شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار الجزء ٣

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار3%

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 597

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 597 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 207276 / تحميل: 7180
الحجم الحجم الحجم
شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحبّ قوما حشر معهم. وقوله عليه الصلاة والسلام : أنت مع من أحببت.

[١٣٤٩] أبو الجارود ، قال : قلت لجعفر بن محمدعليه‌السلام بأن الناس يعيبونا بحبكم.

قال : أعد عليّ. فأعدت عليه.

فقال : لكني اخبرك أنه اذا كان يوم القيامة جمع الله تعالى الخلائق في صعيد واحد ، فيسمعهم الداعي ويفقدهم البعيد. ثم يأمر الله النار فتزفر زفرة يركب الناس لها بعضهم على بعض ، فاذا كان ذلك قام محمد نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيشفع ، وقمنا فشفعنا ، وقام شيعتنا فشفعوا ، فعند ذلك سواهم :( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ. فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) .

والله يا أبا الجارود ، ما طلبوا الكرّة إلا ليكونن من شيعتنا.

[١٣٥٠] ابن زيد ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن عليعليه‌السلام يقول : كان عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفر من أصحابه وفيهم عليعليه‌السلام ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله تعالى إذا بعث الخلق يوم القيامة خرج قوم من قبورهم ، بياض وجوههم كبياض الثلج ، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن [ و ] نعال من ذهب شركها [ من لؤلؤ ](٢) يتلألأ ، يؤتون بنوق من نوق الجنة بيض عليها رحائل الذهب ، فيركبونها حتى ينتهون الى الجبّار ، والناس يحاسبون ويفزعون ويعتبون وهم يأكلون ويشربون.

فقال عليعليه‌السلام : يا رسول الله من هؤلاء؟

__________________

(١) الشعراء : ١٠٢.

(٢) من البرهان ٢ / ٢٤ ، وفي الاصل : نور.

٤٦١

قال : هم شيعتك يا أبا الحسن. وذلك قوله تعالى :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً ) (١) .

[١٣٥١] وقال أبو بصير ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : ما يضرّ من اكرمه الله بأن يكون من شيعتنا ما أصابه في الدنيا ولو لم يكن يقدر على شيء يأكله إلا الحشيش.

[١٣٥٢] قال : وسمعته يقول : قال أبو جعفر ـ يعني أباه ـ : ما من مؤمن من يحضره الموت إلا رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليا وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام حيث يسره ، ولا كافرا إلا رآهم.

[١٣٥٣] مثنى ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن عليعليه‌السلام ، أنه قال : إن حول العرش رجال لهم وجوه من نور على منابر من نور [ بمنزلة الأنبياء ] وليسوا بأنبياء [ وبمنزلة الشهداء ] ولا شهداء ليعظمهم النبيون والمرسلون.

قال : جعلت فداك ، ما أعظم منزلة هؤلاء القوم.

[ قال : ] فانهم والله شيعة علي ؛ وهو امامهم.

[١٣٥٤] خالد الكناسي ، قال : قال رجل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ألا أصف لك ديني ، يا ابن رسول الله؟

قال : بلى.

قال : فاني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عليا بعد رسول الله الامام الذي افترض الله طاعته ، ثم الحسن ، ثم الحسين ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم أنت تلك المنزلة.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يرحمك الله ، والله لا يلقى الله عبد

__________________

(١) مريم : ٨٥.

٤٦٢

هذا دينه إلا بعثه الله تعالى مع محمد وعلي وإبراهيمعليهم‌السلام .

[ المؤمن لا تمسّه النار ]

[١٣٥٥] الحضرمي ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : والله لا يموت عبد يحب الله ؛ ورسوله ؛ وولايتنا أهل البيت فتمسه [ النار ] أبدا.

قال ذلك ثلاثا.

٤٦٣

[ الامام الصادق مع أبي بصير ]

[١٣٥٦] أبو بصير ، قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام ، وقد كبر سني وذهب بصري وقرب أجلي ، مع أني لست أدري ما أرد عليه.

