شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار الجزء ٣

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار0%

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 597

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار

مؤلف: للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي
تصنيف:

الصفحات: 597
المشاهدات: 196525
تحميل: 6068


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 597 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 196525 / تحميل: 6068
الحجم الحجم الحجم
شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار الجزء 3

مؤلف:
العربية

وغيرهما من الأرض. والحظر : المنع.

ففضل الحسن والحسينعليهما‌السلام فضل لعلي وفاطمةعليهما‌السلام لأنهما أبواهما ، وفضل للأئمة من ولد الحسين صلوات الله عليهم أجمعين. لأن الحسين أبوهم والحسن عمهم. وفضل لمن تولاهم ، أو دان بحبهما وإمامتهما وتبرأ من أعدائهما ومن نصب لهما واستأثر بحقهما بقدر ما لكل امرئ منهم من ذلك باستحقاقه من الفضل والمثوبة والأجر ، وبقدر ذلك وعلى حبه يكون لأعدائهم ومناصبيهم وغاصبيهم حقهم وقاتليهم وخاذليهم والمتوثبين عليهم ولأعوانهم وأوليائهم من النقيصة والإثم والوزر كما جاء عن الحسين بن عليعليه‌السلام أنه قال :

من تولانا بقلبه وذبّ عنا بلسانه ويده فهو معنا في الرفيق الأعلى ، ومن تولانا بقلبه وذبّ عنا بلسانه وضعف أن يذبّ عنا بيده فهو معنا في الجنة دون ذلك ، ومن تولانا بقلبه وضعف أن يذبّ عنا بلسانه ويده فهو معنا في الجنة دون ذلك.

ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده فهو في الدرك الأسف من النار ، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ولم يعن علينا بيده فهو في النار فوق ذلك ، ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولا بيده فهو في النار فوق ذلك.

على هذه السبيل يكون درجات محبيهم في الجنة ومبغضيهم في النار.

١٢١

مصاب الحسن عليه السلام

[ ذكر ما قام به الحسن الى أن مات مسموما ]

فبعد الذي ذكرنا مما نصّ به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على امامة عليعليه‌السلام وفضله ، وما ذكرناه قبله ، وما ذكرناه في الباب الذي قبل هذا الباب من نصه على فضل الحسن والحسين صلوات الله عليهما ، والاخبار عن مكانهما وموضعهما منه ، والأمر بولايتهما ومحبتهما والترغيب في ذلك ، والنهي عن بغضهما وعداوتهما ، والتحذير من ذلك ، نذكر ما ارتكب به الحسن بن عليعليه‌السلام وما استحلّ منه.

[ أسباب صلح الحسن ]

إنه لما أصيب عليعليه‌السلام وأفضت الامامة الى الحسنعليه‌السلام جمع له معاوية جموع طغام الشام ، ومن استمع له بالبذل والإطعام من السحت والحرام ، وقد قتل أنصار الدين واكثر المؤمنين ، واستفحل أمر المتغلبين ، ومال اكثر الناس ميلهم لما به من الدنيا استمالوهم.

وأقبل معاوية بجموعه الى الحسنعليه‌السلام ولم يجدعليه‌السلام من الناس من يلقاه بمثلهم. وقد تقدم من القول فيما كان من أمير المؤمنين عليعليه‌السلام من استنهاضهم الى قتال معاوية وأصحابه ، وتحريضهم على ذلك

١٢٢

وتخلفهم عنه غير قليل لا يقوم له ما يريده بهم ، وهم الذين خلصوا للحسنعليه‌السلام .

ووجه إليه معاوية يسأله تسليم الأمر إليه ، ويدعوه الى ذلك ، ويبذل له ولشيعته وأنصاره الأمان والبر والإكرام ، والرغائب الجسام.

فلما لم يجد الحسن غير ذلك أجابه الى ما لم يجد بدّا منه ، وما ليس يقطعه عن حقه ، ولا يدفعه عن الإمامة له ، لأن الامامة حق من حقوق الله عزّ وجلّ وأمر من أمره ليس يوجبها لغير أهلها ترك أهلها لا تسليم اياها لمن تغلب عليهم فيها.

