مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق12%

مكارم الأخلاق مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: مکتبة الأخلاق والدعاء
الصفحات: 481

مكارم الأخلاق
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 207734 / تحميل: 11478
الحجم الحجم الحجم
مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

تقرأ في كل ركعة الحمد و( قل هو الله أحد ) خمسين مرة فإذا فرغت من صلاتك شربت الماء على ما وصفته، فإنه جيد مجرب للحفظ إن شاء الله تعالى.

( صلاة لحفظ القرآن)

صل ليلة الجمعة أو يومها أربع ركعات، [ تقرأ في ] الاولى فاتحة الكتاب و يس والثانية حم الدخان، والثالثة حم السجدة، والرابعة تبارك الملك، فإذا سلمت فاحمد الله واثن عليه وصل على النبي وآله - صلى الله عليهم - واستغفر للمؤمنين مائة مرة، ثم قل: اللهم ازجرني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني وارحمني من أن أتكلف طلب ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والارض يا ذاالجلال والاكرام والعزة التي لا ترام يا الله يا رحمن [ رحيم ] أسألك بجلالك وبنور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك المنزل على رسولك وترزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السموات والارض، ذاالجلال والاكرام والعز الذي لا يرام، يا الله يا رحمن أسألك بجلالك وبنور وجهك أن تنور بكتابك بصري وتطلق به لساني وتفرح به قلبي وتشرح به صدري وتستعمل به بدني وتقويني على ذلك وتعينني عليه فإنه لا يعين على الخير غيرك ولا يوفق له إلا أنت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

( صلاة الضالة ودعاؤها)

روى جابر الانصاري: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله علم عليا وفاطمةعليهما‌السلام هذا الدعاء وقال لهما: إن نزلت بكما مصيبة أو خفتما جور سلطان أو ضلت لكما ضالة فاحسنا الوضوء وصليا ركعتين وارفعا أيديكما إلى السماء وقولا: يا عالم الغيب والسرائر يا مطاع يا عليم يا الله يا الله يا الله، يا هازم الاحزاب لمحمد، يا كائد فرعون لموسى، يا منجي عيسى من أيدي الظلمة، يا مخلص قوم نوح من الغرق، يا راحم عبده يعقوب، يا كاشف ضر أيوب، يا منجي ذي النون من الظلمات، يا فاعل كل خير، يا هاديا إلى كل خير، يا دالا على كل خير، يا آمر بكل خير، يا خالق الخير ويا أهل الخير أنت الله رغبث إليك فيما قد علمت وأنت علام الغيوب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، ثم سلا الحاجة تجابان إن شاء الله تعالى.

٣٤١

( ما يتعبد عند رؤية الهلال)

تكتب على يدك اليسرى بسبابة يمينك ( الله محمد علي فاطمة الحسن الحسين ) إلى آخرهم، وتكتب( قل هو الله أحد ) إلى آخرها، ثم تقول: اللهم إن الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم إلى وجوه بعض ويتبرك بعضهم ببعض وإني نظرت إلى أسمائك واسم نبيك ووليك وأوليائك وإلى كتابك فاعطني كل الذي أحب أن تعطينيه من الخير واصرف عني كل الذي احب أن تصرفه عني من الشر وزدني من فضلك ما أنت أهله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

( نسخة رقعة)

تكتب بقلم لا شيء فيه بين سطور الكتاب أو الرقعة المشتملة على الحاجة حتى لا يخلو سطر منها من حرف من هذه الحروف: محمد وعلي والخضر أبوتراب، بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحق المبين إن الله وعد الصابرين مخرجا مما يكرهون ورزقا من حيث لا يحتسبون إن الله هو السميع العليم، جعلنا الله وإياكم من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي - إلى أن تقول - والحجة والخلف القائم المنتظر صلوات الله عليهم وسلم تسليما أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تيسر أمري وتسهله لي وتغلبه لي وترزقني خيره وتصرف عني شره برحمتك يا أرحم الراحمين.

( كلمات تقال عند ختم القرآن)

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن: اللهم إني أسألك إخبات المخبتين(١) وإخلاص الموقنين ومرافقة الابرار واستحقاق حقائق الايمان والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ووجوب رحمتك وعزائم مغفرتك والفوز بالجنة والنجاة من النار.

__________________

١ - الاخبات: الخضوع والخشوع. قال الله تعالى: وبشر المخبتين.

٣٤٢

الفصل الخامس

( في نوادر من الادعية)

( في الدعاء عند أخذ المصحف)

كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا قرأ القرآن قال قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف: اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله وكلامك الناطق على لسان نبيك جعلته هاديا منك إلى خلقك وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك، اللهم إني نشرت عهدك وكتابك، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقراءتي فيه فكرا وفكري فيه اعتبارا واجعلني ممن أتعظ ببيان مواعظك فيه وأجتنب معاصيك ولا تطبع عند قراءتي على قلبي ولا على سمعي ولا تجعل على بصري غشاوة ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها، بل اجعلني أتدبر آياته وأحكامه آخذا بشرائع دينك ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا قراءتي هذرا إنك أنت الرؤف الرحيم.

( في الدعاء عند الفراغ من قراءة القرآن)

اللهم إني قد قرأت ما قضيته من كتابك الذي أنزلت على نبيك الصادقعليه‌السلام فلك الحمد ربنا، اللهم اجعلني ممن يحل حلاله ويحرم حرامه ويؤمن بمحكمه ومتشابهه واجعله لي آنسا في قبري وآنسا في حشري واجعلني ممن ترقيه بكل آية قرأها درجة في أعلى عليين آمين رب العالمين. وإذا سمعت شيئا من عزائم القرآن يجب عليك السجود وتسجد بغير تكبير وتقول: لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا، لا إله إلا الله عبودية ورقا، لا مستنكفا ولا مستكبرا بل أنا عبد ذليل ضعيف خائف مستجير، ثم ترفع رأسك وتكبر.

قال الصادقعليه‌السلام : من قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال سبع مرات: يا الله، فلو دعا على الصخور فلقها.

( دعاء فيه اسم الله الاكبر)

عن معاذ بن جبل قال: أرسلني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم إلى عبد الله بن سلام وعنده جماعة من أصحابه فحضر، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عبد الله أخبرني عن عشر كلمات

٣٤٣

علمهن الله عزوجل إبراهيمعليه‌السلام يوم قذف به في النار أتجدهن في التوراة مكتوبا؟ فقال عبد الله: يا رسول الله بأبي أنت وأمي هل أنزل عليك فيهن شيء؟ فإني أجد ثوابها في التوراة ولا أجد الكلمات وهي عشر دعوات فيهن اسم الله الاعظم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هل علمهن الله تعالى موسىعليه‌السلام ؟ فقال: ما علمهن الله تعالى غير إبراهيم الخليلعليه‌السلام ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وما تجد ثوابها في التوراة؟ قال عبد الله: يا رسول الله ومن يستطيع أن يبلغ ثوابها غير أني أجد في التوراة مكتوبا ما من عبد من الله عليه وجعل هؤلاء الكلمات في قلبه إلا جعل النور في بصره واليقين في قلبه وشرح صدره للايمان وجعل له نورا من مجلسه إلى العرش يتلالا ويباهي به ملائكته في كل يوم مرتين ويجعل الحكمة في لسانه ويرزقه حفظ كتابه وإن لم يكن حريصا عليه ويفقهه في الدين ويقذف المحبة له في قلوب عباده ويؤمنه من عذاب القبر وفتنة الدجال ويؤمنه من الفزع الاكبر يوم القيامة ويحشره في زمرة الشهداء ويكرمه الله ويعطيه ما يعطي الانبياء بكرامته ولا يخاف إذا خاف الناس ولا يحزن إذا حزن الناس ويكتب عند الله صديقا ويحشر يوم القيامة وقلبه ساكن مطمئن وهو ممن يتسامع مع إبراهيمعليه‌السلام يوم القيامة ولا يسأل بتلك الدعوات شيئا إلا أعطاه الله ولو أقسم على الله لابر قسمه ويجاور الرحمن في دار الجلال وله أجر كل شهيد استشهد منذ يوم خلقت الدنيا، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وما دار الجلال يابن سلام؟ قال: جنة عدن وهو موضع عرش الرحمن رب العزة وهو في جوار الله، قال ابن سلام: فعلمنا يا رسول الله، ومن علينا كما من الله عليك؟ قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خرو لله سجدا، قال: فخروا سجدا، فلما رفعوا رؤوسهم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قولوا: يا الله يا الله يا الله أنت المرهوب منك جميع خلقك يا نور النور أنت الذي احتجبت دون خلقك فلا يدرك نورك نور، يا الله يا الله يا الله أنت الرفيع الذي ارتفعت فوق عرشك من فوق سمائك فلا يصف عظمتك أحد من خلقك، يا نور النور قد استنار بنورك أهل سمائك واستضاء بضوئك أهل أرضك، يا الله يا الله يا الله أنت الذي لا إله غيرك تعاليت عن أن يكون لك شريك وتعاظمت عن أن يكون لك ولد وتكرمت عن أن يكون لك شبيه وتجبرت عن أن يكون لك ضد، فأنت الله المحمود بكل لسان وأنت المعبود في كل مكان وأنت المذكور في كل أوان وزمان، يا نور النور كل نور خامد لنورك، يا ملك، كل ملك يفني غيرك، يا دائم، كل

