شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار الجزء ٢

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار9%

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 610

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 610 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 64094 / تحميل: 6290
الحجم الحجم الحجم
شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

نادى منادي أهل الشام بصفين أصحاب عليعليه‌السلام ـ وهم ما لم يحص عددهم يومئذ كثرة ـ : ادفعوا إلينا قتلة عثمان.

فقال أصحاب عليعليه‌السلام ـ عن آخرهم بلسان واحد ـ : كلنا قتلة عثمان.

أفكان يمكنه دفعهم كلهم الى أهل الشام ، فيقتلونهم؟ أو أن يقول لأهل الشام : هم مصيبون في قتلهم إياه؟ وليس كل من قال قولا بما لا يجب له يجب جوابه عليه ، ولو كان ذلك لوجب على كل سامع يسمع ـ محالا من الكلام ـ أن يجيب عنه ، أو يحتج على قائليه.

[ من يطالب بالدم؟ ]

والطلب بالحقوق إنما يكون لأهلها عند إمام المسلمين ، وذلك ممّا أجمعوا عليه ، وعلى أن علياعليه‌السلام إمامهم يومئذ ، وليس من أهل الشام ، ولا من غيرهم من يستحق القيام بدم عثمان ، ولا طلب ذلك أحد ممن يستحقه عند عليعليه‌السلام فيحكم له فيه بما يوجب الحق له عنده.

ولكن الذين قاموا عليه ، ونكثوا بيعته ، وقعدوا أمره جعلوا ذلك سببا يستدعون به الجهال الى القيام معهم لما أرادوه التغلب على ظاهر أمر الدنيا(١) ، والتوثب على أولياء الله.

وسنذكر جميع ما احتجوا به ، وأوهموا أهل الضعف من العوام أنهم على حق من أجله. ونقض ذلك وبيان فساده إن شاء الله.

__________________

(١) كما سيأتي أن معاوية اعتذر لابنة عثمان عند ما طلبت منه الثأر لأبيها ، وقد كان دم عثمان سلاحه ووسيلته لاشعال الحروب وقتل المسلمين في الأمس.

٨١

[ المتخلّفون عن أمير المؤمنين ]

فأما المتخلفون عن الجهاد مع علي صلوات الله عليه ، وقتال من نكث بيعته ، ومن حاربه وناصبه ، فإنه تخلف عنه في ذلك من المعروفين من الصحابة :

سعد بن أبي وقاص ، وكان أحد الستة الذين سماهم عمر للشورى. وعبد الله بن عمر بن الخطاب. ومحمّد بن سلمة.

[ المرجئة ]

واقتدى بهم جماعة ، فقعدوا بقعودهم عنه ، ولم يشهدوا شيئا من حروبه معه ، ولا مع من حاربه هذه الفرقة هم أصل ـ المرجئة ـ وبهم اقتدوا ، وذهب الى ذلك من رأيهم(١) جماعة من الناس ، وصوبوهم فيه ، وذهبوا الى ما ذهبوا إليه ، فقالوا في الفريقين ـ في عليعليه‌السلام ، ومن قاتل معه ، وفي الذين حاربوه وناصبوه ـ ومن قتل من الفريقين إنهم يخافون عليهم العذاب ، ويرجون لهم الخلاص والثواب ، ولم يقطعوا عليهم بغير ذلك ، وتخلفوا عنهم.

والإرجاء : في اللغة التأخير. فسموا : مرجئة لتأخيرهم القول فيهم ،

__________________

(١) كذا في جميع النسخ.

٨٢

وتأخرهم عنهم ، ولم يقطعوا عليهم بثواب ولا عقاب لأنهم زعموا [ انهم ] كلهم موحدون ، ولا عذاب عندهم على من قال : لا إله إلاّ الله ، فقدموا المقال وأخروا الأعمال ، فكان هذا أصل الارجاء.

ثم تفرق أهله فرقا الى اليوم يزيدون على ذلك من القول وينقصون.

ورووا في الوقوف الذي وقفه من تقدم ذكرهم عن عليعليه‌السلام ، وعن الذين حاربوه ، وما ذكرناه عن أبي موسى الأشعري مما رواه أهل الكوفة ، لما أتاهم الحسنعليه‌السلام وعمار بن ياسررضي‌الله‌عنه برسالة علي صلوات الله عليه ليستنفرهم ، فلما قرأ كتابهعليه‌السلام على جماعتهم قام أبو موسى الأشعري ، فقال : أما إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنه سيكون من بعدي فتنة ، القائم فيها خير من الساعي ، والجالس خير من القائم ، فاقطعوا أوتار قسيكم ، واغمدوا سيوفكم ، وكونوا أحلاس بيوتكم.

فقال عمار بن ياسررضي‌الله‌عنه : تلك التي تكون أنت منها ، أما والله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد لعنك.

فقال أبو موسى : كان ذلك ، ولكنه استغفر لي.

فقال عمار : اللعنة فقد سمعتها ، وأما الاستغفار فلم أسمعه. وقال عمّار رضوان الله عليه : أشهد لقد أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن أقاتل مع علي الناكثين والقاسطين.

فتعلق أهل الارجاء بالحديث الذي رواه أبو موسى ، وقد أجابه عماررضي‌الله‌عنه بجملة تفسيره بقوله : تلك التي تكون أنت منها ، يعني : من أهل الفتنة التي نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن القيام مع أهلها.

وأهل الفتنة هم أهل البغي ، وأهل التخلف عن الجهاد ، وقد أبان الله عزّ وجلّ ذلك فيما أنزله في الذين سألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٨٣

الإذن في التخلف عن الجهاد معه ، فقال جلّ من قائل :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ) (١) .

[ جهاد أهل البغي ]

وقتل أهل البغي جهاد ، وقد أمر الله عزّ وجلّ به في كتابه وافترضه على المؤمنين من عباده كما افترض عليهم قتال المشركين بقوله تعالى :( فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ ) (٢) ، والفتنة إلى أمره الدخول في طاعة من أوجب عزّ وجلّ طاعته ، ولو كان القعود واجبا عن كل مفتون ، وقائم بفتنته لسقط فرض جهاد أهل البغي ، وهذا أوضح وأبين من أن يحتاج الى بيانه لما فيه من نصّ القرآن ، فمن قعد عن الخروج مع عليعليه‌السلام وعن محاربة من حاربه معه لغير عذر يوجب ذلك فقد خالف أمر الله عزّ وجلّ ، وترك فرضه الذي افترضه على المؤمنين من عباده من جهاد أهل البغي ، وليس ذلك ممّا يلزم جميع الناس أن يخرجوا فيه ، ولا في جهاد المشركين ، إذا قامت به طائفة منهم لقول الله عزّ وجلّ( وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ ) (٣) .

وأما قوله جلّ من قائل :( انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً ) (٤) . وقوله تعالى :( وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ) (٥) . فهو إذا دهم المسلمين من عدوهم ما يحتاجون فيه الى ذلك ، وهذا قول أهل البيت صلوات الله

__________________

(١) التوبة : ٤٩.

(٢) الحجرات : ٩.

(٣) التوبة : ١٢٢.

(٤) التوبة : ٤١.

(٥) التوبة : ٣٦.

٨٤

عليهم ، وجملة المنسوبين الى الفتيا من العوام ولو لا ذلك لهلك كل من لم يجاهد في سبيل الله وكذلك من له عذر لم يطق الجهاد معه فلا شيء عليه في التخلف عنه إذا صدقت نيته. ومن ذلك ما روي :

[٤٤٣] عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال لأصحابه ، وقد انصرف من غزاة ـ : إن بالمدينة قوما ما قطعتم واديا ، ولا شهدتم مشهدا إلا وهم معكم فيه.

