مستدرك الوسائل خاتمة 8 الجزء ٢٦

مستدرك الوسائل خاتمة 815%

مستدرك الوسائل خاتمة 8 مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 393

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 393 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 262102 / تحميل: 4900
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل خاتمة 8

مستدرك الوسائل خاتمة ٨ الجزء ٢٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

فضال، في الكافي، في باب النوادر، في كتاب الحج(١) .

[١١٣٣] سُفْيَان بن أبي عَمْرُو البَارِقيّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١١٣٤] سُفْيَان بن أبي لَيْلَى الهَمْدَانِيّ (٣) :

من حواري الحسن بن علي (عليهما السّلام) في الحديث المعروف المروي في الكشي(٤) .

[١١٣٥] سُفْيَان بن حَسّان الهَمْدَانِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[١١٣٦] سُفْيَان بن خَالِد الأزْدِيّ:

المـَعَنيّ(٦) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) الكافي ٤: ٥٤٥ / ٢٨.

(٢) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٧٩.

(٣) في مقاتل الطالبيين: ٦٧، وميزان الاعتدال ١: ١٧١ / ٣٣٢٨: سفيان بن الليل كما سيأتي في الهامش التالي، فلاحظ.

(٤) رجال الكشي ١: ٤٣ / ٢٠، وخلاصة حديث الكشي هو دخول سفيان على الإمام الحسنعليه‌السلام بعد الصلح وقوله له: السلام عليك يا مذلّ المؤمنين! ثم توبته بعد هذا القول لاشتباهه بظواهر الأُمور وعدم معرفته وجه الحكمة. وهذا الخبر ذكره أبو الفرج الأصبهاني في مقاتلة: ٦٧، والذهبي في ميزانه ١: ١٧١ / ٣٣٢٨ باختلاف يسير وفيهما: سفيان بن الليل. وقد نص على ذلك في قاموس الرجال ٥: ١٤٠ ١٤٢، فراجع.

(٥) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٦٦.

(٦) الْمَعَنِّيّ: نسبة إلى بني معن بطن من العرب، قاله في تنقيح المقال ٢: ٣٨ ثم قال: وفي نسخة معتمدة: المغني، وفي اخرى المفتي، بإبدال الغين بالفاء، والنون بالتاء، والصواب الأوّل.

(٧) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٧٥.

٢١

[١١٣٧] سُفْيَان بن خَالِد الأسَدِيّ:

الكُوفِيّ، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١١٣٨] سُفْيَان بن سَعِيد العَبْدِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١١٣٩] سُفْيَان بن السِّمْط البَجَلِيّ:

الكُوفيّ، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) عنه: ابن أبي عمير في الكافي، في باب غسل الرأس، في كتاب الزي والتجمل(٤) وعبد الله بن جُنْدَب(٥) ، وعلي بن الحكم(٦) ، ومحمّد بن حُمْران(٧) ، ومحمّد بن أبي حمزة(٨) .

[١١٤٠] سُفْيَان بن عَبد المـَلِك الجُعْفِيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

[١١٤١] سُفْيَان بن عَطِيَّة الثَّقفِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٦٧.

(٢) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٦٩.

(٣) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٦٤، ورجال البرقي: ٤١، مع توصيفه بالبزاز الكوفي العربي.

(٤) الكافي ٦: ٥٠٤ / ١.

(٥) أُصول الكافي ٢: ٢٩٧ / ٤.

(٦) أُصول الكافي ٢: ٢٠ / ٤.

(٧) من لا يحضره الفقيه ٢: ٢٠٣ / ٤٦٠.

(٨) تهذيب الأحكام ٢: ٢٤٤ / ٩٦٥.

(٩) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٧٦.

(١٠) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٧٨.

٢٢

[١١٤٢] سُفْيَان بن عُمَارة، الأزْدِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١١٤٣] سُفْيَان بن عُمَارَة الطَّائِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١١٤٤] سُفْيَان بن مَالِك الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١١٤٥] سُفْيَان بن مَصْعَب العَبْدِيّ:

الشَّاعِر، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) وفي الكافي: عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن سفيان بن مصعب العبدي، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: قولوا لُام فَرْوَة تجيء فتسمع ما صنع بجدّها، قال: فجاءت فقعدت خلف الستر، ثم قال: فانْشِدْنا، قال: فقلت:

فَرْوَ(٥) جُودِي بدمْعِكِ الْمَسْكُوبِ

قال: فصاحت، وصحن النساء، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الباب الباب(٦) ، فاجتمع أهل المدينة على الباب، قال: فبعث إليهم أبو عبد اللهعليه‌السلام صبي لنا غُشي عليه، فصحن النساء(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٧٣.

(٢) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٦٨.

(٣) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٧٤.

(٤) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٦٥، ورجال البرقي: ٤١.

(٥) في (الأصل) و (الحجرية): (فروة)، وفي الكافي (فرو)، وهو الصحيح، والمراد: يا فروة، فحذف حرف النداء مع الهاء لغرض الترخيم.

(٦) لفظ (الباب) الثاني، سقط سهواً من (الحجرية)

(٧) الكافي ٨: ٢١٥ ٢١٦ / ٢٦٣، من الروضة.

٢٣

وفي الكشي: عن إسحاق بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور، قال: حدثني أبو داود المـُسْتَرِقّ، عن علي بن النعمان، عن سماعة، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : علّموا أولادَكُم شِعْر العَبْدِيّ، فإنّه على دين الله(١) .

وفي كامل الزيارة، مسنداً عن أبي عُمَارة المـُنْشد، [عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ] قال: قال لي: يا أبا عمارة أنشدني للعَبْدِيّ في الحسين بن علي (عليهما السّلام) قال: فأنشدته فبكى، ثم أنشدته فبكى، ثم أنشدته فبكى، قال: فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار(٢) ، الخبر.

وفي البلغة، والوجيزة: ممدوح(٣) .

[١١٤٦] سُفْيَان بن وَرْدَان الأسَدِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[١١٤٧] سَفِينَة مولى رسول الله:

في مناقب ابن شهرآشوب، في (أحوال المجتبىعليه‌السلام : أصحابه:

__________________

وقولهعليه‌السلام : (صبيٌّ لنا غشي فصحن النساء): ظاهر المراد بالصبي هو من فُطم بسهم في حجر خامس أصحاب الكساءعليهم‌السلام الإمام السبط الحسينعليه‌السلام في كربلاء يوم عاشوراء، وهو عبد الله الرضيع. ويؤيده أنّ سبب صياح نقيات الجيوب وعديمات العيوب العلويات الطاهرات إنّما كان لأجل تذكرهن بشعر العبدي ما جرى بذلك اليوم من مصايب على أهل بيت النبوّةعليهم‌السلام على يد حزب إبليس اللعين وجند الشيطان الرجيم.

فلكلامهعليه‌السلام معنيان: أحدهما غير مراد وهو القريب أي: أنّ لهم صبياً حاضراً، والآخر بعيد وهو المراد، أي: الطفل الرضيع، فهو صبيهم أهل البيت عليهم‌السلام على كل حال. وهذا هو معنى التورية في الكلام. وقد اضطر إليها الصادق عليه‌السلام لما في البكاء على الحسين وأهله عليهم‌السلام من معنى الثورة.

(١) رجال الكشي ٢: ٧٠٤ / ٧٤٨.

(٢) كامل الزيارات: ١٠٥ / ٢ باب / ٣٣، وما بين المعقوفتين منه.

(٣) البلغة: ٣٦٥ / ٦، والوجيزة: ٢٤.

(٤) رجال الشيخ: ٢١٣ / ١٧٧.

٢٤

أصحاب أبيه، وبابه: قَيْس بن وَرْقَاء المعروف بسفينة(١) . ومثله [قول الكَفْعَمِي في جُنَّته](٢) . وفي دلائل الطبري: وبوّابه سفينة(٣) .

وروى الحسين بن حَمْدان بإسناده عن محمّد بن سنان الزاهري، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يَزِيد الجُعْفي، عن سعيد بن المـُسَيَّب، عن عمرو بن الحَمِق(٤) الخُزاعي، عن عَمّار بن ياسر، قال: كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غزوة ذات الأباطل(٥) ، فرجعنا منها ظاهرين، ولحقنا سقيٌّ من السّماء، فحملت الماءَ الأرضُ، وتوقفت(٦) الغُدْرَان والمـَسالِك، فوردنا على ماء عظيم قد اعترض الطريق في بطن واد عريض، فوقف الناس يرومون الخوض فيه والعبور، وكلّ لا يقدر على ذلك، حتى ورد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الوادي، فنظر إلى شدّة جريانه وقلة حِيلة النّاس في عبوره، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تَسَفَّنْ يا سفينة على الوادي، فنزل سَفينة عن فرسه، ووضع عن سلاحه، فرمى بنفسه في عرض الوادي، فصار الوادي دونه، وصار كالسفينة، فنزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فمشى على ظهر سفينة حتى صار

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٢٨ وفيه: (وبوابه) مكان (وبابه)

(٢) جُنَّة الأمان (المشتهر بالمصباح): ٥٢٢، في الجدول المعدّ لبيان أسماءهم ووفياتهمعليهم‌السلام ونحوهما.

