مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق12%

مكارم الأخلاق مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: مکتبة الأخلاق والدعاء
الصفحات: 481

مكارم الأخلاق
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 207719 / تحميل: 11476
الحجم الحجم الحجم
مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

عن يزيد بن خليفة قال: رآنى أبو عبد اللهعليه‌السلام أطوف حول الكعبة وعلي برطلة، فقالعليه‌السلام : لا تلبسها حول الكعبة فإنها من زي اليهود.

عن الحسن بن مختار قال: قال لي أبوالحسن الاولعليه‌السلام : اعمل لي قلنسوة لا تكون مصنعة فإن السيد مثلي لا يلبس المصنع ( والمصنع: المكسر بالظفر ).

الفصل الثامن

( في لبس الخف والنعل )

عن ياسر الخادم، عنهعليه‌السلام من قال: كانعليه‌السلام يدخل المتوضأ(١) في خف صغير.

عن أبي الصباح، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن علياعليه‌السلام كان في سفر وكان إذا سافر أدلج فبينا هو قد أخذ في الدلجة(٢) فلبس ثيابه وتناول أحد خفيه فلبسه، ثم أهوى إلى الخف الاخر ليلبسه إذ انحط طير من السماء فضرب خفه فأخذه، فانطلق عليعليه‌السلام فاتبعه ليأخذ الخف منه، فسبقه وارتفع إلى السماء، فما زال يدور حتى أصبح فألقى الخف فخرج من الخف حنش وهو حية.

من مسموعات ناصح الدين أبي البركات، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لبس الخف يزيد في قوة البصر.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إدمان لبس الخف أمان من الجذام، فقيل له: في الشتاء أم في الصيف؟ قال: شتاء كان أم صيفا.

عن أبي الجارود(٣) قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام لابسا خفا أحمر، فقال لي: أو ما علمت أن الخف الاحمر لبس الجبابرة، فالابيض المقشور لبس الاكاسرة، والاسود سنتنا وسنة بني هاشم؟ قال أبوالجارود: فصحبت أبا عبد اللهعليه‌السلام في طريق مكة وعليه خف أحمر، فقلت له: يا ابن رسول الله كنت حدثتني منه في الاحمر

__________________

١ - المتوضأ: موضع يتوضأ فيه أي يستنجى ويكنى به عن الكنيف والمستراح.

٢ - الدلجة - من أدلج الرجل -: سار الليل كله.

٣ - الظاهر هو زياد بن المنذر الهمداني من أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام ، له أصل وكتاب زيدي المذهب وإليه ينسب الجارودية.

١٢١

أنه لبس الجبابرة، قال: أما في السفر فلا بأس به فإنه أحمل للماء والطين، وأما في الحضر فلا.

عن أبي عبد الله، عن أبيهعليهما‌السلام : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من اتخذ نعلا فليستجدها.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: انتعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقام رجل فناوله النعل، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم إن عبدك تقرب إليك فقربه ولا أظنه إلا قال: وأدبه. قال: وتمضمض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم مجه(١) ، فوثب إليه رجل فأخذه فشربه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم إن عبدك تحبب اليك فأحبه.

وعنه، عن عليعليهما‌السلام قال: استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الصلاة والطهور.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ) (٢) قال: كانتا من جلد حمار.

( في استحباب الانتعال بالنعل المخصرة المعقبة )

عن صباح الحذاء قال: أتاني الحلبي بنعل، فقال لي: إحذ لي على هذه، فإن هذا حذاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلت: ومن أين صارت اليك؟ قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : ألا أريك حذاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقلت: بلى. فأخرج إلي هذا النعل، فقلت: هبها لي، قال: هي لك. قال صباح: فحذوت عليها نعله وكنت أحذو لاصحابنا عليها، فقال ابوأحمد: وقد رأيتها وهي مخصرة معقبة(٣) .

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إني لامقت الرجل الذي لا أراه معقب النعلين.

عن صباح الحذاء قال: حذوت نعلا لابي عبد اللهعليه‌السلام على نعل وجه به إلي فكانت مخصرة من نصف النعل.

__________________

١ - مج الماء من فيه: رماه.

٢ - سورة طه: آية ١٢.

٣ - المخصرة: الدقيق الخصر، وهي النعل التي قطع خصراها حتى صارا مستدقين أي مستدقة الوسط.

١٢٢

عن منهال قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام وعلي نعل ممسوحة، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : هذا حذاء اليهود، قال: فانصرف، فأخذ سكينا فخصرها به.

عن علي السابري قال: رآني أبوالحسنعليه‌السلام وعلي نعل غير مخصرة، فقال: يا علي متى تهودت؟

( في كراهية عقد الشراك )

روي أن أبا عبد اللهعليه‌السلام كره عقد شراك النعل. قال: وأخذ نعل بعضهم فحل شراكها(١) .

وعنهعليه‌السلام قال: أول من عقد شراك نعله إبليس.

( في كيفية الانتعال )

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من السنة لبس نعل اليمين قبل اليسار وخلع اليسار قبل اليمين.

من كتاب النجاة، الدعا المروي عند لبس الخف والنعل يلبسهما جالسا ويقول: « بسم الله وبالله اللهم صل على محمد وآل محمد ووطئ قدمي في الدنيا والاخرة وثبتهما على الصراط يوم تزل فيه الاقدام »، فإذا خلعهما فمن قيام ويقول: « بسم الله الحمد لله الذي رزقني ما أوقي به قدمي من الاذي، اللهم ثبتهما على صراطك ولا تزلهما عن صراطك السوي ».

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى:( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) (٢) : النعل والخاتم.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعاهدوا نعالكم عند أبواب المسجد.

( في الشسع إذا انقطع )

عن يعقوب السراج قال: خرجنا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو يريد أن يعزي

__________________

١ - الشراك - بالكسر - سير النعل على ظهر القدم، أي حبلها.

٢ - سورة الاعراف آية ٣٠.

١٢٣

عبد الله بن الحسن بابنة له أو ابن، فانقطع شسع نعله فنزع بعض القوم نعله وحل شسعها وناوله إياه، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها(١) .

وعنهعليه‌السلام قال: من رقع جبته وخصف نعله وحمل سلعته فقد برئ من الكبر(٢) .

( في المشي في نعل واحدة وخف واحد )

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن علياعليه‌السلام كان يمشي في نعل واحدة ويصلح الاخرى.

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شرب ماء وهو قائم أو تخلي على قبر، أو بات على غمر(٣) ، أو مشى في حذاء واحد فعرض له الشيطان لم يفارقه إلا أن يشاء الله.

( في خلع النعال والخفاف إذا جلس )

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إخلعوا نعالكم فإنها سنة حسنة جميلة وهو أروح للقدمين. وفي رواية إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لاقدامكم وإنها سنة جميلة.

من كتاب طب الائمة في الخف والنعل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من لبس نعلا صفراء لم يبلها حتى يستفيد مالا، ثم تلى هذه الاية( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) (٤) .

وعنهعليه‌السلام قال: من لبس نعلا صفراء كان في سرور حتى يبليها.

عن حنان بن سدير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: دخلت عليه لابسا نعلا سوداء فقال: مالك ولبس النعل السوداء؟ أما علمت أن فيها ثلاث خصال؟ قلت؟ وما هي

__________________

١ - الشسع - بالكسر -: زمام النعل بين الاصبع الوسطى والتي تليها.

٢ - السلعة - بالكسر -: المتاع وما يشتري للمنزل.

٣ - الغمر: الحقد، العطش.

٤ - سورة البقرة: آية ٦٤.

١٢٤

قالعليه‌السلام : تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم وهي مع ذلك من لبس الجبابرة عليك بلبس النعل الصفراء فإن فيها ثلاث خصال، قلت: وما هي؟ قال: تحد البصر وتشد الذكر وتنفي الهم وهي مع ذلك من لبس الانبياءعليهم‌السلام .

وعنهعليه‌السلام قال: من السنة الخف الاسود والنعل الصفراء.

وعنهعليه‌السلام قال: لبس الخف يريد في قوة البصر.

عن أبي الحسن العسكريعليه‌السلام فيمن أصابه عقر الخف والنعل قال: تأخذ طينا من حائط بلبن، ثم تحكه بريقك على صخرة أو على حجر، ثم تضعه على العقر فيذهب إن شاء الله(١) .