قالوا : من هم يا رسول الله؟ قال : قوم قعد بهم العذر ، وصدقت نياتهم.

وقد بيّن الله عزّ وجلّ هذا في كتابه فقال جلّ من قائل :( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ ) (١) . فقد يكون لمن تخلف عن علي صلوات الله عليه من الصحابة الذين اقتدى بهم غيرهم بتخلفهم عنه ، وجعلوا ذلك حجة لما ذهبوا إليه عذر في التخلف لا يعلم الناس به. أو أنهم رأوا ان علياعليه‌السلام مكتف بمن خرج ، وقام معه من المسلمين ، فوسعهم التخلف عنه ، وإن كان الخروج معه أفضل من القعود عنه. ومن ذلك ما تقدم ذكره من ندامة عبد الله بن عمر على تركه جهاد الفئة الباغية مع عليعليه‌السلام ، وعلى تخلفه عنه ، وذلك من الأخبار المأثورة المشهورة عنه.

__________________

(١) التوبة : ٩١ و ٩٢.

٨٥

وجاء ذلك عنه من غير طريق ، وفي غير مقام.

وجاء مفسرا من قوله ، انه قال : ما آسي(١) على شيء إلا إني لم اكن قاتلت مع عليعليه‌السلام الناكثين ـ وهم أهل البصرة ـ ، والقاسطين ـ وهم أهل الشام ـ ، والمارقين ـ وهم أهل النهروان ـ. فذكرهم صنفا صنفا وشهد عليهم بما يوجب قتالهم ويحل دماءهم.

روى ذلك ، الوليد بن صبيح ، باسناده ، عن حبيب بن أبي ثابت ، أنه سمع عبد الله بن عمر بن الخطاب يقوله. فقد يكون غيره كذلك ندم على تخلفه عن عليعليه‌السلام ، إذ كان له عذر في التخلف ، أو تخلف لعلمه باستضلاع عليعليه‌السلام بمن معه دون أن يرى أن التخلف عنه لغير عذر تبعة.

وقد اعتذر الى عليعليه‌السلام جماعة ممن تخلف عنه ، فقبل عذر من اعتذر منهم. وقد ذكرت فيما مضى من هذا الكتاب ندامة عائشة على خروجها ، ورجوع طلحة والزبير لما ذكرهما عليعليه‌السلام قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه(٢) . وقول سعد بن أبي وقاص بفضله وأنه على الحق(٣) .

فأما من تخلف عنه لغير عذر ، أو حاربه فقد عصى الله عزّ وجلّ ، وعصى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد ذكرت الأخبار المشهورة في ذلك ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله فيه :

اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : ما أسى أو قال : ما أسفت.

(٢) قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للزبير : تقاتله وأنت ظالم.

(٣) لقد ذكر المؤلف الحديث مفصلا ، الحديث ٤٢٩.

٨٦

فمن تخلف عنه لغير عذر فقد خذله ، ومن خذله فقد عاداه.

وقوله له : سلمك سلمي ، وحربك حربي. فمن حاربه فقد حارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن حارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد حارب الله سبحانه.

وقوله : من آذى عليا فقد آذاني. ولا أذى أشد من المحاربة في غير ذلك ممّا ذكرناه ، ونذكره في هذا الكتاب ممّا هو في معنى ذلك.

وما جاء عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من نصه على من يقاتله من بعده وأنهم الناكثون والقاسطون والمارقون ، ووصفه إياهم بصفاتهم ، وما يكون منهم وما يؤول إليه أمرهم ممّا جاء عن الله عزّ وجلّ.

فرؤساء الناكثين : ـ وهم أصحاب الجمل ـ طلحة والزبير وعائشة ـ قد تابوا من خروجهم عليه ، ورجعوا عليه وندموا على ما فرط منهم فيه ، فلم يجد أحد بعدهم سببا لذلك يتعلق به في أن يقول بقولهم ، أو يصوّب فعلهم ، أو أن يتخذ قولا يقول به ، ومذهبا يذهب إليه ، وهم قد رجعوا عنه.

وأما معاوية ، وأتباعه ، والخوارج ومن قال بقولهم ، فأصروا على باطلهم ، ولم يرجعوا عنه كما رجع من تقدمهم ، وأن معاوية وأصحابه ، إنما احتذوا على مثال أصحاب الجمل في انتحالهم القيام بطلب دم عثمان فلم يرعهم رجوع من استنّ ذلك لهم عن الرجوع عنه ، بل تمادوا على غيّهم ، وساعدتهم الدنيا فاستمالوا بها كثيرا من الناس ، فذهبوا الى مذهبهم ، وقالوا بمثل قولهم ، وتابع الخوارج على ما ذهبت إليه كل من أبغض عليا صلوات الله عليه أو ذهب الى التقصير به. وكل من أراد أن يأكل أموال الامة ، وسفك دمائها ، فجعل القول بذلك وسيلة الى ما أراده من ذلك.

وكان ممّا تهيأ لمعاوية بن أبي سفيان ممّا قوي به على مقاومة عليعليه‌السلام ، والخلاف عليه ، ووجد به أنصارا وأعوانا على ما أراده من ذلك ،

٨٧

أنه كان مع أخيه يزيد بن أبي سفيان(١) ومع أبي عبيدة بن الجراح(٢) ، وقد شهد فتوح الشام. والشام دار مملكة الروم ، وموضع أموالها وكنوزها وذخائرها وخيراتها.

ومعاوية من المؤلفة قلوبهم كما ذكرنا فيما تقدم ، وثبت ذلك ، وفيمن أعطاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأباه يوم حنين من غنائم هوازان ما أعطاهما مع جملة المؤلفة قلوبهم لرقة اسلامهم ليسترضيهم ويتألفهم على الإسلام ، ولم يكن ممن نزع عن الغلول ، والاستيثار بما قدر عليه من الفيء.

ثم هلك أخوه يزيد ، فاستعمله عمر بن الخطاب مكانه ، فاحتوى على مملكة الشام ، وبيوت أموال ملوك الروم ، وأموال أشرافهم ، فاكتسب من ذلك أموالا عظيمة وذخائر نفيسة ، فكان يرضي بها من معه ، ويستميلهم الى ما يريده ، ويعطي من أتاه.

ونزع إليه ممن يرغب في الدنيا ، وهم عامة الناس. واتفق له أن عليا صلوات الله عليه طالب عمال عثمان ، وكان من أقطعه عثمان قطيعة من مال المسلمين بما في أيديهم ممّا أقطعوه ، واقتطعوه ، ومن مثل ذلك خاف معاوية على ما في يديه ، ولعلمه بأن عليا صلوات الله عليه لا يدع له شيئا منه. فنزع إليه من كانت هذه حاله ومن خاف علياعليه‌السلام واتقى جانبه أو من علم أنه ليس له من الدنيا عنده ما يريده.

وكان ممّا يشنعون به عليه وينذرون منه به ، أن بعضهم سأله(٣) للحسن والحسينعليهما‌السلام متكلفا لذلك من غير أن يسألاه فيه ولا أن يعلما بسؤاله ذلك لهما ، إلا أنه أراد الشناعة(٤) عليه بذلك إذ قد علم أنه لا يفعله ، في أن

__________________

(١) أسلم يوم الفتح ، توفي في دمشق بالطاعون ١٨ ه‍.

(٢) وهو عامر بن عبد الله الصحابي القرشي الفهري توفي بطاعون عمواس ودفن في غوربيسان ١٨ ه‍.

(٣) كما يأتي في الجزء السادس وهو خالد بن العمر.

(٤) وفي نسخة ـ ج ـ الشفاعة.

