مستدرك الوسائل خاتمة 8 الجزء ٢٦

مستدرك الوسائل خاتمة 815%

مستدرك الوسائل خاتمة 8 مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 393

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 393 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 262322 / تحميل: 4909
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل خاتمة 8

مستدرك الوسائل خاتمة ٨ الجزء ٢٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

لم يكن جيش فرعون مانعا من العذاب الإلهي ، ولم تكن سعة مملكتهم وأموالهم وثراؤهم سببا لرفع هذا العذاب ، ففي النهاية أغرقوا في أمواج النيل المتلاطمة إذ أنّهم كانوا يتباهون بالنيل ، فبماذا تفكرون لأنفسكم وأنتم أقل عدّة وعددا من فرعون وأتباعه وأضعف؟! وكيف تغترون بأموالكم وأعدادكم القليلة؟!

«الوبيل» : من (الوبل) ويراد به المطر الشديد والثقيل ، وكذا يطلق على كل ما هو شديد وثقيل بالخصوص في العقوبات ، والآية تشير إلى شدّة العذاب النازل كالمطر.

ثمّ وجه الحديث إلى كفّار عصر بنيّ الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويحذرهم بقوله :( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ) (١) (٢) .

بلى إنّ عذاب ذلك اليوم من الشدّة والثقيل بحيث يجعل الولدان شيبا ، وهذه كناية عن شدّة ذلك اليوم.

هذا بالنسبة لعذاب الآخرة ، وهناك من يقول : إنّ الإنسان يقع أحيانا في شدائد العذاب في الدنيا بحيث يشيب منها الرأس في لحظة واحدة.

على أي حال فإنّ الآية تشير إلى أنّكم على فرض أنّ العذاب الدنيوي لا ينزل عليكم كما حدث للفراعنة؟ فكيف بكم وعذاب يوم القيامة؟

في الآية الاخرى يبيّن وصفا أدقّ لذلك اليوم المهول فيضيف :( السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً ) .

إنّ الكثير من الآيات الخاصّة بالقيامة وأشراط الساعة تتحدث عن

__________________

(١) يوما مفعول به لتتقون ، و «تتقون» ذلك اليوم يراد به تتقون عذاب ذلك اليوم ، وقيل (يوم) ظرف لـ (تتقون) أو مفعول به لـ (كفرتم) والاثنان بعيدان.

(٢) «شيب» جمع (أشيب) ويراد به المسن ، وهي من أصل مادة شيب ـ على وزن عيب ـ والمشيب يعني تغير لون الشعر إلى البياض.

١٤١

انفجارات عظيمة وزلازل شديدة ومتغيرات سريعة ، والآية أعلاه تشير إلى جانب منها.

فما حيلة الإنسان الضعيف العاجز عند ما يرى تفطر السموات بعظمتها لشدّة ذلك اليوم؟!(١)

وفي النّهاية يشير القرآن إلى جميع التحذيرات والإنذارات السابقة فيقول تعالى :( إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ ) .

إنّكم مخيرون في اختيار السبيل ، فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا ، ولا فضيلة في اتّخاذ الطريق إلى الله بالإجبار والإكراه ، بل الفضيلة أن يختار الإنسان السبيل بنفسه وبمحض إرادته.

والخلاصة أنّ الله تعالى هدى الإنسان إلى النجدين ، وجعلهما واضحين كالشمس المضيئة في وضح النهار ، وترك الإختيار للإنسان نفسه حتى يدخل في طاعته سبحانه بمحض إرادته ، وقد احتملت احتمالات متعددة في سبب الإشارة إلى التذكرة ، فقد قيل أنّها إشارة إلى المواعظ التي وردت في الآيات السابقة ، وقيل هي إشارة إلى السورة بكاملها ، أو إشارة إلى القرآن المجيد.

ولعلها إشارة إلى إقامة الصلاة وقيام الليل كما جاء في الآيات من السورة ، والمخاطب هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والآية تدل على توسعة الخطاب وتعميمه لسائر المسلمين ، ولهذا فإنّ المراد من «السبيل» في الآية هو صلاة الليل ، والتي تعتبر سبيل خاصّ ومهمّة تهدي إلى الله تعالى ، كما ذكرت في الآية (٢٦) من سورة الدهر بعد أن أشير إلى صلاة الليل بقوله تعالى :( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ) .

ويقول بعد فاصلة قصيرة :( إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً )

__________________

(١) «المنفطر» : من الانفطار بمعنى الإنشقاق ، والضمير (به) يعود لليوم ، والمعنى السماء منشقة بسبب ذلك اليوم والسماء جائزة للوجهين أي أنّه تذكر وتؤنث.

١٤٢

وهي بعينها الآية التي نحن بصدد البحث فيها(١) .

وبالطبع هذا التّفسير مناسب ، والأنسب منه أن تكون الآية ذات مفهوم أوسع حيث تستوعب هذه السورة جميع مناهج صنع الإنسان وتربيته كما أشرنا إلى ذلك سابقا.

* * *

ملاحظة

المراحل الأربع للعذاب الإلهي

الآيات السابقة تهدد المكذبين المغرورين بأربعة أنواع من العذاب الأليم : النكال ، الجحيم ، الطعام ذو الغصّة ، والعذاب الأليم ، هذه العقوبات في الحقيقة هي تقع في مقابل أحوالهم في هذه الحياة الدنيا.

فمن جهة كانوا يتمتعون بالحرية المطلقة.

الحياة المرفهة ثانيا.

لما لهم من الأطعمة السائغة من جهة ثالثة.

والجهة الرابعة لما لهم من وسائل الراحة ، وهكذا سوف يجزون بهذه العقوبات لما قابلوا هذه النعم بالظلم وسلب الحقوق والكبر والغرور والغفلة عن الله تعالى.

* * *

__________________

(١) تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ١٤٧.

١٤٣

الآية

( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠) )

التّفسير

فاقرؤوا ما تيسر من القرآن :

هذه الآية هي من أطول آيات هذه السورة وتشتمل على مسائل كثيرة ، وهي مكملة لمحتوى الآيات السابقة ، وهناك أقوال كثيرة للمفسّرين حول ما إذا كانت

١٤٤

هذه الآية ناسخة لحكم صدر السورة أم لا ، وكذلك في مكّيتها أو مدنيتها ، ويتّضح لنا جواب هذه الأسئلة بعد تفسير الآية.

فيقول تعالى :( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ ) (١) .

الآية تشير إلى نفس الحكم الذي أمر به الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في صدر السورة من قيام الليل والصلاة فيه ، وما أضيف في هذه الآية هو اشتراك المؤمنين في العبادة مع النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (بصيغة حكم استحبابي أو باحتمال حكم وجوبي لأنّ ظروف صدر الإسلام كانت تتجاوب مع بناء ذواتهم والاستعداد للتبليغ والدفاع عنه بالدروس العقائدية المقتبسة من القرآن المجيد ، وكذا بالعمل والأخلاق وقيام الليل ، ولكن يستفاد من بعض الرّوايات أنّ المؤمنين كانوا قد وقعوا في إشكالات ضبط الوقت للمدة المذكورة (الثلث والنصف والثلثين) ولذا كانوا يحتاطون في ذلك ، وكان ذلك يستدعي استيقاظهم طول الليل والقيام حتى تتورم أقدامهم ، ولذا بني هذا الحكم على التخفيف ، فقال :( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) .

«لن تحصوه» : من (الإحصاء) وهو عد الشيء ، أي علم أنّكم لا تستطيعون إحصاء مقدار الليل الذي أمرتم بقيامه والإحاطة بالمقادير الثلاثة.

وقال البعض : إنّ معنى الآية أنّكم لا تتمكنون من المداومة على هذا العمل طيلة أيّام السنة ، ولا يتيسر لعامّة المكلّفين إحصاء ذلك لاختلاف الليالي طولا وقصرا ، مع وجود الوسائل التي توقظ الإنسان.

والمراد بـ( فَتابَ عَلَيْكُمْ ) خفف عليكم التكاليف ، وليس التوبة من الذنب ، ويحتمل أنّه في حال رفع الحكم الوجوبي لا يوجد ذنب من الأساس ، والنتيجة

__________________

(١) يجب الالتفات إلى أنّ (نصفه) و (ثلثه) معطوف على أدنى وليس على (ثلثي الليل) فيكون المعنى أنّه يعلم أنّك تقوم بعض الليالي أدنى من ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه ،. كذا الالتفات إلى أن أدنى تقال لما يقرب من الشيء ، وهنا إشارة إلى الزمن التقريبي.

١٤٥

تكون مثل المغفرة الإلهية.