٣٤٤

حي يموت غيرك، يا الله يا الله يا الله الرحمن الرحيم ارحمني رحمة تطفئ بها غضبك وتكف بها عذابك وترزقني بها سعادة من عندك وتحلني بها دارك التي تسكنها خيرتك من خلقك يا أرحم الراحمين، يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة(١) ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى ويا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا رباه يا سيداه ويا أملاه ويا غاية رغبتاه أسألك يا الله يا الله يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار(٢) [ وأن تغفر لي ولوالدي برحمتك وأن تعطيني خير الدنيا والاخرة أنت على كل شيء قدير وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ] قال: يا رسول الله وما ثواب من قال هذه الكلمات؟ قال: هيهات هيهات انقطع العلم لو إجتمع ملائكة سبع سموات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة لما وصفوا من [ كل ] ألف [ ألف ] حزء جزء واحدا.

وذكرصلى‌الله‌عليه‌وآله لهذه الكلمات ثوابا وفضائل كثيرة لا يحتمل ذكرها ههنا اقتصرنا على ذكر المقصود مخافة التطويل.

( في طلب الحاجة)

من أراد الخروج من بيته فليقل عند خروجه: بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله ويقرأ الحمد والمعوذتين و( قل هو الله أحد ) وآية الكرسي من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره وفوقه وتحته. وإذا أراد الرجوع إلى بيته فليقل حين يدخل: بسم الله وبالله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يسلم على أهله إن كان في البيت أحد، فإن لم يكن في البيت أحد فليقل بعد الشهادتين: السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين، السلام على الائمة الهادين المهديين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. وإذا دخل السوق في الحاجة فليقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

__________________

١ - الجريرة: الجناية والذنب لانها تجر العقوبة.

٢ - شوه الله وجهه بالنار: قبحه بها.

٣٤٥

( ومن دعاء أمير المؤمنينعليه‌السلام في الحاجة)

لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، يا هو، يا من هو هو، يا من ليس هو إلا هو، يا هو، يا من لا هو إلا هو.

( أيضا في طلب الحاجة)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان أبي إذا ألمت به حاجة يسجد من غير قراءة ولا ركوع، ثم يقول: يا أرحم الراحمين سبع مرات. وما قالها مؤمن إلا قال الله جل جلاله: ها أنا ذا أرحم الراحمين سل حاجتك.

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : يا علي: إذا خرجت من منزلك تريد حاجة فاقرأ آية الكرسي، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله.

وعن الصادقعليه‌السلام قال: من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم تقض حاجته فلا يلومن إلا نفسه.

من كتاب عيون الاخبار، عن الرضا، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله: آخر سورة آل عمران وآية الكرسي وسورة( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وأم الكتاب، فإن فيها قضاء حوائج الدينا والاخرة.

( في المهمات)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا أصاب الرجل كربة أو شدة فليكشف عن ركبتيه وذراعيه وليلصقهما بالارض ويلصق جؤجؤه(١) بالارض ثم يدعو.

( آخر)

قال عليعليه‌السلام لابنه: إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا فتوضأ وارفع يديك وقل: يا الله سبع مرات، ثم سل حاجتك، فإنه يستجاب لك.

( آخر)

عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: ما من أحد دهمه أمر يغمه أو كربته كربة

__________________

١ - الجؤجؤ - كهدهد -: الصدر.

٣٤٦

فرفع رأسه إلى السماء ثم قال ثلاث مرات: « بسم الله الرحمن الرحيم » إلا فرج الله كربته وأذهب غمه إن شاء الله تعالى.

( في الدين)

عن الحسين بن خالد قال: لزمني دين ببغداد ثلاثمائة ألف وكان لي دين عند الناس أربعمائة ألف فلم يدعني غرمائي أخرج لاستقضي مالي على الناس وأعطيهم، قال: فحضر الموسم فخرجت مستترا وأردت الوصول إلى أبي الحسنعليه‌السلام فلم أقدر فكتبت إليه أصف له حالي وما علي وما لي، فكتب إلي في عرض كتابي قل في دبر كل صلاة: اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن ترحمني بلا إله إلا أنت، اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن ترضى عني بلا إله إلا أنت، اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن تغفر لي بلا إله إلا أنت أعد ذلك ثلاث مرات في دبر كل صلاة فريضة، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله، قال الحسين: فأدمتها فوالله ما مضت بي إلا أربعة أشهر حتى أقتضيت ديني وقضيت ما علي واستفضلت مائة ألف درهم.

( في الدعاء على الظالم)

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا خفت أمرا فأردت أن تكفي أمره وشره فاعتمد طلبة الهلال في أول الشهر فإذا رأيته فقم قائما على قدميك وقل كأنك تؤمني إليه بالخطاب:( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت ) (١) وتؤمي بهذه الكلمة نحو دار الرجل الذي تخافه ثم تقول: فاحترقت فاحترقت فاحترقت، اللهم طمه بالبلاء طما(٢) وغمه بالغماء غما وارمه بحجارة من سجيل وطيرك الابابيل يا علي يا عظيم، ثم تقول مثل ذلك في الليلة الثانية من الشهر وفي الليلة الثالثة، فإن نجح وبلغت ما تريد في الشهر الاول وإلا فعلت [ ذلك ] في الشهر

__________________

١ - البقرة: آية ٢٦٨.

٢ - طمت البئر وغيرها: ملاتها بالتراب. وطم الشيء: كثر. الامر: عظم وتفاقم. والغماء: الداهية والحزن والكرب. وفي بعض النسخ ( بالعناء ).

٣٤٧

الثاني تلتمس الهلال الليلة الاولى وتقول ما تقدم ذكره والثانية والثالثة، فإن نجح وإلا فمثل ذلك في الشهر الثالث فلن تحتاج بعد ذلك بإذن الله عزوجل.

( آخر)

جاء رجل إلى الصادقعليه‌السلام فشكا إليه ظالما يظلمه فقال له: قل: يا ناصر المظلوم المبغى عليه إن كان فلان بن فلان ظلمني وبغى علي فابتله بفقر لا تجبره وبلاء لا تستره، فما دعا الرجل على ظالمه بهذا الدعاء إلا ثلاث مرات حتى أصابه وضح في جبهته ثم افتقر من بعده.

( آخر)

إذا دخلت على سلطان فقل: خيرك بين عينيك وشرك تحت قدميك وأنا أستعين بالله عليك.

( آخر)

عن الرضاعليه‌السلام قال: إذا دعا أحدكم على عدوه فليقل: اللهم اطرقه بليلة(١) لا أخت لها وأبح حريمه، يا من يكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء صل على محمد وآل محمد واكفني مؤنته بلا مؤنة.

( آخر)

إذا فزعت من رجل فقل: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، أمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم وأمتنع برب الفلق من شر ما خلق ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

( في طلب الرزق)

عن الرضاعليه‌السلام قال: شكا رجل إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الفقر، فقال: أذن إذا سمعت الاذان كما يؤذن المؤذن.

عن الصادقعليه‌السلام قال: اللهم إن كان رزقي في السماء فانزله وإن كان في الارض فأظهره وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فأعطنيه وإن كان قد أعطيتنيه فبارك لي فيه وجنبني عليه المعاصي والردي.

__________________

١ - يقال أتانا فلانا طروقا أي ليلا. وأصله: الصك والقرع والدق. وفي بعض النسخ ( ببلية ) والبلية: شدة الهم والحزن وهو الاظهر.

٣٤٨

( في الخوف)

قال الصادقعليه‌السلام : إذا كنت في سفر أو مفازة(١) فخفت جنيا أو آدميا فضع يمينك على أم رأسك واقرأ برفيع صوتك:( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) (٢) . وروي في هذه الاية أنها تقرأ للدابة التي تمنع اللجام، تقرأ في أذنها وتقول: « اللهم سخرها وبارك [ لي ] فيها بحق محمد وآله »، وتقرأ إنا أنزلناه.

وقال عليعليه‌السلام : ما عثرت دابتي قط، قيل: ولم ذلك؟ قال: لاني لم أطأ [ بها ] زرعا قط.

