيف:

الصفحات: 145
المشاهدات: 32370
تحميل: 4865

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 145 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 32370 / تحميل: 4865
الحجم الحجم الحجم
مدخل إلى دراسة نص الغدير

مدخل إلى دراسة نص الغدير

مؤلف:
العربية

١ - نص يوم الدار

وإليك نص يوم الدار في السنين الأولى من البعثة والأيام الأولى من إعلان الدعوة في مكة:

أخرج الطبري حديث الدار في تاريخه(١) ، وفي تفسيره(٢) ، وفي تهذيب الآثار(٣) قال:

حدّثنا(٤) ابن حُميد، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد اللّه بن عباس، عن عليّ بن أبي طالب، قال: «لما نزلت هذه الآية على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَأَنذر عَشيرَتَكَ الأَقرَبينَ )، دعاني رسول اللّه فقال لي: يا عليّ، إنّ اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقتُ بذلك ذرعاً، وعرفت أنّي متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتّ عليه حتى جاءني جبرئيل فقال: يا محمد، إنك إلا تفعل ما تؤمر به يُعذّبك ربّك، فاصنع لنا صاعاً من طعام، واجعل عليه رجل شاةٍ، واملأ لنا عُسّاً من لبن، ثم اجمع لي بني

____________________

(١) تاريخ الأُمم والملوك: ٢ / ٣١٩.

(٢) جامع البيان: مج ١١ / ج ١٩ / ١٢١.

(٣) تهذيب الآثار - مسند عليّ: ص ٦٢ / ح ١٢٧.

(٤) راجع توثيق السند في الملحق رقم ١.

١٠١

عبد المطلب حتى أكلّمهم، وأبلغهم ما أُمرت به، ففعلت ما أمرني به. ثم دعوتُهم له، وهو يومئذٍ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعتُه تناول رسول اللّه حِذيةً من اللحم، فشقّها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصّفحة. ثمّ قال: خذُوا بسم اللّه، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم، وايم اللّه الذي نفس عليّ يده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم. ثمّ قال: اسق القوم، فجئتهم بذلك العسّ، فشربوا منه حتى روُوا منه جميعاً، وايمُ اللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليَشرب مثله، فلما أراد رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكلمهم بدرَهُ أبو لهب إلى الكلام، فقال: لَهدَّ ما سحركم صاحبُكم! فتفرق القوم ولم يكلّمهم رسولُ اللّه، فقال: الغد يا عليّ، إنّ هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرّق القوم قبل أن أكلّمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثمّ اجمعهم إليّ.

قال: ففعلتُ، ثم جمعتهم ثمّ دعاني بالطعام فقرّبته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة. ثمّ قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العُسّ، فشربوا حتى رووا منه جميعاً، ثمّ تكلّم رسول اللّه، فقال: يا بني عبد المطلب، إنّي واللّه ما أعلمُ شابّاً في العرب جاء قومَه بأفضل مما قد جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القومُ عنها جميعاً، وقلت، وإني لأحدثُهم سنّاً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً، أنا يا نبيّ اللّه، أكون وزيَرك عليه. فأخذ برقبتي، ثمّ قال: إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.

١٠٢

ورواه عن الطبري البغوي في تفسيره(١) ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه(٣) ، قال:

أخبرنا(٣) أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالكوفة، أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان الشاهد، أنبأنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي أنبأنا عبّاد بن يعقوب، أنبأنا عبد اللّه بن عبد القدّوس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبد اللّه، عن علي بن أبي طالب قال:

لمّا نزلت (وَأَنذِر عَشيرَتَكَ الأَقرَبينَ ) قال رسول اللّه: يا علي اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام، وأعدّ قعباً من لبن - وكان القعب قد ريّ رجل - قال: ففعلت فقال لي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي اجمع بني هاشم وهم يومئذٍ أربعون رجلاً - أو أربعون غير رجل - فدعا رسول اللّه بالطعام فوضعه بينهم فأكلوا حتى شبعوا وإنّ منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها، ثم تناولوا القدح فشربوا حتى رووا وبقي فيه عامّته، فقال بعضهم: ما رأينا كاليوم في السحر!! - يرون أنه أبو لهب-.

ثمّ قال: يا عليّ اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدّ بقعب من لبن. قال: ففعلت، فجمعهم فأكلوا مثل ما أكلوا بالمرّة الأولى وشربوا مثل المرّة الأولى وفضل منه ما فضل في المرّة الأولى فقال بعضهم: ما رأينا كاليوم في السحر!!!

