مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق8%

مكارم الأخلاق مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: مکتبة الأخلاق والدعاء
الصفحات: 481

مكارم الأخلاق
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 207753 / تحميل: 11479
الحجم الحجم الحجم
مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

عن يزيد بن خليفة قال: رآنى أبو عبد اللهعليه‌السلام أطوف حول الكعبة وعلي برطلة، فقالعليه‌السلام : لا تلبسها حول الكعبة فإنها من زي اليهود.

عن الحسن بن مختار قال: قال لي أبوالحسن الاولعليه‌السلام : اعمل لي قلنسوة لا تكون مصنعة فإن السيد مثلي لا يلبس المصنع ( والمصنع: المكسر بالظفر ).

الفصل الثامن

( في لبس الخف والنعل )

عن ياسر الخادم، عنهعليه‌السلام من قال: كانعليه‌السلام يدخل المتوضأ(١) في خف صغير.

عن أبي الصباح، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن علياعليه‌السلام كان في سفر وكان إذا سافر أدلج فبينا هو قد أخذ في الدلجة(٢) فلبس ثيابه وتناول أحد خفيه فلبسه، ثم أهوى إلى الخف الاخر ليلبسه إذ انحط طير من السماء فضرب خفه فأخذه، فانطلق عليعليه‌السلام فاتبعه ليأخذ الخف منه، فسبقه وارتفع إلى السماء، فما زال يدور حتى أصبح فألقى الخف فخرج من الخف حنش وهو حية.

من مسموعات ناصح الدين أبي البركات، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لبس الخف يزيد في قوة البصر.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إدمان لبس الخف أمان من الجذام، فقيل له: في الشتاء أم في الصيف؟ قال: شتاء كان أم صيفا.

عن أبي الجارود(٣) قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام لابسا خفا أحمر، فقال لي: أو ما علمت أن الخف الاحمر لبس الجبابرة، فالابيض المقشور لبس الاكاسرة، والاسود سنتنا وسنة بني هاشم؟ قال أبوالجارود: فصحبت أبا عبد اللهعليه‌السلام في طريق مكة وعليه خف أحمر، فقلت له: يا ابن رسول الله كنت حدثتني منه في الاحمر

__________________

١ - المتوضأ: موضع يتوضأ فيه أي يستنجى ويكنى به عن الكنيف والمستراح.

٢ - الدلجة - من أدلج الرجل -: سار الليل كله.

٣ - الظاهر هو زياد بن المنذر الهمداني من أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام ، له أصل وكتاب زيدي المذهب وإليه ينسب الجارودية.

١٢١

أنه لبس الجبابرة، قال: أما في السفر فلا بأس به فإنه أحمل للماء والطين، وأما في الحضر فلا.

عن أبي عبد الله، عن أبيهعليهما‌السلام : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من اتخذ نعلا فليستجدها.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: انتعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقام رجل فناوله النعل، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم إن عبدك تقرب إليك فقربه ولا أظنه إلا قال: وأدبه. قال: وتمضمض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم مجه(١) ، فوثب إليه رجل فأخذه فشربه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم إن عبدك تحبب اليك فأحبه.

وعنه، عن عليعليهما‌السلام قال: استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الصلاة والطهور.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ) (٢) قال: كانتا من جلد حمار.

( في استحباب الانتعال بالنعل المخصرة المعقبة )

عن صباح الحذاء قال: أتاني الحلبي بنعل، فقال لي: إحذ لي على هذه، فإن هذا حذاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلت: ومن أين صارت اليك؟ قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : ألا أريك حذاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقلت: بلى. فأخرج إلي هذا النعل، فقلت: هبها لي، قال: هي لك. قال صباح: فحذوت عليها نعله وكنت أحذو لاصحابنا عليها، فقال ابوأحمد: وقد رأيتها وهي مخصرة معقبة(٣) .

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إني لامقت الرجل الذي لا أراه معقب النعلين.

عن صباح الحذاء قال: حذوت نعلا لابي عبد اللهعليه‌السلام على نعل وجه به إلي فكانت مخصرة من نصف النعل.

__________________

١ - مج الماء من فيه: رماه.

٢ - سورة طه: آية ١٢.

٣ - المخصرة: الدقيق الخصر، وهي النعل التي قطع خصراها حتى صارا مستدقين أي مستدقة الوسط.

١٢٢

عن منهال قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام وعلي نعل ممسوحة، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : هذا حذاء اليهود، قال: فانصرف، فأخذ سكينا فخصرها به.

عن علي السابري قال: رآني أبوالحسنعليه‌السلام وعلي نعل غير مخصرة، فقال: يا علي متى تهودت؟

( في كراهية عقد الشراك )

روي أن أبا عبد اللهعليه‌السلام كره عقد شراك النعل. قال: وأخذ نعل بعضهم فحل شراكها(١) .

وعنهعليه‌السلام قال: أول من عقد شراك نعله إبليس.

( في كيفية الانتعال )

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من السنة لبس نعل اليمين قبل اليسار وخلع اليسار قبل اليمين.

من كتاب النجاة، الدعا المروي عند لبس الخف والنعل يلبسهما جالسا ويقول: « بسم الله وبالله اللهم صل على محمد وآل محمد ووطئ قدمي في الدنيا والاخرة وثبتهما على الصراط يوم تزل فيه الاقدام »، فإذا خلعهما فمن قيام ويقول: « بسم الله الحمد لله الذي رزقني ما أوقي به قدمي من الاذي، اللهم ثبتهما على صراطك ولا تزلهما عن صراطك السوي ».

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى:( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) (٢) : النعل والخاتم.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعاهدوا نعالكم عند أبواب المسجد.

( في الشسع إذا انقطع )

عن يعقوب السراج قال: خرجنا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو يريد أن يعزي

__________________

١ - الشراك - بالكسر - سير النعل على ظهر القدم، أي حبلها.

٢ - سورة الاعراف آية ٣٠.

١٢٣

عبد الله بن الحسن بابنة له أو ابن، فانقطع شسع نعله فنزع بعض القوم نعله وحل شسعها وناوله إياه، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها(١) .

وعنهعليه‌السلام قال: من رقع جبته وخصف نعله وحمل سلعته فقد برئ من الكبر(٢) .

( في المشي في نعل واحدة وخف واحد )

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن علياعليه‌السلام كان يمشي في نعل واحدة ويصلح الاخرى.

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شرب ماء وهو قائم أو تخلي على قبر، أو بات على غمر(٣) ، أو مشى في حذاء واحد فعرض له الشيطان لم يفارقه إلا أن يشاء الله.

( في خلع النعال والخفاف إذا جلس )

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إخلعوا نعالكم فإنها سنة حسنة جميلة وهو أروح للقدمين. وفي رواية إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لاقدامكم وإنها سنة جميلة.

من كتاب طب الائمة في الخف والنعل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من لبس نعلا صفراء لم يبلها حتى يستفيد مالا، ثم تلى هذه الاية( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) (٤) .

وعنهعليه‌السلام قال: من لبس نعلا صفراء كان في سرور حتى يبليها.

عن حنان بن سدير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: دخلت عليه لابسا نعلا سوداء فقال: مالك ولبس النعل السوداء؟ أما علمت أن فيها ثلاث خصال؟ قلت؟ وما هي

__________________

١ - الشسع - بالكسر -: زمام النعل بين الاصبع الوسطى والتي تليها.

٢ - السلعة - بالكسر -: المتاع وما يشتري للمنزل.

٣ - الغمر: الحقد، العطش.

٤ - سورة البقرة: آية ٦٤.

١٢٤

قالعليه‌السلام : تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم وهي مع ذلك من لبس الجبابرة عليك بلبس النعل الصفراء فإن فيها ثلاث خصال، قلت: وما هي؟ قال: تحد البصر وتشد الذكر وتنفي الهم وهي مع ذلك من لبس الانبياءعليهم‌السلام .

وعنهعليه‌السلام قال: من السنة الخف الاسود والنعل الصفراء.

وعنهعليه‌السلام قال: لبس الخف يريد في قوة البصر.

عن أبي الحسن العسكريعليه‌السلام فيمن أصابه عقر الخف والنعل قال: تأخذ طينا من حائط بلبن، ثم تحكه بريقك على صخرة أو على حجر، ثم تضعه على العقر فيذهب إن شاء الله(١) .

الفصل التاسع

في المسكن وما يجوز منه وما لا يجوز وما يتعلق به

( في المسكن الواسع وغيره )

عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من السعادة سعة المنزل.

وعنهعليه‌السلام قال: للمؤمن راحة في سعة المنزل.

وسئل أبوالحسنعليه‌السلام عن أفضل عيش في الدنيا؟ قال: سعة المنزل وكثرة المحبين.

وعنهعليه‌السلام أيضا قال: العيش بالسعة في المنازل والفضل في الخدم.

عن معمر بن خلاد قال: إن أباالحسن اشترى دارا وأمر مولى له أن يتحول إليها وقال له: إنه منزلك، فقال له المولى: قد أجرت هذه الدار لي؟ فقال أبوالحسنعليه‌السلام : إن كان أبوك أحمق فينبغي أن تكون مثله.

عن السكوني، عن جعفر، عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سعادة المرء المرأة الصالحة والمسكن الواسع والمركب البهي والولد الصالح.

عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: إن للدار شرفا وشرفها

__________________

١ - عقر النعل: الجراحة الحاصلة منها.