وأمّا عن معنى الآية :( فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) فقد قيل في تفسيرها أقوال ، فقال بعضهم : إنّها تعني صلاة الليل التي تتخللها قراءة الآيات القرآنية ، وقال الآخرون : إنّ المراد منها قراءة القرآن ، وإن لم تكن في أثناء الصلاة ، وفسّرها البعض بخمسين آية ، وقيل مائة آية ، وقيل مائتان ، ولا دليل على ذلك ، بل إنّ مفهوم الآية هو قراءة ما يتمكن عليه الإنسان.

وبديهي أنّ المراد من قراءة القرآن هو تعلم الدروس لبناء الذات وتقوية الإيمان والتقوى.

ثمّ يبيّن دليلا آخرا للتخفيف فيضيف تعالى :( عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ) ، وهذا تخفيف آخر كما قلنا في الحكم ، ولذا يكرر قوله «فاقرؤوا ما تيسر منه» ، والواضح أنّ المرض والأسفار والجهاد في سبيل الله ذكرت بعنوان ثلاثة أمثلة للأعذار الموجهة ولا تعني الحصر ، والمعنى هو أنّ الله يعلم أنّكم سوف تلاقون ، كثيرا من المحن والمشاكل الحياتية ، وبالتالي تؤدي إلى قطع المنهج الذي أمرتم به ، فلذا خفف عليكم الحكم.

وهنا يطرح هذا السؤال ، وهو : هل أنّ هذا الحكم ناسخ للحكم الذي ورد في صدر السورة ، أم هو حكم استثنائي؟ طاهر الآيات يدل على النسخ ، وفي الحقيقة أنّ الغرض من الحكم الأوّل في صدر السورة هو إقامة المنهج العبادي ، وهذا ما حصل لمدّة معينة ثمّ نسخ بعد ذلك بهذه الآية ، وأصبح أخف من ذي قبل ، لأنّ ظاهر الآية يدل على وجود معذورين ، فلذا حفف الحكم على الجميع ، وليس للمعذورين فحسب ، ولذا لا يمكن أن يكون حكما استثنائيا بل هو حكم ناسخ.

ويرد سؤال آخر ، هو : هل أنّ الحكم المذكور بقراءة ما تيسّر من القرآن واجب أم مستحب؟ إنّه مستحب ، واحتمل البعض الآخر الوجوب ، لأنّ قراءة القرآن تبعث على معرفة دلائل التوحيد ، وإرسال الرسل ، وواجبات الدين ، وعلى

١٤٦

هذا الأساس تكون القراءة واجبة.

ولكن يجب الالتفات إلى أنّ الإنسان لا يلزم بقراءة القرآن ليلا أثناء صلاة الليل ، بل يجب على المكلّف أن يقرأ بمقدار ما يحتاجه للتعليم والتربية لمعرفة اصول وفروع الإسلام وحفظه وإيصاله إلى الأجيال المقبلة ، ولا يختص ذلك بزمان ومكان معينين ، والحقّ هو وجوب القراءة لما في ظاهر الأمر (فاقرؤا كما هو مبيّن في اصول الفقه) إلّا أن يقال بقيام الإجماع على عدم الوجوب ، فيكون حينها مستحبا ، والنتيجة هي وجوب القراءة في صدر الإسلام لوجود الظروف الخاصّة لذلك ، واعطي التخفيف بالنسبة للمقدار والحكم ، وظهر الاستحباب بالنسبة للمقدار الميسّر ، ولكن صلاة الليل بقيت واجبة على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيلة حياته (بقرينة سائر الآيات والرّوايات).

ونقرأ في حديث ورد عن الإمام الباقرعليه‌السلام حيث يقول : «... متى يكون النصف والثلث نسخت هذه الآية( فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) واعلموا أنّه لم يأت نبيّ قط إلّا خلا بصلاة الليل ، ولا جاء نبي قط صلاة الليل في أوّل الليل»(١) .

والملاحظ في الآية ذكر ثلاثة نماذج من الأعذار ، أحدها يتعلق بالجسم (المرض) ، والآخر بالمال (السفر) ، والثالث بالدين (الجهاد في سبيل الله) ، ولذا قال البعض : إنّ المستفاد من الآية هو السعي للعيش بمثابة الجهاد في سبيل الله! وقالوا : إنّ هذه الآية مدنيّة بدليل سياقها في وجوب الجهاد ، إلّا أنّ الجهاد لم يكن في مكّة ، ولكن بالالتفات إلى قوله :( سَيَكُونُ ) يمكن أن تكون الآية مخبرة على تشريع الجهاد في المستقبل ، أي بسبب ما لديكم من الأعذار وما سيكون من الأعذار ، لم يكن هذا الحكم دائميا ، وبهذا الصورة يمكن أن تكون الآية مكّية ولا منافاة في ذلك.

ثمّ يشير إلى أربعة أحكام اخرى ، وبهذه الطريقة يكمل البناء الروحي للإنسان فيقول:( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ٤٥١.

١٤٧

تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

هذه الأوامر الأربعة (الصلاة ، الزكاة ، القروض المستحبة ، الاستغفار) مع الأمر بالقراءة والتدبر في القران الذي ورد من قبل تشكّل بمجموعها منهجا للبناء الروحي ، وهذا مهم للغاية بالخصوص لمن كان في عصر صدر الإسلام.

والمراد من «الصلاة» هنا الصلوات الخمس المفروضة ، والمراد من «الزكاة» الزكاة المفروضة ومن إقراض الله تعالى هو إقراض الناس ، وهذه من أعظم العبارات المتصورة في هذا الباب ، فإنّ مالك الملك يستقرض بمن لا يملك لنفسه شيئا ، ليرغبهم بهذه الطريقة للإنفاق والإيثار واكتساب الفضائل منها وليتربى ويتكامل بهذه الطريقة.

وذكر «الاستغفار» في آخر هذه الأوامر يمكن أن يكون إشارة إلى هذا المعنى وإيّاكم والغرور إذا ما أنجزتم هذه الطاعات ، وبأنّ تتصوروا بأنّ لكم حقّا على الله ، بل اعتبروا أنفسكم مقصرين على الدوام واعتذروا لله.

ويرى البعض أنّ التأكيد على هذه الأوامر هو لئلا يتصور المسلّم أنّ التخفيف سار على جميع المناهج والأوامر الدينية كما هو الحال في التخفيف الذي امر به النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه في قيام وقراءة القرآن ، بل إنّ المناهج والأوامر الدينية باقية على متانتها وقوّتها(١) .

وقيل إنّ ذكر الزكاة المفروضة في هذه الآية هو دليل آخر على مدنيّة هذه الآية ، لأنّ حكم الزكاة نزل بالمدينة وليس في مكّة ، ولكن البعض قال : إنّ حكم الزكاة نزل في مكّة من غير تعيين نصاب ومقدار لها ، والذي فرض بالمدينة تعيين الأنصاب والمقادير.

* * *

__________________

(١) تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ١٥٦.

١٤٨

ملاحظات

١ ـ ضرورة الاستعداد العقائدي والثقافي

لغرض إيجاد ثورة واسعة في جميع الشؤون الحياتية أو إنجاز عمل اجتماعي ذي أهمية لا بدّ من وجود قوّة عزم بشرية قبل كل شيء ، وذلك مع الإعتقاد الراسخ ، والمعرفة الكاملة ، والتوجيه والفكري والثقافي الضروري والتربوي ، والتربية الأخلاقية ، وهذا ما قام به النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مكّة في السنوات الاولى للبعثة ، بل في مدّة حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولوجود هذا الأساس المتين للبناء أخذ الإسلام بالنمو السريع والرشد الواسع من جميع الجهات.

وما جاء في هذه السورة هو نموذج حي ومنطقي لهذا المنهج المدروس ، فقد خلّف القيام لثلثي الليل أو ثلثه وقراءة القرآن والتمعن فيه أثرا بالغا في أرواح المؤمنين ، وهيأهم لقبول القول الثقيل والسبح الطويل ، وتطبيق هذه الأوامر التي هي أشدّ وطأ وأقوم قيلا كما يعبّر عنه القرآن ، هي التي أعطتهم هذه الموفقية ، وجهزت هذه المجموعة المؤمنة القليلة ، والمستضعفة والمحرومة بحيث أهلتهم لإدارة مناطق واسعة من العالم ، وإذا ما أردنا نحن المسلمين إعادة هذه العظمة والقدرة القديمة علينا أن نسلك هذا الطريق وهذا المنهج ، ولا يجب علينا إزالة حكومة الصهاينة بالاعتماد على أناس عاجزين وضعفاء لم يحصلوا على ثقافة أخلاقية.