كما لم يجب ذلك لمن تقدم [ المستأثرين ] بها لتسليم صاحبها إياها لمن توثب عليها واغتصبها وذلك مثلما لا خلاف بين الامة أن الإمام إذ استقضى قاضيا أو استعمل عاملا ، فسلّم ذلك القاضي القضاء ، أو ذلك العامل العمالة الى غيرهما ، أو خرجا فما جعل من ذلك لهما أن ذلك لا يوجب لمن خرجا من ذلك إليه أخذه بخروجهما وتسليمهما عن رضا ولا عن كره. والإمامة أعلى وأجل من ذلك وأوجب أن لا يكون إلا لمن جعلها الله له وأقامه لها ، وليس التغلب على ظاهر أمرها ، مما يزيل من جعلت له عنها سلّمها أو لم يسلّمها. وعلى الامة ألا يأتمّون إلا بمن جعل الله عزّ وجلّ الإمامة له بنصّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما تقدم بذلك القول. وبنصّ إمام على إمام الى أن تقوم الساعة.

فاهتبل معاوية الفرصة وتغلب على ظاهر أمر الإمامة والامة.

ثم جعل معاوية يبغي بالحسن الغوائل ، ويحتال عليه بالحيل ليفتك به كما فتك بأبيهعليه‌السلام من قبله صلوات الله عليهما. فلم يمكنه من ذلك ما أراد إلا بأن دسّ إليه من سمه ، فمات مسموماعليه‌السلام .

[ معاويه يتآمر ]

[١٠٦٥] يحيى بن الحسين بن جعفر ، باسناده ، أن الحسنعليه‌السلام سقي السم ، وأن معاوية بعث الى امرأته جعدة بنت الاشعث بن

١٢٣

القيس(١) مائة الف درهم. وكان بينها وبين الحسن منازعة. وهمّ بطلاقها ـ فكان مطلاقا(٢) ـ ، فأرسل إليها سما لتسقيه إياه ، ووعدها بأن يزوجها من ابنه يزيد ، وأن ينيلها من الدنيا شيئا كثيرا ، فحملها ما كان بينها وبين الحسنعليه‌السلام ، وما تخوفت من طلاقه إياها ، وما عجله لها معاوية وما وعدها به على أن سقته ذلك السم.

فأقام أربعين يوما في علة شديدة.

[ الحسن يوصي ]

[١٠٦٦] وكان مما حكي عن الحسنعليه‌السلام أنه قام الى المثحم(٣) وعنده جماعة من شيعته ، [ وفيهم ] الحسينعليه‌السلام ثم جاءهم.

فقال : ما جئتكم حتى لفظت طائفة من كبدي ، ولقد سقيت السم مرارا ، فما كان بأشدّ عليّ من هذه المرة ، وأنا ميّت.

فقال الحسينعليه‌السلام : فمن [ فعل ] بك ذلك؟

قال : وما تريد من ذلك ، تريد أن تطلب بثاري؟ دعني ومن صنع بي ذلك الى يوم القيامة الوقوف معه بين يدي الله ، ولا تحدثن في ذلك بعدي حدثا(٤) .

__________________

(١) قال الصادقعليه‌السلام : إن الاشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين ، وابنته جعدة سمت الحسن ، ومحمد ابنه شرك دم الحسينعليه‌السلام ( الكافي ٨ / ١٦٧ ).

(٢) هذه من التهم الاموية التي تنسب للامام الزكي سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وان فعلتها ما كان تخوفا من الطلاق ، بل من خسة ذاتها ودناءة نفسها التي سولت لها في ارتكاب هذه الجريمة. ولذا لما جاءت الى معاوية تطالبه الوفاء بما وعدها ، فقال لها : إنا لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا.

(٣) هكذا في الاصل. وأظنه المخدع كما في بعض الروايات : وهو بيت صغير الذي يكون داخل البيت الكبير.

(٤) وفي مقاتل الطالبيين ص ٤٨ : وما تريد منه؟ أتريد أن تقتله إن يكن هو هو فالله أشد نقمة منك وإن لم يكن هو فما احب أن يؤخذ بي بريء.

١٢٤

وفوض الأمر إليه وأقامه المقام الذي أقامه الله عزّ وجلّ ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه ونصّ عليه في محضر من شيعته ، وعرّفهم أنه القائم في مقام الامامة بعده مع ما سبق إليهم ، واطلعوا عليه فيهما من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأوصاه أن يدفنه مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إن لم ينازع في ذلك ، [ فإن ] نازعه في ذلك منازع ترك ذلك ودفنه في الجبانة الى جانب أمه فاطمة صلوات الله عليهما.