١٢٥

الساحة الواسعة والخلطاء الصالحون(١) وإن لها بركة وبركتها جودة موضعها وسعة ساحتها وحسن جوار جيرانها.

قال الصادقعليه‌السلام : من سعادة المرء حسن مجلسه وسعة فنائه ونظافة متوضاه(٢) .

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع من السعادة وأربع من الشقاوة، فالاربع التي من السعادة: المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب البهي. والاربع التي من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : حرمة الجار على الانسان كحرمة أمه.

( في مقدار سمك البيت )

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال: يا محمد ابن بيتك سبعة أذرع فما كان فوق ذلك سكنة الشياطين. إن الشياطين ليست في السماء ولا في الارض، إنما يسكنون الهواء.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمك البيت سبعة أذرع أو ثمان أذرع فما فوق ذلك فمحضر للشياطين.

وعنهعليه‌السلام أيضا قال: كل شيء يرفع من سمك البيوت على تسعة أذرع فهو مسكن الشياطين.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا كان سمك البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب فيه آية الكرسي.

عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كل شيء فوق التسع

__________________

١ - الساحة: الفضاء. والخلطاء - جمع - خليط -: المخالطون الذين أمرهم واحد من الزوج والزوجة والولد والجار والاهل.

٢ - الفناء - بالكسر -: الساحة، أمام البيت، ما امتد من جوانبه. والمتوضأ: المستراح.

١٢٦

يعني سمك البيت فما زاد على التسع فهو مسكون، يعني البيوت، أو ما كان سمكها فوق التسع فما كان فوق التسع مسكون.

وعنه، عن آبائهعليهم‌السلام أن رجلا من الانصار شكا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أن الدور قد اكتنفته، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ارفع ما استطعت واسأل الله أن يوسع عليك.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : ما من إنسان يبني فوق ثمانية أذرع إلا ويأوي الشيطان فيما فوق ثمانية أذرع والواجب أن يكتب له فيه آية الكرسي حتى لا يأوي فيه الشيطان.

وعنهعليه‌السلام قال: كل بناء فوق الكفاية يكون وبالا على صاحبه يوم القيامة.

وعنهعليه‌السلام أنه قال: ما يبني إنسان فوق ثمانية أذرع إلا وينادي مناد من السماء: إلى أين تريد يا فاسق؟

من جوامع الجامع، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل بناء يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة إلا ما لابد منه.

( فيما يستحب عند البناء )

عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من بنى منزلا فليذبح كبشا وليطعم لحمه المساكين وليقل: اللهم ادحر عني وعن أهلي وولدي مردة الجن والشياطين وبارك لي فيه بنزولي فإنه يعطي ما سأل إن شاء الله.

( في الاسراف في البناء )

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كل بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه.

وعنهعليه‌السلام قال: من كسب مالا من غير حله سلط على الماء والطين.

( في كنس المنازل )

عنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود.

وقال الصادقعليه‌السلام : غسل الاناء وكسح الفناء مجلبة للرزق.

١٢٧

( في وقت في البيت والخروج عنه )

عنهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا خرج من البيت في الصيف خرج يوم الخميس، وإذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.

وفي رواية، عن ابن عباس قال: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يخرج إذا دخل الصيف ليلة الجمعة، وإذا دخل الشتاء دخل ليلة الجمعة.

( في اغلاق الابواب وغيرها )

عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله أو أبي الحسنعليهما‌السلام ، سئل عن إغلاق الابواب وإكفاء الاناء(١) وإطفاء السراج؟ قال: اغلق بابك فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. وأطفئ سراجك من الفويسقة وهي الفأرة لا تحرق بيتك. وأكفئ إناءك فإن الشيطان لا يرفع إناء مكفأ.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون.

عن الرضاعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أطفؤا المصابيح، لا تجرها الفويسقة فتحرق البيت وما فيه.

( فيما يتعلق بالمسكن )

عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه أتاه رجل [ فشكا إليه ] فقال: أخرجتنا الجن من منازلنا يعني عمار منازلهم، فقال: إجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع واجعلوا الحمام في أكناف الدار. قال الرجل: ففعلنا فما رأينا شيئا نكرهه.

عن داود الرقي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: رأيت حماما خرج من تحت سريرة فقلت له: جعلت فداك أهدي لك طيورا عندنا بلقا تقرقر(٢) ؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تلك مسوخ من الطير، إذا كنت متخذا فاتخذ مثل هذه فإنها بقية حمام إسماعيلعليه‌السلام .

__________________

١ - إكفاء الاناء: قلبه. ويأتي أيضا بمعني الاستتار ومنه الكفاء، ككتاب.

٢ - البلق: الابلق وهو الذي كان في لونه سواد وبياض. وتقرقر الطير: تصوت وتردد صوته.

١٢٨

من كتاب من لا يحضره الفقيه، شكا رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من الوحشة، فأمره باتخاذ زوج من الحمام.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إن خفيف أجنحة الحمام ليطرد الشياطين.

وقالعليه‌السلام أيضا: إتقوا الله فيما خولكم(١) وفي العجم من أموالكم، فقيل له: ما العجم من أموالنا؟ قال: الشاة والهر والحمام وأشباه ذلك.

من الفردوس، عن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشاة في البيت ترد سبعين بابا من الفقر.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشاة في الدار بركة. والسنور في الدار بركة.

والرحا في الدار بركة. والشاة بركة. والشاتان بركتان. والثلاثة بركات كثيرة.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشاة من دواب الجنة.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من مؤمن يكون في منزله عنز حلوب إلا قدس أهل ذلك المنزل وبورك عليهم، فإن كانتا اثنتين قدسوا كل يوم مرتين، فقال رجل كيف يقدسون؟ قال: يقال لهم: بورك عليكم وطبتم ما طاب إدامكم.

وعنهعليه‌السلام قال: إن امرأة عذبت في هرة ربطتها حتى ماتت عطشا.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تمنعوا الخطاطيف أن تسكن في بيوتكم(٢) .

وقال: لا تطرقوا الطير في أوكارها فإن الليل أمان لها وذلك لما جعله الله عليه من الرحمة.

من كتاب طب الائمة، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اتخذوا في بيوتكم الدواجن يتشاغل بها الشيطان عن صبيانكم.

عن أبي جعفرعليه‌السلام : من أحبنا - أهل البيت - أحب الحمام.

__________________

١ - فيما خولكم أي ملككم وأعطاكم. والخول: الخدام والحشم وغيرهم من الحاشية.

٢ - الخطاطيف جمع الخطاف: طائر يشبه السنونو، طويل الجناحين، قصير الرجلين، أسود اللون، وقيل: هو الخفاش.

( مكارم الاخلاق - ٩ )

١٢٩

وقال أبوالحسنعليه‌السلام : لا ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من ثلاثة وهن عمار البيت: الهرة والحمام والديك، فإن كان مع الديك أنيسة فلا بأس بذلك لمن لا يقدرها.

قال الرضا: في الديك خمس خصال من خصال الانبياء: معرفته بأوقات الصلوات والغيرة والشجاعة والسخاوة وكثرة الطروقة(١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا سمعتم أصوات الديكة فإنها رأت ملكا فاسألوا الله وارغبوا إليه. وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا.

عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الديك الابيض صديقي وعدوه عدو الله، يحرس صاحبه وسبع دور. وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبيته معه في البيت.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الدجاج غنم فقراء أمتي.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسبوا الديك فإنه يدل على مواقيت الصلاة.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تسبوا الديك فإنه صديقي وأنا صديقه وعدوه عدوي والذي بعثني بالحق لو يعلم بنو آدم ما في قترته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب والفضة. وإنه يطرد مذمومة من الجن.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من اتخذ ديكا أبيض في منزله يحفظ من شر ثلاثة: من الكافر والكاهن والساحر.

من كتاب روضة الواعظين، عن الباقرعليه‌السلام قال: إن الله تعالى خلق ديكا أبيض عنقه تحت العرش ورجلاه في تخوم الارض السابعة، له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب لا يصيح ديك في الارض حتى يصيح، فإذا صاح خفق بجناحيه، ثم قال: سبحان الله العظيم الذي ليس كمثله شيء فيجيبه الله فيقول: ما آمن بما تقول من يحلف بي كاذبا(٢) .

روى الجعفري قال: رأيت أبا الحسنعليه‌السلام في بيته زوج حمام: أما الذكر فأخضر وأما الانثى فسوداء. ورأيتهعليه‌السلام يفت لهما الخبز ويقول:يتحركان من الليل فيؤنسان وما من انتفاضة ينتفضانها من الليل إلا اتقى من دخل البيت من عرمة الارض(٣) .

__________________

١ - الطروقة: الجماع.

٢ - تخوم الارض: حدها ومنتهاها. وخفق الطائر أي طار.

٣ - الفت: الدق والكسر بالاصابع. الانتفاض: مطاوع نفض وهو حركة الشيء ليزول عنه الغبار.

١٣٠

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ليس من بيت نبي إلا وفيه حمام، لان سفهاء الجن يعبثون بصبيان البيت، فإذا كانه فيه حمام عبثوا بالحمام وتركوا الناس.

الفصل العاشر

( في النجد والاثاث والفرش والتواضع فيها)

عن عبد الله بن عطا قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فرأيت في منزله نضدا ووسائد وأنماطا ومرافق(١) ، فقلت له: ما هذا؟ قالعليه‌السلام : متاع المرأة.

