شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار الجزء ١

شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار7%

شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 502

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 502 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 198903 / تحميل: 10725
الحجم الحجم الحجم
شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار

شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

نقل أخبار الحضرة ، وأيضا كان يورّق لابنه اسماعيل ، فقد قال المؤلّف : « وكنت أخدم المنصور بالله بعض أيام المهدي بالله وأيام القائم كلّه وكانت خدمتي إياه في جمع الكتب له واستنساخها »(١) .

٣٣٤ ـ ٣٤١ هـ لمّا أصبح إسماعيل الخليفة الفاطمي الثالث ولقّب بأبي طاهر المنصور بالله زادت رتبة المؤلّف الى تولّي القضاء ، قال : « وكنت أول من استقضاه من قضاته ، وأعلى ذكري ورفع قدري »(٢) .

٣٣٤ (؟ ) ـ ٣٣٧ هـ استقضاه المنصور على مدينة طرابلس ثم أمره بالقدوم إليه(٣) .

عام ٣٣٧ هـ استقضاه المنصور على المنصورية التي بناها عام ٣٣٧ هـ وعن ذلك يقول المؤلّف : « لمّا أرحلني المنصور بالله من مدينة طرابلس الى الحضرة المرضية وافق وصولي إليها غداة يوم جمعة ، فخلع عليّ يوم وصولي وقلّدني ، وأمرني بالسير من يومي الى المسجد الجامع بالقيروان وإقامة صلاة الجمعة فيه والخطبة ، إذ لم يكن يومئذ بالمنصورية جامع ، ثم خرج توقيعه من غد الى ديوان الرسائل بأن يكتب لي عهد القضاء لمدن المنصورية والمهدية والقيروان وسائر مدن افريقية وأعمالها »(٤) .

عام ٣٤١ هـ وفي عهد الخليفة الفاطمي الرابع الى تميم معد المعز لدين الله

__________________

(١) المجالس : ص ٨٠

(٢) المجالس : ص ٨١.

(٣) المجالس : ص ٥١.

(٤) المجالس : ص ٣٤٨.

٢١

قويت شوكة النعمان للوصلة المتبادلة بينهما قبل الخلافة والتي يقول عنها : « وكان اعتمادي أيام المنصور بالله فيما احاوله عنده وأرفعه إليه واطالعه فيه على المعز لدين الله ، فما أردته من ذلك بدأته به ورفعته إليه وسألته حسن رأيه فيه ، فما أمرنى أن أفعله من ذلك فعلته وما كرهه لي تركته »(١) .

وهذه الطاعة المطلقة للمعز هي التي سهلت له الوصول الى أعلى المراتب في الدولة الفاطمية ، وجعلته من أقطاب الفكر الاسماعيلي ، وفي هذا العهد بلغ المؤلّف مبلغا عظيما من الثراء حيث يقول عن ملك له : « فبلغ كراؤه في السنة نحوا من مائتي دينار »(٢) كما أنه في هذا العهد كتب ونشر كتبه وتصانيفه.

عام ٣٦٢ هـ انتقل المعز الى مصر في رمضان وأصبحت قاعدة الخلافة الفاطمية ، وصحبه المؤلّف إليها حيث وصفه ابن زولاق ( ت / ٣٨٧ هـ ) بقوله : « القاضي الواصل معه من المغرب أبو حنيفة محمد الداعي »(٣) .

وقال اليافعي ( ت / ٧٦٨ هـ ) : « كان ملازما صحبة المعز ووصل معه الى الديار المصرية أول دخوله إليها من إفريقية »(٤) .

وبالتعاون الفكري مع النعمان أسّس ملكه وحكمه

__________________

(١) المجالس : ص ٣٥١.

(٢) المجالس : ص ٥٢٥.

(٣) ابن خلكان : ٥ / ٤٢٦.

(٤) مرآة الجنان : ٢ / ٣٨٠.

٢٢

على نظام إسلامي شيعي ، وبنى مدينة القاهرة واتخذها عاصمة لخلافته التي منها بعث الدعاة الى أرجاء العالم الإسلامي ، وعهده يمثل ذروة عظمة الخلافة الفاطمية.

عام ٣٦٣ هـ وبعد أقل من عام ـ بعد انتقاله الى مصر ـ توفّى المؤلّف النعمان في القاهرة في ٢٩ جمادى الآخرة ـ أو : رجب ـ سنة ٣٦٣ هـ وكما يقول المقريزي ( ت / ٨٤٥ هـ ) : « حزن المعز لموته وصلّى عليه وأضجعه في التابوت ، ودفن في داره بالقاهرة »(١) .

هذا ولا تزال جوانب كثيرة من حياة المؤلّف مجهولة ، لا بدّ أن تكشفها مخطوطات الاسماعيلية ، فقد ترجمه الداعي التاسع عشر عماد الدين ادريس ( المتوفّى سنة ٨٧٢ هـ ) في كتابه عيون الأخبار ، الجزء السادس المخطوط. فقد قال مجدوع الاسماعيلي في فهرسته : إنه يحتوي على ترجمة النعمان وماله من الفضل والعلم وبيان تأليفه »(٢) .

ولم يطبع من هذا الكتاب سوى المجلّد الرابع عام ١٩٧٣ م ، والخامس عام ١٩٧٥ م بتحقيق مصطفى غالب ببيروت ، والتي منعت عن نشرها التقيّة التي أصبحت عقيدة بعد أن كانت وسيلة ، ولمّا عاتبت الامام الاسماعيلي على المنع من البحث في تراثهم نفى وقال : إنها ميسّرة في جامعتهم للباحثين. ولمّا أبديت استعدادي للذهاب إليها

__________________

(١) الاتعاظ : ص ٢٠٢.

(٢) فهرست مجدوع : ص ٧٥.

٢٣

فورا ، تبسّم تبسّم الامتناع والتقية.

وهذه سيرة تخالف سيرة المؤلّف النعمان الذي قضى حوالي سبعين عاما من عمره في سبيل العلم ونشر علوم أهل البيتعليهم‌السلام .

اسرته :

انحدر المؤلّف النعمان من اسرة مغربية من القيروان ، فهو النعمان بن محمد بن منصور بن حيّون ، ولم تذكر المصادر شيئا عن قبيلته ولكنه وصف بأنه تميمي الأصل في المصادر الاسماعيلية(١) واتفقت المصادر على ذكر نسبه الى حيّون ولا بدّ أن يكون له شأن في القبيلة حيث به عرف المؤلّف. وكان لرجال الاسرة القدح المعلّى في القضاء والدعوة ، كما زاد الاسرة قوة ، تصاهر بعض أفرادها مع الحكّام ، كما يظهر أن هذا التصاهر كان سببا في أفول نجم الاسرة فيما بعد ـ أيضا ـ.

والده :

ترجمه ابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) قائلا : « وكان والده أبو عبد الله محمد قد عمّر ويحكي أخبارا كثيرة نفيسة حفظها وعمره أربع سنين ، وتوفّى في رجب سنة ٣٥١ وصلّى عليه ولده أبو حنيفة المذكور ودفن في باب سلم وهو أحد أبواب القيروان ، وكان عمره مائة وأربع سنين »(٢) .

وذكر محمد بن حارث الخشني ترجمة نصّها :

__________________

(١) مقدّمة الهمّة : ص ٦ ، أعلام الاسماعيلية : ص ٥٨٩.

(٢) وفيات الأعيان : ٥ / ٤١٦.

٢٤

« محمد بن حيّان الذي كان شيخنا عالي السن وكان صاحب الصلاة بسوسة ، وكان مدنيّا صحب ابن سحنون فتشوّق فكان لذلك مستترا »(١) .

قال الجلالي : جاء في هامش المجالس المتقدم ص ٦ احتمال كون صاحب الترجمة والد النعمان ، وهو احتمال وجيه جدا ، فان وصف ابن خلكان إيّاه بطول العمر يطابق تماما وصفه بعلوّ السن ، وأظنّ أن كلمة « حيّون » تصغير لكلمة « حيّان » وان هذه الكلمة غلبت على المؤلّف فيما بعد لشيوعها عند عامّة الناس ، فاذا ثبت ذلك فتكون الاسرة مدنية الأصل هاجرت الى المغرب ، وأظنّ أن كلمة « تشوّق » تصحيف لكلمة « تشيّع » حتى يناسب كونه علّة للاستتار ، والله العالم.

أولاده :

كان للنعمان ولدان ، ولدا في المغرب وتوفّيا بمصر.

« أولهما » أبو عبد الله محمد بن النعمان توفّى سنة ٣٨٩ هـ ، وابنه أبو القاسم عبد العزيز بن محمد قتل سنة ٤٠١ هـ ، وابنه أبو محمد القاسم بن عبد العزيز توفّى سنة ٤٤١ هـ وله ولدان : الأول محمد بن القاسم ( ت / ٤٥٥ هـ ) ، والثاني عبد الله بن القاسم ( ت / ٤٦٣ هـ ).

« ثانيهما » أبو الحسن علي بن النعمان توفّى سنة ٣٧٤ هـ وله ولدان : الأول : أبو عبد الله الحسن بن علي ( ت / ٣٩٥ هـ ) ، والثاني : النعمان بن علي ( ت / ٤٠٣ هـ ).

وقد ذكر أحمد بن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) بتفصيل أحوال المؤلّف وأحفاده الذين ورثوا العلم والقضاء خلفا عن سلف ، حتى انتهى الى أبي

__________________

(١) هامش المجالس والمسايرات : ص ٦ عن طبقات علماء افريقية ص ٢٢٣ طبع الجزائر سنة ١٩١٤.

٢٥

القاسم عبد العزيز بن محمد بن النعمان الذي تصاهر مع القائد جوهر الصقلي على ابنه وكان يتولّى القضاء ، ثم عزله الحاكم الفاطمي في ١٦ رجب ٣٩٨ ، وبعد أربع وأربعين سنه أمر الاتراك بقتله مع القائدين جوهر وابن أخيه في ربيع الأول ٣٥٤ ه‍.

ولا بدّ أن الحاكم وجد فيهم القوّة المعارضة لحكمه الذي أدى الى انشقاق الاسماعيلية على نفسها ، وتكون الفرقة التي عرفت بالدروز ـ فيما بعد ـ وهكذا أفل نجم الاسرة ، وكما يقول ابن خلكان : « في ٣٩٨ خرج القضاء عن أهل بيت النعمان »(١) .

العقيدة والمذهب :

لو أعرضنا عن اتهام الزندقة الذي وجهه الى القاضي النعمان ، ابن العماد الحنبلي ( ت / ١٠٨٩ هـ ) كما في شذرات الذهب ٣ / ٤٧ ، والذي هو نابع عن الخلاف المذهبي بلا ريب ، نجد المؤلّف قد خدم الدولة الفاطمية ، وكتب لها كتب الدعوة الاسماعيلية التي تلتقي في خطوط عريضة مع المذهب الامامي ، فهو إمّا اسماعيليّ أو إمامي.