الفصل التاسع

في المسكن وما يجوز منه وما لا يجوز وما يتعلق به

( في المسكن الواسع وغيره )

عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من السعادة سعة المنزل.

وعنهعليه‌السلام قال: للمؤمن راحة في سعة المنزل.

وسئل أبوالحسنعليه‌السلام عن أفضل عيش في الدنيا؟ قال: سعة المنزل وكثرة المحبين.

وعنهعليه‌السلام أيضا قال: العيش بالسعة في المنازل والفضل في الخدم.

عن معمر بن خلاد قال: إن أباالحسن اشترى دارا وأمر مولى له أن يتحول إليها وقال له: إنه منزلك، فقال له المولى: قد أجرت هذه الدار لي؟ فقال أبوالحسنعليه‌السلام : إن كان أبوك أحمق فينبغي أن تكون مثله.

عن السكوني، عن جعفر، عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سعادة المرء المرأة الصالحة والمسكن الواسع والمركب البهي والولد الصالح.

عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: إن للدار شرفا وشرفها

__________________

١ - عقر النعل: الجراحة الحاصلة منها.

١٢٥

الساحة الواسعة والخلطاء الصالحون(١) وإن لها بركة وبركتها جودة موضعها وسعة ساحتها وحسن جوار جيرانها.

قال الصادقعليه‌السلام : من سعادة المرء حسن مجلسه وسعة فنائه ونظافة متوضاه(٢) .

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع من السعادة وأربع من الشقاوة، فالاربع التي من السعادة: المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب البهي. والاربع التي من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : حرمة الجار على الانسان كحرمة أمه.

( في مقدار سمك البيت )

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال: يا محمد ابن بيتك سبعة أذرع فما كان فوق ذلك سكنة الشياطين. إن الشياطين ليست في السماء ولا في الارض، إنما يسكنون الهواء.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمك البيت سبعة أذرع أو ثمان أذرع فما فوق ذلك فمحضر للشياطين.

وعنهعليه‌السلام أيضا قال: كل شيء يرفع من سمك البيوت على تسعة أذرع فهو مسكن الشياطين.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا كان سمك البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب فيه آية الكرسي.

عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كل شيء فوق التسع

__________________

١ - الساحة: الفضاء. والخلطاء - جمع - خليط -: المخالطون الذين أمرهم واحد من الزوج والزوجة والولد والجار والاهل.

٢ - الفناء - بالكسر -: الساحة، أمام البيت، ما امتد من جوانبه. والمتوضأ: المستراح.

١٢٦

يعني سمك البيت فما زاد على التسع فهو مسكون، يعني البيوت، أو ما كان سمكها فوق التسع فما كان فوق التسع مسكون.

وعنه، عن آبائهعليهم‌السلام أن رجلا من الانصار شكا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أن الدور قد اكتنفته، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ارفع ما استطعت واسأل الله أن يوسع عليك.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : ما من إنسان يبني فوق ثمانية أذرع إلا ويأوي الشيطان فيما فوق ثمانية أذرع والواجب أن يكتب له فيه آية الكرسي حتى لا يأوي فيه الشيطان.

وعنهعليه‌السلام قال: كل بناء فوق الكفاية يكون وبالا على صاحبه يوم القيامة.

وعنهعليه‌السلام أنه قال: ما يبني إنسان فوق ثمانية أذرع إلا وينادي مناد من السماء: إلى أين تريد يا فاسق؟

من جوامع الجامع، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل بناء يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة إلا ما لابد منه.

( فيما يستحب عند البناء )

عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من بنى منزلا فليذبح كبشا وليطعم لحمه المساكين وليقل: اللهم ادحر عني وعن أهلي وولدي مردة الجن والشياطين وبارك لي فيه بنزولي فإنه يعطي ما سأل إن شاء الله.

( في الاسراف في البناء )

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كل بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه.

وعنهعليه‌السلام قال: من كسب مالا من غير حله سلط على الماء والطين.

( في كنس المنازل )

عنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود.

وقال الصادقعليه‌السلام : غسل الاناء وكسح الفناء مجلبة للرزق.

١٢٧

( في وقت في البيت والخروج عنه )

عنهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا خرج من البيت في الصيف خرج يوم الخميس، وإذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.

وفي رواية، عن ابن عباس قال: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يخرج إذا دخل الصيف ليلة الجمعة، وإذا دخل الشتاء دخل ليلة الجمعة.

( في اغلاق الابواب وغيرها )

عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله أو أبي الحسنعليهما‌السلام ، سئل عن إغلاق الابواب وإكفاء الاناء(١) وإطفاء السراج؟ قال: اغلق بابك فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. وأطفئ سراجك من الفويسقة وهي الفأرة لا تحرق بيتك. وأكفئ إناءك فإن الشيطان لا يرفع إناء مكفأ.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون.

عن الرضاعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أطفؤا المصابيح، لا تجرها الفويسقة فتحرق البيت وما فيه.

( فيما يتعلق بالمسكن )

عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه أتاه رجل [ فشكا إليه ] فقال: أخرجتنا الجن من منازلنا يعني عمار منازلهم، فقال: إجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع واجعلوا الحمام في أكناف الدار. قال الرجل: ففعلنا فما رأينا شيئا نكرهه.

عن داود الرقي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: رأيت حماما خرج من تحت سريرة فقلت له: جعلت فداك أهدي لك طيورا عندنا بلقا تقرقر(٢) ؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تلك مسوخ من الطير، إذا كنت متخذا فاتخذ مثل هذه فإنها بقية حمام إسماعيلعليه‌السلام .

__________________

١ - إكفاء الاناء: قلبه. ويأتي أيضا بمعني الاستتار ومنه الكفاء، ككتاب.

٢ - البلق: الابلق وهو الذي كان في لونه سواد وبياض. وتقرقر الطير: تصوت وتردد صوته.

١٢٨

من كتاب من لا يحضره الفقيه، شكا رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من الوحشة، فأمره باتخاذ زوج من الحمام.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إن خفيف أجنحة الحمام ليطرد الشياطين.

وقالعليه‌السلام أيضا: إتقوا الله فيما خولكم(١) وفي العجم من أموالكم، فقيل له: ما العجم من أموالنا؟ قال: الشاة والهر والحمام وأشباه ذلك.

من الفردوس، عن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشاة في البيت ترد سبعين بابا من الفقر.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشاة في الدار بركة. والسنور في الدار بركة.

والرحا في الدار بركة. والشاة بركة. والشاتان بركتان. والثلاثة بركات كثيرة.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشاة من دواب الجنة.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من مؤمن يكون في منزله عنز حلوب إلا قدس أهل ذلك المنزل وبورك عليهم، فإن كانتا اثنتين قدسوا كل يوم مرتين، فقال رجل كيف يقدسون؟ قال: يقال لهم: بورك عليكم وطبتم ما طاب إدامكم.

وعنهعليه‌السلام قال: إن امرأة عذبت في هرة ربطتها حتى ماتت عطشا.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تمنعوا الخطاطيف أن تسكن في بيوتكم(٢) .

وقال: لا تطرقوا الطير في أوكارها فإن الليل أمان لها وذلك لما جعله الله عليه من الرحمة.

من كتاب طب الائمة، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اتخذوا في بيوتكم الدواجن يتشاغل بها الشيطان عن صبيانكم.

عن أبي جعفرعليه‌السلام : من أحبنا - أهل البيت - أحب الحمام.

__________________

١ - فيما خولكم أي ملككم وأعطاكم. والخول: الخدام والحشم وغيرهم من الحاشية.

٢ - الخطاطيف جمع الخطاف: طائر يشبه السنونو، طويل الجناحين، قصير الرجلين، أسود اللون، وقيل: هو الخفاش.

( مكارم الاخلاق - ٩ )

١٢٩

وقال أبوالحسنعليه‌السلام : لا ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من ثلاثة وهن عمار البيت: الهرة والحمام والديك، فإن كان مع الديك أنيسة فلا بأس بذلك لمن لا يقدرها.

قال الرضا: في الديك خمس خصال من خصال الانبياء: معرفته بأوقات الصلوات والغيرة والشجاعة والسخاوة وكثرة الطروقة(١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا سمعتم أصوات الديكة فإنها رأت ملكا فاسألوا الله وارغبوا إليه. وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا.

عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الديك الابيض صديقي وعدوه عدو الله، يحرس صاحبه وسبع دور. وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبيته معه في البيت.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الدجاج غنم فقراء أمتي.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسبوا الديك فإنه يدل على مواقيت الصلاة.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تسبوا الديك فإنه صديقي وأنا صديقه وعدوه عدوي والذي بعثني بالحق لو يعلم بنو آدم ما في قترته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب والفضة. وإنه يطرد مذمومة من الجن.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من اتخذ ديكا أبيض في منزله يحفظ من شر ثلاثة: من الكافر والكاهن والساحر.

من كتاب روضة الواعظين، عن الباقرعليه‌السلام قال: إن الله تعالى خلق ديكا أبيض عنقه تحت العرش ورجلاه في تخوم الارض السابعة، له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب لا يصيح ديك في الارض حتى يصيح، فإذا صاح خفق بجناحيه، ثم قال: سبحان الله العظيم الذي ليس كمثله شيء فيجيبه الله فيقول: ما آمن بما تقول من يحلف بي كاذبا(٢) .

روى الجعفري قال: رأيت أبا الحسنعليه‌السلام في بيته زوج حمام: أما الذكر فأخضر وأما الانثى فسوداء. ورأيتهعليه‌السلام يفت لهما الخبز ويقول:يتحركان من الليل فيؤنسان وما من انتفاضة ينتفضانها من الليل إلا اتقى من دخل البيت من عرمة الارض(٣) .

__________________

١ - الطروقة: الجماع.

٢ - تخوم الارض: حدها ومنتهاها. وخفق الطائر أي طار.

٣ - الفت: الدق والكسر بالاصابع. الانتفاض: مطاوع نفض وهو حركة الشيء ليزول عنه الغبار.

١٣٠

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ليس من بيت نبي إلا وفيه حمام، لان سفهاء الجن يعبثون بصبيان البيت، فإذا كانه فيه حمام عبثوا بالحمام وتركوا الناس.

الفصل العاشر

( في النجد والاثاث والفرش والتواضع فيها)

عن عبد الله بن عطا قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فرأيت في منزله نضدا ووسائد وأنماطا ومرافق(١) ، فقلت له: ما هذا؟ قالعليه‌السلام : متاع المرأة.

عن جابر بن عبد الله، عن الباقرعليه‌السلام قال: دخل قوم على الحسين بن عليعليه‌السلام فقالوا: يا ابن رسول الله نرى في منزلك أشياء مكروهة - وقد رأوا في منزله بساطا ونمارق - فقال: إنما نتزوج النساء فنعطيهن مهورهن فيشترين بها ما شيءن ليس لنا منه شيء.

عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما تزوج علي فاطمةعليها‌السلام بسط البيت كثيبا وكان فراشهما إهاب كبش ومرفقتهما محشوة ليفا ونصبوا عودا يوضع عليه السقاء فستره بكساء(٢) .

عن الحسين بن نعيم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: أدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة على عليعليهما‌السلام وسترها عباء وفرشها إهاب كبش ووسادتها أدم محشوة بمسد.

وعنهعليه‌السلام قال: إن فراش علي وفاطمةعليهما‌السلام كان سلخ كبش يقلبه فينام على صوفه.

وفي كتاب مواليد الصادقينعليهما‌السلام ، قال محمد بن إبراهيم الطالقاني روى أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله اعتزل نسائه في مشربة له شهرين - والمشربة العلية - فدخل عليه عمرو في

__________________

١ - النضد - بالتحريك -: ما نضد من متاع البيت وضم بعضه إلى بعض متسقا أو مركوما. والانماط - جمع نمط - كسبب وأسباب: ما يفرش من مفارش الصوف الملونة. والمرافق: جمع مرفق - بالكسر فالسكون -: التي تجعل تحت المرفق من المخدة والمتكأ. والنمارق: جمع نمرق ونمرقة: الوسادة يتكأ عليها.

٢ - بسط البيت: سعته. والكثيب: الرمل. إهاب - ككتاب -: الجلد، أو ما لم يدبغ.

١٣١

البيت أهب عطنة وقرظ والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نائم على حصير قد أثر في جنبه ووجد عمر ريح الاهب، فقال: يا رسول الله ما هذه الاهب؟ قال: يا عمر هذا متاع الحي(١) فلما جلس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان قد أثر الحصير في جنبه. فقال عمر: أما أنا فأشهد أنك رسول الله ولانت أكرم على الله من قيصر وكسرى وهما فيما هما فيه من الدنيا وأنت على الحصير قد أثر في جنبك. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة.

عن الفضل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن السرير يكون فيه الذهب أيصلح إمساكه في البيت؟ قالعليه‌السلام : إن كان ذهبا فلا وإن كان ماء الذهب فلا بأس.

عن الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ربما قمت أصلي وبين يدي وسادة فيها تماثيل طائر، فجعلت عليها ثوبا. وقد أهديت إلي طنفسة من الشام(٢) فيها تماثيل طير فأمرت به فغير رأسه فجعل كهيئة الشجر. وقال: إن الشيطان أشد ما يهم بالانسان إذا كان وحده.

عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: دخل قوم على أبي جعفرعليه‌السلام وهو على بساط فيه تماثيل، فسألوه؟ فقال: أردت أن أهبه.

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لا بأس أن يكون التماثيل في البيوت إذا غيرت الصورة.

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن تماثيل الشجر والشمس والقمر؟ قال: لا بأس به، ما لم يكن فيه شيء من الحيوان.

عن أبي العباس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل:( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ) (٣) ما التماثيل الذي كانوا يعملون؟ قال: أما والله ما هي التماثيل التي تشبه الناس ولكن تماثيل الشجر ونحوه.

عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : إنما نبسط عندنا الوسائل فيها

__________________

١ - العلية - بالكسر وقد تضم -: الغرفة. وأهب - كعمد -: جمع إهاب - كعماد -: الجلد ما لم يدبغ. وعطنة: المنتنة، والقرظ - بالتحريك -: ورق السلم يدبغ به الاديم.

٢ - الطنفسة: البساط الذي له خمل رقيق. وأيضا: القالي. وقيل: والذي يجعل على ظهر الدابة.

٣ - سورة سبأ: آية ١٢.

١٣٢

التماثيل ونفرشها، قال: لا بأس بما يبسط منها ويفرش ويوطأ، إنما نكره منها ما نصب على الحائط والسرير.

من كتاب زهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن عقيل بن عبد الرحمن الخولاني قال: كانت عمتي تحت عقيل بن أبي طالب فدخلت على عليعليه‌السلام بالكوفة وهو جالس على برذعة حمار مبتلة(١) قالت: فدخلت على عليعليه‌السلام امرأة له من بني تميم، فقلت لها: ويحك إن بيتك ممتلئ متاعا وأمير المؤمنينعليه‌السلام جالس على برذعة حمار مبتلة، فقالت: لا تلوميني فوالله ما يرى شيئا ينكره إلا أخذه فطرحه في بيت المال.

عن شريك بن عبد الله، عن شيخ، عن أمه قالت: رأيت خبز عليعليه‌السلام تحت فراشه أو في فراشه.

__________________

١ - بتله بتلا من باب قتل: قطعه وأبانه. وبتل وتبتل: انقطع. والمبتلة على بناء المفعول: القطعة.

١٣٣

الباب السابع

( في الاكل والشرب وما يتعلق بهما وهو ثلاثة عشر فصلا)

الفصل الاول

( في فضل اطعام الطعام واصطناع المعروف وصوم التطوع)

من كتاب من لا يحضره الفقيه، قال الله سبحانه تعالى:( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) (١) وقد مدح الله عزوجل [ في ذلك ] صاحب القليل فقال في كتابه [ العزيز ]:( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ) (٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما آمن بالله من شبع وأخوه جائع. ولا آمن بالله من اكتسى وأخوه عريان، ثم قرأ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة.

وسمع أمير المؤمنينعليه‌السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم. فقالعليه‌السلام : كذبت، إن الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وقرى الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح.

عن الصادقعليه‌السلام قال: المنجيات ثلاث: إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام.