عن جابر بن عبد الله، عن الباقرعليه‌السلام قال: دخل قوم على الحسين بن عليعليه‌السلام فقالوا: يا ابن رسول الله نرى في منزلك أشياء مكروهة - وقد رأوا في منزله بساطا ونمارق - فقال: إنما نتزوج النساء فنعطيهن مهورهن فيشترين بها ما شيءن ليس لنا منه شيء.

عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما تزوج علي فاطمةعليها‌السلام بسط البيت كثيبا وكان فراشهما إهاب كبش ومرفقتهما محشوة ليفا ونصبوا عودا يوضع عليه السقاء فستره بكساء(٢) .

عن الحسين بن نعيم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: أدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة على عليعليهما‌السلام وسترها عباء وفرشها إهاب كبش ووسادتها أدم محشوة بمسد.

وعنهعليه‌السلام قال: إن فراش علي وفاطمةعليهما‌السلام كان سلخ كبش يقلبه فينام على صوفه.

وفي كتاب مواليد الصادقينعليهما‌السلام ، قال محمد بن إبراهيم الطالقاني روى أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله اعتزل نسائه في مشربة له شهرين - والمشربة العلية - فدخل عليه عمرو في

__________________

١ - النضد - بالتحريك -: ما نضد من متاع البيت وضم بعضه إلى بعض متسقا أو مركوما. والانماط - جمع نمط - كسبب وأسباب: ما يفرش من مفارش الصوف الملونة. والمرافق: جمع مرفق - بالكسر فالسكون -: التي تجعل تحت المرفق من المخدة والمتكأ. والنمارق: جمع نمرق ونمرقة: الوسادة يتكأ عليها.

٢ - بسط البيت: سعته. والكثيب: الرمل. إهاب - ككتاب -: الجلد، أو ما لم يدبغ.

١٣١

البيت أهب عطنة وقرظ والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نائم على حصير قد أثر في جنبه ووجد عمر ريح الاهب، فقال: يا رسول الله ما هذه الاهب؟ قال: يا عمر هذا متاع الحي(١) فلما جلس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان قد أثر الحصير في جنبه. فقال عمر: أما أنا فأشهد أنك رسول الله ولانت أكرم على الله من قيصر وكسرى وهما فيما هما فيه من الدنيا وأنت على الحصير قد أثر في جنبك. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة.

عن الفضل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن السرير يكون فيه الذهب أيصلح إمساكه في البيت؟ قالعليه‌السلام : إن كان ذهبا فلا وإن كان ماء الذهب فلا بأس.

عن الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ربما قمت أصلي وبين يدي وسادة فيها تماثيل طائر، فجعلت عليها ثوبا. وقد أهديت إلي طنفسة من الشام(٢) فيها تماثيل طير فأمرت به فغير رأسه فجعل كهيئة الشجر. وقال: إن الشيطان أشد ما يهم بالانسان إذا كان وحده.

عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: دخل قوم على أبي جعفرعليه‌السلام وهو على بساط فيه تماثيل، فسألوه؟ فقال: أردت أن أهبه.

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لا بأس أن يكون التماثيل في البيوت إذا غيرت الصورة.

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن تماثيل الشجر والشمس والقمر؟ قال: لا بأس به، ما لم يكن فيه شيء من الحيوان.

عن أبي العباس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل:( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ) (٣) ما التماثيل الذي كانوا يعملون؟ قال: أما والله ما هي التماثيل التي تشبه الناس ولكن تماثيل الشجر ونحوه.

عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : إنما نبسط عندنا الوسائل فيها

__________________

١ - العلية - بالكسر وقد تضم -: الغرفة. وأهب - كعمد -: جمع إهاب - كعماد -: الجلد ما لم يدبغ. وعطنة: المنتنة، والقرظ - بالتحريك -: ورق السلم يدبغ به الاديم.

٢ - الطنفسة: البساط الذي له خمل رقيق. وأيضا: القالي. وقيل: والذي يجعل على ظهر الدابة.

٣ - سورة سبأ: آية ١٢.

١٣٢

التماثيل ونفرشها، قال: لا بأس بما يبسط منها ويفرش ويوطأ، إنما نكره منها ما نصب على الحائط والسرير.

من كتاب زهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن عقيل بن عبد الرحمن الخولاني قال: كانت عمتي تحت عقيل بن أبي طالب فدخلت على عليعليه‌السلام بالكوفة وهو جالس على برذعة حمار مبتلة(١) قالت: فدخلت على عليعليه‌السلام امرأة له من بني تميم، فقلت لها: ويحك إن بيتك ممتلئ متاعا وأمير المؤمنينعليه‌السلام جالس على برذعة حمار مبتلة، فقالت: لا تلوميني فوالله ما يرى شيئا ينكره إلا أخذه فطرحه في بيت المال.

عن شريك بن عبد الله، عن شيخ، عن أمه قالت: رأيت خبز عليعليه‌السلام تحت فراشه أو في فراشه.

__________________

١ - بتله بتلا من باب قتل: قطعه وأبانه. وبتل وتبتل: انقطع. والمبتلة على بناء المفعول: القطعة.

١٣٣

الباب السابع

( في الاكل والشرب وما يتعلق بهما وهو ثلاثة عشر فصلا)

الفصل الاول

( في فضل اطعام الطعام واصطناع المعروف وصوم التطوع)

من كتاب من لا يحضره الفقيه، قال الله سبحانه تعالى:( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) (١) وقد مدح الله عزوجل [ في ذلك ] صاحب القليل فقال في كتابه [ العزيز ]:( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ) (٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما آمن بالله من شبع وأخوه جائع. ولا آمن بالله من اكتسى وأخوه عريان، ثم قرأ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة.

وسمع أمير المؤمنينعليه‌السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم. فقالعليه‌السلام : كذبت، إن الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وقرى الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح.

عن الصادقعليه‌السلام قال: المنجيات ثلاث: إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام.

وعنهعليه‌السلام قال: لو أن رجلا أنفق على طعام ألف درهم وأكل منه مؤمن واحد لم يعد سرفا.

__________________

١ - سورة سبأ: آية ٣٨.

٢ - سورة الحشر: آية ٩.

١٣٤

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليسكت. و [ كان ] يقول: لا تلزم ضيفك بما يشق عليه.

روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: أول ما يبدأ به في الاخرة صدقة الماء يعني في الاجر.

عن الباقرعليه‌السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يحب إيراد الكبد الحراء ومن سقى كبدا حراء من بهيمة وغيرها أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

عن الصادقعليه‌السلام قال: من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة. ومن سقى الماء في موضع لايوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفسا.( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) (١) .

وعنهعليه‌السلام قال: من أحب الاعمال إلى الله عزوجل إشباع جوعة المؤمن وتنفيس كربته وقضاء دينه.

عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقير شيعتنا. ومن لم يستطع أن يزور قبورنا فليزور قبور صلحاء إخواننا.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدقة بعشرة. والقرض بثمانية عشر. وصلة الاخوان بعشرين. وصلة الرحم بأربعة وعشرين.

وعنهعليه‌السلام قال: إن الله تعالى يقول: ما من شيء إلا وقد تكفلت به من يقبضه غيري إلا الصدقة فإني اتلقفها بيدي تلقفا(٢) حتى أن الرجل ليتصدق بالتمرة أو بشق التمرة فأربيها كما يربي الرجل فلوه وفصيله، فيلقاني يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد.

وعنهعليه‌السلام قال: إن الله عزوجل يحب الاطعام في الله ويحب الذي يطعم الطعام في الله. والبركة في بيته أسرع من الشفرة(٣) في سنام البعير.

__________________

١ - سورة المائدة: آية ٣٥.

٢ - التلقف: التناول بسرعة: والفلو - بضم اللام وتشديد الواو - الجحش والمهر يفصل عن أمه.

٣ - الشفرة - بفتح فسكون -: المدية وهي السكين العظيمة العريضة. وأيضا: حد السيف.

١٣٥

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أول من يدخل الجنة المعروف وأهله وأول من يرد علي الحوض.

عن الصادقعليه‌السلام قال: أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصله إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وعنهعليه‌السلام قال: رأيت المعروف كاسمه. وليس شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه وذلك هو الذي يراد منه. وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه. وليس كل من يرغب فيه يقدر عليه. ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والاذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه.

وعنهعليه‌السلام قال: رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خصال: تصغيره وستره وتعجيله، فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه وإذا سترته تممته وإذا عجلته وهنأته. وإن كان غير ذلك محقته ونكدته.

وعنهعليه‌السلام قال: إذا أردت أن تعلم أشقى الرجل أم سعيد فانظر معروفه إلى من يصنعه، فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه خير. وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير.

وعنهعليه‌السلام قال: خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان والسعي في حوائجهم.

وعنهعليه‌السلام قال: شاب سخي مرهق في الذنوب أحب إلى الله عز وجل من شيخ عابد بخيل.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أدى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما محق الاسلام ماحق مثل الشح، ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل وشعبا كشعب الشرك.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : صدقة رغيف خير من نسك مهزول(١) .

عن الباقرعليه‌السلام قال: البر والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في العمر ويدفعان ميتة السوء.