(٣) دلائل الإمامة: ٦٣، في بيان أسماء الإمام الحسن وأولاده ومعجزاتهعليه‌السلام

(٤) الألف واللام في لفظ (الحَمِق) أثبتناهما من المصدر.

(٥) كذا في (الأصل) و (الحجرية) والمصدر، وقد عُلِّم فوق كلمة (الأباطل) في نسختي (الأصل) و (الحجرية) بعلامة التذكية، ولم يُستظهر الصواب إزاءها. علماً بأنّا لم نقف على اسم هذه الغزوة في كتب السيرة التي اهتمت بذكر مغازي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كسيرة ابن هشام، وسيرة ابن كثير وغيرهما.

(٦) لعل الصواب: وتوافقت الغُدْران والمسالك، أي التحمت بالماء، من الموافقة بين الشيئين كالالتحام، وهو ما يقتضيه السياق، فلاحظ.

٢٥

في جانب الوادي، ودعى أمير المؤمنينعليه‌السلام فنزل، وعبّر على ظهر سفينة.

ثم قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قم يا سفينة، فحسبك هذا افتخاراً. فقام سفينة على(١) الوادي، فتضايق الوادي، وقبت(٢) ضفناه حتى تخطاه العسكر، فمن أجل ذلك لقّبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سفينة(٣) .

وبإسناده، عن الحسن بن محبوب الزراد، عن عبد الرحمن بن الحَجّاج، عن محمّد بن أبي يعقوب، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لسفينة مولى أُمّ سَلَمَة -: ملأك الله علماً جمّا إلى مُشاشِك، فأنت فُلْكُ اللهِ المـَشْحُونُ، وأنت الباب لي ولابني الحسن بعد سلمان(٤) .

وبإسناده، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بعض أسفاره، إذْ انتهى النّاسُ إلى غَدِيرٍ، فإذا فيه ماء، فعبّر الناس أمتعتهم، فجاء سفينة فعبّر متاع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له: يا قَيْس أنت سفينتي، والباب لِلأئمّة من بعد سلمان، وأنت وسلمان ومن يليه في البابيّة(٥) سواء(٦) .

__________________

(١) في متن الأصل والحجرية: (عن ظاهراً)

(٢) علّمَ المصنف في متن الأصل والحجرية بإزاء (وقبت) بعلامة التذكية، ولم نقف على معنىً مناسب لـ (وقبت ضفتاه) في المعاجم اللغوية، وقد يكون أصل اللفظ (وخبتت). فصحف إلى (وقبت). والخبت: ما اطمأنّ من الأرض واتّسع، وقيل: الخبت ما اطمأنّ من الأرض وغَمُضَ، فاذا خرجت منه أفضيت إلى سعة. لسان العرب ٢: ٢٧ خبت.

(٣) الهداية: ورقة ١٢٠ / أمن المخطوط، علماً بأن المطبوع من كتاب الهداية هو إلى حد الورقة رقم ١١٤ من نسختنا الخطية.

(٤) الهداية: ورقة ١٢٠ / أ.

(٥) أي: من يليه من الأبواب، والمراد به هنا، هو من كان على منزلة عالية جدّاً وصلة مباشرة ووثيقة بمن صار له باباً، ولهذا كان باب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، علياًعليه‌السلام

(٦) الهداية: ورقة ١٢٠ / ب.

٢٦

وبإسناده، عن أبي حمزة الثُّمالي، عن الحُجْر بن عَدِيّ الطّائيّ، عن الأصْبغ بن نُبَاتة، قال: ركب سَفينة البحر في مركب مع قوم، فانكسر بهم المركب، فركب سفينة خشبة من خشب المركب إلى أن ورد الساحل، فإذا هو بأسدٍ قد تلقاه! فقال: أنا سفينة صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وسفينته، فنكس الأسد برأسه، وطأطأ رأسه، وأومى إليه أنْ اركب. فركب سفينةُ الأسدَ وهو يسير به حتى انتهى به إلى قرية، فلما نظر أهلُها إلى سفينة على الأسد فزعوا وتعجبوا!! ودخل القرية، قالوا: الله أنّ أمرك لعجيب، فَمنْ أنت؟ قال: أنا سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعظّموه وعلّوه(١) .

وراوي هذه الأخبار وإنْ كان مرميّاً بالغلوّ(٢) ، إلاّ أنّها مؤيّدة بما مرّ من المـَناقِب، والجُنّة، والدلائل(٣) .

وبما رواه في الكافي، بإسناده: عن إدريس بن عبد الله الأوْدي، أنّه قال: لما قُتِل الحُسينعليه‌السلام أراد القوم أن يوطئوه الخيل(٤) !! فقالت فضّة لزينبَ: يا سيدتي! إنَّ سفينة كُسِرَ به في البحر، فخرج به(٥) إلى جزيرة، فإذا هو بأسد، فقال: يا أبا الحارث أنا مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَهَمْهَمَ بين يديه حتى وقفه على الطريق(٦) . الخبر.

__________________

(١) الهداية: ورقة ١٢٠ / ب.

(٢) راجع رجال النجاشي: ٦٧ / ١٥٩.

(٣) تقدّمت الإشارة إليها في أوّل ترجمة سفينة، على ان بعضها مؤيد بما موجود في ترجمته بكتب أهل السنة، كخبر ركوبه الأسد فقد ذكره ابن الأثير في أُسد الغابة ٢: ٢٥٩ / ٢١٣٠، عن محمّد بن المنكدر، عنه باختلاف يسير.

(٤) كذا في (الأصل) و (الحجرية) والمصدر، والصحيح: أنْ يَطئُوهُ بالخيلِ، أوْ: أنْ تَطِئُوهُ الخيلَ. من وَطَأ الشيء إذا داسه، يقال: وَطِئْنَا العدوّ بالخيلِ، أي: دسناه. لسان العرب ١: ١٩٥، وطأ.

(٥) به: لم ترد في المصدر، والظاهر زيادتها، لتمام المعنى بدونها.

(٦) أُصول الكافي ١: ٣٨٧ / بعد الحديث السابع، ولم يعط رقماً سهواً.

وهو ضعيف بأبي كريب، وأبي سعيد الأشج، ومضمون الخبر مخالف للصحيح الثابت من الأخبار التي تصرح بأن عمر بن سعد وبأمر من عبيد الله بن زياد (لعنهما الله) قد انتدب عشرة من الشياطين ليطئوا بحوافر خيولهم الجسد المطهر لسيد الشهداء (عليه الصلاة والسلام) بعد استشهاده، امعاناً منهم في الكفر والضلال، وجحداً لله ورسوله الكريم وأهل بيته الأطهار.

وفي هامش ترجمة سفينة في تكملة الرجال ١: ٤٤٥، تعليقة مهمة للمحقق السيّد المرحوم محمّد صادق بحر العلوم حول خبر الكافي جديرة بالمراجعة، فلاحظ.

٢٧

وبما رواه الراوندي في الخرائج: أنَّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث برجل يقال له: سَفينة بكتاب إلى مُعاذ وهو باليمن، فلما صار [في بعض] الطريق، إذا هو بأسد رابضِ في الطريق، فخاف أن يجوز، فقال: أيّها الأسد إنّي رسول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى مُعاذ، وهذا كتابه إليه، فَهَرْوَلَ الأسَدُ قُدّامه غَلْوَةً(١) ، ثمّ هَمْهَمَ، ثمّ خرج، ثمّ تَنَحّى عن الطريق.

فلما رجع بجواب الكتاب، فإذا بالسَّبُعِ في الطريق! ففعل مثل ذلكَ فلما قَدِمَ على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبره بذلك، فقال: إنَّه قال في المرّة الأُولى: كيف رسول الله؟ وقال في المرة الثانية: اقرأ رسول الله السلام(٢) .

وفيه: روى ابن الأعرابي(٣) ، أنَّ سَفِينَة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: خرجت غازياً، فَكُسِر بي، فغرق المركب وما فيه، وأَقبلت وما عليّ إلاّ

__________________

(١) في (الأصل) و (الحجرية): (نسخة بدل: عَنْوَة).