٨٨

يزيدهما دراهم في عطائهما ، فانتهره من ذلك ، ولم يجبه إليه ، فجعل يبث ذلك عنه ، ويشنعه عليه ، ليؤنس أبناء الطمع منه(١) فلم يبق مع علي صلوات الله عليه إلا أهل البصائر في الدين الذين يجاهدون معه بأموالهم وأنفسهم ، كما افترض الله عزّ وجلّ كذلك الجهاد على كافة المؤمنين.

ولحق بمعاوية أبناء الدنيا ، وأهل الطمع ، وكل سخيف الدين عار من الورع ، وكل من استثقل العدل عليه ، وإقامة الحق فيه ، وعلم أن له عند معاوية ما يحبه من ذلك ويرضيه.

فلم يخلص مع علي صلوات الله عليه إلا أهل البصائر والورع من المهاجرين والأنصار ، والتابعين لهم بإحسان ، وأشراف العرب ـ من ربيعة ومضر ـ ممّن سمت همته إليه ، وأنف من الكون مع معاوية والانحياش إليه. حتى كان أكثر عسكره الرؤساء والأشراف والوجوه. حتى كان لكل رئيس منهم لواء ، ولكل سيد معسكر ، وقلّ ما تستقيم الامور على هذه الحال ، وقد قيل إن الشركة في الرئاسة شركة في الملك ، والشركة في الملك كالشركة في الزوجة.

وكان أصحاب معاوية الرؤساء منهم يطيعونه ويتبعونه لما يرجون من دنياه ، وسائرهم رعاع ، واتباع ، وبالطاعة تستقيم الامور.

[ تقييم المواقف ]

[٤٤٤] ومن ذلك ما قد روي عن علي صلوات الله عليه ، أنه امتحن أصحاب معاوية وأصحابه ، قبل أن يخرج الى معاوية ، فأرسل رجلا من الكوفة إلى حمص(٢) وبها معاوية ، وقال للرجل :

__________________

(١) الى هنا تنتهي نسخة ـ ج ـ :.

(٢) مدينة بين دمشق وحلب في الجمهورية العربية السورية.

٨٩

اركب راحلتك وسر ، فاذا دخلت حمص ، فلا تعرج على شيء ، ولا تغيّر ثيابك ، واقصد المسجد الجامع ، فانخ راحلتك واعقلها ببابه ، وادخل المسجد على هيئتك. فإن الناس سيسألونك من أين قدمت؟

فقل : من الكوفة. فهم يسألونك عن امري ، فقل : تركته معتزما على غزوكم قد فرغ من عامة ما يحتاج إليه لذلك ، وما أظنه إلا وقد خرج على أثري. وانظر ما يكون منهم ، وارجع إليّ بالخبر.

ففعل الرجل ذلك.

فلما سمع أهل المسجد قوله خاضوا في ذلك وخاض الناس ، واتصل الخبر معاوية ، فأتى المسجد ، فرقى المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قال :

أيها الناس إنه قد انتهى إليّ ما قد فشى فيكم ، وانتهى إليكم من قدوم علي في أهل العراق إليكم لغزوكم ، فما أنتم قائلون في ذلك ، وصانعون؟

فسكتوا حتى كأن الطير على رءوسهم.

ثم قا [ م ](١) رجل من سادات حمير ، فقال : أيها الأمير عليك المقال وعلينا انفعال.

( انفعال لغة حميرية يدخلون النون مكان اللام ).

فقال : أرى أن تبرزوا في غد على بركة الله.

ثمّ نزل ، فأصلحوا مبرزين.

وانصرف الرجل الى علي صلوات الله عليه وأخبره الخبر.

فأمر بالنداء في الناس بأن الصلاة جامعة ، وخرج الى المسجد

__________________

(١) وفي الاصل : قال رجل.

٩٠

الجامع ، وقد اجتمع الناس فيه. فرقى المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال :

أيها الناس إنه قد انتهى إليّ أن معاوية قد برز من حمص في أهل الشام ، ومن معه يريد حربكم ، فما أنتم في ذلك قائلون وصانعون؟

فقام رجل ، فقال : يكون الأمر كذا. وقال الآخر : بل الرأي كذا. وقام آخر فقال غير ذلك. حتى قام منهم عدة ، واعتكر الكلام.

فنزل علي صلوات الله عليه ، وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، غلب والله ابن آكلة الأكباد.

وقيل أيضا : إن الناس خاضوا بصفين ، فاختلط أصحاب معاوية ، وترك أكثرهم مراكزهم ، فخرج منهم ، فوقف بينهم ، فأشار بكمه عن يمينه ، فرجع كل من كان في تلك الناحية ، وأشار عن يساره ، ففعلوا كذلك.

فقال له بعض من شهده : إن هذه للطاعة.

فقال : إني ما أخلفتهم قط في وعد ولا وعيد.

فمن أجل هذا وما قدمنا قبله ممّا يجري(١) مجراه تهيأ لمعاوية أن يقاوم علياعليه‌السلام . وعلي صلوات الله عليه في الفضل والاستحقاق بحيث لا يخفى مكانه على أحد أن يقيسه بمعاوية في خصلة من خصال الخير.

حتى أن بعض أهل التمييز والمعرفة سمع من يقول علي أفضل من معاوية.

فقال : هذا من فاسد القول ، إنه ليس يقال إن العسل أحلى من

__________________

(١) هكذا في نسخة ـ أ ـ وفي الاصل : وما يجري.

٩١

الصبر ، ولا إن الحنظل أمر من السكر ، [ فـ ] معاوية أقلّ من أن يقاس بعليعليه‌السلام .

تمّ الجزء الخامس من كتاب شرح الأخبار في فضائل الائمة الأطهار تأليف سيّدنا القاضي الأجلّ النعمان بن محمّد بن منصور قدّس الله روحه ورزقنا شفاعته وانسته.

٩٢

٩٣

٩٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[ عدلوا الى معاوية ]

فأما نزوع من نزع عن علي صلوات الله عليه الى معاوية ، فلم يكن أحد منهم نزع عنه إليه اختيارا لدينه ، ولا ناظرا لأمر آخرته ، وإنما نزع عنه إليه من نزع لما قدمنا ذكره من مطالبة علي صلوات الله عليه لهم بما أقطعوه واقتطعوه من مال الله ، وخوفهم من أن يقيم عليهم حدود الله ، ولما وثقوا به من إطعام معاوية إياهم مال الله وتبجيحهم(١) لديه في معاصي الله ، وتحرمهم(٢) به من إقامة حدود الله التي لزمتهم ، كنزوع عبيد الله بن عمر بن الخطاب إليه لقتله الهرمزان ـ وقد ذكرنا قصته ـ وما كان من تخلية عثمان إياه ، وتواعد عليعليه‌السلام له بالقتل إن قدر عليه ، وإقامة الحق فيه ، والقود منه ، فلحق بمعاوية ، فأمنه.

ومثل النجاشي(٣) لما شرب الخمر ، فأقام عليه عليعليه‌السلام الحد ، وخاف من ذلك ، فلحق بمعاوية ، فكان يشربها بالشام صراحا.

ومثل مصقلة بن هبيرة ، فإنه اشترى سبي بني ناجية(٤) وأعتقهم فطلبه

__________________

(١) أي تفاخرهم. وفي نسخة ـ ج ـ : تحبجهم.

(٢) وفي نسخة ـ أ ـ : وتحريمهم.

(٣) وهو قيس بن عمر الشاعر من بني الحارث بن كعب.

(٤) وهم قوم من النصارى من أهل البصرة أسلموا ، ثم ارتدوا ، فدعوهم الى الإسلام ، فأبوا ،

٩٥

عليعليه‌السلام بأثمانهم ، فهرب عنه الى معاوية في عامة بني شيبان ، وهم عدد كثير ، معروف كان عنده مقامهم ، ومشهورة أيامهم.