فقال : وإنك لتقول هذا يا أبا محمد ، أما علمت أن الله يكرم الشباب منكم ويجلّ الشيخ.

قلت : هذا لنا يا ابن رسول الله؟

فقال : نعم ، وأكثر منه.

قلت : زدني يا ابن رسول الله.

قال : أما سمعت قول الله تعالى :( رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) (١) أما أنه إياكم عنى [ إذ ] وفيتم بما أخذ عليكم من عهدنا ولم تستبدلوا بنا غيرنا ، هل سررتك يا أبا محمد؟

قلت : نعم جعلت فداك ، فزدني.

قال : رفض الناس الخير ورفضتم الشر ، وافترقوا على فرق وتشعبوا على شعب ، وتشعبتم مع أهل بيت نبيكم ، فابشروا ثم ابشروا ، فأنتم

__________________

(١) الاحزاب : ٢٣.

٤٦٤

والله المرحومون المتقبل من محسنكم المتجاوز عن مسيئكم ، من لم يكن على ما أنتم عليه لم يتقبل منه حسنة ، ولا يتجاوز له سيئة ، هل سررتك يا أبا محمد؟

قلت : بلى زدني ، جعلت فداك.

قال : فان الله تعالى وكل ملائكة من ملائكته يسقطون الذنوب عن شيعتنا كما يسقط الورق عن الشجر أو ان سقوطه ، وذلك قوله :

( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) (١) فاستغفار الملائكة والله لكم دون هذا الخلق كلهم ، هل سررتك يا أبا محمد؟

قلت : نعم ، فزدني جعلت فداك.

فقال : ذكركم الله تعالى في قوله :( وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ. أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) (٢) فأنتم والله في الجنة تحبرون وفي النار تطلبون ، هل سررتك يا أبا محمد؟

قلت : نعم جعلت فداك ، [ فزدني ].

قال : ذكركم الله تعالى في كتابه ، فقال :( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) (٣) والله ما استثنى أحدا غير علي وأهل بيته وشيعته.

ولقد ذكركم الله في موضع آخر من كتابه ، فقال : « اولئك( مَعَ

__________________

(١) غافر : ٧.

(٢) ص : ٦٢ و ٦٣.

(٣) الدخان : ٤١ و ٤٢.

٤٦٥

الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) (١) فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا الموضع من النبيّين ونحن الصدّيقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ، هل سررتك يا أبا محمد؟

قلت : نعم جعلت فداك ، فزدني.

قال : قد ذكركم الله تعالى في كتابه ، فقال :( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) (٢) والله ما عنى غيركم ، هل سررتك يا أبا محمد؟

قلت : نعم جعلك فداك ، فزدني.

قال : ذكركم الله تعالى في كتابه :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٣) ، فأنتم والله اولو الألباب ، هل سررتك يا أبا محمد؟

قلت : نعم ، فزدني جعلت فداك.

قال : قال الله تعالى :( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) (٤) أنتم عباده الذين عنى بذلك ، هل سررتك يا أبا محمد؟

[ قلت ](٥) : نعم ، فزدني جعلت فداك.

قال : كل آية في كتاب الله تسوق الى الجنة وتذكر الخير فهي فينا ، وكل آية تحذر الناس وتذكر أهلها فهي في عدونا ومن خالفنا.

__________________

(١) النساء : ٦٩.

(٢) الزمر : ٥٣.

(٣) الزمر : ٩.

(٤) الحجر : ٤٢.

(٥) وفي الاصل : قال.

٤٦٦

ثم سمع الناس يعجون يومئذ بالأبطح ، فقالعليه‌السلام : ما أكثر العجيج وأقل الحجيج ، والله ما يقبل إلا منك ومن أصحابك يا أبا محمد الحديث.

[١٣٥٧] أبو سعيد الخدري ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال : سيأتي على أهل الجنة ساعة يرون فيها نور الشمس والقمر(١) . يقولون : أليس قد وعدنا ربنا أن لا نرى فيها شمسا ولا زمهريرا؟(٢) .