( في من خاف الاسد على نفسه وغنمه)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من خاف الاسد على نفسه او على غنمه فليخط عليها بخط وليقل: اللهم رب دانيال والجب(٣) ورب كل أسد مستأسد احفظني واحفظ علي غنمي.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لعليعليه‌السلام : يا علي، إذا رأيت أسدا واشتد بك الامر فكبر ثلاثا وقل: الله أكبر وأجل وأعظم من كل شيء، الله أكبر وأعز من خلقه وأقدر، أعوذ بالله من شر ما أخاف وأحذر تكف شره إن شاء الله تعالى.

( في من يخاف من الكلاب والسباع)

فليقل:( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون ) (٤) ،( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا ) (٥) ،( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الاولين ) (٦)

__________________

١ - المفازة: الفلاة لا ماء فيها، من فوز - بالتشديد -: إذا مات لانها مظنة الموت.

٢ - آل عمران: آية ٧٧.

٣ - الجب - بالضم فالتشديد -: البئر العميقة. وأيضا بئر لم تطؤها فإذا طويت فهي بئر.

٤ - سورة الجاثية: آية ١٣.

٥ - سورة بني إسرائيل: آية ٤٨.

٦ - سورة الانعام: آية ٢٥.

٣٤٩

( في الفأل والطيرة)

في الحديث أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة.

وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأمر من رأى شيئا يكرهه ويتطير منه أن يقول: اللهم لا يؤتي الخير إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك.

( فيمن خاف السارق)

يقرأ على الحلق والقفل قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا إلى آخر السورة.

( في الغضب)

عن الصادقعليه‌السلام قال: أيما رجل غضب وهو قائم فليجلس، فإنه يذهب عنه رجز الشيطان، ومن غضب علي ذي رحم ماسة فليمسه يسكن عنه الغضب.

وعنهعليه‌السلام قال: قل عند الغضب: اللهم اذهب عني غيظ قلبي واغفر لي ذنبي وأجرني من مضلات الفتن، أسألك برضاك وأعوذ بك من سخطك، أسألك جنتك وأعوذ بك من نارك، أسألك الخير كله وأعوذ بك من الشر كله، اللهم ثبتني على الهدى والصواب واجعلني راضيا مرضيا غير ضال ولا مضل.

وقالعليه‌السلام : قال الله تبارك وتعالى: ياابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق.

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.

( أيضا في الغضب)

يصلي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقول يذهب غيظ قلوبهم: اللهم اغفر ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من الشيطان الرجيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

( دعاء آخر)

دعا به الصادقعليه‌السلام عند دخوله على المنصور وهو في شدة غضبه فسكن غضبه: يا عدتي عند شدتي ويا غوثي عند كربتي احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام.

( في الوحشة)

روي أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شكا إليه رجل الوحشة، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكثر من أن تقول

٣٥٠

هذه الكلمات، فإن من قالها يذهب الله عنه الوحشة وهي: سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح، خالق السموات والارض، ذي العزة والجبروت.

( في الهم والحزن)

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من دعاء بهذا الدعاء: ( اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ) اذهب الله همه وابدله مكان حزنه فرحا.

( في البلاء)

من رآى أحدا من أهل البلاء فليقل سرا: «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به ولو شاء لفعل». وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه: «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه ولو شاء فعل»، قال: من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا. وقال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا الله ولا تسمعوهم، فإن ذلك يحزنهم».

( في الجنازة)

كان علي بن الحسينعليهما‌السلام إذا رأى جنازة قال: « الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم »(١) . وقال أيضا: الحمد لله الذي تعزز بالقدرة وقهر عباده بالموت.

( في الامر المشكل)

روي أن من عرض له مهم وأراد أن يعرف وجه الحيلة فيه فينبغي أن يقرأ حين يأخذ مضجعه هاتين السورتين كل واحدة سبع مرات: والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، فإنه يرى شخصا يأتيه ويعلمه وجه الحيلة فيه والنجاة منه.

( في العافية)

كان من دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم إني أسألك العافية وشكر العافية وتمام العافية في الدنيا والاخرة.

__________________

١ - السواد: الشخص والشبح. والمخترم: الهالك والمستأصل.

٣٥١

من الروضة قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من رأى يهوديا أو نصرانيا او مجوسيا او واحدا على غير ملة الاسلام فقال: الحمد لله الذي فضلني عليك بالاسلام دينا وبالقرآن كتابا وبمحمد -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - نبيا وبالمؤمنين إخوانا وبالكعبة قبلة لم يجمع الله بينه وبينه في النار.

( في عزيمة المسألة)

يستحب للداعي عزيمة المسألة لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت وليعزم المسألة فإنه لا يكره له. وإذا استجاب الله دعاء الداعي فليقل: الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات. وإذا أبطأ عليه الاجابة فليقل: الحمد لله على كل حال. ويكره للداعي استبطاء الاجابة. وليكن مواظبا على الدعاء والمسألة ولا يسأم منهما، لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يستجاب للعبد ما لم يعجل، يقول: قد دعوت فلم يستجب لي. وإذا أردت حاجة فقل: اللهم إني أسألك باسمك الاعلى الاكبر الاعز الاجل الاعظم الاكرم أن تفعل بي كذا وكذا، فإنه لا يرد.

( في الورطة)

روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال لعليعليه‌السلام : إذا وقعت في ورطة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين، فإن الله تعالى يدفع بها البلاء.

( في اسم الله الاعظم)

روي أن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: كنت أدعو الله سبحانه سنة عقيب كل صلاة أن يعلمني الاسم الاعظم، فبينا أنا ذات يوم قد صليت الفجر إذ غلبتني عيناي وأنا قاعد وإذا أنا برجل قائم بين يدي يقول لي: سألت الله تعالى أن يعلمك الاسم الاعظم، قلت: نعم، قال: قل: اللهم إني أسألك باسم الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم، قال: فوالله ما دعوت لها لشيء إلا رأيت نجحه.

( في الرعد والصواعق)

إذا سمعت صوت الرعد ورأيت الصواعق فقل: « اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ».

٣٥٢

( في المطر)

وإذا أمطرت السماء فقل: « صيبا هنيئا »(١) .

( في الرياح)

عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا هبت الرياح فأكثر من التكبير وقل: اللهم إني أسألك خير ما هاجت به الرياح وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم اجعلها علينا رحمة وعلى الكافرين عذابا وصلى الله على محمد وآل محمد.

( في الزرع)

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إذا أردت أن تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر بيدك ثم استقبل القبلة وقل:( أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) (٢) ثلاث مرات، ثم قل: اللهم اجعله حرثا مباركا وارزقنا فيه السلامة والتمام واجعله حبا متراكبا ولا تحرمني خير ما أبتغي ولا تفتني بما متعتني بحق محمو وآله الطيبين الطاهرين، ثم ابذر القبضة التي في يدك إن شاء الله.

( الدعاء في الوحدة)

يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك ومن شر ما يحاذر عليك. أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب من ساكن البلد ومن شر والد وما ولد،( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) ، الحمد لله بنعمة وحسن بلائه علينا، اللهم صاحبنا في السفر وأفضل علينا فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله ثم تقرأ( ألهاكم التكاثر ) إلى آخرها، فإنه لا يؤذيك شيء من السباع والهوام والحيات والعقارب إذا قرأت ذلك ولو بت على الحية بإذن الله تعالى.

( في العطاس)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من سمع عطسة فحمد الله وأثني عليه وصلى على

__________________

١ - الصيب - كسيد -: من صاب يصوب إذا نزل، ويقال للسحاب الصيب أي ذو الصوب.

٢ - سورة الواقعة: آية ٦٤.

( مكارم الاخلاق - ٢٣ )

٣٥٣

محمد وأهل بيته لم يشتك ضرسه ولا عينه أبدا، ثم قال: وإن سمعها وبينه وبين العاطس البحر فلا يدع أن يقول ذلك.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: من قال إذا عطس: الحمد لله رب العالمين على كل حال لم يجد وجع الاذنين والاضراس.

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إذا عطس الرجل ثلاثا، فسمته ثم أتركه بعد ذلك.

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون به، قالت الملائكة عنه: الحمد لله رب العالمين، فإن قال: الحمد لله رب العالمين، قال الملائكة: يغفر الله لك.

عن تسنيم خادم الحسن بن عليعليهما‌السلام قال: قال لي صاحب الزمانعليه‌السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست، فقال: يرحمك الله، قال تسنيم: ففرحت بذلك، فقال: ألا أبشرك بالعطاس؟ فقلت: بلى، فقال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام.

عن أبي مريم(١) قال: عطس عاطس عند أبي جعفرعليه‌السلام ، فقال أبوجعفرعليه‌السلام : نعم الشيء العطاس، فيه راحة للبدن ويذكر الله عنده ويصلي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت: إن محدثي العراق يحدثون أنه لا يصلي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ثلاث مواضع: عند العطاس وعند الذبيحة وعند الجماع، فقالعليه‌السلام : اللهم إن كانوا كذبوا فلا تنلهم شفاعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قال إذا سمع عاطسا: الحمد لله على كل حال ما كان من أمر الدنيا والاخرة وصلى الله على محمد وآله لم ير في فمه سوءا.

عنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من سبق العاطس بالحمد عوفي من وجع الضرس والخاصرة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا عطس الانسان فقال: الحمد لله، قال الملكان

__________________

١ - هو عبد الغفار بن القاسم بن قيس، المكنى بأبي مريم الانصاري، ثقة من أصحاب الصادقين (عليهما‌السلام ).

٣٥٤

الموكلان به: رب العالمين كثيرا لا شريك له، فإن قالها العبد، قال الملكان: وصلى الله على محمد، فإن قالها العبد، قالا: وعلى آل محمد، فإن قالها العبد، قال الملكان: يرحمك الله.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام في خبر طويل: إذا عطس أحدكم فسمتوه، فإن قال: يرحمكم الله فقولوا: يغفر الله لكم ويرحمكم، فإن الله تعالى قال:( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) (١) .

وعن عبد الله بن أبي يعفور قال: حضرت مجلس أبي عبد اللهعليه‌السلام وكان إذا عطس رجل في مجلسه فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : رحمك الله، قالوا: آمين. فعطس أبو عبد اللهعليه‌السلام فخجلوا ولم يحسنوا أن يردوا عليه، قال: فقولوا: أعلى الله ذكرك.

وفي رواية أخرى عنهمعليهم‌السلام : إذا عطس الانسان ينبغي أن يضع سبابته على قصبة أنفه ويقول: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، رغم أنفي لله رغما داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستحسر وإذا عطس غيره فليسمته وليقل: يرحمك الله - مرة أو مرتين أو ثلاثا -، فإذا زاد فليقل: شفاك الله.

وإذا أراد أن يسمت المؤمن فليقل: يرحمك الله، وللمرأة: عافاك الله، وللصبي: زرعك الله، وللمريض: شفاك الله، وللذمي: هداك الله، وللنبي والامامعليهم‌السلام : صلى الله عليك. وإذا سمته غيره فليرد عليه وليقل: يغفر الله لنا ولكم.

روى أبوبصير، عن أبي عبد الله قال: كثرة العطاس يأمن صاحبها من خمسة أشياء: أولها الجذام، والثاني الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس والوجه، والثالث يأمن نزول الماء في العين، والرابع يأمن من شدة الخياشيم(٢) ، والخامس يأمن من خروج الشعر في العين. وقال: وإن أحببت أن يقل عطاسك فاستعط بدهن المرز نجوش، قلت: مقدار كم؟ قال: مقدار دانق(٣) ، قال: ففعلت ذلك خمسة أيام فذهب عني.

__________________

١ - سورة النساء: آية ٨٨.

٢ - الخيشوم - وزان فعلول -: أقصى الانف والحاجز بين المنخرين وجمعه خياشم، والخياشم أيضا: عروق في بطن الانف.

٣ - الدانق: سدس الدرهم.

٣٥٥

عنهعليه‌السلام قال: من عطس في مرضه كان له أمانا من الموت في تلك العلة. وقال: التثاؤب من الشيطان والعطاس من الله عزوجل(١) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان الرجل يتحدث فعطس عاطس فهو شاهد حق.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : العطاس للمريض دليل على العافية وراحة للبدن.

( في النسيان)

عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا أنساك الشيطان شيئا فضع يدك على جبهتك وقل: « اللهم إني أسألك يا مذكر الخير وفاعله والامر به أن تصلي على محمد وآل محمد وتذكرني ما أنسانيه الشيطان الرجيم ».

__________________

١ - التثاؤب: فترة يعتري الشخص ففتح فاه واسعا من غير قصد.

٣٥٦

الباب الحادي عشر

( في آداب المريض وعلاجه وما يتعلق بهما، خمسة فصول)

هذا الباب مختار من طب الائمة ومن مجموع دعوات لمولاي أبي طول الله عمره

الفصل الاول

( في آداب المريض والعائد وعلاجه)

( في ثواب المريض)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحمى رائد الموت وسجن الله في أرضه، وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار(١) .

وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى في جسمه بثرة(٢) عاذ بالله واستكان له وجار إليه، فيقال له: يا رسول الله أهو بأس؟ فيقول: إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا عظمه وإذا أراد أن يصغر عظيما صغره.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب، وذلك قوله عزوجل في كتابه:( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) (٣) ، ثم قال: وما يعفو الله اكثر مما ياخذ به.

عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: نعم الوجع الحمى يعطي كل عضو قسطه من البلاء ولا خير فيمن لا يبتلى.

عن محمد بن أحمد، عن يوسف بن إسماعيل بإسناده له قال قال: إن المؤمن إذا حم حماة واحدة(٤) تناثرت الذنوب منه كورق الشجر، فإن صار على فراشه فأنينه تسبيح

__________________

١ - الفور: الغليان والاضطراب. وفار فورا: هاج واضطرب.

٢ - البثرة - كتمرة - خراج صغير.

٣ - سورة الشورى: آية ٢٩.

٤ - حم الرجل - بالتشديد -: أصابته الحمى. وحم حمه - بالتشديد أيضا -: قصد قصده.

٣٥٧

وصياحه تهليل وتقلبه على الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله وإن أقبل يعبدالله عزوجل بين أصحابه كان مغفورا له، فطوبي له إن مات وويله إن عاد. والعافية أحب إلينا.

عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: حمى ليلة كفارة سنة، وذلك لان ألمها يبقى في الجسد سنة.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما بعدها.

عنهعليه‌السلام قال: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة، قال: قلت: وما قبلها بقبولها؟ قال: صبر على ما كان فيها.

عن الباقرعليه‌السلام قال: سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة.

عن زرارة، عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجرا من عبادة سنة.

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: حمى ليلة تعدل عبادة سنة وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة. قال أبوحمزة: قلت: فإن لم يبلغ سبعين سنة؟ قال: فلابيه وأمه، قال: قلت: فإن لم يبلغا؟ قال: فلقرابته، قال: قلت: فإن لم تبلغ قرابته؟ قال: فلجيرانه.

عن الرضاعليه‌السلام قال: المرض للمؤمن تطهير ورحمة. وللكافر تعذيب ولعنة. وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر.

عن أبي إبراهيمعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : للمريض أربع خصال: يرفع عنه القلم، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته، ويتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه، فإن مات مات مغفورا له وإن عاش عاش مغفورا له.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن الله إذا أحب عبدا نظر إليه. وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث: إما حمى أو وجع عين أو صداع.

٣٥٨

عن الكاظمعليه‌السلام قال: إن المؤمن إذا مرض أوحى الله عزوجل إلى أصحاب الشمال: لا تكتبوا على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي، وأوحى إلى أصحاب اليمين: أن اكتبوا لعبدي ما كنتم تكتبونه له في صحته من الحسنات.

( في الصبر على العلة)

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول الله عزوجل: إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا من جلده ودما خيرا من دمه، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي وإن عافيته عافيته ولا ذنب عليه.

عن الرضاعليه‌السلام قال: المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تعذيب ونقمة.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إن العبد ليصيبه [ من ] المصائب حتى يمشي على الارض وما عليه خطيئة.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة، قيل له: ما معنى فقبلها بقبولها؟ قال: لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنما الشكوى أن يقول الرجل: لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد، أو يقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا، وليس الشكوى أن يقول: سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا.

وروي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا إلا حطه وإنما الاجر بالقول واللسان والعمل باليد والرجل، وإن الله تعالى ليدخل بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة.

( في عيادة المريض)

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشيع جنازته.

وعادصلى‌الله‌عليه‌وآله جارا له يهوديا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت؟

٣٥٩

كيف أصبحت وكيف أمسيت؟ وتمام تحيتكم المصافحة.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه، فقيل: نعم، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه وهو كيف يؤجر فيهم؟ فقال: باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات.

قالعليه‌السلام : وينبغي لاولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت فيشهدون جنازته ويصلون عليه ويستغفرون له فيكسب لهم الاجر ويكسب لميته الاستغفار.

عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: عاد أمير المؤمنينعليه‌السلام صعصعة بن صوحان ثم قال: يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الامر قد وصل إليك ولا يلهينك الامل.

من كتاب زهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن كتاب الجنائز، عن الصادقعليه‌السلام قال: لا عيادة في وجع العين. ولا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام فإذا شئت فيوم ويوم لا، أو يوم ويومين لا وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله.

عنهعليه‌السلام قال: إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: إن من اعظم العباد أجرا عند الله لمن إذا عاد اخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه ويسأله ذلك.