وأمّا عن مذهبه قبل صلته بالفاطميين ، فيرى ابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) أنه كان مالكيا ثم تحوّل إماميا(٢) ولم يذكر مستنده في ذلك وربّما لشيوع المذهب المالكي في المغرب.

بينما ابن تغرى بردى ( ت / ٨٧٤ هـ ) يرى أنه كان حنفيّ المذهب ويعلّله بقوله : « لأن المغرب كان يوم ذاك غالبه حنفية »(٣) وهذا لا يصحّ فيما عدى

__________________

(١) وفيات الأعيان : ص ٤٣٢.

(٢) وفيات الأعيان : ص ٥ / ٤١٥.

(٣) النجوم الزاهرة : ٤ / ١٠٦.

٢٦

الاسرة الحاكمة آنذاك ـ عهد بني الاغلب ( ٢١٢ ـ ٢٩٠ هـ ) ـ فإن المذهب المالكي كان هو الغالب ، كما يشهد بذلك شهرة الأعلام المالكية كسحنون صاحب المدونة المتوفى سنة ٢٤٠ هـ ، وأبي زكريا يحيى بن عمر الكتاني ( ت / ٢٨٩ هـ ) وعيسى بن مسكين ( ت / ٢٩٥ هـ ) وسعيد بن محمد بن الحداد ( ت / ٣٠٢ هـ ) وغيرهم ، وطبيعي أن تنعكس آثار المذاهب المختلفة التي وجدت في الشرق في المغرب الإسلامي أيضا.

إسماعيليّته :

يقول الكاتب الاسماعيلي فيض : « إن النعمان كان إسماعيليّ المذهب منذ نعومة أظفاره »(١) .

والاسماعيلي المعاصر مصطفى غالب يقول : « لقد أدّى القاضي النعمان للدعوة الاسماعيلية خدمات علمية جلّى كان لها الفضل الأكبر في تركيز دعائم الدعوة ، ولا غروّ ، فقد كان اللسان الناطق للإمام ، واستحقّ ان يتربّع على عرش الدعوة العلمية وان يورث أبناءه هذه الزعامة »(٢) .

ولو أهملنا عامل التقية ، التي كان يؤمن بها المؤلّف وكان عارفا بأساليبها وقد نسبت إليه حين صلته بالفاطمية ، لكانت كتبه حجّة على كونه إسماعيليا.

إماميّته :

ذهب جمع من أعلام الشيعة الى أن المؤلّف النعمان كان إماميا على مذهب الشيعة الاثنى عشرية ، وأنه تستّر بالتقية في خدمته للفاطميين ، وأظهر

__________________

(١) مقدّمة الهمّة : ص ٦.

(٢) أعلام الاسماعيليّة : ص ٥٩٥.

٢٧

كونه إسماعيليا خوفا من بطشهم.

ويعتبر العلاّمة المجلسي ( ت / ١١١١ هـ ) أول من أبدى هذه الفكرة وتبعه جمع من الأعلام ، قال ما نصّه : « كان مالكيا أولا ثم اهتدى وصار إماميا ، وأخبار هذا الكتاب [ دعائم الاسلام ] موافقة لما في كتبنا المشهورة ، لكن لم يرو عن الائمة بعد الصادقعليهم‌السلام خوفا من الخلفاء الاسماعيلية وتحت ستر التقية أظهر الحق لمن نظر فيه متعمّقا وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد »(١) .

وذكر السيّد بحر العلوم ( ت / ١٢٢٢ هـ ) ما نصّه : « نقل صاحب تاريخ مصر [ ابن زولاق ( ت / ٣٨٧ هـ ) ] أن القاضي نعمان كان غاية في العلم والفقه والدين والنبل على ما لا مزيد عليه [ ثم عقبه السيّد بحر العلوم بقوله : ] وكتاب الدعائم كتاب حسن جيّد يصدق ما قيل فيه ، إلا أنه لم يرو عمّن بعد الصادق من الأئمة خوفا من الخلفاء الاسماعيلية ، حيث كان منصوبا من قبلهم بمصر ، لكنه قد أبدى من وراء التقية مذهبه كما لا يخفى على اللبيب »(٢) .

وللكاظمي ( ت / ١٢٣٧ هـ ) وصفه بأنه « من أفاضل الامامية وأنه لم يرو كتابه إلا عن الصادق ومن قبله من الائمة »(٣) .

والمحدّث النوري ( ت / ١٣٢٠ هـ ) وهو أكثرهم تأكيدا وأوسعهم استدلالا على إماميّته قال : « إنه أظهر الحقّ تحت أستار التقية لمن نظر فيه متعمّقا ، وهو حقّ لا مزية فيه بل لا يحتاج إلى التعمّق والنظر »(٤) .

ويظهر أن المحقّق المامقانيقدس‌سره ظنّ تعقيب السيّد بحر العلوم تتمة لكلام صاحب التاريخ فقال « فما في معالم ابن شهر اشوب من أنه لم يكن اماميا اشتباه قطعا ، فإن أهل البيت وهم المؤرخون المذكورون أدرى بما في البيت

__________________

(١) بحار الأنوار : ١ / ٣٨.

(٢) رجال بحر العلوم : ٤ / ٥.

(٣) المقابيس له نقلا عن المستدرك : ٣ / ٣١٤.

(٤) مستدرك الوسائل : ٣ / ٣١٤.

٢٨

( ثم ) ولا معنى لتصنيف غير الامامي كتابا في مثالب الغاصبين للحقّ ، وكتابا آخر في فضائل الائمة الأطهار ، وكتابا ثالثا في الامامة ، كما اعترف به هو بقوله : وكتبه حسان »(١) .

وأوضح شيخنا العلاّمة ( ت / ١٣٨٩ هـ ) اسلوب التقية المذكورة قائلا : « ولمّا كان قاضيا من قبل الخلفاء الفاطميين المعتقدين بإمامة إسماعيل بن جعفرعليه‌السلام ثم أولاد اسماعيل ، كان يتّقي في تصانيفه من أن يروي عن الائمة بعد الإمام الصادق صريحا لكنه يروي عنهم بالكنى المشتركة ، فيروي عن الرضا بعنوان أبي الحسن ، وعن الجواد بعنوان أبي جعفر »(٢) .

والشيخ محمد تقي التستري المعاصر قال : « روى عن الجواد بلفظ أبي جعفر موهما إرادة الباقرعليه‌السلام به ، يظهر ذلك من خبر في آخر كتاب وقف دعائمه »(٣) .

قال الجلالي : يظهر ان مستند كلمات القوم أمران.

الأول : تصريح ابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) أن النعمان انتقل من المذهب المالكي الى مذهب الإمامية ، وحيث إن « الإمامية » أصبحت علما للمذهب الشيعي الاثنى عشري ، بخلاف سائر الفرق التي يعرف كلّ منها باسم خاصّ كالاسماعيلية والزيدية ، لذلك اعتبروه إماميا.

ولكن الحقّ خلاف ذلك ، فإن وصف الامامية قد يراد به الخاصّ وقد يراد به المعنى العام ، أي مطلق من يعتقد بالامامة ، بخلاف من لا يعتقد بها ، فلا ينافي أن يكون المؤلّف إماميا إسماعيليا بهذا المعنى العام.

والعقيدة الشيعية في المغرب في بداية الدعوة لم تتحدّد بأبعادها

__________________

(١) تنقيح المقال : ٣ / ٢٧٣.

(٢) الذريعة : ١ / ٦١ ، النوابغ : ص ٣٢٤.

(٣) قاموس الرجال : ٩ / ٢٢٢.

٢٩

وخصوصيّاتها بل كانت دعوة مجملة لأحقيّة أهل البيتعليهم‌السلام ومن نفى كونه إماميا انما قصد المعنى الخاص ، وأقدم هؤلاء هو ابن شهر اشوب ( ت / ٥٨٨ هـ ) حيث قال : « انه ليس بإمامي »(١) ، ثم الأفندي ( ت / ١٣٢٥ هـ )(٢) ، ثم الخونساري ( ت / ١٣١٣ هـ )(٣) ).

الثاني : التقيّة وقد استدلّ على ذلك بتفصيل المحدّث النوري (ره) ( ت / ١٣٢٠ هـ ) بوجوه أقواها : أن المؤلّف روى عن الأئمة الذين لا يعتقد الاسماعيلية بامامتهم فإن الاسماعيلية يعتقدون بالائمة من نسل إسماعيل بن الامام الصادقعليه‌السلام دون غيرهم.

ثم ذكر المحدّث النوري هذا الروايات بنصوصها الواردة في دعائم الاسلام :

( منها ) الحديث الوارد في الوقوف ، عن ابي جعفر محمد بن عليعليه‌السلام قال النوري : « الى آخر السند المروي في الكافي والتهذيب والفقيه مسندا عن علي بن مهزيار قال : كتبت الى أبي جعفرعليه‌السلام ، وعلي من أصحاب الجواد والرضا لم يدرك قبلهما من الائمة أحدا »(٤) .

قال الجلالي : ليس في المطبوع عنوان كتاب الوقوف ، وإنما هو مدرج تحت عنوان كتاب العطايا والحديث هو برقم ١٢٩٠ ويبتدئ هكذا : « وعنه [ أبي جعفر محمد بن علي ] إن بعض أصحابه كتب إليه أن فلانا ابتاع ضيعة »(٥) .

وما أكثر الروايات المتّفقة نصّا والمختلفة اسنادا ، فإن وجود تخريج للحديث في كتبنا لا يعني اتّحادهما.

__________________

(١) معالم العلماء : ص ١٢٦.

(٢) رياض العلماء : ٥ / ٢٧٨.

(٣) روضات الجنان : ٨ / ١٤٩.

(٤) المستدرك : ٣ / ٣١٤.

(٥) دعائم الاسلام : ٢ / ٣٤٤.

٣٠

( ومنها ) الحديث الوارد في باب الوصايا عن ابن أبي عمير ، عن أبي جعفر في امرأة استأذنت على أبي جعفر في حكم فقيه العراق ثم قال النوري : « والمراد به أبو جعفر الثاني قطعا ، لأن ابن أبي عمير لم يدرك الصادق فضلا عن الباقرعليه‌السلام بل أدرك الكاظم ولم يرو عنه وإنما هو من أصحاب الرضا والجواد وهو من مشاهير الرواة »(١) .