٢ ـ قراءة القرآن والتفكر

يستفاد من الرّوايات الإسلامية أنّ فضائل قراءة القرآن ليس بكثرة القراءة ، بل في حسن القراءة والتدبر والتفكر فيها ، ومن الطريف أنّ هناك رواية

وردت عن الإمام الرضاعليه‌السلام في تفسير ذيل الآية :( فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ ) رواها عن

١٤٩

جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما تيسّر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر»(١) ، لم لا يكون كذلك والهدف الأساس للقراءة هو التعليم والتربية.

والرّوايات في هذا المعنى كثيرة.

٣ ـ السعي للعيش كالجهاد في سبيل الله

كما عرفنا من الآية السابقة فإنّ السعي لطلب الرزق جعل مرادفا للجهاد في سبيل الله ، وهذا يشير إلى أنّ الإسلام يعير أهمية بالغه لهذا الأمر ، ولم لا يكون كذلك فلأمّة الفقيرة والجائعة المحتاجة للأجنبي لا يمكن لها أن تحصل على الاستقلال والرفاه ، والمعروف أنّ الجهاد الاقتصادي هو قسم من الجهاد مع الأعداء ، وقد نقل في هذا الصدد قول عن الصحابي المشهور عبد الله بن مسعود : «أيما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا فباعه بسعر يومه كان عند الله بمنزلة الشهداء» ثمّ قرأ :( وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ) (٢) .

اللهم! وفقنا للجهاد بكلّ أبعاده.

ربّنا! وفقنا لقيام الليل وقراءة القرآن الكريم وتهذيب أنفسنا بواسطة هذا النور السماوي.

ربّنا! منّ على مجتمعنا الإسلامي بمقام الرفعة والعظمة بالإلهام من هذه السورة العظيمة.

آمين ربّ العالمين

نهاية سورة المزّمل

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٨٢.

(٢) مجمع البيان ، وتفسير أبي الفتوح ، وتفسير القرطبي ، ذيل الآية مورد البحث وقد نقل القرطبي حديثا عن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشابه هذه الحديث ، فيستفاد من ذلك أنّ عبد الله بن مسعود قد ذكر الحديث عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليس هو من قوله.

١٥٠
١٥١

سورة

المدّثّر

مكيّة

وعدد آياتها ستّ وخمسون آية

١٥٢

«سورة المدّثّر»

محتوى السورة :

لا شك أنّ هذه السورة هي من السور المكّية ولكن هناك تساؤل عن أنّ هذه السورة هل هي الاولى النازلة على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم نزلت بعد سورة العلق؟

يتّضح من التمعن في محتوى سورة العلق والمدثر أنّ سورة العلق نزلت في بدء الدعوة ، وأنّ سورة المدثر نزلت في زمن قد امر النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه بالدعوة العلنية ، وانتهاء فترة الدعوة السرّية ، لذا قال البعض أنّ سورة العلق هي أوّل سورة نزلت في صدر البعثة ، والمدثر هي السورة الاولى التي نزلت بعد الدعوة العلنية ، وهذا الجمع هو الصحيح.

ومهما يكن فإنّ سياق السور المكّية التي تشير إلى الدعوة وإلى المبدأ والمعاد ومقارعة الشرك وتهديد المخالفين وإنذارهم بالعذاب الإلهي واضح الوضوح في هذه السورة.

يدور البحث في هذه السورة حول سبعة محاور وهي :

١ ـ يأمر الله تعالى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإعلان الدعوة العلنية ، ويأمر أن ينذر المشركين ، وتمسك بالصبر والاستقامة في هذا الطريق والاستعداد الكامل لخوض هذا الطريق.

٢ ـ تشير إلى المعاد وأوصاف أهل النّار الذين واجهوا القرآن بالتكذيب والإعراض عنه.

١٥٣

٣ ـ الإشارة إلى بعض خصوصيات النّار مع إنذار الكافرين.

٤ ـ التأكيد على المعاد بالأقسام المكررة.

٥ ـ ارتباط عاقبة الإنسان بعمله ، ونفي كل أنواع التفكر غير المنطقي في هذا الإطار.

٦ ـ الإشارة إلى قسم من خصوصيات أهل النّار وأهل الجنّة وعواقبهما.

٧ ـ كيفية فرار الجهلة والمغرورين من الحقّ.

فضيلة السورة :

ورد في حديث عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من قرأ سورة المدثر اعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمّد وكذب به بمكّة»(١) .

وورد في حديث آخر عن الإمام الباقرعليه‌السلام قال : «من قرأ في الفريضة سورة المدثر كان حقّا على الله أن يجعله مع مجمّد في درجته ، ولا يدركه في حياة الدنيا شقاء أبدا»(٢)

وبديهي أنّ هذه النتائج العظيمة لا تتحقق بمجرّد قراءة الألفاظ فحسب ، بل لا بدّ من التمعن في معانيها وتطبيقها حرفيا.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٨٣.

(٢) المصدر السابق.

١٥٤

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧) فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠) )

التّفسير

قم وانذر النّاس :

لا شك من أنّ المخاطب في هذه الآيات هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن لم يصرح باسمه ، ولكن القرائن تشير إلى ذلك ، فيقول أوّلا :( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ ) فلقد ولى زمن النوم الاستراحة ، وحان زمن النهوض والتبليغ ، وورد التصريح هنا بالإنذار مع أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مبشر ونذير ، لأنّ الإنذار له أثره العميق في إيقاظ الأرواح النائمة خصوصا في بداية العمل.

وأورد المفسّرون احتمالات كثيرة عن سبب تدثرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعوته إلى القيام والنهوض.

١ ـ اجتمع المشركون من قريش في موسم الحج وتشاور الرؤساء منهم

١٥٥

كأبي جهل وأبي سفيان والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وغيرهم في ما يجيبون به عن أسئلة القادمين من خارج مكّة وهم يناقشون أمر النّبي الذي قد ظهر بمكّة ، وفكروا في وأن يسمّي كلّ واحد منهم النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باسم ، ليصدوا الناس عنه ، لكنّهم رأوا في ذلك فساد الأمر لتشتت أقوالهم ، فاتفقوا في أن يسمّوه ساحرا ، لأنّ أحد آثار السحرة الظاهرة هي التفريق بين الحبيب وحبيبه ، وكانت دعوة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أثّرت هذا الأثر بين الناس! فبلغ ذلك النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتأثر واغتم لذلك ، فأمر بالدثار وتدثر ، فأتاه جبرئيل بهذه الآيات ودعاه إلى النهوض ومقابلة الأعداء.

٢ ـ إنّ هذه الآيات هي الآيات الأولى التي نزلت على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما نقله جابر بن عبد الله قال : جاوزت بحراء فلمّا قضيت جواري نوديت يا محمّد ، أنت رسول الله ، فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ، ونظرت خلفي فلم أر شيئا ، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فملئت منه رعبا ، فرجعت إلى خديجة وقلت : «دثروني دثروني ، واسكبوا عليّ الماء البارد» ، فنزل جبرئيل بسورة :( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) .

ولكن بلحاظ أن آيات هذه السورة نظرت للدعوة العلنية ، فمن المؤكّد أنّها نزلت بعد ثلاث سنوات من الدعوة الخفية ، وهذا لا ينسجم والروية المذكورة ، إلّا أن يقال بأنّ بعض الآيات التي في صدر السورة قد نزلت في بدء الدعوة ، والآيات الأخرى مرتبطة بالسنوات التي تلت الدعوة.

٣ ـ إنّ النّبي كان نائما وهو متدثر بثيابه فنزل عليه جبرائيلعليه‌السلام موقظا إيّاه ، ثمّ قرأ عليه الآيات أن قم واترك النوم واستعد لإبلاغ الرسالة.

٤ ـ ليس المراد بالتدثر التدثر بالثياب الظاهرية ، بل تلبسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوّة والرسالة كما قيل في لباس التقوى.

١٥٦

٥ ـ المراد به اعتزالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانزواؤه واستعد لإنذار الخلق وهداية العباد(١) والمعني الأوّل هو الأنسب ظاهرا.

ومن الملاحظ أنّ جملة (فانذر) لم يتعين فيها الموضوع الذي ينذر فيه ، وهذا يدل على العمومية ، يعني إنذار الناس من الشرك وعبادة الأصنام والكفر والظلم والفساد ، وحول العذاب الإلهي والحساب المحشر إلخ (ويصطلح على ذلك بأن حذف المتعلق يدل على العموم). ويشمل ضمن ذلك العذاب الدنيوي والعذاب الاخروي والنتائج السيئة لأعمال الإنسان التي سيبتلى بها في المستقبل.