والصحيح: غَلْوةٌ، وهي مسافة مقدارها رمية سهم، وكان بها يقدر مدى الأميال والفراسخ، والفرسخ التام خمس وعشرون غَلْوَة.

وأمّا العَنْوَة، فهي اسم لـ (عنا)، أي: ذلّ واستكان وخضع، ويراد بها: القهر والغلبة، والظاهر كونها مصحفة عن (غلوة) في نسخة البدل لعدم مناسبتها للمقام.

انظر لسان العرب ١٥: ١٠٢، عنا و ١٥: ١٣٢، غلا.

(٢) الخرائج والجرائح ١: ٤٠ / ٤٧.

(٣) في المصدر: ما روي عن ابن الأعرج. وأشار في هامشه إلى وجوده بلفظ ابن الأعرابي في نسخ أُخرى وكذلك في بحار الأنوار.

٢٨

خرقة قد اتّزرت بها، فكنت(١) على لوح، وأقبل اللّوح يرمي بي على جبل في البحر، فإذا صعدت وظننت انّي نجوت، جاءتني مَوجةٌ فانتسفَتْني، ففعلت بي مراراً، ثمّ أنِّي خرجت اشتدُّ على شاطئ البحر، فلم تلحقني، فحمدت الله على سلامتي.

فبينما أنا أمشي، إذ بصر بي أسدٌ، فأقبل نحوي يريد أن يفترسني، فرفعت يديّ إلى السّماء، فقلت: اللهم أني عبدك ومولى نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نجّيتني من الغرق، أفتسلّط عليّ سَبُعك، فَأُلهمْتُ أنْ قلت: أيّها السَّبُع أنا سفينةُ مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) . احْفَظْ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مولاه.

فوالله إنه لترك الزَّئير، وأقبل كالسِنور يمسح خدّه بهذه الساق مرّة وبهذه الساق أخرى، وهو ينظر في وجهي مليّاً، ثمّ طأْطَأ ظهرَه وأومأ إليّ أن أركب، فركبت ظهره، فخرج يَخُبُ(٣) بي، فما كان بأسرع من أنْ أَهبط جزيرة، وإذا فيها من الشجر والثمار وعين عذبه(٤) من ماء، فدهشت، فوقف وأومأ إليّ أن انزل، فنزلت، وبقي واقفاً حذاي ينظر، فأخذت من تلك الثّمار وأكلت، وشربت من ذلك الماء فرويت، وعمدت إلى ورقة فجعلتها مئزراً واتزرت بها، وتَلَحَّفْتُ بأُخرى، وجعلت ورقة شبيهاً بالمِزْود(٥) فملأتها من تلك الثمار، وبللت الخرقة التي كانت معي لأعصرها

__________________

(١) في (الأصل) و (الحجرية): (نسخة بدل: فركبت). وما في المتن موافق للمصدر.

(٢) الصلاة التي بعده وردت في (الأصل) و (الحجرية) دون المصدر، وهذه فيه دونهما.

(٣) يخب: أي يعدو، من الخبب، مصدر خبَّ يَخُبُّ، بضم الخاء المعجمة: وهو ضرب من العَدْوِ. لسان العرب ١: ٣٤١ خَبَبَ.

(٤) في الأصل والحجرية: (نسخة بدل: غزيرة)

(٥) المِزْوَدُ: وعاء يجعل فيه الزاد. لسان العرب ٣: ١٩٨ زَوَد.

٢٩

إذا احتجت إلى الماء، فلمّا فرغت ممّا أردت، أقبل إليّ فطأطأ ظهره، ثم أومأ إليّ أن أركب، فلمّا ركبت، أقبل بي نحو البحر في غير الطريق الذي أقبلت منه، فلمّا صرت على البحر إذا مركب سائر في البحر فلوَّحت لهم، فاجتمع أهل المركب يسبّحون ويهلّلون ويرون رجلاً راكباً أسداً! فصاحوا: يا فتى من أنت، أجنّي أم إنسي؟

فقلت: أنا سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راعى الأسد في حقّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ففعل ما ترون.

فلما سمعوا ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حَطُّوا الشّراعَ وَحمَلوا رَجُلَين في قارِب صغير ودفعوا إليهما ثياباً، فجاء إليّ، ونزلت من الأسد، ووقف ناحية مطرقاً ينظر ما أصنع، فرميا إليّ بالثياب، وقالا: ألبسها، فلبستها، فقال أحدهما: اركب ظهري حتى أُدخلك القارب، أيكون السّبُع أرعى لحق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أمّته؟!

فأقبلت على الأسد، فقلت: جزاك الله خيراً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوالله لنظرت إلى دموعه تسيل على خدّه ما يتحرك حتى دخلت القارِب، وأقبل يلتفت اليّ ساعة بعد ساعة حتى غبنا عنه(١) .

ومن جميع ذلك يظهر قوّة يقينه، وخلوص إيمانه، وصفاء سريرته، وعلوّ مقامه. فَذِكْرُهُ في الممدوحين، أو عدم ذكره فيهم أيضاً كما في المنتهى(٢) ، والوسائل ناش عن عدم التجسس عن حاله.

__________________

(١) الخرائج والجرائح ١: ١٣٦ / ٢٢٣.

(٢) منتهى المقال ١: ٦٦، والأوْلى أن تكون العبارة هكذا:

« فذكره في الممدوحين كما في المنتهى، أو عدم ذكره فيهم كما في الوسائل ناشٍ عن عدم التجسس عن حاله ».

بقرينة ذكره في المنتهى، وإهماله في الوسائل، ولما كان من منهج صاحب المنتهى أن لا يذكر المجاهيل والضعفاء، يعلم منه أن من ذكره ولم يوثق فهو حسن عنده.

ومع هذا فقد يشكل على المصنف بأن الشيخ الحر لم يقصد في الوسائل في الفائدة الثانية عشرة من الخاتمة استيعاب الثقات والممدوحين بل ترك جملة منهم.

وعليه فلا يدل تركه ذكر سفينة على عدم حسنه عنده، وقد أشرنا إلى ذلك بشيء من التفصيل في مقدمة تحقيق هذه الخاتمة في جزئها الأوّل المحقق المطبوع، فراجع.

٣٠

[١١٤٨] سَكَن الجمّال:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١١٤٩] سَكَن بن أبي رباط:

وفي نسخة: سُكَين بن أبي فاطمة الجُعْفي، مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١١٥٠] سَكَن بن عُمَارة الجُعْفي:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١١٥١] سَكَن بن يَحْيى الأسَدِيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[١١٥٢] سُكَين بن إسْحَاق النَّخَعِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٤ / ١٨٨.

(٢) رجال الشيخ: ٢١٤ / ١٩٥، وفيه: سُكَين بن أبي فاطمة الجُعْفي.

(٣) رجال الشيخ: ٢١٤ / ١٨٧.

(٤) رجال الشيخ: ٢١٤ / ١٨٩.

(٥) رجال الشيخ: ٢١٤ / ١٩٠، وفي بعض النسخ من رجال الشيخ ورد (المدني) مكان (الكوفي) كما يظهر من كتب الرجال المتأخرة.

انظر مجمع الرجال ٣: ١٣٥ ومعجم رجال الحديث ٨: ١٦٦.

٣١

[١١٥٣] سُكَين بن عبد رَبّهِ المـُحَاربي:

الكُوفِيّ، مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١١٥٤] سُكَين بن عبد العَزِيز النصري (٢) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١١٥٥] سُكَين بن عُمَارة:

أبو محمّد الثَّقَفِيّ، الرَّحّال، مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[١١٥٦] سُكَين بن فضَالة الأزْدِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[١١٥٧] سَلام:

أبو سلمة، الأزْدِيّ، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[١١٥٨] سَلام الحَجَّام:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٤ / ١٩٢.

(٢) في (الحجرية): (النضري) بالضاد المعجمة، والظاهر صحة ما في (الأصل) لشهرته بكتب الرجال، وموافقته للمطبوع من رجال الشيخ. وقد ورد في مجمع الرجال ٣: ١٣٥ بعنوان (البصري) وأشار إليه في معجم رجال الحديث أيضاً ٨: ١٦٦، ولعله تصحيف عن (النصري)، فلاحظ.

(٣) رجال الشيخ: ٢١٤ / ١٩٤، وفيه: (النصري)

(٤) رجال الشيخ: ٢١٤ / ١٩١.

(٥) رجال الشيخ: ٢١٤ / ١٩٣.

(٦) رجال الشيخ: ٢١٠ / ١٣٢.

(٧) رجال الشيخ: ٢١٠ / ١٣٣.

٣٢

[١١٥٩] سَلام بن سعيد المـَخزُومِيّ:

مولى، عَطّار(١) ، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١١٦٠] سَلام بن سَلْمَة الخَثْعَميّ:

الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) وفي نسخة: مسلم(٤) .