قال الجلالي : الحديث المذكور وارد نصّا في دعائم الاسلام ولكن ليس في سند المطبوع ابن أبي عمير بل روي عن الحكم بن عيينة قال : كنت جالسا على باب أبي جعفرعليه‌السلام إذ أقبلت امرأة الى آخر الحديث(٢) .

ومن هنا نجد أن للدعائم روايتان رواية شيعية واخرى اسماعيلية ، وأن عوامل التعصّب للمذهب دعى الى تحريف النسخة ، وهذا يحتاج الى مقارنة دقيقة عسى أن يقوم بها بعض طالبي الحقيقة. والقول بأن المؤلّف استخدم التقية ، يستلزم القول بأنه استخدمها بتطرّف ، فإنه كثيرا ما يحاول تأسيس اصول المذهب الاسماعيلي بما لا يلتقي مع الفكر الامامي ، ولعلّ أهمها مسألة الاعتقاد بالمهدي وتطبيق الأحاديث الواردة فيه على الخليفة الفاطمي الأول الذي أظهر الدعوة واستولى على « رقادة » في ٤ ربيع الأول ٢٩٧ ه‍. وبقى كذلك حتى وفاته في ١٤ ربيع الأول سنه ٣٢٢ ه‍.

وعلى سبيل المثال : فقد ذكر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : « يقوم رجل من ولدي على مقدّمه رجل يقال له : المنصور يوطّأ له ـ أو قال : يمكّن له ـ ، واجب على كلّ مؤمن نصرته ـ أو قال : إجابته ـ ».

ثم عقّبه بقوله : وكان بين يدي المهدي [ الخليفة الفاطمي ] ، خرج أبو القاسم صاحب دعوة اليمن وكان يسمى المنصور وهو وطّأ ومكّن للمهدي ، ولأن

__________________

(١) المستدرك : ٣ / ٣١٤.

(٢) دعائم الاسلام : ٢ / ٣٦٠.

٣١

أبا عبد الله صاحب دعوة المغرب الذي وطّأ ومكّن للمهدي.

( وأيضا ) روى عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا بدّ من قائم من ولد فاطمة من المغرب بين الخمسة الى السبعة ، يكسر شوكة المبتدعين ويقتل الظالمين ».

ثم عقبه بقوله : « وكذلك قام المهدي ، وفي المغرب ظهر فيه أمره بعد أن كان مستترا ، بوصول صاحب دعوته بالمغرب بجموع عساكر أوليائه المستجيبين لدعوته إليه في سنة ٢٩٦ »(١) .

ولم يكتف بذلك بل ألّف كتابا خاصّا أسماه « معالم المهدي » لم تصل إليه يد التتبّع بعد.

والتحقيق : لمعرفة حقيقة مذهب النعمان يلزم ملاحظة أربعة امور هي : دور المذاهب في المغرب ، ومذهب الامامية بالذات ، وموقف الاسرة منها ، وموقف المؤلّف بالذات.

التشيّع في المغرب :

من الطبيعي أن تنعكس آثار الخلافات المذهبية في الشرق على المغرب فلا بدّ أن يكون لكل مذهب موضع قدم في المغرب تختلف نسبة المعتقدين بذلك المذهب من منطقة الى اخرى.

والتشيّع ـ بالذات ـ كان معروفا في المغرب منذ عام ١٤٥ هـ وفي عصر المؤلّف كانت بلاد من المغرب معروفة بالتشيّع كـ « ماجنة » و « الأدبس » و « نقطة ».

يقول ابن خلدون ( ت / ٨٠٨ هـ ) عن بطون البربر : « ولصنهاجة ولاية لعلي

__________________

(١) شرح الأخبار : ص ١٤ و ٦٢ و ٦٥.

٣٢

بن أبي طالب ، كما أن لمعراوة ولاية لعثمان بن عفّان إنّا لا نعرف سبب هذه الولاية ولا أصلها »(١) .

ولا بدّ أن هجرة المهاجرين كان السبب الأول في تكوّن هذه الولاية وإن لم نعرف تفاصيلها ، إذ أن كلّ مهاجر يحمل معه جميع انطباعاته وميوله وعقائده ويبثها في المجتمع الجديد.

ويصف المؤلّف التشيّع في المغرب بقوله : « قدم الى المغرب في سنة ١٤٥ رجلان من المشرق ، قيل إن أبا عبد الله جعفر بن محمد [ الصادق ] صلوات الله عليه بعثهما.

[ احدهما : سفيان ] وكان أهل تلك النواحي يأتونه ويسمعون فضائل أهل البيت منه ويأخذونها عنه ، فمن قبله تشيّع من تشيع من أهل مرماجنة وهي دار شيعية ، وكان سبب تشيّعهم ، وكذلك أهل الادبس ويقال إنه كان ـ أيضا ـ سبب تشيّع اهل نقطة ...

[ وثانيهما : الحلواني ] وصل الى سوجمار فنزل منه موضعا يقال له الناظور فبنى مسجدا وتزوج امرأة واشترى عبدا وأمة ، وكان في العبادة والفضل علما في موضعه ، فاشتهر به ذكره ، وخرجت الناس من القبائل إليه وتشيّع كثير منهم على يده من كتامة ونقزة وسمانة »(٢) .

وأيضا نشر الدعوة الى التشيّع الحسين بن أحمد الكوفي المعروف بأبي عبد الله الشيعي ( ت / ٢٩٨ هـ ) الذي نزل على عشيرة كتامة المغربية التي وصفها ابن خلدون ( ت / ٨٠٨ هـ ) بأنها « من قبائل البربر بالمغرب واشدّهم بأسا وقوّة وأطولهم باعا في الملك »(٣) .

__________________

(١) تاريخ ابن خلدون : ٦ / ٣١١.

(٢) افتتاح الدعوة : ص ٢٩.

(٣) تاريخ ابن خلدون : ٦ / ٣٠١.

٣٣

وعنه يقول المؤلّف : « لمّا قدم أبو عبد الله [ الشيعي ] من اليمن قبل افريقية أظهر أمره بكتامة أنه صنعاني ، وكان يدعى عليه على منابر بني الأغلب ، كذلك يقال : « اللهمّ إن كان هذا الكافر الصنعاني قد استشرى شرّه »(١) .

فالتشيّع في المغرب كان ظاهرا بارزا قبل الفاطميّين حتى اعتبره المناءون شرّا استشرى.

المذهب الامامي :

إن كون الداعية أبي عبد الله الشيعي كوفيّا قد يعبّر عن مذهب الرجل وكونه إماميا شأنه شأن أغلب أهل الكوفة.

وبالرغم من الغموض الشديد لتاريخ الشيعة في هذا الدور نجد المؤلّف يشير الى وجود أتباع للمذهب الامامي في المغرب.

فقد روى النعمان رواية عن عبد الرحمن بن بكار الأقرع القيرواني رواها عن الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام ـ سابع أئمة الشيعة ـ ورواية محمد بن حميد القيرواني الذي وصفه المؤلّف بقوله : « وكان شيعيا »(٢) ممّا يظهر كونهما إماميّين.

ونقل رواية الأقرع بطولها : « قال : حججت فدخلت المدينة فأتيت مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرأيت الناس مجتمعين على مالك بن أنس يسألونه ويفتيهم فقعدت عنده فاتي برجل وسيم حاضر في المسجد حوله حفدة [؟ ] يدفعون الناس عنه ، فقلت لبعض من حوله : من هذا؟ فقالوا موسى بن جعفر. فتركت مالكا ، وتبعته ولم أزل أتلطف حتى لصقت به فقلت : يا ابن رسول الله إني رجل من أهل المغرب من شيعتكم ممّن يدين الله بولايتكم ،

__________________

(١) افتتاح الدعوة : ص ٣٣.

(٢) شرح الاخبار : ١٤ / ٧٧.

٣٤

قال : إليك عنّي يا رجل فإنه قد وكّل بنا حفظة أخافهم عليك »(١) .

وهذه الرواية تدلّ بوضوح أن في عصر الإمام الكاظمعليه‌السلام ( ت / ١٨٣ هـ ) كانت له شيعة من أهل المغرب ممّن يدين الله بولايته ، قصد الامام بالرغم من الرقابة على الامام وأتباعه. وطبيعي أن لا نعثر على ترجمة هذا القيرواني وأمثاله الذين لا بدّ وأن أقل نجمهم باستيلاء الاسماعيليّين على الحكم في المغرب.

فإذا صحّ القول بأن المؤلّف استخدم التقية ، يجوز القول بأن في روايته لهذه الرواية في كتابه ترك آثار التقية ، إذ كيف يصحّ لإسماعيلي أن يذكر منقبة أو ما يشعر بفضيلة للامام الكاظمعليه‌السلام وهو لا يؤمن بإمامته ، فالمؤلّف لم يظهر الاعتقاد به ، وفي نفس الوقت أثبت ما ربما يدلّ على هذا الاعتقاد ، وترك « الحرف الذي يدلّ على الولاية »(٢) كما فعل غيره من أصحاب التقية.

موقف اسرة المؤلّف :

واسرة المؤلّف لم تقف متفرّجة على المذاهب المختلفة الواردة من الشرق دون أن تتخذ لها موقفا واضحا منها ، وخاصّة والد المؤلّف الذي كان معمّرا وصاحب تجربة طويلة في الحياة ومطّلعا على الأخبار الكثيرة التي حفظها منذ صغره وهو في الرابعة من العمر حتى وفاته عام ٣٥١ هـ(٣) .

وقد تقدم ما استظهرناه في ترجمته من قول الخشني : « وكان مدنيّا صحب ابن سحنون فتشرّق فكان لذلك مستترا »(٤) .

__________________

(١) شرح الأخبار : ١٤ / ٦٥.

(٢) مقدمة الهمّة : ص ٣٣.

(٣) وفيات الأعيان : ٥ : ٤١٦.

(٤) هامش المجالس ص ٦ عن طبقات علماء افريقية : ص ٢٢٣.

٣٥

وسحنون هو صاحب المدونة المتوفّى سنة ٢٤٠ هـ ، فلا بدّ وأن تكون كلمة فتشرّق تصحيف عن كلمة فتشيّع ، اذا لا معنى لتشرّقه ، والمفروض أنه جاء من المدينة فهو شرقي بالاصالة ، أضف الى ذلك أن معنى العبارة لا تستقيم ، فإن التشرّق لا يمكن أن يكون سببا للتستّر ، فإن الاستتار إنما يكون لسبب معقول ، وطبيعي أن يتستّر لسبب تشيّعه خوفا من الظالمين ، ( أو ) أن كلمة التشرّق كانت تعني التشيّع عند أهل المغرب آنذاك فلا يكون تستّره إلا لتشيّعه.