وقالعليه‌السلام : من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على يدى المريض أو على جبهته.

عنهعليه‌السلام أيضا قال: تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعيه وتعجل القيام من عنده، فإن عيادة النوكي(١) أشد على المريض من وجعه.

وروي عنهعليه‌السلام أنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد، العبد إلى الله عز وجل، فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول: يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت؟ فيقول المؤمن: أنت ربي وأنا عبدك، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب، فيقول عزوجل: من عاد مؤمنا في فقد عادني، ثم يقول له: أتعرف فلان بن فلان؟

__________________

١ - النوكي: جمع أنوك: الاحمق، العاجز الجاهل، العيي في كلامه.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

التسامع في أدلة السنن، فلابد من الإتيان بها برجاء المطلوبية لابقصد الورود، وكذا الحال في المكروهات.

مستحبّات الإحرام

يستحبّ في الإحرام أمور:

١ - تنظيف الجسد، وتقليم الأظفار، وأخذ الشارب، وإزالة الشعر من الإبطين والعانة، كلّ ذلك قبل الإحرام.

٢ - تسريح شعر الرأس واللّحية من أوّل ذي القعدة لمن أراد الحجّ، وقبل شهر واحد لمن أراد العمرة المفردة.

وقال بعض الفقهاء بوجوب ذلك، وهذا القول وإن كان ضعيفاً إلاّ أنّه أحوط.

٣ - الغسل للإحرام في الميقات، ويصحّ من الحائض والنفساء أيضاً على الأظهر، وإذا خاف عوز الماء في الميقات قدّمه عليه، فإن وجد الماء في الميقات أعاده، وإذا اغتسل ثمّ أحدث بالأصغر أو أكل أو لبس ما يحرم أعاد غسله، ويجزىء الغسل نهاراً إلى آخر اللّيلة الآتية، ويجزىء الغسل ليلاً إلى آخر النهار الآتي.

٤ - أن يدعو عند الغسل على ما ذكره الصدوق «ره» ويقول:

« بسم الله وبالله، اللّهُمّ اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَطَهوراً وَحِرزاً وَأمْناً مِنْ كُلِّ

٣٨١

خَوفٍ، وشِفاءً مِن كُلِّ داءٍ وَسُقم، اللّهمَّ طَهِّرْني وَطهِّرْ قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْري، وَأجْرِ عَلى لِسانِي مَحَبَّتَك وَمِدْحَتَكَ وَالثَّنَاءَ عَلَيْكَ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ لِي إلاّ بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أنّ قِوامَ دينِي التسلِيمُ لَكَ، والاتِّبَاعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ».

٥ - أن يدعو عند لبس ثوبيّ الإحرام ويقول:

« الحَمْدُ لله الَّذي رَزَقَنِي ما أُواري بِه عَوْرَتي، وأُؤدِّي فيه فَرْضي، وَأعبُدُ فيه رَبِّي، وانتَهي فيه إلى ما أمَرَني، الحَمْدُ لله الذي قَصَدْتُهُ فَبَلَّغَني، وأَرَدْتُهُ فأعانني وَقبِلَني وَلَمْ يَقطَعْ بي، وَوَجْهَهُ أردتُ فَسَلَّمَني، فهو حِصْني وَكَهْفي وحِرزي، وَظَهري وَمَلاذي، ورجائي وَمَنْجاي وذُخْري وَعُدَّتي في شِدَّتي ورخائي ».

٦ - أن يكون ثوباه للإحرام من القطن.

٧ - أن يكون إحرامه بعد فريضة الظهر، فإن لم يتمكّن فبعد فريضة أخرى، وإلاّ فبعد ركعتين أو ستّ ركعات من النوافل، والستّ أفضل، يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة التوحيد، وفي الثانية الفاتحة وسورة الجحد، فإذا فرغ حمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيِّ وآله ثمّ يقول:

« اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ أنْ تَجْعَلَني مِمَّن اسْتَجابَ لَكَ وَآمَنَ بِوَعْدكَ، وَاتَّبَعَ أمْرَكَ فَإنِّي عَبْدُكَ وَفي قَبْضَتِك، لا أُوْقى إلاّ ما وَقَيْتَ، وَلا آخُذُ إلاّ ما أعْطَيْتَ، وَقَدْ ذَكرْتَ الحجَّ، فأسألُكَ أن تَعْزمَ لِي عَلَيْه عَلى كِتابِكَ وَسُنَّة نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَتُقَوِّيَني عَلى مَا ضَعُفتُ عَنْهُ،

٣٨٢

وَتُسلِّمَ مِنِّي مَنَاسِكي، في يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، وَاجْعَلْني مِن وَفْدكَ الَّذينَ رَضيتَ وَارتَضيْتَ وَسَمَّيْتَ وَكَتَبْتَ.

اللّهُمَّ إنِّي خَرَجتُ مِن شُقّةٍ بَعيدَةٍ وانفَقْتُ مَالِي ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ، اللّهُمَّ فَتَمِّمْ لِي حَجّي وَعُمْرَتي، اللّهُمَّ إنِّي أُريدُ التمتُّع بِالعُمْرَة إلى الحَجّ عَلى كِتابِكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله وَسلّم، فإنْ عَرَضَ لِي عَارضٌ يَحْبسنُي، فحُلَّني حيثُ حَبَسْتَني لِقَدَرِكَ الَّذي قَدَّرْتَ عليَّ، اللّهُمَّ إن لَمْ تَكُنْ حَجَّةٌ فَعْمرةٌ.

أحْرَمَ لَكَ شعري وَبَشَري، ولَحْمي ودَمي، وعِظامي ومُخّي وعَصَبي، من النِّساء والثِّياب وَالطِّيب، أبتغي بذلك وجْهَكَ والدّارَ الآخرة ».

٨ - التلفّظ بنية الإحرام مقارناً للتلبية.

٩ - رفع الصوت بالتلبية للرجال.

١٠ - أن يقول في تلبيته:

« لَبَّيْكَ ذا المعارج لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ داعِياً إلى دار السَّلام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ غَفّارَ الذُّنُوب لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ أهلُ التلبية لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا الجلال والإكرام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تُبْدىَُ والمعادُ إليكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تَستغني ويُفْتَقرُ إليكَ لَبَّيْكَ.

لَبَّيْكَ مَرهوباً وَمرغُوباً إليك لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ إلهَ الحقِّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا النَّعُماء والفَضْل الحَسن الجَميل لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ كشّافَ الكُرَب العظام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ عبدُكَ وابنُ عبدَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ يا كريمُ لَبَّيْكَ ».

٣٨٣

ثمّ يقول:

« لَبَّيْكَ أتقرَّبُ إليكَ بمحمّدٍ وآل محمّدٍ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ بحجّة أو عُمرةٍ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وهذه عُمْرةُ متعة إلى الحجّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تلبيةً تمامُها وبلاغُها عَليكَ ».

١١ - تكرار التلبية حال الإحرام، عند الاستيقاظ من النوم، وبعد كلّ صلاة، وعند كل ركوب ونزول كلّ علوّ أكمه أو هبوط واد منها، وعند ملاقاة الراكب، وفي الأسحار يستحبّ إكثارها ولو كان المحرم جنباً أو حائضاً، ولا يقطعها في عمرة التمتّع إلى أن يشاهد بيوت مكّة القديمة، وفي حجّ التمتّع إلى زوال يوم عرفة، كما تقدم في المسألة ٥١.

مكروهات الإحرام

يكره في الإحرام أمور:

١ - الإحرام في ثوب أسود، بل الأحوط ترك ذلك، والأفضل الإحرام في ثوب أبيض.

٢ - النوم على الفراش الأصفر، وعلى الوسادة الصفراء.

٣ - الإحرام في الثياب الوسخة، ولو وسخت حال الإحرام فالأولى أن لا يغسلها ما دام محرماً، ولا بأس بتبديلها.

٤ - الإحرام في الثياب المعلّمة، أي المشتملة على الرسم

٣٨٤

ونحوه.

٥ - استعمال الحنّاء قبل الإحرام إذا كان أثره باقياً إلى وقت الإحرام.

٦ - دخول الحمّام، والأولى بل الأحوط أن لا يدلك المحرم جسده.

٧ - تلبية من يناديه، بل الأحوط ترك ذلك.

دخول الحرم ومستحبّاته

يستحب في دخول الحرم أمور:

١ - النزول من المركوب عند وصوله الحرم، والاغتسال لدخوله.

٢ - خلع نعليه عند دخول الحرم، وأخذهما بيده تواضعاً وخشوعاً لله سبحانه.