فقال في المرّة الثالثة: اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدّ بقعب من لبن.

___________________

(١) المعروف بمعالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن: مج ٣ / ج ٥ / ١٢٧.

(٢) ترجمة الإمام عليّعليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق: ١ / ٩٩ ج ١٣٧.

(٣) راجع توثيق السند في الملحق رقم ٢.

١٠٣

ففعلت فقال: اجمع بني هاشم فجمعتهم فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالكلام فقال: أيّكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيّي من بعدي؟ قال: فسكت العباس مخافة أن يحيط ذلك بماله، فأعاد رسول اللّه الكلام فسكت القوم وسكت العباس مخافة أن يحيط ذلك بماله، فأعاد رسول اللّه الكلام الثالثة قال: وإنّي يومئذٍ لأسوأهم هيئة، إنّي يومئذٍ أحمش الساقين أعمش العينين ضخم البطن، فقلت: أنا يا رسول اللّه.

قال: أنت يا علي أنت يا علي.

٢ - نص الغدير

حج رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في السنة العاشرة من الهجرة حجّة الوداع، وخرج معه خلق كثير من المدينة وممّن توافد على المدينة ليخرجوا مع رسول الله للحج في تلك السنة. ويتراوح تقدير أصحاب السير لمن خرج مع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يومئذٍ للحج بين تسعين ألفاً ومائة وأربعة وعشرين ألفاً. عدا من حج مع رسول اللّه في تلك السنة من مكة المكرمة وممن التحق برسول اللّه في مكة من اليمن ومن العشائر الذين توافدوا إلي مكة للحج.

وفي عودتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الحج في طريقه إلى المدينة نزل رسول اللّه ب(غدير خم) في يوم صائف شديد الحر في الثامن عشر من ذي الحجة. فأذّن مؤذن رسول اللّه بردِّ من تقدّم من الناس وحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان. فصلّى بالناس الظهر، وكان يوماً هاجراً، يضع الرجل بعض ردائه على رأسه، وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء. وظلّل لرسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف رسول اللّه من صلاته قام خطيباً، فحمد اللّه وأثنى عليه. ثم أخذ بيد عليعليه‌السلام فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم جميعاً، فقال: «أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى.

فقال: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» - يقولها أربع مرات كما يروي أحمد بن حنبل -، ثم قال: «اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل

١٠٤

١٠٥

من خذله، وأدرِ الحق معه حيث دار. ألا فليبلّغ الشاهد الغائب».

فلما نزل رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الأقتاب التي صفت له، أخذ الناس يهنئون علياًعليه‌السلام يومئذٍ بالولاية. وممّن هناه يومئذٍ بالولاية الشيخان أبو بكر وعمر. قالا له: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومومنة.

هذا مجمل حديث الغدير.

ورغم الظروف السياسية القاسية التي جرت على المسلمين في الصدر الأول من الإسلام في عصر بني أميّة، واهتمام الحكام يومئذٍ بالتعتيم والتكتم على فضائل الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، فقد شاء اللّه تعالى أن ينشر حديث الغدير، ويتولّى الصحابة والتابعون لهم بإحسان وطبقات المحدّثين والعلماء بعدهم رواية هذا الحديث حتى استفاض نقله وشاع مما لا يدع مجالاً لإشكال أو تشكيك.

وقد جمع بعض العلماء طرق حديث الغدير. منهم أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ، يقول ابن كثير في البداية والنهاية(١) : وقد اعتنى بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلّدين أورد فيهما طرقه وألفاظه.

ومن المتأخرين أفرد السيد حامد حسين اللكهنوي مجلّدين كبيرين لهذا الحديث، بحث في المجلد الأول منهما حديث الغدير من حيث السند، وفي الثاني منهما هذا الحديث من حيث الدلالة والمتن(٢) .

____________________

(١) البداية والنهاية: ٥ / ٢٢٧ حوادث سنة ١٠ هجري.

(٢) وقد أعيد طبعه أخيراً في عشر مجلدات في مدينة قم.

١٠٦

وأفرد شيخنا الأمينيرحمه‌الله الجزء الأوّل من موسوعته القيّمة الجليلة بأسانيد وطرق هذا الحديث الشريف ومناقشة المؤاخذات التي أوردها بعضهم على سند الحديث ودلالته. وهو من أجلّ ما كتب في نصوص الولايةرحمه‌الله ، وتغمده برحمته.