وعنهعليه‌السلام قال: لو أن رجلا أنفق على طعام ألف درهم وأكل منه مؤمن واحد لم يعد سرفا.

__________________

١ - سورة سبأ: آية ٣٨.

٢ - سورة الحشر: آية ٩.

١٣٤

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليسكت. و [ كان ] يقول: لا تلزم ضيفك بما يشق عليه.

روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: أول ما يبدأ به في الاخرة صدقة الماء يعني في الاجر.

عن الباقرعليه‌السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يحب إيراد الكبد الحراء ومن سقى كبدا حراء من بهيمة وغيرها أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

عن الصادقعليه‌السلام قال: من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة. ومن سقى الماء في موضع لايوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفسا.( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) (١) .

وعنهعليه‌السلام قال: من أحب الاعمال إلى الله عزوجل إشباع جوعة المؤمن وتنفيس كربته وقضاء دينه.

عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقير شيعتنا. ومن لم يستطع أن يزور قبورنا فليزور قبور صلحاء إخواننا.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدقة بعشرة. والقرض بثمانية عشر. وصلة الاخوان بعشرين. وصلة الرحم بأربعة وعشرين.

وعنهعليه‌السلام قال: إن الله تعالى يقول: ما من شيء إلا وقد تكفلت به من يقبضه غيري إلا الصدقة فإني اتلقفها بيدي تلقفا(٢) حتى أن الرجل ليتصدق بالتمرة أو بشق التمرة فأربيها كما يربي الرجل فلوه وفصيله، فيلقاني يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد.

وعنهعليه‌السلام قال: إن الله عزوجل يحب الاطعام في الله ويحب الذي يطعم الطعام في الله. والبركة في بيته أسرع من الشفرة(٣) في سنام البعير.

__________________

١ - سورة المائدة: آية ٣٥.

٢ - التلقف: التناول بسرعة: والفلو - بضم اللام وتشديد الواو - الجحش والمهر يفصل عن أمه.

٣ - الشفرة - بفتح فسكون -: المدية وهي السكين العظيمة العريضة. وأيضا: حد السيف.

١٣٥

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أول من يدخل الجنة المعروف وأهله وأول من يرد علي الحوض.

عن الصادقعليه‌السلام قال: أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصله إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وعنهعليه‌السلام قال: رأيت المعروف كاسمه. وليس شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه وذلك هو الذي يراد منه. وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه. وليس كل من يرغب فيه يقدر عليه. ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والاذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه.

وعنهعليه‌السلام قال: رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خصال: تصغيره وستره وتعجيله، فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه وإذا سترته تممته وإذا عجلته وهنأته. وإن كان غير ذلك محقته ونكدته.

وعنهعليه‌السلام قال: إذا أردت أن تعلم أشقى الرجل أم سعيد فانظر معروفه إلى من يصنعه، فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه خير. وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير.

وعنهعليه‌السلام قال: خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان والسعي في حوائجهم.

وعنهعليه‌السلام قال: شاب سخي مرهق في الذنوب أحب إلى الله عز وجل من شيخ عابد بخيل.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أدى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما محق الاسلام ماحق مثل الشح، ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل وشعبا كشعب الشرك.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : صدقة رغيف خير من نسك مهزول(١) .

عن الباقرعليه‌السلام قال: البر والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في العمر ويدفعان ميتة السوء.

__________________

١ - النسك: الذبيحة وما يقدم لله تعبدا.

١٣٦

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن صاحبها سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: صدقة السر تطفئ غضب الرب.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: اتبعو قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر.

عن الصادقعليه‌السلام قال: ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت إلا أحوجه الله عزوجل إلى السؤال قبل أن يموت ويثبت له بها في النار.

وعنهعليه‌السلام قال: قال رجل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله علمني شيئا إذا فعلته أحبني الله من السماء وأحبني أهل الارض؟ قال: ارغب فيما عند الله يحببك الله وازهد فيما عند الناس يحببك الناس.

قال الباقرعليه‌السلام : لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا. ولو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا. وكان علي بن الحسينعليه‌السلام إذا كان اليوم الذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤه فتطبخ، فإذا كان عند المساء أكب على القدور حتى يجد ريح المرق(١) وهو صائم، ثم يقول: هاتوا القصاع واغرفوا لآل فلان واغرفوا لآل فلان، ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاؤه.

عن الصادقعليه‌السلام قال: من فطر صائما فله أجر مثله.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس بمؤمن من بات شبعانا وجاره طاويا(٢) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من فطر في هذا الشهر مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عزوجل عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه. فقيل له: يا رسول الله ليس كلنا نقدر على أن نفطر صائما، فقال: إن الله تبارك وتعالى كريم يعطي هذا الثوب منكم من لم يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها صائما، أو شربة من ماء عذب أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك.

عن الرضاعليه‌السلام قال: تفطيرك أخاك الصائم أفضل من صيامك.

__________________

١ - المرق - بالتحريك -: ماء اللحم إذا طبخ فصار دسما. واغرفوا أي أخذوا بالمغرفة.

٢ - طاويا: جائعا. ورجل طيان: لم يأكل شيئا.

١٣٧

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لاصحابه: ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والمؤازرة على العمل الصالح تقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه. ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لكل شيء زكاة وزكاة الابدان الصيام. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به. والصائم فرحتان: حين يفطر وحين يلقى ربه عزوجل. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك.

عن الصادقعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصوم حتى يقال: لا يفطر. ويفطر حتى يقال: لا يصوم. ثم صام يوما وأفطر يوما، ثم صام الاثنين والخميس، ثم آل ذلك إلى صيام ثلاثة أيام من الشهر: الخميس في أول الشهر، والاربعاء في وسط الشهر، والخميس في آخر الشهر. وكان يقول: ذلك صوم الدهر.

وعنهعليه‌السلام قال: إذا صام أحدكم الثلاثة الايام من الشهر فلا يجادلن أحدا. ولا يجهل ولا يسرع إلى الحلف والايمان بالله. وإن جهل عليه أحد فليتحمل.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: صيام شهر الصبر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن ببلابل الصدر. وصيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر. إن الله عزوجل يقول:( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) (١) .

سئل الصادقعليه‌السلام عمن لم يصم الثلاثة في كل شهر وهو يشتد عليه الصيام هل فيه فداء؟ قال: مد من طعام في كل يوم.

عن عليعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من صام يوما تطوعا أدخله الله عزوجل الجنة.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لافطارك في منزل أخيك أفضل من صيامك بسبعين ضعفا او تسعين ضعفا.

__________________

١ - سورة الانعام: آية ١٦١.

١٣٨

وعنهعليه‌السلام قال: من دخل على أخيه وهو صائم فأفطر عنده ولم يعلمه بصومه فيمن عليه كتب [ الله ] له صوم سنة.

وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أفطر يقول: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت.

الفصل الثاني

( في آداب غسل اليد وغيرها)

من كتاب من لا يحضره الفقيه وغيره، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد أن يكثر خيره فليتوضأ عند حضور طعامه.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم ويصحح البصر.

عن الصادقعليه‌السلام : من غسل يده قبل الطعام وبعده بورك له في أوله وآخره وعاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده.

وقالعليه‌السلام : اجعلوا في أسنانكم السعد فإنه يطيب الفم [ ويزيد في الجماع ].(١)

وعنهعليه‌السلام قال: من غسل يده قبل الطعام فلا يمسحها بالمنديل، فإنه لا تزال البركة في الطعام ما دام النداوة في اليد.

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا أكل أحدكم فلا يمسحن بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها.

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يبدأ أولا رب المنزل بغسل يده ومن عن يمينه، فإذا فرغ من الطعام يبدأ [ بمن عن يساره ] بغير صاحب المنزل، لانه أولى بالصبر على الغمر(٢) ويتمندل بعد ذلك.

وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كان يغسل يده من الغمر، ثم يمسح بها وجهه ورأسه قبل أن يمسحها بالمنديل، ثم يقول: « اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ».

__________________

١ - السعد - بالضم -: طيب معروف.

٢ - الغمر - بالتحريك -: زنخ اللحم وما يتعلق باليد من دسمه.

