شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار الجزء ١

شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار11%

شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 502

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 502 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 187811 / تحميل: 9853
الحجم الحجم الحجم
شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار

شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

حين يقع الكلام على المعاد وخلق الإنسان ثانية من التراب يعدّون ذلك أمرا عجيبا ولا يمكن تصوّره وقبوله ، في حين أنّ الأمرين متماثلان : «وحكم الأمثال في ما يجوز وما لا يجوز واحد».

وهكذا فإنّ القرآن يستدلّ على المعاد في هذه الآيات والآيات الآنفة بأربعة طرق مختلفة ، فتارة عن طريق علم الله ، وأخرى عن طريق قدرته ، ثالثة عن طريق تكرّر صور المعاد ومشاهده في عالم النباتات ، وأخيرا عن طريق الالتفات إلى الخلق الأوّل.

ومتى ما عدنا إلى آيات القرآن الاخر في مجال المعاد وجدنا هذه الأدلّة بالإضافة إلى أدلّة أخر وردت في آيات مختلفة وبصورة مستقلّة ، وقد أثبت القرآن المعاد بالمنطق القويم والتعبير السليم والأسلوب الرائع (القاطع) للمنكرين وبيّنه بأحسن وجه فلو خضعوا لمنطق العقل وتجنّبوا الأحكام المسبقة والتعصّب الأعمى والتقليد الساذج فسرعان ما يذعنوا لهذه المسألة وسيعلمون بأنّ المعاد أو يوم القيامة ليس أمرا ملتويا وعسيرا.

* * *

٢١

الآيات

( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (١٧) ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨) )

التّفسير

كتابه جميع الأقوال :

يثار في هذه الآيات قسم آخر من المسائل المتعلّقة بالمعاد ، وهو ضبط أعمال الإنسان وإحصاؤها لتعرض على صاحبها عند يوم الحساب.

تبدأ الآيات فتتحدّث عن علم الله المطلق وإحاطته بكلّ شيء فتقول :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) .

كلمة «توسوس» مشتقّة من الوسوسة وهي ـ كما يراه الراغب في مفرداته ـ الأفكار غير المطلوبة التي تخطر بقلب الإنسان ، وأصل الكلمة «الوسواس» ومعناه الصوت الخفي وكذلك صوت أدوات الزينة وغيرها.

والمراد من الوسوسة في الآية هنا هي أنّ الله لمّا كان يعلم بما يخطر في قلب الإنسان والوساوس السابحة في أفكاره ، فمن البديهي أنّه عالم بجميع عقائده

٢٢

وأعماله وأقواله ، وسوف يحاسبه عليها يوم القيامة.

وجملة( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ ) يمكن أن تكون إشارة إلى أنّ خالق البشر محال أن لا يعلم بجزئيات خلقه؟! الخلق الدائم والمستمر ، لأنّ الفيض أو الجود منه يبلغ البشر لحظة بعد لحظة ، ولو انقطع الفيض لحظة لهلكنا ، كنور الشمس الذي ينتشر في الفضاء من منبع الفيض وهو الكرة الشمسية «بل كما سنبيّن فإنّ ارتباطنا بذاته المقدّسة أسمى ممّا مثّلنا ـ (بنور الشمس)».

أجل ، هو الخالق ، وخلقه دائم ومستمر ونحن مرتبطون به في جميع الحالات ، فمع هذه الحال كيف يمكن أن لا يعلم باطننا وظاهرنا؟!

ويضيف القرآن لمزيد الإيضاح في ذيل الآية قائلا :( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) .

ما أبلغ هذا التعبير!! فحياتنا الجسمانية متعلّقة بعصب يوصل الدم إلى القلب ويخرجه منها بصورة منتظمة وينقله إلى جميع أعضاء البدن ، ولو توقّف هذا العمل لحظة واحدة لمات الإنسان فالله أقرب إلى الإنسان من هذا العصب المسمّى بحبل الوريد.

وهذا ما أشار إليه القرآن في مكان آخر إذ قال :( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) .(١)

وبالطبع فإنّ هذا كلّه تشبيه تقريبي ، والله سبحانه أقرب من ذلك وأسمى رغم كون المثال المذكور أبلغ تصوير محسوس على شدّة القرب ، فمع هذه الإحاطة لله تعالى بمخلوقاته ، وكوننا في قبضة قدرته ، فإنّ تكليفنا واضح ، فلا شيء يخفى عليه لا الأفعال ولا الأقوال ولا الأفكار والنيّات ولا تخفى عليه حتّى الوساوس التي تخطر في القلوب!

__________________

(١) سورة الأنفال ، ٢٤.

٢٣

إنّ الالتفات إلى هذه الحقيقة يوقظ الإنسان ، ويكون على بيّنة من أمره وما هو مذخور له في صحيفة أعماله عند محكمة عدل الله فيتحوّل من إنسان غافل إلى موجود واع ملتزم ورع تقيّ ورد في حديث أنّ أبا حنيفة جاء إلى الصادقعليه‌السلام يوما فقال : رأيت ولدك موسى يصلّي والناس يعبرون من أمامه إلّا أنّه لم ينههم عن ذلك ، مع أنّ هذا العمل غير صحيح!.

فقال الصادقعليه‌السلام ادعوا لي ولدي موسى فدعي له فكرّر الإمام الصادق حديث أبي حنيفة لولده موسى بن جعفر فأجاب موسى بن جعفر قائلا : إنّ الذي كنت اصلّي له كان أقرب إليّ منهم يقول اللهعزوجل :( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) فاحتضنه الإمام الصادق وقال : بأبي أنت وأمّي يا مستودع الأسرار(١) .

وللمفسّرين آراء عديدة في معنى «الوريد» فمنهم من يعتقد بأنّ «الوريد» هو العصب المتّصل بقلب الإنسان أو كبده ، ويعتقد بعضهم بأنّ الوريد جميع الأعصاب في بدن الإنسان في حين أنّ بعضهم يعتقد بأنّه عصب الرقبة فحسب! إلّا أنّ التّفسير الأوّل يبدو أكثر تناسبا ، ولا سيّما إذا لا حظنا الآية ٢٤ من سورة الأنفال آنفة الذكر!

وكلمة «الوريد» ـ ضمنا ـ مأخوذة من الورود ، ومعناه الذهاب نحو الماء ، وحيث إنّ الدم ـ يرد من هذا العصب إلى القلب ويخرج منه إلى سائر أعضاء بدن الإنسان سمّي بالوريد.

ولكن ينبغي الالتفات إلى أنّ الاصطلاح المتداول في هذا العصر في شأن «الوريد والشريان» ـ يعني المجاري التي توصل الدم من سائر أعضاء الجسم إلى قلب الإنسان ، وبالعكس ـ هذا الاصطلاح خاصّ بعلم الأحياء ولا علاقة له بالمفهوم اللغوي للوريد.

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٠٨.

٢٤

ويضيف القرآن في الآية التالية قائلا :( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ) (١) .

أي أنّه بالإضافة إلى إحاطة علم الله «التامّة» على ظاهر الإنسان وباطنه ، فهنالك ملكان مأموران بحفظ ما يصدر منه عن يمينه وشماله ، وهما معه دائما ولا ينفصلان عنه لتتمّ الحجّة عليه عن هذا الطريق أكثر ، ولتتأكّد مسألة الحساب (حساب الأعمال).

كلمة «تلقّى» معناها الأخذ والتسلّم ، و «المتلقّيان» هما ملكان مأموران بثبت أعمال الناس.

وكلمة «قعيد» مأخوذة من القعود ومعناها «جالس»(٢) والمراد بالقعيد هنا الرقيب والملازم للإنسان ، وبتعبير آخر أنّ الآية هذه لا تعني أنّ الملكين جالسين عن يمين الإنسان وعن شماله ، لأنّ الإنسان يكون في حال السير تارة ، واخرى في حال الجلوس ، بل التعبير هنا هو كناية عن وجودهما مع الإنسان وهما يترصّدان أعماله.

ويحتمل أيضا أنّهما قعيدان على كتفي الإنسان الأيمن والأيسر ، أو أنّهما قعيدان عند نابيه أو ناجذيه دائما ويسجّلان أعماله ، وهناك إشارة إلى هذا المعنى في بعض الرّوايات غير المعروفة «كما في بحار الأنوار ج ٥٩ ص ١٨٦ رقم الرّواية ٣٢».

وممّا يجدر التنويه عليه أنّه ورد في الرّوايات الإسلامية أنّ ملك اليمين كاتب

__________________

(١) كلمة إذ في جملة (إذ يتلقّى المتلقّيان) ظرف متعلّق بمحذوف وتقديره واذكروا إذ يتلقّى المتلقّيان ولهذا المعنى ذهب إليه جماعة من المفسّرين ، إلّا أنّ جماعة اخرى يرون بأنّ إذ متعلّقة بكلمة أقرب الواردة في الآية الآنفة إلّا أنّ التّفسير الأوّل يبدو أصحّ لأنّ كلّا من الجملتين «ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» و «إذ يتلقّى المتلقّيان» إلخ تحتفظ باستقلالها دون أن يتقيّد كلّ بالأخرى ولا يتناسب الصدر والذيل في التّفسير الثاني.

(٢) كلمة قعيد مفردة مع أنّ كلمة المتلقّيان تثنية لأنّ في الآية حذفا وتقديرها إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد» وقد وقع هذا الحذف بقرينة ذكر الآخر.

٢٥

الحسنات ، وملك الشمال كاتب السيّئات ، وصاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ، فإذا عمل الإنسان حسنة كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها ، وإذا عمل سيّئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين أمسك فيمسك عنه سبع ساعات ، فإذا استغفر الله منها لم يكتب عليه شيء ، وإن لم يستغفر الله كتب له سيّئة واحدة.

كما يظهر من بعض الرّوايات أنّهما يقولان بعد موت المؤمن : ربّنا قبضت روح عبدك فإلى أين؟ قال : سمائي مملوءة بملائكتي يعبدونني وأرضي مملوءة من خلقي يطيعونني اذهبا إلى قبر عبدي فسبّحاني وكبّراني وهلّلاني فاكتبا ذلك في حسنات عبدي(١) .