[١١٦١] سَلام بن سَهْم:

في الفقيه، في باب الأيمان والنذور: روى محمّد بن إسْماعيل، عن سَلام بن سَهْم الشيخ المتعبّد أنّه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لسدير: « يا سدير أنّه من حلف بالله كاذباً كفر، ومن حلف بالله صادقاً أثِم، إنّ الله عزّ وجلّ يقول:( وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ ) (٥) »(٦) .

وطريق الفقيه إلى محمّد بن إسماعيل صحيح، و (الشيخ المتعبّد) لا يطلق على غير من حَسُنَ ظاهرُه، فيكشف عن عدالته، وإنْ قال في البُلغة، والوجيزة: ممدوحٌ(٧) .

[١١٦٢] سَلام بن عبد الله الهَاشِميّ:

عنه: الحسن بن محبوب، وعلي بن أسباط، في الكافي، في باب ما يفصل بين دعوى المحقّ والمبطل(٨) .

__________________

(١) في المصدر: (مولى عطا)، ومثله في جامع الرواة ١: ٣٦٩، ومجمع الرجال ٣: ١٣٧، وما في منهج المقال: ١٦٦، ومنتهى المقال: ١٥٢، وتنقيح المقال ٢: ٤٣، ومعجم رجال الحديث ٨: ١٧١ موافق لما في الأصل.

(٢) رجال الشيخ: ٢١٠ / ١٢٨ وفيه: (مولى عطا ..).

(٣) رجال الشيخ: ٢١٠ / ١٣٠ وفيه: (سلام بن مسلم)

(٤) صرّح بهذا أيضاً الشيخ الأردبيلي في جامع الرواة ١: ٣٧٠.

(٥) البقرة ٢: ٢٢٤.

(٦) الفقيه ٣: ٢٣٤ / ١١٠٨.

(٧) بلغة المحدثين: ٣٦٥ / ٧، والوجيزة للمجلسي: ٢٤.

(٨) أُصول الكافي ١: ٢٧٨ / ١.

٣٣

[١١٦٣] سَلام بن غَانِم الحَنّاط:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١١٦٤] سَلام بن المـُسْتَنير الجُعْفِيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) عنه: يونس بن عبد الرحمن، في الكافي، في باب آخر من أنَّ الإيمان يشرك الإسلام(٣) ؛ وابن محبوب، عن أبي جعفر محمّد بن النُّعْمان الأحول، عنه، فيه، في باب نُكَت ونُتَف، مرّتين(٤) . والأحول، عنه مكرراً(٥) .

وفي روضة الكافي: عن العدّة، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن الأحول، عن سَلام المـُسْتَنير، قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يحدّث: إذا قام القائمعليه‌السلام عرض الإيمان على كلّ ناصب، فإن دخل فيه بحقيقته وإلاّ ضرب عنقه، أو يؤدّي الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمّة، ويشدّ على وسطه الهِمْيان(٦) ويخرجهم من الأمصار إلى السواد(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٠ / ١٢٧.

(٢) رجال الشيخ: ٢١٠ / ١٢٦، وقد عدّه الشيخ والبرقي في أصحاب الإمامين السجاد والباقر (عليهما السّلام).

رجال الشيخ: ٩٣ / ٢٢ و: ١٢٥ / ٢٣٠، ورجال البرقي: ٨ و ٩ وسيأتي ما له علاقة بالمقام في الهامش التالي، فلاحظ.

(٣) أُصول الكافي ٢: ٢٨ / ٣ ذُكر في باب بلا عنوان، وفي السند: سلام الجعفي، والأكثر على الاتحاد إلاّ ان السيّد الخوئيقدس‌سره استظهر المغايرة بين سلام الجعفي وبين سلام بن المستنير الجعفي.

راجع معجم رجال الحديث ٨: ١٧٤ ١٧٥.

(٤) أُصول الكافي ٢: ٣٤٤ / ٦٩ و ٢: ٣٥٤ / ٧٨.

(٥) أُصول الكافي ٢: ٣٥٢ / ٦٦ و ٢: ٦٩ / ١.

(٦) الهِمْيَانُ: التكة، وقيل للمنطقةِ هميان أيضاً.

لسان العرب ١٣: ٤٣٧، همن.

(٧) الكافي ٨: ٢٢٧ / ٢٨٨، من الروضة.

٣٤

وفي تفسير العياشي، عن سَلام المـُسْتَنير، عن الصادقعليه‌السلام قال: لقد تَسَمّوا باسم ما سمّى الله به أحداً إلاّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام وما جاء تأويله، قلت: جعلت فداك متى تأويله؟ قال: إذا جمع الله النبيين والمؤمنين حتى ينصروه، وهو قول الله:( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ) . الآية(١) .

ويومئذ يدفع راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عليّعليه‌السلام فيكون إليه أمر الخلائق أجمعين، وكلّهم تحت لوائه، ويكون هو أميرهم، فهذا تأويله(٢) .

ومن هنا قال في التعليقة: يظهر من أخباره كونه من الشيعة، بل من خواصهمعليهم‌السلام (٣) .

[١١٦٥] سَلام بن مُسْلِم الخَثْعَمِي:

وفي نسخة: ابن سَلَمة(٤) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[١١٦٦] سَلام بن يَسَار الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[١١٦٧] سَلَامة بن ذُكَاء (٧) الحَرّانيّ:

يكنّى: أبا الخَير، صاحب التلعكبري، لم يرو عنهمعليهم‌السلام (٨) هو من

__________________

(١) آل عمران: ٣ / ٨١.

(٢) تفسير العياشي ١: ١٨١ / ٧٧.

(٣) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ١٦٦.

(٤) صُرِّح بهذا أيضاً في جامع الرواة ١: ٣٧٠.

(٥) رجال الشيخ: ٢١٠ / ١٣٠.

(٦) رجال الشيخ: ٢١٠ / ١٣٤.

(٧) قد يرد بعنوان: سَلَامة بن زكا بالزاي في بعض المصادر الرجالية في ترجمة علي بن محمّد العدوي، والصحيح ظاهراً هو ما في الأصل الموافق لما في النجاشي وغيره.

(٨) رجال الشيخ: ٤٧٥ / ٥.

٣٥

مشايخ النجاشي، وقد أوضحنا وثاقتهم في ترجمته(١) ، ويظهر في ترجمة علي بن محمّد (بن علي بن)(٢) العَدَويّ الشمْشَاطِيّ الفاضل صاحب الكتب الكثيرة غاية اعتماده عليه، ويظهر منه أنه يلقّب(٣) بالمـَوْصِلي أيضاً(٤) .

[١١٦٨] سَلامة القَلَانِسِيّ:

عنه: حماد بن عثمان، في الكافي، في باب الخلّ والزيت(٥) .

[١١٦٩] سَلْم (٦) الجَوّاز الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[١١٧٠] سَلْم بن سالم البَلْخِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

[١١٧١] سَلْم بن سُليمان:

مولى كِنْدَة، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) وفي نسخة: سَلَمَة(١٠) .

__________________

(١) تقدمت ترجمته في الفائدة الثالثة من الخاتمة ٣: ٥٠٣، فراجع.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في بيان نسبه لا في النجاشي ولا في غيره من كتب الرجال المتيسرة، فلاحظ.

(٣) في (الحجرية): الملقب.

(٤) رجال النجاشي: ٢٦٥ / ١٨٩.

(٥) الكافي ٦: ٣٢٧ / ٢.

(٦) في بعض النسخ: سَلَمة بالهاء كما في هامش المصدر، ومجمع الرجال ٣: ١٥٢.

(٧) رجال الشيخ: ٢١١ / ١٣٦.

(٨) رجال الشيخ: ٢١١ / ١٣٩.

(٩) رجال الشيخ: ٢١١ / ١٣٧.

(١٠) وهي النسخة المعتمدة في مجمع الرجال ٣: ١٥٣.

٣٦

[١١٧٢] سَلْم(١) بن شُرَيح الأشْجَعِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١١٧٣] سَلْم بن عبد الرحمن العِجْلِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١١٧٤] سَلْم مولى علي بن يقطين:

عنه: ابن أبي عمير، في التهذيب، في باب دخول الحمام(٤) .

[١١٧٥] سَلْمَان أبو عُبَيْدة (٥) الهَمْدَانِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[١١٧٦] سَلْمَان بن بِلال المـَدَني:

أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) وفي بعض النسخ: سليمان(٨) ،

__________________

(١) في (الأصل) و (الحجرية): (سَلَمة، نسخة بدل)

(٢) رجال الشيخ: ٢١١ / ١٣٥.