١٣٩

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر كما ينفي الكبر خبث الحديد وعاش ما عاش في سعة وأن الملائكة تصلي على من يلعق أصابعه في آخر الطعام.

و [ روي ] عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كان يكره عند الطعام رفع الطست حتى يمتلئ ويهراق ويقول: من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور الطعام وبعده، فإنه من غسل يده عند الطعام وبعده عاش ما عاش في وعوفي من بلوى في جسده.

وعنهعليه‌السلام قال: إذا توضأت بعد الطعام فامسح عينيك بفضل ما في يديك فإنه أمان من الرمد.

عن صفوان الجمال قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فحضرت المائدة فأتى الخادم بالوضوء فناوله المنديل فعافه، ثم قال: منه غسلنا.

وعنهعليه‌السلام قال: الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر ويزيد في الرزق.

من كتاب تهذيب الاحكام، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر.

عن يونس قال: لما تغذى عندي أبوالحسنعليه‌السلام وجئ بالطست بدأ الخادم به وكان في صدر المجلس، فقال: ابدأ بمن عن يمينك. فلما توضأ واحد أراد الغلام أن يرفع الطست، فقال أبوالحسنعليه‌السلام دعها.

وعن نزار قال: رأيت أباالحسنعليه‌السلام إذا توضأ قبل الطعام لم يمس المنديل وإذا توضأ بعد الطعام مس المنديل.

وفي كتاب مواليد الصادقينعليهما‌السلام ، كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا فرغ من غسل اليد بعد الطعام مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه، ثم يقول: « الحمدلله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء صالح أولانا ».

الفصل الثالث

( في آداب الاكل وما يتعلق به)

من طب الائمة، روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام أنه قال: اذكروا الله عزوجل عند الطعام ولا تلغوا فيه: فإنه نعمة من نعم الله يجب عليكم فيها

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

الأهل والمؤمنين بعدي) (1) .

____________________

(1) الأمالي للطوسي: 521/1147، عن المجاشعي، عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن الإمام زين العابدين (عليهم السلام) عن عمر وسلمة ابني أمّ سلمة ربيبَي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، كشف الغمّة: 2/35 عن عمر وسلمة وراجع تفسير العيّاشي: 1/332/153 وبشارة المصطفى: 147، والبرهان في تفسير القرآن: 2/227/2909 وبحار الأنوار: 37/256/11.

١٦١

بحث حول حديث المنزلة

إنّ حديث المنزلة الذي نقلناه بصور متنوّعة، يمثّل فضيلة من الفضائل العلويّة الرفيعة، ومنقبة من مناقبها الكريمة، واستبان ممّا ورد أنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) نطق بهذه الفضيلة في مواطن كثيرة، فما جرى على لسانه المطهّر في غزوة تبوك وإن كان أشهرها، ولكنّه لا يقتصر عليها.

والأسانيد العديدة والمنقولات الجمّة لهذا الحديث لا تَدَع مجالا للشكّ في صدوره القطعي، وقد أدّى سعة نقله وكثرة أسانيده، إلى أن يصرّح علماء ومحدّثون سنّة كبار بتواتره وكثرة نقله من طرق ومصادر مختلفة، ويؤكّدون على كونه الحديث الأكثر ثبتاً بين الآثار المنقولة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، مبيّنين بذلك اتّفاق رواة الحديث وحفظة الآثار على صحّته.

وكتب الحسكاني يقول عن أسانيده:

وهذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد!! (1) .

____________________

(1) شواهد التنزيل: 1/195.

١٦٢

وفيه قال محمّد بن عبد البرّ:

روى قولَه (صلَّى الله عليه وآله): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) جماعةٌ من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحّها.

رواه عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) سعد بن أبي وقّاص، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدّاً، قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره، ورواه ابن عبّاس، وأبو سعيد الخدري، وأمّ سلمة، وأسماء بنت عُميس، وجابر بن عبد الله، وجماعة يطول ذكرهم (1) .

وكتب محمّد بن يوسف الگنجى:

هذا حديث متّفق على صحّته، رواه الأئمّة الحفّاظ كأبي عبد الله البخاري في صحيحه، ومسلم بن الحجّاج في صحيحه، وأبي داود في سننه، وأبي عيسى الترمذي في جامعه، وأبي عبد الرحمن النسائي في سننه، وابن ماجة القزويني في سننه، واتّفق الجميع على صحّته حتى صار ذلك إجماعاً منهم.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حدّ التواتر (2) .

وأورد السيوطي في كتابه الذي أفرده لنقل الأحاديث المتواترة وسمّاه بـ (الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة) حديث المنزلة (3) ، مصرّحاً عمليّاً بتواتره.

إنّ ما ورد أعلاه يعكس بعضاً من الآراء الواردة بشأن أسانيده، ولا ريب أنّ التتبّع في المصادر الحديثيّة ينفي أيّة أوهام تشكّك في قطعيّة صدوره.

____________________

(1) الاستيعاب: 3/202/1875.

(2) كفاية الطالب: 283.

(3) الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة: 76/103.

١٦٣

ومن حيث المضمون نرى أنّه جعل لعليّ (عليه السلام) جميع المناصب التي كانت لهارون (عليه السلام) في عصر موسى (عليه السلام) إلاّ النبوّة، وذكر القرآن الكريم مناصب هارون بهذا النحو: ( وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) (1) .

وثبتت هذه المناصب لعليّ (عليه السلام) في الأحاديث النبويّة بصراحة (2) .

وأورد القرآن الكريم قسماً آخر من مناصب هارون بالنحو الآتي:

( ... اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) (3) .

إنّ واقع حياة عليّ (عليه السلام)، ودفاعه الفذّ عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، وشهوده الذي لا مثيل له في حروبه جميعها، كلّ أولئك مَعْلَم على أنّ الله تعالى جعل لعليّ (عليه السلام) من رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) منزلة هارون من موسى (عليهما السلام).

لقد مضى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في إبلاغ رسالته حسب المجريات الطبيعيّة للأُمور، وكان عليّ (عليه السلام) أفضل وأثبت نصير له في هذا السبيل، فمبيته في فراشه، واستبساله العجيب في معركة بدر التي كانت أوّل اختبار للمسلمين، وكانت مصيريّة رهيبة، وحمايته العظيمة له (صلَّى الله عليه وآله) في أُحد - وقد فرَّ كثير من المدّعين - ومبارزته لعمرو بن عبد ودّ في معركة الخندق بعد حصار المشركين المخيف، وتجلّي قوّته في خيبر، وقد ظلّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وأصحابه خلف أسوارها، وغير ذلك كلّه آية على أنّ دعمه لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله) كان مصيريّاً.

____________________

(1) طه: 29 - 32.

(2) راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان النبيّ/المكانة السياسيّة والاجتماعيّة/وزيري.

(3) الأعراف: 142.

١٦٤

ونُضيف إلى ما ذكرناه، أنّ هذه الأحاديث تدلّ على أنّ عليّاً (عليه السلام) كان متميّزاً بين الصحابة، ولم يُقرَن به أحد منهم، كما كان هارون في بنى إسرائيل. انظر إلى الروايات الآتية:

ـ الإمام عليّ (عليه السلام): (إنّ الله تبارك اسمه... شدّ بي أزر رسوله، وأكرمني بنصره، وشرَّفني بعلمه، وحباني بأحكامه، واختصَّني بوصيّته، واصطفاني بخلافته في أُمّته، فقال (صلَّى الله عليه وآله) - وقد حشده المهاجرون والأنصار، وانغصّت بهم المحافل -: أيّها الناس، إنّ عليّاً منّي كهارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فعقلَ المؤمنون عن الله نطق الرسول؛ إذ عرفوني أنّي لستُ بأخيه لأبيه وأُمّه، كما كان هارون أخا موسى لأبيه وأُمّه، ولا كنت نبيّاً فأقتضي نبوّة، ولكن كان ذلك منه استخلافاً لي، كما استخلف موسى هارون (عليهما السلام) حيث يقول: ( ... اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )) (1) (2) .

ـ أبو خالد الكابلي: قيل لسيّد العابدين عليّ بن الحسين: إنّ الناس يقولون: إنّ خير الناس بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ عليّ (عليه السلام). قال: (فما يصنعون بخبر رواه سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) أنّه قال لعليّ (عليه السلام): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي)؟! فمَن كان في زمن موسى مثل هارون؟!) (3)

ـ أبو هارون العبدي: سألت جابر بن عبد الله الأنصاري عن معنى قول

____________________

(1) الأعراف: 142.