[ موقف عائشة من دفن الحسن ]

وقيل : إن ذلك انتهى الى عائشة ، واختلف القول فيه عنها.

فقال قوم : إنها قالت : ألا ما في البيت إلا مكان قبر واحد كنت أردته لنفسي ، والحسن أحقّ به مني(١) .

وقيل : بل منعت من ذلك أشدّ المنع ، وركبت بغلا ، وخرجت الى جماعة بني أمية ، تقول : هكذا اغتصب علي بيتي(٢) ، ويدفن الحسن في مكان أعددته لنفسي.

وقيل : إن بعض الشعراء قال في ذلك شعرا يقول فيه :

( فيوما على بغل ويوما على جمل )(٣) .

__________________

(١) قال المحب الطبري في ذخائر العقبى ص ١٤١ : وقد كانت عائشة أباحت له أن يدفن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيتها وكان سألها ذلك في مرضه ، فلما مات منع من ذلك مروان وبنو أمية.

(٢) رواه بتفاوت المجلسي في بحار الانوار ٤٤ / ١٥٤ في ذيل حديث ٢٤.

(٣) وقال آخر :

أيا بنت أبي بكر

لا كان ولا كنت

لك التسع من الثمن

ففي الكل تصرّفت

تجمّلت تبغّلت

وإن عشت تفيّلت

١٢٥

والله أعلم أيّ ذلك كان منهما.

وكان سعيد بن العاص عاملا لمعاوية على المدينة(١) ، وكان بها يومئذ مروان بن الحكم. فانتهى الذي قاله الحسنعليه‌السلام الى سعيد ، وقال له بنو أميّة : ما أنت صانع في ذلك؟ هؤلاء يريدون أن يدفنوا الحسن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهم قد منعوا عثمان من ذلك.

فقال سعيد : ما كنت بالذي أحول بينهم وبين ذلك.

فغضب مروان بن الحكم ، وقال : إن لا تصنع في هذا شيئا فخلّ بيني وبينهم.

فقال : أنت وذلك.

فجمع مروان بني أميّة وحشمهم ومواليهم وأخذوا السلاح.

فبلغ ذلك الحسن ، فقال للحسينعليه‌السلام : أناشدك الله أن تهيج في هذا الأمر ، وادفني مع أمي.

وتأكيد ذلك عليه ، واستحلفه فيه. ومات الحسنعليه‌السلام .

وبلع الحسينعليه‌السلام اجتماع من جمعه مروان ، وأنهم قد أخذوا السلاح ووقفوا ليمنعوا من دفن الحسن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فحمي لذلك واهتاج له.

وكانعليه‌السلام أبيّ النفس شهما شجاعا. وجاءه مواليه وشيعته ، فأمرهم فأخذوا سلاحهم.

واحتمل سرير الحسنعليه‌السلام ليصلّي عليه. وخرج سعيد بن العاص ، فدفع الحسينعليه‌السلام في قفاه ، وقال له : تقدم لو لا السنّة ما قدمتك(٢) .

__________________

(١) ولاه عثمان الكوفة ثم المدينة ، اعتزل الجمل وصفين مات بالعقيق ٥٩ ه‍.

(٢) مقاتل الطالبيين ص ٥٠.

١٢٦

يعني على ظاهر الأمر أن السلطان أو من أقامه للصلاة بالناس ، إذا حضر الجنازة كان أحق بالصلاة عليها من وليها.

فصلّى عليه سعيد بن العاص ، فلما انصرف قام عبد الله بن جعفر الى الحسينعليه‌السلام ، فقال له : عزمت عليك لما امتثلت وصية أخيك ولم تخالفه ، وتلقح شرا.

ووقف الى جمع بني أميّة ، فقال : قد علمتم الحسين بن عليعليه‌السلام ، وإنه لا يقرّ على الضيم ، وقد أوصاه أخوه أن يدفنه بالبقيع(١) ، فلا تلجئوه الى أن يلقح شرا بوقوفكم ، فانصرفوا.