وفي رواية اخرى عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «ما من أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلّا أمر الله تعالى الحفظة فقال : اكتبوا لعبدي ما كان يعمل وهو صحيح ما دام مشدودا في وثاقي» ثمّ أضافصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مرض أو سافر كتب الله تعالى له ما كان يعمل صحيحا مقيما»(٢) .

وهذه الرّوايات جميعها إشارة إلى لطف الله الواسع.

أمّا آخر آية من الآيات محلّ البحث فتتحدّث عن الملكين أيضا فتقول :( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٣) .

وكان الكلام في الآية الآنفة عن كتابة جميع أعمال الإنسان ، وفي هذه الآية اهتمام بخصوص ألفاظه ، وهذا الأمر هو للأهميّة القصوى للقول وأثره في حياة الناس ، حتّى أنّ جملة واحدة أو عبارة قصيرة قد تؤدّي إلى تغيير مسير المجتمع

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) روح المعاني ، ج ٢٦ ، ص ١٦٥ ذيل الآيات محل البحث ، وهذا المضمون نفسه منقول عن الإمام الصادق في كتاب الكافي وكذلك بحار الأنوار ، ج ٥٩ ، ص ١٨٧ في الرّوايتين ٣٤ و٣٥».

(٣) الضمير في لديه يرجع إلى كلمة قول كما يحتمل أن يكون عائدا على الذي يلفظ القول ، إلّا أنّ الاحتمال الأوّل أنسب.

٢٦

نحو الخير أو الشرّ!! كما أنّ بعض الناس لا يعتقدون بأنّ الكلام جزء من أعمالهم ويرون أنفسهم أحرارا في الكلام مع أنّ أكثر الأمور تأثيرا وأخطرها في حياة الناس هو الكلام!.

فبناء على ذلك فإن ذكر هذه الآية بعد الآية المتقدّمة هو من قبيل ذكر الخاص بعد العام.

كلمة «الرقيب» معناها المراقب و «العتيد» معناها المتهيئ للعمل ، لذلك يطلق على الفرس المعدّة للركض بأنّها فرس عتيد كما يطلق على من يعدّ شيئا أو يدّخره بأنّه عتيد ، وهي من مادّة العتاد على زنة الجهاد ومعناها الادّخار!.

ويعتقد أغلب المفسّرين أنّ الرقيب والعتيد اسمان للملكين المذكورين في الآية المتقدّمة وهما «المتلقيان» فاسم ملك اليمين «رقيب» واسم ملك الشمال «عتيد» ، وبالرغم من أنّ الآية محلّ البحث ليس فيها قول صريح على هذا الأمر ، إلّا أنّ هذا التّفسير وبملاحظة مجموع الآيات يبدو غير بعيد!

ولكن أيّ كلام يكتب هذان الملكان؟ هناك أقوال بين المفسّرين قال بعضهم يكتبان كلّ كلام حتّى الصرخات من الألم ، في حين أنّ بعضهم الآخر يعتقد بأنّهما يكتبان ألفاظ الخير والشرّ والواجب والمستحبّ أو الحرام والمكروه ، ولا يكتبان ما هو مباح!

إلّا أنّ عموميّة التعبير يدلّ على أّ الملكين يكتبان كلّ لفظ وقول يقوله الإنسان.

الطريف أنّنا نقرأ رواية عن الإمام الصادق يقول فيها : «إنّ المؤمنين إذا قعدا يتحدّثان قالت الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا فلعلّ لهما سرّا وقد ستر الله عليهما!

يقول الراوي : ألم يقل الله تعالى( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

٢٧

فيجيب الإمامعليه‌السلام : إن كانت الحفظة لا تسمع فإنّ عالم السرّ يسمع ويرى»(١) .

ويستفاد من هذه الرّوايات أنّ الله سبحانه يكتم بعض أحاديث المؤمن التي فيها (جانب سرّي) احتراما وإكراما له ، إلّا أنّه حافظ لجميع هذه الأسرار.

ويستفاد من بعض الرّوايات أنّ حفظة الليل غير حفظة النهار ، كما بيّنا هذا المعنى في تفسير الآية ٧٨ من سورة الإسراء من نفس هذا التّفسير.

* * *

ملاحظة

الحبيب أقرب إلى الإنسان من نفسه!!

يقول بعض الفلاسفة : كما أنّ شدّة البعد توجب الخفاء فإنّ شدّة القرب كذلك ، فمثلا لو كانت الشمس بعيدة عنّا جدّا لما رأيناها ولو كانت قريبة منّا جدّا أو اقتربنا منها كثيرا فإنّ نورها سيذهلنا إلى درجة بحيث لا نستطيع رؤيتها.

وفي الحقيقة إنّ ذات الله المقدّسة كذلك : «يا من هو اختفى لفرط نوره»!

وفي الآيات محلّ البحث تشبيه رائع لقرب الله إلى العباد إذ قالت حاكية عنه سبحانه:( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) أي أنّ الله أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد.

والتشبيهات التي تقول مثلا العالم جميعه جسم والله روحه ، أو العالم كشعاع الشمس وهو قرصها وأمثال هذه لا يمكن أن توضّح العلاقة القريبة كما وصفتها الآية.

ولعلّ أفضل تعبير هو ما ورد على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبته الاولى من نهج البلاغة إذ قال عنه سبحانه : «مع كلّ شيء لا بمقارنة وغير كلّ شيء لا

__________________

(١) اصول الكافي طبقا لما نقل في نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١١٠.

٢٨

بمزايلة».

وقد شبّه بعض الفلاسفة لبيان هذا القرب تشبيها آخر ، فقالوا إنّ ذات الله المقدّسة هي المعنى الاسمي والموجودات هي المعنى الحرفي.

وتوضيح ذلك : حين نقول : توجّه إلى الكعبة ، فإنّ كلمة (إلى) لا مفهوم لها وحدها ، وما لم تضف الكعبة إليها فستبقى مبهمة ، فعلى هذا ليس للمعنى الحرفي مفهوم إلّا تبعا للمفهوم الاسمي ، فوجود جميع موجودات العالم على هذه الشاكلة ، إذ دون ارتباطها بذاته لا مفهوم لها ولا وجود ولا بقاء لها أصلا وهذا يدلّ على نهاية قرب الله إلى العباد وقربهم إليه وإن كان الجهلة غافلين عن ذلك.

* * *

٢٩

الآيات

( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢) )

التّفسير

القيامة ـ والبصر الحديد ـ

تعكس الآيات أعلاه مسائل اخرى تتعلّق بيوم المعاد : «مشهد الموت» و «النفخ في الصور» و «مشهد الحضور في المحشر»!

فتقول أوّلا :( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ) .

سكرة الموت : هي حال تشبه حالة الثمل السكران إذ تظهر على الإنسان بصورة الاضطراب والانقلاب والتبدّل ، وربّما استولت هذه الحالة على عقل الإنسان وسلبت شعوره وإختياره.

وكيف لا تكون كذلك مع أنّ الموت مرحلة انتقالية مهمّة ينبغي أن يقطع الإنسان فيها جميع علائقه بالدنيا التي تعلّق بها خلال سنين طويلة ، وأن يخطو في

٣٠

عالم جديد عليه مليء بالأسرار ، خاصّة أنّ الإنسان ـ لحظة الموت ـ يكون عنده إدراك جديد وبصر حديد ـ فهو يلاحظ عدم استقرار هذا العالم بعينيه ويرى الحوادث التي بعد الموت ، وهنا تتملّكه حالة الرعب والاستيحاش من قرنه إلى قدمه فتراه سكرا وليس بسكر(١) .

حتّى الأنبياء وأولياء الله الذين يواجهون حالة النزع والموت باطمئنان كامل ينالهم من شدائد هذه الحالة نصيب ، ويصابون ببعض العقبات في حالة الانتقال ، كما قد ورد في حالات انتقال روح النّبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بارئها عند اللحظات الأخيرة من عمره الشريف المبارك أنّه كان يدخل يده في إناء فيه ماء ويضعها على وجهه ويقول :( لا إِلهَ إِلَّا اللهُ ) ثمّ يقول : إن للموت سكرات(٢) .

وللإمام علي كلام بليغ يرسم لحظة الموت وسكراتها بعبارات حيّة بليغة إذ يقول : «اجتمعت عليهم سكرت الموت وحسرت الفوت ففترت لها أطرافهم وتغيّرت لها ألوانهم ثمّ إزداد الموت فيهم ولوجا فحيل بين أحدهم ومنطقه وانّه لبيّن أهله ينظر ببصره ويسمع باذنه على صحّة من عقله وبقاء من لبّه يفكّر فيم أفنى عمره؟ وفيم أذهب دهره؟ ويتذكّر أموالا جمعها أغمض في مطالبها وأخذها من مصرحاتها ومشتبهاتها قد لزمته تبعات جمعها وأشرف على فراقها تبقى لمن وراءه ينعمون فيها ويتمتّعون بها»(٣) .

كما أنّ هذا المعلّم الكبير ينذر في مكان آخر البشرية فيقول : «إنّكم لو عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم وسمعتم وأطعتم ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريب ما يطرح الحجاب»(٤) .

__________________

(١) السّكر ـ على زنة المكر ـ معناه في الأصل سدّ طريق الماء ، والسكر ـ على زنة الفكر ـ معناه المحلّ المسدود ، وحيث أنّ حالة الثمل تقع حاجزا وسدّا بين الإنسان وعقله فقد سمّيت بالسكر على زنة الشكر.

(٢) روح المعاني ، ج ٩ ، ص ١١٨

(٣) نهج البلاغة ، الخطبة ١٠٩.

(٤) نهج البلاغة ، الخطبة ٢٠٠.