(٣) رجال الشيخ: ٢١١ / ١٤٠.

(٤) تهذيب الأحكام ١: ٣٧٧ / ١١٦٤.

(٥) ورد بعنوان: سلمان بن عبيد من غير هاء منقطة في آخره، في: المصدر، وجامع الرواة ١: ٣٧١، ومجمع الرجال ٣: ١٣٩، ومعجم رجال الحديث ٨: ١٨٠.

(٦) رجال الشيخ: ٢٠٩ / ١١٣.

(٧) رجال الشيخ: ٢٠٧ / ٧٥، وسيأتي الاختلاف في ضبط الاسم في الهامش التالي.

(٨) اختلفوا في ضبط الاسم بين (سليمان) و (سلمان).

فورد الأول في المصدر: ٢٠٧ / ٧٥، ورجال ابن داود: ١٠٥ / ٧٢٣ مع عدّه في أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام اشتباهاً ومجمع الرجال ٣: ١٥٨، وتنقيح المقال ٢: ٥٥، ومعجم رجال الحديث ٨: ١٨٠.

وورد الثاني في جامع الرواة ١: ٣٧١ نقلاً عن منهج المقال ومعجم رجال الحديث ٨: ١٨٠.

وأما عن لقبه، ففي رجال الشيخ: ٢٠٧ / ٧٥ (المداني) وهو من غلط المطبعة كما هو صريح قائمة التصويبات الملحقة في آخره. وما في جامع الرواة ١: ٣٧١ ومجمع الرجال ٣: ١٥٨، وتنقيح المقال ٢: ٥٥ ومعجم رجال الحديث ٨: ١٨٠ وغيرها، موافق لما في الأصل وهو (المدني)، فلاحظ.

٣٧

كما في كتب العامة(١) .

[١١٧٧] سَلْمَان بن حيوة (٢) الكِلابِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١١٧٨] سَلْمَان بن عُبَيْد الحَنّاط:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[١١٧٩] سَلْمَان بن الفَيْض:

يروي عنه: صفوان، وابن أبي عمير، كما في التعليقة(٥) .

__________________

(١) انظر: تهذيب التهذيب ٤: ١٥٤ وتقريب التهذيب ١: ٣٢٢ / ٤١٦.

(٢) اختلفت كتب الرجال في ضبط اسم أبي سلمان.

ففي (الأصل) و (الحجرية): (حبوة: نسخة بدل)، وفي رجال الشيخ المطبوع (حوّا)، وفي مجمع الرجال ٣: ١٣٩ ومنهج المقال: ١٦٧، ونقد الرجال: ١٥٧، وجامع الرواة ١: ٣٧١، وتنقيح المقال ٢: ٤٥ ورد الاسم بعنوان (حيوة).

وقد جمعت هذه الاختلافات مع اضافة (جيوه) لها في معجم رجال الحديث ٨: ١٨١.

هذا، وفي منهج المقال: ١٦٧ أشار إلى اختلاف بعض النسخ في ضبط لقبه أيضاً فقال بعد أن اختار ما هو على خلاف المشهور (الكلبي) -: (وفي نسخة بدل: الكلابي)، فلاحظ.

(٣) رجال الشيخ: ٢٠٩ / ١١١.

(٤) رجال الشيخ: ٢٠٩ / ١١٢.

(٥) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ورقة ٧٥ / أ.

٣٨

[١١٨٠] سَلَمَة أبو حفص(١) :

فضَالة، عن أبان، عنه، في الكافي، في باب ما يقطع الصلاة من الضحك(٢) . وفي التهذيب، في باب الحدّ في السرقة(٣) ، وفي باب حدود الزنا(٤) ، وعنه: أبان كثيراً(٥) .

[١١٨١] سَلَمَة أبو المـُسْتَهِلّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[١١٨٢] سَلَمَة بن الأهثم (٧) الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) لم يذكره النجاشي في رجاله، وكذلك الشيخ لا في الفهرست ولا في الرجال، مع انه من أصحاب الصادقعليه‌السلام كما يظهر من موارده في كتب الحديث.

هذا، واختلفت الأسانيد في ضبطه، ففي بعضها كما في الأصل، وفي اخرى سلمة بن أبي حفص ونحو ذلك، وقد أشار السيّد الخوئي قدس‌سره إلى وقوع التحريف في اسمه، وإن الصحيح هو سلمة أبو حفص.

انظر معجم رجال الحديث ٨: ١٩٩ و ٢٠٠.

(٢) الكافي ٣: ٣٦٦ / ١١، وفيه سلمة بن أبي حفص.

(٣) تهذيب الأحكام ١٠: ١٠٠ / ٣٨٨.

(٤) تهذيب الأحكام ١٠: ٤٣ / ١٥٥.

(٥) كما في الكافي ٦: ٢١٧ / ٧، وتهذيب الأحكام ٤: ٨٢ / ٢٣٧.

(٦) رجال الشيخ: ٢١٢ / ١٥٥.

(٧) رجال الشيخ: ٢١٢ / ١٥٢، وفيه: سلم الأهثم، ومثله في رجال البرقي: ١٢ و: ١٨ في أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام) وما في رجال الشيخ في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١٢٤ / ٤ موافق لما في الأصل، واحتمل في التنقيح ٢: ٤٨ بعد أن أورده بعنوان: (سلمة الأهثم) انه مصحف (أهتم) بالتاء المثناة، بيد أن ما في مجمع الرجال ٣: ١٥٢ هو: سلمة بن الأهيم، فلاحظ.

(٨) رجال الشيخ: ٢١٢ / ١٥٢.

٣٩

[١١٨٣] سَلَمَة بن أبي سَلَمَة:

امّه أم سَلَمَة زوجة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأتي في أخيه محمّد(١) .

[١١٨٤] سَلَمَة بَيّاع السَّابِريّ:

عنه: ابن أبي عمير، في الروضة، بعد حديث يوم القيامة(٢) ، وفي باب من فَطّر صائماً(٣) ، وفي التهذيب، في باب فضل التطوع بالخيرات(٤) .

[١١٨٥] سَلَمَة بن جُنَاح الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[١١٨٦] سَلَمَة بن خالِد الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[١١٨٧] سَلَمَة بن الخَطّاب:

يروي عنه: الصفار(٧) ، وسعد بن عبد الله(٨) ، والحميري(٩) ، ومحمّد بن يحيى الأشعري(١٠) ، وأحمد بن إدريس(١١) ، ومحمّد بن علي بن محبوب(١٢) ،

__________________

(١) سيأتي في هذه الفائدة في (باب الميم) برقم: [٢٣٧٠].

(٢) الكافي ٨: ١٦٣ / ١٧٢، من الروضة.

(٣) الكافي ٤: ٦٨ / ١.

(٤) تهذيب الأحكام ٤: ٢٠١ / ٥٧٩.

(٥) رجال الشيخ: ٢١١ / ١٤٩.

(٦) رجال الشيخ: ٢١٢ / ١٥٧.

(٧) تهذيب الأحكام ٩: ٨٣ / ٣٥٣.

(٨) تهذيب الأحكام ٣: ١٩٤ / ٤٤٤.

(٩) فهرست الشيخ: ٧٩ / ٣٣٤، في ترجمة سلمة بن الخطاب.

(١٠) تهذيب الأحكام ٣: ١٩٤ / ٤٤٤.

(١١) فهرست الشيخ: ٧٩ / ٣٣٥ في ترجمة صاحب العنوان.

(١٢) تهذيب الأحكام ١٠: ٣٣٥ / ٥٣٧.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وأمّا ما صدر عن الخضر ـ لو سلّم عدم نبوّته ـ فليس من القطع بالأحكام ، بل في الموضوعات ، وهو خارج عن المقام ، فإنّ قتل مثل الغلام جائز في شريعة موسى ٧ لكنّ موسى لم يعلم أنّه من الأشخاص الّذين يجوز قتلهم ؛ ولذا ، بعد العلم ترك الإنكار.

مع إنّ كلام اليافعي خارج عن محلّ النزاع ؛ لأنّ الكلام في دعوى أنّ من شهد الحقيقة سقطت عنه الأحكام بحسب الشرع الأحمدي ، ويكون شرعا كالطفل في عدم التكليف له ، لا في إمكان أن يحصل لشخص يقين بأنّه غير مكلّف بأحكام المسلمين ، كنبيّ جاءه شرع جديد!

ولا ريب أنّ الأوّل ، بل الثاني ، مخالف لضرورة الدين ، وقائله كافر واجب القتل ، كما قال الغزّالي.

هذا ، وينقل عن الصوفية ضلال آخر ، وهو القول بالتناسخ(١) ، قاتلهم الله تعالى ، وعطّل ديارهم.