موقف المؤلّف :

والمؤلّف الذي يعتبر شاهد عيان لأحداث مصيرية حدثت في القيادات الفاطمية وما يتعلّق بها نراه قد التزم الصمت تجاهها ، وهال على المنتصر بالمدح فمن غير المعقول أنه لم يقف على الحقيقة ، فلا بدّ وأنه فضّل السلامة بالتزام التقية ـ وهو المعارف بأساليبها ـ فإن من الثابت تأريخيا أن الدعوة انتشرت بسواعد أبي عبد الله الشيعي الكوفي الأصل الذي سرعان ما اغتيل من قبل أول الخلفاء الفاطميّين ـ المهدي السلمي الأصل ـ ممّا يدلّ على الانشقاق الذي حصل في القيادة في أيامها الأولى.

وبالرغم من طبيعة التستّر على المعتقدات الاسماعيلية يمكن تلخيص معتقداتهم في ثلاث نقاط :

١ ـ الخلاف في الامامة :

من المصطلحات الاسماعيلية : الامامة المستقرّة والمستودعة ، ويعنى بالمستودعة أن القائم بها ليس مستحقا للامامة بالنسب وأنما يتقلّدها لضرورة تفرضها الظروف السياسية ويتسلّمها موقّتا كي يسلّمها بدوره الى صاحبها الحقيقي المعبّر عنه بالامام المستقر ، وقد حصل ذلك في فترات في الامامة

٣٦

الاسماعيلية في عهد ميمون بن داود القداح ( ت / ١٨٠ هـ ) والمهدي أيضا ـ كما يظهر من قوله : « صاحب هذا الأمر [ الامامة ] في هذا الوقت حمل في بطن امّه وعن قريب يولد » ـ.

وأوضح المعزّ هذا الكلام بقوله : « وكان المنصور [ ثاني الخلفاء الفاطميّين ] حملا في ذلك الوقت ، وكان عند المهدي حمل فولد المنصور وولد أبو الحسن للمهدي »(١) .

ويظهر بوضوح أن المهدي اعترف بأنه لم يكن الامام المستقر ، ولوّح في نفس الوقت بأن الامام المستقر هو المنصور الذي كان حملا آنذاك ، وهنا نقطة الخلاف ، إذا كيف يقرّ المهدي بالامامة للحمل ولا يقرّها لأبيه وهو القائم ( المتوفّى سنة ٣٣٤ هـ ) ولا لعمّه ( المتوفّى سنة ٣٨٢ هـ ) ، فإن كون الامامة بالنسب يقتضي ذلك. وكانت مسألة النسب واضحة بحيث لا يمكن أن ينكرها المهدي. وبعد وفاة المهدى أعلنت زوجته أمّ الحسن مصرّحة : « والله لقد خرج هذا الأمر [ الامامة ] من هذا القصر ـ تعني قصر المهدي بالله ـ فلا يعود إليه أبدا ، وصار الى ذلك القصر ـ تعني قصر القائم بأمر الله ـ فلا يزال في ذرية صاحبه ما بقيت الدنيا »(٢) .

وأصرّت أمّ الحسن على موقفها بالرغم من اتّهام المعارضة إيّاها بالتخليط لكثرة العمر قائلة : « أما الكثرة فنعم ، وأما التخليط فلا ، والله ما أنا بمخلطة »(٣) .

فالمهدي ببعد نظره السياسي قد تمكّن من إسكات المعارضة المتمثلة في القائم وذلك بالاقرار بالإمامة المستقرة في الحمل وإبقاء السلطة السياسية في يده ، ولم يجد القائم بدّا من الرضوخ الى هذا القرار ، ولعلّ زوجة المهدي سلكت

__________________

( ١ ـ ٢ ـ ٣ ) المجالس : ص ٥٤٣.

٣٧

نفس الموقف حينما آل الحكم الى القائم لنفس السبب ، فأجواء التقية الخانقة خيّمت على هذا الجوّ المريب وزاده المؤلّف ريبة بإهماله اعطاء التفاصيل الكافية.

٢ ـ الشكّ في المهدي :

نقل المؤلّف رأي المعارضة للمهدي بروايته لقول هارون بن يونس « إنّا قد شككنا في أمرك ، فأتنا بآية إن كنت المهدي » ولم يأت المهدي بجواب مقنع لهم واكتفى بالقول : « إنكم كنتم أيقنتم واليقين لا يزيله الشك »(١) .

وبقى هذا الشكّ حتى اليوم ، فقد قال مصطفى غالب : « اختلف العلماء والمؤرّخون في نسب عبيد الله اختلافا كثيرا فأيّد جماعة صحّة نسبه الى إسماعيل وذهب آخرون الى القول بأنه من سلالة موسى الكاظم وطائفة قالت إنه من الائمة الاثنى عشرية أو الموسوية وطائفة نسبته الى إسماعيل بن جعفر الصادق ـ وهم الاسماعيلية ـ »(٢) .

والمعارضة تنسبه الى عبد الله بن ميمون القداح الداعي الاسماعيلي الذي كان مولى بني مخزوم(٣) .

ومرّة اخرى نرى أن المؤلّف يمرّ على هذه المسألة مرور الكرام.

٣ ـ الخلاف الشخصي :

ويحاول المؤلّف النعمان أن يظهر أن المعارضة نبعت من خلاف شخصي ولا صلة لها بالعقيدة ، وعقد بابا بعنوان « أخبار المنافقين على المهدي » وذكر

__________________

(١) افتتاح الدعوة : ص ٣١١ و ٣١٥.

(٢) أعلام الاسماعيلية : ص ٣٤٨.

(٣) رجال الطوسي : ص ١٣٥.

٣٨

بتفصيل أن أبا العبّاس طمع في الرئاسة فأوغر صدر أخيه أبي عبد الله الشيعي على المهدي ، وممّا يقول : « ولما اجتمع [ أبو العبّاس ] مع أبي عبد الله [ الشيعي ] أحدث نفاقا واستفسد رجال الدولة بعد أن صار المهدي الى افريقية ، ووسوس الى أخيه أبي عبد الله واستفسده ، وأراد أن يكون الأمر والنهي والإصدار والإيراد لهما دون المهدي ، وأن يكون المهدي كالمولّى عليه »(١) .

وعن دور المهدي في التجسّس عليهما يقول : « وكان ممّن خالطهم واعتصم بحبل المهدي ، وكان يأتي بأخبارهم إليه غزوية بن يوسف ، فقدمه المهدي على من استعبد من العبيد وجمع إليه من سلم من النفاق من المؤمنين ، واستعدّوا للمنافقين على كثرتهم وقلّة عدد المؤمنين »(٢) .

وعن وجهة نظر المعارضة ينقل عن أبي عبد الله الشيعي قوله للمهدي : « يا مولانا إن كتامة قوم قد قوّمتهم بتقويم وأحريتهم على ترتيب وتعليم ، وتمّ لي منهم بذلك ما أردت وبلغت بذلك منهم ما قصدت ، وهذا الذي فعلته أنت بهم من إعطائهم الأموال وتوليتهم الأعمال وما أمرتهم به من اللباس والحلي فساد لهم »(٣) .

وعن تصفية المعارضة يقول : « وخرج أبو عبد الله وأبو العبّاس يوما يريدان قصر المهدي على عادتهما فحمل غزوية بن يوسف على أبي عبد الله وحبر بن نماشت على أبي العبّاس فيما بين القصر ، وكان قتلهما يوم الاثنين ضاحية النهار يوم النصف من جمادى الاخرى ٢٩٨ ه‍ وأمر المهدي بدفنهما في الجبان وترحّم على أبي عبد الله وذكره بخير ولعن أبا العبّاس وقال فيه

__________________

(١) شرح الأخبار : ص ١٥ ـ ٣٤.

(٢) افتتاح الدعوة : ص ٣١٦.

(٣) افتتاح الدعوة : ص ٣٠٨.

٣٩

سوء »(١) .

وهذه المعلومات التي تتصف بشيء من التفصيل لا يتصوّر المعارضة على أنها نابعة من خلاف شخصي مع أن استنادها الى خلاف عقائدي أولى.

وخاصة اذا لاحظنا أن الحسين بن أحمد ـ أبي عبد الله الشيعي ـ كان كوفيّا ، والغالب فيها التشيّع الإمامي ، وأن عبيد الله المهدي كان من السلمية ، والغالب فيها التشيّع الاسماعيلي. وأن تصفية المعارضة بالاغتيال خصّيصة إسماعيلية معروفة في التاريخ.

وبالرغم من محاولة المؤلّف تبرئة المهدي من هذه الحادثة ، فإنه يبقى السؤال : كيف أمر المهدي بالاغتيال قبل أن يحاجج المعارضة على الاسلوب الذي كان يسلكه الإمام عليعليه‌السلام مع الخوارج؟ وكيف قتل الشيعي وأخيه من دون أن يباشرا أية جريمة؟ ( وأيضا ) إن لم يكن ترحّم المهدي على أبي عبد الله ترحّما سياسيا فلما ذا لم يؤدّ الفروض الدينية في الصلاة عليه قبل دفنه؟

ومن هنا يظهر بوضوح أن دور المهدي لم يكن إلا دورا سياسيا محضا ، وأن أبي عبد الله الشيعي قد وقف على هذه الحقيقة فخشي المهدي على سلطانه فقضى عليه قبل أن يثور عليه الشيعي ، والمهدي عارف بمدى شجاعته وقدرته ، حيث إنه هو الذي أنقذ المهدي من السجن وساعده حتى وصل الى ما وصل إليه. وكان الشيعي ينظر الى الحكم كوسيلة للعمل لا كهدف اسمى ، وهذا ما لم يجده في حكومة المهدي بل وجد العكس فيها.

وعليه فاحتمال التقيّة بحق المؤلّف الذي علم بهذا النوع من الاغتيال أمر طبيعي ، ويشهد له الخضوع المطلق الذي يبديه المؤلّف للخلفاء في كلّ لفظة

__________________

(١) افتتاح الدعوة : ص ٣١٦.

٤٠

يقولها أو كلمة يكتبها ، وربما كان علمه بالتفاصيل دعاه الى هذا الخضوع المطلق حتى يؤمن على حياته من الاغتيال.

فالوجوه الآنفة توحي بأن المؤلّف كان من اسرة شيعية إمامية المذهب ، وأنه تعاطف مع الفاطميّين فكتب لهم ما يرغبون إشاعته في المجتمع ، ولم يتعدّ رغباتهم قيد أنملة ، وأنه قد أفرط في الاحتماء بالتقية التي كان يعيها بأساليبها وعيا كاملا كما يظهر من مقدمة كتابه « الهمّة » فقد وقف على كتاب كتب لأحد الملوك فاستحسنه غاية الاستحسان « وعلى حرف من ذلك الكتاب دلّ على أن مؤلّفه كان من أهل الولاية وأنه كان مكرها مجبورا في صحبة من صحبه من ملوك الأرض »(١) .