(2) راجع: الفصل العاشر/احتجاجات عليّ.

(3) معاني الأخبار: 74/2.

١٦٥

النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي)، قال: استخلفَه بذلك - واللهِ - على أُمّته في حياته وبعد وفاته، وفرض عليهم طاعته؛ فمَن لم يشهد له بعد هذا القول بالخلافة فهو من الظالمين (1) .

ـ سلم بن وضّاح: كنّا عند محمّد بن عبد الله، فسأله معلّى بن سليمان عن قول النبيّ (صلَّى الله عليه وآله): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) أيّ شيء أراد به؟ قال: أراد به أن يُطاع من بعده كما يُطاع النبيّ في حياته (2) .

راجع:أحاديث الخلافة

القسم التاسع: عليّ عن لسان النبيّ/الأُسرة/بمنزلة رأسي من بدني،

ومنزلته عندي كمنزلتي عند الله.

عليّ عن لسان النبيّ /المكانة السياسيّة والاجتماعيّة/وزيري.

عليّ عن لسان أصحاب النبيّ/عمر، وسعد بن أبي وقّاص، وابن عبّاس.

كتاب (تاريخ دمشق): 42/142 - 186.

____________________

(1) معاني الأخبار: 74/1.

(2) المناقب للكوفي: 1/510/429.

١٦٦

١٦٧

الفصل الخامس

  أحاديث الإمارة

5/1

معنى أُولي الأمر

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) (1) .

489 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - في معنى أُولي الأمر -: (هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)) (2) .

490 - كمال الدين، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: لمّا أنزل الله عزّ وجلّ على نبيّه محمّد (صلَّى الله عليه وآله): ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ، قلت: يا رسول الله، عرفنا الله ورسوله، فمَن أُولو الأمر الذين قرن الله طاعتَهم بطاعتك؟ فقال (صلَّى الله عليه وآله): (هم خلفائي - يا جابر - وأئمّة المسلمين من بعدي،

____________________

(1) النساء: 59.

(2) تفسير فرات: 109/110 عن سلمان الفارسي، اليقين: 379/134 عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

١٦٨

أوّلهم عليّ بن أبي طالب) (1) .

491 - الإمام عليّ (عليه السلام): (قلت: يا رسول الله، ومَن شركائي من بعدي؟ قال: الذين قرنهم الله عزّ وجلّ بنفسه وبي، فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) الآية. فقلت: يا رسول الله، ومَن هم؟ قال: الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليّ الحوض، كلّهم هادٍ مهتدٍ، لا يضرّهم مَن خذلهم، هم مع القرآن، والقرآن معهم، لا يُفارقهم ولا يُفارقونه) (2) .

492 - الكافي، عن سليم بن قيس: سمعت عليّاً صلوات الله عليه يقول: (... أدنى ما يكون به العبد ضالاّ ً أن لا يعرف حجّة الله تبارك وتعالى، وشاهده على عباده، الذي أمر الله عزّ وجلّ بطاعته، وفرض ولايته. قلت: يا أمير المؤمنين، صِفهم لي. فقال: (الذين قرنَهم الله عزّ وجلّ بنفسه ونبيّه، فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ).

قلت: يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك أوضح لي. فقال: (الذين قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في آخر خطبته يوم قبضه الله عزّ وجلّ إليه: إنّي قد تركتُ فيكم أمرين، لن تضلّوا بعدي ما إن تمسّكتم بهما: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي؛ فإنّ اللطيف الخبير قد عهد لي أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، كهاتين - وجمع بين مسبّحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبّحة والوسطى - فتسبق

____________________

(1) كمال الدين: 253/3، إعلام الورى: 2/181، المناقب لابن شهر آشوب: 1/282.

(2) كمال الدين: 285/37، تفسير العيّاشي: 1/253/177، الاعتقادات: 121 وفيه (قرن الله طاعتهم بطاعته وبطاعتي) بدل (قرنهم الله عزّ وجلّ بنفسه وبي)، الغيبة للنعماني: 81/10، كتاب سليم بن قيس: 2/626/10 كلّها عن سليم بن قيس، وزاد فيهما بعد الآية (فإن خفتم تنازعاً [ التنازع ] في شيء، فأرجعوه إلى الله وإلى رسوله وإلى أُولي الأمر منكم).

١٦٩

إحداهما الأُخرى، فتمسّكوا بهما لا تزلّوا ولا تضلّوا، ولا تقدّموهم فتضلّوا) (1) .

493 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): (إنّ أُولي الأمر الذين جعلهم الله عزّ وجلّ أئمّة للناس وأوجب عليهم طاعتهم: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين ابنا عليّ بن أبي طالب، ثمّ انتهى الأمر إلينا) (2) .

494 - الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) -: (هي في عليّ وفي الأئمّة، جعلهم الله مواضع الأنبياء، غير أنّهم لا يُحلّون شيئاً، ولا يُحرّمونه) (3) .

495 - الكافي، عن أبي بصير: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ، فقال: (نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام)) (4) .

496 - الإمام الصادق (عليه السلام): (نزلت ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) في عليّ والحسن والحسين فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في عليّ: مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه. وقال (صلَّى الله عليه وآله): أُوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي؛ فإنّي سألتُ الله عزّ وجلّ ألاّ يفرّق بينهما حتى يُوردهما عليّ الحوض، فأعطاني ذلك. وقال: لا تعلّموهم فهم أعلم منكم. وقال: إنّهم لن يُخرجوكم من باب هدى، ولن يُدخلوكم في باب

____________________

(1) الكافي: 2/415/1، معاني الأخبار: 394/45 نحوه إلى آخر الآية، كتاب سليم بن قيس: 2/616/8 كلّها عن سليم بن قيس.

(2) كمال الدين: 319/2، الاحتجاج: 2/152/188، إعلام الورى: 2/194، كلّها عن أبي خالد الكابلي.

(3) تفسير العيّاشي: 1/252/173 عن عبد الله بن عجلان.

(4) الكافي: 1/286/1.

١٧٠

ضلالة) (1) .

497 - تفسير العيَّاشي، عن عمرو بن سعيد: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قوله: ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ، قال: (عليّ بن أبي طالب والأوصياء من بعده) (2) .

498 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو وليّ الأمر بعدي، ووارث علمي وحكمتي، وسرّي وعلانيتي، وما ورثه النبيّون قبلي، وأنا وارث ومورّث) (3) .

499 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو أخي، ووصيّي، ووليّ أمركم من بعدي) (4) .

راجع: كتاب (أهل البيت (عليهم السلام) في الكتاب والسنّة)/خصائص أهل البيت (عليهم السلام)/أُولو الأمر.

كتاب (بحار الأنوار): 23/283 - 304.

كتاب (الميزان في تفسير القرآن): 4/385 - 414.

5/2

الأمير بعد النبيّ

500 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا معشر المهاجرين والأنصار، أوصيكم بوصيّة فاحفظوها، وإنِّي مؤدٍّ إليكم أمراً فاقبلوه: ألا إنّ عليّاً أميركم من بعدي، وخليفتي فيكم) (5) .

____________________

(1) الكافي: 1/287/1 عن أبي بصير.

(2) تفسير العيّاشي: 1/253/176.

(3) خصائص الأئمّة (عليهم السلام): 75، عن أبي موشى الضرير البجلي، عن أبي الحسن (عليه السلام).

(4) دعائم الإسلام: 1/383 عن بريدة، وراجع الأمالي للصدوق: 175/178.

(5) الخصال: 462/4، الاحتجاج: 1/190/37 كلاهما عن خالد بن سعيد بن العاص.

١٧١

501 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو إمام كلّ مسلم، وأمير كلّ مؤمن بعد وفاتي) (1) .

502 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (أنا سيّد الأوّلين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب... إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، وأميرهم بعدي) (2) .

503 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا عليّ، أنت الإمام بعدي والأمير، وأنت الصاحب بعدي والوزير، وما لك في أمَّتي من نظير) (3) .