وكان يزيد بن حجبة من وجوه أصحاب عليعليه‌السلام فاستدرك عليه مالا من مال خراج المسلمين ، فطالبه به ، وحبسه لما له عن الأداء ، ففر من محبسه(١) ولحق بمعاوية في عدد كثير من قومه.

ولحق أيضا بمعاوية خالد بن معمر في عامة بني سدوس لأمر نقمه على علي صلوات الله عليه ، ولقدره ، وكثرة من جاء به الى معاوية من قومه. قال قائل شعرا :

معاوي أمر خالد بن معمر

فإنك لو لا خالد لم تؤمر

وممّن هرب عن علي(٢) صلوات الله عليه الى معاوية من مثل هؤلاء كثير من وجوه العرب ورؤسائهم ، ومن أهل البأس والنجدة والرئاسة في عشائرهم لما اتصل عن معاوية من بذله الأموال ، وإفضاله على الرجال ، وإقطاعه القطائع مثل إطعامه عمرو بن العاص خراج مصر ، وإقطاعه ذا الكلاع ، وحبيب بن سلمة(٣) ، ويزيد بن حجبة ، وغيرهم ما أقطعهم ، وأنا لهم إياه ، وعلموا ما عند عليعليه‌السلام من شدته على الخائن ، وقمعه الظالم ، وعدله بين الناس ، واسترجاعه ما أقطعه عثمان ، وفشى ذلك عنه ، وتفاوض أهل الطمع ، وقلة الورع فيه ، حتى قال خالد بن المعمر للعباس بن الهيثم :

__________________

فقاتلوهم ، واسروا منهم ، وأتوا بهم ، الى أمير المؤمنين ، فجاء مصقلة ، واشتراهم بخمسمائة الف درهم ، وهرب الى معاوية ، فقيل لأمير المؤمنينعليه‌السلام : ألا تأخذ الذرية؟ فقال : لا. فلم يعرض لهم.

(١) وفي نسخة ـ د ـ : من حبسه وهو يزيد بن حجبة التميمي من بني تيم بن ثعلبة.

(٢) وفي نسخة ـ ج ـ : اتى من هرب عن علي صلوات الله عليه.

(٣) هكذا في الاصل والصحيح حبيب بن مسلمة الفهري القرشي ولاه عثمان آذربايجان ، وولاه معاوية ارمينيا ومات فيها ٤٢ هـ وشارك في صفين بجنب معاوية.

٩٦

اتق الله في عشيرتك وانظر في نفسك ، ما تؤمل من رجل سألته أن يزيد في عطاء ابنيه الحسن والحسين دريهمات لما رأيته حالتهما(١) ، فأبى عليّ ، وغضب من سؤالي إياه ذلك.

فكان ذلك ممّا تهيأ به لمعاوية ما أراده ، وهو في ذلك مذموم غير مشكور ، بل مأثوم مأزور ، وممّا امتحن الله به علياعليه‌السلام ، وهو فيه محمود مشكور ، مثاب مأجور ، وفيما منع منه معذور ، على أن أكثر من نزع عن عليعليه‌السلام ، ولحق بمعاوية لم يكونوا جهلوا فضل عليعليه‌السلام ، ولا غبي عنهم نقص معاوية ، ولكنهم إنما قصدوه للدنيا التي أرادوها وقصدوها.

وقد باين معاوية كثير منهم كالذي يحكى عن عمرو بن العاص ، أنه لما قدم عليه جعل يذكر له فضل القيام بدم عثمان ، وما في ذلك من الثواب والأجر(٢) ، وما في اتباعه في ذلك إذا قام به(٣) .

فقال له عمرو : دعني من هذا يا معاوية إنما جئتك لطلب الدنيا ، ولو أردت الآخرة للحقت بعلي. فأقطعه مصر.

وكان ابنه قد كره له المسير(٤) الى معاوية ، فلما سمع منه ما سمع قال : يا أبة وما عسى أن يكون من مصر في أن تؤثر بها الباطل على الحق؟

فقال عمرو : وان لم يشبعك مصر فلا أشبع الله بطنك(٥) .

وكالذي يحكى من قول معاوية للنجاشي ، وقد أقطعه وأرضاه : أينا(٦)

__________________

(١) هكذا في ب وفي نسخة الاصل : خلتهما.

(٢) وفي نسخة ـ أ ـ : من الأجر والثواب.

(٣) هكذا في نسخة ـ أ ـ وفي نسخة الاصل و ـ ج ـ : إذ قد قام بذلك.

(٤) وفي نسخة ـ ب ـ : المصير.

(٥) وفي نسخة ـ أ ـ : لك بطنا.

(٦) هكذا في نسخة د ، وفي بقية النسخ : أيهما.

٩٧

أفضل ، أنا أو علي بن أبي طالب؟ فقال النجاشي شعرا :

نعم الفتى أنت لو لا أن بينكما

كما تفاضل ضوء الشمس والقمر

فرضي معاوية منه بذلك.

واخذ هذا على النجاشي من انتقد قوله ، فقال : ما علمت أحدا من أهل التمييز يقول إنه ليس بين عليعليه‌السلام وبين معاوية من الفضل إلا بقدر ما بين الشمس والقمر ، ولا من يجعل لمعاوية في الفضل حظا(١) ولا نصيبا مع عليعليه‌السلام إلا مثل ما بين هاشم وعبد شمس ، وبين عبد المطلب وحرب ، وبين أبي طالب وأبي سفيان ممّا تفاضل به البرّ والفاجر ، وتساوى فيه الجاهلي والإسلامي ممّا تفتخر به العرب فيما بينهما.

وقد الّفت كتابا سميته كتاب المناقب والمثالب ، ذكرت فيه فضل هاشم وولده وما له ولهم من المناقب في الجاهلية والإسلام ، وفضلهم في ذلك على عبد شمس وولده ، ومثالب عبد شمس وولده في الجاهلية والإسلام على الموازنة رجلا برجل الى وقت تأليفي ذلك ، وبسطي له ، فمن أحب معرفة ذلك نظر فيه ، ولو ذكرت ذلك في هذا الكتاب لخرج عن حده ، وهو في مثل قدر نصف هذا الكتاب.

على أن في قول النجاشي معنى لطيفا ، وذلك أن نور القمر إنما يكون عن نور الشمس ، كذلك معاوية إنما إسلامه من حسنات عليعليه‌السلام .

وعلى أن معاوية في كثير من مجالسه(٢) ومقاماته لم ينكر ، ولا دفع فضل عليعليه‌السلام ، كالذي روي عنه أن رجلا(٣) من أصحاب علي

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : حصا.

(٢) وفي نسخة ـ أ ـ : مجلسه.

(٣) ذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة باسم : عبد الله بن أبي محجن الثقفي. وذكره المجلسي في

٩٨

عليه‌السلام نزع إليه ، فأدخله عليه وعنده جماعة من أهل الشام ووجوه من معه من غيرهم ، فقال له : من أين أقبلت؟

قال : من عند هذا العي الجبان البخيل ـ يعني علياعليه‌السلام ـ. فسكت معاوية.

وقام عمرو بن العاص ، فقال لمعاوية : أيها الأمير لا يسرك من يغرك.

فقال له معاوية : اجلس يا أبا عبد الله وأنت كما قال الأول شعرا :

مهما تسرك من تميم خصلة

فلما يسؤك من تميم أكثر

وكره أن يسمع ذلك من حضره ، فلما انصرفوا احضر عمرو بن العاص ، وأمر بالرجل ، فادخل إليه(١) .

ثم قال له : من عنيت بالعي الجبان البخيل؟

قال : علي بن أبي طالب.