٣١

ثمّ يضيف القرآن في ذيل الآية قائلا :( ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) (١) أجل إنّ الموت حقيقة يهرب منها أغلب الناس لأنّهم يحسبونه فناء لا نافذة إلى عالم البقاء ، أو أنّهم لعلائقهم وارتباطاتهم الشديدة بالدنيا والمواهب المادية التي لهم فيها لا يستطيعون أن يصرفوا قلوبهم عنها ، أو لسواد صحيفة أعمالهم.

أيّا كان فهم منه يهربون ولكن ما ينفعهم ومصيرهم المحتوم في انتظار الجميع ولا مفرّ لأحد منه ، ولا بدّ أن ينزلوا إلى حفرة الموت ويقال لهم هذا ما كنتم منه تفرّون!!.

وقائل هذا الكلام ربّما هو الله أو الملائكة أو الضمائر اليقظة أو الجميع!.

والقرآن بيّن هذه الحقيقة في آيات أخر كما هو في الآية (٧٨) من سورة النساء إذ يقول :( أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) !.

وقد ينسى الإنسان المغرور جميع الحقائق التي يراها بامّ عينيه على أثر حبّ الدنيا وحبّ الذات حتّى يبلغ درجة يقسم فيها أنّه خالد كما يقول القرآن في هذا الصدد :( أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ ) .

ولكن سواء أقسم أم لم يقسم ، وصدّق أم لم يصدّق فإنّ الموت حقيقة تحدق بالجميع وتحيق بهم ولا مفرّ لهم منها.

ثمّ يتحدّث القرآن عن النفخ في الصور فيقول :( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ) .

والمراد من «النفخ في الصور» هنا هو النفخة الثانية ، لأنّه كما نوّهنا آنفا فإنّ الصور ينفخ فيه مرّتين : فالنفخة الاولى تدعى بنفخة الفزع أو الصعق وهي التي تكون في نهاية الدنيا ويموت عند سماعها جميع الخلق ويتلاشى نظام العالم الدنيوي ، والنفخة الثانية هي نفخة «القيام والجمع والحضور» وتكون في بداية

__________________

(١) كلمة تحيد مشتقّة من مادّة حيد ـ على وزن صيد ـ ومعناها العدول عن الشيء والفرار منه.

٣٢

البعث والنشور والقيامة وبها يحيى الناس جميعهم ويخرجون «وينسلون» من الأجداث والقبور إلى ربّهم وحساب «عدله» وجزائه.

«النفخ» معناه معروف ، و «النفخة» بمعنى المرّة منه ، و «الصور» هو المزمار أو «البوق» والذي يستعمل في القضايا العسكرية عادة لجمع الجنود أو تفريقهم أو الاستعداد أو الذهاب للراحة والنوم ، واستعماله في صور إسرافيل نوع من الكناية والتشبيه «وقد بيّنا تفصيل هذا الموضوع في ذيل الآية ٦٨ من سورة الزمر».

وعلى كلّ حال ، فمع الالتفات وملاحظة جملة «ذلك يوم الوعيد» يتّضح أنّ المراد من نفخة الصور هنا هو النفخة الثانية ويوم النشور والقيامة.

وفي الآية التالية بيان لحال الناس يوم المحشر بهذه الصورة :( وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ) .

فالسائق يسوقه نحو محكمة عدل الله ، والشهيد يشهد على أعماله! وهي كمحاكم هذا العالم إذ يسوق المأمورون المتّهمين ويأتون معهم للمحكمة ويشهد عليهم الشهود.

واحتمل بعض المفسّرين أنّ السائق هو من يسوق الصالحين نحو الجنّة والصالحين نحو جهنّم ، ولكن مع ملاحظة كلمة «الشهيد» معها يكون المعنى الأوّل وهو السوق نحو محكمة عدل الله أنسب.

ولكن من هما السائق والشهيد؟ أهما «ملكان» من الملائكة أو سواهما ، هناك تفاسير متعدّدة.

قال بعضهم : إنّ «السائق» هو الملك الذي يكتب الحسنات ، و «الشهيد» هو الملك الذي يكتب السيّئات ، فيكون المراد بهما الملكين الوارد ذكرهما في الآيات المتقدّمة.

ويستفاد من بعض الرّوايات أنّ «السائق» ملك الموت و «الشهيد» رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولكن هذه الرّواية مع ملاحظة لحن الآيات تبدو ضعيفة.

٣٣

وقال بعضهم : «السائق» الملك الذي يسوق كلّ إنسان و «الشهيد» عمل الإنسان.

كما قيل أنّ «السائق» ملك و «الشهيد» أعضاء جسم الإنسان أو صحيفة أعماله أو الكتاب الذي في عنقه.

ويحتمل أنّ السائق والشهيد ملك واحد ، وعطف اللفظين بعضهما على الآخر هو لاختلاف الوصفين ، أي أنّ مع الإنسان ملكا يسوقه إلى محكمة عدل الله ويشهد عليه أيضا.

إلّا أنّ أغلب هذه التفاسير مخالف لظاهر الآية ، وظاهر الآية كما فهم منه أغلب المفسّرين أنّ ملكين يأتيان مع كلّ إنسان ، فواحد يسوقه والآخر يشهد على أعماله.

ومن الواضح أنّ شهادة بعض الملائكة لا تنفي وجود شهادة اخرى لبعض الشهود في يوم القيامة ، الشهود الذين هم من قبيل الأنبياء وأعضاء البدن ، وصحائف الأعمال والزمان والمكان الذين وقع عمل الإنسان فيهما أو أثم فيهما.

وعلى كلّ حال فالملك الأوّل يمنع الإنسان عن الفرار ، والملك الثاني يمنع عن الإنكار ، وهكذا فإنّ كلّ إنسان في ذلك اليوم مبتلى بأعماله ولا مفرّ له من جزاء أعماله أبدا.

وهنا يخاطب المجرمون أو جميع الناس (فردا فردا) فيقال :( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) .

أجل ، إنّ أستار عالم المادّة من الآمال والعلاقة بالدنيا والأولاد والمرأة والأنانية والغرور والعصبية والجهل والعناد وحبّ الذات لم تكن تسمح أن تنظر إلى هذا اليوم مع وضوح دلائل المعاد والنشور ، فهذا اليوم ينفض عنك غبار الغفلة ، وتماط عنك حجب الجهل والتعصّب واللجاجة ، وتنشقّ أستار الشهوات والآمال ، وما كان مستورا وراء حجاب الغيب يبدو ظاهرا اليوم ، لأنّ هذا اليوم يوم البروز

٣٤

ويوم الشهود ويوم تبلى السرائر!

ولذلك فقد وجدت عينا حادّة البصر ويمكن أن تدرك جميع الحقائق بصورة جيّدة.

أجل ، إنّ وجه الحقيقة لم يكن مخفيا ولا لثام على جمال الحبيب ، ولكن ينبغي أن ينفض غبار الطريق ليمكن رؤيته.

إلّا أنّ الغرق في بحر الطبيعة والابتلاء بأنواع الحجب لا يسمحان للإنسان أن يرى الحقائق بصورة واضحة ، لكنّه في يوم القيامة حيث تنقطع كلّ هذه العلائق فمن البديهي أن يحصل للإنسان إدراك جديد ونظرة ثاقبة ، وأساسا فإنّ يوم القيامة يوم الظهور وبروز الحقائق!

حتّى في هذه الدنيا استطاع البعض تخليص أنفسهم من قبضة الأهواء واتّباع الشهوات وأن يلقوا الحجب عن عيون قلوبهم لرزقوا بصرا حديدا يرون به الحقائق ، أمّا أبناء الدنيا فمحرومين منه.

وينبغي الالتفات إلى أنّ الحديد نوع من المعدن كما يطلق على السيف والمدية ، ثمّ توسّعوا فيه فأطلقوه على حدّة البصر وحدّة الذكاء ، ومن هنا يظهر أنّ المراد بالبصر ليس العين الحقيقية الظاهرة ، بل بصر العقل والقلب.

يقول الإمام عليعليه‌السلام في أولياء الله في أرضه : «هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استعوره المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه»(١) .

* * *

__________________

(١) نهج البلاغة ـ الكلمات القصار ـ الكلمة ١٤٧.

٣٥

بحوث

١ ـ حقيقة الموت

يتصوّر أغلب الناس أنّ الموت أمر عدمي ومعناه الفناء ، إلّا أنّ هذه النظرة لا تنسجم مع ما ورد في القرآن المجيد وما تدلّ عليه الدلائل العقلية ولا توافقها أبدا.

فالموت في نظر القرآن أمر وجودي ، وهو انتقال وعبور من عالم إلى آخر ، ولذلك عبّر عن الموت في كثير من الآيات بـ «توفّي» ويعني تسلّم الروح واستعادتها من الجسد بواسطة الملائكة.

والتعبير في الآيات المتقدّمة( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ) هو إشارة إلى هذا المعنى(١) أيضا ، وقد جاء في بعض الآيات التعبير عن الموت بالخلق :( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ ) (الملك ـ ٢).

وهناك تعبيرات متعدّدة عن حقيقة الموت في الرّوايات الإسلامية ، ففي رواية أنّ الإمام علي بن الحسين سئل : ما الموت؟ فقال :عليه‌السلام : «للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفكّ قيود وأغلال ثقيلة والاستبدال بأفخر ثياب وأطيبها روائح وأوطئ المراكب وآنس المنازل وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها وأوحش المنازل وأعظم العذاب».

وسئل الإمام محمّد بن عليّعليه‌السلام السؤال الآنف ذاته فقال : «هو النوم الذي يأتيكم كلّ ليلة إلّا أنّه طويل مدّته لا ينتبه منه إلّا يوم القيامة»(٢) .

وقد قلنا في المباحث المتعلّقة بالبرزخ أنّ حالات الأشخاص متفاوتة في البرزخ ، فبعضهم كأنّهم يغطّون في نوم عميق ، وبعضهم «كالشهداء في سبيل الله

__________________

(١) في المراد من الباء في كلمة بالحقّ هناك احتمالات عديدة ، فمنهم قال معناه التعدية والحقّ معناه الموت ، ويكون معنى الجملة إنّ سكرات الموت لها واقعية أي أنّ السكرات تصحب معها الموت ، وقيل أنّ الباء للملابسة ، أي أنّ سكرات الموت تأتي مع الحقّ.