فيقال لهم : صدقتم ، ولكن هذا رجل من شيعة عليعليه‌السلام يتحول من غرفة الى غرفة [ فهذا الذي أشرق عليكم من نور وجهه ](٣) .

[١٣٥٨] جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال : إذا كان يوم القيامة أوحى الله تعالى الى جهنم أن اخمدي ، فانه يريد أن يمرّ عليك شيعة عليعليه‌السلام .

قال : فيمرون عليها ولا يحسون بها ، فتناديهم من تحت أقدامهم : عجلوا ؛ عجلوا ؛ فقد أطفأ نوركم لهيبي.

[١٣٥٩] فضل بن الزبير ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إنا أهل بيت خلقنا من علّيين وخلقت قلوبنا من الذي خلقنا ، وخلقت شيعتنا من أسفل ذلك ، وخلقت قلوب شيعتنا [ من ] الذي خلقوا منه. وان عدونا خلقوا من سجّين ، وخلقت قلوبهم من الذي خلقوا منه. فهل يستطيع أهل علّيين أن يكونوا أهل سجّين؟

__________________

(١) هكذا صححناه وفي الاصل : نورا لا شمس ولا قمر.

(٢) اشارة الى الآية الكريمة( لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) الانسان : ١٣.

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من بشارة المصطفى ص ١٥٩.

٤٦٧

[١٣٦٠] جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال لعليعليه‌السلام : يا علي ، إن شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب ، ولهم من الذنوب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر وقد فرجت عنهم الشدائد ؛ وسهلت لهم الموارد ؛ وأعطوا الأمن والأمان ؛ وارتفعت عنهم الاحزان ، يخاف الناس ولا يخافون ؛ ويحزن الناس ولا يحزنون ، شرك نعالهم يتلألأ نورا ، على نوق لها أجنحة قد ذللت من غير مهانة ، وتحببت من رياضة أعناقها ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم على الله تعالى.

[١٣٦١] ابن أبي الجعد ، عن زيد بن أرقم ، قال : خرجت أمّ سلمة على قوم وهم يذكرون عليا وعثمان ، فقالت : أيّ شيء يقولون؟ شيعة علي هم الفائزون ، وهذا مما سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقوله.

وقد ذكرناه عنه وهو خبر مشهور.

[١٣٦٢] الثوري(١) ، يرفعه الى عليعليه‌السلام ، أنه قال : نحن ومن يحبنا كهاتين ـ وجمع بين اصبعيه المسبحة والوسطى ـ حتى نرد على نبينا الحوض.

[١٣٦٣] عن عمار بن ياسر ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يقول : نوديت ليلة اسري بي الى السماء ـ الى ربي ـ : يا محمد ، قلت : لبيك وسعديك.

قال : إني اصطفيتك لنفسي وانتجبتك لرسالتي ، وأنت نبيي ورسولي وخير خلقي ، ثم الصدّيق الاكبر علي وصيّك ، خلقته من طينتك وجعلته وزيرك ، وابناك الحسن والحسين. أنتم من شجرة ،

__________________

(١) سفيان الثوري.

٤٦٨

أنت يا محمد أصلها وعلي غصنها والحسن والحسين ثمارها ، خلقتكم من طينة علّيين ، وجعلت شيعتكم منكم ، فقلوبهم تهوي إليكم.

قلت : يا رب هو الصدّيق الاكبر؟

قال : نعم ، هو الصدّيق الاكبر.

[١٣٦٤] الحكم بن سليمان ، باسناده ، عن عبد الله بن محمد ، عن عمرو بن علي بن أبي طالب ، قال : نزلت في عليعليه‌السلام وشيعته آية من كتاب الله وهو قوله :( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (١) .

[١٣٦٥] أبو بصير ، قال : قال لنا أبو جعفر محمد بن عليعليه‌السلام : ليهنكم الاسم الذي نحلكم الله تعالى إيّاه.