والمؤلّف النعمان ترك حروفا في كتبه تدلّ على ذلك.

مؤلّفاته :

لم يقتصر نشاط المؤلّف الفكري على جانب واحد ، بل ساهم في مختلف فروع المعرفة التي أغنت المكتبة الفاطمية من الفقه والعقيدة والتأويل والتأريخ والوعظ.

قال ابن زولاق ( ت / ٣٨٧ هـ ) : « ألف لأهل البيت من الكتب آلاف الأوراق بأحسن تأليف وأملح سجع »(٢) .

وزاد مصطفى غالب الاسماعيلي المعاصر : « وتمتاز مؤلّفات القاضي النعمان بعدم الإغراق والتأويل التي تتسم به كتب الدعاة الاسماعيلية التي وضعوها في أدوار الستر »(٣) .

__________________

(١) الهمّة : ص ٣٣.

(٢) وفيات الأعيان : ٥ / ٤١٦.

(٣) أعلام الاسماعيلية : ص ٥٩٤.

٤١

وقد استقصى المستشرق ايفانوف له ٤٥ كتابا ورسالة من دون اشارة الى أماكن وجودها في كتابه « دليل الأدب الاسماعيلي » ص ٣٧ ـ ٤٠.

وذكر الكاتب الاسماعيلي پونا والا ٦٢ كتابا من تأليفات النعمان في كتابه « مصادر الأدب الاسماعيلي » ص ٥١ ـ ٦٨. ونحن نذكر في الثبت التالي ما ذكراه مقتصرين على الكتب المطبوعة والمذكورة أماكن وجودها في المكتبات مع مراعات الملاحظات التالية.

فنذكر أولا تاريخ النسخة بالتاريخ الهجري ، ثم اسم المكتبة ، ثم رقم النسخة ـ إن وجدت ـ وبعد ذلك رمز المصدر الذي نقلنا وصف النسخة عنه وهي :

م : المكتبة.

سزكين : تاريخ المصادر العربية لفؤاد سزكين / لندن ١٩٦٧ م.

پونا : مصادر الادب الاسماعيلي تأليف اسماعيل پونا والا / كاليفورنيا ١٩٧٧ م ، ويمتاز هذا الفهرس بالاشارة الى مكتبات اسماعيلية خاصة في الهند.

المعهد : فهرس المخطوطات العربية في مكتبة معهد الدراسات الاسماعيلية ، تأليف آدم غسك ، المجلّد الأول / لندن ١٩٨٤ م.

وإليك مؤلّفاته حسب حروف التهجّي.

١ ـ الأخبار :

عدّه ابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) من مؤلّفات النعمان ، وقال عنه المؤلّف في كتابه « الاقتصار » : « ثم جرّدت منه [ الايضاح ] كتاب الأخبار ، أخبرت فيه عمّا أجمع الرواة عليه واختلفوا فيه من اصول الفتيا ، وقرّبت معانيه بطرح عامّة الفروع والأسانيد والحجج ، فاجتمع نحو ثلاثمائة ورقة(١) .

فما ذكره شيخنا العلاّمة ( ت / ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة من أنه مختصر

__________________

(١) الاقتصار : ص ١٠.

٤٢

الدعائم ، إنما هو مجرّد ظنّ. وأضاف شيخنا العلاّمة ـرحمه‌الله ـ : « وهذا الكتاب اختصره العلاّمة الكراجكي ( ت / ٤٤٩ هـ ) وسمّاه « الاختيار من الأخبار » وفي فهرس الكراجكي أن كتاب الأخبار هذا يجري مجرى اختصار الدعائم ، وعليه فاختيار الكراجكي منه اختصار لاختصاره »(١) .

ولم تقف يد التتبّع على نسخة من اختصار الكراجكي ، ووصفه الكاتب پونا والا بأنه : « في سبعة فصول هي الطهارة والوضوء [ ؟ ] ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والحجّ ، والجهاد »(٢) .

وذكر من نسخه : ما بتاريخ ١٣١٠ هـ في مكتبة الوكيلي بالهند ، وبتاريخ ١٣١١ هـ في م ـ كيخا والا بالهند ، وبتاريخ ١٣٢٠ هـ في م ـ قربان حسين بالهند ـ المجلّد الأول فقط.

٢ ـ اختلاف اصول المذاهب :

ذكرة المؤلّف في مواضع من كتبه منها ص ٥١ من هذا الكتاب. واشار إليه كلّ من ابن شهر اشوب ( ت / ٥٨٨ هـ ) وابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) واليافعي ( ت / ٧٦٨ هـ ) ووصفه بأنه « ينتصر فيه لأهل البيت » ، وابن حجر ( ت / ٨٥٢ هـ ) وقال : « يردّ فيه على الائمة الأطهار وينتصر للإسماعيلية »(٣) .

ووصفه مجدوع الاسماعيلي ( ق / ١٢ هـ ) بقوله : « وأول ذكره ذكر علّة الاختلاف في حجّة قول المخالفين وهو كتاب عجيب بليغ كاف فيما بنى عليه ، استوعب فيه دلائل كلّ منهم ، وذكر جميع ما قالوه في دعواهم جملة ، ثمّ الردّ عليهم في ذلك تفصيلا »(٤) .

__________________

(١) الذريعة : ١ / ٣١٠.

(٢) مصادر الأدب الاسماعيلي : ص ٥٣.

(٣) لسان الميزان : ٦ / ١٦٧.

(٤) فهرس مجدوع : ص ٩٧.

٤٣

وقد أصاب شيخنا العلاّمة ـرحمه‌الله ـ في كون المراد به كتاب اختلاف الفقهاء الذي ذكره ابن خلكان(١) .

وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق الكاتب الاسماعيلي مصطفى غالب في بيروت عام ١٣٩٣ هـ / ١٩١٣ م اعتمادا على نسخة غير مؤرخة بخط محمد مباركبوري من الجمعية الاسماعيلية في باكستان برقم ٤٩٠ ، وأخرى بتاريخ ٣٢٣ هـ بخط الشيخ حسن علي البدخشاني في ١٣٥ صفحة.

( نسخ الكتاب ) : نسخة بتاريخ ١٢٠٩ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ٢٥٦ في ٣٥٧ صفحة ، واخرى بتاريخ ١٢٧٩ هـ في م ـ قيوم ، واخرى بتاريخ ١٢٨٣ هـ في م ـ قربان(٢) .

٣ ـ الارجوزة المختارة :

قال مجدوع تحت عنوان « القصيدة المختارة » : إنها في الاحتجاجات في إثبات حقّ أمير المؤمنين وأولاده وتسلسل الامامة فيهم واحدا بعد واحد الى الامام المهدي(٣) .

وقال شيخنا العلاّمة : « إنها في العقائد وانها غير المنتخبة »(٤) .

ووصفها پونا والا بأنها في العقائد وأنه حقّقها على سبع نسخ وطبع في كندا في ١٩٧٠ م ـ ولم أقف على النسخة بعد ـ.

ومن نسخ الكتاب : نسخة بتاريخ ١٢٣١ في م ـ قيوم ، ونسختان بتاريخ ١٢٩٢ في م ـ الوكيلي.

__________________

(١) الذريعة : ١ / ٣٦٠.

(٢) فهرس پونا والا.

(٣) الفهرس : ص ٨٢.

(٤) الذريعة : ١٧ / ٢٩.

٤٤

٤ ـ أساس التأويل :

وصفه مجدوع بقوله : « والموجود كتاب الولاية الذي جمع فيه تأويل ما أتى في ظاهر قصص الأنبياء ممّن وردت أسماؤهم في كتاب الله الحميد الى ذكر وصيّ نبيّنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقتاله لأهل البصرة وفيه من الفوائد والمعارف »(١) .

وقد طبع بتحقيق الكاتب الاسماعيلي عارف تامر ببيروت سنة ١٩٦٠ م اعتمادا على نسختين إحداهما في السلمية والاخرى في افريقيا وذلك في ٤١٩ صفحة.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة بتاريخ سنه ١١٥٧ في م ـ فيضي ، واخرى بتاريخ ١٢٦٢ هـ ، وأيضا بتاريخ ١٣٤٧ هـ [ كما في سزكين ] ، واخرى بتاريخ ١٢٢٨ في م ـ قيوم ، واخرى بتاريخ ١٣٢٥ في م ـ الوكيلي ، واخرى بتاريخ ١٣٢٩ في كيخا [ كما في فهرس پونا ] وهناك نسخ غير مؤرخة في جامعة لندن برقم ٢٥٧٣٤ ، والقاهرة برقم ٢٤٣٤٦ [ سزكين ].

٥ ـ افتتاح الدعوة وإنشاء الدولة :

ألّفه ستة ٣٤٦ هـ ، ذكره ابن شهر اشوب ( ت / ٨٨ هـ ) بعنوان : الدولة(٢) ، وابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) بعنوان « ابتداء الدعوة للعبيديّين »(٣) ، وتبعه شيخنا العلاّمة(٤) [ الذريعة ١ ـ ٦٠١ ] ، ووصفه مجدوع بقوله : « في ذكر أمر الدعوة بأرض المغرب إلى المهدي ، بدأ فيه بذكر ابتداء الدعوة باليمن ، والقائم

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١٣٤.

(٢) معالم العلماء : ص ١٢٦.

(٣) وفيات الأعيان : ٥ / ٤١٦.

(٤) الذريعة : ١ / ٦٠١.

٤٥

[ بها ] وهو أبو القاسم الحسن بن فرج بن حوشب الكوفي من أولاد مسلم بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام »(١) .

وقد طبع الكتاب أولا بتحقيق وداد القاضي ببيروت ١٩٧٠ بعنوان « رسالة افتتاح الدعوة » وثانيا بتحقيق فرحات الدشراوي في تونس سنة ١٩٧٥ م بعنوان « كتاب افتتاح الدعوة ».

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة بتاريخ ١٢٢٨ هـ في م ـ قيوم ، وبتاريخ ١٢٧٧ و ١٢٩٢ هـ في م ـ كيخا ، و ١٢٦٢ و ١٣١٧ و ١٣٢٦ في م ـ قربان ، و ١٣١٥ في م ـ الهمدانيّة متحف دار الكتب ، ونسخة غير مؤرخة في م ـ العهد الاسماعيلي / لندن برقم ٧٩ ، ونسخة مؤرخة ١٣٥٠ هـ برقم ٢٥٤ ونسختان غير مؤرختان(٢) .