قال : كذبت والله فيما قلت ، ولو لم يكن للامة إلا لسان علي لكفاها(٢) . وما انهزم علي قط ولا جبن في مشهد من مشاهد حروبه ، ولا بارزه أحد إلا قتله. ولو كان له بيتان ، بيت من تبن ، وبيت من تبر لأنفق تبره قبل تبنه.

قال الرجل : فإذا كان علي عندك بهذه المنزلة ، فلم حاربته؟

قال : لأجل هذا الخاتم الذي من غلب عليه جازت طينته(٣) .

__________________

بحار الأنوار مجلد ٩ ص ٥٧٨ نقلا عن الموفقيات للزبير بن بكار الزبيري باسم : مجفن بن أبي مجفن الضبي.

(١) وفي نسخة ـ أ ـ : فادخل عليه.

(٢) هكذا في نسخة ـ ج ـ : وفي الأصل : لكفيتها.

(٣) طنت الكتاب أي جعلت عليه الطعن والختم.

٩٩

[ وأما عقيل ]

وكالذي جاء من خبر عقيل بن أبي طالب ، وذلك أنه أتى الى عليعليه‌السلام يسأله أن يعطيه ، فقال له عليعليه‌السلام : تلزم عليّ حتى يخرج عطائي فاعطيك.

فقال : وما عندك غير هذا؟

قال : لا.

فلحق معاوية فلما صار إليه ، حفل به(١) وسرّ بقدومه ، وأجزل العطاء له ، وأكرم نزله.

ثم جمع وجوه الناس ممن معه وجلس وذكر لهم قدوم عقيل ، وقال : ما ظنكم برجل لم يصلح لأخيه حتى فارقه وآثرنا عليه ، ودعا به.

فلما دخل رحب به وقربه ، وأقبل عليه ، ومازحه ، وقال : يا أبا يزيد من خير لك أنا أو علي؟

فقال له عقيل : أنت خير لنا من علي ، وعلي خير لنفسه منك لنفسك.

فضحك معاوية ـ وأراد أن يستر بضحكه ما قاله عقيل عمن حضر ـ وسكت عنه.

فجعل عقيل ينظر الى من في مجلس معاوية ويضحك.

فقال له معاوية : ما يضحك(٢) يا أبا يزيد؟

فقال : ضحكت والله إني كنت عند علي ، والتفت الى جلسائه فلم أر غير المهاجرين ، والأنصار ، والبدريين ، وأهل بيعة الرضوان ، وأخاير

__________________

(١) حفل القوم حفولا : اذا اجتمعوا.

(٢) وفي نسخة ـ ج ـ ما يضحك. وفي نسخة ـ أ ـ : ما أضحلك.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٦٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن غالب عن عثمان بن محمد عن عمران قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله جل ثناء:( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) قال: خضراوتان في الدنيا يأكل المؤمنون منها حتى تفرغ من الحساب.

٦٥ ـ في مجمع البيان( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: جنتان من فضة أبنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب أبنيتهما وما فيهما.

٦٦ ـ وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا تقولن: الجنة واحدة، إنّ الله يقول:( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) ولا تقولنّ درجة واحدة إنّ الله يقول: «درجات بعضها فوق بعضا» انما تفاضل القوم بالأعمال.

٦٧ ـ وعن العلا بن سيابة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت له: إنّ الناس يتعجبون منا إذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيقولون لنا: فيكونون مع أولياء الله في الجنة؟ فقال: يا عليُّ إنّ الله يقول:( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) ما يكونون مع أولياء الله.

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( مُدْهامَّتانِ ) قال: يتصل ما بين مكة والمدينة نخلا، وقوله:( فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ ) قال: تفوران.

قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق فيما نقلنا عن كتاب سعد السعود بيان لقولهعزوجل : «نضاختان».

قال عز من قائل:( فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ) .

٦٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أحمد ابن سليمان عن أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خمس من فواكه الجنة في الدنيا: الرمان الأمليسي والتفاح الشيسقان والسفرجل والعنب الرازقي والرطب المشان.(١)

__________________

(١) رمان أمليس وأمليسي: حلو طيب لا عجم له كأنه منسوب إليه وفي امالي الشيخ (ره) التفاح الشعشعاني يعنى الشامي، والمشان: نوع من الرطب إلى السواد دقيق وهو أعجمى.

٢٠١

٧٠ ـ وباسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: اربعة نزلت من الجنة: العنب الرازقي والرطب المشان والرمان الامليسى والتفاح الشيسقان.

٧١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الفاكهة مأة وعشرون لونا سيدها الرمان.

٧٢ ـ وباسناده إلى عمر بن أبان الكلبي قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام يقولان: ما على وجه الأرض ثمرة كانت أحب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الرمان، وكان والله إذا أكله لا يشركه فيها أحد.

٧٣ ـ وباسناده إلى حماد بن عثمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من شيء أشارك فيه أبغض إليّ من الرمان، وما من رمانة إلّا وفيها حبة من الجنة، فاذا أكلها الكافر بعث اللهعزوجل إليه ملكا فانتزعها منه.

٧٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ) قال: جوار نابتات على شط الكوثر، كلّما أخذت منها نبتت مكانها اخرى.

٧٥ ـ في مجمع البيان:( خَيْراتٌ حِسانٌ ) أي نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه، رواته أم سلمة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

٧٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا، وهن أجمل من الحور العين.

٧٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ) قال: هن صوالح المؤمنات العارفات.

٧٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن بريد النوفلي عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا ما يعنى به؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الأوصياء وشيعتهم، على حافتي ذلك النهر جواري نابتات، كلمات قلعت واحدة نبتت اخرى، سمى

٢٠٢

بذلك النهر وذلك قوله:( فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ) فاذا قال الرجل لصاحبه: جزاك الله خيرا، فانما يعنى بذلك تلك المنازل التي أعد اللهعزوجل لصفوته وخيرته من خلقه أقول: ويتصل بآخر ما نقلنا من الحديث الاول من الروضة أعنى قوله: العارفات قال: قلت:( حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) قال: الحور هي البيض المضمومات(١) المخدرات في خيام الدر والياقوت والمرجان، لكل خيمة أربعة أبواب، على كل باب سبعون(٢) كاعبا حجابا لهن ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره ؛ يبشر اللهعزوجل بهن المؤمنين.

٧٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) يقصر الطرف عنها.

٨٠ ـ في مجمع البيان وعن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مررت ليلة أسرى بى بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت عنه: السلام عليك يا رسول الله فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جوار من الحور العين استأذن ربهنّ أنْ يسلّمن عليك فأذن لهنّ فقلن: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نيأس أزواج رجال الكرام، ثمّ قرءصلى‌الله‌عليه‌وآله ( حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) .

٨١ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا.

٨٢ ـ في جوامع الجامع وفي حديث الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراه الآخرون.

٨٣ ـ وقرئ في الشواذ: «رفارف خضر وعباقرى» كمدائني. وروى ذلك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وان شذ في القياس ترك صرف عباقرى فلا يستنكر مع استمراره في الاستعمال.

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد

__________________

(١) قال المجلسي (ره): المضمومات أي اللاتي ضمن إلى خدورهن لا يفارقنه

(٢) الكاعب: الجارية حين تبدو ثديها للنبور أي الارتفاع عن الصدر.

٢٠٣

الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن هشام بن سالم عن سعد بن طريف عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ) فقال: نحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا ومحبتنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء في كل ليلة جمعة «الواقعة» أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين ؛ ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا وكان من رفقاء أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهذه السورة لأمير المؤمنين خاصة لم يشركه فيها أحد.

٢ ـ وباسناده عن الصادقعليه‌السلام قال: من اشتاق إلى الجنة والى صفتها فليقرأ الواقعة ومن أحب أنْ ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمان.