ثم يعطي للنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمسة أوامر مهمّة بعد الدعوة إلى القيام والإنذار ، تعتبر منهاجا يحتذي به الآخرون ، والأمر الأوّل هو في التوحيد ، فيقول :( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ) (٢) .

ذلك الربّ الذي هو مالكك مربيك ، وجميع ما عندك فمنه تعالى ، فعليك أن تضع غيره في زاوية النسيان وتشجب على كلّ الآلهة المصطنعة ، وامح كلّ آثار الشرك وعبادة الأصنام.

ذكر كلمة (ربّ) وتقديمها على (كبّر) الذي هو يدل على الحصر ، فليس المراد من جملة «فكبر» هو (الله أكبر) فقط ، مع أنّ هذا القول هو من مصاديق التكبير كما ورد من الرّوايات ، بل المراد منه أنسب ربّك إلى الكبرياء والعظمة اعتقادا وعملا ، قولا فعلا وهو تنزيهه تعالى من كلّ نقص وعيب ، ووصفه

__________________

(١) أورد الفخر الرازي هذه التفاسير الخمسة بالإضافة إلى احتمالات أخرى في تفسيره الكبير ، واقتبس منه البعض الآخر من المفسّرين (تفسير الفخر الرازي ، ج ٣٠ ، ص ١٨٩ ـ ١٩٠).

(٢) الفاء من (فكبر) زائدة للتأكيد بقول البعض ، وقيل لمعنى الشرط ، والمعنى هو : لا تدع التكبير عند كلّ حادثة تقع ، (يتعلق هذا القول بالآيات الاخرى الآتية أيضا).

١٥٧

بأوصاف الجمال ، بل هو أكبر من أن يوصف ، ولذا ورد في الرّوايات عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام في معنى الله أكبر : «الله أكبر من أن يوصف» ، ولذا فإنّ التكبير له مفهوم أوسع من التسبيح الذي هو تنزيهه من كل عيب ونقص.

ثمّ صدر الأمر الثّاني بعد مسألة التوحيد ، ويدور حول الطهارة من الدنس فيضيف :( وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ) ، التعبير بالثوب قد يكون كناية عن عمل الإنسان ، لأنّ عمل الإنسان بمنزلة لباسه ، وظاهره مبين لباطنه ، وقيل المراد منه القلب والروح ، أي طهر قلبك وروحك من كلّ الأدران ، فإذا وجب تطهير الثوب فصاحبه اولى بالتطهير.

وقيل هو اللباس الظاهر ، لأنّ نظافة اللباس دليل على حسن التربية والثقافة ، خصوصا في عصر الجاهلية حيث كان الاجتناب من النجاسة قليلا وإن ملابسهم وسخة غالبا ، وكان الشائع عندهم تطويل أطراف الملابس (كما هو شائع في هذا العصر أيضا) بحيث كان يسحل على الأرض ، وما ورد عن الإمام الصّادقعليه‌السلام في معنى أنّه : «ثيابك فقصر»(١) ، ناظر إلى هذا المعنى.

وقيل المراد بها الأزواج لقوله تعالى :( هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ ) (٢) ، والجمع بين هذه المعاني ممكن ، والحقيقة أنّ الآية تشير إلى أنّ القادة الإلهيين يمكنهم إبلاغ الرسالة عند طهارة جوانبهم من الأدران وسلامة تقواهم ، ولذا يستتبع أمر إبلاغ الرسالة ولقيام بها أمر آخر ، هو النقاء والطهارة.

ويبيّن تعالى الأمر الثّالث بقوله :( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) المفهوم الواسع للرجز كان سببا لأن تذكر في تفسيره أقوال مختلفة ، فقيل : هو الأصنام ، وقيل : المعاصي ، وقيل : الأخلاق الرّذيلة الذميمة ، وقيل : حبّ الدنيا الذي هو رأس كلّ خطيئة ، وقيل هو العذاب الإلهي النازل بسبب الترك والمعصية ، وقيل : كل ما يلهي

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٨٥.

(٢) البقرة ، ١٨٧.

١٥٨

عن ذكر الله.

والأصل أنّ معنى «الرجز» يطلق على الاضطراب والتزلزل(١) ثمّ اطلق على كل أنواع الشرك ، عبادة الأصنام ، والوساوس الشيطانية والأخلاق الذميمة والعذاب الإلهي التي تسبب اضطراب الإنسان ، فسّره البعض بالعذاب(٢) ، وقد اطلق على الشرك والمعصية والأخلاق السيئة وحبّ الدّنيا تجلبه من العذاب.

وما تجدر الإشارة إليه أنّ القرآن الكريم غالبا ما استعمل لفظ «الرجز» بمعنى العذاب(٣) ، ويعتقد البعض أنّ كلمتي الرجز والرجس مرادفان(٤) .

وهذه المعاني الثلاثة ، وإن كانت متفاوتة ، ولكنّها مرتبطة بعضها بالآخر ، وبالتالي فإنّ للآية مفهوما جامعا ، وهو الانحراف والعمل السيء ، وتشمل الأعمال التي لا ترضي اللهعزوجل ، والباعثة على سخر الله في الدنيا والآخرة ، ومن المؤكّد أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد هجر واتقى ذلك حتى قبل البعثة ، وتاريخه الذي يعترف به العدو والصديق شاهد على ذلك ، وقد جاء هذا الأمر هنا ليكون العنوان الأساس في مسير الدعوة إلى الله ، وليكون للناس أسوة حسنة.

ويقول تعالى في الأمر الرّابع :( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) .

هنا التعلق محذوف أيضا ، ويدل على سعة المفهوم كليته ، ويشمل المنّة على الله والخلائق ، أي فلا تمنن على الله بسعيك واجتهادك ، لأنّ الله تعالى هو الذي منّ عليك بهذا المقام المنيع.

ولا تستكثر عبادتك وطاعتك وأعمالك الصالحة ، بل عليك أن تعتبر نفسك مقصرا وقاصرا ، واستعظم ما وفقت إليه من العبادة.

__________________

(١) مفردات الراغب.

(٢) الميزان ، في ظلال القرآن.

(٣) راجع الآيات ، ١٣٤ ـ ١٣٥ من سورة الأعراف ، والآية ٥ من سورة سبأ ، والآية ١١ من سورة الجاثية ، والآية ٥٩ من سورة البقرة ، والآية ١٦٢ من سورة الأعراف ، والآية ٣٤ من سورة العنكبوت.

(٤) وذكر ذلك في تفسير الفخر الرازي بصورة احتمال ، ج ٣٠ ، ص ١٩٣.

١٥٩

وبعبارة أخرى : لا تمنن على الله بقيامك بالإنذار ودعوتك إلى التوحيد وتعظيمك لله وتطهيرك ثيابك وهجرك الرجز ، ولا تستعظم كل ذلك ، بل أعلم أنّه لو قدمت خدمة للناس سواء في الجوانب المعنوية كالإرشاد والهداية ، أم في الجوانب المادية كالإنفاق والعطاء فلا ينبغي أن تقدمها مقابل منّة ، أو توقع عوض أكبر ممّا أعطيت ، لأنّ المنّة تحبط الأعمال الصالحة :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ) (١) .

«لا تمنن» من مادة «المنّة» وتعني في هذه الموارد الحديث عن تبيان أهمية النعم المعطاة للغير ، وهنا يتّضح لنا العلاقة بينه وبين الاستكثار ، لأنّ من يستصغر عمله لا ينتظر المكافأة ، فكيف إذن بالاستكثار ، فإنّ الامتنان يؤدي دائما إلى الاستكثار ، وهذا ممّا يزيل قيمة النعم ، وما جاء من الرّوايات يشير لهذا المعنى : «لا تعط تلتمس أكثر منها»(٢) كما جاء في حديث آخر عن الإمام الصادقعليه‌السلام في تفسير الآية : «لا تستكثر ما عملت من خير لله»(٣) وهذا فرع من ذلك المفهوم.

ويشير في الآية الأخرى إلى الأمر الأخير في هذا المجال فيقول :( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) ، ونواجه هنا مفهوما واسعا عن الصبر الذي يشمل كلّ شيء ، أي اصبر في طريق أداء الرسالة ، واصبر على أذى المشركين الجهلاء ، واستقم في طريق عبودية الله وطاعته ، واصبر في جهاد النفس وميدان الحرب مع الأعداء.

ومن المؤكّد أنّ الصبر هو ضمان لإجراء المناهج السابقة ، والمعروف أنّ الصبر هو الثروة الحقيقية لطريق الإبلاغ والهداية ، وهذا ما اعتمده القرآن الكريم

__________________

(١) البقرة ، ٢٦٤.