٦ ـ الاقتصار :

ذكره ابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) وقد وصفه المؤلّف قائلا : « ثم رأيت وبالله توفيقي أن أقتصر على الثابت ممّا أجمعوا عليه واختلفوا فيه بمجمل من القول لتقريبه وتخفيفه وتسهيله ، فجمعت ذلك في هذا الكتاب وسمّيته الاقتصار وفيه إن شاء الله لمن اقتصر عليه كفاية »(٣) .

وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق محمد وحيد ميرزا بدمشق عام ١٩٥٧ م ضمن منشورات المعهد الفرنسي للدراسات العربية اعتمادا على ثلاث نسخ بتواريخ ١٠٧٩ و ١٢٥٦ و ١٣٢٣.

( نسخ الكتاب ) : نسخ بتواريخ ١٣٠٤ و ١٢٦٧ و ١٣١٢ و ١٣٣٨ في م ـ كيخا ، وبتاريخ ١٣٢٨ في م ـ نجم الدين ، وبتاريخ ١٢٥٥ و ١٢٦٧ في م ـ

__________________

(١) الفهرس : ص ٦٧.

(٢) فهرس المعهد.

(٣) الاقتصار : ص ١٠.

٤٦

قيوم ، وبتاريخ ١٣٤٦ في م ـ قربان ، وبتواريخ ١٣٥٧ و ١٣٢٣ في م ـ الوكيلي [ كما في فهرس پونا ] وبتاريخ ١٣٢٧ هـ في م ـ المعهد الاسماعيلي / لندن برقم ٨٥٦ ، واخرى بتاريخ ١٣٢٨ هـ برقم ٢٥٧ ، وبتاريخ ١٣٣٠ هـ برقم ٧١٥ بخط عبد الرسول بن حبيب كل بن ملا [ كما في فهرس المعهد ].

٧ ـ الايضاح :

أشار إليه المؤلّف في مواضع ، منها ص ٨١ وذكره ابن شهر اشوب ( ت / ٥٨٨ هـ ) ووصفه المؤلّف في مقدّمة الاقتصار بقوله : « فرأيت جمعه [ ما أجمع عليه رواة أهل البيت ] وتصنيفه وبسطه وتأليفه على ما أدّته الرواة في كتاب سمّيته الايضاح ، اوضحت فيه مسائله [ الفقه ] وبسطت أبوابه وذكرت ما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه على ما أدّاه الرواة إلينا لم أعدّ قولهم وثبّت الثابت من ذلك بالدلائل والبراهين فبلغ زهاء ثلاثة آلاف ورقة »(١) .

قال پونا والا : « إنه في ١٢٠ جزء وإنه مفقود تماما ما عدى قطعة صغيرة في فضل الصلاة ، وإنه ألّفها في عهد الخليفة الفاطمي القائم ، وإنه أشار الى هذا في قصيدته « الارجوزة المنتخبة » بقوله :

وكنت قد جمعت عن آبائه

في الفقه ما أوعيت في استقصائه(٢)

( نسخ الكتاب ) : نسخة مؤرخة ١٢٨٤ هـ في م ـ الهمدانية في ٢٢٥ ومؤرخة ١٣١٢ في توبنجين بألمانيا [ كما في فهرس پونا ] وذكر پونا والا في ص ٦٨ نسخة من مسائل فقهية ممّا اختصره ابن كامل من الايضاح ومن مسائل الخطاب بن وسيم في مكتبة الوكيلي بالهند بتاريخ ١٣١٧ ه‍.

__________________

(١) الاقتصار : ص ١٠ ، وراجع فهرس مجدوع : ص ٣٣.

(٢) الفهرست : ص ٥٢.

٤٧

٨ ـ تأويل الشريعة :

ذكر مجدوع الاسماعيلي هذا الكتاب بدون ذكر مؤلّفه وأوله : « عن الامام المعز لدين الله فيه رشد المسترشد ونجاة المستعبد ويشبه هذا الكتاب في شأنه ومعانيه كتاب الروضة وهو صغير بجمعه مقدار ستة عشر ورقة »(١) .

وفي فهرس المعهد الاسماعيلي بلندن : إنه تأليف أبي تميم معد المعز لدين الله ( ت / ٣٦٥ هـ ) وأول النسخة : « الحمد لله الذي لم يسبقه علّة فيكون مولودا ولم يحط به حسّ ولا عقل فيكون موجودا كتاب يشتمل على تأويل الشريعة وحقائقها عن الامام المعز لدين الله »(٢) .

ويظهر أن النسخة من تأليف النعمان ، أو قطعة مستلّة من مؤلّفاته حيث جاء النقل عن المعز في بداية الكتاب وهي عادة اتخذها النعمان لنفسه ، ولم يكتب إلا بأمر المعز ، ولم ينقل إلا ما وافق عليه ، أمّا لأيّ سبب كان هذا الانقياد المطلق؟ ، فهو لأن الاسماعيلية يعتقدون بأن علم المؤلّف نابع من الينبوع ويعنون بذلك المعز المذكور أبي تميم الخليفة الفاطمي الرابع ( ت / ٣٦٥ هـ ).

( نسخ الكتاب ) : منها مؤرخة سنة ١٣٥٢ هـ في م ـ كيخا ، ومؤرخة ١٠٣٨ في م ـ قيوم ، وسنة ١٢٩٧ و ١٣٢٩ و ١٣٣٣ في م ـ الوكيلي ، ونسخة بخطّ الداعي ٣٤ في م ـ الدعوة بسورت بالهند [ كما في فهرس پونا ] ومن النسخ المنسوبة الى المعز مؤرخة بتاريخ ١٢٦٤ في المعهد الاسماعيلي بلندن بخط جيوا بن ملا فيض الله برقم ٦٧٠ ، وأيضا بتاريخ ١٣٨٤ بخط طاهر بن ميان صاحب ، واخرى غير مؤرخة برقم ٧٣٣ [ كما في فهرس المعهد ].

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١٣٩.

(٢) فهرس المعهد : ١ / ١٢٩.

٤٨

٩ ـ تربية المؤمنين بالتوقيف على حدود باطن الدين ( تأويل الدعائم ) :

وقد ألّفه النعمان في تأويل كتابه الشهير « دعائم الاسلام » ، قال مجدوع : « وسمّي به لأنه أتى في هذا الكتاب بتأويل ما في ذلك الكتاب عن ظاهر دعائم الاسلام صنّفه بعد كتابه الموسوم بأساس التأويل بأقل درجة منه في وجوه التأويل »(١) .

وجاء الاسم الكامل في نسخة مؤرخة بسنة ١٢٧٥ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ١٨ ، وقد طبع بتحقيق محمد حسن الاعظمي اعتمادا على مخطوطات خمس في القاهرة في ثلاثة أجزاء عام ١٩٦٧ م.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٣٢٦ هـ في م ـ كيخا وهي ناقصة ، واخرى بتاريخ ١٣١١ في م ـ الوكيلي [ كما في فهرس پونا ] ، واخرى بتاريخ ١٢٧٥ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ١٨ ، وأيضا بتاريخ ١٣٥٧ برقم ٢٧٤ وبتاريخ ١٢٥٢ برقم ٥٥٧ بخط إبراهيم بن ملاّ لقمان ، وأيضا بتاريخ ١٢٨٠ برقم ٥٥٨ [ كما في فهرس المعهد ] وعدّة نسخ غير مؤرخة في مكتبات متفرقة.

١٠ ـ تقويم الأحكام :

ذكره پونا والا ، وذكر له عدّة نسخ ، والمؤرخة منها في المكتبات الخاصّة الاسماعيلية بالهند هي : بتاريخ ١٠٨٣ ، في م ـ قيوم ، وبتاريخ ١١٢٠ في م ـ قربان ، وبتاريخ ١٣١١ في م ـ الوكيلي ، ونسخة الفيضي برقم ٢١٦ ، ونسخة بدار الكتب المصرية برقم ١٠٥ مصورة عن اليمن.

وأظنّه قطعة مستلّة من مؤلّفاته الاخرى.

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١٣٥.

٤٩

١١ ـ التوحيد :

نقل مجدوع عن المؤلّف في المقدمة قوله : « إن هذا الكتاب على ما قدمت ذكره في إثبات حقيقة توحيد الله ونفي التشبيه والصفات عنه لا شريك له بما جاء في ذلك من اللفظ [ كذا ] وغامض المعاني بمبلغ علمي ، وعرضت ذلك بعد أن جمعته على إمام الزمان الذي أمر بجمعه فنقّحه وصحّحه وأمرني بنشره وابتدأت فيه بذكر خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب تعرف بالوحيدة وهي قوله : الحمد لله القديم الدائم الحيّ الأحد الصمد الذي لم يزل أولا بلا توهم غاية »(١) .

والظاهر أن هذا هو الذي سمّاه ايفانوف : إثبات الحقائق في معرفة توحيد الخالق. [ الدليل الى الأدب الاسماعيلي ـ ٣٩ رقم ٧٥ ].

( نسخ الكتاب ) : منها مؤرخة بسنة ١٣٧٨ في م ـ قيوم ، وسنة ١٣١٠ في م ـ بتنبورغ / ألمانيا [ كما في فهرس پونا ] ، وسنة ١٢٦٠ في م ـ فيض / بمبئي برقم ٤٧ في ١٥٣ ورقة ، ونسخة غير مؤرخة في م ـ برلين الغربية برقم ٢٩٥٨ [ كما في سزكين ].

١٢ ـ دعائم الاسلام في مسائل الحلال والحرام والقضايا والأحكام :

وهو من أشهر مؤلّفات القاضي النعمان الفقهية ، ألّفه باسلوب جيّد في الفقه ، حيث جعله في سبعة دعائم هي الولاية والطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحجّ والجهاد ، مع أن الولاية ليست من الأبواب الفقهية وذلك استنادا الى حديث الدعائم السبع المروي عن الامام الصادقعليه‌السلام ،

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١١١.

٥٠

واهتمّ كلّ من الاسماعيلية والامامية بهذا الكتاب وإن كان عناية الاسماعيلية به أشد.

قال مجدوع : « هو آخر كلّ [ كذا ] كتاب صنّفه في علم الفقه وأجمعه للآثار والفقه والأخبار »(١) .

وقال مصطفى غالب : « أهم كتاب خالد للنعمان »(٢) .