٣ ـ وباسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرء الواقعة كل ليلة قبل أنْ ينام لقى اللهعزوجل ووجهه كالقمر ليلة البدر.

٤ ـ في مجمع البيان: أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأ سورة الواقعة كتب ليس من الغافلين.

٥ ـ وفيه عن عبد الله بن مسعود قال: إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من قرء سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا.

٦ ـ في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله أسرع إليك الشيب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٧ ـ في أصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت الياس عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام لـمّا حضرته الوفاة أغمى عليه، ثم فتح عينيه وقرأ :

٢٠٤

( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) «و( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) وقال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ، وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) ، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

٨ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة باسناده إلى علي بن النعمان عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك إنّ بى ثآليل كثيرة(١) وقد اغتممت بأمرها، فأسألك أنْ تعلمني شيئا أنتفع به، قال: خذ لكل ثالول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) إلى قوله:( فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ) وقوله اللهعزوجل :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) ثمّ تأخذ الشعير شعيرة شعيرة، فامسح بها على كل ثالول، ثمّ صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فاذا هي مثل راحتي، وينبغي أنْ يفعل ذلك في محاق الشهر.

٩ ـ في مصباح الكفعمي عن عليٍّعليه‌السلام يقرأ من به الثالول فليقرأ عليها هذه الآيات سبعا في نقصان الشهر( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ * وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ) .

١٠ ـ في كتاب الخصال عن الزهري قال: سمعت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله ما الدنيا والاخرة إلّا ككفتي ميزان فأيّهما رجّح ذهب الاخر، ثمّ تلا قولهعزوجل :( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) يعنى القيامة( لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ ) خفضت والله بأعداء الله في النار رافعة رفعت والله أولياء الله إلى الجنة.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ) قال: القيامة هي حق، وقوله: «خافضة» قال: بأعداء الله «رافعة» لأولياء الله

__________________

(١) ثآليل جمع الثؤلول: خراج يكون بجسد الإنسان ناتئ صلب مستدير.

٢٠٥

( إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ) قال: يدق بعضها على بعض( ، وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا ) قال: قلعت الجبال قلعا( فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ) قال: الهباء الذي يدخل في الكوة من شعاع الشمس.

وقوله:( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً ) قال: يوم القيامة( فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ) [وهم المؤمنون من أصحاب التبعات يوقفون للحساب](١) ( وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) الذين سبقوا إلى الجنة بلا حساب

١٢ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا جابر إنّ الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف، وهو قولهعزوجل :( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فالسابقون هم رسل اللهعليه‌السلام ، وخاصة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء، وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا اللهعزوجل ، وأيدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة الله، وأيدهم بروح الشهوة فيه اشتهوا طاعة اللهعزوجل وكرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون، وجعل في المؤمنين وأصحاب الميمنة روح الايمان فبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوة فبه قدروا(٢) على طاعة الله، وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون.

١٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين أنّ ناسا زعموا أنّ العبد لا يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام و

__________________

(١) بين العلامتين غير موجود في المصدر.

(٢) وفي نسخة «قووا» مكان «قدروا».

٢٠٦

هو مؤمن، فقد ثقل عليَّ هذا وحرج منه صدري حين أزعم، أنّ هذا العبد يصلّي صلاتي ويدعو دعائي ويناكحني وأناكحه ويوارثني وأوارثه، وقد خرج من الايمان من أجل ذنب يسير أصابه؟ فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : صدقت، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: والدليل عليه كتاب الله: خلق اللهعزوجل الناس على ثلاث طبقات وأنزلهم ثلاث منازل، فذلك قول اللهعزوجل في الكتاب ؛( فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) فامّا ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح: روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الأشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا(١) فهؤلاء مغفور لهم، مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال اللهعزوجل :( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) ثم قال في جماعتهم: «وأيدناه بروح منه» يقول: أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم اربعة أرواح روح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الاربعة حتى يأتى عليه حالات فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال: أما أولهن فهو كما قال اللهعزوجل :( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ) فهذا ينتقض منه جميع الأرواح، وليس بالذي يخرج من دين الله لان الفاعل به رده إلى أرذل عمره، فهو لا يعرف للصلوة وقتا، ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس، فهذا نقصان روح الايمان وليس يضره شيئا، وفيهم من ينتقض منه روح القوة، فلا يستطيع جهاد عدوه، ولا يستطيع طلب المعيشة، ومنهم من ينتقض منه روح الشهوة، فلو مرت به أصبح

__________________

(١) دب: مشى مشيا صعيفا ويقال للصبي إذا دب وأخذ في الحركة: درج.

٢٠٧

بنات آدم لم يحن إليها(١) ولم يقم، وتبقى روح البدن فبه يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموت، فهذا بحال خير، لان اللهعزوجل هو الفاعل به، وقد تأتى عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة وتزين له روح الشهوة، ويقوده روح البدن، حتى يوقعه في الخطيئة، فاذا لا مسها نقص من الايمان، وتفصى منه. فليس يعود فيه حتى يتوب ؛ فاذا تاب تاب الله عليه ؛ وان عاد ادخله الله نار جهنم، فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى، يقول اللهعزوجل :( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ) يعرفون محمدا والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم( وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) انك الرسول إليهم فلا تكونن من الممترين، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الايمان، واسكن أبدانهم ثلاثة أرواح: روح القوة، وروح الشهوة ؛ وروح البدن، ثم أضافهم إلى الانعام، فقال:( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ ) لان الدابة انما تحمل بروح القوة: وتعتلف بروح الشهوة، وتسير بروح البدن، فقال السائل: أحييت قلبي بإذن الله يا أمير المؤمنين.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبي عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليمان أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أرسل إلى بلال فأمره أنْ ينادى بالصلوة قبل وقت كل يوم في شهر رجب لثلاثة عشر خلت منه، قال: فلما نادى بلال بالصلوة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا(٢) وقالوا: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين أظهرنا لم يغب عنا ولم يمت فاجتمعوا وحشدوا(٣) فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يمشى حتى انتهى إلى باب من أبواب المسجد فأخذ بعضادته

__________________

(١) حن اليه: اشتاق.

(٢) ذعر: خاف.

(٣) حشد القوم: دعوا فأجابوا مسرعين.

٢٠٨

وفي المسجد مكان يسمى السدة، فسلم ثم قال: هل تسمعون يا أهل السدة؟ فقالوا: سمعنا وأطعنا فقال: هل تبلغون؟ قالوا: ضمنا ذلك لك يا رسول الله، فقال: رسول الله يخبركم أنّ الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما وذلك قوله: «أصحاب اليمين وأصحاب الشمال» فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير [من] أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني من خيرهما أثلاثا، وذلك قوله:( فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) فأنا من السابقين وانا خير السابقين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن القمّي عن إدريس بن عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن تفسير هذه الاية:( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) قال: عنى بها لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلى(١) فذلك الذي عنى حديث قال:( لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) لم نك من اتباع السابقين.

١٦ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: إنّ الايمان درجات ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟ قال: نعم قلت: صفه لي رحمك الله حتى أفهمه، قال: إنّ الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ثم فضلهم على درجات في السبق اليه، فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا ومفضول فاضلا، تفاضل بذلك أوائل هذه الامة وأواخرها، ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه الامة أولها، نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه ؛ ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين، وبالإبطاء عن الايمان أخر الله المقصرين، لأنا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الأولين وأكثرهم صلوة وصوما

__________________

(١) الحلبة: الخيل تجمع للسباق.