(٢) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٤٥٤ ، وتفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٠٠.

(٣) المصدر السابق.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

[٢٢٢٤] [قَرْض(١) ] بن حَفْص الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٢٥] قَرَظَة بن كعْب بن ثَعْلَبة:

الأنْصارِيّ، الخَزْرجيّ صحابي مشهور، ومن أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (٣) شهد أُحداً ومابعدها من المشاهد.

وهو كما في أُسد الغابة وغيره: أحد العشرة الذين وجههم عمر مع عمّار بن ياسر إلى الكوفة من الأنصار، وكان فاضلاً، وفتح الرّي سنة ثلاث وعشرين، في خلافة عمر، وولاه عليعليه‌السلام الكوفة لمـّا سار إلى الجمل، فلمّا صار إلى صفين أخذه معه(٤) .

وروى الشيخ المفيد في كتاب الكافية: عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر: أنّ أمير المؤمنين (عليهما السّلام) لمـّا دنا إلى الكوفة مقبلاً من البصرة خرج الناس مع قرظة بن كعب يتلقونه، فلقوة دون نهر النضر بن زياد، فدنوا منه يهنونه بالفتح، وانه ليمسح العرق عن جبهته، فقال له قرظة بن كعب: الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي أعزّ وليك وأذل عدوك، ونصرك على القوم الباغين، الطاغين، الظالمين، الخبر(٥) .

وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين مسنداً: انّ علياًعليه‌السلام حين قدم من البصرة إلى الكوفة بعث يزيد بن قيس الأرجني إلى المدائن، قال:

__________________

(١) في الأصل والحجرية: (قرص) بالصاد ومثله في جامع الرواة ٢: ٢٤، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر، الموافق لما في: منهج المقال: ٢٦٥، ومجمع الرجال ٥: ٥٨، ونقد الرجال: ٢٧٣، وتنقيح المقال ٣: ٢٨.

(٢) رجال الشيخ: ٢٧٦ / ٤٤.

(٣) رجال الشيخ: ٥٥ / ٤.

(٤) اسد الغابة ٤: ٩٩ / ٤٢٨٥، تهذيب الكمال ٢٣: ٥٦٣ / ٤٨٦٤.

(٥) الكافية في إبطال توبة الخاطئة: ٣١ / ٣٣.

٣٢١

وبعث قرظة بن كعب على [البهقباذات(١) (٢) ].

وفي رجال الشيخ: أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام دفع إليه راية الأنصار يوم صفين(٣) .

[٢٢٢٦] قفاشا الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٢٢٧] [قنبرة (٥) ] بن علي بن شاذان:

أبو نصر، من مشايخ حمزة بن محمّد العلوي، شيخ الصدوق، في رجال ابن داود: جليل القدر(٦) . وهو من كلامه لا من غيره كما توهمه أبو علي(٧) .

وقال التقي المجلسي: يظهر من العيون توثيقه في ذكر رسالة المأمون، وكذا توثيق أبيه(٨) ، وهو كما قال بناء على ما أسسناه في بعض

__________________

(١) في الأصل والحجرية: (البهقياذات) بالياء المثناة من تحت وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر، وبِهْقُباذ، بالكسر ثم السكون وضم القاف وباء موحدة وألف وذال معجمة: اسم لثلاث كور ببغداد من أعمال سقي الفرات، منسوبة إلى قُباذ ابن فيروز والد أنوشروان العادل، انظر معجم البلدان ١: ٥١٦ (بهقباذ)

(٢) وقعة صفين: ١١.

(٣) رجال الشيخ: ٦٥ / ٤٠.

(٤) رجال الشيخ: ٢٧٦ / ٤٥.

(٥) في الأصل والحجرية: (قيس)، وفي رجال ابن داود: ١٥٤ / ١٢٢٩ (قنيز)، وفي منهج المقال: ٢٦٦ (قنبر)، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر التالية: رجال الشيخ: ٤٩٠ / ٣، ومجمع الرجال ٥: ٦١، ونقد الرجال: ٢٧٤، وجامع الرواة ٢: ٢٤، ومنتهى المقال: ٢٥١، وتنقيح المقال ٢: ٣٠، ومعجم رجال الحديث ١٤: ٨٨.

(٦) رجال ابن داود: ١٥٤ / ١٢٢٩، وفيه: (قنبز)

(٧) راجع منتهى المقال: ٢٥١.

(٨) حواشي التقي المجلسي على نقد الرجال (مخطوط): ١٧٧، وأُنظر عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٢٧ / ٢.

٣٢٢

الفوائد السابقة، وعليه فلا وقع لما أورد عليه أبو علي، فلاحظ.

[٢٢٢٨] قَيس بن أبي مُسلم الأشعري:

الكُوفي، وأمّه رُمّانة الأشعري، يكنى أبا المفضّل، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٢٢٩] قَيْس بن الربيع الأسديّ:

أبو محمّد الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٣٠] قَيْس بن زرارة:

مولى كندة، كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٢٣١] قَيس بن زيْد الأَسديّ:

مولاهم، كوفيّ من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٢٣٢] قيس بن عبادة (٥) البكري:

مشكور، كذا في الخلاصة(٦) ، وفي الكشي: من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام أربعة نفر أو أكثر يقال لكلّ واحد منهم قيس، أول الأربعة: قيس بن سعد بن عبادة، وهو أميرهم، وأفضلهم، وقيس بن عبادة

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٧٤ / ١٩، ١٣٣ / ٢، في أصحاب الصادق والباقر (عليهما السّلام)، ورجال البرقي: ١٥، في أصحاب الباقرعليه‌السلام

(٢) رجال الشيخ: ٢٧٤ / ٢٠، وذكره في أصحاب الباقرعليه‌السلام : ١٣٣ / ٥ بعنوان: (قيس بن الربيع البنزي)

(٣) رجال الشيخ: ٢٧٥ / ٢٩.

(٤) رجال الشيخ: ٢٧٥ / ٣٠.

(٥) في المصدر: (عباد)، ومثله في: رجال الشيخ الطوسي: ٥٦ / ١٢، ومنتهى المقال: ٢٥٢، ونقد الرجال: ٢٧٥، وتنقيح المقال ٣: ٣٣، وما في جامع الرواة ٢: ٢٥، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٦) رجال العلاّمة: ١٣٤ / ٢.

٣٢٣

البكري، وهو خليق أيضاً. إلى آخره(١) .

[٢٢٣٣] قيْس بن عبادة بن قَيْس:

ابن ثعلبة البكري، ممدوح، كذا في رجال الشيخ في أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام وقيل باتحاده مع سابقه(٢) .

[٢٢٣٤] قيْس بن عبادة الأزدي:

الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣)

[٢٢٣٥] قيْس العَبْدي الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٢٣٦] قيس بن عمارة الأزْدي:

الغامدي، أبو عمارة(٥) ، كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٢٣٧] قَيْس بن كعب التمّار الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٢٢٣٨] قَيْس الماصر:

في الكافي، في صدر كتاب الحجة: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمّن ذكره، عن يونس بن يعقوب، وذكر حديثاً طويلاً فيه: أنّ شامياً أتى

__________________

(١) رجال الكشي ١: ٣١١ / ١٥١.

(٢) رجال الشيخ: ٥٦ / ١٥.

(٣) رجال الشيخ: ٢٧٤ / ٢١.

(٤) رجال الشيخ: ٢٧٥ / ٢٤٠.

(٥) أبو عمارة) لم يرد في المصدر وكذلك منهج المقال: ٢٦٧، ومجمع الرجال ٥: ٦٦، ونقد الرجال: ٢٧٥، ومعجم رجال الحديث ١٤: ٩٧، وما في: جامع الرواة ٢: ٢٥، وتنقيح المقال ٣: ٣٣، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٦) رجال الشيخ: ٢٧٥ / ٢٣.

(٧) رجال الشيخ: ٢٧٥ / ٢٥.

٣٢٤

الصادقعليه‌السلام ليناظر أصحابه فقالعليه‌السلام ليونس بن يعقوب: أُنظر من ترى بالباب من المتكلمين، قال: فأدخلت ابن أعين، وكان يحسن الكلام، وأدخلت الأحول، وكان يحسن الكلام، وأدخلت هشام بن سالم، وكان يحسن الكلام.