قلنا : وما هو يا ابن رسول الله؟

قال : الشيعة ، إن الله يقول :( إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ. إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (٢) وقال :( هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ ) (٣) .

وشيعة الرجل ـ في اللغة ـ : أنصاره وأصحابه والموافقون له ، ولذلك قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : شيعة علي هم الفائزون.

وذكرعليه‌السلام شيعة عليعليه‌السلام في غير حديث ، وقد ذكر بعض ذلك ، ولم يأت عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل ذلك لأحد من أصحابه ـ فيما علمناه ـ لم يقل شيعة أبي بكر ولا عمر ولا غيرهما ، ولا ذكر إلا شيعة علي الذين هم أنصاره ، ودعا لهم بذلك ، ودعا على مخالفيهم ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من

__________________

(١) البينة : ٧.

(٢) الصافات : ٨٣ و ٨٤.

(٣) القصص : ١٥.

٤٦٩

نصره ، واخذل من خذله. ولم يقل ذلك لأحد غيره ، وفي ذلك بيان لاستخلافه إياه وامامته دون من سواه. ومن هذا الوجه أيضا أن شيعة الرجل أنصاره وأصحابه وموافقوه قول الله تعالى في قصة نوحعليه‌السلام :( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (١) .

وكان ابراهيم ثالث النطقاء المرسلين ، أرسله الله تعالى بعد نوحعليه‌السلام مصدّقا له ، ولما جاء به من الرسالة من عند الله ناصرا بذلك له موافقا لما جاء به من الرسالة ، فكان بذلك من شيعته كما أخبر الله تعالى بذلك.

وكذلك قوله :( فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) (٢) . كان الذي استغاث موسىعليه‌السلام رجل مؤمن من أنصار موسىعليه‌السلام وأتباعه ، والشيعة في اللغة ـ أيضا ـ : كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة أصنافهم(٣) ، ومن ذلك قول الله تعالى :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ) (٤) ، وقوله :( كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ ) (٥) أي : بأمثالهم من الشيع الماضية. والمشايعة ـ في اللغة ـ : المتابعة في الأمر ، ويقال منه : شايعت فلانا على كذا : اذا تابعه عليه. وقد كان لعليعليه‌السلام في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوم اتبعوه على أمر وتولّوه وعرفوا حقه وحفظوا ما استحفظهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أمره يعرفون بذلك ، ولم يكن مثل ذلك لأحد من الصحابة غيره ، إذ لم [ يكن ] أحد منهم في مقام من يتّبع ويتولى من له أمر يتّبع ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعرّفهم بذلك ويثني به عليهم. ويسميهم : « شيعة علي » ويذكر فضله مثل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار.

__________________

(١) الصافات : ٨٣ و ٨٤.

(٢) القصص : ١٥.

(٣) في نسختنا هذه العبارة كما يلي : فهم شيعة أصنافهم شيعة. والظاهر أنه سهو من النساخ.

(٤) الحجر : ١٠.

(٥) سبأ : ٥٤.

٤٧٠

وقال لعمار : تقتلك الفئة الباغية. وقد علم أنه من فئة عليعليه‌السلام ومن شيعته ، فتبيّن [ من ] ذلك أن فئته فئة العدل ، فقتله أصحاب معاوية بصفين ، وقد تقدم ذكر خبره بتمامه وشرحه(١) .

[ قارئ القرآن يزهر ]

[١٣٦٦] عبد العلي بن أعين ، قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني : جعفر بن محمد ـعليه‌السلام يقول : إنا وأتباعنا ، ليكون منا الرجل في البيت يتلو القرآن ، فيزهر لأهل السماء كما يزهر الكوكب الدرّي لأهل الأرض.