(٢) بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ١٥٥ [ويظهر أنّ المراد من الإمام محمّد بن علي هو الإمام التاسع محمّد الجوادعليه‌السلام ].

٣٦

والمؤمنين الراسخين» ينعّمون بأنواع النعم بينما يعذّب الأشقياء والجبابرة بعذاب الله الأليم!

وقد بيّن الإمام الحسينعليه‌السلام لأصحابه حقيقة الموت يوم عاشوراء عند اشتداد المأزق والقتال بتعبير لطيف بليغ فقال : «صبرا بني الكرام ، فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة ، والنعم الدائمة ، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر وما هو لأعدائكم إلّا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب إنّ أبي حدّثني عن رسول الله إنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم»(١) .

ونقرأ في حديث آخر أنّ الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام دخل على رجل يعاني سكرات الموت ولم يكلّم أحدا ، فسأل الحاضرون الإمام موسى بن جعفر : يا بن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف هو حال صاحبنا؟

فقالعليه‌السلام : «الموت هو المصفاة يصفّي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفّارة آخر وزر بقي عليهم ويصفّي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذّة أو راحة تلحقهم وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم ، وأمّا صاحبكم هذا فقد نخل من الذنوب نخلا وصفّي من الآثام تصفية وخلص حتّى نقي كما ينقّى الثوب من الوسخ وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد»(٢) .

٢ ـ سكرات الموت

كان الكلام في الآيات الآنفة على سكرات الموت ، وقلنا أنّ «السكرات» جمع سكرة ، ومعناها الحالة التي تشبه حالة الثمل على أثر اشتداد حالة الإنسان اضطرب منها فيرى سكرا وليس بسكر!

صحيح أنّ الموت هو للمؤمنين بداية انتقال إلى عالم أوسع مليء بمواهب

__________________

(١) معاني الأخبار ص ٢٨٩ باب معنى الموت الحديث ٣.

(٢) المصدر السابق.

٣٧

الله ، إلّا أنّه مع ذلك فإنّ هذه الحالة الانتقالية ليست سهلة لأي إنسان ، لأنّ روحه تطبّعت مع البدن سنين طوالا وارتبطت به.

ولذلك فإنّه حين يسأل الإمام الصادقعليه‌السلام عن سبب اضطراب الجسد حين خروج الروح منه يجيب : لأنّه نما عليها البدن(١) .

وهذا يشبه تماما حالة قلع السنّ الفاسد من اللثّة ، فإنّه عند قلعه يحسّ الإنسان بالألم إلّا أنّه يشعر بالراحة بعدئذ.

ونقرأ في الرّوايات الإسلامية أنّ الإنسان يستوحش من ثلاثة أيّام ، يوم يولد فيه فيرى هذا العالم الذي لم يعرفه ، ويوم يموت ويرى عالم ما بعد الموت ، ويوم القرآن يقول في شأن يحيى بن زكريا :( وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) (٢) ويحكى على لسان عيسى بن مريم مثل هذا الكلام ، فهذان النبيّان مشمولان بعناية الله في هذه الأيّام الثلاثة!.

وبالطبع فإنّه من المسلّم به أنّ المرتبطين بهذه الدنيا يكون انتقالهم منها أصعب وقطع القلوب منها أشدّ ، كما أنّ الآثمين وأصحاب الذنوب تكون عليهم سكرات الموت أكثر ألما ومرارة!.

٣ ـ الموت حقّ

ليست الآيات محلّ البحث وحدها تتحدّث عن الموت بأنّه حقّ ، بل هناك آيات كثيرة في القرآن تصرّح بأنّ الموت حقّ ويقين ، إذ نقرأ في الآية (٩٩) من

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ١٥٦.

(٢) المصدر نفسه مع شيء من التلخيص : نقرأ في سورة مريم الآية ١٥ في شأن يحيى :( وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) كما نقرأ في شأن عيسى بن مريم في السورة ذاتها( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) .

٣٨

سورة الحجر( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) . وفي الآية (٤٧) من سورة المدثر نقرأ ما يشبه هذا التعبير أيضا.

كلّ ذلك لأنّ الإنسان إذا أنكر كلّ شيء فليس بوسعه أن ينكر أنّ الموت حقّ وأنّه لا بدّ أن يطرق بابه ، فالموت يطرق أبواب الجميع ويأخذهم معه أخيرا.

والالتفات ـ إلى حقيقة الموت ـ يعدّ إنذارا لجميع الناس ليفكّروا أكثر وأحسن ويعرفوا طريقهم المقدمين عليه وما هو أمامهم ويستعدّوا له!

الطريف أنّنا نقرأ في بعض الرّوايات أنّ رجلا جاء إلى عمر فقال : إنّي أحبّ الفتنة وأكره الحقّ وأشهد على ما لم أره ، فأمر عمر به فحبس ، فبلغ ذلك علياعليه‌السلام فقال : يا عمر إنّ حبسه ظلم وقد أثمت على ذلك. فقال : ولم؟ فقال علي : إنّه ـ يحبّ أمواله وأولاده وقد قال الله عنهما في بعض آياته أنّهما فتنة( إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (١) ويكره الموت والقرآن يعبّر عنه بأنّه حقّ( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ) (٢) ويشهد بوحدانية الله وهو لم يره. فقال عمر : لو لا علي لهلك عمر(٣) .

* * *

__________________

(١) التغابن ، الآية ١٥.

(٢) سورة ق ، الآية ١٩.

(٣) تفسير روح البيان ، ج ٩ ، ص ١١٨.

٣٩

الآيات

( وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (٢٦) قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨) ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠) )

التّفسير

قرناء الإنسان من الملائكة والشياطين :

مرّة اخرى ترتسم في هذه الآيات صورة اخرى عن المعاد ، صورة مثيرة مذهلة حيث أنّ الملك ـ قرين الإنسان ـ يبيّن محكومية الإنسان بين الملأ ويصدر حكم الله لمعاقبته وجزائه.

تقول الآية الاولى من هذه الآيات : يقول صاحبه وقرينه هذا كتاب أعمال

٤٠

يقولها أو كلمة يكتبها ، وربما كان علمه بالتفاصيل دعاه الى هذا الخضوع المطلق حتى يؤمن على حياته من الاغتيال.

فالوجوه الآنفة توحي بأن المؤلّف كان من اسرة شيعية إمامية المذهب ، وأنه تعاطف مع الفاطميّين فكتب لهم ما يرغبون إشاعته في المجتمع ، ولم يتعدّ رغباتهم قيد أنملة ، وأنه قد أفرط في الاحتماء بالتقية التي كان يعيها بأساليبها وعيا كاملا كما يظهر من مقدمة كتابه « الهمّة » فقد وقف على كتاب كتب لأحد الملوك فاستحسنه غاية الاستحسان « وعلى حرف من ذلك الكتاب دلّ على أن مؤلّفه كان من أهل الولاية وأنه كان مكرها مجبورا في صحبة من صحبه من ملوك الأرض »(١) .

والمؤلّف النعمان ترك حروفا في كتبه تدلّ على ذلك.

مؤلّفاته :

لم يقتصر نشاط المؤلّف الفكري على جانب واحد ، بل ساهم في مختلف فروع المعرفة التي أغنت المكتبة الفاطمية من الفقه والعقيدة والتأويل والتأريخ والوعظ.

قال ابن زولاق ( ت / ٣٨٧ هـ ) : « ألف لأهل البيت من الكتب آلاف الأوراق بأحسن تأليف وأملح سجع »(٢) .

وزاد مصطفى غالب الاسماعيلي المعاصر : « وتمتاز مؤلّفات القاضي النعمان بعدم الإغراق والتأويل التي تتسم به كتب الدعاة الاسماعيلية التي وضعوها في أدوار الستر »(٣) .

__________________

(١) الهمّة : ص ٣٣.

(٢) وفيات الأعيان : ٥ / ٤١٦.

(٣) أعلام الاسماعيلية : ص ٥٩٤.

٤١

وقد استقصى المستشرق ايفانوف له ٤٥ كتابا ورسالة من دون اشارة الى أماكن وجودها في كتابه « دليل الأدب الاسماعيلي » ص ٣٧ ـ ٤٠.

وذكر الكاتب الاسماعيلي پونا والا ٦٢ كتابا من تأليفات النعمان في كتابه « مصادر الأدب الاسماعيلي » ص ٥١ ـ ٦٨. ونحن نذكر في الثبت التالي ما ذكراه مقتصرين على الكتب المطبوعة والمذكورة أماكن وجودها في المكتبات مع مراعات الملاحظات التالية.

فنذكر أولا تاريخ النسخة بالتاريخ الهجري ، ثم اسم المكتبة ، ثم رقم النسخة ـ إن وجدت ـ وبعد ذلك رمز المصدر الذي نقلنا وصف النسخة عنه وهي :

م : المكتبة.

سزكين : تاريخ المصادر العربية لفؤاد سزكين / لندن ١٩٦٧ م.

پونا : مصادر الادب الاسماعيلي تأليف اسماعيل پونا والا / كاليفورنيا ١٩٧٧ م ، ويمتاز هذا الفهرس بالاشارة الى مكتبات اسماعيلية خاصة في الهند.

المعهد : فهرس المخطوطات العربية في مكتبة معهد الدراسات الاسماعيلية ، تأليف آدم غسك ، المجلّد الأول / لندن ١٩٨٤ م.

وإليك مؤلّفاته حسب حروف التهجّي.

١ ـ الأخبار :

عدّه ابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) من مؤلّفات النعمان ، وقال عنه المؤلّف في كتابه « الاقتصار » : « ثم جرّدت منه [ الايضاح ] كتاب الأخبار ، أخبرت فيه عمّا أجمع الرواة عليه واختلفوا فيه من اصول الفتيا ، وقرّبت معانيه بطرح عامّة الفروع والأسانيد والحجج ، فاجتمع نحو ثلاثمائة ورقة(١) .