وعن الداعي إدريس القرشي ( ت / ٨٧٢ هـ ) في سبب تأليف الكتاب أنه « حضر القاضي النعمان بن محمد وجماعة من الدعاة عند أمير المؤمنين المعز لدين الله فذكروا الأقاويل التي اخترعت والمذاهب والآراء التي افترقت بها فرق الاسلام وما اجتمعت ، وما أتت به علماؤها وابتدعت ثم ذكر لهم المعز لدين الله : اذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه وإلا فعليه لعنة الله. ونظر الى القاضي النعمان بن محمد فقال : أنت المعنيّ بذلك في هذا الأوان يا نعمان ، ثم أمره بتأليف كتاب الدعائم وأصّل له اصوله وفرّع له فروعه وأخبره بصحيح الروايات عن الطاهرين من آبائه عن رسول الله فأتمّ القاضي النعمان بن محمد تأليف هذا الكتاب على ما وصفه له أمير المؤمنين وأصّله ، وكان يعرض عليه فصلا فصلا وبابا بابا فيثبت منه ويقيم الأود ويسدّ الخلل حتى أتمه فجاء كتابا جامعا مختصرا غاية الأحكام »(٣) .

ولم يكتف الخلفاء الفاطميّون بتجليل هذا الكتاب ومدحه بل ـ كما يحكي حاجي خليفة ( ت / ١٠٦٧ هـ ) ـ « في عام ٤١٦ هـ أمر الظاهر فأخرج من بمصر من الفقهاء المالكيّين وأمر الدعاة والوعّاظ أن يعظوا من كتاب دعائم الاسلام

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ٣٤.

(٢) أعلام الاسماعيلية : ص ٥٩٤.

(٣) عن عيون الأخبار ، راجع فهرس مجدوع : ص ١٨.

٥١

وجعل لمن يحفظه مالا »(١) .

والامامية تروي هذا الكتاب برواية تختلف اختلافا فاحشا عن الرواية الاسماعيلية ، وخاصّة فيما يتعلّق بالعقيدة والمذهب ، كما تقدم في عقيدة المؤلّف ص ١١ ، ويراجع المستدرك ج ٣ ص ٣٢٢.

وقال العلاّمة المجلسي ( ت / ١١١١ هـ ) الذي يعتبر أول من ساند هذا الكتاب ، قال عنه : « قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهّمون أنه تأليف الصدوق ، وقد ظهر لنا أنه تأليف أبي حنيفة النعمان لم يرو عن الائمة بعد الصادق خوفا من الخلفاء الاسماعيلية ، وتحت ستر التقية أظهر الحقّ لمن نظر فيه متعمّقا ، وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد »(٢) .

وفي كلامه ـرحمه‌الله ـ مسامحة ، إذ لو كان المؤلّف ـ كما يقولرحمه‌الله ـ إماميا فلما ذا لم يستند الى الكتاب بشكل قطعي واكتفى بالقول بصلاحيّته للتأييد والتأكيد. فيظهر أنه ـرحمه‌الله ـ كان متردّدا في ذلك.

هذا وقد حقّق الكاتب الاسماعيلي أصغر بن علي أصغر فيضي هذا الكتاب ونشره بالقاهرة في مجلّدين سنة ١٣٧٠ هـ ـ ١٩٥١ م معتمدا على ثماني نسخ من المكتبات الاسماعيلية ، أقدمها نسخة ناقصة مؤرخة ٩٦١ هـ ، واخرى بتاريخ ١١٤١ هـ بخط لطف الله بن حبيب الله لقمان عن نسخة مؤرخة ٩٨٩ ه‍.

وذكر فيضي أنه رأى نسخة مؤرخة ٨٥٢ هـ ، ولكنه لم يذكر مكان وجودها(٣) .

( نسخ الكتاب ) : نسخة مؤرخة سنة ١٠٠٣ في م ـ الرضوية ، وبتاريخ ١٢٨٥ هـ في م ـ القزويني بكربلاء(٤) ، وبتاريخ ١٢٠٩ في م ـ القاهرة برقم

__________________

(١) كشف الظنون : ١ / ٧٥٥.

(٢) بحار الأنوار : ١ / ٣٩.

(٣) المجلة الاسيوية : ص ٢٤.

(٤) الذريعة : ٨ / ١٩٧.

٥٢

١٩٦٦٥ ب ، وبتاريخ ١٢٤٩ في م ـ فيض برقم ٤٦ و ٢٢٧ [ كما في سزكين ] ، وبتاريخ ١٢٢٢ و ١٢٦٢ في م ـ كيخا ، وبتاريخ ١٣٥٦ ( المجلّد الأول ) و ١٠٧٩ ( المجلّد الثاني ) في م ـ قيوم ، وأيضا المجلّد الأول بتاريخ ١١٥٠ و ١٣٣٢ والمجلّد الثاني بتاريخ ١١٢٦ في م ـ قربان ، والمجلّد الأول بتاريخ ١٣١٤ و ١٣١٨ و ١٣١٩ والمجلّد الثاني بتاريخ ١٣١١ و ١٣٦٠ في م ـ الوكيلي [ كما في فهرس پونا ] ، وبتاريخ ١٣٥٧ في م ـ المعهد الاسماعيلي / لندن برقم ٣٣ المجلّد الأول وبتاريخ ١٠٩٨ هـ برقم ٣٤ المجلّد الثاني ، وأيضا بتاريخ ١٣٢٤ برقم ٣٥ المجلّد الثاني بخط فدا حسين بن ملاّ حسن بهائي [ كما في فهرس المعهد ].

ورأيت نسخة في مكتبة الشيخ شير محمد الهمداني بالنجف كتبها عن نسخة مؤرخة بسنة ١٢٨٥ ، وهناك عدّة نسخ غير مؤرخة في المكتبات المذكورة وغيرها ، منها : نسخة دار الكتب المصرية برقم ١٩٦٦٥ ب ، والفاتيكان المجلّد الثاني برقم ١١٥٦.

١٣ ـ ذات البيان :

ذكره شيخنا العلاّمة ( ت / ١٣٨٩ هـ ) وقال : « ردّ فيه على ابن قتيبة »(١) وقال پونا والا : « رسالة « ذات البيان » في الردّ على ابن قتيبة وكتابه « عيون المعارف » لبعض الأحاديث المرويّة عن رسول الله ـصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ والقضايا والأحكام يظهر أن القسم الأول منه لا يزال محفوظا في مكتبة الدعوة بخط الداعي شمس الدين »(٢) .

وذكر لها ثلاث نسخ : نسخة مؤرخة ١٢٩٤ في م ـ قيوم ، ونسختين غير مؤرختين في م ـ كلّ من قربان والوكيلي بالهند.

__________________

(١) الذريعة : ١٠ / ٣.

(٢) مصادر الأدب الاسماعيلي : ص ٦٣.

٥٣

١٤ ـ الراحة والتسلّي :

وصفه ايفانوف قائلا : « كتيب صغير في سبعة فصول هي ١ ـ القدرة [ ظ ](١) والاستطاعة ٢ ـ كيفية الوحي ٣ ـ ابراز الخلق ٤ ـ الفرق بين الخالق والمخلوق ٥ ـ معرفة المحتاج الى المكان ٦ ـ معرفة ثواب العقل وعقابه ٧ ـ في معرفتك به على الكمال وانتقالك إليه.

وبالرغم من أنه نسب الى القاضي النعمان في المخطوطة فإنه مشكوك ، إذ أن اسلوبه يختلف عن اسلوب القاضي النعمان مع أنه لم يذكر في الفهرس ولا في العيون ، ويظهر أن الكتاب قديم حيث يرجع إليه في الازدهار »(٢) .

أوله : فصل الكلمة الأزلية والعلّة العلوية.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٣٣٦ هـ في م ـ فيض برقم ٣٨ في ١٤ ورقة [ كما في سزكين ] ، ونسخة غير مؤرخة في المعهد الاسماعيلي برقم ١٠٥ في ٨١ ـ ٦١ صفحة [ كما في فهرس المعهد ] ونسخة مؤرخة ١٣١٦ في م ـ قيوم ، وأخرى غير مؤرخة في م ـ كيخا والا في مدينة سورت بالهند(٣) .

١٥ ـ الرسالة المذهبية في العقائد الاسماعيلية :

وهي أولى الرسائل الخمس التي حقّقها عارف تامر في بيروت سنة ١٣٧٥ هـ / ١٩٥٦ م بعنوان خمس رسائل اسماعيلية ، وقد اعتمد في تحقيقها على ثلاث نسخ من القدموس وسلمية ومصياف ، وأصناف في المقدّمة أنه : « لم يأت أحد من الباحثين والمحقّقين على ذكر هذا الرسالة ، والظاهر أنها غير معروفة

__________________

(١) في الاصل : القوّة ـ وهو خطأ ـ.

(٢) دليل الأدب الاسماعيلي : ص ٣٩.

(٣) فهرس پونا والا : ص ٣٢٩.

٥٤

لديهم فهي من المخطوطات الاسماعيلية السورية السرّية »(١) .

١٦ ـ شرح الأخبار في فضائل الائمة الأطهار :

وسيأتي الكلام عنه تحت عنوان « هذا الكتاب ».

١٧ ـ الطهارات :

كذا ذكره شيخنا العلاّمة ( ت / ١٣٨٩ هـ )(٢) ، وقال مجدوع : « فيه ثلاث كتب : كتاب الطهارات وكتاب الصلاة وكتاب الجنائز »(٣) .

وورد في نسخة المعهد الاسماعيلي بلندن باسم كتاب الطهارة وهي غير مؤرخة في ١٨٠ صفحة برقم ٨٥٣ من خطوط القرن الثالث عشر الهجري. أوله : « الحمد لله المحمود بآلائه وأفضاله ، والصلاة على رسوله ، فقال القاضي النعمان بن محمّد ـقدس‌سره ـ : أمّا بعد فإن أوجب ما ابتدأ بعلمه والعمل به بعد معرفة الله » [ كما في الفهرس ].

وأظنّ أن هذا قطعة مستلّة من كتبه الاخرى ولعلّه الايضاح.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٣٢٩ في م ـ ورامتين ، ومؤرخة ١٣٠٧ و ١٣١٦ في م ـ الوكيلي ، ونسخ غير مؤرخة في م ـ قربان ودار الكتب المصرية مصوّرة عن اليمن ٢ ـ ٣١١ [ كما في فهرس پونا ].

١٨ ـ قصيدة في الإمام الحسين :

وردت هذه القصيدة ضمن مجموع في الاشعار في ٢١٦ صفحة من خطوط

__________________

(١) المقدّمة : ص ٩.

(٢) الذريعة : ١٥ / ١٨٣.

(٣) فهرس مجدوع : ص ١٨.

٥٥

القرن الرابع عشر في م ـ المعهد الاسماعيلي / لندن برقم ٨٥٦.

ومطلع هذه القصيدة :

وإذا رأى الحسين ما قدر به

ناشدهم بالله والقرابة

١٩ ـ المجالس والمسايرات :

ويعتبر هذا الكتاب أهم مصدر إسماعيلي في تواريخ الخلفاء الفاطميّين وخاصّة الخليفة الرابع المعز ، فقد نقل المؤلّف عنه نصوصا ذات قيمة تأريخية تلقي بعض الضوء على جوانب من حياة الفاطميّين وعقائدهم المغطّاة بستار التقية.