ولست أعرف في الإسلام حدثاً تواترات فيه الروايات وأخذ من اهتمام علماء المسلمين في كل العصور مثل هذا الحدث العظيم.

ولسنا نحتاج بعد هذا النقل المتواتر لحديث الغدير من عصر الصحابة إلى اليوم إلى دراسة سندية لهذا الحديث، ولكنّنا مع ذلك سوف نذكر بعض طرق هذا الحديث الشريف مع دراسة موجزة لرجال إسناده.

روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين (٣ / ١١٨ ح ٤٥٧٦)، قال:

حدّثني(١) أبو بكر محمد بن بالويه وأبو بكر أحمد بن جعفر البزار، قالا: حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدّثني أبي، حدثّنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال:

لما رجع رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقُممن فقال: «كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى

____________________

(١) راجع توثيق السند في الملحق رقم ٣.

١٠٧

يردا عليّالحوض ثم قال: إن اللّه عزّ وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن. ثم أخذ بيد عليّرضي‌الله‌عنه فقال:

«من كنت مولاه فهذا وليه اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه».

قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وروى الحاكم في المستدرك (٣ / ٦٣١ ح ٦٢٧٢) قال:

أخبرني(١) محمد بن عليّ الشيباني بالكوفة، حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا كامل أبو العلاء قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: خرجنا مع رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم، فأمر بروح(٢) فكسح في يوم ما أتى علينا يوم أشد حراً منه، فحمد اللّه وأثنى عيه، وقال:

«يا أيها الناس، إنه لم يبعث نبيّ قط إلا ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي تارك فيكم ما لن تضلوا بعده: كتاب اللّه عزّ وجلّ»، ثم قام فأخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال:

« يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟».

قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال:

« ألست أولى بكم من أنفسكم؟».

قالوا بلى. قال:

____________________

(١) راجع توثيق السند في الملحق رقم ٤.

(٢) كذا في المصدر والصحيح ب (دوح).

١٠٨

«من كنت مولاه فعليّ مولاه».

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التخليص: صحيح.

وروى الترمذي في السنن في مناقب علي بن أبي طالب (٥ / ٥٩١ ح ٣٧١٣)، قال:

حدّثنا(١) محمد بن بشار، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي سُريحة أو زيد بن أرقم - الشك من شعبة - عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:

«من كنت مولاه فعليّ مولاه».

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

وقد روى هذا الحديث عن ميمون أبي عبد اللّه عن زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأبو سُريحة: هو حُذيفة بن أسيد الغِفاري صاحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وفي مسند أحمد بن حنبل ( ٥ / ٤٩٤ ح ١٧٩٣):

حدّثنا(٢) عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان - عن عطية العوفي قال: سألت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختناً لي حدّثني عنك بحديث في شأن عليرضي‌الله‌عنه يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك.

____________________

(١) راجع توثيق السند في الملحق رقم ٥.

(٢) راجع توثيق السند في الملحق رقم ٦.

١٠٩

فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك مني بأس، فقال: نعم، كنا بالجحفة فخرج رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلينا ظهراً وهو آخذ بعضد عليرضي‌الله‌عنه فقال:

« يا أيّها الناس ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟».

قالوا: بلى، قال:

«فمن كنت مولاه فعليّ مولاه».

قال: قلت له: هل قال: «اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه»؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت.

وفي مسند أحمد أيضاً (٥ / ٤٩٨ ح ١٨٨١٥)، قال:

حدّثنا(١) عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمد وأبو نعيم قالا: حدّثنا فطر عن أبي الطفيل قال: جمع عليّرضي‌الله‌عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم: «أنشد اللّه كل امرئ مسلم سمع رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لمّا قام». فقام ثلاثون من الناس:

وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده. فقال للناس.

«أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: نعم، يا رسول اللّه. قال:

«من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه» قال: فخرجت وكأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت علياً - رضي اللّه تعالى عنه - يقول كذا وكذا فما تذكر؟ قال قد سمعت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ذلك له.

وروى النسائي في السنن الكبرى (٥/ ٤٥ ح ٨١٤٨)، قال:

____________________

(١) راجع توثيق السند في الملحق رقم ٧.