فما ذكره شيخنا العلاّمة ( ت / ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة من أنه مختصر

__________________

(١) الاقتصار : ص ١٠.

٤٢

الدعائم ، إنما هو مجرّد ظنّ. وأضاف شيخنا العلاّمة ـرحمه‌الله ـ : « وهذا الكتاب اختصره العلاّمة الكراجكي ( ت / ٤٤٩ هـ ) وسمّاه « الاختيار من الأخبار » وفي فهرس الكراجكي أن كتاب الأخبار هذا يجري مجرى اختصار الدعائم ، وعليه فاختيار الكراجكي منه اختصار لاختصاره »(١) .

ولم تقف يد التتبّع على نسخة من اختصار الكراجكي ، ووصفه الكاتب پونا والا بأنه : « في سبعة فصول هي الطهارة والوضوء [ ؟ ] ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والحجّ ، والجهاد »(٢) .

وذكر من نسخه : ما بتاريخ ١٣١٠ هـ في مكتبة الوكيلي بالهند ، وبتاريخ ١٣١١ هـ في م ـ كيخا والا بالهند ، وبتاريخ ١٣٢٠ هـ في م ـ قربان حسين بالهند ـ المجلّد الأول فقط.

٢ ـ اختلاف اصول المذاهب :

ذكرة المؤلّف في مواضع من كتبه منها ص ٥١ من هذا الكتاب. واشار إليه كلّ من ابن شهر اشوب ( ت / ٥٨٨ هـ ) وابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) واليافعي ( ت / ٧٦٨ هـ ) ووصفه بأنه « ينتصر فيه لأهل البيت » ، وابن حجر ( ت / ٨٥٢ هـ ) وقال : « يردّ فيه على الائمة الأطهار وينتصر للإسماعيلية »(٣) .

ووصفه مجدوع الاسماعيلي ( ق / ١٢ هـ ) بقوله : « وأول ذكره ذكر علّة الاختلاف في حجّة قول المخالفين وهو كتاب عجيب بليغ كاف فيما بنى عليه ، استوعب فيه دلائل كلّ منهم ، وذكر جميع ما قالوه في دعواهم جملة ، ثمّ الردّ عليهم في ذلك تفصيلا »(٤) .

__________________

(١) الذريعة : ١ / ٣١٠.

(٢) مصادر الأدب الاسماعيلي : ص ٥٣.

(٣) لسان الميزان : ٦ / ١٦٧.

(٤) فهرس مجدوع : ص ٩٧.

٤٣

وقد أصاب شيخنا العلاّمة ـرحمه‌الله ـ في كون المراد به كتاب اختلاف الفقهاء الذي ذكره ابن خلكان(١) .

وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق الكاتب الاسماعيلي مصطفى غالب في بيروت عام ١٣٩٣ هـ / ١٩١٣ م اعتمادا على نسخة غير مؤرخة بخط محمد مباركبوري من الجمعية الاسماعيلية في باكستان برقم ٤٩٠ ، وأخرى بتاريخ ٣٢٣ هـ بخط الشيخ حسن علي البدخشاني في ١٣٥ صفحة.

( نسخ الكتاب ) : نسخة بتاريخ ١٢٠٩ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ٢٥٦ في ٣٥٧ صفحة ، واخرى بتاريخ ١٢٧٩ هـ في م ـ قيوم ، واخرى بتاريخ ١٢٨٣ هـ في م ـ قربان(٢) .

٣ ـ الارجوزة المختارة :

قال مجدوع تحت عنوان « القصيدة المختارة » : إنها في الاحتجاجات في إثبات حقّ أمير المؤمنين وأولاده وتسلسل الامامة فيهم واحدا بعد واحد الى الامام المهدي(٣) .

وقال شيخنا العلاّمة : « إنها في العقائد وانها غير المنتخبة »(٤) .

ووصفها پونا والا بأنها في العقائد وأنه حقّقها على سبع نسخ وطبع في كندا في ١٩٧٠ م ـ ولم أقف على النسخة بعد ـ.

ومن نسخ الكتاب : نسخة بتاريخ ١٢٣١ في م ـ قيوم ، ونسختان بتاريخ ١٢٩٢ في م ـ الوكيلي.

__________________

(١) الذريعة : ١ / ٣٦٠.

(٢) فهرس پونا والا.

(٣) الفهرس : ص ٨٢.

(٤) الذريعة : ١٧ / ٢٩.

٤٤

٤ ـ أساس التأويل :

وصفه مجدوع بقوله : « والموجود كتاب الولاية الذي جمع فيه تأويل ما أتى في ظاهر قصص الأنبياء ممّن وردت أسماؤهم في كتاب الله الحميد الى ذكر وصيّ نبيّنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقتاله لأهل البصرة وفيه من الفوائد والمعارف »(١) .

وقد طبع بتحقيق الكاتب الاسماعيلي عارف تامر ببيروت سنة ١٩٦٠ م اعتمادا على نسختين إحداهما في السلمية والاخرى في افريقيا وذلك في ٤١٩ صفحة.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة بتاريخ سنه ١١٥٧ في م ـ فيضي ، واخرى بتاريخ ١٢٦٢ هـ ، وأيضا بتاريخ ١٣٤٧ هـ [ كما في سزكين ] ، واخرى بتاريخ ١٢٢٨ في م ـ قيوم ، واخرى بتاريخ ١٣٢٥ في م ـ الوكيلي ، واخرى بتاريخ ١٣٢٩ في كيخا [ كما في فهرس پونا ] وهناك نسخ غير مؤرخة في جامعة لندن برقم ٢٥٧٣٤ ، والقاهرة برقم ٢٤٣٤٦ [ سزكين ].

٥ ـ افتتاح الدعوة وإنشاء الدولة :

ألّفه ستة ٣٤٦ هـ ، ذكره ابن شهر اشوب ( ت / ٨٨ هـ ) بعنوان : الدولة(٢) ، وابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) بعنوان « ابتداء الدعوة للعبيديّين »(٣) ، وتبعه شيخنا العلاّمة(٤) [ الذريعة ١ ـ ٦٠١ ] ، ووصفه مجدوع بقوله : « في ذكر أمر الدعوة بأرض المغرب إلى المهدي ، بدأ فيه بذكر ابتداء الدعوة باليمن ، والقائم

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١٣٤.

(٢) معالم العلماء : ص ١٢٦.

(٣) وفيات الأعيان : ٥ / ٤١٦.

(٤) الذريعة : ١ / ٦٠١.

٤٥

[ بها ] وهو أبو القاسم الحسن بن فرج بن حوشب الكوفي من أولاد مسلم بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام »(١) .

وقد طبع الكتاب أولا بتحقيق وداد القاضي ببيروت ١٩٧٠ بعنوان « رسالة افتتاح الدعوة » وثانيا بتحقيق فرحات الدشراوي في تونس سنة ١٩٧٥ م بعنوان « كتاب افتتاح الدعوة ».

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة بتاريخ ١٢٢٨ هـ في م ـ قيوم ، وبتاريخ ١٢٧٧ و ١٢٩٢ هـ في م ـ كيخا ، و ١٢٦٢ و ١٣١٧ و ١٣٢٦ في م ـ قربان ، و ١٣١٥ في م ـ الهمدانيّة متحف دار الكتب ، ونسخة غير مؤرخة في م ـ العهد الاسماعيلي / لندن برقم ٧٩ ، ونسخة مؤرخة ١٣٥٠ هـ برقم ٢٥٤ ونسختان غير مؤرختان(٢) .

٦ ـ الاقتصار :

ذكره ابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) وقد وصفه المؤلّف قائلا : « ثم رأيت وبالله توفيقي أن أقتصر على الثابت ممّا أجمعوا عليه واختلفوا فيه بمجمل من القول لتقريبه وتخفيفه وتسهيله ، فجمعت ذلك في هذا الكتاب وسمّيته الاقتصار وفيه إن شاء الله لمن اقتصر عليه كفاية »(٣) .

وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق محمد وحيد ميرزا بدمشق عام ١٩٥٧ م ضمن منشورات المعهد الفرنسي للدراسات العربية اعتمادا على ثلاث نسخ بتواريخ ١٠٧٩ و ١٢٥٦ و ١٣٢٣.

( نسخ الكتاب ) : نسخ بتواريخ ١٣٠٤ و ١٢٦٧ و ١٣١٢ و ١٣٣٨ في م ـ كيخا ، وبتاريخ ١٣٢٨ في م ـ نجم الدين ، وبتاريخ ١٢٥٥ و ١٢٦٧ في م ـ

__________________

(١) الفهرس : ص ٦٧.

(٢) فهرس المعهد.

(٣) الاقتصار : ص ١٠.

٤٦

قيوم ، وبتاريخ ١٣٤٦ في م ـ قربان ، وبتواريخ ١٣٥٧ و ١٣٢٣ في م ـ الوكيلي [ كما في فهرس پونا ] وبتاريخ ١٣٢٧ هـ في م ـ المعهد الاسماعيلي / لندن برقم ٨٥٦ ، واخرى بتاريخ ١٣٢٨ هـ برقم ٢٥٧ ، وبتاريخ ١٣٣٠ هـ برقم ٧١٥ بخط عبد الرسول بن حبيب كل بن ملا [ كما في فهرس المعهد ].

٧ ـ الايضاح :

أشار إليه المؤلّف في مواضع ، منها ص ٨١ وذكره ابن شهر اشوب ( ت / ٥٨٨ هـ ) ووصفه المؤلّف في مقدّمة الاقتصار بقوله : « فرأيت جمعه [ ما أجمع عليه رواة أهل البيت ] وتصنيفه وبسطه وتأليفه على ما أدّته الرواة في كتاب سمّيته الايضاح ، اوضحت فيه مسائله [ الفقه ] وبسطت أبوابه وذكرت ما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه على ما أدّاه الرواة إلينا لم أعدّ قولهم وثبّت الثابت من ذلك بالدلائل والبراهين فبلغ زهاء ثلاثة آلاف ورقة »(١) .