٢٠٩

وحجا وزكوة وجهادا وإنفاقا، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الأولين، ولكن أبى اللهعزوجل أنْ يدرك آخر درجات الايمان أولها، ويقدم فيها من أخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله، قلت: أخبرني عما ندب اللهعزوجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول اللهعزوجل :( سابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ) وقال:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧ ـ في مجمع البيان( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) وقد قيل في السابقين إلى قوله: وقيل: الصلوات الخمس عن عليٍّعليه‌السلام .

١٨ ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: السابقون اربعة: ابن آدم المقتول، وسابق امة موسى وهو مؤمن آل فرعون، وسابق امة عيسى وهو حبيب، والسابق في امة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام .

١٩ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أبي لأناس من الشيعة: أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون، والسابقون في الدنيا والسابقون في الاخرة إلى الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قول اللهعزوجل :( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) فقال: قال لي جبرئيلعليه‌السلام : ذلك عليٌّ وشيعته هم السابقون إلى الجنة، المقربون من الله بكرامته لهم.

٢١ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) وقالعليه‌السلام : ما أحد أحيى ذكرنا وأحاديث أبيعليه‌السلام إلّا زرارة وأبو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط

٢١٠

هذا، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الاخرة، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال أبي لا ناس من الشيعة: أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله، وأنتم السابقون الآخرون إلينا ؛ السابقون في الدنيا إلى ولايتنا، والسابقون في الاخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وبضمان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢٢ ـ قال أبو الحسن موسىعليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ثم ينادى: أين حواري عليّ بن أبي طالب وصيّ محمّد بن عبد الله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بنى أسد، وأويس القرني قال: ثم ينادى المنادي: أين حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فيقوم سفيان بن ليلى الهمداني وحذيفة بن أسد الغفاري(١) قال: ثم ينادى أين حواري الحسين بن على؟ فيقوم من استشهد معه ولم يتخلف عليه قال: ثم ينادى أين حواري علي بن الحسين؟ فيقوم جبير بن مطعم ويحيى بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب، ثم ينادى: اين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين، ثم ينادى ساير الشيعة مع ساير الائمةعليهم‌السلام يوم القيامة فهؤلاء أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين.

٢٣ ـ في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وباسناده عن عليٍّعليه‌السلام قال:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) في نزلت.

٢٤ ـ في كتاب الخصال عن رجل من همدان عن أبيه قال: قال علي بن أبي طالبعليه‌السلام : السباق خمسة، فانا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق

__________________

(١) وفي بعض النسخ «أسيد» بدل «أسد».

٢١١

الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب سابق النبط.

٢٥ ـ في كتاب إكمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى خيثمة الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : ونحن السابقون السابقون ونحن الآخرون.

٢٦ ـ وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: فأنشدكم بالله أتعلمون حيث نزلت:( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ ) و( السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) سئل عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟ قالوا: أللّهم نعم.

٢٧ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال الصادقعليه‌السلام : ثلة من الأولين: ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين وقليل من الآخرين علي بن أبي طالب.

٢٨ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إنّ موسىعليه‌السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الأتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب(١) ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر اسمه أحمد محمد الأمين من الباقين من ثلة الأولين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ في مجمع: البيان( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ ) اختلف في هذه الولدان فقيل: انهم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا

__________________

(١) الأتان: الحمارة. والبرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الإسلام. قال المجلسي (ره): والمراد بالزيتون والزيت: التمرة المعروفة ودهنها لأنه (عليه السلام)كان يأكلها، أو نزلتا له في المائدة من السماء، أو المراد بالزيتون مسجد دمشق أو جبال الشام كما ذكره الفيروزآبادي، أي أعطاه الله بلاد الشام. وبالزيت الدهن الذي روى انه كان في بني إسرائيل وكان غليانها من علامات النبوة، والمحراب لزومه كثرة العبادة فيه.

٢١٢

عليها، فأنزلوا هذه المنزلة عن عليٍّعليه‌السلام .

وقد روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه سئل عن أطفال المشركين؟ فقال: هم خدم أهل الجنة.

٣٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن سيد الإدام في الدنيا والاخرة، فقال: اللحم أما سمعت قول اللهعزوجل :( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) .

٣١ ـ علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جده عن عليٍّ صلوات الله عليه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللحم سيد الطعام في الدنيا والاخرة.

٣٢ ـ وعنه عن علي بن الريان رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيد ادام الجنة اللحم.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً ) قال: الفحش والكذب والغناء، وقوله:( وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ) قال: عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وأصحابه شيعته.

٣٤ ـ في أصول الكافي أبو علي الأشعري ومحمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان، إنّ اللهعزوجل قبل أنْ يخلق الخلق قال: كن ماءا عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وكن ملحا أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي، ثمّ أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر، والكافر المؤمن، ثمّ أخذنا طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا(١) فاذا هم كالذر يدبون فقال لأصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب النار: إلى النار ولا أبالي، ثم أمر نارا فأسعرت فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها(٢)

__________________

(١) أديم الأرض: ظاهرة وكذا أديم السماء. والعرك: الدلك.

(٢) هابه: خانه.

٢١٣

وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فقال:( كُونِي بَرْداً وَسَلاماً ) فكانت بردا وسلاما فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أنْ يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء من هؤلاء(١) .

٣٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة أنّ رجلا سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) الآية فقال وأبوه يسمععليهما‌السلام حدّثني أبي أنّ اللهعزوجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدمعليه‌السلام ، فصب عليها العذب الفرات ثم تركها أربعين صباحا، ثم صب عليها الماء المالح الأجاج(٢) فتركها أربعين صباحا فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعا أنْ يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال أنْ يدخلوها.

٣٦ ـ علي بن محمد عن ابن أبي حمّاد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل لـمّا أراد أنْ يخلق آدمعليه‌السلام بعث جبرئيل في أوّل ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى سماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر جل وعز كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا(٣) ومن السماء ذروا. فقال للذي بيمينه: منك الرسل و

__________________

(١) وللمحدث المولى محمد باقر المجلسي (قده) في كتابه مرآة العقول بيان لهذا الحديث ونقل في ذيل أصول الكافي ج ٢ صفحة ٧ فراجع ان شئت.

(٢) أي المالح المر.

(٣) الفلق: التفريق. والذرو: الاذهاب والتفرق.

٢١٤

الأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامتهم، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذي بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفّه ثمّ قال: أتدرون أيها الناس ما في كفّي؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: ايها الناس أتدرون ما في كفّي؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال: أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ؛ ثمّ قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل،( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) .

٣٨ ـ في تفسير العياشي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه أنّ أصحاب اليمين هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الأيمن، وذرأهم من صلبه، وأصحاب الشمال هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الأيسر وذرأهم في صلبه، وقد ذكرناه في سورة آل عمران عند قولهعزوجل :( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ ) الاية.(١)

٣٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى ابن أذينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كنّا عنده فذكرنا رجلا من أصحابنا فقلنا فيه حدّة فقال: من علامة المؤمن أنْ يكون فيه حدّة، قال: فقلنا إنّ عامة أصحابنا فيهم حدّة فقال: إنّ الله تبارك وتعالى في وقت ما ذرأهم أمر أصحاب اليمين وأنتم هم أنْ يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهج(٢) فالحدّة من ذلك الوهج، وأمر أصحاب الشمال ـ وهم مخالفوهم ـ أنْ يدخلوا النار فلم يفعلوا، فمن ثمّ لهم سمت(٣) ولهم وقار.

٤٠ ـ وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال في حديث طويل:

__________________

(١) راجع المجلد الاول صفحة ٣٠٠.

(٢) الوهج: حر النار.

(٣) السمت تستعمل لهيئة أهل الخير.