وأدخلت قيس الماصر، وكان عندي أحسنهم كلاماً، وكان قد تعلّم الكلام من علي بن الحسين (عليهما السّلام). إلى أن قال: ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لقيس الماصر: كلّمه، فكلّمه، فأقبل أبو عبد اللهعليه‌السلام يضحك من كلامهما ممّا قد أصاب الشامي. إلى أن قال بعد كلام طويل: ثم التفت أبو عبد اللهعليه‌السلام إلى حمران فقال: تُجري بالكلام على الأثر فتصيب، وإلى هشام بن سالم فقال: تريد الأثر ولا تعرفه، وإلى الأحول فقال: قيّاس روّاغ(١) تكْسِرُ باطلاً بباطل، إلاّ أنّ باطلك أظهر، ثم التفت إلى قيس الماصر فقال: تتكلّم وأقْرَبُ ما يكون من الخبر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبعد ما يكون منه، تمزج الحق مع الباطل، وقليل من الحق يكفي عن كثير الباطل، أنت والأحول قَفّازان حاذقان(٢) (٣) .

قال المحقق صدر الدين: ولا يضرّ الإرسال في الرواية، لأنّ عليها علامة الصدق لائحة، ولكن أورد لفظ: قفّازان حاذقان، هنا يعني رجال أبي علي(٤) وفي النقد(٥) ، ولم أعرف أنهم فهموا منه مدحاً أو ذمّاً!

__________________

(١) قيّاس روّاغ): بتشديد الياء والواو، من صيغ المبالغة، والروغ الميل والمراودة وطلب الشيء.

(٢) قفّازان حاذقان): (قفّازان) بتشديد الفاء من القفز وهو الوثوب من مقام إلى آخر، و (حاذقان) من الحذاقة وهي المهارة.

(٣) أُصول الكافي ١: ١٣٠ ١٣٢ / ٤.

(٤) منتهى المقال: ٢٥٢.

(٥) نقد الرجال: ٢٧٥ / ٢٠.

٣٢٥

وظاهرهما أنّهما فهما منه المدح؛ لأنّ القدرة على المراوغة في الذبّ عن الحقّ صفة مدح، فتأمّل(١) .

ويظهر من الكافي، في باب التفويض إلى رسول الله والأئمة (صلوات الله عليهم) أن لقيس الماصر أصحاباً، وذلك يقتضي أنه من مشايخ العصابة، ففيه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن فضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر. وذكر حديثاً طويلاً(٢) .

[٢٢٣٩] قَيْس بن محمّد بن حَيّان:

الهمْداني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٢٤٠] قيس بن مُسْهر الصيْداوي:

رسول أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أهل الكوفة، فأخذه ابن مرجانة وقتله(٤) في شرح، يظهر منه أنه كان في الذّروة العالية من درجات الايمان والإخلاص.

[٢٢٤١] قَيْس بن مُهاجر المـُزنيّ:

كُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٢٤٢] قَيْس بن مِهْران:

في الكشي في كلام له مرّ في ابن عبادة البكري: وقيس بن مهران أيضاً خليق ذلك به، وكلّ هؤلاء صحبوا أمير المؤمنينعليه‌السلام ولا أدري

__________________

(١) حواشي المحقق صدر الدين على منتهى المقال.

(٢) أُصول الكافي ١: ٢٠٨ / ٤.

(٣) رجال الشيخ: ٢٧٥ / ٢٨.

(٤) راجع: الإرشاد ٢: ٧١، وتاريخ الطبري ٥: ٣٩٨، والكامل في التاريخ ٤: ٤١.

(٥) رجال الشيخ: ٢٧٥ / ٢٧.

٣٢٦

أيّهم أراد أبو الحسن الرضاعليه‌السلام ذكر هذا الكلام بعد روايته: عن محمّد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن معمّر بن خلاد، قال: قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام : إنّ رجلاً من أصحاب عليعليه‌السلام يقال له: قيس، كان يصلّي، فلمّا صلّى ركعة أقبل أسود سالخ(١) ، فصار في موضع السجود، فلما نحّى جبينه عن موضعه تطوق [الأسود(٢) ] في عنقه، ثم أنساب في قميصه، ثم نقل لنفسه الشريفة ما يشبهه، وقال في آخره: ومن لم يخف إلاّ الله كفاه(٣) . ثم ان بعضهم ضبط: قهران(٤) ، وبعضهم: فهدان(٥) ، والله العالم.

[٢٢٤٣] قَيْس:

[٢٢٤٤] ويونس:

[٢٢٤٥] ويوسف بنو يعقوب:

ابن قيس البَجَليّ، الدُّهْنيّ، الكوفيّ، مولى، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) السالخ: الأسود من الحيّات، يقال: أسود سالخ غير مضاف؛ لأنّه يسلخ جلده كلّ عام، والأنثى أسودة ولا توصف بسالخه، راجع الصحاح ١: ٤٢٣ (سلخ)

(٢) في الأصل والحجرية: (الأسد)، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

(٣) رجال الكشي ١: ٣٠٩ ٣١١ / ١٥١.

(٤) منتهى المقال: ٢٥٢، نقلاً عن رجال الشيخ، ولكن الموجود في رجاله (فهران) بالفاء راجع رجال الشيخ: ٥٦ / ١٤.

(٥) كما نسبه في تنقيح المقال ٣: ٣٣ إلى رجال ابن داود، ولكن النسخة المطبوعة منه فيها (قهدان) بالقاف -، راجع رجال ابن داود ١٥٥ / ١٢٢٧.

(٦) رجال الشيخ: ٢٧٤ / ٢٢.

٣٢٧

باب الكاف

[٢٢٤٦] كامل بن سَوادة المـَرْهبيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٢٤٧] كامل صاحب السّابُرِيّ:

كُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٤٨] كامل بن العلاء التمّار:

الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) عنه: محمّد بن مسلم، ومثنّى الحنّاط، كما في الجامع(٤) .

[٢٢٤٩] كامل النَّجّار:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٢٥٠] كُثير بن الأسود الجَمَليّ:

المـُرادِي، الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٧٧ / ٢.

(٢) رجال الشيخ: ٢٧٧ / ٢، ١٣٤ / ٦، في أصحاب الصادق والباقر (عليهما السّلام)

(٣) رجال الشيخ: ٢٧٧ / ١، ٣٤ / ٧، في أصحاب الصادق والباقر (عليهما السّلام)، ورجال البرقي: ١٢، في أصحاب الباقرعليه‌السلام

(٤) جامع الرواة ٢: ٢٧، وأنظر: رواية الأوّل عنه في أُصول الكافي ٢: ١٨٩ / ٢، والثاني في التهذيب ٢: ٣٣٤ / ١٣٧٩، وفيه: (كامل)

(٥) رجال الشيخ: ١٣٣ / ١، في أصحاب الباقرعليه‌السلام

(٦) رجال الشيخ: ٢٧٧ / ٨.

٣٢٨

[٢٢٥١] كُثير بن الأسود السّلميّ:

الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٢٥٢] كُثير بن جعفر بن أبي كثير:

المـَدَنيّ، أسْند عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٥٣] كَرّام بن عَمْرو:

مرّ في الأصل بعنوان: عبد الكريم، يروي عنه الأجلّة، وهو من أرباب الأصول، ومرّ في (قعه)(٣) .

[٢٢٥٤] كُرْدويه الهمدانيّ:

عنه: ابن أبي عمير كثيراً(٤) .

[٢٢٥٥] كُرَيم بن سعد (٥) البَجَليّ:

كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٢٥٦] كُرَيم بن عامر الأزديّ:

الكُوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٧٧ / ٥.

(٢) رجال الشيخ: ٢٧٧ / ٤.

(٣) تقدّم في الجزء الرابع صحيفة: ٤٠٩، الطريق رقم: [١٧٥].

(٤) تهذيب الأحكام ١: ٤١٣ / ١٣٠٠، وفيه: (كردويه). ووردت بعض الروايات فيها: (محمّد بن زياد) عنه؛ احتمل الأردبيلي أنه ابن أبي عمير بقرينة رواية (الحسين بن سعيد) عنه، كما في التهذيب ١: ٢٤١ / ٩٨١، راجع جامع الرواة ٢: ٢٩.

(٥) في المصدر: (سعيد)، ومثله في نقد الرجال: ٢٧٦ (عن نسخة بدل). وما في: منهج المقال: ٢٦٨، ومجمع الرجال ٥: ٧٠، ونقد الرجال: ٢٧٦، وجامع الرواة ٢: ٢٩، وتنقيح المقال ٣: ٣٩، ومعجم رجال الحديث ١٤: ١١٦، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٦) رجال الشيخ: ٢٢٧ / ١١.

(٧) رجال الشيخ: ٢٢٧ / ١٢.