٣ - أن يدعو بهذا الدعاء عند دخول الحرم:

«اللَّهُمَّ إنَّك قُلتَ في كتابِكَ، وقولُكَ الحقّ: وَأذِّن في النّاس بالحجِّ يأتُوكَ رجالاً وَعلى كُلِّ ضامرٍ يأتينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ، اللّهُمَّ إنِّي أرجو أنْ أكُونَ مِمَّنْ أجابَ دعوتَكَ، قَد جئتُ من شُقَّةٍ بَعيدةٍ وَفَجٍّ عَميقٍ، سامعاً لِنِدائِكَ وَمُستجيباً لَكَ، مُطيعاً لأمْركَ وكلُّ ذلك بِفَضْلكَ عَليَّ وإحسانكَ إليَّ.

٣٨٥

فَلكَ الحَمْدُ على ما وَفَّقْتَني لَهُ أبتغي بذلك الزُّلْفةَ عندَكَ، والقُربَةَ إليكَ والمنزلةَ لَدَيك، والمغْفِرةَ لذُنُوبي، والتَّوبَةَ عليَّ منها بمنِّكَ، اللّهُمَّ صلِّ على محمّدٍ وآل مُحمّدٍ وَحرِّم بَدَني على النّار، وَآمِنّي مِن عَذابِكَ بِرَحمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحمين».

٤ - أن يمضغ شيئاً من الإذخر عند دخوله الحرم.

آداب دخول مكّة المكرّمة والمسجد الحرام

يستحبّ لمن أراد أن يدخل مكّة المكرّمة أن يغتسل قبل دخولها، وان يدخلها بسكينة ووقار، ويستحبّ لمن جاء من طريق المدينة أن يدخل من أعلاها ويخرج من أسفلها.

ويستحبّ أن يكون حال دخول المسجد حافياً على سكينة ووقار وخشوع، وان يكون دخوله من باب بني شيبة، وهذا الباب وإن جهل فعلاً من جهة توسعة المسجد إلاّ أنّه قال بعضهم إنّه كان بإزاء باب السلام، فالأولى الدخول من باب السلام، ثمّ يأتي مستقيماً إلى أن يتجاوز الاسطوانات.

ويستحبّ أن يقف على باب المسجد ويقول:

« السَّلامُ عَليكَ أيُّها النبيُّ وَرحمَةُ الله وبركاتُهُ، بسم الله وبالله، وَمِنَ الله وما شاء الله، السَّلامُ عَلى أنبياء الله ورُسُله، والسَّلامُ على

٣٨٦

رَسُول الله، والسَّلامُ عَلى إبراهيمَ خَلِيل الله، والحَمْدُ لله ربّ العالمِينَ».

ثمّ يدخل المسجد متوجّهاً إلى الكعبة رافعاً يديه إلى السماء ويقول:

« اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ في مَقامي هذا، في أوّل مناسِكي، أن تَقبَلَ تَوبَتي وان تجاوَزَ عن خَطيئَتي وَتَضَعَ عَنِّي وِزْرِي، الحَمْدُ لله الَّذي بَلَغَني بَيْتَهُ الحرامَ، اللّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ هذا بيتُكَ الحرامُ الَّذي جعلتَهُ مثابَةً للنّاس وأمْناً مُباركاً وهُدىً للعالمين.

اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ، والبلدُ بلدُكَ، والبيتُ بيتُكَ، جئتُ أطلبُ رَحمَتَكَ، وأؤُمّ طاعَتَكَ، مُطيعاً لأمرك، راضياً بقَدَرك، أسألُكَ مسألةَ الفقير إليكَ، الخائِفُ لِعُقُوبَتِكَ، اللّهُمَّ افتَحْ لي أبْوابَ رَحمَتِك، واسْتَعْمِلني بطاعتِكَ ومَرْضاتِكَ ».

وفي رواية أخرى يقف على باب المسجد ويقول:

« بسم الله وبالله، ومِن الله وإلى الله وما شاء الله، وعلى مِلَّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخيرُ الأسماء لله، والحَمْدُ لله، والسَّلامُ على رَسُول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، السَّلامُ على محمّد بن عبدالله، السَّلام عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُهُ، السَّلامُ على أنبياء الله، ورُسلُه، السَّلامُ على إبراهيمَ خَليل الرَّحمن، السَّلامُ على المُرْسَلينَ، والحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ، السَّلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين.

اللّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وَآلِ محمَّدٍ، وباركْ على محمَّدٍ وآل

٣٨٧

محمَّدٍ، وارحم محمَّداً وَآل محمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ على إبراهيم وَآل إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ عَبدكَ ورسولِكَ، وصَلِّ على إبراهيم خليلِكَ، وعلى أنبيائِكَ ورُسُلِكَ وَسلِّمْ عَلَيْهِمْ، وسَلامٌ على المُرْسَلينَ، والحَمْدُ لله ربِّ العالمينَ.

اللّهُمَّ افتَحْ لي أبوابَ رحْمَتِكَ وَاسْتَعْمِلْني في طاعَتِكَ وَمَرْضاتِكَ واحْفَظْنِي بِحِفْظ الإيمان أبداً ما أبْقَيْتَني جَلَّ ثَناءُ وَجْهِكَ، الحمدُ لله الَّذي جَعَلني مِنْ وَفْدِهِ وزوّاره، وجَعلني مِمَّن يَعْمُرُ مَساجِدَهُ، وَجَعلني مِمَّن يُناجيه، اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ في بَيْتِكَ وَعَلى كُلِّ مَأتيٍّ حَقٌّ لِمَنْ أتاهُ وَزَارَهُ، وانتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَأكْرَمُ مَزورٍ.

فأسألُكَ يا اللهُ يا رَحْمنُ وَبأنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ، وَحْدَكَ لا شَريْكَ لَكَ، وَبِأنَّكَ واحِدٌ أحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفْواً أحَدٌ، وان مُحمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلّى الله عليه وعَلى أهْل بيتهِ، يا جَوادُ يا كَريمُ يا ماجِدُ يا جَبّارُ يا كَريمُ، أسألُكَ أنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إيّايَ بزياتي إيّاكَ أوّلَ شيءٍ تُعْطيني فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ».

ثمّ يقول ثلاثاً:

« اللّهُمَّ فُكَّ رَقَبتي مِنَ النَّار ».

ثمّ يقول:

« وأوْسعْ عليَّ مِنْ رزْقِكَ الحَلال الطِّيب، وَادْرأ عَنّي شَرَّ شياطين الإنس والْجِنِّ، وَشرَّ فَسَقَة العَرب والعَجَم ».

٣٨٨

ويستحبّ عندما يحاذي الحجر الأسود أن يقول:

« أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بالله وَكَفَرتُ بالطّاغوت وباللاّت والعُزَّى وبِعبادة الشّيطان، وبعبادة كُلِّ نِدٍّ يُدعى مِنْ دُون الله ».

ثمّ يذهب إلى الحجر الأسود ويستلمه ويقول:

« الحَمْدُ لله الَّذي هَدانا لِهَذا وَما كُنّا لنَهْتَدي لَوْلا أنْ هَدَانا اللهُ، سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله ولا إله إلاّ الله والله أكبَرُ، أكبَرُ مِنْ خَلقِه، أكبَرُ مِمَّن أخْشى وَأحذَرُ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ وَيُحيي، بِيده الخَيْرُ، وهُوَ عَلى كلِّ شَيءٍ قَدير ».

ويصلّي على محمّد وآل محمّد، ويسلّم على الأنبياء كما يصلّي، ويسلّم عند دخوله المسجد الحرام، ثمّ يقول:

« إنِّي أُؤمِنُ بِوَعْدِكَ وَأُوفِي بِعَهدك».

وفي رواية صحيحة عن أبي عبداللهعليه‌السلام : إذا دنوت من الحجرالأسود فارفع يديك، واحمد الله واثن عليه، وصلِّ على النبيّ، واسأل الله أن يتقبّل منك، ثمّ استلم الحجر وقبّله، فإن لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك، فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه وقل:

« اللّهُمَّ أمانَتي أدَّيْتُها، ومِيثَاقي تعاهَدتُهُ لتشْهَدَ لِي بالموافاة، اللّهُمَّ تَصديقاً بكتابِكَ، وعلى سُنَّة نَبِيِّكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ

٣٨٩

وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحمّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بالله وَكَفَرْتُ بالجِبْت والطّاغوت وباللات والعُزَّى وعِبادة الشّيطان، وعِبادة كُلِّ نِدٍّ يُدعى مِنْ دُون الله تعالى ».

فإن لم تستطع أن تقول هذا فبعضه، وقل:

« اللّهُمَّ إليْكَ بَسَطْتُ يَدي، وَفِيْما عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتي فاقْبَلْ سَبْحَتي، وَاغْفِر لي وَارْحَمْني، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْر وَالفَقْر وَمَواقِف الخِزْي في الدُّنيا وَالآخِرة ».