504 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن أحبّ أن يتمسّك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتدِ بعليّ بن أبي طالب، وليُعادِ عدوّه، وليُوالِ وليّه؛ فإنّه وصيِّي، وخليفتي على أمَّتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كلّ مسلم، وأمير كلّ مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري، ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي) (4) .

505 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إنّ الله عزّ وجلّ بعثني إليكم رسولاً، وأمرني أن أستخلف عليكم عليّاً أميراً) (5) .

____________________

(1) إعلام الورى: 2/184، عن الأصبغ بن نباتة، عن الإمام عليّ (عليه السلام).

(2) الأمالي للصدوق: 678/924 عن عائشة.

(3) الأمالي للصدوق: 101/77، عن مقاتل بن سليمان، عن الإمام الصادق، عن آبائه (عليهم السلام)، روضة الواعظين: 115، المناقب لابن شهر آشوب: 3/57.

(4) كمال الدين: 260/6، التحصين لابن طاووس: 553، كلاهما عن الحسين بن خالد، عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام).

(5) الأمالي للصدوق: 492/669 عن ابن عبّاس.

١٧٢

506 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت نبيّه فعليّ أميره) (1) .

507 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت وليّه فعليّ أميره) (2) .

508 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت أميره فعليّ أميره) (3) .

509 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن وآله، وعادِ مَن عاداه) (4) .

510 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (أنت - يا عليّ - أمير من في السماء، وأمير من في الأرض،

____________________

(1) تهذيب الأحكام: 3/144/317، عن عليّ بن الحسين العبدي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الأمالي للصدوق: 492/669 عن ابن عبّاس وفيه (... فإنّ عليّاً أميره)، مصباح المتهجّد: 748/842 من دون إسناد إلى المعصوم، الإقبال: 2/284، عن عليّ بن الحسن العبدي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تفسير فرات: 517/675 عن حذيفة بن اليمان، المناقب للكوفي: 2/430/912 عن أنس، الاحتجاج: 1/297/52، اليقين: 448/170 كلاهما عن أبي بن كعب وفيهما (فهذا أميره).

(2) المناقب للكوفي: 1/415/328 وج 2/516/1020 كلاهما عن أنس.

(3) معاني الأخبار: 66/5 عن أبي سعيد، بحار الأنوار:/224/100.

(4) مسند ابن حنبل: 6/401/18506 عن البرّاء بن عازب وج 7/82/19321 عن أبي الطفيل وص 86/19344 وفيه (فإنّ عليّاً مولاه) وص87/19347 عن ميمون أبي عبد الله9/51/23204، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/597/1017 وفيه (فإنّ عليّاً)، المستدرك على الصحيحين: 3/118/4576، كلاهما نحوه، والثلاثة الأخيرة عن زيد بن أرقم وص 126/4601 عن سعد بن مالك وص 419/5594 عن إياس الضبِّي عن أبيه، صحيح ابن حبّان: 15/376/6931 عن أبي الطفيل وفيه (... فإنّ هذا مولاه...) بدل (فعليّ مولاه)، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/499/28 عن زيد بن يثيع وح 29 عن أبي يزيد الأودي عن أبيه، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 150/79 عن زيد بن أرقم وص 177/96 عن سعد، تاريخ دمشق: 42/206/8682 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ الكافي: 1/294 وص 295/3 عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن الإمام الصادق (عليه السلام) وج 8/27/4 عن جابر بن يزيد، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، تهذيب الأحكام: 3/263/746 عن حسّان الجمّال، عن الإمام الصادق (عليه السلام).

١٧٣

وأمير مَن مضى، وأمير مَن بقي) (1) .

511 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إن تؤمّروا عليّاً - ولا أراكم فاعلين - تجدوه هادياً مهديّاً، يأخذ بكم الطريق المستقيم) (2) .

512 - الإمام عليّ (عليه السلام): (أنا وصيّ نبيّكم، وخليفته، وإمام المؤمنين، وأميرهم ومولاهم) (3) .

5/3

أمير البررة

513 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - يوم الحديبيّة وهو آخذ بيد عليّ (عليه السلام) -: (هذا أمير البرَرَة، وقاتل الفَجَرة، منصورٌ مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله) - يمدّ بها صوته - (4) .

514 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في يوم بنى النضير -: (عليّ إمام البرَرَة، وقاتل الفَجَرة، منصورٌ

____________________

(1) مائة منقبة: 76/26، تأويل الآيات الظاهرة: 1/185/31 عن أنس بن مالك، وكلاهما عن ابن عبّاس، الصراط المستقيم: 2/54 وفيه (أنت أمير من الله على مَن مضى ومَن بقي).

(2) مسند ابن حنبل: 1/232/859، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1/231/284، المعجم الأوسط: 2/341/2166، مسند البزّار: 3/33/783، أُسد الغابة: 4/106/3789، البداية والنهاية: 7/361 كلّها عن زيد بن يثيع عن الإمام عليّ (عليه السلام)، تاريخ دمشق: 24/421/9014 عن يزيد بن يثيع عن الإمام عليّ (عليه السلام) عنه (صلَّى الله عليه وآله) وص 420، شواهد التنزيل: 1/82/99 كلاهما عن حذيفة وفى بعضها (يسلك) بدل (يأخذ) .

(3) مائة منقبة: 83/32، الاستنصار: 22 كلاهما عن المسيّب.

(4) تاريخ بغداد: 2/377/877 وج 4/219/1915، تاريخ دمشق: 42/383/8985 و8986، المناقب لابن المغازلي: 84/125، كفاية الطالب: 221؛ المسترشد: 622/289 كلّها عن جابر بن عبد الله.

١٧٤

مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله) (1) .

515 - المستدرك على الصحيحين، عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - وهو آخذ بضبع (2) عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) - وهو يقول: (هذا أمير البرَرَة، قاتل الفَجَرة، منصورٌ مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله) - ثمّ مدّ بها صوته - (3) .

516 - الأمالي للطوسي، عن حذيفة بن اليمان: انظروا الفئةَ التي فيها عليّ (عليه السلام) فأتوها ولو زحفاً على رُكَبكم؛ فإنّي سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: (عليّ أمير البَررَة، وقاتل الفَجَرة، منصورٌ مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله إلى يوم القيامة) (4) .

517 - الإمام الصادق (عليه السلام) - في ذكر مَن أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه في مجلس رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) -: (قام أبو أيّوب الأنصاري فقال: اتّقوا الله - عباد الله - في أهل بيت نبيّكم، واردُدوا إليهم حقّهم الذي جعله الله لهم؛ فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبيّنا محمّد (صلَّى الله عليه وآله) ومجلس بعد مجلس يقول: أهل بيتي أئمّتكم بعدي! ويومئ إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ويقول: إنّ هذا أمير البرَرَة، وقاتل الكَفَرة، مخذولٌ مَن خذله، منصورٌ مَن نصره!!) (5)

____________________

(1) المناقب للخوارزمي: 200/240؛ كشف الغمّة: 1/256 كلاهما عن عمرو بن العاص، وراجع علل الشرائع: 213/2.

(2) الضبع - بسكون الباء -: وسط العضد (النهاية: 3/73).

(3) المستدرك على الصحيحين: 3/140/4644، المناقب لابن المغازلي: 80/120 وفيه (قاتل الكفرة)؛ الأمالي للطوسي: 483/1055.

(4) الأمالي للطوسي: 483/1054؛ المناقب للخوارزمي: 177/215 وفيه من (سمعت رسول الله...) وراجع رجال الكشّي 1/289/129.

(5) الاحتجاج: 1/199/12 عن أبان بن تغلب، الدرجات الرفيعة: 315.

١٧٥

5/4

مبدأ تسمية عليّ بأمير المؤمنين

518 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (لو علم الناس متى سُمّي عليّ أميرَ المؤمنين، ما أنكروا فضله، سُمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد. قال الله عزّ وجلّ: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ... ) (1) ، قالت الملائكة: بلى. قال تبارك وتعالى: أنا ربّكم، ومحمّد نبيّكم، وعليّ أميركم) (2) .

519 - الكافي، عن عليّ بن أبي حمزة: سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر، فقال: جُعلت فداك! كم عُرج برسول الله (صلَّى الله عليه وآله)؟ فقال: (مرّتين، فأوقفه جبرئيل مَوقفاً، فقال له: مكانك يا محمّد؛ فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قطّ ولا نبيّ...