٢١٥

مهما رأيت من نزق أصحابك وخرقهم(١) فهو مما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال(٢) وما رأيت من حسن شيم من خالفهم ووقار فيهم فهو من لطخ أصحاب اليمين.

٤١ ـ وباسناده إلى أبي إسحق الليثي عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه من خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله مزج بينهما إلى قوله: فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلوة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذي قد مزج فيه لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة والصيام والزكاة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته، اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم.

٤٢ ـ وباسناده إلى محمد بن أبي عمير قال: قلت لأبي الحسن موسىعليه‌السلام : أخبرني عن تختم أمير المؤمنينعليه‌السلام بيمينه لأي شيء كان؟ فقال: انما كان يتختم بيمينه لأنه امام أصحاب اليمين بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد مدح اللهعزوجل أصحاب اليمين وذم أصحاب الشمال، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: شجر لا يكون له ورق ولا شوك فيه، وقرأ أبو عبد اللهعليه‌السلام : وطلع منضود قال: بعضه إلى بعض.

٤٤ ـ في مجمع البيان وروت العامة عن عليٍّعليه‌السلام انه قرأ رجل عنده( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) فقال: ما شأن الطلح؟ انما هو وطلح كقوله:( وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ ) فقيل له: ألآ تغيره؟ فقال: إنّ القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك. رواه عنه ابنه الحسنعليهما‌السلام وقيس بن سعد.

٤٥ ـ ورواه أصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: لا.

__________________

(١) النزق: العجلة في جهل، والخرق: الحمق.

(٢) اللطخ: القطعة القليلة من كل شيء.

٢١٦

٤٦ ـ وورد في الخبر: أنّ في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مأة سنة لا يقطعها، إقْرَؤا إنْ شئتم وظل ممدود. وروى أيضا أنّ أوقات الجنة كغدوات الصيف لا يكون فيها حر ولا برد.

٤٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن محمد بن إسحق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونقل حديثا طويلا يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله حاكيا حال أهل الجنة: ويزور بعضهم بعضا. ويتنعمون في جناتهم في ظل ممدود، في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وأطيب من ذلك.

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار عليٍّ وما في الجنة قصر ولا منزل إلّا ومنها فتر فيها(١) أعلاها أسفاط حلل من سندس وإستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة تشبه الاخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة ؛ ووسطها ظل ممدود ؛ عرض الجنة( كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ) ، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مأتى عام فلا يقطعه، وذلك قوله:( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) وأسفلها ثمار أهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها وكلما يجتنى منها شيء نبتت مكانها اخرى، لا مقطوعة ولا ممنوعة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سئل: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر حديثا طويلا يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حاكيا حال أهل الجنة: والثمار دانية منهم وهو قولهعزوجل :( وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً ) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه، وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لوليّ الله: يا ولي الله كلني قبل أنْ تأكل هذا قبلي.

__________________

(١) مر الحديث بمعناه في ج ٢ صفحة ٥٠٢ فراجع.

٢١٧

٥٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فمن أين قالوا: إنّ أهل الجنة يأتى الرجل منهم إلى ثمرة يتناولها فاذا أكلها عادت كهيئتها؟ قال: نعم ذلك على قياس السراج يأتى القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيئا وقد امتلئت منه الدنيا سراجا.

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ ) الآية فانه حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سأل عليٌّعليه‌السلام رسول الله عن تفسيره هذه الآية فقال: لماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟ فقال: يا عليُّ تلك الغرف بنى الله لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد سقوفها الذهب محكوكة بالفضة(١) لكل غرفة منها ألف باب من ذهب على كل باب منها ملك موكل به، وفيها فرش مرفوعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وفي روضة الكافي مثله سواء.

٥٢ ـ في مجمع البيان: وفرش مرفوعة أي بسط عالية إلى قوله: وقيل: معناه نساء مرتفعات القدر في عقولهن وحسنهن وكمالهن عن الجبائي قال: ولذلك عقبه بقوله: انا انشأناهن انشاء ويقال لامرأة الرجل: هي فراشه ومنه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر.

٥٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً ) قال: الحور العين في الجنة( فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً ) قال: لا يتكلمون إلّا بالعربية وقوله: اترابا يعنى مستويات الأسنان لأصحاب اليمين أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام .

حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال: يا أبا محمّد إنّ في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات إذا أمر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله مكانها أخرى. قلت: جعلت فداك زدني قال: المؤمن يزوج ثمانمائة عذراء وأربعة آلاف ثيب وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذراء؟ قال: نعم ما يفترش منهن

__________________

(١) أي منقوشة بها.

٢١٨

شيئا إلّا وجدها كذلك، قلت: جعلت فداك من أي شيء خلقن الحور العين؟ قال: من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مرآته وكبده مرآتها، قلت: جعلت فداك لهنّ كلام يتكلمنّ به أهل الجنة؟ قال: نعم كلام يتكلمنّ به لم يسمع الخلايق أعذب منه، قلت: ما هو؟ قال: يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبؤس ونحن المقيمات فلا نظعن، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتي لو أنْ قرن(١) إحدانا علّق في جو السماء لا غشي نوره الأبصار ؛ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ في مجمع البيان عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه فضل الغزاة وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير(٢) خضر تسرح في الجنة حيث تشاء تأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش، ويعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس، سلوك كل غرفة ما بين صنعاء والشام يملأ نورها ما بين الخافقين، في كل غرفة سبعون بابا على كل باب سبعون مصراعا من ذهب، على كل باب سبعون نبلة(٣) في كل غرفة سبعون خيمة في كل خيمة سبعون سريرا من ذهب، قوائمها الدر والزبرجد ؛ موصولة بقضبان الزمرد على كل سرير أربعون فراشا، غلظ كل فراش أربعون ذراعا، على كل فراش زوجة من الحور العين عربا أترابا، فقال: أخبرنى يا أمير المؤمنين عن عروبة، قال: هي الغنجة الرضية الشهية لها سبعون ألف وصيف وسبعون الف وصيفة، ضعف الحلي(٤) بيض الوجوه، عليهن تيجان اللؤلؤ، على رقابهن المناديل بأيديهم

__________________

(١) القرن: الخصلة من الشعر.

(٢) حواصل جمع الحوصلة وهو من الطائر بمنزلة المعدة للإنسان.

(٣) كذا في النسخ ولا تخلوا عن التصحيف والتحريف ولم اظفر على الحديث في مظانه في كتاب مجمع البيان ولا الموسوعات الكبيرة الناقلة كالبحار والوسائل.

(٤) كذا.

٢١٩

الاكوبة والأباريق.

٥٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء؟ قال: خلقت من الطيب، لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة، ولا يجرى في ثقبها شيء ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى الاحليل مجرى.

٥٦ ـ في جوامع الجامع( إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً ) وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لام سلمة: هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطاء رمصاء(١) جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء، كلّما أتاهن أزواجهن وجدوهنّ أبكارا، فلمّا سمعت عائشة بذلك قالت: وأوجعاه فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس هناك وجع.

٥٧ ـ وفي الحديث يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلث وثلاثين.

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن علي بن أسباط عن سالم بياع الزطي قال: سمعت أبا سعيد المداينى يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) قال: ثلة من الأولين خربيل مؤمن آل فرعون و( ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

٥٩ ـ وفيه وقوله:( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ) قال: من الطبقة التي كانت مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) قال: بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من هذه الامة.

٦٠ ـ في كتاب الخصال عن سليمان بن يزيد عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أهل الجنة مأة وعشرون صفا، هذه الامة منها ثمانون صفا.

__________________

(١) الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده، والرمص ـ بالتحريك ـ وسخ ابيض يجتمع في مجرى الدمع من العينين.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610