__________________

١ - النسك: الذبيحة وما يقدم لله تعبدا.

١٣٦

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن صاحبها سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: صدقة السر تطفئ غضب الرب.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: اتبعو قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر.

عن الصادقعليه‌السلام قال: ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت إلا أحوجه الله عزوجل إلى السؤال قبل أن يموت ويثبت له بها في النار.

وعنهعليه‌السلام قال: قال رجل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله علمني شيئا إذا فعلته أحبني الله من السماء وأحبني أهل الارض؟ قال: ارغب فيما عند الله يحببك الله وازهد فيما عند الناس يحببك الناس.

قال الباقرعليه‌السلام : لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا. ولو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا. وكان علي بن الحسينعليه‌السلام إذا كان اليوم الذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤه فتطبخ، فإذا كان عند المساء أكب على القدور حتى يجد ريح المرق(١) وهو صائم، ثم يقول: هاتوا القصاع واغرفوا لآل فلان واغرفوا لآل فلان، ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاؤه.

عن الصادقعليه‌السلام قال: من فطر صائما فله أجر مثله.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس بمؤمن من بات شبعانا وجاره طاويا(٢) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من فطر في هذا الشهر مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عزوجل عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه. فقيل له: يا رسول الله ليس كلنا نقدر على أن نفطر صائما، فقال: إن الله تبارك وتعالى كريم يعطي هذا الثوب منكم من لم يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها صائما، أو شربة من ماء عذب أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك.

عن الرضاعليه‌السلام قال: تفطيرك أخاك الصائم أفضل من صيامك.

__________________

١ - المرق - بالتحريك -: ماء اللحم إذا طبخ فصار دسما. واغرفوا أي أخذوا بالمغرفة.

٢ - طاويا: جائعا. ورجل طيان: لم يأكل شيئا.

١٣٧

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لاصحابه: ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والمؤازرة على العمل الصالح تقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه. ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لكل شيء زكاة وزكاة الابدان الصيام. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به. والصائم فرحتان: حين يفطر وحين يلقى ربه عزوجل. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك.

عن الصادقعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصوم حتى يقال: لا يفطر. ويفطر حتى يقال: لا يصوم. ثم صام يوما وأفطر يوما، ثم صام الاثنين والخميس، ثم آل ذلك إلى صيام ثلاثة أيام من الشهر: الخميس في أول الشهر، والاربعاء في وسط الشهر، والخميس في آخر الشهر. وكان يقول: ذلك صوم الدهر.

وعنهعليه‌السلام قال: إذا صام أحدكم الثلاثة الايام من الشهر فلا يجادلن أحدا. ولا يجهل ولا يسرع إلى الحلف والايمان بالله. وإن جهل عليه أحد فليتحمل.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: صيام شهر الصبر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن ببلابل الصدر. وصيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر. إن الله عزوجل يقول:( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) (١) .

سئل الصادقعليه‌السلام عمن لم يصم الثلاثة في كل شهر وهو يشتد عليه الصيام هل فيه فداء؟ قال: مد من طعام في كل يوم.

عن عليعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من صام يوما تطوعا أدخله الله عزوجل الجنة.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لافطارك في منزل أخيك أفضل من صيامك بسبعين ضعفا او تسعين ضعفا.

__________________

١ - سورة الانعام: آية ١٦١.

١٣٨

وعنهعليه‌السلام قال: من دخل على أخيه وهو صائم فأفطر عنده ولم يعلمه بصومه فيمن عليه كتب [ الله ] له صوم سنة.

وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أفطر يقول: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت.

الفصل الثاني

( في آداب غسل اليد وغيرها)

من كتاب من لا يحضره الفقيه وغيره، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد أن يكثر خيره فليتوضأ عند حضور طعامه.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم ويصحح البصر.

عن الصادقعليه‌السلام : من غسل يده قبل الطعام وبعده بورك له في أوله وآخره وعاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده.

وقالعليه‌السلام : اجعلوا في أسنانكم السعد فإنه يطيب الفم [ ويزيد في الجماع ].(١)

وعنهعليه‌السلام قال: من غسل يده قبل الطعام فلا يمسحها بالمنديل، فإنه لا تزال البركة في الطعام ما دام النداوة في اليد.

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا أكل أحدكم فلا يمسحن بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها.

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يبدأ أولا رب المنزل بغسل يده ومن عن يمينه، فإذا فرغ من الطعام يبدأ [ بمن عن يساره ] بغير صاحب المنزل، لانه أولى بالصبر على الغمر(٢) ويتمندل بعد ذلك.

وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كان يغسل يده من الغمر، ثم يمسح بها وجهه ورأسه قبل أن يمسحها بالمنديل، ثم يقول: « اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ».

__________________

١ - السعد - بالضم -: طيب معروف.

٢ - الغمر - بالتحريك -: زنخ اللحم وما يتعلق باليد من دسمه.

١٣٩

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر كما ينفي الكبر خبث الحديد وعاش ما عاش في سعة وأن الملائكة تصلي على من يلعق أصابعه في آخر الطعام.

و [ روي ] عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كان يكره عند الطعام رفع الطست حتى يمتلئ ويهراق ويقول: من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور الطعام وبعده، فإنه من غسل يده عند الطعام وبعده عاش ما عاش في وعوفي من بلوى في جسده.

وعنهعليه‌السلام قال: إذا توضأت بعد الطعام فامسح عينيك بفضل ما في يديك فإنه أمان من الرمد.

عن صفوان الجمال قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فحضرت المائدة فأتى الخادم بالوضوء فناوله المنديل فعافه، ثم قال: منه غسلنا.

وعنهعليه‌السلام قال: الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر ويزيد في الرزق.

من كتاب تهذيب الاحكام، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر.

عن يونس قال: لما تغذى عندي أبوالحسنعليه‌السلام وجئ بالطست بدأ الخادم به وكان في صدر المجلس، فقال: ابدأ بمن عن يمينك. فلما توضأ واحد أراد الغلام أن يرفع الطست، فقال أبوالحسنعليه‌السلام دعها.

وعن نزار قال: رأيت أباالحسنعليه‌السلام إذا توضأ قبل الطعام لم يمس المنديل وإذا توضأ بعد الطعام مس المنديل.

وفي كتاب مواليد الصادقينعليهما‌السلام ، كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا فرغ من غسل اليد بعد الطعام مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه، ثم يقول: « الحمدلله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء صالح أولانا ».

الفصل الثالث

( في آداب الاكل وما يتعلق به)

من طب الائمة، روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام أنه قال: اذكروا الله عزوجل عند الطعام ولا تلغوا فيه: فإنه نعمة من نعم الله يجب عليكم فيها

١٤٠

شكره وحمده. أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها، فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها.

وقالعليه‌السلام : إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد. وليأكل على الارض. ولا يضع إحدى رجليه على الاخرى ولا يتربع، فإنها جلسة يبغضها الله عزوجل ويمقت صاحبها.

عن الصادقعليه‌السلام قال: أطيلوا الجلوس على الموائد، فإنها ساعة لا تحسب من أعماركم.

من كتاب من لا يحضره الفقيه، عن الصادق، عن آبائه، عن الحسن بن عليعليهم‌السلام قال: في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها: أربع منها فرض وأربع منها سنة وأربع منها تأديب، فأما الفرض فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر. وأما السنة فالوضوء قبل الطعام والجلوس على الجانب الايسر والاكل بثلاث أصابع ولعق الاصابع(١) . وأما التأديب فالاكل مما يليك وتصغير اللقمة والمضغ الشديد وقلة النظر في وجوه الناس.

وعن عمرو بن قيس قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام بالمدينة وبين يديه خوان(٢) وهو يأكل. فقلت له: ما حد هذا الخوان؟ فقال: إذا وضعته فسم الله. وإذا رفعته فاحمد الله. وقم ما حول الخوان(٣) ، فهذا حده.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من وجد كسرة أو تمرة(٤) فأكلها لم تفارق جوفه حتى يغفر الله له.

عن الرضا، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما سقط من المائدة مهور الحور العين.

عن محمد بن الوليد قال: أكلت بين يدي أبي جعفر الثانيعليه‌السلام حتى إذا

__________________

١ - لعق الاصابع: لحسها.

٢ - الخوان - بالكسر والضم -: الذي يؤكل عليه، وهو معرب، ويقال له: السفرة أيضا.

٣ - قم الرجل كاقتمه: أكل ما على الخوان. وفي بعض النسخ ( واقتم ).

٤ - الكسرة - بالكسر -: القطعة من الشيء المكسور.

١٤١

فرغت ورفع الخوان ذهب الغلام يرفع ما وقع من فتات الطعام(١) ، فقال له: ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذ شاة وما كان في البيت فتتبعه والتقطه.

عن الصادقعليه‌السلام أنه كره أن يأكل بشماله أو يشرب بها أو يتناول بها.

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : يا علي افتح بالملح واختتم به، فإنه شفاء من سبعين داء، منها الجنون والجذام والبرص ووجع الحلق ووجع الاضراس ووجع البطن.

عن ابن عباس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث لقمات بالملح قبل الطعام وثلاث بعد الطعام تصرف بهن عن ابن آدم اثنين وسبعين نوعا من البلاء، منها الجنون والجذام والبرص.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام : إبدؤا بالملح في أول الطعام، فلو علم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرب(٢) .