وتقدم عبد الله بن جعفر(٢) فأخذ بمقدم السرير ولم يزل بالحسينعليه‌السلام حتى أجابوا. ومضى نحو البقيع ، فدفنه الى جنب فاطمةعليها‌السلام ، كما اوصي بذلك ، وانصرفوا. وسبق الخبر الى معاوية بموت الحسنعليه‌السلام في الوقت الذي مات فيه قبل أن يدفن ، وإنه أوصى أن يدفن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأظهر لموته سرورا. وقال : إن صدق ظني بمروان فبمنعه من دفنه مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجعل يقول : إيها مروان.

فلما دفن أرسلوا رسولا إليه ثانيا بالخبر ، ففرح لذلك ، وأثنى على مروان خيرا.

[ بنت الأشعث قاتلة وخائنة ]

[١٠٦٧] يحيى ، باسناده ، عن مغيرة ، أنه ذكر وفاة الحسنعليه‌السلام فقال :

__________________

(١) بقيع الغرقد وهو مقبرة أهل المدينة. ( عمدة الاخبار ص ٢٧٦ ).

(٢) ولد في الحبشة ابن أخي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، جاء مع أبيه الى المدينة ، لقب ببحر الجود لكرمه ، كان مع علي يوم صفين ، وهو زوج عقيلة بني هاشم زينب الكبرى ، توفي بالمدينة ٨٠ ه‍.

١٢٧

أرسل رجل(١) الى امرأته جعدة بنت أشعث بمائة ألف درهم.

وقال لها : إني ازوجك ابني. وبعث إليها شربة سم لتسقيه إياها.

ففعلت. فصوغها الدراهم ، ولم يزوجها ابنه.

كنى عن ذكر معاوية للتقية.

قال : فتزوجها بعد الحسن رجل من آل طلحة وأولدها أولادا ، وكانوا يعيرون بذلك. [ وقالوا : يا بني مسمة الازواج ](٢) .

[١٠٦٨] وبآخر ، عن عبد الله بن عباس ، أنه قال : كان الحسنعليه‌السلام قد سقي السم ، سقته امرأته إياه ـ جعدة بنت الاشعث ـ فكانت نفسه فيه ، واعطيت على ذلك مالا كثيرا.

فو الله ما خار الله لها ، وكان الخيرة والغبطة لابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيما أصان الله إليه من نعيم الآخرة ، وكان الذي أعطاها ذلك ، وأرسله إليها على ذلك غير مصيب ولا موفق ، وخرج من الدنيا ملوما مذموما ، قد سلب الله ما كان فيه ، وأخرجه منه الى ضيق ما استودع من حضرته ، وكان الله حسيبه.

[١٠٦٩] وبآخر ، عن يحيى ، قال : توفي الحسنعليه‌السلام وسعد بن أبي وقاص(٣) بعد ما مضت من إمارة معاوية عشر سنين ، أنهما سقيا السم.

وقيل : إن رجلا بعث الى زوجة الحسنعليه‌السلام ـ بنت الأشعث بن القيس ـ مائة ألف درهم وشربة من سم أن تسقيه الحسنعليه‌السلام ، ففعلت ، فمات منها ، وأوصى أن يدفن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلا أن يخاف أن يهراق في ذلك دم. وأرادوا

__________________

(١) وفي بحار الانوار ٤٤ / ١٥٥ الحديث ٢٥ : صرح في الحديث اسم معاوية.

(٢) ما بين المعقوفتين من مقاتل الطالبيين ص ٤٨.

(٣) القرشي وكان من أفراد الشورى توفي بالمدينة ٥٥ ه‍.

١٢٨

ذلك ، فجمع لهم مروان من كان هناك من بني أميّة وحشمهم ومواليهم وأخذوا السلاح. فبلغ ذلك الحسينعليه‌السلام فجاءهم ومن معه من مواليه وشيعته في السلاح ليدفنوا الحسنعليه‌السلام في بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأقبل مروان هو وأصحابه ، وهو يقول :

يا رب هيجا هي خير من دعة ، أيدفن عثمان في البقيع ، ويدفن الحسن بن علي في بيت النبي!؟ والله لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السيف(١) ، وكادت أن تقع الفتنة. وأبى الحسينعليه‌السلام إلا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكلّمه عبد الله بن جعفر والمسور بن مخرمة في أن يدفنه في البقيع كما عهد إليه. وقال له عبد الله بن جعفر :

عزمت عليك بالله أن تكلمني كلمة(٢) .