١١٠

أخبرنا(١) محمد بن المثنى قال: حدّثنا يحيى بن حماد، قال: حدّثنا أبو عوانة عن سليمان قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن ثم قال: «كأنّي قد دُعِيتُ فأجيب، إنّي قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب اللّه، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: إن اللّه مولاي وأنا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد عليّ فقال:

من كنت وليه، فهذا وليه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه».

وذكره ابن كثير في البداية النهاية (٥ / ٢٨٨ حوادث سنة ١٠ هجري)، وقال: قال شيخنا الذهبي وهذا حديث صحيح.

وروى الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ص ٨٨ ح ٨٠)، قال:

أخبرنا(٢) زكريا بن يحيى، قال: حدّثنا نصر بن علي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه أنّ سعداً قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«من كنت مولاه فعلي مولاه».

وروى ابن ماجة في السنن (١ / ٤٣ ح ١١٦) قال:

حدّثنا علي بن محمد، حدّثنا أبو الحسين، أخبرني حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول

____________________

(١) راجع توثيق السند في الملحق رقم ٨.

(٢) راجع توثيق السند في الملحق رقم ٩.

١١١

اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته التي حجّ. فنزل في بعض الطريق فأمر بالصلاة جامعة فأخذ بيد علي، فقال:

«ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى. فقال:

«ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى. قال:

«فهذا وليّ من أنا مولاه، اللهم والِ من والاه، اللهم عادِ من عاداه».

قال ابن ماجة في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.

أقول: إنّ ضعف علي بن زيد بن جدعان هو أحد الرأيين في الرجل، والرأي الآخر وهو الأرجح عندنا توثيق الرجل وتصديقه.

قال العجلي: كان يتشيع ولا بأس به. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صالح الحديث. وقال الترمذي: صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره. وقال ابن عدي لم أرَ أحداً من البصريين وغيرهم امتنع من الرواية عنه. وقال الساجي: كان من أهل الصدق(١) .

وروى النسائي في الخصائص (ص ٨٦ ح ٧٩)، قال:

أخبرنا(٢) أبو داود، قال: حدّثنا أبو نعيم، قال: حدّثنا عبد الملك بن أبي غنيّة، قال: أخبرنا الحكم، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريرة، قال: خرجت مع عليّرضي‌الله‌عنه إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فذكرت علياً فتنقصته، فجعل رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتغير وجهه، فقال:

« يا بريدة ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قلت: بلى يا رسول اللّه، قال:

____________________

(١) تهذيب التهذيب: ٧ / ٢٨٣ رقم ٥٤٥.

(٢) راجع توثيق السند في الملحق رقم ١٠.

١١٢

«من كنت مولاه فعلي مولاه».

ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (٣ / ١١٩ ح ٤٥٧٨) بنفس الإسناد وقال:

حدّثنا(١) محمد بن صالح بن هانئ، حدّثنا أحمد بن نصر، أخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري. أنبأنا محمد بن عبد اللّه العمري، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف، قالوا: حدّثنا أبو نعيم، وساق إسناد الحديث والمتن كما في خصائص النسائي.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (٥ / ٢٢٨ حوادث سنة ١٠ هجري) عن أحمد بن حنبل قال: قال الإمام أحمد حدّثنا الفضل بن دكين حدّثنا ابن أبي غنيّة عن الحكم عن سعيد بن جبير، وساق السند والمتن كما عند النسائي.

ورجال السند عند النسائي كلهم ثقات وكذا سند الحاكم. وصحّحه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ورواه الذهبي في التلخيص ولم يعلق عليه بنقد أو جرح في إسناده مما يشعر بتصحيحه له. ورجال السند في رواية ابن كثير وأحمد بن حنبل كلهم ثقات، وصحّحه ابن كثير وقال: إسناد جيد قوي رجاله كلهم ثقات.

ورواه أحمد في المسند (٦ / ٤٧٦ ح ٢٢٤٣٦) بنفس الإسناد والمتن وقال: حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا ابن عيينة عن الحسن عن سعيد بن جبير، وساق الحديث بنفس الإسناد والمتن، إلا أنّ رواية أحمد عن الحسن وليس الحكم وكذلك ابن عيينة والصواب ابن أبي غنيّة بالغين المعجمة. وقد راجعنا الرواية عند ابن كثير

____________________

(١) راجع توثيق السند في الملحق رقم ١١.

١١٣

فوجدناه يروى عن أحمد عن الحكم كما في إسنادي النسائي والحاكم، وأغلب الظن أنّ الحسن مصحّف والصحيح الحكم بقرينة رواية ابن كثير عن أحمد.