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : إنا نبدأ بالملح ونختم بالخل.

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نعم الادام الخل، ما افتقر بيت فيه الخل.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا وضعت المائدة حفها أربعة أملاك، فإذا قال العبد: بسم الله قالت الملائكة للشيطان: اخرج يا فاسق فلا سلطان لك عليهم. وإذا فرغوا فقالوا: الحمد لله قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فأدوا الشكر لربهم. وإذا لم يقل: بسم الله قالت الملائكة للشيطان: ادن يا فاسق فكل معهم. فإذا رفعت المائدة ولم يحمدوا الله قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربهم.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليعليه‌السلام : يا علي إذا أكلت فقل: « بسم الله » وإذا فرغت فقل: « الحمد لله »، فإن حافظيك لا يستريحان من أن يكتبا لك الحسنات حتى تنبذه عنك.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ضمنت لمن سمى على طعامه أن لا يشتكى منه.

__________________

١ - الفتات - بالضم -: ما تفتت من الشيء المفتوت أي المكسور بالاصابع كسرا صغيرة.

٢ - الترياق ( معرب على زنة فعيال بالكسر ): ما يستعمل لدفع السم من الادوية والمعاجين.

١٤٢

فقال ابن الكوا(١) : يا أمير المؤمنين لقد أكلت البارحة طعاما فسميت عليه ثم آذاني، فقال: أكلت ألوانا فسميت على بعضها ولم تسم على بعض يا لكع(٢) .

وروي عن الصادقعليه‌السلام : أن من نسي أن يسمي على كل لون فليقل: « بسم الله على أوله وآخره ».

عن الصادقعليه‌السلام قال: ما اتخمت قط(٣) وذلك لاني لم أبدأ بطعام إلا قلت: بسم الله، ولم أفرغ منه إلا قلت: « الحمد لله ».

وقالعليه‌السلام : إن البطن إذا شبع طغا.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال لابنه الحسنعليه‌السلام : يا بني لا تطعمن لقمة من حار ولا برد ولا تشربن شربة ولا جرعة إلا وأنت تقول قبل أن تأكله وقبل أن تشربه: « اللهم إني أسألك في أكلي وشربي السلامة من وعكه(٤) والقوة به على طاعتك وذكرك وشكرك فيما بقيته في بدني وأن تشجعني بقوته على عبادتك وأن تلهمني حسن التحرز من معصيتك » فإنك إن فعلت ذلك أمنت وعثه وغائلته(٥) . وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا وضعت المائدة بين يديه قال: اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة. وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا وضع يده في الطعام قال: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقنا وعليك خلفه.

وكان علي بن الحسينعليهما‌السلام إذا طعم قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وأيدنا وآوانا وأنعم علينا وأفضل، الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم.

عن الباقرعليه‌السلام قال: كان سلمان إذا رفع يده من الطعام يقول: اللهم أكثرت وأطيبت فزد، وأشبعت وأرويت فهنئه.

__________________

١ - هو عبد الله بن الكوا، خارجي ملعون، وهو الذي قرأ خلف عليعليه‌السلام جهرا: ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين.

٢ - اللكع كصرد: العبد، الاحمق، اللئيم. وأكثر ما يستعمل في النداء ويراد به الذم.

٣ - يقال: تخم فلان، كضرب: ثقل عليه الاكل. والتخمة: حالة تعرض للانسان من كثرة الاكل.

٤ - الوعك، المرض واشتداده. وفي بعض النسخ وعكة وكلاهما مصدر.

٥ - الوعث: المشقة. وأصله المكان السهل الكثير الرمل الذي يتعب فيه الماشي ويشق عليه.

١٤٣

عن الصادقعليه‌السلام إنه أكل فقال: الحمد لله الذي أطعمنا في جائعين وسقانا في ظمآنين وكسانا في عارين [ وهدانا في ضالين وحملنا في راجلين وآوانا في ضاحين(١) وأخدمنا في عانين ] وفضلنا على كثير من العالمين.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا رفعت المائدة فقل: الحمد لله رب العالمين، اللهم اجعلها نعمة مشكورة.

ومن كتاب النجاة، الدعاء عند الطعام الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ويجير ولا يجار عليه ويستغني ويفتقر إليه. اللهم لك الحمد على ما رزقتني من طعام وإدام في يسر وعافية من غير كد مني ولا مشقة. بسم الله خير الاسماء رب الارض والسماء. [ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه سم ولا داء ]. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء وهو السميع العليم. اللهم اسعدني في مطعمي هذا بخيره وأعذني من شره وانفعني بنفعه وسلمني من ضره. والدعاء عند الفراغ منه الحمد لله الذي أطعمني فأشبعني، وسقاني فأرواني، وصانني وحماني. الحمد لله الذي عرفني البركة واليمن بما أصبته وتركته منه. اللهم اجعله هنيئا مريئا لا وبيا ولا دويا، وأبقني بعده سويا قائما بشكرك محافظا على طاعتك، وارزقني رزقا دارا وأعشني عيشا قارا واجعلني ناسكا بارا واجعل ما يتلقاني في المعاد مبهجا سارا برحمتك يا أرحم الراحمين.

من كتاب البصائر، عن محمد بن جعفر بن العاصم، عن أبيه، عن جده قال: حججت ومعي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا غلام لابي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام على حمار له أخضر يتبعه الطعام. فنزلنا بين النخل وجاء هو فنزل. وأتي بالطست والماء فبدأ وغسل يديه وأدير الطست عن يمينه حتى بلغ آخرنا. ثم أعيد من يساره حتى أتي على آخرنا. ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، ثم ثنى بالخل. ثم أتي بكتف مشوي، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ثم أتي بالخل والزيت، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحمن، فإن هذا طعام كان يعجب فاطمة

__________________

١ - الضاحي من كل شيء: البارز الظاهر الذي لا يستر حائط ولا غيره.

١٤٤

عليها‌السلام . ثم أتي بالسكباج(١) ، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنينعليه‌السلام . ثم أتي بلحم مقلو فيه باذنجان، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب الحسن بن عليعليهما‌السلام .

ثم أتي بلبن حامض قد ثرد، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب الحسين بن عليعليهما‌السلام . ثم أتي بأضلاع باردة فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين (عليهما‌السلام ). ثم أتي بجبن مبزر(٢) ، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن عليعليهما‌السلام . ثم أتي بتور فيه بيض كالعجة(٣) ، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب أبي جعفرعليه‌السلام . ثم أتي بحلواء، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام يعجبني. ورفعت المائدة فذهب أحدنا ليلتقط ما كان تحتها فقال: مه إنما ذلك في المنازل تحت السقوف، فأما في مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير والبهائم(٤) . ثم أتي بالخلال، فقال: من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك فما أجابك تبتلعه وما امتنع تحركه بالخلال، ثم تخرجه فتلفظه. وأتي بالطست والماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل، ثم غسل من على يمينه حتى أتي على آخرهم. ثم قال: يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتبار؟ فقال: على أفضل ما كان عليه أحد. فقال: أيأتي أحدكم منزل أخيه عند الضيقة فلا يجده فيأمر بإخراج كيسه فيخرج فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته فلا ينكر عليه؟ قال: لا. قال: لستم على أفضل ما كان أحد عليه من التواصل. ( والضيقة: الفقر ).

من طب الائمة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تأكل وأنت تمشي إلا أن تضطر إلى ذلك.

__________________

١ - السكباج - بالكسر -: مرق يعمل من اللحم والخل.

٢ - الجبن: ما جمد من اللبن، والمبزر: المطيب بالبزور.

٣ - التور - بفتح فسكون، معرب -: إناء صغير يشرب فيه، والعجة - بضم فتشديد -: طعام يعمل من بيض ودقيق وسمن او زيت.

٤ - العافية والعافي: الوارد، وكل طالب فضل او رزق.

( مكارم الاخلاق - ١٠ )

١٤٥

عن عمر بن أبي شعبة قال: ما رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام يأكل متكئا، ثم ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ما أكل متكئا حتى مات.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كل ما يسقط من الخوان، فإنه شفاء من كل داء لمن أراد أن يستشفي به.

من كتاب الفردوس، عن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أكل ما يسقط من المائدة عاش ما عاش في سعة من رزقه وعوفي في ولده وولد ولده من الجذام.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : النفخ في الطعام يذهب بالبركة.

ورأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا أيوب الانصاري يلتقط نثارة المائدة(١) ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بورك لك وبورك عليك وبورك فيك. فقال أبوأيوب: يا رسول الله ولغيري؟ قال: نعم، من أكل ما أكلت فله ما قلت لك. أو قال: من فعل ذلك وقاه الله الجنون والجذام والبرص والماء الاصفر(٢) والحمق.

وروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: ثلاثة لا يحاسب عليها المؤمن: طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه ويحرز بها دينه.

عن عليعليه‌السلام قال: أقروا الحار حتى يبرد ويمكن، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قرب إليه طعام حار فقال: أقروه حتى يبرد ويمكن، ما كان الله ليطعمنا النار. والبركة في البارد، والحار غير ذي بركة.

وقالعليه‌السلام : من لعق قصعة صلت عليه الملائكة ودعت له بالسعة في الرزق وتكتب له حسنات مضاعفة.