فقال الله تبارك وتعالى: يا محمّد. قال: لبّيك ربّي، قال: مَن لأُمّتك من بعدك؟! قال: الله أعلم. قال: عليّ بن أبي طالب، أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (3) .

قال: ثمّ قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبى بصير: (يا أبا محمّد، والله، ما جاءت ولاية

____________________

(1) الأعراف: 172.

(2) الفردوس: 3/354/5066، ينابيع المودّة: 2/279/802 وفيه إلى (والجسد)، وكلاهما عن حذيفة بن اليمان وح 803 عن أبي هريرة، وفيه من قوله تعالى؛ نهج الحقّ: 191 وفيه روى الجمهور عنه (صلَّى الله عليه وآله) وراجع الفضائل لابن شاذان: 89.

(3) في الحديث: (أُمّتي الغرّ المحجّلون)؛ أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام (لسان العرب: 11/144).

١٧٦

عليّ (عليه السلام) من الأرض، ولكن جاءت من السماء مشافهة) (1) .

520 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (أُوحي إليّ في عليّ أنّه أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (2) .

521 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إنّ جبرئيل أتاني من قِبَل ربّي بأمر قرّت به عيني، وفرح به صدري وقلبي، يقول: إنّ عليّاً أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين) (3) .

522 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (... أنت - يا عليّ - أمير المؤمنين في السماء، وأمير المؤمنين في الأرض) (4) .

523 - الإمام الحسين، عن الإمام عليّ (عليهما السلام): (أنّه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن، إنّك تُدعى أمير المؤمنين؛ فمن أمّرك عليهم؟ قال (عليه السلام): الله جلّ جلاله أمَّرني عليهم. فجاء الرجل إلى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، أيصدُق عليّ فيما يقول: إنّ الله أمّره على خلقه؟ فغضب النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) ثمّ قال: إنّ عليّاً أمير المؤمنين بولاية من الله عزّ وجلّ، عقدها له فوق عرشه، وأشهد على ذلك ملائكته...) (5) .

524 - الكافي، عن جابر: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): لِمَ سُمّي أمير المؤمنين؟ قال: (الله سمّاه) (6) .

____________________

(1) الكافي: 1/442/13 وراجع الاختصاص: 54.

(2) موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/191؛ اليقين: 184/37 كلاهما عن أسعد بن زرارة221/64 عن أبي نذرة نحوه وراجع تاريخ بغداد: 13/123/7106.

(3) الاعتقادات: 86.

(4) اليقين: 242/79 عن ابن عبّاس.

(5) بشارة المصطفى: 24 عن أبي حمزة عن الإمام زين العابدين (عليه السلام).

(6) الكافي: 1/412/4، مختصر بصائر الدرجات: 171.

١٧٧

525 - حلية الأولياء، عن القاسم بن جندب، عن أنس: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا أنس، اسكب لي وضوءاً). ثمّ قام فصلَّى ركعتين، ثمّ قال: (يا أنس، أوّل مَن يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، وخاتم الوصيّين).

قال أنس: قلت: اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار. وكتمتُه، إذ جاء عليّ فقال: (مَن هذا يا أنس؟). فقلت: عليّ. فقام مستبشراً فاعتنقه، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق عليّ بوجهه.

قال عليّ: (يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل؟!). قال: (وما يمنعني، وأنت تؤدّي عنّي، وتُسمعهم صوتي، وتُبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟!) (1)

526 - تاريخ دمشق، عن أنس بن مالك: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (اسكب إليّ ماءً - أو وضوءاً -)، فتوضّأ، ثمّ قام فصلّى ركعتين، ثمّ قال: (يا أنس، أوّل مَن يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، سيّد المؤمنين عليّ) (2) .

527 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا أمّ سلمة، اشهدي واسمعي، هذا عليّ أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين) (3) .

____________________

(1) حلية الأولياء: 1/63، تاريخ دمشق: 42/386/8994، المناقب للخوارزمي: 85/75، فرائد السمطين: 1/145/109، كفاية الطالب: 211، الفردوس: 5/364/8449؛ الإرشاد: 1/46، تفسير العيَّاشي: 2/262/39، المناقب للكوفي: 1/312/232 والأربعة الأخيرة نحوه430/335، المسترشد: 601/272 وراجع الاحتجاج: 1/326/55 واليقين: 137/7.

(2) تاريخ دمشق: 42/303/8837.

(3) المناقب للخوارزمي: 142/163، كفاية الطالب: 168؛ الإرشاد: 1/47، بشارة المصطفى: 167، اليقين: 173/30 وص 415/154 عن الإمام عليّ (عليه السلام) عنه (صلَّى الله عليه وآله)، شرح الأخبار: 1/124/53، المناقب لابن شهر آشوب: 3/54، المناقب للكوفي: 1/368/293 كلّها عن ابن عبّاس.

١٧٨

528 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا أمَّ سلمة، هذا عليّ؛ سيّد مبجّل، مؤمّل المسلمين، وأمير المؤمنين، وموضع سرّي وعلمي، وبابي الذي آوي إليه، وهو الوصيّ على أهل بيتي، وعلى الأخيار من أُمّتي، هو أخي في الدنيا والآخرة، وهو معي في السناء (1) الأعلى) (2) .

529 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، ومولاهم بعدي؛ عليّ بن أبي طالب) (3) .

530 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (4) .

531 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب الدين، وخير الوصيّين) (5) .

532 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو أخي ووزيري، وخير مَن أُخلِّف في

____________________

(1) السناء: الرفعة. وفى الخبر: (بشّر أُمّتي بالسناء)؛ أي بارتفاع القدر والمنزلة عند الله تعالى (مجمع البحرين: 2/896).

(2) المحاسن والمساوئ: 44 عن ابن عبّاس.

(3) الأمالي للصدوق: 374/471، بشارة المصطفى: 34، التحصين لابن طاووس: 563/20 نحوه وكلّها عن ابن عبّاس.

(4) الأمالي للصدوق: 450/609 عن عبد الله بن عبّاس، تفسير فرات: 266/360 عن الإمام عليّ (عليه السلام) عنه (صلَّى الله عليه وآله) وليس فيه (وإمام المسلمين).

(5) الأمالي للصدوق: 188/197، بشارة المصطفى: 24 كلاهما عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).

١٧٩

أهلي، وسيّد المسلمين، وأمير المؤمنين من بعدي، وقائد الغرّ المحجّلين يوم القيامة) (1) .

533 - الأمالي للصدوق، عن أبي ذرّ الغفاري: كنّا ذات يوم عند رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في مسجد قُبا - ونحن نفر من أصحابه - إذ قال: (معاشر أصحابي، يدخل عليكم من هذا الباب رجل، هو أمير المؤمنين، وإمام المسلمين).

قال: فنظروا - وكنت فيمَن نظر - فإذا نحن بعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قد طلع، فقام النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) فاستقبله وعانقه وقبّل ما بين عينيه، وجاء به حتى أجلسه إلى جانبه، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم فقال: (هذا إمامكم من بعدي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي؛ وطاعتي طاعة الله، ومعصيتي معصية الله عزّ وجلّ) (2) .

5/5

اختصاص هذا الاسم بعليٍّ

534 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (لمّا أُسري بي إلى السماء، كنت من ربِّي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إليّ ربّي ما أوحى، ثمّ قال: يا محمّد، أقرئ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام؛ فما سمّيت بهذا أحداً قبله، ولا أُسمّي بهذا أحداً بعده) (3) .

535 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (لمّا أُسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء إلى سدرة المنتهى، وقفت بين يدي ربّي عزّ وجلّ، فقال لي: يا محمّد... اخترت لك عليّاً

____________________

(1) شرح الأخبار: 1/206/170 عن ابن عبّاس.

(2) الأمالي للصدوق: 634/850 بحار الأنوار: 38/106/34.

(3) الأمالي للطوسي: 295/578، بشارة المصطفى: 186، عن عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري، عن الإمام الهادي، عن آبائه، عن الإمام عليّ (عليهم السلام)، عنه (صلَّى الله عليه وآله) وراجع الكافي: 1/441/8 والأمالي للصدوق: 701/956.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481