آداب الطواف

روى معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال تقول في الطواف:

« اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي يُمْشى بِه عَلى طَلل الماء كَمَا يُمْشَى بِه عَلى جَدَد الأرْض، وَأسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ، وأسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي تَهْتَزُّ لَهُ أقْدامُ مَلائِكَتِك، وَأسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ مُوسى مِن جانِب الطُّور فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَألْقَيْتَ عَلَيْه مَحَبَّةً مِنْكَ، وَأسْألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي غَفَرْتَ بِه لِمُحَمَّدٍ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّر، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ أنْ تَفْعَلَ بِي كذا وكذا » ما أحببت من الدعاء.

وكلّ ما انتهيت إلى باب الكعبة فصلِّ على محمّد وآل محمّد،

٣٩٠

وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود:

« ربَنا آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً وَفِي الآخِرة حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النّار ».

وقل في الطواف:

« اللّهُمَّ إنِّي إليكَ فقِيرٌ، وإني خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَلا تُغَيِّر جِسْمِي، وَلا تُبَدِّل اسمي ».

وعن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان علي بن الحسينعليه‌السلام إذا بلغ الحجّ قبل أن يبلغ الميزاب يرفع رأسه، ثمّ يقول وهو ينظر إلى الميزاب:

« اللّهُمَّ أدْخِلْني الجَنَّة بِرَحْمَتِكَ، وَأجِرْني بِرَحْمَتِكَ مِنَ النّار، وَعافِني مِنَ السُّقْم، وَأوسعْ عَليَّ مِنَ الرِّزق الحَلال، وَأدْرَأ عَنِّي شَرَّ فَسَقَة الجنِّ والإنْس، وَشَرَّ فَسَقَة العَرَب والعَجَم ».

وفي الصحيح عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنّه لمّا انتهى إلى ظهر الكعبة حتّى يجوز الحجر قال:

« يا ذَا المنِّ والطَّول وَالجُود والكَرم، إنَّ عَمَلِي ضَعِيْفٌ فضاعِفْهُ لِي وَتَقَبَّلهُ مِنّي، إنّكَ أنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ».

وعن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّه لمّا صار بحذاء الركن اليماني أقام فرفع يديه ثمّ قال:

« يا اللهُ يا وَليَّ العافِيَةِ، وَخالِقَ العافِيَةِ، وَرازقَ العافِيَةِ، وَالمُنعِمُ بالعافِيَةِ، وَالمَنَّانُ بالعافِيَةِ، والمُتَفَضِّلُ بالعافِيَةِ عَليَّ وَعَلى جَمِيْع خَلْقِكَ، يَا رَحْمنَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَرَحيمَهُما، صلِّ على مُحمَّدٍ وَآل

٣٩١

مُحمَّدٍ وارْزُقْنا العافِيَة، ودَوامَ العافِيَة وَتَمامَ العافِيَة، وَشُكْرَ العافِيَة، في الدُّنيا والآخِرة يا أرْحمَ الرّاحمين ».

وعن أبي عبداللهعليه‌السلام : إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخّر الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت والصق بدنك وخدّك بالبيت وقل:

« اللّهُمَّ البيتُ بيتُكَ، والعَبْدُ عَبدُكَ وَهذا مكانُ العائذ بِكَ من النّار».

ثمّ أقِرَّ لربّك بما عملت، فإنّه ليس من عبد مؤمن يقرّ لربّه بذنوبه في هذا المكان إلاّ غفر الله له إن شاء الله، وتقول:

« اللّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرُّوحُ والفَرَجُ والعافيةُ، اللُّهُمَّ إنَّ عَمَلِي ضَعيفٌ فَضاعِفهُ لِي، واغْفِر لِي ما اطَّلَعْتَ عَلَيْه مِنِّي وَخَفِيَ عَلى خَلْقِكَ ».

ثمّ تستجير بالله من النار وتخيّر لنفسك من الدعاء، ثمّ استلم الركن اليماني.

وفي رواية أخرى عنهعليه‌السلام : ثمّ استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الأسود واختم به وتقول:

« اللّهُمَّ قَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَني، وَباركْ لِي فيما آتَيْتَني ».

ويستحبّ للطائف في كلّ شوط أن يستلم الأركان كلّها وان يقول عند استلام الحجر الأسود:

«أمَانَتي أدَّيْتُها وَمِيْثاقِي تَعاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بالمُوافاة».

٣٩٢

آداب صلاة الطواف

يستحبّ في صلاة الطواف أن يقرأ بعد الفاتحة سورة التوحيد في الركعة الأولى، وسورة الجحد في الركعة الثانية، فإذا فرغ من صلاته حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد وآل محمّد، وطلب من الله تعالى أن يتقبّل منه.

وعن الصادقعليه‌السلام أنّه سجد بعد ركعتي الطواف وقال في سجوده:

« سَجَدَ وَجْهِي لَكَ تَعبّداً وَرِقّاً، لا إلهَ إلاّ أنْتَ حَقّاً حَقّاً، الأوّل قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيءٍ، وَهَا أنَا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ، ناصِيَتي بِيَدَيْكَ، وَاغْفِرْ لِي إنَّه لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ غَيْرُكَ، فَاغْفِرْ لِي، فَإنِّي مُقرٌّ بِذُنُوبي عَلى نَفْسِي وَلا يدفَعُ الذَّنْبَ العَظيمَ غيرُكَ ».

ويستحبّ أن يشرب من ماء زمزم قبل أن يخرج إلى الصفا ويقول:

« اللّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً، ورِزقاً واسِعاً، وشفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقمٍ».

وإن أمكنه أتى زمزم بعد صلاة الطواف وأخذ منه ذنوباً أو ذنوبين، فيشرب منه ويصبّ الماء على رأسه وظهره وبطنه، ويقول:

« اللّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً، وَرِزقاً واسعاً، وشفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وسُقمٍ».

٣٩٣

ثمّ يأتي الحجر الأسود فيخرج منه إلى الصفا.

آداب السعي

يستحبّ الخروج إلى الصفا من الباب الذي يقابل الحجر الأسود مع سكينة ووقار، فإذا صعد على الصفا نظر إلى الكعبة، ويتوجّه إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود، ويحمد الله ويُثني عليه ويتذكّر آلاء الله ونعمه، ثمّ يقول: «اللهُ أكبر» سبع مرّات، «الحمدُ لله» سبع مرّات، «لا إله إلاّ الله» سبع مرّات، ويقول ثلاث مرّات:

« لا إلهَ إلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُمِيْتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ، بِيَده الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ».

ثمّ يصلّي على محمّد وآل محمّد، ثمّ يقول ثلاث مرّات:

« الله أكبرُ على ما هَدانَا، وَالحَمْدُ لله عَلى ما أولانَا، وَالحَمْدُ لله الحَيِّ القَيُّوم، والحَمْدُ لله الحيِّ الدَّائِم ».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

« أشْهَدُ أن لا إلهَ إلاّ الله، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا نَعْبُدُ إلاّ إيِّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّيْنَ وَلَوْ كَره الْمُشْرِكُونَ ».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

«اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةَ وَاليَقِيْنَ فِي الدُّنيا وَالآخِرة».

ثمّ يقول: «اللهُ أكبر» مائة مرّة، «لا إله إلاّ الله» مائة مرّة، «الحمدُ لله»

٣٩٤

مائة مرّة، «سبحان الله» مائة مرّة، ثمّ يقول:

« لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ، أنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الأحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَحْدَهُ وَحْدَهُ، اللّهُمَّ بَاركْ لِي فِي المَوت وَفِيما بَعْدَ المَوْت، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ ظُلْمَة القَبْر وَوَحْشَتِه، اللّهُمَّ أظِلَّنِي في ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاّ ظِلُّكَ ».

ويستودع الله دينه ونفسه وأهله كثيراً، فيقول:

« أسْتَودعُ اللهَ الرَّحمنَ الرَّحِيم الَّذي لا تَضيعُ وَدائِعهُ ديني وَنَفْسي وَأهْلي، اللّهُمَّ اسْتَعْمِلْني على كِتَابِكَ وَسُنَّة نَبِيِّكَ وتَوَفَّنِي على مِلَّتِهِ، وأعِذْني من الفتنة».

ثمّ يقول: «الله أكبر» ثلاث مرّات، ثمّ يعيدها مرّتين ثمّ يكبّر واحدة ثمّ يعيدها، فإن لم يستطع هذا فبعضه.