وقالعليه‌السلام : من أكل الطعام على النقاء وأجاد الطعام تمضغا وترك الطعام وهو يشتهيه ولم يجس الغائط إذا أتى لم يمرض إلا مرض الموت.

عن الصادقعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أتي بفاكهة حديثة قبلها ووضعها على عينه ويقول: « اللهم كما أريتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية ».

__________________

١ - النثارة - بالضم -: ما يتناثر من الشيء أي ما يتساقط متفرقة منه.

٢ - وهو الماء الذي يجتمع في البطن ويعتريه داء الاستسقاء.

١٤٦

وعنهعليه‌السلام قال: لا ينبغي للشيخ الكبير أن ينام إلا وجوفه ممتلئ من الطعام، فإنه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عجبا لمن يحتمي من الطعام مخافة من الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة من النار.

من كتاب تهذيب الاحكام، عن الصادقعليه‌السلام : إذا دعي أحدكم إلى الطعام فلا يستتبعن ولده، فإنه إن فعل أكل حراما ودخل عاصيا.

عنهعليه‌السلام قال: الاكل على الشبع يورث البرص.

عنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أطولكم جشاءا(١) أطولكم جوعا يوم القيامة.

عنهعليه‌السلام قال: إذا حضرت المائدة وسمى رجل من القوم أجزأ عنهم أجمعين.

عنهعليه‌السلام قال: إذا وضع الخوان فقل: بسم الله، فإذا أكلت فقل: بسم الله على أوله وآخره، فإذا رفع فقل: الحمد لله.

عنهعليه‌السلام قال: إذا اختلفت الانية فسم عند كل إناء. قلت: فإن نسيت؟

قال: تقول: بسم الله على أوله وآخره.

عن الرضاعليه‌السلام قال: إذا أكلت فاستلق على قفاك وضع رجلك اليمنى على اليسرى.

وقال الصادقعليه‌السلام : كثرة الاكل مكروهة.

عنهعليه‌السلام قال: من أكل طعاما لم يدع إليه فكأنما أكل قطعة من النار.

من كتاب زهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام قال: توقوا الذنوب فما من بلية أشد وأفظع منها. ولا يحرم الرزق إلا بذنب حتى الخدش والنكبة والمصيبة(٢) ، قال الله عز وجل:( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) (٣) . أكثروا

__________________

١ - الجشاء - كغراب -: صورت مع ريح يخرج من الفم عند الشبع.

٢ - الخدش: تفرق اتصال في الظفر أو الجلد ونحو ذلك وإن لم يخرج الدم. والنكبة: الجرحة بحجر أو شوكة.

٣ - سورة الشورى: آية ٢٩.

١٤٧

ذكر الله على الطعام ولا تطغوا، فإنها نعمة من نعم الله ورزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره وحمده. أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها، فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها. من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل. إياكم والتفريط فتقع الحسرة حين لا ينتفع بالحسرة. إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام وأكثروا ذكر الله عزوجل ولا تولوهم الادبار فتسخطوا الله وتستوجبوا غضبه. من أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عندالله فلينظر كيف منزلة الله منه عند ارتكاب الذنوب، فإن كانت منزلة الله عنده عظيمة تمنعه منها فكذلك منزلته عندالله.

من كتاب تهذيب الاحكام، عن مروك بن عبيد مرفوعا، عن الصادقعليه‌السلام قال: قلت له: الرجل يمر على قراح الزرع(١) فيأخذ منه السنبلة. قال: لا. قلت: أي شيء سنبلة؟ قال: لو كان كل من يمر به يأخذ منه سنبلة لا يبقى منه شيء.

من مجموع في الاداب لمولاي أبي طول الله عمره، روى عن الفضل بن يونس قال: إني في منزلي يوما فدخل علي الخادم فقال: إن بالباب رجلا يكنى أباالحسن يسمى موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، فقلت: يا غلام إن كان الذي أتوهم فأنت خر لوجه الله. قال: فبادرت إليه فإذا أنا بهعليه‌السلام ، فقلت: انزل يا سيدي. فنزل ودخل المجلس. فذهبت لارفعه في صدر البيت، فقال لي: يا فضل صاحب المنزل أحق بصدر البيت إلا أن يكون في القوم رجل [ يكون ] من بني هاشم. فقلت: فأنت إذا جعلت فداك، ثم قلت: جعلني الله فداك إنه قد حضر طعام لاصحابنا [ فإن رأيت أن تحضر إلينا فذاك إليك ]. فقال يا فضل إن الناس يقولون: إن هذا طعام الفجأة وهم يكرهونه، أما إني لا أرى به بأسا. فأمرت الغلام فأتى بالطست فدنا منه فقال: الحمد لله الذي جعل لكل شيء حدا. فقلت: جعلت فداك فما حد هذا؟ فقال: أن يبدأ رب البيت لكي ينشط الاضياف، فإذا وضع الطست سمى وإذا رفع حمد الله. ثم أتى بالمائدة، فقلت: ما حد هذا؟ قال: أن يسمى إذا وضع ويحمد الله إذا رفع. ثم أتى بالخلال، فقلت: ما حد هذا؟ قال: أن تكسر رأسه لئلا يدمي اللثة. فأتى

__________________

١ - القراح: المزرعة التي ليس عليها بناء ولا فيها شجر.

١٤٨

بإناء الشراب، فقلت: فما حده؟ قال: أن لا تشرب من موضع العروة ولامن موضع كسر إن كان به، فإنه مجلس الشيطان، فإذا شربت سميت وإذا فرغت حمدت الله. وليكن صاحب البيت يا فضل إذا فرغ من الطعام وتوضأ القوم آخر من يتوضأ. ثم قال: إن أمير المؤمنين أمرك لبني فلان بعشرة آلاف درهم فأنا أحب أن تنفذها إليهم. فقلت: جعلت فداك إن خرج عني لم يعد إلي درهم أبدا. فقال: اخرج إليهم فلا يصل إليهم او يعود إليك إن شاء الله. قال: فلا والله ما وصلت إليهم حتى عادت إلى العشرة آلاف [ تمام الخبر ].

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الاكل في السوق دناءة.

سأل رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، قال: لعلكم تفترقون عن طعامكم، فاجتمعوا عليه واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه.

عن ابن عمر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا وضعت المائدة بين يدي الرجل فليأكل مما يليه. ولا يتناول مما بين يدي جليسه. ولا يأكل من ذروة القصعة، فإن من أعلاها تأتي البركة. ولا يرفع يده وإن شبع، فإنه إذا فعل ذلك خجل جليسه وعسى أن يكون له في الطعام حاجة.

عن أنس قال: ما أكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على خوان ولا في سكرجة(١) ولا من خبز مرقق. فقيل لانس: على ماذا كانوا يأكلون؟ قال: على السفرة.

ومن كتاب روضة الواعظين روي عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، عن أبي جحيفة(٢) قال: أتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا أتجشأ فقال: يا أبا جحيفة أخفض جشاءك، فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : نور الحكمة الجوع. والتباعد من الله الشبع. والقربة إلى الله حب المساكين والدنو منهم.

__________________

١ - السكرجة - كقنفذة -: الصفحة التي يوضع فيها الاكل.

٢ - بتقديم الجيم على الحاء مصغرا، هو وهب بن عبد الله من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام بل من خواصه.

١٤٩

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلوب تموت كالزروع إذا كثر عليه الماء.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تشبعوا فيطفأ نور المعرفة من قلوبكم. ومن بات يصلي في خفة من الطعام باتت الحور العين حوله.

وسئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أكثر ما يدخل النار؟! قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الاجوفان البطن والفرج.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكل الحلال قام على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ من أكله.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كل ملك في السماوات وفي الارض. وما دامت اللقمة في جوفه لا ينظر الله إليه. ومن أكل اللقمة من الحرام فقد باء بغضب من الله، فإن تاب تاب الله عليه وإن مات فالنار أولى به.

الفصل الرابع

( في آداب الشرب وما يتصل به)

من كتاب من لا يحضره الفقيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : آنية الذهب والفضة متاع الذين لا يوقنون.

عن الصادقعليه‌السلام قال: لا ينبغي الشرب في آنية الذهب والفضة ولا الاكل فيهما.

عن الباقرعليه‌السلام قال: لا تأكل في آنية الذهب والفضة.

عن أبي عبد الله قال: إنه كره الشرب في الفضة والقدح المفضض. وكره أن يدهن من مدهن مفضض والمشط كذلك. فمن لم يجد بدأ من الشرب في الفضة والقدح المفضض عدل بفمه عن موضع الفضة.

وروي أنه استسقى ماءا فاتي بقدح من صفر فيه ماء. فقال له بعض جلسائه: إن عباد البصري يكره الشرب في الصفر(١) . قالعليه‌السلام : فاسأله ذهب أم فضة.

__________________

١ - الصفر - بالضم - النحاس الاصفر.

١٥٠

سئل عن الصادقعليه‌السلام عن الشرب بنفس واحد؟ فقال: إذا كان الذي يناول الماء مملوكا لك فاشرب بثلاثة أنفاس. وإن كان حرا فاشربه بنفس واحد. وبرواية اخرى - وهي الاصح - عنه قال: ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من الشرب بنفس واحد. وكان يكره أن يشبه بالهيم وهي الابل(١) .