٣٢٩

[٢٢٥٧] كَعْب بن الأسود المدنيّ:

كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١)

[٢٢٥٨] كَعْب بن سلاّمة بن زيد:

أبو عامر الأزْديّ، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٥٩] كَعْب بن عمرو بن عبّاد:

الأنصاري، السّلمي، يكنى أبا اليسر، صحابي جليل مشهور، شهد العقبة وبدراً، وهو الذي أسّر العبّاس يوم بدر، واختطف راية المشركين، وشهد مع أمير المؤمنينعليه‌السلام صفين، وكان من أصحابه، ومات سنة خمس وخمسين.

وقال القاضي نعمان المصري(٣) في كتاب شرح الأخبار: روى محمّد بن سلام، بإسناده: عن عون بن عبد الله، عن أبيه وكان كاتباً لعليعليه‌السلام أنه سئل عن تسمية من شهد مع عليعليه‌السلام حروبه من المهاجرين والأنصار، الذين بشرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجنّة، ومن التابعين، ومن أفاضل العرب؟ وكان عالماً بذلك. وساق الخبر وهو طويل -.

وفيه في ذكر من كان معه من الأنصار، ومن بني سلمة: أبو اليسر كعب بن عمرو، بدري، وهو الذي قال حين نزل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ) (٤) قال: وذرنا. فلمّا

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٧٨ / ١٧.

(٢) رجال الشيخ: ٢٧٨ / ١٦.

(٣) في الحجرية: (البصري)

(٤) البقرة: ٢ / ٢٧٨.

٣٣٠

نزلت( وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ ) (١) قال: رضينا، فلما نزلت( وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ ) (٢) قال: قد أنظرنا. فلما نزلت( وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) (٣) قال: تصدّقنا(٤) .

[٢٢٦٠] الكَلْبيّ النَّسّابة:

يأتي ان شاء الله في هشام بن محمّد(٥) .

[٢٢٦١] كُلْثوم بن زيد:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٢٦٢] كُلْثوم بنت سُليم:

روت عن الرضاعليه‌السلام كتاباً، أخبرنا علي بن أحمد(٧) ، قال: حدثنا محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عنها بالكتاب؛ كذا في النجاشي(٨) .

ولا يخفى أن في رواية هؤلاء الأجلة الإثبات كتابها دلالة واضحة على اعتمادهم عليها وعلى كتابها.

[٢٢٦٣] كُليب بن الأسود العامريّ:

الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) البقرة: ٢ ٢٧٩، وتتمّة الآية: وَلا تُظْلَمُونَ.

(٢) البقرة: ٢ / ٢٨٠.

(٣) البقرة: ٢ / ٢٨٠.

(٤) شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار ٢: ١٦ ٢٣.

(٥) يأتي في الجزء التاسع برقم: [٣٢٣٨].

(٦) رجال الشيخ: ٢٧٧ / ١٠.

(٧) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: (هو ابن أبي جيد)

(٨) رجال النجاشي: ٣١٩ / ٨٧٤.

(٩) رجال الشيخ: ٢٧٧ / ١٣.

٣٣١

[٢٢٦٤] كُلَيب بن عبد الملك بن أبي عبيدة:

ابن عبد الله بن مسعود، الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٢٦٥] كُليب بن معاوية الأسديّ:

عنه: صفوان(٢) ، وابن أبي عمير(٣) ، وفضالة بن أيوب(٤) وعلي بن الحكم(٥) وغيرهم(٦) .

[٢٢٦٦] كُهيل بن عمارة الشِّبَامِيّ:

الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٧٨ / ١٤.

(٢) أُصول الكافي ١: ٢٩٣ / ٧.

(٣) فهرست الشيخ: ١٢٨ / ٥٨٢.

(٤) تهذيب الأحكام ١٠: ٢١٥ / ٨٤٨.

(٥) الكافي ٦: ٤١١ / ١٧.

(٦) كرواية يونس عنه في أصول الكافي ٢: ١٩١ / ٤.

(٧) رجال الشيخ: ٢٧٨ / ٢١.

٣٣٢

باب اللام

[٢٢٦٧] لبيب بن عبد الرحمن الشاكري:

كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) ، وفي نسخة: ليث.

[٢٢٦٨] لوط بن إسحاق الهاشميّ:

المدني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٦٩] لَيْث بن أبي سُلَيم الأمويّ:

مولاهم، الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) ، عنه: الفضيل بن عثمان(٤) .

[٢٢٧٠] لَيْث بن كَيْسان:

أبو يحيى العَبْديّ، البَكْريّ، أسنَدَ عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٧٩ / ٤، وفيه: (ليث)

(٢) رجال الشيخ: ٢٧٩ / ٥.

(٣) رجال الشيخ: ٢٧٨ / ٢.

(٤) أُصول الكافي ٢: ٤٤٦ / ١.

(٥) رجال الشيخ: ٢٧٩ / ٣.

٣٣٣

باب الميم

[٢٢٧١] مازن القلانِسِي:

كُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٢٧٢] مالك بن أعْين الجُهَنِيّ:

الكوفي مات في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) وهو غير مالك أخي زرارة، صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٣) . أوضحنا وثاقته في شرحها في (رسد)(٤) .

[٢٢٧٣] مالك بن التيّهان:

هو أبو الهيثم، يأتي في الكنى(٥) .

[٢٢٧٤] مالك بن أنس بن أبي عامر:

الأصْبَحيّ(٦) ، المدنيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) ، وفي الفهرست: له كتاب، رواه عنه: ابن أبي عمير(٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٢١ / ٦٥٩.

(٢) رجال الشيخ: ٣٠٨ / ٤٥٦، ١٣٥ / ١١ ورجال البرقي: ١٣، ١٨، كلاهما في أصحاب الصادق والباقر (عليهما السّلام)

(٣) الفقيه ٤: ٣١، من المشيخة.

(٤) تقدّم في الجزء الخامس صحيفة: ٩٩، الطريق: [٢٦٤].

(٥) يأتي في

(٦) في المصدر: (الأصبخي)، وفي جامع الرواة ٢: ٣٧: (الأصبهي) وما في: منهج المقال: ٢٧١، ومجمع الرجال ٥: ٨٨، ونقد الرجال: ٢٧٩، وتنقيح المقال ٣: ٤٨، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٧) رجال الشيخ: ٣٠٨ / ٤٥٥.

(٨) فهرست الشيخ: ١٧٠ / ٧٥٠.

٣٣٤

وفي التعليقة: هو من الأئمة الأربعة للعامة، روى الصدوق عنه أخباراً كثيرة، يظهر منها انقطاعه إلى الصادقعليه‌السلام (١) ، انتهى، ولا ينافي كلّ ما كان عليه، وقيل فيه الوثاقة في النقل.

[٢٢٧٥] مالك بن خالد الأسَديّ:

الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٧٦] مالك بن زياد بن ثوْر:

العَنَزيّ، الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٢٧٧] مالك بن سويد الأسديّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٢٧٨] مالك بن عُبادة الهمْدانيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٢٧٩] مالك بن عيسى الأرْحبيّ:

الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٢٨٠] مالك [بن (٧) ] الغَيداق الثُّمالي:

الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٢٧١.

(٢) رجال الشيخ: ٣٠٨ / ٤٥٨.

(٣) رجال الشيخ: ٣٠٩ / ٤٦٤.

(٤) رجال الشيخ: ٣٠٨ / ٤٥٩.

(٥) رجال الشيخ: ٣٠٨ / ٤٦٢.

(٦) رجال الشيخ: ٣٠٨ / ٤٦١.

(٧) بن) لم ترد في الأصل والحجرية، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر الموافق لما في: مجمع الرجال ٥: ٩٢، ونقد الرجال: ٢٧٩، وتنقيح المقال ٣: ٥٠، ومعجم رجال الحديث ١٤: ١٧٢.

(٨) رجال الشيخ: ٣٠٩ / ٤٦٣.

٣٣٥

[٢٢٨١] مالك مولى الجَهْم:

عنه: عبد الله بن مسكان، في التهذيب، في باب الزيادات بعد باب الصلاة على الأموات(١) .

[٢٢٨٢] مُؤَمّل بن زياد العقِيليّ:

الكوفيّ، مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٨٣] مبارك أبو (٣) عبد الله:

مولى بني أسد، كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٢٨٤] مبارك بن عبد الله الشّيبانيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٢٨٥] مبارك العقرقوفي:

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٦) ، قد أوضحنا حسنة أو وثاقته في (رسه)(٧) .

[٢٢٨٦] مبارك مولى إسماعيل بن علي:

ابن عبد الله (بن عبد الله)(٨) بن عباس، كوفي، من أصحاب

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٣: ٢٠١ / ٤٦٧.

(٢) رجال الشيخ: ٣٢١ / ٦٦٢.