[١٣٦٧] وعنهعليه‌السلام ، أنه قال : والله لا يحبنا عبد إلا كان معنا يوم القيامة ، فاستظلّ بظلّنا ، ورافقنا في منازلنا. والله لا يحبنا عبد حتى يطهّر الله قلبه ، ولا يطهّر قلبه حتى يسلّم لنا ، واذا سلّم لنا سلّمه الله من سوء الحساب ، وآمنه من الفزع الاكبر.

[١٣٦٨] وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لقوم من أصحابه : عرفتمونا وأنكرنا الناس ، وأحببتمونا وأبغضنا الناس ، فرزقكم الله موافقة محمد وسقاكم من حوضه.

[١٣٦٩] ميمون الايادي ، عن أبي جعفر محمد بن عليعليه‌السلام ، أنه ذكر أبا هريرة الشاعر [ العجلي ] رحمة الله عليه قال : فقلت : إنه كان يشرب الخمر!.

فقال : ويحك! يا ميمون أعزيز على الله أن يغفر لرجل من شيعة علي مثل هذا(٢) ؟

__________________

(١) راجع الجزء الرابع.

(٢) إن هذا محمول على عدم اصراره على شرب الخمر وعدم استحلاله ذلك ، وإلا فان شارب الخمر مع علمه بحرمته واصراره على ذلك لا يكون من شيعة علي ، انما شيعته من اتبع هداه وأطاعه.

٤٧١

[١٣٧٠] رفاعة ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام قال : ما ضرّ من كان على هذا الرأي ألاّ يكون له ما يستظلّ به إلا الشجر ، ولا يأكل إلا من ورقها؟

[١٣٧١] الرازي ، قال : قال أبو جعفر محمد بن عليعليه‌السلام : ما يقول من قبلكم(١) في هذه الآية :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها ) (٢) .

قال : قلت : يقولون : نزلت في أهل القبلة.

قال : كلّهم؟

قلت : كلّهم.

قال : فينبغي أن يكونوا قد غفر لهم كلّهم.

قلت : يا ابن رسول الله فيمن نزلت؟

قال : فينا.

قلت : فما لشيعتكم؟

قال : لمن اتقى وأصلح ـ منهم ـ الجنة ، بنا يغفر الله ذنوبهم وبنا يقضي ديونهم ، ونحن باب حطتهم كحطة بني اسرائيل(٣) . اسرائيل [١٣٧٢] وقال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : أخذ الناس يمينا وشمالا ولزمتم بني(٤) نبيكم فأبشروا.

__________________

(١) يريد : من لم يكن على هذا الأمر وهم أبناء العامة.

(٢) فاطر : ٣٢ و ٣٣.

(٣) باب حطة ، باب كان في بني اسرائيل من دخله كان آمنا وغفر له خطاياه.

(٤) العبارة هنا غير واضحة في نسختنا وانما وضعناها استظهارا. وفي الاصل : ولزمتم بين نبيكم. وفي بشارة المصطفى ص ٩٢ : وانكم لزمتم صاحبكم.

٤٧٢

قال : قلت : جعلت فداك إني لأرجو أن لا يجعلنا الله واياهم سواء.

فقال : لا والله ولا كرامة.

[١٣٧٣] عقبة بن خالد قال : دخلت أنا والمعلّى [ بن خنيس ] على أبي عبد اللهعليه‌السلام في مجلسه وليس هو فيه ، ثم خرج علينا من جانب البيت من عند سارية ، فجلس ، ثم قال : أنتم اولو الالباب في كتاب الله ، قال تعالى :( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (١) فأبشروا ، فأنتم على إحدى الحسنيين من الله ، إن أبقيتم حتى ترون ما تمدون إليه رقابكم ، شفى الله صدوركم ، وأذهب غيض قلوبكم ، وأحاد لكم(٢) على عدوكم وهو قول الله عزّ وجلّ :( وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ) (٣) وان مضيتم قبل أن تروا ذلك مضيتم على دين الله تعالى الذي رضيه لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعثتم على ذلك.