( الدعاء المروي عند شرب الماء)

الحمد لله منزل الماء من السماء، مصرف الامر كيف يشاء، بسم الله خير الاسماء.

عن الصادقعليه‌السلام قال: أتى أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة، فقالوا له: زعمت أن لكل شيء حدا ينتهي إليه؟ فقال لهم أبي: نعم. قال: فدعا بماء ليشربوا، فقالوا: يا أبا جعفر هذا الكوز من الشيء؟ قال: نعم، قالوا: فما حده؟ قال: حده أن تشرب من شفته الوسطى وتذكر الله عليه وتتنفس ثلاثا، كلما تنفست حمدت الله ولا تشرب من أذن الكوز، فإنه مشرب الشيطان، ثم تقول: الحمد لله الذي سقاني ماءا عذبا ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبي، وبرواية مثله بزيادة الحمد لله الذي سقاني فأرواني وأعطاني فأرضاني وعافاني وكفاني. اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وتسعده بمرافقته برحمتك يا أرحم الراحمين.

عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتنفس في الاناء ثلاثة أنفاس، يسمي عند كل نفس ويشكر الله في آخرهن.

عن أنس، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن الشرب قائما، قيل له: فالاكل؟ قال: هو أشر. وفي رواية عنه، أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله شرب قائما.

وقيل للصادقعليه‌السلام : ما طعم الماء؟ فقالعليه‌السلام : طعم الحياة.

وقالعليه‌السلام : إذا شرب أحدكم فليشرب في ثلاثة أنفاس يحمد الله في كل منها: الاول شكر للشربة، والثاني مطردة للشيطان، والثالث شفاء لما في جوفه.

عن ابن عباس قال: رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شرب الماء فتنفس مرتين.

عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام أنه سئل عن حد الاناء؟ فقال: حده أن

__________________

١ - الهيم: الابل العطاش.

١٥١

لا تشرب من موضع كسر إن كان به، فإنه مجلس الشيطان. وإذا شربت سميت وإذا فرغت حمدت الله.

وعن عمرو بن قيس قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام بالمدينة وبين يديه كوز موضوع، فقلت له: ما حد هذا الكوز؟ فقال: اشرب مما يلي شفته وسم الله عز وجل، وإذا رفعته من فيك فاحمد الله، وإياك وموضع العروة أن تشرب منها، فإنه مقعد الشيطان، فهذا حده.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الاخر شفاء وإنه يغمس بجناحه الذي فيه الداء، فليغمسه كله ثم لينزعه.

الفصل الخامس

( في آداب الخلال)

من كتاب من لا يحضره الفقيه، عن وهب بن عبد ربه قال: رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام يتخلل، فنظرت إليه، فقال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتخلل وهو طيب الفم. وفي خبر آخر إن من حق الضيف إن يعد له الخلال.

وقالعليه‌السلام : ما أدرت عليه لسانك فأخرجته فابلعه. وما أخرجته بالخلال فارم به.

عن الفضل بن يونس أن سأل الكاظمعليه‌السلام عن حد الخلال؟ قال: أن تكسر رأسه لئلا يدمي اللثة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: الكحل يطيب الفم، والخلال يزيد في الرزق.

من كتاب الفردوس، عن سعد بن معاذ قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنقوا أفواهكم بالخلال، فإنها مسكن الملكين الحافظين الكاتبين وإن مدادهما الريق وقلمهما اللسان، وليس شيء أشد عليهما من فضل الطعام في الفم.

من روضة الواعظين، عن عليعليه‌السلام قال: التخلل بالطرفاء(١) يورث الفقر.

من كتاب طب الائمة، عن الرضاعليه‌السلام قال: لا تخللوا بعود الرمان ولا بقضيب

__________________

١ - الطرفاء: إسم شجر.

١٥٢

الريحان، فإنهما يحركان عرق الجذام. قال: وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتخلل بكل ما أصاب إلا الخوص والقصب(١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام.

روي عن الكاظمعليه‌السلام أنه قال: ينادي مناد من السماء: اللهم بارك في الخلالين والمتخللين. والخل بمنزلة الرجل الصالح يدعو لاهل البيت بالبركة. قلت له: جعلت فداك ما الخلالون وما المتخللون؟ قال: الذين في بيوتهم الخل والذين يتخللون. وقالعليه‌السلام : الخلال نزل به جبريلعليه‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع اليمين والشاهد من السماء.

عن الصادقعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تخللوا على أثر الطعام، فإنه مصحة للفم والنواجذ ويجلب الرزق على العبد.

من صحيفة الرضا قال الرضا، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام قال: حدثني أبي أن الحسين بن عليعليهما‌السلام قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يأمرنا إذا تخللنا أن لا نشرب الماء حتى نتمضمض ثلاثا.

وروي عن محمد بن الحسن الداري يرفع الحديث أنه قال: من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة سبعة أيام.

عن الصادقعليه‌السلام قال: لا تخللوا بالقصب، فإن كان ولا محالة فلتنزع الليطة(٢) .

نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يتخلل بالرمان والقصب وقال: هما يحركان عرق الاكلة.

عن الكاظمعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تخللوا، فإنه ليس شيء أبغض إلى الملائكة من أن يروا في أسنان العبد طعاما.

عن أنس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: حبذا المتخلل من أمتي.

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج. ومن اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن فلا فلا حرج. من أكل فما تخلل فلا يأكل، وما لاث بلسانه فليبلع.

__________________

١ - الخوص، بالضم: ورق النخل. والقصب، بالتحريك: كل نبات يكون ساقه أنابيب وكعوبا.

٢ - الليطة، بالكسر: قشر القصبة التي تليط بها أي تلزق بها.

١٥٣

وقد انتخب من كتاب طب الائمة فصولا تليق الباب وألحقها بهذا الموضع على ترتيب الكتاب كما يأتي ذكره.

الفصل السادس

( في ما جاء في الخبز)

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: أكرموا الخبز، فإن الله عزوجل أنزله من بركات السماء وأخرجه من بركات الارض. قيل: وما إكرامه؟ قال: لا يقطع ولا يوطأ.

وعنهعليه‌السلام قال: أكرموا الخبز، فإن الله عزوجل أنزله من بركات السماء. قيل: وما إكرامه؟ قال: إذا حضر لم ينتظر به غيره.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه فلولا الخبز ما صلينا ولا صمنا ولا أدينا فرض الله.

عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: أكرموا الخبز، فإنه عمل فيه ما بين العرش والارض وما بينهما.

وعنهعليه‌السلام قال: بني الجسد على الخبز.

( في خبز الشعير)

عن الصادقعليه‌السلام قال: كان قوت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشعير، وحلواه التمر، وإدامه الزيت.

عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: فضل خبز الشعير على البر كفضلنا على الناس. ما من نبي إلا وقد دعا لاكل الشعير وبارك عليه. وما دخل جوفا إلا وأخرج كل داء فيه. وهو قوت الانبياءعليهم‌السلام وطعام الابرار، أبى الله أن يجعل قوت الانبياء للاشقياء.

عن الصادقعليه‌السلام قال: لو علم الله في شيء شفاء أكثر من الشعير ما جعله غذاء الانبياءعليهم‌السلام .

( في خبز الارز)

عنهعليه‌السلام قال: ما دخل جوف المسلول مثله، إنه يسل الداء سلا(١) . وقال

__________________

١ - السل - بالفتح -: إنتزاع الشيء وإخراجه في رفق.

١٥٤

عليه‌السلام : نعم الدواء الارز، بارد، صحيح، سليم من كل داء.

عن الرضا، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيد طعام الدنيا والاخرة اللحم والارز.

عن ابن أبي نافع وغيره يرفعونه، قال: من من شيء أنفع ولا أبقى في الجوف من غدوة إلى الليل إلا خبز الارز.

( في خبز الجاورس)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أما إنه ليس فيه ثقل وهو باللبن ألين وأنفع في المعدة.

الفصل السابع

( في منافع المياه)

عن الصادقعليه‌السلام قال: سيد شراب أهل الجنة الماء.

عن أبي طيفور المتطبب قال: دخلت على أبي الحسن الماضيعليه‌السلام ، فهيته عن شرب الماء، فقال: وأي بأس بالماء؟ وهو يذيب الطعام في المعدة ويذهب بالصفراء ويسكن الغضب ويزيد في اللب ويطفئ الحرارة.

وعن ياسر الخادم قال: قال الرضاعليه‌السلام : لا بأس بكثرة شرب الماء على الطعام ثم قال: أرأيت لو أن رجلا يأكل مثل ذا طعاما - وجمع يديه كلتيهما ولم يجمعهما ولم يفرقهما - ثم لم يشرب عليه الماء لم يكن يتسق(١) بطنه؟!

( في ماء زمزم)

عن الصادقعليه‌السلام قال: ماء زمزم شفاء من كل داء.

وعنهعليه‌السلام قال: ماء زمزم شفاء لما شرب له. وروي في حديث آخر: ماء زمزم شفاء من كل داء، وأمان من كل خوف.

__________________

١ - اتسق الشيء: استوى وانتظم. وأيضا امتلاء وفي بعض النسخ ينتسق. وانتسق الشيء: انتظم.