قال پونا والا : « إنه في ١٢٠ جزء وإنه مفقود تماما ما عدى قطعة صغيرة في فضل الصلاة ، وإنه ألّفها في عهد الخليفة الفاطمي القائم ، وإنه أشار الى هذا في قصيدته « الارجوزة المنتخبة » بقوله :

وكنت قد جمعت عن آبائه

في الفقه ما أوعيت في استقصائه(٢)

( نسخ الكتاب ) : نسخة مؤرخة ١٢٨٤ هـ في م ـ الهمدانية في ٢٢٥ ومؤرخة ١٣١٢ في توبنجين بألمانيا [ كما في فهرس پونا ] وذكر پونا والا في ص ٦٨ نسخة من مسائل فقهية ممّا اختصره ابن كامل من الايضاح ومن مسائل الخطاب بن وسيم في مكتبة الوكيلي بالهند بتاريخ ١٣١٧ ه‍.

__________________

(١) الاقتصار : ص ١٠ ، وراجع فهرس مجدوع : ص ٣٣.

(٢) الفهرست : ص ٥٢.

٤٧

٨ ـ تأويل الشريعة :

ذكر مجدوع الاسماعيلي هذا الكتاب بدون ذكر مؤلّفه وأوله : « عن الامام المعز لدين الله فيه رشد المسترشد ونجاة المستعبد ويشبه هذا الكتاب في شأنه ومعانيه كتاب الروضة وهو صغير بجمعه مقدار ستة عشر ورقة »(١) .

وفي فهرس المعهد الاسماعيلي بلندن : إنه تأليف أبي تميم معد المعز لدين الله ( ت / ٣٦٥ هـ ) وأول النسخة : « الحمد لله الذي لم يسبقه علّة فيكون مولودا ولم يحط به حسّ ولا عقل فيكون موجودا كتاب يشتمل على تأويل الشريعة وحقائقها عن الامام المعز لدين الله »(٢) .

ويظهر أن النسخة من تأليف النعمان ، أو قطعة مستلّة من مؤلّفاته حيث جاء النقل عن المعز في بداية الكتاب وهي عادة اتخذها النعمان لنفسه ، ولم يكتب إلا بأمر المعز ، ولم ينقل إلا ما وافق عليه ، أمّا لأيّ سبب كان هذا الانقياد المطلق؟ ، فهو لأن الاسماعيلية يعتقدون بأن علم المؤلّف نابع من الينبوع ويعنون بذلك المعز المذكور أبي تميم الخليفة الفاطمي الرابع ( ت / ٣٦٥ هـ ).

( نسخ الكتاب ) : منها مؤرخة سنة ١٣٥٢ هـ في م ـ كيخا ، ومؤرخة ١٠٣٨ في م ـ قيوم ، وسنة ١٢٩٧ و ١٣٢٩ و ١٣٣٣ في م ـ الوكيلي ، ونسخة بخطّ الداعي ٣٤ في م ـ الدعوة بسورت بالهند [ كما في فهرس پونا ] ومن النسخ المنسوبة الى المعز مؤرخة بتاريخ ١٢٦٤ في المعهد الاسماعيلي بلندن بخط جيوا بن ملا فيض الله برقم ٦٧٠ ، وأيضا بتاريخ ١٣٨٤ بخط طاهر بن ميان صاحب ، واخرى غير مؤرخة برقم ٧٣٣ [ كما في فهرس المعهد ].

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١٣٩.

(٢) فهرس المعهد : ١ / ١٢٩.

٤٨

٩ ـ تربية المؤمنين بالتوقيف على حدود باطن الدين ( تأويل الدعائم ) :

وقد ألّفه النعمان في تأويل كتابه الشهير « دعائم الاسلام » ، قال مجدوع : « وسمّي به لأنه أتى في هذا الكتاب بتأويل ما في ذلك الكتاب عن ظاهر دعائم الاسلام صنّفه بعد كتابه الموسوم بأساس التأويل بأقل درجة منه في وجوه التأويل »(١) .

وجاء الاسم الكامل في نسخة مؤرخة بسنة ١٢٧٥ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ١٨ ، وقد طبع بتحقيق محمد حسن الاعظمي اعتمادا على مخطوطات خمس في القاهرة في ثلاثة أجزاء عام ١٩٦٧ م.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٣٢٦ هـ في م ـ كيخا وهي ناقصة ، واخرى بتاريخ ١٣١١ في م ـ الوكيلي [ كما في فهرس پونا ] ، واخرى بتاريخ ١٢٧٥ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ١٨ ، وأيضا بتاريخ ١٣٥٧ برقم ٢٧٤ وبتاريخ ١٢٥٢ برقم ٥٥٧ بخط إبراهيم بن ملاّ لقمان ، وأيضا بتاريخ ١٢٨٠ برقم ٥٥٨ [ كما في فهرس المعهد ] وعدّة نسخ غير مؤرخة في مكتبات متفرقة.

١٠ ـ تقويم الأحكام :

ذكره پونا والا ، وذكر له عدّة نسخ ، والمؤرخة منها في المكتبات الخاصّة الاسماعيلية بالهند هي : بتاريخ ١٠٨٣ ، في م ـ قيوم ، وبتاريخ ١١٢٠ في م ـ قربان ، وبتاريخ ١٣١١ في م ـ الوكيلي ، ونسخة الفيضي برقم ٢١٦ ، ونسخة بدار الكتب المصرية برقم ١٠٥ مصورة عن اليمن.

وأظنّه قطعة مستلّة من مؤلّفاته الاخرى.

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١٣٥.

٤٩

١١ ـ التوحيد :

نقل مجدوع عن المؤلّف في المقدمة قوله : « إن هذا الكتاب على ما قدمت ذكره في إثبات حقيقة توحيد الله ونفي التشبيه والصفات عنه لا شريك له بما جاء في ذلك من اللفظ [ كذا ] وغامض المعاني بمبلغ علمي ، وعرضت ذلك بعد أن جمعته على إمام الزمان الذي أمر بجمعه فنقّحه وصحّحه وأمرني بنشره وابتدأت فيه بذكر خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب تعرف بالوحيدة وهي قوله : الحمد لله القديم الدائم الحيّ الأحد الصمد الذي لم يزل أولا بلا توهم غاية »(١) .

والظاهر أن هذا هو الذي سمّاه ايفانوف : إثبات الحقائق في معرفة توحيد الخالق. [ الدليل الى الأدب الاسماعيلي ـ ٣٩ رقم ٧٥ ].

( نسخ الكتاب ) : منها مؤرخة بسنة ١٣٧٨ في م ـ قيوم ، وسنة ١٣١٠ في م ـ بتنبورغ / ألمانيا [ كما في فهرس پونا ] ، وسنة ١٢٦٠ في م ـ فيض / بمبئي برقم ٤٧ في ١٥٣ ورقة ، ونسخة غير مؤرخة في م ـ برلين الغربية برقم ٢٩٥٨ [ كما في سزكين ].

١٢ ـ دعائم الاسلام في مسائل الحلال والحرام والقضايا والأحكام :

وهو من أشهر مؤلّفات القاضي النعمان الفقهية ، ألّفه باسلوب جيّد في الفقه ، حيث جعله في سبعة دعائم هي الولاية والطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحجّ والجهاد ، مع أن الولاية ليست من الأبواب الفقهية وذلك استنادا الى حديث الدعائم السبع المروي عن الامام الصادقعليه‌السلام ،

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١١١.

٥٠

واهتمّ كلّ من الاسماعيلية والامامية بهذا الكتاب وإن كان عناية الاسماعيلية به أشد.

قال مجدوع : « هو آخر كلّ [ كذا ] كتاب صنّفه في علم الفقه وأجمعه للآثار والفقه والأخبار »(١) .

وقال مصطفى غالب : « أهم كتاب خالد للنعمان »(٢) .

وعن الداعي إدريس القرشي ( ت / ٨٧٢ هـ ) في سبب تأليف الكتاب أنه « حضر القاضي النعمان بن محمد وجماعة من الدعاة عند أمير المؤمنين المعز لدين الله فذكروا الأقاويل التي اخترعت والمذاهب والآراء التي افترقت بها فرق الاسلام وما اجتمعت ، وما أتت به علماؤها وابتدعت ثم ذكر لهم المعز لدين الله : اذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه وإلا فعليه لعنة الله. ونظر الى القاضي النعمان بن محمد فقال : أنت المعنيّ بذلك في هذا الأوان يا نعمان ، ثم أمره بتأليف كتاب الدعائم وأصّل له اصوله وفرّع له فروعه وأخبره بصحيح الروايات عن الطاهرين من آبائه عن رسول الله فأتمّ القاضي النعمان بن محمد تأليف هذا الكتاب على ما وصفه له أمير المؤمنين وأصّله ، وكان يعرض عليه فصلا فصلا وبابا بابا فيثبت منه ويقيم الأود ويسدّ الخلل حتى أتمه فجاء كتابا جامعا مختصرا غاية الأحكام »(٣) .

ولم يكتف الخلفاء الفاطميّون بتجليل هذا الكتاب ومدحه بل ـ كما يحكي حاجي خليفة ( ت / ١٠٦٧ هـ ) ـ « في عام ٤١٦ هـ أمر الظاهر فأخرج من بمصر من الفقهاء المالكيّين وأمر الدعاة والوعّاظ أن يعظوا من كتاب دعائم الاسلام

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ٣٤.

(٢) أعلام الاسماعيلية : ص ٥٩٤.

(٣) عن عيون الأخبار ، راجع فهرس مجدوع : ص ١٨.

٥١

وجعل لمن يحفظه مالا »(١) .

والامامية تروي هذا الكتاب برواية تختلف اختلافا فاحشا عن الرواية الاسماعيلية ، وخاصّة فيما يتعلّق بالعقيدة والمذهب ، كما تقدم في عقيدة المؤلّف ص ١١ ، ويراجع المستدرك ج ٣ ص ٣٢٢.