* * *

__________________

وقد ورد مضمون هذا الحديث ومعناه في مصادر الجمهور ، فانظر مثلا :

صحيح مسلم ٤ / ١٠٢ ، سنن ابن ماجة ١ / ٣ ـ ٤ ح ١ ـ ٣ ، مسند أحمد ٢ / ٢٥٨ ، سنن الدارقطني ٢ / ٢٢٠ ذ ح ٢٦٧٩ ، السنن الكبرى ١ / ٣٨٨ وج ٤ / ٣٢٦ وج ٧ / ١٠٣ ، تفسير القرطبي ١٨ / ١٣ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٣٣٧ في تفسير آية (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )[ سورة الحشر ٥٩ : ٧ ].

(١) انظر : دائرة معارف القرن العشرين ١٠ / ١٧٧ مادّة « نسخ ».

٢٢١
٢٢٢

في حقيقة الكلام

قال المصنّف ـ طيّب الله رمسه ـ(١) :

المبحث السابع

في أنّه تعالى متكلّم

وفيه مطالب :

[ المطلب ] الأوّل

في حقيقة الكلام

الكلام عند العقلاء : عبارة عن المؤلّف من الحروف المسموعة.

وأثبت الأشاعرة كلاما آخر نفسانيا ، مغايرا لهذه الحروف والأصوات ، ( وهذه الحروف والأصوات )(٢) دالّة عليه(٣) .

وهذا غير معقول ، فإنّ كلّ عاقل إنّما يفهم من الكلام ما قلناه

__________________

(١) نهج الحقّ : ٥٩ ـ ٦٠.

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) الأربعين في أصول الدين ـ للرازي ـ ١ / ٢٤٩ ـ ٢٥٠ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٥٠ ، شرح العقائد النفسية : ١٠٨ ، شرح المواقف ٨ / ٩٣ ـ ٩٤.

٢٢٣

فأمّا ما ذهبوا إليه ، فإنّه غير معقول لهم ولغيرهم ألبتّة ، فكيف يجوز إثباته لله تعالى؟!

وهل هذا إلّا جهل عظيم؟! لأنّ الضرورة قاضية بسبق التصوّر على التصديق.

وإذ قد تمهّدت هذه المقدّمة ، فنقول : لا شكّ في أنّه تعالى متكلّم ، على معنى أنّه أوجد حروفا وأصواتا مسموعة ، قائمة بالأجسام الجمادية ، كما كلّم الله موسى من الشجرة ، فأوجد فيها الحروف والأصوات.

والأشاعرة خالفوا عقولهم وعقول كافّة البشر ، فأثبتوا له تعالى كلاما لا يفهمونه هم ولا غيرهم.

وإثبات مثل هذا الشيء والمكابرة عليه ـ مع إنّه غير متصوّر ألبتّة ، فضلا عن أن يكون مدلولا عليه ـ معلوم البطلان ؛ ومع ذلك ، فإنّه صادر منّا أو فينا [ عندهم ] ، ولا نعقله نحن ولا من ادّعى ثبوته!

٢٢٤

وقال الفضل(١) :

مذهب الأشاعرة : إنّه تعالى متكلّم ؛ والدليل عليه : إجماع الأنبياء : عليه ، فإنّه تواتر أنّهم كانوا يثبتون له الكلام ، ويقولون : إنّه تعالى أمر بكذا ، ونهى عن كذا ، وأخبر بكذا ؛ وكلّ ذلك من أقسام الكلام ، فثبت المدّعى(٢) .

ثمّ إنّ الكلام عندهم لفظ مشترك ، تارة يطلقونه على المؤلّف من الحروف المسموعة ، وتارة يطلقونه على المعنى القائم بالنفس ، الذي يعبّر عنه بالألفاظ ، ويقولون : هو الكلام حقيقة ، وهو قديم قائم بذاته [ تعالى ](٣) .

ولا بدّ من إثبات هذا الكلام ، فإنّ العرف لا يفهمون من الكلام إلّا المؤلّف من الحروف والأصوات

فنقول أوّلا : ليرجع الشخص إلى نفسه ، أنّه إذا أراد التكلّم بالكلام ، فهل يفهم من ذاته أنّه يزوّر(٤) ويرتّب معاني ، فيعزم على التكلّم بها؟ كما أنّ من أراد الدخول على السلطان أو العالم ، فإنّه يرتّب في نفسه معاني وأشياء ، ويقول في نفسه : سأتكلّم بهذا.

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٢٠٣ ـ ٢٠٦.

(٢) شرح المواقف ٨ / ٩١.

(٣) الأربعين في أصول الدين ـ للرازي ـ ١ / ٢٤٨ و ٢٤٩ ، شرح العقائد النسفية : ١٠٨ ، شرح المواقف ٨ / ٩٣.

(٤) تزوير الكلام : إصلاح الكلام أو تهيئته وتقديره ؛ انظر : لسان العرب ٦ / ١١٢ ـ ١١٣ مادّة « زور ».

٢٢٥

فالمنصف يجد من نفسه هذا ألبتّة ؛ فهذا هو الكلام النفسي.

ثمّ نقول ـ على طريقة الدليل ـ : إنّ الألفاظ التي نتكلّم بها ، لها مدلولات قائمة بالنفس ، فنقول : هذه المدلولات هي الكلام النفسي.

فإن قال الخصم : تلك المدلولات هي عبارة عن العلم بتلك المعاني.

قلنا : هي غير العلم ؛ لأنّ من جملة الكلام الخبر ، وقد يخبر الرجل عمّا لا يعلمه ، بل يعلم خلافه أو يشكّ فيه ، فالخبر عن الشيء غير العلم به.

فإن قال : هو الإرادة.

قلنا : هو غير الإرادة ؛ لأنّ من جملة الكلام الأمر ، وقد يأمر الرجل بما لا يريده ، كالمختبر لعبده هل يطيعه أو لا ، فإنّ مقصوده مجرّد الاختبار دون الإتيان بالمأمور به ؛ وكالمعتذر من ضرب عبده بعصيانه ، فإنّه قد يأمره وهو يريد أن لا يفعل المأمور به ، ليظهر عذره عند من يلومه.

واعترض عليه : بأنّ الموجود في هاتين الصورتين صيغة الأمر لا حقيقته ؛ إذ لا طلب فيهما أصلا ، كما لا إرادة قطعا.

وأقول : لا نسلّم عدم الطلب فيهما ؛ لأنّ لفظ الأمر إذا وجد فقد وجد مدلوله عند المخاطب ، وهو الطلب.

ثمّ إنّ في الصورتين لا بدّ من تحقّق الطلب من الآمر ؛ لأنّ اعتذاره واختباره موقوفان على أمرين : الطلب منه ، مع عدم الفعل من المأمور ؛ وكلاهما لا بدّ [ من ] أن يكونا محقّقين ليحصل الاعتذار والاختبار.

قال صاحب « المواقف » هاهنا : « ولو قالت المعتزلة : إنّه ـ أي المعنى

٢٢٦

النفسي الذي يغاير العبارات في الخبر والأمر ـ هو إرادة فعل يصير سببا لاعتقاد المخاطب علم المتكلّم بما أخبر به ، أو يصير سببا لاعتقاده إرادته ـ أي إرادة المتكلّم ـ لما أمر به ، لم يكن بعيدا ؛ لأنّ إرادة فعل كذلك موجودة في الخبر والأمر ، ومغايرة لما يدلّ عليها من الأمور المتغيّرة والمختلفة ، وليس يتّجه عليه أنّ الرجل قد يخبر بما لا يعلم ، أو يأمر بما لا يريد ، وحينئذ لا يثبت معنى نفسي يدلّ عليه بالعبارات مغاير للإرادة كما تدّعيه الأشاعرة »(١) .

هذا كلام صاحب « المواقف ».

وأقول : من أخبر بما لا يعلمه ، قد يخبر ولا يخطر له إرادة شيء أصلا ، بل يصدر عنه الإخبار وهو يدلّ على مدلول ؛ هو الكلام النفسي ، من غير إرادة في ذلك الإخبار لشيء من الأشياء.

وأمّا في الأمر ، وإن كان هذه الإرادة موجودة ، ولكن ظاهر أنّه ليس عين الطلب ، الذي هو مدلول الأمر ، بل شيء يلزم ذلك الطلب.

فإذا تلك الإرادة مغايرة للمعنى النفسي ، الذي هو الطلب في هذا الأمر ، وهو المطلوب.

ولمّا ثبت أنّ ها هنا صفة هي غير الإرادة والعلم ، فنقول : هو الكلام النفساني ؛ فإذا هو متصوّر عند العقل ، ظاهر لمن راجع وجدانه غاية الظهور ، فمن ادّعى بطلانه وعدم كونه متصوّرا ، فهو مبطل.