ثم أقبل عليّ ، فقال : يا عقبة ، إن الله تعالى لا يقبل من العباد ـ يوم القيامة ـ إلا ما أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يقرّ به عينه إلا أن تبلغ نفسه الى هذه ـ وأهوى بيده الى حلقه ـ.

[١٣٧٤] وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لجماعة من شيعته اجتمعوا عنده : أخبروني أيّ هذه الفرق أسوأ حالا عند علمة(٤) الناس؟ فقال له بعضهم : جعلت فداك ما أعلم أحدا أسوأ حالا عندهم منا. قال :

__________________

(١) زمر : ٩.

(٢) أحال : من الحول والقوة. والمعنى : نصركم. وفي البرهان ٢ / ١٠٨ : أدانكم.

(٣) التوبة : ١٥.

(٤) علمة الناس أي علماؤهم ، ومن يدعي منهم العلم.

٤٧٣

فاستوى جالسا ، ثم قال : أما والله ما في النار منكم اثنان ، والله ولا واحد ، وما نزلت هذه الآية إلا فيكم :( وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ. أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) (١) .

ثم قال : أتدرون لم ساءت حالكم عندهم؟

قالوا : لا.

قال : لأنهم أطاعوا ابليس وعصيتموه فأغراهم بكم.

[١٣٧٥] سليمان بن خالد ، قال : كنت في طريق الحج أسير ليلا في محملي وأنا أقرأ في آخر( تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ ) إذ خامرني النوم فاذا أبو عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام في محمله الى جانبي يقول : اقرأ يا سليمان ، فقرأت( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ) (٢) .

فقال لي : هذه فينا ، أما والله لقد وعظنا وهو يعلم إنّا لا نزني ، اقرأ يا سليمان.

فقرأت حتى انتهيت الى قوله :( إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ) (٣) .

فقال لي : قف. فوقفت.

فقال : هذه فيكم ، إنه يؤتى بالمؤمن المذنب منكم يوم القيامة فيكون هو الذي يلي [ حسابه ](٤) فيوقفه على سيئاته شيئا فشيئا

__________________

(١) ص : ٦٢ و ٦٣.

(٢) الفرقان : ٦٨.

(٣) الفرقان : ٧٠.

(٤) هكذا صححناه وفي الاصل : حسناته.

٤٧٤

فيقول : عملت كذا في يوم كذا؟ فيقول : نعم يا رب.

[ قال : حتى يوقفه على سيئاته كلها ].

فيقول : سترتها عليك في دار الدنيا ، وأغفرها لك اليوم ، ابدّلها لعبدي حسنات.

ثم ترفع صحيفته للناس فيقولون : سبحان الله أما كان لهذا العبد ولا سيئة واحدة؟

فذلك قوله : فاولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات.

ثم قال : اقرأ.

فقرأت حتى انتهيت الى قوله :( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) (١) .

قال : هذه فينا ، اقرأ ، فقرأت حتى انتهيت الى قوله :( وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً ) (٢) .

قال : هذه فيكم ، اذا ذكرتم فضلنا لم تشكّوا فيه.

ثم قال : اقرأ ، فقرأت حتى انتهيت الى قوله :( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) (٣) الى آخر هذه السورة.

قال : هذه فينا.

[ إنكم على دين الله ]

[١٣٧٦] عقبة(٤) ، عن ميسر ، قال : كنت أنا وعلقمة الحضرمي وأبو حسان [ العجلي ](٥) وابو عبد الله بن عجلان(٦) جلوسا ننتظر أبا جعفر

__________________

(١) الفرقان : ٧٢.

(٢) الفرقان : ٧٣.

(٣) الفرقان : ٧٤.

(٤) وأظنة عقبة بن شيبة الاسدي.

(٥) الكوفي واسمه موسى بن عبدة.

(٦) هكذا صححناه وفي الاصل : عجلاف.

٤٧٥

عليه‌السلام ، فخرج علينا ، فقال : مرحبا وأهلا ، والله اني لاحبّ ريحكم وأرواحكم ، وانكم على دين الله.