وقال العلاّمة المجلسي ( ت / ١١١١ هـ ) الذي يعتبر أول من ساند هذا الكتاب ، قال عنه : « قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهّمون أنه تأليف الصدوق ، وقد ظهر لنا أنه تأليف أبي حنيفة النعمان لم يرو عن الائمة بعد الصادق خوفا من الخلفاء الاسماعيلية ، وتحت ستر التقية أظهر الحقّ لمن نظر فيه متعمّقا ، وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد »(٢) .

وفي كلامه ـرحمه‌الله ـ مسامحة ، إذ لو كان المؤلّف ـ كما يقولرحمه‌الله ـ إماميا فلما ذا لم يستند الى الكتاب بشكل قطعي واكتفى بالقول بصلاحيّته للتأييد والتأكيد. فيظهر أنه ـرحمه‌الله ـ كان متردّدا في ذلك.

هذا وقد حقّق الكاتب الاسماعيلي أصغر بن علي أصغر فيضي هذا الكتاب ونشره بالقاهرة في مجلّدين سنة ١٣٧٠ هـ ـ ١٩٥١ م معتمدا على ثماني نسخ من المكتبات الاسماعيلية ، أقدمها نسخة ناقصة مؤرخة ٩٦١ هـ ، واخرى بتاريخ ١١٤١ هـ بخط لطف الله بن حبيب الله لقمان عن نسخة مؤرخة ٩٨٩ ه‍.

وذكر فيضي أنه رأى نسخة مؤرخة ٨٥٢ هـ ، ولكنه لم يذكر مكان وجودها(٣) .

( نسخ الكتاب ) : نسخة مؤرخة سنة ١٠٠٣ في م ـ الرضوية ، وبتاريخ ١٢٨٥ هـ في م ـ القزويني بكربلاء(٤) ، وبتاريخ ١٢٠٩ في م ـ القاهرة برقم

__________________

(١) كشف الظنون : ١ / ٧٥٥.

(٢) بحار الأنوار : ١ / ٣٩.

(٣) المجلة الاسيوية : ص ٢٤.

(٤) الذريعة : ٨ / ١٩٧.

٥٢

١٩٦٦٥ ب ، وبتاريخ ١٢٤٩ في م ـ فيض برقم ٤٦ و ٢٢٧ [ كما في سزكين ] ، وبتاريخ ١٢٢٢ و ١٢٦٢ في م ـ كيخا ، وبتاريخ ١٣٥٦ ( المجلّد الأول ) و ١٠٧٩ ( المجلّد الثاني ) في م ـ قيوم ، وأيضا المجلّد الأول بتاريخ ١١٥٠ و ١٣٣٢ والمجلّد الثاني بتاريخ ١١٢٦ في م ـ قربان ، والمجلّد الأول بتاريخ ١٣١٤ و ١٣١٨ و ١٣١٩ والمجلّد الثاني بتاريخ ١٣١١ و ١٣٦٠ في م ـ الوكيلي [ كما في فهرس پونا ] ، وبتاريخ ١٣٥٧ في م ـ المعهد الاسماعيلي / لندن برقم ٣٣ المجلّد الأول وبتاريخ ١٠٩٨ هـ برقم ٣٤ المجلّد الثاني ، وأيضا بتاريخ ١٣٢٤ برقم ٣٥ المجلّد الثاني بخط فدا حسين بن ملاّ حسن بهائي [ كما في فهرس المعهد ].

ورأيت نسخة في مكتبة الشيخ شير محمد الهمداني بالنجف كتبها عن نسخة مؤرخة بسنة ١٢٨٥ ، وهناك عدّة نسخ غير مؤرخة في المكتبات المذكورة وغيرها ، منها : نسخة دار الكتب المصرية برقم ١٩٦٦٥ ب ، والفاتيكان المجلّد الثاني برقم ١١٥٦.

١٣ ـ ذات البيان :

ذكره شيخنا العلاّمة ( ت / ١٣٨٩ هـ ) وقال : « ردّ فيه على ابن قتيبة »(١) وقال پونا والا : « رسالة « ذات البيان » في الردّ على ابن قتيبة وكتابه « عيون المعارف » لبعض الأحاديث المرويّة عن رسول الله ـصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ والقضايا والأحكام يظهر أن القسم الأول منه لا يزال محفوظا في مكتبة الدعوة بخط الداعي شمس الدين »(٢) .

وذكر لها ثلاث نسخ : نسخة مؤرخة ١٢٩٤ في م ـ قيوم ، ونسختين غير مؤرختين في م ـ كلّ من قربان والوكيلي بالهند.

__________________

(١) الذريعة : ١٠ / ٣.

(٢) مصادر الأدب الاسماعيلي : ص ٦٣.

٥٣

١٤ ـ الراحة والتسلّي :

وصفه ايفانوف قائلا : « كتيب صغير في سبعة فصول هي ١ ـ القدرة [ ظ ](١) والاستطاعة ٢ ـ كيفية الوحي ٣ ـ ابراز الخلق ٤ ـ الفرق بين الخالق والمخلوق ٥ ـ معرفة المحتاج الى المكان ٦ ـ معرفة ثواب العقل وعقابه ٧ ـ في معرفتك به على الكمال وانتقالك إليه.

وبالرغم من أنه نسب الى القاضي النعمان في المخطوطة فإنه مشكوك ، إذ أن اسلوبه يختلف عن اسلوب القاضي النعمان مع أنه لم يذكر في الفهرس ولا في العيون ، ويظهر أن الكتاب قديم حيث يرجع إليه في الازدهار »(٢) .

أوله : فصل الكلمة الأزلية والعلّة العلوية.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٣٣٦ هـ في م ـ فيض برقم ٣٨ في ١٤ ورقة [ كما في سزكين ] ، ونسخة غير مؤرخة في المعهد الاسماعيلي برقم ١٠٥ في ٨١ ـ ٦١ صفحة [ كما في فهرس المعهد ] ونسخة مؤرخة ١٣١٦ في م ـ قيوم ، وأخرى غير مؤرخة في م ـ كيخا والا في مدينة سورت بالهند(٣) .

١٥ ـ الرسالة المذهبية في العقائد الاسماعيلية :

وهي أولى الرسائل الخمس التي حقّقها عارف تامر في بيروت سنة ١٣٧٥ هـ / ١٩٥٦ م بعنوان خمس رسائل اسماعيلية ، وقد اعتمد في تحقيقها على ثلاث نسخ من القدموس وسلمية ومصياف ، وأصناف في المقدّمة أنه : « لم يأت أحد من الباحثين والمحقّقين على ذكر هذا الرسالة ، والظاهر أنها غير معروفة

__________________

(١) في الاصل : القوّة ـ وهو خطأ ـ.

(٢) دليل الأدب الاسماعيلي : ص ٣٩.

(٣) فهرس پونا والا : ص ٣٢٩.

٥٤

لديهم فهي من المخطوطات الاسماعيلية السورية السرّية »(١) .

١٦ ـ شرح الأخبار في فضائل الائمة الأطهار :

وسيأتي الكلام عنه تحت عنوان « هذا الكتاب ».

١٧ ـ الطهارات :

كذا ذكره شيخنا العلاّمة ( ت / ١٣٨٩ هـ )(٢) ، وقال مجدوع : « فيه ثلاث كتب : كتاب الطهارات وكتاب الصلاة وكتاب الجنائز »(٣) .

وورد في نسخة المعهد الاسماعيلي بلندن باسم كتاب الطهارة وهي غير مؤرخة في ١٨٠ صفحة برقم ٨٥٣ من خطوط القرن الثالث عشر الهجري. أوله : « الحمد لله المحمود بآلائه وأفضاله ، والصلاة على رسوله ، فقال القاضي النعمان بن محمّد ـقدس‌سره ـ : أمّا بعد فإن أوجب ما ابتدأ بعلمه والعمل به بعد معرفة الله » [ كما في الفهرس ].

وأظنّ أن هذا قطعة مستلّة من كتبه الاخرى ولعلّه الايضاح.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٣٢٩ في م ـ ورامتين ، ومؤرخة ١٣٠٧ و ١٣١٦ في م ـ الوكيلي ، ونسخ غير مؤرخة في م ـ قربان ودار الكتب المصرية مصوّرة عن اليمن ٢ ـ ٣١١ [ كما في فهرس پونا ].

١٨ ـ قصيدة في الإمام الحسين :

وردت هذه القصيدة ضمن مجموع في الاشعار في ٢١٦ صفحة من خطوط

__________________

(١) المقدّمة : ص ٩.

(٢) الذريعة : ١٥ / ١٨٣.

(٣) فهرس مجدوع : ص ١٨.

٥٥

القرن الرابع عشر في م ـ المعهد الاسماعيلي / لندن برقم ٨٥٦.

ومطلع هذه القصيدة :

وإذا رأى الحسين ما قدر به

ناشدهم بالله والقرابة

١٩ ـ المجالس والمسايرات :

ويعتبر هذا الكتاب أهم مصدر إسماعيلي في تواريخ الخلفاء الفاطميّين وخاصّة الخليفة الرابع المعز ، فقد نقل المؤلّف عنه نصوصا ذات قيمة تأريخية تلقي بعض الضوء على جوانب من حياة الفاطميّين وعقائدهم المغطّاة بستار التقية.

قال مجدوع : « وهو نصفان كلّ نصف منهما مجلّد برأسه ـ ثم نقل قول المؤلّف : ـ واذكر في هذا الكتاب ما سمعته من المعز لدين الله من حكمة وفائدة وعلم ومعرفة على مذاكرة في مجالس أو مقام أو مسايرة وما يأتي من ذلك إليّ من بلاغ أو توقيع أو مكاتبة على بادية المعنى دون اللفظ حقيقة بلا زيادة ولا نقصان »(١) .