وأمّا من ذهب إلى أنّ كلام الله تعالى هو أصوات وحروف يخلقها الله

__________________

(١) المواقف : ٢٩٤ ، وانظر : شرح المواقف ٨ / ٩٥.

٢٢٧

تعالى في غيره ، كاللوح المحفوظ ، أو جبرئيل ، أو النبيّ ، وهو حادث(١)

فيتّجه عليه : إنّ كلّ عاقل يعلم أنّ المتكلّم من قامت به صفة التكلّم ، وخالق الكلام لا يقال : إنّه متكلّم ، كما إنّ خالق الذوق لا يقال : إنّه ذائق.

وهذا ظاهر البطلان عند من يعرف اللغة والصرف ، فضلا عن أهل التحقيق.

نعم ، الأصوات والحروف دالّة على كلام الله تعالى ، ويطلق عليها « الكلام » أيضا ، ولكنّ « الكلام » في الحقيقة : هو ذلك المعنى النفسي كما أثبتناه.

__________________

(١) انظر : شرح الأصول الخمسة : ٥٢٨ ، المنقذ من التقليد ١ / ٢١٥ ـ ٢١٦ ، وانظر : المواقف : ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ، شرح المواقف ٨ / ٩٢ ـ ٩٣.

٢٢٨

وأقول :

لا يخفى أنّه إذا صدر من المتكلّم خبر فليس هناك إلّا خمسة أمور :

الأوّل : اللفظ الصادر عنه.

الثاني : معاني مفردات اللفظ ، ومعنى هيئته.

الثالث : تصوّر الألفاظ والمعاني.

الرابع : مطابقة النسبة للواقع ، وعدمها.

الخامس : التصديق ، والعلم بالنسبة الثبوتية والسلبية حيث يكون معتقدا بها.

كما أنّه إذا صدر منه أمر أو نهيّ لم يكن هناك إلّا أربعة أمور : الثلاثة الأول ، ورابع هو : الإرادة والكراهة ، ومقدّماتهما ؛ كتصوّر المرجّحات والتصديق بها.

ومن الواضح أنّ الكلام النفسي الذي يعنونه في الخبر مخالف للأمر الأوّل.

وكذا للثاني ؛ لأنّ معاني المفردات والهيئة أمور خارجية غالبا غير قديمة ، فكيف تكون هي المراد بالكلام النفسي؟!

ومخالف أيضا للرابع ، ضرورة أنّه غير المطابقة للواقع وعدمها.

وللثالث والخامس ؛ لأنّه غير تصوّر الأطراف والعلم بالنسبة بإقرارهم.

فلا يكون الكلام النفسي في الخبر معقولا.

٢٢٩

وأمّا ما ذكره من صورة التزوير ، فلا يدلّ على وجود غير المذكورات الخمسة ، فإنّ ترتيب أجزاء الكلام أو معانيه في الذهن لا يقتضي أكثر من تصوّرها قبل النطق.

كما إنّ انتفاء العلم عن المخبر الشاكّ أو العالم بالخلاف لا يقتضي إلّا انتفاء التصديق بالمخبر به ، لا ثبوت أمر آخر غير الخمسة.

وكذا الحال في الكلام النفسي في الأمر والنهي ؛ لأنّه لا يصحّ أن يراد به الأوّلان ، أعني : اللفظ ومعاني مفرداته وهيئته ، وهو ظاهر

ولا الثالث ، أعني : تصوّر الألفاظ والمعاني

ولا الرابع ، أعني : الإرادة والكراهة ومقدّماتهما ؛ لأنّ هذين الأمرين ليسا بكلام نفسي عندهم ، ولا نعقل أمرا غير المذكورات يكون كلاما نفسيا.

وأمّا خلوّ صورتي الاعتذار والاختبار عن الإرادة والكراهة ، فلا يدلّ على وجود طلب آخر حتّى يكون كلاما نفسيا ، فإنّا لا نجد في الصورتين طلبا في النفس أصلا ، كما لا نجد في غيرهما إلّا طلبا واحدا يعبّر عنه بالطلب مرّة ، وبالإرادة والكراهة أخرى.

وأمّا ما قاله من وجود الطلب في الصورتين ، بدليل وجوده عند المخاطب ، وبدليل صحّة اعتذار المتكلّم واختباره الدالّة على حصولطلب منه

ففيه : إنّ معنى وجود الطلب عند المخاطب إنّما هو تصوّره وفهمه إيّاه ، فلا يتوقّف على حصوله عند المتكلّم في الواقع ، نظير ما يفهمه السامع للخبر الكاذب ، فإنّه لا يتوقّف على ثبوته في الواقع.

٢٣٠

وأمّا صحّة الاعتذار والاختبار ، فلا تتوقّف إلّا على إظهار ثبوت الطلب ، فلا يكون الموجود في الصورتين إلّا صيغة الطلب وصورته لا حقيقته.

فإن قلت : فعلى هذا يخلو الأمر والنهي عن المعنى واقعا في الصورتين.

قلت : إن أريد من الخلوّ عن المعنى انتفاء ذاته واقعا وعند المتكلّم ، فنحن نلتزم به ، ولا يضرّ في الدلالة ، كما في الخبر الكاذب.

وإن أريد انتفاؤه في مقام الدلالة عند السامع ، فهو ممنوع ؛ لأنّ ثبوت المعنى عند السامع إنّما يكون بتصوّره له ، وهو حاصل عند سماع اللفظ للعالم بمعناه ، ولا يتوقّف على العلم بإرادة المتكلّم له.

على إنّه قد يقال : إنّ معنى الأمر والنهي ليس هو الإرادة والكراهة القائمتين بالنفس حتّى يلزم انتفاء المعنى في صورتي الاختبار والاعتذار ، بل هو الإرادة والكراهة القائمتان باللفظ بإنشائه لهما ؛ لأنّ صيغ الإنشاء منشئة وموجدة لمعانيها ، لا حاكية عن أمور نفسية.

غاية الأمر : إنّ الأمور النفسية إذا ثبتت في الواقع تكون داعية لإنشاء الطلب والإرادة والكراهة وإذا لم تثبت ، يكون الداعي غيرها ، كالاختبار وإظهار العذر في الصورتين.

فحينئذ يكون المعنى في الصورتين موجودا حقيقة ، كغيرهما ، إلّا أنّه موجود بوجود إنشائي في الجميع ، ومثله الكلام في سائر الصيغ الإنشائية.

وكيف كان ، فنحن في غنى عمّا ذكره الفضل عن « المواقف » ، فلا حاجة إلى الإطالة بتحقيق أمره والنظر في ما أورده عليه.

٢٣١

وأمّا قوله : « إنّ كلّ عاقل يعلم أنّ المتكلّم من قامت به صفة التكلّم »

فقد خالف به الأشاعرة ، حيث قالوا : « المتكلّم من قام به الكلام » كما ذكره القوشجي(١) ، وقد فرّ بذلك عمّا أورد عليهم ، وذكره الشريف الجرجاني ـ على ما نقل عنه ـ وهو أنّ الكلام هيئات وكيفيات عارضة للصوت القائم بالهواء(٢) .

فيكون الكلام قائما بالهواء ، والهواء ليس قائما بالمتكلّم حتّى يقال :

ما قام به قائم بالمتكلّم بالوساطة.

فإذا ، نسبة الكلام إلى المتكلّم ليست لقيامه فيه ، بل بأن يعيّن حروفه وكلماته ، ويميّز بعضها عن بعض فلو كان المتكلّم من قام به الكلام ، لم يصحّ إطلاقه على الإنسان.

فالتجأ الشريف وتبعه الفضل إلى القول بأنّ المتكلّم من قام به التكلّم ، ولم يعلما أنّ التكلّم حينئذ يكون بمعنى تعيين الحروف وإيجادها ، والمتكلّم بمعنى موجدها.

فيكون التكلّم قائما بذاته تعالى قيام صدور ، بلا حاجة إلى المعنى النفسي ، كما يقوم بالبشر ، ويوصف كلّ منهما بالمتكلّم بمعنى واحد.

هذا لو حملنا كلامه على ما أراده الشريف.

وأمّا إذا أخذنا بظاهره ، حيث عرّف « المتكلّم » ـ بحسب النسخ التي وجدناها ـ بمن قامت به صفة المتكلّم ، بصيغة اسم الفاعل لا المصدر ،

__________________

(١) شرح التجريد : ٤١٩.

(٢) انظر مؤدّاه في تعريف الصوت من كتابه التعريفات : ١٣٥.