قال مجدوع : « وهو نصفان كلّ نصف منهما مجلّد برأسه ـ ثم نقل قول المؤلّف : ـ واذكر في هذا الكتاب ما سمعته من المعز لدين الله من حكمة وفائدة وعلم ومعرفة على مذاكرة في مجالس أو مقام أو مسايرة وما يأتي من ذلك إليّ من بلاغ أو توقيع أو مكاتبة على بادية المعنى دون اللفظ حقيقة بلا زيادة ولا نقصان »(١) .

وقد طبع هذا الكتاب طباعة محقّقة وافية باهتمام إبراهيم شبوح وآخرين في المطبعة الرسمية بتونس سنة ١٩٧٨ م ، واعتمد في تحقيقه على عدّة نسخ ملفّقة هي نسخة مؤرخة ١٣٦١ ، وأخرى مؤرخة ١٣١٥ ، ونسخة المكتبة الآصفية برقم ٢٥٩٠ / تاريخ.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٢٥٦ في م ـ الهمداني ، ومؤرخة ١٠٩٠ في م ـ قيوم ، واخرى مؤرخة ١٢٧٢ ( المجلّد الأول ) و ١٢٧٩ ( المجلّد الثاني ) في بتنونجن ، ومؤرخة ١٠١٤ و ١٣٣٢ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن رقم ٧١٢ ،

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ٥٢ ، وراجع المجالس : ص ٤٧.

٥٦

وأيضا مؤرخة ١٣٥٥ برقم ٥٤١ ، ومؤرخة ١٣٨٤ برقم ١١٩ ، ومؤرخة ١٣٥٥ برقم ٧١٣ ، ومؤرخة ١٣٥٦ برقم ٥٤٩ ، ومؤرخة ١٣٨٤ برقم ٧٣١ [ كما في فهرس المعهد ]. ونسخ غير مؤرخة في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم ٢٥٩٠ / تاريخ ، وم ـ جامعة القاهرة برقم ٢٦٠٦٠ وم ـ جامعه بيروت برقم ١٧ ـ ن ٨ ـ ٢٩٧ [ كما في فهرس پونا ].

٢٠ ـ مختصر الآثار فيما روي عن الأئمة الأطهار :

قال مجدوع : « من تصانيفه بأمر إمامه المعز لدين الله [ وهو ] نصفان كلّ نصف منها مجلّد برأسه جامع لجميع ذلك الكتاب [ الدعائم ] غير كتاب الولاية فإنه ما أتى إلا فيه »(١) ومنه يظهر أن الكتاب لا يختصّ بموضوع الدعاء بل هو مختصر الدعائم.

وقال پونا والا : أنه يحتوي على ثمانية فصول ١ ـ الرغائب في طلب العلم ٢ ـ الطهارة ٣ ـ الوضوء [؟ ] ٤ ـ الصلاة ٥ ـ الزكاة ٦ ـ الصوم ٧ ـ الحج »(٢) .

وذكره الأفندي ( ق / ١٢ هـ ) بعنوان « مختصر الآثار في الأدعية »(٣) ، ولعل ما وقف عليه الأفندي كان قطعة مستلّة من الكتاب في الأدعية.

وذكر شيخنا العلاّمة ( ت / ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة الجزء ٢٠ ص ١٧٦ تحت عنوانين هما « مختصر الآثار » و « مختصر الآثار النبوية » ممّا يوهم تعدّدهما ، ولا وجه لذلك بل هما كتاب واحد كما ذكر مجدوع.

أول هذه النسخة : « الحمد لله على ما أولى به من آلائه حمدا يقتضي المزيد من فضله ونعمائه ».

__________________

(١) فهرس مجدوع : ٣٢.

(٢) فهرس پونا والا : ص ٥٤.

(٣) رياض العلماء : ٥ : ١٧٥.

٥٧

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٣١٠ هـ في م ـ الفاتيكان ويدا برقم ١١٠٤ وهو في ١٤٩ ورقة [ كما في فهرس سزكين ] ، ومؤرخه ١٢٨٧ في م ـ كيخا ، ومؤرخة ١٢٨١ ( المجلّد الأول ) وبسنة ١٢٥١ ( المجلّد الثاني ) في م ـ قيوم ، ومؤرخة ١٢٥٠ و ١٣٥٤ ( المجلّد الأول ) في م ـ قربان ، ومؤرخة ١٣٠٦ و ١٣٤١ و ١٣٥١ ( المجلّد الأول ) في م ـ الوكيلي ، ومؤرخة ١٣٠٦ ( المجلّد الثاني ) في م ـ دار الكتب المصرية وهي مصوّرة عن اليمن [ كما في فهرس پونا ] ، ومؤرخة ١٣٥٦ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن المجلّد الاول برقم ٧١٠ ، وأيضا مؤرخة ١٣٥٨.

٢١ ـ مفاتيح النعمة :

وصفه مجدوع بأنه : « رسالة في ذكر امتحان الخلق في أنفسهم وأموالهم بقوله : «إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ »(١) .

ويظهر أنها إحدى رسائل النعمان في تفسير الآية الكريمة من القرآن الكريم السورة ٩ الآية ١١١ ، وأول النسخة كما في فهرس الاسماعيلي : « الحمد لله وليّ التوفيق اعلم أعانك الله يا أخي على طاعته وبعد فقد كان أخونا أبو الحسن البغدادي أعزّ الله ».

وذكر سزكين أنه في ٥٦ صفحة ولكن لم يذكر مكان وجوده.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٢٩٤ في م ـ قيوم ، واخرى غير مؤرخة ، وثالثة مؤرخة بسنة ١٣٣٥ في م ـ الوكيلي ، واخرى غير مؤرخة(٢) ، ونسخة غير مؤرخة من القرن الرابع عشر في المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ١٠٥ في مجموعة من الاوراق ٣٠١ ـ ٢٤٥(٣) .

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١٨٧.

(٢) فهرس پونا : ص ٦٦.

(٣) فهرس المعهد.

٥٨

٢٢ المناقب والمثالب :

أشار إليه المؤلّف في كتبه كثيرا وذكره ابن شهر اشوب ( ت / ٥٨٨ هـ )(١) ، وابن خلكان(٢) واليافعي ( ت / ٧٦٨ هـ )(٣) ووصفه المجلسي بقوله : « كتاب لطيف مشتمل على فوائد جليلة »(٤) .

ونقل مجدوع عن مقدّمة المؤلّف قوله : « وإننا وبالله التوفيق نبسط كتابنا هذا في إبطال دعاويهم [ بني أميّة ] وذكر أسباب عداوتهم وما جرى عليه منّا من تقدم من أسلافهم من قبل مبعث رسول الله وبعد مبعثه ووفاته »(٥) .

ثم أورد مجدوع فهرس الكتاب مبتدئا بذكر مناقب عبد مناف بن قصي وشرفه ومنتهيا بمناقب الائمة القائمين بالإمامة ومثالب المتغلّبين بأرض الأندلس من بني أميّة.

وقد أرجع إليه المؤلّف في شرح الأخبار بقوله : « فهذه نكتة قد ذكرناه ـ كما شرطنا ـ مختصرة في مثالب معاوية وبني أميّة ، وقد ذكرنا تمام القول في ذلك في كتاب « المناقب والمثالب » فمن أراد استقصاء ذلك نظر فيه »(٦) .

ووصفه السيّد حسن الصدر ( ت / ١٣٥٤ هـ ) : « انه يزيد على عشرين كرّاسا »(٧) .

وقد رأيت نسخة كاملة من هذا الكتاب في مكتبة الشيخ شير محمد الهمداني الجورقاني ( المولود سنه ١٣٠٢ هـ ، والمتوفّى سنة ١٣٩٠ هـ في النجف الأشرف ) ، وكان ـرحمه‌الله ـ أشهر من رأيت على استنساخ تراث الشيعة

__________________

(١) معالم العلماء : ص ١٢٢.

(٢) وفيات الأعيان : ٥ / ٤١٦.

(٣) مرآة الجنان : ٢ / ٣٨٠.

(٤) بحار الأنوار : ١ / ٣٩.

(٥) فهرس مجدوع : ص ٦٥.

(٦) شرح الأخبار : ص ١٣٥.

(٧) الذريعة : ٢٢ / ٣٣٦.

٥٩

ومقابلته مع النسخ المختلفة المتيسّرة عنده ، وقد انتهى من نسخته ـرحمه‌الله ـ في شوّال سنة ١٣٧٠ هـ عن نسخة وصفها بأنها جيّدة عتيقة إلا أوراقا من أوائلها ، وقد ذكرته في الصيانة ، فراجع.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة سنة ٨٥٢ في م ـ طلعت بدار الكتب رقم ٢٠٦٨ / تاريخ وهي في ١٢٤ ورقة ، ومؤرخة ١١٢٨ في م ـ فيض برقم ٣٦ في ٢٧٤ ورقة ، ومؤرخة ١٢٤٤ برقم ٣٧ في ١١٧ ورقة [ كما في سزكين ] ، ومؤرخة ١٢٥٦ في م ـ كيخا ، ومؤرخة ١٣٣٢ في م ـ قيوم ، ومؤرخة ١٢٦٦ و ١٣١٤ في م ـ الوكيلي [ كما في فهرس پونا ] ومؤرخة ١٢٣٢ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ٥٤٣ ، وأيضا مؤرخة ١٣٠٠ برقم ٥٤٥ ، وأيضا مؤرخة ١٣٤٨ برقم ٥٤٤ [ كما في فهرس المعهد ] وعدة نسخ غير مؤرخة في م ـ السماوي بالنجف مصوّرة في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم ١١٥٤٨ [ كما في سزكين ] ، وذكر في الذريعة ج ٢٢ ص ٣٣٦ نسخا في مكتبات الميرزا أحمد الطهراني ، وعيسى أفندي جميل زاده ، وعبد الشاكر أفندي الآلوسي ، والشيخ علي كاشف الغطاء.

٢٣ ـ المنتخبة :

هي قصيدة فقهية سمّاها « المنتخبة » لأنه انتخبها لمن أراد حفظها كما قال : « وقد نظمته [ الاقتصار ] موزونا رجزا مزدوجا في قصيدة سمّيتها « المنتخبة » انتخبتها لمن أراد حفظها ، والله يعين على العلم من هداه لطلبه »(١) .

ولكونه قصيدة على الرجز سمّاها بعضهم بالقصيدة المنتخبة أو الارجوزة المنتخبة ، وقد أحسن ابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) وصفها حيث قال : « وله

__________________

(١) الاقتصار : ص ١٠.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502