فقال علقمة : فمن كان على هذا الدين تشهد له بالجنة يا ابن رسول الله؟

فمكث هنيئة ، ثم قال : انظروا ، فان تكونوا فارقتم الكبائر ، فأنا أشهد.

قالوا له : وما الكبائر؟

قال : هذا في كتاب الله سبع : الشرك بالله العظيم ، واكل مال اليتيم ، واكل الربا بعد البينة ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وقتل المؤمن ، وقذف المحصنة.

قال : قلنا : ما منا أحد أصاب من هذه شيئا.

قال : أنتم اذا.

[ أنتم أخذتم من رسول الله ]

[١٣٧٧] وعنه ، عن أبيه ، قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني : جعفر بن محمد ـعليه‌السلام يقول : اجعلوا أمركم هذا لله ولا تجعلوا للناس ، فانه ما كان لله فهو لله ، وما كان للناس فلا يصعد الى الله ، ولا تخاصموا الناس بدينكم فان الخصومة عرضة القلب(١) ، إن الله قال لنبيه محمد :( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) (٢) وقال :( أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) (٣) .

__________________

(١) وفي البرهان ٣ / ٢٣٣ : فان الخصومة ممرضة للقلب.

(٢) القصص : ٥٦.

(٣) يونس : ٩٩.

٤٧٦

ذروا الناس ، فان الناس أخذوا عن الناس وانكم أخذتم من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واني سمعت أبي يقول : إن الله عزّ وجلّ اذا كتب لعبد أن يدخل هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير الى وكره.

[١٣٧٨] [ محمد الحلبي ] قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام يقول : من اتقى الله [ منكم ] وأصلح ، فهو منا أهل البيت(١) .

يعنيعليه‌السلام : أن يكون منهم بالتولي لهم لقول الله حكاية عن خليله ابراهيمعليه‌السلام :( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) (٢) وقوله تعالى( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) (٣) .

[١٣٧٩] وقال : دخلت المسجد أنا وأبان بن تغلب(٤) ، فرأينا أبا عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام جالسا والناس حوله يستفتونه ، فقصدنا إليه ، فقال له أبان : يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الكعبة؟

قال : نعم اذا رأيتها فقل : الحمد لله الذي شرّفك وكرّمك وجعلك مثابة للناس وأمنا.

ثم قال : إن الله تعالى أول ما خلق من الارض الكعبة ، ثم بث الارض من تحتها وجعلها جوفاء ، وهي بازاء البيت المعمور ، وما بينهما حرم ، ولو أن رجلا كان يطوف بها فأتاه أخوه المسلم في كل حين يسأله أن يمضي معه في حاجة ، لكان قطع طوافه وذهابه معه أفضل. ولو أن رجلا من أهل ولايتنا لقي الله تعالى بعدد رمل عالج ذنوبا لكان حقا على الله أن يغفر له.

__________________

(١) البرهان ٢ / ٣١٨.

(٢) ابراهيم : ٣٦.

(٣) المائدة : ٥١.

(٤) وهو أبو سعيد أبان بن تغلب بن رياح الكوفي البكري الكندي توفي في حياة الامام الصادقعليه‌السلام سنة ١٤١ ه‍.

٤٧٧

[ عبد مات على حبّ علي ]

[١٣٨٠] عبد الله بن مالك ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام ، أنه قال : بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما بالمدينة جالسا وحوله نفر من أصحابه إذ نظر الى سواد عظيم نازل من السماء ، فقام فزعا وقام معه أصحابه ، فتخلل طرق المدينة ، وهو ينظر الى السواد حتى أتاه ، فاذا بنعش يحمله أربعة من العبيد ، وليس وراءه تبع ، فقال : من هذا الميت؟

قالوا : يا رسول الله عبد كان لبني رباح مسرفا على نفسه أوثقه مواليه ، فمات في الوثاق ، فأمرونا بدفنه.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ لعلي ](١) : انظر إليه لعلك أن تعرفه.