وأخذ بمقدم السرير ومضى نحو البقيع ، فانصرف مروان. وبلغ معاوية ما كان أراده من دفن الحسنعليه‌السلام في بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

فقال : ما أنصفنا بنو هاشم حيث يريدون دفن الحسن في بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد منعوا عثمان من ذلك(٤) ، ولئن كان ظني بمروان صادقا ، فلن يصلوا الى ذلك.

__________________

(١) أيتذكر هذا الرجل عثمان وينسى صفح وعفو أمير المؤمنين في يوم البيعة ويوم الجمل وما قاله في ذلك اليوم. راجع الجزء الرابع الحديث ٣٣٣. هكذا يرد الجميل؟ ونعمّ ما قاله الشاعر :

وحسبكم هذا التفاوت بيننا

وكل إناء بما فيه ينضح

(٢) راجع مقاتل الطالبيين ص ٤٨.

(٣) مقتل الخوارزمي ص ١٣٨.

(٤) لانه أقرب من الحسن الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو لأمر آخر لا نعرفه لعله العصبية القبلية التي نبذها الاسلام والتزم بها المنافقون.

١٢٩

وجعل يقول : إيها مروان ، أنت لها.

[١٠٧٠] الزبير بن عباد ، باسناده ، عن [ يحيى بن ] عبد الله بن علي : أن الحسنعليه‌السلام أصابه بطن. فلما أيقن بالموت ، أرسل الى عائشة أن يدفن مع رسول الله.

فقالت : نعم(١) ، وما بقي إلا موضع قبر واحد كنت أردته لنفسي.

فلما سمع بذلك بنو أميّة استلأموا السلاح هم وبنو هاشم للقتال. فبلغ ذلك الحسنعليه‌السلام ، فقال لأهله :

أما إذا كان هذا فلا حاجة لي بذلك ، ادفنوني في جانب أمي فاطمةعليها‌السلام .

[ ضبط الغريب ]

استلأموا السلاح.

اللامة : الدرع. فاذا لبسها الرجل ، قيل : استلأم مهموز.

[ نعي الحسن ]

[١٠٧١] وبآخر ، عن أبي اليقظان(٢) ، قال :

قدم البصرة بوفاة الحسنعليه‌السلام عبد الله بن سنان الهزلي مسرعا في السير بذلك.

فقال الجارود بن أبي سيرة في ذلك :

اذا ما يريد السوء أقبل نحونا

بإحدى الدواهي الربد سار فأسرعا

__________________

(١) وفي ذخائر العقبى ص ١٤٢ : نعم حبا وكرامة.

(٢) وأظنه عمار بن أبي الاخوص.

١٣٠

فان كان شرا سار يوما وليلة

وان كان خيرا أقسط السير أربعا

[ ضبط الغريب ]

قوله : الربد.

جمع ربداء. والربدة لون بين السواد والصفرة كلون الرماد. وهو لون قبيح ، فنسب الداهية إليه ووصفها به كأنه قال : داهية مظلمة.

وقوله : أقسط السير أربعا.

قسمه على أربع مراحل. يقال منه : قد قسط القدم الشيء بينهم إذا قسموه على العدل. والقسط : بالسوية.

ولما جاء خبره نعاه زياد لجلسائه. وخرج الحكم بن العاص الثقفي ، فنعاه الناس ، فعلت الأصوات بالبكاء عليه.

[ متى ذلّ الناس؟ ]

[١٠٧٢] وبآخر ، عن عمرو بن بشير(١) ، قال : قلت لأبي إسحاق : متى ذلّ الناس؟

قال : لمّا مات الحسن بن عليعليه‌السلام وقتل حجر بن عدي(٢) وادعى زياد(٣) .

[ وداعا يا أبا محمد ]

[١٠٧٣] وبآخر ، أن الحسن بن عليعليه‌السلام توفي وهو ابن ثماني

__________________

(١) وفي مقاتل الطالبيين ص ٥٠ : عمر بن بشر.

(٢) وقد مرّ خبره.

(٣) زياد بن أبيه ادعاه معاوية أنه ابن أبي سفيان.

١٣١

وأربعين سنة. وكانت وفاته في شهر ربيع الاول سنة تسع وأربعين.

وقيل : في صفر من سنة خمسين بعد سنة احدى وخمسين(١) .

__________________

(١) انساب الاشراف ٣ / ٦٤.