١٥٥

( في ماء الميزاب)

عن صارم(١) قال: اشتكى رجل من أصحابنا حتى سقط للموت. فلقيت أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال: يا صارم ما فعل فلان؟ قلت: تركته للموت، جعلت فداك، أما إني لو كنت في مكانك لسقيته ماء الميزاب، فطلبناه عند كل أحد فلم نجده، فبينا نحن كذلك إذا ارتفعت سحابة، فأرعدت وأبرقت فأمطرت، فجئت إلى بعض من في المسجد، فأعطيته درهما وأخذت منه قدحا من ماء الميزاب، فجئته به، فأسقيته له فلم نبرح من عنده حتى شرب سويقا وبرئ.

( في ماء السماء)

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : اشربوا ماء السماء، فإنه طهور للبدن ويدفع الاسقام قال الله تبارك وتعالى:( وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ) (٢) .

( في ماء الفرات)

عن خالد بن جرير قال: قال أبو عبد الله: لو أني عندكم لاتيت الفرات كل يوم فاغتسلت، وأكلت من رمان سوري في كل يوم رمانة(٣) .

( في ماء نيل مصر)

قال علي بن أبي طالبعليه‌السلام : ماء نيل مصر يميت القلب ولا تغسلوا رؤسكم من طينها، فإنه يورث الزمانة.

( في الماء البارد)

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : صبوا على المحموم الماء البارد، فإنه يطفئ حرها.

عن الصادقعليه‌السلام قال: الماء البارد يطفئ الحرارة ويسكن الصفراء ويذيب الطعام في المعدة، ويذهب بالحمى.

__________________

١ - هو صارم بن علوان الجوخي من أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام .

٢ - سورة الانفال: آية ١١.

٣ - سورى - كطوبى -: موضع بالعراق من أرض بابل، وموضع من أعمال بغداد.

١٥٦

من صحيفة الرضاعليه‌السلام ، عنه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال في قول الله تبارك وتعالى:( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) (١) قال: الرطب والماء البارد.

( في الماء المغلي)

عنهعليه‌السلام قال: الماء المغلي ينفع من كل شيء ولا يضر من شيء.

وعنهعليه‌السلام قال: إذا دخل أحدكم الحمام فليشرب ثلاثة أكف ماءا حارا، فإنه يزيد في بهاء الوجه ويذهب بالالم من البدن.

عن الرضاعليه‌السلام قال: الماء المسخن إذا غليته سبع غليات وقلبته من إناء إلى إناء فهو يذهب بالحمى، وينزل القوة في الساقين والقدمين.

( في النهي عن إكثار شرب الماء)

عن الصادقعليه‌السلام قال: إياك والاكثار من شرب الماء، فإنه مادة كل داء. وقالعليه‌السلام : لو أنهم أقلوا من شرب الماء لا ستقامت أبدانهم. قال: وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل دسما أقل من شرب الماء، فقيل له: يا رسول الله إنك لتقل من شرب الماء؟ فقال: إنه أمرأ للطعام.

( في شرب الماء من قيام)

قال الباقرعليه‌السلام : شرب الماء من قيام أمرأ وأصح.

عن الصادقعليه‌السلام قال: شرب الماء [ من قيام ] بالنهار يمرئ الطعام. وشرب الماء [ من قيام ] بالليل يورث الماء الاصفر. ومن شرب الماء بالليل وقال ثلاث مرات: يا ماء عليك السلام، من ماء زمزم وماء الفرات لم يضره الماء بالليل.

( في النهي عن العب)

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا، فإنه يأخذ منه الكباد(٢) .

عن عليعليه‌السلام : نهى عن العبة الواحدة في الشرب، قال: ثلاثة أو اثنتين.

__________________

١ - سورة التكاثر: آية ٨.

٢ - العب: شرب الماء بلا تنفس وغير مص. والمص: شرب الماء مع جذب نفس. والكباد بالضم -: وجع الكبد. وفي بعض النسخ ( فإنه يورث الكباد ).

١٥٧

الفصل الثامن

( في اللحوم وما يتعلق بها)

من صحيفة الرضاعليه‌السلام ، عنه، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - وقد ذكر عنده اللحم والشحم -: ليس منه بضعة تقع في المعدة إلا أنبتت في مكانها شفاءا وأخرجت من مكانها داء.

عنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا طبخت شيئا من لحم فأكثر المرقة، فإنها أحد اللحمين واغرفه للجيران، فإن لم يصيبوا من اللحم يصيبوا من المرق.

عن عليعليه‌السلام قال: اللحم سيد الطعام في الدنيا والاخرة.

عن زرارة قال: تغذيت مع أبي جعفرعليه‌السلام أربعة عشر يوما بلحم في شعبان.

عن جعفر بن محمد، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نحن معاشر الانبياء قوم لحميون.

عن أديم(١) قال: قلت للصادقعليه‌السلام : بلغني أن الله عزوجل يبغض القلب اللحم؟ قال: ذلك البيت الذي يؤكل بالغيبة فيه لحوم الناس. وقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لحميا يحب اللحم. ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه. ومن ساء خلقه فأطعموه اللحم. ومن أكل من شحمه قطعة أخرجت مثلها من الداء.

قال الصادقعليه‌السلام : أحسن اللحموم لحم الظهر.

( في اللحم باللبن)

عن الصادقعليه‌السلام قال: من أصابه ضعف في قلبه أو في بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن.

من كتاب زهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن عقبة بن علقمة قال: دخلت على أمير المؤمنينعليه‌السلام وإذا بين يديه لبن حامض قد أذاني حموضته، وكسرة يابسة، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين أتأكل مثل هذا؟ قال لي: يا أبا الجنود إني أدركت رسول الله

__________________

١ - هو أديم بن الحر الخثعمي أو الجعفي، الكوفي، الحذاء، كان من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، ثقة وله أصل.

١٥٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل أيبس من هذا ويلبس أخشن من هذا. وإن لم آخذ بما أخد به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خفت أن لا ألحق به.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: إن نبيا من الانبياء شكا إلى الله عزوجل الضعف في أمته، فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن، ففعلوا فاستبانت القوة في أنفسهم.

( في الشحم)

عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: اللحم ينبت اللحم. ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء.

عن الصادقعليه‌السلام قال: في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكل لقمة شحم أنزلت مثلها من الداء، قال: شحمة البقر.

وعنهعليه‌السلام : سميت اليهود النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الذراع. وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله يحب الذراع ويكره الورك(١) .

وعنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أتى عليه أربعون يوما لم يأكل لحما فليستقرض على الله تعالى وليأكله.

وعنهعليه‌السلام أنه قيل له: إن الناس يقولون: من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه، قالعليه‌السلام : كذبوا، من لم يأكله أربعون يوما ساء خلقه.

( في لحم الضأن)

عن سعد بن سعد قال: قلت لابي الحسنعليه‌السلام : إن أهل بيتي لا يأكلون لحم الضأن، قال: ولم؟ قلت: يقولون: إنه يهيج المرة الصفراء والصداع والاوجاع، قال: يا سعد لو علم الله شيئا أفضل من الضأن لفدى به إسماعيلعليه‌السلام .

( في لحم البقر)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لحم البقر داء. وأسمانها شفاء. وألبانها دواء.

عنهعليه‌السلام - وذكر لحم البقر عنده - قال: ألبانها دواء. وشحومها شفاء. ولحومها داء.

__________________

١ - الورك: ما فوق الفخذ، كالكتف فوق العضد.

١٥٩

عنهعليه‌السلام قال في مرق لحم البقر يذهب بالبياض(١) .

عنهعليه‌السلام ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إن بني إسرائيل شكوا إلى موسىعليه‌السلام ما يلقون من البرص. وشكا ذلك إلى الله عزوجل، فأوحى الله تعالى إليه: مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق.

عن الصادقعليه‌السلام قال: في الشاة عشرة أشياء لا تؤكل: الفرث والدم والنخاع والطحال والغدد والقضيب والانثيان والرحم والحياء(٢) والادواج. وقال: عشرة من الميتة ذكية: القرن والحافر والعظم والسن والانفحة(٣) واللبن والشعر والصوف والريش والبيض.

من الفردوس، عن معاذ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: عليكم بأكل لحوم الابل فإنه لا يأكل لحومها إلا كل مؤمن مخالف لليهود [ أعداء الله ].

( في لحم الجزر)

عن إبراهيم السمان قال: من تمام الاسلام حب لحم الجزر(٤) .

( في لحم القديد)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاثة تهدم البدن وربما قتلن: أكل القديد الغاب ودخول الحمام على الدوام. ونكاح العجائز. وزاد فيه أبوإسحاق، الغشيان على الامتلاء(٥) .

( في لحم الدجاج)

عن جابر بن عبد الله قال: أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الاغنياء بإتخاذ الغنم والفقراء بإتخاذ الدجاج(٦) .

__________________

١ - البياض: داء يحدث في الجسم قشرا أبيض.

٢ - الحياء - بالمد -: الفرج.

٣ - الانفحة - بكسر الهمزة وسكون النون وفتح الفاء، كرش الحمل أو الجدي مادام رضيعا ولم يطعم غير اللبن وهي شيء يستخرج من بطنه فيعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن.

٤ - الجزر - بالتحريك -: كل شيء مباح للذبح. والشاة السمينة واحدته.

٥ - القديد: اللحم المقدد، أي المقطوع. وقدد اللحم: جعله قطعا وجففه. والغاب: اللحم المنتن.

٦ - الدجاج - بتثليث الدال -: طائر معروف.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481