وقد طبع هذا الكتاب طباعة محقّقة وافية باهتمام إبراهيم شبوح وآخرين في المطبعة الرسمية بتونس سنة ١٩٧٨ م ، واعتمد في تحقيقه على عدّة نسخ ملفّقة هي نسخة مؤرخة ١٣٦١ ، وأخرى مؤرخة ١٣١٥ ، ونسخة المكتبة الآصفية برقم ٢٥٩٠ / تاريخ.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٢٥٦ في م ـ الهمداني ، ومؤرخة ١٠٩٠ في م ـ قيوم ، واخرى مؤرخة ١٢٧٢ ( المجلّد الأول ) و ١٢٧٩ ( المجلّد الثاني ) في بتنونجن ، ومؤرخة ١٠١٤ و ١٣٣٢ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن رقم ٧١٢ ،

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ٥٢ ، وراجع المجالس : ص ٤٧.

٥٦

وأيضا مؤرخة ١٣٥٥ برقم ٥٤١ ، ومؤرخة ١٣٨٤ برقم ١١٩ ، ومؤرخة ١٣٥٥ برقم ٧١٣ ، ومؤرخة ١٣٥٦ برقم ٥٤٩ ، ومؤرخة ١٣٨٤ برقم ٧٣١ [ كما في فهرس المعهد ]. ونسخ غير مؤرخة في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم ٢٥٩٠ / تاريخ ، وم ـ جامعة القاهرة برقم ٢٦٠٦٠ وم ـ جامعه بيروت برقم ١٧ ـ ن ٨ ـ ٢٩٧ [ كما في فهرس پونا ].

٢٠ ـ مختصر الآثار فيما روي عن الأئمة الأطهار :

قال مجدوع : « من تصانيفه بأمر إمامه المعز لدين الله [ وهو ] نصفان كلّ نصف منها مجلّد برأسه جامع لجميع ذلك الكتاب [ الدعائم ] غير كتاب الولاية فإنه ما أتى إلا فيه »(١) ومنه يظهر أن الكتاب لا يختصّ بموضوع الدعاء بل هو مختصر الدعائم.

وقال پونا والا : أنه يحتوي على ثمانية فصول ١ ـ الرغائب في طلب العلم ٢ ـ الطهارة ٣ ـ الوضوء [؟ ] ٤ ـ الصلاة ٥ ـ الزكاة ٦ ـ الصوم ٧ ـ الحج »(٢) .

وذكره الأفندي ( ق / ١٢ هـ ) بعنوان « مختصر الآثار في الأدعية »(٣) ، ولعل ما وقف عليه الأفندي كان قطعة مستلّة من الكتاب في الأدعية.

وذكر شيخنا العلاّمة ( ت / ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة الجزء ٢٠ ص ١٧٦ تحت عنوانين هما « مختصر الآثار » و « مختصر الآثار النبوية » ممّا يوهم تعدّدهما ، ولا وجه لذلك بل هما كتاب واحد كما ذكر مجدوع.

أول هذه النسخة : « الحمد لله على ما أولى به من آلائه حمدا يقتضي المزيد من فضله ونعمائه ».

__________________

(١) فهرس مجدوع : ٣٢.

(٢) فهرس پونا والا : ص ٥٤.

(٣) رياض العلماء : ٥ : ١٧٥.

٥٧

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٣١٠ هـ في م ـ الفاتيكان ويدا برقم ١١٠٤ وهو في ١٤٩ ورقة [ كما في فهرس سزكين ] ، ومؤرخه ١٢٨٧ في م ـ كيخا ، ومؤرخة ١٢٨١ ( المجلّد الأول ) وبسنة ١٢٥١ ( المجلّد الثاني ) في م ـ قيوم ، ومؤرخة ١٢٥٠ و ١٣٥٤ ( المجلّد الأول ) في م ـ قربان ، ومؤرخة ١٣٠٦ و ١٣٤١ و ١٣٥١ ( المجلّد الأول ) في م ـ الوكيلي ، ومؤرخة ١٣٠٦ ( المجلّد الثاني ) في م ـ دار الكتب المصرية وهي مصوّرة عن اليمن [ كما في فهرس پونا ] ، ومؤرخة ١٣٥٦ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن المجلّد الاول برقم ٧١٠ ، وأيضا مؤرخة ١٣٥٨.

٢١ ـ مفاتيح النعمة :

وصفه مجدوع بأنه : « رسالة في ذكر امتحان الخلق في أنفسهم وأموالهم بقوله : «إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ »(١) .

ويظهر أنها إحدى رسائل النعمان في تفسير الآية الكريمة من القرآن الكريم السورة ٩ الآية ١١١ ، وأول النسخة كما في فهرس الاسماعيلي : « الحمد لله وليّ التوفيق اعلم أعانك الله يا أخي على طاعته وبعد فقد كان أخونا أبو الحسن البغدادي أعزّ الله ».

وذكر سزكين أنه في ٥٦ صفحة ولكن لم يذكر مكان وجوده.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة ١٢٩٤ في م ـ قيوم ، واخرى غير مؤرخة ، وثالثة مؤرخة بسنة ١٣٣٥ في م ـ الوكيلي ، واخرى غير مؤرخة(٢) ، ونسخة غير مؤرخة من القرن الرابع عشر في المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ١٠٥ في مجموعة من الاوراق ٣٠١ ـ ٢٤٥(٣) .

__________________

(١) فهرس مجدوع : ص ١٨٧.

(٢) فهرس پونا : ص ٦٦.

(٣) فهرس المعهد.

٥٨

٢٢ المناقب والمثالب :

أشار إليه المؤلّف في كتبه كثيرا وذكره ابن شهر اشوب ( ت / ٥٨٨ هـ )(١) ، وابن خلكان(٢) واليافعي ( ت / ٧٦٨ هـ )(٣) ووصفه المجلسي بقوله : « كتاب لطيف مشتمل على فوائد جليلة »(٤) .

ونقل مجدوع عن مقدّمة المؤلّف قوله : « وإننا وبالله التوفيق نبسط كتابنا هذا في إبطال دعاويهم [ بني أميّة ] وذكر أسباب عداوتهم وما جرى عليه منّا من تقدم من أسلافهم من قبل مبعث رسول الله وبعد مبعثه ووفاته »(٥) .

ثم أورد مجدوع فهرس الكتاب مبتدئا بذكر مناقب عبد مناف بن قصي وشرفه ومنتهيا بمناقب الائمة القائمين بالإمامة ومثالب المتغلّبين بأرض الأندلس من بني أميّة.

وقد أرجع إليه المؤلّف في شرح الأخبار بقوله : « فهذه نكتة قد ذكرناه ـ كما شرطنا ـ مختصرة في مثالب معاوية وبني أميّة ، وقد ذكرنا تمام القول في ذلك في كتاب « المناقب والمثالب » فمن أراد استقصاء ذلك نظر فيه »(٦) .

ووصفه السيّد حسن الصدر ( ت / ١٣٥٤ هـ ) : « انه يزيد على عشرين كرّاسا »(٧) .

وقد رأيت نسخة كاملة من هذا الكتاب في مكتبة الشيخ شير محمد الهمداني الجورقاني ( المولود سنه ١٣٠٢ هـ ، والمتوفّى سنة ١٣٩٠ هـ في النجف الأشرف ) ، وكان ـرحمه‌الله ـ أشهر من رأيت على استنساخ تراث الشيعة

__________________

(١) معالم العلماء : ص ١٢٢.

(٢) وفيات الأعيان : ٥ / ٤١٦.

(٣) مرآة الجنان : ٢ / ٣٨٠.

(٤) بحار الأنوار : ١ / ٣٩.

(٥) فهرس مجدوع : ص ٦٥.

(٦) شرح الأخبار : ص ١٣٥.

(٧) الذريعة : ٢٢ / ٣٣٦.

٥٩

ومقابلته مع النسخ المختلفة المتيسّرة عنده ، وقد انتهى من نسخته ـرحمه‌الله ـ في شوّال سنة ١٣٧٠ هـ عن نسخة وصفها بأنها جيّدة عتيقة إلا أوراقا من أوائلها ، وقد ذكرته في الصيانة ، فراجع.

( نسخ الكتاب ) : منها نسخة مؤرخة سنة ٨٥٢ في م ـ طلعت بدار الكتب رقم ٢٠٦٨ / تاريخ وهي في ١٢٤ ورقة ، ومؤرخة ١١٢٨ في م ـ فيض برقم ٣٦ في ٢٧٤ ورقة ، ومؤرخة ١٢٤٤ برقم ٣٧ في ١١٧ ورقة [ كما في سزكين ] ، ومؤرخة ١٢٥٦ في م ـ كيخا ، ومؤرخة ١٣٣٢ في م ـ قيوم ، ومؤرخة ١٢٦٦ و ١٣١٤ في م ـ الوكيلي [ كما في فهرس پونا ] ومؤرخة ١٢٣٢ في م ـ المعهد الاسماعيلي بلندن برقم ٥٤٣ ، وأيضا مؤرخة ١٣٠٠ برقم ٥٤٥ ، وأيضا مؤرخة ١٣٤٨ برقم ٥٤٤ [ كما في فهرس المعهد ] وعدة نسخ غير مؤرخة في م ـ السماوي بالنجف مصوّرة في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم ١١٥٤٨ [ كما في سزكين ] ، وذكر في الذريعة ج ٢٢ ص ٣٣٦ نسخا في مكتبات الميرزا أحمد الطهراني ، وعيسى أفندي جميل زاده ، وعبد الشاكر أفندي الآلوسي ، والشيخ علي كاشف الغطاء.

٢٣ ـ المنتخبة :

هي قصيدة فقهية سمّاها « المنتخبة » لأنه انتخبها لمن أراد حفظها كما قال : « وقد نظمته [ الاقتصار ] موزونا رجزا مزدوجا في قصيدة سمّيتها « المنتخبة » انتخبتها لمن أراد حفظها ، والله يعين على العلم من هداه لطلبه »(١) .

ولكونه قصيدة على الرجز سمّاها بعضهم بالقصيدة المنتخبة أو الارجوزة المنتخبة ، وقد أحسن ابن خلكان ( ت / ٦٨١ هـ ) وصفها حيث قال : « وله

__________________

(١) الاقتصار : ص ١٠.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502