المراثي

رثاه الامام الحسين عليه‌السلام قائلا :

أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي

ورأسك معفور وأنت سليب

أو أستمتع الدنيا لشيء احبه

ألا كل ما أدنا إليك حبيب

فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة

عليك وما هبّت صبا وجنوب

وما هملت عيني من الدمع قطرة

وما اخضرّ في دوح الحجاز قضيب

بكائي طويل والدموع غزيرة

وأنت بعيد والمزار قريب

غريب وأطراف البيوت تحوطه

ألا كل من تحت التراب غريب

ولا يفرح الباقي خلاف الذي مضى

وكل فتى للموت فيه نصيب

فليس حريب من اصيب بماله

ولكن من وارى أخاه حريب

نسيبك من أمسى يناجيك طيفة

وليس لمن تحت التراب نسيب

وقال سليمان بن قتة :

يا كذب الله من نعى حسنا

ليس لتكذيب قوله ثمن

أحول في الدار لا أراك وفي النا

ر اناس جوارهم غبن

كنت خليلي وكنت خالصتي

لكل حيّ من أهله سكن

وقال النجاشي :

يا جعد بكيه ولا تسأمي

بكاء حق ليس بالباطل

على ابن بنت الطاهر المصطفى

وابن ابن عم المصطفى الفاضل

كان اذا شبت له ناره

يوقدها بالشرف القابل

كيما يراها بائس مرمل

أو ذو اغتراب ليس بالآهل

لن تغلقي بابا على مثله

في الناس من حاف ولا ناعل

نعم فتى الهيجاء يوم الوغى

والسيد القائل والفاعل

وقال رجل من غطفان :

بنو حسن كانوا مناخ ركابنا

قديما وما كنا ابن عمران نتبع

وقال أبو اليقظان :

أتاني فوق العال من أرض مسكن

بأن إمام الحق أمسى مسالما

١٣٢

فهذه جملة من القول فيما اوتي الى الحسن بن عليعليه‌السلام وما ارتكب بنو أميّة منه لعداوتهم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولأهل بيتهعليهم‌السلام ولمطالبتهم إياهم بثأر من قتل منهم على أيديهم من المشركين من آبائهم وأوليائهم وحقد الجاهلية المتقدم فيهم عليهم.

__________________

فما زلت مذ نبئته بكآبة

أراعي النجوم خاشع الطرف واجما

فراجعت نفسي ثم قلت لها اصبري

فإن الإمام كان بالله عالما

١٣٣

[ مقتل الحسين عليه السلام ]

[ ذكر ما ارتكبوه من الحسينعليه‌السلام ]

[١٠٧٤] محمد بن إبراهيم ، باسناده ، عن عائشة ، قالت : أجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحسين على فخذه ، فأتاه جبرائيلعليه‌السلام ، فقال له : [ تحبه؟

قال : ألا احبّ ابني ](١) .

[ قال : ] يا محمد ، إن امتك ستقتل ابنك هذا من بعدك.

فدمعت عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقال له جبرائيلعليه‌السلام : إن شئت أتيتك بتربة الأرض التي يقتل فيها.

قال : نعم.

فأتاه بتراب من تراب الطف.

[ الرسول وأمّ سلمة ]

[١٠٧٥] أبو غسان ، باسناده ، عن زينب بنت جحش زوج النبي صلّى الله

__________________

(١) ما بين المعقوفتين من المناقب ٤ / ٥٥.

١٣٤

عليه وآله : رأيت عمة [ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] أميمة بنت عبد المطلب ، أنها قالت :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نائما في بيتي ، والحسينعليه‌السلام صبي صغير يجول في البيت. فجاء حتى جلس على بطن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فبال. فبادرت لأخذه. فقال : دعي ابني.

فتركته حتى إذا فرغ. فصبّ عليه ماء ، ثم احتضنه(١) . وقام يصلّي ، وكان إذا قام احتضنه [ إليه ، واذا ركع ] وسجد وجلس وضعه على الأرض ، حتى قضى صلاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم يدعو ويرفع يديه(٢) .

فقلت : يا رسول الله لقد رأيتك تصنع في صلاتك شيئا ما رأيتك تصنعه قط! قال : إن جبرائيلعليه‌السلام أتاني فأخبرني أن ابني هذا يقتل بعدي. وقال : إن شئت أريتك من التربة التي يقتل عليها.

فقلت أرني.