وعن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) أنّه إذا صعد الصفا استقبل الكعبة ثمّ يرفع يديه، ثمّ يقول:

« اللّهُمَّ اغْفِر لِي كُلّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ قَطّ، فإنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ بِالمَغْفِرَة، فَإنَّك أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، اللّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أنْتَ أهْلُهُ، فَإنَّكَ إن تَفْعَلْ بِي ما أنْتَ أهلُهُ تَرْحَمْنِي، وإن تُعَذِّبْني فَأنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذابي، وانا مُحتاجٌ إلى رَحْمَتِكَ، فَيا مَنْ أنا مُحْتَاجٌ إلى رَحْمَتِه ارْحَمْني، اللّهُمَّ لا تَفْعَلْ بِي مَا أنا أهْلُهُ، فإنَّكَ إن تَفْعل بِي ما أنَا أهْلُهُ تُعذِّبني وَلَمْ تَظْلِمني، أصْبَحْتُ أتَّقي عَدْلَكَ وَلا أخافُ جَوْرَكَ، فيا مَنْ هُوَ عَدلٌ لا يَجورُ ارْحَمْني ».

٣٩٥

وعن أبي عبداللهعليه‌السلام إن أردت أن يكثر مالك فأكثر من الوقوف على الصفا، ويستحبّ أن يسعى ماشياً وان يمشي مع سكينة ووقار حتّى يأتي محلّ المنارة الأولى فيهرول إلى محلّ المنارة الأخرى، ثمّ يمشي مع سكينة ووقار حتّى يصعد على المروة، فيصنع عليها كما صنع على الصفا، ويرجع من المروة إلى الصفا على هذا النهج أيضاً، وإذا كان راكباً أسرع فيما بين المنارتين فينبغي أن يجدّ في البكاء ويتباكى ويدعو الله كثيراً ويتضرع إليه.

آداب الإحرام إلى الوقوف بعرفات

إذا أحرم للحجّ - وقد تقدم ذكر آدابه في صفحة ٣٨٣ - وخرج من مكّة يلبّي في طريقه غير رافع صوته، حتّى إذا أشرف على الأبطح رفع صوته، فإذا توجّه إلى منى قال:

«اللّهُمَّ إيّاكَ أرْجُو، وَإيّاكَ أدعُوا، فَبَلِّغْني أمَلِي، وَأصْلِحْ لِي عَمَلِي».

ثمّ يذهب إلى منى بسكينة ووقار مشتغلاً بذكر الله سبحانه، فإذا وصل إليها قال:

« الحَمْدُ لله الَّذي أقْدَمَنيها صالحاً في عافية، وبَلَّغَني هذا المكانَ».

٣٩٦

ثمّ يقول:

« اللّهُمَّ هذه مِنى، وَهذهِ ممّا مَنَنْتَ به عَلَيْنا مِن المناسِك، فأسألُكَ أنْ تَمُنَّ عَليَّ بما مَنَنْتَ به على أنبِيائِكَ، فَإنَّما أنا عَبْدُك وفي قَبْضَتِكَ ».

ويستحبّ له المبيت في منى ليلة عرفة، يقضيها في طاعة الله تبارك وتعالى، والأفضل أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف، فإذا صلّى الفجر عقّب إلى طلوع الشمس ثمّ يذهب إلى عرفات، ولا بأس بخروجه منها قبل طلوع الشمس.

فإذا توجّه إلى عرفات قال:

«اللُّهُمَّ إلَيْكَ صَمَدْتُ، وإيّاك فاعتَمَدتُ وَوَجْهَكَ أرَدْتُ، فأسألُكَ أن تُباركَ لي في رحلَتِي وان تَقْضيَ لي حاجَتي، وان تجْعَلَني مِمَّن تُباهي به اليومَ مَنْ هو أفْضَلُ مِنِّي »، ثمّ يلبّي إلى أن يصل إلى عرفات.

آداب الوقوف بعرفات

يستحبّ في الوقوف بعرفات أمور، وهي كثيرة نذكر بعضها، منها:

١ - الطهارة حال الوقوف.

٢ - الغسل عند الزوال.

٣٩٧

٣ - تفريغ النفس للدعاء والتوجّه إلى الله.

٤ - الوقوف بفسح الجبل في ميسرته.

٥ - الجمع بين صلاتي الظهرين بأذان وإقامتين.

٦ - الدعاء بما تيسّر من المأثور وغيره، والأفضل المأثور، فمن ذلك:

دعاء الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، ودعاء علي بن الحسينعليه‌السلام .

ومنه: ما في صحيحة معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إنّما تعجل الصلاة وتجمع بينها لتفرغ نفسك للدعاء فإنّه يوم دعاء ومسألة، ثمّ تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار، فاحمد الله وهلّله ومجِّده واثن عليه، وكبّره مائة مرّة، واحمده مائة مرّة، وسبّحه مائة مرّة، واقرأ «قل هو الله أحد» مائة مرّة، وتخيّر لنفسك من الدعاء ما أحببت، واجتهد فإنّه يوم دعاء ومسألة وتعوّذ بالله من الشيطان فإنّ الشيطان لن يذهلك في موطن قطّ أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن، وإيّاك أن تشتغل بالنظر إلى الناس، واقبل قبل نفسك، وليكن فيما تقول:

« اللّهُمَّ إنّي عبدُكَ فلا تجعلني مِن أخْيَبِ وَفْدِكَ وارحَمْ مَسِيري إليكَ مِنَ الفَجِّ العَمِيق ».

وليكن فيما تقول:

« اللُّهمَّ رَبَّ المشاعِر كلِّها فُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّار، وَأوْسِعْ عَليَّ مِنْ

٣٩٨

رِزقِكَ الحَلال، وادْرَأ عَنّي شَرّ فَسَقَة الجِنِّ والإنس ».

وتقول:

« اللُّهُمَّ لا تَمْكُر بِي ولا تَخْدَعني ولا تَسْتَدْرجْنِي ».

وتقول:

« اللُّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِحَوْلِكَ وَجُوْدك وَكَرمِكَ وَمَنِّكَ وَفَضْلِكَ، يا أسْمَعَ السّامِعينَ وَيا أبْصَرَ الناظرينَ وَيا أَسْرَعَ الحاسِبينَ وَيا أرْحَمَ الرّاحِمينَ أنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وان تفعل بي كذا وكذا»، وتذكر حوائجك.

وليكن فيما تقول وانت رافع رأسك إلى السماء:

«اللّهُمَّ حاجتي إلَيْكَ الّتَي إنْ أعطَيْتَنيها لم يَضُرَّني ما مَنَعْتَني، وَالَّتي إن مَنَعْتَنيها لم يَنْفَعْني ما أعطَيْتَني، أسألُكَ خلاصَ رَقَبَتي مِنَ النّار».

وليكن فيما تقول:

« اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَمِلْكُ يَدكَ، ناصِيَتي بِيَدكَ وأجَلِي بِعِلْمِكَ، أسألُكَ أن تُوَفِّقَني لِما يُرْضِيكَ عَنِّي وان تَسلَّمَ مِنِّي مناسِكي الَّتي أرَيْتَها خليلَكَ إبراهيم صلواتُك عَليه وَدَلَلْتَ عَلَيْها نَبيِّكَ محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

وليكن فيما تقول:

« اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّن رَضيتَ عَمَلَهُ وَأطَلْتَ عُمَرَهُ وَأحيَيْتَهُ بَعْدَ المَوْت حَياةً طَيِّبَةً ».

٣٩٩

ومن الأدعية المأثورة ما علّمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاًعليه‌السلام على ما رواه معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: فتقول:

« لا إله إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحيي، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيدَه الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْتَ كما تَقُول وخير ما يَقُولُ القائِلُون، اللّهُمَّ لَكَ صلاتي وديني وَمَحيايَ وَمَماتي وَلَكَ تُراثي، وبِكَ حَوْلي وَمِنْكَ قُوَّتي، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْر وَمِنَ وَسْواس الصَّدر وَمِنْ شَتات الأمر وَمِنْ عَذاب النّارَ وَمِنْ عَذاب القبر، اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ مِنْ خَيْر ما تأتي به الرِّياحُ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما تأتي به الرِّياحُ، وأسألُكَ خَيْرَ اللّيل وخَيْرَ النَّهار ».

ومن تلك الأدعية ما رواه عبدالله بن ميمون، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقف بعرفات، فلمّا همّت الشمس أن تغيب قبل أن يندفع، قال:

« اللّهُمّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْر وَمِنْ تَشَتّت الأمر، وَمِنُ شَرِّ ما يُحدثُ باللّيل والنَّهار، أمْسى ظُلْمي مُسْتَجيراً بِعَفْوك، وأمْسى خَوفي مُستجيراً بأمانك، وأمسى ذُلِّي مُسْتجيراً بِعِزِّكَ، وأمْسى وَجْهِي الفاني مُستجيراً بِوَجْهِكَ الباقي، يا خَيْرَ مَنْ سُئِل، ويا أجْوَدَ مَنْ أعْطى، جَلِّلْني بِرَحْمَتِكَ، وَألْبِسْني عافِيَتِكَ، وَاصْرفْ عَنِّي شَرَّ جميع خَلْقِكَ».

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481