(٣) في المصدر: (ابن)، ومثله في الأصل والحجرية: (في نسخة بدل)

(٤) رجال الشيخ: ٣١٠ / ٤٩٣.

(٥) رجال الشيخ: ٣١٠ / ٤٩٦.

(٦) الفقيه ٤: ٧٥ من المشيخة.

(٧) تقدم في الجزء الخامس صحيفة: ١٠٥، الطريق رقم: [٢٦٥].

(٨) كذا في الأصل والحجرية، وما بين القوسين لم يرد في: المصدر ومنهج المقال: ٢٧٢، ومجمع الرجال ٥: ٩٢، وجامع الرواة ٢: ٣٨، وتنقيح المقال ٣: ٥٢، ومعجم رجال الحديث ١٤: ١٧٦.

٣٣٦

الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٢٨٧] مبارك مولى صباح المدائِنيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٨٨] مُبَشّر بن العطّاف الهمدانيّ:

الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٢٨٩] مُبَشر بن عمارة الأزْديّ:

الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٢٩٠] المتوكّل بن عمير بن المتوَكّل:

راوي الصحيفة الكاملة، عن يحيى بن زيد الشهيد وعن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام .

والكلام في كون الراوي هو أو جدّه، وإنه ابن هارون، وغير ذلك، يطلب من المطولات، وشروح الصحيفة، إنّما المهمّ بيان حاله الغير المعلوم من كتب الرجال، غير ذكره ابن داود في القسم الأوّل(٥) ، ولذا عدّه في الوجيزة من المجاهيل(٦) .

وهذا جمود لا يليق بشأنه، فان أسانيد تمام نسخ الصحيفة المختلفة بالزيادة والنقصان في أصل الأدعية، وفي فقرأتها، وكلماتها، تنتهي إليه،

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣١٠ / ٤٩٥.

(٢) رجال الشيخ: ٣١٠ / ٤٩٤.

(٣) رجال الشيخ: ٣١٧ / ٥٩٩.

(٤) رجال الشيخ: ٣١٧ / ٥٩٨.

(٥) رجال ابن داود: ١٥٧ / ٢٥٦، وفيه: (عمر)

(٦) الوجيزة: ٤٣.

٣٣٧

وقد رواها شيوخ الطائفة ووجوه العصابة، وتلقوها بالقبول من غير نكير من أحد منهم؛ ولو كان لأحد منهم طريق من غير جهته لذكره، ويظهر ذلك من النجاشي(١) ، والفهرست(٢) أيضاً، وهذا الاتفاق منهم يكشف قطعاً عن وثاقته وأمانته( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) (٣) .

[٢٢٩١] المـُثَنّى الحَضْرَميّ:

صاحب كتاب في الفهرست(٤) ، والنجاشي(٥) ، يرويه عنه: ابن أبي عمير.

[٢٢٩٢] المـُثنّى بن راشد الخيّاط (٦) :

أبو الوليد الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) له كتاب في: الفهرست(٨) ، والنجاشي(٩) ، يرويه عنه: الحسن بن محمّد بن سماعة.

[٢٢٩٣] المـُثنّى بن عبد السلام:

يروي عنه: البزنطي(١٠) ، وصفوان(١١) ، وعبد الله بن المغيرة(١٢) .

__________________

(١) رجال النجاشي ٤٢٦ / ١١٤٤.

(٢) فهرست الشيخ: ١٧٠ / ٧٦٧، وفيه: (عمر)

(٣) لقمان: ٥٠ / ٣٧.

(٤) فهرست الشيخ: ١٦٧ / ٧٣٧.

(٥) رجال النجاشي: ٤١٤ / ١١٠٤.

(٦) في المصدر: (الحنّاط)، ومثله في تنقيح المقال ٣: ٥٢، وما في: منهج المقال: ٢٧٢، ونقد الرجال: ٢٨٠، وجامع الرواة ٢: ٣٩، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٧) رجال الشيخ: ٣١٢ / ٥١٩.

(٨) فهرست الشيخ: ١٦٨ / ٧٤٨.

(٩) رجال النجاشي: ٤١٤ / ١١٠٥.

(١٠) الكافي ٤: ٣٦٤ / ٦.

(١١) تهذيب الأحكام ٥: ٣٤٨ / ١٢٠٨، وفيه: (صفوان عن مثنى)

(١٢) الفقيه ٤: ١٢١، من المشيخة.

٣٣٨

[٢٢٩٤] المـُثنّى بن عطية الخارقيّ(١) :

الهَمْدانيّ، الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٩٥] المـُثَنّى بن القاسم الحَضْرَميّ:

الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) ، واحْتُملَ اتّحاد الحضرميين(٤) .

[٢٢٩٦] المـُثَنّى بن الوليد الحنّاط:

يروي عنه: البزنطي(٥) ، وابن أبي عمير(٦) ، ويونس بن عبد الرحمن(٧) ، وابن مسكان(٨) ، والحسن بن محبوب(٩) ، ومعاوية بن حكيم(١٠) ، والحسن بن محمّد بن سماعة(١١) ، وابن أبي نجران(١٢) ، والحسن بن علي بن يوسف بقاح(١٣) ، والحسن الوشاء(١٤) ، وابن فضّال(١٥) ،

__________________

(١) في المصدر: (الخارفي) بالفاء ومرّ ضبطه في ترجمة (زياد بن المنذر) فراجع.

(٢) رجال الشيخ: ٣١٢ / ٥٢٢.

(٣) رجال الشيخ: ٣١٢ / ٥٢٠.

(٤) راجع منتهى المقال: ٢٥٤ ٢٥٥، في ترجمة: (مثنى بن الحضرمي والمثنى بن القاسم الحضرمي)

(٥) الكافي ٣: ١٨٦ / ١، وفيه (مثنى بن الوليد)

(٦) الكافي ٦: ٥٢٧ / ٥، وفيه: (ابن أبي عمير عن المثنى)

(٧) أُصول الكافي ٢: ٩٣ / ١٠، وفيه (يونس عن مثنى)

(٨) تهذيب الأحكام ١: ٤٣٢ / ١٣٨٥، وفيه (ابن مسكان عن المثنى)

(٩) تهذيب الأحكام ٧: ١٥٨ / ٦٩٦.

(١٠) تهذيب الأحكام ٨: ٥٦ / ١٨١.

(١١) الكافي ٧: ١١٩، في ذيل الحديث ٤، وفيه: (الحسن بن محمّد عن المثنى)

(١٢) تهذيب الأحكام ٩: ٥٧ / ٢٣٨.

(١٣) الفقيه ٤: ١٦٩ / ٥٩٠.

(١٤) أُصول الكافي ٢: ٤٧ / ١.

(١٥) أُصول الكافي ٢: ١٩٩ / ٢٤.

٣٣٩

وعلي بن الحكم(١) ، والعبّاس بن عامر(٢) ، وعلي بن الحسن بن رباط(٣) ، وغيرهم.

[٢٢٩٧] مجاهد بن راشد بن مِخْراق:

النَّهْديّ، الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٢٩٨] مجاهد بن العلاء الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) عنه: صفوان، في التهذيب، في باب دخول الكعبة(٦) .

[٢٢٩٩] مُجَمّع الحنّاط الكُوفيّ:

روى عنه: صفوان(٧) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) ، عنه: صفوان، في الفقيه، في باب المزارعة(٩) ، وفي التهذيب، في باب الإجازات(١٠) .

__________________

(١) الكافي ٦: ٣٦٢ / ١.

(٢) تهذيب الأحكام ١: ٥١ / ١٤٨.

(٣) تهذيب الأحكام ٩: ٢٩٩ / ١٠٦٩، وفيه: (عن مثنى)

(٤) رجال الشيخ: ٣١٨ / ٦٢٧.

(٥) رجال الشيخ: ٣١٩ / ٦٢٨.

(٦) تهذيب الأحكام ٥: ٢٧٦ / ٩٤٦.

(٧) قال السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث ١٤: ١٩٠ في ترجمته -: (أقول: لم نعثر على رواية صفوان عن مجمع ولا على توصيف مجمع بالحناط في شيء من الروايات، وإنما الوارد رواية صفوان عن أبي محمّد الخياط عن مجمع)

(٨) رجال الشيخ: ٣١٧ / ٥٩٣.

(٩) الفقيه ٣: ١٥٩ / ٦٩٩، في باب الثمار، وفيه: (صفوان بن يحيى عن أبي محمّد الخياط عن مجمع)

(١٠) تهذيب الأحكام ٧: ٢١١ / ٩٢٦، وفيه: (صفوان عن أبي محمّد الخياط عن مجمع)

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393