وذكره ابن حجر في الصواعق المحرقة (ص ٤٣)، وقال: هذا الحديث صحيح ولفظه عند الطبراني وغيره بسند صحيح.

والحلبي في سيرته (٣ / ٢٧٤) وقال: هذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته كأبي داود وأبي حاتم الرازي.

والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (١ / ١٦٣ الأصل الخمسون).

والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ /١٦٤) وقال: رواه الطبراني وفيه زيد بن الحسن الأنماطي، قال أبو حاتم: منكر الحديث، ووثّقه ابن حبّان، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٣ / ١٨٠ ح ٣٠٥٢) وقال:

حدّثنا(١) محمد بن عبد اللّه الحضرمي وزكريا بن يحيى الساجي، قالا: حدّثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، وحدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطي، قالا: حدثّنا زيد بن الحسن الأنماطي، حدّثنا معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:

لما صدر رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع، نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن فقمّ ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى تحتهن، ثمّ قام فقال:

____________________

(١) راجع توثيق السند في الملحق رقم ١٢.

١١٤

«يا أيّها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنّه لم يعَمَّر نبيّ إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أنّي يُوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مسؤول وإنّكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟».

قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت، فجزاك اللّه خيراً.

فقال: «أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً عبدُه ورسوله، وأنّ جنته حق وناره حق، وأنّ الموت حق، وأنّ البعث بعد الموت حق، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور؟».

قالوا: بلى نشهد بذلك.

قال: «اللهم اشهد - ثم قال -: أيها الناس إنّ اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليّاً - اللهم والِ من والاه وعادِ من عاده - ثم قال -:

يا أيها الناس إنّي فَرطكم، وإنّكم واردون عليّ الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضةٍ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب اللّه عزّ وجل سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض».

دلالة نص الغدير

ولسنا نحتاج أن نقف كثيراً عند دلالة (نص الغدير) ومعنى المولى، ولو أنّ الإنسان تجرد عن الخلفيات التاريخية لمسألة الخلاف على الإمامة والخلافة من بعد

١١٥

رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتوقف كثيراً في دلالة الحديث.

ولو أنّ بعض هذا الإعلان والإشهار كان صادراً من رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غير هذا الأمر الذي اختلف فيه المسلمون أشد الاختلاف، ودخل فيه العامل السياسي فعمّق الخلاف......

أقول: لو كان بعض هذا الإعلان والإشهار صادراً عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غير هذا الأمر لما اختلف فيه أحد من المسلمين.

فليس من المعقول ولا من المألوف أن ينزل رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بجماهير المسلمين الذين يربو عددهم على مائة ألف في ذلك الهجير الصائف من طريق عودة الحجيج إلى بلادهم، ويأخذ بيد عليّعليه‌السلام أمام هذا الحشد الكبير حتى يتبين آباطهما، ويشهر ولايتهعليه‌السلام عليهم كولايتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليهم، إعلاناً، وإشهاراً، ويأمرهم أن يبلّغ الشاهد الغائب... ثمّ يتزاحم المسلمون على عليّعليه‌السلام ليهنئوه بالولاية... ثم لا يكون لذلك دلالة على (الوصيّة)، ولا يزيد هذا الأمر كله على التذكير بفضائل عليّعليه‌السلام ، وردّ الاعتبار إلى الإمام عليّعليه‌السلام عن شكوى أسرّ به بعض الأصحاب إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جفوة كانت بينه وبين عليّعليه‌السلام في طريق عودتهم من اليمن... كما يقول الحافظ أبو الفداء بن كثير في البداية والنهاية (٥ / ٢٢٧ حوادث سنة ١٠ هجري).

يقول أبو الفداء:

فصل في إيراد الحديث الدال على أنّهعليه‌السلام خطب بمكان بين مكة والمدينة مرجعه من حجّة الوداع قريب من الجحفة - يقال له غدير خمّ - فبيّن فيها فضل عليّ بن أبي طالب وبراءة عرضه مما كان تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن.