٢٣٢

كانت هذه المقدّمة لاغية ، والمدار على قوله بعدها : « وخالق الكلام لا يقال إنّه متكلّم » ، وهو دعوى مجرّدة يردّها أيضا ما سبق.

فالحقّ أنّ المتكلّم من تلبّس بالتكلّم ، وتلبّسه به من حيث إيجاده للكلام في الهواء بمباشرة لسان المتكلّم ـ كما في كلام الإنسان ـ ، أو بمباشرة شجرة ونحوها ـ كما في كلام الله تعالى ـ ، وهذا نحو من أنحاء التلبّس ، فإنّها مختلفة :

إذ قد تكون بنحو الإيجاد ، كما عرفت ، ومثله الخطّاط والصبّاغ ، فإنّ تلبّسهما بالخطّ والصبغ ، بإيجادهما لهما في الثوب والقرطاس مثلا.

وقد تكون بنحو الحلول ، كالحيّ والميّت.

وقد تكون بنحو الانتزاع ، كما في صفات الباري جلّ وعلا ، بناء على قول أهل الحقّ من كون صفاته تعالى عين ذاته خارجا ، منتزعة منها مفهوما.

.. إلى غير ذلك من أنحاء التلبّس ، كملابسة التمّار للتمر بالبيع.

فلا يلزم أن يكون التلبّس مخصوصا بالحلول ، حتّى يقال بثبوت الكلام النفسي بناء على تصوّره.

ثمّ إنّ هذه الملابسات لا تجعل المشتقّات قياسية ، بل تتبع الورود ، فربّ مشتقّ يستعمل مع ملابسة لا يستعمل الآخر معها ، ولا يستعمل هو بدونها.

فلا يرد على دعوى إطلاق « المتكلّم » عليه تعالى بملابسة الإيجاد ، النقض بالذائق والمتحرّك ، حيث لا يطلقان عليه تعالى مع إيجاده الذوق والحركة.

٢٣٣

على إنّه لو تمّ ما ذكره الفضل من كون « المتكلّم » وضعا هو من قام المبدأ به قيام حلول ، فهو بحث لفظي لا يلتفت إليه مع امتناعه عقلا ، فيلزم أن يراد به معنى الموجد.

مضافا إلى أنّه لم يعلم إطلاق « المتكلّم » عليه تعالى في الكتاب والسنّة ، وإن أطلق عليه فيهما أنّه أخبر وأمر ونهى وقال وكلّم ويكلّم

بل إطلاق « المتكلّم » عليه عرفيّ مستفاد من إطلاق تلك الأمور في الكتاب والسنّة عليه تعالى ، فلا ينفع الخصم بوجه سديد ألبتّة.

ثمّ إنّه على ما ذكرنا من كون المتكلّم موجد الكلام ، يكون التكلّم من الصفات الإضافية الآتية من جهة القدرة : كالرازق والخالق ، لا من الصفات الذاتية القديمة التي هي في عرض القدرة : كالحيّ والعالم ، خلافا للأشاعرة.

هذا ، والأعجب من الأشاعرة : الحنابلة ، فإنّهم وافقوا الأشاعرة في قدم كلامه ، لكن قالوا : هو حروف وأصوات قائمة بذاته تعالى ؛ كما نقله عنهم في « المواقف » و« شرح التجريد » للقوشجي(١) .

ونقلا عن بعضهم أنّه قال : « الجلد والغلاف قديمان » أيضا(٢) .

وهذا هو الجهل المفرط!

وسيذكر المصنّف ; دلالة العقل على حدوث الحروف ، فانتظر.

* * *

__________________

(١) المواقف : ٢٩٣ ، شرح التجريد : ٤١٦.

(٢) المواقف : ٢٩٣ ، شرح التجريد : ٤١٦ ؛ أي : « فضلا عن المصحف » كما جاء في شرح التجريد وشرح المواقف ٨ / ٩٢.

٢٣٤

كلامه تعالى متعدّد

قال المصنّف ـ أعلى الله درجته ـ(١) :

[ المطلب ] الثاني

في أنّ كلامه تعالى متعدّد

المعقول من الكلام ـ على ما تقدّم ـ أنّه الحروف والأصوات المسموعة ، وهذه الحروف المسموعة إنّما تلتئم كلاما مفهوما إذا كان الانتظام على أحد الوجوه التي يحصل بها الإفهام ، وذلك بأن يكون : خبرا ، أو أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما ، أو تنبيها ؛ وهو الشامل للتمنّي ، والترجّي ، والتعجّب ، والقسم ، والنداء ؛ ولا وجود له إلّا في هذه الجزئيات.

والّذين أثبتوا قدم الكلام اختلفوا ، فذهب بعضهم إلى أنّ كلامه [ تعالى ] واحد مغاير لهذه المعاني ؛ وذهب آخرون : إلى تعدّده(٢) .

والّذين أثبتوا وحدته خالفوا جميع العقلاء في إثبات شيء

__________________

(١) نهج الحقّ : ٦٠ ـ ٦١.

(٢) انظر : الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٢٤٩ ـ ٢٥١ ، شرح العقائد النسفية ـ للتفتازاني ـ : ١١٠ ـ ١١١ ، شرح المواقف ٨ / ٩١ ـ ٩٤ ، شرح التجريد : ٤١٨ ـ ٤١٩.

٢٣٥

لا يتصوّرونه هم ولا خصومهم!

ومن أثبت لله تعالى وصفا لا يعقله ولا يتصوّره هو ولا غيره ، كيف يجوز أن يجعل إماما يقتدى به ، ويناط به الأحكام؟!

* * *

٢٣٦

وقال الفضل(١) :

الأشاعرة لمّا أثبتوا الكلام النفساني جعلوه كسائر الصفات ، مثل :

العلم والقدرة ، فكما إنّ القدرة صفة واحدة تتعلّق بمقدورات متعدّدة ، كذلك الكلام صفة واحدة تنقسم إلى الأمر والنهي والخبر والاستفهام والنداء.

وهذا بحسب التعلّق ، فذلك الكلام الواحد باعتبار تعلّقه بشيء على وجه مخصوص يكون خبرا ، وباعتبار تعلّقه بشيء آخر [ أ ] وعلى وجه آخر يكون أمرا ، وكذا الحال في البواقي.

وأمّا من جعل الكلام عبارة عن الحروف والأصوات ، فلا شكّ أنّه يكون متعدّدا عنده.

فالنزاع بيننا وبين المعتزلة والإمامية في إثبات الكلام النفساني ، فإن ثبت ، فهو قديم واحد كسائر الصفات ؛ وإن انحصر الكلام في اللفظي ، فهو حادث متعدّد ؛ وقد أثبتنا الكلام النفسي ، فطامّات الرجل ليست إلّا التّرّهات.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٢١٦.

٢٣٧

وأقول :

صرّح الفضل وغيره أنّ الكلام النفسي مدلول الكلام اللفظي ، ومعه كيف يكون اللفظي متعدّدا دون النفسي؟! وإلّا لخرج عن كونه مدلولا مرتّبا في النفس على حسب ترتيب اللفظي!

على إنّه لا وجه لأن يحصل مفهوم الكلام بمجرّد تعلّقه بأنواع الكلام من دون أن يكون في نفسه على أحد الهيئات المخصوصة.

ثمّ ما أراد بتعلّقه بالأمر والنهي وأخواتهما؟!

فإن أراد به إيجاده لها ، فلا نعرف صفة ذاتية بها الإيجاد سوى القدرة.

وإن أراد كونه جنسا لها ، لزم وجود الجنس في القدم بدون الفصل ، وهو باطل.

وإن أراد به عروضه عليها ، لزم عروض القديم في قدمه على الحادث في حدوثه ، وهو ممتنع ؛ ولا يمكن وجوده قبلها ؛ لامتناع قيام العرض بلا معروض.

وإن أراد العكس ، وأنّه معروض لها ، فإن كان عروضها في القدم ، نافى فرض حدوثها ، ولزم عروض الحادث في حدوثه على القديم في قدمه وإن كان عروضها حال حدوثها ، لزم أن لا يكون في القدم كلاما لعدم العروض حينئذ ؛ ولا نتصوّر وجها لكونه كلاما حقيقيا قبل العروض.

وإن أراد به ما هو من نحو الانكشاف وتعلّق العلم بالمعلوم ، فقد

٢٣٨

صار علما ؛ وهو كما ترى.

وإن أراد غير ذلك ، فليبيّنه أصحابه حتّى نعرف صحّته من فساده.

وبالجملة : كما لا نعقل معنى للكلام النفسي ، لا نعقل وجها صحيحا لتعلّقه ، لا سيّما مع حفظ دلالة الكلام اللفظي عليه على نحو دلالة اللفظ على معناه المطابقي.

* * *

٢٣٩
٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393