فكشف عنه عليعليه‌السلام فاذا بأسود في عنقه غلّ وفي رجليه قيد.

فقال عليعليه‌السلام : بلى والله يا رسول الله إني لأعرفه ، وما لقيته ـ قط ـ إلا وقال لي : يا مولاي أنا والله احبك ، وأشهد أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا كافر.

__________________

(١) زيادة منا اقتضاه السياق.

٤٧٨

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا جرم أنه قد نفعه ذلك ، هذا ـ والله ـ سبعون قبيلا(١) من الملائكة ، ففي كل قبيل(٢) سبعون ألف ملك هبطوا من السماء يشهدون جنازته ويصلّون عليه.

وأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقطع الغلّ من عنقه والقيد من رجليه وصلّى عليه ودفنه وترحّم عليه.

[١٣٨١] ثروة الرماح(٣) قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام :

قول الله :( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى ) (٤) ثم قال لي : ما يقول هؤلاء في هذه الآية؟

قلت : جعلت فداك لا أدري.

قال : لكني أدري ، يزعمون أنها لهم على العموم ، ولا والله ما هي إلا لكم خاصة ، أنتم الحجيج والناس سواد.

[ العبادة بدون الولاية ]

[١٣٨٢] أبو حمزة الثمالي ، قال : قال علي بن الحسينعليه‌السلام : أيّ البقاع أفضل؟

قلت : الله ورسوله [ وابن رسوله ] أعلم.

قال : أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ، ولو أن رجلا عمّر ما عمّر نوحعليه‌السلام في قومه [ الف سنة إلا خمسين ](٥) ، يصوم النهار

__________________

(١) القبيل : الجماعة.

(٢) وفي الاصل : قبيلة ـ وهو خطأ ـ.

(٣) وفي البرهان ١ / ٢٠٤ : اسماعيل بن نجيح الرماح.

(٤) البقرة : ٢٠٣.

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من بشارة المصطفى ص ٧١.

٤٧٩

ويقوم الليل في ذلك الموضع ، ثم لقي الله تعالى بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك [ شيئا ].

[١٣٨٣] أبو حمزة ، قال : سمعت أبا جعفر ـ محمد بن عليعليه‌السلام ـ [ يقول : ] لو أن عبدا عبد بين الركن والمقام حتى ينقطع أوصاله ثم لم يلق الله بحبنا وولايتنا ـ أهل البيت ـ ما قبل الله منه.

[١٣٨٤] وعنه ، قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : إن الجنة تشتاق ، وليشتدّ ضوؤها لمجيء شيعة علي ، وهم في الدنيا قبل أن يدخلوها.

[١٣٨٥] ابراهيم بن أبي السبيل ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام ـ ونحن جماعة من أوليائه جلوسا بين يديه ، ابتدأ من قبل نفسه ـ : احببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدّقتمونا وكذبنا الناس ، فجعل الله محياكم [ ومماتكم ](١) محيانا ومماتنا ، والله ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّبه عينه إلا أن تبلغ نفسه الى هذا المكان ـ وأومى بيده الى حلقه ، ومدّ جلده ـ.

ثم أعاد ذلك ، والله ما رضي بذلك حتى حلف لنا ، فقال : والله الذي لا الله إلا هو يحدّثني ابن عمي ـ ابن علي ـ بذلك ، أما ترضون أن تصلّوا ويصلّو [ ن ](٢) فيقبل منكم ولا يقبل منهم ، والله لا تقبل(٣) الصلاة إلا منكم ، ولا الزكاة إلا منكم ، ولا الحج إلا منكم ، فاتقوا الله فانكم في هدنة ، وأدوا الامانة ، فاذا تميّز الناس فعند ذلك يذهب كل قوم الى جهة أهوائهم ، وتذهبون حيث ذهب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليعليه‌السلام .

__________________

(١ ـ ٢) ما بين المعقوفات زيادة منا اقتضاه السياق.

(٣) هكذا صححناه وفي الاصل : يقبل.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597