ولا أعتقد أنّ الحافظ أبا الفداء بن كثير كان يرتضي لنفسه مثل هذا التسطيح

١١٦

والتبسيط للتاريخ بهذه الصورة لو كان هذا الإعلام والإشهار في غير هذا الأمر من أمور المسلمين، ولم يكن محملاً بهذه التبعة التأريخية الثقيلة من الحساسيات السياسية التي تراكمت حول قضية الخلافة السياسية بعد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

والتشكيك في دلالة (المولى) في النص كالتشكيك في دلالة الحديث والموقف والحشد الكبير الذي أشهر فيهم رسول اللّه ولاية الإمام عليّعليه‌السلام يومئذٍ على المسلمين.

ففي كثير من الطرق الصحيحة لهذا النص يسأل رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أولاً: «ألست أولى بكم من أنفسكم ؟» وبعد أن يقرّوا له بذلك الإيجاب. يقول:

«من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

وهو نص في إرادة الإمامة من الولاية، أو كالنص، لا يكاد يرتاب فيه أحد إذا تجرد عن الرواسب التاريخية لهذا الخلاف.

ولست أعرف بعد هذه المقدمة والاستفهام من رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والإقرار من الناس بولاية رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجهاً للتأمل والتوقف في معنى (المولى) في حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

وقد وردت هذه القرينة والسؤال والإقرار في صحاح الروايات كما ذكرنا من قبل.

ثم يعقّب رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا الإعلان والإشهار لولاية الإمام عليعليه‌السلام بالدعاء لمن يواليه:

«اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

١١٧

وهو دعاء خاص يتضمن معنى إعلان إمامة الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام على المسلمين.

وقد ورد الدعاء في طائفة واسعة من ألفاظ روايات الغدير.

وإجمالاً إنّ قراءة مجردةً لنص الغدير بكل ظروفه والقرائن التي تحفُّ به، مجردةً عن مخلّفات الماضي ورواسبه وحسّاسياته كافية لإثبات الوصية والولاية للإمام عليّعليه‌السلام من بعد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٣ - نص الوصاية

روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (٣ / ٥ ح ١٠٣١) قال: أخبرنا(١) أبو القاسم ابن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا محمد بن حميد الرازي أنبأنا علي بن مجاهد، أنبأنا محمد بن إسحاق عن شريك بن عبد اللّه، عن أبي ربيعة الأيادي، عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لكل نبيّ وصيّ ووارث وإنّ عليّاً وصيي ووارثي».

ورواه أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١١٤)، وأحمد بن حنبل في المناقب (ص ١١٨ ح ١٧٤)، والطبراني في المعجم الكبير (٦ / ٢٢١ ح ٦٠٦٣)، وابن المغازلي في المناقب (ص ٢٠٠ ح ٢٣٨)، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة (١ / ٣٥٨)، والخوارزمي في المناقب (ص ١١٢ ح ١٢١)، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص ٤٣) عن أحمد في الفضائل، وقال: فإن قيل: فقد ضعفوا حديث الوصية، فالجواب: إنّ الحديث الذي ضعّفوه في إسناده إسماعيل بن زيادة تكلّم فيه الدارقطني، والحديث الذي ذكرناه رواه أحمد في الفضائل وليس في إسناده ابن زيادة.

____________________

(١) راجع توثيق السند في الملحق رقم ١٣.

١١٨

١١٩

ملاحق في توثيق اسناد نصوص الوصية

توثيق رجال السند:

ملحق رقم / ١ /

١ /ابن حُميد، محمد بن حُميد الرازي أبو عبد اللّه ، المتوفّى سنة (٢٤٨ هجري):

أخرج له من أصحاب الصحاح (أبو داود) و(الترمذي) و(ابن ماجة).

قال أبو بكر الصاغاني: حدّثنا محمد بن حُميد. قيل له: أتحدّث عنه؟ قال: وما لي لا أتحدث عنه وقد حدّث عنه أحمد بن حنبل وابن معين. ميزان الاعتدال (٣ / ٥٣١ رقم ٧٤٥٣).

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب (٩ / ١١١ رقم ١٨١): روى عنه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وجمع غيرهم ذكر أسماءهم.

وقال عبد اللّه بن أحمد عن أبيه: لا يزال في الريّ علم ما دام محمد بن حميد حيّاً. وقال عبد اللّه: قدم علينا محمد بن حميد حيث كان أبي بالعسكر، فلما خرج قدم أبي وجعل أصحابه يسألونه عنه فقال لي: ما لهؤلاء؟ قلت: قدم ها هنا فحدّثهم بأحاديث لا يعرفونها. قال لي: كتبت عنه؟ قلت: نعم، فأريته إياه. فقال: أما حديثه

١٢٠