فأراني تربة حمراء.

[١٠٧٦] سعد بن طريف ، عن أبي جعفر محمد بن عليعليه‌السلام ، أنه قال :

دخل الحسينعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو غلام صغير ، فوضعه على بطنه. فأتاه جبرائيلعليه‌السلام ، فقال :

يا محمد إن ابنك هذا تقتله امتك على رأس ستين سنة من هجرتك.

__________________

(١) وفي تاريخ دمشق ١ / ١٨١ : ثم دعا بماء وقال : إنه يصب من الغلام ويغسل من الجارية فصبوا صبا ، ثم توضأ وقام يصلّي.

(٢) وفي مفتاح النجاة ص ١٣٥ : فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه.

١٣٥

ثم أراه التربة التي يقتل عليها.

[١٠٧٧] الأعمش(١) ، عن أبي عبيد ، أنه قال : [ دخلنا على أبي هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي وهو جالس على دكان ](٢) كنا جلوسا(٣) ، فدخلت شاة فبعرت. فقال بعض أصحاب عليعليه‌السلام : لقد ذكرني هذا البعر حديثا سمعته من أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

فقيل له : هات بعض هناتكم معاشر الشيعة.

قال : أقبلنا مع أمير المؤمنينعليه‌السلام من صفين حتى نزل كربلاء ، فصلّى بنا الفجر بين شجرات حرمل ، فلما قضى الصلاة ، انفتل فإذا هو ببعر غزال ، فأخذه ، ففته ، وجعل يشمه.

ثم قال : يحشر من هذا المكان يوم القيامة قوم يدخلون الجنة بغير حساب(٤) .

[ ضبط الغريب ]

قوله : بعض هناتكم.

يقال : ما رأيت من فلان هناة : أشياء مكروهة. ولا يقال في الخير هناة.

[١٠٧٨] أبو نعيم ، باسناده ، عن كعب ، أن علياعليه‌السلام مرّ به وهو جالس مع قوم.

__________________

(١) أبو محمد سليمان بن مهران الاسدي الكاهلي الكوفي الاعمش ولد بالكوفة ، وتوفي ١٤٥ ه‍.

(٢) طبقات ابن سعد ـ مخطوط ـ.

(٣) وفي مقتل الخوارزمي ص ١٦٥ : عن أبي فاطمة ، قال : جاء مولاي أبو هرثمة من صفين ، فسلّمنا عليه ، فمرت شاة ، فبعرت ...

(٤) قال : قالت جرداء ( امرأته وكانت أشد حبا لعلي وأشد لقوله تصديقا ) : وما تنكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك ـ نادت بذلك وهو في جوف البيت ـ.

١٣٦

فقال لهم : يقتل ولد لهذا في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

فمرّ الحسنعليه‌السلام ، فقالوا له : هو هذا يا أبا إسحاق؟

قال : لا.

ثم مرّ الحسينعليه‌السلام ، فقالوا له : هو هذا؟

قال : نعم وهذا ما سمعه كعب من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

[ فتية تبكي عليهم السماء والأرض ]

[١٠٧٩] الدغشي ، باسناده ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال :

سرنا مع عليعليه‌السلام الى شاطئ الفرات ، فمرّ راهب ، فقال له : يا راهب ، أين العين التي هاهنا؟

قال : لا أعلم بها إلا بالخبر ، فانه يقال : إنه لا يعلم مكانها إلا نبي أو وصيّ نبي.

فأخذ عليعليه‌السلام مع الوادي ، وجعل ينظر يمينا وشمالا ، ثم قال : احفروا هاهنا.

فحفروا فوجدوا حجرا ، فقال : ارفعوه.

فرفعوه ، فإذا عين ماء تحته. فشربنا وسقينا دوابنا.

ثم قال عليعليه‌السلام لنا : يقتل هاهنا من آل محمد فتية تبكي عليهم السماء والأرض.

__________________

(١) وفي أمالي الصدوق ص ١٢١ : سمعت كعب الأحبار يقول : إن في كتابنا ، أن رجلا من ولد محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقتل ولا يجف ...

١٣٧

[ أمير المؤمنين يحدّد موضع الشهادة ]

[١٠٨٠] القاسم بن محمد المروزي ، باسناده ، عن شيب بن محزوم(١) ، أنه قال :

بينا نحن نسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام إذ بلغ كربلاء. فقال : ما اسم هذا المكان؟

قالوا : كربلاء.

قال : كرب وبلاء.

ثم نزل ، فقعد علي على رابية ، ثم قال : يقتل في هذا الموضع خير شهداء على ظهر الأرض بعد شهداء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ثم قام ، فنظرت فإذا عظام حمار.

[ قال : قلت : بعض كذباته وربّ الكعبة ]

فقلت لغلامي : خذ عظما. فأخذه ، وجاءني به. فقلت له : احفر له هاهنا. حيث جلس أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، فحفر هنالك حفيرا ، فدفنت فيه العظم ، وأبقيت منه شيئا يسيرا على وجه الأرض ليرى موضعه(٢) .

فلما قتل الحسينعليه‌السلام ، قلت لأصحابي : انطلقوا بنا الى المكان الذي قتل فيه الحسينعليه‌السلام . فإذا جسد الحسينعليه‌السلام على العظم الذي دفنت ، وأصحابه [ ربضة ] حوله.

__________________

(١) وفي مقتل الخوارزمي ١ / ١٦١ : شيبان بن محزم. وكان عثمانيا. وفي طبقات ابن سعد : وكان عثمانيا يبغض عليا.

(٢) وأضاف في مقتل الخوارزمي : ثم ضرب الدهر ضرباته.

١٣٨

[ لا بارك الله في يزيد ]

[١٠٨١] الليث بن سعد ، باسناده ، عن معاذ بن جبل(١) ، قال :

خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونحن ببابه ـ أنا وأبو عبيدة ـ فقال :

إني محمد النبي ، أوتيت مفاتيح الكلام ، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم ، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله فاحلّوا حلاله وحرّموا حرامه.

ألا وإن أمامكم فتن كقطع الليل ، وقد نعي إليّ حبيبي الحسين ، واخبرت بقاتله وموضع مصرعه. والذي بعثني بالحق لا يقتل بين ظهراني قوم فلا يمنعوه إلا خالف(٢) الله بين كلامهم ، وألبسهم شنعا.

ويح لأفراخ محمد من جبار عفريت مترف يقتل خلفي وخلف خلفي.

ثم قال : يزيد لا بارك الله في يزيد. ودمعت عيناه.

[١٠٨٢] إبراهيم بن ميمون ، باسناده ، عن عليعليه‌السلام : أنه قال :

جاء جبرائيلعليه‌السلام الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله إن الرعد ملك السحاب قد استأذن الله في زيارتك ، وهو آتيك.

فبينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معنا إذ أتاه ، فسلّم عليه ، فقال له : يا رعد هل لك المنزل؟

__________________

(١) الأنصاري الخزرجي شهد المشاهد كلها مع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات بطاعون عمواس ١٨ ه‍ نقل السيد الخوئي في رجاله ١٨ / ١٨٤ : عن كتاب سليم بن قيس الهلالي أنه من أصحاب الصحيفة ( وأصحاب الصحيفة هم الذين كتبوا صحيفة والتزموا فيها بازالة الامامة عن عليعليه‌السلام ).

(٢) هكذا في الاصل والاصلح : خالفوا.

١٣٩

قال : نعم.

فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والرعد معه حتى انتهيا الى المنزل ، ثم دخلا الحجرة. فدخل رسول الله البيت ، ووقف الرعد في [ باب ] الحجرة.

فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ادخل.

فقال : أنا لا أدخل بيتا فيه تصاوير.

قال : وكان نمط(١) لبعض أزواج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه صور ، موضوع على فراش النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال : فما نصنع به البيعة؟

قال : لا ، ولكن ابسطوا وطئوا عليه.

ففعل ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ودخل الرعد البيت واستلقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجاء الحسينعليه‌السلام فقعد على بطنه.

فقال له الرعد : من هذا يا رسول الله؟

قال : هذا ابني وابن ابنتي.

قال : إن امتك ستقتله من بعدك. فإن شئت ارينك تربة البلاد التي يقتل بها.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نعم.

فبسط جناحه نحو المشرق ، وجاء بقبضة من تراب أحمر من كربلاء ، فأعطاها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فخرجصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يبكي ويقول :

هذا المنبئ [ بأن ] الحسين يقتل من بعدي.

__________________

(١) ثوب من صوف ، ويطرح أيضا على الهودج.

١٤٠